Skip to main content

Full text of "إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين - الزبيدي - العلمية"

See other formats


کک 


EEE 


0 
€ 


السا ا 


اسا 7 ل 


SIE STEEL 


سارہ 
م حَمَی ان ن ارم | سکام ل وع اپوراد بدا 
موان ع ررم فش سال اة رعا ادعام لرن ' 
8 کے عاو نے وز ار فل ناء ر ےا ر 4 


دح eo@=‏ 
ر 


0 


CELA 
د أرالكض الملمية‎ 


مروت _ لن 


٠ : 
ھی‎ 


E 


برع 
E‏ علوم ال 


کر ا 
م ۰ 


ر صنسىف 


ر وت وت و 
العامة السد دند احسّب لزبيي 
اله بيرتض 
الممتو و سة ١٠٠٠ھ‏ 


ت 
> 


تبه 


" 


ت 


مانالا تايل یع لاء براض ع عه فبا للفائة 
رضنا اء علوم ال ني ين العا ى التفية دَق لفل ماجاءَ به السَّابع 


اح تامس 


كتاب آداب تلاوة القرآن » كتاب الأذكار والدعوات 
كتاب ترتيب الأوراد وتفصيل إحياء الليل » كتاب آداب الاكل 


دارالكش الملية 


بيروت _-لبنان 


مع اموق وة 
رر دیک 


۔ تان 


۸ 
کر لرک ا ہے 
رلب ص : ور کي بردت .لبنات 
ب ب ٤٤٤:‏ ۱۱/۹ تاڪس : Nasher 41245 |e‏ 


ه١‎ ) 


NooV¥ —۳7711۳0 : فت‎ 


بسم الله الر حن الرحم 
وصل الله على سیدنا محمد وآله وصحبه وسام تسلا 
الله ناصر کل صابر 


الحمد لله الذي وفق قلوب الأحباب لوافقة مراسم السنة وأحكام الكتاب» وفتح بصائر 
أبصارهم فابصروا مواقع الصواب إذ رفع مم عن مشاهدة عين الحقائق الحجاب» والممهم سلوك 
المحجة البيضاء وناداهم بلسان المحبة من جناب جنات الاقتراب فكحلوا نواظرهم بالسهاد وجفوا 
مضاجعهم طيب الرقاد وقاموا بتلاوة الكتاب» وجدوا في اثر الإطلاب مع الطلاب» جعلوا نهارهم 
ليلا ء وأفراحهم ميلا > وتذللوا على الأعتاب» فأقامهم على حاضره وباديه» وأسمعهم أوامره 
ونواهيه وهداهم إلى الباب» وأذاقهم لذيذ الخطاب يا عبادي أنا التواب» وروق مم شراب 
الاتصال في دار الوصال فناهيك به من شراب وناهيك بهم مسن شرًاب» أحجده مدا 
استوجب به أثواب الشواب. وأشكره شكراً استزيد به زيادات أولي الألباب» وأشهد 
آن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تنزهه عن الحلول والاتحاد» والظهور والبطون 
والابتداء والانتهاء والاستتار والاحتجاب.» وتقدس ذاته المقدسة عن مقالات أولي الجهالات من 
الكم والكيف والأين والمكان والزمان والإياب والذهاب» ونمجده فما أبرزه جكمته من الأكوان لا 
عن التفكر والتدبر والمعاونة والمشاورة والراحة والنصب والانتصاب» ونعظمه عن التشبيه والتمثيل 
والتعديل والتحويل والتبديل والتر كيب والارتكاب . وأشهد أن سيدنا مدا عبده ورسوله أشرف 
محبوب وأعظم مشرف وأكرم و وار منسل وأخص الأحباب» أرسله بفضل الكتاب وفصل 
الخطاب رأيده بأفضل كتاب. وأجل خطاب. أخجل فصحاء الأعراب بالاعراب والايجاز 
والإسهاب» واعجز بلغاء الأحزاب ببدائع النهي والإيجاب» وأضربهم عا يعبدونه ما ينحتونه ما 
أتى به من اللإإضراب فانفذ الأحباب من مهاوي الارتياب ومغاوي الأعراب» واعقب الإعراب 
بالعقاب على الاعقاب . و كشف عن وجه نور الإسلام مكفرات ظلات الإشراك والضباب » صلل الله 
عليه وعلى آله الأنجاب وأصحابه الأحباب» وعلى الخلفاء الراشدين الأئمة المهدين الأقطاب. 
أي بكر الصديق وأي حفص عمر بن الخطاب› وأيعمرو ذي النورين جامع القرآن والأخشى في 
ذات الله آي تراب وسم تسلا کشراً كثيرا » ورضي عنهم وأرضاهم عنا وعن التابعين هم بإحسان 
إلى ما بعد يوم الحساب» وبعد فهذا شرح : 


كتاب آداب تلاوة القرآن 
بسم الله الر حن 
اشد ال امن اع عاد ال ٠‏ لتر وكتابه المنزل الذي لا يأتيه 
ك 


وهو الثامن من الربع الأول من كتاب إحياء العلوم للإمام حجة الإسلام أني حامد الغزالي 
روح الله روحه ومنحنا فتوحه حللت منه عقدة الألفاظ وحللت بوضعه ذروة الحفاظ» معولاً 
ثاقب الفكر على إيضاح ما خفي من الإشارات والرموز» معتنياً بفك ما أغفلة الأكثرون مما فيه 
E‏ ي ان لوو اا وق ال ارات ا ور 
الأقوال إلى أربابهاء ورد الوجوه لأصحابها معترفاً بغاية العجز الوقير » متلففا برداء الزمانة 
والتقصير » سائلاً من المولى اللطيف الخبير » متوسلاً بهذا الإمام إليه في تفريج كروي وتيسير كل 
عسير إنه على ما يشاء قدير » وبالاإجابة جدير» لا إله غيره ولا خير إلا خيره. 

فأقول استفتح المصنف رجه الله تعالى كتابه بقوله : 


بسم الله الرحمن الرحم 


لا أن نسبتها من متلو الكتب نسبة أم القرآن من القرآن» فحسن مراعاة اقترانها بالأقوال 
والأفعال في سائر الأحيانء وكا أنها افادت نسبة الأمور كلها إليه سبحانه وحده أفادت أنه الإله 
وحده» وذلك هو إجال تفصيل ما في الكتاب وبها يتم سر أسرار الخطاب» ولا كان اسم الجلالة 
علا » وكان جامعاً لمعاني الأساء الحسنى أعقبه بالرحمن من حيث أنه كالعام في أنه لا يوصف به 
غیره» ومن حیث أنه أبلغ من الرحم» فأولى الأبلغء وذلك موافق لترتيب الوجود والا ياد م 
النعم العامة م نم النعم الخاصة. وفي ذ كر الوصفين ترغيب . وطويت النقمة في إفهام اختصاص الثاني 
لهام الترغيب بلا إشارة الترهيب » والمراد با هنا أنه سبحانه يستحق الاتصاف با لذاته» وفيها 
الدلالة على سائر الصفات الحسنى > لأن من عمت رحته امتنع نم أن یکون فيه شوب نقص. ولا 
كانت البسملة نوعاً من الحمد ناسب كل المناسبة تعقيبها الحمد الكلي الجامع لجميع افراده 
فقال : 


(الحمد لله ) وهو المستحق للمحامد كلها لا غيرهء ( الذي امتن ) يقال: من عليه وامتن 


كتاب آداب تلاوة القرآن O E E‏ 


الباطل من بَيْن يديه ولا من حلفه تنزيل مِن حك حيدٍ) [ فصلت : ٤۲‏ ] حتى اتسع 
على أهل الأفكار طريق الاعتبار بجا فيه من القصص والاخبار . واتضح به سلوك المنهج 
القويم والصراط المستقم بما فصل فيه من الأحكام . وفرَق به بين الحلال والحرام فهو الضياء 


وامتنه أيضاً بمعنى واحد ( عباده ) المضافين إليه بالعبودية المحضة ( بنبيه المرسل ) أي بإرسال 
هذا النبي الكريم» وقد أشار بذلك أنه تعالى جع له بين مقامي النبوة والرسالة » والنبوة سفارة بين 
الله وبين ذوي العقول من عبيده لاأزاحة عللهم في معاشهم ومعادهم » والنبي سمي به لکونه منبئا با 
تسكن إليه العقول الزكيةء ويصح كونه فعيلا بمعنى فاعل» وكونه بمعنى مفعول. والرسالة من 
الرسل وهو الانبعاث على تؤدة» وقد أرسله الله فهو رسول ومرسل سمي به لتتابع الوحي عليه » 
وهو باعتبار الملائكة أعم من النبي إذ قد يكون من الملائكة » وباعتبار البشر أخص منه إذ الرسول 
رجل بعثه الله لتبليغ الأحكام » ( وكتابه المنزل ) وهو القرآن ( الذي لايأتيهالباطل )ضد الحق 
وهو ما لا ثبات له من المقال والفعال عند الفحص عنه» ( من بين يديه ولا من خلفه ) أي هو 
محفوظ من إتيان الباطل إليه من سائر جهاته ( تنزيل من حكم ) هو المحكم للأشياء وموجدها 
على غاية اللإحكام ( حيد € )[ فصلت ٤٠:‏ ]هو المحمود الفعال» فالتنزيل إذا كان من عند من 
هذه صفاته كيف يأتيه الباطل وفيه الاقتباس من قوله تعالى : [وإنه لکتاب عزیز لا يأتيه 
الباطل € [ فصلت : ٤١ » ٤١‏ ] الآية . والكلام في الفرق بين الإنزال والتنزيل مشهور لا نطيل به» 
( حتى اتسعت على أهل الافتكار ) الصحبح ( طريق الاعتبار ) وهي الحالة التي يتوصل بها من 
معرفة الشاهد إلى غيره» وقيل : هو التدبر وقياس ما غاب على ما ظهر» ( بجا فيه من القصص 
والاخبار ) من سوالف الأعصار . قال تعالى : # إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار € [ آل عمران: 
۳ والنور : ٤٤‏ ] في آي كثيرة تلوح إلى ذلك» ( واتضح به سلوك المنهج ) هو الطريق الواضح 
( القوي ) المعتدل الذي لا اعوجاج فيه ( وهدى به الصراط المستقم ) وهو الطريق الحق 
الواضح المعتدلء ( بجا فصل فيه من الأحكام) الإهية » ( وفرق به بين الحلال والحرام) فيه 
تخصيص بعد تعمم » ( فهو الضياء والنور ) ها مترادفان » وقيل : الضياء أخص من النور . وتقدم 
ذلك في أوائل كتاب العام » وقال بعضهم : النور هو الضوء المنتشر الذي يعين على الابصار » وهنا قاعدة 
نذ کرها وهي انهم قالوا إن نفي العام يدل على نفي الخاص » وثبوته لا يدل على ثبوته» وثبوت 
الخاص يدل على ثبوت العام » ونفيه لا يدل على نفيه » ولا شك أن زيادة المفهوم من اللفظ توجد 
الالتذاذ به » فلذلك كان نفي العام أحسن من نفي الخاص» وإثبات الخاص أحسن من إثبات العام 
فالأول: كقوله: [ فلا أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم) [ البقرة: ٠١‏ ] وم يقل : « بضوئهم» 
بعد قوله : « اضاءت » لأن النور أعم من الضوء إذ يقال على القليل والكثير » وإنما يقال : الضوء على 
الكثير من النور» ولذلك قال: # هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نوراً© [ يونس: ٥‏ ] ففي 
الضوء دلالة على النورء فهو أخص منه فعدمه يوجب عدم الضوء بخلاف العكس » والقصد إزالة 
النور عنهم أصلاً ولذا قال عقبه : 8 وتركهم في ظلمات) [ البقرة: ١١‏ ] والثاني كقوله: ‏ جنة 


AA ٦1‏ کات ادات تلاو القران 


والنور وبه النجاة من الغرور وفيه شفاء لما في الصدور . من خالفه من الجبابرة قصمه الله 
ومن ابتغى العم في غبره أضله الله. هو حبل الله المتين ونوره لبن ا الوثقى 
والمعتصم الأوفى » وهو المحيط بالقليل والكثير والصغير والكبير . لا تنقضی عجائبه ولا 
تتناهى غرائبه لا حيط بفوائده عند أهل العلم تحديد ولا يخلقه عند أهل التلاوة كثرة 
الترديد . هو الذي أرشد الأوّلين والآخرين» ولا سمعه الجن م يلبثوا إن ولوا إلى 


عرضها السموات والآرض ) [ آل عمران: ٠١۳‏ ] وم يقل طوها لأن العرض أخص إذ كل ما له 
عرض له طول ولا عکس » والته عام . 

( وبه النجاة من الغرور ) وهو كل ما يغر الإنسان من مال وجاه وشيطان» وفسر أيضاً 
بالدنيا لأنها تغر وتمد وتضر » وأصل الغرور سكون النفس إلى ما يوافق اهوى وييل إليه الطبع . 
( وفيه شفاء لما في الصدور ) من سائر أمراضها وعللها الخفية من الوساوس والأوهام والخطرات 
والشكوك ( من خالفه) أي أحكامه بأن لم يعمل بموجبها ( من الجبابرة) جع جبار. قال 
الخطابي : جبر خلقه على ما أراد من أمره ونهيه. يقال : جبره وأجبره بمعنى ( قصمه الله ) أي كسر 
ظهره إذ القصم يستعمل في كسر الشيء طولاً » ( ومن ابتغى العام ) أي طلبه ( في غيره) ظناً 
منه بأنه ليس فيه ( أضله الله ) أي أطمه في هوة الضلال والخسران» ( وهو حبل الله المتين ) أي 
القوي فمن تعلق به وصل وبالحق اتصل» ( ونوره المبين ) أي الظاهر الواضح» ( والعروة) 
بالضم ما تشد به الةباب ونخحوها بتداخلها بعضها في بعض دخولا لا ينفصم بعضه عن بعض إلا 
بفصم طرفه إذا فصمت منه عر وة انقصم جيعه ( الوثقى ) فعلى للمبالغة من الوثوق ليشد باستيثاقه 
ما يخاف وهنه سماه بها على التشبيه بالعروة التي يستمسك بهاوليستوثق . ومنه الحديث : « وذلك أوثق 
عرا الإيان». ( والمعتصم ) على صيغة إسم المفعول الموضع الذي يعتصم ويلتجأً إليه ( الأوقى ) 
أفعل من الوقاية وهي الحفظ . وروى البيهقي عن رجل من الصحابة م يسم رفعه : « القرآن هو النور 
المبين والذ كر الحكم والصراط المستقم ». ( وهو المحيط بالقليل والكثير والصغير والكبير ) لقوله 
تعالى : 3 ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين [ الأنعام :0۹ ] ( لا تنقضي ) على مر الدهور 
( عجائبه ) لكثرتها » ( ولا تتناهى ) ما كرت العصور ( غرائبه )أي نوادره الغريبة لا يعرفها إلا 
من يارسها ويغوص في تيارها ( لا بجحيط بفوائده) جع فائدة وهي ما استفيدت من طريقة مال 
هذا هو الأصلء م استعير منه في فائدة العام والأدب ( عند أهل الفهم ) وفي نسخة: العام 
( تحديد ولا يخلقه) أي لا ببابه ( عند أهل الثلاوة) له ( كثرة التردید ) بل یزداد جدة كلا 
رددفيه » ( فهو الذي أرشد ) وني نسخة أعيا ( الأولين والآخرين ) أي أرشدهم إلى الصواب» 
وسلموا من طرق الضلال» والعناد » وعلى النسخة المذ كورة معناه أعياهم فهم معانيه ا لخفية » ( ولا 
سمعه ) أي القرآن نغر من ( الجن ) من وفد نصيبين قيل : كانوا سبعة» وروي ذلك عن ابن 
a E LES‏ عن زر بن حبيش ( م يلبثوا أن ولوا إلى قومهم ) انصرفوا 
( منذرین ) مخوفین داعین بأمر رسول اله مله . 


e Tea eS e E AEE کتاب آداب تلاوة القرآن‎ 


قومهم منذرين فقالُوا إا سَمعنا فراناً عجبا» يدي إلى الرشد فامتا به ون 


قال ابن عباس : جعلهم رسول الله به رسلا إلى قومهم وهو قوله تعالى في سورة الأحقاف : 
وإذ صرفنا إليك نفراً من الجن يستمعون القرآن فلا حضروه قالوا انصتوا فلا قضى ولوا إلى 
قومهم منذرین ٭ قالوا یا قومنا إنا سمعنا کتاباً أنزل من بعد موسی مصدقاً ما بين يديه يهدي إلى 
احق وإلى طريق مستقم» يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لم من ذنوبكم جرک من 
عذاب ألم [الأحقاف: ۲۹ - ۳١‏ ] وقال في سورة الجن قل أوحي إل أنه استمع نفر من 
الجن ( فقالوا إنا سمعنا قرآناً ) أي كتاباً ( عجباً ) أي بديعاً مبايناً لكلام الناس في حسن نظمه 
ودقة معناه وهو مصدر وصف به للمبالغة ( يمدي إلى الرشد ) أي الحق والصواب ( فآمنا به 
ولن نشرك بربنا أحداً) )1 الجن : ٠١١‏ ]على ما نطق به الدلائل القاطعة على التوحيد . 

وروى البخاري في صحيحه فقال : حدثنا مسدد » حدثنا أبو عوانة عن أي بشر » عن سعيد بن 
جبير » عن ابن عباس قال : انطلق رسول الله َه في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ» 
وقد حل بن الشاطن ودن ر العا فارحت عليهم الشهب فرجعت الشياطين إلى قومهم» 
فقالوا : ما لكم ؟ قالوا : قد حيل بيننا وبين خبر السماء فأرسلت علينا الشهب . فقالوا : ما حال بينكم 
وبينها إلا شيء حدث فأضربوا مشارق الأرض ومغار با فانظروا ما هذا الذي حال بينكم وبين 
خبر السماء » فانصرف أولئك الذين توجهوا نحو تهامة إلى النبي ل وهو بنخلة عامدين إلى سوق 
عکاظ» وهو یصلى بأصحابه ل ا الا او له فقالوا : هذا والله الذي 
حال بينكم وبين خبر السماء» فهنالك حين رجعوا إلى قومهم قالوا : يا قومنا * إنا سمعنا قرآنا 

عجباً يمدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحداً) فأنزل الله على نبيه قل أوحي إلي ) 

وإغا أوحي قول الجن ». 

وقال مسام في صحيحه :حدثنا مد بن المثنى » حدثنا عبد الأعلى » حدثنا داود بن ألي هند » عن 
عامر قال : سألت علقمة هل كان ابن مسعود شهد مع رسول ميل ليلة الجن ؟ فقال علقمة : : أا 
سألت ابن مسعود هل شهد أحد منكم مع رسول الله بل ليلة الجن ؟ فقالوا : لا ولکنا کنا مع 
رسول الله ّل ففقدناه فالتمسناه من الأودية والشعاب» فقلنا استطير أوأغتيل . قال : فبتنا بش 
ليلة بات بها قوم » فلا أصبحنا إذا هو جاء من قبل حراء قال : فقلنا يا رسول الله فقدناك فطلبناك 
فام نجدك فبتنا بشر ليلة بات بها قوم قال : « أتاني داعي الجن فذهبت معه فقرأت القرآن فانطلق 
بنا فأرانا آثارهم وأثار نيرانهم » الحديث . 

ورواه كذلك عن علي بن حجر : حدثنا إسماعيل بن إبراهي عن داود بهذا )لاإسناد قال الشعبي : 
وسألوه الزاد وكانوا من جن الجزيرة. 

وروی مد بن إسحاق عن يزيد بن ألي زياد بن كعب القرظي : « أن رسول الله مه انصرف 
من الطائف راجعاً إلى مكة حين يئس من خبر ثقيف» حتى إذا كان بنخلة قام في جوف الليل 
يصلي فمر به نفر من الجن أهل نصيبين اليمن فاستمعوا له» فلا فرغ من صلاته ولوا إلى قومهم 


E EEO E ۸‏ آداب تلاوة القرآن 


نشرك بربنا أحداً ‏ [ الجن :۲۰۱ ] فکل من آمن به فقد وفق »ومن قال به فقد صدق »ومن 
سك به فقد هُدي» ومن عمل به فقد فاز . وقال تعالی : [ إَِا نحن تتا الذَكّر ونا له 
لَحَافظُون€ [الحجر : ٩‏ ]. ومن أسباب حفظه في القلوب والمصاحف استدامة تلاوته 
والمواظبة على دراسته مع القيام بآدابه وشروطه» والمحافظة على ما فيه من الأعان الباطنة 
والآداب الظاهرة . وذلك لا بد من بمانه وتفصيله ؛ وتنكشف مقاصده في اربعة !ابواب. 


منذرين قد آمنوا فأجابوا لما سمعواء فقص الله خبرهم عليه فقال  :‏ وإذ صرفنا إليك نفراً من 
الجن € » الآية. 

قال البغوي في تفسيره: وروي أنهم لما رجوا بالشهب بعث إبليس سراياه ليعرف الخبر فكان 
أول بعث بعث ر كبا من أهل نصيبين وهم أشراف الجن وساداتهم » فبعثهم إلى تهامة. 

وقال أبو حزة السمالي بلغنا أنہم من بني الشيعبان وهم أكثر الجن عدداً وهم عامة جنود 
إبليس. فلا رجعوا قالوا : 8 إنا سمعنا قرآناً عجباً) . 

(فکل من آمن به فقد وفق ) في أحواله ( ومن قال به فقد صدق ) في أقواله» ( ومن 
تمسك به فقد هدي ) إلى الاستقامة ( ومن عمل به فقد فاز ) فوزا ابديا إلى يوم القيامةء ثم ان 
هذا السياق الذي أورده المصنف بعد سياق جلة الحمد من غير أن يتبعها بالصلاة والسلام على نبيه 
کا جرت به عادته وغادات المصنفين إما نسياناً منه أو اكتفاء بما صلى به وسام في نفسه منتزع 
من حدیث على رضی الله عنه » وهو ما أُورده صاحب القوت من حديث على رضى الله عنه على ما 
سيأتي للمصنف في أواخر الباب الثالث من هذا الكتاب. 

( قال الله عز وجل  :‏ إنا نحن نزلنا الذ كر € ) بنون العظمة في الموضعين مع ضمير المتكام مع 
الغبر إشارة إلى فخامة أمره وعظم شأنه» والمراد بالذكر القرآن وقد سمى الله إياه بالذ كر في عدة 
مواضع : منها هذاء ومنها قوله : 3 إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه 
الباطل من بین يديه ولا من خلفه تنزیل من حکم حید 4 [ فصلت  ( ] ٤۲۰ ٤۱:‏ وإِنا له 
حافظون€ ) [ الحجر : ٩‏ ] أي من التغيير والتبديل وتحريف المبطلين. 

وقال جاهد ‏ إنا له لحافظون € أي عندنا رواه ابن أي شيبة وابن جرير» وابن المنذرء وابن 
أي حاتم وقال قتادة: أي من إبليس فلا يستطيع أن يزيد فيه باطلاً ولا ينقص منه حقاً حفظه الله 
من ذلك رواه عبد الرزاق» وابن جرير» وابن المنذر » وابن أهي حاتم . 

( ومن أسباب حفظه في القلوب والمصاحف استدامة تلاوته ) أي قراءته ( والمواظبة على 
دراسته ) أي مدارسته مع غيره بامناوبة كا كان يفعله النبي عه مع جبريل عليه السلام 
( بآدابه ) المعلومة ( وشروطه ) التي لا بد منهاء والمحافظة ( على ما فيه من الأعمال الباطنة 
والآداب الظاهرة» وذلك لا بد من بيانه وتفصبله ) «الكشف عن مظانه» ( رتنكشف 
مقاصده في أربعة أبواب. 


تاب آداب تلاوة القرآن AAAS SRSA‏ 


الاب الأول: ف فضل القرآن وأهله. 
الباب الثاني : في آداب التلاوة في الظاهر . 
الباب الثالث: في الأعال الباطنة عند التلاوة. 


الباب الرابع: في فهم القرآن وتفسيره بالرأي وغبره. 


اللاب الأول) : منها (في) بیان ( فضل القرآن وأهله) أي حجلته وما فيه وفيهم من 
اا و عات 


ّ٘ 


( الباب الثاني : في آداب التلاوةفيالظاهر ) وفيه من آثار السلف. 
( الباب الثالث: في الأعمال الباطنة عند التلاوة) التي هي كالروح هما 


( الباب الرابع : في فهم القرآن وتفسيره بالرأي وغيره) وما فيه من اختلاف الأقوال عند 
العلاء . 


1 كتاب آداب تلاوة القرآن / الاب الأول 


الباب الأول 
ي فضإ القران واهله وذم ا لمقصرین ي تلاوته 
فضيلة القران: 
قال م : « من قرأ القرآن ثم رأى أن أحداً أوتي أفضل ما أوتي فقد استصغر ما 
عظمه الله تعالى ». وقال ّيه : ١‏ ما من شفيع أفضل منزلة عند الله تعالى من القرآن لا 
نى ولا ملك ولا غیره ». وقال ب : ٫‏ لو كان القرآن في إهاب ما مته النار ». وقال 


ء 
الباب الأول 
في فضل القرآن وأهله وذم المقصرين في تلاوته والغافلين 

فضيلة القرآن: 

( قال رسول الله ْله : من قرأ القرآن ثم رأى أن أحداً أوتي أفضل ما أوتي فقد 
استصغر ما عظمه الله تعالى » ) قال العراقى ٠:‏ رواه الطبراني من حديث عبد الله بن عمرو بسند 
ضعبف اه. 1 

قلت : رواه في الكبير » ورواه كذلك عمد بن نصر في کتاب قیام الليل » وأبو بكر بن أي 
شيبة» لكنه موقوف على ابن عمرو ولفظهم جيعاً : « من قرأ القرآن فرأى أن أحداً أعطي أفضل 
ما أعطي فقد عظم ما صغر الله وصغر ما عظم الله » الحديث. ورواه الخطيب كذلك عن ابن 
عمر. 

( وقال بب : « ما من شفيع أفضل منزلة عند الله يوم القيامة من القرآن لا ني ولا ملك 
ولا غىره» ) . 

قال العراقي : رواه عبد الملك بن حبيب من رواية سعيد بن سلم مرسلاً وللطبراني من حديث 
ابن مسعود : « والقران شافع ومشفع ». ولمسام من حديث الي امامة «اقرؤا القران فإنه يجيء يوم 
القيامة شفيعا لصاحبه » . 

( وقال ْله : « لو كان القرآن في إهاب ما مسته النار») . 

قال التور بشتي . إنما ضرب المثل بالإهاب وهو جلد لم يدبغ لأن الفساد إليه أسرع ولفح النار 
فيه أنفذ ليبسه وجفافه بخلاف المدبوغ للينه» وا معنى : لو قدر أن يكون في إهاب ما مسته النار 


کتاب آداب تلاوة القرآن / اللاب الأول bh E ET E‏ 
بإ : ١‏ أفضل عبادة أمتى تلاوة القرآن » : وقال بث أيضاً : « إن الله عز وجل قرأ طه 
ويس قبل أن يخلق الخلق بألف عام فلا سمعت الملائكة القرآن قالت : طوبى لأمة ينزل 
عليهم هذا وطوبى لأجواف تحمل هذا وطوبى لألسنة تنطق بهذا ». وقال لله : 


ببر كة جاورته للقرآن» فكيف بمؤمن تولى حفظه والمواظبة عليه والمراد نار الله الموقدة المميزة بين 

وقال الطيي : تحريره أن التمثيل وارد على المبالغة والفرض كا في قوله تعالى : قل لو كان 
البحر مداداً € [ الكهف: ٠١۹‏ ] أي ينبغي ويحق أن القرآن لو كان في مثل هذا الشيء الحقير 
الذي لا يوبه به ویلقی في النار ما مسته اه. 

وقال المناوي : تحريره لو جاز حلول القرآن في محل ثم حل الإهاب لم تمس الإهاب النار» 
وفائدة الخبر حفظ مواضع الشكوك من الناس عند احتراق مصحف» أو ما كتب فيه قرآن 
فيستعظمون إحراقه ويدخلهم الشك والله أعام. 

قال العراقى : رواه‌الطبرافي وابن حبان في الضعفاء من حديث سهل بن سعد ولأحد 
والدارمي والطبرافي خحوه من حديث عقبة بن عامر وفيه ابن ميعة. ورواه ابن عدي والطبرافي 
والببهقى في الشعب من حديث عصمة بن مالك بإسناد ضعيف اه. 

قلت : لكن لفظ الطبراني من حديث عقبة وعصمة : « ما أكلته النار » وفي رواية: « ما أحرقته 
النار » وعند البيهقي عن عصمة بن مالك بلفظ : « لو جع القرآن في إهاب ما أحرقه الله بالنار » 
اه. 

والإهاب: بالكسر الجلد قبل أن يدبغ » وبعضهم يقول: الإهاب الجلدء وهذا الإطلاق مول 
على ما قیده الأكثر » فإن قوله بي : « أيا إهاب دبغ » يدل عليه كا في المصباح . 

( وقال بير : « أفضل عبادة أمتى قراءة القرآن» ) لأنه أصل العلوم وأسها وأهمهاء 
فالاشتغال به أفضل من غيره من سائر الاذكار إلا ما ورد فيه نص خاص في وقت خصوص . 

قال العراقي : رواه أبو نعم في فضائل القرآن من حديث النعهان بن بشير » وأنس بإسناد ضعيف 
آھ. 

قلت : رواه البيهقي كذلك» ورواه ابن نافع » عن أسيد عن جابر التميمي والسنجري في الإبانة 
عن أنس بلفظ : « أفضل العبادات قراءة القرآن » . 

( وقال له : « إن الله عز وجل قرأ طه ويس قبل أن يخلق الخلق بألف عام فلا سمعت 
الملائكة القرآن قالت طوبى لأمة ينزل عليهم هذا . وطوبى لأجواف تحمل هذاء وطوبى 
لألسنة تنطق بهذا » ) قال العراقي : رواه الدارمي من حديث أي هريرة بسند ضعيف اه. 


e‏ کات اواب تلاوة القرآن./ اللاب: الأول 


« خير من تعام القرآن وعلمه ». وقال مړ : « يقول الله تبارك وتعالی من شغله قراءة 
القرآن عن دعائي ومسألتي أعطيته أفضل ثواب الشاكرين ». وقال مه : « ثلاثة يوم 


قلت : وأخرجه كذلك ابن خزية في التوحيد» والعقيلى في الضعفاء » والطبراني في الأوسط› 
وابن عدي في الكامل » وابن مردويه والبيهقى في الشعب بلفظ : « قبل أن يخلق السموات والأرض 
بألفي عام » وتتكام بدل تنطق » والباقي سواء . 

( وقال له : « خير من تعام القرآن وعلمه» ) قال العراقي : رواه البخاري من حديث 
عثان‌بىن عفان اه. 

قلت : ورواه كذلك الطيالسي » وأحمدء وأبو داود» والترمذي وقال: حسن صحيح › وابن 
ماجه وابن حبان كلهم من حديث عثان» ورواه البخاري والترمذي عن على بن أي طالب» 
والخطيب عن عبدالله بن عمر وابن مردويه في كتاب أولاد المحدثين. وابن النجار عن ابن 
مسعود » ورواه ابن الضريس والبيهقي عن عثمان بزيادة: « وفضل القرآن على سائر الكلام كفضل 
الله على خلقه » وذلك لأنه منه . وعند الطبراني عن ابن مسعود : « خير ك من قرأ القرآن وأقرأه». 
ورواه البيهقى عن أي أمامة بزياد” إن لحامل القرآن دعوة مستجابة يدعو مها فيستجاب له ». 

( وقال به : «يقول الله تبارك وتعالى من شغله قراءة القرآن عن دعائي ومسالتي 
اعطيته افضل ثواب الشاكرين») . 

قال العراقى : رواه الترمذي من حديث أي سعيد « من شغله القرآن عن ذكري ومسألق 
أعطيته أفضل ما أعطى السائلين » وقال: حسن غريب رواه ابن شاهين بلفظ المصنف اه. 

قلت : رواه الترمذي عن محمد بن إسماعيل عن شهاب بن عباد عن عمد بن الحسن بن أي يزيد 
الممداني» عن عمرو بن قيس» عن عطية » عن أبي سعيد قال الترمذي : غريب وفي بعض النسخ 
حسن غریب . 

وقال الدارمي في سننه : حدثنا إسماعيل بن إبراهم الترجان» حدثنا مد بن الحسن بن أي يزيد 
فساقه مثل سياق الترمذي . 

وقال أبو نعي : حدثنا محمد بن حيد» ثنا حامد بن شعيب» حدثنا الحسن بن حدان» ثنا مد 
ابن الحسين بن ألي يزيد فساقه أيضاً كسياق الترمذي والدارمى . 

وقال الطبراني في الدعاء : ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل» ومد بن عبد الله الحضرمي قالا : 
حدثنا الحسن ين حدانء حدثنا محمد بن الحسن بن ألي يزيد فساقه بلفظ: « من شغله القرآن 
وذ کري عن مسألتي » والباقي سواء . 

وقال الزار : حدثنا عمد بن عمر الكردي»› وقالا لعقيى في اله لضعفاء : حدثنا بشر بن موسى 
قال: ثنا الحسين بن عبد الأول بن ممد بن الحسن . وقال الدارقطنى : تفرد به عمد بن الحسن عن 
عمرو بن قيس» وكذا قاله البزار أيضاً. قال الحافظ ابن حجر هو وعطية ضعيفان إلا أنيم لا 


کتاب آداب تلاوة القران / الباب الأول RSE SE‏ 


القيامة على كثيب من مسك أسود لا مهوم فزع ولا ينالهم حساب حت يفرغ ما بين 
الناس: رجل قرأ القرآن ابتغاء وجه الله عز وجل ورجل ام به قوما وهم به راضون ». 
وقال لتر : ١‏ أهل القرآن أهل الله وخاصته ». وقال لر : ١‏ إن القلوب تصدأً كا 
يصدأً الحديد» فقيل يا رسول الله ۽ وما جلاؤها ؟ فقال : تلاوة القرآن وذكر الموت». 


يخرجون هما إلا في المتابعات. قال ابن عدي في مد بن الحسن مع ضعفه يكتب حديثه هذا ما 
يتعلق بجديث الترمذي . 

وقال الطبراني في الدعاء : حدثنا علي بن عبد العزيز » ثنا عثان بن زفر» وجي هو ابن عبد 
الحميد الحافي 

وقال الطبراني أيضاً :ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي » ثنا أبو نعم ضرار بن صرد قالوا: ثنا 
صفوان بن أبي الصهباء ء التيمي عن بکير بن عتيق » عن سام عن ابن عمر » عن عمر رضي الله عنها 
قال : قال رسول الله یله : : « يقول الله عز وجل إذاشغل عبدي ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل 
ما أعطى السائلين » ورواه البخاري هكذا في كتاب خلق أفعال العباد فقال : حدثنا ضرار بن صرد . 
وقال في التاريخ قال لي ضرار بن صرد» فذكره. 

ورواه البزار » عن رافع بن ابن سهل » عن عثمان بن زفر» ورواه العسكري في فضائل القرآن» 
عن يوسف بن يعقوب الواسطي » ورواه ابن شاهين في الترغيب عن البغوي كلاهما عن يحي الحافي» 
ووقع في رواية ابن شاهين وحده بلفظ المصنف» والله أعام. 

( وقال ب « ثلاثة يوم القبامة على كثيب من مسك أسود لا يهوم فزع ولا ينام 
حساب حتی فرغ ما بین الناس . رجل قرأ القرآن ابتغاء وجه الله تعالى وام به قوماً هم به 
راضون» الحديث ) أي إلى آخر الحديث وقد تقدم الكلام عليه في باب الإمامة من كتاب 
الصلاة. 

( وقال ن «أهل القرآن) هم (أهل الله وخاصته» ) والمراد بأهل القرآن حفظتهء 
الملازمون له بالتلاوة. العاملون با فيه أي أن هؤلاء هم أولياء الله وخاصته أي المختصون به 
اختصاص أهل الإنسان به سموا بذلك تعظماً هم کا يقال « بیت الله ». 

قال العراقي : رواه النسائي في في الکبری » وار بن ماجه» وا لجاک من حديث أنس بإسناد حسن اه. 

قلت : و كذا أحد . وأخرجه أبو القاسم بن حيدر في مشيخته عن على بن أبي طالب . 

( وقال ْله « إن هذه القلوب تصدأ كا يصدأً الحديد» فقيل يا رسول الله : ما جلاؤها ؟ 
قال: تلاوة القرآن وذ كر الموت» ) قال العراقي : رواه البيهقي في الشعب من حديث ابن عمر 


قلت : وني امعجم الصغير للطبراني « وجلاؤها الاستغفار ». 


٤‏ ا كتاب آداب تلاوة القرآن / الباب الأول 


وقال : « لته أشد أذناً إلى قارىء القرآان من صاحب القينة إلى قينته ». 
الأثار: 

قال أبو أمامة الباهلى : اقرأوا القرآن ولا تغرنكم هذه المصاحف المعلقة فإن الله لا 
ذلا هو وعاء للقرآن. وقال ابن مسعود : إذا أردتم العام فانثروا القرآن فإن فيه 
عام الأولين والآخرين . وقال أيضاً : اقرأوا القرآن فإنكم تؤجرون عليه بكل حرف منه 


( وقال بن «لله أشد أذناً) بالتحريك أي استاعاً وإصغاء وذلك عبارة عن الإكرام 
والإنعام ( إلى قارى القرآن من صاحب القينة إلى قينته » ) هي أمته المغنية. 

قال العراقي : رواه ابن ماجه» وابن حبان» وال جاج وصححه من حديث فضالة بن عبيد اه. 

قلت : رواه من طريق الاوزاعي عن إساعيل بن عبد الله بن فضالة بن عبيد عن فضالة بن 
عبيد . وقال الحام على شرطها » ورده الذهبي فقال : بل منقطع » ورواه البيهقي كذلك بلفظ «الله 
اشد اذنا إلى الرجل الحسن الصوت بالقران يجهر به من صاحب القينة إلى قينته » وفيه ١‏ حل ساع 
الغناء من قينته » ونحوها. لأن ساع الله لا يجوز أن يقاس على حرم وخرج بقينته قينة غيره 
فلا ينبغي سماعهاء بل يحرم إن خاف فتنة. 

( الآثار ) الواردة في ذلك . 

( قال أبو أمامة) صدي بن عجلان ( الباهلي ) رضي الله عنه: ( اقرأوا القرآن) أي ما 
تيسر منه على الوجه الذي يسهل عليكم ٠‏ ( ولا تغفرنكم هذه المصاحف المعلقة فإن الله 
لا يعذب قلباً وعى القرآن ) أي حفظه وتدبره وعمل با فيه » فمن حفظ ألفاظه وضيع حدوده 
فهو غير واع له ثم إن هذا الأثر مشتمل على ثلاثة جل . 

الأولى: ١‏ اقرأوا القرآن » رواه أحمد ومسام من حديث أي أمامة مرفوعاً بزيادة « فإنه يأتي يوم 
القيامة شفيعاً للأصحابه ». 

الثانية: قوله « ولا تغرنكم » إلى آخر الحديث رواه الحكم الترمذي في نوادر الأصول من 
حديثه مرفوعاً بلفظ ١‏ لا تغرنكم هذه المصاحف المعلقة إن الله لا يعذب قلباً وعى القرآن » . 

الثالة: ١‏ فإن الله لا يعذب » إلخ رواه تمام الرازي في فوائده من حديثه مرفوعاً بلفظ « اقرأوا 
القرآن فإن الله تعالى لا يعذب قلبا وعى القرآن » وإذا علمت ذلك ظهر لك أن هذا الأثر ليس 
بعوقوف عليه بل هو مرفوع إلى الني عي . 

( وقال ) عبد الله ( بن مسعود ) رضي الله عنه : ( إذا أردتم العام ) أي الفهم فيه ( فانثروا 
القرآن ) أي ابجثوا فيه ( فإن فيه عام الأولين والآخرين ) ولفظ القوت: من أراد عام الأولين 
والاخرين فليثور القران . 


كتاب اداب تلاوة القرآن / الباب الأول O e e‏ 


عشر حسنات أما إني لا أقول الحرف (ال) ولكن الألف حرف واللام حرف والمم 
حرف . وقال أيضاً: لا يسأل أحد ك عن نفسه إلا القرآن فإن كان يحب القرآن ويعجبه 
فهو يحب الله سبحانه ورسوله عه » وإن کان يبغض القرآن فهو یبغض الله سبحانه 
ورسوله ا وقال عمرو بن العاص : كل آية في القرآن درجة في الجنة ومصباح في 


قلت : وسيأتي ذلك للمصنف في الباب الرابع وقد روي بهذا اللفظ من حديث أنس مرفوعاً 
أخرجه الديلمي في مسند الفردوس . 

( وقال ) ابن مسعود ( أيضاً: اقرأوا القرآن ) أي لازموا على قراءته» ( فإنكم تؤجرون 
عليه بكل حرف منه عشر حسنات. أما اني لا أقول« أ » حرف» ولكن أقول: ألف حرف 
حرف والميم حرف ) رواه البخاري في تاريخه » والترمذي وقال: حسن صحيح غريب » 

بن الضريسن راحام واليهاي : عن ابن مسعود مرفوعاً بلفظ « من قرأ حرفا من کتاب الله فله 
a‏ أقول « ألم » حرف» ولك نألف حرف ولام حرف وميم حرف ». 

ورواه ابن أبي شيبة في الملصنف» والطبراني في الكبير عن عوف بن مالك الأشجعي مرفوعاً 
بلفظ « من قرأ حرفاً من القرآن كتب له حسنة لا أقول ألم ذلك الكتاب ‏ . ولكن الألف واللام 
والمي والذال واللام والكاف ». 

زوف البيهقي عنه بلفظ : « لا أقول بسم الله ولكن باء وسين وميم ولا أقول الم ولكن الألف 
واللام ». 

وروی الديلمي عن أنس « من قرأ القرآن کتب له بکل حرف منه عشر حسنات» ومن قرأ 
القرآن كتب له بكل حرف حسنة وحشر في جلة من يقرأ ويرقى ». 

( وقال أيضاً: لا يسأل أحدك عن نفسه إلا القرآنء فإن كان يحب القرآن ويعجبه فهو 
يحب الله ورسوله وإن كان يبغض القرآن فهو يبغض الله ورسوله ) كذا في القوت. وقد 
فسره سهل بن عبد ا القوي وه اله مان فقال اة غت ا خت اقرا رعا ت 
القرآن حب النبي مه » وعلامة حب النى حب السنة» وعلامة حبها حب الآخرة» وعلامة حبها 
بغض الدنيا » وعلامة بغضها أن لا يتناول منها إلا البلغة. 

( وقال عمرو بن العاص ) رضي الله عنه: ( كل آية في القرآن درجة ) فبقال للقارئ أرق 
في درجها على قدر ما کنت تقرأً من آي القرآن » فمن استوفی قراءة جمیعه استوی على أقصى درج 
الجنةء ومن قرأ جزءأ منها فرقيه في الدرج بقدر ذلك فيكون منتهى الثواب عند منتهى القراءة» 
( ومصباح في بيوتكم ) من كثرة الملالكة المفيضين للرحة والمستمعين لتلاوتهء ثم إن هذا القول 
قد أخرجه أبو نعم في الحلية من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعاً» وفي إسناده 
رشدین بن سعد وهو ضعيف» وروی البيهقي عنه مرفوعاً بلفظ « من قرأ آية من القرآن کان له 
درجة في الجنة ومصباح من نور ». 


۱٦‏ كتاب آداب تلاوة القرآن / الباب الأول 


بيوتكم. وقال أيضاً : من قرأ القرآن فقد أدرجت النبوّة بين جنبيه إلا أنه لا يوحى 
إليه. وقال أبو هريرة: إن البيت الذي يتلى فيه القران اتسع بأهله وكثر خيره وحضرته 
الملائكة وخرجت منه الشياطين » وإن البيت الذي لا يتلى فيه كتاب الله عز وجل ضاق 
بأهله وقل خيره وخرجت منه الملائكة وحضرته الشياطين . وقال أحد بن حنبل : رأيت 
الله عز وجل في المنام . فقلت : يا رب ما أفضل ما تقرب به المتقربون إليك؟ قال: 
بكلامي یا أحد. قال قلت : يا رب بفهم أو بغير فهم ؛ قال: بفهم وبغير فهم . وقال 
مد بن كعب القرظي : إذا سمع الناس القرآن من الله عز وجل يوم القيامة فكأنهم م 


( وقال أيضاً من قرأ القرآن فقد أدرجت النبوة بين جنبيه إلا أنه لا يوحي إليه) هكذا 
رواه ابن أبي شيبة في المصنف موقوفاً على عبد الله بن عمرو بلفظ « فكأنما استدرجت النبوة بين 
جنبيه غير أنه لا يوحي إليه». 

ورواه محمد بن نصر في كتاب الصلاة والطبراني في الكبير عنه مرفوعاً. 

وأخرج ابن الأنباري في المصاحف. والبيهقي » وابن عساكر عن أبي أمامة مرفوعاً » والخطيب 
عن ابن عمر كذلك بلفظ « من قرأ ثلث القرآن فقد أعطي ثلث النبوةء ومن قرأ نصف القرآن 
أعطي نصف النبوة» ومن قرأ ثليه أعطي ثلشي النبوة» ومن قرأ القرآن كله فقد أعطي النبوة كلها 
غر ا 

وأخرج الحاك والبيهقي عن عبدالله بن عمرو رفعه : « من قرأ القرآن فقد استدرج النبوة بين 
جنبیه غير انه لا يوحی إليه». 

( وقال أبو هريرة) رضي الله عنه: ( إن البيت الذي يتلى فيه القرآن اتسع بأهله وكثر 
خيره ) أي بورك فيه ( وحضرته الملائكة ) أي لاستاعه فيضيء فم البيت ويحضرون بالرحة 
والخير والبر كة والسكينة» ( وخرجت منه الشياطين ) فإنهم لا يطيقون ساع القرآن» ( وأن 
البيت الذي لا يتلى فيه القرآن ضاق بأهله وقل خيره وخرجت منه الملائكة وحضرته 
الشياطين ) . 

وقد روى أبو نعم في المعرفة من حديث باسط بن أي حيضة الجمحي رفعه « أن البيت الذي 
يذ كر الله فيه ليضيء لأهل السماء كا تضيء النجوم لأهل الأرض ». 

( وقال أحد بن حنبل ) الإمام رحه الله تعالى : ( رأيت الله عز وجل في المنام فقلت يا 
رب: ما أفضل ما تقرب به المتقربون إليك؟ قال : بكلامي ياأحد» قال :قلت بفهم أو بغير 
فهم؟ قال: بفهم وبغیر فهم ) . هکذا نقله ابن الجوزي في مناقب الإمام ‏ والمراد بفهمه فهم 
معانيه ومعرفة احکامه فیحل حلاله ویحرم حرامه. 

( وقال محمد بن كعب القرظي ) تابعي حجة ثقة» روی عن ابي ذر وغیره مرسلاًء وعن أي 


کتاب آداب تلاوة القرآن / الباب الأول E‏ 


يسمعوه قط . وقال الفضيل بن عياض : ينبغي لحامل القرآن أن لا يكون له إلى أحد 
حاجة ولا إلى الخلفاء فمن دونهم» » فينبغي أن تکون حوائج ج الخلق إليه. وقال أيضاً : 
حامل القرآن حامل راية الإسلام فلا ينبغي أن يلهو مع من يلهو ولا يسهو مع من 
يسهو ولا يلغو مع من يلغو تعظباً لحق القرآن . وقال سفيان الثوري : إذا قرأ الرجل 


هريرة وعائشة وزيد بن آرقم» وعنه يزيد بن الاد » وأبو معشر السندي» وعبد الر حن بن أي 
الموالي» قال أبو داود : سمع من علي وابن مسعود . توفي سنة نمان ومائة روى له الجاعة: ( ۱ 
سمع الناس القرآن من الله يوم القيامة فكأنهم م يسمعوه قط ) . 

قلت : وهذا قد روي مرفوعاً من حديث بريدة عند الحكي الترمذي ولفظه : « إن أهل الجنة 
يدخلون على الجبار كل يوم مرتين فيقرأً عليهم القرآن فإذا سمعوه منه كأنهم م يسمعوه قبل ». 
وفي رواية « م يسمعوا شيا أعظم منه ولا أحسن منه » الحديث . 

(وقال(الففیل بن عباض )رج ال تال قدت ترج ف كاب الل > ( وينبغي امل 
القرآن ) أي حافظه والعامل به ( أن لا يكون له إلى أحد حاجة ) أي لا يظهر ذله إلى أحد في 
قضاء e‏ إل TS‏ دوضغیم ) من الأمراء 
فانه نعمة جسيمة» eM BY N‏ 
السابق . 

( وقال أيضاً: : حامل القرآن حامل راية الإسلام) فيه استعارة فإنه ما كان حاملاً للحجة 
الظهرة للإسلام وقمع الكفار كان كحامل الراية في حربهم » ( فلا ينبغي أن يلهو مع من يلهوء 
ولا يسهو مع من يسهو» ولا يلغو مع من يلغو تعظياً حت القرآن ) واشتغالاً برفع راية الإبيان 
هكذا أخرجه أبو نعم في الحلية في ترجة الفضيل . 

روى الديلمي في مسند الفردوس من حديث أي أمامة بسند ضعيف « حامل القرآن حامل راية 
الإسلام من أكرمه فقد أكرم الله ومن أهانه فعليه لعنة الله » . 

a a‏ في الكبير عن عبد الله بن عمرو بن العاص رفعه 
« لیس بن ينبغى لحامل القرآن أن يسفه فيمن يسفه أو يغضب فيمن يغضب أو يحقد فيمن يحقد لكن 
ا 

ورواه ابن أي شيبة موقوفاً عليه » ورواه البيهقي والحاك بلفظ « لا ينبغي لصاحب القرآن أن 
جد مع من حد» ولا يجهل مع من يجهل وفي جوفه کلام الله ». 

ورواه الخطيب عن ابن عمر رفعه «لا ينبغي لحامل القرآن أن يحد فيمن يحد ولا يجهل فيمن 
يجهل ولكنه يعفو ويصفح لعز القرآن ». 


1۸ كتاب آداب تلاوة القرآن / الاب الآول 


القرآن قبل الملك بين عينيه. وقال عمرو بن ميمون: من نشر مصحفاً حين يصلي 
الصبح فقرأً منه مائة آية رفع الله عز وجل له مثل عمل جيع أهل الدنيا . ويروى: ه أن 
خالد بن عقبة جاء إلى رسول الله م وقال : اقرأ على القرآن فقرأ عليه : $ إن الله يام 
بالعذل والإخسان وإيتاء دي القربَی 4 [ النحل : TE‏ فأعاد فقال : 
والته إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أسفله لمورق وإنأعلاه لمثمر»ومايقول هذا 


( وقال سفيان ) بن سعيد ( الثوري ) رحه الله تعالى : ( إذا قرأ الرجل القراءة) أي ابتغاءً 
لمرضاة الله تعالى وقصداً للتقرب إليه به ( قبّل الملك بين عينيه ) تعظما لما قرأه واحتراماً لقارئهء 
والملائكة أكثر الخلق حباً في استاع القرآن من بني آدم . 

( وقال عمر بن ميمون ) الرماح قاضي بلخ: روى عن الضحاك وغيره» وعنه ابنه عبد الله 
قاضي نیسابور » ویجی بن بجی » وداود بن عمرو » وآاخرون وثقوه» وروی له الترمذي . ومات سنة 
إحدى وسبعين ومائة: ( من نشر مصحفاً حين يصلي الصبح فقرأ منه مائة آية رفع الله عز 
وجل له مثل عمل جيع أهل الدنيا ) . والمراد من قوله: نشر مصحفاً أي يقرأه نظراً فيه» وقد 
ورد في فضله عن أنس عند ابن النجار » وعن حذيفة عند الرافعي » وفي قراءة مائة آية ورد عن تم 
الداري عند ابن السني في عمل يوم وليلة» وعن أنس عند الرافعي » وعن أي الدرداء عند البيهقي . 

( ويروى أن خالد بن عقبة) بن أي معيط ( جاء إلى رسول الله ب فقال: اقرا علي 
القرآن ) أي شيا منه ما أنزل إليك ( فقرأ عليه )هذه الآية( # إن الله يأمر بالعدل واللإحسان 
وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذ كرون( 1 النحل : 
٠‏ ] فقال له: أعد فأعاد فقال : والله إن له حلاوة وإن عليه لطلاوة ) بالضم والفتح لغة فيه 
أي بهجة ( وأن أسفله لمغدق ) أي كثير الغدق ( وإن أعلاه لمثمر ) أي ذو نمر ( وما يقول 
هذا بشر ) . 

قال العراقي : ذكره ابن عبد البر في الاستيعاب بغير إسنادء ورواه البيهقي في الشعب من 
حديث ابن عباس بسند جيد إلا أنه قال: الوليد بن المغيرة بدل خالد بن عقبة» وكذا ذكره ابن 
إسحاق في السيرة بنحوه اه. 

قلت : وهذه الآية فيها الإيجاز الجامع وهو أن يحتوي اللفظ على معان متعددةء فالعدل هو 
الصراط المستقم المتوسط بين طرفي الإفراط والتفريط المؤتى به إلى جيع الواجبات في الاعتقاد 
والأخلاق والعبوديةء والاحسان هو الإخلاص في واجبات العبودية لتفسيره في الحديث : « أن 
تعبد الله كأنك تراه » أي تعبده خلصاً في نيتك واقفاً في الخضوع آخذاً أهبة الحذر إلى ما لا بحصى 
وإيتاء ذي القربى) هو الزيادة على الواجب من النوافل » هذا في الأوامر . 

وأما النواهى» فبالفحشاء الإاشارة إلى القوة الشهوانية » وبالمنكر الإفراط الحاصل من آثار 
الغضبية أو كل حرم شرعاًء وبالبغي إلى الاستعلاء الفائض عن الوهمية» وهمذا قال ابن مسعود : 


كتاب آداب تلاوة القرآن / الباب الأول 


بشر . وقال الحسن : والله ما دون القرآن من غنى ولا بعده من فاقة . وقال الفضيل : من 
قرأ خاتمة سورة الحشر حين يصبح ثم مات من يومه خم له بطابع الشهداء » ومن قرأها 
حين يمسي ثم مات من ليلته ختم له بطابع الشهداء . وقال القاسم بن عبد الر حن : قلت 
لبعض النساك ما هنا أحد يستأنس به فمد يده إل الملصحف ووضعه على حجره وقال : 
هذا. وقال علي ب بن أي طالب رضي الله عنه : ثلاث يزدن في الحفظ ويذهين البلغم» 
السواك والصيام وقراءة القرآن . 


« ما في القرآن آية أجع للخيبر والشر من هذه الآية » أخرجه الحا في المستدرك. وروى البيهقي في 
الشعب عن الحسن أنه قرأها یوما م وقف فقال « إن الله جع لكم الخير والشر في آية واحدة فوالله 

ما ترك العدل والإحسان من طاعة الله شيئ إلا جعهء ولا ترك الفحشاء والمنكر والبغي من معصية 
الله شيا إلا جمعه». 


( وقال الحسن ) البصري رجه الله تعالى : ( والله ما دون القرآن من غنى ) أي من حازه 
حاز غنی ما بعده غنی مثلهء ( وما بعده من فاقة ) أي ليس بعد فقده من فاقة أشد منها» ولو 
ملك أموالاً. 


( وقال الفضيل ) بن عياض رحه الله تعال: ( من قرأ خاتمة سورة الحشر حين بصبح ثم 
مات من يومه خت له بطابع الشهداء ومن قرأها حين يسي ثم مات من ليلته خت له بطابع 
الشهداء ) . وهذا قد روي مرفوعاً من حديث أي أمامة بلفظ « من قرأ خواء تم الحشر من ليل أو 
نهار فقبض في ذلك اليوم أو الليلة فقد أوجب الجنة » هكذا رواه ابن عدي» وابن مردويه› 
والبيهقي » والخطيب وبلفظ « من قرأ آخر سورة الحشر » فمات من ليلته مات شهيدا » هكذا رواه 
أبو الشيخ . 

( وقال القاسم بن عبد الرحن ) أبو عبد الرحن مولى بني أمية أرسل عن علي » وسلهان» 
والكبار . وروى عن معاوية» وعمرو بن قتيبة» وقيل : م يسمع من صحالي سوى أي أمامة وعنه 
ثابت بن عجلان» ويونس بن يزيد » ومعاوية بن صالح» مات سنة ثلاث عشرة ومائة: ( قلت 
لبعض النساك ) أي العباد ( ما هنا أحد يستأنس به فمد يده إلى المصحف ووضعه في حجره 
وقال: هذا ) أي وأشار إلى المصحف فإنه نعم الأنيس. 


( وقال علي بن أبي طالب ) رضي الله عنه: ( ثلاث يزدن في الحفظ ويذهبن البلغم» 
السواك والصوم وقراءة القرآن ) وما يذهب البلغم يزيد في الحفظ لأن البلغم رطوبات لزجة 
تضعف قوة الحافظة » فالسواك يقطع رطوبة الدماغ » والصوم ينشف العروق » وقراءة القرآن تذيب 
البدن. وقد تقدم ذلك في كتاب الصلاة في فضيلة السواك. 


۲۰ تاپ آداب تلاو ة القرآن :الاب :الأول 
في ذم تلاوة الغافلين : 

قال أنس بن مالك: رب تال للقرآن والقرآن يلعنه» وقال ميسرة: الغريب هو 
ال نق جرف الاجرن نان ابن حجان اوران الراتة اع إل حه القران 
SS Gm‏ الله سبحانه بعد القران . 
وقال بعض العلاء: إذا قرا ابن آدم القرآن ثم خلاط م عاد فقراً قيل له: مالك 
ولكلامي . وقال ابن الرماح: ندمت على e‏ القرآن لأنه بلغني أن أصحاب 
القرآن يسألون عا يسأل عنه الأنبياء يوم القيامة . وقال ابن مسعود : ينبغي لحامل القرآن 


ما قيل في ذم تلاوة الغافلين : 

( قال أنس بن مالك ) رضي الله عنه : ( رب تال للقرآن والقرآن يلعنه ) سيأتي معناه قريباً 
عند فوله: وقال بعض العلاء . 

( وقال ميسرة ) الأشجعي : روى عن أبي حازم وابن المسيب وعنه سفيان وزائدة: ( الغريب 
هو القرآن في جوف الفاجر ) أي لکونه يحمله استظهاراً ولا يعمل با فيه فهو کالغریب عنده» وقد 
زان اه مر ديكا أن هريز ة رة عند المي بلفظ # الغر باه ى الفا أرب قران ي جرف 
ظالم » فساقه. 

( وقال أبو سليان الداراني) تقدمت ترجته في كتاب العام: (الزبانية أسرع إلى جلة 
القرآن الذين يعصون الله منهم إلى عبدة الأوثان حين عصوا الله بعد القرآن ) » وهذا قد 
روي مرفوعاً من حديث أنس عند الطبراني في الكبير » وأبي نعم في الحلية بلفظ « الزبانية أسرع إلى 
فسقة حلة القرآن منهم إلى عبدة الأوثان فيقال هم ليس من يعام كمن لا يعام » وقد تقدم في كتاب 
العم . 

( وقال بعض العلاء : إذا قرأ ابن آدم القرآن ثم خلط ثم عاد يقرأ ناداه الله عز وجل 
ما لك ولكلامي ) . ولفظ القوت: يقال للعبد إذا تلا القرآن واستقام نظر الله إليه برحتهء فإذا 
قرأ القرآن وخلط ناداه الله عز وجل ما لك ولكلامي وأنت معرض عني دع عنك كلامي إن م تنب 
إلي. 

( وقال ای اا ی و ی ی د تقدم ذکره قریباً . (ندمت عل 
استظهاري القرآن) آي حفظي له على ظهر الغيب ( لأنه بلغني أن أصحاب القرآن يسألون 
عا يسال الأنبياء يوم القيامة ) . أي لأن حامل القرآن في مقام النبوة إلا أنه لا يوحى إليه كا 
تقدم قريباً . 

( وعن ابن مسعود ) رضي الله عنه فيا رواه صاحب الحلية فقال : حدثنا أحمد بن جعفر بن 
حمدان» حدثنا عبد الله بن أحمد» حدثنى أي حدثنا عبد الرحمن بن مد المحارلي» حدثنا مالك 
ابن مغول» حدثنا أبو يعفور » عن المسيب بن رافع » عن عبد الله بن مسعود قال: ( ينبغي خحامل 


كتاب آداب تلاوة القران / الباب الأول 


أن يعرف بليله إذا الناس ينامون وبنهاره إذا الناس يفطرون» وججزنه إذا الناس 
يفرحون» وببكائه إذا الناس يضحكون. وبصمته إذا الناس يخوضون» وجخشوعه إذا 
الناس يختالون وينبغي لحامل القرآن أن يكون مستكيناً ليناً ولا ينبغي له أن يكون 
جافياً ولا مارياً ولا صيَاحاً ولا صخاباً ولا حديداً. وقال مله : « أكثر منافقي هذه 


القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون ونهاره إذا الناس مفطرون» ومحزنه إذا الناس 
يفرحون. وببكائه إذا الناس يضحكون» وبصمته إذا الناس يخوضون) كذا في‌النسخ وفي 
الحلية ١‏ يخلطون ». ( ويخشوعه إذا الناس يختالون»› وينبغي خحامل القرآن أن يكون) باكاً 
حزوناً حکاً حلباً ( سکیتاً ) بکسر فتشدید الكاف أي كثير السكوت (ليناً) وليس هذه في 
الحليةء ( ولا ينبغي ) لحامل القرآن ( أن يكون جافياً ) أي غليظ الخلق ء ( ولا مارياً ) أي 
مخاصاً . وفي الحلية بعد قوله: جافياً ولا غافلاًء ( ولا صباحاً) كثبر الصياح» ( ولا صخاباً ) 
شديد الصوت في الأسواق» ( وله حديداً ) أي صاحب حدة في الخلق بأن يغضب سريعا» وقد 
تقدم شيء من ذلك من حديث ابن عمرو قريباً. 

( وقال مه « أكثر منافقي هذه الأمة قراؤها » ) قال العراقي : رواه أحد من حديث عقبة 
ابن عامر » وعبد الله بن عمرو» وفيه) ابن ميعة اه. 

قلت : ورواه الطبرافي في في الكبير مثل رواية أحد» ورواه كذلك البيهقي في في السنن » وفي الشعب 
عن ابن عمر» ورواه كذلك ابن عدي في ترجة الفضل بن تار » والحام في تاريخ نيسابور في 
ترجمة عبد الله بن خالد التميمي عن عصمة بن مالك قال الميثمي : أحد أسانيد أحد ثقات 
أثبات» وسند الطبراني فيه الفضل ر بن المختار وهو ضعيف» ولفظهم كلهم : « أكثر منافقي أ امتي ٠‏ . 


a TT OT‏ الر حن 
سمعت عد الا عفرو قول سمعت رسول الله بإلله قول فساقه. 

قال الزخشرې : أراد بالنفاق الرياء لأن كليه)ا إراءة ما في الظاهر خلاف ما في الباطن . 

وقال غيره: أراد نفاق العمل لا الاعتقاد لأن المنافق أظهر الإيان بالله لله » وأضمر عصمة دمه 
وماله » والمرائى أظهر بعمله الآخرة وأضمر ثناء الناس وعرض الدنيا » والقارى أظهر أنه يريد الله 
رخ را عا هوی ارات ویر تا خلا ر إلى عمله بعين اللإجلال » فأشبه 
المنافق واستويا في تخالفة الباطن الظاهر . 


وقال صاحب القوت : هذا نفاق الوقوف مع سوى الله تعالى » والنظر إلى غيره لا نفاق الشرك 
والإنكار لقدرة الله عز وجل» فهو لا ينتقل من التوحيد ولكن لا ينتقل إلى مقام المزيد . 


۲۲ كتاب آداب تلاوة القرآن / الباب الأول 


الأمة قراؤها ». وقال ّل : « اقرا القرآن ما نهاك فإن م ينهك فلست تقرأه » وقال له : 
« ما أنس بالقرآن من استحل محارمه ». وقال بعض السلف : إن العبد ليفتتح سورة فتصلي 
عليه الملائكة حتى يفرغ منهاء وإن العبد ليفتتح سورة فتلعنه حى يفرغ منها > فقيل له: 

وكيف ذلك ؟ فقال : إذا أحل حلا ما وحرّم حرامها صلت عليه وإلاً لعنته. وال بعض 
العلاء : إن العبد ليتلو القرآن فيلعن نفسه وهو لا يعام يقول: 3 ألا لَعنةٌ الله على انطالمين » 
[ هود :۱۸ ] وهو ظالم نفسه ألا لَعنَة الله على الكاذبين € [ آل عمران: 1۱ ] وهو منهم . 


جه « إقرأ القرآن ما نهاك ) عن المعصيةء وأمرك بالطاعة أي ما دمت مؤتراً 
٥‏ منتهیاً بنهیه وزجره ( فإن م ينهك فلست تقرأه» ) وف رواية : « فلست تباري » أي 

lt a‏ » فقراءته بدون ذلك 
لقلقة لسان بل جار إلى النيران إذ من لم ينته بنهيه » فقد جعله وراء ظهره» ومن جعله خلفه ساقه 
إلى النبرانء فلا بد لقارئه من الاهتام بامتثال أوامره ونواهيه . 

قال العراقى : رواه الطبرافي من حديث عبد الله بن عمرو بسند ضعبف اه. 

قلت : و كذا أبو نعم » ومن طريقهها أخرجه الديلمي وفيه اسماعيل بن عياش . قال الذهبي في 
الضعفاء : ليس بقوي » وقال ابن عدي : لا يحتج به. 

وما يؤيد معنى ما ذكرته في تفسير الحديث المذ كور ما رواه الطبراني في الأوسط من حديث 
نس رفعه ١‏ من قرأ القرآن يقوم به آناء الليل والنهار يحل حلاله ويرم حرامه حرم الله لحمه ودمه 
على النار ور EO E OE EE‏ 
ذلك البيهقي من حديث أي هريرة. 

( وقال يه « ما آمن بالقرآن من استحل محارمه » ) قال الطيي : من استحل ما حرم الله 
فقد كفر مطلقاً وإنغا خص القرآن لعظمه وجلالته. 

قال العراقى : رواه الترمذي من حديث صهبب » وقال : لىس إسناده بالقوي اه. 

قلت : ورواه الطبراني في الكبير والبغوي والبيهقي » وقال البغوي : حديث ضعيف » ورواه عبد 
ابن حيد عن أي سعيد . 

( وقال بعض السلف : إن العبد ليفتتح سورة) من القرآن ( فتصل عليه حت يفرغ منها ) 
اي من قراءت»ا » ( وان العبد ليفتتح سورة) من القران ( فتلعنه حتى يفرغ منها ) قراءة( فقبال 
له: كيف ذلك؟ قال: إذا احل حلاهما وحرم حرامها ) أي إذا ائتمر بأمرها وانتهى عن 
زجرها ( صلّت عليه وإلا لعنته ) نقله صاحب القوت هكذا. 

( وقال بعض العلاء إن العبد ليتلو القرآن فاهن نفسه وهو لا يعام) بذاك ( يقرأ 
ألا لعنة الله على الظالمين) [هود: ۱۸] وهو الم سه ) أو غيرء ( # ألا لعنة الله على 


كتاب آداب تلاوة القرآن / الباب الأول ETS Ty‏ 


وقال الحسن : إنكم اتخذم قراءة القرآن مراحل وجعلتم الليل جَمَلاً فأنع تركبونه 
فتقطعون به مراحله. وان من کان قبلکم رأوه رسائل من رهم فکانوا یتدبرونہا 
بالليل وينفذونها بالنهار . وقال ابن مسعود : أنزل القرآن عليهم ليعملوا به فاتخذوا 
دراسته عملا إن أحدك ليقرأً القرآن من فاتحته إلى خاتمته ما يسقط منه حرفا وقد 
أسقط العمل به. وني حديث ابن عمر وحديث جندب رضي الله عنهما : لقد عشنا 
e‏ 
وحرامها وآمرها وزاجرهاء وما ينبغي أن يقف عنده منها .م لقد رأیت رجالا يؤتى 

أحدهم القرآن قبل الإيان فيقرأ ما بين فاتحة الكتاب إلى خاتمته لا يدري ما آمره ولا 
زاجره» ولا ما ينبغي أن يقف عنده منه ينثره نثر الدقل. وقد ورد في التوراة: يا 


الكاذبين) 1[ آل عمران: ]٦١‏ وهو منهم ) أي من المتصفين بالكذب. نقله صاحب القوت 
هكذا. وفي هذين القولين تفسير لقول أنس السابق ١‏ رب تال للقرآن والقرآن يلعنه ». 

( وقال الحسن) ار را ع ر إن اعدم راء اقرا رال 
وجعلت الیل جلا فانم تر کبونه وتقطعون به مراحله وإن من کان قبلكم رأوه رسائل ) 
أتتهم ( من زو كارا دورما اليل رتفدو اهاز ا اجب الوت ا 
ومعنى ينفذونها بالنهار أي يضون العمل با فيها إذا أصبحوا. 

( وقال ابن مسعود ) رضي الله عنه من قبله : ( انزل القرآن عليهم ليعملوا به فاتخذوا 
دراسته عملا إن أحداً ليقراً القرآن من فاتحته إلى خاتمته ما يسقط منه حرفاً وقد أسقط 
العمل به ) نقله صاحب القوت هكذا. 

( وفي حديث) عبد الله ( بن عمر) بن الخطاب» ( وحديث) أي ذر (جندب) بن 
جنادةالغفاري رضي اله عنهم قالا : ( لقد عشنا دهراً) وني القوت: برهة من دهرنا. ( وأحدنا 
يؤتى الإيان قبل القرآن فتنزل السورة) من القرآن ( على جد ي فيعام حلا ما وحرامها 
وآمرها وزاجرهاء وما ينبغي أن يقف عنده منها ) كا تعلمون أنم تم القرآن» ( ثم لقد رأيت 
رجالا يۇتى أحدهم القرآن قبل الإيان فيقرأً ما بين فاتحة الكتاب إلى خاتمته لا يدري ما 
آمره ولا زاجره» ولا ما ينبغي أن قف عنده منه فینثره نثر الدقل ) . هکذا نقله صاحب 
القوت . 

أخرجه النحاس في كتابه فقال: حدثنا مد بن جعفر الأنباري» حدثنا عبد الله بن جعفر» 
حدثنا عند الله بن عمرو» عن زيد بن ألي أنيسة» عن القاسم بن عوف النكري قال: سمعت 
عبد الله بن عمر يقول «لقد عشنا برهة في دهرنا » فساقه . م قال : فهذا الحديث يدل على أنهم 


كانوا يتعلمون الأوقاف كا يتعلمون القرآن » وقوله: لقد عشنا الخ يدل على أن ذلك إجاع من 
الصحابة اه. 


۲٤‏ كتاب آداب تلاوة القرآن / الباب الأول 


عبدي أما تستحي مني يأتيك كتاب من بعض إخوانك وأنت في الطريق تمشي فتعدل 
عن الطريق وتقعد لأجله وتقرأه وتتدبره حرفاً حرفاً حت لا يفوتك شيء منه» وهذا 
كتابي أنزلته إليك أنظر ؟ فصلت لك فيه من القول» وك كررت عليك فيه لتتأمل 
طوله وعرضه» ثم أنت معرض عنه . أفكنت أهون عليك من بعض إخوانك ؟ يا عبدي 
يقعد إليك بعض اخوانك فتقبل عليه بكل وجهك وتصغي إلى حديثه بكل قلبك» 
فإن تکام متكام أو شغلك شاغل عن خد اوبات نة أن کف» وها أناذا مقبل 
عليك ومحدث لك وأنت معرض بقلبك عنى أفجعلتني أهون عندك من بعض 
اخوانك ؟ ۰ 


قال السيوطي : هذا الأثر أخرجه البيهقي في سننه عن علي في قوله ورتل القرآن ترتيلاً) 
[ المزمل : » ] وقد تقدم شيء من ذلك في كتاب العم مفصلاً . 

م قال صاحب القوت بعد إيراده الكلام السابق ما نصه: وهذا كا قال لأن المراد والمقصود 
بالقرآن الائتار لأوامره والانتهاء عن زواجره إذ حفظ حدوده مفترض» ومسؤول عنه العبد 
ومعاقب عليه ء وليس حفظ حروفه فريضة ولا عقاب على العبد إذا لم يحفظ ما وسعه منه. 

( وقد ورد في التوراة: يا عبدي ) ولفظ القوت: وقرأت في سورة الحنين من التوراة ( أما 
تستحي مني بأنيك كتاب من بعض إخوانك وأنت في الطريق تمشي فتعدل عن الطريق 
وتقعد لأجله وتقرأه وتتدبره حرفا حرفاً حق لا يفوتك شيء منه» وهذا کتابي أنزلته 
إلبك أنظر م وصلت لك فيه من القول» وم كررت عليك فيه لتتأمل طوله وعرضه» م 
أنت معرض عنه أفكنت أهون عليك ) عز ري وجل ( من بعض إخوانك» يا عبدي يقعد 
إليك بعض إخوانك فتقبل عليه بكل وجهك وتصغي إلى حديثه بكل قلبك فإن تكم ) 
اليك ( متكل أو شغلك شاغل عن حديثه أومات إليه أن كف» وها أنا مقبل عليك ومحدث 


لك وأنت معرض بقلبك عني فجعلتني أهون عندك من بعض إخوانك) عر ري وجل» أو 
ک]| قال» ھکذا نقله صاحب القوت بتامه. 


كتاب آداب تلاوة القرآن / الباب الثاني TO CR‏ 


الباب الثاني 


في ظاهر آداب التلاوة وهي عشرة: 

الأول: فى حال القارىء: وهو أن يكون على الوضوء واقفاً على هيئة الأدب 
والسکون إما قائا وإما جالساً مستقبل القبلة مطرقاً رأسه غير متربع ولا متكىء ولا 
جالس على هيئة التکبر . ویکون جلوبه وحده کجلوسه بين يدي استاذه. وأفضل 
الأحوال أن يقرأ في الصلاة قائ وأن يكون في المسجد فذلك من أفضل الأعال. فإن 
قرأ على غير وضوء وكان مضطجعاً في الفراش فله أيضاً فضل ولكنه دون ذلك . قال 


الباب الثاني 
في ظاهر آداب التلاوة 


( وهي عشرة: 

الأول: في حال القارئ وهو أن يكون على )أكمل حالات اطهارة فيغتسل لقراءة القرآن 
إن أمكنه» ويلبس أحسن ثيابه» ويتطيب» ويتبخر بأطيب ما يجد عنده إن أمكنه ذلك وإلا 
اقتصر على ( الوضوء ) ٠‏ والتيمم ينوب عنه» ويسن أن يستاك تعظباً وتطهیراًء فقد روی ابن 
ماجه والبزار عن علي مرفوعاً بسند جيد ١‏ إن أفواهكم طرق للقرآن فطيبوها بالسواك » ولو قطع 
القرآن وعاد عن قرب فمقتضى استحباب التعوذ إعادة السواك أيضاً ( واقفاً على ) أحسن ( هيئة 
الأدب والسكون) في نفسه وتسكين الأطراف على أي حال كان ( إما قائ ) على قدميه ( وإما 
جالساً) حالة كونه ( مستقبل القبلة ) إذ أشرف المجالس ما استقبل به القبلة ( مطرقاً رأسه) 
فإن كان متطيلساً فهو الأحسن إذ هو الخلوة الصغرى ( غير متربع ) على قرفصاه» ( ولا 
تكئ ) على وسادة أو جدار أو شبهها » ( ولا جالساً على هيئة التكبر ) بأن يجعل إحدى رجليه 
على الأخرى أو غير ذلك» ( ویکون جلوسه وحده) لکونه یختلي بربه ( کجلوسه بین يدي 
أسناذه) على غاية المهابة » ( وأفضل الأحوال أن يقرأ في الصلاة قائ ) سواء كانت فرضاً أو 
نفلاًء ( وأن يكون في المسجد فذلك من أفضل الأعمال ) لشرف المكان» وكره قوم القراءة في 
الحمام والطريق » قال النووي : ومذهبنا لا تكره فيهما . قال: وكرهها الشعبي في الحش وبيت الرحا 
وهي تدور» قال: وهو مقتضی مذهبنا. 


( فإن قرأ على غير وضوء وكان مضطجعاً في الفراش ) وهو في البيت كل ذلك مع عدم 


۲٢‏ کتاب آداب تلاوة القرآن / الباب الثاني 


الله تعالى  :‏ الَذِين يذ كرون الله قيّاماً وَقعُوداً وعَلّى جومم وَيتَفْكَرُون في حَلّْق 
آلْسَمَوَّات والأْرّْض 4 [ آل عمران : ۱۹۱ ] فأثنى على الكل ولكن قدم القیام في الذ کر مم 
القعود ثم الذ كر مضطجعاً . قال علي رضي الله عنه : من قرأ القرآن وهو قائم في الصلاة كان 
له بكل حرف مائة حسنة » ومن قرآه وهو جالس في الصلاة فله بكل حرف خسون حسنة» 
ومن قرأه في غير صلاة وهو على وضوء فخمس وعشرون حسنة » ومن قرأه على غير وضوء 
فعشر حسنات . وما كان من القيام بالليل فهو أفضل لأنه أفرغ للقلب . قال أبو 


قيام الانع» (فله أيضاً فضل ولكنه دون ذلك) وذلك لأنه ( قال الله تعالى) في مدح 
الذاكرين الله وهو يشمل التالين ( # الذين يذ كرون الله ) ) أي ف شائ ر أجوام (قبافا وقعردا 
وعلى جنوبهم ) أي مضطجعين عليها ( ويتفكرون في خلق خلق السموات والأرض) 1 آل 
عمران: ۰ ]1 فأثنى على الكل ) في معرض واحد» ( ولكن قدم القيام في الذ كر ) فعرف 
منه أنه أفضلء ( ثم القعود) فيه ( مم الذكر مضطجعاً ) ففضل تلك الحالات على هذا 
الترتبب . 
قال إمام الحرمين: لا تكره القراءة للمحدث لأنه صح أن الني بب كان يقرأ مع الحدثء 
وني شرح المهذب: وإذا كان يقرا فعرضت له ريح امسك عن القراءة حتى يستتم خروجهاء واما 
الْجُنب والحائض فيحرم عليها القرآن . نعم يجوز ما النظر في المصحف وايراده على القلب» وأما 
المتنجس الفم فتكره له القراءة. وقيل : تحرم كمس المصحف باليد النجسة. 
( قال علي ) بن أبي طالب ( رضي الله عنه : من قرأ القرآن وهو قائم في الصلاة کان له 
بكل حرف مائة حسنة» ومن قرأ وهر جالس ی في الصلاة فله بكل حرف خسون حسنة؛ 
E‏ 
ضوء فعشر حسنات ) . وهذا قد أخرجه الديلمي من حديث أنس مرفوعاً وفيه : ١‏ ومن قرأه 
O N N Daeg‏ 


( وما کان من القيام بالليل فهو أفضل لأنه افرغ للقلب ) من الاشغالء وما يدل على أن 
القراءة بالليل أفضل منها بالنهار ما أخرجه ب والأربعة» وابن حبان من حدیث عمر بن 
ا لخطاب رضي الله عنه رفعه : « من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه ما بين صلاة الفجر وصلاة 
الظهر كتب له كانما قراه من اللىل ». 

وقد جاء ذلك صرياً لكنه مقيد بآخر اليل فيا أخرجه مسام من حديث جابر رضي الله عنه 
رفعه قال: « أيكم خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر ثم ليرقد» ومن وثقق بالقيام من الليل 
فليوتر من آخر الليل » فإن قراءة آخر الليل محضورة وذلك أفضل ». 


کتاب آداب تلاوة القران / الاب الثاني PV eae‏ 


ذر الغفاري رضي الله عنه : إن كثرة السجود بالنهار وإن طول القيام بالليل أفضل . 
الثاني : في مقدار القراءة وللقراء عادات محتلفة في الاستكثار والاختصار» فمنهم 
من يختم القرآن في اليوم والليلة مرة» وبعضهم مرتين » وانتهى بعضهم إلى ثلاث ومنهم من 


( قال أبو ذر الغفاري رضي الله عنه: إن كثرة السجود بالنهار وإن طول القيام بالليل 
أفضل ) . هكذا نقله صاحب القوت» وقد ورد في كل من كثرة السجود وطول القيام أخبار 
حسان تقدم ذ كر بعضها في كتاب الصلاة. 

( الثانی: 5 مقدار القراءة وللقراء عادات ختلفة في الاستکثار والاقتصار ) في تمکنهم 
من الحفظ وسرعة اللسان وبطئه . ( فمنهم من يختم ) القرآن ( باليوم والليلة مرة) وكان الشافعي 
يفعل ذلك في سائر سنته غير شهر رمضان . 

وأخرج ابن أبي داود في كتاب الشريعة من طريق مالك أن عمر بن حسين كان يختم القرآن في 
كل يوم وليلة . وروى ابن أي شيبة ذلك عن علي الأزدي وعلقمة. 

( وبعضهم مرتين ) كان الشافعي إذا دخل شهر رمضان خت في اليوم والليلة مرتين » و كذلك 
كان يفعله الأسود » وصالح بن كيسان وأبو شيخ الحنائي . قال ابن عبد البر : كان سعيد بن جبير 
وجاعة يختمون القرآن مرتين وأكثر في ليلة. 

( وانتهى بعضهم إلى ثلاث ) ختات اي ني اليوم والليلة. 

وروي ذلك عن سل بن عتر وهو تابعي کبير شهد فتح مصر في عهد عمر» ثم ولاه معاوية 
القصص» مم ضم إليه القضاء . مات بدمياط سنة خس وسبعين أخرجه أبو عبيد» عن سعيد بن 
عفير » عن بكر بن مضر عنه « أنه كان بختم من الليلة ثلاث خقات ويجامع ثلاث مرات » فلا مات 
قالت امرأته : ير همك الله إن كنت لترضى ربك وترضى أهلك . 

وأخرجه ابن أي داود من رواية ابن ميعة » عن الحارث بن يزيد عنه بنحوه مختصراً. 

قال النووي في الاذ كار : وأكثر ما بلغنا في ذلك عن ابن الكاتب أنه كان يقرأ في اليوم والليلة 
ماني ختات . 

قال الحافظ في تاريخه : ابن الكاتب هذا حسين بن أحد يكنى أبا على ذكره أبو القاسم القشيري 
في الرسالة» وأرخ وفاته بعد الأربعين وثلاتمائة. 

وأخرج أثره هذا أبو عبد الرحمن السلمي في طبقات الصوفية عن أي عثان المغرلي واسمه سعيد 
قال : کان ابن الكاتب فذكره. 

وقال أبو نعي : حدثنا أبو حامد بن جبلةء حدثنا أحد بن الحسين الحذاء» حدثنا أحمد بن 
ابراهم الدورقي › حدئنی عمد بن عيمنة » حدثني خلد بن الحسين» سمعت هشام بن حسان يقول : 


۲۸ كتاب آداب تلاوة القرآن / الباب الثاني 


يختم في الشهر مرةء وأولى ما يرجع إليه في التقديرات قول رسول الله عله : « مسن 
قرأ القرآن في أقل من ثلاث لم يفقهه » وذلك لأن الزيادة عليه تمنعه الترتيل . وقد قالت 


كنت أصلي إلى جنب منصور بن زاذان» فكان إذا جاء شهر رمضان خت بنا بين ا مغرب والعشاء 
ختمتين » ثم قرأ إلى الطواسين قبل أن تقام الصلاةء وكانوا إذ ذاك يؤخرون العشاء في رمضان إلى 
أن يذهب ربع الليل » وكان يختم القرآن فيا بين الظهر والعصر ويختمه فما بين المغرب والعشاء . 

وقال أبو نعم أيضاً: حدثنا أبو حامد بن جبلةء ثنا مد بن إسحاق الثقفي» ثنا مد بن 
منصور بن زاذان يوم الجمعة في مسجد واسط فخت القرآن مرتين » وقرأ الشالشة إلى الطواسم . قال 
خلد : ولو غير هذا حدثني بهذا م أصدقه. 

وقال أبو نعم أيضاً : حدثنا خلد بن جعفر » حدثنا جعفر بن مد حدثنا عباس هو الدوري» 
حدثنا جي بن أي بكر » حدثنا شعبة عن هشام بن حسان قال : صليت إلى جنب منصور بن زاذان 
فقرا القرآن فيا بين ا مغرب والعشاء » وبلغ في الثانية إلى النحل. 

وأخرجه مد بن نصر في قيام الليل عن الدورقي عن يحي بن أي بكر وسنده صحيح. 

( ومنهم من يختم في الشهر مرة) وقد ورد الأمر به مصرحاً في حديث عبدالله بن عمرو بن 
العاص عند الترمذي والنسائى » وأصله في الصحيحين كا سيأتي قريباً » وأكثر العلاء على أنه لا 
تقدير في ذلك وإنما هو بحسب النشاط والقوةء ( وأولى ما يرجع إليه في النقديرات قول 
رسول الله بُ : « من قرأ القرآن في أقل من ثلاث م يفقه ») . 

قال العراقى : رواه أصحاب السنن من حديث عبدالله بن عمرو» وصححه الترمذي اه. 

قلت : رواه الترمذي والنسائى من رواية سعيد بن ألي عروبة» عن قتادة» عن أي العلاء يزيد بن 
عبدالله بن الشخير » عن عبدالله بن عمرو رفعه بلفظ : « لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث ». 

ورواه أحد عن عفان بن مسام» ويزید بن هارون. كلاهما عن هام بن حى » عن قتادة. 

ورواه ابو داود والدارمي عن محمد بن المنهال» عن يزيد بن زريع » عن سعيد بن أي عروبة. 

ورواه ابو داود الطيالسي عن همام بن حى . 

وقد جاء في كراهية قراءته في أقل من ثلاث عن جاعة من الصحابة. 

منهم: معاذ بن جبل قال اتو عبيد القامم بن سلام : حدثنا يزيد هو ابن هارون» حدثنا 
هشام بن حسان» عن حفصة بنت سيرين » عن أي العالية » عن معاذ بن جبل رضي الله عنه : « أنه 
کان يكره أن يقرا القرآن في أقل من ثلاث ». 

وأخرجه ابن أي داود من رواية سفيان الثوري» وخالد بن عبدالله كلاهما عن هشام بن 
حسان . 


كتاب آداب تلاوة القرآن / الباب الثاني ESAS‏ 


عائشة رضى الله عنها لما سمعت رجلا يهذر القرآن هذراً « إن هذا ما قرأ القرآن ولا 


ومنهم : عبدالله بن مسعود» أخرج سعيد بن منصور» وابن أبي داود من طريق أي الأحوص 
عنه قال : « لا تقرأوا القرآن في أقل من ثلاث ». وأخرج ابن أبي داود أيضاً من طرق عنه من قوله 
ومن فعله. 

وقال أبو عبيد: حدثنا حجاج هو ابن مد ويزيد هو ابن هارون» الأول عن شعبة » والثافي 
عن سفيان الثوري كلاهما عن علي بن بذية» عن أي عبيدة وهو ابن عبدالله بن مسعود عن ابن 
مسعود قال : « من قرأ القرآن في أقل من ثلاث فهو راجز ». 

وأخرجه ابن أبي داود من رواية شعبة » وسفيان من طرق أخرى» عن أي إسحاق عن عبيدة. 

وروی سعيد بن منصور من طرق جاعة من التابعين أنهم كانوا يقرأون في ثلاث منهم : ابراهم 
النخعى» وابو إسحاق السبيعى »› والمسيب بن رافع » وطلحة بن مصرف» وحبيب بن أي ثابت . 

وقد جاء ذلك في حديث مرفوع قال الدارمي حدثنا عبدالله بن سعيد» حدثنا عقبة بن خالد» 
حدثنا عبدالرحمن بن زياد » حدثني عبد الرحهن بن رافع » عن عبدالله بن عمر رضي الله عنها قال : 
١‏ أمرني رسول الله مه أن لا أقرأً القرآن في أقل من ثلاث » عبد الرحن بن زياد فيه مقال» 
ولکن یتقوّی حدیثه بشواهد . 


( لأن الزيادة على ذلك تمنع الترتيل ) . وجعل ابن حزم الظاهري قراءته في أقل من ثلاث 
حرام فقال : يستحب أن يختم القرآن مرة في الشهر » ويكره أن يختم في أقل من خسة أيام » فإن فعل 
ففي ثلاثة أيام لا يجوز أن يختم القرآن في أقل من ذلك ولا يجوز لأحد أن يقرأ أكثر من ثل 
القران في يوم وليلةء ثم استدل على ذلك بالحدیث المتقدم . 

قال الول العراقي : ولا حجة في ذلك على تحريهء ولا يقال كل من لم يتفقه في القرآن فقد 
ارتكب محرماً . ومراد الحديث أنه لا يكن مع قراءته في أقل من ثلاث : النفقة فيه والتدبر لمعانيه» 
ولا يتسع الزمان لذلك . 

وقد روي عن جاعة من السلف قراءة القرآن كله في ر كعة واحدة منهم : عثمان بن عفان وتم 
الداري»› وسعید بن جير اه. 

( فقد قالت عائشة رضي الله عنها لما سمعت رجلا يهذر القرآن هذراً: إن هذا ماقرأ 
القرآن ولا سكت ) . أخرج ابن أبي داود في كتاب الشريعة عن ممد بن بشار » ويزيد بن محمد بن 
المغيرة كلاهما عن وهب بن جرير» عن أبيه : سمعت يحي بن أيوب يحدث عن الحارث بن يزيد 
الحضرمي» عن زياد بن ربيعة بن سفيان الحضرمي عن مسام بن خران قال: قلت لعائشة رضي الله 
عنها: إن رجلا يقرا حزبه القرآن في ليلة مرتين أو ثلاثا فقالت : « قراه ولم يراه » الحديث . 


۳۰ کتاب آداب تلاوة القرآن / اللاب الثاني 


سكت » وأمر النبي ي عبدالله بن عمرو رضي الله عنها أن يختم القرآن في كل سبع » 
وزید بن ثابت وابن مسعود وأ بن كعب رضي الله عنهم . ففي الختم أربع درجات: 


( وأمر الني به عبدالله بن عمرو) بن العاص ( رضي الله عنها ؛ « أن يختم القرآن في 
كل سبع » ) قال العراقي : متفق عليه من حديثه اه. 

قلت : رواه البخاري عن إسحاق بن منصور» ومسام عن القاسم بن زكريا كلاه)ا عن 
عبیدالله بن موسی» عن شيبان بن عبد الرحن. ثنا حى بن أي كثير » ثنا مد بن عبد الر حن بن 
ثوبان. عن أي سلمة بن عبد الرحن قال : أعني يحي واحسبني سمعته من أي سلمة » عن عبدالله بن 
عمرو رضي الله عنها قال: قال لي رسول الله به : « اقرا القرآن في شهر ؟ قلت : إني أجد قوة. 
قال : اقرأه في عشر . قلت : إني أجد قوةء قال: اقرأه في سبع ولا تزد على ذلك » وله شاهد من 
حدیث غریب . 

قال الحافظ أبو عبدالله بن منده: أخبرنا أحد بن ممد بن ابراهي » حدثنا أبو حاتم الرازي» 
حدثنا سعيد بن أي مريم» حدثنا ابن يعة» حدثني حبان بن واسع بن حبان» عن أبيه» عن 
قيس بن أي صعصعة رضي الله عنه أنه قال: يا رسول الله ؛ في ك أقرأً القرآن ؟ قال: « في مس 
عشرة. قال : إفي أجدلي أقوى من ذلك . قال: اقرأه في جمعة ». 

وأخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن عن يحي بن بكر عن ابن يعة. وأخرجه ممد بن نصر 
المروزي في كتاب قيام الليل ء وأبو بكر بن أي داود في كتاب الشريعة جيعاً عن محمد بن يحي » عن 
سعيد بن أبي مرم . وأخرجه أبو علي بن السكن في كتاب الصحابة » عن ابراهي بن حمدويه » عن أي 
حاتم الرازي . قال ابن السكن : وابن أي داود ليس لقيس غيره زاد الأخير : وهو الضاري شهد 
بدرأًء وزاد ابن السكن لم يروه غير ابن ميعة. 

( وكذلك كان جاعة من الصحابة يختمون القرآن في كل جعة) مرة ( كعثان) بن 
عفان. ( وزید بن ثابت» و) عبداله ( بن مسعود» وأبي بن كعب رضي الله عنهم ) هكذا 
نقله عنهم صاحب القوت» فنقل عن عثان رضي الله عنه كا سبأتي بيانه في وجه القسمة في الأدب 
الثالث. ثم قال : وكذلك زيد بن ثابت وأبي بن كعب كانا يختان القرآن في كل سبع » وروينا عن 
ابن مسعود أنه سبع القرآن في سبع ليال اه. 

وروى ابن أف شيبة في المصنف عن الصحابة الذين كانوا يختمون في سبع ومن بعدهم من 
التابعين فذ كر فيهم تيا الداري رضي الله عنه قال: وأمر به ابن مسعود» وذكر عبد الرحجن بن 
يزيد . وابراهم النخعي» وعروة بن الزبير » وابا مجلز» واستحسنه مسروق . وذكر ابيا فيمن كان 
يختمه في ثلاث وتقدم عن ابن مسعود أيضاً أنه کان يختمه في ثلاث . 


وقال أبو عبيد في فضائل القرآن : حدثنا حجاج بن مد حدثنا شعبة عن ممد بن ذكوان من 


ieee nenennnnnneennnnnnaneneneenneennnnennnnnaneonnennnenonesesenenncenenos 


أهل الكوفة قال : سمعت عبد الرحمن بن عبدالله بن مسعود يقول: كان عبدالله بن مسعود يقرأ 
الاق نوها ا 

وأخرجه ابن أي داود في الشريعة من رواية ابن عامر العقدي من رواية يحي بن سعيد القطان » 
عن شعبة بلفظ : « في كل أسبوع ». 

وأخرج أيضاً من طريق أي الأحوص» عن ابن مسعود أنه كان يقول « اقرأوا القرآن في سبع » 
ل 
TT o‏ 

وأخرج ابن أي الدنا الختم في السبع بأسانيد صحيحة عن عثان» وابن مسعود» وتم الداري . 

وأخرج أيضاً عن أبي العالية في أصحابه نحو ذلك. ومن طريق أي مجلز عن أئمة الجي» وعن 
عبد الرحمن بن يزيد وعلقمة بن قيس» ومسروق بن الأجدع. وهؤلاء من كبار التابعين من 
أصحاب عبدالله بن مسعود رضى الله عنه . 

وأخرج عن جاعة من دونهم نحو ذلك . ومن طريق اليثم بن حيد عن رجل عن مكحول قال: 
كان أقوياء أصحاب رسول الله ّي يقرأون القرآن في سبع » وبعضهم في شهر» وبعضهم في 
شهرين » وبعضهم في أكثر من ذلك . قال الحافظ وهذا أثر ضعيف من أجل الرجل الذي م يسم . 

قلت : ولکن ذکر الحافظ الذهي في الكاشف في ترجة الميثم بن حيد أنه رواية مكحول كا 
تنبیه: 

ومن كان يختم في كل عشر الحسن البصري» رواه ابن الي داود بسند لين» ومنهم ابو رجاء 
العطاردي واسمه عمران بن ملحان رواه ابن الي داود أيضاً عن أبي الأشهب العطاردي عنه ء لكن 
قیده بشهر رمضان . 

وأما من كان يختم في ثمان فأخرج ابن أبي داود من طريق أي قلابة عن ابن المهلب عن أي بن 
کعب قال : « اقرأوا القرآن في كل ثمان ». 

وأخرج سعيد بن منصور من وجه آخر عن أبي قلابة : « أن أي بن كعب كان يختم القرآن في 
کل نان ». 

وأما في كل ست فقال أبو عبيد : حدثنا جرير » عن منصور » عن ابراهم قال : كان الأسود بن 
يزيد يختم القران في کل ست . 

وأما في كل خمس فرواه أبو عبيد بهذا السند إلى ابراه قال: كان علقمة بن قيس يختم في 


RA ۳۲‏ کاب آداب تلاوة القرآن / الباب الثاني 


الختم في يوم وليلة وقد كرهه جاعة. والختم في كل شهر كل يوم جزء من ثلائين 
جزءاً - وكأنه مبالغة في الاقتصار كا ان الأول مبالغة في الاستكثار - وبينهها درجتان 
معتدلتان. إحداه| في الأسبوع مرة والثانية في الأسبوع مرتين تقريباً من الثلاث. 
والأحب أن يختم ختمة بالليل وختمة بالنهار» ويجعل ختمة بالنهار يوم الاثنين في 
ركعتي الفجر أو بعده| ويجعل ختمة بالليل ليلة الجمعة في ركعتي المغرب أو بعدها 
ليستقبل أول النهار وأول الليل بختمته فإن الملائكة عليهم السلام تصلي عليه إن كانت 
ختمته لبلا حتی یصبح وإن کانت نہاراً حت يمسي فتشمل بركتها جيع الليل والنهار . 
خس. ومن طريق شعبة عن منصور عن ابراهم قال : كان علقمة يكره أن يختم في أقل من خس . 

وأما في كل أربع فأخرج ابن أي داود من طريق مغيث بن سمي قال: كان أبو الدرداء يختم 
القرآن في كل أربع والته أعام. 

( ففي الختم ربع درجات :ف يوم وليلة» وقد كرهه جاعة) من أهل العام لما تدم م 
a‏ 
حزباً كل حزب نصف الجزء. ( وكأنه مبالغة في الاقتصار كا أن الأول مبالغفة في 
الاستکثار ) غير أنه روي عن الإمام أحد أنه قال : أكثر ما سمعت أن يختم القرآن في أربعين» 
وكره أصحابه تأخيرها أكثر من ذلك لأنه يفضي إلى التهاون به والنسيان له. قالوا : وهذا إذا م 
یکن له عذر» فأما مع العذر فواسع له. 

وقال أبو الليث السمرقندي » من أصحابنا في كتابه البستان : ينبغي للقارىء أن يختم القرآن في 
السنة مرتين ين إن م يقدر على الزيادة. 

وقد روى الحسن بن زياد عن أي حنيفة أنه قال : قراءة القرآن في كل سنة مرتين إعطاء لحقه» 
لأن النبي عه عرض على جبريل عليه السلام في السنة التي قبض فيها مرتين اه. 

( وبینها درجتان معتدلتان اخدام : في الأسبوع مرة) وعليه أكثر السلف كا أورده 
النووي في الاذكار والتبيان» ( والثاني: ي في الأسبوع مرتہن تقريباً من الثلث» والأحب) 
للمريد ( أن يختم) في كل أسبوع مرتين ( ختمة بالنهار وختمة بالليل ) . قال ابن المبارك: إن 
كان الصيف فيكون بالنهار » وإن كان الشتاء فيكون بالليل . ( وججعل ختمة النهار يوم الإئنين 
في ركعتي الفجر أو بعدها» ويختم خنمة اليل ليلة الجمعة في ركعتي ا مغرب أو بعدهاء 
ليستقبل بختمتيه أوّل النهار وأول الليلء فإن الملائكة تصلي عليه إن كان ختمه ليلا حق 
یصبح» و) تصلي عليه (ان کان) ختمه ( نہاراً حق يمسي ) . فهذان الوقتان يستوفيان كلية 
الليل » والنهار كذا في القوت . ( فتشمل بر كتها جميع الليل والنهار ) . فروی ابن أي داود من 
طريق أني مكين نوح بن ربيعة عن عمر بن مرة قال : كانوا يحبون أن يختم القرآن في أول الليل أو في 
اول النهار . 


كتاب آداب تلاوة القرآن / الباب الثاني Rasan‏ 


والتفصيل في مقدار القراءة أنه إن كان من العابدين السالكين طريق العمل فلا ينبغي 
أن ينقص عن ختمتين في الأسبوع . وإن كان من السالكين لأعال القلب وضروب 
الفكر أو من المشتغلين بنشر العام فلا بأس أن يقتصر في الأسبوع على مرة وإن كان 
نافذ الفكر في معاني القرآن فقد يكتفي في الشهر بمرة لكثرة حاجته إلى كثرة الترديد 
والتأمل . 

وقال الدارمي في سننه: حدثنا مد بن سعيد» حدئنا عبد السلام بن حرب» عن يزيد بن 


عبد الرحمن» عن طلحة بن مصرف» وعبد الرحمن بن الأسود قالا : من قرأ القرآن ليلاً أو نهاراً 
صلت عليه الملائكة إلى الليل أو إلى النهار . وقال: أحدها : غفر له. 


وأخرج ابن أني داود من رواية عبدة بن أي لبابة عن مجاهد بلفظ : « إن ختمه نهار صلت عليه 
الملائكة حتى يمسي وإن ختمه ليلا صلت عليه الملائكة حتى يصبح ». 
وقال الدارمى : حدثنا أبو المغيرةء حدثنا الأوزاعى » عن عبدة بن ألي لبابة فذ كر معناه. 


وقال الدارمى أيضاً: حدثنا مد بن حيد» ثنا هارون بن المغيرة» عن عنبسة بن سعيد» عن 
ليث » عن طلحة بن مصرف» عن مصعب بن سعد بن أي وقاص عن أبيه قال : « من وافق خم 
القرآن أل الليل صلت عليه الملائكة حتى يمسي وإن وافق ختمه آخر الليل صلت عليه حتق 
يصبح ١‏ . 


( والتفصيل في مقدار القراءة أنه إن كان من العابدين السالكين طريق العمل ) لا شغل 
له سواه ( فلا ينبغي أن ينقص عن ختمتين في الأسبوع ) على الوجه الذي ذكر» ( وإن كان 
من السالكين بأعمال القلب ) بأن كان اشتغاله حفظ الأنفاس والذ كر القلي» ( وضروب 
الفكر ) بأن كان من أهل المراقبة ( أو) كان ( من المشتغلين ) بطلب العام من أهله مطالعة 
وحفظاً ومدارسة ونسخاًء أو كان من الكاملين الراسخنن المهتمين ( بنشر العام ) تدريسا وإلقاء ء 
أو من أهل الكد على تحصيل القوت لعياله» ( فلا باس أن يقتصر في الأسبوع على مرة) 
واحدة» ( وإن كان نافذ الفكر ) ثاقبه ( في معاني القرآن) ويغوص في استنباط جواهره 
ودرره» ( فقد يكتفي في الشهر بمرة) واحدة ( لكثرة حاجته إلى كثرة الترديد والتامل )» 
وهذا يستدعي عدم فراغ الوقت للتلاوة المجردة. 


وقال النووي في الاذ كار : المختار أن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص» فمن كان يظهر له 
بعد کال فهم ما يقرا النشاط فله مايقرأًء ومن كان مشغولاً بنشر العم والمصالح العامة 
فلیقتصر على قدر لا يحصل به إخلال ما هو مرصد له ولا فوات کاله» وإن م یکن من أهل 
هؤلاء فليستكثر ما أمكنه من غير خروج إلى حد الملل والمندوب من القراءة. 


۳٤‏ كتاب آداب تلاوة القرآن / الباب الثاني 


الثالث: في وجه القسمة: أما من خت في الأسبوع مرة فيقسم القرآن سبعة أحزاب 
فقد حزب الصحابة رضي الله عنهم القرآن أحزاباً » فروي أن عثان رضي الله عنه كان 
يفتتح ليلة الجمعة بالبقرة إلى المائدة. وليلة السبت بالأنعام إلى هود وليلة الأحد 
بيوسف إلى مرم » وليلة الاثنين بطه إلى طسم موسى وفرعون وليلة الثلاثاء بالعنكبوت 
إلى ص» وليلة الأربعاء بتنزيل إلى الر حن » ويختم ليلة الخميس . وابن مسعود كان يقسمه 
اا غل هدا ا قول عراب ا ن م ا ی ار و و 


( الثالث: في وجه القسمة أما من خت في الأسبوع مرة) كا عليه أكثر السلف» ( فيقسم 
القرآن سبعة أحزاب» فقد حزب الصحابة رضوان الله عليهم القرآن أحزاباً ) . وأصل 
الحزب الورد يعتاده الإنسان من صلاة وقراءة ونحو ذلك . 

قال صاحب القوت : وليقرأ القرآن أحزاباً في كل يوم وليلة حزب» فذلك أشد لواطأة القلب 
وأقوم للترتيب وأدنى إلى الفهم» وإن أحب قرأ في كل ركعة ثلث عشر القرآن أو نصف ذلك 
يكون من أجزاء الثلاثين في كل ركعة أو ركعتين» وإن قرأ في كل ورد حزباً أو حزبين أو دون 
ذلك فحسن . 

( فروي أن عثان رضي الله عنه كان يفتتح ليلة الجمعة بالبقرة إلى المائدة» وليلة الست 
بالأنعام إلى هود» وليلة الأحد بيوسف إلى مرم» وليلة الاثنين بطه إلى طسم موسى 
وفرعون» وليلة الثلاثاء بالعنكبوت إلى ص» وليلة الأربعاء بتنزيل إلى الرحن» ويختم ليلة 
الخميس) . 

قال صاحب القوت : روينا عن حى بن الحارث الزماري» عن القاسم بن عبد الرحمن قال: كان 
عثان بن عفان رضي الله عنه يفتتح » فساقه . 

قلت : وأخرجه أيضاً ابن أبي داود في كتاب الشريعة من طريق القاسم هذا بسند لين» وثبت 
أن عثمان رضي الله عنه كان يختم القرآن في ر كعة كا تقدمت إليه الإشارة. 

قال أبو عبد : حدثنا هاشم حدثنا منصور» عن ابن سيرين قال: قالت امرأة عثان حين 
دخلوا عليه ليقتلوه إن تقتلوه أو تدعوه فقد كان يجبي الليل في ر كعة يجمع فيها القرآن . 

وأخرجه الطبراني من وجه آخر عن ابن سيړين بنحوه» وهذا يدل على انه کانت له أحوال 
مختلفة في ختم القرآن . 

غم قال صاحب القوت: ( و ) روينا عن ( ابن مسعود ) أنه ( كان يقسمه سبعة أقسام) في 
سبع ليال» ولكنه ( لا على هذا الترتيب ) لأن تأليفه على غير ترتيب مصحفنا هذاء فام يذ كر 
هنا لأن الاعتبار لا يستبين به» وقد ذ كر ترتيب مصحفه القسطلاني في شرح البخاري . 

م قال صاحب القوت : ( وقيل أحزاب القرآن سبعة» فالحزب الأول ثلاث سور› 


كتاب آداب تلاوة القرآن / الاب الثاني FOE LAAT AE ARS‏ 


والحزب الثاني مس سور والحزب الثالث سبع سور» والرابع تسع سور» والخامس 
إحدى عشرة سورة» والسادس ثلاث عشرة سورةء والسابع المفصل من ق إلى آخره. 
فهكذا حزبه الصحابة رضي الله عنهم» وكانوا يقرأونه كذلك. وفيه خبر عن رسول 
الله و . وهذا قبل أن تعمل الأخاس والأعشار والأجزاء فا سوى هذا محدث. 


والحزب الثاني س سور» والحزب الثالث سبع سور» والرابع تسع سور والخامس إحدى 
عشرة» والسادس ثلاث عشرة سورة» والسابع المفصل من ق إلى آخره) وهو الذي يعبر عنه 
بعض القراء ‏ يسوق من الفاتحة إلى المائدةء ومنها إلى يونس ثم منها إلى بني إسرائيل »ثم منها إلى 
الشعراء » ثم منها إلى والصافات» ثم منها إلى ق إلى آخر القرآن. 

(فهكذا) كانت أحزاب القرآن» وكذلك (حزبه الصحابة رضي الله عنهم وكانوا 
يقرأونه كذلك» وفيه خبر ) وارد ( عن الني ْله ) » وكأنه حزب على عدد الآي إذ عددها 
ستة الاف ومائتا آية وست وثلاثون اية. قال صاحب القوت : وقد اعتبرت ذلك في كل حزب 
فرأيته يتقارب . ( وهذا قبل أن تعمل الأخاس والعواشر والأجزاء فا سوى هذا محدث) . 

وأما الخبر المذ كور في التحزيب فقال العراقى : رواه أبو داود وابن ماجه من حديث أوس بن 
ی ا و را غل جو می الا فن این د الت امات رمرن اله 
له كيف يحزبون القرآن؟ قالوا : ثلاث ومس وسبع وتسع وإحدى عشرة وثلاث عشرة وحزب 
المفصل . 

وفي رواية للطبراني فسألنا أصحاب رسول الله مول کیف کان رسول الله تھ یجزیء 
القرآن ؟ فقالوا : كان جزئه ثلاثاً فذ كره مرفوعاً وإسناده حسن اه. 

قلت: رواه أبو داود» عن مسدد» عن قران» عن عبدالله بن عبد الرحن الطائفي» عن 
عثان بن عبدالته بن اوس» عن جده اوس بن حذيفة . 

ورواه الطبراني من وجهين الأول عن معاذ بن المثنى عن مسددء والثاني عن فضيل بن ممد 
المطلي » عن أبي نعم » عن الطائفي ولفظ الطبراني قال أوس: « قدمنا على رسول الله مي في وفد 
ثقيف فأبطأ علينا ذات ليلة فقال : إنه طرأ علي حزبين من القرآن فكرهت أن أخرج حت أقضيه » 
الحدیت: 


تبیه : 

قال الحافظ في تخريج الاذكار : م يقع في أكثر الروايات في حديث أوس نسبة تحزيب القران 
للنبي به صريحاًء والذي وقع فيها بلفظ : كيف يحزبون القرآن» ولم يقع أيضاً في أكثرها تعيين 
أوّل المفصل » وقد ذكره عبد الرحن بن مهدي في روايته فقال: من ق إلى أن يختم ومقتضاه أنه 


)١(‏ بياض في الأصل 


۳٢‏ كتاب آداب تلاوة القرآن / الباب الثاني 


الرابع: في الكتابة: يستحب تحسين كتابة القرآن وتببينه ولابأس بالنقط 
والعلامات بالحمرة وغبرها فإنها تزيين وتبيين وص عن الخطأً واللحن لمن يقرأه» وقد 
كان الحسن وابن سيرين ينكران الأخاس والعواشر والأجزاء. وروي عن الشعبي 


ابتدأ في الغد بالبقرةء وكأنه م يذ كر الفاتحة لأنه يبتدأ بها في أوّل ر كعة وغالب تلاوتهم كانت في 
الصلاة اه. 

فقول المصنف تبعاً لصاحب القوت» وفيه : خبر عن النبي به حل تأمل . 

( الرابع في الكتبة) . بالكسر أي هيئة كتابة المصاحف. ( يستحب تحسين كتابة القرآن 
وتبيينه )» أما تحسينها فتجويد الحروف على القاعدة العربية المعتبرة مما ذكرها شعبان الآثاري في 
ألفيته » وأما التبيين فأن ييز الحروف بعضها عن بعض إفراداً وتركيباً» ولا يغور المم والقاف 
والفاء والعين والغين وكل ماله جوف ولا يطل المرسل» ولا يرسل المطوّل. ( ولا بأس بالنقط 
والعلامات ) كل منها ( بالحمرة وغيرها ) من الألوانء ( فإن ذلك تزيين وتبيين له) وتييز 
( وصد عن اللحن والخطأ لمن يقرأه) . 

والمراد بالعلامات هي التي توضع على رؤوس الآي» والوقوفات بأنواعها» ووصل الممزة 
وقطعها . فأما النقط فقد اتفقوا على إعجام بعض الحروف دون بعض » فالمهملة منها الألف والحاء 
والدال والراء والسين والصاد والعين والكاف واللام والميم والواو والماء وماعدا ذلك معجمة » فمنها 
بواحدة وهي الباء والجى والخاء والذال والزاي والضاد والغين والفاء والنون» ومنها باثنين وهي التاء 
والقاف والياء» وعلى هذا رأي المشارقة. وعلى رأي المغاربة الفاء معجمة بنقطة من أسفل والقاف 
بعكسه وهذا حسن لحصول التمييز والاقتصار على ما لا بد ومنها بثلاث وهي الثاء والشين. ومن 
القراغة القررة أن لرن زالاة والقاف والفا ا طرفت ق اخ الكل فاا 9 قط ول 
التمييز بهيئتها فاكتفي بها » وإن كل ما جاء على فعائل أو فواعل أو مفاعل من الجموع وعينها ياء 
فإن كانت الياء أصلية في نجرد الكلمة فتنقط وإلاً فبالممز . وفي تنقيط ياء معايش اختلاف عند 
القراء وهو مبني على اختلاف أئمة اللغة هل جع معيشة أو عيش » وهل ميم معيشة أصلية أو زائدة 
کا هو مقرر في حلهء ومن ذلك قوم : نقط الكبائر من الكبائر وهذا من باب المبالغة» ثم ان النقط 
أعم من أن يكون على التدوير كهيئة الكرة» وهكذا وجد في خطوط أهل الكوفة القديية أو على 
التربيعم كا وجد في خطوط أخرى هم لاصقةء أو بينها مع الصغر في الجرم كا اصطلح عليه 
المتأخرون وهو حسن . 

( وقد كان الحسن ) البصري ( وابن سبرين ) محمد ( ينكران) هذه ( الأخاس والعواشر 
والأجزاء ) نقله صاحب القوت والأخاس جع خس بضمتين وبضم فسكون» وهو جزء من 
خسة أجزاء الخو اشر جع ع كك رم اة ي الجر با لضم :جره من غش رة أجزاء وهي الأعشار ء 
والأجزاء جع جزء بالضم وهو الطائفة من الشيءء وقد جزأه تجزيئاً جعله أجزاء متميزة فتجزاأ 


كتاب اداب تلاوة القران / الباب الثاني VO E‏ 


وإبراهي كراهية النقط بالحمرة وأخذ الأجرة على ذلك وكانوا يقولون: جردوا القرآن 
والظن بہؤلاء انهم كرهوا فتح هذا الباب خوفاً من أن يؤدي إلى إحداث زيادات 
وحساً للباب وتشوقاً إلى حراسة القرآن عا يطرق إليه تغييراًء وإذا لم يود إلى حظور 
واستقر أمر الأمة فيه على ما يجحصل به مزيد معرفة فلا بأس به. ولا ينع ذلك من 


تجزئة » وتجزئة القرآن ثلاثون جزءأً يكتب على رأس الآية المبدوءة منها الجزء الأول والجزء الثاني 
والثالث» وهكذا في آخره. 

ومنهم من يكتفي على رأس كل جزء بالعدد المندي وهو حسن لحصول العام والتمييز بذلك 
وقد وقع الاختلاف في رؤوس بعض الأجزاء بحسب اختلافهم في عد الكلهات والحروف والآيء 
فمن المختلف في الأجزاء الجزء الرابم عشر» فقيل : أله من أوّل السورة» وقيل أله من قوله: 
ربا يود [الحجر : ۲ ] والجزء التاسع عشر فقيل أله : 3 وقال الذين لا يرجون) [ الفرقان : 
]!١‏ وقيل أوّله: #وقدمنا إلى ما عملوا© [الفرقان: ٠٠‏ ] والجزء العشرون فقيل أوّله: # فا 
كان جواب قومه€ [النمل : ١‏ ] وقيل أوّله : # أمن خلق السموات والأرض) [ النمل: ٠٠‏ ] 
والجزء الواحد والعشرون فقيل أوّله: #أتل ما أوحي إليك) [العنكبوت: ٤۵‏ ] وقيل أله : 
ولا تجادلوا أهل الكتاب € [ العنكبوت : ٤٠1‏ ] والجزء الثالث والعشرون فقيل أله : (وما لي لا 
أعبد & [يس: ۲۲ ] وقیل : وما أنزلنا على قومه ‰ [ يس: ۲۸ ] والجزء السادس والعشرون 
فقيل أله : # وبّدا هم سيئات ما كسبوا © [ الجاثية : ۳۳ ] وقيل من أوّل سورة الأحقاف. 


e‏ کل ا ا ن ا عل ار ار کت ال 
بالأحر إشارة له بإزاء الآية على الهامش» وتارة يكتب عشر» ومنهم من قسمه على الأخاس 
فيكتب خاء معجمة أو خس» ومنهم من قسمه على الاثلاث فيكتب على رأس كل ثلث حزب أو 
ثلث» ومنهم من قسمه على الأرباع فيكتب على رأس كل ربع ربع ليميز عن العشر ويكتب على 
تام الربعين نصف» وللمغاربة ترتيب آخر يرجع إلى مصاحفهم» وما أحدثوا كتابه أسماء السور 
بالقام الأحر قبل البسملة مع عدد كلماتها وحروفهاء وهل هي مكية أو مدنية؟ ومنهم من أحدث 
ختم الصفحة على الآية وهو حسن إن لم يتكلف في ذلك . 


( وروي عن ) عامر بن شراحيل (الشعبي وإبراهم ) النخعي ( كراهية النقط باخحمرة 
وأخذ الأجر على ذلك وكانوا يقولون: جردوا القرآن ) كذا في القوت» ومعنى تجريده أن 
لا يضاف إليه شيء زائد» ( والظن بهؤلاء أنهم كرهوا فتح هذا الباب خوفاً من أن يؤدي 
إلى إحداث زيادات حسما للباب) وسداً للذريعة» ( وشوقاً إلى حراسة القرآن ) وصيانته 
( عا يطرق إليه) أي يدخل عليه ( تغييراً ) واحدائاًء ( وإذا م يؤد إلى محذور واسنقر 
الأمر ) وني بعض النسخ: أمر الأمة ( فيه على ما حصل به مزيد معرفة ) وتييز ( فلا بأاس 


۳۸ كتاب آداب تلاوة القرآن / الباب الثاني 


كونه حدثاً فكم من محدث حسن كا قيل في إقامة الجماعات في التراويح إنها من 
محدثات عمر رضي الله عنه وانها بدعة حسنةء إنما البدعة المذمومة ما يصادم السنة 
القاة أو يكاد يفضي إل اتغبرها: أيه كان يقرل أقرا من لمحف ي النقرط 
ولا أنقطه لنفسى . وقال الاوزاعى عن يحي بن أبي كثير كان القرآن جردا في المصاحف 
فأوّل ما أحدثوا فيه النقط على الباء والتاء وقالوا لا بأس به» فإنه نور له ثم أحدثوا 
بعده نقطاً كباراً عند منتهى الآي» فقالوا لا بأس به يعرف به رأس الآيةء ثم أحدثوا 
بعد ذلك الخواتم والفواتح. قال أبو بكر المذل : سألت الحسن عن تنقيط المصاحف 
بالأحر فقال: وما تنقيطها ؟ قلت : يعربون الكلمة بالعربية. قال: أما إعراب القرآن 


به ولا ينع من ذلك كونه محدثاً ) م يكن ذلك في عصر الأولين» ( فكم من حدث حسن کا 
قيل في ) استعال السبحة وني ( إقامة الجاعات في التراويح أنها من محدثات عمر ) رضي الله 
عنه كا تقدم تحقيقه في كتاب الصلاة» ( وأنها بدعة حسنةء وإنما البدعة المذمومة ما تصادم ) 
أي تعارض ( السنة القديمة أو يكاد يفضي إلى تغييرها ) » وقد قالوا إن البدعة المباحة هو ما 
شهد بجحسنه أصل في الشرع أو اقتضته مصلحة تندفع بها مفسدة وفيا نحن فيه حصول مزيد المعرفة 
والتبيين مصلحة شرعية » فلا يكون النقط والعلامات من البدع المذمومة» ( وبعضهم كان يقول : 
اقرا في المصحف المنقوط ولا أنقطه بنفسي . 


وقال الاوزاعي ) تقدمت ترجته في كتاب العام ( عن بحي بن أبي كثير ) أبي نصر الهامي 
مول طي احد الاعلام العباد » رونى عن الي أمامة وانس وجابر مرسلا» وعن أي سلمة وعنه هشام 
الدستوائي وهام مات سنة :۱١١‏ ( كان القرآن مجرداً في المصاحف فأول ما أحدثوا فيه 
النقط على الباء والتاءء وقالوا: له باس به فانه نور له ثم أحدثوا بعده نقطاً كباراً عند 
منتهى الآي فقالوا: لا بأاس به يعرف به رأس الآيةء ثم أحدثوا بعد ذلك الخواتم 
والفواتح ) هكذا نقله صاحب القوت. 


( وقال أبو بكر المذلي ) اسمه سلمان» وقيل : روح روى عن الحسن والشعبي ومعاذ . وعنه أبو 
نعم ومسام بن إبراهيم توفي سنة ۱۹۷ . ( سألت الحسن ) البصري ( عن تنقيط المصاحف 
بالأحر . فقال: وما تنقيطها ؟ قلت : يعربون الكلمة بالعربية . قال أماإعراب القرآن فلا 
بأس به) . 

وروى البيهقي في السنن والصابوني في المائتين عن عمر رضي الله عنه رفعه قال « من قرأ 
القرآن فأعربه كان له بكل حرف أربعون حسنة» ومن أعرب بعضه ولحن في بعض کان له بكل 
حرف عشرون حسنة. ومن لم یعرب منه شیئاً کان له بکل حرف عشر حسنات ». 


کتاب آداب تلاوة القرآان / الباب الثاني O E eae assis RS‏ 


فلا بأس به. وقال خالد الحذاء : دخلت على ابن سیرین فرأیته يقرا في مصحف منقوط 
وقد كان يكره النقط. وقيل : ان الحجاج هو الذي أحدث ذلك وأحضر القراء حتق 
عدوا كلات القرآن وحروفه وسوَّوا أجزاءه وقسموه إلى ثلاثين جزءاً وإلى أقسام أخر . 

الخامس: الترتيل : هو المستحب في هيئة القرآن لأنا سنبين أن المقصود من القراءة 


وروی البيهقي عن ابن عمر « من قرأ القرآن فأعرب في قراءته کان له بکل حرف عشرون 
و را شو عراب کان لکل ری فر کا 

( وقال خالد ) بن مهران (الحذاء ) الحافظ أبو المنازلء روى عن أبي عثان النهدي » ويزيد 
ابن الشخير » وعنه شعبة وابن علية ثقة إمام توفي سنة :٠٤١‏ ( دخلت على ابن سيرين ) خمد 
( فرأيته يقرأ في مصحف منقوط» وقد كان يكره النقط . وقيل: إن الحجاج) بن يوسف 
الثقفي ( هو الذي أحدث ذلك وأحضر القراء ) من البصرة والكوفة منهم : عاصم الجحدري»› 
ومطر الوراق» وشهاب بن شريفة فأمرهم ( حتی عدوا کات القرآن) وآیاته ( وحروفه 
وسووا أجزاءه وقسموه إلى ثلاثين جزءً وإلى أقسام أخر ) من أخاس وأعشار . 

قال السيوطى في الإتقانء قال أبو عبد الله الموصلى : اختلف في عدد الآي أهل المدينة ومكة 
والشام والبصرة والكوفة» وعدد أهل مكة يروی عن ابن كثير عن ابن عباس عن أي بن كعب» 
وأما عدد أهل الشام فیروی عن مروان بن موس الأخفش » عن ابن ذكوان» عن أيوب بن تيء 
عن بحى بن الحارث الزيادي عن عبد الله بن عامر الأصبحى» عن الي الدرداء» واما عدد اهل 
ا فمداره على عاصم الجحدري» وأما عدد أهل الكوفة فهو المضاف إلى حزة بن حبيب 
الزيات» وأبي الحسن الكسائي وخلف بن هشام » قال حزة: أخبرنا بهذا العدد عن أبي عبد الرجن 
السلمي عن على بن أبي طالب اه. 

وعد قوم كلات القرآن سبعة وسبعين ألف كلمة وتسعائة وأربعة وثلاثين كلمة» وقيل غير 
ذلك. 

وأما الحروف فقد عدها ابن الجزري وكذا الانصاف والأثلاث إلى الأعشار» وأوسع القول في 
ذلك فراجعه فيه » وقال بعضهم : نصف القرآن باعتبار الحروف النون من نكرا من الكهف » وقيل الفاء 
من قوله وليتلطف وبالكلات الدال من قوله والجلود في الحج » وبالايات غافلون من الشعراء » وبالسور 
آخر الحديد» والنه أعام. 


( الخامس: الترتيل ) قال الله تعالى : 3 ورتل القرآن ترتيلا) [المزمل : ؛ ] وهو التمهل في 
القراءة وعدم الإعجال» وذلك ( هو المستحب في هيئة القرآن) بل الأفضل لجمعه الأمر 
والندب. ( لأنا سنبين ) فما بعد ( أن المقصود من القراءة التفكر ) في معاني ما يقرأء والتدبر 


e ٠‏ ا ا ات قران الاب الان 


التفكر والترتيل معين عليه» ولذلك نعتت أم سلمة رضي الله عنها قراءة رسول الله 
به » فإذا هي تنعت قراءته مفسرة حرفا حرفاً. وقال ابن عباس رضي الله عنه : لأن 
اقرأً البقرة وآل عمران أرتلها وأتدبرها أحب إل من أن اقرأً القرآن کله هذرمة. 
وقال أيضاً: لأن اقرا إذا زلزلت والقارعة أتدبرها أحب إلي من أن اترا البقرة 
وآل عمران تهذيراً. وسئل مجاهد عن رجلين دخلا في الصلاة فكان قيامها واحداً إلا 
إن أحده| قرأ البقرة فقط والآخر القرآن كلهء فقال: هما في الأجر سواء . واعام أن 


( والترتیل معین ) له ( عليه )» وقد روي عن علي رضي الله عنه قال: لا خير في عبادة لا فقه 
فيها ولا في قراءة لا تدبر فيها. 

(وبذلك نعتت أم سلمة) رضي الله عنها ( قراءة رسول الله عله ) لما سئلت عنهاء 
( فإذا ) للمفاجأة أفاد بها بأنها أجابت بذلك على الفورء وأن ذلك يدل على قوة ضبطها 
واستحضارها لصفة قراءته له ( هي تنعت ) أي تصف ( قراءة مفسرة حرفا حرفاً) أي 
مبينة واضحة مفصولة الحروف من التفسير وهو البيان» ووصفها لذلك إما بأن تقول: كانت 
قراءته كذا أو بالفعل بأن تقرأً كقراءته له » قيل : وظاهر السياق يدل على الثاني . 

قال العراقي : رواه أبو داود والنسائي والترمذي وقال: حسن صحيح إه. 

قلت : وأخرجه أحد. وأبو داود» والترمذي» وابن خزية » والحاي» والدارقطني وغيرهم عن 
أم سلمة ١‏ أن النبي يمه كان يقرأ بسم الله الرحهمن الرحم الحمد لله رب العالمين إلى آخرها قطعها 
آية آية » الحديث . والمعنى : أن قراءته م كانت ترتيلاً لا هذاً ولا عجلة» بل مفسرة الحروف 
مستوفية ما تستحقه من مد وغيره لأنه كان يقطعها آية آية . 

( وقال ابن عباس ) رضي الله عنها (لأن اقرا البقرة وآل عمران أرتلها وأتدبرها 
أحب إل من أن أقراً القرآن كله هذرمة ) نقله صاحب القوت . 

( وقال أيضاً: لأن أقرأ إذا زلزلت والقارعة أتدبرها أحب إل من أن أقرأً البقرة وآل 

وف مصنف ابن أي شيبة ء عن زيد بن ثابت : لأن أقرأ القرآن في شهر أحب إل من أن أقرأه 
في خمس عشرة» ولأن أقرأه في خمس عشرة أحب إل من أن أقرأه في عشر ء ولأن أقرأه في عشم 

( وسئل مجاهد ) بن جبير التابعي الجليل ( عن رجلين دخلا في صلاة فكان قيامه) واحداً 
إلا أن أحده| قرأ البقرة فقط, والآخر القرآن كله؟ فقال: ها في الأجر سواء) لأن 
قىامه) كان واحداً » وأفضل الترتيل والتدبر ما كان ني صلاة. ويال : إن التفكر في الصلاة أفضل 
منه في غبرها لأنه] عملان. هكذا أورده صاحب القوت » ؛ في النشر اختلف هل الأفضل الترتيل » 


كتاب آداب تلاوة القرآن / الباب الثاني Ne SERR‏ 


الترتيل مستحب لا لمجرد التدبر » فإن العجمي الذي لا يفهم معنى القرآن يستحب له 
في القراءة أيضاً الترتيل والتؤدة. لأن ذلك أقرب إلى التوقير والاحترام وأشد تأثيراً في 
القلب من المذرمة والاستعجال. 

السادس: البكاء : البكاء مستحب مع القراءة. قال رسول الله عر : « اتلوا القرآن 
وابکوا فان لم تبکوا فتباکوا » وقال به : « لیس متا من لم یتغن بالقرآن ». وقال 


وقلة القراءة أو السرعة مع كثرتها » أجاب بعض أئمتنا فقال : إن ثواب قراءة الترتيل أجل قدراً 
وثواب الكثرة أكثر عدداً لأن بكل حرف عشر حسنات اه. 

وقال في شرح المهذب: واتفقوا على كراهة الإفراط في الإسراع وقالوا : قراءة جزء بترتيل 
أفضل من قراءة جزأين في قدر ذلك الزمان بلا ترتيل . 

( واعام أن الترتيل مستحب لا مجرد التدبر» فإن العجمي الذي لا يفهم معنى القرآن 
يستحب له في القراءة أيضاً الترتيل والنؤدة» لأن ذلك أقرب إلى التوقير والاحترام وأشد 
تأثيراً في القلب من المذرمة والاستعجال ) . وهذا قد أورده النووي في شرح المهذب عن 
الأئمة قالوا : استحباب الترتيل للتدبر » ولأنه أقرب إلى الإجلال والتوقير وأشد تأثيراً في القلبء 
ومذا يستحب للأعجمي الذي لا يفهم معناه. 

( السادس: البكاء ) فهو ( مستحب مع القراءة) والتباكي لمن لا يقدر عليه والحزن 
والخشوع قال الله تعالى # ويخرون للأذقان يبكون) [ الإسراء : ٠٠۹‏ ] وفي الصحيحين حديث 
قراءة ابن مسعود على النبي مره وفيه « إذا عبناه تذرفان » . 

( وقال رسول الله ّي أتلوا القرآن وابكوا فإن م تبكوا فتباكوا » ) قال العراقي : رواه 
ابن ماجه من حدیث سعد بن الي وقاص باسناد جيد اه. 

قلت : رواه عن عبد الله بن أحمد عن الوليد بن مسام» حدثنا إسماعيل بن رافع » حدثني ابن أي 
مليكة عن عبد الرحمن بن السائب قال: قدم علينا سعد بن مالك رضي الله عنه بعدما كف بصره» 
فأتیته مسلا فانتسبت له فقال: مرحباً يا ابن أخى بلغنى أنك حسن الصوت بالقرآن» وقد سمعت 
رسول الله َل يقول « إن هذا القرآن نزل بجحزن فإذا قرأموه فابکوا فإن ‏ تبكوا فتباكوا وتغنوا 
به فمن لم يتغن فليس منا » رواه أبو يعلى الموصلي عن عمرو الناقد عن الوليد بن مسام» ورواه عمد 
ابن نصر في قيام الليل عن اليثم بن خارجة عن الوليد بن مسام» وإسماعيل بن رافع ضعيف» وقد 
تابعه عبد الرحن المليكي وهو مثله في الضعف عن ابن أي مليكة. ولكن خالف في اسم ابن 
السائب أخرجه أبو عوانة ومد بن نصر وابن أي داود من طريق المليكي فقال الأرّلان :عن 
عبد الله بن السائب عن سعد » وقال ابن أن داود في روايته عن عبد الله بن عبد الله بن السائب 
ابن نهيك» وبعض رواته قال: عبيد الله بن أبي نهيك والاضطراب فيه في اسم التابعي ونسبه» 


۲ ............ كتاب آداب تلاوة القرآن / الباب الثاني 


صالح المري: قرأت القرآن على رسول الله ر في المنام فقال لي: يا صالح هذه 
القراءة فأين البكاء ؟ وقال ابن عباس رضي الله عنها : إذا قرأم سجدة سبحان فلا 
تعجلوا بالسجود حتى تبكواء فإن م تبك عين أحدك فليبك قلبه . وإنما طريق تكلف 


واختلف عليه أيضاً في اسم شيخه فالأكثر أنه سعد بن مالك وهو ابن أي وقاص» وقيل : عن 
سعيد بدل سعد» وقيل عن الي لبابة » وقيل عن عائشة. 

والراجح قول من قال عن سعد وله شاهد عند الطبراني قال : حدثنا عبد الرحمن بن معاوية 
العبسي» حدثنا حبان بن نافع » حدثنا صخر حدثنا سعيد بن سالم القداح » حدثنا صخر بن 
الحسن »حدثنا بكر بن خنيس » حدثنا ابو شيبة» عن عبد الملك بن عمير» عن جرير رضي الله 
عنه قال: قال رسول الله به ١‏ إنی قاری علیکم من آخر سورة الزمر فمن بکی منکم وجبت له 
الجنة» فقرأ من عند قوله # وما قدروا الله حق قدره( [ الزمر : 1۷ ] الخ» فمنا من بكى ومنا من 
لم يبك . فقال الذين م يبكوا : قد جهدنا يا رسول الله أن نبكي فام نبك . فقال: إي سأقرأها عليكم 
فمن لم يبك فليتباك » أبو شيبة اسمه عبد الرحن بن إسحاق الواسطي » وقد روى بعض هذا المتن 
هشام عن أي شيبة وهو أوثق من بكر بن خنيس » فأرسله. 

قال أبو عبيد : حدثنا هشام » عن عبد الرحمن بن إسحاق عن عبد الملك بن عمير قال: قال 
رسول الله ن « إني قارى عليكم سورة من بكى فله الجنة ء فقرأً فام يبكوا حتى أعاد الثانية فقال 
ابکوا فان م تبکوا فتبأکوا ». 

( وقال ّل « ليس منا من م يتغن بالقرآن ) » قال العراقي : رواه البخاري من حديث أي 
هريرة اه. 

قلت : وأخرجه أحجمدء وأبو داود وابن حبان والحاكم من رواية عمرو بن دينار» والليث بن 
سعد كلاهم) عن ابن الي مليكة عن عبيد الله بن اني نهيك» عن سعد بن الي وقاص . 

وأخرجه أبو داود أيضاً عن أي لبابة بن عبد المنذر» والحاك أيضاً عن ابن عباس» وعائشة. 
وقد ذكر الاختلاف فيه قريباً في الحديث الذي قبله إذ هذا الحديث عند بعضهم بعض الحديث 
لمتقدم » وسيأتي تحقيق معناه في الأدب العاشر قريباً . 

( وقال صالح المري ) من زهاد البصرة تقدمت ترجته في كتاب العام : ( قرأت القرآن على 
رسول الله م في المنام فقال لي « ديا صالح هذه القراءة فأين البكاء ٠‏ ) ولفظ القوت : وقال 
ثابت البناني : رأيت في النوم كأني أقرأ على رسول الله مه القرآن » فلا فرغت قال « هذه القراءة 
فأين البكاء ». 

( وقال ابن عباس) رضي الله عنها : ( إذا قرأتم سجدة سبحان فلا تعجلوا بالسجود 
حتى تبكوا فإن م تبك عين أحدك فليبك قلبه ) نقله صاحب القوت. وزاد : فبكاء القلب حزنه 


كتاب آداب تلاوة القرآن / الباب الثاني EEG aR‏ 


البكاء أن يحضر قلبه الحزن فمن الحزن ينشأً البكاء . قال بيه : « إن القرآن نزل بجزن 
فإذا قرأتموه فتحازنوا » ووجه إحضار الحزن أن يتأمل ما فيه من التهديد والوعيد 
والمواثيق والعهود ثم يتأمل تقصيره في أوامره وزواجره فيحزن لا محالة ويبكي » فإن ۾ 
يحضره حزن وبكاء كا يحضر أرباب القلوب الصافية فليبك على فقد الحزن والبكاء . 
فإن ذلك أعظم المصائب . 


وخشيته أي فإن لم تبكوا بكاء العلاء عن الفهم فلتحزن قلوبكم على فقد البكاء » وليخش كيف ل 
يوجد فيكم وصف أهل العام . 

وقد روينا في غرائب التفسير من معنى قوله تعالى  :‏ وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنہار & 
[ البقرة: ۷١‏ ] قال هي العين الكثيرة البكاء $ وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء ¶ [ البقرة: ۷٤‏ ] 
قال : هي العين القليلة البكاء 8 وإن منها لما بهبط من خشية الله) [البقرة: ۷١‏ ] قال: هو بكاء 
القلب من غير دموع عين. 

( وإنما طريق تكلف البكاء أن يحضر قلبه الحزن فمن الحزن ينشأ البكاء . قال النى 
له « إن القرآن نزل بحزن فإذا قرأتموه فتحازنوا» ) قال العراقي : رواه أبو يعلى » وأبو نعم 
في الحلية من حديث ابن عمر بسند ضعيف اه. 

قلت : تقدم قريباً أن أبا يعلى رواه من حديث سعيد بن مالك بلفظ « إن هذا القرآن نزل 
حزن فإذا قرأتموه فابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا » وتقدم الاختلاف فيه. 

وقال أبو بكر الآجري في فوائده: حدثنا جعفر الفرياني» حدثنا إسماعيل بن سيف بن عطاء 
عنه رفعه «اقرأوا القرآن بالحزن فانه نزل با حزن » . 

وأخرجه أبو يعلى عن إسماعيل بن سيف على الموافقة » وعند الطبراني في الكبير عن ابن عباس 
رفعه « أحسن الناس قراءة من إذا قرأ القرآن يتحزن به ». 


( ووجه إحضار الحزن أن يتأمل ما فيه من التهديد والوعيد والزجر والوثائق والعهود› 
يتامل القارى تقصيره في أوامره وزواجره فيحزن لذلك لا محالة ويبكي فإن ) محضره 
حزن وبكاء كا يحضر أرباب القلوب الصافية) من الأكدارء ( فليبك على فقد الحزن 
والبكاء فإن ذلك أعظم المصائب ) وتقدم هذا عن صاحب القوت. 


وقال النووي في شرح المهذب مثل ذلك قال وطريقه في تحصيل البكاء أن يتأمل ما يقرأ من 


التهديد والوعبد الشديد والمواثيق والعهود » ثم يفكر في تقصيره فيها فإن لم يحضره عند ذلك حزن 
وبكاء فليبك على فقد ذلك فإنه من المصائب . 


1 كتاب آداب تلاوة القرآن / الباب الثاني 


السابع: أن يراعى حت الآيات : فإذا مر بآية سجدة سجد وكذلك إذا سمع من 
غيره سجدة سجد اذا سجد التالي ولا يسجد إلا ادا كان على طهارة. وف القرآن أربع 
عشرة سجدة. وفي الحج سجدتان وليس في ص سجدة. وأقله أن يسجد بوضع جبهته 


( السابع: أن يراعي حق الآيات فإذا مر بآية سجود سجد ) أي في أثناء قراءته سواء كان 
في صلاته أم لا ( وكذلك إذا سمعها من غيره) وهو يتلوها ( سجد إذا سجد التالي) ها . 

قال الرافعي : يسن السجود للقارى والمستمع له سواء القارى في الصلاة أم لا . وفي وجه شاذ لا 
يسجد المستمع لقراءة من في الصلاة» وليس للمستمع إلى قراءة المحدث والصبي والكافر على 
الأصح. وسواء سجد القارى أو لم يسجد يسن للمستمع السجود» لكنه إذا سجد كان أوكد. 
هذا هو الصحيح الذي قطع به الجمهور . 

وقال الصيدلاني : لا يسن له السجود إذا لم يسجد القارئ» واختاره إمام الحرمين» أما الذي 
لا يستمع بل يستمع من غير قصد» فالصحيح المنصوص أنه يستحب له ولا يتأكد في حقه تأكده 
في حق المستمع » ولو أصغى المنفرد بالصلاة لقراءة قارئ في الصلاة أو غيرها م يسجد لأنه منوع 
من الإأصغاء . فإن سجد بطلت صلاته والمصلي إماما كالمنفرد في جيع ما ذكرنا. 


( ولا يسجد إلا إذا كان على طهارة) فلا يسجد إذا كان محدثاً ولا الجنب والحائض» 
(وفي القرآن أربع عشرة سجدة) على الجديد الصحيح. وقال في القدي : إحدى عشرة أسقط 
سجدات المفصل الثلاثةء وهي : في الأعراف والرعد والنحل والاسراء ومرم» و( في الحج 
سجدتان ) والفرقان والنمل والم تنزيل وفصلت والنجم وإذا الساء انشقت. ( وليس ي ص 
سجدة) أي ليست سجدة ص من عزائم السجود أي متأكداته » وإنما هي مستحبة» وزاد بعضهم 
آخر الختم نقله ابن غلام الفرس في أحكامه. 

قال الرافعي : ولنا وجه أن السجدات خمس عشرة ضم إليها سجدة ص. وهذا قول ابن 
سريج » والصحيح المنصوص أنها ليست من عزائم السجود» وإنما هي سجدة شكر» فإن سجد فيها 
خارج الصلاة فحسن » ولو سجد في ص في الصلاة جاهلا أو ناسيا لم تبطل صلاته » وإن كان عالما 
بطلت على الأصح» ولو سجد إمامه في ( ص) لكونه يعتقدها لم يتابعه بل يفارقه أو ينتظره قائاء 
فإذا انتظره قائا فهل يسجد للسهو ؟ وجهان . قال النووي : الأصح لا یسجد » وحکی صاحب 
البحر وجها أنه يتابع الإمام في سجود (ص) والته أعام اه. 

اعم أن سجود التلاوة سنة عند الشافعي ومالك وأحد. وقال أبو حنيفة وصاحباه: واجب 
وهو: في الأعراف والرعد والنحل وبني إسرائيل ومر والحج والفرقان والنمل وام تنزيل وص 
وحم فصلت والنجم والانشقاق والعلق كذا كتب في مصحف عثان وهو المعتمد» ولا سجود عند 
مالك في المفصل أي السبع الأواخر وهو من الحجرات إلى آخره» وعند الشافعي وأحمد في الحج 


O 


سجدتان كا ذكره المصنف لا روي أنه به قال : « فضلت سورة الحج بسجدتين » وله أصحابنا 
على أن الأولى سجدة التلاوة» والثانية سجدة الصلاة بدلالة اقترانما بالركوع» وموضع السجدة في 
حم فصلت عند قوله وهم لا يسمعون) وعند الشافعي عند قوله إن کن تعبدون) وهو 
واجب عندنا على التالي والسامع ولو غير قاصد» ويجب على التراخي» وسواء کان التالي کافراً أو 
حائضاً أو جنباً أو محدثاً أو صبياً عاقلا أو سكران لأن النص م يفصل. ولا يجب على من 
لا تحب عليه الصلاة كالحائض والنفساء والصبي والمجنون والكافر لا بقراءتهم ولا بسماعهم لأہم 
ليسوا من أهل الصلاة لا أداء ولاقضاء . 


وفي التتمة روى الحسن بن زياد عن أبي حنيفة في السكران إذا قرأ آية السجدة لزمته » وكذا في 
المجنون إذا تلا تلزمه السجدة إذا أفاق. 

قال الفقيه أبو جعفر : هذا إذا لم يكن مطبقاً . 

وقال الإمام أبو جعفر الطحاوي في شرح مشكل الآثار : قد تواترت الآثار عن رسول الله 
يه بالسجود في المفصل من طرق كثيرة عن أبي هريرة» وعبد الله بن عمر» وبها نقول» وهو 

وأما النظر في ذلك فعلى غير هذا المعنى وذلك أنا رأينا المتفق عليه منهن عشر سجدات 
منها : الأعراف وموضع السجود فيها قوله تعالى 3 إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته 
ویسبحونه وله يسجدون) [الأعراف: ۲۰٠‏ ]. 

ومنها : الرعد وموضع السجود منها عند قوله تعالى : وله يسجد من في السموات والأرض 
طوعاً وكرهاً وظلامم بالغدو والآصال# [ الرعد: ٠١‏ ]. 

ومنها : النحل وموضع السجود منها عند قوله عز وجل ولله يسجد ما في السموات وما في 
الأرض من دابة@) إلى قوله #يؤمرون‰ [ النحل: ٥١ ٤۹‏ ]. 

ومنها : سورة بني إسرائيل وموضع السجود منها عند قوله تعالى : $ ويخرون للأذقان يبكون 
ويزيدهم خشوعاً# [ الإسراء ٠١۹‏ ]. 

ومنها: سورة مرم وموضع السجود منها عند قوله عز وجل  :‏ إذا تتلى عليهم آيات الرحن 
خروا سجدا وبکیا) [ مرم : 0۸ ]. 

ومنها سورة الحج سجدة في أوهما عند قوله تعالى : ألم تر أن الله يسجد له من في السموات ) 
[الحج: ۱۸ ] إلى آخر الآية . 

ومنها سورة الفرقان وموضع السجود منها عند قوله تعالى : [ وإذا قيل هم اسجدوا للر حن ) 
[ الفرقان: ٠١.‏ ] إلى آخر الآية. 


1 كتاب آداب تلاوة القران / الباب الثاني 


Seoesenenennannennneennnenennnancaneneannenennennnenneneeneneenenneneesnenansenennnnnnanannnn 


ومنها سورة النمل فيها سجدة عند قوله تعالى : ( فهم لا يهتدون ٭ ألا يسجدوا لله الذي يخرج 
الحبء € [ النمل: ١٠ء ۲١‏ ] إلى آخر الآية. 


ومنها : الم تنزيل فيها سجدة عند قوله عز وجل : 3 إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها ) 
[ السجدة: ٠۵‏ ] إلى آخر الآية. 

ومنها :[ حم تنزيل من ال رحن الرحم ) وموضع السجود منها فيه اختلاف فقال بعضهم موضعه 
8 تعبدون( وقال بعضهم عند قوله وهم لا یسأمون) [ فصلت : ۰۳۷ ۳۸ ] وكان أبو حنيفة 
وأبو يوسف ومد يذهبون إلى المذهب الأخير . وقد اختلف المتقدمون في ذلك فروي عن مجاهد 
عن ابن عباس أنه كان يسجد الآخرة من حم تنزيل وروي مثل ذلك عن أي وائل وابن سيرين 
وقتادة» وروي عن ابن مسعود وابن عمر أنها كانا يسجدان في الآية الأولى من حم» فهذه 
السجدة ما اتفق عليهاء وإنما اختلفوا في موضعها وما ذكر قبلها من السجود في السور الأخرء 
فقد اتفقوا عليها وعلى مواضعها ا مذ كورة» وكان موضع كل سجدة منها فهو موضع اخبار وليس 
بموضع أمر» وقد رأينا السجود في مواضع أمر كقوله عز وجل: [يا مرم اقنتي لربك 
واسجدي) [ آل عمران: ٤٣‏ ] وقوله تعالى ‏ وكن من الساجدين) [ الحجر : ٩۸‏ ] فكل قد 
اتفق أن لا سجود فيها فالنظر على ذلك أن يكون كل موضع منها اختلف فيه هل فيه سجود أم 
لا؟ ينظر فيه» فإن كان موضع أمر فإنما هو تعلم فلا سجود فيه» وكل موضع فيه خبر عن 
السجود فهو موضع سجود التلاوة» فكان الموضع الذي قد اختلف فيه من سورة النجم فقال 
بعضهم هو سجدة تلاوةء وقال الآخرون: لا. هو قوله عز وجل $ فاسجدوا لله واعبدوا) 
[ النجم: 1۲ ] فذلك أمر وليس بخبر فكان النظر على ما ذكرنا أن لا يكون موضع سجود 
التلاوة. 

وكان الموضع الذي اختلف فيه أيضاً من سورة العلق هو قوله تعالى  :‏ كلا لا تطعه واسجد 
واقترب € [ العلق : ٠١‏ ] فذلك أمر وليس بخبر فالنظر على ما ذكرنا أن لا يكون موضع سجود 
تلاوة» و كان الموضع الذي اختلف فيه من إذا السماء انشقت قوله تعالى  :‏ وإذا قرى عليهم القرآن 
لا يسجدون# [الانشقاق : ۲١‏ ] فذلك موضع اخبار لا موضع أمرء فالنظر على ما ذكرنا أن 
يكون موضع سجود التلاوة فيكون كل شيء من السجود يرد إلى ما ذكرنا» وكان يجب على ذلك 
أن يكون موضع السجود من حم هو الموضع الذي ذهب إليه ابن عباس لأنه عند خبر وهو قوله 
تعال : وهم لا يسأمون) [ فصلت : ۳۸] لا كا ذهب إليه من خالف لأن أولئك جعلوا 
السجدة عند أمر وهو قوله تعالى : $ واسجدوا له الذي خلقهن إن كنت إياه تعبدون( [ فصلت : 
۷ ] فكان ذلك موضع امر . 

و أن النظر يوجب أن يكون السجود في مواضع الخبر لا في مواضع الأمر وكان يجيء 
على ذلك أن لا يكون في سورة الحج غير سجدة واحدة. لأن الثانية المختلف فيها أيضاً موضعها 


كتاب آداب تلاوة القرآن / الباب الثاني CVE E SS‏ 


على الأرض . وأكمله أن يكبر فيسجد ويدعو في سجوده با يليق بالآية التي قرأها مثل 
أن يقرأ قوله تعاى : 3 خَرّوا سَجّداً وسبحوا َد ربوم وهُم لا تكبرون) 
[ السجدة: ٠١‏ ] فيقول: « اللهم اجعلني من الساجدين لوجهك المسبحين بجحمدك وأعوذ 
بك أن أكون من المستكبرين عن أمرك أو على أوليائك ». وإذا قرأ قوله تعالى: 
ويَخرّون للأذقان يَْكون ويزيدهم خشوعاً [الاسراء : ٠١١‏ ]. فيقول: « اللهم 


في قول من يعلها سجدة موضع أمر وهو قوله تعالى : [اركعوا واسجدوا واعبدوا ربکم) 
[ الحج: ۷۷ ] فلو خلينا والنظر لكان القول في سجود التلاوة أن ننظر فا كان فيه موضع أمر م 
نجعل فيه سجوداً وما کان فيه موضع خبر جعلنا فيه سجوداء ولکن اتباع قد ثبت عن رسول الله 
ر أولى . 

وقد اختلف في سورة ص فقال قوم فيها سجدة» وقال آخرون ليس فيها سجدة» فكان النظر 
عندنا في ذلك أن يكون فيها سجدة لأن موضعها خبر لا موضع أمر وهو قوله عز وجل : 
#فاستغفر ربه وخر راكعاً وأناب) [ ص: ۲١‏ ] فذلك خبر فالنظر أن يرد حكمه إلى حكم 
أشكاله من الأخبار فتكون فيه سجدة» وقد روي ذلك عن رسول الله مه من طريق ألي سعيد 
أنه سجد في [ ص وعن ابن عباس نحوهء فبهذا نأخذ اتباعاً لما قد روي فيها ثم لما قد أوجبه 
النظر . 

ونرى أن السجود في المفصل في النجم وإذا السماء انشقت واقرأ باسم ربك لما قد ثبتت به 
الرواية في السجود في ذلك عن رسول الله مله » ونرى أن لا سجود في آخر الحج لما قد نفاه ما 
ذكرنا من النظر ولأنه موضع التعلم لا موضع خبر » ومواضع التعلم لا سجود فيها للتلاوة. 

وقد اختلف في ذلك المتقدمون فروي من طريق عبد الله بن ثعلبة قال: صلى بنا عمر بن 
ا لخطاب رضي الله عنه الصبح فقرأ بالحج وسجد فيها سجدتين» وكذلك روي عن أي موسى 
الأشعري وابن عمر وأبي الدرداء مثله» وروي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال في سجود 
الحج الأول عزية والآخرة تعليم قال : فبقول ابن عباس ناخذ وجيع ما ذهبنا إليه في هذا الباب هو 
قول أني حنيفة وأبي يوسف ومد رجهم الله تعالى . 

( وأقل السجود أن يسجد فيضع جبهته على الأرض ) من غير تكبير ولا دعاء» ( وأكمله 
أن يكبر فيسجد ويدعو في سجوده با يليق بالآية التي قرأها مثل أن يقرا قوله تعالى ؛ 
< خروا سجداً وسبحوا محمد ربهم وهم لا يستكبرون) [السجدة؛ ]٠١‏ فيقول: اللهم 
اجعلني من الساجدين لوجهك المسبحين بجحمدك وأعوذ بك أن أكون من المستكبرين عن 
أمرك أو على أوليائك ) فهذه المعاني هي اللائقة بالآية المذكورة وفيها تضمين لما ذكر فيها . 
( وإذا قرأ قوله تعالى : ™ ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعاً) [الإسراء:۹٠٠]‏ 
فيقول: اللهم اجعلني من الباكين إليك الخاشعين لك و )يفعل ( كذلك في كل سجدة) 


E 


يستخرج الدعاء من معافي تلك الآيات وما يناسب للسياق والحال» وقال أصحابنا : أقل الدعاء أن 
يقول سبحان ري الأعلى ثلاثاً » وأكمله أن يقول: سجدت للرحن فاغفر لي يا رحن . 
فصل 

الكلام في سجدات القرآن وما لكل منها من الأدعية: 

قد عقد الحكي الترمذي في نوادر الأصول فصلا في سجدات القرآن» وما لكل منها من 
الأدعية الخاصة» فلا بأس أن نتم بذ كر كلامه تكثيراً للفوائد فأقول. 

أخبرني بكتاب نوادر الأصول شيخي أبو عبد الله مد بن الطيب الفاسي» إجازة عن أبيه» 
عن عبد الله بن أي بكر » عن أبي مهدي عيسى بن ممد الجعفري ساعأً وقراءة» أخبرنا علي بن 
مد الأجهوري ساعاً وإجازة» عن الجال يوسف بن زكرياء عن أبيه» عن الحافظ أي الفضل 
العسقلاني بإجازته مشافهة» عن ابن أبي المجد الخطيب» عن سلهان بن حزة عن عيسى بن 
عبد العزيزء عن أبي سعد السمعاني» عن أي الفضل محمد بن على بن سعيد المطهرء أخبرنا أبو 
إسحاق محد بن إبراهم بن محمد البرقي» أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الرحن» أخبرنا أبو نصر 
أحمد بن أحيد البيكندي » أخبرنا الحكم مد بن علي الترمذي قال : فصل ما يقرأ به في السجود قد 
روي عن رسول الله به من حديث ابن مسعود» وعائشة رضي الله عنهها أدعية بروايات مختلفة 
وألفاظ متنوعة» فما روي عن ابن مسعود رفعه أنه كان إذا سجد يقول « سجد لك سوادي 
وخيالي وآمن بك فؤادي أبوء بنعمتك علي وأبوء بذنبي هذا ما جنيت على نفسي فاغفر لي فإنه لا 
يغفر الذنب العظم إلا انت ». 


وعن عائشة رفعته انه کان يقول في سجود القرآن بالليل مراراً « سجد وجهي للذي خلقه 
وشق سمعه وبصره بجوله وقوته » . 

وعنها أيضاً أنه كان يقول في سجوده «أعوذ بعفوك من عقابك وأعوذ برضاك من سخطك 
وأعوذ بك منك جل وجهك لا أحصي ثناء عليك أنت كا أثنيت يا عظم ». 

وعنها أيضاً کان يقول في سجوده «اللهم اغفر لي ذنبي کله ودقه وجله اله وآخره سره 
وعلانيته ». قال الشيخ: فهذا ما جاءنا عن رسول الله لت ولا نعام أنه وقت شيئاً في ذلك» فهذه 
الأشياء التي ذکرتہا کلمات نطق بہا يريد أن يخر بها إلى ربه من الأجداث» فکان ينطق بما يتراءى 
له في وقته وبذلك يناجي ربه ثم لمن بعده من الصحابة والتابعين مقالات في سجداتهم» وأما ما 
تراءی لنا في كل سجدة من سجود القرآن فهو ما ذكرنا ههنا. 

سجدة الأعراف : طابت هم منازل القربة عندك فتطهروا عن الاستكبار واذعنوا لك خضوعاً 
عا عاينوا من عظيم كبريائك وعزيز جبروتك من الملكوت» فتلقوا عظمتك واستكانوا بالسجود 


auuuneuunnnununenennncennnennncnnQcnenQncnnenccnnnco nNOS oeseSenccseneaneoncennns 


لك خشوعاً هؤلاء بديع كلاتك ونحن ولد بديع فطرتك وصنع يدك وأمة حبيبك الممدوحين في 
التوراة والموصوفين في الإنجيل با منحتنا من مننك وفضلك› وأهديت إلى المجتبين منا هداياك 
وكراماتك رأفة» سجدنا لك بحظنا من رأفتك ورحتك وألقينا بأيدينا سلا نرجو مددك 
وسيبك ومعروفك يا معروفاً بالعطايا الجزيلة وحوداً على صنائعك الجميلة . 

سجدة الرعد : سجدت الأحباب طوعاً والأعداء كرهاً» سجد لك شخص الاحباب وظلال 
الاعداءء أدر كت رحتك شخص الأحباب فنالت وانزوت عن الأعداء فحرمت» سجدت لك 
ظلام بالغدو والآصال تميل مع ميل الأظلة والأفياء طهرت تلك الأجرام والأشباح بطهارة 
قلوبهم بقوى التوحيد فأهلتهم للسجود لك» ونزهت سجدتك عن تلك الأجرام النجسة التي 
نجست برجاسة الشرك» وتكن العدو منها» فلك الحمد على ما اصطنعت إلي وإليك الرغبة يا إهي 
من دوامها علي » فكا جعلتني أسجد لك سجود الأحباب طوعاً وسل فاجعلني في جيع متقلباتي 
من محياي لك طوعاً وسلاً. 

سجدة النحل : لك سجدت الملائكة وخافوك من فوقهم وفعلوا ما أمرتهم ذلك بإنك عريتهم 
من الشهوات وطهرتهم من الآفات» ومكنت همم الزلفات فخافوك من فوقهم وفعلوا ما أمرتيم ولم 
يسبقوا بقول» وهم من خشيتك مشفقون» فهم عبادك المكرمون ونحن عبيدك المرحومون 
المحبوبون» بالرأفة ابتدأتنا ومن باب الرحة أخرجتنا» ومن ضعف خلقتناء وبالشهوات ابتليتناء 
وللحاجات عرضتناء وبالوعد والوعيد من الوحي أدبتنا» وبجودك ونعمتك هديتناء وبعظم 
حظنا منك وسعت عليناء وأشرعت إليك السبيل لناء وجعلت منا أولياء وأحباباً » فمنازل القربة 
لديك فخوفنا لك مع الشهوات وأفعالنا مع الوساوس والخطرات والآفات» فارحنا فإنك أعلمتنا 
أنك معنا في العون والنصر والتأييد يا خير من أشفق علينا ورجنا. 


سجدة سبحان: لك خرت العلاء سجداً وحق هم فإنهم شاهدوا بقلوبهم عرصة التوحيد » 
وعاينوا بنور عام القربة ما هبأت لأحبابك هناك في مراتبهم من البر والوداد » فخروا لأذقانيم 
سجداً مع البكاء والعويل » وسبحوا لربوبيتك وأيقنوا بوعدك عند تلاوة وحيك» وزادهم بکاؤهم 
لك خشوعاً فخشعت لك جوارحهم» لأن الخشية ميراث بكاء الخشية ذلك بأنك جعلت للباكين 
من خشيتك من عاجل الثواب أن تملا جوارحهم في الدنياء وفي الآخرة ضحكاً فيا حنان تحنن 
علينا بعطفك. وزدنا علا بقربنا إليك» واجعلنا من الشاكرين لك وتقبلها منا كا تقبلتها من 
الذين أوتوا العام من قبلنا. 

سجدة مرم : يا خير المنعمين أنعمت على النبيين والمقربين والمهديين والمخبتين بالنبوات 
والداية والخباتة فيك وصاروا إلى حبوبك من الأعمال وخروا لتلاوة آیات الر حن لك سجدا 
وبكباً . تلك خشعة الأحباب وأهل الوداد سجدوا مع البكاء شوقاً إليك وقلقاً بطول الحبس عنك 
في سجون الدنيا يا ودود » فليس من لقيك في السجن عبداً قناً في العبودية» كمن لقيك في دارك 


0۰ کتاب اداب تلاوة القرآن / الباب الثافي 


seeeceneneunenneneunnunecnnncee nenn unannnenacnnnnnnennenonane nesne 


دار السلام حرا ملكا حبوراً مسروراً يراك جهراً. قد كشفت الغطاء وتجليت لأهل الوداد » عن 
خخ الکرناء والجلال» فانبأتنا عن أحوامم وأخبارهم وحيأ وتنزيلا فحررنا على ذلك من فعلهم 
هذا سجودهم قد علمته» فلیت شعر ي من أين بكاؤهم . وما الذي أبكاهم وأين ع أصول ذلك 
المنبع » وهم أهل صفوتك ونجباء عبيدك »فسهل لنا السبيل إلى ذلك من فعلهم ظهراً وبطناً ووفر 
حظنا من ذلك برحتك علينا . 


سجدة الحج: سجد لك الخلق والخليقة علواً وسفلاً وبراً وبجراًء والحجر والمدر والدواب 
والشجر» وكثير من الآدميينء وک ی غ اچ : ومن يهن الله فا له من مکرم . 
فلك الحمد إذ أكرمتنا بالسجود لك ولا تجعلنا ما أهنته فا له من مكرم ثم قلت إن الله يفعل ما 

يشاء فلك الحمد على ما بدا من مشيئتك فينا» وعلى الرحة التي جرت بمشيئتك فيناء وباكرامك 
إا فلاا بعد ما كر اا عل تفريطان وقلة ككرنا ووفاتا وجفوتا ولا تا اخم ا 
أوليتنا يا عظم يا حسن البلايا كثير النعماء يا جزيل العطاء يا جليل الثناء . 


الثانية من الحج: بك آمنا ولك ركعنا ولوجهك الكري الباقي الدائم سجدناء وإياك عبدنا 
وإليك أنبنا ربناء وفعل الخير قصدناء والفلاح رجوناء وأملنا والنجاح لك. بك طلبنا فأعنا ولا 
تقطع مددك وعنايتك عناء وخذ إليك بنواصينا واجعل فما لديك رغبتنا نور قلوبنا» واشرح لنا 
صدورناء وحسن اخلاقناء واختم لنا بأحسن ما ختمت لعبادك الصالحين من أهل ملتنا. 


سجدة الفرقان: للرحمن سجدنا وإياه وحدناء وما عنده أملناء وبا أمرنا من السجود 
انتمرناء فالرحن مولاناء والر حن خالقناء والر حن هاديناء» وناصرناء والرحن من علينا باسمه 
الرحمن ووفر منه حظنا وبالرحة العظمى نلنا من الرحن حظنا فالله ولينا ومولانا والرحمن أحيانا 
والرحم أعاشناء والقيوم آوانا . فيا أكرم مأمول» ويا خير معبود» ويا أحسن خالق» ويا أكرم 
مالك تمم علينا معروفك وما ابتدأت من الاحسان. وتول منا ما توليت من أهل , هتك وتعطف 
علينا بجودك وكرمك . تبارك اسمك الرحن ذو الجلال واللإكرام علمت القرآن» وخلقت 
اللإنسان. وعلمته البيان» فلك الآلاء والنعاء يا ذا املك والملكوت يا عزيز الجبروت إليك الرغبات 
ومنك الرهبات» هديتنا لاسمك الرحن ووفرت منه حظنا فأحییت به قلوبنا» ونورت به افئدتناء 
فالفرح الدائم لمن وصل له اليوم الرحمن قلباً» والسرور والبهجة وقرة العين لمن وصل إليه غداً. 
غمرتني رتك العظمى فزادني اسمك سروراً وزاد أعداءك نغورآ» وإنما نفرهم من إسمك الرجن 
حرمان حظهم من الر من » فام تنلهم رتك فجهلوا إسمك ونفروا من ذكره» وهو الاإسم الذي 
حییت به القلوب فتمکنوا به في دارك دار السلام. 


سجدة النمل: سجدت لمن يخرج الخبء في السموات والأرض. عالم الخفيات محصل ما في 
الصدور » ومبلي السرائر ولم تخف عليه حركات جوارحنا ومكتوم ضمائرنا وخواطر قلوبنا وهم 


eRe Saa REDE IEEE OEDOROUES DTG PRET ARNETTE EECDTVELEDENELERES 


نفوسناء ونوازع الأهجاس منا سجدت لل الذي لا إله هو رب العرش المظم » يا ذا الأمثال العلى » 
والاسماء الحسنى» وأنت رب العرش العظم » واستويت عليه وأنت عال على العرش . و كيف لا يعظم 
وهو مقامك للربوبية يا حي يا قيوم» > فمن دون إلى تحت الثرى في جوف العرش العظيم علوت 
العرش العظم » علوت على العرش العظم ‏ وأنت عال على العرش. يا شاهد كل نجوى ومن حبل 
الوريد أقرب وأدنى . . هب لنا ما أحصيته علينا ما أسرفنا على أنفسناء وتفضل علينا بعفوك يا ذا 
الجود والافضال. 


سجدة السجدة: آمنا بآياتك وخررنا لك سجداً فسبحانك اللهم وبجمدك تعاليت» ولك 
الكبرياء في السموات والأرض وأنت العزيز الحكيم» نبوء لك من أن نتكبّر على عظمتك» ونعوذ 
بك من أن ننازع أمرك أو ان نسبقك بقول أو نخالفك عن أمر أو نلجأً إلى أحد سواك» أو 
نركن إلى مخلوق» أو نعلق قلوبنا بمن دونك. لجلالك خضعت رقبتي» ولكبريائك ذلت نفسي» 
ولوجهك الكرم الباقي الدائم وضعت وجهي» ولجاهك أرغمت نفسي» ولعظمتك خرت ناصيتي 
ساجدة» ولربوبيتك اسام شخصي عبودية ورقاً » فاجعل مولاي حركاتي وشغلي وهمي لك 
خالصاًء وعلى حقوقك عكوفاًء وبالعبودية لك قائ فانياً » وبقلي إليك هائاً لا أوثر على حبك 
أحداً ولا على أمرك أمراً. 


سجدة ص: لك خررت راكعاً وساجدآء مفتوناً وغير مفتون» مستغفراً تائباً منيباً » وأنت 
الذي مننت على عبدك داود في وقت طول الفتنة بأن جعلت له السبيل إلى التوبة والاستغفار حقق 
خر راكعأً وأناب» فغفرت له ذلك وأعلمت العباد أن له مع المغفرة عندك لزلفى وحسن مآب» 
وهذا من كرمك وفضلك على أحبابك . يا جواد وأنت به معروف. وما أنهيت إلينا هذا الخبر من 
صنيعك به إلا أنك رجيت عبيدك وأملتهم ما أوليته من معروفك للا يقنط المغتونون» ولا يتحير 
الخطاؤون» ولا ييأس المذنبون. 


سجدة فصلت: سبح لك من عبدك فام تلحقهم سآمة ولا فتور» ذلك بانك قويت مقامهم» 
وعريتهم من أشغال النفوس» ونقذتهم من الوسواس والآفات» وخلقتنا بمرضعة رجة من 
الشهوات والآفات. تعتورنا أسباب البلاء وأزمة القضاء ‏ فنعوذ بك ان نتكبر عن عبادتك أو نرفع 
بانفسنا عن السجود لك والإلقاء بين يديك سلا » فمن رام عزاً فإنغا ناله بالتذلل لك وکیف لا 
يعز من انتصب لك خادماً» وألقى نفسه بين يديك عبودية وتسلما » إلهي لوكانت لي نغوس غير 
واحدة لحق هما أن ألقيها بين يديك وأجود بها كلها ء وكيف وأنها واحدة» وكيف لا أجود بها 
عليك» وإنما نلتها من عندك» و كيف لا أجود بها وإنغا سألتنيها لترحجها وتكنفها وتحوطها برأفتك 
لتصلح لجوارك غدا» والمصير إلى ضيافتك في فردوس الجنان يوم الزيارة» فبك أعوذ من جماحات 
نفسي وحزنها عن حقوقك يا أكرم داع يا أحق مجاب. 


eeu nennecenancecenecneecnenene enone nner nanenennns 


سجدة النجم : لك سجدنا وإياك عبدنا وبك ائتمرنا» وحق ان نسجد. إلمناخلقتنامن 
تراب مم من نطفة. ثم من علقة في ظلات ثلاث في بطون الأمهات والارحام والمشمات» م 
أخرجتنا إلى محل الابتلاء والامتحان ودار السباق والمضار وعرضتنا للبلايا والرزايا وعظم 
الاخطار وفتن دار الغرور وكيد العدو وأمور الغيب في مشيئتك» يا ذا القدرة والعلو والرفعة» 
دعوتنا إلى دار السلام بسجون الأعداء » ومننت علينا منة الأحباب» وابهمت العواقب علينا من 
أمورناء فمن ذا يرجنا إن لم ترحمناء ومن ذا يغفر لنا إن لم تغفر لناء ومن ذا يكشف عنا ضرنا إن 
تكشف يا خير مدعو وأكرم مسؤول يا راحم المذنبين تفضل علينا بعفوك . 

سجدة الانشقاق: الحين والشغل أحاط بهم مولاي » فاستكبروا عن توحيدك وفوت حظ منك 
ناهم » إي فتعظموا على الان بك وجعلوا معك إلا مفترين بقول العدو فلا إله إلا انت 
سبحانك» و كيف يسجدون إذا قرىء عليهم القرآن وهم المطرودون من بابك ينادون من مكان 
بعيد إنغا يسجد لك أحبابك وأهل رأفتك ورحتك والمؤمنون عليه بذلك قربتهم ووفرت حظهم 
منك» ونورت قلبهم بالسراج المنير» وشرحت صدورهم بعظم الائك » واحييت قلوبہم بك 
ووصلت حبلهم بحبلك» فكلا تلوا آياتك فذكروا ذكر الصفاء وأمَوا بانفسهم إليك خرّوا 
لوجوههم » واستروحوا إلى ذلك وتنسموا روح القربة » وسكنوا بلطائف مقالتك ضم الشوق إليك 
منهم وتلقوا أمرك بالقائهم بين يديك مترجلين لك فاجعلني ممن يترضى لك فترضى يا خير 
المقصودين . 

سجدة القام : لك سجدنا وبأسباب وسائلك تعلقنا » ونفوسنا بين يديك ألقينا قصداً للاقتراب 
منك» مولانا فقد أنزلت في وحيك علينا أن اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلةء ثم قلت لنبيك : 
واسجد واقترب» فجعلت له بالسجود إلى القربة سبيلا . من ذا يستحق القربة منك يا مولاي إلا 
من رحته فقربته» فقد اقتربت بفعلى والقاء نفسي بين يديك تأميلاً لفضلك وطمعاً في رحيب 


عفوك اه. 

وإنما سقت عبارته بتامها لما فيها من الغرابة تكثيراً للفوائد . 
فی اعتبار سجدات القرآن: 

قال الشيخ الأكبر في كتاب الشريعة لما قال الله تعالى ٠:‏ قسمت الصلاة بيني وبين عبدي » ولم 
يذ كر في القسمة إلا حال التلاوة» ولم يتعرض للهيئات من الر كوع وغيره وذكر التلاوة علمنا أن 
التلاوة المطلوبة للحق ما فيها من التلاوةء فسمينا التالي مصلياً أي مناجياً لله بما يخص الله من 
الصفات. وما يخص العبد منهاء وبا يقع فيه الاشتراك فجاء في الذي يتلوه من كلام الله مواضع 
ينبغي السجود فيهاء فعين الشارع ما نسجد فيه نما لا نسجد» فنسجد فيا سجد فيه رسول الله 


eoeuenneeenarnunneccuceceGBOOBOBONOCGOGOOBOGGGROGSONAGSODODGGORGBORORGACee eens 


به ونترك فما ترك وإن كان اللفظ بالأمر يقتضي السجود» ولكن لا نسجد لكون الشارع ما 
شرع السجود إلا في مواضع خصوصة لا تتعدى» والسجود المشروع في غير التلاوة مذكور» 
كسجود الانسان عند رؤية الآيات» وكسجود الشكر وغير ذلك عدد عزائم سجود القرآن» 
ونجمع المختلف فيه إلى المجمع عليه » وهي إحدى عشرة إلى خس عشرة سجدة» فمنها ما ورد 
بصيغة الخبر » ومنها ما ورد بصيغة الأمر» فمنها في الاعراف في خاتمتها فأما الاعراف فسور باطنه 
فيه الرحة وظاهره من قبله العذاب. وعليه رجال تساوت حسناتهم وسيئاتهم » ولم تقل موازينهم 
ولا خفت» وخاتمة هذه السورة قوله: ‏ وإذا قرىء القرآن فاستمعوا له وانصتوا © [ الأعراف : 
٤‏ ] وهذه الآية نزلت في القراءة في الصلاة» والسجود ركن من أركان الصلاة وختم هذه 
السورة بذكر الملائكة فوصفهم فقال إن الذين عند ربك) وهم المقربون من الملائكة لا 
یستکبرون عن عبادته © [ الأعراف : ۲۰٢‏ ] يقول يذلون ويخضعون له ويسبحونه أي ينزهونه عن 
الصفات التي تقربوا بها إليه من الذلة والخضوع وله يسجدون» فوصفهم بالسجود له سبحانه مع 
هذه الأحوال المذكورة وقال في آية ذكر النبيين محمد ب وعليهم أجعين ® أولئك الذين هدى 
الله فبهداهم اقتده [ الأنعام : ٩١‏ ] فأي هداية أعظم ما هدى الله به الملائكة فسجد هذا التالي 
في هذا الموضع اقتداء با لملا الأعلى وبهديم» ورأى أصحاب الأعراف أن موطن القيامة قد سجد 
فيه رسول الله َه عند طلبه من ربه فتح باب الشفاعة» وسمع الله يقول يوم يكشف عن ساق 
ويدعون إلى السجود) [القام : ٤٣‏ ] فعلموا أنه موطن سجود فيسجد أهل الاعراف في ذلك 
الموطن » فيرجح ميزانهم بتلك السجدة لأنها سجدة تكليف مشروعة عن أمر المي » فيدخلون الجنة 
فهذه سجدة الأعراف . 

والسجدة الثانية : سجدة في سورة الرعد عند قوله: 9 ولله يسجد من في السموات والأرض 
طوعا و كرهاً وظلامم بالغدو والآصال ) [ الرعد : ٠١‏ ] وظلال الارواح أجسادها فأخبر الله تعالى 
أنه يسجد له من في السموات ومن في الأرض فهو خبر » فتعين على العبد أن يصدق الله تعالى في خبره 
بسجوده عنه فيسجد طائعاً . فإنه يسجد في نفس الأمر على كره وإن لم يشعر بذلك فيوقعها عبادة 
لیکون انی له» وذ کر الغدو والآصال وهي الأوقات المنهي عنهاء فاخرج حكم السجود من حكم 
النافلة ‏ وجعل حكمه حكم الفرائض في الأداء » فتعين على التالي في هذه الآية السجود فيجازى من 
باب من صدق ربه في خبره» والأولى سجدة اقتداء» والثانية سجدة تصديق . 

والسجدة الثالثة في النحل عند قوله: #ويفعلون ما يؤمرون) [ النحل: ۵ ] فذكر الملائكة 
والظلال بالسجود» وسجدوا في الأعراف سجود اختيار لما يقتضيه جلال الله وهنا أثنى الله 
عليهم بما وفقهم إليه من امتثال أمره فسجدها العبد رغبة في أن يكون من أثنى الله عليه بما اثنى به 
على ملائكته فهي للعبد سجود ذلة وخضوع» فإنه يقول يتفيأوا ظلاله الضمير في ظلاله يعود على 
الشيء المخلوق. وقد قلنا : إن الاجسام ظلال الأرواح ولا تتحرك إلا بتحريك الأرواح أياماء ثم 
قال : عن اليمين والشمائل سجَداً لله وهم داخرون أي أذلاء فهو سجود ذلة وخضوع . 


04 كتاب آداب تلاوة القرآن / الباب الثاني 


eeoeeounnunncenencBenennenennccenSDNOOOOOOOBOSDGGGGGGGGGAGRGGGAGGGGGnnn o 


والسجدة الرابعة في بني إسرائيل عند قوله [ويزيدهم خشوعاً) [الإسراء: ٠١٠١‏ ] فهذه 
سجدة الزيادة في الخشوع والخشوع لا يكون إلا عن تجل إلهي» فزيادة الخشوع دليل على زيادة 
التجلي » فهي سجدة التجل . 

والسجدة الخامسة في مرم عند قوله 3 إذا تتلى عليهم آيات الرحن خروا سد ٠ا‏ وبكيا ) 
[ مرم : ۵۸ ] هذا بكاء فرح وسرور وآيات قبول ورضا» فإن الله قرن هذا السجود بايات 
الرحمن» والرحة لا تقتضي القهر والعظمة» وإنما تقتضي اللطف والعطف الإلمي فدمعت عيونهم 
فرحا با بشرهم الله به من هذه الآيات» فالصورة صورة بكاء لجريان الدموع» والدموع دموع 
فرح لا دموع كمد وحزن لأن مقام الإسم الرحن لا يقتضيه. 

والسجدة السادسة: في الحج عند قوله 3 إن الله يفعل ما يشاء ) [الحج: ۷۸ ] وذكر سجود 
كل شيء في هذه الاية » ولم يبعض إلا الناس فإنه قال: وكثير من الناس» وجعل ذلك من مشيئته 
فبادر العبد بالسجود في هذه الآية ليكون من الكثير الذي يسجد لله لا من الكشير الذي حق عليه 
العذاب. فاذا رای هذا العبد ان الله تعالى قد وفقه للسجود ولم يحل بينه وبين السجود عام انه من 
أهل العناية الذين التحقوا بمن لم يبعض سجودهم ممن في السموات ومن في الأرض والشمس 
والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب . 

والسجدة السابعة: في سورة الحج في آخرها عند قوله: يا أيها الذین آمنوا ار کعوا واسجدوا 
واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون ) و ا وهو الغا افون 
والنجاة» فكان فعل الخير مبادرته بالسجود عند ما يسمع هذه الآية تتلى سببا لإيانه إذ كان الله 
رؤوفاًبالمؤمنين في هذه الآية » وأمرهم بالر كوع والسجود له فالتحقوا بالملائكة في كونهم يفعلون ما 
يؤمرون. فسجد العبد فافلح وهي سجدة خلاف. 

والسجدة الثامنة: في الفرقان عند قوله $ وزادهم نفوراً) [ الفرقان: ٠٠‏ ] قيل مم اسجدوا 
للرحمن فسجدها المؤمن عندما يتلو ليمتاز بها عن الكافر المنكر لأسمه الرحمن فهذه تسمى سجدة 
الامتياز » والله يقول ‏ وامتازوا اليوم أمما المجرمون) [يس: ۵4 ] فيقع الامتياز بين المنكرين 
الإسم الرحمن. وبين العارفين به يوم القيامة بالسجود الذي كان منهم عند هذه التلاوةء وزادهم 
هذا الاسم نورا لجهلهم به ومذا قالوا : وما الرحمن ؟ على طريق الاستفهام » فهذا سجود انعام لا 
سجود قهر» فإن الكفار أخطأوا حيث رأوا أن الرحن يناقض التكليف» ورأوا أن الأمر بالسجود 
تكليف فلا ينبغي أن يكون السجود لمن له هذا الاسم الرحن لا فيه من المبالغة في الرحمةء فلو 
ذكره بالاسم الذي يقتضي القهر ربا سارع الكافر إلى السجود خوفاً فا زادهم نفوراً إلا اقتران 
التكليف بالاسم الرحمن» فإن الرحن من عصاه عفا عنه وتجاوز فلا يكلف ابتداء» ولو عام منه 
الجاهل ان امره تعالى بالسجود للرحن لا يناقض التكاليف» وإما يناقض المؤاخذة ويزيد في الجزاء 
بالحسنى لبادر إلى ذلك كا بادر المؤمن . 


eee eons 


والسجدة التاسعة: في النمل وموضع السجود منها ختلف فيه فقيل عند قوله (يعلمون) 
وقيل عند قوله رب العرش العظم) [النمل: ۲١‏ ۲۵] فهذا هو سجود توحيد العظمة ان 
سجد في العظيم» وإن سجد في قوله الا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء في السموات والأرض 
ويعام ما يخفون وما يعلنون) يقول إن الشمس التي يسجدون هما وإن اعتقدوا أنها تعام ما يعلنون 
فالسجود لمن يعام ما يخفون وما يعلنون أولى » ثم أنهم يسجدون للشمس لكونها تخرج هم بجرارتها 
ما خبأت الأرض من النبات فقال الله هم : ينبغي لكم أن تسجدوا للذي يخرج الخبء في السموات 
وهو إخراجه ما ظهر من الكواكب بعد أفوما وخبئهاء ثم يظهرها طالعة من ذلك الخبء وفي 
الأرض ما تخرجه من نباتها » فالشمس ليس ها ذلك بل بظهورها يكون خبأ في السموات 
الکوا کب فالته اول بأن يسجد له من سجود ‏ للشمس» فإن حكمها عند الله حكم الکواكب في 
الأفول والطلوع فطلوعها من الخبء الذي يخرجه الله في السماء مثل سائر الكواكب» فهذا سجود 
الرجحان. فإن الدليل هنا في خبء الله أرجح منه في الدلالة على ألوهية الشمس حين اتخذتموها 
إا لها ذكرناه. 

والسجدة العاشرة: في السجدة عند قوله تعالى : $ إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا 
سجدا وسبحوا بجحمد ربهم وهم لا يستكبرون# [ السجدة: ٠١‏ ] هذا سجود الغافلين لانه سجود 
عن تذكر» فلا ذكروا أيقظتهم الذكرى عن غفلتهم قال تعالى وذكر فإن الذكرى تنفع 
المؤمنين) [ الذاريات: 0۵ ] فيسجدون ويسبحون في سجودهم بحمد ربهم وقوله وهم لا 
یستکبرون) يعني عند الذ کری لا یتکبرون عن قبول ما ذکروا به من آیات رهم . 

والسجدة الحادية عشرة في ص : عند قوله [ وخر راكعاً وأناب) [ صض ۲٣١:‏ ] فهذا سجود 
الإنابة وهي سجدة شكر » وفي السجود فيها خلاف» فإن داود سجدها إنابة ونحن نسجدها شكرا 
قله تعال: ل فغفزغا له ذلك إن له عندنا لزلفى جسن ماب [ ض٠ :]٣۵‏ 

والسجدة الثانية عشرة في حم السجدة: وني موضعها خلاف فقيل عند قوله: [ إن كنتم إياه 
تهبدون) [ فصلت: ۳۷ ] فهي عنده سجود عبادة ومن سجد عند قوله وهم لا 
يسأمون €[ فصلت : ۳۸ ] كانت عنده سجدة نشاط وحبة. 


وأما السجدة الثالثة عشرة سجدة النجم : فإنها أمر بها أهل الغناء واللهو وهم السامدون 
أي وان كنع أهل غناء فتغنوا بالقرآن واسجدوا لله فيه واعبدوه وهي لغة حيرية . يقال : اسجد لنا 
أي عن لنا» و كانت العرب إذا سمعت القرآن غنت حتى لا تسمع القرآن» فانكر عليهم من كونهم 
يغنون ويضحكون ولا يبكون. فإذا كنتم بهذه المثابة فاسجدوا لله أي من أجل الله واعبدوا فإن 
الذلة والافتقار تمنع من الضحك فهو أنفع لكمء فإن الله قد مدح قوماً خروا سجداً وبكيأ» فان 
موطن الدنيا موطن حذر واشفاق ما هو موطن أمان» والحكم العام هو الذي يعامل كل موطن با 
تقتضه الحكمة . وهذه سجدة خلاف . 


a ar RR 07‏ ات آداب تلاوة القرآن / الاب الثافي 


اجعلني من البا كين إليك الخاشعين لك ». وكذلك كل سجدة» ويشترط في هذه السجدة 
شروط الصلاة من ستر العورة واستقبال القبلة وطهارة الشوب والبدن من الحدث 
والخبث. ومن لم يكن على طهارة عند السماع ء فإذا تطهر يسجد . وقد قيل في كاهما أنه 


وأما السجدة الرابعة عشرة: فهي سجدة الانشقاق عند قوله وإذا قرىء عليهم القرآن لا 
يسجدون # [ الانشقاق ۲٠:‏ ] فهذا سجود الجمع لأنه سجود عند القرآن» والجمع يؤذن بالكثرة 
فإن الأحدية لله تعالى » فكأنه يقول: وإذا سّمع القرآن الذي هو مجموع صفات جلال الله من التنزيه 
كيف لا يتذ كر السامع جعيته فيسجد لمن له جميع صفات التنزيه » فيكون السجود لمقام جمع من 
حال جع . 

وأما السجدة الخامسة عشرة: فسجدة اقرأ عند قوله $ واسجد واقترب ¶ [ العلق : ٠١‏ ] 
وهذا يسمى سجود القربة » وجاءت بعد كلمة ردع وزجر وهو قوله « كلا » لما جاء به من لا يؤمن 
بالله ولا باليوم الآخر يقول واقترب إل منه تعتصم باقترابك مني ما دعاك إليهء فتأمن من غائلة 
ذلك والته أعلم. 

ثم قال المصنف رحه الله تعالى : ( ويشترط في هذا السجود شروط الصلاة) المذكورة في 
حلها لأنہا جزء من أجزائها ( من ستر العورة واستقبال القبلة وطهارة الحدث والخبث من 
الثوب ) بلا خلاف إلا في المحاذاة وفي القهقهة فإنه يعيدها دون الوضوء عند أصحابنا ء ( ومن م 
يكن على طهارة عند السماع للسجدة فإذا تطهر سجد  )‏ وبه قال الأئمة الثلاثة. 

قال الرافعى : هذا إذا كان الفصل قصيرا وإن طال فاتت وهل يقضي؟ قولان. حكاه| 
صاحب التقريب أظهرهما » وبه قدام الصيدلاني لا تقضى اهد. 

وقيل : يسجد وإن لم يكن طاهراً. نقل ذلك من فعل ابن عمر» واختاره الشيخ الأكبر قدّس 
سره» والاعتبار فيه أن طهارة القلب شرط في صحة السجود لله في كونه ساجدا» وطهارة الجوارح 
في وقت السجود معقوله بأنها متصرفة في عبادة لم يشترط في فعلها استعهال بماء ولا تراب» وإن 
كان على طهارة من ماء أو تراب فهو أولى » وأما استقبال القبلة فا لمتفق عليه بين الأئمة ما ذكرء 
ومنهم من قال : يسجد للتلاوة لأي جهة كان وجههء والأولى استقبال القبلة والاعتبار في ذلك الله 
قبلة القلوب بلا خلاف فإذا سجد لله فقد سجد للقبلة » فإن الله بكل شيء حيط لا تقيده الجهات 
ولا تحصره الأينيات» فان جع الساجد بين القبلتين فهو أكمل حساً وعقلاً فيقيد من يقبل التقييد 
ويطلق من يقبل الاطلاق فيعطي كل ذي حق حقه. 

( وقد قيل في كا ها ) إذا كانت في غير الصلاة ( أنه ) يقوم وينوي ( ويکر رافعاً يديه ) 
حذو منكبيه ( للإحرام ) أي كا يفعل به في افتتاح الصلاة» ( ثم يكبّر ) أخرى للهوي من غير 
رفع اليد ثم يسجد. ثم يكبر ( للارتفاع ) كا يفعل عند رفع الرأس عن سجود الصلاةء وني تكبيرة 
الافتتاح أوجه. أصحها انها شرط. والثاني مستحبةء والثالث لا تشرع أصلاً قاله أبو جعفر 


كتاب اداب تلاوة القرآن / الباب الثاني OV E DR RAS‏ 


یکر رافعاً يديه لتحريه» ثم يكبر للهوي للسجود» ثم یکبر للارتفاع» ثم یسام. وزاد 
زائدون التشهد ولا أصل هذا إلا القياس على سجود الصلاة وهو بعيد » فإنه ورد الأمر 
ف و ی ی عدا ذلك فيه بُعد ۾ 
المأموم ين ينبغي أن يسجد عند سجود الإمام ولا يسجد لتلاوة نفسه إذا كان مأموماً. 


الترمذي وهو شاد منكر» والمستحب أن يقوم وينوي قائ ويکټّر ثم هوي للسجود من قيام قاله 
الشيخ أبو مد ء والقاضي الحسن رصاحت المذب والتمة و بكر إمام الحرمين وغيره» قال 
ا ل ار هذا ذکراً ولا أصلاء وهذا الذي قاله امام هو الأصوب› فام يذ كر جمهور 
الأصحاب هذا القيام ولا ثبت فيه شيء ما يحتج به فالاختيار تركه كذا في الروضة. 


( م یسام ) يمينا وثمالاًء وهل يشترط السلام؟ فيه. قولان أظهرها نعم» ( وزاد زائدون 
التشهد ولا أصل هذا إلا القياس على سجود الصلاة وهو ) قياس ( بعيد) عن المعقولء 
( فإنه ورد الأمر بالسجود ) فقط» ( فليتع فيه الأمر ) ويقتصر عليه. وعدم اشتراط التشهد 
هو أصح الوجهين في المذهب» ومن الأصحاب من يقول في اشتراط السلام والتشهد ثلاثة أوجه. 
أصحها :يشترط السلام دون التشهد . وإذا قلنا التشهد ليس بشرط فهل يستحب؟ وجهان 
حكاهما في النهاية . قال النووي : الأصح لا يستحب. 

( وتكبيرة اموي أقرب للبداية) وهي مستحبة وليست بشرط ( وما عدا ذلك) أي ما 
ذكر (ففيه بعد ) عن قواعد المذهب » وإذا كانت سجدة التلارة في الصلاة فلا يكير 
للافتتاح » لكن يستحب التكبير للهوي إلى اجرد من عر رع اليدين › aE‏ 
الرأس كا يفعل في سجدات الصلاة» وني وجه شاذ أنه لا يكبر للهوي ولا للرفع قاله ابن أي 
هريره . 

وإذا رفع رأسه قام ولا يجلس للاستراحة» ويستحب أن يقرأ شيئاً ثم ير كع » ولا بد من انتصابه 
قائ » ثم يركع فإن اهموي من القيام واجب كذا في الروضة. 

:قال أصحابنا إذا أراد أن يسجد للتلاوة فإنه يكبّر هما ولا يرفع يديه » ويسجد »ثم يرفع رأسه 
ر کر اعتباراً بالصلاة وهو المروي عن ابن مسعود رضي الله عنه» وليس فيها تشهد ولا سلام 
لان للتحليل ولا تحرم هناك. 

وروی الحسن عن أي حنيفة أنه لا يكبر إذا انحط للسجود» ويكبر إذا رفع رأسه. وفي التنبيه 
ذكر الصدر الشهيد في الواقعات : يكبر فيها عند الابتداء والانتهاء وهو المختار كا في المكتوبة. 

( ثم المأموم ينب ينبغي أن يسجد عند سجود اوو ی ا 
E e‏ إِذا فرغ ولا يتأکد» ولو 
سجد الإمام ولم يعام المأموم حتى رفع الإمام رأسه من السجود لم يسجد» وإن عام وهو بعد في 


eeu eBeBenenQaneQnnnenecennannnenannanennendecanennenennnncncenenennnennnenennnsn 


السجود سجد» وان كان ال أموم في الموي ورفع الإمام رأسه رفع معه ولم يسجد» وكذا الضعيف 
الذي هوى مع الإمام لسجود التلاوةء فرفع الإمام رأسه قبل انتهائه إلى الأرض لبطء حر كته 
یرفع معه ولا يسجد . 

( ولا يسجد لتلاوة نفسه إذا كان مأموماً ) بل يكون له قراءة السجدة ولا يسجد لقراءة 
غير الإمام» بل يكره له الاصغاء إلبهاء ولو سجد لقراءة نفسه أو قراءة غير إمامه بطلت صلاته . 


کذا في الروضة. 
مسائل منثورة تتعلق بالباب 


منها: أن المصلي إذا كان منفرداً يسجد لقراءة نفسه» فلو لم يسجد فركع» ثم بدا له أن 
يسجد لم جز GP BRE Ea E E E E‏ 
جازء کا لو قرأ ر بعض التشهد الأول ولم يتمه» فإنه يجوز . 


ومنها: إذا قرأ آيات السجدات في مكان واحد سجد لكل واحدة» فلو كرر الآية الواحدة 
ف اللجلس الواحد نظر ا للمرة الأول کفاه سجود واحد وإن سجد للأرى فثلائة 
وجه . الأصح يسجد مرة أخرى لتجدد السبب» والثاني : تكفيه الأول » والثالث : إن طال الفصل 
سجد أخرى. وإلا فتكفيه الأولى لو كرر الآية الواحدة في الصلاة فإن كان في ر كعة فكالمجلس 
الواحد» وإن كان في ركعتين فكالمجلسينء ولو قرأ مرة في الصلاة ومرة خارجها في المجلس 
الواحد وسجد فقال الرافعي : لم أر فيه نصاً للأصحاب» وإطلاقهم يقتضي طرد الخلاف فيه . 


ومنها: لو كان يصلى فقرأً قارىء آية السجدة فإذا فرغ من صلاته هل يقضي سجود التلاوة؟ 
المذهب أنه لا يقضيه» وبه قطع الشاشي وغيرهء واختاره إمام الحرمين لأن قراءة غير إمامه لا 
تقتضي سجودهء وإذا لم يجرما يقتضي السجود أداء فالقضاء بعيد . وقال صاحب التهذيب : بحسن 
أن يقضي ولا يتأكد» كا يجيب المؤذن إذا فرغ من الصلاة. 

ومنها: إذا قرأ السجدة في الصلاة قبل الفاتحة سجد بخلاف ما لو قرأها في الركوع أو 
السجودء فإنه لا يسجد» ولو قرأ ىجدتفهوى ليسجد فشك هل قرأ الفاتحة فإنه يسجد 
SS E‏ 

E 
. وإن طال ففيه الخلاف المتقدم‎ 

ومنها: لو سجد للتلاوة قبل بلوغ السجدة ولو بجحرف لم يصح سجوده» ولو قرأ بعد السجدة 
آیات ثم سجد جازماً لم يطل الفصل . 


seen Rea een 


ومنها: لو قرأ سجدة فسجد فقرأً في سجوده سجدة أخرى لا يسجد ثانياً على الصحيح 
المعروف» وفيه وجه شاذ حكاه في البحر أنه يسجد. 

قال صاحب البحر : إذا قرأ الامام السجدة في صلاة سرية استحب تأخير السجود إلى فراغه 
من الصلاة قال : وقد استحب أصحابنا للخطيب إذا قرأ سجدة أن يترك السجود لما فيه من كلفة 
النزول عن المنبر والصعود قال : ولو قرأ السجدة في صلاة الجنازة لم يسجد فيها . وهل يسجد بعد 
الفراغ؟ وجهان اصحها لا يسجد. 

فصل 

في مسائل منثورة لاصحابنا تتعلق بالباب: 

إن تلا الإمام السجدة سجد هو والمأموم معهء وإن لم يسمعها لالتزامه متابعته » وإن تلاها 
لمأموم لم يسجداها لا في الصلاة ولا بعد الفراغ عند أبي حنيفة وأبي يوسف. وقال مد : يسجدونها 
إذا فرغوا من الصلاة لأن السبب قد تقرر» ولا مانع بعد الفراغ» وإن سمعها من هو من أهل 
الخطاب من ليس هو من أهله لزمه أن يسجد ها ء وإن م تكن واجبة على من تلاها» ولو سمع آية 
السجدة من النائم أو من الطير فقال بعضهم : يجب عليه » وقال آخرون: لا . وهل يجب على النائم ؟ 
فعلى هذا الاختلاف وإن تلاها بالفارسية فهو كا إذا تلاها بالعربية عند ألي حنيفة حتى يجب على 
كل من سمعها أن يسجدها سواء فهمها أو م يفهمها بعد أن أخبر بذلك » وقالا : يجب عليه » وعلى كل 
من فهم التلاوة. ولا بحب على من لا يفهمها » وإن تلاها با لمجاء لا يبحب عليه لأنه لا يقال قرأ القرآن 
فإن سمعها من ليس في الصلاة سجدها على الصحيح » وإن سمعها المصلي ممن ليس معه في الصلاة 
سجدها بعد الصلاة لأنها ليست من افعال الصلاة. وقد تحقق سببها وهو الساع. ولو سجدها في 
الصلاة أعادها خارج الصلاة لأنها ناقص لكان النهي فلا يتأدى به الكامل ولا يعيد الصلاة. 


وفي النوادر تفسد صلاته لأنه زاد فيها ما ليس منهاء وقيل : هو قول محمد ومن تلاها في الصلاة 
فام يسجدها فيها سقطت . ولو تلاها في الصلاة إن شاء رکع بها وإِن شاء سجدهاء ثم قام وقرأً 
وهو أفضل يروى ذلك عن أي حنيفة . 


وفي الينابيع : تالي آية السجدة في الصلاة لا يخلو من ثلاثة أوجه,اما أن تكون السجدة في وسط 
السورةء أو في آخرها أو في خاتمتها وبعدها آيتان أو ثلاث آيات» ففي الأولى الأفضل أن يسجد 
غم يقوم ويختم السورة» ولو م يسجد ورکع ونوی يجزئه قياساًء ولو م يسجد وم يركع حت أم 
السورة ثم ركع ونوى السجدة لا يجزئه ولا يسقط عنه بال ركوع» وعليه قضاؤها بالسجود ما دام في 
الصلاة وني الثاني الأفضل أن يركع بها فلو سجد ولم يركع فلا بد أن يقرأ من سورة أخرى بعد 
رفع الراس من السجود. وإن رفع راسه ولم يقرا شيئا ور كع وسجد للصلاة جازت صلاته » ولو م 


e 1۰‏ قاب اذا تلاوة القران .لناب القاي 


الثامن : أن يقول في مبتداً قراءته : أعوذ بالله السميع العلم من الشيطان الرجم 
یرکع ولم یسجد وجاوز إلى سورةأخری فلیس له أن یر کع بہا» وعليه أن يسجدها ما دام في 
الصلاة. وفي الثالث : هو بالخيار إن شاء ركع بها وإن شاء سجد» فإذا أراد أن یر کم بها جاز أن 
a a‏ وة ور ع للا وا ا > فان وصل 
إليها شيئاً آخر من سورة أخرى فهو أفضل » ولو قرأ آية السجدة في الصلاة وأ راد أن یر کع بہا يحتاج 


إلى النية عند الر كوعء وإلا م بجزه عن السجود» ولو نوى في ركوعه فقيل يجزىء وقيل لا اه 
ملخصاً . 
2 

في اعتبار من يتوجه عليه حكم السجود: 

اعام انه يجب السجود على القلب وهو سجود لا رفع بعده. اتفق لسهل بن عبد الله التستري 
رجه الله تعالى في أوّل دخوله إلى هذا الطريق أنه رأى قلبه قد سجد في الساجدين » فأراد أن يسأل 
شيوخ الطريق عن واقعته» فلم يجد أحداً يعرف ما يقول » فقيل له: : إن في عبادان شيخاً معتبراً 
فرحل إليه من أجل هذه الواقعة » فلا دخل عليه قال له يا شيخ : أيسجد القلب ؟ فقال له الشيخ: إلى 
الأبد فوجد شفاءه ولزم خدمته. ومدار هذه الطريقة على هذه السجدة إذا حصلت للإنسان فقد 
کملت معرفته وعصمته» فام یکن للشیطان عليه سبیل » ویسمی هذا في حق الول حفظاً أدباً مع 
الأنبياء ليتحققوا باسم العصمة» فإن م يسجد القلب فليس بمحفوظ . وهذه مسألة دقيقة عظيمة في 
الطريق ما تحصل إلا لأفراد يعز وجودهم» وهم الذين هم على بينة من ربهم» والبينة تجليه » ويتلو 
تلك البينة شاهد من العبد وهو سجود القلب » فإدا اجتمعت البينة والشاهد عصم القلب وحفظ 
كما قررناه» وعلى هذا المقام من طريق القوم أسباب حار فيها القوم مثل قول أبي يزيد وكان أمر 
الله قدراً مقدوراً حين سئل أيعصي العارف ؟ فأجاب بالأدب» ولم يقل نعم. ولا لا لمعرفته بجا م 
والته أعلم. 

( الثامن: أن يقو في مبتدأ قراءته أعوذ بالله ) من الشيطان الرجم هذا صفته المختارة قاله 
النووي . والأصل في سنية التعوَّذ قبل القراءة قوله تعالى 9 فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من 
الشيطان الرجم € [ النحل : ٩۸‏ ] أي أردت قراءته. وذهب قوم إلى انه يتعوَّذ بعدها لظاهر الآيةء 
وقوم إلى وجوبها لظاهر الأية. 

قال النووي : و كان جاعة من السلف يقولون في التعوّذ أعوذ بالله ( السميع العلم من الشيطان 

ونقل السيوطى في الاتتان عن حزة: استعيذ ونستعيذ واستعذت. واختاره صاحب المداية من 
الحنفية لمطابقته لفظ القرآن» وعن حيد بن قيس أعوذ بالله القادر من الشيطان الغادر » وعن ابن 
السماك أعوذ بالله القوي من الشيطان الغوي» وعن قوم أعوذ بالله من الشيطان الرجم إن الله هو 


كتاب آداب تلاوة القرآن / الماب الثاني NSA SSR ASE‏ 


رب أعُودٌ بك من هَمَرَات الشَيّاطين وأعُودٌ بك رب أن يحضرون) [المؤمنون: 
۸ ] وليقرأ: قل أعوذ برب الناس» وسورة الحمد لله» وليقل عند فراغه من القراءة 
صدق اله تعالى » وبلغ رسول الله ّي اللهم انفعنا به وبارك لنا فيه الحمد لله رب العالمين 
واستغفر الله الحي القيوم » وفي أثناء القراءة إذا مر بآية تسبيح سبح و كبر » وإذا مر بآية 
دعاء واستغفار دعا واستغفر » وإن مر بمرجو سأل» وإن مر بمخوف استعاذ . يفعل ذلك 
اة أو بقلبه فيقول: سبحان الله نعوذ بالله اللهم ارزقنا . اللهم ارحنا. قال حذيفة : 
السميع العلم» وفيها ألفاظ أخر . وقال الحلواني في جامعه : ليس للاستعاذة حد ينتهي إليه من شاء 
زاد ومن شاء نقص . وني النشر لابن الجزري : المختار عند أئمة القراءة الجهر بالتعوَّذ إظهاراً لشعائر 
القراءة كالجهر بالتلبية وتكبيرات العيد » ومن فوائده أن السامع ينصت للقراءة من أوهما لا يفوته 
منها شيء ٠‏ وإذا أخفى التعوّذ ل يعم السامع بها إلا بعد أن فاته شيء من المقروء » وهذا المعنى هو 
الفارق بين القراءة في الصلاة وخارجهاء واختلف المتأخرون في المراد باخفائه » فالجمهور على أن 
مراد الإسرار فلا بد من التلفظ وإسماع نفسه» وقيل : الكتان بأن يذكره بقلبه بلا تلفظ . قال : 
وهل الاستعاذة سنة كفاية أو عين حتى لو قرأ جاعة جلة» فهل يكفي استعاذة واحد منهم 
كالتسمية على الأكل أولا؟ لم أر فيه نصاًء والظاهر الثاني لأن المقصود اعتصام القارىء والنجاة 
بالله من شر الشيطان فلا يكون تعوّذ واحد كافياً عن آخر اه. 

ولا بد من المحافظة على البسملة بعد الاستعاذة أوّل كل سورة غير براءة» وتتأكد عند قراءة 
نحو ل إليه يرد عام الساعة) و هو الذي أنشأً جنات معروشات ) ا في ذكر ذلك بعد الاستعاذة 
من البشاعة وإيهام رجوع الضمير إلى الشيطان .كذا في الاتقان . 

واستحسن بعض السلف أن يقول بعد التعرّذ المذكور: ( رب أعوذ بك من همزات 
الشياطين» وأعوذ بك رب أن يحضرون) [المؤمنون: ۹۸] وليقرأً؛ قل أعوذ برب 
الناس ) إلى آخر السورة فإنها من أحسن ما يتحصن به من وسواس الشياطين» ( وسورة الحمد ) 
فانها الجامعة المانعة. ( وليقل عند فراغه من كل سورة صدق الله ) العظم وبلغ رسوله‌الني 
الكرم » ونحن على ذلك من الشاهدين » أو يقول صدق الله ( وبلغ رسول الله ) يث وليدع با 
أحب» والاحسن أن يقول: ( اللهم انفعنا به وبارك لنا فيه ) . ثم يقول عقيبه : ( والحمد لله رب 
العالمين واستغفر الله الحي القيوم ) . أو استغفر الله العظم . كل ذلك نقله صاحب القوت. 

(و) من الآداب ( في أثناء القراءة إذا مر بآية تسبيح سّح وكبّر وإن مر بآية دعاء 
واستغفار دعا) با ليق بمقام الآية واستغفرء ( وإن مر بآية تضرع وسؤال ) تلق و ( تضرع 
وسأل وإن مر بآية تخويف استعاذ ويفعل ذلك بلسانه أو بقلبه) أو بها وهو الأفضل› 
( فيقول) في محل التسبيح : ( سبحان الله ) وفي موضع التكبير : الله أكبر » وني محل التعوّذ : 
( أعوذ بالله ) . وني محل الدعاء : ( اللهم ارزقنا اللهم ارحنا ) اللهم اغفر لنا اللهم استرنا اللهم 
أجرنا ونحو ذلك . 


MAA 1۲‏ كتا آدات تلاوة القران الات التاف 


بآ عذاب إلا استعاذ ولا بآية تنزیه إلا E‏ فرغ قال ما کان یقوله صاوات 


( قال حذيفة ) بن الان العبسي رضي الله عنه : (صليت مع رسول الله َه ) ذات ليلة 
( فابتداً بسورة البقرة ) فقرأهاء ثم النساء فقرأها» ثم آل عمران فقرأها يقرأ مترسلاً» ( فكان 
لا يمر بآية عذاب إلا استعاذء ولا بآية رحة إلا سألء ولا بآية تنزيه إلا سبح ) هكذا رواه 
مسام في صحيحه مع اختلاف لفظ ولفظه : « كان إذا مر بآية فيها تسبيح سبح» وإذا مر بسؤال 
سال» وإذا مر بتعوّذ تعوذ ». 

وروى أبو داود والترمذي» والنسائي» عن عوف بن مالك رضي الله عنه قال : « قمت مع النبي 
به ليلة فقام فقرأ سورة البقرة لا يمر باية رحة إلا وقف وسال ولا ير باية عذاب إلا وقف 
ونعود » 

وروى أحد وأبو داود عن ابن عباس « أن النبي عل كان إذا قرأ سبح اسم ربك الاعلی قال 
سبحان ري الأعلى ». 

وعند أبي داود والترمذي في حديث « من قرأ والتين والزيتون) فانتهى إلى آخرها فليقل بلى 
وانا على ذلك من الشاهدين » ومن قرأ لا أقسم بيوم القيامة € فانتهى إلى آخرها $ أليس ذلك 
بقادر على أن يجبي الموتى € فليقل بلى » ومن قرأ والمرسلات فبلغ 9 فبأي حديث بعده يؤمنون) 
فلیقل آمنا بالله » . 

وروى الترمذي والجاک عن جابر قال : « خرج رسول الله مل على أصحابه فقرأً عليهم سورة 
الرحمن من أوهما إلى آخرها فسكتوا فقال: لقد قرأتها ليلة الجن على الجن فكانوا أحسن مورداً 
منکم کنت كلا تیت تیت على قوله هل فبأي آلاء ربکا تکذبان € قالوا ولا بشيء من نعمتك ربنا نکذب 
فلك الحمد » 

وروی ابن اي داود في كتاب الشريعة عن إبراهي النخعي عن علقمة قال: صليت إلى جنب 
عبد الله فافتتح سورة طه» E TT‏ 

وروی ابن مردویه . والدیلمي» وابن ¿ أي الدنيا بسند ضعيف عن جابر « أن النبي له قرأ 
وإذا سألك عبادي عني فإني قريب ) الآية [ البقرة: ۱۸١‏ ] فقال : اللهم أمرت بالدعاء وتكلفت 
بالإجابة لبيك اللهم لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك أشهد 
انك فرد أحد صمد ل يلد وم يولد ولم يكن له كفواً أحد » وأشهدأنوعدك حق ولقاءك حق والجنة حق 
والنار حق والساعة اتية لا ريب فيهاء وإنك تبعث من في القبور ». 

وروی أبو داود وغیره» عن وائل بن حجر « سمعت أن الني ا قرأ ولا الضالين فقال آمين 
يمد بها صوته ». ورواه الطبراني بلفظ : قال « امین » ثلاث مرات» ورواه البیهقی بلفظ قال « رب 
اغفر لي آمین ». ویروی عن معاذ بن جبل أنه كان إذا ختم البقرة قال « آمين ». وعن ميسرة أن 
جبريل لقن رسول الله ر عند خاتمة البقرة « آمين » 


کتاب آداب تلاوة القران / اللاب الثاني VES AEA RESA DE MESSRS‏ 


الله عليه وسلامه عند خت القرآن ١‏ اللهم ارحني بالقرآن واجعله لي إماماً ونورا وهدى 
ورحمة. اللهم ذکرني منه ما نسيت وعلمني منه ما جهلت وارزقی تلاوته آناء الليل 
وأطراف النهار واجعله لي حجة يا رب العالمين». 


( وإذا فرغ) من قراءته ( قال ما کان یقوله ره عند خة القرآن « اللهم ار حن بالقرآن 
العظم واجعله لي إماماً ونورا وهدى ورحة اللهم ذ كرني منه ما نسيت وعلمني منه ما جهلت 
وارزقي تلاوته آناء الليل وآناء النهار واجعله حجة لي يا رب العالمين «(. 

قال العراقي : رواه بو منصور المظفر بن الحسين الأرجاني في فضائل القرآن» وأبو بكر بن 
الضحاك في الشائل . كلاهما من طريق أي ذر الهروي من رواية داود بن قيس معضلاً. 


تنبیه : 

ويستحب الدعاء عند خت القران . 

روى الطبراني عن أنس «أنه كان إذاخت القرآن جع أهله ودعا». وروی ابن أي داود عن 
الحكم بن عتيبة قال: ارسل إل مجاهد» وعنده ابن ألي لبابة وناس يعرضون المصاحف وقال: إنا 
أرسلنا إليك لأنا أردنا أن نختم القرآن والدعاء يستجاب عند ختم القرآن. وعن مجاهد قال: كانوا 
يجتمعون عند ختم القرآن ويقول: عنده تنزل الرحة. وروى الطبراني في المعجم الكبير عن 
العرباض بن سارية رفعه « من ختم القرآن فله دعوة مستجابة ». وروى ابن الضريس عن ابن 
مسعود قال : « من خت القرآن فله دعوة مستجابة » وكان عبدالله إذا ختم جع أهله ودعا وامنوا 
على دعائه. e‏ 

وروى الدارمي من طريق صالح المري عن قتادة قال: « كان رجل يقرا القران في مسجد 
المدينة فكان ابن عباس قد وضع الرصد. فإدا کان يوم ختمه قام فتحول إليه». 

ويستحب التكبير من الضحى إلى آخر القرآن وهي قراءة المكيين . 

روى البيهقي في الشعب » وابن خزيية من طريق ابن أي بزة سمعت عكرمة بن سلهان قال قرأت على 
إسماعيل بن عبد الله الملكي > فلا بلغت الضحى قال : كر حت تخت » فإني قرأت على عبد الله بن كشير 
فأمرني بذلك. وقال :قرأت على مجاهد فأمرني بذلك» وأخبر جاهد أنه قرأ على ابن ن عباس فأمره 
بذلك» وأخبر ابن عباس أنه قرأ على أي بن كعب فأمره بذلك كذا أخرجه موقوفاً. 

ثم أخرجه البيهقي من وجه آخر عن ابن أهي بزة مرفوعاً. 

وأخرجه من هذا الوجه أعني المرفوع الحا في مستدركه» وصححه. وله طرق كثيرة عن 
البزي» وقد أخرجت هذا الحديث في جزء سميته التحبير في المسلسل بالتكبير استوفيت فيه تلك 
الطرق. وفي النشر اختلف القراء وفي ابتدائه هل هو من أول الضحى » أو من آخرها ؟ وفي وصله من 
أوما أو من آخرها وقطعه » والخلاف فيه مشهور وكذا في لفظه فقيل الله أكبر » وقيل : لا إله إلا الله 
والله أكبر » وسواء في التكبير الصلاة وخارجها صرح به السخاوي وأبو شامة. 


1٤‏ كتاب آداب تلاوة القرآن / الباب الثافى 


التاسع : في الجهر بالقراءة: ولا شك في أنه لا بد أن يجهر به إلى حد يسمع نفسه 
إذ القراءة عبارة عن تقطيع الصوت بالحروف» ولا بد من صوت فأقله ما يسمع نفسه 
فإن لم يسمع نفسه لم تصح صلاته » فاما الجهر بجيث يسمع غيره فهو محبوب على وجه 
ومکروه على وجه آخر. ویدل على استحباب الاإسرار ما روي أنه َه قال: « فضل 
قراءة السر على قراءة العلانية كفضل صدقة السر على صدقة العلانية » . وقي لفظ آخر : 


وقال أبو العلاء الممداني : وصفته ان يقف بعد كل سورة وقفة ويقول: الله أكبر . 

وقال سل الرازي : يكبر بين كل سورتين تكبيرة» ولا يصل آخر السورة بالتكبير » بل يفصل 
بينهما بسكتة» ومن لا يكبر من القراءحجتهم أن في ذلك ذريعة إلى الزيادة في القرآن بأن يداوم عليه 

ويسن إذا فرغ من الختمة أن يشرع في أخرى عقيب الختم لحديث الترمذي وغيره عن ابن 
عباس « أحب الاعمال إلى الله تعالى الحال المرتحل الذي يضرب من أوّل القرآن إلى آخره كلا حل 
ارتحل ». 

وروی الدارمي بسند حسن عن ابن عباس عن أي بن كعب رفعه « كان إذا قرأ قل أعوذ 
برب الناس افتتح من الحمدلله ثم قرأ من البقرة إلى المفغلحون ثم دعا بدعاء الختمة ثم قام ». 
تنبیه: 

قال السيوطي في الاتقان : منع الإمام أحد تكرير سورة الاخلاص عند الختم » لكن عمل الناس 
على خلافه . قال بعضهم : والحكمة فيه ما ورد أنها تعدل ثلث القرآن فتحصل بذلك ختمة» أما 
التي قرأها وأما التي حصل ثوابها بتكرير السورة» وحاصل ذلك يرجع إلى جير ما لعله حصل في 
القراءة من خلل » وكا قاس الحليمي التكبير عند الختم على التكبير عند إكمال رمضان» فينبغي ان 
يقاس تكرير سورة الاخلاص على اتباع رمضان بست من شوّال والله أعام. 

( التاسع: في الجهر بالقراءة) والاسرار بها وما الحكم فيها » ( ولا شك في أنه يجهر بها ) 
في“صلاته ( إلى حد يسمع نفسه إذ القراءة عبارة عن تقطيع الصوت باحروف ) ووصل 
الكلات بعضها ببعض . ( ولا با من صوت ) هو المواء المنضغط عن ذلك التقطيع فينتقش 
بصورة خاصة ( وأقله ما يسمع نفسه فإن )م يسمع نفسه م تصح صلاته ) . وني تېجیته حروف 
القراءة في الصلاة عند أصحابنا خلاف. فالذي في الينابيع أنها تفسد الصلاة. ومقتضى سياق 
الواقعات أنها تفسد لأنه من الحروف التى في القرآن . 

( فاما الجهر حيث يسمع غيره فهو محبوب على وجه مكروه على وجه آخر» ويدل على 
العلانية كفضل صدقة السر على صدقة العلانية » ) كذا في القوت ولم يرد بهذا اللفظ» ولكن 


كتاب آداب تلاوة القرآن / الباب الثاني O ST‏ 


» الجاهر بالقران کالجاهر بالصدقة والمسر به كالمسر بالصدقة » . وفي الخبر العام : 
«يفضل عمل السر على عمل العلانية سبعين ضعفاً » وكذلك قوله له : « خير الرزق 
ما يكفي وخير الذ كر الخفي » وفي الخبر : « لا يجهر بعضكم على بعض » في القراءة بين 
معناه في الحديث الذي يليه وهو قوله: ( وف لفظ آخر «الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة 
والمسرّ به كالمسر بالصدقة») . 

قال العراقى : رواه أبو داود والنسائى والترمذي وحسنه من حديث عقبة بن عامر اه. 

قلت : وفي السند إسماعیل بن عیاش ضعفه قوم ووثقه آخرون» ورواه أيضاً الجا عن معاذ بن 
جبل» ووجه الشبه أن اللاسرار أبعد من الرياء فهو أفضل خائفه» وبه يظهر صحة معنى الحديث 
الأول» وروى الطبراني في الكبير » وأبو نعم في الحلية من حديث ابن مسعود « وفضل صلاة الليل 
على صلاة النهار كفضل صدقة السر على صدقة العلانية ». ورواه ابن المبارك في الزهد مثله. 

( وفي الخبر العام «يفضل عمل السر على عمل العلانية بسبعين ضعفاً» ) هكذا في 
القوت . 

قال العراقى : رواه البيهقى في الشعب من حديث عائشة اه. 

قلت : وضعفه البيهقى ولفظه في الشعب ١‏ يفضل الذ كر الخفى الذي لا تسمعه الحفظة على الذي 
تسمعه بسبعين ضعفاً » وقد رواه ابن أي الدنيا في كتاب الدعاء . 

( وكذلك) أي في العموم ( قوله يله « خير الرزق ما يكفي وخير الذكر الخفي» ) 
كذا في القوت . 

قال العراقى : رواه أحمد وابن حبان من حديث سعد بن أي وقاص اه. 

قلت : وكذا رواه البيهقى أيضاً » ونعم بن حاد في الفتن » والعسكري في الأمثال »وعبد بن 
حيد وأبو عوانة كلهم من طريق محمد بن عبد الرحن بن أي لبيبة» عن سعد غير أنه بتقدم 
الجملة الشانية على الأولى» ومد بن عبد الرحمن هذا ونقه ابن حبان» وضعفه ابن معان » 
وبقية رجاله عند أحد وابن حبان رجال الصحيح» وهذا الحديث قد عد من الحكم والأمثال. 

وأخرج الخطيب عن المحاسبي في تفسير قوله ١‏ خير الرزق ما يكفي » انه قوت يوم بيوم» ولا 
مهتم لرزق غد وبذا الخذيث استذل أصخابتااعل تدب الاسر ار التكنر العيد: 

( ولي الخبر «لا يجهر بعضكم على بعض » ) فإن ذلك يؤذي المصلي رواه الخطيب عن جابر 
قاله ( فى القراءة بين المغرب والعشاء ) » وهذه عبارة القوت» وليست الجملة من أصل 
الحديث» وظنها العراقى كذلك فقال: رواه أبو داود من حديث البياضى دون قوله « بين المغرب 
والعشاء » والبيهقي في الشعب من حديث علي « قبل العشاء وبعده» وفيه الحارث الأعور وفيه 


صعرعف . 


1٦‏ کات ادات تلاو القران ر البا ب الان 


المغرب والعشاء . وسمع سعيد بن المسيب ذات ليلة في مسجد رسول الله برا عمر بن 
عبد العزيز يجهر بالقراءة في صلاته و كان حسن الصوت فقال لغلامه : اذهب إلى هذا 
الصلي فمره أن يخفض من صوته . فقال الغلام : إن المسجد ليس لنا وللرجال فيه 
نصيب » فرفع سعيد صوته وقال: يا اا المصلي إن كنت تريد الله عز وجل بصلاتك 
فاخفض صوتك» وإن كنت تريد الناس فإنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا. فسكت 
عمر بن عبد العزيز وخفف ركعتهء فلا سلّم أخذ نعليه وانصرف وهو يومئذ أمير 
المدينةء ويدل على استحباب الجهر ما روي أن الي ل سمع جاعة من أصحابه 


قلت : وروى أبو داود عن أبي سعيد الخدري قال : اعتكف رسول الله لثم في المسجد فسمعهم 
يجهرون بالقراءة فكشف الستر وقال «الا إن كلكم مناج لربه فلا يؤذي بعضكم بعضا ولا يرفع 
بعضكم على بعض في القراءة » 

(وسمع سعيد بن المسيب) بن حزن القرشي اتابمي ( ذات ليلة في مسجد الني بال 
عمر بن عبد العزيز ) الأموي الخليغة ( يجهر بالقراءة في صلاته وكان حسن الصوت 
فقال ) سعيد (لغلامه: إذهب إلى هذا المصلي فمره أن يخفض صوتهء فقال الغلام: إن 
المسجد ليس لنا) خاصةء ( وللرجل فيه نصيب» فرفع سعيد صوته وقال: أيها المصلي إن 
كنت تريد الله ) أي وجهه ( بصلاتك فاخفض ) أي فأخف صوتك. ( وإن كنت تريد الناس 
فإنهم لن يغنوا عنك من الله شيئاً ) . قال: ( فسكت عمر وخفف ركمنه» فلا سلّم أخذ 
نعليه وانصرف وهو يومئذ أمير المدينة ) . هكذا أورده صاحب القوت وهو معدود في مناقب 
عمر بن عبد العزيز » ولعل با مسجد كان بعض من يصلي فلذا منعه وم حاب كونه أميراً يومئذ . 

( ويدل على استحباب الجهر ما روي عن رسول الله بب أنه سمع جاعة من الصحابة 
يجهرون بالقراءة في صلاة الليل فصوب ذلك) أي رآه صواباً إما بسكوته أو باستحسانه. 
وهذه العبارة انتزعها الصنف من كتاب القوت ونصه : وعلى ذلك فقد كان رسول الله مره يسمع 
جاعة من أصحابه يجهرون بالقراءة في صلاة الليل فيصوّب ذلك هم ويسمع إليهم. 

وقال العراقي في الصحبحين من حديث عائشة: ان رجلا قام من الليل فقرأ فرفع صوته 
بالقرآن فقال رسول الله ره « رحم الله فلانا » الحديث . 

ومن حديث أي موسى قال لي رسول الله به « لو رأيتني وأنا أسمع قراءتك البارحة» 
الحخذيث, 

وفي حديث أيضاً « إنغا أعرف أصوات رفقة الأشعريين بالقرآن حين يدخلون بالليل وأعرف 
مناز هم من اصواتهم بالقران » الحديث . 

قلت : وهذه الاخبار قد يذ كرها المصنف فيا بعد ويأتي الكلام عليها . 


كتاب آداب تلاوة القرآن / الاب الثاني Vesa‏ 


يجهرون في صلاة الليل فصوب ذلك» وقد قال به : « إذا قام أحد ۶ من الليل يصلي 
فليجهر بالقراءة فإن الملائكة وعار الدار يستمعون قراءته ويصلون بصلاته » ومر ور 
بثلاثة من أصحابه رضى اع حلي لحرا فر عل اي بكر ري ال عب 
وهو يخافت› فسأله عن ذلك فقال: إن الذي أناجيه هو يسمعنى . ومر على عمر رضى 
الله عنه وهو يجهر فسأله عن ذلك فال راو ر االشطان وم ا 
بلال وهو يقرأ آياً من هذه السورة» وآياً من هذه السورة فسأله عن ذلك فقال: 
اخلط الطيب بالطيب. فقال بل : « كلكم قد أحسن وأصاب » فالوجه في الجمع بين 


( وقد قال ) ولفظ القوت وقد أمر بالجهر فيا روي عنه ( عه « إذا قام أحدك من الليل 
يصلي فليجهر بقراءته فإن الملائكة وعمارالداريستمعون إلى قراءته ويصلون بصلاته » ) 
كذا في القوت . 


وقال العراقي : رواه بنحوه بزيادة أبو بكر البزار ونصر المقدسي في المواعظ من حديث معاذ 


ابن جبل وهو منکر ومنقطع . 


( ومر رسول الله ع له على ثلائة من أصحابه ختلفي الأحوال ) أي منهم من يخافت» ومنهم 
من يجهر ء ومنهم من يخلط الآية بالآية ( فم على أبي بكر رضي الله عنه وهو يخافت ) في 
قراءته» ( فسأله عن ذلك فقال: : إن الذي أناجيه هو يسمعني ) أي قريب مني» ( ومر على 
عمر رضي الله عنه وهو يجهر ) في قراءته» ( فسأله عن ذلك فقال: : أوقظ الوسنان ) أي انه 
النائم ( وأزجر الشيطان ) أي أطرده. ( ومر على بلال) بن رباح رضي الله عنه ( وهو يقرأ 
آياً من هذه السورة وآياً من هذه السورة فسأله عن ذلك فقال : اخلط الطيب بالطيب» فقال 
به « كلكم قد أحسن وأصاب» ) هكذا أورده» وقد تقدم في كتاب الصلاة « انه ل سمع 
بلالا يقرا من ههنا ومن ههنا فساله عن ذلك فقال اخلط الطيب بالطيب فقال: احسنت ». وقد 
رواه أبو داود من حديث ألي هريرة باسناد صحيح نحوه» وقد تقدم الكلام عليه » وهذا يدل على 
جواز قراءة آية آية من كل سورة» وقد نقل القاضي أبو بكر بن العرلي الإجاع على عدم جواز 
ذلك . قال البيهقي : وأحسن ما يحتج به هنا أن هذا التأليف لتاب الله مأخوذ من < جهة الني ي › 
وأخذه عن جبريل والأولى بالقارىء أن يقرأه على التأليف المنقول » وقد قال ابن سبرين تأليف الله 
خير من تأليفكم» وعد الحليمي خلط السورة بالسورة من ترك الأدب» واحتج با أخرجه أبو 
عبيد عن سعيد بن المسيب أن رسول الله مه مر ببلال وهو يقرأ من هذه السورة ومن هذه 
السورة فسأله فقال : اخلط الطيب بالطيب فقال « اقرأً السورة على وجهها » أو قال : على نحوها وهو 
مرسل صحيح» ووصله أبو داود عن أي هريرة بدون آخره» وأخرجه أبو عبيد من وجه آخر عن 
عمر مولى غفرة وهي أخت بلال أن النبي له قال لبلال « إذا قرأت السورة فانفذها » ثم قال أبو 


1۸ كتاب آداب تلاوة القرآن / الباب الثاني 


هذه الأحاديث أن الإسرار أبعد عن الرياء والتصنع » فهو أفضل في حق من يخاف 
ذلك على نفسه فإن م يخف ولم يكن في الجهر ما يشوّش الوقت على مصل آخر فالجهر 
أفضل . لأن العمل فيه أكثر ولأن فائدته أيضاً تتعلق بغيره» فالخير المتعدي أفضل من 
اللازم ولأنه يوقظ قلب القارىء ويجمع همه إلى الفكر فيه ويصرف إلبه سمعه» ولأنه 
يطرد النوم في رفع الصوت. ولأنه يزيد في نشاطه للقراءة ويقلل من کسله ولأنه يرجو 
هره تبقظ نائم فیکون هو سبب إحیائه» ولأنه قد يراه بطال غافل فينشط بسبب 
نشاطه ويشتاق إلى الخدمة» فمتى حضره شيء من هذه النيات فالجهر أفضل وإن 


عبيد الأمر عندنا على كراهة قراءة الآيات المختلفة» كا انكر رسول الله َه على بلال فتأمل 
ذلك مع سياق المصنف. 

( فالوجه في الجمع بين هذه الاحاديث) المختلفة ( أن الاسرار) بالقراءة (أبعد عن 
الرياء والتصنع فهو أفضل في حق من يخاف ذلك) أي الرياء ( على نفسه ) ولفظ القوت 
المخافتة بالقراءة أفضل إذا م تكن للعبد نبّة في الجهر » أو كان ذاهباً عن الممة والمعاملة بذلك لأنه 
أقرب إلى السلامة وأبعد من دخول الآفة » ( وإن م يخف ) ذلك ( وم يكن في الجهر ما يشوّش 
الوقت على مصل آخر فالجهر أفضل لأن العمل فيه أكثرء ولأن فائدته تتعلق بغيره 
والخير المتعدي أفضل من اللازم ) ولفظ القوت: وإن الجهر أفضل لمن كانت له نية في الجهر 
ومعاملة مولاه به لأنه قد قام بسنة قراءة الليل » ولأن المخافتة نفعه لنفسه والجهر نفعه له ولغيره» 
وخير الناس من نفع الناس» والنفع بكلام الله عز وجل من أفضل المنافع » ولأنه قد أدخل عملا 
نانيا ير جو به قربة ثانية على عمله الأول فكان في ذلك أفضل »( ولأن الجهر يوقظ قلب القارىء) 
أي ينبهه عن سنة الغفلةء ( ويجمع همه إلى الفكر فيه ويصرف إليه سمعه) ولا يوجد ذلك 
كله في الاسرار ( ولأنه يطرد النوم برفع الصوت. ولأنه يزيد في نشاطه للقراءة ويقلل من 
کسله ) وتثبطه. ( ولأنه يرجو جهره تبقظ نائم فیکون هو سبب احیائه ) من غفلته ( ولأنه 
قد يراه بطال ) عن العمل ( غافل ) عن الذ کر » ( فینشط ) في نفسه ( بسبب نشاطه ویشتاق 
إلى الخدمة ) والعمل . فهذه سبعة وجوه في أفضلية الجهر . 

ولفظ القوت: وفي الجهر سبع نيات : منها الترتيل الذي أمر به ومنها تحسين الصوت بالقرآن 
الذي ندب إليه. ومنها ان يسمع أذنيه ويوقظ قلبه ليتدبر الكلام ويتفهم المعاني ولا يكون كل 
ذلك إلا في الجهر . ومنها أن يرد القوم عنه برفع صوته» ومنها ان يرجو بججهره يقظة نائم فيذ كر 
الله تعالی فيكون هو سبب احيائه . ومنها ان يراه بطال غافل فينشط للقيام ويشتاق للخدمة فيكون 
هو معاونا له على البر والتقوی» ومنها ان یکثر جهره تلاوته ویدوم قیامه على حسب عادته للجهر 
ففي ذلك یکثر عمله. 

( فمها حضره شيء من هذه النيات فالجهر أفضل» وإن اجتمعت هذه النيات تضاعف 


كتاب آداب تلاوة القرآن / الباب الثاني EA Saa‏ 


اجتمعت هذه النيات تضاعف الأجر وبكثرة النيات تز كو أعال الابرار وتتضاعف 
أجورهم» فإن كان في العمل الواحد عشر نيات كان فيه عشرة أجور» وهمذا نقول : 
قراءة القرآن في المصاحف أفضل إذ يزيد في العمل النظر » وتأمل المصحف وحله فيزيد 
الأجر بسببهء وقد قيل : الختمة في المصحف بسبع لأن النظر في المصحف أيضاً عبادة. 


الأجر وبكثرة النيات يز كو عمل الأبرار فتضاعف أجورهم» وإن كان في العمل الواحد 
عشر نیات کان فيه عشر أجور) . 

ولفظ القوت: فإذا كان العبد معتقداً هذه النيات طالباً ها ومتقرباً إلى الله سبحانه بها عالً 
بنفسه مصححاً لقصده ناظراً إلى مولاه الذي استعمله فما يرضاه فجهره أفضل لأن له فيه أعالاء 
وإنغا يفضل العمل بكثرة النيات فيه وارتفع العلاء وفضلت أعالمم بحسن معرفتهم بنيات العمل 
واعتقادهم ها فقد يكون في العمل الواحد عشر نيات يعام ذلك العلاء فيعملون بها فيعطون عشر 
أجورهم » فأفضل الناس في العمل أكثرهم نية وأحسنهم قصدا وأدبا. 

قلت : والى هذا الجمع جنح النووي حيث قال :الإخفاء أفضل حيث خاف الرياء أو تأذى به 
مصلون أو نيام بجهره» والجهر أفضل في غير ذلك لأن العمل فيه أكثر » ولأن فائدته تتأدى إلى 
السامعين » ولانه يوقظ قلب القارىء ويجمع همه إل الفكر ويصرف سمعه إليه ويطرد النوم ويزيد 
في النشاط . وقال بعضهم : يستحب الجهر ببعض القراءة والإسرار ببعضها لأن‌المسر قد يل فيأنس 
بالجهر والجاهر قد يل فيستريح بالا سرار اه. 

م قال صاحب القوت : وني بعض التفسير ‏ وأما بنعمة ربك فحدث) [ الضحى : ١١‏ ] قال : 
قراءة القرآن . 

( ومذا نقول قراءة القرآن فى المصحف أفضل إذ يزيد عمل البصر› وتأمل الملصحف 
وحله فيزيد الأجر بسبب ذلك ) قال النووي : هكذا قاله أصحابنا والسلف أيضاًء ول أر فيه 
خلافاً . قال: ولو قيل انه مختلف باختلاف الأشخاص فتختار القراءة فيه لمن استوى خشوعه 
وتدبره لو قرأ من الملصحف لكان هذا قولاً حسناً اه. 

قال السيوطي : وحكى الز ركشي في البرهان ما بجثه النووي قولاً وحكى معه قولاً ثالثاً ان 
اران الفط أفضل الق وك ابن عبد السلام اختاره لأن فيه من التدبر ما لا يعصل 
بالقراءة في لصحف اه. 


( وقد قيل: الختمة في المصحف بسبع لأن النظر في المصحف أيضاً عبادة) مطلوبة . 
ومن أدلة القراءة في المصحف ما رواه الطبراني فقال : حدثنا عبدان بن أحد» حدثنا رحم» ثنا 
صفوان بن معاوية » عن أبي سعيد بن عوف المكي» عن عثان بن عبد الله بن أوس الشقفي » عن 


۷٠‏ كتاب آداب تلاوة القرآن / الاب الثاني 


وخرق عثان رضي الله عنه مصحفين لكثرة قراءته منههاء فكان كثير من الصحابة 
يقرأون في المصاحف ويكرهون أن يخرج يوم ولم ينظروا في المصحف. ودخل بعض 


جده رضي الله عنه قال : قال رسول الله بل : « قراءة الرجل في غير المصحف ألف درجة وقراءته 
في المصحف تضاعف ألفي درجة ». 

ورواه ابن عدي ف الکامل عن عبدالله بن محمد بن مسام» عن رحم. وأبو سعيد مختلف في 
توثيقه . 

وقال ابو عبيد في فضائل القران : حدثنا نعم بن حاد» حدثنا بقية » عن معاوية بن حى » عن 
سلهان بن مسام» عن عبد الله بن عبد الرحمن» عن بعض أصحاب النبي بره قال : قال رسول الله 
به : ١‏ فضل قراءة القرآن نظراً على من يقرأه ظاهراً كفضل الفريضة على النافلة » معاوية وسلهان 
ضعيمان وبقية مدلس وقد عنعن . 

وقال أبو نعم : حدثنا مد بن المظفر» حدثنا الحسن بن جبير الواء طي» حدثنا إبراهم بن 
جابر » حدثنا الحر بن مالك حدثنا شعبة عن الي إسحاق عن الي الاحوص» عن عبدالله بن 
مسعود رضی الله عنه قال: قال رسول الله یله : « من سره أن يحب الله ورسوله فليقرأ في 
لصحف ». قال: لم يروه عن شعبة إلا الحر تفرد به إبراهم بن جابر. 

وروی ابن النجار في تاريخه عن أنس رفعه : « من قرأ القرآن نظراً متع ببصره » وقد ورد الأمر 
يإدامة النظر في المصحف . 

قال أبو الحسين بن بشران في فوائده: أخبرنا أبو جعفر الرزاز» حدثنا مد بن عبيد الله بن 
يزيد » حدثنا إسحاق بن يوسف الأزرق» عن سفيان هو الثوري» عن عاصم » عن زر بن حبيش » 
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله م : « ادوا النظر في المصحف». 
وأخرجه أبو عبيد عن زيد بن الحباب عن إسحاق الأزرق . وقد روينا في النظر في المصحف حديثاً 
مسلسلاً يقول: « كل راو اشتكت عيني فقال لي انظر في المصحف » هو في مسلسلات إبراهم بن 
سلهان: 

( وخرق عثان رضي الله عنه مصحفين لكثرة قراءته فيه ) نقله صاحب القوت وثبت 
أنه رضي الله عنه لما قتل كان يقرأ في المصحف حتى سقط الدم على قوله  :‏ فسيكفيكهم الله وهو 
السميع العلم ) [ البقرة: ١۳١۷‏ ]. 

( وكان كثير من الصحابة ) رضي الله عنهم ( يقرأون في المصحف ويكرهون أن يخرج 
يوم وم ينظروا في المصحف ) فمنهم عثان رضي الله عنه وقد تقدم . 

ومنهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال أبو عبيد» حدثنا حجاج بن مد حدثنا حاد بن 
سلمة» حدثنا علي بن يزيد بن جدعان» عن يوسف بن مهران » عن ابن عباس» عن عمر رضي الله 
عنه أنه كان إذا دخل بيته نشر المصحف فقرأً فيه. 


كتاب آداب تلاوة القرآن / الباب الثاني ESCO SR‏ 


فقهاء مصر على الشافعي رضي الله عنه في السحر وبين يديه مصحف فقال له الشافعي : 
شغلكم الفقه عن القرآن إني لأصلى العتمة وأضع المصحف بين يدي فا أطبقه حقق 
أصبح . 

العاشر : تحسين القراءة وترتيلها بترديد الصوت من غير تمطيط مفرط يغير النظم» 


وقد روي ذلك عمن بعدهم أيضاً قال الدارمي» حدثنا مسام بن إبراهيم» حدثنا همام » حدثنا 
ثابت هو البناني قال : كان عبد الرحن بن أي ليلى إذا صلى الصبح قرأ في المصحف حتى تطلع 
الشمس » و كان ثابت يفعله وعبد الرحن تابعيان وهذا الأثر صحيح . 

( ودخل بعض فقهاء مصر على ) الإمام محمد بن إدريس (الشافعي رضي الله عنه في 
السحر وبين يديه المصحف) وهو يقرأ فيه ( فقال ) له الشافعي : ( شغلكم الفقه عن القرآن 
إني لأصلي العتمة وأضع المصحف بين يدي فا أطبقه حتى الصبح ) وقد تقدم قريبا أنه رضي 
الله عنه كان يختم في كل يوم وليلة ختمة» فإذا جاء رمضان خت في كل يوم وليلة ختمتين . 

( العاشر : تحسين القراءة وتزيينها بترديد الصوت من غير تمطيط مفرط يغير النظم 
فذلك هو السنة) 

اعم أن كيفيات القراءة ثلاثة . 

أحدها : التحقيق وهو إعطاء كل حرف حقه من إشباع المد وتحقيق الممزة وإتمام الح ركات 
واعتاد اللإظهار والتشديدات وبيان الحروف وإخراج بعضها من بعض بالسكت والرسل والتؤدة» 
وملاحظة الجائز من الوقوف بلا قصر ولا اختلاس ولا إسكان محرك ولا إدغامه من غير أن 
يتجاوز فيه إلى حد الإفراط بتوليد الحروف من حركات» وتكرير الراآات» وتحريك السواكن » 
وتطنين النونات بالمبالغة في الغنات» كا قال حزة لبعض من سمعه يبالغ في ذلك : أما علمت أن ما 
فوق البياض برص» وما فوق الجعودة قطط» وما فوق القراءة ليس بقراءة. 

الثانية: الحدر بفتح الحاء وسكون الدال المهملتين وهو إدراج القراءة وتحقيقها بالقصر 
والتسكين والاختلاس والبدل والإدغام الكبير وتخفيف الهمزة» ونحو ذلك مما صحت به الرواية مع 
مراعاة إقامة الإعراب. وتقديم اللفظ» وتمكين الحروف بدون بتر حروف المد واختلاس أكثر 
الجر كات. وذهاب الصوت إلى غاية لا تصح با القراءة ولا توصف با التلاوة. 

الثالثة : التدوير وهو التوسط بين المقامين : التحقيق والحدر » وهو الذي ورد عن أكثر الأئمة من 
مد المنفصل ولم يبلغ فيه الإشباع وهو المنفصل» وهو المختار عند أكثر أهل الأداء » والفرق بين 
التحقيق والترتيل أن التحقيق يكون للرياضة والتعلم والتمرين » والترتيل يكون للتدبر والتفكر 
والاستنباط . فكل تحقيق ترتيل » وليس كل ترتيل تحقيقا. وفي جال القراء قد ابتدع الناس في 
قراءة القرآن أصواتاً ويقال: أول ما غنى به من القرآن قوله تعالى : # أما السفينة فكانت لمساكين 
يعملون في البحر € [ الكهف: ۷۹ ] نقلوا ذلك من تغنيهم بقول الشاعر : 


V۲‏ كتاب آداب تلاوة القرآن / الباب الثاني 
فذلك سنة. قال بّخ : ١‏ زينوا القرآن بأصواتكم ». وقال عليه السلام : « ما أذن الله 


أما القطاة فإني سوف أنعتها نعتاً يوافق عندي بعض ما فيها 

وقد قال بم في هؤلاء : « مفتونة قلوبهم وقلوب من يعجبهم شأنهم ». 

وما ابتدعوه شيء وسموه الترقيص وهو أن يروم السكت على الساكن » ثم ينفر مع الحركة كأنه 
في عدو وهرولةء وآخر يسمى التطريب » وهو أن يترم بالقرآن ويتهيّم به فيمد في غير مواضع المد» 
ويزيد في المد على المد على ما ينبغي » وآخر يسمى التحزين وهو أن يأتي على وجه حزن يكاد يبكي 
e‏ 

( قال به : « زينوا القرآن بأصواتكم » ) ففيه حث على ترتيله ورعاية إعرابه» وتحسين 
الصوت به وتنبيه على التحرز من اللحن والتصحيف. فإنه إذا قرىء كذلك كان أوقع في القلوب 
وأشد تأثيراً وأرق لسامعيه » وسماه تزييناً لأنه تزيين للفظ وللمعنى . وقيل : هو على القلب » والمراد : 
زينوا أصواتكم بالقرآن أي اهجوا بقراءته واشغلوا أصواتكم به واتخذوه شعاراً وزينة لأصواتكم . 

وقد روى الحا عن البراء رضي الله عنه هكذا : « زينوا أصواتكم بالقرآن فإن الصوت الحسن 
يزيد القرآن حسناً» . 

وفي أدائه بحسن الصوت وجودة الأداء بعث للقلوب على استاعهء وتدبره» والاصغاء البه. 

قال التور بشتى : هذا إذا لم يخرجه التغني عن التجويد ولم يصرفه عن مراعاة النظم في الكلهات 
والحروف ٠‏ فإن انتهى إلى ذلك عاد الاستحباب كراهة. 

وأما الحديث المذ كور فقال العراقی : رواه أبو داود» والنسائی › وابن ماجه» وابن حبان» 
والجام وصححه من حديث البراء بن عازب اه. 

قلت : قال أبو داود الطيالسى في مسنده: حدثنا شعبة » عن طلحة بن مصرف» عن عبد الرجمن 
ابن عوسجة» عن البراء بن عازب رضي الله عنها أن النبي ّم قال: « زينوا القرآن بأصواتكم » 
وهو حديث حسن صحيح أخرجه أحد عن ممد بن جعفر» ويحيى بن سعيد كلاهما عن شعبة 
مطولا . 

وأخرجه البخاري في كتاب خلق أفعال العباد عن ممود بن غيلان عن أي داود الطيالسي» 
وأخرجه أبو داود والنسائى من رواية الأعمش. وأحد أيضاً والنسائى من رواية منصور كلاه) 
عن طلحة بن مصرف. وأخرجه النسائي أيضاًء وابن ماجه من رواية حى بن سعيد» وله طريق 
أخرى عن البراء بلفظ : « حسنوا القرآن بأصواتكم » فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسناً رواه 
ابن أي داود عن إسحاق بن إبراهم بن زيد عن محمد بن بكير . 

وقد روي هذا الحديث أيضاً عن أي هريرة بلفظ المصنف قال جعفر بن ممد: حدثنا أبو 
بکر بن الي عثان» حدئنا بجی بن بکير » حدثنا يعقوب بن عبد الر هن » عن سهيل بن الي صالح › 


کتاب آداب تلاوة القران / الباب الثافي E O O E‏ 


لشيء إذنه لحسن الصوت بالقرآن ». وقال م : « ليس منا من لم يتغن بالقرآن ». 
فقيل أراد به الاستغناء ‏ وقيل أراد به الترم وترديد الألحان به وهو أقرب عند أهل 


عن أبيه عنه. ذكره البخاري في أواخر كتاب التوحيد من صحيحه معلقاً . وقال في كتاب خلق 
أفعال العباد : روى سهيل بن أني صالح فذ كره» وأخرجه ابن أي داود عن البخاري عن يحي بن 
بکبر » وأخرجه ابن حبان في صحيحه عن عمر بن محمد البحيري عن البخاري» وقد روي هذا 
الحديث أيضاً عن عبد الرحهن بن عوف» وعن أنس كلاه) عن البزار . وسند كل منها ضعيف › 
وعن ابن عباس عند الطبرافي وفي سنده انقطاع » وعند الدارقطنى في الافراد وسنده حسن . 

( وقال بب : « ما أذن الله تعالى ) أي ما استمع (لشيء أذنه) بالتحريك أي استاعه 
( لحسن الصوت بالقرآن » ) قال الأزهري : أخبرنا عبد املك عن الربيع » عن الشافعي أن معناه 
تحزين القراءة وترقيقها . وتحقيق ذلك في الحديث الآخر : ١‏ زينوا القرآن بأصواتكم » وهكذا فسره 
أو عبيد . 

قال العراقي : متفق عليه من حديث أي هريرة: ١‏ ما أذن الله لشيء ما أذن لني يتغنى بالقرآن » 
زاد مسام « لني حسن الصوت بالقرآن » وني رواية له « كأذنه لني یتغنی بالقرآن » اه. 
حدثنا إبراهم بن مد بن الحسن » حدثنا سلهان بن داود الرشديني » حدثنا عبدالله بن وهب » حدثني 
مرا بن مالك ویو بن ربج ک2ا عن ابن الماد » وهو يزيد بن عبد الله » عن مد بن إبراهم 
التيمى عن ألي سلمة بن عبد الرحمن > عن أني هريرة رضي الله عنه » عن النبي مب قال : « ما أذن 
الله لشىء ما أذن لني حسن الصوت يتغنى بالقرآن » وهو حديث صحيح رواه مسام عن أحمد بن 
عبد الرحن بن وهب عن عمه عبد الله بن وهب . 

وأخرج أيضاً عن بشر بن الحكم» عن عبد العزيز مد الدراوردي» عن يزيد بن الاد . 

وأخرج البخاري من وجه آخر» عن ابن الماد » وأخرجه أبو داود عن الرشديني عن عبد الله بن 
وهب » وأخرج الشخان أصل هذا الحديث من طريق آخر عن آي سلمة دون قوله: « حسن 
الصوت » ولي بعضها يجهر به . 

( وقال له : « ليس منا من م يعن بالقرآن» ) تقدم تخريج هذا الحديث قريباً ( قيل: 
آراد به الاستغناء ) قال الأزهري في التهذيب» قال سفيان بن عيينة : معناه ليس منا من لم يستغن 
بالفرآن وم يذهب إلى معنى الصوت . 

وقال أبو عبيد: وهو فاش في كلام العرب يقولون: تغنيت تغنياً وتغانيت تغانياً بمعنى 
نقتت : 

( وقیل : أراد به الترغم وترديد الان به وهو أقرب عند أهل اللغة ) ولفظ القوت :وهو 
أحد الوجهين وأوجهها إلى أهل اللغة. 


V٤‏ كتاب آداب تلاوة القرآن / الباب الثاني 


اللغة. وروي أن رسول الته ل كان ليلة ينتظر عائشة رضي الله عنها فأبطأت عليه » 
فقال ره : « ما حبسك ». قالت : يا رسول الله كنت اع قراءة رجل ما سمعت 
أحسن صوتاً منه» فقام ب حت استمع إليه طويلاً ثم رجع فقال بل : « هذا سام 
مولى أبي حذيفة الحمد لته الذي جعل في أمتي مثله » واستمع بم أيضاً ذات ليلة إلى 


قلت : والذي نقله الأزهري عن أبي عبيد يخالف ذلك لكن يقوي هذا الوجه حديث فضالة بن 
عبيد الذي تقدم ذكره للمصنف مرفوعاً « لله أشد أذنا إلى الرجل الحسن الصوت بالقرآن من 
صاحب القينة إلى قينته » رواه النسائي وابن ن¿ ماجه وار بن حبان وأبو عبيد وأبو مسام الكجي في السنن 
و 

( وروي أن رسول الله ب كان ليلة بنتظر عائشة رضي الله عنها فأبطات عليه فقال ها 
رسول الله ر : « ما حبسك » ؟ فقالت يا رسول الله : كنت اسمع قراءة رجل ما سمعت 
الحمد لله الذي جعل في أمتي مثله » ) هكذا أورده صاحب القوت . 

قال العراقى : رواه ابن ماجه من حديث عائشة ورجال إسناده ثقات اه. 

قلت : قال ابن ماجه : حدثنا العباس بن عمد الدمشقي » حدثنا الوليد بن مسلم» حدثني حنظلة 
ابن أبي سفيان أنه سمع عبد الرحمن بن سابط يحدث عن عائشة رضي ي الله عنها زوج الني مي 
قالت : « أبطأت على رسول الله ل بعد العشاء تعني في المسجد ثم جئت جئت فقال : این کنت ؟ قلت : 
كنت اسمع قراءة رجل من أصحابك ل أسمع مثل قراءته وصوته من أحد. قالت : فقام وقمت 
معه حتى استمع له ثم التفت إليها فقال : هذا سام مولى أهي حذيفة الحمد لله الذي جعل في أمتي مثل 
هذا » هذا حديث حسن أخرجه عمد بن نصر في قيام الليل عن داود بن رشيد عن الوليد بن مسام 
ورجاله رجال الصحيحين » لكن عبد الر من بن سابط كثير الاإرسال. 

وقد أخرجه عبدالله بن المبارك في كتاب الجهاد عن حنظلة شيخ الوليد فأرسله. قال ابن 
سابط : إن عائشة سمعت سالا » وابن المبارك اتقن من الوليد بن مسام. 

قال الحافظ : وقد صححه الحا وخفيت عليه علته» لكن وجدت له طريقاً أخرى أخرجها 
البزار من رواية الوليد بن صالح بن أبي أسامة عن ابن جريج» عن ابن أي مليكة » عن عائشة 
فذ كر الحديث دون القصة» وقال: تفرد به ابو اسامة. 

قال الحافظ : e‏ تقوی به وعرف أن له أصلاً ولا يبعد تصحیحه» 
وسا المذكور من المهاجرين ¿ الأولين» وكان مولى امرأة من الأنصار اعتقته قبل الإسلام فحالف 
أبا حذيفة بن عتبة بن ربيعة فتبناهء فلا نزلت ‏ ادعوهم لآبائهم) [الأحزاب : ۵ ] قيل له مولى 
أي حذيفة وهو أحد الأربعة الذين أمر مي بأخذ القرآن عنهم» وهو في الصحيحين من حديث 
عبد الله بن عمر» واستشهد سام وأبو حذيفة معا بالهامة في خلافة الصديق رضي الله عنهم أجعين. 


کتاب اداب تلاوة القرآن / الباب الثاني Oa RSAC ASSES‏ 


عبدالله بن مسعود ومعه أبو بكر وعمر رضي الله عنها فوقفوا طویلاًء م قال لر 
من أراد أن يقرأ القرآن غضاً طرياً كا أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد ». وقال 
ر لابن مسعود : «اقرأ عل فقال: يا رسول الله ؛ أقرأً عليك وعليك أنزل فقال 
بل : إني أحب أن أسمعه من غيري فكان يقرأ وعينا رسول الله للم تفيضان ». 


( واستمع) ۶ له ( أيضاً ذات ليلة إلى عبد الله بن مسعود ) رضي الله عنه وهو يقرا 
( ومعه أبو بكر وعمر رضي الله عنها فوقفوا طويلاً ثم قال :من أراد أن يقرا القرآن 
غضاً كا أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد » ) كذا في القوت. 

قال العرأقي : : رواه أحجد والنسائي في الكبرى من حديث عمر» وللترمذي وابن ن¿ ماجه من 
خدذیٹ این عرد ان ابا نکر وغم براه ان رول اله ع قال رهن أت أن يقرا القران ٠‏ 
الحديث . وقال الترمذي : حسن صحيح اه. 

قلت : لفظ المصنف ساقه الطبراني في الكبير عن عبدالله بن عمر وبلفظ : « من أحب » أخرجه 
أحد وابن ماجه والطبراني في الكبير والحا؟ عن أي بكر وعمر. 

ورواه أبو يعلى والطبراني في الكبير عن ابن مسعودء ورواه أحد أيضاً وابن منده عن عمرو بن 
امصطلق ورواه أبو نصر السجزي في الابانة» والخطيب» وابن عساكر عن ابن عمر. ورواه 
الطبراني أيضاً في الکبير عن عار بن ياسر . ورواه أبو يعلى أيضاً والعقيلي عن أي هريرة. 

وروی ابن عساكر من طريق أي عبيدة بن محمد بن عبار بن ياسر عن أبيه عن جده بلفظ : 

( وقال بإله) ذات بوم (لابن سعود ا افا اعا فقا با رضون ال : أقرأ عليك 
وعليك أنزلء فقال: إني أحب أن أسمعه من غيري فكان يقرأ وعینا رسول الله ل 
تفيضان » ) أي تسيلان بالدموع . كذا في القوت وذلك عند قوله تعالى : : 3 فكيف إذا جئنا من 
كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً) [ النساء : >١‏ ] سيأتي للمصنف إعادة ذلك قريباً. 

قال الغرافن مق غلبن ديت ابن مرد 

قلت : وزاد صاحب القوت هنا ما نصه : و كان ابن مسعود يأمر علقمة بن قيس أن يقرأ ين يديه 
.يقول له: رتل فداك أي وأمى و كان حسن الصوت بالقرآن اه. 

قلت : قال أبو نعي في المستخرج: حدئنا أحد بن جعفر بن سعيد» حدثنا عبد الله بن مد بن 
النعمان» حدثنا أبو ربيعة واسمه زید بن عوف» حدثنا سعید بن زرلي» حدئنا حاد بن الي سلهان» 
يرسل إلي فآنيه فاقرأ فيقول : رتل فداك أبي وأمي فإني سمعت رسول الله مه يقول: « حسن 
الصوت زينة القرآن ». 


۷1 کتاب آداب تلاوة القرآن / الاب الثاني 


واستمم ا ای قراءة ان موسی » فقال : ر لقد أوتي هذا من مزامر آل داود ( فبلع 
ذلك أا موسی فقال: يا رسول الله ۽ لو علدت انك تسمع لحبرته لك راء ورای 


وأخرجه ابن أي داود في كتاب الشريعة» عن أسيد بن عاصم » عن زيد بن عوف وأخرجه 
أيضاً عن أبيه » وأخرجه البزار عن مد بن يجيي كلاهما عن مسام بن إبراهي عن سعيد بن زرلي قال 
البزار : تفرد به سعيد وليس بقوي . قال الحافظ : وأبو ربيعة فيه مقال لكنه توبع . 

وقد أخرجه الطبراني» وابن عدي وغيرهما من طرق عن سعيد» ووقع في رواية الطبرافي من 
الزيادة قال علقمة : فكنت إذا فرغت من قراءتي قال: زدنا من هذا فإفي سمعت فذكره. 

( واستمع يله إلى قراءة أبي موسى) عبدالكه بن قيس (الأشعري) رضي الله عنه 
( فقال: « لقد أوتي هذا مزماراً من مزامير آل داود » فبْلغ ذلك أبا موسى فقال يا رسول الله : 
E O a.‏ 

قلت : ورواه النسائي من حديث عروة» عن عائشة أن الني يه وله سمع صوت أي موسی 
الأشعري وهو يقرأ فقال: « لقد أوتي أبو موسى من مزامير آل داود ». 

وقال أبو نعم في المستخرج: حدثنا أبو عمرو بن حدان» حدثنا الحسن بن سفيان» حدثنا أحمد 
ابن إبراهم الدورقي» حدثنا حى بن سعيد الأموي» حدثنا طلحة بن يحى ٠»‏ عن خاله اني بردة» 
عن أي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال لي النبي لم ذات يوم: ١‏ لو رأيتني وأنا استمع 
قراءتك البارحة لقد أعطيت مزمارأ من مزامير آل داود » قلت يا رسول الله : لو علمت أنك تسمع 
لقراءتي لحبرته لك تحبيراً. أخرجه عن داود بن رشيد عن حى بن سعيد. 

وقال أبو نعم أيضاً: حدثنا حبيب بن الحسن» حدثنا يوسف القاضي» حدثنا عمرو بن 
مرزوق وقال الدارمى : حدثنا عثان بن عمر قال: حدثنا مالك بن مغول» عن عبد الله بن بريدة 
ھن ابه قال قال رول اه ل لق ار الاشعري ار ابی موشی شرنار ن رام آل 
دود آخ رجه شل عن کین دا ی مار بن يعن مالك ن مغرل: 

وقال أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي في مسنده : حدثنا شریح بن يونس » حدئنا خالد 
ابن نافع > عن سعيد بن أي بردة» عن أي بردة» عن أني موسى رضي الله عنه : أن الني مه 
وعائشة مرا بأبي موسى وهو يقرأ في بيته فقاما يستمعان لقراءته . فلا أصبح أتى أبو موسى رسول 
الله ّم فذ كر له فقال: أما أني يا رسول الله لو علمت لحبرته لك تحبيراً . أخرجه ابن عدي في 
الكامل في ترجة خالد بن نافع وهو مختلف فيه . 

وقال تمد بن أبي عمر المدني في مسنده: حدثنا بشر بن السري» حدثنا حاد بن سلمة» عن 
ثابت» عن أنس رضي الله عنه: « أن أبا موسى كان يقرأ ذات ليلة فجعل أزواج الني مل 
يستمعن لقراءته فلا أصبح أخبر بذلك فقال: لو علمت لحبرته تحبيراً أو لسوقتكن تسويقاً» 


eueeneunnuncccBBODOBOBOBOOCOOOCOOOBGBBOBBOBOOSNCANARROGGGRGC Oe enoe nono 


أخرجه أحد بن منيع في مسنده» ومد بن سعد في الطبقات جيعاً عن يزيد بن معروف زاد ابن 
سعد وعفان كلاه) عن حاد بن سلمة» وزاد فيه: « وكان حلو الصوت ». 

والمراد بالمزمار في الحديث : الصوت الحسن وأصله الآلة التي يزمر بها شبه حسن صوته وحلاوة 
نغمته بصوت المزمار » وآل داود هنا داود نفسه ولفظ : ١‏ الآل » مقحم. وقيل : معناه هنا الشخص » 
وداود : هذا هو النبي ع » وقد كان إليه المنتهى في حسن الصوت بالقراءة. 

وقال أبو نعم : حدثنا أحمد بن محمد بن يوسف» حدثنا عبدالله بن مد البغوي » حدثنا عبيد الله 
ابن عمر القواريرى » وحدثنا صفوان بن عيسى » حدثنا سلهان التيمي » عن أبي عثان النهدي قال : 
صلى بنا أبو موسى الأشعري صلاة الصبح a‏ 
منه هذا ا ا و 
إسماعيل ر بن إبراهم 

o O 
» بالقراءة بالألحان» وبه قال أبو حنيفة وجاعة من السلف» وقال بكراهتها مالك وأحد والجمهور‎ 
ونقل المزني والربيع المرادي عن الشافعي أنه لا بأس بها ونقل عنه الربيع الجيزي أنها مكروهة . قال‎ 
بعض الأصحاب : وليس في هذا اختلاف» ولكن موضع الكراهةء أن يفرط في المد وفي إشباع‎ 
الحر كات حتى يتولد من الفتحة ألف» ومن الضمة واو ومن الكسرة ياء » أو يدغم في غير موضع‎ 
الإدغام » فإن لم ينته إلى هذا الحد فلا كراهة» وكذا حل الحنابلة نص إمامهم على الكراهة على‎ 
هذه الصورة وهي كراهة تنزيه. وقال النووي في الروضة : الصحيح أنه إذا فرط على الوجه‎ 
المذ كور فهو حرام صرح به صاحب الحاوي فقال: هو حرام یفسق به القاریء ويأم المستمع لأنه‎ 
عدل به عن نهجه القوي » وهذا مراد الشافعي بالكراهة. وذكر الأسنوي في المهمات أن تصحيح‎ 
النووي في هذه المسألة ضعيف مخالف لكلام الشافعي والأصحاب فلا معول عليه » قال: ثم أن‎ 
القول بالتفسيق بتقدير التحرم مشكل لا دليل عليه بل الصواب غلى هذا التقدير أن يكون‎ 
صغبرة اه.‎ 

وقال أبو العباس القرطبي بعد ذكره الخلاف في ذلك: ولا شك أن موضع الخلاف في هذه 
المسألة إنغا هو إذا م يغير لفظ القرآن بزيادة أو نقصان أو يبهم معناه بترديد اللأصوات» فلا يفهم 
معنى القرآن فإن هذا ما لا أشك في تحريه فأما إن سام من ذلك وحذا بهحذو أساليب الغناء 
والتطريب والتحزين فقط» فقال مالك : ينبغى أن تنزه أذ كار الله وقراءة القرآن عن التشبه بأحوال 
اجون والناطل> فاا احق وجداوضدق» والغتاد هرل ولو ولعت وها الذي قاله مالك وجهور 
العلاء هو الصحيح اه. 

وفي الحديث منقبة لأبي موسى الأشعري » وفيه : جواز مدح الإنسان في وجهه إذا لم يخش من 
ذلك مفسدة بجصول العجب للممدوح والله أعلم. 


۷۸ كتاب آداب تلاوة القران / الباب الثاني 


هيثم القارىء رسول الله ل في المنام قال: فقال لي: أنت اليثم الذي تزين القرآن 
بصوتك ؟ قلت : نعم . قال : جزاك الله خيراً . وفي الخبر : كان أصحاب رسول الله مل 
أا اک اروا أحدهم أن يقرأ سورة من القرآن» وقد كان عمر يقول لأبي موسى 
رضي الله عنھا ذ کرنا ربّنا فيقرأً عنده حتى يكاد وقت الصلاة أن يتوسط » فيقال : يا أمير 
امؤمنين الصلاة الصلاة» فيقول: أو لسنا في صلاةء إشارة إلى قوله عز وجل : # ولذ كر 
اله أكبَرٌ€ [ العنكبوت: ٤٥‏ ] وقال له : « من استمع إلى آية من كتاب الله عز وجل 
كانت له نورا يوم القيامة »» وني الخبر : كتب له عشر حسنات . ومها عظم أجر الاسقاع 


( ورأى اميم القارىء ) هو اليم بن حيد الغساني عن يحيى بن الحارث الزماري» وزيد بن 
واقد وعنه هشام بن عاد » وعلي بن حجر قال وحم : كان أعام الناس بقول مكحول» وقال أبو 
داود ثقة. ( الني يخ في المنام قال » فقال لي: أنت اليثم الذي تزين القرآن بصوتك؟ قلت : 
نعم . قال : جزاك الله خيراً) وهذا يقوي ما ذکرناه في حدیث : « زینوا القرآن بأصواتکم » أنه 
لا قلب فبه. 

( وفي الخبر : كان أصحاب رسول الله ن إذا اجتمعوا أمروا أحدهم أن يقرأ سورة 
من القرآن) نقله صاحب القوت» ( وقد كان عمر) بن الخطاب (يقول لأبي موسى) 
الأشعري رضى اله عنها ( ذكرنا ربنا فيقرأً عنده حتى يكاد وقت الصلاة أن يتوسط ) أي 
يصبر وقتاً بين الوقتين ( فيقال يا أمير المؤمنين : الصلاة الصلاة . فيقول: أو لسنا في صلاة) . 
هكذا أورده صاحب القوت ( إشارة إلى قوله تعالى ) ولفظ القوت كأنه يتأول قوله تعالى 
( ولذ كر الله أكبر ) [ العنكبوت: ۵> ] زاد صاحب القوت هنا : 

وقال بعض عباد البصرة لما وضع بعض البغداديين كتاباً في معاني الرياء وخفي آفات النفوس 
قال : لقد كنت أمشي بالليل أسمع أصوات المتهجدين كأنا أصوات الميازيب » فكان في ذلك 
أنس وحث على الصلاة والتلاوة. حتى جاءنا البغداديون بدقائق الرياء وخفايا الآفات» فسكت 
المتهجدون فام يزل ذلك ينقص حتى ذهب فانقطع وترك إلى اليوم اه. 

( وقال به : « من استمع إلى آية) أي اصغى إلى قراءة آية ( من كتاب الله) وعدى 
الاستاع : ١‏ بإلى ١‏ لتضمنه معنى الإصغاء ( كانت له نوراً يوم القيامة» وفي الخبر : « كتب له 
عشر حسنات » ) هذا لفظ القوت وسياقه. 

قال العراقي : رواه أحد من حديث أي هريرة: « من استمع إلى آية من کتاب الله كتب له 
حسنة مضاعفة ومن تلاها كانت له نورا إلى يوم القيامة » وفيه ضعف وانقطاع اه. 

قلت : قال امیثمی : فيه عباد بن ميسرة ضعفه أحد وغيره» وقد رواه ابن مردويه أيضاً من هذا 
الطريق إلا أنه قال: « نورا يوم القيامة ». 


كتاب آداب تلاوة القران / الباب الثاني VARA ESA‏ 


وكان التالي هو السبب فيه كان شريكاً في الأجر إلا أن يكون قصده الرياء والتصنع . 


وروى أبو نعم في الحلية عن ابن عباس: «من استمع إلى كتاب الله عز وجل كان له بكل 
حرف حسنه ). 

وعند ابن عدي والبيهقي من حدیثه : « من استمع حرفاً من کتاب الله طاهراً کتب له عشر 
حسنات وحیت عنه عشر سیئات ورفعت له عشر درجات » الحدیث . 

وروى الديلمي عن أنس: « من استمع إلى كتاب الله كان له بكل حرف حسنة». 

( ومهما عظم أجر الاستاع وكان التالي هو السبب فيه كان شريكاً ني الأجر إلا أن 
يكون قصده الرياء والصنع ) ولفظ القوت: والتالي شريك المستمع في الأجر لأنه أكسبه ذلك 
وقال بعضهم للقارىء أجر وللمستمع أجرانء وقال آخر: وللمستمع تسعة أجور» وكلاه) 
صحيح» لأن كل واحد منها على قدر انصاته ونيته فإذا كان التالي مكسباً لغيره هذه الأجورء» 
فإن له بكل أجر كسبه أجراً يكسبه لقوله مه : « الدال على الخبر كفاعله » سما إن كان عالاً 
بالقرآن فقيهاً فيه فيكون مقرؤه ووقوفه حجة وعلاً لسامعه. 

وقال في موضع آخر : فإن لم يكن للتالي نية في شيء ما ذكرنا و كان ساهياً غافلاً عن ذلك » أو 
كان واقفاً مع شيء من الآفات» أو تشج في قلبه شخص أو ساکن ذکر هوی» فقد اعتل فعلیه 
أن يحتمى الجهر » فإن جهر على ذلك ثقل قلبه وفسد عمله لاستكنان الداء فيه » وكان الى النقصان 
أقرب» ومن الاخلاص أبعد» فعليه حينئذ بالإخفاء فهو دواؤه يعالج به حاله فهو أصلح لقلبه 
وأسام لعمله وأحد في عاقبته » وقد يكون العبد واجداً لحلاوة الهوى في الصلاة والتلاوة» وهو يظن 
أن ذلك حلاوة الإخلاص. وهذا من دقيق شأن الشهوة الخفية ولطيف الانتقاص» وقد تلبس 
ذلك على الضعفاء ولا يفطن له إلا العلاءء وإنما جحد حلاوة الاخلاص الزاهدون في الدنيا وفي 
مدح الناس مم نصح المعاملة وصدق الخدمة المحبون لله تعالى العلهاء به واعتبار فقد ذلك بأحد 
شيئين سقوط النفس باستواء المدح» والذم وهذا حال في مقام الزهد» أو خروج الخلق من القلب 
بشهادة اليقين . وهذا في مقام المعرفة. وفي هذين المقامين يستوي السر والعلانية ‏ والله أعام. 


RS LETER ER ۸۰‏ آداب تلاوة القرآن / اللاب الثالث 


الاب الثالث 
في أعمال الباطن في التلاوة وهي عشرة: 
فهم أصل الكلام ‏ ثم التعظم ثم حضور القلب» ثم التدبر ثم التفهم» ثم التخلي عن 
موانع الفهم. ثم التخصيص ٠‏ ثم التأثر ثم الترقي » مم التبرىء . 
فالأُوّل: فهم عظمة الكلام وعلوه وفضل الله سبحانه وتعالى ولطفه بخلقه في نزوله 
عن عرش جلاله إلى درجة إفهام خلقه E a‏ 


كات التي هر فة فة قائ بات إل افيا خلقه . وكيف حلت هم تلك الصفة 
ي طي حروف وأصوات هي صفات البشر » إذ يعجز البشر عن الوصول إلى فهم 
الباب الثالث 


في ذكر أعمال الباطن في تلاوة القرآن 

وهي التي لا اطلاع عليها لأهل الظاهر ‏ وإنغا يدر كها المخلصون الزاهدون في الدنيا المبرؤون 
من رعونات النفوس الأمارة ( وهي عشرة) . 

الأول : ( فهم أصل الكلام ثم التعظم ) له ( ثم حضور القلب ) فيه ء ( ثم التدبر ) لمعانيهء 
( ا ا ف 9ف( الل عن ران الفهم ) أي الأحوال التي تمنعه عن أصل 
ال لفهم ( م التخصص,» ثم التأثر ثم الترقي» ثم التبرىء ) فهذه عشرة أعال على سبيل الإجال 
لا بد من مراعاتا لأهل التلاوة من أرباب ا 

( فالأول: فهم عظمة الكلام ) الذي يتلوه وجلالة قدره ( وعلوه و ) ملاحظة ( فضل الله 
سبحانه ولطفه جخلقه في نزوله عن عرش جلاله إلى درجة إفهام خلقه ) . اعام أن الناس في 
التلاوة على ثلاث مقامات: أعلاهم من يشهد أوصاف المتكام في كلامه ويعرف اخلاقه بمعافي 
خطابه كا سيأتي ذلك للمصنف في عمل الترقي» وهو التاسع من هذه الأعال» فالخصوص 
يشاهدون في تلاوتهم معاني ما يتلونه ويتحققون في مشاهد تيم بمدد من سیدهم حتی يستغرقهم 
الهم فيغرقون في جر العم فإن قصر مشاهدة التالي عن هذا امقام » ( فلينظر كيف لطفه جخلقه 
٤‏ إيصال معاني كلامه الذي هو صفة قديية قائمة بذاته إلى أفهام خلقه ) وأنه یناجمه به 
ريتملق بمناجاته» ( و) يشهد ( كيف جلت هم تلك الصفة في طي حروف وأصوات هي 
صفات البشر ) كا تقدم توضيحه في كتاب (قواعد العقائد ) وليعام أن الله تعالى إنما خاطه 


كتاب آداب تلاوة القران / الاب الثالث ET‏ 


صفات الله عز وجل إلا بوسيلة صفات نفسه» ولولا استتار كنه جلالة كلامه بكسوة 
الحروف لا ثبت لسماع الكلام عرش ولا ثرى ولتلاثى ما بينها من عظمة سلطانه 
وسبحات نوره» ولولا تشبیت الله عز وجل لموسى عليه السلام لما اطاق لسماع كلامه کا 
م يطق الجبل مبادي تجليه حيث صار دكا . ولا يكن تفه عظمة الكلام إلا بأمثلة على 
حد فهم الخلق . ومذا عبر بعض العارفين عنه فقال: إن كل حرف من كلام الله عز 
وجل في اللوح المحفوظ أعظم من جبل قاف. وأن الملائكة عليهم السلام لو اجتمعت 
على الحرف الواحد أن يقلوه ما أطاقوه حتى يأتي إسرافيل عليه السلام وهو ملك اللوح 
فبرفعه فیقله باذن الله عز وجل ورحته لا بقرته وطاقته» ولکن الله عز وجل طوقه 
ذلك واستعمله به. ولقد تأنق بعض الحكاء في التعبير عن وجه اللطف في إيصال معاني 
الکلام مع علو درجته إلى فهم الإنسان تثبیته مع قصور رتبته وضرب له مثلاً م يقصر 
فيه» وذلك أنه دعا بعض الملوك حكم إلى شريعة الأنبياء عليهم السلام فسأله الملك 


بلسانه » و کلمه جر کته وصوته لیفهم عنه بعلمه الذي جعله له ویعقل عنه بفهمه الذي قسمه له 
حكمة منه ورحة. ( إذ يعجز البشر عن الوصول إلى فهم صفات الله تعالى إلا بوسيلة 
صفات نفسه» ولولا استتار كنه جلالة كلامه بكسوة الحروف لا ثبت لسماع الكلام عرش 
ولا ثری» و) لو نکال الجبار جل جلاله بوصفه الذي ید رکه سمعه ( لتلاشی ما بینها من عظمة 
سلطانه ) وقهر جلاله ( وسبحات نوره) . وتقدم تحقيق سبحات الاأنوار في (قواعد العقائد). 
( ولولا تثبیت الله تعالى موسی عليه السلام لا أطاق ساع کلامه كا م يط الجبل) أي 
الطور ( مبادىء تجليه حيث صار دكا ) أي مد كوكا مساويا للارض» فحجب ذلك في غيب 
علمه عن العقول وستره بصنيع قدرته عن القلوب» وأظهر للقلوب علوم عقوهماء وأشهد للعقول 
عرف معقوهما بلطفه وحنانته ورحته وإحسانه» ( ولا يمكن تفهم عظمة الكلام إلا بأمثلة ) بينة 
( على حد فهم الخلق ) باختلاف عقومم» ( ولمذا عبر بعض العارفين عنه فقال: إن كل 
حرف من كلام الله عز وجل في اللوح المحفوظ أعظم من جبل قاف ) وهو المحيط بالدنياء 
( وأن الملائكة ) عليهم السلام ( لو اجتمعت على الحرف الواحد أن يقلوه) أي يحملوه ( ما 
أطاقوه) أي ما قدروا عليه ( حتى يأتي إسرافيل ) عليه السلام » ( وهو ملك اللوح ) المحفوظ 
والمو کل بالصور أيضاً ( فبرفعه فيقله ) أي یطیق على حله ( بإذن الله تعالى ورحته لا بقرّته 
وطاقته. ولكن الله تعالى طوّقه ) إطاقة ( ذلك واستعمله به ) . وفي بعض النسخ : طوّقه ذلك لا 
استعمله به» ( ولقد تأنق بعض الحكاء ني التعبير عن وجه اللطف في ايصال معاني الكلام 
مع علو درجته إلى فهم الإنسان وتثبیته مع قصور رتبته وضرب له مثلا ) يقصر فيه وذلك 
أنه ) أي ذلك البعض من الحكاء ( دعا بعض الملوك ) ولفظ القوت : وبلغنا في الأخبار السالفة 
أن ولياً من أولياء الله عز وجل من الصديقين ابتعثه في الفترة إلى ملك من الجبابرة يدعوه إلى 


AY‏ کتاب آداب تلاوة القرآن / اللاب الثالث 


عن أمرن. فأجات ا عتمله فيه فقال الك أرأيت ما اق به الاتتاء دا ادت 
أنه لیس بکلام الناس» وأنه کلام الله عز وجل ؟ فكيف يطيق الناس حله؟ فقال 
الحكي : إنا رأينا الناس لا أرادوا أن يفهموا بعض الدواب والطير ما يريدون من 
تقدييها وتأخيرها وإقبا ما وإدبارها ورأوا الدواب يقصر تييزها عن فهم كلامهم 
الصادر عن أنواع عقوم مع حسنه وتزيينه وبديع نظمه فنزلوا إلى درجة تمييز البهائم 
وأوصلوا مقاصدهم إلى بواطن البهائم بأصوات يضعونها لائقة بهم من النقر والصفير 
والأصوات القريبة من أصواتها » لكي يطيقوا جلها . و كذلك الناس يعجزون عن حمل 
کلام الله عز وجل بکنهه و كمال صفاته . فصاروا ما تراجعوا بينهم من الأصوات التي 
سمعوا بها الحكمة كصوت النقر والصفير الذي سمعت به الدواب من الناس. ولم ينع 
ذلك معاني الحكمة المخبوءة في تلك الصفات من أن شرف الكلام أي الأصوات 
لشرفها وعظم لتعظيمها فكان الصوت للحكمة جسداً ومسكناً والحكمة للصوت نفساً 


التوحيد » و( إلى شريعة الأنبياء» فسأله الملك عن أمور ) ولفظ القوت : عن أشياء من معافي 
التوحيد » ( فأجاب با يحتمله فهمه ) ولفظ القوت : فجعل الصديق يبه عنها بما يقرب من فهمه 
وید ر که عقله من ضرب الأمثال ما يستعمله الناس بينهم ويتعارفونه عندهم ( فقال الملك : 
أرأيت ) ولفظ القوت : إلى أن قال له الملك أفرأيت : ( ما ياتى به الأنبياء إذا ادعبت انه ليس 
بكلام الناس ) ولا رأمم» ( وأنه كلام الله ) ولفظ القوت : أمن كلام الله هو ؟ قال الحكم : نعم 
قال الملك: ( فكيف يطيتق الناس حلهء فقال الحكم: إنا رأينا الناس لما أرادوا أن يفهموا 
بعض الدواب والطير ما يريدون من تقديها وتأخيرها وإقباها وإدبارها ورأوا ) أن 
( الدواب يقصر تمييزها عن فهم كلامهم الصادر عن أنوار عقوم مع حسنه وتزيينه 
وبديع نظمه» فنزلوا إلى درجة تمييز البهائم وأوصلوا ) بذلك ( مقاصدهم إلى بواطن 
البهائم بأصوات يضعونا لائقة با ) أي بالبهائم ( من النقر والتصفير والأصوات القريبة 
من أصواتهاء لكن تطيق جلها ) ولفظ القوت : فوضعوا ما من النقر والتصفير والزجر ما عرفوا 
انہا تطیق حله. ( وکذلك الناس یعجزون عن حل کلام الله عز وجل بکنهه وکال صفاته 
فصاروا با يتراجعون به بينهم من الأصوات التي يسمعون بها الحكمة) الإمية ( كصوت 
النقر والصفير الذي به سمعت الدواب من الناس وم بمنع ذلك معاني الحكمة المخبوأة) أي 
الخفية ( في تلك الصفات من أن شرف الكلام لشرفها وعظم لتعظيمها ) هكذا هو في 
القوت. ويوجد في بعض نسخ الكتاب من أن يشرف الكلام فشرفت الأصوات لشرفها وعظمت 
لتعظيمها . ( فكان الصوت للحكمة جسداً ومسكناً ) أي بمنزلة الجسد والمسكن» ( والحكمة 
للصوت نفساً وروحاً ) » أي بنزلة النفس والروح» ( فك| أن أجساد البشر تكرم وتعز لمكان 


كتاب آداب تلاوة القرآن / الاب الثالث ATE‏ 


وروحاً. فكا أن أجساد البشر تكرم وتعز لمكان الروح» فكذلك أصوات الكلام 
تشرف للحكمة التي فيها » والكلام على المنزلة رفيع الدرجة قاهر السلطان نافذ الحكم 
في الحق والباطل» وهو القاضي العدل والشاهد المرتضى يأمر وينهى . ولا طاقة للباطل 
أن يقوم قدام كلام الحكمة كا لا يستطيع الظل أن يقوم قدام شعاع الشمس ولا طاقة 
للبشر أن ينفذوا غور الحكمة كا لا طاقة هم أن ينفذوا بأبصارهم ضوء عين الشمس › 
ولكنهم ينالون من ضوء عين الشمس ما تحيا به أبصارهم ويستدلون به على حوائجهم 
فقط . فالكلام كا ملك المحجوب الغائب وجهه النافذ أمره و كالشمس العزيزة الظاهرة 
مكنون عنصرها وكالنجوم الزاهرة التي قد يتدي بها من لا يقف على سيرها فهو 
مفتاح الخزائن النفيسة وشراب الحياة الذي من شرب منه لم يت» ودواء الأسقام الذي 
من سقي منه لم يسقم. فهذا الذي ذكره الحكي نبذة من تفه معنى الكلام والزيادة 
عليه لا تليق بعام المعاملة » فينبغي أن يقتصر عليه. 


الروح) التي فيها ( فكذلك أصوات الكلام تشرف ) وتكرم للحكمة التي فيهاء ( والكلام 
على المنزلة رفيع الدرجة قاهر السلطان نافذ الحكم في الحق والباطل» وهو القاضي العدل ) 
الذي لا يحور في حكمه» ( والشاهد المرتضى يأمر وينهي» ولا طاقة للباطل أن يقوم قذام 
كلام الحكمة كا لا يستطيع الظل أن يقوم قدام شعاع الشمس» ولا طاقة للبشر أن ينفذوا 
غور الحكمة ) أي غايتها وباطنها ( كا لا طاقة همم ان ينفذوا بأبصارهم ضوء عين الشمس› 
ولكنهم ينالون من عين الشمس) وني القوت: من شعاع الشمس (ما تحيا به أبصارهم 
ويستدلون به على حوائجهم فقط» فالكلام كا ملك المحجوب الغائب وجهه الشاهد أمره 
وكالشمس العزيزة الظاهرة مكنون عنصرها ) كذا في القوت. وفي بعض النسخ: وعنصرها 
مكنون ( وكالنجوم الظاهرة ) أي المضيئة ( التي قد يهتدي بها من لا يقف ) وفي القوت: من 
لا يقع ( على سيرها ) وني القوت على سرها فالكلام أعظم وأشرف من ذلك ( فهو مفتاح ) 
الخزائن النفيسة وباب المنازل العالية ومراقي الدرجات الشريغة » ( وشراب الياة الذي من شرب 
منه) شربة ( م يمت ودواء الأسقام الذي من سقي منه) جرعة ( ) يسقم ) أي م برض زاد 
صاحب القوت |ذا لبسه من م یتسلخ به ابدی عورته» وٳذا تسلخ به غير اهله لم يخرج إلا منهم» م 
قال : فقلت : هذا نقلاً من كلام الصديق الحكم الذي خاطب به الملك واستجاب له بإذن الله عز 
وجل» ( فهذا الذي ذكره الحكيم نبذة من تفهم معنى الكلام والزيادة عليه لا تليق بعام 
المعاملةء فينبغي أن يقتصر عليه ) ولفظ القوت: فهذا وصف كلام الله عز وجل الذي جعله 
الله لنا آية وعبرة ونعمة علينا ورحمةء فانظر إلى الحكم كيف جعل عقول البشر في فهم كلام الله 
العظم بمنزلة فهم البهائم والطير بالنقر والصفير إلى عقول البشر » وجعل النقر والصفير والافهام من 


e A٤‏ كات ادات تلاوة القران: ر الباب :لالت 


الثاني : التعظم للمتكم فالقارىء عند البداية بتلاوة القرآن ينبغي أن يحضر في قلبه 
عظمة المتكام » ويعام أن ما يقرأه ليس من كلام البشر وأن في تلاوة كلام الله عز وجل 
غاية الخطر ‏ فإنه تعالى قال : لا يمه إلا المَطَهّرُون) [ الواقعة : ۷۹ ] وكا أن ظاهر 
جلد المصحف وورقه عحروس عن ظاهر بشرة اللامس إلا إذا كان متطهراً فىاطن معناه 
أيضاً بجكم عزه وجلاله حجوب عن باطن القلب إلا إذا كان متطهراً عن كل رجس 
ومستنيرا بنور التعظم والتوقير » وكا لا يصلح مس جلد المصحف كل يد فلا يصلح 
IR‏ 
جهل إذا نشر المصحف غشي عليه ويقول : هو كلام ري هو كلام رفي » فتعظم الكلام 


الناس للأنعام مثلاً لا أفهم الله به الأنام من معاني كلامه الجليل با أممهم فيه من الكلام إن رلي 
لطبف لا يشاء إنه هو العلم الحكم . فهذه قدرة لطيفة من قدره التي لا تتناهى وحكمة حكمة من 
حکمه التي لا تتضاهی إنه حکي علم. 

( الثاني : التعظم للمتكام فالقارىء عند البداية ) أي الابتداء ( بتلاوة القرآن ينبغي أن 
يحضر في قلبه عظمة المتكام ) وجلالته وهيبته » ( ويعام ان ما يقرأه ليس من كلام البشر وأن 
في تلاوته کلام الله عز وجل غاية الخطر ) وأن له في تلاوته حسما له من تعظيمه » والفهم لهء 
والمشاهدة منه. والمعاملة به لأنه من أكبر شعائر الله تعالى في خلقهء وأعظم آياته في أرضه الدالة 
عليه » وللعبد من التعظم له بقدر تقواه» وله من فهم الخطاب وتعظم الكلام على نحو ما أعطي من 
معرفة المتكام وهيبته وإجلاله» فإذا عظم المتكام في قلبه وكبر في همه أنعم تدبر كلامهء وأطال 
الفكرة في خطابه» وأكثر تكراره وتكريره على نفسه» وأسرع تذكره عند النازلة به والحاجة إليه 
فاتقى وحذر » ولذلك قال تعالى : 9 واذكروا ما فيه لعلكم تتقون€ [ البقرة: 1۳ ] 3 كذلك يبين 
الله آياته للناس لعلهم يتقون) [ اللقرة : ۷ ] لأن کل کلام موقوف على قائله یعظم بتعظیمه 
ويقع في القلب بعلو مكانه» أو يمون بسهولة شأنه» فالله تعالى ليس كمثله شيء في العظمة 
والسلطان وليس ككلامه في الاحكام والبيانء ( فإنه تعالى قال: لا بمسه إلا المطهرون) ) 
[ الواقعة: ۷۹ ] وهو اخبار في معنى الأإنشاء والتطهير أعم من تطهير الظاهر والباطن» ( وکا ان 
ظاهر جلد المصحف وورقه حروس عن ظاهر بشرة اللامس) له ( إلا إن كان متطهراً ) 

O‏ > ( فباطن معناه أيضاً بجكم عزه وجلاله حجوب عن باطن القلب ) أي 
قلب التالء ( إلا إذا كان متطهراً عن كل رجس) معنوي ( مستنيراً بنور التعظم 
والتوقير » وكا لا يصلح لمس المصحف كل يد فلا يصلح لتلاوة حروفه كل لسان ولا لنيل 
معانيه ) على سبيل الاستعاذة ( كل قلب» ولثل هذا التعظم كان عكرمة بن أي جهل ) 
اللخزومي القرشي أسام بعد الفتح » وقتل يوم اليرموك وقد روى له الترمذيي ورواية مصعب بن 
سعد عنه مرسلة : ( إذا نشر المصحف ) بين يديه ليتلو فيه ( غشي عليه ) وبكى ( ويقول: هو 


کتاب آداب تلاوة القرآن / الاب الثالث NO aa DOLAR ASRS‏ 


تعظي المتكام ولن تحضره عظمة المتكام ما م يتفكر في صفاته وجلاله وأفعاله . فإذا حضر 
بباله العرش والكرسي والسموات والأرض وما بينها من الجن واللإنس والدواب 
والأشجار » وعام أن الخالق لجميعها والقادر عليها والرازق هما واحد» وأن الكل في 
قبضة قدرته مترددون بین فضله ورحته وبين نقمته وسطوته» إن أنعم فبفضله وان 
عاقب فبعدلهء وأنه الذي يقول هؤلاء إلى الجنة ولا أبالي» وهؤلاء إلى النار ولا أبالي. 
وهذا غاية العظمة والتعالي فبالتفكر في أمثال هذا يحضر تعظم المتكام » ثم تعظي الكلام . 

الثالث: حضور القلب وترك حديث النفس . قيل في تفسير : يا حى خذ الكتاب 
بقوّة) [ مرم : ٠١‏ ] أي بجد واجتهاد وأخذه بالجد أن یکون متجرداً له عند قراءته 
منصر ف الممة إليه عن غيره» وقيل نبعضهم : إذا قرأت القرآن تحدث نفسك بشيء فقال : 
أو شيء أحب إل من القرآن حتى أحدث به نفسي ؟ و كان بعض السلف إذا قرأ آية م يكن 


کلام ري هو کلام ري ) مرتين ٠‏ ( فيعظم الكلام بتعظم المتكام ) وهیبته وجلاله» ( ولن 
تحضره عظمة المتكام ) في نفسه ( ما م يتفكر في صفاته ) العلل ( وأفعاله ) الجميلة ومعاملاته 
مع غيره وحسن بلائه هم ٠‏ ( فإذا حضر بباله) من عظم خليقته ( العرش والكرسي والسموات 
والأرض وما بينها من الجن والانس والدواب والأشجار ) وغيرها من مصنوعاته البديعة» 
( وعام) وتحقق بشهادة اليقين ( أن الخالق لجميعها ) بأنواعها وأصنافها ( والقادر عليها ) 
إيجاداً وإعداماً ( والرازق ) والمفيض عليها بأنواع النعم اللائقة بكل منها ( واحد) أحد لا 
شريك له ( وأن الكل في قبضة قدرته ) وأسرة قهره ( مترددون بين فضله ورحجته) من شاء 
( وبين نقمته وسطوته) لن شاء ( إن أنعم فبفضله ) بحانه ( وإن عاقب فبعدله) لا 
معقب لحكمه ( وأنه الذي يقول هؤلاء ) يعني أهل اليمين ( في الجنة ولا أبالي» وهؤلاء ) يعي 
أهل الشمال ( في النار ولا أبالي) كذا ورد ذلك في الخبر الصحيح» ( وهذا غاية العظمة 
و) نهاية ( التعالي ) دقت دونه الأعناق ( فالفكر في أمثال هذا يحضر ) أي يكون سبباً باعثاً 
لحضور ( تعظم المتكام ) في القلب ( ثم ) ينشأ منه ( تعظم الكلام . 

الثالث: حضور القلب ) وهو عبارة عن حصول الجمعية بحفظ الأنفاس ( وترك حديث 
النفس ) أجل باعث عليه . ( قيل في تفسير قوله تعالى : يا بحي خذ الكتاب بقوة) [ مرم : 
۴ أي جد واجتهاد ) ومثله ا خذوا ما آنينام بقوة) قيل بعمل به» ( وأخذه بالجد ) هو 
( أن يكون متجرداً له عند قراءته منصرف الم إليه عن غيره) فلا يخطر له في تلك الحالة 
سوى ما يتعلق به» ( و) من هنا ( قيل لبعضهم ) من العارفين : (إذا قرأت ت القرآن تحدث 
نفسك بشيء ) أي يخطر في بالك حديث نفس ؟ ( فقال : أو شيء أحب إل من القرآن أحدث 
به نفسي ) نقله صاحب القوت . 


eS ۸٦‏ کا ات اوو الق ان 4 الت 


قلبه فيها أعادها ثانية . وهذه الصفة تتولد عا قبلها من التعظم ء فإن المعظم نلكلام الذي 
یتلوه یستبشر به ویستأنس ولا یغفل عنه » ففي القرآن ما يستأنس به القلب إن كان '.. , 
أهلاً له . فكيف يطلب الانس بالفكر في غيره وهو في منتزه ومتفرج. والذي يتفرج في 
امنتزهات لا يتفكر في غيرهاء فقد قيل: إن في القران ميادين وبساتين وم فصر 
وعرائس ودیابیح ورياضاً وخانات فالمهات ميادين القرآن» والراءات بساتين القرآن. 
والحاءات مقاصيره. والمسبحات عرائس القرآنء والحامهات ديابيج القرآن» والمغصل 


( وكان بعض السلف إذا قرأ سورة م يكن قلبه فيها ) أي ل يحصل له حضور القلب عند 
تلاوتها ( اعادها ثانية ) ليكون قلبه بوصف كل كلمة يتلو مشاهدا لمعناها نقله صاحب القوت 
( وهذه الصفة تتولد عا قبلها من التعظم ) للمتكام » ( فإن المعظم للكلام الذي يتلوه 
یستبشر به ویستانس به ولا یغفل عنهء ففي القرآن ما یستانس به القلب ) وینشرح له 
الصدر ( إن كان التالي أهلاً لذلك ) أهلية حقيقية. ( فكيف يطلب الانس بالفكر في غيره 
وهو في متنزه ومتفرج ) والمتنزه على صيغة اسم المفعول البساتين والمواضع البعيدة عن المساكن» 
وا متفرج على وزنه أعم من ذلك . ( والذي يتفرج في المتنزهات لا يتفكر في غيرها ) فإنه إليها 
نہاية الاطاع» ( فقد قيل: إن في القرآن ميادين ) جع ميدان بالكسر وهو الموضع المتسع » 
( وبساتين ) جع بستان بالضم الجنة. قال الفراء عرلي . وقال غيره: رومي معرب » ( ومقاصير ) 
جع مقصورة وهي العلية في الدار أو جمع قصر على غير قياس» ( وعرائس ) جع عروس وصف 
يستوي فيه الذكر والأنثى ماداما في اعراسها وجع الرجل عرس بضمتين ‏ وجع المرأة عرائس. 
( ودبابيج ) بباءين موحدتين جع ديباج بالكسر والأصل دباج بالتضعيف فأبدل من أحد 
الضعفين حرف العلةء فهذا يرد في الجمع إلى أصلهء وقيل: الياء أصلية فعلى هذا جعه بياءين 
تحتيتين وهو ثوب سداه ولحمته ابريسم ویقال هو معرب» ( ورياضاً ) جع روضة. ( وخانات ) 
جمع خان وهي التي ينزها المسافرون. ( فالمهات ميادين القرآن ) كأنه لمناسبة مي الميدان أو لأن 
امم من الحروف الجوفية» وهو على بادي نظر الناظرين وإن كان يرى ضيقاً فهو أوسع من 
الميدان. ( والراءات بساتين القرآن ) كأنه لمناسبة راء الراحلة فإن الإنسان يرتاح إلى البساتين» 
وفي ذكر الراء بعد الم إشارة إلى الخروج من الضيق إلى الفضاء ‏ ( والحامدات مقاصيره) والحمد 
منها السور المبدوءة بالحمد لله أو الآيات التي فيها ذكر الحمد» ( والمسبحات عرائس القرآن ) 
وهي السور المبدوءة بالتسبيح » وإنما شبهت بالعرائس لا ها من العز بين قومها ومن هنا قالوا : كاد 
العروس أن يكون ملكاً. ( والحوامم ) وفي نسخة وآل حم وفي أخرى والحامهات ( دبابيج 
القرآن ) شبهت با لا في ظاهرها وباطنها من لباب الحكم كا أن الديباج سداه ولحمته ابريسم 
( والمفصل رياضه ) لا فصل فيه من أنواع الأحكام والقصص والأمثال فهي كالرباض فيها أنواع 
الفواكه والثارء( والخانات ما سوى ذلك ) ينزل فيها السالكون في طريق الله بفهم أسرارها 


كتاب آداب تلاوة القرآن / الباب الثالث N TS a‏ 


ا ا ی و ن اا 
ودخل المقاصير وشهد العرائس ولبس الديابيج وتنزه في الرياض وسكن غرف الخانات 
استغرقه ذلك وشغله عا سواه فلم یعزب قلبه و تفرق فکره. 

الرابع: التدبر وهو وراء حضور القلب فإنه قد لا يتفكر في غير القرآن. ولكنه 
اقفر عل ا ا ن هر هد اا من ا او دی واف 
سن فيه الترتيل لأن الترتيل في الظاهر ليتمكن من التدبر بالباطن. قال علي رضي الله 
عله ا خی ق ادل ته فا و ی ا ی ھا واد ا یکی من عدر 


واستنباط معانيها من باب الاعتبار » ولا يقفون عندها طلباً للترقي كا أن الخان ينزله المسافر لكي 
يستريح ليلته» فإذا أصبح سافر» ( فإذا دخل القارىء ) ولفظ القوت: فإذا جال المريد في 
( الميادين ) بأن تحرك بهمته في قطع مفاوزهاء ( وقطف من البساتين ) أنواع نمارهاء ( ودخل 
المقاصير ) والعلال المشرفة فيهاء ( وشهد العرائس ) وجلوتهاء ( ولبس الدبابيج ) أي حللها 
على أكتافه . ( وتنزه في الرياض ) وتفرج فيهاء ( وسكن غرف الخانات استغرقه ذلك وشغله 
عا سواه فام یعزب ) أي يغب ( قلبه وم یتفرق فکره ) ولفظ القوت : اقتطعه ووافقه ما يراه 
وشغله الشاهد به عا سواه. 

( الرابع: التدبر ) معناه النظر في دبر الأمور -أي عواقبها وهو قريب من التفكر إلا أن 
التفكر تصرف القلب بالنظر في الدليل والتدبر تصرفه بالنظر في العواقب ( وهو وراء حضور 
القلب فإنه قد ) يتفق أنه ( لا يتفكر في غير القرآن» ولكنه يقتصر على ماع من نفسه) 
حال تلاوته ( وهو لا يتدبره» والمقصود من القرآن التدبر ) في معانيه ( ولذلك سن فيه 
التوتيل ) وهو رعاية خارج الحروف وحفظ الوقوف أو هو حفظ الصوت والتحزن بالقراءة على ما 
سبق بيانه » ( لأن الترتيل في الظاهر ) إنما سن ( ليتمكن من التدبر في الباطن . قال علي بن 
أى طالب رضى الله عنه: لا خير فى عبادة لا فقه فيها ولا فى قراءة لا تدبر فيها ) كذا 
أورده صاحب القوت . ۰ 


وقال أبو نعم في الحلية: حدثنا أي حدثنا أبو جعفر محمد بن ابراهيم بن الحكم» حدثنا 
يعقوب بن إبراهي الدورقي» حدثنا شجاع بن الوليد» عن زياد بن خشبة» عن إسحاق» عن 
عاصم بن حمزة عن علي قال: « لا خير في قراءة لا عام فيها ولا خير في عام لا فهم فيه » ولا خير في 
عبادة لا تدبر فها». 

وقال ابن عبد البر في جامع العام : حدثنا عبد الرحن بن يحى» حدثنا أحد بن سعيد» حدثنا 
تمد بن زبان» حدثنا الحرث بن مسكين » حدثنا ابن وهب أخبرفي عقبة بن نافع » عن إسحاق بن 
أسيد » عن أبي مالك وأبي إسحاق عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله م قال : 
ألا أنبئكم بالفتية كل الفتية؟ قالوا : بلى » الحديث وفيه : « ألا لا خير في عبادة ليس فيها تفقه 


O DN EE A۸‏ کتاب آداب تلاوة القرآن / اللاب الثالث 


إلا بترديد فليردد إلا أن يكون خلف إمام فإنه لو بقي في تدبر آية وقد اشتغل الإمام 
باية اخرى كان مسيئا مثل من يشتغل بالتعجب من كلمة واحدة ممن يناجيه عن فهم 
بقية كلامه. وكذلك إن كان في تسبيح الركوع وهو متفكر في اية قراها إمامه فهذا 
وسواس. فقد روي عن عامر بن عبد قيس أنه قال: الوسواس يعتريني في الصلاة. 
فقيل : في أمر الدنيا ؟ فقال : لأن تختلف في الأسنة أحب إل من ذلك » ولكن يشتغل قلى 
بموقفي بين يدي ربي عز وجل وأني كيف أنصرف فع ذلك وسواماً وهو كذلك فإنه 
یشغله عن فهم ما هو فیهء والشیطان لا یقدر على مثله إلا بأن يشغله بمهم ديني» ولکن 
بمنعه به عن الأفضل . وما ذكر ذلك للحسن قال: إن كنتم صادقين عنه فما اصطنع الله 
ذلك عندنا. ويروى : ١‏ أنه مه قرأ بس الله الرحمن الرحم فرددها عشرين مرة» وإنا 


ولا عام ليس فيه تفهم ولا قراءة ليس فيها تدبر » وقال ابن عبد البر : لا يأتي هذا الحديث مرفوعاً 
إلا من هذا الوجه واكثرهم يوقفونه على علي رضي الله عنه. 

( وإذا م يتمكن من التدبر ) ني الآبة ( إلا بترديد فليردد ) فإنه مطلوب ( إلا أن يكون 
خلف إمام فإنه ) ينع من ذلك حينئذ إذ ( لو بقي ) الأموم ( في تدبر آية ) تلاها الإمام» 
( وقد اشتغل الإمام بآية أخرى) انتقل إليها ( كان مسيئاً ) في تردده فيها» ومثله ( مثل من 
يشتغل بالتعجب من كلمة واحدة ممن يناجيه عن فهم بقية كلامه) . وهذا يدل على قصوره 
في عمله. ( وكذلك إذا كان في تسبيح الركوع وهو متفكر في آية قرأها ) إمامه أو هو 
بنفسه ( فهو وسواس ) يحترز منه لأنه مأمور إذ ذلك بإتيان ما يناسب فيه من الأذ كار والتسبيح › 
( فقد روي عن عامر بن عبد قيس ) الزاهد . روى عنه أبو جلز أخرج له النسائي ( أنه قال ) 
يوماً لأصحابه: : ( الوسواس يعتريني في الصلاة . فقيل في أمر الدنيا؟ فقال : لأن تختلف في 
الأستة) جع سنان وهو من الرمح معروف ( أحبً إل من ذلك ولكن يشتغل قلي بموقفي 
بين يدي ربي عز وجل وأني كيف انصرف ) أي من المقبولين من أهل اليمين أو خلاف ذلك 
( فع ذلك وسواساً) مع أنه تفكر في أمر ديني» ( وهو كذلك) أي کا قالهء ( فإنه يشغله 
عن فهم ما هو فيه) من أمر الصلاة» ( والشيطان لا يقدر على مثله إلا بأن يشغله مهم ديني 
لكن يمنعه بذلك من الأفضل ) وهي دسيسة خفية من الشيطان يدس بها على أكثر السالكينء 
( وما ذكر ذلك ) أي قول عامر بن عبد قيس ( للحسن ) البصري رجه الله ( قال؛ إن كنم 
صادقين عنه ) ني نقله ( فم اصطنع الله ذلك عندنا . وروي «أن رسول الله ب قرأ بسم الله 
الرحن الرحم فرددها عشرين مرة» ) كذا في القوت . 

قال العراقي : رواه أبو ذر المروي في معجمه من حديث أي هريرة بسند ضعبف انتهى . 
قلت : : كأنه يشير إلى أنه أخرجه من طريق اني الشيخ الأمسبهاني في كتابه أخلاق الني ميه 


NNE SEA ASA RE eee ASRS کتاب آداب تلاوة القرآن / الاب الثالٹث‎ 


رددها ی لتدبره في معانيها . وعن أي ذر قال: : قام رسول الله مر بنا ليلة فقام 
بآية يرددها وهي : : 3 إن تعْذِبُهم فإِنَهُمْ عبَادُك وإن تَعْفِر لهم [ المائدة ٠:‏ |] الاية. 
وقام تمي الداري ليلة بهذه الآية : أ حَسب الَذين اجْتَرَخُوا السَيّعات € [ الجاثية : ٠١‏ ] 


من طريق روح بن مسافر» عن محمد بن الملائي» عن أبيه» عن أبي هريرة» أو عن محمد عن أي 
هريرة قال: ١‏ صحبت النبي بب في سفر في ليلة فقرأ بسم الله الرحن الرحم فبكى حتى سقط 
قر اھا شرن رة کل ذل کی خن سقط ع قال ف خر ذلك لتد خاب من ا بره رخن 
الرحم » 

روح أبو بشر كناه البخاري وغيره و كناه لوين أبا المعطل وهو أحد المترو كين . تر كه ابن المبارك 
وأحد وابن معن . قال ابن حبان : لا تحل الرواية عنه. 

( وإنما رددها لتدبره له في معانيها ) فإنها تتضمن جيع أسرار القرآن وفي القوت : فكان 
له في كل ذلك فهم» ومن کل كلمة علم. 

(وعن أي ذر) الغفاري ( رضي الله عنه قال: قام رسول الله يه بنا ليلة فقام بآية 
يرددها وهي إن تعذبمم فإنهم عبادك وإن تغفر هم فإنك أنت العزيز الحكم) ) 
1[ المائدة: : ۸ ] قال العراقي : رواه النسائي وابن ماجه بسند صحبح اه. 

قلت : قال الضياء المقدسى صاحب المختارة» أخبرنا أبو زرعة اللفتواني» أخبرنا اخسين بن 
عبد املك أخبرنا عبد الرحن بن الحسن» أخبرنا جعفر بن عبدالله» حدثنا تمد بن هارون» 
حدثنا مد بن بشار وعمرو بن على قالا : حدثنا بجی بن سعيد» وقال عبدالله بن أحد بن حنبل : 
حدثنی أي حدثنا مروا بن معاوية » ويجى بن سعيد قالا : حدثنا قدامة بن عبدالله» وقال أبو عبيد 
في فضائل القرآن : حدثنا مروان بن معاوية الفزاري عن قدامة العامري» عن حسبرة بنت دجاجة 
العامرية قالت: حدثنا أبو ذر رضي الله عنه قال: قام رسول الله ملي ليلة من الليالي يقرأ آية 
واحدة اللیل کله حت أصبح بقوم بها م ركع ويسجد فقال القوم لأي ذر أية آية؟ فقال: ان 

تعذ ہم فإنہم عبادك وان تغفر هم فإنك أنت العزيز ا لحك 4 هذا لفظ أبي عبيد وساقه الإمام 
أحد مختصراً وأعاده مطوَلاً جداً. 

وأخرجه أيضاً عن واسع» > عن قدامة نحو رواية ألي عبيد . وأخرجه ابن خزيةء وابن ن ماجه 
جيعاً عن يجيي بن حکم» عن يحي بن سعيد نحو رواية أي عبيد » وله شاهد أخرجه أحد أيضاً من 
حديث أبي سعيد مختصراً » وأخرجه سعيد بن منصور من مرسل أبي المتو كل الناجي ورواته ثقات . 

(وقام تمم ) بن أوس (الداري) رضي الله عنه (ليلة هذه الآية: : (أم حسب الذين 
اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات) الآية) [ الجاثية: ٠١‏ ] رواه 
أبو عبيد في الفضائل » ابن آبي داود في الشريعة» ومحمد بن نصر في قيام الليل » والطبرافي في 
الدعاء. 


أما أبو عبيد فقال : حدثنا يزيد بن هارون» حدثنا شعبة» عن عمر بن مرة» عن أي الضحى» 


NSS ema alee ۹۰‏ القران / اللاب الثالث 
الآية. وقام سعيد بن جبير لبلة يردد هذه الآية : $ وامْتازوا اليَّوم ايها الْمُجْرمُون 4 


عن مسروق قال: قال لي رجل من أهل مكة: هذا مقام أخيك تمي الداري لقد رأيته بات ليلة حتق 
أصبح أو قرب أن يصبح يتلو آية » وير كع ويسجد » ويبكي أم حسب الذين اجترحوا السيئات 
أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات) إلى قوله : وهم لا يظلمون) . 

ورواه أيضاً عن هشام عن حصين بن عبد الرمن» عن أي الضحى فذ كر نحوه. 

وأما ابن أي داود فرواه عن سهل بن صالح» عن يزيد بن هارون نحوه» ورواه أيضاً عن 
إسحاق بن شاهين» عن هشام . 

وأما مد بن نصر فرواه عن بندار» عن غندرء حدثنا شعبة. 

وأما الطبراني فقال: حدثنا مد بن عبدالله الحضرمي» حدثنا أبو بكر بن أي شيبة» حدثنا 
غندر فساقه. وهو أثر صحيح لولا الرجل المكي الذي م يسم لكان على شرط الصحيح . 

( وقام سعيد بن جبير ليلة بهذه الآية يرددها ‏ وامتازوا اليوم أيها المجرمون) ) 
[يس: ۵٩‏ ] كذا في القوت. 

والذي في كتاب الفضائل لأبي عبيد حدثنا أبو الأسود هو النضر بن عبد الجبار » عن ضام بن 
إسماعيل » عن المعلى » عن رجل قال: كنت بمكة فلا صليت العشاء فإذا رجل أمامي أحرم بنافلةء 
فاستفتح ‏ إذا السماء انفطرت € فام يزل فيها حتى نادى منادي السحرء فسألت عنه» فإذا هو 

قلت : وقد جاء نحو ذلك من ترديد الآيات في الصلاة عن عبدالله بن مسعود» وعن عائشة» 
وأسماء ابنقي أبي بكر الصديق رضي الله عنهم. 

أما ابن مسعود» فأخرج أبو عبيد» عن معاذ بن معاذ العنبري » عن عبدالله بن عون» حدثني 
رجل من أهل الكوفة قال: صلى عبدالله بن مسعود ليلة فذكروا ذلك فقال بعضهم: هذا مقام 
صاحبكم بات هذه الليلة يردد هذه الآية حتى أصبح. قال ابن عون: بلغني أنها رب زدفي 
علا [ طه: ۱١١‏ ]. 

وأخرجه ابن أني داود بسند صحيح» عن ابراهي عن علقمة قال: صليت إلى جنب عبدالله 
فافتتح سورة طه فلا بلغ [ رب زدني عل € قال: رب زدني علا رب زدني علا . 

وأما أثر أسماء فقال الإمام أحد : حدثنا ابن نمير » حدثنا هشام بن عروة» عن أبيه قال : دخلت 
على أسماء بنت أبي بكر وهي تصلي تقرأ هذه الآية: فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم ) 
[ الطور : ۲۷ ] فقمت ت فلمَا طال علي ذهبت إلى (الیتوق اریت وهی مایا رهی رر 
الصلاة. وهو موقوف رجاله ثقات من رواية الصحيحين» لكن اختلف فيه على هشام . فأخرجه أبو 
عبيد » ومد بن أبي عمر العوفي» وأبو داود جيعاً من طريق أي معاوية » عن هشام فقال : عن عبد 


كتاب آداب تلاوة القرآن / اللاب الثالث VL SS‏ 


[ يس :0۹ ٠]‏ وقال بعضهم : إفي لأفتتح السورة فيوقفني بعض ما أشهد فيها عن الغراغ منها 
حى يطلع الفجر . و كان بعضهم يقول : آية لا أتفهمها ولا يكون قلبي فيها لا أعد هما ثواباً. 
وحكي عن أي سلهان الداراني أنه قال : إفي لأتلو الآية فأقم فيها أربع ليال أو خس ليال» 
ولولا أني أقطع الفكر فيها ما جازتما إلى غيرها . وعن بعض السلف أنه بقي في سورة هود 
ستة أشهر يكررها ولا يفرغ من التدبر فيها . وقال بعض العارفين : لي في كل جعة ختمة. 


الوهاب بن ي ين رة عن أبيه عن جدتة أبناء فذكر نحوه. ويحتمل أن يکون شام فيه 
طريقان . 

وأما اثر عائشة فأخرجه ابن أبي داود من طريق شيبة بن نصاح » عن القاسم بن مد بن أي بكر 
قال : غدوت يوماً على عائشة وهي تصلي الضحى فإذا هي تقرأً هذه الآية 3 فمن الله علينا ووقانا 
عذاب السموم © [ الطور : ۲۷] وهي تبكي وترددهاء فقمت حتى مللت فذهبت إلى السوق» ثم 
رجعت فاذا هی ترددها وتبکی . 

وما جاء في ذلك عن التابعين قال عبد الله بن أحجد في زيادات المسند: حدثنا زياد بن أيوب» 
عن علي بن يزيد الصدائي » حدثنا عبد الرحمن بن عجلان» حدثنا نسير بن ذهاو وقال : بات الربيع 
ابن خي ذات ليلة وقام يصلي فمر بهذه الآية [أم حسب الذين اجترحوا السيئات ‏ الى قوله 
#إساء ما يحكمون) [الجاثية : ۲١‏ ] فجعل يرددها حتى أصبح. 

وقال أبو عبيد : حدثنا قدامة أبو مد عن امرأة من آل عامر بن عبد قيس أن عامر بن عبد 
قيس قرأ ليلة سورة المؤمن » فلا انتهى إلى هذه الآية 8 وأنذرهم يوم الآزفة إذالقلوب لدى 
الحناجر کاظمین€ [ غافر : ۱۸ ] فلكم فام يزل يرددها حتى أصبح. 

وأخرج تمد بن نصر في قيام الليل من طريق هارون بن رياب أنه قرأ هذه الآية : 3 فقالوا يا ليتنا 
نرد ولا نکذب بآیات ربا [ الأنعام : ۲۷ ] فجعل يبكي ويرددها حتى أسحر . 

وأخرج ابن ألي داود عن جاعة من التابعين أشياء نحو ذلك . 

( وقال بعضهم : اني لافتتح السورة فيوقفني بعض ما أشهد فيها عن الفراغ منها حتق 
ع الف )ر ت ا و داي وي ( وكان بعضهم يقول كل آية لا أفهمها 
ولا يكون قلبي فيها لا أعدَ ها ثواباً ) كذا في القوت» و كان بعضهم إذا قرأ سورة م يكن قلبه 
فيها أعادها ثانية» وقد ذكره المصنف قريباً. 

( وحکي عن أي سلهان الداراني ) رجه الله ( أنه قال : : إي لأتلو الآية فاق فیها أربع 
ليال وس ليال» ولولا أني اقطع الفكر فيها ما جاوزتها إلى غيرها ) نقله صاحب القوت» 
(و) روينا ( عن بعض السلف انه بقي في سورة هود يكررها ولا يفرغ من التدبر فيها ) 
كذا ي القوت . ( وقال بعض العارفين: لي في كل جعة ختمة وفي كل شهر ختمةء وفي كل 


۲ كتاب آداب تلاوة القرآن / الباب الثالث 


a 
وفي كل شهر ختمة. وفي كل سنة ختمة» ولي ختمة منذ ثلائين سنة ما فرغت منما‎ 
بعد وذلك بحسب درجات تدبره وتفتیشه و کان هذا أيضاً يقول: أقمت نفسي مقام‎ 
اللأجراء فأنا أعمل مياومة ومجامعة ومشاهرة ومسانهة.‎ 


الخامس: التفهم : وهو أن يستوضح من كل آية ما يليق با إذ القرآن يشتمل على 
ذكر صفات الله عز وجل وذكر أفعاله وذكر أحوال الأنبياء عليهم السلام» وذكر 
أحوال المكذبين مم ونم كيف أهلكوا وذ كر أوامره وزواجره وذكر الجنة والنار. 


أما صفات الله عز وجل فكقوله تعاى : 8 لَيْسَ كمثله شي وهو السّميع اللصير ) 
[ الشورى : ١١‏ ]» وكقوله تعالى : # المَلك القدوس السلا م المُؤمن الْمَهَيْمِن العزيز الجر 


سنة ختمة» ولي ختمة منذ ثلاثين سنة ما فرغت منها بعد ) يعني ختمة التفهم والمشاهدة نقله 
صاحب القوت. ( وذلك بحسب درجات تدبره وتفتیشه ) أي جثه واستنباطه للمعانی» ( و کان 
هذا ) أي قائل القول الذي سبق ( يقول ) أيضاً ( أقمت نفسي ) في العبودية ( مقام الأجراء ) 
جع أجير وهو من يستعمل نفسه بالأجرة ( فأنا أعمل مياومة ) وهي معاملة يوم بيوم . وفي بعض 
النسخ مواية وهي لغة العامة ( ومشاهرة) وهي معاملة الشهر إلى الشهر . ( ومجامعة ) وهي معاملة 
الجمعة إلى الجمعة ولم يسمع استعاله عن العرب ( ومسانهة ) وهي معاملة السنة إلى السنة. ويقال 
فيه أيضا المسانهة والمعاومة ولم يسمع المحاولة» والسنة حذوفة اللام وفيها لغات : احداها : جعل 
اللام هاء وتبنى عليها تصاريف الكلمة » والاصل سنهة كسجدة وعامله مسانهة من ذلك . 

( الخامس: التفهم وهو ) وصول المعنى إلى فهم التالي بواسطة اللفظ. والمراد منه (ان 
یستوضح) ویستکشف ( عن ) معن ( كل آية) ما یتلوها ( ما یلیق بها ) على حسب قوته في 
معرفته ( إذالقرآن يشتمل على ذكر صفات الله عز وجل» وذكر افعالهء وذكر أحوال 
الانبياء ) عليهم السلام ء ( وذكر أحوال المكذبين هم ) من المحجوبين» ( وأنهم كيف 
أهلكوا ) بتكذيبهم للرسل ( و ) على ( ذكر أوامرهوزواجره وذ كر الجنة والنارء أما صفات 
الله تعالى فكقوله # ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) [ الشورى: ]١١‏ وكقوله تعالى 
الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر) [الحشر : ]۲١‏ . 

اعام أن المصنف قدس سره قد ذكر في آخر كتاب (المقصدالأسنى )أن الأسماء الحسنى 
والصفات العلى المذ كورة في القران يرجع جيعها إلى سبع صفات التي هي الحياة والعام والقدرة 
والإرادة والسمع والىصر والكلام » وجموعها یرجع إلى ما يدل على الذات او على الذات مع سلب» 
أو على الذات مع إضافةء أو على الذات مع سلب وإضافة» أو على واحد من الصفات السبعة» أو 
على صفة وسلب وإضافة . او إلى صفة مع زيادة إضافة » او على صفة وإضافة وسلب » او صفة سلب 
وإضافة. أو على صفة فعل » أو على صفة فعل وإضافة أو سلب فهذه عشرة أقسام فلا تخرج هذه 
'الأسماء عن مموع هذه الأقسام . 


کتاب آداب تلاوة القرآن / الاب الثالث E‏ 


لمتكت € 1 الحشر :۲۳ ] » فليتأمل معاني هذهالأسماء والصفات لينكشف له أسرارها فتحتها 
معان مدفونة لا تنكشف إلا للموفقين . وإليه أشار علي رضي الله عنه بقوله : ما أسر إلى 


فإذا علمت ذلك فالذي ذكرءه المصنف هنا من الصفات السميع والبصير وها مسن 
القسم الخامس› وهو ما يرجع إلى صفة . والملك والعزيز من القسم الرابع وهو ما يرجع إلى الذات 
مع سلب وإضافة والقدوس والسلام من القسم الثاني وهو ما يدل على الذات مع سلب » والمؤمن 
والمهيمن والجبار والمتكبر من القسم السابع » وهو ما يرجع إلى القدرة مع زيادة اضافة. 

( فليتأمل معانى هذه الأساء والصفات لتنكشف له أسرارها فتحتها معان مدفونة لا 
تنكشف إلا للموفقين ) أي الذين وفقهم الله تعالى لفهمها» فكان له حظ وافر من معانيها . 

وأما من تلاها لفظاً أو سمعها وفهم في اللغة تفسيرها ووضعها واعتقد بالقلب معناها لله تعالى 
فهو مبخوس الحظ نازل الدرجة ليس له ان يتبجح ما ناله » فإن ساع اللفظ لا يستدعي إلا سلامة 
حاسة السمع التي بها تدرك الأصوات» وهذه رتبة تشار كه فيها البهائم . وأما فهم وضعه في اللغة فلا 
يستدعي إلا معرفة العربية » وهذه رتبة يشار كه فيها الأديب اللغوي بل الغبي البدوي » وأماثبوت 
معناه لله تعالى من غير كشف فلا يستدعي إلا فهم معاي هذه الألفاظ والتصديق بها وهذه رتبة 
يشار كه فيها العامي بل الصبي فإنه بعد فهم الكلام إذا القي إليه هذه المعاني تلقاها وتلقنها 
واعتقدها بقلبه وصمم عليها. وهذه درجات أكثر العلاء فضلاً عن غيرهم» ولا ينكر فضل 
هؤلاء بالإضافة إلى من لم يشاركهم في هذه الدرجات الثلاث. ولكنه نقض ظاهر بالاضافة إلى 
ذروة الكمال» فإن حسنات الابرار سيئات المقربين» بل حظوظ المقربين الموفقين من معاي هذه 
الأساء والصفات ب ثلاثة : 

الحظ الأول : معرفة هذه على سبيل المكاشفة والمشاهدة حتى تتضح هم حقائقها بالبرهان الذي 
لا وز فيه الخطأ» وینکشف مم اتصاف الله تعالى بها انكشافاً يجري في الوضوح والبيان مجرى 
البقين الحاصل للإنسان بصفاته الباطنة التي يدر کها بمشاهدة باطنه لا باحساس ظاهره. 

الحظ الثاني : من حظوظهم استعظامهم ما ينكشف هم من صفات الجلال على وجه ينبعث من 
الاستعظام تشوّفهم إلى الاتصاف با يمكنهم من تلك الصفات ليتقربوا بها من الحق قربا بالصفة لا 
بالمكان» فيأخذوا من الاتصاف بها شبهاً بالملائكة المقربين عند الله تعالى» ولن يتصور أن يمتللء 
القلب باستعظام صفة واستشرافها إلا ويتبعه شوق إلى تلك الصفة » وعشق لذلك الكمال والجلال» 
وحرص على التحلي بذلك الوصف إن كان ذلك مكنا للمتعظم بکماله » فإن م يكن بكاله فينبعث 
الشوق إلى القدر الممكن منه لا حالة ولا يخلو عن الشوق أحد إلا لأحد أمرين إما لضعف المعرفة 
والبقين بكون الوصف المعلوم من أوصاف الجلال والكمال» وإما لكون القلب متلئاً بشوق آخر 
مستغرقاً به » والتلميذ إذا شاهد كال أستاذه في العام انبعث شوقه إلى التشبه والاقتداء به إلا اذا 
كان منوعاً با جوع مثلاً ء فإن الاستغراق بشوق‌ القوت ربا يمنع انبعاث شوق العام » وهذا ينبغي أن 


SENSE EASIER ۹٤‏ کتاب آداب تلاوة القران / اللاب الثالث 


رسول الله ب شيئاً كتمه عن الناس إلا أن يؤتي الله عز وجل عبدآً فه في كتابه» 
فليكن حريصاً على طلب ذلك الفهم . وقال ابن مسعود رضي الله عنه: من أراد عام 
الأوّلبن والآخرين فليثور القرآن . وأعظم علوم القرآن تحت أسماء الله عز وجل وصفاته 
إذ لم يدرك أكث الخلق منها إلا أموراً لائقة بأفهامهم ‏ ولم يعثروا على أغوارها. 

وأما أفعاله تعالى فكذكره خلق السموات والأرض وغيرها. فليفهم التالي منها 
صفات الله عز وجل وجلاله إذ e‏ 


SES SS 

الحظ الثالث: IS OR E‏ 
ا ل کک ی ی ر الج رای الغ ال ای مان 

( وإلى ذلك أشار علي ) بن أي طالب ( رضي الله عنه في قوله ما اسر إلي رسول الله لل 
شيا كتمه عن الناس» إلا أن يؤتى الله تعالى فهً في كتابه) . 

قال العراقى : رواه النسائى من رواية أي جحيفة قال: « سألنا علياً رضى الله عنه فقلنا : هل 
عند من رسول الله يه شيء سوى القرآن؟ فقال: لا . والذي خلق الجنة وبرأً النسمة إلا أن 
يعطي الله عز وجل فهاً في كتابه » الحديث وهو عند البخاري بلفظ ٫‏ هل عند شيء ما ليس في 
القرآن ؟ وقال مرة: ١‏ ليس عند الناس » ولأبي داود والنسائي فقلنا : ٠‏ هل عهد عندك رسول الله بي 
شيا لم يعهده إلى الناس ؟ فقال: لا إلا ما في كتاني » الحديث ولم يذ كر الفهم في القرآن . 

( وقال ابن مسعود رضي الله عنه من أراد عام الأولين والآخرين فليثور القرآن) كذا 
في القوت. والتثوير التحريف. وي بعض الروايات فليثر القرآن من الإثارة وهو معناهء وتقدم أن 
قول ابن مسعود هذا قد رواه الديلمى عن أنس بن مالك مرفوعاً. 

( وأعظم علوم القرآن تحت أساء الله عز وجل وصفاته إذ م يدرك أكثر الخلق منها إلا 
أموراً لائقة بافهامهم ) . ذ فمنهم من اکتفی بسردها وتلاوتہا وفهم معناها اللغوي واثبات ذلك لله 
تعال . ومنهم من ترقى عن ذلك وكل ذلك حوم حواليها من غير كشف إهي وهو قصور کا 
سبقت الإشارة إليه قريبا . ( ولم يعثروا) أي لم يطلعوا ( على اغوارها) أي على حقائقها الجلية 
ودقائقها المخفة. 

( وأما أفعاله تعالى فذ كره خلق السموات والأرض وغيرها ) كالجبال والبحار » ( فليفهم 
التالي من ذلك صفات الله تعالى وجلاله ) وعظمته و كمال قدرته ( إذ الفعل يدل على الفاعل ) 
وهو الذي صدر منه الفعل ( فتدل عظمته على عظمته ) وجلاله على جلاله» ( فينبغي أن 


كتاب‌آداب تلاوة القران / اللاب الثالث ORAS e‏ 


فينبغي أن يشهد في الفعل الفاعل دون الفعل » فمن عرف الحق رآه في كل شيء إذ كل 
شىء فهو منه ولیه وبه وله. فهو الكل على التحقیق . ومن لا يراه في کل ما يراه فکأنه 
ما عرفه ومن عرفه عرف أن كل شيء ما خلا الله باطل وأن كل شيء هالك إلا 


يشهد في الفعل الفاعل دون الفعل فمن عرف الحق رآه في کل شيء فهو منه وإليه وبه 
وله) . 

اعام أن معرفة الله سبحانه بطريق الأسماء والصفات والأفعال بالكمال في الحقيقة لا يكون إلا لله 
تعالى إلا إذا علمنا ذاتاً عالمة فقد علمنا شيئاً مبهاً لا ندري حقيقته لكن ندري أن له صفة العلم» 
وإن كانت صفة العام معلومة لنا حقيقة كان علمنا بأنه عام أيضاً عل تاماً جحقيقة هذه الصفة» وإلا 
فلا. ولا يعرف أحد حقيقة عام الله تعالى إلا من له مثل علمه وليس ذلك إلا له فلا يعرفه سواه 
تعالى » وإنما يعرفه غيره بالتشبيه بعام نفسه» وعم الله تعالى لا يشبه عام الخلق البتة فلا تكون معرفته 
به معرفة تامة حقيقة أصلا . بل ابهامية تشبيهية . وكذلك الحاصل عندنا من قدرة الله تعالى وانه 
وصف ثمرته واثره وجود الاشياء وينطلق عليه اسم القدرة لأنه يناسب قدرتنا مناسبة لذة الجاع لذة 
السكر» وهذا كله بمعزل عن حقيقة تلك القدرة. نعم كلا ازداد العبد إحاطة بتفاصيل المقدورات 
وعجائب الصنائعم في ملكوت الأرض والسموات كان حقه من معرفة صفة القدرة أوفرء لأن 
الثمرة تدل على المثمر» فهذا معنى قول المصنف: إذ الفعل يدل على الفاعل» وإلى هذا يرجم 
تفاوت العارفين في معرفة الله تعالى » فمن قال: لا أعرف إلا الله فقد صدق» ومن قال: لا أعرف 
الله فقد صدق. فإنه ليس في الوجود إلا الله تعالى وأفعاله » فإذا نظر إلى أفعاله من حيث هي 
أفعاله و كان مقصور النظر عليها وم يرها من حيث أنها سماء وأرض وشجر » بل من حيث أنها صنعة فام 
تجاوز معرفته حضر ة الربوبية » فيمكنه أن يقول ما أعرف إلا الله ولا أدري إلا الله وهذامعنى 
قول المصنف: فمن عرف الحق راه في كل شيء الخ. ولو تصرر شخص لا يرى إلا الشمس 
ونورها المنتشر في الآفاق يصح أن يقول ما أرى إلا الشمس فإن النور الفائض منها هو من جلتها 
ليس خارجاً عنهاء وكل ما في الوجود نور من أنوار القدرة الأزلية» وأثر من آثارها. وكا ان 
الشمس ينبوع النور الفائض على كل مستنير » فكذلك المعنى الذي قصرت العبارة عنه فعبر عنه 
بالقدرة الأزلية للضرورة هو ينبوع الوجود الفائض على كل موجود فليس في الوجود إلا الله . 

( فهو الكل على التحقيق ) ومنه قول بعض العارفین : کل شيء ‏ فيه کل شيء. ( ومن لا 
يراه في کل ما يراه فكانه ما عرفه ) > فصاحب هذا المقام هو الذي يقول لا أعرف الله وهو 
صادق » كا أن قائل القول الأول صادق أيضاً ولكن هذا بوجه وذلك بوجه فلا تناقض » ( ومن 
عرفه عرف أن كل شيء ما خلا الله باطل » وأن كل شيء هالك إلا بوجهه ) اعام أنه لا ظلمة أشد 
من ظلمة العدم لأنه مظام وسمي مظلا لأنه ليس يظهر للأبصار إذ ليس كل موجود يصير موجوداً. 


. لعل هنا سقطاً اهه. من هامش الأصل‎ )١( 


e ۹٦‏ اپ او اران الات :الث 


وجهه. لا أنه سيبطل في ثاني الحال بل هو الآن باطل إن اعتبر ذاته من حيث هو إلا 
أن يعتبر وجوده من حيث أنه موجود بالله عز وجل وبقدرته» فيكون له بطريق التبعية 
ثىات وبطريق الاستقلال بطلان حض. وهذا مبتداً من مبادىء عام المكاشفة. وهذا 


للبصر مع أنه موجود في نفسه» فالذي لیس موجوداً لا بنفسه ولا بغيره كيف لا يستحق أن 
يكون هو الغاية في الظلمة وفي مقابلته الوجود فهو النور» فإن الشيء ما م يظهر في ذاته لا يظهر 
لغيره والوجود بنفسه أيضاً ينقسم إلى ما الوجود له من ذاته» وإلى ما الوجود له من غيره وماله 
الوجود من غيره موجود مستعار لا قوام له بنفسه» بل ٳذا اعتبرت ذاته من حیث ذاته فهو عدم 
حض ٠‏ وإنا هو وجوده من حيث نسبته إلى غيره» وذلك ليس بوجود حقيقي» ومن هنا ترقی 
العارفون من حضيض المجاز إلى قلاع التحقيق ء واستكملوا معراجهم فرأوا بالمشاهدة العيانية أن 
ليس في الوجود إلا الله وان كل شيء ما خلا الله باطل » وان كل شيء هالك إلا وجهه ( لا أنه 
سيبطل ) وبہلك ( في حال ثان ) أي في وقت من الأوقات ( بل هو الآن باطل ) وهالك أزلاً 
وأبداً لا يتصرّر إلا كذلك. فإن كل شيء ( إن اعتبر ذاته من حيث هو ) أي من حيث ذاته 
فهو عدم محض . ( إلا أن يعتبر وجوده من حيث أنه موجود بالله عز وجل وقدرته ) أي من 
الوجه الذي يسري إليه الوجود من الأول» ( فيكون له بطريق التبعية ثبات ) أي يرى موجودا 
لا في ذاته. لكن من الوجه الذي يلى موجده فيكون الموجود اصالة وجه الله فقط . ( وبطريق 
الاستقلال ) والاصالة ( بطلان محض ) ولكل شىء وجهان. وجه إلى نفسهء ووجه إلى ربه» فهو 
باعتبار وجه نفسه عدم واا ر ا رود فإِذاً لا موجود إلا الله ووجههفاذا کل شيء 
هالك إلا وجهه أزلاً وأبداً . وم يفتقر هؤلاء إلى قيام القيامة ليسمعوا نداء الباري : 9 لن املك اليوم 
لله الواحد القهار ) [ غافر : ١١‏ ]ء بل هذا النداء لا يفارق سمعهم أبداً. 


( وهذا ) الذي ذكر ( ميدأ من مبادىء علوم المكاشفة ) ووراء ذلك أسرار يطول الخوض 
فيها . فوجه في کل ذي وجه اليه فأيغ| تولوا فثم وجه الله فإذا لا اله إلا هو فلا هو إلا هو لأن هوء لأن 
هو عبارة عا إليه إشارة. و كيف كان فلا إشارة إلا إليه » بل كلا اشرت اليه فهو بالحقيقة إشارة إليه 
وإن كنت لا تعرفه أنت بغفلتك» فكل ما في الوجود فنسبته إليه في ظاهر المثال» كنسبة النور 
إلى الشمس . فإذا لا إله إلا الله توحيد العوام» ولا هو إلا هو توحيد الخواص» لأن هذا أدخل 
لصاحبه في الفردانية المحضة والوحدانية الصرفة» ومنتهى معراج الخلائق ملكة الفردانية ‏ فليس 
وراء ذلك مرقى إذ المرقى لا يتصور إلا بكثرة فإنه نوع إضافة يستدعي ما منه الارتقاء وما إليه 
الارتقاء . وإذا ارتفعت الكثرة حقت الوحدة وبطلت الاضافة وطاحت الاشارة» فام يبق علو ولا 
سفل ولا نازل ولا مرتفع » فاستحال الترقي واستحال العروج» فليس وراء الأعلى علو ولا مع 
الوحدة كثرة ولا مع انتفاء الكثرة عروج» فإن كان من تغير حال فبالنزول إلى السماء الدنيا . أعني 
بالاشراف من علو إلى أسفل لأن الأعلى له أسفل وليس له أعلى » فهذا غاية الغايات ومنتهى 


كتاب آداب تلاوة القران / الباب الثالث VA oS‏ 


ينبغي إذا قرأ التالي قوله عز وجل  :‏ أفرأيتم ما تحْرتون) [ الواقعة : 1۳ ] 8 أفرأيتم ما 
تَمنون) [ الواقعة قعة : 0۸ ] 3 أَفرأيَمٌ الماء الذي تشرَبُون) [ الواقعة 1۰ أفرایتم التار 
التي تورون) [ الواقعة : |١‏ فلا يقصر نظره على الماء والنار والحرث والمني بل يتأمل في 
مني وهي نطفة متشابهة الأجزاء ثم ينظر في كيفية انقسامها إلى اللحم والعظم والعروق 
والعصب و كيفية تشكل أعضائها بالأشكال المختلفة من الرأس واليد والرجل والكبد 
والقلب وغيرها » ثم إلى ما ظهر فيها من الصفات الشريفة من السمع والبصر والعقل وغيرها» 
غم إلى ما ظهر فيها من الصفات المذمومة من الغضب والشهوة والكبر والجهل والتكذيب 
والمجادلةء كا قال تعالى : 3 أو لم ير الإنْسَان أنا خَلَقناه من نَطْفَة فَإذًا هو صم 
مين [ يس : ۷۷ ] فيتأمل هذه العجائب ليترقى منها إلى أعجب العجائب وهو 
الصفة التي منها صدرت هذه الأعاجيب فلا يزال ينظر إلى الصنعة فيرى الصانع . 


الطلبات يعلمه من ر بعلمه وينكره من يجهله» وهو من العام الذي هو كهيئة المكنون» وأرى الآن 
قبض عنان البيان فما أراك تطيق من هذا الفن أكثر من هذا المقدار . 

( وهمذا ينبغي إذا قرأ لتالي قول الله تعالى أفرأيتم ما تحرثون) [الواقعة:١٦]‏ 
أفرأيم ما تمنون) [الواقعة: 0۸] أفرأيتم الماء الذي تشربون) [الواقعة: 1۸ ] 
(افراية النار التي تورون) [الواقعة: ]۷١‏ فلا يقصر نظره على الماء والحرث والنار 
والمني SO GS > es‏ 
في ( المني وهو نطفة متشابهة) وفي نسخة متناسبة (الأاجزاء ثم) ينتقل و ( ينظر) نظر تأمل 
( في كيفية انقسامها إلى ) كل من ( اللحم والعظم والعروق والعصب و) يتأمل في ( كيفية 
تشكل الاعضاء بها بالاشكال المختلفة ) الأنواع ( من الرأس واليد والرجل والكبد والقلب 
وغيرها ) وهذا على طريق الاجالء ( ثم ) يتأمل وينظر ( إلى ما ظهر فيها من الصفات 
الشريفة من السمع والبصر والعقل وغيرها ) كالنطق والمعرفة والادراك والحياة والسخاء والحم 
وغير ذلك (ثم) ينظر (إلى ما ظهر منها من الصفات المذمومة من الغضب والشهوة 
والكبر ) والعجب (والجهل والتكذيب والمجادلة) وغيرها ( كا قال تعالى أو م ير 
الإنسان إِنَا خلقناه من نطفة فإذا هو خصم مبين) ) [ يس : ۷۷ ] إلى آخر السورة. 

رو ابن أبي حاتم عن السدي أن هذه الآيات نزلت في أي بن خلف» وكذا رواه عبد بن 
حيد عن عكرمة. وابن المنذر عن مجاهد» وابن جرير عن قتادة» وسعيد بن منصور عن ألي 
مالك» وابن مردويه عن أبن عباس» وقيل : في العاص بن وائل . رواه الحا والإسماعيلي والبيهقي 
في الشعب عن ابن عباس» وقيل : في اي جهل رواه ابن مردویه عن أ بن عباس . 

( فليتامل هذه العجائب ليرقى منها إلى أعجب العجائب وهو الصنعة ) امحكمة ( الي 
صدرت منها هذه الأعاجيب» فلا يزال ينظر إلى الصنعة ويرى الصانع ) جل وعز فلا يرى 


۹۸ ........... كتاب آداب تلاوة القرآن / الباب الثالث 


وأما أحوال الأنبياء عليهم السلام » فإذا سمع منها أنهم كيف كذبوا وضربوا وقتل 
بعضهم فليفهم منه صفة الاستغناء لله عز وجل عن الرسل والمرسل إليهم» وأنه لو 
أهلك جيعهم م يؤثر في ملكه شيا وإذا سمع نصرتهم في آخر الأمر فليفهم قدرة الله 
عز وجل وإرادته لنصرة الحق . 

وأما الخال المكذبين؛ كعاد وثمود وما جرى عليهم فلیکن فهمه منه استشعار 
الخوقف من سطوته ونقمته. ولبکن حظه منه الاعتبار في نفسه وانه إن غفل واساء 
اللأدب اغتر با أمهل فريا تدر كه النقمة وتنفذ فيه القضية » وكذلك إذا سمع وصف 
الجنة والنار وسائر ما في القرآن فلا يكن استقصاء ما يفهم منهاء لأن ذلك لا نهاية 


في الوجود إلا الواحد الحق » ثم منهم من تكون له هذه الرؤية عرفاناً علمياً» ومنهم من يصير له 
ذوقاً وحالاً وحنگذ يحصل هم الاستغراق بالفردانىة المحضة» وتنتفي عنهم الكثرة بالكليةء ولا 
يبقى فيهم متسع لذ كر غير الصانع ولا لذكر أنفسهم أيضاً فاعرف ذلك . 


( وأما أحوال الانبياء عليهم السلام فإذا سمع منها انبم كيف كذبوا) فيا بلغوه من 
رسالات رہم إليهم (و) كيف ( ضربوا) وأوذوا» ( وقتل بعضهم ) کیحي بن ز کریا عليه 
السلام وغيره فليفهم منه ( صفة الاستغناء لله عز وجل عن الرسل والمرسل إليه ) إذ الغني هو 


الذي لا تعلق له بغيره لا في ذاته ولا في صفاته » بل يكون منزهأً عن العلاقة مع الاغيار فمن تعلق ذاته أو 
صفات ذاته بأمر خارج من ذاته یتو قف عليه وجوده و کاله فليس بغني . وقد ت غ اون کل 
شي فلا افتقار له إلى الرسل ولا إلى المرسل إليهأولئك الرسل ( وأنه لو اهلك جيعهم م 

يؤثر ذلك في ملکه ) خللا لکال غنی ذاته وغنی صفاته» ( وإذا سمع نصرتہم في آخر الأمر ) 
زف من أعدائهم » ( فليفهم قدرة الله تعالى ) الباهرة ( وارادته لنصرة الحق ) حيث كان 
وإنه إغا نصرهم الله تعالى لكونهم قائمين باداء الحق ونصرته» فليفهم السالك من هذا انه إذا ثبت ت 
على الحق فلن يعدم من ناصر له عليه . 


( وأما أحوال المكذبين ) لرسل الله عليهم السلام ( كعاد وثمود ) وفرعون واضرابيم ( وما 
جری علیهم ) من ضروب نقم الله تعالی بانواع الملاك» ( فليكن فهمه من ذلك استشعار 
الخوف من سطوة الله تعالى ) وقهره ( ونقمته) من جنس ما آهلکوا به ( ولیکن حظه منه 
الاعتمار في نفسه ) خاصة» ( وأنه ان غفل ) عن طاعة الله تعالى ( وأساء الأدب) لمخالفته 
لاوامر الله تعال » ( واغتر مما أمهل ) في دنیاه متعاً بجواسه وحشمه وخدمه مفاضاً عليه الخیور » 
( فرمما تدركه ) صاعقة ( النقمة ) القهرية ( وتنفذ فيه القضية وتحق فيه كلمة الله فلا جد 
عن ذلك محيداً ولا لأحواله شفيعاً » وكذلك إذا سمع وصض ال جنة والنار ) وما أعد الله فيها 
من أنواع الثواب وأجناس العقاب »( و ) كذلك (سائر ما في القرآن) من وعد ووعید رجاء 


كتاب آداب تلاوة القران / الاب الثالث E‏ 


له وإنغا لکل عبد منه بقدر رزقه ‏ فلا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين ‏ [ الأنعام : 
٩‏ ]. فل لو کان البَحرٌ مداداً لكات ريي انفد البَحرٌ قبل أن تنفد کات ربّي ولو 
جنا بمثله مدداً [ الكهف : ٠١۹‏ ] ولذلك قال على رضي الله عنه : لو شئت لأوقرت 
سبعين بعيراً من تفسير فاتحة الكتاب. ۰ 


وخوف وتضرع وتبریء وابعاد وتقریب وتوبیخ وعتاب وتأمین وإمهال » فلیکن حظ التالي من كل 
ذلك ما بهديه إليه فهمه من المعاني المناسبة للمقام » ( فلا يكن استقصاء ما يفهم منها لأنه لا 
نهاية له) وحسنه لا تنقضي عجائبه» ( وإنما لكل عبد منه بقدر ما رزق) فيه من الفهم 
الصحيح ( فلا رطب ولا يابس إلا في كتاب.مبين )) [ الأنعام :0۹ ]» وفيه عام الأولين والآخرين . 

قال الشيخ الاكبر قآس سره في كتاب الشريعة : البرودة أصل فاعلي والحرارة أصل فاعلي 
والرطوبة واليبوسة فرعان منفعلان» فتبعت الرطوبة البرودة لكونها منفعلة عنهاء فلهذا تكوّنت 
الفضة على النصف من زمان تكوين الذهب لأن المدة لحصول كال الورق ثماني عشرة ألف سنة 
وهو نصف زمان كال الذهب »وهو ستة وثلاثون ألف سنة »ولا كان المنفعل يدل على الفاعل ويطلبه 
بذاته» هذا استغنى بذ كر المنفعل عن ذکر ما انفعل عنه لتضمنه ایاه فقال 9 ولا رطب ولا یابس 
إلا في كتاب مبين# [الأنعام: 0٩‏ ] ولم يذكر ولا حار ولا بارد وهذا من فصاحة القرآن 
واعجازه» وحيث عام ان الذي أتى به وهو عمد ممه م يكن ممن اشتغل بالعلوم الطبيعية » فيعرف 
هذا القدر فعام قطعاً أن ذلك ليس من جهته وانه تنزيل من حكم حيد ) وأن القائل بهذا عام 
وهو الله تعالى فعام النبي يړ کل شيء بتعلم الله واعلامه لا بفکره ونظره وجثه فلا یعرف مقدار 
النبرّة إلا من أطلعه الله على مثل هذه الأمور . 

( قل لو كان البحر مداداً لكات رب لنفد البحر قبل أن تنفذ كلات ربي ولو جئنا 
بمثله مدداً ) [ الكهف : ٠١۹‏ ] روى ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد قال : كلهات رلي يقول عم 
رلي» وروی ابن الي حاتم عن قتادة قال قبل ان تنفد كلات ري يقول: ينفد ماء البحر قبل ان 
ینفد کلامه وحکمه. 

( ولذلك قال علي رضي الله عنه: لو شئت شئت لأوقرت سبعين بعيراً من تفسير فاتحة 
الكتاب ) نقله صاحب القوت» وابن ¿ أي جمرة في شرحه على المختصر . قال : وبيان ذلك أنه إذا 
قال الحمدلله رب العالمين يحتاج إلى تبيين معنى الحمد وما يتعلق بالإمم الجليل الذي هو الله وما 
E‏ م يحتاج إلى بيان العام و كيفيته على جيع أنواعه وأعداده وهي ألف 
عام . أربعمائة في البر وسعائة في البحر» » فيحتاج إلى بيان ذلك كله فإذا قال 3 الرحن الرحم € يحتاج 
إلى بيان الاسمينالجليلين » وما يليق با من الجلال وما في معناهما ء ثم يحتاج إلى بيان جيع الأسماء 
والصفات. ثم يحتاج إلى بيان الحكمة في اختصاص هذا الموضع بهذين الاسمين دون غيرها » فإذا 
قال مالك يوم الدين ‏ يحتاج إلى بيان ذلك اليوم وما فيه من المواطن والأهوال» وكيفية 
مستقره» فإذا قال أياك نعبد واياك نستعين# يتاج إلى بيان المعبود من جلالته والعبادة 


e 1۰۰‏ کات دات تاو ة القران / الاب الثالث 


فالغرض ما ذ كرناه التنبيه على طريق التفهم لينفتح بابه» فأما الاستقصاء فلا 
E‏ 
ومهم من تع إلَبْكَ حتى إذا حَرَجُوا من عندك قالوا للّذِين أوتوا العِلْمَ مادا 
قال آنفاً أولّئك الّذين َع الله عَلى لوبهم ) [ مد به : ٠١‏ ] والطابع هي الموانع 
التي سنذ كرها في موانع الفهم » وقد قيل: لا يكون المريد مريدا حى يجد في القرآن كل 
ما يريد ويعرف منه النقصان من المزيد ويستغني بالمولى عن العبيد. 


السادس: التخلي عن موان نع الفهم» » فان أ کثر الناس منعوا عن ف ماي القرآن 
لأسباب وحجب اسدها الشيطان على قلوبهم فعميت عليهم عجائب أسرار القرآن . قال 
ّل : ١‏ لولا أن الشياطين يحومون على قلوب بني آدم لنظروا إلى الملكوت » ومعافي 


و كيفيتها وصفتها وآدابها » فإذا قال اهدنا الصراط المستق € إلى آخر السورة يحتاج إلى بيان 
المداية ما هي والصراط المستقم » واضداده وتبيين ين المغضوب عليهم والضالين وصفاتهم ‏ وتبيين 
المرضي عنهم وصفاتهم وطريقتهم فعلى هذه الوجوه یکون ما قاله علي من هذا القبيل اه. 


( فالغرض ما ذكرناه التنبيه على طريق التفهم ليفتح بابه) للسالكين. ( فأما 
الاستقصاء ) والاشراف على الاغرار ( فلا مطمع فيه) لأحد ( ومن م يكن له فهم ما في 
القرآن ) من المعاني والاسرار . ( ولو في أدنى الدرجات دخل في ) حكم قوله تعال ( # ومنهم 
من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العام ماذا قال آنفاً ) ومثله مل 
من سمع وقلبه مشغول عن المسموع با يضره عا ينفعه » حتى إذا خرج عن الكلام مأل من حضر 
بقلبه ماذا فهم من الخطاب الذي کان هو عنه بغفلته قد غاب وقد كان حاضراً بجحسمه ( أولئك 
الذين طبع الله على قلو مہم € ) [ محمد به ٠:‏ ] أي عن فقه الخطاب فام تسمعه القلوب ول تعه 
واتىعوا أهواءهم يعني أباطيلهم وظنونهم الكاذبة . . ( والطابع هي الموانع التي سنذكرها في موانع 
الفهم ) بعد هذا. ( وقد قيل لا يكون المريد مريدا حتى يجد في القرآن كل ما يريد 
ويعرف منه النقصان من المزيد ويستغن بالمولى عن العبيد ) نقله صاحب القوت عن بعض 
العارفين. 


( السادس: اللخ جن ي نع الفهم ) أي الاعراض عن الأمور التي هي أسباب للمنع عن 
الفهم في القرآن ( فإن أكثر الناس) إنما ( منعوا عن فهم معاني القرآن لاسباب ) عرضت 
( وحجب ) طبعت وأغطية ( أسدها الشيطان على قلوبهم ) فصارت حائلة بينها وبين الفهم» 
( فعميت عليهم عجائب اسرار القرآن) فم يدر كوها. 

( قال بخ «لولا أن الشياطين يحومون على قلوب بني آدم لنظروا إلى الملكوت» ) 


كتاب آداب تلاوة القرآن / الباب الثالث E EE‏ 


القران من جلة الملكوت وكل ما غاب عن الحواس ولم يدرك إلا بنور البصيرة فهو من 
الملكوت وحجب الفهم أربعة. 

أوّها : أن يكون اهم منصرفاً إلى تحقيق الحروف بإخراجها من مخارجها وهذا يتولى 
حفظه شیطان وکل بالقراء ليصرفهم عن فهم معاني كلام الله عز وجل فلا يزال يجحملهم 
على ترديد الحرف يخيل إليهم أنه ل يخرج من خرجه» فهذا يكون تأمله مقصوراً على 
خارج الحروف فأنى تنكشف له المعاني وأعظم ضحكة للشيطان من كان مطيعا لمثل 
هلا الان: 


تقدم تخريجه في كتاب الصوم» وقد ثبت بالحديث ١‏ حومات الشياطين على قلوب الآدميين » 


( ومعاني القرآن من جلة الملكوت وكل ما غاب عن الحواس ) الظاهرة ( وم يدرك الا 
بنور البصيرة) الباطنةء ( فهو من الملكوت) فهو عالم الغيب المختص - وسبأتي تحقيق ذلك في 
العمل العاشر-. 


( وحجب الفهم أربعة) أمور . 


( أوما: أن يكون امم منصرفاً إلى تحقيق الحروف بإخراجها من مخارجها ) بان يرد كل 
حرف إلى أصله مع معرفة كيفية الوقف والامالة والادغام وأحكام الممز والترقيق والتفخم» 
( وهذا يتولى حفظه شيطان وكل بالقراء ليصرفهم عن ) فهم ( معاني كلام الله عز وجل 
فلا يزال يحملهم على ترديد الحروف )» ومارستها ورياضة الالسن بها ( ويخيل إليهم ان 
الحروف م تخرج من خارجها ) بعد ويوهم عليهم أنهم كا تعبدوا بفهم معاني القرآن وإقامة 
حدوده متعبدون بتصحيح ألفاظه وإقامة حروفه المتلقاة من أئمة القراءة ويزيد عليهم شيا آخر 
أجلى نما سبق بان يخطر على باهم بان القراءة بغير تجويد لحن » ولولا أنكم تجوّدون الالفاظ لا 
تصلون إلى فهم المعاني منها. ولعمري هذا الذي يخيل إليهم به حق وصدق لكنه يريد بالقاء مثل 
ذلك إليهم تشبيطهم عن المهم » ( فهذا ) الذي شغله ترديد الحروف ( يكون تأمله مقصوراً على 
مخارج الحروف ) فقط ( فمتى ) وفي نسخة فأنى ( تنكشف له المعاني ) فمثله مثل من اشتغل 
بالوسائل وأعرض عن المقاصد ونرى هذه الحالة في قراء الزمن بل وقبل هذا الزمن كثيرةء 
( وأعظم ضحكة للشيطان من كان مطبعاً لمثل هذا التلبيس )» فالواقف مع قراءته والمهتم 
بتجوید حروفه واختیاره حجوب بعقله مردود إلى ما تقرر في علمه موقوف مع ما تقرر في قلبه 
مزيده على مقدار علمه وغريزة عقله» فهو مشرك بعقله داخل في الشرك الخفي الذي هو أخفى 
من دبيب النمل في الليلة الظلاء » وقد ورد أكث منافقي أمتى قراؤها فهذا نفاق الوقوف مع سوى 


۰۲ .......... كتاب آداب تلاوة القرآن / الباب الثالث 


ثانيها : أن يكون مقلداً لمذهب سمعه بالتقليد وجد عليه وثبت في نفسه التعصب 
له بمجرد الاتباع للمسموع من غير وصول إليه ببصيرة ومشاهدة. فهذا شخص قيده 
معتقده عن أن يجاوزه فلا ییکنه أن يخطر بباله غير معتقده فصار نظره موقوفاً على 
مسموعه» فإن لمع برق على بعد وبداله معنى من المعاني التي تباين مسموعه حل عليه 
شيطان التقليد حلة وقال: كيف يخطر هذا بالك وهو خلاف معتقد آبائك ؟ فيرى 
أن ذلك غرور من الشيطان فيتباعد منه ويحترز عن مثله . ولمثل هذا قالت الصوفية : إن 
العام حجاب وأرادوا بالعام العقائد التي استمر عليها أكثر الناس بمجرد التقليد أو 
بمجرد كلات جدلية حررها المتعصبون للمذاهب وألقوها إليهم. 


الله تعالى والنظر إلى غيبره لا نفاق الشك والانكار لقدرة الله عز وجل فهو لا ينقل عن التوحيد» 
ولكنه لا ينقل إلى المزيدء فإذا كان العبد ملقي السمع بين يدي سمينه مصغياً إلى سير كلامه 
شهید القلب لعانی صفات شهیده ناظرا إلى قدرته تار کا لمعقوله ومعهود علمه متبریا من حوله 
وقوته معظاً للمتكام واقفاً في حضوره مفتقراً إلى التفهم جال محقم وقلب سلم وصفاء يقين وقوة 
عام وتمكين سمع فصل الخطاب وشهد عيب الجواب. 


( ثانيها : أن يكون مقلداً لمذهب سمعه بالتقليد وجمد عليه ) من غير تحريك باعث على 
تحقيق ما يقلده» وفي بعض النسخ لمذهب سمعه وحمل عليه بالتقليد » ( ويثبت في نفسه التعصب 
له بمجرد الاتباع للمسموع من غير وصول إليه ببصيرة) نيرة ( ومشاهدة) ساطعة ( فهذا 
شخص قيده معتقده ) أي ما يعتقده تقليداً لا عن تحقيق ( عن أن يجاوزه فلا يمكنه أن بطر 
بباله غير معتقده فصار نظره موقوفاً على مسموغه ) . وهذا كذلك محجوب بعقله مردود إلى 
ما رکز في ذهنه » ( فإن) اتفق أنه ( لمع برق ) من شرف ( على بعد و ) ثنی بودق بأن ( بدا له 
معنى من المعاني ) الشريفة العزيزة ( التي تباين مسموعه ) ومتلقاه عن أفواه مشايخه ( حمل عليه 
شبطان التقليد حلة ) منكرة وجلب عليه خيله ورجله» ( وقال: كيف هذا يخطر ببالك ) أو 
تعير له أذنك. ( وهو خلاف معتقد آبائك ) أي شيوخك الذين درجوا ؟ ( فيرى أن ذلك) 
أي الذي فتح له فهم في ذلك المعنى الذي بدا له ( غرور الشيطان) ويعده من تلبيساته» 
( فيتباعد عنه) مرة ( ويحترز عن ) الوقوع في ( مثله ولمثل هذا قالت الصوفية ) قدس الله 
أسرارهم: ( إن العام حجاب ) أي بين العبد والوصول إلى الله» وأصل الحجاب جسم حائل بين 
جسدين » ثم استعمل في المعاني فقيل : العجز حجاب بين الرجل ومراده والمعصية حجاب بين العبد 
وربه» وعلى هذا يحمل قوم العام حجاب لأنه ساتر ينع من الوصول إلى الله وربا يزيدون 
فيقولون حجاب الله الأكبر » ( وأرادوا بالعام العقائد التي استمر عليها أكثر الناس بمجرد 
التقليد أو بمجرد كلات جدلية حررها المتعصبون للمذاهب» وألقوها إليهمء فأما العام 


E E OO O NNE PEE کتاب آداب تلاوة القرآن / اللاب الثالث‎ 


فأما العام الحقيقي : الذي هو الكشف والمشاهدة بنور البصيرة فكيف يكون حجاباً 


الحقيقي الذي هو ) عبارة عن ( الكشف والمشاهدة بنور البصيرة فكيف يكون حجابا وهو 
منتهى المطلب ) وغاية المرغب . 

ونقل الشيخ الأكبر في كتاب الشريعة -في باب الصوم- إن الحق سبحانه لما كان من أسمائه 
ا في الصحيح : « لا تسبوا الدهر فان الله هو الدهر » فأمر بتنزيه الزمان من حيثا 

تی درا لكون الدهر اساً من أساء الله تعالى كما تنزه الحروف أعني حروف المجاء من حيث 
انہا کتب بہا کلام الله تعای وعظمناها فقال فأجره حتى يسمع كلام الله وما سمع إلا أصواتاً 
وحروفاً فلا جعلها كلامه أوجب علينا تعظيمها وتقديسها وتنزيههاء ثم ساق عبارة طويلة ثم قال 
ما نصه: و ت ن و ا لر ادي با لاي الر وا الخيفاب ان روت ف جن اي 
حامد الغزالي فحكاها أصحاب علوم الرسوم وذهلوا عن أمر الله سبحانه لنبيه في قوله: ® وقل 
رب زدني علاً) م يقل عملاً وحالاً ولا شيا سوى العلم أتراه أمره بأن يطلب الحجاب عن الله 
والبعد منه والصفة الناقصة عن درجة الكمال» فحكى أصحاب الرسوم عن شخص سموه أنه رأى 
أبا حامد الغزالي في النوم فقال له أو سأله عن حاله فقال له : لولا هذا العام الغريب لكنا على خير 
كثير » فتأوا علاء الرسوم على ما كان عليه أبو حامد من عام هذا الطريق وقصد إبليس بهذا 
التأويل الذي زين مم أن يعرضوا عن هذا العلم فيحرموا هذه الدرجات هذا إذا م يكن لاإبليس 
مدخل في الرؤيا وكانت الرؤيا ملكية . فإذا كانت الرؤيا من الله فالرائي في غير موطن الحس 
والمرئي ميت» فهو عند الحق لا في موطن الحس والعام الذي كان يحرض عليه أبو حامد وأمثاله في 
اسرار العبادات وغيرها ما هو غريب عن ذلك الموطن الذي الأنسان فيه بعد الموت بل تلك 
حضرته. وذلك محله. فام يبق الغريب عن ذلك الموطن إلا العام الذي كان يشتغل به في الدنيا من 
عام الطلاق والنكاح والبيع والشراء والمزارعة وعلوم الأحكام التي تتعلق بالدنيا ليس ها إلى الآخرة 
تعلق البتة لاأنه با موت يفارقها فهذه علوم غريبة عن موطن الأخرة كاهندسة» وامثال هذه العلوم 
التي لا منفعة ما إلا في الدنيا وإن كان له الأجر فيها من حيث قصده ونيته لا عين العم فإن العام 
يتبع معلومه» ومعلومه هذا کان حكمه في الدنيا لا في الآخرة» فکأنه يقول له في رؤیاه: لو 
اشتغلنا زمان شغلنا بهذا العام الغريب عن هذا الموطن بالعام الذي يليق ويطلب هذا الموضع لكنا 
على خير كثير ففاتنا من خير هذا الموطن على قدر اشتغالنا بالعام الذي كان تعلقه بالدار الدنياء 
فهذا تأويل رؤيا الرائي لا ما ذكروه ولو عقلوا لتفطنوا في قوله: العام الغريب . فلو كان علمه 
بأسرار العبادة وما يتعلق بالجناب الأخروي م يكن غريباً لأن ذلك موطنهء والغربة إنما هو بفراق 
الوطن » فشبت ما ذكرناه فإياك ان تحجب عن طلب هذه العلوم الأية والاخروية وخذ من علوم 
الشريعة على قدر ما تمس الحاجة إليه ما يتفرض عليك طلبه وقل رب زدني علا على الدوام دنيا 
واخرة اه. 

وقد تحصل من هذا التقرير أن العام الذي يكون حجاباً بين العبد وربه هو عام المعاملات 


AA ۰4‏ كاف ا داب تلا وة القران 7 النات:الغالت 


وهو منتهى المطلب؟ وهذا التقليد قد يكون باطلاً فيكون مانعاً كمن يعتقد في 
الاستواء على العرش التمكن والاستقرار فإن خطر له مثلاً في القدوس أنه المقدس عن 
کل ما جوز على خلقه م يکنه تقلیده من أن يستقر ذلك في نفسه» ولو استقر في نفسه 
لاخر إلى كشف ثان وثالث ولتواصل. ولكن يتسارع إلى دفع ذلك عن خاطره 


الدنيوية نظراً إلى معلوماتهاء وهذا هو الذي كنت أسمع من مشايخنا. وما ذكره المصنف هو أيضاً 
صحيح فإن العقائد الزائغةالمؤسسة على مجادلات ومناقضات أقربما أن تكون حجاباً مانعاً عن 
الوصول إلى فهم اترا القرآن: 


وقال الشيخ شمس الدين بن سور كين في الأسئلة التي تلقى جوابها من لسان الشيخ الأكبر قدس 
سره ما نصه : وسمعته رضي الله عنه يقول : الأشياء لا تحجب عن الله تعالى بل كلها طرق موصلة 
إليه سبحانه دالة عليه إنما يحجب للوقوف مع الأشياء » كمن يقول العام حجاب والعام ليس بججاب 
وهو يرد على هذا القائل قوله» ويقول له إنما تعلقت في حقك بعلوم ما فوقفت أنت مع ذلك 
المعلوم. فكان وقوفك معه حجابك فلا تقف مع شيء سوى الحق تأمن الحجاب. و كذلك العام 
بنفسه هو أشرف الأشياء بعد الحق سبحانه ان وقفت معه حجبك عن العلم» لكن استعمله في كل 
موطن ما يلیق ولا تستند إليه دون الحق سبحانه الذي علمك العام وجعله من بعض نعمه عليك› 
فإذا استعملت العام ءلى ما تقتضيه حقيقة العام فقد أتيت كل ذي حق حقه والسلام. 


( وهذا التقليد ) في ذلك العتقد ( قد يون باطلاً ) في نفسه ( فيكون مانعاً ) عن وصول 
الفهم. ( كمن يعتقد في الاستواء على العرش التمكن والاستقرار ) الذي هو من شأن 
الحوادث. ( فإن خطر له مثلا) في اسمه ( القدوس أنه) هو (المقدس) أي المنزه ( عن كل 
ما جوز على خلقه ) من أوصاف الكمال الذي يظنه الخلق كالاً في حقهم وإغا قلنا ذلك لأن 
الخلق أولا نظروا إلى أنفسهم وعرفوا صفاتهم وأدر كوا انقسامها إلى ما هو كمال ولكن في حقهم 
مثل علمهم وقدرتہم وسمعهم وبصرهم وکلامهم وإزاد واخارهم ووضعوا هذه الألفاظ بإزاء 
هذه المعاني ء وقالوا : إن هذه هي أسماء الكمالء ونظروا أيضاً إلى ما هو نقص في حقهم مثل جهلهم 
وعجزهم وعماهم وصممهم وخرسهم» فوضعوا يإزاء هذه المعاني هذه الألفاظ . ثم كان غايتهم في 
الثناء على الله تعالى وصفه با هو أوصاف كالمم وهو منزه عن أوصاف كام كا أنه منزه عن 
أوصاف نقصهم بكل صفة تتصور للخلق فهو منزه مقدس عنها وعها يشبهها وياثلها » ولولا ورود 
الرخصة والاذن بإطلاقها م يجز اطلاق أكثرها. 


فإذا خطر هذا الذي ذكرناه للمقلد عقيدة القائلين بالاستواء بمعناه الحقيقي ( م يمكنه تقليده 
من أن يستقر ذلك في نفسه) على ما ينبغي» ( ولو استقر في نفسه لاجر إلى كشف ثان 
وثالث ) ورابع وخامس. ( ولتواصل به إلى الحق ) الصريح» ( ولكن يتسارع إلى دفع ذلك 


كتاب آداب تلاوة القران / الباب الثالث ED O‏ 


لناقضته تقليده الباطل وقد يكون حقاً ويكون أيضاً مانعاً من الفهم والكشف لأن الحق 
الذي کلف الخلق اعتقاده له مراتب ودرجات وله مبدأ ظاهر وغور باطن» وجود 
الطبع على الظاهر ينع من الوصول إلى الغور الباطن كما ذكرناه في الفرق بين العام 
الظاهر والباطن في كتاب قواعد العقائد . 


الثها : أن يكون مصراً على ذنب أو متصفاً بكبر أو مبتلى في الجملة بهوى في الدنيا 
مطاع » فإن ذلك سبب ظلمة القلب وصدأه وهو كالخبث على المرآة فيمنع جلية الحق 
من ان يتجلى فيه وهو اعظم حجاب للقلب وبه حجب الا کثرون وکلا کانت 
الشهوات أشد تراك كانت معاني الكلام أشد احتجاباً » وكلا خف عن القلب أثقال 
الدنيا قرب جلي المعنى فيه. فالقلب مثل المراة والشهوات مثل الصدا ومعاني القران 


مثل الصور التى تتراءى في المراة والرياضة للقلب بإماطة الشهوات مثل تصقيل الجلاء 


عن خاطره لناقضته تقليده الباطل ) فلا ينجع فيه إقامة البراهين ( وقد يكون) ما اعتقده 
( حقاً) في ذاته» ( ويكون أيضاً مانعاً من الفهم ) في معاني القرآن ( والكشف ) الحقيقي فيها 
( لأن الحق الذي كلف الخلتق اعتقاده له مراتب ودرجات له مبدأ ظاهر ) هو بنزلة القشر 
( وغور باطن) هو بنزلة اللب» ( وجود الطبع على الظاهر ) الذي يبدو له ( يمنع من 
الوصول إلى الغور الباطن ) » فهذا هو الحجاب كا ذكرناه في الفرق بين العام الظاهر والباطن 
( في كتاب قواعد العقائد ) فراجعه هنالك تظفر بالمراد والله أعام. 

(ثالثها: أن يكون مصراً على ذنب) أو أدنى بدعة ( أو متصفاً بكبر ) وعجب ( أو 
مبتلى في الجملة هوى في الدنيا مطاع ) يطاع فيا تميل إليه نفسه وتهواه» ( فإن ذلك سبب ظلمة 
القلب وصدأه وهو كالخبث) الذي يعرض ( على المرآة فيمنع جلية الحق من أن يتجلى فيه 
وهو أعظم حجاب للقلب وبه حجب الأكثرون ) وهم على أقسام » فمنهم من كان سبب ظلمة 
قله الاصرار على الذنب وعدم مساعدة التوفيق الإهي للتنصل عنه» ومنهم من كان بسبب ارتكابه 
الى. عة ولو أدناهاء ومنهم من كان بسبب الكبر الذي قام به والعجب في شأنه» ومنهم من كان 
بسبب إطاعة نفسه مواها قد استكن في قلبه » ومنهم من يجتمع فيه الأمران والثلاثة » وكلها ظلمات 
بعصها فوق بعض تحجب عن معرفة معاني نور شمس القرآن فإن من خواص الظلهات الحجب . 

( وكل) كانت الشهوات أشد تراك ) وأكثر توارداً ( كانت معاني الكلام أشد 
احتجاباً ) وأكثر استتاراًء ( وكلا خفت عن القلب أثقال الدنيا) وكشطت عنه أشغاها 
( قرب تجلي المعنى فيه) لا فيه من القابلية لتلقيهء (فالقلب مثل المرآة) المجلوة 
( والشهوات ) عليه ( مثل الصداً) على المرآةء ( ومعاني القرآن مثل الصور التي تتراءى في 
المرآة) فا دام صدا الشهوات عليها لا تتجلى الصور على حقيقتها » ( والرياضة للقلب بإماطة 


۱۰٩‏ ............. كتاب آداب تلاوة القرآن / الباب الثالث 


للمرآة» ولذلك قال له : « إذا عظمت أمتي الدينار والدرهم نزع منها هيبة الإسلام 
وإذا تر كوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حرموا بركة الوحي » . قال الفضل : 
يعني حرموا فهم القرآان. وقد شرط الله عز وجل الاإنابة في الفهم والتذ كير » فقال 


الشهوات ) وإماتتها وإزالتها ( مثل تصقيل الجلاء للمرآة)ء والجلاء هو الذي يجلو المرآة 
ويصقلها , 

واعام أن معاني القرآن كا سبق من عام الملكوت واللوح المحفوظ الذي نزل منه القرآن من 
ذلك العام » وقلب التالي مثل المرآة واللوح المحفوظ أيضاً مثل المرآة لأن صورة كل موجود فيه » 
فإذا قابلت المرآة المرآة الأخرى ظهرت صور ما في إحداهما في الأخرى» وكذلك تظهر صور 
معاني القرآن في القلب عند مقابلة مرآته بمرآة اللوح المحفوظ إذا كان فارغاً عن شهوات الدنيا فإن 
کان مشغولاً بها كان عام الملكوت محجوباً عنه والله أعلم. 

( ولذلك قال ل : « إذا عظمت أمتي الدينار والدرهم ) بالتهافت على تحصيلها 
وادخار ها ت الانفاق منها في وجوه القرب ( نزع ) بالبناء للمفعول أي نزع الله ( منها هيبة 
الاسلام) لأن من شرط الإسلام تسل النفس لله عبودية » فمن عظم الدينار والدرهم أخذتا بقلبه 
فسبته فصار عبداً هما » > فلم يقدر على بذل النفس لله لأنه عبد الدينار والدرهم» فلا يلك نفسه 
فيبذهما في سبيل الخير » وإذا فسد الباطن ذهبت افيبة والبهاء لأن اهيبة إغا هي لمن هاب الله ولا 
يجتمع تعظيمها مع تعظم الحق في قلب أبدا » ( وإذا تر كوا الأمر بالمعروف ) والنهي عن المنكر 
( حرموا بر كة الوحي» ) وسيأتي تفسيره من كلام الفضيل . 

قال العراقي : رواه ابن أبي الدنيا في كتاب الأمر با معروف معضلاً من حديث الفضيل بن 
عباض قال : ذكر عن ني الله ل اه. 

قلت : : ورواه الحكم الترمذي في نوادر الأصول عن أي هريرة بلفظ : « إذا عظمت أمتي الدنيا 
نزع منها هيبة الإسلام وإذا تركت الأمر با معروف والنهي عن المنكر حرمت بركة الوحي وإذا 
تسابت أمتي سقطت من عين الله ». 

( قال الفضيل ) بن عياض رجه الله في تفسير قوله: « حرموا بر كة الوحي » ( يعني حرموا 
فهم القرآن ) وبيانه أن في ترك الأمر بالمعروف مع القدرة عليه وغلبة ظنه سلامة العاقبة خذلانا 
للحق وجفوة للدين » وفي خذلان الحق ذهاب البصيرة وفي جفاء الدين فقد النور فينحجب القلب 
فیحرم بر کته وحرمان بر کته أن یقرأه فلا یفهم أسراره ولا يذوق حلاوته» وهو من أعام الناس 
بعلوم العربية وأبصرهم بتفسيره وقد عمي عن زواجره وقوارع وعيده وأمثاله» وفي هذا المعنى 
قوله تعالى : 3 سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق € [ الأعراف : ٠١١‏ ] قال 
سفيان بن عيينة يقول : انزع منهم فهم القرآن أخرجه ابن ألي حاتم . 

( وقد شرط الله الإنابة في الفهم والتذ كير ) ولفظ القوت: وقد اشترط الله تعالى الإنابة 


كتاب آداب تلاوة القرآن / الباب الثالث O O CE‏ 


تعالی : 8 تبْصرة وذ ری لکل عَبْدِ منیب ) [ ق :۸ ]» وقال عز وجل : وما يذ کَرإلاّمَنٌ 
ينبب € [ غافر ٠۳:‏ ] وقال تعالی : إِتَمَا يذ كر ألو الألَْاب )1 الزمر ٠:‏ ]» فالذي آثر 
غرور الدنيا على نعم الآخرة فليس من ذوي الألباب » ولذلك لا تنكشف له أسرار الكتاب . 

رابعها: أن يكون قد قرأ تفسيراً ظاهراً واعتقد أنه لا معنى لكلات القرآن إلا ما 
تناوله النقل عن ابن عباس ومجاهد وغيرهما» وأن ما وراء ذلك تفسير بالرأي» وإن 
من فسر القرآن برأيه فقد تبراً مقعده من النار» فهذا أيضاً من الحجب العظيمة 
وسنبين معنى التفسير بالرأي في الباب الرابع . وأن ذلك يناقض قول علي رضي الله عنه 
إلا أن يؤتي الله عبداً فه)ً في القرآن» وأنه لو كان المعنى هو الظاهر المنقول لما اختلفت 
الناس فيه. 


السابع : التخصيص وهو أن يقدر أنه المقصود بكل خطاب في القرآن» فإن سمع 


للتبصرة وحضور القلب للتذ كرة فقال تعالى : ( < تبصرة وذكرى لكل عبد منيب) [ ق:۸] 
وقال تعالى : # وما يتذكر إلا من ينيب) [غافر: ]٠١‏ وقال تعالى: نما يتذ كر أولوا 
الألباب ) الذين يوفون بعهدالله ولاينقضون الميثاق ) [ الرعد ٠١ ٠٠۹:‏ ]فالاستقامة على التوبة 

من الوفاء بالعهد وتعدي الحدود من نقض الميثاق وقلة الصدق والاإنابة هي التوبة بالاقبال على الله عز 
وجل والألباب هي العقول الزاكية والقلوب الطاهرة» ( والذي آثر غرور الدنيا على نعم 
الآخرة فليس من ذوي الألباب)» بل على قلبه من ظلمات حب الدنيا سحاب» ( فلذلك لا 
تنکشف له أسرار الکتاب ) ولا يفتح له في فهمها باب. 

( رابعها ) : الوقوف عند النظر إلى قول مفسر ساكن إلى علمه الظاهر وهو: ( أن يكون قد 
قرأ تفسيراً ظاهراً فاعتقد أنه لا معنى لكلات القرآن إلا ما تناوله النقل عن ابن عباس 
ومجاهد وغيره|ا ) من ائمة التابعين» وإنغا خصها بالذ كر لشهرته)ا في هذا العام » ( وان ما وراء 
و من فر الفران پرا 
فقد توًا مقعده من النار ) سبأتي الكلام عليه قريباً » فلا طريق لاإقدام عليه إلا با نقل عن 
٤‏ الأئمةء ( فهذا أيضاً من الحجب) العظيمة المانعة عن فهم القلب للمعاي . ( وسنبين 

معنى التفسبر بالرأي في الباب الرابع» وأن ذلك يناقض قول علي رضي الله عنه ) الذي 

تقدم ذکره من حديث أي جحيفة ما قال له : هل عند شيء ما ليس في القرآن . وفبه : ( إلاآن 
يۇي الله عبداً فهاً في القرآن» وأنه لو كان المعنى هو الظاهر المنقول ) عن أئمة التفسير» 
( لما اختلف الناس فيه 

السابع التخصيص وهو أن يقدر ) التالي في نفسهء ويشهد (أنه) هو (المقصود 
بكل خطاب) جاء ( في القرآن) من فاتحته إلى خاتمته وهو المراد المعني به (فإن 


۱۰۸ کاپ ادات تلاو القرآن :الات الفازف 


او و أنه المنهي والمأمور» وإن سمع وعداً أو وعيداً فكمثل ذلك وإن 
سمع قصص الاولين والانبياء عام ان السمر غير مقصود. وإنغا المقصود ليعتبر به 
SR e ys‏ 
لى ب وأمته . ولذلك قال تعالى : # ما نَت به فرّادك) [ هود: ٠۲۰‏ ] فليقدر 
العبد أن الله ثبت فؤاده با يقصه فيه من اول الأنبياء وصبرهم على الإيذاء وثباتهم في 
الدين لانتظار نصر الله تعالى . وكيف لا يقدر هذا والقرآن ما أنزل على رسول الله مله 
لرسول الله خاصةء بل هو شفاء وهدى ورحة ونور للعالمين» ولذلك أمر الله تعالى 
الكافة بشكر نعمة الكتاب فقال تعالى  :‏ واذكروا نِحْمة الله علَيْكَمْ وما أنزل عَلَيْكمْ من 


سمع أمراً ونہاً قدر أنه المنهي والمأمور) وأن الخطاب بكل منها متوجه إليه ( وإن سمع 
وعداً) بالثواب ( أو وعيداً) بالعقاب» ( فكمثل ذلك) في التقدير والشهود» ( وإن سمع 
قصص الأّلين ) من السالفين ( والأنبياء ) عليهم السلام ( عام ) وتحقق ( ان السمر ) بجكاياتهم 
فقط ( غير مقصود ) لذاتهء ( وإنما المقصود ) الأعظم من ذلك (ليعتبر به ولياخذ من 
تضاعيفه ) من الأحوال التي يعتبر بها ( ما بحتاج إليه ) في الخاذه عبرة وتذكرة» ( فما من قصة) 
سيقت ( في القرآن إلا وسياقها لفائدة) متجددة ( في حق الني يله » و) في حق ( أمته) 

ولو تكررت القصة. ولذا جاء م E‏ مختلفة ففي التكرار تشبيت لليقين في کک 
( ولذلك قال تعالى ) مخاطباً لحبيبه يله [وكلاً نقص عليك من أنباء الرسل ( ما نثبت 
فؤادك) ) [ هود : ٠١‏ ] وثبات الفؤاد إا يكون بزيد اليقين فيه» ( فليقدر العبد ) 
( أن الله تعالى ثبت فؤاده بما يقصه عليه من أحوال الأنبياء ) عليهم السلام » ( وصبرهم على 
الأذى ) من المحجوبين عن نور اليقينء ( وثباتهم في ) نصرة الحق واعلاء كلمة ( الدين لانتظار 
نصر الله تعالى ) إياهم بموجب وعدهجلوعزإنا لننصر رسلناء ( وكيف لا يقدر هذا والقرآن 
ما أنزل على رسول الله ب لرسول الله به ) وحده ( خاصة بل هو شفاء ) لجهل أمراض 
القلوب» ( وهدى ) بهتدي به السارون» ( ورحة) عامة أفيضت على المقتبسين من أنواره 
( ونور) ظاهر (للعالمين) . 

قال المصنف في مشكاة الأ نوار : اعام أن أعظم الحكم كلام الله تعالى » ومن جلة كلامه القرآن 
خاصة فتكون منزلة آيات القرآن عند عين العقل منزلة نور الشمس عند العين الظاهرة» إذ به يتم 
الابصار » فبا لحري ان يسمى القراءة نورا كما يسمى نور الشمس نوراًء فمثال القرآن نور الشمس» 
ومثال العقل نور العينء وبهذا يفهم معنى قوله تعالى : 8 فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا ) 
[ التغابن : ۸ ] وقوله تعالى : قد جاء ك برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبيناً € [ النساء : 
۷٤‏ ] اھ. 

( ولذلك أمر الله تعالى الكافة بشكر نعمة الكتاب ) وأردفه بالحكمة لما كانت المبصرات 


كتاب اداب تلاوة القرآن / الباب الثالث ۰4 


الكتاب والحكمَة يَعظْكُمْ به ) [البقرة: ۲۳١‏ ]» وقال عز وجل : لَقّد ارلا إلَيْكمْ 
كتابا فيه ذكرْكم أقَلاً تعْقلُون) [الأنبياء : ]٠١‏ وأنزلتا اليك الذَكُرَ لسن 
للتاس ما نل إلبّهمٌ) [ النحل: ٤ء  ]‏ ذلك يَضْرب الك لتاس أمتالمم) [ مد 
4 : ۳ ] ل واتبعوا أحْسَن ما أنزل إلَبْكُم من ربكم [ الزمر : ۵٥‏ ] هذا بصائر 
للتاس وهُدى وَرَحمة لقَوْم يُوقنونّ) [الجائية: ٠٠‏ ] هدا بيان ناس وهُدّى 
وَمَوْعِضةٌ للمسَقينَ) [ آل عمران: ٠۳۸‏ ] وإذا قصد بالخطاب جيع الناس فقد قصد 
الأحاد . فهذا القارىء الواحد مقصود فا له ولسائر الناس» فليقدر أنه المقصود قال الله 
تعالى : # وأوحي إل هَذَا القرآن لأنذِر كم به وَمَن بلع( [ الأنعام : ٠۹‏ ]ء قال مد بن 
كعب القرظي : من بلغه القرآن فكأنغا كلمه الله » وإذا قدر ذلك لم يتخذ دراسة القرآن 


o n 


منها ما لا يغادر العقل في كل حال إذا عرض عليه بل كان محتاجاً إلى أن يعضر اعطافه ويستوري 
زناده وينبه عليه بالتنبيه » وإنما ينبهه كلام الحكمة» فعند إشراق نور الحكمة يصير العقل مبصراً 
بالفعل بعد أن كان مبصراً بالقوّة ( فقال تعالى  :‏ واذكروا نعمة الله عليكم وما أنزل 
عليكم من الكتاب والحكمة) ) [ البقرة: ۲۳١١‏ ] فهذا معنى اردافه الحكمة. 

( وقال تعالى: لقد أنزلنا إليكم كتاباً فيه ذكرك) أفلا تعقلون) [الأنبياء : ٠١‏ ] 
( وقال تعالى  :‏ وأنزلنا إليك الذ كر لتبين للناس ما نزل إليهم ) النحل: 44 ]› وقال 
تعالى  :‏ والّبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم ) [الزمر : ٥١‏ ] وقال تعالى  :‏ وهذا بصائر 
للناس وهدى ورحة لقوم يوقنون) 1ال جاثية: ۲١‏ ] وقال تعالى : < هذا بيان للناس وهدى 
وموعظة للمتقين) ) [ آل عمران: ٠١۸‏ ]ء وقال تعالى  :‏ كذلك يضرب الله للناس أمثام ) 
[ مد ی : ۳ ] يعني صفاتہم وقال تعالی : 3 لقد أنزلنا إلیکم آيات مبيّنات ¶ [ النور : ۳٤‏ ] 
کا قال تعالى : ولد أنزلنا إليك آيات بينات) [ البقرة: ٩٩‏ ]» وقال تعالى : [واتبع ما يوحى 
إليك واصبر € [ يونس : ٠١٠۹‏ ]. وقال تعالى : [اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم [الأعراف: 
۳ ] وقال تعالی : 3 فاستقم کا أمرت ) فهذه الآيات كلها فيها جع ما ذكره وأوصافه . 

( وإذا قصد بالخطاب جع الناس فقد قصد الآحاد ) لأن الله سبحانه وتعالى لا تكام بهذا 
الكلام وخاطب به المؤمنين كان هو احدهم» وکان حاضرا معهم » وقد سوی الله تعالی بن 
الؤمنين في تنزيل القرآن عليهم » وبين النبي بيه بمعنى من المعانيء ( فهذا الواحد القارىء 
المقصود فما له ولسائر الناس) غير انه سبحانه وتعالى عم الجملة بالبصائر والبيان» وخص 
بالهدى والرحة أولي التقوى والابيان ( فليقدر انه المقصود قال الله تعالى : < وأوحي إل هذا 
القرآن لأنذر؟ به ومن بلغ) ) [الأنعام : ٠١‏ ] فالموقنون هم المتقون والمهديون هم الموحدون. 

( قال محمد بن كعب القرظي ) التابعي تقدمت ترجته: ( من بلغه القرآن فکانما کلمه الله 
عز وجل ) أي فينبغي للتالي أن يشهد في تلاوته أن مولاه يخاطبه بكلامه . ( وإذا قدر ذلك م 


۱1۰ ........ كتاب آداب تلاوة القرآن / الباب الثالث 


عمله بل يقرأه كا يقرأ العبد كتاب مولاه الذي كتبه إليه ليتأمله ويعمل بمقتضاه. 
ولذلك قال بعض العلاء : هذا القرآن رسائل أتتنا من قبل ربنا عز وجل بعهوده نتدبرها 
في الصلوات ونقف عليها في الخلوات وننفذها في الطاعات والسنن المتبعات. وكان 
مالك بن دينار يقول: ما زرع القرآن في قلوبكم يا أهل القرآن إن القرآن ربيع المؤمن كا 
أن الغيث ربيع الأرض. وقال قتادة: م يحالس أحد هذا القرآن إلا قام بزيادة أو 
نقصان. قال الله تعالى : # هو شقا وَرَحْمَة للْمُوّمنين وَلاً يريد الظّالمين إلا حَاراً ) 
[ الاسراء: ۸۲ ]. 

الثامن : التأثر » وهو أن يتأثر قله بآثار مختلفة بحسب اختلاف الآيات» فيكون له 
بحسب کل فهم حال ووجد يتصف به قلبه من الحزن والخوف والرجاء وغيره. ومها 
تمت معرفته كانت الخشبة أغلب الأحوال على قلبه» فإن التضييق غالب على أيات 


يتخذ دراسة القرآن عمله بل يقرؤه كا يقرأ العبد كتاب مولاه الذي كتبه إليه ليتامله . 
ويعمل بمقتضاه) لا أن يشتغل عنه إلى غيره» ( ولذا قال بعض العلهاء : هذا القرآن رسائل 
أتتنا من ) قبل ( ربنا عز وجل بعهوده) ومواثيقه ( نتدبرها في الصلاة ونقف عليها في 
الخلوات وننفذها في الطاعات والسنن المتبعات ٠)‏ وقد تقدم عن الحسن البصري ما نصه: وان 
من کان قبلکم روہ رسائل أتتھم من ربہم » فکانوا یتدبرونها باللیل وینفذونها بالنهار . 

( وكان مالك بن دينار ) رحه الله ( يقول: ما زرع القرآن في قلوبكم يا أهل القرآن إن 
القرآن ربيع المؤمن كا ان الغيث ربيع الأرض) . 

قال بو نعم في الحلية: حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان» حدثنا عبدالله بن أحد بن حنبل» 
حدثني ابی حدئنا سيار بن حاتم » حدثنا جعفر بن سلهان قال : سمعت مالكا يقول : يا جلة القران 
ماذا زرع القرآن في قلوبكم» فإن القرآن ربيع المؤمن» كا أن الغيث ربيع الأرض» وقد ينزل 
الغيث من الساء إلى الأرض فينبت الحشيش فتكون فيه الحبة فلا يمنعها نتن موضعها أن تهتز 
وتخضر وتحسن» فيا حلة القرآن ماذا زرع القرآن في قلوبكم » أين أصحاب سورة أين أصحاب 
سورتين ماذا عملتم فيا ؟ . 

( وقال ) أبو الخطاب ( قتادة) بن دعامة السدوسي الحافظ : ( م يجالس أحد هذا القرآن إلا 
قام بزيادة أو نقصان قال الله تعالى  :‏ وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحة للمؤمنين ولا 
يزيد الظالمين إلا خساراً) ) [ الإسراء : ۸١‏ ] أي فإن كان من الموصوفين بالاييان فيكون شفاء 
لامراضهم . وأما المقعدون عن الحدود فلا يزيدهم القرآن إلا نقصاً في أعاهم. 

( الثامن: التأثر وهو ان يتأثر قلبه ) عند تلاوته ( بآثار عختلفة بحسب اختلاف الآيات 
فیکون له بحسب کل فهم حال ووجد يتصف به قلبه من الحزن) والبكاء ( والخوف 
والرجاء وغيره ومها تمت معرفته) في معاني ما يتلو ( كانت الخشية أغلب الأحوال على 


كتاب آداب تلاوة القران / الباب الثالث N O‏ 


القرآن» فلا يرى ذكر المغفرة والرحة إلا مقروناً بشروط يقصر العارف عن نيلها 
كقوله عز وجل : وإني لَعَمَارّ [ طه: ۸۲ ] ثم أتبع ذلك بأربعة شروط لمن تاب 
وآمَنَ وَعَملّ صالحاً م اهْتَدَى) [ طه: ۸۲ ] وقوله تعال : [والعَصر » إن الإلْسانَ 
في خر » إلا الذِين منوا وَعَملُوا الصَالحات وتَوَاصوا بالْحَق وتَواصوا بالصرٍ ‏ 
[العضى اة كر رة شروط وخ افر دك رطا جاسا قان تال :ان 
رَحمَة الله قريب من الْمُّحسنين© [ الأعراف: ٥٦‏ ]» فالإحسان يجمع الكل. وهكذا 
من يتصفح القرآن من أوّله إلى آخره. ومن فهم ذلك فجدير بأن يكون حاله الخشية 
والحزن. ولذلك قال الحسن: والله ما أصبح اليوم عبد يتلو القرآن يؤمن به إلا كثر 
حزنه وقل فرحه و کثر بکاؤه وقل ضحکه وکر نصبه وشغله وقلت راحته وبطالته. 

وقال وهيب بن الورد: نظرنا في هذه الأحاديث والمواعظ فلم نجد شيا ارق 


قلبه ) والرهبة ألزم الأوصاف به ( فإن التضييق غالب على آيات القرآن فلا ترى ذكر 
الرحة والمغفرة) في آية ( إلا مقروناً بشروط يقصر القارىء عن نيلها ) وأنى له ذلك مع 
عدم تلك الشروط » ( كقوله عز وجل وإني لغفار € ) [ طه: ۸۲ ] أتاه بصيغة الكثرة اشعاراً 
بعموم مغفرته وهو يدعو إلى فح باب الرجاء» ( ثم اتبع ذلك بأربعة شروط ) 
فقال:( لمن تاب وآمن وعمل صاخاً ثم اهتدى) )1 طه: ۸۲ ] فعلق تام المغفرة بالتوبة 
والايمان والعمل الصالح والاهتداء الى سبيل الحق ولا كان الاهتداء كذلك متوقفا على ما قبله 
ذكره بكلمةء ثم إشارة إلى بعد منزلته ورفعة رتبته. 

( وقوله تعالى : < والعصر إن الإنسان لفي خسر » إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات 
وتواصَوا باحق وتواصوابالصير ) )1 العصر ] فهذه السورة ( ذكر) فيها ( أربعة شروط ) 
لنفي الخسارة عن الإنسان فإذا لم تقوجد فيه فهو خاسر في تجارته الإيان» والعمل الصالح» 
والمواصاة بالحق » والمواصاة بالصبر » ( وحيث اقتصر ) على شرط واحد ( ذكر شرطا جامعا ) 
لغالب الشروط المذ كورة ( فقال تعالى : إن رحة الله قريب من المحسنين) ) [الأعراف: 
] ولم يقل من المؤمنين ولا من العاملين ولا غير ذلك ( فاللإحسان يجمع الكل ) من الشروط 
بل هو إشارة إلى كمال كل شرط مذ كور » ( وهكذا من يتصفح القرآن من أوله إلى آخره) آية 
آية جد ما ذ كر » ( ومن فهم ذلك ) في تلاوته ( فجدير ) أي حقيق ( بأن يكون حاله الخشية ) 
والرهبة ( والحزن) والوجد والبكاء وتغير اللون والصعق وغير ذلك ( ولذلك قال الحسن ) 
البصري رحه الله تعالى : ( والله ما أصبح اليوم عبد يتلو) هذا ( القرآن يؤمن به إلا كَثر 
حزنه وقل فرحه وکڅثر بکاؤه وقل ضحکه وکڅثر نصبه ) أي تعبه ( وشغله وقلت راحته 
وبطالته ) کذا نقله صاحب القوت . 

( وقال وهيب بن الورد ) المكي رحه الله تعالى : ( نظرنا في هذه الأحاديث والمواعظ فام 


11۲ أ کا ادات تلاو ة القران. ر اللات الثالت 


للقلوب ولا أشد استجلاباً للحزن من قراءة القرآن وتفهمه وتدبره فتأثر العبد بالتلاوة 
أن يصبر بصفة الآية المتلوة فعند الوعيد وتقييد المغفرة بالشروط يتضاءل من خيفته 
كأنه يكاد يوت . وعند التوسع ووعد المغفرة يستبشر كأنه يطير من الفرح. وعند ذكر 
الله وصفاته وأسمائه يتطأطاً خضوعاً لجلاله واستشعاراً لعظمته. وعند ذكر الكفار ما 
يستحيل على الله عز وجل كذ كرهم لله عز وجل ولداً وصاحبة يغض صوته وينكسر في 
باطنه حياء من قبح مقالتهم » وعند وصف الجنة ينبعث بباطنه شوقا إليها. وعند وصف 
النار ترتعد فرائصه خوفاً منها » ولا قال رسول الله مه لابن مسعود : ١‏ اقرأ عل قال : 
فافتقحت سورة النساء فلا بلغت فَكَيْف إذا جنا مِنْ كَل أمّة بشهيد وجِفنا بك عَلّى 
E O‏ ىت شه تذرفان بائدمع . فقال لي : حسبك الآن .٠‏ 


نجد شيا أرق للقلوب ولا أشد استجلاباً للحزن من قراءة القرآن وتفهمه وتدبره) . 


قال أبو نعم في الحلية : : أخبرنا علي بن يعقوب بن أني العقب في كتابه » وحدثني عنه عثان بن 
عمد قال : : حدثنا جعفر بن أحد بن عاصم» حدثنا أحد بن أبي الحواري» حدثنا أبو علي صاحب 
القاضي ر ن ی ر قال : نظرنا في هذا الحديث فلم نجد شيئاً 
أرق هذه القلوب. ولا أشد استجلاباً للحق من قراءة القرآن لمن تدبره. 


( فتأثر العبد بالتلاوة أن يصير بصفة الآية المتلوة فعند) ذكر (الوعيد) والزجر 
والتهديد. ( وتقييد المغفرة بالشروط يتضاءل ) أي يتقر ويتصاغر ( من خيفة كأنه يكاد 
يموت )» ويغلب عليه الحزن والكآبة » ( وعند التوسع ووعد المغفرة يستبشر ) ويفرح ( كأنه 
بطير من الفرح) والاستبشار با اعد الله له من النعم» > ( وعند ذکر الله تعاى وصفاته وأسمائه 
يتطأطاً خضوعاً) وتذللاً ( لجلاله) وهیبته ( واستشعاراً لعظمته ) و کریائه» ( وعند ذکر 
الكفار ما يستحيل على الله عز وجل كذكرهم لله عز وجل ولداً وصاحبة يغض صوته ) 
قلیلا عر عد رة يكر ي باط اء فن قح فاته ) وجي إل عر وجل 
لا يليق بذاته المقدسة كل ذلك تأدباً في المقام وإجلالاً للملك العلام» ( وعند وصف الجنة 
ينبعث بباطنه شوقاً ها ) وإلى ما أعد الله فيها لأهلها من النعم المقم» ( وعند وصف النار 
ترتعد فرائصه خوفا منها ) وهيبة ما فيها من العذاب المقم لاهلها. 


( ولا قال رسول الله به لابن مسعود ) رضي الله عنه ( «اقرأً علي » ) قال اقرا عليك 
وعليك أنزل؟ قال: ١‏ إني أحب أن أسمعه من غيري » قال: ( فافتتحت سورة النساء فلا 
بلغت ) قوله تعاى : ( # فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً) 
[ النساء : 4١‏ ] رأيت عينيه تذرفان ) أي تفيضان ( بالدمع فقال لي: « حسبك الآن» ) أي 


كتاب آداب تلاوة القران / الاب الثالث 


وهذا لأن مشاهدة تلك الحالة استغرقت قلبه بالكليةء ولقد كان في الخائفين من خر 
مغشيا عليه عند آيات الوعيد » ومنهم من مات في سماع الآيات» فمثل هذه الأحوال يخرجه 
عن أن يكون حاكياً في كلامه. وإذا قال  :‏ إني أخاف إن عصيت ربي عَڌاب يوم 
عظم € [ یونس: ٠۵‏ ]» ولم یکن خائفاً کان حا كياً »و إذا قال : 3 علَيّْك توكلا وَإلَيْكَ 


أمسك عن القراءة. تقدم تخريج الحديث في الباب الذي قبله» ( وهذا لأن مشاهدة تلك اخالة ) 
الحاصلة في الموقف بين يدي الله عز وجل قد (استغرقت قلبه بالكلية ) فصارت كأنها حاضرة 
عله . 

( ولقد كان في الخائفين من خر مغشباً عليه عند آيات الوعيد ) منهم : الربيع بن خيم» 
وقد تقدمت قصته في كتاب الصلاة. 

قال عبدالله بن أحمد في زوائد المسند: حدثنا أحد بن ابراهي الدورقي» حدثنا أبو بكر بن 
عیاش» حدثنا عیسی بن سل » عن أبي وائل قال : خرجنا مع عبدالله - يعني ابن مسعود رضي الله 
عنه - ومعنا الربيع بن خي » فمررنا على حداد فقام عبداللّه ينظر إلى حديدة في النار » فنظر إليها 
الربيع فتايل للتيقظ فمضى عبدالله حتى أتينا على أتون بشاطىء الفرات» فلا رآه عبدالله والنار 
تلتهب فيه قرأً: إذا رأتہم من مكان بعيد سمعوا هما تغيظاً وزفيراً©) إلى قوله: [ثبوراً) 
[ الفرقان : ٠١‏ ] فصعق الربيع فاحتملناه إلى أهله فرابطه عبدالله إلى الظهر فام يفق » ثم رابطه إلى 
العصر فام يفق » ثم رابطه إلى المغرب فام يفق » ثم أفاق فتوجه عبدالله إلى أهله. 

ومنهم ان سيد کان یصعق اذا سمع آية شديدة» و کان مستجاب الدعوة و کان يقال انه من 
الأبدال وهو تابعي صغير أخرج قصته ابن أي داود في كتاب الشريعة» وقد جاء في حديث مرفوع 
بسند معضل : قال أبو عبيد حدثنا وکیع › حد ا حزة الزيات» عن حدان بن أعين قال: سمع 
رسول الله ب رجلا يقرأ إن لدينا أنكالاً وجح ٭ وطعاماً ذا غصة وعذاباً ألباً € [ المزمل : 
۲ ۱۳ ] فصعق . 

( ومنهم من مات عند ساع بعض الآيات ) تقدم ذكر جاعة منهم في كتاب الصلاة وأورد 
أبو إسحاق الثعلى المفسر في كتابه قتلى القرآن منهم عدداً كثيراً . ومن المشهورين بذلك : زرارة 
ابن أوفى من ثقات التابعين و كان قاضي البصرة أخرج الترمذي في أواخر كتاب الصلاة من جامعه 
من طريق بهز بن حكي قال : صلى بنا زرارة ابن أوفى صلاة الفجر فلا بلغ فإذا نقر في الناقور ) 
[المدثر : ۸ ] شهق شهقة فمات وقد ذكرنا ذلك في كتاب الصلاة بأبسط ما هنا. 

( فمثل هذه الأحوال تخرجه عن أن يكون حاكياً في كلامه ) غير متحقق بمضمونه» 
( فإذا قال: إِنّي أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظم) [يونس: ]٠١‏ وم يكن 
خائفاً ) من عذاب الله ( كان حاكياً ) للعبارة ( وإذا قال: 3 ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا 


14 کات اواب تلاو ة القران 4ر :الات الثالث 


نّا اليك المصب € [ الممتحنة: ٤‏ ]» ولم يكن حاله التو كل والإنابة كان حاكيأ» وإذا 
قال : # ولنصبرَنَ على ما آذيْتَمُونا) [ إبراهي: ٠١‏ ]» فليكن حاله الصبر أو العزية 
عليه حت يجد حلاوة التلاوة» فإن م يكن بہذه الصفات ولم يتردد قلبه بين هذه الحالات 
كان حظه من التلاوة حر كة اللسان مع صريح اللعن على نفسه في قوله تعالى : : ألا لَحْتة 
الله على الظّالمين € [ هود : ۸ ] وفي قوله تعالی : 8[ كير مَقتاً عند الله أن تقولُوا ما لا 
تَفْعَلّونَ) [ الصف : ۴ ] وني قوله عز وجل: وهم في عَفلَّة مُعْرضّون( [ الأنبياء : 
۱ ]. وني قوله :فأعُرض عن من تول عَن ذ كرتا وَلَمْ يرذ إل الحياة الذَنّا € [ النجم: 
۹ ]. وي قوله تعالى : ومن لم يتب فأولمك هم الظَالمُون) [الحجرات ١١:‏ ] 


وإليك المصير ) [الممتحنة: 4] وم يكن حاله التوكل والإنابة) والتفويض إلى الله في سائر 
أموره ( كان حاكياً ) لفظ التلاوة. ( وإذا قال: $ ولنصبرن على ما آذيتمونا) [ إبراهم: 
|۲١‏ فليكن حاله حالة الصبر ) على أذى المخالفينء ( أو العزيية عليه حت يجد حلاوة 
التلاوة) فما يتلوه ( فإن م يكن بهذه الصفات ) متصفاً ( وم يتردد قلبه بين هذه الحالات ) 
من الخوف والتوكل والانابة ( كان حظه من التلاوة حر كةاللسان ) فقط وهو غير جد منها 
( مع صريح اللعن على نفسه في قوله: : ألا لعنة الله على الظالمين © ) [ هود :۱۸ ] وهو ظالم 
لنفسه آو على غیره ( وي قوله تعالی: ‏ كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون) ) 
[ الصف : ٣‏ ] وهو يقول ما لا يفعل فيمقت بذلك عند الله والمقت أشد الغضب . ( وني قوله 
تعالى : < وهم في غفلة معرضون) ) [ الأنبياء ٠:‏ ] وهذه الغفلة عن ذكر الله والإعراض عنه 
با سواه. ( وي قوله تعالى : # فأعرض عن من تولى عن ذكرنا وم يرد إلا الحياة الدنيا) ) 
[ النجم: ۲۹ ] وعنده التولي عن ذ كر الله وحب امال والجاه. ( وفي قوله تعالى : < ومن م يتب 
فأولئك هم الظالمون) ) [الحجرات. ]١١‏ وهو لا يتوب وليست له عزية عليه ( إلى غير 
ذلك من الآيات ) الواردة في ذلك فلولا أنه يكون هو الخائف لليوم العظيم وهو المتوكل المنيب 
وهو الصابر على الأذى والمتو كل على المولى ء والا كان مخبرا عن قائل قاله فلا يحد حلاوة ذلك 
ولا مبراثه . فاذا كان كذلك وجد حلاوة التلاوة وتحقق تحقتق بحسن الولاية وإذا تلا الآي المذموم أهلها 
المقوت فاعلها من التولي والظام وحب الدنيا فما أقبح أن يعيب ذلك وهو من أهله» وما أعظم أن 
بذم أهل ذلك وهو بوصفهء فهذا من حجج القرآن عليه فلا يجد مع ذلك حلاوة المناجاةء ولا 
يسمع خطاب المتناجى لأن وصفه المذموم قد حجبه وهو المردي» وعن حقيقة الفهم قد حرمه 
ولآن قسوة قلبه عن الفهم صرفه و كذبه في حاله عن البيان احرمه. فاذا كان هو المتيقظ المقبل 
وهو التائب الصادق سمع فصل الخطاب» ونظر إلى الداعي وله استجاب. 

والتالي إذا خالف هذا الوصف الذي شرحناه أو كان على ضد ذلك من السهو والغفلة والعاء 
والحيرة محادثاً لنفسه مصغياً إلى هواه ووسوسة عدوه ومتوه)ً للظنون عاكفاً على الأماني. 


کتاب آداب تلاوة القران / الاب الثالث YAO APS ARAS RS ARS‏ 


إلى غير ذلك من الآيات وكان داخلاً في معنى قوله عز وجل : ومنهُم أميّون لا 
يَعْلّمَونَ الكتاب إلا أماني € [ البقرة: ۷۸ ] يعني التلاوة المجردة وقوله عز وجل :9 وکاأین 
من آية في السَمَوَات والأرٴْض يرو ن عَلبها َم نها مُغرضون) [ يوسف ٠۰:‏ ] لأن 
القرآن رانين لك الذيات نالرات والأرض ومها تجاوزها ولم یتأثر بها کان معرضاً 
عنها » ولذلك قيل : إن م يكن متصفاً بأخلاق القرآن فإذا قرأ القرآن ناداه اله تعالى ما لك 
ولكلامي وأنت معرض عني دع عنك كلامي إن م تتب إل » ومثال العاصي إذا قرأ القرآن 
وكرره مثال من يكرر كتاب املك في كل يوم مرات وقد كتب إليه في عارة ملكته 
وهو مشغول بتخريبها ومقتصر على دراسة كتابه» فلعله لو ترك الدراسة عند 


( کان داخلاً في معنی قوله عز وجل: 9 ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني) 
[ البقرة ٠:‏ ] يعني التلاوة المجر دة ) لا غير 3 وإن هم إلا يظنون € فوصفهم بالظن وهو ضد اليقين 
كما أخبر عن الظانين في قوم 3 إن نظن إلا د ظناوما نحن بستيقنين) »( وفي معنى قوله تعالى : 
« وکین من آية ف السموات والأرض مرون عليها وهم عنها معرضون) [ يوسف: 
].٥‏ لأن القرآن ) من أجل آيات الله و( هو المبين لتلك الآيات في السموات والأرض) 
الدال على فاطرهما ومنزله» ( ومھا تجاوزھا وم یتأثر بہا کان معرضاً عنها ) وأیضاً کان داخلاً 
بوصف من تهدده بعلمه فيه عند استاعه لکلامه العزیز متهاونا به مناجیا لغیره إذ یقول تعالی : 
ل نن أعام عايستمعون به إذ يستمعون إليك وإذ هم نجوى) [الإسراء : ٤۷‏ ] وبوصف من أخبر 
عنه إذ يقول تعالى : 3 فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون 
سيغفر لنا © الآية [ الأعراف : ۱۹۹١‏ ] هذا وصفهم الظن الكاذب والرجاء المخلف اللذان م يقترنا 
إلى خوف واشفاق وخالفوه عاجلاً وتمنوا عليه المغفرة جهلاً منهم بجكمته تعالى وأعرضوا عن 
أحكامه » قال الله تعالى : # ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلا احق [ الأعراف : 
۹ ] ثم أخبر عن علمهم بذلك عام قول وخبر لا عام يقين ومعاينة فقال تعالى : $ ودرسوا ما 
فيه [ الأعراف : ۱۹۹ ] أي قرأوا ما فيه وعلموه ولم يعملوا به فام ينتفعوا بشيء منه فکان هذا 
توبیخاً هم وتقریعاً کقوله تعالى : 3 قل بسا يأمر ك به إيانكم إن كنتم مؤمنين) [البقرة: ٩۳‏ ] 

راك قل ف كن ما الوق اراق بب با فا قرأ القرآن ناداه 

اله عز وجل مالك ولكلامي وأنت معرض عني دع عنك كلامي إن م تتب تتب إلي ) وهذا المعنى 
قد تقدم للمصنف بلفظ : إن العبد إذا تلا القرآن واستقام نظر الله إليه برحمته فإذا قرأ القرآن 
وخلط ناداه الله تعالى مالك ولكلامي وأنت معرض عني دع عنك كلامي إن لم تتب إلي. 

( ومثال العاصي إذا قرأ القرآن وكرره مثال من يكرر كتاب الملك في کل يوم مرات 
وقد كتب إليه في عمارة نملكته) بالعدل والإصلاح» (وهو مشغول بتخريبها ) بالظام 
والافساد ( ومقتصر على دراسة كتابه فلعله لو ترك الدراسة عند المخالفة ) المتحققة لأوامره 


۱7 ............. كتاب آداب تلاوة القرآن / الباب الثالث 


المخالفة لكان أبعد عن الاستهزاء واستحقاق المقت. ولذلك قال يوسف بن اسباط : 
إني لهم بقراءة القرآن فإذا ذ كرت ما فيه خشيت المقت فأعدل إلى التسبيح والاستغفار . 
والمعرض عن العمل به أريد بقوله عز وجل : 9 فَبَذوه وَرَاءَ ظَهُورهہ واشتروا په تَمَا 
قليلاً ئس ما يَشتَرُون) [ [ آل عمران : ۱۸۷ ]ء ولذلك قال رسول اله بل ااا 
لقرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم ولانت له جلودك فإذا اختلفع فلسم رو 
بعضها- فإذا اختلفع فقوموا عنه ». قال الله تعالى : الَّذِينَ إذا ذكر الله وَجلّت 


ونواهيه ( لكان أبعد عن الاستهزاء ) لكلام املك ( واستحقاق المقت ) منه» ( ولذلك قال 
يوسف بن اسباط ) الشيباني : ( إني لأهم بقراءة القرآن) أي أعزم عليها » ( فإذا ذكرت ما 
فيه ) أي في القرآن ( خشيت المقت ) من الله على نفسي» ( فاعدل إلى التسبيح والاستغفار ) 
کا فى القوت . 

وقال أبو نعم في الحلية : : حدتنا a Cs ea a‏ سمعت المؤمل بن 
الشاخ المصبصي يقول: سمعت يوسف بن اسباط يقول: إني لأهم بقراءة السورة فإذا كان ليس 
يعمل با فيها م تزل السورة تلعنه من أوما إلى آخرهاء وما أحب أن يلعنني القرآن . 

حدثناأحد بن إسحاق »حدثنا مد بن يحي بن منده» حدثنا أبو عمران الطرسوسي» سمعت 
أبا يوسف الغسولي يقول: كتب حذيفة المرعشي إلى يوسف بن اسباط» أو يوسف إلى حذيفة أما 
بعد : فإنه من قرأ القرآن ثم آثر الدنيا فهو ممن اتخذ آيات الله هزوا » ومن كان طلب الفضائل أهم 
إليه من ترك الذنوب فهو مخدوع» وقد خشيت أن يكون خير أعالنا أضر علينا من ذنوبنا. 

( والمعرض عن العمل به ) أي بالقرآن ( أزيد إنمالقوله تعالى : < فنبذوه وراء ظهورهم 
واشتروا به نمناً قلبلاً فبئس ما یشترون) ) [ آل عمران: ۱۸۷ ] وفي قوله تعالی السابق ذکره 
ودرسوا ما فيه وجه غریب ذکره صاحب القوت وهو أن معناه حوه بترك العمل به والفهم له 
من قولك : درست الريح الأثار إذا حتهاء وخط دارس وریع دارس إذا احی وعفا اثره» وهذا 
المعنى مواطىء لقوله تعالى : 8 فنبذوه وراء ظهورهم » الآية وهي التي ذكرها المصنف ومواطىء 
لقوله تعالى : #نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون 
وأتبعوا ما تتلوا الشياطين© [البقرة: ٠١١‏ ] أي ما تتبع وتهوى وكل آية في التهديد والوعيد 
فللخائفين منها وعظ وتخويف وللغافلين منها وصف وتعریف علمه من علمه . 

( ولذلك قال رسول الله َه : « اقرأوا القرآن ما آئتلفت )أي اجتمعت ( عليه قلوبكم 
ولانت له جلودك فإذا اختلفتم فلستم تقرأونه وفي بعضها ) أي الروايات ( فإذا اختلفتم فيه 
فقوموا عنه» ) هکذا أورده في القوت بالروايتين. 

قال العراقي : متفق عليه من حديث جندب بن عبدالله البجلى باللفظ الثاني دون قوله: 
« ولانت جلود » اه. 


كتاب آداب تلاوة القران / الاب الثالث OVE ESSE‏ 


قلوبُهُم ودا تليّت علَيْهم آياتة دهم إبماناً وعلى ربّهم يتوكَلُونَ) [ الأنفال: ۲ ] وقال 
ر : ١‏ إن أحسن الناس صوتاً بالقرآن الذي إذا سمعته يقرأ رأيت أنه يخشى الله تعالى » . 


قلت : و كذلك رواه أحمد » والنسائي» ورواه مسام أيضاً والطبراني عن ألي بكر » ورواه النسائي 
ايضا عن معاد بن جبل . 

ومعنى الحديث : دوموا على قراءته ما دامت قلوبكم تألف القراءة بنشاط وخواطر ك بموعة» 
فاذا صارت قلوبكم في فكرة شيء سوى قراءتكم وحصلت القراءة بالسنتكم مع غيبة قلوبكم فلا 
تفهمون ما تقرأون فاتر كوه إلى وقت تعودون في محبة قراءته إلى الحالة الأولى » فإنه أعظم من 
قراءته بغير حضور قلب فان الاختلاف في القران يؤدي إلى الجدال والجدال إلى الجحد وتلبيس 
الحق بالباطل . 

وقوله: «ولانت جلود؟» ليس عند الجاعة وهو مواطىء لقوله تعالى : م تلين جلودهم 
وقلوبهم إلى ذلك الله ) [ الزمر : ۲۳ ] وهو كناية عن الخشية والإذعان لقبول ما يرد عليه من آثار 
الفهم » فإذا صفا القلب بنور اليقين وأيد العقل التوفيق والتمكين وتجرد اهم من تعلق جخلق وتألف 
السر بالعكوف على الخالق وخلت النفس من الهوى سرت الروح فجالت في الملكوت الأعلى كشف 
للقلب بنور اليقين الثابت ملكوت العرش عن معاي صفات موصوف. وأحكام خلاق ومألوف» 
وباطن أسماء معروف وغرائب عام رحم رؤوف» فشهد عن الكشف أوصاف ما عرف فقام حينئذ 
بشهادة ما عرف» فکان ممن ( قال الله تعالى )  :‏ يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به€ [ البقرة: 
١‏ |] ومن قال الله تعالى : ( # إذا ذ كر الله وجلت قلوبمم وإذا تلبت عليهم آياته زادتم 
إماناً ) أولئك هم المؤمنون حقاً# [ الأنفال :۲-> ] لأنه إذا أعطاه حقيقة من الإبيان أعطاه من 
معناه حقيقة من مشاهدة» وکانت تلاوته عن شهادة» و کان مزیده من معنی تلاوته . و کان ذلك 
على معيار حقيقة من إيمانه» فيكون العبد يوصف من نعت بالحضور والإنذار» وخص بالمزيد 
والاستبشار في قوله: فلا حضروه قالوا انصتوا فلا قضى ولوا إلى قومهم منذرين) 
[ الأحقاف : ۲۹ ] ومن قوله تعالى : 3 فزادتهم إياناً وهم يستبشرون) [ التوبة: ٠١١‏ ] ويكون 
بنعت من مدحه بالعام وأثنى عليه بالرجاء ووصفه بالخوف في قوله تعالى : 3 يحذر الآخرة ويرجو 
رحة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) [ الزمر: ٩۹‏ ]. 

غم ان أعام الخلق بعاني الكلام أعرفهم بمعاني الصفات» وأعرف العباد بمعاني الأوصاف 
والأخلاق وغامضات الأحكام أعرفهم بسرائر الخطاب ووجه الحروف ومعافي باطن الكلام» 
وأحقهم بذلك أخشاهم له وأخشاهم له أقربهم منه وأقربهم منه من خصه باثرته وشمله بعنایته . 

( و) قد ( قال به : « إن أحسن الناس صوتاً بالقرآن الذي إذا سمعته يقرأ رأيت أنه 
نشی الله تعالی » ) ولا یخشاه حت یعرفه ولا یعرفه حت یعامله ولا یعامله حتی یقربه ولا یقربه 
حتى يعنى فيه وينظر إليه» فعندها عرف سر الخطاب واطلع على باطن الكتاب. 


Sunnennunnseraneneanoeneneanennennsaeeneoeenseenennenennnananeneenenenecenneececeeeennenennennn 


قال العراقی : رواه ابن ماجه بسند ضعیف من حدیث جابر اه. 

قلت : ورواه مد بن نصر في كتاب الصلاةء والبيهقي في السنن » والخطيب ف التاريخ عن ابن 
عباس . 

ورواه السجزي قي الإبانةء والخطيب أيضاً عن ابن عمر» ورواه الديلمى عن عائشة کلهم 
بلفظ : « أحسن الناس قراءة الذي إذا قرأ رأيت أنه يخشى الله » . 

أما حديث جابر الذي أشار إليه العراقى » فرواه ابن ماجه عن بشر بن معاذ» حدثنا عبد الله 
ابن جعفر » حدثنا إبراهم بن إسماعيل بن ممع » عن أي الزبير عن جابر رضي الله عنه قال : قال 
رسول الته ّل : ١‏ إن أحسن الناس صوتاً بالقرآن الذي إذا سمعت قراءته حسبت أنه يخشى الله ». 

ورواه الآجرى في فوائده» عن عمر بن أيوب السقطى » حدثنا القواريري» حدثنا عبد الله بن 
جعفر فذ کر مثله. 

وأخرجه ابن أي داود من وجه آخر عن عبد الله بن جعفر وهو المديني والد علي وفيه في شيخه 
إبراهم بن إسماعيل بن بجمع ضعف وهذا معنى قول العراقي بسند ضعيف . 

وأما حديث ابن عمر» فروي من طرق منها مرسل رواه سفيان الثوري » عن ابن جريج » عن 
صوتا بالقرآن ؟ قال : « الذي إذا سمعته رأيت أنه يخشى الله » . 

وقال الدارمي حدثنا جعفر حدثنا مسعر» عن عبد الكرم عن طاوس بنحوه. 

وهكذا أخرجه محمد بن نصر من رواية وكيع عن مسعر وهو مرسل حسن السنة. 

وجاء من وجه آخر عن طاوس موصولاً قال عبد بن حيد: حدثنا عثان بن عمر» حدثنا 
مرزوق أبو بكر عن سلهان الأحول عن طاوس» عن ابن عمر أن رسول الله مذ سئل أي الناس 
أحسن قراءة؟ قال :« الذي إذا سمعت قراءته رأيت أنه يخشى الله عز وجل » أخرجه محمد بن نصر 
عن مد بن يجي عن عمر بن الي عمر عن مرزوق . 

وأخرجه ابن أي داود في كتاب الشريعة» عن عبد الله بن مد » عن أي نعم » عن مرزوق مولى 
طلحة الباهلى . وثقه أبو زرعة الرازي . 

ومنها قال الطبراني : حدثنا أحمد بن زهير» حدثنا مد بن معمر» حدثنا حيد بن حاد» عن 
مسعر» عن عبدالله بن دينار» عن ابن عمر قال: قيل للني مه : « من أحسن الناس صوتاً 
بالقران » فذ کر مثله . 

وأخرجه البزار عن مد بن معمر» وأخرجه ابن أي داود من وجه آخر عن حيد بن حاد قال 
البزار : لم يتابع حيد عليه وإنغا رواه مسعر عن عبد الكرم يعني كا تقدم مرسلا . 


كتاب آداب تلاوة القرآن / الاب الثالث Nec eee‏ 


O 
را ی ل إل القلب والخمل به و إلا فالؤونة في ريك اللسان‎ 
و ا بعض القراء : قرأت القرآن على شيخ لي ثم رجعت لأقرأ‎ 
تانا فانتهرني وقال: جعلت القرآن عل عملا اذهب فاقراً على الله عز وجل فانظر‎ 
عاذا يأمرك وبماذا ينهاك. وبذا كان شغل الصحابة رضي الله عنهم في الأحوال‎ 
والأعال. فمات رسول الله تله عن عشرين ألفاً من الصحابة م يحفظ القرآن متهم إلا‎ 


ولحديث طاوس شاهد من مرسل الزهري قال عبد الله بن المبارك : حدثني يونس بن يزيد عن 
الزهري : بلغنا عن النبي بب قال : « أحسن الناس صوتاً بالقرآن الذي إذا سمعته رأيت أنه يخشى 
الله ». 

( وقال ْله : « لا يسمع القرآن من أحد أشهى منه من يخشى الله عز وجل») . 

قال العراقي : رواه أبو عبد الله الحا فيا ذكر أبو القاسم الغافقي في كتاب فضائل القرآن اه. 

قلت :وم یذ کر صحابیه وقد رواه ابن المبارك عن طاوس مرسلاً » ورواه السجزي في الابانة 
عن طاوس عن أي هريرة. 

( فالقرآن يراد لاستجلاب هذه الأحوال إلى القلب وللعمل به) والاهتداء بانواره» 
( وإلا فا لمؤونة في تحريك اللسان بالحروف خفيفةء ولذلك قال بعض القراء قرأت القرآن ) 
ولفظ القوت: وحدثني شيخ فاضل قرأت عليه القرآن قال: قرأت القرآن ( على شبخ لي م ) U‏ 
ختمته عليه ( رجعت) إليه ( لاقراً ثانباً فانتهرني وقال : جعلت القراءة عل عملا اذهب 
فاقراً على الله تعالى» فانظر ماذا يأمرك وينهاك وماذا يفهمك. ولقد كان شغل الصحابة 
رضي الله عنهم في الأحوال والأعبال) لا في الأقوال» ( فمات َل عن عشرين ألما من 
الصحابة) . 

قال العراقى : لعله أراد بالمدينة وإلا فقد روينا عن ألي زرعة الرازي أنه قال قبض عن مائة 
ألف وأربعة عشر ألفاً من الصحابة من روى عنه وسمع منه اه. 

قلت : تقدم قول أي زرعة وهکذا ذکره غيره وقد أسلفناه مفصلاً في كتاب العام فراجعه. 

( وم بحفظ القرآن) كله ( منهم إلا ستة) أنفس (اختلف منهم في إثنين ) ففي 
الصحيحين من حديث أنس قال: جع القرآن على عهد رسول الله ّي أربعة كلهم من الأنصار 
آي بن کعب» ومعاذ بن جبل» وزید» وأبو زيد . 

قلت : من أبو زيد ؟ قال :أحدعمومتي . 

وزاد ابن أي شيبة في المصنف من رواية الشعبى مرسلاً وأبو الدرداء» وسعيد بن عبيد. 


۲۰ ............. كتاب آداب تلاوة القرآن / الباب الثالث 


ستة اختلف في اثنين منهم . و كان أ كثر هم يحفظ السورة والسورتين . و كان الذي يحفظ البقرة 
والانعام من علائهم » ولا جاء واحد ليتعام القرآن فانتهى إلى قوله عز وجل : 9 فمن يَعْمَلٌ 
منقال ذَرَةٍ حيرا يره ومن يَعْمَّل مْقَال ذَرَة شرا يره [ الزلزلة : ٠۷‏ ۸ ] قال : يكفي هذا 
وانصرف . فقال ّي : « انصرف الرجل وهو فقيه ». وإنما العزيز مشل تلك |-الة التي 


وفي الصحيحين من حديث عبد الله بن عمرو ٠:‏ استقرئوا القرآن من أربعة من عبدالله بن 
مسعود وسالم مولى أي حذيفة ومعاذ بن جبل وأهي بن كعب ». 

وقال صاحب القوت عن بعضهم : ولم يكن جعه من الخلفاء الأربعة أحد» وخت ابن عباس على 
أي وقرأً عبد الرحمن بن عوف على ابن عباس وقرأ عثان بن عفان على زيد بن ثابت» وقرأً 
أهل الصفة على أي هريرة. 

( وكان أكثرهم يحفظ السورة والسورتين ) رواه ابن الأنباري في المصاحف بسنده إلى عمر 
رضي الله عنه قال : « كان الفاضل من أصحاب رسول الله ّنه في صدر هذه الأمة من يحفظ من 
القرآن السورة أو وها » الحديث وسنده ضعىف . 

( وكان الذي يحفظ ) الحزب منه وهو السبع أو ( البقرة والأنعام ) يعد ( من علائهم ) . 

روي الترمذي وحسنه من حديث أي هريرة قال : « بعث رسول الله ي بعثاً وهم ذوو عدد 
فاستقرأهم فاستقرأً كل رجل ما معه من القرآن فأتى على رجل من أحدثهم سنا فقال : ما معك يا 
فلان؟ قال : معي كذا وكذا وسورة البقرة فقال: أمعك سورة البقرة؟ قال: نعم . قال: إذهب 

وروی أحد في مسنده من حديث أنس قال: « كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جل في 
أعيننا وأقام ابن عمر على حفظ البقرة ماني سنين » رواه مالك في الموطأ. 

ولا جاء رجل إلى رسول الله عله يتعام العم فلا كان عند باب المسجد سمع النبي له وهو 
يقرأ # فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره« ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره [ الزلزلة: ۷ ۸ ] فقال 
يكفيني هذا فانصرف. فقال الى عأ : ١‏ انصرف الرجل وهو فقيه ». 

قال العراقي : رواه ابو داود والنسائي في الکبری» وابن حبان والحاک وصححه من حدیث 
عىد الله بن عمرو قال : « تى رجل رسول الله ب فقال: اقرئنى يا رسول الله » الحديث وفيه: 
١‏ اقرأه رسول الله بل إذا زلزلت الأرض حتى فرغ منها فقال الرجل : والذي بعثك بالحق لا 
أزيد عليها أبداً ثم أدبر الرجلء فقال رسول الله به : « أفلح الرويجل أفلح الرويجل ». 

ولأحد والنسائي في الكبرى من حديث صعصعة عم الفرزدق أنه صاب القصة وقال: حسبي 
لا أبالي أن لا أسمع غيرها. 

( وإنما العزيز مثل تلك الحالة التي يمن الله بها على قلبب العبد عقيب فهم الآية فأما جرد 


كتاب آداب تلاوة القرآن / الاب الثالث 


من الله عز وجل بها على قلب المؤمن عقيب فهم الآية » فأما جرد حركة اللسان فقليل 
الجدوى بل التالي باللسان المعرض عن العمل جدير بأن يكون هو المراد بقوله تعالی : 
ومن أعْرَض عَنْ ذكّري فن لَه مَعيشَة ضنكا وَتَحشره بوم القيامة أعْمَى) [ طه: 
)]٤‏ وبقوله عز وجل : كلك انك اانا فَتَسيتَها وَكَدَلِك اليوم تنْسّى) 1 طه: 
١‏ ] أي تركتها ولم تنظر إليها ولم تعبا بهاء فإن المقصر في الأمر يقال: إنه نسي 
الأمر . وتلاوة القرآن حق تلاوته هو أن يشترك فيه اللسان والعقل والقلب فحظ اللسان 
تصحيح الحروف بالترتيل » وحظ العقل تفسير المعاني» وحظ القلب الاتعاظ والتأثر 
بالانزجار والائةار » فاللسان يرتل والعقل يترجم والقلب يتعظ . 

التاسع : الترقي . وأعني به أن يترقى إلى أن يسمع الكلام من الله عز وجل لا من 
نفسه فدر جات القراءة ثلاث : أدناها أن يقدر العبد كأنه يقرؤه على الله عز وجل واقفا 


حر كة اللسان )وشقشقته ( فقليل الجدوى ) ناقص الفائدةء ( بل التالي باللسان المعرض عن 
العمل جدير بان يكون هو المراد بقوله عز وجل ( ومن أعرض عن ذكري) أي عن 
الهدى الذاكر لي والداعي إلى عبادتي ( فإن له معيشة ضنكاً ) أي ضيقاً مصدر وصف به وذلك 
لأن مجامع همه ومطامح نظره تكون إلى أعراض الدنيا متهالكاً على ازديادها خائفاً على انتقاصها 
( ونحشره يوم القيامة أعمى ) أعمى البصر أو القلب» ويؤيد الأول : قوله ( قل رب ) حشرتي 
أعمى وقد كنت بسبراً قال: كذلك أتتك آياتنا ) الواضحة ( فنسيتها ) أي عميت عنها 
( وكذلك اليوم تنسى) ) [ طه: ٠١١ - ٠١١‏ ] أي تترك في العمى والعذاب قيل معنى فنسيتها 
( أي تركتها وم تنظر إليها وم تعبا بها ) أي م تحتفل بشأنها ( فإن المقصر في الأمر بقال انه 
نسي الأمر ) أي تر كه وقصر فيه وهذا شائع عند أهل اللغةء ثم قال : : 3 وكذلك نجزي من أ اسرف 
وم يمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى) [ طه: ٠۲١‏ ] وكذلك قوله تعالی :ومن کان 
في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلاً € [الاسراء : ۷١‏ ] وفي بعض الأخبار : « من 

نسي الصلاة علي أخطأ طريق قى الجنة » وإنما أراد بالنسيان الترك» ( و ) المراد من ( تلاوة القرآن ) 
ا ا حق تلاوته € أن يشترك فيه اللسان والعقل والقلب فحظ اللسان تصحيح 
الحروف ) وتجويدها ( بالترتيل ) المسنون»( وحظ العقل تفسير المعاني ) المتحصلة من تلك 
الألفاظ» ( وحظ القلب الاتعاظ والتأثر والانزجار ) عن النواهيء ( والائتار ) بالأوامر. 
( فاللسان واعظ ) ناصح ( والعقل ترجان) يترجم ما يفهمه من ذلك الوعظ» ( والقلب 
متعظ ) یقله او یرده. 

( التاسع : الترقي وهو ) يكون من حضيض إلى أوج» والمراد منه ( أن يترقى ) في تلاوته 
Se‏ 


r‏ كتاب آداب تلاوة القرآن / الباب الثالث 


بين يديه وهو ناظر إليه ومستمع منه. فيكون حاله عند هذا التقدير السؤال والتملق 
والتضرع والابتهال. 

الثانية: أن يشهد بقله كأن الله عز وجل يراه ويخاطبه بألطافه ويناجيه بانعامه 
وإحسانه فمقامه الحياء والتعظم والاصغاء والفهم. 

الثالثة : أن يرى في الكلام المتكام . وفي الكلات الصفات فلا ينظر إلى نفسه ولا إلى 
قراءته ولا إلى تعلق الانعام به من حیث أنه منعم عليه » بل یکون مقصور المم على 
امتكام موقوف الفكر عليه كانه مستغرق بمشاهدة المتكام عن غيره. وهذه درجة المقربين 
وما قله در جة اصحاب اليم وما خرج عن هذا فهو درجات الغافلين . وعن الدرجة 
العلا اخبرنا جعفر بن مد الصادق رضى الله عنه قال: والله لقد تلى الله عز وجل 
E OL ES E‏ سألوه عن حالة لحقته في الصلاة 


أدناها أنيقدر العبد ) في نفسه ( كأنه يقرأ على الله عز وجل ) ويناجيه بكلامه ( واقفاً بين 
يديه ) بالا جلال والتعظم ( وهو ناظر إليه ) بعين رحته والطافه» ( ومستمع منه) ما يتلوهء 
( فيكون حاله عند هذا التقدير ) ومقامه ( السؤال والتملق والتضرع والابتهال ) والطلب 
والتعلق » فالسؤال والتملق مقامه والطلب والتعلق حاله. 

( الثانية: أن يشهد بقلبه كأن الله عز وجل يراه ويخاطبه بالطافه ويناجيه بإنعامه 
وإحسانه فمقامه الحياء والتعظم و) حاله ( اللإصغاء والفهم ) لما يتلوه. 

( الثالث: أن يرى في الكلام المتكام وفي الكلهات الصفات ) أي يشهد أوصاف المتكام في 
کلامه ویعرف أخلاقه بعاني خطابه » ( فلا بنظر إلى نفسه ولا إلى قراءته ولا إلى تعلق الأنعام 
به من حيث أنه منعم عليه ) بإحسانه » ( بل يكون مقصور الفهم على المتكام موقوف الفكر 
عليه كأنه مستغرق بمشاهدة المتكام عن غيره)» بل لا يخطر السوى بباله ( وهذه درجة) 
العارفين ( المقربين ) ومقامهم وهي أعلاها. ( وما قبله درجة ) الأبرار من ( أصحاب اليمين ) 
كا أن ما قبله درجة المتعرفين والمريدين» ( وما خرج عن هذا فهي درجات الغافلين ) فإذا 
کان التالي من اصحاب اليمين فينبغي له ان يشهد في التلاوة ان مولاه يحاطبه بالکلام لانه سبحانه 
وتعالى متكام بكلام نفسه وليس للعبد في كلامه كلام » وإنما جعل له حر كة اللسان بوصفه وتيسير 
الذ كر بلسانه لحكمة ربه تعالى حدا للعبد ومكانا له كا كانت الشجرة وجهة لموسى عليه السلام 
کلمه ربه منها . 

( وعن الدرجة العليا ) من الدرجات الثلاث ( أخبر ) الإمام أبو محمد ( جعفر بن محمد ) 
ابن علي بن الحسين ( الصادق رضي الله عنه فقال: والله لقد عجلى الله لخلقه في كلامه ولكنهم لا 
يبصرون ) نقلةً صاحب القوت أي لا يدر كونه بججب بصيرتہم عن ذلك ( وقال أيضاً وقد 


كتاب اداب تلاوة القران / الاب الثالث EES aes‏ 


تی خر مغشيا علبه فلا سري عنه قیل له في ذلك فقال: ما زلت أردد الآية على قلي 
حتى سمعتها من المتكام بها فام يثبت جسمي لعاينة قدرته » ففي مثل هذه الدرجة تعظم 
الحلاوة. ولذة المناجاة. ولذلك قال بعض الحكاء : كنت أقرأً القرآن فلا أجد له 
حلاوة حتی تلوته کأني أسمعه من رسول الله ي يتلوه على أصحابه » ثم رفعت إلى 
مقام فوقه فكنت أتلوه كأني أسمعه من جبريل عليه السلام يلقيه على رسول الله وله › ثم 
جاء الله بمنزلة أخرى فأنا الآن أسمعه من المتكام به فعندها وجدت له لذة ونعيا لا أصبر 
عنه . وقال عثان وحذيفة رضي الله عنها : لو طهرت القلوب لم تشبع من قراءة القرآن» 
وإنما قالوا ذلك لأنها بالطهارة تترقى إلى مشاهدة المتكام في الكلام . ولذلك قال ثابت 
البناني : كابدت القران عشرين سنة وتنعمت به عشرين سنة. وبمشاهدة المتكام دون ما 
سواه يكون العبد متثلاً لقوله عز وجل  :‏ فَمْرّوا إلى الله € [ الذاريات : ٠١‏ ]. ولقوله 


سألوه عن حالة لحقته ) ولفظ القوت عن شيء لحقه ( في الصلاة حت خر مغشياً عليه» فلا 
سرى عنه ) أي كشف عنه وأفاق ( فقيل له في ذلك فقال: ما زلت أردد الآية على قلبي حتى 
سمعتها من المتكام بها فام يثبت جسمي لمعاينة قدرته ) تعاى » فكذلك الخصوص يرددون الآية 
في قلوبهم ويتحققون في مشاهدتهم بمدد من سيدهم حت يستغرقهم الفهم فيغرقون في بجر العام » 
( ففي مشل هذه الدرجة تعظم الحلاوة) في التلارة (و) تكثر (لذة الماجاة) وينتج 
الاستغراق. ( ولذلك قال بعض الحكاء ) وني القوت وقال بعض العلاء ( كنت أقرأً القرآن 
N RT O gy‏ 
ا إلى مقام فوقه فكنت أتلوه كأني أسمعه من جبريل عليه السلام 
يلقيه إلى رسول الله علي له ثم جاء الله تعالى بمنزلة أخرى فأنا الآن اسمعه من المتكام به عز 
وجل فعندها ولخدت لذة وتا لأ أصير عنه ) هكذا ساقه في القوت . 

( وقال عثان) بن عفان ( وحذيفة ) بن الهان رضي الله عنها : ( لو طهرت القلوب ) أي 
عن دنس الأغطية ( تشع من قراءة القرآن) كذا نقله صاحب القوت» ( وإنما قالا ذلك 
لأنہا بالطهارة ) القلبية ( ترقى إلى مشاهدة المتكام في الكلام) ومعاينة أخلاقه في صفاته» 
( ولذلك قال ثابت البناني: كابدت القرآن عشرين سنة ) أي جاهدت نفسي في تحصيله على 
اغ ل الد جات (و تفت به عخ رين م ا صاب القرت: 

وفي الحلية لأي نعيم حدثنا عبدالله بن مد حدثنا أحمد بن الحسين» حدثنا أحد بن إبراهم 
ابن کثير » حدثني مد بن مالك حدثنا عمرو بن محمد بن أي رزین قال: قال ثابت کابدت 
الصلاة عشرين سنة وتنعمت بها عشرين سنة. 

( وبمشاهدة المتكام ) في كلامه ( دون ما سواه يكون العبد متثلاً لقوله عز وجل ففروا 


۲٤‏ ......... كتاب آداب تلاوة القران / الباب الثالث 


تعالى : ولا تَجعَلُوا مع الله إهاً خر [ الذاريات : E RE‏ 
فقد رأی غيره. وکل ما التفت إليه العبد سوی الله تعالى ڌ تضمن التفاته شيعا من الشرك 
الخفي » بل التوحيد الخالص أن لا يرى في كل شيء إلا الله عز وجل . 

العاشر : التبرىء. وأعني به أن وا من حوله وقوته والالتفات إلى نفسه بعبن 
إلى الله )1 الذاريات ٠٠:‏ ] أي من الخلق أعام أن التالي إذا كان من أهل العام بالله والفهم عنه 
والسمع من الله تعالى والمشاهدة فيشهد ما غاب عن غيره وأبصر ما عمى عنه سواه» وقد قال تعالى : 
فلا أقسم با تبصرون وما لا تبصرون) [الحاقة: ۳۸ ] وقال تعالى : [فاعتبروا يا أولي 
الأبصار 4 [ الحشر : ]١‏ معناه في الفهم اعبروا إلي فقد ابصرتم فلا أعطاهم الأيدي والأبصار 
هبروا بقواهم إلى ما أبصرواء فر ب اللا وجل فن الو ن دک ووا لی و چم عل 
معيار حسن الابتلاء وم ينقصهم البلاء شيا » فكانوا كا أخبروا كالذي أمر في قوله: ومن كل 
شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون*» ففروا إلى الله [ الذاريات : ٠١ » 4٩‏ ] ( ولقوله تعالى : 
ولا تجعلوا مع الله إهاً آخر € ) [ الذاريات ۵١:‏ ] فكانوا هم الموحدون المخلصون له وكان هو 
امنفرد المستخلص هم ثم جاوزوا التذ كرة بالأشياء إليه فذ كروه عنده به فحينئذ هربوا إليه منه 
حين هللوا به فام يتا هوا إلى سواہ کا لم يعبدوا إلا إياه. 

قال صاحب القوت : وكذلك رأيتها في مصحف عبد الله 3 ففروا إلى الله منه إفي لكم نذير 
مبين). 

(فمن م یره في کل شيء فقد رأى غيره وكل ما التفت إليه العبد سوى الله تعالى 
تضمن التفاته شيئاً من الشرك الخفي ) الذي هو أخفى من دبيب النمل على الصفا في الليلة 
الظلاء . ( بل التوحيد الخالص أن له یری في کل شيء إلا الله عز وجل ) وهذا هو المعبر عنه 
جحقبقة الحقادُ ق » وأصحاب هذا المقام بعد اتفاقهم على ذلك منهم من كان له هذا الحال عرفانياً 
علمياً» ومنهم من صار له ذلك ذوقاً حال وانتفت عنهم الكثرة واستغرقوا بالفردانية المحضة 
واستوفیت فیها عقوم فصاروا کالمبهوتین فيه ولم يبق فیهم متسع لا لذکر غير الله ولا لذ کر 
أنفسهم أيضاًء فام يكن عندهم إلا الله فسكروا سكرا وقع دون سلطان عقومم فشطوا وكلام 
العشاق في حال السكر يطوى ولا يحكى » فلا خف عنهم سكرهم وردوا إلى سلطان العقل الذي هو 
ميزان الله في الأرض عرفوا أن ذلك لم يكن حقيقة الاتحاد ‏ بل يشبه الاتحاد وهذه الحالة إذا 
غلمت سميت بالاضافة إلى صاحب الحالة فناء » بل فناء الفناء لأنه فنى عن نفسه وفنى عن فنائه فإنه 
لیس یشعر بنفسه في تلك الحال ولا یعدم شعوره بنفسه ولو شعر بعدم شعوره بنفسه کان قد شعر 
بنفسه» وتسمى هذه الحال بالاأضافة إلى المستغرق به بلسان المجاز اتحادا وبلسان الحقيقة توحيداء 
والته أعام. 
( العاشر : التبرىء واعني ) به به ( ان يتبرأً) أي يظهر البراءة ( من حوله وقوته والالتفات إل 
بعين الرضا والتز كية ) ولا يتحقق التولي لمولاه إلا بهذا التبرىء فإنه ما دام يثبت لنفسه حولاً 


کتاب آداب تلاوة القرآان / اللاب الثالث NEO Sea NSR‏ 


الرضا والتز كبة. فاذا تلا ايات الوعد والمدح للصالحين فلا يشهد نفسه عند ذلك بل 
يشهد الموقنين والصديقين فيها ويتشرّف إلى أن يلحقه الله عز وجل بهم» وإذا تلا 
ایات القت وذم العصاة والمقصرين شهد على نفسه هناك وقدر انه المخاطب خوفا 
واشفاقاً . ولذلك كان ابن عمر رضي الله عنها يقول : اللهم ي أستغقرك لظطلمي 
وکفري» فقيل له: هذا لظم فبا بال الكفر؟ فتلا قوله عز وجل: : إن الإنْسَانَ 
لظَلَوم كفا ) [ إبراهم : ١‏ ]» وقيل ليوسف بن اسباط : إذا قرأت القرآن بماذا تدعو ؟ 
فقال : مادا أدعو استغفر الله عز وجل من تقصيري سبعين مرة» فإذا رأى نفسه بصورة 
التقصير في القراءة كان رؤيته سبب قربه » فإن من شهد البعد في القرب لطف به في الخوف 
حتى يسوقه الخوف إلى درجة أخرى في القرب وراء ها » ومن شهد القرب في البعد مكر به 
بالأمن الذي يفضيه إلى درجة أخرى في البعد أسفل ما هو فيه. ومها كان مشاهداً 


أويضيف إليها قوَّة أو ينظر إليها بعين استحسان فهو قاصر الدرجة عن مقام حبة الحق ولا يجتمم 
الحبان في قلب ( وإذا ) كان التالي خائفاً ناصحا لنفسه وللخلق سلم القلب و( تلا آيات الوعد 
والمدح ) وحاسن الوصف ( للصاين ) ومقامات المقربينء ( فلا يشهد نفسه) هناك ولا يراها 
مكاناً لذلك ( عند ذلك» بل يشهد الموقنين والصديقين فيها ) وينظر إليهم منها سلامة للقلب 
ونصحا للخلق» ( ويتشوف أن يلحقه الله تعالى بهم ) ويرقيه إلى مقاماتهم » ( وإذا تلا آيات 
المقت وذم العصاة والمقصرين ) أي الآي الممقوت أهلها المتهدد عليها المذموم وصفها من 
مقامات الغافلين وأحوال الخاطئين ( شهد نفسه هناك وقدر انه) هو (المخاطب ) المقصود 
بذلك ( خوفاً) منه ( واشفاقاً ) فبهذه المشاهدة يرجو للخلق ويخاف على نفسه» ومن هذه 
الملاحظة يسام قلبه للعباد ويقت نفسه» ( ولذلك كان عمر) بن الخطاب ( رضي الله عنه 
يقول ) في دعائه : ( اللهم إني استغفرك لظلمي وكفري فقيل له ) يا أمير المؤمنين : ( هذا الظام 
فا بال الكفر؟ فتلا قوله عز وجل إن الإنسان لظلوم كفار #[ إبراهم: ]١١‏ نقله 
فا خت الوت 

( وقيل ليوسف بن اسباط : إذا قرأت القرآن بماذا تدعو؟ فقال: بماذا أدعو أستغفر 
الله عز وجل من تقصيري سبعين مرة) نقله صاحب القوت و أره في الحلية في ترجته وتعيين 
العدد بالسبعين مرة اتباعاً لما ورد في الخبر أنه ليغان على قلبي وإني استغفر الله كل يوم سبعين 
مرة. ( فإذا رأى نفسه بصورة التقصير في القراءة كان رؤيته سبب قربه ) ومشاهدته على 
قدر مقامه في رؤيته . ( فان من اشهد البعد في القرب لطف به في الخوف ) وفي نسخة لطف له 
بالخوف ( حتى يسوقه إلى درجة أخرى في القرب وراءه ومن اشهد القرب في البعد مكر به 
بالأمر الذي يقضي به إلى درجة أخرى في البعد أسفل ما هو فيه ومها كان مشاهدا نفسه 
بعين الرضا صار محجوباً بنفسه ) أي أن قلب هذان' المعنيان على عبدحتى يشهد نفسه في المدح 


۲١‏ تاب ادات تلاو ة القران :رالات الغالت 


نفسه بعين الرضا صار محجوباً بنفسه» فإذا جاوز حد الالتفات إلى نفسه ولم يشاهد إلا 
الله تعالى في قراءته كشف له سر الملكوت. قال أبو سلهان الدارافي رضي الله عنه: وعد 
ابن ثوبان أخأً له أن يفطر عنده فابطاً عليه حتى طلع الفجر فلقيه أخوه من الغد فقال 
ل ودن أنك تفطر عندي فأخلفت. فقال: لولا ميعادي معك ما أخبرتك بالذي 
حبسنى عنك! إني لا صليت العتمة قلت : أوتر قبل أن أجيئك لأني لا آمن ما يحدث 
من الموت فلا كنت في الدعاء من الوتر رفعت إلى روضة خضراء فيها أنواع الزهر من 
والوصف ويشهد غيره في الذم » والمقت انقلب قلبه عن وجهة الصادقين وتنكب بقصده عن صراط 
الخائفين فهلك وأهلك . فهذا هو المحجوب بنفسه وهلا که متحقق وإهلا که لغیره لأنه یری انه وصل 
وما شم رائحة الوصول» ( فإذا جاوز حد الالتفات إلى نفسه ولم يشاهد إلا الله تعالى في قراءته 
كشف له سر الملكوت ) وفي نسخة انكشف له الملكوت. 

قال المصنف في مشكاة الانوار : « العين عينان ظاهرة وباطنة الظاهرة من عام الحس والمشاهدة 
والباطنة من عالم الملكوت» ولكل عين من العينين شمس ونور عنده تصير كاملة الابصار احداها 
ظاهرة والأخرى باطنة» والظاهرة من عام الشهادة وهي الشمس المحسوسة. والباطنة من عالم 
الملكوت وهو القران» وكتب الله المنزلةء ومها انكشف لك هذا انكشافا تاماء فقد انفتح لك 
أوّل باب من أبواب الملكوت. وفي هذا العام عجائب تستحقر إليها بالإضافة إلى عام الشهادة» 
ومن لم يسافر إلى هذا العام وقعد به القصور في حضيض عام الشهادة فهو بهيمة بعد محروم عن 
خاصبة الإنسانية » بل أضل من البهيمة إذ لم تستعد البهيمة اجنحة الطيران إلى هذا العام ي ثم قال : 
فأما العبد فلا تفتح له أبواب الملكوت ولا يصير ملكوتيا إلا وتبدل في حقه الأرض غير الأرض 
والسموات ويصير كل ما هو داخل تحت الحس والخيال ارضه» ومن جلتهاالسموات وكل ما ارتفع 
من الحس سماؤه» وهذا هو المعراج الأول لكل سالك ابتداء سفره إلى قرب الحضرة الربوبية 
والانبياء إذا بلغ معراجهم إلى عالم الملكوت. فقد بلغوا المبلغ الأقصى واشرفوا على جلة من علوم 
الغيب ومن اطلع على كنه حقيقته انكشفت له حقائق أمثلة القران على يسر والله أعام . 

( وقال سلمان بن أبي سلمان الداراني ) رحه الله تعالى : ( وعد ابن ثوبان ) بالثاء المثلثة 
والموحدة هكذا هو في نسخ الكتاب» ولعله ابن بويان بض الموحدة والياء التحتية وهو أبو الحسن 
عمد بن احمد بن عثان بن بويان القارىء رواية خلف بن هشام البزي احد القراء المشهورين 
( أخأله أن يفطر عنده فأبطأً عليه حتى طلع الفجر فلقيه أخوه من الغد فقال له: وعدتني 
أنك تفطر عندي ) أمس ( فاخلفت ) الموعد» ( فقال: لولا ميعادي معك ) وفي نسخة: لولا 
ميعادك ( ما أخبرتك بالذي حبسني عنك إني لما صليت العتمة ) أي العشاء الأخيرة ( قلت : 
أوتر قبل أن أجيئك لأني ما آمن ) على نفسي ( ما يحدث من الموت» فلا كنت في الدعاء 
من الوتر رفعت لي روضة خضراء فيها أنواع الزهر من الجنةء فا زلت أنظر إليها حق 
اصحت ) هکذا نقله صاحب القوت . 


كتاب آداب تلاوة القرآن / الاب الثالث VEN SRS‏ 


الجنة. فا زلت أنظر إلبها حتى أصبحت . وهذه المكاشفات لا تكون إلا بعد التبرىء 
عن النفس وعدم الالتفات إليها وإلى هواهاء ثم تخصص هذه المكاشفات بحسب أحوال 
الكاشف فحيث يتلو آيات الرجاء ويغلب على حاله الاستبشار تنكشف له صورة الجنة 
فیشاهدها کأنه يراها عیانا وإن غلب عليه الخوف کوشف بالنار حتی رى أنواع 
عذابهاء وذلك لأن كلام !لله عز وجل يشتمل على السهل اللطيف والشديد العسوف 
والمرجو والمخوف. وذلك بحسب أوصافه إذ منها الرحة واللطف والانتقام والبطش› 
فبحسب مشاهدة الكلات والصفات يتقلب القلب في اختلاف الحالات» وبحسب كل 
حالة منها يستعد للمكاشفة بأمر يناسب تلك الحالة ويقاربها إذ يستحيل أن يكون حال 
اع واحداً والمسموع ختلفاً إذ فيه کلام راض وکلام غضبان و کلام منعم و کلام 
منتقم و کلام جبار متکبر لا یبای و کلام حنان متعطف لا همل . 


( وهذه المكاشفات لا تكون ) ولا تتحقق ( إلا بعدالتبرىء عن ) مذمات ( النفس وعدم 
الالتفات إليها وإلى ثوامما) وفي نسخة: وإلى هواهاء ( م تخصص هذه المكاشفات بحسب 
أحوال المكاشف ) على صيغة اسم المفعول» ( فحيث يتلو آيات الرجاء ) كقوله تعالى : ( إن 
الله غفور رحم) وقوله تعالى لا تقنطوا من رحة الله ) [الزمر : ٠۳‏ ] وماأشبه ذلك ( ويغلب 
على حاله الاستبشار ) والفرح ( تنكشف له صورة الجنة ) وتمثل بين يديه ( فيشاهدها كأنه 
يراها عياناً ) أي معاينة في عام الشهادة ( وان غلب عليه الخوف ) عند تلاوته آيات العذاب 
( کوشف بالنار ) فتمثل بین یدیه ( حتی يرى أنواع عذابها ) من شعل النار واللهيب والأفاسي» 
( وذلك لأن كلام الله عز وجل يشتمل على السهل اللطيف ) الظاهر المعنى» ( والشديد 
العسوف ) با فيه من سوق القهر والتهديد» ( والمرجو والمخوف وذلك بحسب أوصافه إذ 
منها الرحة واللطف والانتقام والبطش ) وبعاني كلامه تعرف معافي صفاته وأفعاله وأحكامه 
ومعاني كلامه من معاني اوصافه واخلاقه » ( فبحسب مشاهدة الكلات والصفات يتقلب القلب 
في اختلاف االات ) ما بين رجاء وخوف. ( ويحسب كل حالة منها يستعد للمكاشفة بامر 
يناسب تلك الخالة ويقار با ) ومن وجد عنده الاستعداد ولم يطر إلى مشاهدة عام الملكوت فهو 
اخسن حالا من البهيمة كا تقدم. ( إذ يستحيل ان يكون حال المستمع واحداً والمسموع مختلفاً 
إِذ فيه کلام راض وکلام غضبان وکلام منعم وکلام منتقم و کلام جبار متکبر لا یبالي ) 
أحداً. ( وکلام حنان متعطف ) يهل و( لا مہمل) . 

وبالجملة؛ فمن لم يصلح أن يعرفه کعلمه بنفسه لم يصلح ان يعرف کنه كلامه» فاعام الخلق 
معاي الكلام أعرفهم بمعاني الصفات» واعرف العباد بمعاني الأوصاف والاخلاق أعرفهم بسرائر 
الخطاب. 


E O ۲۸‏ کتاب آداب تلاوة القرآن / الباب الرابع 


اللاب الرابع 
في فهم القرآن وتفسيره بالرأي من غير نقل 

ر فا سو ق ف ار ار قر ا ت وھا کی ا ریات 
القلوب الز كية من معانيهء فكيف يستحب ذلك وقد قال بل : ١‏ من فسر القرآن 
ا ا مقعده من النار ». وعن هذا شنح أهل العم بظاهر التفسيبر على أهل 

الباب الرابع 
في فهم القرآن وتفسيره بالرأاي 

أي من عند نفسه ( من غير نقل) مأثور 

(لعلك تقول : عظمت الأمر فيا سبق في فهم أسرار القرآن ) وعجائبه ( وما ينكشف 
لأرباب القلوب الزكية ) المطهرة عن دنس الأوهام ( من معانيه ) الغريبة ( فكيف يستحب 
ذلك ) أي كيف يختار على الاستحباب» ( وقد قال به « من فس القرآن برأيه فليتبوأً مقعده 
من النار » )رواه الترمذي من حديث ابن عباس وحسنه» وهو عند ألي داود في رواية ابن العبد» 
وعند النسائي في الكبرى وقد تقدم ذلك في الباب الثالث من كتاب العام . 

وروی النقاشتي في مقدمة تفسيره عند أبي عصمة عن زيد العمي » عند سعيد بن جبير » عن ابن 
عمر رفعه ١‏ من ف فسر القرآن برأيه فأصاب تكتب عليه خطيئة|إلو قسمت بين العباد لوسعتهم فإن 
أخطأ فليتبوأً مقعده من النار ». 

وروی عن الحسن عن أي هريرة « من فسر القرآن على رأيه فإن أصاب لم يؤجر وإن أخطأً 
حي النور من قلبه» . 

ومن حدیث جندب بن عبد الله رفعه « من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ » وليس في 
الكتب الستة إلا حديث ابن عباس وهو الذي ذكرناه قبل» وحديث جندب بمعنى ما هنا. 
وحديث جندب رواه الترمذي وقال غريب . ورواه النسائي وابن جرير والبغوي وابن الانباري في 
املصاحف والطبرالي وابن حبان. 

ویروی عن ابن ن عباس أيضاً مرفوعاً « من قال في القرآن بغير عام فليتبوأ مقعده من النار » رواه 
اي وصححه وابن الانباري والطبراني والبيهقي » وروى الديلمي من حديث أي هريرة « من 

فسر القرآن برأيه وهو على وضوئه فليعد وضوءه». 


کتاب آداب تلاوة القرآن / الباب الرابع FEARS Aaa ERR‏ 


التصوف من المفسرين المنسوبين إلى التصوف في تأويل كلات في القرآن على خلاف ما 
نقل عن ابن عباس وسائر المفسرين » وذهبوا إلى أنه كفر فإن صح ما قاله أهل التفسير 
فا معني فهم القرآن سوى حفظ تفسيره» وإن لم يصح ذلك فا معنى قوله ع : ١‏ من 
فسر القران برايه فليتبوا مقعده من النار » فاعام ان من زعم ان لا معنى للقران إلا 
ما ترجه ظاهر التفسير فهو خبر عن حد نفسه وهو مصیب ف الاخبار عن نفسه ولکنه 
خطىء ا ا و ی ع > بل الاخبار والاآثار 
تدل عا ى أن في معاني القرآن متسعاً لأرباب الفهم . قال على رضي الله عنه : إلا أن يوي 
الله عدا فيا فى في القرآن فإن مم يكن سوى الترجة امنقولة فا ذلك الفهم ؟ وقال لله : 
انان ها ظا وحدا ومطلعاً » . وروی أيضاً عن ابن مسعود موقوفاً عليه 
وهو من علاء التفسير. فا معنى الظهر والبطن والحد والمطلع ؟ وقال علي كرم الله 


( ومن هذا شنع أهل العام بظاهر التفسير ) الواقفين على حدود الظاهر (على أهل 
التصوف ) في معاني الألفاظ ( من المفسرين المنسوبين الى التصوّف ) كأبي عبد الرحن ن العلمي 
في حقائق التفسير والقاشاني وغيرها ( في تأويل كلات في القرآن على خلاف ما نقل عن ) 
ترجان القرآن (ابن عباس وسائر المفسرين ) ممن بعده. ( وذهبوا إلى أنه) أي التأويل 
( كفر) إذ هو ازالة الالفاظ عن معانيها الأصلية ومخالفة النقل الصريح» ( فإن صح ما قاله 
أهل التفسير ) الظاهر ‏ ( فا معنى فهم القرآن سوى حفظ تفسيره ) الذي أوردوه» ( وإن م 
يصح ذلك فما معنى قوله به « من فسر القرآن برأيه» الحديث) ولا بد من رفع النقاب 
عر ن وجه البيان في هذه المسألة» ( فاعام أن من زعم أن لا معنى للقرآن إلا ما ترجه ) وبينه 
( ظاهر التفسير فهو مخبر عن نفسه وهو مصيب ف الاخبار عن نفسه) إذ هو لم يدرك إلا 
هذا القدر ولم يتطلع إلى ورائه. ( ولکنه خطیء في الحكم برد الخلق كافة إلى درجته التي هي 
حده وتحطه) باع علمه وقي نسخة وتاه بدل حط ء ( بل الأخبار والاار ندل هل أن 
في معاني القرآن متسعاً لأرباب الفهم ) والرياضات منها ما ( قال علي رضي الله عنه: :الا أن 
يۇي الله عبداً فها في القرآن) وقد تقدم في الباب الذي قبلهء ( فإن م يكن سوى الترجمة 
المنقولة فما ذلك الفهم ) الذي يؤتاه العبد وما معناه. 

(و) منها ما ( قال له : إن للقرآن ظهراً وبطناً وحداومطلعاً )٠‏ رواه ابن حبان في 
صحيحه من حديث ابن مسعود مرفوعاً وتقدم ذلك في قواعد العقائد بلفظ ظاهراً وباطناً 
( ویروى أيضاً) ذلك ( عن ابن مسعود موقوفاً عليه ) أي من قوله وم یرفعه ذکره صاحب 
القوت. ( وهو ) أي ابن مسعود ( من علاء التفسير ) وقد شاهد التنزيل فا معنى الظهر والبطن 
والحد والمطلع. 


e ۳۰‏ کات ادات تلاو ة القران ⁄ الباب الرابع 


وجهه: لو شئٽت اورت من تعر ن تفس اة الكتاب . فا معناه وتفسر 
ظاهرها في غاية الاقتصار ؟ وقال أبو الدرداء : لا يفقه الرجل حتى يحعل للقرآن 


وقال الفرياني : حدثنا سفيان عن يونس بن عبيد» عن الحسن قال رسول الله م مل : ١‏ ظهر 
وبطن لكل آية ولكل حرف حد ولكل حد مطلع ». 

وعند الديلمي من حديث عبد الرحن بن عوف مرفوعاً « القرآن تحت العرش له بطن وظهر 
جاج العباد ». 

وعند الطبراني وأبي يعلى والبزار عن ابن مسعود مرفوعأً بلفظ « إن هذا القرآن ليس منه حرف 
إلا له حد ولكل حد مطلع ». 

واختلفوا في معاني هذه الألفاظ على أوجه فقيل : ظاهرها لفظها وباطنها تأويلهاء وقيل : 
ظاهرها الاخبار بهلاك الأولين وباطنها وعظ الآخرين » ورجحه أبو عبيد وقيل : ظهرها ما ظهر 
من معانيها لأهل العام بالظاهر وبطنها ما تضمنته من الأسرار التي أطلع الله عليها أرباب الحقائق 
ذکره ابن النقيب . 

وقيل : الظاهر التلاوة والباطن الفهم والحد احكام الحلال والحرام والمطلع الاشراف على 
الوعد والوعيد» وقيل: الحد منتهى ما أراد الله من معناه» وقيل: المقدار من الثواب والعقاب» 
وقوله ١‏ مطلع » أي يتوصل به إلى معرفته ويوقف على المراد منه. وقيل : كل ما يستحقه من الثواب 
والعقاب يطلع عليه في الآخرة عند المجازاة. 

( وقال علي رضي الله عنه : لو شئت لأوقرت سبعين بعيراً من تفسير فاتحة الكتاب) كا 
تقدم قريباً . ( فما معنى ذلك وتفسير ظاهرها في غاية الاختصار ) يأتي في أوراق معدودة. 

( وقال أبو الدرداء ) رضي الله عنه: ( لا يفقه الرجل حتى يجعل للقرآن وجوهاً) . 

قال أبو نعم في الحلية : : حدثنا أحد بن جعفر بن حمدان» حدثنا عبدالله بن أحد بن حنبل» 
حدثني أبي» حدثنا إسماعيل بن علية » حدثنا أيوب السختياني عن أي قلابة قال: : قال أ بو الدرداء: 
إنك لا تفقه كل الفقه حتى ترى للقرآن وجوهاً وإنك لا تفقه كل الفقه حتى تمقت الناس في 
جنب الله م ترجع الى نفسك» فتكون ها أشد مقتا للناس. 

قلت : وروی ابن لال من حديث جابر رفعه ١‏ لا يفقه العبد كل الفقه حتى يبغض الناس في 
ذات الله م يرجع إلى نفسه فتكون أمقت عنده من الناس أجعين » وروى نحوه الخطيب في المتفق 
والمفترق. وابن عبد البر من حديث شداد بن اوس. 

a a‏ حدثنا خلف بن قاسم » حدثنا سعيد بن أحد الفهري » حدثنا 
عبد الله بن أي مرم » حدثنا عمرو ب بن أي سلمة التنيسي » حدثنا صدقة بن عبد الله » عن عن إبراهم بن 
آي بكر » > عن أبان بن أي عياش» عن أي قلابة » عن شداد بن أوس رضي الله عنه» عن الني عله 


کتاب آداب تلاوة القرآن / اللاب الرابع UE E E E‏ 


وجوهاً. وقد قال بعض العلاء : لكل آية ستون ألف فهم وما بقي من فهمها أكثر . 
وقال آخرون: القرآن يحوي سبعة وسبعين ألف عام ومائتي عام إذ كل كلمة عام ثم 
يتضاعف ذلك أربعة أضعاف. إذ لكل كلمة ظاهر وباطن وحد ومطلع. وترديد 


قال ١‏ لا يفقه العبد كل الفقه حتى يقت الناس في ذات الله ولا يفقه العبد كل الفقه حتى يرى 
للقرآن وجوها كثيرة» قال ابن عبد البر : صدقة ضعيف جمع على ضعفه» وهذا حديث لا يصح 
مرفوعاً » وإنما الصحيح فيه أنه من قول أبي الدرداء . 

م ساق من طريق معمر عن أيوب عن أي قلابة عن أني الدرداء من قوله مثل سياق الحلية. 
وقال أبو داود: حدثنا موسى بن إساعيل» حدثنا وهيب. حدثنا أيوب عن ألي قلابة عن 
أي الدرداء قال: لن تفقه كل الفقه حتى ترى للقرآن وجوهاً كثيرة. 

ع قال أبو داود: حدثنا عمد بن عبید عن حاد بن زید. قلت لایوب: أرأیت قوله حتی تری 
للقرآن وجوهاً كثيرة فسكت يتفكر . قلت أهو أن يرى له وجوهاالاقدام عليه فقال هذا 

وأخرج أبو سعد من طريق عكرمة قال ابن عباس عن علي بن أبي طالب أرسله إلى الخوارج» 
فقال : اذهب إليهم فخاصمهم ولا تحاجهم بالقرآن فإنه ذو وجوه» ولكن خاصمهم بالسنة فجاء هم 
بالسنن فام يبق بايديهم حجة» واختلفوا في معرفة الوجوه فقيل المراد به أن ترى اللفظ الواحد 
يحتمل معالي متعددة فيحمله عليها إذا كانت غير متضادة ولا يقتصر به على معنى واحد» وقيل : 
مراد به استعمال الإشارات الباطنة وعدم الاقتصار على التفسير الظاهر » وسيأتي الكلام في الفرق 
بين الوجوه والنظائر في آخر الباب. 

( وقد قال بعض العلماء لكل آية ستون ألف فهم وما بقي من فهمها أكثر ) نقله صاحب 
القوت. وقال: قال بعض علائنا یعنی به أبا مد سهل بن عبد الله التستري رجه الله وأورده أيضاً 
ابن سبع في شفاء الصدور . 

( وقال بعضهم: القرآن يحوي سبعة وسبعين ألف عام ومائتي عام إذ لكل كلمة عام ثم 
يتضاعف ذلك أربعاً لكل واحد ظاهر وباطن وحد ومطلع ). 

ولفظ الطوت: وأقل ما قيل في علوم القرآن التي تحويه من ظواهر المعاني المجموعة فيه أربعة 
وعشرون ألفاً ونمانمائة علا إذ لكل آية علوم أربعة» وقد قيل : إنه يحوي سبعة وسبعين ألف عام 
ومائتين من علوم لأن كل كلمة عام» وكل عام عن وصف. فكل كلمة مقتضى صفة وكل صفة 
موجبة أفعالاً حسنة وغيبرها على معانيها اه. 

وقال أبو بكر بن العرلي في قانون التأويل : علوم القرآن خسون علاً وأربعمائة عام وسبعة آلاف 
علم على عدد كام القرآن المضروبة في أربعة إذ لكل كلمة ظهر وبطن وحد ومطلع » وهذا مطلق 


۱۳۲ كتاب آداب تلاوة القرآن / الباب الرابع 


رسول الله ب : ١‏ بسم الله الرحن الرحم عشرين مرة» لا يكون إلا لتدبره باطن 
معانيها ا فترجتها وتفسيرها ظاهر لا يحتاج مثله إلى تكرير . وقال ابن مسعود رضي 
الله عنه: من أراد عام الأولين والآخرين فليتدبر القرآن» وذلك لا يحصل بمجرد 
تفسره الظاهر . 

وبالجملة؛ فالعلوم كلها داخلة في أفعال الله عز وجل وصفاته» وفي القرآن شرح 
ذاته وأفعاله وصفاته . وهذه العلوم لا نهاية هما وفي القرآن إشارة إلى حامعها والمقامات 


دون اعتبار تر کیب وما بینها من روابط» وهذا ما لا بحصی ولا یعلمه إلا الله تعالى . 

( وترديد رسول الله ْله لبسم الله الرحن الرحم عشرين مرة لا يكون إلا لتدبر باطن 
معانيها وإلا فترجتها وتفسيرها ظاهر) في بادىء الرأي» ( ولا جاج مثله عه إلى 
تکریر ) وتقدم تخرجه قریباً. 

( وقال ابن مسعود رضي الله عنه: من أراد عام الأولين والآخرين فليتدبر القرآن) 
وهذا أيضاً قد تقدم قريباً. ( وذلك لا يحصل بمجرد تفسير الظاهر ) . وأعظم دليل على كثرة 
علوم القرآن المستنبطة منه قوله تعالى ما فرطنا في الكتاب من شيء# [الأنعام : ۳۸ ] وقوله 
تعالى : # ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين # [ الأنعام : 0٩‏ ] وقوله تعالى : 3 ونزلنا عليك 
الكتاب تبياناً لكل شي»ء€ [ النحل: ۸٩‏ ]. 

وروی سعيد بن منصور عن ابن مسعود قال : من أراد العام فعليه بالقرآن فإن فيه خبر الأولين 
والأخرين . قال البيهقي : يعني أصول العام . 

وأخرج البيهقي عن الحسن قال : ازل الله مائة وأربعة كتب أودع علومها أربعة منها التوراة 
والاجبل والزبور والفرقان.› ثم أودع علوم الثلاثة الفرقان. 

وقال الشافعي رحه الله تعالى جميع ما تقوله الأمة شرح للسنة وجيع السنة شرح للقرآن» وقال 
أيضا جع بع ما حكم به البي يړ فهو نما فهمه من القرآن . 

وقال سعد بن جير : ما بلغني حدیث عن رسول الله يه على وجه إلا وجدت مصداقه في 
کتاب الله أخرجه ابن أبي حاتم . 

وقال ابن مسعود إذا حدثتكم بحديث أنبأتكم بتصديقه من كتاب الله عز وجل أخرجه ابن 
أي حاتم أيضاًء وقال الشافعي أيضاً : ليست تنزل بأحد في الدين نازلة إلا في كتاب الله الدليل على 
سبل الهدى فيها . 

( وبالجملة فالعلوم كلها داخلة في أفعال الله تعالى وصفاته» وفي القرآن شرح ذاته 
وأفعاله وصفاته» وهذه العلوم لا نهاية ما ولي القرآن اشارات الى مجامعها ) قال ابن أي 


كتاب آداب تلاوة القرآن / الباب الرابع FSS‏ 


في التعمق في تفصيله راجع إلى فهم القرآن» وجرد ظاهر التفسير لا يشير إلى ذلك بل 
كل ما أشكل فيه على النظار واختلف فيه الخلائق في النظريات والمعقولات ففى القرآن 
إليه رموز ودلالات عليه يختص أهل الفهم بدركهاء فكيف يفي بذلك ترجة ظاهره 


الفضل المرسي جع القرآن علوم الأولين والآخرين بجحيث م حط بها علا حقيقة إلا المتكام بهاء م 
رسول الله به خلا ما استأثر به سبحانه » ثم ورث عنه معظم ذلك سادات الصحابة واعلامهم مثل 
الخلفاء الأربعة وابن مسعود وابن عباس ححتى قال: لو ضاع لي عقال بعير لوجدته في كتاب الله ثم 
ورث عنهم التابعون بإحسان ثم تقاصرت الممم وفترت العزائم وتضاءل أهل العام وضعفوا عن حمل 
ما حله الصحابة والتابعون من علومه وسائر فنونه فنوعوا علومه» وقامت كل طائفة بفن من فنونه 
منهم القراء والمعربون والمفسرون والأصوليون والكلاميون والفقهاء والفرضيون والصوفية والوعاظ 
والخطباء والمؤرخون والمعبرون والبيانيون والمؤقتون وغير هؤلاء على تباينهم » وغير ذلك من الفنون 
التي أحدثها الإسلامية منه » وقداحتوىعلى علوم أخرى من علوم الأوائل مثل الطب والجدل واميئة 
والمندسة والجبر والمقابلة والنجامة وغير ذلك وفيه أصول للصنائع وأسماء الآلات التي تدعو 
الضرورة إليها كالخياطة والحدادة والنجارة والغزل والحراثة والغوص والصياغة والزجاجة والتجارة 
والملاحة والكتابة والخبازة والقصارة والجزارة والبيع والشراء والصباغة والنحت والكيالة والرمي» 
وفيه من أسماء الآلات وضروب المأكولات والمشروبات والمنكوحات ما تحقق معنى قوله #ما 
فرطنا في الكتاب من شيء) اه كلام المرسي ملخصاً. 


وقال أبو بكر بن العرلي في قانون التأويل : وأم العلوم القرآنية ثلاثة توحيد وتذ كير وأحكام 
فالتوحيد يذ كر فيه معرفة المخلوقات ومعرفة الخالق باسمائه وصفاته وأفعاله » والتذ كير منه الوعد 
والوعيد والجنة والنار وتصفية الظاهر والباطن والأحكام منها التكاليف كلها وتبيين المنافع والمضار 
والامر والنهى والندب.» ولذلك كانت الفاتحة م القرآن لأن فيها الأقسام الثلائة » وسورة 
الاخلاص ثلثه لاشتاهما على أحد الأقسام الثلاثة وهو التوحيد . 


وقال ابن جرير القرآن يشتمل على ثلاثة أشياء التوحيد والاخبار والديانات» ومذا كانت 
سورة الاخلاص ثلثه لأنها تشمل التوحيد كله. قال شيدلة: وعلى ان تلك الثلاثة تشمل سائر 
الأشياء الى تذكر فيه بل اضعافها فإن القرآن لا يستدرك ولا تحصى عجائبه. 


( والمقامات في التعمق في تفصبله راجع إلى فهم القرآن ومجرد ظاهر التفسبر لا يشر 
إلى ذلك بل كل ما أشكل على النظار واختلف فيه الخلائق في النظريات والمعقولات» ففي 
القرآن إليه رموز) جلية وخفية ( ودلالات عليه يختص أهل الفهم بدركه» فكيف يفي 
بذلك ترجة ظاهره وتفسيره) » ومن أعظم علوم النظر الجدل فقد حوت آياته من البراهين 
والمقدمات والنتائج » والقول بالموجب والمعارضة» وغير ذلك شيعا كثيراً. 


۳٤‏ كتاب آداب تلاوة القرآن / الباب الرابع 


وتفسيره؟ ولذلك قال بيه : « اقرأوا القرآن والتمسوا غرائبه » وقال مړ في حديث 
علي كرّم الله وجهه: « والذي بعثني بالحق نبياً لتفترقن أمتي عن أصل دينها وجاعتها 
على اثنتين وسبعين فرقة كلها ضالة مضلة يدعون إلى النار» فإذا كان ذلك فعليكم 
بکتاب الله عز وجل فإن فيه نبأ من کان قبلكم ونباً ما يأتي بعد وحکم ما بینكم . 
من خالفه من الجبابرة قصمه الله عز وجل ومن ابتغى العم في غيره أضله الله عز 
وجل» وهو حبل الله المتين ونوره المبين وشفاؤه النافع عصمة لمن تمسك به ونجاة لمن 
اتبعه لا يعوّج فيقوّم ولا يزيغ فيستقم ولا تنقضي عجائبه ولا يخلقه كثرة الترديد » 


ومناظرة إبراهم عليه السلام نمروذ ومحاجته قومه أصل في ذلك عظم» ( ولذلك قال رسول 
الله ر « اقرأوا القرآن والتمسوا غرائبه » ) هكذا هو في القوت» والمعنى دوموا على قراءته 
والتمسوا معانيه الغريبة بالاستنباط والفهم. 

قال العراقي : رواه ابن أبي شيبة في المصنف» وأبو يعلى الموصلي» والبيهقي في الشعب من 
و و و ی ف ٠‏ 1 

قلت : ورواه اجاج كذلك. وقال: صحیح عند جاعة» وقد رد عله الذهي في التلخيص 
فقال : ممع على ضعفهء وقال الميثمي فيه متروك» وقال الصدر المناوي فيه ضعيفان . 

وأورده السيوطي في الاتقان وقال: ليس المراد به الإعراب المصطلح عليه عند النحاة وهو ما 
يقابل اللحن» لأن القراءة مع فقده ليست قراءة ولا ثواب فيها وعلى الخائض في ذلك التثبت 
والرجوع إلى كتب أهل الفن وعدم الخوض بالظن» وقد أفرد بالتصنيف في غريبه جاعة كأني 
عبيدة» وألي عمر الزاهد. وابن دريد» ومن أشهرها كتاب العزيز فقد أقام في تأليفه جس عشرة 
سنة يحرره هو وشيخه أبو بكر بن الأنباري ومن أحسنها المفردات للراغب . 

( وقال ْله في حديث علي رضي الله عنه: « والذي نفسي بيده» ) ولفظ القوت والذي 
بعثني بالحق نبا ( لتفترقن أمتي عن أصل دينها وجاعنها على اثنتين وسبعين فرقة كلها 
ضالة مضلة يدعون إلى النار فإذا كان ذلك فعليكم بكتاب الله تعالى فإن فيه نبأ ما كان 
قبلكم وبيان ) وني القوت نبأ ( ما يأتي بعد وحكم ما بينكم من خالفه من الجبابرة قصمه 
الله تعالى ومن ابتغى ) أي طلب (العام في غيره أضله الله تعالى هو حبل الله المتين ) أي 
القوي ( ونوره المبين ) أي الظاهر ( وشفاؤه النافع ) عن سائر الامراض ( وعصمة لمن تمسك 
به ونجاة لمن اتبعه لا يعوج) أي لا يقبل العوج ( فيقام ) أي فيحتاج إلى اقامته ( ولا يزيغ ) 
أي لا ييل ( فيستقم ولا تنقضي عجائبه ولا يخلقه كثرة الترديد ٠‏ ) إلى آخر (الحديث) 
أورده صاحب القوت بتامه فقال هو الذي سمعته الجن فما تناع أن ولوا إل. قومهم منذرين 
8 فقالوا : يا قومنا إنا سمعنا قرآنا عجباً يهدي إلى اارشد ) |[ الجن : ۱» ۲ ] من قال به صدق» 
ومن عمل به أجر » ومن تمسك به هدي إلى صراط مستقم » إلى هنا آمخر الحديث . 


کتاب آداب تلاوة القران / الباب الرابع E O O E‏ 


الحديث. وني حديث حذيفة ما أخبره رسول الله مير بالاختلاف والفرقة بعده قال : 
فقلت يا رسول الله ؛ فماذا تأمرني إن أدر كت ذلك ؟ فقال: « تعام كتاب الله واعمل با 
فيه فهو المخرج من ذلك » قال : فاعدت عليه ذلك ثلاثاً فقال مه ثلاثاً : « تعام كتاب الله 
عز وجل واعمل با فيه ففيه النجاة » . وقال علي کرم الله وجهه : من فهم القرآن فسر به جمل 
العم ء أشار به إلى أن القرآن يشير إلى مجامع العلوم كلها . وقال ابن عباس رضي الله عنها في 
قوله تعالی : 3 ومن ¿ يوت الحكّمة فَقَذ أوتي خيراً كشيراً € [ البقرة: ۰ ] يعني الفهم 


وقد بنى المصنف على هذا خطبته من أوها إلى آخرها تضميناً له إياها كا أشرنا إليه هناك 
ووعدنا بذكر هذا الحديث . 

قال العراقى : هو عند الترمذي دون ذكر افتراق الأمة بلفظ «ألا ستكون فتنة فقلت ما 
اللخرج منها یا رسول الله قال : کتاب الله فیه نبأ ما کان قبلکم » فذ کره مع اختلاف وقال : غریب 
واسناده مجهول اه. 

قلت : هو من حديث الحارث الأعور قال الذهى : حديثه في فضائل القرآن منكر . وأورده 
السيوطي في النوع الخامس والستين من الاتقان بلفظ « ستكون فتن قيل وما المخرج منها قال كتاب 
الله فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعد وحكم ما بينكم » وقال: أخرجه الترمذي وغيره. 

قال صاحب القوت : ( و ) قد روينا معناه ( في حديث حذيفة ) بن الهان رضي الله عنه ( لما 
أخبره رسول الله ل بالاختلاف والفرقة بعده قال؛ قلت يا رسول الله : فا تأمرني إن 
أدركت ذلك؟ قال « تعام كتاب الله واعمل با فيه فهو المخرج من ذلك» قال فأاعدت 

عليه ثلاثاً . فقال لله « تعام كتاب الله واعمل بجا فيه ففيه النجاة» ثلاثاً) قال العراقي : رواه 
ابو داود السا ف اکر وف تغل کاب ا راع ا ف وتا 

( وقال علي رضي الله عنه: من فهم القرآن فسر به جل العام ) نقله صاحب القوت ( أشار 
به ) علي رضى الله عنه ( إلى أن القرآن يشير إلى مجامع العلوم كلهاء وقال ابن عباس رضي 
الله عنها في ) تفسبر ( قوله تعالى : ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيراً € [ البقرة: 
]4 يعني. الفهم في القرآن ) كذا في القوت. 

وروي عن ابن أي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: المعرفة بالقرآن ناسخه 
ومنسوخه وحکمه ومتشابېه ومقدمه ومؤخره وحلاله وحرامه وأمثاله . 

وروى ابن مردويه من طريق الضحاك عن ابن عباس مرفوعاً ١‏ يؤت الحكمة » قال :القرآن قال 
ابن عباس يعني تفسيره فإنه قد قرأه البر والفاجر . 

وروى ابن أبي حاتم عن أي الدرداء « يؤت الحكمة » قال قراءة القرآن والفكرة فيه وروى ابن 
جرير مثله عن قتادة ومجاهد وألي العالية . 


EL A E ۱۳۹ 


في القرآن. وقال عز وجل  :‏ فمَهَّمتاها سلَيْمَان وكلاً آتيتا حكاً وعِلاً# [ الأنبياء : 
۹] سمی ما آتاهما علا وحکا وخصص ما انفرد به سلهان بالتفطن له باسم الفهم وجعله 
مقدماً على الحكم والعلم . فهذه الأمور تدل على أن في فهم معاني القرآن مالا رحبا ومتسعاً 
بالغاً وأن المنقول من ظاهر التفسير ليس منتهى الإدراك فيه » فأما قوله مله : ١‏ من فسر 
القرآن برأيه » ونهيه عنه بل » وقول أهي بكر رضي الله عنه : أي أرض تقلني وأي 
ل إا فلك ف اران راسي إل غر لفك جا ورد فالا غتا رو ارف 
اھ ن تفن ار ان لای فا5 جار :انا أن يكون المراد به الاقتصار على النقل 
والمسموع وترك الاستنباط والاستقلال بالفهمء أو المراد به أمرآ آخر. وباطل قطعاً أن 
يكون المراد به ان لا يتكام احد في القران إلا بجا يسمعه لوجوه. 


( وقال تعالی ‏ ففهمناها سلمان وکلا آنینا حکاً وعلً ) 1 الانبیاء ۷۹] فسمى ما آتاه| 
حك وعلً وخصص ما انفرد به سليان ) عليه السلام ( بالتفطن له بامم الفهم وجعله مقدماً 
على الحكمة والعام ) ولفظ القوت: فرفع الفهم على الحكم والعام واضافه إليه للتخصيص وجعله 
مقاماً عاماً فيها . 

( فهذه الأمور) واشباهها ( تدل على ان في فهم معاني القرآن) لأربابه ( مجالاً رحباً 
ومتسعاً بالغأوإن المنقول من ظاهر التفسير ليس منتهى الادراك فيه ) بل الأمر وراء ذلك لمن 
أعطي المزيد فيه وكان له الحظ الوافر في الفهم» ( فأما قوله ْله : « من فسر القرآن برأيه» ) 
الحديث ( ونهيه ب عنه ) أي عن التفسير بالرأي» ( وقول أي بكر رضي الله عنه) حين 
سئل عن قوله تعالى : [وفاكهة وأبا) فقال: ( أي أرض تقلني ) أي تحملني , ( وأي ساء تظلفي 
إذا قلت في القرآن برأيي ) رواه أبو عبيد في فضائل القرآن من طريق إبراهم التيمي عنه بلفظ ؛ 
ان انا قلت في کتاب الله ما لا أعلم. 

وروى أنس أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قرأ على المنبر 3 وفاكهة وأبا) [ عبس : ۳١‏ ] 
فقال : هذه الفاكهة قد عرفناها فما الأب. ثم رجع إلى نفسه فقال: إن هذا مو التكلف يا عمر» 
فهؤلاء الصحابة وهم العرب العرباء وأصحاب اللغة الفصحى » ومن نزل القرآن عليهم وبلغتهم 
توقفوا في ألفاظ لم يعرفوا معناها فام يقولوا فيها شيئاً ( إلى غير ذلك ما ورد في الاخبار 
والآثار ) الواردة ( في النهي عن التفسير بالرأي) ما سقنا بعضها قريباً » ( فلا يخلو ) من أحد 
أمرين ( إما أن يكون المراد الاقتصار على النقل والمسموع) بأن لايتعداهاء (وترك 
الاستنباط ) للمعاني والاحكام» ( و) ترك (الاستقلال بالفهم أو) يكون (المراد به أمراً 
آخر ) غير ما ذكر. ( وباطل قطعاً أن يكون المراد به أن لا يتكام أحد في القرآن إلا مما 
يسمعه ) ویتلقاه ( لوجوه . 


كتاب آداب تلاوة القرآن / الباب الرابع VEE‏ 


أحدها: أنه يشترط أن يكون 5ا من رسول الله ا ومسنداً إليهء 
وذلك ما لا يصادف إلا في بعض القرآن. فأما ما يقوله ابن عباس وابن مسعود من 
أنفسهم» فينبغي أن لا يقبل ويقال هو تفسير بالرأي لأنهم لم يسمعوه من رسول الله 
يث . و كذا غيرهم من الصحابة رضي الله عنهم. 

والثانى : أن الصحابة والمفسرين اختلفوا في تفسير بعض الآبات فقالوا فيها أقاويل 
ا الجمع بينها وسماع جيعها من رسول الله بم محال» ولو كان الواحد 
مسموعاً لرد الباقي . فتبين على القطع أن كل مفسر قال في المعنى با ظهر له باستنباطه 


أحدها: انه يشترط أن يكون ذلك مسموعاً من ) فم ( رسول الله به ومسنداً إليه ) 
من طرق معروفة ٠‏ ( وذلك ما لا يصادف إلا في بعض القرآن ) وهو قليل والأصل المرفوع منه 
في غاية القلة كتفسير الظام بالشرك في آية الأنعام » والخساب اليسير بالعرض والقوّة بالرمى في قوله 
وأعدوا مم ما استطعتعم من قرة) [الأنفال: ٠٠‏ ] وقد سرد السيوطى في آخر الاتقان جلة ما 
وزد قفن درت الور واا ق اراب ۰ 


( فأما ما يقوله ابن عباس وابن مسعود ) وغيرهما من أصحاب التفسير من طبقتها ( من 
أنفسهم ) وي بعض النسخ من نفسيها » ( فينبغي أن لا يقبل ) منهم ذلك|ء ( ويقال هو تفسير 
بالرأي لأنيم م يسمعوه من رسول الله به )» وإنما فسروه بحسب ما ظهر مم في الآية . 
( وكذا غيرهم من الصحابة رضي الله عنهم ) . إذا قالوا في تفسير لفظ من ألفاظ القرآن ولم 
يسندوه إلى النبي مب » فيكون ذلك تفسياً بالرأي» وقال الحا في مستدر كه : تفسير الصحالي 
بمنزلة المرفوع إلى النبي مب » وقال أبو الخطاب» من الحنابلة : يجحتمل أن لا يرجع إليه إذا قلنا ان 
قوله ليس بجحجة» قال ابن تيمية : والصواب ما قاله الحا لأنه من باب الرواية لا الرأي. 


قال السيوطي في الإتقان: ما قاله الحا نازعه فيه الصلاح وغيره من المتأخرين بأن ذلك 
مخصوص ما فيه سبب النزول أو نحوه ما لا مدخل للرأي فيهء ثم رأيت الجا نفسه صرح به في 
٠لو‏ م الحديث فقال: الموقوفات تفسير الصحابة» وأما من يقول ان تفسير الصحابة منه » فإنما يقوله 
نها فيه سبب النزول فقد خصص هنا وعمم في المستدرك فاعتمدوا الأول انتهى . 

( والثاني : أن الصحابة ) رضي الله عنهم ( والمفسرين ) من بعدهم قد ( اختلفوا في تفسير 
بعض الآيات فقالوا فيها أقاويل ختلفة لا يكن الجمع بينها) إلا بتكلفات ( وسماع 
جيعها ) مع اختلافهاء ( عن رسول الله یړ محال ) لکونه له لا يختلف کلامه ( ولو 
كان) القول ( الواحد منها مسموعاً) منه بل ( لترك الباقي) منها ورد» ( فتبين على 
القطع أن كل مفسر قال في المعنى ) للفظ القرآن ( بما ظهر له باستنباطه ) وبجثه واجتهاده فيه 


e en Se AR E RO SE ۳۸‏ کتاب اداب تلاوة القرآن / اللاب الرابع 
حت قالوا في الحروف التي في أوائل السور سبعة أقاويل مختلفة لا يكن الجمع بينها. 


( حتى قالوا في الحروف التي في أوائل السور سبعة أقاويل ) والحروف التي افتتحت بها أوائل 
السور يجمعها قولك : نص حکم له ر ا رکا فر وسر فل کے فبا ری ار 
عشر حرفا وهي من الأحرف التسعة والعشرين 

روی ابن جریر » وابن ¿ أي حاتم عن أي العالية قال ا ا ف ی 
أسمائه » وليس منها حرف إلا هو مدة أقوام وآجاهم» م إن أوائل السور من المتشابه والمختار فيها 
أنها من الأسرار الى لا يعلمها إلا الله تعالى . 

روى ابن المنذر وغيبره عن الشعبي أنه سئل عن فواتح السور» فقال : إن لکل کتاب سرا وإن 
سر هذا القرآن فواتح السور وخاض في معناه قوم آخرون فذ كروا فيه أكثر من عشرين قولاً. 

الأول: أنہا حروف مقطعة كل حرف منها مأخوذ من اسم من أسمائه تعالى والاكتفاء ببعض 
الكلمة معهود في العربية قال الشاعر : 

قلت ها قفی فقالت قاف 

أي وقفت وهذا القول اختاره الزجاج . 

الثاني : انا الاسم الأعظم نقله ابن عطية وقد e‏ ابن مسعود 
وروی ابن أي حاتم عن السدي قال: بلغني عن ابن عباس قال ١‏ الم ٠‏ امم من أسماء الله الأعظم. 

الثالث: آنا أقسام أقسم الله با وهذا القول قد رواه ابن جرير من طريق علي بن أبي طلحة عن 
ابن عباس ویصلح أن یکون هذا القول من الأول لأن القسم لا يكون إلا بأسماء الله فهي برمتها 
ناء الله تعالی وعليه مشى ار بن عطبة أو : من القول الثاني . 

الرابع: أنها أسماء للقرآن كالفرقان والذ كر ء وهذا قد رواه عبد الرزاق عن قتادة. ورواه 
ابن أي حاتم بلفظ كل هجاء في القرآن فهو اسم من أسماء القرآن. 

الخامس: أنها أسماء للسور نقله الماوردي عن زيد بن سام وعزاه صاحب الكشاف إلى 
الأكثر. 

السادس: أنها فواتح السور افتتح الله بها القرآن . رواه ابن جرير من طريق الثوري عن ابن 
و ابن جریج عنه. 

لسابع: أنها حساب أبا جاد لتدل على مدة هذه الامة . قال الحولي : وقد استخرج بعض الأئمة 
من قوله تعالى 3ال ٭ غلبت الروم# [ الروم : ۲١١‏ ] إن البيت المقدس يفتحه المسلمون في سنة 
ثلاث ونمانين وخسمائة ووقع كا قال. وقال السهيلى : لعل عدد الحروف التي في أوائل السور مع 
حذف المكرر للإشارة إلى مدة بقاء هذه الأمة . قال الحافظ ابن حجر وهذا باطل لا يعتمد عليه» 
فقد ثبت عن ابن عباس الزجر عن أبا جاد » والإشارة إلى أن ذلك من جلة السحر» وليس ذلك 


كتاب آداب تلاوة القرآن / الباب الرابع FA esase a‏ 


فقيل : إن « الر » هي حروف من الرحن . وقيل : إن الألف الله » واللام لطيف والراء 
رحم . وقيل غير ذلك والجمع بین ب الک غر کن کف نکر ن اکل رعا ؟ 


ببعيد » فإنه لا أصل له في الشريعة فهذه سبعة أقاويل » وقد زيد على ذلك فقال بعضهم : هي 
تنبيهات كا في النداء عده ابن عطية مغايراً للقول بأنها فواتح 

قال السيوطي : والظاهر أنه بمعناه. وقال الحولي : القول بأنها تنبيهات جيد لأن القرآن كلام 
عزيز وفوائده عزيزة» فينبغي أن يرد على سمع متنبه فكان من الجائز أن يكون قد عام في بعض 
الأوقات كون النبي َم في عام البشر مشغولاً فأمر جبريل بأن يقول عند نزوله « الم ٠و«‏ حم» 
ليسمع النبي بم صوت جبريل فيقبل عليه ويصغي إليه . قال : وأنها م تستعمل الكلهات المشهورة 
في التنبيه كألاء وأما لأنا من الألفاظ التي تعارفها الناس في كلامهم» والقرآن كلام لا يشبه 
الكلام فناسب أن يؤتى فيه بألفاظ تنبيه لم تعهد ليكون أبلغ في قرع سمعه اه. 

وقيل إن العرب إذا سمعوا القرآن لغوا فيهء فأنزل الله تعالى هذا النظم البديع ليعجبوا منه 
ویکون تعجبهم منه سبباً لاستاعهم له واستاعهم له سبباً لاستاع ما بعده فترق القلوب وتلین 
الأفئدةء وقد عد جاعة هذا قولاً مستقلاًء والظاهر خلافهء وإنغا هذا مناسبته لبعض الأقوال لا 
قولاً في معناها إذ ليس فيه بيان معنى» وقيل : إن هذه الحروف ذكرت لتدل على أن القرآن 
مؤلف من الحروف التي هي | ب ت ث فجاء بعضها مقطوعاً وجاء تمامها مؤلفاً ليدل القوم الذين 
نزل القرآن بلغتهم أنه بالحروف التي يعرفونها فيكون ذلك تعريفاً ودلالة على عجزهم ان يأتوا 
مثله بعد أن علموا أنه منزل با حروف التي يعرفونها ويبنون كلامهم منها» وقيل : إن المقصود با 
الاعلام بالحروف التي يتر كب منها الكلام فذكر منها أربعة عشر حرفا وهي نصف جميع 
الحروف. وذ كر من كل جنس نصفه» فمن حروف الحلق الحاء والعين والماء ومن الى فوقها القاف 
والكاف ومن الحرفين الشفهيين المي ومن المهموسة السين والخاء والكاف والصاد والماء» ومن 
الشديدة الممزة والطاء والقاف والكاف. ومن المطبقة الطاء والصاد» ومن اللجهورة الممزة واللام 
والمم والعين والراء والطاء والقاف والياء والنون» ومن المنفتحة الممزة والمم والراء والكاف وااء 
والعبن والسين والحاء والقاف والباء والنون» ومن المستعلية القاف والصاد والطاء » ومن المنخفضة 
ارو والمم والراء والكاف والماء والياء والعبن والسين والحاء والنون» ومن القلقلة القاف 
والطاء » ثم أنه تعالى ذكر حروفاً مفردة وحرفين حرفين وثلائة ثلاثة وأربعة وخسة لأن تراكيب 
الكلام على هذا النمط ولا زيادة على الخمسةء وقيل : أمارة جعلها الله تعالى لأهل الكتاب أنه منزل 
على محمد لث كتاباً في أول سور منه حروف مقطعة هذا ما وقفت عليه من الأقوال في أوائل 
السور من حيث الجملة» وفي بعضها أقوال: 

( فقيل : « الر» ) من الرحن رواه أبو الشيخ عن ممد بن كعب القرظي» وروى ابن أبي حانم 
من طريق عكرمة عن ابن عباس قال: «الر و حم و ن» ( هي حروف من الر حجن ) مفرقة 
( وقيل: إن الألف الله واللام لطيف والراء رحم ) فكأنه يقول انا النه اللطيف الرحم» ( وقيل 


تاب آدابتلاوة القران 7 البات الرابع 


والثالث: آنه e‏ دعا لابن عباس رصي الله عنه وقال: « اللهم فقهه في الدين 
عه التأويل ». فان کان التأويل مسموعا کالتنزیل وحفوظاً مثله فا فعنی تخصبصه 
بذلك ؟ 


والرابع: آنه قال عز وجل : لَعَلمَه لّذين تنوه منم DAT‏ 


غير ذلك ) منها ما رواه ابن آي حاتم من طريق أي الضحى عن ابن عباس قال قوله « الر » معناه 
أنا الله أرى وهذه الأقوال كلها راجعة إلى قول واحد تقدم ذكره هو إن فواتح السور حروف 
مقطعة كل حرف منها مأخوذ من اسم من أسمائه تعالى » ( والجمع بين الكل ) من هذه الأقوال 
( غير نمكن» فكيف يكون الكل مسموعاً) . 

والثالث: ( أن رسول الله بخ دعا لابن عباس وقال: «اللهم فقهه في الدين وعلمه 
التأويل » ) رواه الطبراني عن ابن عباس ولفظه أنه كان في بيت خالته ميمونة رضي الله عنهاء 
فوضع للنبي بث طهوراً فقال الني ل : « من وضعه ؟ قيل ابن عباس قال: فضرب على منكبي 
وقال »فذ كره »وقد تقدم في الباب الثافي من كتاب العام وقال له أيضاأً « اللهم آته الحكمة» وني 
رواية ١‏ اللهم علمه الحكمة». 

وأخرج أبو نعم في الحلية عن ابن عمر قال دعا رسول الله به لابن عباس فقال « اللهم بارك 
فه وانشر منه». 


( فإن كان التأويل كالتنزيل وحفوظاً مثله فا معنى تخصيصه بذلك ) والتأويل هو حل 
الظاهر على المحتمل المرجوح. فإن حمل لدليل فصحيح أو لما يظن دليلاً ففاسد أو لا لشيء فلعب 
لا تأويل» كذا في جع الجوامع وفيه أقوال أخر تذكر مع التفسير قد تقدمت الإشارة إليها في 
كتاب العام وفي قواعد العقائد . 


( والرابع : أن الله عز وجل قال ) في كتابه العزيز [وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف 
أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أول الأمر منمم ( لعلمه الذين يستنبطونه منهم ‏ ) [ النساء : 
۳ ] قال البيضاوي : أي یستخر جون تدابیر ه بتجار بهم وأنظار هم وقیل : المعنى لعام ذلك من هؤلاء 
الذين يستنبطونه من الرسول وأولي الأمر أي يستخرجون علمه من جهتهم » وأصل الاستنباط 
إخراج النبط وهو الماء يجحتمع في البئر اول ما حفر اه. 


( فأثبت لأهل العام استنباطاً ) وأنہم يستخرجون من القضايا أموراً (ومعلوم أن 
الاستنباط ) أمر ( وراء السماع) وإنما هو راجع إلى علمه وفهمهء ( وجلة ما نقلناه من الآثار 
ف فهم القرآن يناقض هذا الخيال ) الذي توهموه في عقوهم وسمى صورة ما تصوروه خيالا 


كتاب آداب تلاوة القرآن / الباب الرابع ES Da SG‏ 


القرآن يناقض هذا الخيال» فبطل أن يشترط السماع في التأويل وجاز لكل واحد أن 
يستنبط من القرآن بقدر فهمه وحد عقله . وأما النهي فإنه ينزل على أحد وجهين. 
أحدهم : أن يكون له في الشيء رأي وإليه ميل من طبعه وهواه فيتأوّل القرآن على 
وفق رأيه وهواه ليحتج على تصحيح غرضه. ولو لم يكن له ذلك الرأي والهوى لكان 
لا يلوح له من القرآن ذلك المعنى . وهذا تارة يكون مع العام كالذي يتج ببعض ايات 
القرآن على تصحيح بدعته وهو يعام أنه ليس المراد بالآية ذلك ولكن يليس به على 


مجازاً . ( فبطل أن يشترط السماع في التأويل وجاز لكل واحد) من مكنه الله تعالى في علوم 
القرآن ( أن يستنبط من القرآن ) معاني وأحكاماً ( بقدر فهمه ) الذي رزقه ( وحد عقله ) الذي 
استكمله بنور البصيرة والإتقان . وقال أبو الحسن الماوردي : وقد حل بعض المتورعة حديث النهي 
عن تفسير القرآن بالرأي على ظاهره» وامتنع من أن يستنبط معاني القرآن باجتهاده ولو صحبتها 
الشواهد وم يعارض شواهدها نص صريح» وهذا عدول عا تعبد على معرفته من التفكر في القرآن 
واستنباط الأحكام منه كا قال تعالى # لعلمه الذين يستنبطونه منهم©) ولو صح ما ذهب إليه )م 
يعم شيء بالاستنباط ولا فهم الأكثر من كتاب الله شيئاً. 

( وأما النهي ) عن التفسير ( فإنه) مع الغرابة في الحديث الوارد فيه (ينزل على أحد 
وجهين : 


أحده| : أن يكون له في الشيء رأي) وفي نسخة غرض» ( وإليه ميل من طبعه وهواه 
فيتأول القرآن على وفق رأيه وهواه ليحتج ) به ( على تصحيح غرضه ) الذي مال إليه هراهء 
( ولو م يكن له ذلك الرأي والموى لكان لا يلوح له من القرآن ذلك المعنى وهذا تارة 
يكون مع العام ) بقواعد الشرع أصلاً وفرعاً ( كالذي يحنج بآيات القرآن على تصحبح بدعته 
وهو يعام أنه ليس ذلك هو المراد بالأية ولكنه يلبس بذلك على خصمه) وهذا صنيع 
الزمخشري في الكشاف» فإن له فيه دسائس اعتزاليه نبه عليها علماء السنة كابن المنير والتقي السبكي 
وأبي حيان والعام العراقي وغيرهم» فمن ذلك قوله في تفسير قول الله تعالى # فمن زحزح عن النار 
وأدخل الجنة فقد فاز ¶ [ آل عمران: ۱۸۵ ] فقال وأي فوز أعظم من هذا أراد به تصحيح بدعته 
من إنكاره الرؤية» وكقوله في تفسير قول الله تعالى في قصة موسى عليه السلام لن تراني# إن 
١‏ لن » للجحد المؤكد وإعا أراد به نفى الرؤية وحمل ١‏ ناظرة» في قوله تعالى $ إلى ربها ناظرة#» 
[ الام ٠۴‏ فال أي متظرة وزغم ذلك من فضاه الى أفرجها ق تشاغبف تفتيرة ولذا 
منع العلاء من تعاطي كتابه وحذروا من مطالعته حتى صنف التقي السبكي في ذلك (الانكفاف 


وقد جع السيوطي رجه الله تعالى مواضع من تفسيره نحو أربعة وعشرين موضعاً في كتاب سماه 


e 4۲ 


خصمه وتارة يكون مع الجهل . ولكن إذا كانت الآية حتملة فيميل فهمه إلى الوجه 
الذي يوافق غرضه ويرجح ذلك الجانب برأيه وهواه فيكون قد فر برأيه أي رأيه 
هو الذي حله على ذلك التفسيرء ولولا رأيه لما كان يترجح عنده ذلك الوجه. وتارة 
قد یکون له غرض صحیح فیطلب له دلیلاً من القرآن ویستدل عليه با عام أنه ما 
أريد به كمن يدعو إلى الاستغفار بالأسحار فيستدل بقوله بل : ١‏ تسحروا فإن في 
السحور بركة». ويزعم أن المراد به التسحر بالذكر وهو يعام أن المراد به الأكل. 
وكالذي يدعو إلى مجاهدة القلب القاسي فيقول قال الله عز وجل : اذهب إلى فرٌعَون 
إنه ًى [ طه: ۲٤١‏ ] ويشير إلى قلبه ويومىء إلى أنه المراد بفرعون» وهذا الجنس 
قد يستعمله بعض الوعاظ في المقاصد الصحبحة تحسيناً للكلام وترغيباً للمستمع وهو 


(الإتحاف) ونقل كل قول من أقواله ورد عليه » وجاء في عصرنا رجل من فضلاء الروم فأجاب 
عن هذا التأليف» وساعد الزخشري بعض مساعدة وقرظ عليه بعض علاء العصر ومنهم من كتب 
عليه في مواضع منه کالمساعد له ولا سيق إل بواسطة حا مصر إذ ذاك وأمرني أن أكتب عليه | 
يسعنى السكوت والمواهنة في دين الله » فكتبت عليه ردا على طريق المحاكمة في كراسين او ثلاثة 
وسميته (الانصاف في المحاكمة بين السيوطي وصاحب الكشاف). 

( وتارة یکون مع الجهل ) بأصول الشريعة والعقائد المختلفة. ( ولكن إذا كانت الأية 
عحتملة) وجهين أو أکثر فیمیل فهمه إلى الوجه الذي يوافق غرضه ورجح دا اا برأیه 
وهواه» فیکون ( حینئذ ) من قد ( فسر القرآن برأيه وهواه أي رأيه هو الذي جله على 
ذلك التفسير ولولا رأيه) وهواه. ( لما كان يترجح عنده ذلك الوجه ) الذي وافق غرضه 
دون الوجوه الأخرء ( وتارة قد يكون له غرض صحيح ) ا عليه لترتيب فائدة» 
( فيطلب له دليلاً من القرآن ويستدل عليه ما يعام ) ويتحقق (أنه ما أريد به) ذلك. 
( كمن يدعو ) الناس ( إلى الاستغفار الأنخار) ويال ام (فغان بقول الني عه 
« تسحروا فإن في السحور بركة» ) رواه أحد والشيخان والترمذي والنسائي من حديث أنس» 
ورواه النسائي أيضاً عن أبي هريرة وابن مسعود وقد تقدم في الباب الثالث من كتاب العلم. 

( ويزعم أن المراد به التسحر بالذكر) أي الذي يذ كر الله بالأسحار ورل هتر 
تعاى : 3 والمستغفرين بالأسحار ©) 1 آل عمران: ٠۷‏ ] ( وهو يعام ان المراد به الأكل) في 
ارام ا و م مک غا و کر ر ی ور ای اروا عه اران وما ورا 
من حديث انس عند الي يعلى : « تسحروا ولو بجرعة من ماء ». 

( وكالذي يدعو إلى مجأهدة القلب القاسي ) بالرياضات والمخالفات ( فيقول قال الله 
تعالى اذهب إلى فرعون إنه طغى) [طه: ]۲١‏ ويشير إلى قلبه) لأنه تعرض عليه 
الخطرات والوساوس والمراد به النفس الأمارة ( ويومى إلى أنه) هو (المراد بفرعون) جامع 


كتاب آداب تلاوة القرآن / الباب الرابع NEFES AAS‏ 


وع وقد تستعمله الباطنرة Sl‏ الفاسدة لتغرير الناس ودعوم ہم إل مذهبهم 
الماطل فبنزلون القرآن على وفق رأيهم ومذهبهم على أمور يعلمون قطعاً 8 غير مرادة 


الطغيان» ( وهذا الجنس قد يستعمله بعض الوعاظ ) والقصاص (في المقاصد الصحيحة 
تحسيناً للكلام ) وتزيبناً له ( وترغيباً للمستمع ) على صيغة اسم المفعول» وهو لا ينكر موسى 
عليه السلام ولا فرعون» ولا أن هذا الخطاب إلى موسى عليه السلام » وقد أمر بذهابه إلى إرشاد 
فرعون. وقد بالغ بعضهم فقال: حيث ذكر فرعون في القران » فالمراد به النفس الأمارة» وقد 
نسب هذا القول إلى الشيخ الأكبر قدس سرهء وأسلفنا تحقيق ذلك في كتاب العم وفي قواعد 
العقائد فراجعه» وكقول بعضهم في إن هي إلا فتنتك) ما على العباد أضر من ربمم . ونسبه 
الذهبي في الميزان إلى صاحب القوت في ترجته والظن به جيل إن صح عنه ( وهو منوع) ومن 
هذا الجنس قول بعضهم في قوله تعالى 3 من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه) [البقرة: ۲۵۵ ] 
فقال : : أي من ذل ذي يشفع أي من أذل نفسه نيل مقام الشفاعة » ومنهم من زاد فقال :يشف ع جعله 
مركباً من جلتين » وقد سل عن ذلك السراج البلقيني فأفتى بأن قائله ملحد وقد قال الله تعالى 
# إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا) 1 فصلت : ٤۰‏ ] قال ابن عباس هو أن يوضع 
الكلام في غير موضعه» رواه ابن أني حاتم ولعله يدخل في هذا ا لجنس ما تقدم للمصنف في تفسير 
قوله مه ١‏ اللهم أصلح الراعي والرعية » أي القلب والأعضاء وهذا المعنى وإن كان صحيحاً في 
نفسه لكنه لم يرد بذلك تصريح من الشارع فليجتنب . 

( وقد تستعمله الباطنية في المقاصد الفاسدة لتغرير الناس) أي إيقاعهم في الغرور» 
( ودعوتہم إلى مذهبهم الباطل فينزلون القرآن على وفق رام ) الفاسد ٠‏ ( ومذهبهم ) 
الباطل ( على أمور يعلمون قطعاً أنها غير مرادة به) . 

قال ابن الصلاح في فتاويه : وجدت عن الإمام أبي الحسن الواحدي المفسر أنه قال : صنف أبو 
عبد الر حن السلمي حقائق التفسير » فإن كان اعتقد أن ذلك تفسير فقد كفر ثم قال : وانا اقول‌ان 
الظن بمن يوثق به منهم إذا TT‏ 
للكلمة » فإنه لو كان كذلك كانوا قد سلكوا مسلك الباطنية » وإنما ذلك منهم تنظير ما ورد به 
القران» فإن ذلك النظير يذ كر بالنظير ومع ذلك فيا ليتهم م يتساهلوا بمثل ذلك لما فيه من الاإبمام 
والاإلباس. 

وقال النسفي في عقائده :النصوص على ظواهرها والعدول عنها إلى معان يدعيها أهل الباطن 
إلحاد. 

قال السعد في شر حه : سميت الملاحدة باطنية لادعائهم أن النصوص ليست على ظواهرها بل ها 
معان باطنة لا يعرفها إلا المعلم» وقصدهم بذلك نفي الشريعة بالكلية. قال: وأما ما يذهب إليه 
بعض المحققين من أن النصوص على ظواهرها ومع ذلك فيها إشارات خفية إلى دقائق تكشف على 


eR ERE ٤‏ كتاب آداب تلاوة القرآن / الباب الرابع 


به. فهذه الفنون الخد جهي المنع من التفسير بالرأي . ويكون المراد بالرأي الرأي 
الفاسد الموافق للهوى دون الاجتهاد الصحيح . والرأي یتناول الصحيح والفاسد 
والموافق للهوى قد يخصص باسم الرأي . 

والوجه الثاني : 4 يتسارع إلى تفسير القران بظاهر العربية من غير استظهار 
بالسماع . والنقل فا يتعلق بغرائب القرآن وما فيه من الألفاظ المبهمة والمىدلة وما فيه 
من الاختصار والحذف والاضار والتقدي والتأخير . فمن لم يحكم ظاهر التفسير وبادر 
إلى استنباط المعاني بمجرد فهم العربية كثر غلطه ودخل في زمرة من يفسر بالرأيء» 
فالنقل والسماع لا بد منه في ظاهر التفسير ولا ليتقي به مواضع الغلط ثم بعد ذلك 
يتسع التفهم والاستنباط والغرائب التي لا تفهم إلا بالسماع كثيرة. ونحن نرمز إلى جمل 
منها ليستدل با على أمثاها ويعام أنه لا يجوز التهاون بحفظ التفسير الظاهر أَرَلاً ولا 
أرباب السلوك يكن التطبيق بينها وبين الظواهر المرادة» فهو من كال الإيان وحض العرفان اه. 
وسبأتي لذلك تحقيق في آخر الباب. 

( فهذه الفنون أحد وج جهي المنع من التفسير بالرأي» ويكون المراد بالرأي الرأي 
الفاسد الموافق للهوى دون الاجتهاد الصحيح والرأي يتناول الصحيح والفاسد والموافق 
للهوى قد يخصص باسم الرأي ) » وأصل الرأي اعتقاد النفس أحد النقيضين عن غلبة ظن فان 
كان عن اجتهاد صحيح مطابق لأصول السنة فصحيح وإلا ففاسد فالمذموم المعيب المهجور المنهي 
عنه في تفسير القرآن. هو هذا القسم دون الصحيح المطابق » وقد أشار إلى ذلك ابن عبد البر في 

( والوجه الثاني ) من وجهي النهي : ( أن يسارع إلى تفسير القرآن بظاهر العربية ) بالنظر 
e E‏ بالسماع والنقل ) المرفوعين ( فيا يتعلق بغرا ئب القرآن وما 
افيها من الألفاظ المبهمة ) والمجملة( والمبدلة وما فيها من ) الإيجاز و(الاختصار ) والاطناب 
( والحذف والإضار والتقدم والتأخير ) وغير ذلك ما يأتي بيانها» ( فمن م بحكم ظاهر 
التفسر ) المعبر عنه بترجة الألفاظ على قواعد لغة العرب» ( وبادر إلى استنباط المعاني بمجرد 
فهم العربية ) أي قواعدها ( كثر غلطه ) وبان سقطه. ( ودخل في زمرة من يفسر بالرأي) 
وهوى النفس» ( فالنقل والساع) المرفوعان (لا بد منه في ظاهر التفسير أولا ليستقي به 
مواضع الغلط ) ويأمن به غوائل المخالفة ( ثم بعد ذلك يتسع الفهم ) بقوة نور الإيان وضعفه 
( و )بتدي بذلك إلى (الاستنباط ) في المعاني والأحكام ( والغرائب ) القرآنية ( التي لا تفهم 
إلا بالسماع ) من حضرة النبوة ( فنون) أي أنواع ( كثيرة» ونحن نرمز) أي نشير ( إلى جمل 
منها يستدل بها على أمثاها ) ونظائرها فيحمل النظير منها على النظير » ( ويعام أنه لا جوز 


كتاب آداب تلاوة القرآن / الباب الرابع VEO eS SARA‏ 


مطمع في الوصول إلى الباطن قبل احكام الظاهر . ومن ادعى فهم أسرار القرآن ول 
يحكم التفسبر الظاهر فهو كمن يدعي البلوغ إلى صدر البيت قبل مجاوزة الاب أو 
يدعي فهم مقاصد الاتراك من كلامهم وهو لا يفهم لغة الترك. فإن ظاهر التفسير 
يجري جرى تعلم اللغة التي لا بد منها للفهم . وما لا بد فيه من الماع فنون كثيرة. 


التهاون بحفظ التفسير الظاهر ) منها ( أولاً و )من القطع أنه ( لا مطمع في الوصول إلى ) العام 
( الباطن قبل إحكام) العام ( الظاهرء ومن ادعى فهم أسرار القرآن ) ومعانيه وجواهره 
ودرره ( ولم بحكم التفسير الظاهر ) منهء ( فهو کمن يدعي البلوغ إلى صدر البيت ) وهو 
اموضع المرتفع منه ( قبل مجاوزة البابء أو) مثل من ( يدعي فهم مقاصد الأتراك من 
كلامهم وهو لا يفهم مقاصد لغة الترك ) وأصوها التي بنيت عليها ء ( فإن ظاهر التفسير 
يجري مجرى تعام اللغة التي لا بد منها للفهم ) . 

ولنسق هنا من كلام الأئمة في هذا المبحث باباً جامعاً يحتوي على كلامهم ويقع إيضاحاً لا 
ساقه المصنف. وتفصيلاً لا أفهمه مع ذكر مناسبات» ونظائر لا أورده» فمن ذلك الكلام على 
تفسيره وتاويله والحاجة إليه وشرفه ومعرفة شروط المفسر وادابه وبيان العلوم التي يحتاج إليها 
المفسر في تفسيره» وذ كر غرائب التفسير كل ذلك بتلخيص واختصار . 

أما التفسير فهو من الفسر وهو البيان والكشف. ويقال: هو مقلوب السفر أو هو من التفسرة 
اسم لما يعرف به الطبيب المرض هكذا قالوا . والأشبه أن يكون الأمر بعكس ذلك فيكون التفسرة 
مأخوذة من الفسر . 

وأما التأويل فمن الأول وهو الرجوع فكأنه صرف الآية الى ما تحتمله من المعاني» وقيل : من 
الايالة وهي السياسة كأن المؤول للكلام ساس الكلام ووضع المعنى فيه موضعهء واختلف في 
التفسير والتأويل فقال أبو عبيدة وطائفة: هما بمعنى» وقد أنكر ذلك قوم حتی بالغ ابن حبیب 
النيسابوري فقال: قد نبغ في زماننا مفسرون لو سئلوا عن الفرق بين التفسير والتاويل ما اهتدوا 
إليه . وقال الراغب : التفسير أعم من التأويل وأكثر استعاله في الألفاظ ومفرداتها وأكثر استعال 
التأويل في المعاني والجمل » وأكثر ما يستعمل في الكتب الإلمية » والتفسير يستعمل فيها وني غيرهاء 
وقال غيره: التفسير بيان لفظ لا يحتمل إلا وجهاً واحداً والتوجيه بيان لفظ متوجه إلى معان 
ختلفة إلى واحد منها ا ظهر من الأدلة. وقال أبو منصور الماتريدي : التفسير القطع على أن المراد 
من اللفظ هذا والشهادة على الله أنه عنى بهذا اللفظ هذاء فإن قام دليل مقطوع به فصحيح › وإلا 
فتفسير بالرأي وهو المنهي عنه» والتأويل ترجيح أحد المحتملات بدون القطع والشهادة على الله . 

وقال الثعلي : التفسير بيان وضع اللفظ إما حقيقة أو مجازأً كتفسير الصراط بالطريق » والصبب 
بالمطر . والتاويل تفسير باطن اللفظ فهو إخبار عن حقيقة المراد . والتفسير إخبار عن دليل المراد 
مثاله قوله إن ربك لبالمرصاد) تفسيره أنه من الرصد وهو التقرب» والمرصاد مفعال منه 


PTET TTT EINEN ITE CE CREAT CLES TC CEC N CADET ITIL IAT TT TTT TTT OTT TTT ETT 


وتأويله التحذير من التهاون بأمر الله تعالى والغفلة عن نواهيه والاستعداد للعرض عليه» وقواطع 
الأدلة تقتضي بيان المراد منه على خلاف وضع اللفظ في اللغة. 

وقال الأصبهاني : التفسير إما أن يستعمل في غريب الألفاظ نحو البحيرة والسائبة والوصيلة أو 
في وجيز يتبين بشرح نحو أقيموا الصلاة وآتوا الز كاة© ‏ وإما في كلام متضمن للقصة لا يكن 
تصويره إلا بعرفتها كقوله ‏ إنما النسيء زيادة في الكفر € [ التوبة : ۳۷ ] والتأويل يستعمل مرة 
عاماً ومرة خاصاً نحو الكفر المستعمل تارة في الجحود المطلق » وتارة في جحود الباري خاصة» 
والايمان المستعمل في التصديق المطلق تارة وفي تصديق الحق أخرى ‏ واما في لفظ مشترك بين معان 
حتلفة نحو لفظ وجد المستعمل في الجدة والوجد والوجود. وقال غيره التفسير يتعلق بالرواية 
والتأويل يتعلق بالدراية. 

وقال أبو نصر القشيري : التفسبر مقصور على الاتباع والسماع والاستنباط ما يتعلق بالتأويل ‏ 
وقال غیره : ما وقع بينا في كتاب الله ومعيناً في صحيح السنة سمي تفسياً لأن معناه قد ظهر 
ووضح وليس لأحد أن يتعرض إليه باجتهاد ولا غيره بل يحمله على المعنى الذي ورد لا يتعداه» 
والتأويل ما استنبطه العلاء العا مون بمعاني الخطاب الماهرون في آلات العلوم . 

وقال أبو حيان : التفسير عام يبحث فيه عن كيفية النطق بألفاظ القرآن ومدلولاتها وأحكامها 
الإفرادية والتر كيبية » ومعانيها التي يحمل عليها حالة التر كيب وتقات لذلك قال : فقولنا عام جنس » 
وقولنا يبحث فيه عن كيفية النطق بالفاظ القران هو عام القراءةء وقولنا: ومدلولاتها أي 
مدلولات تلك الألفاظ وهذا متن عام اللغة الذي يحتاج إليه في هذا العام . وقولنا: وأحكامها 
الاأفرادية والتركيبية هذا يشمل عام التصريف والبيان والبديع » وقولنا: ومعانيها التي يحمل عليها 
حالة التر كيب يشمل ما دلالته بالحقيقة وما دلالته بالمجاز فإن التر كيب قد يقتضي بظاهره شيا 
ويصد عن الحمل عليه صاد » فيحمل على غيره وهو المجاز » وقولنا وتةات لذلك هو مثل معرفة 
النسخ وسبب النزول» وقصة توضح بعض ما أبهم في القرآن ونحو ذلك . 

وقال الزر كشي : التفسير عام يفهم به كتاب الله المنزل على نبيه محمد به وبيان معانيه 
واستخراج أحكامه وحكمه واستمداد ذلك من عام اللغة والنحو والتصريف وعام البيان وأصول 
الفقه والقراءات. ويحتاج لمعرفة اسباب النزول والناسخ والمنسوخ . 

فصل 

وأما وجه الحاجة إليه» فاعم أن القرآن إنما نزل بلسان عرلي في زمن أفصح العرب وكانوا 
يعملون بظواهره وأحكامه ء وأما دقائق باطنه فإنغا كان يظهر همم بعد البحث والنظر مع سؤاهم 
النبي ّي » ونحن محتاجون إلى ما كانوا حتاجين إليه وزيادة على ذلك في أحكام الظواهر لقصورنا 
عن مدارك أحكام اللغة بغير تعام فنحن أشد الناس احتياجاً إليه » ومعلوم أن تفسيره بعضه يكون 


E  _- 


من قبل بسط الألفاظ الوجيزة وكشف معانيها» وبعضه من قبل ترجيح بعض الاحتالات على 

وقال الحولي: عام التفسير عسر يسر أما عسره فظاهر من وجوه أظهرها أنه كلام متكام لإ 
يصل الناس إلى مراده بالسماع منه ولا إمكان للوصول إليه بخلاف الأمثال والأشعار ونحوهاء فإن 
الإنسان يكن علمه منه إذا تكام بأن يسمع منه أو ممن سمع منه» وأما القرآن فتفسيره على وجه 
القطع لا يعام إلا بأنه يسمع من الرسول به > وذلك متعذر إلا في آيات قلائل» فالعام با مراد 
يستنبط بأمارات ودلائل والحكمة فيه أن الله تعالى أراد أن تتفكر عباده في كتابه فام يأمر نبيه 
بالتنصيص على المراد في جيع آياته. 

وأما شرفهء فقد تقدم بعض الكلام عليه عند قول المصنف في تفسير قوله (ومن يؤت 
الحكمة) [ البقرة: ۲۹١‏ ] عن ابن عباس وغيره أنه الفهم في القرآنء وقيل : قراءة القرآن وتدبره» 
وقيل : تفسيره. وقيل المعرفة به. 

وروی ار بن أي حاتم عن عمرو بن مرة قال :ما مررت بآية في كتاب الله لا أعرفها إلا 


لأني سمعت الله يقول $ وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون) [ العنكبو 
[4r‏ 


وأخرج أبو ذر المروي في فضائل القرآن من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : الذي 
يقرأ القرآن ولا بحسن تفسيره كالأعرالي بهذ الشعر هذا ء وقد أجع العلهاء أن التفسير من فروض 
الكفاية وأجل العلوم الثلائة الشرعية ء فإن شرف كل عام إما بشرف موضوعه أو بشرف غرضه او 
لشدة الحاجة إليه» فموضوعه كلام الله تعاى » فأي شرف أشرف منه» وأما من جهة الغرض فإن 
الا ن ام رو ارقي والوصول إلى السعادة الحقيقية التي لا تفنى » وأما شدة الحاجة 
فلأن کل کال دیني أو دنيوي عاجلي أو أجلي متوقف على العام بكتاب الله تعالى . 


فصل 
في معرفة شروط المفسر : 

قالوا: من أراد تفسير القرآن طلبه أوّلا منه» فما أجل منه في مكان» فقد فسر في موضع آخر . 
وما اختصر في مكان فقد بسط في موضع آخر» فإن أعياه ذلك طلبه من السنة »> فإنها شارحة 
للقرآن وموضحة له. فان ل يجده رجع إلى أقوال الصحابة فام أُدری بذلك لا شاهدوه من 
القرائن والأحوال عند نزوله» وما اختصوا به من الفهم التام والعام الصحيح والعمل الصالح. 


eens nne senena nensnnnnn 


وقال الطبري في أوائل تفسيره: من شرط المفسر صحة الاعتقاد أوَلاً ولزوم السنة فإن كان 
معترضاً عليه في دینه فلا يؤتمن على اخباره عن أً سرار الله تعالی لأنه لا يؤمن إن کان متهم بالا حاد 
أن يبغي الفتنة ويضر الناس بخداعه كدأب الباطنية وغلاة الرافضة» وإن كان متها بهوى م يؤمن 
أن يحمله الهوى على ما يوافق بدعته كدأب القدرية» فإن أحدهم يصنف الكتاب في التفسير 
ومقصوده منه الايضاح فلال المساكن ليصدهم عن اتناع السلف ولزوم طريق الهوى» ويجب ان 
يكون اعتاده على النقل عن النبي مه » وعن أصحابه ومن عاصرهم» وإن تعارضت أقواهم 
وأمكن الجمع بينها فعل نحو أن يتكام مع الصراط المستقم» وأقواهم فيه ترجع إلى شيء واحد 
فيدخل منها ما يدخل فيه الجميع » فلا تنافي بين القران وطريق الاأنبياء وطريق السنة وطريق النبي 
وطريق أي بكر وعمر فأي هذه الأقوال أفرده كان محسناً » وإن تعارضت الأدلة في المراد 
عام آنه قد اشتبه عليه فيؤمن براد الله منهاء ولا يتهجم على تعيينه» ثم أنه ينزله منزلة المجمل قبل 
تیاه وااتعابه قل تیه عام ذه رات آن بكرن ماتا من عة لاعراپ 9ا بای عله 
اختلاف وجوه الكلام » فإنه إذا خرج بالبيان عن وضع اللسان إما حقيقة أو جازاً فتأويله تعطيله . 


وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتاب ألفه في هذا النوع : يجب أن تعام أن النبي له بين 
لأصحابه معاني القرآن كا بين مم ألفاظه فقوله تعالى  :‏ لتبين للناس ما نزل إليهم © [ النحل : 
٤‏ ] يتناول هذاوهذاء وكانوا إذا تعلموا مر من الني له عشر آیات لم يتجاوزوها حتی یعلموا ما 
فيها من العام والعمل . روي ذلك عن عثان وابن مسعود رضي الله عنهها قالوا فيعلمنا القرآن والعام 
والعمل جيعاً ومذا يبقون مدة في حفظ السورة وذلك لأن الله تعالى قال : 3 كتاب أنزلناه إليك 
مبارك لیدبروا آیاته) [ ص : ۲۹ ] وقال : 3 أفلا يتدبرون القرآن € [ النساء : ۸۲ ] وتدبر الكلام 
بدون فهم معانيه لا يكن ومذا كان النزاع بين الصحابة في تفسير القرآن قليلاً جداً . وفي التابعين 
كذلك بالنسبة إلى من بعده» ومن التابعين من تلقى جيع التفسير عن الصحابة » وربا تكلموا في 
بعض ذلك بالاستنباط والاستدلال والخلاف بين السلف في التفسير قليل » وغالب ما يصح عنهم 
من الخلاف يرجع إلى اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد وذلك صنفان. 


O a a 
المعنى الأخر مع اتاد اجى كتفسير الصراط المستقم باتباع القرآن أو بدين الاإسلام » فالقولان‎ 
يتفقان لأن دين الإسلام هر اتا القرآنء ولكن كل متها قا تبه على وصف غي الوصف الآخر.‎ 
وكذلك قول من قال هي السنة والجاعة. وقول من قال هي طريق العبودية.» وقول من قال هي‎ 
طاعة الله ورسوله» وأمثال ذلك فهؤلاء كلهم أشاروا إلى ذات واحدة لكن وصفها كل بصفة من‎ 
. صفاتها‎ 


الثاني : أن يذ كر كل منهم من الإسم العام بعض أنواعه على سبيل التمث وتنبيه المستمع على 


O 


النوع لا على سبيل الحد المطابق للمحدود من عمومه وخصوصه ومثاله ما يقال في قوله تعالى : 3 م 
أورثنا الكتاب الذين اصطفینا من عبادنا) [ فاطر : ۳۲ ] الآية. فمعلوم ان الظالم لنفسه يتناول 
المضيع للواجبات والمنتهك للحرمات والمقتصد يتناول فاعل الواجبات» وتارك المحرمات والسابق 
يدخل فيه من سبق فتقرب بالحسنات مع الواجبات» فلمقتصدون أصحاب اليمين والسابقون 
السابقون أولئك المقربونء ثم إن كلا منهم يذكر هذا في نوع من أنواع الطاعات كقول القائل 
السابق الذي يصلي في أول القت والمقتصد الذي يصلي في أثنائه» والظالم لنفسه هو الذي يؤخر 
العصر إلى الاصفرار » أو يقول السابق المحسن بالصدقةء مع الزكاة» والمقتصد الذي يؤدي الزكاة 
المغروضة فقط والظالم مانع الزكاةء وهذان الصنفان اللذان ذكرناها في تنوّع التفسير تارة لتنوّع 
الأسماء والصفات وتارة لذ كر بعض أنواع المسمى هذا هو الغالب في تفسير سلف الأمة الذي يظن 
أنه ختلف» ومن التنازع الموجود عنهم ما يكون اللفظ فيه محتملاً للأمرين إما لكونه مشتر كا في 
اللغة كلفظ القسورة الذي يراد به الرامي ويراد به الأسد ولفظ عسعس الذي يراد به اقبال الليل 
وادباره وإما لكونه متواطئاً في الأصل» لكن المراد به أحد النوعين أو أحد الشخصنين كالضائر في 
قوله : ثم دنا فتدلی) [ النجم : ۸ ] الآية. ولفظ الفجر والشفع والوتر وليال عشر » وأشباه ذلك 
فمثل هذا قد يجوز أن يراد به كل المعاني التي قاهما السلف. وقد لا يجوز ذلك . 


فالأول: إما لكون الآية نزلت مرتين فأريد بها هذا تارة وهذا تارةء وإما لكون اللفظ 
المشترك يجوز أن يراد به معنياه» وأما لكون اللفظ متواطئًاً فيكون عاماً» إذا م يكن لمخصصه 
موجب» فهذا النوع إذا صح فيه القولان كان في الصنف الثاني . ومن الاقوال الموجودة عنهم 
ويجعلها بعض الناس اختلافاً أن يعبروا عن المعاني بألفاظ متقاربة كا إذا فسر بعضهم بستل 
بنجس وبعضهم بقرهن لأن كلا منها قريب من الآخر ثم قال : والاختلاف في التفسير على نوعين 
منه ما مستنده النقلفقط »ومنه ما يعم بغير ذلك . والمنقول إما عن المعصوم أو غيره» ومنه ما يكن 
به الفتحيح ع من عرو اوا ا لا وکن دا هدا الم الذي لا يكن نر فة مجه جن 
سقيمه عامته منها لا فائدة فيه ولا حاجة بنا إلى معرفته وذلك كاختلافهم في لون كلب اصحاب 
الكهف وفي اسمه . وفي البعض الذي ضرب به القتيل في البقرة» وني قدر سفينة نوح وخشبهاء ولي 
اج اللا م الي ل الف و ر دلت . فهذه الأمور طريق العام بها النقل فما كان منه منقولاً نقلا 
صحيحاً عن النى به قبل » وما لا بأن نقل عن أهل الكتاب ككعب ووهب وقف عن تصديقه 
وتكذيبه» وكذا ما نقل عن بعض التابعين وإن م يذ كر أنه أخذه عن أهل الكتاب» فمتى اختلف 
التابعون لم يكن بعض أقوالهم حجة على بعض» وما نقل في ذلك عن الصحابة نقلا صحيحا 
فالنفس إليه أسكن ما نقل عن التابعين » لأن احتال أن يكون سمعه من النبي به أو من بعض 
من سمعه منه أقوى» ولأن نقل الصحابة عن أهل الكتاب أقل من نقل التابعين ومع جزم الصحافي 
با يقوله كيفى يقال انه أخذه عن أهل الكتاب» وقد نهوا عن تصديقهم. 


seen nanna eens eee neenenenannnnnnne 


وأما القسم الذي يكن معرفة الصحيح منه» فهذا موجود كثياً ولله الحمدء وأما ما يعم 
بالاستدلال لا بالنقل» فهذا أكثر ما فيه الخطاً من جهتين حدثتا بعد تفسير الصحابة والتابعين 
وتابعيهم بإحسان» فإن التفاسير التي يذ كر فيها کلام هؤلاء صرفاً لا يکاد يوجد فيها شيء من 
هاتين الجهتين مثل تفسير عبد الرزاق والفرياني ووكيع وعبد بن حيد وإسحاق بن راهويه وأمثاهم . 
أحدها : : قوم اعتقدوا معاي م أرادوا حمل ألفاظ القرآن عليهاء والثاني : فسروا القرآن بمجرد ما 
يسوغ ان کان بن اناس ارچ منت بط ال المتكام بالقرآن والمنزل عليه 
والمخاطب به» فالأولون راعوا المعنى الذي رأوه من غير نظر إلى ما تستحقه ألفاظ القرآن من 
الدلالة والبيانء والآخرون راعوا جرد اللفظ لذلك المعنى في اللغة غير نظر إلى ما يصلح للمتكلم 
وسياق الكلام .ثم هؤلاء كثيراً ما يغلطون في احتال اللفظ لذلك المعنى في اللغة كا يغلط في ذلك 
الذين قبلهم» كا أن الأولين كثيراً ما يغلطون في صحة المعنى الذي فسروا به القرآنء كا يغلط في 
ذلك الآخرون وإن كان نظر الأولين إل المعنى أسبق. والأولون صنفان: تارة يسلبون لفظ 
القرآن ما دل عليه وأرید به وتارة يحملونه على ما یدل عليه وم یرد به وفي كلا الأمرين قد يكون 
ما تعبدوا به نفه أو اثباته من المعنى باطلاء فيكون خطؤهم في الدليل والمدلول» وقد يكون حقا 
فيكون خطؤهم فيه في الدليل لا في المدلولء فالذين اخطاوا فيها مثل طوائف من اهل البدع 
اعتقدوا مذاهب باطلة. وعمدوا إلى القرآن فتأوّلوه على رأيهم وليس همم سلف من الصحابة 
والتابعين لا في رأيهم ولا في تفسيرهمء وقد صنفوا تفاسير على أصول مذاهبهم مثل تفسير عبد 
الرحمن بن كيسان الأصم . والجبائي» وعبد الجبار » والزخشري وأمثاهم. ومن هؤلاء من يكون 
حسن العبارة يدس ا وأکثر الناس لا يعلمون كصاحب الكشاف وغوه حت انه 
يرفع على خلق كثير من أهل السنة كثبرأً من تفاسبرهم الباطلةء وتفسير بر ابن عطية وأمثاله اتبع 
للسنة وأسام من البدعة. ولو ذكر كلام السلف المأثور عنهم على وجهه لكان أحسن فإنه كثيراً ما 
ينقل من تفسير ابن جرير الطبري وهو من أجل التفاسير وأعظمها قدراًء ثم أنه يدع ما ينقله ابن 
جرير عن السلف ويذ كر ما يزعم أنه قول المحققين» وإنما يعني بهم طائفة من أهل الكتاب الذين 
قرروا أصوم بطريق من جنس ما قررت به المعتزلة أصوهم» وإن كانوا أقرب إلى السنة من 
المعتزلة لكن ينبغي أن يعطى كل ذي حق حقه» فإن الصحابة والتابعين والأئمة إذا كان مم في 
ا ا قوم فسروا الآية بقول آخر لأجل مذهب اعتقدوه» وذلك المذهب ليس من 
مذاهب الصحابة والتابعين صار مشتر كأ للمعتزلة وغيرهم من أهل البدع في مثل هذا. وي الجملة 
من عدل عن مذاهب و إلى ما يخالف ذلك كان طا في ذلك بل 
مبتدعأً لأنهم كانوا اعام به وبتفسيره وبمعانيه » كما آم اعام باحق الذي بعث الله به رسوله له › 
وأما الذين أخطأوا في الدليل لا في المدلول كمثل كثير من الصوفية والوعاظ والفقهاء يفسرون 
القرآن بمعان صحبحة في نفسها » لكن القرآن لا يدل عليها مثل كثير ما ذكره السلمي في الحقائق » 
فإن كان فا ذ كروه معان باطلة دخل في القسم الأول والله أعم اء كلام ابن تيمية ملخصاً وهو 


eee Ons 


وقال الزر كشي في البرهان للناظر في القرآن لطلب التفسير مآخذ كثيرة أمهاتها أربعة. 

الأول: النقل عن النبي بل » وهذا هو الطراز المعلم» لكن يجب الحذر من الضعيف منه» 
والموضوع فإنه كثير» وهذا قال أحد : ثلاثة لا أصل ها المغازي والملاحم والتفسير . قال المحققون 
من أصحابه : مراده أن الغالب أنه ليس ها أسانيد صحاح متصلة وإلا فقد صح من ذلك بعضه 
وهو قليل. 


الثاني : ۽ الأخذ بقول الصحابي» فإن تفسيره عندهم بمنزلة المرفوع كا قاله الحا في مستد ركه ء 
وني الرجوع إلى قول التابعي روايتان عن أحد » واختار ابن عقيل من أصحابه المع » وحكوه عن 
شعبة » لكن عمل المفسرين على خلافه فقد حكوا في كتبهم أقواهم» » لأن غالبها تلقوها عن 
الصحابة» وربا تحكى عنهم عبارات مختلفة الألفاظ فيظن من لا فهم عنده أن ذلك اختلاف 
تحقيق فيحكيه أقوالاً » وليس كذلك بل يكون كل واحد ذكر معنى من الآية » لكونه أظهر عنده 
أو أليق بحال السائل » وقد يكون بعضهم يخبر عن الشيء بلازمه ونظيره» والآخر بمقصوده ونمرته 
والكل يؤول إلى معنى واحد غالبا ء وإن م يكن الجمع فالمتأخر من القولين عن الشخص يقدم ان 
استويا في الصحة عنه وإلا فالصحيح المقدم . 


الثالث: الأخذ مطلق اللغة فإن القرآن نزل بلسان عرلي» وهذا قد ذكره جاعة» ونص عليه 
أحمد في مواضع لكن نقل الفضل بن زياد عنه أنه سئل عن القرآن يشل له الرجل ببيت من الشعر 
فقال: : ما يعجبني فقيل ظاهره المنع» وهذا قال بعضهم في جواز تفسيره القرآن بمقتضى اللغة 
روايتان عن أحد» وقيل الكراهة تحمل على من صرف الآية على ظاهرها إلى معان خارجة محتملة 
يدل عليها القليل من كلام العرب ولا يوجد غالبا إلا في الشعر ونحوه» ويكون المتبادر خلافها . 
وروى البيهقي في الشعب عن مالك قال: لا أوتى برجل غير عام بلغة العرب يفسر كلام الله إلا 
جعلته نکالاً. 


الرابع : التفسير با لمقتضى من معنى الكلام وهذا هو الذي دعا به النبي عه لابن عباس قال : 
« اللهم فقهه ني الدين وعلمه التأويل » والذي عناه علي بقوله : إلا فهما يؤتاه الرجل في القرآن» ومن 
هنا اختلف الصحابة في معنى الاية» فاخذ كل برايه على مقتضى نظره» ولا يجوز تفسير القران 
بمجرد الرأي والاجتهاد من غير أصل قال تعالى : ولا تقف ما ليس لك به علم) [الاسراء : 
] وقال تعالى  :‏ وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون) [ البقرة: ٠۹١‏ ] وقال مله : « من تكام 


O O E E CO E E 


في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ » رواه أبو داود والترمذي والنسائى » قال البيهقى : هذا الحديث 
إن صح والله أعام المراد به الرأي الذي يقلد من غير دليل قام عليه » وأما الذي يشده برهان فالقول به 
جائز . وقال في المدخل في هذا الحديث نظر وإن صح» وإنما أراد به والله أعام فقد أخطأ الطريق 
فسبیله أن يرجع في تفسير ألفاظه إلى أهل اللغة. وفي معرفة ناسخه ومنسوخه وسبب نزوله وما 
يحتاج فيه إلى بيانه إلى أخبار الصحابة الذين شاهدوا تنزيله » وأدوا إلينا من السنن ما يكون بيانا 
لكتاب الله فا ورد بيانه من صاحب الشرع ففيه كفاية عن فکرة من بعده وما لم يرد عنه بیانه ففیه 
حبنئذ فكرة أهل العام بعده لیستدلوا با ورد بیانه على ما م یرد» وقال قد یکون المراد به من قال 
فيه برأیه من غير معرفته منه بأصول العام وفروعه فتکون موافقته للصواب إن وافقه من حیث لا 
يعرفه غير ممودة اه» كلام الزر كشي . 

وقال الماوردي : الحديث ان صح فتأويله ان من تکام في القرآن بمجرد رأيه ولم يعرج على سوى 
لفظه وأصاب الحق فقد أخطأ الطريق وأصابته اتفاق إذ الفرض أنه جرد رأي لا شاهد له» وفي 
الحديث : « القرآن ذلول ذو وجوه فاحلوه على أحسن وجوهه » أخرجه أبو نعم وغيره من حديث 
ابن عباس فقوله : « ذلول » يحتمل وجهين . أحدهما : أنه مطيع لحامليه تنطق به ألسنتهم ‏ والثاني : انه 
يوضح لعانيه حتى لا تقصر عنه افهام المجتهدين » وقوله : « ذو وجوه» يحتمل معنيين . أحدها أن 
من الناظر ما يحتمل وجوهاً من التأويل » والثاني أنه قد جمع وجوهاً من الأوامر والنواهي والترغيب 
والترهيب والتحليل والتحرم » وقوله: « فاحلوه على أحسن وجوهه » يحتمل معنيين أحدها : الحمل 
على أحسن معانيه » والثاني أحسن ما فيه من العزائم دون الرخص والعفو دون الانتقام » وفيه دلالة 
ظاهرة على جواز الاستنباط والاجتهاد في كتاب الله اه. 

وقال أبو الليث : : النهي إنما انصرف إلى المتشابه منه لا إلى جميعه كما قال تعالى :  :‏ وأما الذين في 
قلوبهم زیغ فیتبعون ما تشابه منه) [ آل عمران : ۷ ] لأن القرآن إنغا نزل حجة على الخلق فلو م 

يجز التفسير لم تكن الحجة بالغةء فإذا كان كذلك جاز لمن عرف لغات العرب وأسباب النزول أن 
يفسره» وأما من م يعرف وجوه اللغة فلا يجوز أن يفسره إلا مقدار ما سمع ويكون ذلك عل 
وجه الحكاية لا على وجه التفسير » ولو أنه يع التفسير فأراد أن يستخرج من الآية حك أو دليلا 
للحكم فلا بأس به» ولو قال المراد كذا من غير أن يسمع فيه شيئ فلا يحل وهو الذي نہى عنه. 


وقال ابن الأنباري في الحديث الأول: حله بعض أهل العام على أن الرأي يعني به الهوى فمن 
قال في القرآن قولاً يوافق هواه فلم يأخذ عن أئمة الدين وأصاب فقد أخطأ لحكمه على القرآن ما 
لا يعرف أصله» ولا يقف على مذاهب أهل الأثر والنقل فيه » وقال في الحديث الثاني وهو الذي 
أورده المصنف : له معنيان . أحدها : من قال في مشكل القرآن ما لا يعرف من مذاهب الأوائل من 
الصحابة والتابعين فهو متعرض لسخط الله » والثاني : وهر الصحيح « من قال في القرآن ءلاً يعام ان 
الحق غبره فليتوا مقعده من النار ». 


Lake aSe eos EEE ROE OEE EES a O SAECO ERE OPIS TOO COOGEE EDENE ET Eg, 


وقال البغوي والكواشي وغيرهما : التأويل صرف الآية إلى معنى يوافق ما قبلها وما بعدها 
تحتمله الآية غير مخالف للكتاب والستة من طريق الاستنباط غير حظور على العلهاء بالتفسير كقوله 
تعالى : 3 انفروا خفافاً وثقالاً € [ التوبة : >١‏ ] قيل شباباً وشيوخاً . وقيل : أغنياء وفقراء » وقيل : 
عزاباً ومتأهلين» وقيل نشاطاً وغير نشاط » وقيل أصحاء ومرضى . وكل ذلك سائغ والآية حتملة. 
وأما التأويل المخالف للآية والشرع فمحظور لأنه تأويل الجاهلين مثل تأويل الروافض : مرج 
البحرين يلتقيان) [ الرحن: ٠١‏ ] إنها علي وفاطمة ‏ يخرج منهها اللؤلؤ والمرجان) [ الرحن : 
۲ ] يعن الحسن والحسن. 


فصل 

في بيان العلوم التي يحتاج المفسر إلى تفسيره: 

وهي خسة عشر علا : 

أحدها : اللغة لأن بها يعرف شرح مفردات الألفاظ بحسب الوضع . قال مجاهد : لا يحل لأحد 
يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتكام في كتاب الله إذا لم يكن عالاً بلغات العرب» ولا يكةي في حقه 
معرفة اليسير منهاء فقد يكون اللفظ مشتركاً وهو يعام أحد المعنيين» والمراد الآخر. 

الثاني : النحو لأن المعنى يتغير ويختلف باختلاف الاعراب» فلا بد من اعتباره. روى أبو عبيد 
عن الحسن أنه سئل عن الرجل يتعام العربية يلتمس بها حسن المنطق ويقوّم بها قراءته فقال: حسن 
فتعلمها فإن الرجل يقرأ الآية فيبغي توجيهها فيهلك فيها . 

الثالث: التصريف لأن به تعرف الأبنية والصيغ . قال ابن فارس : ومن فاته علمه فاته المعظم» 
وقال الزخشري : من بدع التفاسير قول من قال إن الإمام في قوله تعالى : يوم تدعو كل أناس 
يإمامهم© [الاسراء : ]۷١‏ جع « أم » وإن الناس يدعون يوم القيامة بأمهاتهم دون آبائهم. قال: 
وهذا غلط أوجبه جهله بالتصريف فإن أمالا يجمع على إمام. 

الرابع: الاشتقاق لأن الاسم إذا كان اشتقاقه من مادتين محتلفتين اختلف المعنى باختلافها» 
كالمسيح هل هو من المساحة أو من المسح. 

الخامس والسادس والسابع : المعاني والبيان والبديع لأنه يعرف بالأول تراكيب الكلام من 
جه ادما ال الان حرا متها ن ياتلا ها مب ووخ الدلالة وخفائها ۽ وبالنادت 
وجوه تحسين الكلام : وهذه العلوم الثلاثة من علوم البلاغة وهي من أعظم ار كان المفسر لانه لا بد 
له من مراعاة ما يقتضيه الاعجاز وإنما يدرك بهذه العلوم . 

الثامن : عام القراءات لأنه به يعرف كيفية النطق بالقرآن » وبالقراءات يترجح بعض الوجوه 
الحتملة على بعض . 


aucune nenenaenennennnenncenecnennenaccennennnenneanneneenennannennnnnnnennennennenenennnnnn 


التاسع: أصول الدين لا في القرآن من الآيات الدالة بظاهرها على ما لا يجوز على الله 
فالأصولي يؤوّل ذلك ويستدل على ما يستحيل وما يحب وما يجوز . 

العاشر : أصول الفقه إذ به يعرف وجه الاستدلال على الأحكام والاستنباط . 

الحادي عشر : عام أسباب النزول والقصص إذ بسبب النزول يعرف معنى الآية المنزلة فيه 

الثاني عشم : الناسخ والمنسوخ ليعام الملحكم من غيره. 

الثالث عشر : الفقه . 

الرابع عشر : الأحاديث البينة لتفسير المجمل والمبهم. 

الخامس عشر : عام الموهبة وهو عام يورثه الله لمن عمل بما عام وإليه الإشارة في حديث : « من 
عمل بما عام ورثه الله علم ما لم يعم » 

قال ابن أبي الدنيا : علوم القرآن وما يستنبط منه بجر لا ساحل له قال: فهذه العلوم التي هي 
كالآلة للمفسر لا يكون مفسراً إلا بتحصيلها فمن فسر بدونها كان مفسراًبالرأي المنهي عنه » وإذا 
فسر مع حصوها م يكن مفسرا , بالرآي المنهي عنه » وأما الصحابة والتابعون كان عندهم علوم العربية 
بالطبع لا بالا کتساب» وأنهم استفادوا العلوم الأخر من الني لله . 

قال السيوطي : ولعلك تستشكل عام الموهبة وتقول: هذا شيء ليس في قدرة الاأنسان تحصيلهء 
وليس كا ظننت من الاشكال والطريق في تحعصيله ارتكاب الأسباب الموجبة له من العمل والزهد. 

قال ابن النقيب جلة ما تحصل في معنى حديث التفسير بالرأي خمسة أقوال : 

أحدها : التفسير من غير حصول العلوم اني يجوز معها التفسير . 

الثاني : تفسير المتشابه الذي لا يعلمه إلا الله 

الثالث: التفسير للمذهب الفاسد بأن يجعل المذهب أصلاً والتفسير تابعاً له فيرد إليه بأي 
طريق أمكن » وإن كان ضعيفاً . 

الرابع : التفسير أن مراد الله كذا على القطع من غير دليل . 

الخامس: التفسير باللاستحسان واهوی . 

وقال الزر كشي : الترآن قسمان: قسم ورد تفسيره بالنقل وقسم لم يرد ء والأول إما أن يرد عن 
البي بب أو الصحابة أو رؤوس التابعين» فالأول يبحث فيه عن صحة السندء والثافي ينظر في 
تفسير الصحاني» فإن فسره من حيث اللغة فهم أهل ذلك اللسانء فلا شك في اعتاده إذ ربا 


کتاب اداب تلاوة القرآن / الباب الرابع OOo aos‏ 
وها لغار اذ ف رالا قرا هال راا تمر الافة مم فا 


شاهده من الأسباب والقرائن فلا شك فيه » فحينئذ إن تعارضت أقوال جاعة من الصحابة » فإن 
أمكن الجمع فذلك. وإن تعذر قدم ابن عباس لأن النبي ّنه دعا له فيه وأما ما ورد عن 
التابعين فكذلك وإلاً وجب الاجتهاد » وأما ما م يرد فيه نقل فقليل وطريق التوصل إلى فهمه 
النظر إلى المفردات من تلك الالفاظ ومدلولاتها واستع اما بحسب السياق . 
فصل 

في غرائب التفسير التي لا يحل الاعتاد عليها ولا تذكر إلا للتحذير منها : 

من ذلك قول من قال في حم عسق إن الحاء حرب على معاوية » والمم ولاية المروانية ء والعين 
ولاية العباسية » والسين ولاية السفيانية » والقاف قدوة مهدي . وحكاه أبو مسام . ومن ذلك قول من 
قال : : [ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب© [ البقرة: ۱۷۹ ] إنه قصص القرآن» واستدل 
بقراءة آي الجوزاء بضم القاف وهو بعيد» ومن ذلك ما ذكره ابن فورك في قوله: : 3 ولکن 
CR GS Me‏ 
هذا الصديق إلى هذه المشاهدة إذا رآها عياناً » وهذا بعيد أيضاً » ومن ذلك قول من قال في قوله: 
ربنا ولا تحمَّلنا ما لا طاقة لنا به© [ البقرة: ۲۸١‏ ] إنه الحب والعشق» وقد حكاه الكواشى في 
تفسيره» ومن ذلك قول من قال : ومن شر غاسق إذا وقب) [ الفلق : ۳ ] إنه الذكر إذا قام» 
وقد ذكره صاحب القاموس . ومن ذلك قول أبي معاذ النحوي في قوله: الذي جعل لكم من 
الشجر الأخضر ) يعني إبراهم # نارآ أي نورا وهو مد مَل 3 فإذا أنتم منه توقدون) [ يس : 
۰] أي تقتبسون ومن ذلك ما سبق من قول الرافضة في قوله: مرج البحرين) انها علي 
وفاطمة % واللؤلؤ والمرجان€ هما الحسن والحسين. وما أشبه ذلك من التفاسير المنكرة التي لا يحل 
الاعتاد علبها. 

ولنرجع إلى شرح كلام المصنف رجه الله تعال » ( ولا بد فيه من استتباع فنون كثيرة. 

منها : الايجاز ) وهو من أعظم أنواع البلاغة حى نقل صاحب مر الفصاحة عن بعضهم انه 
ة. ل : البلاغة هي الإيجاز والاطناب ثم أن الإيجاز والاختصار بمعنى واحد كا يؤخذ من المفتاح» 
وصرح به الطيي»› وقال بعضهم : الاختصار خاص بالجمل فقط بخلاف الايجاز ورده صاحب 
عروس الأفراح» والايجاز قسمان ايجاز قصر وإيجاز حذف. وإلى الثاني أشار المصنف بقوله: 
( بالحذف والإضمار ) والأوّل هو الوجيز بلفظه الطويل بعناهء وقال بعضهم : هو أن يكون اللفظ 
بالنسبة إلى المعنى أقل من القدر المعهود عادة وسبب حسنه أنه يدل على التمكن من الفصاحة» 
ومذا قال ی : « أوتيت جوامع الكام » وقال الطيبي في التبيان : الايجاز الخالي من الحذف ثلاثة 
أقسام . 


a a E E EO OS ONE ERE CHORE OTEK aA DSO Aa CE Saale SS 


أحدها : ايجاز القصر وهو أن يقصر اللفظ في معناه مثاله قوله تعالى :9 إنه من سلمان) إلى 
قوله : 3 وآتوني مسلمين € [ النمل : ۳١‏ ] جع في أحرف العنوان والكتابة والحاجة. 

الثاني : اياز التقدير وهو أن يقدر معنی زائداً على المنطوق. وسماه ابن مالك في المصباح 
بالتضييق » لأنه نقص من الكلام ما صار لفظه أضيق من قدر معناه» ومثاله قوله: « هدى 
للمتقين) [ البقرة: ۲ ] أي للضالين الصائرين بعد الضلالة إلى التقوى . 

الثالث: الايجاز الجامع وهو أن يحتوي اللفظ على معان متعددة» ومثاله قوله تعالى : $ إن الله 
يأمر بالعدل والاحسان» [ النحل: ٩١‏ ] الآية» وقد تقدم ذكرها في الباب الأول من هذا 
الكتاب ومن بديع الايجاز سورة الإخلاص فإنها قد تضمنت الرد على نحو أربعين فرقة» وقد 
أفردت بالتأليف. وقوله تعالى : 3 وقيل يا أرض ابلعي ماءك) [ هود : ٤٤‏ ] الآيةء أمر فيها 
ونہی وأخبر ونادى ونعت وسمى وأهلك وأبقى وأسعد وأشقى . وقص من الأنباء ما لو شرح ما 
اتدر ج ي هده الجملة من بديع اللفظ والبلاغة والايجاز والبيان لجفت الأقلام» وقد أفردت أيضاً 
بالتأليف وقوله تعالى : يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم) 1 النمل : [١‏ الآية جع في هذه الآية 
أحد عشر ll‏ من الكلام فادت وکنت وننهت وسمت وأمرت وقصت وحذرت وخصت 
وعمت. وأشارت وعذرت فادت خس حقوق حق الله وحق سلمان وحقها وحق رعيتها وحق 
جنود سلهان وقوله تعالى : 3 ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب) [ البقرة: ۱۷۹ ] فإن معناه 
كثير واللفظ يسير لأن معناه إن الإنسان إذا عام أنه متى قتل كان ذلك داعياً إلى أن لا يقدم على 
القتل فارتفع بالقتل الذي هو القصاص كثير من قتل الناس بعضهم بعضا . و كان ارتفاع القتل حياة 
هم وقد فضلت هذه الجملة على أوجز ما كان عند العرب في هذا المعنى وهو قوم : القتل أنفى 
للقتل بعشرين وجهاً أو أكثر » وأنكر ابن الأثير هذا التفضيل وقال: لا تشبيه بين كلام الخالق 
وكلام المخلوق. وأمثال ذلك من الآيات الجامعة في القرآن كثيرة وفما ذكرناه كفاية . 
تنیهات : 

الأول: ذكر قدامة من أنواع البديع الإشارة وفسرها بالإتيان بكلام قليل وفي معان جمة» 
وهذا هو إاز القصر بعينه» لكن فرق بينها ابن أي الأصبع بأن الايجاز دلالته مطابقة» ودلالة 
الإشارة اما تضمن أو التزام . 

الثاني : من الاإيجاز نوع يسمى التضمين» وهو حصول معنى في لفظ من غير ذکر له باعم هو 
عبارة عنه» وهو نوعان: أحدها ما يفهم من البنية كقوله معلوم فإنه يوجب انه لا بد من عالم» 
والثاني: في معنى العبارة كالبسملة» فإنها تضمنت معنى الاستفتاح في الامور باسمه على جهة 
e e iE‏ 

الثالث: ما يصلح أن يعد من أنواع الإيجاز الاتساع من أنواع البديع وهو أن يؤتى بكلام يتسع 
فيه التأويل بحسب ما تحتمله الفاظه من المعافي» کفوات تح السور ذكره ابن أبي الأصبع . 


كتاب اداب تلاوة القران / الباب الرابع NOVA‏ 


ما [الإسراء: 0۹ ] معناه آية مبصرة فظلموا أنفسهم بقتلها ء فالناظر إلى ظاهر 


الرابع: ذكر غير واحد ان من أنواع إيجاز القصر باب الحصر سواء كان بألا أو إنما أو غيرها 
من أدواته لأن الجملة فيها نابت مناب جلتين» وباب العطف لأن حرفه وضع للاغناء عن إعادة 
العامل وباب النائب عن الفاعل لأنه أدل على الفاعل باعطائه حكمه وعلى المفعول بوضعه» وباب 
الضمير لأنه وضع للاستغناء عن الظاهر اختصاراً » ولذا لا يعدل إلى المنفصل مع إمكان المتصل» 
وباب علمت انك قائم لأنه حتمل لاسم واحد سد مسد المفعولين من غير حذف» ومنها طرح 
امفعول اقتصاراً على جعل المتعدي كاللازم ومنها الألفاظ الملازمة للعموم كأحد» ومنها لفظ 
التثنية والجمع فإنه يغني عن تكرر المفرد وأقم الحرف فيه مقامه اختصارا . 

القسم الثاني : من قسم الإيجاز إيجاز الحذف وهو على أنواع أحدها : ما يسمى بالاقتطاع» وهو 
حذف بعض حروف الكلمة » وانكر ابن الأثير ورود هذا النوع في القرآن ورد بأن بعضهم جعل 
منه فوا تح السور على القول بأن كل حرف منها اسم من أسماء الله تعالى كا تقدم » وادعى بعضهم أن 
الباء في 3 وامسحوا برؤوسكم€ أوّل كلمة بعض » ثم حذف الباقي ومنه قراءة بعضهم: ( ونادوا 
يا مال ) بالترخم لشدة ما هم فيه عجزوا عن اتمام الكلمة. 

الثاني : : ما یسمی بالا کتفاء وهو أن يقتضي المقام ذكر شيئين بينهما تلازم وارتباط» > فيکتفي 
بأحدها عن الآخر لنكتة ويختص غالا ا بالارتباط العطفي كقوله $ سرابيل تقيكم الحر ) [ النحل : 
١‏ ] أي والبرد وخصص الحر بالذ كر لان الخطاب للعرب وبلادهم حارة والوقاية عندهم من الحر 
ام رورا ان يدك الخبر € أي والشرء وإنما خص الخير بالذ كر لأنه مطلوب ومرغومم» 
أو لأنه أكثر وجوداً و في العالم» و لأن اضافة الشر إليه تعالى ليس من الأدب كا في الخير والشر 
ليس إليك وقوله تعالى : # هدى للمتقين) [البقرة: ۲ ] أي وللكافرين قال ابن الانباري: 
ويؤيده قوله # هدى للناس) وقوله تعالى : 3 إن امرؤ هلك ليس له ولد [ النساء ٠۷١:‏ ] أي 
ولا والد بدليل أنه أوجب للاخت النصف. وإنا يكون ذلك مع فقد الأب لأنه يسقطها. 

'الثالث: ما يسمى بالاحتباك وهو أن يجتمع في الكلام متقابلان فيحذف من كل واحد منها 
مقابله لدلالة الآخر عليه مثاله قوله تعالى : 9 فلا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فاتوهن ) 
[ البقرة: ۲۲۲ ]أي حتى يطهرن من الدم ويتطهرن بالماء » فإذا تطهرن وطهرن فاتوهن . 

الرابع : الاختزال وهو ليس واحدا ما سبق وله اقسام لأن المحذوف إما كلمة اسم أو فعل أو 
حرف أو أكثر » ولكل منها أمثلة سيأتي ذ كر بعضها في السياق . 

وقد مثل المصنف للموجز بالحذف والاضار فقال: ( كقوله تعالى : 9 وآنينا مود الناقة 
مبصرة فظلموا مها) ) [ الإسراء : 0٩‏ ] ففي هذا مضمر وحذوفان» فالضمر قوله 9 مبصر 4)5 
والمعنى آية مبصرة فاضمر ومحذوفان قوله فظلموا با أي نفوسهم بالتكذيب بها 
فاختصرت كلمتان من كلمتين للإيجاز . وهذا معنى قولالمصنف : ( معناه آية مبصرة فظلموا 


O ASS SESS RS aS A 10۸‏ کتاب آداب تلاوة القران / الباب الرابعم 


العربية يظن أن المراد به ان الناقة كانت مبصرة ولم تكن عمياء ولم يدر أنهم بماذا ظلموا 
7 1 ء o a‏ و 8 وو ۹ و 2 ۹ 

وانہم ظلموا غبرهم أو أنفسهم. وقوله تعالى : # وأشربُوا في قَلُوبهمْ العجل بكفرهم ) 
[ البقرة: ٩۳‏ ] أي حب العجل فحذف الحب . وقوله عز وجل : $ إذاً لأذَقتاك ضعْف 


أنفسهم بقتلها ) فذ كر ما هو لازم التكذيب وهو القتل» ( فالناظر إلى ظاهر العربية يظن أن 
المراد به أن الناقة كانت مبصرة وم تكن عمياء» ولا يدري أنهم اذا ظلموا غیرهم أو 
أنفسهم ) والإيتاء يتعدى إلى ثلاثة مفاعيل » فحذف منها المفعول الثالث» ومثال ما حذف منه 
المفعول الثاني قوله ‏ إن الذين اتخذوا العجل) [ الأعراف: : ۲ ] أي الما ومثال ما اذا تعدى 
إلى واحد» وحذف قوله فظلموا بها أي أنفسهم ومن ذلك أيضاً قوله: ‏ كلا سوف تعلمون) 
[ التکاثر : ٣‏ ] أي عاقبة أمركء وكل هؤلاء من القسم الأول من أقسام الاختزال الذي تقدم 
ذكره. وهو ما كان المحذوف فيه كلمة اسم » وذكر اهل البيان ان مفعول المشيئة والاإرادة لا 
يذ كر إلا إذا كان غريباً أو عظياً دون سائر الأفعال ء لأنهيلزم من وجودالمشيئة وجود المشاء » فا لمشيئة 
المستلزمة مضمون الجواب لا يكن أن يكون إلا مشيئة الجواب» ولذلك كانت الإرادة مثلها في 
اطراد حذف مفعوها ذكره الزملكاني والتنوخي في الأقصى القريب » وقد عام من سياقهما ان حذف 
امفعول في المشيئة والإرادة كثيرةء ويرد في غيرها قليلاً وقوله فظلموا بها إن قدرنا فيه أي 
بالتكذيب بها ففيه حذف حرف الجر ومجرورها. وقد ذكر ابن جني أن حذف الحرف من أصله 
ليس بقياس لأنه إجحاف. وإذا قررنا فيه كا قاله المصنف أي بقتلها فيكون المحذوف هنا 
الضاف وحذف المضاف في القرآن كثير » وتتبعه ابن جني فاوصله إلى زهاء ألف موضع » وقد 
سردها الشيخ عز الدين في كتابه المجازء ويجوز أن يكون قوله مبصرة من باب حذف 
الموصوف وإقامة الصفة مكانه ومثل ذلك قوله #وعندهم قاصرات الطرف) [ ص: ٥١‏ ] أي 
حور قاصرات. وقوله # أن اعمل سابغات€ [ سبأً: ١١‏ ] أي دروعاً سابغات. 
تنبیه : 

في حذف المفعول اختصاراً أو اقتصاراً قال ابن هشام : جرت عادة النحويين أن يقولوا بحذف 
المفعول اختصاراً لدليل » ويريدون بالاقتصار الحذف بغير دليل ويثلونه بنحو $ كلوا واشربوا ) 
أي أوقعوا هذين الفعلين والتحقيق ان يقال تار ةيتعلق الغرض بالاعلام بمجرد وقوع الفعل من غير 
تعيين من أوقعه» ومن أوقع عليه فيجاء بمصدره مسنداً إلى فعل كون عام » فيقال حصل حريق أو 
نهب وتارة يتعلق بالاعلام بمجرد ايقاع الفاعل للفعل» فيقتصر عليه ولا يذكر المفعول» ولا 
ينوى إذ المنوي كالثابت ولا يسمى محذوفا لاأن الفعل ينزل هذا القصد منزلة مالا مفعول له. ومنه 
# كلوا واشربوا ولا تسرفوا € إذ المعنى أوقعوا الأكل والشرب وذروا الاسراف. 

( و) من المختصر المحذوف المبدل (قوله تعالى: < واشربوا في قلوبهم العجل ) 
[ البقرة: ٩۳‏ ] أي حب العجل فحذف ) المضاف وأبدل المضاف إليه مكانه» ( و) من أمثلة 
حذف المضافي أيضاً والمبدل والمضمر ( قوله تعالى: ‏ إذاً لأذقناك ضعف الياة وضعف 


كتاب آداب تلاوة القرآن / الباب الرابع 


الحياة وضُحْف الْمَات# [الإسراء : ۷۵ ] أي ضعف عذاب الاحياء وضعف عذاب 
لموتى . فحذف العذاب وأبدل الاحياء والموتى بذ كر الحياة والموت» وكل ذلك جائز في 
فصبح اللغة . وقوله تعالى  :‏ واسلل القريَة التي كشا فيهَا والعير التي أقبلنا فيها ) 
[ يوسف: ۸۲ ]. فالأهل محذوف مضمر. وقوله عز وجل: تلت في الشّموات 
والأرْض ‏ [ الأعراف: ۱۸۷ ] معناه خفيت على أهل السموات والأرض والشيء إذا 
خفي ثقل فأبدل اللفظ به وأقم (في) مقام (على) وأضمر الأهل وحذف. وقوله تعالى : 


المات) [الاسراء: ]۷٠‏ أي ضعف عذاب الاحياء وضعف عذاب الموتى» فحذف 
العذاب ) أي أضمر ذكره. ( وأبدل الاحياء والموتى بذكر الحياة والموت ) . فأقام الوصف 
مقام الاسم ويصلح أيضاً أن يترك الوصف على لفظه» ويضمر « أهل » فيكون المعنى ضعف عذاب 
أهل الحياة وضعف عذاب أهل المات» ( وكل ذلك جائز في فصيح اللغةء و) من المحذوف 
الضمر أيضاً ( قوله تعالى  :‏ واسأل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها ) 1 يوسف : 
۲/] أي) اسأل ( أهل القرية وأهل العير فالأهل فيه| محذوف مضمر )› واختلف في 
الحذف هل هو من االمجاز ؟ فقيل : نعم . وهذا هو المشهور وانكره قوم وقالوا : لأن المجاز استعال 
اللفظ في غبر موضوعه والحذف ليس كذلك . وقال ابن عطية : حذ ف المضاف هو عين المجاز ومعظمه 
وليس كل حذف ازا وذكر القرافي للحذف أربعة أقسام الأول: منها ما يتوقف عليه صحة 
اللفظ ومعناه من حيث الاسناد نحو واسأل القرية أي أهلها إذ لا يصح اسناد السؤال إليهاء 
وذكر بقية الأقسام ثم قال : وليس في هذه الاقسام مجاز إلا الأول . وقال القزويني في الإيضاح : متق 
تغبر إعراب الكلمة بجذف أو زيادة فهي مجاز نحو أسأل القرية ليس كمثله شيء فإن كان الحذف أو 
الزيادة لا يوجب تغير الاعراب نحو أو كصيب ) # فما رة( فلا توصف الكلمة بالمجاز اه. 

ومن أمثلة المختصر المحذوف قوله تعالى : # وهى خاوية على عروشها) [البقرة: ۲۵۹ ] 
امعنى خاوية من مرها أو أهلها واقعة على عروشها ومن أمثلة حذف المضاف قوله تعالى : [الحج 
أشهر معلومات [البقرة: ۱۹۷ ] أي حج أشهر أو أشهر الحج وكذا قوله: [ حرمت عليكم 
أمھاتکم 4 [ النساء : ۲۳ ] أي نكاح أمهاتكم وقوله وف الرقاب€ [البقرة: ۱۷۷ ] أي تحرير 
الرقاب وكذا قوله 3 ولكن البر من آمن بالل € [ البقرة: ۱۷۷ ] فحذف الفعل وأقي الاسم مقامه 
فا معنى ولكن البر بر من آمن بالله» وقد يكون من البدل فيكون المحذوف هو الاسم أبدل الفعل 
مكانه فلا كان البر وصفه أقم مكانهء ( و) من المبدل المضمر (قوله تعالى: (ثقلت في 
السموات والأرض ) لا تأتيكم إلا بغتة) [الأعراف: ۱۸۷ ] ( معناه خفيت على أهل 
السموات و ) أهل ( الأرض ) فمبدله ثقلت أي خفيت» ( فالشيء ) الفاء تعليلية أي لان الشيء 
( إذا خفي ) علمه ( ثقل» فأبدل اللفظ به ) بدلالة المعنى المذ كور عليه » ( و) كذلك قوله في 
السموات والأرض معناه على هذا هو المضمر (أقيمت) في (مقام على وأضمر الأهل 
وحذف ) أي أهل السموات وأهل الأرض. (و) من أمثلة المحذوف المضمر ( قوله تعالى 


ON E NS ea Seas ۱1۰ 


وتجعَلون رزقکم نکم تکڏبُون 4 [ الواقعة: ۸۲ ] أي شکر رزقکم وقوله عز 
وجل: آنا ما وَعَدتنا على رُسّلك) [ آل عمران: ٠۹١‏ ] أي على ألسنة رسلك 


# وتجعلون رزقكم انكم تكذبون) [الواقعة: ۸۲] أي شكر رزقكم ) فحذف المضاف 
وكذلك قوله تعالى بدلوا نعمة الله كفراً© [ إبراهي: ۲۸] أي شكر نعمة الله كفرا بهاء 
والصحيح ان في الآية الأول حذف ثلائة مضافات والمعنى بدل « شک رک » « رزقکم » وهو من 
القسم الثالث من أقسام الاختزال الذي حذف فيها أكثر من كلمة ونحو ذلك قوله ‏ فكان قاب 
قوسين أو أدنى# [ النجم: ٩‏ ] المعنى فكان مقدار مسافة قربه مثل قاب فحذف ثلاثة من اسم 
كان وواحد من خبرهاء (و) من المحذوف المضمر (قوله تعالى 9 وآننا ما وعدتنا على 
رسلك) [ آل عمران: ]٠۹4‏ أي على ألسنة رسلك فحذف الالسنة) وقوله على ملك 
سلمان# أي على عهد ملك سلمان فأضمر قوله « عهد » وهذه الآيات التى أوردها المصنفمن 
الأول إلى هنا كلها أمثلة لاز الحذف بأقسامه على طريق الإجال ولا بأس أن نذكر فوائد 
تتعلق بهذا المبحث . 

فمن ذلك ذكر أسباب الحذف منها جرد الاختصار والاحتراز عن العبث لظهوره» ومنها 
التنبيه على أن الزمان يتقاصر عن الاتيان بالمحذوف. وأن الاشتغال بذ كره يفضى إلى تفويت 
الهم وهذه هي فائدة التحذير والاغراءء ومنها التفخم والإعظام لما فيه من الإبهام» ومنها 
التخفيف لكثرة دورانه في الكلام كا في حذف حرف النداء نحو [يوسف أعرض € ونون لم يك . 
وياء واللیل إذا يسر . ومنها شهرته حتی یکون ذکره وعدمه سواء قال الزخشري وهو نوع من 
دلالة الحال التى لسانها انطق من لسان المقالء ومنها صيانته عن ذكره تشريفاً كقوله # قال: 
فرغرن وقا رب العالن» فال رت النفرات والأرضن © [الخع راء ٠‏ ] اليات ذف فا 
امبتدأ ني ثلاثة مواضع ومنها صيانة اللسان عنه تحقيراً عنه نحو صم بكم أي هم» ومنها قصد 
العموم نحو وإياك نستعين)» أي على العبادة» وعلى الأمور كلها . ومنها رعاية الفاصلة نحو # ما 
ودعك ربك وما قلل# . 

وله أسباب أخر غير ما ذكرنا تستفاد من خالماء ومن ذلك ذكر شروط الحذف وهى سبعة: 
أحدها وجود دليل إما حالي نحو $ قالوا سلاماً) أي سلمنا سلاماً أو مقالي نحو 3 ماذا أنزل ربكم 
قالوا خبراً € أي أنزل خيراً » ومن الأدلة العقل حيث يستحيل صحة الكلام عقلا إلا بتقدير 
محذوف» ثم تارة يدل على أصل الحذف من غير دلالة على تعيينه » بل يستفاد التعيين من دليل آخر 
نحو 3 حرمت عليكم الميتة) [ المائدة: ۴ ] فإن العقل يدل على أنها ليست المحرمة لأن التحري لا 
يضاف إلى الإحرام وانما هو والحل يضافان إلى الافعال» فعام بالعقل حذف شيءء وأما تعيينه 
وهو التناول فمستفاد من الشرع» وهو قوله ملي « إنما حرم أكلها » لان العقل لا يدرك محل الحل 
والحرمةء وأما قول صاحب التلخيص انه من باب دلالة العقل أيضاً فتابع فيه السكاكي من غير 
تأمل أنه مبني على أصول المعتزلة ‏ وتارة يدل العقل أيضاً على التعيين نحو $ وجاء ربك € [ الفجر : 


eens 
O O O O _۲- 


٣‏ ] أي أمره بمعنى عذابه إذ العقل دال على استحالة مجيء الباري لأنه من سمات الحادث» وعلى 
ان الجائي أمره» وتارة يدل على التعيين العادة نحو فذلكن الذي لمتنني فيه) [ يوسف: ۳۲ ] دل 
العقل على الحذف لأن يوسف لا يصح ظرفاً للوم» ثم يحتمل أن يقدر لتنني في حبه لقوله $ قد 
شغفها حبا) [یوسف: ۳۰ ] وني مراودته لقوله 9 تراود فتاها) [ يوسف: ۳۰ ] والعادة دلت 
على الثاني لأن الحب المفرط لا يلام صاحبه عليه» وتارة يدل عليه التصريح في مواضع أخر وهو 
أقواها نحو وجنة عرضها السموات والأرض) 1 آل عمران: ٠١۳‏ ] أي كعرض بدليل 
التصريح به في اية الحديد» ومن الادلة على أصل الحذف العادة بأن يكون العقل غير مانع من 
إجراء اللفظ على ظاهره من غير حذف نحو لو نعام قتالا لاتبعنا؟) [ آل عمران: ٠١۷‏ ] أي 
مكان قتال والمراد مكاناً صالحاً للقتال» وإنغا كان كذلك لإنهم كانوا أخبر الناس بالقتال ويعيرون 
بأن يتنوّهوا بانهم لا يعرفون فالعادة تمنع أن يريدوا لو نعام حقيقة القتالء فلذلك قدره مجاهد 
مکان قتال. 


ومنها الشروع في الفعل نحو «بسم الله » فيقدر ما جعلت التسمية مبدأله فإن كانت عند 
الشروع في القراءة قدرت اقرأً أو الأكل قدرت آكل» وعلى هذا أهل البيان قاطبة خلافاً لقول 
النحاة انه يقدر ابتدأت أو ابتدائي كائن باسم الله ويدل على صحة الأول التصريح به في قوله 
وقال ار كبوا فيها باسم الله مجراها ومرساها) [ هود : ١ء‏ ] وفي حديث « باسمك رفي وضعت 
جنې » . 


ومنها الصناعة النحوية فقدتوجب التقدير » وإن كان المعنى غير متوقف عليه كقوهم في لا 
إله الا الله إن الخبر حذوف أي موجود» وقد أنكره الفخر الرازي وقال: هذا كلام لا يحتاج إلى 
تقدير» وتقدير النحاة فاسد لأن نفي الحقيقة مطلقة أعم من نفيها مقيدة فإنها إذا انتفت مطلقة 
كان ذلك دليلا على سلب الماهية مع القيد » وإذاانتفت مقيدة بقيد خصوص ل يلزم نفيها مع قيد 
آخر ورد بان تقدیر موجود يستلزم نفي کل اله غير الله قطعا فان العدم لا کلام فيه فهو في 
الحقيقة نفي للحقيقة مطلقة لا مقيدةء ثم لا بد من تقدير خبر لاستحالة مبتدا بلا خبر ظاهر 
ومقدر » وإنما يقدر النحوي لأجل أن يعطى القواعد حقهاء وان كان المعنى مفهوماً . 


والشرط الثاني : أن لا يكون المحذوف كالجزء ومن ثم م يحذف الفاعل ولا نائبه ولا اسم كان 


واخواتها . 
الثالث: أن لايكون مؤكداً لأن الحذف مناف للتأكيد إذ الحذف مبنى على الاختصار والتأكيد 
مبني على الطول. 


الرابع: أن لا يؤدي حذفه إلى اختصار المختصر » ومن ثم م يحذف اسم الفعل لأنه اختصار 
للفعل . 


e E ۱1۲‏ ا ران ا 


فحذف الألسنة . وقوله تعالى  :‏ إنًا أنزلْتاه في لَيْلَّة القذر ‏ [ القدر : ١‏ ] أراد القرآن 
وما سبق له ذکر. وقال عز وجل : حتی توّارت بالحجاب) [ ص: ۳۲ ] أراد 
الشمس وما سبق ها ذكر وقوله تعالى : والذين اتَخذوا من دونه أولناء ما تدهم 

الخامس: ان لا يكون عاملاً ضعيفاً » فلا يجحذف ال جار والناصب للفعل والجارة إلا في مواضع 
قويت فيها الدلالة وكثر فيها استعمال تلك العوامل . 

السادس: أن لا يكون عوضاً عن شىء ولذا لم يحذفوا التاء من إقامة واستقامةء وأما واقام 
الصلاة فلا يقاس عليه ولا خبر كان لأنه عوض أو كالعوض عن مصدرها. 

السابع: أن لا يؤدي حذفه إلى تهيئة العامل القوي » ومن ثم م يقس على قراءة # و كلا وعد الله 
الحسنى ‏ [ النساء : ٩۵‏ ] . 
فائدة: 1 

اعتبر الاخفش في الحذف التدريج حيث أمكن ومذا قال في قوله: ‏ واتقوا يوماً لا تجزي 
نفس عن نفس شيعا € [ التوبة : ٠٨‏ ] أن الأصل لا تجزي فيه بجذف حرف الجر » فصار تجزيه » م 
حذف الضمير فصار تجزي وهذه ملاطفة في الصناعة » ومذهب سيبويه أنه حذفا معأً. قال ابن 
جني : وقول الاخفش أوفق في النفس وآنس من أن يحذف الحرفان معاً في وقت واحد . 


» 


ل الشيخ عز الدين: ولا يقدر من الحروف إلا أشدها موافقة للغرض وأفصحها ء لأن العرب 
لا يقدرون إلا ما لو لفظوا به لكان أحسن وأنسب» لذلك الكلام كا يفعلون ذلك ف الملفوظ به 
نحو : جعل الله الكعبة البيت الحرام قياماً للناس قر أبو على جعل الله نصب الكعبة» وقدر غيره 
حرمة الكعبة وهو أولى لأن تقدير الحرمة في المدي والقلائد والشهر الحرام لا شك في فصاحته 
وتقدير النصب فيها بعيد من الفصاحة .قال : ومها تردد المحذوف بين الحسن والأاحسن وجب 
تقدير الأحسن لأن الله تعالى وصف كتابه بأنه أحسن الحديث» فليكن محذوفه أحسن المحذوفات 
كا أن ملفوظه أحسن الملفوظات . 

ثم نرجع إلى شرح كلام المصنف قال رحه الله تعالى : ( وقوله تعالى : < إنا أنزلناه في ليلة 
القدر ) ) [القدر ١:‏ ] هو من المكني المضمر ( أراد القرآن) فكنى عنه ( وما سبق له ذكر 
و) كذلك ( قوله تعالی #حتی توارت بالحجاب 1€ ص:۳۲] أراد ) توارت ( الشمس) 
بحجاب الليل فكنى عنهاء ( وما سبق ها ذكر ). واختلف في حذف الفاعل هل يجوز أم لا؟ 
فمنهم من قال لا يجوز إلا في فاعل المصدر نحو: لا يسام الإنسان من دعاء الخير اي دعائه الخير › 
وجوزه السبكي مطلقاً لدليل .وخرج عليه [حتى توارت بالحجاب# أي الشمس وقوله 3 إذا بلغت 
التراقي 4 [ القيامة ¡ ٠٠‏ ] أي الروح (و) من أمثلة امضمر المختصر (قوله تعالى والذین 
اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم ) ) [ الزمر : ١‏ ] مضمرة ( أي يقولون ما نعبدهم ) ومثله 


كتاب آداب تلاوة القرآن / الباب الرابع ATES SARs‏ 


إلا يرونا إلى الت رَلْى) [ الزمر: ۳] أي يقولون ما نعبدهم وقوله عز وجل؛ 
مال هَولاء اَلْقَوّْم لا يَكادُون يَعْقَهُون حديثا ۾ ما أصابّك من حَسَة فَمّن الله وما 


أصَابَّك من سيَنَة فمن تَفْسِك ) [ النساء : ۷۸ ۷۹ ] معناه لا يفقهون حديئاً يقولون ما 
اصابك من حسنة فمن الله فإن لم يرد هذا كان مناقضا لقوله: # قل کل من عند 
الت € وسبق إلى الفهم منه مذهب القدرية. 


ومنها : المنقول المنقلب كقوله تعالى : 3 وطور سنين) [ التين: ۲ ] أي طور سيناء 
سَلاَمٌ عَلّى آل ياسين€ [ الصافات : ٠١‏ ] اي على الياس وقيل إدريس» لأن في حرف 
ابن مسعود سلام على إدراسين . 


قوله # فظللتم تفكهون إنا مغرمون€ [ الواقعة : 10 ] آي يقولون انا مغرمون والآيتان من أمثلة 
حذف القول ومثلها # وإذ يرفع إبراهي القواعد من البيت وإسماعيل ربنا) [ البقرة: ٠١۷‏ ] أي 
يقولان ربنا قال أبو علي : حذف القول من حدث عن البحر ولا حرج أي قل ولا حرج( و ) على 
هذا وجه ( قوله تعالى : < فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا ما أصابك من حسنة 
فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك ) 1 النساء : ۷۸] معناه لا يفقهون حديثاً يقولون 
ما أصابك ) الآية على معنى الاخبار عنهم والذم مم ( فان م يرد هذا كان مناقضاً لقوله عز 
وجل ) في أول الآية وهو  (‏ قل كل من عند الله © ) وبه أحكم الباري جل وعز ابتداء شرعه 
وبيانه» ( ويسبق إلى الفهم منه ) ان لم نقدر القول ( مذهب القدرية ) أي المعتزلة وقد هلكوا 
لجهلهم بعام العربية وظنهم انه ابتداء شرع وبیان من الله سبحانه . 

قال صاحب القوت : وقرأت في مصحف ابن مسعود # فال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون 
حديثاً قالوا ما أصابك) 1 البقرة: ٠۲۷‏ ] وقد كان ابن عباس يقول: إذا أشكل عليكم شيء من 
القرآن فالتمسوه في كلام العرب فإن الرجل يتلو الآية فيعنى لوجهها فيكفر» وقد رأيت في 
مصحف ابن مسعود ‏ والذين اتخذوا من دونه أولياء قالوا ما نعبدهم) . 

( ومنها المنقول المنقلب كقوله تعالى ) يدعو لمن ضره أقرب من نفعه) [الحج: ٠۳١‏ ] 
اللام في من منقولةء وا معنى يدعو من لضره أقرب من نفعه » ومثله  (‏ وطور سينين € ) [ التين : 
۲ ] وهو ما قلب اسمه لأزدواج الكل ( أي طور سيناء وقوله تعالى  :‏ سلام على آل ياسين) ) 
[ الصافات : ٠١‏ ] وهو أيضاً ما قلب اسمه ( أي على الياس ) عليه السلام » ( وقيل : المراد ) به 
( إدريس ) عليه السلام ( لأن في حرف ابن مسعود ) أي مصحفه ( سلام على إدراسين ) أي 
على إدريس نقله صاحب القوت. ومن أمثلة المنقول المنقلب قوله : 9 لتنوء بالعصبة) معناه لتنوء 
العصبة بها أي لتقل بجحملها لثقلها عليها وقوله تعالى : 3 جعلوا القرآن عضين) [ الحجر : ٩۱‏ ] 
أي أعضاء کأنهم عضوه فامنوا ببعض و کفروا ببعض . 


E 114 


ومنها : ا لمكرر القاطع لوصل افكلام في الظاهر كقوله عز وجل : وما يبع الّذين 
يَذعُونَ من دون الله شرَکاءَ إن ا إلا الظَن) [ يونس: ٦‏ ] معناه ینیع 
الذين يدعون من دون الله شركاء إلا الظن. وقوله عز وجل : قال الْمَلاً الّذين 
استكَبرّوا مِن قوْمه لِلّذِين اسنضعفوا لِمَنْآمَن ْم [ الأعراف: ۷۵ ] معناه الذين 
استکبروا لمن آمن من لوين اعرا وا اقم وااو وهو م العا كوول عر 
وجل: #ولولاً كلمَة سيقت من رَبك لان لزاماً وأجل مُسمّى) [طه: ۱٠۲۹‏ ] 
ا لله وال مع انرام ول اكان ها لرن وره ان 


( ومنها) الوصل (المكرر) للبيان والتوكيد (القاطع لوصل الكلام في الظاهر كقوله 
تعالى : وما يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء إن يتبعون إلا الظن) ) [يونس: 
1 ] قوله: يتبعون مردود للتوکید والاإفهام کأنه لا طال الكلام أعيد ليقرب من الفهم 
( معناه: ومايتبع الذين يدعون من دون الله شر كاء إلا الظن ) اتباعهم الشر كاء ظن منهم غير 
يقين» ( و) نحوه من المكرر المؤكد ( قوله تعالى: قال الملا الذين استكبروا من قومه 
للذين استضعفوا لمن آمن منهم € [الأعراف: ]۷١‏ معناه الذين استکہروا لمن آمن من 
الذين استضعفوا ) هذا اختصاره» فلا قدم الذين استضعفوا وكان المراد بعضهم كرر المراد 
بإعادة ذكر من آمن منهم للبيان » ومثله : ( إلا آل لوط إنا منجوهم أجعين# 1 الحجر : ۵4 ] إلا 
امرأته فادخل الاستثناء على الاستثناء وهو يطول في كلامهم لأنه أراد بالنجاة بعض الآل» فلا 
أجلهم أخرج مستثنى من مستثنى » وفي هذا دليل أن الأزواج من الآل لأنه استشنى امرأته من 
آله ومن ا مكرر للتو كيد قوله تعالى : فلما أن أراد أن يبطش بالذي ) هو مختصره[ القصص :۱۹ ] 
فلا أراد أن يبطش .وقد قبل ان هذامن المختصر المضمر ما أضمر فيه الإسم وحذف منه الفعل وهو 
غريب فيكون تقديره فلا أن أراد الاسرائيلي أن يبطش موسى بالذي هو عدو ف) فام يفعل قال يا 
موسى : أتريد ؟ فهذا حينئذ من أخصر الكلام وأوجزه ومن المكرر الم كد قوله تعالى : # فينظروا 
كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشد منهم قوة© [الروم: ٩‏ ] مفهوءه وجائزه فينظروا 
كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا اشد قوة فوصله « بمن » ووکد « بکان » وعمد pe‏ 

قال صاحب القوت وقرأتها في مصحف ابن مسعود. ( عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشد 
قوة) ليس فيها کانوا ولا قوله ‏ هم » وبمعناه وإن قصر قوله تعالى : $ لجعلنا لمن يكفر بالرحن 
لبيوتهم سقفاً [ الزخرف: ۳۳ ] هذ ما يطول للبيان والمعنى لجعلنا لبيوت من يكفر بالر حن فلا 
قدم من وهي أسماء من يكفر أعيد ذكر البيوت مؤخراً. [ 

( ومنها : المقدم والمؤخر ) لحسن تأليف الكام ومزيد البيان ( وهو مظنة الغلط ) لأن معناه 
يشكل بحسب الظاهر أنه من باب التقدي والتأخير أفصح» وهذا النوع قسم من أقسام المقدم 
والمؤخرء وهو جدير أن يفرد بالتصنيف وقد تعرض لذلك السلف في آيات منها ما أشار إليه 
الصنف فقال: ( كقوله تعالى : < ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاماً وأجل مسمى) ) 


کتاب آداب تلاوة القرآن / الاب الرابع AONE SARS‏ 


#يسألُوتك كأتّك حفى عَنها) [ الأعراف: ۱۸۷ ] أي يسألونك عنها كأنك حفي 
بها. وقوله عز وجل : لهم مَعْفرة ورزق کرم ٭ کا أخرجك ربك ف بيتك 
بالْحَق € [ الأنفال: ٠» ٤‏ ] فهذا الكلام غير متصل» وإنما هو عائد إلى قوله السابق : 
قل الأنقال لل والرّسُول ) [الأنفال: ٠-١‏ ] كما أخرجك ربك من بيك 
باحق € أي فصارت أنفال الغنائم لك إذ أنت راض بخروجك وهم كارهون فاعترض 
[ التوبة: ٠١‏ ] أخرج ابن أي حاتم عن قتادة قال هذا من تقادي الكلام ( معناه: ولولا كلمة 
وأجل مسمى لكان لزاماً ) وبه ارتفاع الأجل» ( ولولاه لكان نصباً كاللزام ) فأخر لتحسين 
اللفظ . 

وأخرج ابن أي حاتم أيضاً عن قتادة في قوله تعالى : 3 ولا تعجبك أموام ولا أولادهم إنغا 
يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا € التوبة : ٠٥‏ ] قال هذا من تقادي الكلام تقول: لا تعجبك 
أمواهم ولا أولادهم في الحياة الدنيا إنغما يريد الله أن يعذبهم بها في الآخرة. 

وأخرج عن مجاهد في قوله تعالى : # إفي متوفيك ورافعك إل [ آل عمران: ۵٥۵‏ ] قال هذا 
من المقدم والمؤخر إفي رافعك إلي ومتوفيك . 

وأخرج عن عكرمة في قوله: مم عذاب شديد با نسوا يوم الحساب) [ ص: ۲٠‏ ] قال 
وهذا من التقدي والتأخير يقول م يوم الحساب عذاب شديد با نسوا. 

وأخرج جرير عن أبي زيد في قوله: [ولولا فضل الله عليكم ورحته لاتبعتم الشيطان إلا 
قليلاً € [ النساء : ۸۳ ] قال هذه الآية مقدمة ومؤخرة إنما هي أذاعوا به إلا قليلاً منهم» ولولا 
فضل الله علیکم ورحته لم ينج قلیل ولا کثیر . 

وقال صاحب القوت قوله : [ إلا قليلاً )هو متصل بقوله : 3 لعلمه الذين يستنبطونه منهم إلا 
قليلاً وآخر الكلام لاتبعنم الشيطان قال: وهذا الوجه أحب إلي من الأول فإن في استفنائه من 
الأول بعداً. قال : وعلى هذا المعنى َرأ ابن عباس لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظام 
جعله متصلاً بقوله : ما یفعل الله بعذابکم إن شکر وآمنع إلا من ظلم» وصار آخر الکلام لا يحب 
الله الجهر بالسوء من القول اصلا. 

وأخرج عن ابن عباس في قوله: ‏ أرنا الله جهرة© [ النساء : ٠۵۳‏ ] قال: انهم إذا رأوا الله 
جهرة فقد رأوه إنما قالوا جهرة أرنا الله قال هو مقدم ومؤخر قال ابن جرير ان سؤاهم كان جهره 
فهذه الآيات ما تكلم فيها السلف . 

(و) ما ذكر صاحب القوت من أمثلة هذاالباب:( قوله تعالى : ( همم درجات عند رم 
ومغفرة ورزق كرم« كا أخرجك ربك من بيتك بالحق) 1 الأنفال: ١ء ١‏ ] فهذا الكلام 
غير متصل ) أي ليس هذا من صلة الكلام » ( وإنما هو ) مقدم ( عائد على قوله السابق قل 
الأنفال لله والرسول) 9 كاأخرجك ربك من بيتك باحق) [الأنفال: ؛ - ]٠‏ أي 
فصارت أنفال الغنائم لك إذا خرجت وأنت راض بخروجك ) ولفظ القوت: إذ أنت راض 


RR EES ۱1٦‏ اقرا ااب اراح 


بين الكلام الأمر بالتقوى وغيره» ومن هذا النوع قوله عز وجل : 8 حتى تؤمنوا بال 
وخْده إلا قول إبراهي لأبيه© [ الممتحنة: ٤‏ ] الآية. 


بإخراجك ( وهم كارهون فاعترض بين الكلام الأمر بالتقوى وغيره) كالإعلام والوصف 
جحقيقة الإيان والصلاح فاشكل فهمهء ( و) على هذا ( قوله تعالى : < حتى تؤمنوا بالك وحده 
إلا قول إبراهم لأبيه) ) [الممتحنة: ؛  ]‏ لأستغفرن لك € موصول بقوله : [لقد كان لكم 
أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه) إلا قول إبراهم #» [الممتحنة: > ] الآية لأنها نزلت في 
قوهم فقد استغفر إبراهم لأبيه وهو مشرك عند قوله: سأستغفر لك رلي قالوا: فهلا تستغفر 
لآبائنا المشر كين فنزلت هذه الآية ليستشني القدوة بإبراهم في هذا ثم نزلت الآية الأخرى معذرة له 
لوعده إياه إلى أن عام موته على الكفر فقال تعالى : # وما كان استغفار إبراهم لأبيه إلا عن موعدة 
رعدها إياه) الآية. ( و) مثل هذا وإن كان دونه في القرب ( قوله تعالى  :‏ يسألونك كأنك 
حفي عنها ) [الأعراف : ۱۸۷] أي يسألونك عنها كأنك حفي ) ومثله أو ننسها نأت 
خير منها ) أي نأت منها بخير وما ذكر صاحب القوت في أمثلة المقدم والمؤخر قوله تعالى : # من 
كفر بالله من بعد إيانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإييان) [ النحل: ٠١١‏ ] ولكن من شرح 
بالکفر صدرااختصاره‌وموجزه من كفر بالله من بعد إييانه وشرح بالكفر صدرا فعليهم غضب 
من الله إلا من أكره وقلبه مطمئن بالاإیان» ولکن و کد بقوله: ولكن من شرح بالكفر صدراً لا 
استشنى المكره وقلبه مطمئن بإيانه » ولم يجعل المكره آخر الكلام لئلا يليه قوله تعالى  :‏ فعليهم 
غضب من الله [ النحل : ٠١١‏ ] فيتوهم أنه خبره وجعل آخر الكلام فعليهم غضب من الله وهو 
في المعنى مقدم خبر للأول من قوله # من كفر بالله من بعد إييانه فاخر ليليه قوله تعالى : $ ذلك 
بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة) [ النحل ٠١۷:‏ ] لأنه من وصفهم فيكون هذا أحسن في 
تأليف الكلام . وسياق المعنى وكذلك قوله تعالى : 3 وقيل يا رب إن هؤلاء قوم [ الزخرف: 
۸ ] هذا من المعطوف المضمر ومن المقدم والمؤخر فعاطفه قوله: [وعنده عام الساعة) 
[ الزخرف: ۸۵ ] وضميره قوله وعام قيله» والمعنى وعنده عام الساعة وعام (قيله يا رب) على 
حرف من كسر اللام فأما من نصبها فإنه مقدم أيضاًء ومجول على أن المعنى (وعنده عام 
الساعة ) ( ويعام قيله يا رب) وأما من رفع اللام فتكون مستأنفة على الخبر وجوابما الفاء في 
قوله  :‏ فاصفح عنهم €[ الزخرف ۸٩:‏ ] أي قولك ان هؤلاء قوم لا يؤمنون فاصفح › وقد تکون 
الواو في قوله: (وقيله) للجمع مضمومة إلى عام الساعة وا معنى وعنده عام الساعةوعنده (قيله يا 
رب ) جع بينها بعند فهذا نجاز هذه المقاري الثلاث في العربية ومثله مما حمل على المعنى قوله 
تعالى  :‏ فالق الأصباح وجاعل الليل سكناً متبعة لجعل ظاهراً وبمعنى قوله تعالى : $ وامسحوا 
برؤسكم وأرجلكم# في مقرأ من نصب الام مولا على معنى الغسل من قوله: $ فاغسلوا 
وجوهكم وأيديكم) أيضاً ومن قرأ (وأرجلكم) خفضاً على اتباع الإعراب من قوله 
(برؤسكم) فاتبع الأعراب الاعراب (قيله) لأن مذهه الغسل لا المسح ومن المؤخر بعد توسط 


eee ndannnnnnnennaunnnenennaneenaenennonenoneesenodee® 


الكلام قوله تعالى : # لتر كبن طبقاً عن طبق ‏ [ الانشقاق : ٠١‏ ] في قراءة من وحد الفعل وهو 
متصل بقوله : يا أيها الإنسان انك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه لتر كبن طبقا عن طبق ) 
وكذلك هو في قراءة من جع فقال لتر كبن » ويكون الإنسان في معنى الناس ويكون الجمع عطفاً 
على المعنى وإنغا وحد للجنس فكأنه قال: يا أيها الناس فأخر هذا الخبر لما توسطه من الكلام 
امتصل بالقصة ومعناه التقديم و كذلك قوله تعالى  :‏ والذين كفروا بعضهم أولياء بعض الا تفعلوه 
تكن فتنة في الأرض) [الأنفال: ۷۳] إنما هو من صلة قوله: [وإن استنصروك في الدين 
فعليكم النصر إلا تفعلوه تكن فتنة©) [الأنفال: ۷١‏ ] ومن ذلك قوله تعالى : ورضيت لكم 
الإسلام ديناً فمن اضطر في مخمصة) [ المائدة: ٣‏ ] هذا متصل بقوله : # حرمت عليكم الميتة 
والدم © [ المائدة: ۴ ] إلى آخر المحرمات» ثم قال  :‏ فمن اضطر في مخمصة € يعني جاعة إلى هنا 
نص ما في القوت . 

وذ كر السيوطي في الإتقان من أمثلة القسم الأول: وهو ما أشكل معناه بحسب الظاهر أنه من 
باب التقدم والتأخير قوله تعالى # وإذ قتلة نفساً فادارأم فيها Ç‏ [ البقرة: ۷١‏ ] قال البغوي هذا 
أول القصة وإن كان مؤخراً في التلاوة ومنه قوله تعالى # أفرأيت من اتخذ إلمه هواهÇ‏ [الجاثية : 
۳ ] والأصل هواه إمهلأن من اتخذ إلمه هواه فغير مذموم وقوله تعالى 3 أخرج المرعى فجعله غثاء 
أحوى ) [ الأعلى ٤:‏ 0 ] والمعنى أخرجه أحوى أي أخضر فجعله غثاء ‏ وأخر رعاية للفاصلةء 
وقوله تعالی ‏ وغرابیب سود € [ فاطر : ۲۷ ] الأصل سود غرابيب لأن الغربيب الشديد السواد 
وقوله تعالی ‏ فضحکت فبشرناها ) [ هود : ۷١‏ ] أي فبشرناها فضحکت وقوله تعالى ‏ ولقد 
همت به وهم بہا لولا أن رأی برهان ربه© [ يوسف: ۲١‏ ] قيل : المعنى على التقدي والتأخير أي 
لولا أن رأی برهان ربه مم بہا وعلى هذا فام ينفى عنه. 

وأما القسم الثاني من أقسام التقدم والتأخير » فقد ذ كر الشيخ شمس الدين ابن الصائغ في كتابه 
المقدمة في سر الألفاظ المقدمة تفاصيل لأسباب التقدم وأسراره وقال ظهر لي منها في الكتاب 
العزيز عشرة أنواع. 

الأول : التبرك. الثاني : التعظم » الثالث : التشريف» الرابع : المناسبة لسياق الآية. الخامس : 
,الحث عليه حذرا من التهاون به. السادس: السبق وهو ما في الزمان باعتبار الأيجاد أو باعتبار 
الإنزال أو باعتبار الوجوب والتكليف» السابع : السببية . الثامن : الكثرة. التاسع : الترقي من الأدنى 
إلى الأعلى . العاشر : التدلي من الأعلى إلى الأدنى. ثم ذكر هما أمثلة وأطال في كل نوع منها الكلام 
وزاد غبره اسبابا اخر منها كونه ادل على القدرة واعجب» ومنها رعاية الفواصل » ومنها إفادة 
الحصر للاختصاص . وقد يقدم لفظ في موضع ويؤخر في آخر» ونكتة ذلك إما لكون السابق في 
كل موضع يقتضي ما وقع فيه واما لقصد البداءة والختم به للاعتناء بشأنه » وأما القصد التفنن في 
الفصاحة وإخراج الكلام على عدة أساليب والله أعلم. 


Re 13۸‏ اپ تلاو قران - 7 الباب الرابع 


ومنها : المبهم وهو اللفظ المشترك بين معان من كلمة أو حرف. أما الكلمة 
فكالشيء والقرين والأمة والروح. ونظائرها قال الله تعالى : # ضرَّب الله ملا عبداً 
مَمْلوكاً لا يَقّدِرٌ عَلّى شيء€ [ النحل : ۷۵ ] أراد به النفقة نما رزق. وقوله عز وجل : 
وضرب الله متلا رَجلَيْن ادا أبْكَمٌ لا يدر على شيء € [ النحل : ۷١‏ ] أي 


Eo 


الأمر بالعدل والاستقامة. وقوله عز وجل: #فإن اتبَعْتني فلا تأي عن شيء ) 


L1 


[ الكهف: ۷١‏ ] أراد به من صفات الربوبية وهي العلوم التي لا يحل السؤال عنها حتى 


( ومنها ) المكنى (المبهم ) المشتبه ( وهو ) أي المبهم ( اللفظ المشترك بين معان ) حتلفة 
( من كلمة أو حرف). اعام ان معرفة الوجوه والنظائر في الكتاب العزيز أمر مهم» وقد صنف 
فيه غير واحد من المتقدمين والمتأخرين » فالوجوه في اللفظ المشترك الذي يستعمل في عدة معان 
كلفظ الأمة والنظائر كالألفاظ المتواطئة » وقيل : النظائر في اللفظ والوجوه في المعافي وضعف لأنه 
لو أريد هذا لكان الجميع في الألفاظ المشتر كة» وهم يذ كرون في تلك الكتب اللفظ الذي معناه 
واحد في موأضع كثيرة فيجعلون الوجوه نوعاً لأقسام » والنظائر نوعاً آخر وقد جعل بعضهم ذلك 
من أنواع معجزات القرآن حيث كانت الكلمة الواحدة إلى عشرين وجهاً وأكثر وأقل » ولا يوجد 
ذلك في كلام البشرء وقد تقدم من قول أبي الدرداء رضي الله عنه لا يكون الرجل فقيهاً حتق 
یری للقرآن وجوهاً كثيرة» وقد يروى مرفوعاًء وتقدم ما المراد منه وقد فسره بعضهم بأن المراد 
أن ترى اللفظ الواحد يحتمل معاني متعددة فيحمله عليها إذا كانت غير متضادة ولا يقتصر به على 
معنى واحد وإليه أشار المصنف بقوله: 

( اما الكلمة فکالشيء والقرين والأمة والروح ونظائرها ) منها الهمدى والصلاة والسوء 
والرحة والفتنة والقضاء والذكر والدعاء والإحصان. ( قال الله تعالى # ضرب الله مثلاً عبداً 
ملوكأً لا يقدر على شيء € [ النحل : ۷١‏ ] أراد به ) أي بالشيء هنا (النفقة ما رزق ) ولفظ 
القوت الإنفاق ما رزق الله . ( وقال تعالى ) بعده [ وضرب الله مثلاً رجلين أحده) أبكم له 
يقدر على شيء) وهو كل على مولاه أينا يوجههلايأت خير € [النحل: ]۷١‏ (أي الأمر 
بالعدل والاستقامة ) على الهدى ‏ فا مراد بالشيء هنا غير الذي اراده ف الأول( وقال تعالى ) اخبارا 
عن قول الخضر لوسى عليه السلام : ( 3 فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء) [ الكهف: ۷١‏ ] هذا 
الموضع وصف خصوص ( أراد به من صفات الربوبية ) من العام الذي علمه الخضر من لدنه: 
( وهي العلوم التي لا يحل السؤال عنها حنى يبتدى بها للعارف في أوان الاستحقاق )» 
فلذلك کنی عنه. 

قال صاحب القوت : و کذلك العام على ضربین ضرب لا یصلح أن یبتدی به حتی يسأل عنه 
وهو ما لا يضيق علمه فلذلك وسع جهله وحسن كتمه» وعام لا ينبغي أن يسأل عن معافي صفات 
التوحيد ونعوبت الوحدانية لا يو كل الى العقول بل يخص به المراد المحمول بعام الخضر الذي شرط 


كتاب آداب تلاوة القرآن / الباب الرابع VISSER‏ 


يبتدىء بها العارف في أوان الاستحقاق؛ وقوله عز وجل : ام خلقوا من عَيْرِ شيء م 
مم الخالِقّونَ) 1 الطور : ٠۵‏ ] أي من غير خالق » فربا يتوهم به أنه يدل على أنه لا 
خلق شيء إلا من شيء . 

وأما القرين فکقوله عز وجل : 9 وقال قرينه هذا ما لدي عتيد ۾ اليا في جهتم كل 
کَمّار ) [ ق :۲۳ ۲١‏ ] أراد به املك المو كل به . وقوله تعالى : 3 قال قرينه رَبّنا ما أطْعَيته 
وَلَكنْ كَانَ) [ ق : ۲۷ ] أراد به الشيطان » وأما الأمة فتطلق على ثمانية أوجه : الأمة الجماعة 
کقوله تعالى : 3 وَجَد عَلَيْه أَمَةَ من الاس يَسْقّونَ) [ القصص : ۲۳ ] وأتباع الأنبياء 
كقولك نحن من أمة مد بل ورجل جامع للخبر یقتدی به کقوله تعاى  :‏ إن إبر اهم كان 
ام قانتاً لله [ النحل : ٠١١‏ ] والأمة : الدين كقوله عز وجل  :‏ إن وَجَذنًا آباءنا عَلّى 
أمَة [ الزخرف: ۲۲ ] والأمة: الحين والزمان كقولهعزوجل: إلى أمّة 
مَعْدودة) [ هود : ۸ ] وقوله عز وجل : [وادكر بَعْدَ أمَة€ [ يوسف: ٤٥‏ ] والأمة : 


على موسی أن لا يسأل عنه حتی یبادئه به من هذا النوع والله غالب على أمره» ( و )مله ( قوله 
تعالى أم خلقوا من غير شيء ) أم هم الخالقون) [ الطور : ٠١‏ ] يعني الله تعالى ( أي ) كيف 
يكون خلق ( من غير خالق ) ففي وجودهم دليل على إثبات الخالق سبحانه وتعاى » ( فر ما 
يتوهم به أنه يدل على أنه لا يخلق شيء إلا من شيء ) . قال صاحب القوت: روينا ذلك عن 
ابن عباس وزيد بن علي قالا في هذه الآية من غير شيء أي من غير رب كيف يکون خلق من غير 
2 

( وأما القرین کقوله تعالى قال قرینه ربنا ما أطغیته) [ ق: ۲۷ ] أراد به الشيطان ) 
القرون به. ( وقوله تعالی ‏ وقال قرينه هذا ما لدي عتید) 1 ق: ۲۳] أراد به املك 
الموكل به ) أي بعمله وإطلاق القرين على كل منها صحيح جائز ومثل ذلك قوله ‏ والله فضل 
بعكم على بعض ) فالبعض الأول المفضل هم الأحرار والبعض الآخر المفضول هم الماليك . 

( وأما الأمة فتنطلق على نمانية أوجه . الأمة الجاعة) من الناس ( كقوله تعالى ™ وجد 
٠‏ بء أمة من الناس يسقون) ) [القصص : ۲۳ ] أي جاعة منهم . ( والأمة اتباع الأنبياء ) 
د.. السلام ( كقولك: نحن من أمة جد به ) أي من اتباعه والجمع أمم كغرفة وغرف» وقد 
ورد ني أسمائه ب نبي الأمة » ( والأمة: الرجل الجامع للخير ) كله ( المقتدى به) في أحوالهء 
( كقوله عز وجل إن إبراهيم كان أمة قانتاً) ) [النحل ٠١١:‏ ] سمي بذلك لكونه يؤم 
به ( والأمة: الدين كقوله عز وجل: ‏ إنا وجدنا آباءنا على أمة) ) [ الزخرف: ۲۲ ] أي 
عل دين ( والأمة الحين والزمان كقوله تعالى إلى أمة معدودة) ) [هود:۸] أي مدة 
معلومة من الزمان» ( ومنه ) أيضاً ( قوله تعالى: ‏ وادكر بعد أَمَة) ) [يوسف: ٤١‏ ] أي 
بعد حين وقرىء بعد أمة بالتحريك والماء أي بعد نسيان. ( والأمة: القامة يقال : فلان حسن 


eA‏ کاب ادات تلاو ة القزان / الباب الرابع 


القامة . يقال : فلان حسن الأمة أي القامة » وأمة : رجل منفرد بدين لا يشر كه فيهأحد . قال 
١ :‏ يبعٿٹ زيد بن عمرو بن نفيل أمة وحده» والأمة الأم يقال هذه أمة زيد أي 
أم زيد .والروح أيضاً ورد في القرآن على معان كثيرة فلا نطول بايرادها . وكذلك قد 


الأمة أي ) حسن ( القامةء وأمة رجل منفرد بدين لا يشر كه فيه أحد ) يقال : رجل أمة إذا 
کان عام عصره منفردا بعلمه . 

( قال ل « يبعث زيد بن عمرو بن نفيل أمة وحده») . 

قال العراقي : رواه النسائي في الكبرى من حديث زيد بن حارثة وأسماء بنت أبي بكر باسنادين 
جیدین اه. 

قلت : ورواه أحمد والطبراني في الكبير من حديث سعيد بن زيد وأبو يعلى » والبغوي» وابن 
عدي وتمامه من حديث جابر بلفظ : سئل النبي ڪه عن زيد بن عمرو بن نفيل فقال « يبعث يوم 
القىامة امة وحده بینی وبين عیسی ». 

( والأمة) لغة ني (الأم يقال هذه أمة زيدأي أم زيد ) نقله أبو علي في البارع ( والروح 
أيضاً ورد في القرآن معان كثيرة» فلا نطول بإيرادها ) فمن ذلك الأمر كقوله تعالى [ينزل 
الملائكة بالروح# [النحل: ۲ ] والقرآن كقوله أوحينا إليك روحاً من أمرنا وأيدهم بروح 
منه© [ الشورى: ٥١‏ ] والحياة كقوله (فروح وريحان) [ يوسف: ٤۵‏ ] وجبريل عليه السلام 
كقوله #نزل به الروح الأمين) [الشعراء : ٠۹۳‏ ] وملك عظم كقوله يوم يقوم الروح) 
[ النبأ: ۳۸ ] وجنس من الملائكة كقوله 3 تنزل الملائكة والروح فيها ) وروح القدس كقوله 
8 ويسألونك عن الروح) [الإسراء ۸۵ ] وأما النظائر التي ذكرناها فالمدى يأتي على سبعة عشر 
وجهاً بمعنى الثبات والدين والبيان والإيان والدعاء وبمعنى الرسل والكتب والمعرفة والني عل 
والقرآن والاسترجاع والحجة والتوحيد والإصلاح والاإ مام والتوبة والإرشاد. 1 

ومن ذلك الصلاة تأتي على أوجه الصلوات الخمس » وصلاة العصر » وصلاة الجمعة» والجنازة» 
والدعاء والقراءة» والرحمة. والاستغفار» ومواضع الصلاة. 

ومن ذلك السوء يأتي على أوجه الشدة والعقد والزنا والبرص والعذاب والشرك والشتم والضر 
والقتل واهزيية. 

ومن ذلك الرحة وردت على أوجه الإسلام والإييان والجنة والمطر والنعمة والنبوة والقرآان 
والرزق والنصر والعافية والسعة والمغفرة والعصمة. 

ومن ذلك الفتنة وردت على أوجه: الشرك والاضلال والقتل والصد والضلالة والمعذرة 
والقضاء والإم والمرض والعبرة والعقوبة والاختبار والعذاب والاإحراق والجنون. 

ومن ذلك القضاء ورد على أوجه الفراغ والأمر والأجل والفصل والمضي والملاك والوجوب 
والاإبرام والاعلام والوصية والموت والنزول والخلق والفعل والعهد. 

ومن ذلك الذ كر ورد على أوجه : ذ كر اللسان وذكر القلب والحفظ والطاعة والجزاء والصلوات 


كتاب آداب تلاوة القرآن / الباب الرابع NV AOR OS‏ 


يقع الإبهام في الحروف مثل قوله عز وجل : # فأنّرْن به نقعا» فوَسطن به جَمْعاً) 
[ العاديات : ١ » ٤‏ ] فاماء الأولى كناية عن الحوافر» وهى الموريات أي أثرن بالحوافرَ 
نقعاً » والثانية كناية عن الإغارة وهي المغيرات صبحاً فوسطن به جعاً. جمع المشر كون 
فأغاروا بجمعهم. وقوله تعالى : فأنرَلّنا به الماء € [ الأعراف: ۵۷ ] يعني السحاب. 
#فَأخْرَجْتا به من كل التَمَرَات € [ الأعراف : ٥۷‏ ] يعنى الماء » وأمثال هذا في القرآن 
لا ينحصر . 1 

ومنها : التدريج في البيان كقوله عز وجل: #شَهَرٌ رَمَضان الذي أنزل فيه 


الخحمس والعظمة والبيان والحديث والقرآن والتوراة والشرف والعيب واللوح المحفوظ والثناء 
والوحي والرسول والصلاة وصلاة الجمعة وصلاة العصر . 

ومن ذلك الدعاء ورد على أوجه العبادة والاستعانة والسؤال والقول والنداء والتسمية. 

ومن ذلك الإحصان ورد على أوجه: العنت والتزوج والحرية» ولكل ما ذكرنا شواهد من 
القران لا نطول بذ كرها. 

( وقد يقع الإبہام في الحروف مثل قوله تعالی فأثرن به نقعاً فوسطن به جعاً) 
[ العاديات: 4 ۵ ] فاهاء الأولى كناية عن الحوافر وهي الموريات ) قدحا يعني الخيل تقدم 
بجوافرها فتوري النار اي ( اثرن بالحوافر نقعا ) والنقع التراب. ( و )لاء ( الثانية كناية عن 
الإاغارة وهي المغيرات) صبحاً ( وسطن به) بالإغارة ( جمعاً) أي جع المشر كينء 
( فأغاروا ) عليهم ( بجمعهم ) والمشر كون غارون كذا في القوت. ومن غرائب التفسير أن المراد 
بالجمع هنا مزدلفة نقله الطبري في مناسكهء ( و )بهذا المعنى ( قوله عز وجل فأنزلنا به 
الماء ) € [ الأعراف : 0۷ ] فأخرجنا به من كل الثمرات الماء الأول عائدة على السحاب ( يعني ) 
أنزلنا ( بالسحاب ) ال اء وني قوله ( فاخرجنا به من كل الثمرات )1 الأعراف: ۵۷ ] مبدل 
ومكني » فا لمکني هو ما ذكرناه من أسماء السحاب ( يعني با ماء ) » والمبدل أريد به معنى منه كقوله 
يشرب بها عباد الله وقال في الصريح المغسر من ا لمعصرات ماء ثجاجا ) [ النبأً: ٠١‏ ] يعني 
السحاب فجمع بين اسم السحاب والماء با ماء فاشكل . 

( وأمثال هذا في القرآن لا تنحصر ) ومن ذلك قوله # إنما سلطانه على الذين يتولونه 
والذين هم به مشر كون) [ النحل : ٠١١‏ ] الماء الأول المتصلة بيتولون كناية عن إبليس واهاء 
امتصلة بالباء هي اسم الله تعالى » وقد قيل : انها عائدة على إبليس أيضاً» فيكون المعنى هم به قد 
أشر كوا في التوحيد أي أشر كوه بعبادة الله عز وجل » ومن ذلك قوله # واخوانهم ييدونهم في 
الغي #» [الأعراف: ۲١٠۲‏ ] فضمير اخوانهم المراد به أسماء الشياطين وضمير يمدونهم آسماء 
المشر كين أي الشياطين اخوان المشر كين ييدون المشر كين في الغي ولا يقصرون عنهم في الإمداد . 

( ومنها التدريج في البيان ) بالثاني والثالث للخطاب المجمل ( كقوله تعالى < شهر رمضان 


A AES 1۷۲‏ ا و القران / الباب الرابع 


لقرآن) [ البقرة: ۸١‏ ] إذ لم يظه. أنه ليل أو نهار » وبان بقوله عز وجل : «إنًا أنز 
في لَْلَة مار كة ‏ [ الدخان : ٣‏ ] ولم يظهر به أي ليلة فظهر بقوله تعالى NY‏ 1 
ية القَذْر € [ القدر : : ١‏ ] وربا يظن في الظاهر الاختلاف بين هذه الآيات . فهذا وأمثا 

ما لا يغني فيه إلا النقل والسماع » فالقرآن من أله إلى آخره غير خال عن هذا الجنس لأنه 
أنزل بلغة العرب» فكان مشتملاً على أصناف كلامهم من إيجاز وتطويل وإضار وحذف 
وإبدال وتقدي وتأخير ليكون ذلك مفحا مم ومعجزاً في حقهم» فكل من اكتفى بفهم 
ظاهر العربية وبادر إلى تفسير القرآن ولم يستظهر بالسماع والنقل في هذه الأمور فهو داخل 
فيمن فسر القران برايه . مثل أن يفهم من الا مة المعنى الأشهر منه فيميل طبعه ورايه إليهء 


الذي أنزل فيه القرآن) [البقرة:٠۸٠]‏ إذ م يظهر منه) إلا أن القرآن أنزل في شهر 
رمضان» وهذا هو البيان الأول وم يفهم ( آنه ليل أو نهار ) أي نهاراً أنزل فيه أو ليلا ( فبان 
بقوله # إنا أنزلناه فى ليلة مبار كة) ) [ الدخان ٠:‏ ] أنه أنزل ليلا وهذا هو البيان الثافي 
( ولم بظهر ) منه إلا أنه أنزل في ليلة مباركة وم يدر ( أي ليلة هي» فظهر بقوله إنا 
أنزلناه في ليلة القدر € ) [ القدر ٠:‏ ] وهذا هو البيان الثالث وهو غاية البيان» ( وربا يفظن في 
الظاهر الاختلاف بين هذه الآيات ) وليس كذلك وبعناه قوله عز وجل ولا بلغ أشده 
واستوى آتيناه# [ القصص : ٠١‏ ] فهذا البيان الأول زيادة على الأشد فغير مفسر ء ثم قال في 
البيان الثاني حتى إذا بلغ أشدهء وبلغ أربعين سنة» ففسر الأشد بالأربعين إذا كانت للمدح 
والوصف في احد الوجهين . 

( فهذا وأمثاله) في القرآن كثير ء وإنما وقع التنبيه بالقليل على الكثير ليستدل با ذكر على 
نوه ويتطرق به إل غرره و( لا يعي فيه إلا النقل والساع) والتلقي من أفواه من له أهلية تامة 
فيه . ( والقرآن من أوله إلى آخره غير خال عن هذا الجنس لأنه أنزل بلغة العرب ) الذين هم 
أفضل الخليفة الإنسانية ولغتهم أشرف اللغات. ( فكان مشتملاً على أصناف كلامهم ) ومعافي 
استعاهم ووجوه استحسانم ( من إيجاز ) لفظ ( وتطويل ) البيان ( وإضار ) لنكتة ( وحذف) 
لفائدة. ( وإبدال ) لرعاية ( وتقدم ) لشرف» ( وتأخير ) لتحسين» وكله فصيح بليغ لأن 
وصف البلاغة عندهم رد الكثير المنشور إلى القليل المجمل وبسط القليل المجمل إلى المثبوت 
المفسر » > ( ليكون ذلك مفحً ) أي مسكتا ( مم ) عند التحديء ( ومعجزاً في حقهم ) وحجة 
عليهم من حيث يعقلون لأنه أمرهم فيه ما يعلمون وما يستحسنون حكمة منه ولطفاًء ( فكل من 
اکتفی ) فیه ( بفهم ظاهر العربية) من معرفة التجويد والإعراب ولم يترشح بالأدوات 
والآلات التي تقدم ذكرها ( وبادر الى تفسير القرآن وم يستظهر ) مع ذلك ( بالساع) من 
أهله. ( والنقل ) الصحيح من الطرق القبولة ( في هذه الأمور ) التي ذكرت» ( فهو داخل 
فيمن فس القرآن برأيه )» ومثل هذا ولو أصاب فقد أخطأً ( مثل أن يفهم من لفظ الأمة 


ج 


كتاب اداب تلاوة القرآن / الباب الرابع E A‏ 


فإذا سمعه في موضع آخر مال بوأيه إلى ما سمعه من مشهور معناه» وترك تتبع النقل في 
كثير معانيه . فهذا ما يكن أن يكون منهياً عنه دون التفهم لأسرار المعاني - كا سبق - فإذا 
حصل السماع بأمثال هذه الأمور عام ظاهر التفسير وهو ترجة الألفاظ » ولا يكفي ذلك في 
فهم حقائق المعاني ويدرك الفرق بين حقائق المعاني وظاهر التفسير بمثال: وهو أن الله عز 
وجل قال: وما رَمَيّت إذ رَميّْت ولكن اله رَمَى) [ الأنفال: ٠١‏ ] فظاهر تفسيره 
واضح وحقيقة معناه غامض ٠‏ فإنه إثبات للرمي ونفي له وها متضادان في الظاهر ما م 
يفهم أنه رمی من وجه ولم يرم من وجه ومن الوجه الذي لم یرم رمی الله عز وجل . 
وكذلك قال تعالى  :‏ قاتلُوهُم يُعَذْبْهُمٌ الله بأيديكّم) [ التوبة : ٠١‏ ] فإذا كانوا هم 
المقاتلين كيف يكون الله سبحانه هو المعذب وإن كان الله تعالى هو المعذب بتحريك 
أيديهم فما معنى أمرهم بالقتال ؟ فحقيقة هذا يستمد من بجر عظم من علوم الملكاشفات 


المعنى الأشهر منه) وهو اتباع الأنبياء عليهم السلام » ( فيميل طبعه ورأيه إليه ) فيفسره بهء 
( فإذا سمعه في موضع آخر مال رأيه إلى ما سمعه من مشهور معناه ) الذي جبل عليه ذهنه» 
( وترك تتبع النقل في كثير معانيه) بحسب مواقع الاستعال» ( فهذا يكن أن يكون منهيً 
عنه ) مرادا به في حدیث النهي ( دون الفهم لأسرار المعاني كا سبق ) ببانه » ( فإذا حصل 
السماع بأمثال هذه الأمور عام ظاهر التفسير وهو ) كناية عن ( ترجة الألفاظ ) وتأدية ا لمعنى 
الصحيح الحاصل من قوالب الألفاظ مع مراعاة القواعد» ( ولا يكفي ذلك في فهم حقائق 
المعاني ) بل الفهم فيها للخصوص يشهدون فيها بقدر ما قسم هم من العقل عنها فهم متفاوتون في 
الأشهاد والفهوم حسب تفاوتهم في الأنصبة من العقول والعلوم . إذ القرآن عموم وخصوص ومحكم 
ومتشابه وظاهر وباطن » فعمومه لعموم الخلق وخصوصه لخصوصهم » وظاهره لأهل الظاهر وباطنه 
لأهل الباطن والله واسع علي 3 فهدى الله الذين آمنوا ما اختلفوا فيه من الحق بإذنه) » ( ويدرك 
الفرق بين حقائق المعانى وظاهر التفسير بمثال وهو أن الله عز وجل قال ) في كتابه العزيز 
وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) [الأنفال: ٠۷‏ ] خاطب به نببه له » ( فظاهر 
تفسيره واضح ) حيث نفى الرمي عنه» وأثبت الرمي له جل جلاله إذ كل شيء فتحت حيطة 
قدرته وأمره» ( وحقيقة معناه غامض ) إذا تأمله المتأمل ء ( فإنه إثبات للرمي ) بقوله: 3 إذ 
رميت) ( ونفي له) بقوله وما رميت) ( وه ) أي الإثبات والنفي ( متضادان) أي لا 
بجتمعان معا ( في الظاهر ما م يفهم أنه رمى من وجه وم يرم من وجه ومن الوجه الذي ) 
يرم رمى الله تعالى ) » فينتفي التضاد حينئذ » ( وكذلك قول الله تعالى ‏ قاتلوهم يعذبهم الله 
بأيديكم ) [التوبة: ٠١‏ ] فإذا كانوا) أي المؤمنون ( هم المقاتلين ) أي المأمورين بقتاهم 
( كيف يكون الله تعالى هو المعذب وإن كان الله تعالى هو المعذب ) كا ثبت في ظاهر 
الآية ومعنى بأيديهم أي ( بتحريك أيديهم» فا معنى أمرهم بالقتال ) ؟ فعند التأمل فيه 


۷٤‏ کات ادات تلاو القران / الباب الرابع 


لا يغنى عنه ظاهر التفسير وهو أن يعام وجه ارتباط الأفعال بالقدرة الحادثة. ويفهم 
وجه ارتباط القدرة بقدرة الله عز وجل حتى ينكشف بعد إيضاح أمور كثيرة غامضة 
صدق قوله عز وجل : [ وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى € ولعل العمر لو أنفق 


التناقض » ( فحقيقة هذا يستمد من ) التوغل في ( بجر عظم من علوم المكاشفات لا غي عنه 
ظاهر التفسير وهو أن يعام وجه ارتباط الأفعال ) كلها أولاً ( بالقدرة الحادثة ) التي اتصف 
بها العبد ‏ ( ويفهم ) ثانيا ( وجه ارتباط ) هذه ( القدرة الحادثة بقدرة الله عز وجل ) على ما 
سبق تفصيله في شرح كتاب (قواعد العقائد) (حتى ينكشف بعد إيضاح علوم كثيرة 
غامضة ) عن افهام أكثر الخلق وهي من علوم المكاشفة ( صدق قوله عز وجل 9 وما رميت إذ 
رميت ولكن الله رمى) ) وقد أل المصنف بهذا المبحث في كتابه المقصد الأسنى » وأطال في 
تصوير المسألة » ونحن نختصر ذلك ونقتصر منه على القدر الذي يناسب سياق الكتاب . 

قال : فإن قلت : فما السبيل إلى معرفة الله تعالى ؟ فأقول: لو قال لنا صب أو عنين ما السبيل إلى 
معرفة لذة الجاع » وإدراك حقيقته ؟ قلنا : ههنا سبيلان» أحدها : نصفه لك ححتى تعرفه » والثافي 
تصبر حتى تظهر فيك غريزة الشهوة. ثم تباشر الجاع حتى تظهر فيك لذته فتعرفه» وهذا السبيل 
الثاني هو المحقق المفضي إلى حقيقة المعرفة » فاما الأول فلا يفضي إلا إلى توهم الشيء با لا يشبهه 
إذ غايتنا أن نمثل له لذة الجاع عنده بشيء من اللذات التي يدر كها العنين كلذة الطعام الحلو مثلاء 
افترى ان هذا يفهم حقيقة لذة الجاع كا هي حتى ينزل من معرفتها منزلة من ذاق تلك اللذة 
وأدر كها هيهات هيهات! إنما غاية هذا الوصف إيهام وتشبيه ومشاركة في الاسم » لكن يقطع 
التشبیه بأن يقال 3 ليس کمثله شيء) فهو حي لا کالأحیاء قادر لا کالقادرین » کا يقال : الجاع 
لذيذ كالسكر » ولكن تلك اللذة لا تشبه هذه البتة» ولكن تشار كها في الاسم » وكأنا إذا عرفنا أن 
الله تعالى حي قادر عام فلم نعرف أولاً إلا بأنفسنا فإذا قال القائل : كيف يكون الله تعالى عالما 
بالأشیاء ؟ فنقول: کا تعام انت أشیام. فإذا قال : کیف یکون قادرا ؟ فنقول: کا تقدر أنت فلا 
يكنه أن يفهم شيئا إلا إذا كان فيه ما يناسبه» فيعام أولاً ما هو متصف به » ثم يعم غيره بامناسبة 
إليه. فهذه معرفة قاصرة يغلب عليها الإيام والتشبيه » فينبغي أن يقترن بها المعرفة بنفي المشابهة 
أصلاً » وبنفي أصل المناسبة مع المشار كة في الاسم ء ثم أطال في تصوير ذلك . 

م قال في تفاوت درجات العارفين في المعرفة » إعلم أن للمعرفة سبيلين. 

أحدهما : السبيل الحقيقى » وذلك مسدود إلا في حق الله تعالى » فلا يهتز أحد من الخلق لنيله 
ا ات کو 

وأما السبيل الثاني : وهو معرفة الصفات والاسماء » فذلك مفتوح للخلق وفيه تتفاوت 
مراتبهم ثم أطال في تصوير ذلك إلى أن قال : وهذه المعرفة أعنى بطريق الصفات والأسماء لا تكون 
بالكال في الحقيقة إلا لله عز وجلء فالحاصل عندنا من قدرة الله تعالى أنه وصف تمرته وأثره 


کتاب اداب تلاوة القرآن / الباب الرابع INOS ESesaaR aes‏ 


في استكشاف أسرار هذا المعنى وما يرتبط بقدماته ولواحقه لانقضى العمر قبل 
استيفاء جيع لواحقه. وما من كلمة من القرآن إلا وتحقيقها حوج إلى مثل ذلك» وإغا 
ينكشف للراسخين في العام من أسراره بقدر غزارة علومهم وصفاء قلوبهم وتوفر 
دواعيهم على التدبر وتجردهم للطلب . ويكون لكل واحد حد في الترقي إلى درجة 


وجود الاشياء » وينطلق عليه اسم القدرة لأنه يناسب قدرتنا مناسبة لذة الجاع بالسكر» وهو بمعزل 
عن حقيقة تلك القدرة. نعم كلا ازداد العبد احاطة بتفاصيل المقدورات وعجائب الصنائع في 
ملكوت الأرض والسموات كان حظه من صفة القدرة أوفر» لأن الثمرة تدل على المثمر» وإلى 
هذا يرجع تفاوت معرفة العارفين» وبه تعرف أن من قال : لا أعرف إلا الله فقد صدق» ومن 
قال : لا أعرف الله فقد صدق فإنه ليس في الوجود إلا الله وأفعاله » فإذا نظر إلى أفعاله من حيث 
هي أفعاله » و كان مقصور النظر عليه ولم يرها من حيث أنها سماء وأرض وشجر » بل من حيث انها 
صنعته فام تجاوز معرفته حضرة الربوبية فيمكنه أن يقول: ما أعرف إلا الله » ولو تصور شخص لا 
يرى إلا الشمس ونورها المنتشر في الآفاق يصح أن يقول: ما أرى إلا الشمس فإن النور الفائض 
منها هو من جلتها ليس خارجاً منهاء وكل ما في الوجود نور من أنوار القدرة الأزلية » وأثرمن 
آثارها» وكا ان الشمس ينبوع النور الفائض على كل مستنير » فكذلك المعنى الذي قصرت العبارة 
عنه فعبر عنه بالقدرة الازلية للضرورة هو ينبوع الوجود الفائض على كل موجود. فليس في 
الوجود إلا الله تعالى » فيجوز أن يقول العارف: ما أعرف إلا الله تعالى . ومن العجائب أن يقول: 
لا أعرف إلا الله تعالى ويكون صادقاً » ويقول: لا أعرف الله ويكون أيضاً صادقاً » ولكن ذلك 
بوجه وهذا بوجه. ولو كذبت المتناقضات. إذا اختلف وجود الاعتبارات لما صدق قوله تعالى 
3 وما رمت إذ رميت ولكن الله رمى€ ولكنه صادق لأن للرمى اعتبارين وهو منسوب إلى العبد 
بأحدها ومنسوب إلى الرب بالثانيء ولا تناقض فيه . ولنقبض عنان الكلام فقد خضنا لجة بجر لا 
ساحل له وأمثال هذه الأسرار لا ينبغي أن تبذل بايداع الكتب » والله اعام . 

( ولعل العمر لو أنفق ) أي صرفت مدته ( في استكشاف أسرار هذا المعنى) الذي 
ذ كر ( وما يرتبط بمقدماته ولواحقه ) التي منها معرفة درجات الكالء ثم معرفة الرغبة في طلبه 
كيف يكون معرفة تماثل الضدين » ومعرفة ان واجب الوجود هل يرجع معناه إلى سلب السبب عنه 
أو إلى إضافة الافعال إليه وما نهاية معرفة العارفين» وكيف تفاوت درجاتهم» وهل معرفته 
بالصفات معرفة تامة حقيقية أم لا وغير ذلك من العلوم التي تتعلق به ( لانقطع قبل استيفاء 
جيع لواحقه ) لکثرتہا وصعوبتها» ( وما من كلمة من ) كلات ( القرآن إلا وتحقبقها عوج 
إلى مثل ذلك) لا سبق ان لكل كلمة من كلاته أربعة علوم ( وإنما ينكشف للراغبين في 
العام ) الإمي النافع المعرضين عن علوم الدنيا ( من أسراره) وحقائقه ومعانيه ( بقدر غزارة 
علومهم ) أي کٹرتہا (وصفاء قلوبهم ) بانوار اليقين» ( وتوفر دواعيهم على التدبر) في 
معانيه ( وتجردهم للطلب ) أي للسلوك. وكذا تجرد الهم من تعلق بخلق وخلو النفس من الهموى 


N AGRO nee 1۷٦1 


أعلى منهء فأما الاستيفاء فلا مطمع فيه ولو كان البحر مداداً والأشجار أقلاماً فأسرار 
كلات الله لا نہاية هاء فتنفد الأجر قبل أن تنفد كلات الله عز وجلء فمن هذا 
الوجه تتفاوت الخلق في الفهم بعد الاشتراك في معرفة ظاهر التفسير وظاهر التفسير لا 
يغني عنهء ومثاله: فهم بعض أرباب القلوب من قوله بي في سجوده: «أعوذ 
برضاك من سخطك واعود معافاتك من عقوبتك واعوذ بك منك لا احصي ثناء 


فأولئك يشهدهم تلك المعاني من علو مقامهم في مكان ما أظهر مم من العام به ونصيب ما قم هم 
من العقل منه» ( ویکون لکل واحد حد في الترقي إلى درجة منه ) فهم متفاوتون في الاشهاد 
والفهوم حسب تفاوتهم في الانصبة من العقول والعلوم . 

( فأما الاستيفاء فلا مطمع فيه ) لأحد ( ولو كان البحر مداداً ) لكتابته ( والأشجار 
أقلاماً ) تبری کا تبرى الاقلام يستمد بها على الكتابة» ( فأسرار كلات الله لا نهاية ها ) 
ومنها معلوماته ومقدوراته لا نهاية ها ( فتنفد ) أي تفنى ( الأبجر ) الممدة للكتابة ( قبل أن 
تنفد كلات الله عز وجل ). وهذا الكلام مضمن قوله تعالى قل لو كان البحر مداداً& 
[ الكهف : ٠١۹‏ ] الآية وقد سبق ذلك» ( فمن هذا الوجه تتفاوت الخلق في الفهم ) على قدر 
تفاوتيم في المعرفة ( بعد الاشتراك في ظاهر التفسير وظاهر التفسير لا يغني عنه ) أي لا بد 
من حصله اولا وإلا کان عاجزا. 

( ومثاله: فهم بعض أرباب القلوب من قوله به في سجوده) فيا رواه الستة إلا 
البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها قالت : فقدت رسول الله م ليلة من الفراش فالتمسته 
فوقعت يدي على بطن قدميه وهو با مسجد وها منصوبتان وهو يقول « اللهم إلني ( أعوذ برضاك 
من سخطك ) أي با يرضيك عا يسخطك. ( وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ) استعاذ بمعافاته 
بعد استعاذته برضاه لأنه يحتمل أن يرضى عنه من جهة حقوقه ويعاقبه على حقوق غيره» 
( وأعوذ بك منك) أي برحتك من عقوبتك. فإن ما يستعاذ منه عن مشیئته وخلقه پإذنه 
وقضائه » فهو الذي سبب الأسباب التي يستعاذ منها خلقاً وكوناًء وهو الذي يعيذ منها ويدفع 
شرها خلقاً وكوناً فمنه السب والمسب وهو الذي حرك الانفس والأبدان وأعطاها قوى التأثر» 
وهو الذي أوجدها وأمرها وهو الذي يمسكها إذا شاء ويحول بينها وبين قواها وتأثيرهاء فتأمل ما 
تحت قوله: هذا من محض التوحيد وقطع الالتفات إلى غيره وتكميل التوكل عليه وافراده 
بالاستعاذة وغيبرها . ( لا أحصى ) أي لا أطيق ( ثناء عليك ) في مقابلة نعمة واحدة من نعمك. 
اقرف م لاغ اف م عدا ا رج عله من حن اا عله مال انت ک انمت 
على نفسك » ) وهذااعتراف بالعجز عن التفصيل فو كله إلى الله م بحانه » وكا أنه لا نهاية لصفاته 
لا نهاية للثناء عليه . هذا الذي ذكرناه هو تفسير أهل الظاهر ذكره القاضي أبو بكر بن العرلي 
وغيره من العلاء . 


كتاب آداب تلاوة القرآن / الباب الرابع NE E‏ 


يك أنت كا أثنيت على نفسك» أنه قيل له: اسجد واقترب فوجد القرب في 
السجود فنظر إلى الصفات فاستعاذ بيعضها من بعض ٠‏ فإن الرضا والسخط وصفان» 
م زاد قربه فاندرج القرب الأول فيه فرقي إلى الذات فقال: « أعوذ بك منك » ثم زاد 
قربه ا استحيا به من الاستعاذة على بساط القرب فالتجاأً إلى الثناء فأثنى بقوله: « لا 
أحصي ثناء عليك ». ثم عام أن ذلك قصور فقال : « أنت كا أثنيت على نفسك ». فهذه 
خواطر تفتح لأرباب القلوب ثم هما أغوار وراء هذا وهو فهم معنى القرب . واختصاصه 


وأما فهم بعض أرباب القلوب من هذا الدعاء ( انه قيل له) ثي في خطاب الله عز وجل 
إلبه  :‏ كلا لا تطعه و( اسجد واقترب ) ) فعام منه أن السجود محل القربة من الله تعالى لأنه تنزيه با 
يستحقه الله تعالى من العلو والرفعة عن صفات المحدثين وتحقيق مما عليه العبد من الذل 
والاستكانة» ( فوجد القرب في السجود) ولذا قال لمن سأله القرب منه أعني بكثرة السجود» 
( فنظر إلى الصفات فاستعاذ ببعضها من بعض ‏ فإن الرضا والسخط وصفان ) منبثان عن 
مشاهدة الأفعال ومصادرها منه تعالى فقط» فكانه م ير إلا الله فقط وأفعاله ء ( ثم ) لما رأى ذلك 
نقصاً في التوحيد ( زاد قربه ) فاندرج القرب الأول فيه ( فرقي ) من مقام مشاهدة الصفات 
( إلى ) مقام مشاهدة ( الذات فقال: «اعوذ بك منك» ) وهذا فرار منه إليه من غير رؤية فعل 
وصفة بل رأى نفسه فاراً منه إليه ففني عن مشاهدة نفسهء ( ثم زاد قربه ) فاندرج القرب الثاني 
فيه( يما استحيا به من‌الاستعاذة على بساط القرب فالنجأ إلى الثناء فاثنى بقوله « لا أحصي ثناء 
عليك » ) فاخبر عن فناء نفسه وخروجه عن مشاهدةغيره (٠‏ ثم عام أن ذلك قصور فقال « أنت كا 
أثنيت على نفسك » ) فأخبر أنه المغني والمثنى عليه » وان الكل منه بدأ واليه يعود وكل شيء 
هالك إلا وجههء فكان أول مقامه نهاية مقام الموحدين وهو أن لا يرى إلا الله وأفعاله هذا ما فهم 
البعض المذ كور » وفسرنا كلامه من جنس كلامه الموافق لذوقه الذي ذاقه» وصرح به المصنف في 
مواضع من مصنفاته بعبارات مختلفة تؤول إلى هذا الذي ذکرته هنا. 

ومن ذلك قال المصنف في المقصد الاسنى : نہاية معرفة العارفين عجزهم عن المعرفة ومعرفتهم 
بالحقيقة أنهم لا يعرفونه » وأنه يستحيل أن يعرف الله المعرفة الحقيقية المحيطة بكنه صفات الربوبية 
إلا الله تعالى » فإذا انكشف همم ذلك انكشافاً برهانياً فقد عرفوه أي بلغوا المنتهى الذي يكن في 
حق الخلق من معرفته وهو الذي عناه رسول الله ْله حيث قال « لا أحصي ثناء عليك أنت كا 
أثنيت على نفسك » ولم يرد به أنه عرف منه ما لا يطاوعه لسانه في العبارة عنه» بل معناه إفي لا 
أحبط بمحامدك وصفات إميتك وإنما أنت المحبط بها وحدك. فإذا لا حيط مخلوق من ملاحظة 
حقيقة ذاته إلا بالحيرة والدهشة. 

وأما اتساع المعرفة فإنغا يكون في معرفة أسماله وصفاته» ( فهذا خاطر يفتح لارباب 
القلوب ) المنورة والبصائر المقدسة» ( ثم هما أغوار وراء هذا ) الذي ذكر» ( وهو فهم معنى 


SS ARSE ASS 1۷۸‏ اداب تلاوة القرآن / الباب الرابع 


بالسجود . ومعنى الاستعاذة من صفة بصفة ومنه به» انان ذلك كشرة ولا يدل 
تفسير ظاهر اللفظ عليه وليس هو مناقضاً لظاهر التفسير » بل هو استكمال له ووصول 
إلى لبابه عن ظاهره. فهذا ما نورده لفهم المعاني الباطنة لا ما يناقض الظاهر والله أعام. 


القرب ) الأول واندراجه في الثاني واندراج القرب الثاني في الثالث» ( واختصاصه بالسجود ) 
دون غیره» ( ومعنی الاستعاذة من صفة بصفة» و ) كذا معنى الاستعاذة ( منه به ) ومعنی 
الفرار منه إليه» ( وأسرار ذلك كثيرة. ولا يدل تفسير ظاهر اللفظ عليه ) . 

وقد أشار إلى شيء من ذلك الشيخ الاكبر قدس سره في كتاب الشريعة إن العارف إذا تعوذ 
ينظر الحال الذي أوجب له التعوذ ء وينظر إلى حقيقة ما يتعوذ به» وينظر إلى ما ينبغي أن يعاذ به 
ت فک ا ع ا ن کل ی اد ت د ده اون ته 
عبد محل التصريف والتقليب استعاذ من سيده بسيده» وهو قوله به ١‏ وأعوذ بك منك »وهذه 
استعاذة التوحيد يستعيذ به من الاتحاد قال تعالى ‏ ذق إنك أنت العزيز الكري [ الدخان: ٤۹‏ ] 
وقال ‏ كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار) [غافر: ٠١‏ ] وقال «الكبرياء ردائي 
والعظمة ازاري من نازعنى فيهها قصمته » ومن نزل عن هذه الدرجة في الاستعاذة استعاذ ما لا 
يلائم ما يلائم فعلاً كان أو صفة هذه قضية كلية ء والحال يعين القضايا والحكم يكون بجسها . 

ورد في الخبر ١‏ اعوذ برضاك من سخطك » فقد خرج العبد هنا عن حظ نفسه بإقامة حرمة حبوبة » 
فهذا لله ثم الذي لنفسه من هذا الباب قوله« وبمعافاتك من عقوبتك »فهذا في حظ نفسه وأي المرتبتين 
أعلى في ذلك نظر » فمن نظر إلى مايقتضيه جلال الله من أنه لا يبلغه ممكن أي ليس في حقيقة الممكن 
قبول ما ينبغي لجلال الله من التعظم » وان ذلك محال في نفس الأمر م ير إلا أن يكون في حظ نفسه» 
فإن ذلك عائد عليه » ومن نظر في قوله 3 إلا لیعبدون) قال ما يلزمني من حق رلي الا ما تبلغه قوي » 
فأنا لا أعمل إلا في حق رلي لا في حق نفسي » فشرع الشارع الاستعاذتين هذين الشخصين » ومن رأى 
ان وجوده هو وجود ربه إذ لم يكن له من حيث هو وجود قال : « اعوذ بك منك » وهي المرتبة الثالثة » 
وثبت في هذه المرتبة عبن العبد . والله اعام 

( ولیس هو مناقضاً لظاهر التفسیر» بل هو استکال له ووصول إلى لباه ) وخالصه 
( عن ظاهره» فهذا ما نريده بفهم المعاني ) الباطنة ( لا ما يناقض الظاهر والله أعام) . 

وذكر الشيخ تاج الدين بن عطاء الله في لطائف المنن اعام أن تفسير هذه الطائفة لكلام الله 
وكلام رسوله ي بالمعاني الغريبة ليس إحالة للظاهر عن ظاهره» ولكن ظاهر الآية مفهوم منه ما 
جلبت الأية له» ودلت عليه في عرف اللسان» وم افهام باطنة تفهم عند الأية . والحديث لمن فتح 
الله قلبه » وقد جاء في الحديث ١‏ لكل آية ظهر وبطن » فلا يصدنك عن تلقي هذه المعاني منهم أن 
يقول ذو جدل ومعارضة: هذا احالة لكلام الله وكلام رسوله ي » فليس ذلك بإحالة وإنغا 
يكون إحالة لو قالوا : لا معنى للاية إلا هذا وهم لم يقولوا ذلك بل يقولون الظواهر على 
ظواھرھا مرادا بہا موضوعاتها ويفهمون عن الله ما أفهم اه . 


auueeoaeeoneoeneenenenoneenanenenennnnnnennenennonnenenencnnnennnnenonneneennnnenenennnns 


خاتمة: 

في بيان طبقات المفسرين من الصحابة والتابعين ومن بعدهم رضي الله عنهم قصدت التبرك 
بذ كر أسمائهم. 

اعام انه اشتهر بالتفسير من الصحابة عشرة. الخلفاء الاربعة » وابن مسعود » وابن عباس» وأي 
ابن كعب» وزيد بن ثابت» وأبو موسى الأشعري » وعبد الله بن الزبير فأما الخلفاء فأكثرهم رواية 
رابعهم والرواية عن الثلاثة نزرة جداً » و كان السبب في ذلك تقدم وفاتهم » كا أن ذلك هو السبب 
في قلة رواية أي بكر رضي الله عنه للحديث . 

وأما ابن عباس فقد سماه مه ١‏ ترجان القرآن » رواه أبو نعم في الحليةء والبيهقي في 
الدلائل» وقد روى عنه في التفسير جاعة من طرق مختلفة أجودها طريق علي بن أي طلحة عنه» 
وله صحيفة كانت عند أبي صالح كاتب الليث رواها عن معاوية بن صالح عنه» وهي عند 
البخاري عن أي صالح» وقد اعتمد عليها في صحيحه كثيراً فيا يعلقه عن ابن عباس» وأخرج 
منها ابن جرير » وابن ألي حاتم » وابن المنذر كثير بوسائط بينهم » وبين أي صالح. 

ومن جيد الطرق عن ابن عباس طريق قيس عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عنه وهي 
صحيحة على شرط الشيخين» وكثيراً ما يخرج منها الفرياني والحاك في المستدرك» ومن ذلك طريق 
ابن إسحاق عن ممد بن أي مد مولى آل زيد بن ثابت عن عكرمة أو هو وسعيد بن جبير عنه هكذا 
بالترديد وهي جيذة واسنادها حسن » وقد أخرج ابن جرير » وابن أي حاتم كثيراً » وفي معجم الطبراني 
الكبير منها أشياء . 

وأوهى طرقه طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس» فإن انضم إلى ذلك رواية 
مد بن مروان الصغير فهي سلسلة الكذب» و كثيرا ما يخرج منها الشعبي والواحدي وبعده 
مقاتل بن سلهان» وقد تكام فيه . وطريق الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس منقطعة » فإن انضم إلى 
ذلك رواية بشر بن عارة عن أي روق عنه» فهي ضعيفة لضعف بشر » وقد أخرج من هذه كثيراً 
ابن جریر وابن الي حاتم » وان كان من رواية جويبر عن الضحاك فاشد ضعفا لان جويبرا متروك» 
وقد أخرج منها ابن مردويه» وأبو الشيخ من طريق عطية العوفي عن ابن عباس ضعيفة لضعف 
العوفي» لكن ربما حسن له الترمذي . 

ومن المبرزين في التفسير مجاهد. عرض القرآن على ابن عباس ثلاثين مرة» واعتمد عليه 
الشافعي والبخاري وغيرها» ومنهم سعيد بن جبير وكان أعلمهم بالتفسير » ومنهم عكرمة وكان 
أعلمهم بكتاب الله » ومنهم الحسن البصري» وعطاء بن أني رباح» وعطاء بن ألي مسام الخراسافي» 
ومد بن كعب القرظي » وقتادة. وزيد بن أسام» ومرة» وأبو مالك والربيع بن أنس» فهؤلاء 
قدماء المفسرين . 

وبعد هذه الطبقة ألفت تفاسير جعت أقوال الصحابة والتابعين» كتفسير سفيان بن عبينة» 


ueeueunnenennnucceQuuQunQuucenncnnncenenecenencBececenanencsenennennenenenenonennnonnenenannnnnn 


Oy E E E‏ وعد ورای وادم بن أبي إياس» 
وإسحاق بن راهويه» وروح بن عبادة» وعبد بن حيد» واي بكر بن الي شيبة واخرين . وبعدهم 
تفسير ابن جرير الطبري » وهو أجل التفاسير وأعظمها ء ثم ابن أيي حاتم » والها ك » وابن مردويه » م 
ابن أي الشيخ» وابن المنذر في آخرين وكلها مسندة إلى الصحابة والتابعين واتباعهم » وليس فيها 
غير ذلك إلا ابن جرير فإنه يتعرض لتوجيه الأقوال وترجيح بعضها على بعض والاعراب 
والاستنباط فهو يفوقها بذلك . 


ثم ألف التفسير جاعة فاختصروا الاسانيد ونقلوا الأقوال بتراء فدخل من هنا الدخيل والتبس 
الصحیح“ بالعلیل» مم صار کل من يسنح له قول یورده ومن يخطر بباله شيء یعتمده» مم ینقل 
ذلك عنه من يجيء بعده ظاناً ان له أصلاً غير ملتفت إلى تحرير ما روي فيه عن السلف الصالح› 
حتى أن بعضهم حكى في تفسير قوله تعالى ‏ غير المغضوب عليهم ولا الضالين) نحو عشرة أقوال. 
وتفسرها بالبهود والنصارى هو الوارد عن النبي له وأصحابه ومن تبعهم » حتى قال ابن أبي حاتم 
لا أعام في ذلك اختلافاً بين المفسرين » ثم صنف بعد ذلك قوم برعوا في علوم » فمنهم المقتصر في 
تفسيره على الفن الذي يغلب عليه كالزجاج والواحدي في البسيط وأبي حيان في البحر والنهر 
والسمينء وغيرهم اقتصروا في تفاسيرهم على الإعراب وتكثير الأوجه المحتملة فيه ونقلوا فيها 
قواعد النحو ومسائله وخلافياته » وكالثعلى ليس له في تفسيره إلا القصص والاخبار عمن سلف› 
سواء كانت صحيحة أو باطلة» وكالقرطي سرد في تفسيره الفقه من الطهارة إلى أمهات الاولاد ء 
وربا استطرد فيه إلى اقامة الفروع الفقهية التي لا تعلق هما بالآية أصلا والجواب عن حجج 
المخالفين . و كالفخر الرازي ملا تفسيره بأقوال الحكاء والفلاسفة وتتبعها حتى خرج من شيء إلى 
شيء يقضي الناظر العجب من عدم مطابقة المورد للآية ولذلك قال بعض العلاء : فيه كل شيء إلا 
التفسير . 

وأما المبتدع فليس له قصد إلا تحريف الآيات وتسويتها إلى مذهبه الباطل بحيث أنه متى لاح له 
شاردة من بعيد اقتنصها أو وجد موضعاً له فيه أدنى جال سارع إليه. ومنهم صاحب الكشاف فقد 
حشا في تضاعيف تفسيره مذاهب الاعتزال وحسنها وتحامل على أهل السنة» وجعل الأحاديث 
المرفوعة مرفوعة تنكيتاً على أهل الحديث. فلا تسأل عن الحاده وافترائه على الله ما لم يقله. 

وأما بعد هؤلاء فارتفع القيد أصلاً ومالت الناس إلى الاختصار وأبطلوا الاسناد» وفسروا 
بوجوه المعقولات. ولم يبالوا صحت أو فسدت فأحسن التفاسير على الإطلاق تفسير ابن جرير 
وهو البحر الذي لا غاية بعده لطالب عام إذ لم يؤلف في قبيله مثله. 

وقد انتهى بنا القول فيا أردناه من شرح كتاب أسرار تلاوة القرآن ء والحمد لله الذي بنعمته تم 
الصالحات والشكر له على توفيقه لما فيه رضاه على أحسن الحالات» وأسأله سبحانه ان يّن علي 


كتاب اداب تلاوة القرآن / الباب الرابع 


تم کتاب آاداب التلاوة والحمد لته رب العالمين والصلاة على عمد خاتم النبيين وعلى 
کل عبد مصطفى من كل العالمين - وعلى آل مد وصحبه وسام . يتلوه إن شاء الله تعالى 
کات ال د کاو و العو ات وال الان ا رت اة 


وعلى سائر المسلمين بكشف كرلي وتفريج همي وان يشفي مريضي ويحسن عواقب الجميع 
بجرمة حبیبه مد صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وازواجه وذریاته والتابعین هم باحسان. وسم . 
وقد فرغ من تحريره وتهذيبه مع تشتيت البال واختلال الاحوال صبيحة يوم 
الجمعة المبار كة لأربع بقين من شهر ربيع الثاني من شهور 
سنة ۱۹۸ا بمنزله بسويقة لا لا مؤلفه العبد المضطر 
أبو الفيض مد مرتضى الحسيي أصلح 
الله خلله وتقبل عمله وبلغه أمله 
آمين حامدا لله ومصلاً 
ومسل ومستغفراً 
وحسبنا الله ونعم 


الوکتل: 


كتاب الأذ كار والدعوات 


بسم الله الرحمن الرحم 


E OL‏ مستحق الحمد حتی لا 
SCS‏ 
والإإحسان» الذي لا خير إلا منه» ولا فضل إلا من لدنهء وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا 
شريك له الجميل العوائد » الجزيل الفوائد » أكرم مسؤول» وأعظم مأمول. عام الغيوب مفرج 
الكروب» جيب دعوة المضطر المكروب. وأشهد أن سيدنا مدأ عبده ورسوله» وحبيبه وخليله» 
الوافي عهده» الصادق وعده. ذو الأخلاق الطاهرة. المؤيد بالمعجزات الظاهرةء والبراهين الباهرة» 
صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه» وتابعيه وأحزابه» صلاة تشرق إشراق البدور وتتردد تردد 
أنفاس ااصدور »وسام وكرم » وشرف وعظم . 


أما بعد ؛ فهذا شرح ( كتاب الأذ كار والدعوات ) وهو التاسع من الربع الأول من الإحياء 
للإمام امام حجة الإسلام ألي حامد الغزالي تغمده الله بالرحة الشاملة ‏ والمغفرة الكاملة سلكت 
شعابه» ورضت صعابه» فکم من مشکل قد اعربت عنه» وبینت ما أبہم منه» وهذبت فوائده 
أحسن تهذيب» وأوضحت مروياته على أجل ترتيب» بتحرير ما ينبغي تحريره» وتقرير ما يقتضي 
تقريره إحكاماً للقواعد» وإجراء على جيل العوائد» حتى وضح سبيله للواردين » وراق زلاله 
للشاربين» هذا ج أا فيه من اختلاف الأحوال» وتشتيت البال» وتواتر الأنكاد والأهوال» 
وكدورات تفرق الأوصال» وأشغال تحجب الخواطر عن الأعالء متوسلاً بيمين جاه مؤلفه إلى 
المولى اللطيف. أن يمن علينا بالعفو والعافية والنجدة من كل مخيف . 

عسى الكرب الذي أمسيت فيه يكون وراءه فرج قريب 

نه على فرجه قدیر» وبا املته جدیر . 

قال المصنف رجه الله تعالى : ( بسم الله الرحن الرحم ) إمام كتابه ومقدمة خطابه مضمراً فيه 
فعلاً من الحمد يقول: لا يشنى على الله إلا بأسمائه الحسنى وهي هنا ثلاثة : الإسم الله وهو الجامع 
ودلالته على الذات المجردة على الإطلاق لا من حيث هي بنفسها من غير نسبة » ولكون الإسم الله 
غير مشتق لا يتوهم في البسملة إشتقاق » وهذا سميت بها وهو الإسم مع الله » والرحن حن الرحم لا من 


RE Ra ۸4‏ کا والدغوات 


الحمد لته الشاملة رأفته العامة رحته الذي جازى عباده عن ذكرهم بذكره» فقال 
تعالى : فا كروني أذكر؟) [البقرة: ٠١١‏ ] ورغبهم في السؤال والدعاء بأمره 
فقال : #ادعوني أستجب لكم) [غافر: ٠١‏ ] فاطمع المطيع والعاصي والدافي 


حيث المرحومين ولا من حيث تعلق الرحة» بل من حيث ما هي صفة له جل جلال » فإنه ليس 
لغير الله ذكر في البسملةء ومهما ورد إسم الإله لا يتقدمه كون ولا يتأخره كون فإن ذلك الإسم 
ينظر فيه العارف من حيث دلالته على الذات لا من حيث الصفة المعقولة منه ولا من حيث ما 
يطلبه الكون . 

(الحمد لله ) أي عواقب الثناء ترجع إليه سبحانه أي بكل ثناء يثنى به على كون من الأكوان 
دون الله تعالى فعاقبته إليه بطريقين . 

إحداهما : إن الثناء على الكون إنغا يكون بما هو عليه ذلك الكون من الصفات المحمودة» أو با 
يکون منه وعلى أي وجه كان فإن ذلك راجع إلى الله تعالى إذ كان الله هو الموجد لتلك الصفة› 
ولذلك الفعل لا للكون فعاقبة الثناء عادت إلى الله تعالى . 

والثانية : أن ينظر العارف فيرى أن وجود الممكنات المستفاد إنما هو عن ظهور الحق فيها فهو 
متعلق الثناء لا الأكوان» ثم أنه ينظر في موضع اللام من قوله : ١‏ لله » فيرى أن الحامد عبن المحمود 
لا غيره فهو الحامد المحمود» وينفي الحمد عن الكون من كونه حامداً وبقي كون الكون مموداًء 
فالکون من وجه مود لا حامد» ومن وجه لا حامد ولا جود . أُما کونه غير حامد فقد بیناه أن 
الفعل لله» وأما كونه غير مود فإنغا جمد المحمود با هو له لا با هو لغيره والكون لا شيء له فا 
هو مود أصلاًء كا ورد في الخبر المتشبع بما لا بيلك كلابس ثوني زور( الشاملة رأفته العامة 
رحجته ) الشمول والعموم بمعنى واحد وهو الا كثار وإيصال الشيء إلى جاعة قاله ابو البقاء . وقال 
غبره: هو إحاطة الأفراد دفعة والرأفة عطف العاطف على من يجد عنده منه وصلة» فهى رحمة وفي 
الصلة بالرحم والرحة تعم من لا صلة له بالرحم والمرؤف به تقيمه الرأفة حتى تحفظ بمسراه في 
سره ظهور ما يستدعي العلوء وتارة يكون هذا الحفظ بالقوة بنصب الأدلة» وتارة يضم إلى ذلك 
الفعل بخلق المداية في القلب وهذا خاص بمن له بالنعم نوع وصلة والرحة نحلة ما يوافي المرحوم في 
ظاهره وباطنه . أدناه كشف الضر وكشف الأذى» وأعلاه اللإختصاص برفع اتخات 

وقال المصنف في المقصد الأسنى : عموم الرحة من حيث تشمل المستحق وغير المستحق وعم 
الدنيا| والآ-خرة وتناول الضرورات والحاجات والمزايا الخارجة عنها ( الذي جازی عباده) أي 
عاملهم بالجزاء ( عن ذكرهم ) له بالقلب أو باللسان ( بذ كره»فقال تعالى: :اذکرونیي 
أذكر؟. وني الخبر : إن ذکرني في نفسه ذکرته في نفسي» ون ذکرني في ملا ذکرته في ملا 
خير منه فذكره لنا منوط بذكرنا له» ( ورغنهم في السؤال والدعاء ) والطد ب والتضرع 
( بأمره فقال: (ادعوني أستجب لكم) ) وجاءت الأحاديث الصحيحة بالحث عليه سيأقي 


كتاب الأذكار والدعوات AOA O‏ 


والقاصى في الانبساط إلى حضرة جلاله برفع الحاجات والأماني بقوله: فإف 
قريب أجيب دعوة الداعى إذا دعاني# [البقرة: ۱۸١‏ ] والصلاة على ممد سيد 
أنبيائه وعلى آله وأصحابه خيرة أصفيائه وسام تسلا كثيراً. 


أما بعد» فليس بعد تلاوة كتاب الله عز وجل عبادة تؤدى باللسان أفضل من ذ كر 
الله تعالى ورفع الحاجات بالأدعية الخالصة إلى الله تعالى . فلا ب من شرح فضيلة الذ كر 


ذكرها ني فضيلة الدعاء . ( فأطمع المطيع والعاصي والقاصي ) هو البعيد ( والداني ) هو القريب 
( في الإنبساط إلى حضرة جلاله برفع الحاجات والأماني) جع أمنية وهي كل ما يتمناه 
الإنسان. ( بقوله) جل وعز وإذا سألك عبادي عني ( فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا 
دعانى ) €[ البقرة: ۱۸١‏ ]وفي الآية إشعار بالإستجابة» وفيها لطائف سيأتي ذكرها في فضيلة 
الدعاء » ( والصلاة )االتامة الكاملة ( على محمد سيد أنبيائه ) أي رئيسهم إن خلقا وإن خلقا 
( وعلى آله وصحبه خيرة أُصفیائه ) يقال: رجل خير ككيس ذو خير وقوم أخيار وخيرة 
والأصفياء جع صفي وهو المختار » والمعنى أن آله وأصحابه هم المختارون لصحبته وهم ذوو الخير 
والفضل والمجد أو خيار المختارين الذين اصطفاهم الله تعالى لمحبته وعشرته ( وسام) تسلمها 
( کثیراً) . 

( أما بعد؛ فليس بعد تلاوة كتاب الله عز وجل ) ودراسته ( عبادة) تعبدنا الله بها 
( تؤدى باللسان ) وبالجنان أيضاً ( أفضل من ذ كر الله تعالى و ) لا أعظم من ( رفع الحاجات 
إليه بالأدعية الخالصة ) وهي التي تكون بإخلاص قلب وإمحاض نية ( إلى الله تعالى ) خاصة لما 
فيها من إظهار عز الربوبية من ذل العبودية» وبها تحصل السعادة الأبدية والحياة السرمدية وهي 
الوصلة إلى الجنان والوسيلة إلى النظر والرضوان» ويحصل للداعي ما لا يحصل بغيره من العبادات 
لأن انتفاعه بفعله العبادات» ونفع الدعاء يقع ف اة ولات كن الرالد وله ا وما 
وكذا الولد لوالده والحبيب لحبيبه والقريب للبعيد والبعيد للقريب وهو مظنة بالا جابة بدليل تامين 
الملك . 

وقوله: ولك مثله مع سهولة الدعاء وعدم تقيده بمكان ولا زمان» والدعاء واصل للمدعو له 
بإجاع» وكذا الصدقة عن الميت بخلاف غبره من العبادات ففي وصوها إلبه خلاف» وفي قوله 
للت : « الدعاء مخ العبادة » ولم يرد ذلك في غيره من العبادات لطيفة» وهو أنه لما كان المخ من 
أعضاء الحيوان هو المغذي هما والمقوم لاستدامة بقائها شبه الدعاء بهء لأنه يعمل هذا العمل ووجه 
تخصيصه بذلك من دون سائ العبادات اشتاله على حضور قلبي لا يوجد في غيره» فان من تعبد 
بالصلاة أو الصوم أو الحج وغيرها يغلب عليه فيها الغفلةء فإذا دعا استدعى ذلك منه مزيد 
حضور في قلبه ذلك الحضور هو رفع العبادة» فلذا جاء التخصيص ويؤخذ منه تفضيل الداعي على 
العابد ء وذلك لا غيه مع الحضور من التذلل وإظهار الفاقة وذل العبودية وعز الربوبية» فكل داع 


۱۸1 كتاب الأذ كار والدعوات 


على الجملة ثم على التفصيل في أعيان الأذ كار . وشرح فضيلة الدعاء وشروطه وآدابه ونقل 
المأثور من الدعوات الجامعة لمقاصد الدين والدنيا والدعوات الخاصة لسؤال المغفرة 
والاستعاذة وغيرها. ويتحرر المقصود من ذلك بذكر أبواب خسة. 

الباب الأوّل: في فضيلة الذ كر وفائدته جلة وتفصيلاً . 

الباب الثاني : في فضيلة الدعاء وآدابه وفضيلة الاستغفار والصلاة على رسول الله 

الباب الثالث: في أدعية مأثورة ومعزية إلى أصحابها وأسبابما . 

الباب الرابع : في أدعية منتخبة محذوفة الاسناد من الادعية المأثورة. 


الباب الخامس: في الأدعية المأثورة عند حدوث الحوادث. 


عابد ولا ينعكس» والدعاء دأب الأنبياء عليهم السلام ومفزعهم في الشدائد على ما أخبر تعالى في 
سورة الأنبياء وغيرها بقوله: # إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهبا 4 
[ الأنبياء : ٠١‏ ] فنبه على علة الإجابة لدعائهم وأنها ثواب هم بطاعتهم وتعجيلها جزاء لمسارعتهم 
إلى ما كلفوا به وني ذلك حث على الطاعة. ( فلا بد من شرح فضيلة الذ كر على الجملة ) أي 
إجالاآًء ( ثم على التفصيل في أعيان الأذكار . وشرح فضيلة الدعاء ) ومطلوبيته وأفضليته 
( وشروطه وآدابه ونقل المأثور ) أي المروي ( من الدعوات الجامعة لمقاصد الدين والدنيا ) 
من جوامم الام الشريفة ( والدعوات اخالصة لسؤال المغفرة والاستعاذة وغبرهاء ويتحرر 
المقصود من ذلك ) كله ( يذكر أبواب خسة) . 

( الباب الأول: في فضيلة الذ كر وفائدته جلة وتفصيلاً ) . 

( الباب الثانى: في فضيلة الدعاء وآدابه ) وشروطه ( وفضيلة الإستغفار و) فضيلة 
( الصلاة على رسول الله يله ) . 

( الباب الثالث: في أدعية مأثورة) أي منقولة عن السلف ( ومعزية ) أي منسوبة ( إلى 
أصحابا وأسبابا ) . 

( الباب الرابع : في ) ذكر ( أدعية منتخبة ) ختارة ( محذوفة الإسناد ) وفي نسخة الأسانيد 
( من الأدعية المأثورة) عن الني له . 

( الباب الخامس: في ) ذكر (الأدعية المأثورة) المروية المرفوعة ( عند حدوث 
الحوادث) من نوائب الدهر. 


كتاب الأذ كار والدعوات / الباب الأول NAVSEA‏ 


الاب الأول 

في فضيلة الذ كر وفائدته على الجملة والتفصيل من الآيات والاخبار والآثار 

ويدل على فضيلة الذ كر في الجملة ( من الآيات ) قوله سبحانه وتعالى : 9 فاذذكروني 
أذكر ۶© [ البقرة ٠١١:‏ ] قال ثابت البناني رحه الله : إني أعام متى يذ كرفي رلي عز 
وجل ففزعوا منه وقالوا: کیف تعام ذلك ؟ فقال: إدا ذکرته ذ کر . وقال تعالی : 
# اذ کروا الله ذکراً کثراً 4 [ الأحزاب ٤١:‏ ]» وقال تعالى : $ فإذا أفضتم من 
عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كا هدا؟) [ البقرة: ۱۹۸ ]ء 
وقال عز وجل: فإذا قضيتم مناسکكم فاذكروا الله کذكرک آباءک أو أشد 


الباب الأول 
في فضيلة الذ كر على الجملة 


( والتفصيل من الآيات ) القرآنية ( والأخبار ) النبوية ( والآثار ) السلفية. ( ويدل على 
فضيلة الذكر على الجملة ) أي إجالاً ( من الآيات قوله تعالى : < اذكروني أذ كرك ) أي 
استحضروا جلالي وعظمتي في قلوبكم أذ كرك بالألطاف والإحسان. ( وقال ثابت ) أبو مد 
( البناني ) بضم الموحدة وتخفيف النون التابعي الجليل : ( إني أعام متى يذ كرني رإي عز وجل 
ففزعوا منه وقالوا: كيف تعام ذلك؟ فقال: إذا ذ كرته ذ كرني ) اخرجه ابو نعم في الحلية 
دقال: حدثا عبد الله بن مد حدلنا امد بن الحسين» حدئنا امد بن إبراهي» حدثنا بكر بن 
“نه . حدثنا جعفرء حدثنا ثابت البناني عن رجل من العباد قال يوماً لأخوانه: إني لأعام حين 
يذ كني رلي تعالى قال: ففزعوا من ذلك وقالوا: تعام حين يذ كرك ربك عز وجل ؟ قال: نعم . 
قالرا: ومتى ؟ قال: إذا ذكرته ذكرني. قال: وإني أعام حين يستجيب رلي تعالى قال : فعجبوا من 
قوله. قالوا: تعام حين يستجيب لك ربك تعالى ؟ قال: نعم . قالوا: فكيف تعام ذلك ؟ قال: إذا 
وجل قلبي واقشعر جلدي وفاضت عيني وفتح لي في الدعاء فم أعام أن قد استجيب لي فسكتوا . 

( وقال تعالى: #اذكروا الله ذكراً كثيراً) وقال تعالى : فإذا أفضم من عرفات 
فاذ كروا الله عندالمشعر الحرام واذكروه كا هدا ) الآية . وقال عز وجل : فإذاقضيتم 
مناسککم فاذ کروا الله كذ كرك آباء؟ أو أشد ذكراً) ) ولم يقل أبناء لأن ذكر الإنسان 


Re ۸۸‏ کاب الاد كار والدعوات الات الأول 


ذكراً# [البقرة: ٠٠١‏ ]. وقال تعالى : [الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلل 
جنوبهم © [ آل عمران :۱۹۱ ]» وقال تعالى : 3 فإذا قضيتم الصلاة فاذ كروا الله قياماً 
وقعوداً وعلى جنوبكم [ النساء ٠١۳:‏ ]ء قال ابن عباس رضي الله عنها : أي بالليل 
والنهار في البر والبحر والسفر والحضر والغنى والفقر والمرض والصحة والسر 
والعلانية. وقال تعالى في ذم المنافقين: (ولا ييذكرون الله إلا قليلاً» 
[النساء ٠١١:‏ ]» وقال عز وجل: واذكر ربك في نفسك تضرعاً وخيفة ودون 
الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين [ الأعراف ۲٠٠:‏ ]» وقال 
تعالى : ولذ كر الله أكبر € [ العنكبوت ٤۵١:‏ ]. قال ابن عباس رضي الله عنها : له 
وجهان. أحدهما : أن ذكر الله تعالى لكم أعظم من ذكرك إياه والآخر إن ذكر 
الله أعظم من كل عبادة سواه. إلى غير ذلك من الآيات. 

وأما الأخبار : فقد قال رسول الله مله : « ذاكر الله في الغافلين كالشجرة الخضراء 
آباءه إنما يكون بالتعظم » وذ كر ابنه بالشفقة واللائق بحضرة الله التعظم وفيه إشارة إلى استحضار 
الوحدانية لآن الابن لو انتسب إلى غير أبيه لاستنکف . ( وقال تعاى : # الذين یذ كرون الله 
قياما وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض) ) ( وقال عز وجل: 
فإذا قضيتم الصلاة فاذ كروا الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبكم € ) أي : فدوموال الذ كر في 
جميع الاحوال. 

( قال ابن عباس رضي الله عنه) في تفسير هذه الآية ( أي بالليل والنهار في البر والبحر 
والسفر والحضر والغنى والفقر والمرض والصحة والسر والعلانية) وهو تفسير للمداومة على 
الذ كر في الأحوال كلهاء وقيل : المعنى إذا اردتم أداء الصلاة واشتد الخوف فصلوها كيف أمكنكم 
قياما مقارعين وقعودا مرامین وعلى جنوبکم منحنن . 

( وقال تعالى في ذم المنافقين: :ولا یذ کرون الله إلا قلیلاً) وقال عز وجل : Le‏ 
ربك في نفسك تضرعاً وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تکن من 
الغافلين) وقال تعالى: < ولذ كر الله أكبر ) قال ابن عباس رضي الله E‏ 
الآية: ( له وجهان. أحده) : أن ذكر الله تعالى لكم أعظم من ذكر؟ إياه) فيكون التقدير 
ولذ كر الله إيام أكبر وأعظم ( والآخر: إن ذكر الله أعظم من كل عبادة سواه) فيكون 
التقدير : ولذ كر العبد الله تعالى أكبر من سائر العبادات ( إلى غير ذلك من الآيات ) الدالات 
على فضيلة الذ كر . 

( وأما الأخبار ) الواردة فيها؛ ( فقد قال رسول الله من : « ذاكر الله في الغافلين 
كالشجرة الخضراء في وسط المشم » ) قال العراقي : رواه أبو نعم في الحلية » والبيهقي في الشعب 
من حديث ابن عمر بسند ضعيف وقالا : في وسط الشجرة الحديث اه. 


كتاب الأذكار والدعوات / الباب الأول A A‏ 


في وسط اشم ». وقال م : « ذاكر الله في الغافلين كالمقاتل بين الغارين ». وقال علي : 
« يقول الله عز وجل أنا مع عبدي ما ذکرني وتحرکت شفتاه بي »» وقال مله : « ما 
عمل ابن ¿ آدم من عمل خی له من عذاب الله من ذکر الله عز وجل » قالوا : يا رسول 


قلت : المذ كور هنا قطعة من الحديث. ولفظه: « ذاكر الله في الغافلين مثل الذي يقاتل عن 
الفارين » وذاكر الله في الغافلين كالمصباح في البيت المظلم» وذاكر الله في الغافلين كمثل الشجرة 
الخضراء في وسط الشجر الذي تحات من الصريرء وذاكر الله في الغافلين يغفر له بعدد كل فصيح 
وعجم» وذاكر الله في الغافلين يعرفه الله عز وجل مقعده من الجنة». 

وقول العراقي : بسند ضعيف أي لأن فيه عمران بن مسام القصير قال في الميزان » قال البخاري : 
منكر الحديث» ثم أورد له هذا الحديث» ولكن ذكر السيوطي في الجامع الكبير أنه رواه ابن 
صصري في أماليه » وابن شاهين في في الترغيب في الذ كر وقال : حديث صحيح الاإسناد حسن المتن 
غريب الألفاظ اه. 

واھشے ا . قال الطيبي : شبه الذاكر كشجرة خضراء ها منظر بين 
الأشجار سقياها من فيض العطوف الغفار فهي رطبة بذكره لينة بفضله وأهل الغفلة بأشجار 
جفت فسقط ورقها ويبست أغصانها لأن حريق الشهوة أصابہم» فذهب ثار القلوب وهي طاعة 
الأركانء وذهبت طلاوة الوجوه وسمتها وسكون النفس وهديا» فام يبق ثمر ولا ورق وما بقي 
من الثمر فمر أو حنولا طعم له كدر اللون عاقبته التخمة فهي أشجار هذه الصفة . 

( وقال عل : « ذاكر الله في الغافلين كالمقاتل بين الفارين» ) هكذا في سائر نسخ 
الكتاب» ولم يتعرض له العراقي» وكأنه لم يكن عنده. وني نسخة أخرى : « كالحي بين الأموات» 
وهو قطعة من حديث ابن عمر عند الجاعة» وهو الذي ت تقدم قبله بلفظ : « مثل الذي يقاتل عن 
الفارين ». وعند الطبراني في المعجم الكبير من حديث ابن مسعود : « ذاكر الله في الغافلين بمنزلة 
الصابر في الفارين ». وعند البيهقي في السنن من حديث ابن عمر في إحدى رواياته : « كالمقاتل عن 
الفارين » الحديث . 

( وقال به : « يقول الله تعالى أنا مع عبدي ما ذكرني وتحرکت بي شفتاه» ) قال 
العراقى : رواه ابن ماجة» وابن ن حبان من حديث أي هريرة» وا لحا من حديث ألي الدرداء وقال: 
متم الانتان اآه. ِ 

قلت : وعلقه البخاري في صحيحه عن أي هريرة بصيغة الجزم » ورواه ابن حبان أيضا من 
حديث أي الدرداء » وابن عساكر عن أي هريرة وعند مسام : « يقول الله تعالى أنا عند ظن عبدي 
بي وأنا معه حین يذ كرفي » الحديث بطوله. 

( وقال ْله : « ما عمل ابن آدم ) وني رواية : « آدمي » ( من عمل أغجی له من عذاب الله 
من ذ كر الله » ) رواه أحمد عن معاذ بن جبل . قال الميثمي : رجاله رجال الصحيح إلا أن زياد بن 
أني زياد راويه لم يدرك معاذا أي : فهو منقطع . 


1۹۰ كتاب الأذ كار والدعوات / الباب الأول 


الله : ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال : ولا الجهاد في سبيل الله إلا أن تضرب بسيفك حت 
ينقطع » ثم تضرب به حت ينقطع » ثم تضرب به حتى ينقطع ». وقال به : « من أحب 
أن يرتع في رياض الجنة فليكثر ذكر الله عز وجل » وسئل رسول الله لي : أي الأعمال 
أفضل ؟ فقال: « أن تموت ولسانك رطب بذكر الله عز وجل ». وقال مر : « أصبح 


قلت : زياد بن ألي زياد إنما رواه عن أي بجرية عن معاذ» فعلى هذا لا انقطاع إلا أنه رواه 
موقوفا ورواه مالك عن الموطأً عن زياد عن معاذ موقوفاً » ولم يذ كر أبا بجرية » واسمه عبدالله بن قس 
کاھی ‏ ا ھی وا اارو :رواد ان بن آي ی ن ریق اي لر ر جن فاون عن عاد 
وهو منقطع أيضاً لأن طاوساً لم يلق معاذاً. 

وقد روينا في هذا الحديث زيادة وهي قوله: ( « قالوا يا رسول الله: ولا الجهاد في سبيل 
الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا أن تضرب بسيفك حت بنقطع ثم تضرب به حى 
ينقطع »غم تضرب به حتى ينقطع » ) وهكذا رواه أبو بكر بن أي شيبة في المصنف» والطبرافي من 
حديث معاذ يإسناد حسن . قال الميثمى : وقد رواه الطبراني أيضاً عن جابر مثله بسند رجاله رجال 
الصحيح» ورواه الفرياني كذلك في كتاب الذكر عن أي خالد الأحر» عن يحيى بن سعيد» عن 
ابن الزبيي » عن جابر مرفوعاً مثل سياق حديث طاوس عن معاذ . ومعنى کون الذ كر أنجى من 
العذاب لأن حظ أهل الغفلة يوم القيامة من أعارهم الأوقات والساعات حين عمروها بذكره 
وسائر ما عداه هدر » و كيف ونہارهم شهوة ونومهم استغراق وغفلة فيقدمون على رہم فلا يدون 
عندهم ما ینجیهم إلا ذ کر الله تعالى . 

( وقال َه : « من أحب أن يرتع في رياض الجنة فليكثر ذكر الله عز وجل » ) رواه ابن 
أي شيبة في المصنف والطبراني في الكبير من حديث معاذ بسند ضعيف ورواه الطبراني في الدعاء 
من حديث أنس» وهو عند الترمذي بلفظ : « إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا ». وقد تقدم في 
الباب الثالث من كتاب العام » والمراد برياض الجنة حلق الذ كر . 

( وسئل رسول الله به : أي الأعمال أفضل ؟ فقال: « أن تموت ولسانك رطب بذ كر الله 
عز وجل » ) قال العراقي : رواه ابن حبان» والطبراني في الدعاء » والبيهقي في الشعب من حديث 
معاد اه. 

قلت : قال الطبراني : حدثنا إدريس بن عبد الكري الحداد » حدثنا عاصم بن علي » حدثنا عبد 
الرحمن بن ثابت» عن أبيه» عن مكحول» عن جبير بن نفير» عن مالك بن يخامر »عن معاذ بن 
جل رى اله فال الت رمرل ال ل أي الأعال حب إل انه ال ؟ فال : أن مورت 
ولسانك رطب من ذکر الله عز وجل ». 

ورواه الفريالي في الذ كر عن عبد الرحن بن إبراهي الدمشقي الحافظ » عن الوليد بن مسام» عن 
عبد الرحن بن ثابت مثلهء وله شاهد موقوف على ألي الدرداء أخرجه الفريابي من طريق معاوية 


كتاب الأذكار والدعوات / الباب الأول AAAS‏ 


وأمس ولسانك رطب بذكر الله تصبح وتمسي وليس عليك خطيئة ». وقال مله : 
« لذكر الله عز وجل بالغداة والعشي أفضل من حطم السيوف في سبيل الله ومن اعطاء 
لمال سحا ». وقال بر : « يقول الله تبارك وتعالى ذا د كرني عبدي في نفسه ذ کرته في 
نفسي وإذا E SR‏ 
ذراعاً وإذا تقرب مني ذراعاً تقربت منه باعاً وإذا مه مشى إل هرولت إليه » يعني بالمرولة 


بن صلح عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عنه قال : « إن الذين لا تزال ألسنتهم رطبة من 
ذكر الله يدخلون الجنة وهم يضحكون» . 

وأخرج الترمذي والنسائي والفريابي أيضاً من طريق معاوية بن صلح » عن عمرو بن قيس » عن 
عبد الله بن بشر المازني رضي الله عنه أن أعرابياً أتى النبي ب فقال يا رسول الله : إن شرائع 
کثرت على فأنبئی بأمر أتشبث به . فقال: « لا یزال لسانك رطباً من ذکر الله » ورواه الطبرافي 
كذلك في الدعاء . 

( وقال َل : « أصبح وأمس ولسانك رطب بذكر الله عز وجل تصبح وتقسي وليس 
عليك خطيئة » ) . قال العراقي : رواه ابو القاسم الأصبهاني في الترغيب والترهيب من حديث 
أنس : «من أصبح وأمسى ولسانه رطب من ذكر الله يمسي ويصبح وليس عليه خطيئة » وفيه من لا 
يعرف . 

( وقال ب : « لذ کر الله ) عز وجل ( بالغداة والعشي أفضل من حطم السيوف في 
سبيل الله ومن إعطاء امال سحاً) وحطم السيوف كسرها من كثرة القتال» وسحاً : أي فيضا . 
قال العراقي : رويناه من حديث أنس بسند ضعيف في الأصل وهو معروف من قول ابن عمر كا 
روا این دای اد اهي 

قلت : رواه الديلمي عن أنس مرفوعاً إلى قوله: « في سبيل الله » إلا أنه قال: « خير » بدل 
١‏ أفضل » وبتامه رواه ابن شاهين في الترغيب في الذ كر عن ابن عمر مرفوعاً . ورواه أبو بکر بن 
أي شيبة عنه موقوفاً. 

( وقال ل ) فما یرویه عن ربه تبارك وتعالی : ( قال الله عز وجل إذا ذكرني عبدي في 
نف و کرت ي تھچ واوا د کر ملا و کرت ای ملا ن بن موادا قرب إل 
شرا تقربت منه ذراعاًء وإذا تقرب مني ذراعاً تقربت منه باعاًء وإِذا مث مشى إلي هرولت 
إلبه») . 

قال المصنف : ( يعني باطمرولة سر عة الإإجابة ) رواه أحد والشيخان والترمذي وابن ماجة وابن 
ان کد ا و : «يقول الله عز وجل أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني 
فان ذکرني في نفسه ذکرته في نفسي وإن ذکرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم» وإن تقرب إلي 
شبرأ تقربت إليه ذراعاً وإن تقرب إلي ذراعاً تقربت إليه باعاء وإن أتاني بيشي أتيته هرولة ». 


4۲ کتاب الأذكار والدعوات / الباب الأول 


سرعة الإجابة . وقال به : « سبعة يظلهم الله عز وجل في ظله يوم لا ظل إلا ظله - من 
تھی رجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه من خشية الله ». وقال أبو الدرداء قال 
رسول الله مر : « ألا أنبئكم بغي أعالكم وأز كاها عند مليككم وأرفعها في در جاتکمء 
a‏ الورق والذهب. وخير لكم من أن تلقوا عدو فتضربون أعناقهم 
ويضربون أعناقكم ؟ قالوا: وما ذاك یا رسول الله ؟ قال: ذکر الله عز وجل دائ ». 


وفي رواية لمسام « يقول الله عز وجل أناعند ظن عبدي بي وأنا معه حين يذكرني والله لله 
لأفرح بتوبة عبده من أحد ك يجد ضالته بالفلاة» ومن تقرب إليّ شبراً تقربت إليه ذراعاً» ومن تقرب 
إلي ذراعاً تقربت إليه باعاء وإذا أقبل إلي بيشي أقبلت إليه أهرول». 

وروى الطيالسى » وأحد» والبخاري من حديث قتادة عن أنس رفعه : « يقول الله عز وجل إذا 
تقرب مني عبدي شبراً تقربت منه ذراعاً » وإذا تقرب مني ذراعاً تقربت منه باعاً» وإذا أتاني مشباً 
أتيته هرولة » . ورواه البخاري أيضاً عن التميمي» عن أنس» عن أبي هريرة. 

وروی ابن شاهين في الترغيب قي الذ كر من حديث ابن عباس : «يقول الله عز وجل ار بن آدم إن 
ذكرتني في نفسك ذكرتك في نفسي» وإن ذكرتني في ملأ ذكرتك في ملا أفضل منهم وأكرم» 
وإن دنوت منى شبراً دنوت منك ذراعاً وإن دنوت منى ذراعاً دنوت منك باعاً » وإن مشيت إلي 
هرولت إليك » في إسناده معمر بن زائدة. قال العقيلي : لا يتابع على حديثه . 

وروی الحا والبزار من حديث أي ذر رفعه : ١‏ يقول الله عز وجل ال بن آدم 
2 إل ۽ أهرول إلبك e‏ إن دنوت مني شبراً دنوت منك ذراعاً» وان دنو 

( وقال ب : « سبعة يظلهم الله يوم لا ظل إلا ظله ) فساق الحديث ( وذكر من جلتهم 
رجلا ذكر الله خالياً) أي حالة كونه في خلوة ( ففاضت عيناه) أي سالتا بالدموع ( من 
خشية الله » ) متفق عليه من حديث ألي هريرة وقد تقدم تخريجه وتفصيله في كتاب الزكاة. 

( وقال أبو الدرداء ) رضي اللة عنه» ( قال رسول الله له ؛ « ألا أنبئكم جنير أعبالكم 
وأزكاها عند مليككم ) أي مالككم عز وجل ( وأرفعها في درجاتکم وخیر لکم من إعطاء 
الورق والذهب» وخير لكم من أن تلقوا عدوم فتضربوا أعناقهم ویفربوا أعناقكم ؟ 
: وما ذاك يا رسول الله ؟ قال : ذكر الله عز وجل دائاً ٠‏ ) قال العراقي : رواه الترمذي» 

بن ماجة» والجاج وصحح اسناده من حدیث أي الدرداء اه. 

قلت : رواه جعفر الفرياني في كتاب الذ كر فقال: حدثنا أحد بن خالد الخلالء ويعقوب بن 
حميد . قال الأول: حدثنا مكي بن إبراهي . وقال الثاني : حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن قالا : حدثنا 
عبد الله بن سعيد بن أي هند» عن زياد بن أي زياد المخزومى » عن أبي بحرية عن أي الدرداء 


a. 


كتاب الأذكار والدعوات / الباب الأول E ESS SE‏ 


وقال مله : « قال الله عز وجل من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطى 
السائلن » . 
وأما الآثار : فقد قال الفضيل : بلغنا أن الله عز وجل قال: عبدي اذكرني بعد 


رضي الله عنه قال: قال رسول الله َه فساقه . إلا آنه قال: « من إنفاق الذهب والورق ومن أن 
تلقوا » ولم يقل في آخره « دائ » وهو حدیث مختلف في رفعه ووقفه وفي إرساله ووصله . أخرجه 
أحمد عن مكي بن إبراهي» وأخرجه ابن ماجة عن يعقوب بن حيد » وأخرجه الحا من وجه آخر 
عن مكي بن إبراهم » وأخرجه أحد أيضاً عن يحي بن سعيد القطان والترمذي من رواية الفضل بن 
موسی كلاه) عن عبد الله بن سعيد . قال الترمذي : رواه بعضهم عن عبد الله بن سعید فأرسله . قال 
الحافظ : ورواه مالك في الموطأً عن زياد بن أبي زياد : قال أبو الدرداء . فذکره موقوفاً ولم یذ کر أبا 
بحرية في سنده» وقد وقع هذا الحديث أيضاً من وجه آخر عن ألي الدرداء موقوفاً . أخرجه الفرياي 
من طريق صالح بن أي عريب عن كثير بن مرة قال : سمعت أبا الدرداء يقول فذ كره نحوه بتامه 
ورجاله قات . 

( وقال ْله : « قال الله عز وجل من شغله ذذ كري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي 
السائلين » ) قال العراقي : رواه البخاري في التاريخ » والبزار في المسند» والبيهقي في الشعب من 
حديث عمر بن الخطاب رضى الله عنه » وصفوان ابن ألي الصهباء ذكره ابن حبان في الضعفاء وفي 
الفقات أيضاً اه. 

قلت : ورواه البخاري أيضاً في خلق أفعال العباد » ورواه البيهقي أيضاً في السنن عن عمرو عن 
جابر أيضاً رضي الله عنهها . ورواه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف عن عمرو بن مرة مرسلاً بلفظ : 
١‏ فوق » بدل « أفضل » وتقدم للمصنف في الكتاب الذي قبله بلفظ : « أعطيته أفضل ثواب 
الشاكرين » وهكذا رواه ابن الأنبار في الوقف وابن شاهين في الترغيب في الذ كر » وأبو نعم في 
المعرفةء وأبو عمرو والداني في طبقات القراء عن أي سعيد الخدري ولفظه: ١‏ يقول الله تبارك 
وتعالى من شغله القرآن عن دعائي ومسألتي » الخ. ولفظ الدارمي » والترمذي » والحكم» والبيهقي. 
من حديث أي سعيد « يقول الرب تبارك وتعالى : من شغله القرآن عن ذكري ومسألتي » والباقي 
كسياق المصنف وقول العراقي : وصفوان بن أبي الصهباء الخ . 

قلت : اقتصر المزي في ترجمة صفوان على توثيق ابن حبان له. وزاد الذهبي تضعيفه له أيضاً 
فجمع العراقي بین القولین واستدر که مغلطاي» وزاد أن ابن شاهین ذکره في الثقات وان ابن 
خلفون قال في الثقات أرجو أن يكون صدوقاً وأن ابن معين وثقه في رواية أي سعيد ابن الأعرالي 
عن عباس الدوري عنه» وقد تقدم تحقيق هذا الحديث في آخر كتاب الحج فراجعه. 

( وأما الآثار فقد قال الفضيل ) بن عياض رجه الله تعالى : ( بلغنا أن الله عز وجل قال : 
ابن آدم أذ كرني بعد الصبح ساعة وبعد العصر ساعة أكفك ما بينها ) 


1۹4 ........ كتا الأذكار والدعوات / الباب الأول 


الصبح ساعة وبعد العصر ساعة أكفك ما بينها . وقال بعض العلاء : إن الله عز وجل 
يقول: أيا عبد اطلعت على قلبه فرأيت الغالب عليه التمسك بذكري توليت سياسته 
وکنت جلیسه وحادثه وأنیسه. وقال الحسن: الذ کر ذکران. ذکر الله عز وجل بین 
نفسك وبين الله عز وجل ما أحسنه وأعظم أجره وأفضل من ذلك ذكر الله سبحانه 
عند ما حرم الله عز وجل .ویروی : « أن کل نفس تخړج من الدنیا عطشی إلا ذاکر الله 
عز وجل ». وقال معاذ بن جبل رضي الله عنه : ليس يتحسر أهل الجنة على شيء إلا على 
ساعة مرت بهم م يذ كروا الله سبحانه فيها » والله تعالى أعام. 
فضيلة مجالس الذ كر : 

قال رسول الله ّل : « ما جلس قوم مجلساً يذ كرون الله عز وجل إلا حفت بهم 
ملائكة وغشيتهم الرحة وذكرهم الله تعالى فيمن عنده». وقال عله : « ما من قوم 


قلت : قد روي ذلك مرفوعاً من حديث أي هريرة رفعه: « قال الله ابن آدم اذكرني بعد 
الفجر وبعد العصر ساعة أكفك ما بينها » رواه أبو نعم في الحلية. وقال صاحب القوت : وروينا 
عن الحسن أن رسول النه ّم کان فيا يذ كر من رحة ربه قال: « يا ابن آدم » فساقه . 

( وقال بعض العلاء : إن الله عز وجل يقول : أيا عبد اطلعت على قلبه فرأيت يت الغالب 
عليه التمسك بذ كري توليت سياسته و كنت جليسه وتحادثه وأنيسه . وقال الحسن ) البصري 
رحه الله تعالى : ( الذ كر ذ كران ذ كر الله عز وجل بين نفسك وبين الله عز وجل ) وهو المعبر 
عنه بذ كر القلب وذكر الروح ( ما أحسنه وأعظم أجره) إذ لا يطلع عليه سواء» ( وأفضل من 
ذلك ذكر الله سبحانه عند ما حرم الله عز وجل . ويروى : أن كل نفس تخرج من الدنيا 
عطشى إلا ذاكر الله سبحانه ) فإنه يغرج من الدنيا مرتوياً لأن لسانه في الدنيا كان رطباً بذ كر 
اله . ( وقال معاذ بن جبل ) رضي الله عنه: ( ليس يتحسر أهل الدنيا على شيء إلا على 
ساعة مرت بهم م يذ كروا الله تعالى فيها ) وهو بمعناه في حديث أبي هريرة عند الترمذي كا 
سيأتي قريباً . 


فضيلة مجالس الذ كر : 
( قال رسول الله ْله : « ما جلس قوم مجلساً يذ كرون الله عز وجل إلا حفت بهم 
الملائكة وغشيتهم الرحة وذكرهم الله فيمن عنده» ) قال العراقي : رواه مسام من حديث أي 
قلت : رواه عن عمد بن بشار » عن محمد بن جعفر» عن شعبة » عن أبي إسحاق هو السبيعي قال : 


كتاب الأذ كار والدعوات / الباب الأول 


اجتمعوا يذ كرون الله تعالى لا يريدون بذلك إلا وجهه إلا ناداهم مناد من السماء قوموا 
مغفوراً لكم قد بدلت لكم سيئاتكم حسنات »» وقال أيضاً ْله : « ما قعد قوم مقعداً 
ل یذ کروا الله سبحانه وتعالى فيه ولم يصلوا على النبي ل إلا كان عليهم حسرة يوم 


لا يقعد قوم يذكرون الله تعالى إلا حفتهم اللالكة وغشيتهم الرحة وتنزلت عليهم السكينة 
وذكرهم الله فيمن عنده» وأخرجه أبو داود الطيالسي عن شعبة» وأخرجه أبو عوانة في صحيحه 
عن يونس بن حبيب عن الطيالسي» وأخرجه أبو نعي في المستخرج عن حبيب بن الحسن : حدثنا 
يوسف القاضي» حدثنا حفص بن عمر» حدثنا شعبة واخ ربل ابا والار مدي من رواية 
الثوري والنسائي من رواية عثان بن زريق وابن ¿ حبان من رواية أي الأحوص كلهم عن أي 
إسحاق . 


وللحديث طريق أخرى عن أبي هريرة أخرجها مسام في أثناء حديث من طريق الأعمش » عن 
أي صالح عن أبي هريرة رفعه: « من نفس عن مؤمن كربة » فذكر الحديث وفيه: « وما اجتمع 
فو ق ا ن رت رت كاب اله ودا رر ر ا رلت عاي الك وعم 
e Ea O Ege‏ . وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة » وابن ¿ حبان 
أيضاً» وابن ن¿ شاهين قي الترغيب وقال : حسن صحيح عن ابن مسعود وأ هريرة معأ بمثل سياق 
مسام» وأوله موافق لما أورده المصنف . 


( وقال ل : :ما من قوم اجتمعوا یذ كرون الله تعال لا يريدون بذلك إلا وجهه إلا 
ناداهم مناد من الساء قوموا مغفوراً لکم وقد بدلت لکم سیئاتکم حسنات» ) قال العراقي : 
رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني بسند ضعيف من حديث أنس اه. 


الأول: عن أنس عند أحمد وأبي يعلى والطبراني في الأوسط والضياء في المختارة بلفظ : « ما 
جلس: قوم یذ کرون الله إلا ناداهم مناد من السماء قوموا مغفوراً لكم » . 
والثاني: : عن سهل بن الحنظلية عند الطبرافي في الكبير » والبيهقي في السنن » والضياء في المختارة 


بلفظ : « ما جلس قوم یذ کرون الله عز وجل فیقومون حتی يقال هم قوموا قد غفر الله لكم ذنوبكم 
وبدلت سیئاتکم حسنات ». 


( وقال مل : « ما قعد قوم مقعداً م يذكروا الله تعالى فيه وم يصلوا علي إلا کان 
حسرة عليهم يوم القيامة » ) قال العراقي : رواه الترمذي وحسنه من حديث أي هريرة اه. 

قلت : رواه عن أبي هريرة» وأني سعيد معاً بلفظ : « ما جلس قوم مجلساً لم يذ كروا الله فيه ولم 
يصلوا على نبيهم إلا كان عليهم حسرة فإن شاء عذبهم وإن شاء غفر هم ». 


۱۹7 كتاب الأذكار والدعوات / الباب الأول 


القيامة » وقال داود ا : ١‏ إلمي إذا رأيتني أجاوز خالس الذاكرين إلى مجالس الغافلين 
فاكسر رجلي دونهم » فإنها نعمة تنعم بها علي ٠‏ . وقال ّي : « المجلس الصالح يكفر عن 
المؤمن ألفي ألف مجلس من مجالس السوء » وقال أبو هريرة رضي الله عنه: « إن أهل 
السماء ليتراءون بيوت أهل الأرض التي يذ كر فيها اسم الله تعالى كا تتراءى النجوم». 
وقال سفيان بن عببنة رجه الله : إذا اجتمع قوم يذ كرون الله تعالى اعتزل الشيطان 
والدنيا . فيقول الشيطان للدنيا : ألا ترين ما يصنعون؟ فتقول الدنيا : دعهم. فإنهم إذا 
تفرقوا أخذت بأعناقهم إليك. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه دخل السوق وقال: 
أرا ههنا وميراث رسول الله عه يقسم في المسجد ؟ فذهب الناس إلى المسجد وتر كوا 
السوق فام يروا ميراثاً » فقالوا : يا أبا هريرة ما رأينا ميراثاً يقسم في المسجد . قال : فماذا 
رأيع؟ قالوا : رأينا قوماً يذ كرون الله عز وجل ويقرأون القرآن» قال : فذلك ميراث 


وعند ابن ماجة» وابن ن شاهين من حديث أي هريرة: « ما جلس قوم مجلساً م يذ كروا فيه رهم 
ولم يصلوا على نبيهم إلا كان ترة عليهم يوم القيامة إن شاء آخذهم الله وإن شاء عفا عنهم .٠‏ 

( وقال داود عليه السلام) في بعض مخاطباته لربه عز وجل: ( إي إذا رأيتني أجاوز 
مجالس الذكر إلى مجالس الغافلين ) عن الذكر ( فاكسر رجلي دونهم فإنها نعمة تنعم بها 
علي ) وهذا هو معنى التوفيق . 

( وقال النبي له : « المجلس الصالح يكفر عن المؤمن ألفي ألف مجلس من مجالس 
السوء» ) قال العراقي : ذكره صاحب الفردوس من حديث أسد بن وداعة وهو مرسل ولم يخرجه 
E‏ اه. 

( وقال أبو هريرة) رضي الله عنه : ( « إن أهل السماء ليتراءون بيوت أهل الأرض التي 
یذ کر فیها اسم الله تعالى كا تتراءى النجوم» ) لأهل الأرض. 

( وقال ) أبو مد ( سفيان بن عيينة ) الملالي المكي الكوفي الأعور أحد الأعلام. روى عن 
الزهري » وعمرو بن دينار » وعنه الشافعي » وأحد والأعمش» وابن جريج ثقة ثبت توفي في رجب 
سنة ۱۹۸ . ( إذا اجتمع قوم يذ كرون الله تعالى اعتزل الشيطان والدنيا فيقول الشيطان 
للدنيا: ألا ترين ) أي ألا تنظرين ( ما يصنعون) أي من الذكر والتحلق؟ ( فتقول: دعهم 
فإنهم إذا تفرقوا أخذت بأعناقهم إليك) أجارنا الله من شرها. 

( وعن أبى هريرة رضى الله عنه أنه دخل السوق ) أي سوق المدينة ( فقال ) لأهل السوق: 
( أرا؟ ههنا وميراث جد به يقسم في المسجد ؟ فذهب الناس إلى المسجد وتر كوا السوق 
فام يروا ميراثاً ) يقسم فرجعواء ( فقالوا: يا أبا هريرة ما رأينا في المسجد ميراثاً يقسم . 
قال: فا رأيتم؟ قالوا؛ رأينا قوماً يذ كرون الله عز وجل ويقرؤن القرآنء قال: فذلك 


كتاب الأذكار والدعوات / الباب الأول AV O LANES SR‏ 


رسول الله له . وروى الأعمش» عن أي صالح» عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري 
عنه بل أنه قال : « إن لله عز وجل ملائكة سياحين في الأرض فضلاً عن كتاب الناس» 
فإذا وجدوا قوماً يذ كرون الله عز وجل تنادوا هلموا إلى بغيتكم فيجيئون فيحفون بهم 
إلى السماء فيقول الله تبارك وتعالى : أي شيء تر كتم عبادي يصنعونه ؟ فيقولون : تر كناهم 
يحمدونك وييجدونك ويسبحونك . فيقول الله تبارك وتعالى : وهل رأوني؟ فيقولون: 
لا. فيقول جل جلاله : كيف لو رأوني. فيقولون: لو رأوك لكانوا أشد تسبيحاً وتحميداً 
وا فيقول هم من أي شيء يتعوّذون؟ فيقولون: من النار . فيقول تعالى : وهل 
رأوها ؟ فيقولون: لا . فيقول الله عز وجل : فكيف لو رأوهاء [ فيقولون لو رأوها ] 
لكانوا أشد هرباً منها وأشد نفوراً . فيقول الله عز وجل : وأي شيء يطلبون؟ فيقولون: 
الجنة. فيقول تعالى : وهل رأوها؟ فيقولون: لا . فيقول تعالى : فكيف لو رأوها. 
فيقولون: لو رأوها لكانوا أشد عليها حرصاً . فيقول جل جلاله: إني أشهد > أني قد 
غفرت هم . فيقولون : كان فيهم فلان لم يردهم إنما جاء لحاجة ء فيقول الله عز وجل : هم 


القوم لا يشقى جليسهم ». 


میراث محمد وله ) . قال العراقي : رواه الطبراني في المعجم الصغير بإسناد فيه جهالة وانقطاع . 

( وروى الأعمش ) هو سليان بن مهران الكوفي الفقيه أحد الأعلام» ( عن أي صالح) 
المدني ويعرف بالسمان وبالزيات» ( عن أي هريرة أو أي سعيد الخدري رضي الل عنها ) 
هكذا على الترديد ٠‏ ( عن الني مله أنه قال : إن لله عز وجل ملائكة سياحين في الأرض ) 

من السياحة هي السير في الأرض للإعتبار ( فضلاً عن كتاب الناس )أي هم غير الملائكة الموكلة 
ببني آدم» ( فإذا وجدوا قوماً يذ كرون الله تعالى تنادوا ) أي بعضهم بعضاً ( هلموا ) أي 
تعالوا ( إلى بغيتكم ) أي مطلوبكم ( فيجيؤن أي فيحفون بهم إلى السماء ) الدنيا ( فيقول الله 
تبارك وتعالی ) وهو أعام بم ( على أي شيء ت رکم عبادي يصنعونه ؟ فیقولون : تر کناهم 
يجحمدونك وييجدونك ويسبحونك . فبقول الله تعالى : وهل رأوني؟ فيقولون: لا . فبقول: 
كيف لو رأوني؟ فيقولون: لو رأوك لكانوا أشد تسبيحاً وتمجيداً وتحميداً. فيقول هم : 
من أي شيء يتعوذون؟ فبقولون: من النار فيقول تعالى: هل رأوها ؟ فیقولون: لا . 
فقول عز وجل : کیف لو رأوها؟ فبقولون: : لو رأوها كانوا أشد هرباً منها وأشد نفوراً . 
فبقول عز وجل: وأي شيء يطلبون؟ فيقولون: الجنة. فيقول تعالى : وهل رأوها ؟ 
فيقولون: لا. فبقول تعالى : وكيف لو رأوها. فيقولون: لو رأوها لكانوا أشد عليها 
حرصاً . فيقول جل جلاله: وإني أشهدك أني قد غفرت هم . فيقولون: كان فيهم فلان م 
يردهم وإنا جاء خاجة» فيقول عزوجل: هم القوم لا يشقى جليسهم » ) قال العراقي : رواه 


۱۹۸ ............ كتاب الأذكار والدعوات / الباب الأول 


فصضبلة الت لتهليل : 
قال لته : « أفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلى لا إله إلا الله وحده لا شريك له». 
وقال بي : « من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك لهء له الملك وله الحمد وهو على 


» 


کل شىء قدير كل يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب» وكتبت له ئة حسنة 


الترمذي من هذا الوجهء والحديث في الصحيحين من حديث أبي هريرة وحده» وقد تقدم في 
الباب الثالث من كتاب العام اه. 

قلت : يشير إلى أن البخاري أخرجه من رواية الأعمش» عن أبي صالح» عن أبي هريرة بام 
السياق» وأشار إلى طريق سهيل تعليقا . 

وأخرجه مسام عن محمد بن حاتم » عن بهز بن أسد» عن وهب بن خالد» عن سهيل بن أي 
صالح» عن أبيه » عن أبي هريرة قال : قال رسول الله له : « إن لله ملائكة سيارة يلتمسون مجالس 
الذكر فإذا أتوا عليهم حفوا بأجنحتهم ما بينهم وسماء الدنيا» فإذا تفرقوا عرجوا إلى ربهم فيسأهم 
وهو أعام من أين جئتم ؟ فيقولون: جئنا من عند عباد لك يسبحونك ويحمدونك ويكبرونك 
ويهللونك ويسألونك جنتك ويستعيذونك من نارك. قال: وهل رأوا جنتي وناري ؟ قالوا: لا . 
فقال: فكيف لو رأوهماء أشهدم إني قد غفرت هم وأعطيتهم ما سألوا. فيقال: إن فيهم رجلاً 
ليس منهم إنغا جاء لحاجة فيقول هم القوم لا يشقى بهم جليسهم » ورواه الفريافي عن أمية بن 
بسطام » عن يزيد بن زريع » عن روح بن القاسم » عن سهيل . واخرجه أبو عوانة في الصحيح عن 
عباس الدوري عن أمية بن بسطام . وأخرجه أبو داود الطيالسي عن وهيب عن سهيل . 

وروى البزار عن أحد بن مالك القشيري » وأبو نعم في الحلية من طريق الحسن بن سفيان» عن 
مد بن ألي بكر كلاه عن زائدة بن أي الرقاد عن زناد النميري عن أنس مرفوعاً: « إن لله 
سيارة من الملائكة يطلبون حلق الذكرء فإذا أتوا عليهم حفوا بهم وبعثوا رائدهم إلى السماء إلى 
رب العزة سبحانه فيقولون وهو أعل أتينا على عباد من عبادك يعظمون آلاءك ويتلون كتابك 
ويصلون على نبيك ويسألون لآخرتهم ودنياهم فيقول: غشوهم رحتي هم القوم لا يشقی بم 
جليسهم » . 
فضيلة التهليل : 

( وقال ْلَه : « أفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له 
ا ملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير » ) تقدم الكلام عليه مفصلاً في الباب الثاني من كتاب 
الحج. 

( وقال َه : « من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له ل الملك وله الحمد رهر عل كل 
شيء قدير في کل يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ومحيت 


كتاب الأذ كار والدعوات / الباب الأول eae SERS‏ 


ومحيت عنه مائة سيئة » وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حى يسي ولم أت أحد 
بأفضل ما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك ». وقال َي : ١‏ ما من عبد توضأً فأحسن 
الوضوء ثم رفع طرفه إلى السماء فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لال شریك له وأشهد 
آن مدا عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثانية يدخل من أيها شاء ». وقال 
ري : « ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في قبورهم ولا في نشورهم كأني أنظر إليهم 
عند الصيحة ينفضون رؤوسهم من التراب ويقولون الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن 
ربنا لغفور شكور ». وقال به أيضاً لأبي هريرة: « يا أبا هريرة إن كل حسنة تعملها 


عنه مائة سيئة» وكانت له حرزاً من الشيطان يومه) ذلك ( حت يمسي وم يات بأفضل ما 
جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك» ) رواه مالك في الموطأً عن سمي عن أي صالح عن أي 
هريرة» عن النبي به فيه : « ولم يأت أحد بأفضل ما جاء إلا من عمل أكثر من ذلك » أخرجه 
البخاري عن عبد الله بن يوسف ومسام عن يحي بن يحي كلاهما عن مالك » وأخرجه الترمذي عن 
إسحاق بن موسی» عن معن بن عیسی» وابن ماجه عن أي بكر ر بن ألي شيبة عن زيد بن الحباب 
كلاه غن مالك . 

( وقال ب : « ما من عبد توضأ فأاحسن الوضوء ثم رفع طرفه إلى السماء فقال: أشهد 
أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن مدا عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب 
اة الاه بدخل ن یاقا ) روا ار وارد ديت عة بن عاو اوق دة ممصا 
في كتاب الطهارة. 


) وقال ب : « ليس على أهل لا إله إلا الله ) يعني من نطق بها عن صدق وإخلاص » فمن 
قدم على ربه وهو مصر على الذنوب فليس من أهل هذه الكلمة بل من أهل قوماء ولذلك قال 
تعالى : 3 فوربك لنسألنهم أجعين» عا كانوا يعملون) [الحجر: ٩۳ » ٩۲‏ ] أي عن صدق لا 
إله إلا الله ولم يقل عا كانوا يقولون: ( وحشة في قبورهم ولا في النشور) أي يوم النشور 
والحشر ( كاني أنظر إليهم عند الصيحة) أي نفخة إسرافيل الثانية للقيام من القبور للحشر 
(ينفضون رؤسهم من التراب ويقولون: (الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا 
لغفور شکور 4 » ) [ فاطر : ۳٤‏ ] قال العراقي : رواه أبو يعلى والطبراني والبيهقي في الشعب من 
حديث ابن عمر بسند ضعيف اه. 

قلت : هو في المعجم الكبير للطبراني» وكذا في الأوسط بلفظ : « في الموت ولا في القبور ولا في 
النشور » قال الميثمي : رواه الطبرافي من طريقين في أحداهما وهي المذ كورة هنا يحي الحانيء وفي 
الأخرى مجاشع بن عمرو» وكلاهما ضعيف اه. وأورده ابن الجوزي في الواهبات وأعله. 

( وقال ن لأبي هريرة: «يا أبا هريرة ان كل حسنة تعملها توزن يوم القيامة إلا 


۰ تاب الاد كار والدعوات / الاب الأول 


توزن يوم القيامة إلا شهادة أن لا إله إلا الله فإنها لا توضع في ميزان لأنها لو وضعت 
في ميزان من قالما صادقاً ووضعت السموات السبع والأرضون السبع وما فيهن كان لا 
إله إلا الله أرجح من ذلك ». وقال به : « لو جاء قائل لا إله إلا الله صادقاً بقراب 
الأرض ذنوباً لغفر الله له ذلك ». وقال مل : « يا أبا هريرة لقن الموتى شهادة أن لا إله 
إلا الله فإنها تدم الذنوب هدماً قلت : يا رسول الله ۽ هذا للموتى فكيف للأحياء ؟ قال 
ّت : هي أهدم وأهدم ». وقال بب : « من قال لا إله إلا الله مخلصاً دخل الجنة ». 


شهادة أن لا إله إلا الله فإنا لا توضع في ميزان لأنبا لو وضعت في ميزان من قاها 
صادقاً ووضعت السموات والأرضون السبع وما فيهن كانت لا إله إلا الله أرجح من 
ذلك») . 

قال العراقي : هذه الوصية لأبي هريرة موضوعة» وآخر الحديث رواه المستغفري في كتاب 
الدعوات ١‏ ولو جعلت لا إله إلا الله » وهو معروف من حديث أبي سعيد : ١‏ لو أن السموات السبع 
وعامرهن والأرضين السبع في كفة مالت بهن لا إله إلا الله » رواه النسائي في اليوم والليلة وابن 

قلت : وروی الدیلمی عن أي هريرة: « ولو جعلت لا إله إلا الله في كفة وجعلت السموات 
والأرض في كفة لرجحت بهن لا إله إلا الله » وروى الطبراني عن ابن عباس في أثناء حديث : 
« والذي نفسي بيده لو جيء بالسموات والأرضين ومن فيهن وما بينهن وما تحتهن فوضعت في 
كفة الميزان ووضعت شهادة أن لا إله إلا الله في الكفة الأخرى لرجحت بهن ». 

( وقال به : « لو جاء قائل لا إله إلا الله صادقاً بقراب الأرض ذنوباً لغفر له ذلك» ) 
قال العراقي : غريب بهذا اللفظ» وللترمذي من حديث لأنس: «يقول الله يا بن آدم لو أتيتي 
بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة». 

وقال حسن» ولأبي الشيخ في كتاب الثواب من حديث أنس: «يا رب ما جزاء من هلل مخلصاً 
من قلبه ؟ قال : جزاؤه أن يكون كيوم ولدته أمه من الذنوب ٠»‏ وفيه انقطاع . 

( وقال َل : «يا أبا هريرة لقن الموتى شهادة أن لا إله إلا الله فإنها تدم الذنوب 
هدماً . قلت يا رسول الله : هذا للموتى فكيف للأحياءء فقال: هي أهدم وأهدم») قال 
العراقي : رواه أبو منصور الديلمي في مسند الفردوس من طريق ابن المقري من حديث أي هريرة 
وفیه موسی بن وردان تلف فيه . ورواه أبو يعلى من حديث أنس بسند ضعيف » ورواه أب الدنيا 
في المختصرين من حديث الحسن مرسلاً اه. 

قلت : ولفظ الديلمي في الفردوس: «لقنوا موتاكم لا إله إلا الله فإنها تهدم الخطايا كبا يدم 
السيل البنيان. قالوا : فكيف هي للأحياء ؟ قال: أهدم وأهدم». 


كتاب الأذ كار والدعوات / الباب الأول EN DE‏ 


وقال ّل : « لتدخلن الجنة كلكم إلا من أبى وشرد عن الله عز وجل شراد البعير عن 
أهله. فقيل : يا رسول الله ؛ من الذي يأبى ويشرد عن الله ؟ قال: من لم يقل لا إله إلا 
الله » فأكثروا من قول لا إله إلا الله قبل أن يحال بينكم وبينها فإنها كلمة التوحيد » وهي 
كلمة الإخلاص. وهي كلمة التقوى» وهي الكلمة الطيبة» وهي دعوة الحق » وهي 


وروي الطبراني في الكبير عن ابن عباس رفعه : « لقنوا موتا شهادة أن لا إله إلا الله فمن قاها 
عند موته وجبت له الجنة . قالوا يا رسول الله : فمن قا لما في صحته ؟ قال : تلك أوجب وأوجب ». 

( وقال النى له : « من قال لا إله إلا الله خلصاً دخل الجنة» ) قال العراقي : رواه 
الطبراني من حديث زيد بن أرقم بإسناد ضعيف اه. 

قلت : وكذلك رواه أبو نعم في الحلية» والحكي الترمذي في نوادر الأصول زادوا في روایتهم : 


« قیل وما اخلاصها ؟ قال : أن تحجزه عن محارم الله » ورواه ابن النجار في تاريخه من حديث أنس 
بزيادة: « قيل أفلا أبشر الناس ؟ قال :لا . إفيأخاف أن يتكلوا »ورواه بلفظ المصنف البزار والطبراني 
في الأوسط عن أبي سعيد الخدري» والبغوي . والطبرافي في في الكبير عن ألي شيبة الخدري . 


( وقال له : « لتدخلن الجنة كلكم إلا من أي وشرد شرود البعير على أهله فقيل يا 
رسول الله : : من يأبی؟ قال: : من م يقل لا إله إلا الله ٠‏ ) رواه البخاري بلفظ: « كل أمتي 
يدخلون الجنة إلا من ابی . . زاد الجا وصححه : ١‏ وشرد شرود البعير على أهله » قال البخاري : 
« قالوا يا رسول الله : ومن يأبى ؟ قال : من أطاعني دخل الجنة ومن عصافي فقد أبى » . 


( فأكثروا ) روى ابن عدي وأبو يعلى والطبراني في الدعاء والخطيب من حديث أهي هريرة 
رفعه: ١‏ أكثروا ( من قول لا إله إلا الله قبل أن يحال بينكم وبينها ) ولقنوها موتا في طريق 
ابن عدي موسى بن وردان مختلف فيه » وأما طريق أبي يعلى فقد قال الميثمي رجالهرجال الصحيح 
غير ضام بن إسماعيل وهو ثقة ( فإضا كلمة التوحيد » ) رواه أبو الشيخ في الثواب من حديث 
اكم بن عمير مرسلاً: « إذا قلت لا إله إلا الله فهي كلمة التوحيد » الحديث . والحكم ضعيف 
١‏ ودي كلمة الإخلاص ) رواه الطبراني في الدعاء من حديث عبد الله بن عمر ٠:‏ وكلمةالإخلاص 
لا !١ء‏ إلاالله » الجحديث ولأبي بكر بن الضحاك في الشمائل من حديث ابن مسعود في إجابة المؤذن: 
« اللهم رب هذه الدعوة المجابة المستجاب ها دعوة الحق وكلمة الإاخلاص » ( وهي كلمة 
التقوى ) رواه الترمذي من حديث البراء بن عازب والزمهم كلمة التقوى قال: :ل إله إلا الله 
ورواه الطبراني من حديث سلمة بن الأكوع > ( وهي الكلمة الطيبة ) رواه الطبراني في الدعاء عن 
ابن إعباس: « كلمة طيبة قال شهادة أن لا إله إلا الله » . ( وهي دعوة الحق ) رواه أبو بكر بن 
الضحاك في الشمائل من حديث ابن مسعود كا تقدم قريباً » ورواه الطبراني في الدعاء عن ابن 


۰۲ ........ كتاب الأذكار والدعوات / الباب الأول 


العروة الوثقى» وهي نثمن الجنة. وقال الله عز وجل: هل جزاء الإحسان إلا 
الإحسان) [الرحمن:٠٠]‏ فقيل الإحسان في الدنيا قول لا إله إلا الله وف 
الآخرة الجنة. وكذا قوله تعالى : للذين أحسنوا الْحُسْنى وزيادة) [ يونس ۲٠:‏ ]» 
وروی البراء بن عازب أنه ّي قال: « من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك ك 
له املك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات كانت له عدل رقبة -أ 

قال نسمة» ا 


عباس قوله: « دعوة الحق قال شهادة أن لا إله إلا الله ». ( وهي العروة الوثقي ) رواه الطبرافي 
في الدعاء عن ابن عباس قال: « العروة الوثقى هي شهادة أن لا إله إلا الله ». ( وهي نثمن الجنة) 
رواه ابن عدي والمستغفري من حديث انس . قال العراقي : ولا يصح شيء منها . 

( وقال الله عز وجل  :‏ هل جزاء الإإحسان إلا الإحسان) ) فقيل الإحسان في الدنيا قول لا 
إله إلا الله » والاحسان في الآخرة الجنة سمى كلا منهما إحساناً . ( وكذلك قوله عز وجل للذين 
أحسنوا الحسنى ) احسنوا أي قالوا لا إله إلا الله مم الحسنى أي الجنة ( وزيادة) ) هو النظر إلى 
وجه الله الكرم » ويروى عن أني بكر الحسنى الحسنة . والزيادة النظر إلى وجه الله تعالى رواه أبو بكر بن 
أي شيبة » والدارقطني» وابن جرير وابن المنذر . 

( وروى البراء بن عازب ) الأوسي الأنصاري شهد أحداً وتوفي بعد السبعين رضي الله عنه 
( أن الني ن قال : ه من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له ا ملك وله الحمد وهو على 
کل شيء قدیر عشر مرات کانت له عدل رقبة أو) قال: ( نسمة» ) قال العراقى : رواه 
ا لجاک وقال صحيح على شرطها وهو عند أحمد دون قوله: «عشر مرات » اه. ي 

قلت : و كذلك رواه ابو داود الطيالسي» وابن أبي شيبة والنسائي » وأبو يعلى » والروياني» وابن 
حبان » والطبراني في الصلاة والضياء في المجتارة بلفظ : « كعدل نسمة ٠‏ . 

( وروی عمرو بن شعیب ) بن محمد بن عبد الله السهمي أقام بالطائف . قال بي القطان: إذا 
روى عنه ثقة فهو حجة. وقال أحد : وربا احتججنا به . وقال البخاري : رأيت أحد وابن المديني 
وإسحاق وأبا عبيد» وعامة أصحابنا يحتجون به. مات بالطائف سنة ۱١۸‏ ( عن أبيه ) هو 
سفيان بن ممد بن عبدالله بن عمرو بن العاصي السهمي. روى عنه ابناه عمرو وعمر وثابت 
البناني» ( عن جده) الضمير عائد إلى قوله: « أبيه » لا إلى « عمرو » وجده المذ كور هو عبد الله 
ابن عمرو بن العاص رضي الله عنهها وسماع عمرو ‏ عن جد أبيه متيقن ثابت عند الأئمة» وقد 
روی شعیب ایضا عن ابه مد بن عبد الله إن كان حفوظا» ومن العلاء من لا يحتج بهذا الإسناد 
ما فيه من إشتباه عود الضمير إلى عمرو وهو الظاهرء أو إلى شعيب وهو المختلف فيه فتر كوه 
لذلك. فإن جاء في رواية عن جده عبد الله مصرحاً به "فهو مقبول قطعاً ( أنه ملي قال: « من 


. هكذا في الأصل‎ )١( 


كتاب الأذ كار والدعوات / الباب الأول TE E SNE‏ 


أنه قال : قال رسول الله ر : « من قال في يوم مائتي مرة لا إله إلا الله وحده لا شريك 
له. له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدیر لم یسبقه أحد کان قبله ولا ید رکه أحد 
کان بعده إلا من عمل بأفضل من عمله » . وقال ّل : ١‏ من قال في سوق من الأسواق 
لا إله إلا الله وحده لا شريك لهء له الملك وله الحمد يحي وييت وهو على كل شىء 
قدير كتب له ألف ألف حسنة وا ان الف م و اله س ف ام 
ويروى : « إن العبد إذا قال لا إله إلا الله أتت إلى صحيفته فلا تمر على خطيئة إلا حتها 
حت تجد حسنة مثلها فتجلس إلى جنبها » وني الصحيح عن أي أيوب» عن الني عله أنه 


قال في يوم مائتي مرة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء 
قدیر م یسبقه أحد کان قبله ولایدرکه أحد کان بعده إلا من عمل بأفضل من عمله» ) 
قال العراقي : رواه أحد بلفظ : « مائة مرة» وكذا رواه الحا في المستدرك وإسناده جيد» وكذا 
هو في بعض نسخ الاإحياء اه. 

قلت : هكذا هو في رواية أحد والحاك» ورواه الطبراني في الكبير نحوه» والذي رواه ابن السني 
في عمل اليوم والليلة » والخطيب عن عمرو بن شعيب بلفظ : « مائة مرة إذا أصبح ومائة إذا أمسى 
جيء أحد بأفضل من عمله إلا من عمل أفضل من ذلك » ورواه ابن أبي شيبة في المصنف عن أي 
الدرداء موقوفاً عليه مثله » ورواه إسماعيل عن عبد الغافر في الأربعين له عن عمرو بن شعيب بلفظ : 
« ألف مرة جاء يوم القيامة فوق كل عمل إلا عمل نبي أو رجل » زاد في التهليل . 

( وقال عمر  )‏ بن الخطاب ( رضي الله عنه: « من قال) حين يدخل ( في سوق من 
الأسواق لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحي ويييت وهو حي لا يوت 
بيده الخير وهو على كل شيء قدير كتب له ألف ألف حسنة ومحيت عنه ألف ألف سيئة 
وبني له بيت في الجنة» ) رواه ابن ماجة والحكم الترمذي وابن السني من حديث سالم بن عبد الله 
ابن عمر عن أبیه عن جده لکنه مرفوعاً وضعف زاد الحكم في روايته: « ورفعت له الف الف 
درجة وهو في الأربعين لاسماعيل بن عبد الغافر الفارسى من حديث ابن عمر بدون هذه الزيادة» 
ورواه ابن السني عن ابن عباس رفعه بلفظ : « كتب الله له ألفي ألف حسنة ». 

( ويروى: «أن العبد إذا قال لا إله إلا الله أتت على صحيفته فلا تمر على خطيئة إلا 
محيت حتى تجد حسنة مثلها فتجلس إلى جانبها » ) قال العراقي : رواه أبو يعلى من حديث أنس 


( وفي الصحيح عن أبي أيوب ) الأنصاري رضي الله عنه» ( عن الني بب أنه قال: « من 


(۱) في الأحياء : « وقال ل » بدلاً من « وقال عمر رضي الله عنه » . 


......... كتاب الأذكار والدعوات / الباب الأول 


قال : « من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء 
قدير عشر مرات كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل بل » وفي الصحيح 
أيضاً عن عبادة بن الصامت » عن النى بي أنه قال : « من تعارَّ من الليل فقال لا إله إلا 
الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير سبحان الله 
والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوّة إلا بالله العلى العظي ء ثم قال : اللهم 
اغفر لي غفر له أو دعا استجیب له فإن توضاً وصلى قبلت صلاته ». 
فضيلة التسبيح والتحميد وبقية الأذ كار : 

قال تھ : ١‏ من سبح دُبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين وحد ثلاثا وثلاثين وکبّر ثلاثا 
وثلاثين وخت المائة بلا إله إلا الله وحده لا شريك له له املك وله الحمد وهو على كل 


قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر 
مرات كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل عليه السلام» ) رواه البخاري ومسام 
هكذا. وعند الترمذي وللطبراني في الكبير والبيهقي في السنن بلفظ : « كانت له عدل أربع رقاب 
من ولد إسماعيل » ورواه أبو بكر بن ألي شيبة في المصنف. وعبد بن حيد بلفظ : « كن له كعدل 
عشر رقاب ». وعند ابن حبان کان له : « عدل نسمة » ورواه ابن أهي شيبة عن ابن مسعود موقوفاً . 
وفي رواية لأحد والطبراني والضياء : « كتب الله له عشر حسنات وحط عنه عشر سيئات ورفعه بها 
عشر درجات وکن له کعتق عشر رقاب وکن له مسلحة من أول النهار إلى آخره ولم يعمل يومئذ 
عملا يقهقرهن » . 

( وفي الصحيح أيضاً عن عبادة بن الصامت) أيو الوليد الخزرجي من بني عمرو بن عوف 
( رضي الله عنه ) بدري نقيب أحد من جع القرآن و كان طويلاً جسم مات عن اثنتي وسبعين سنة 
بالرملة سنة ٠٤‏ ( عن النبي يث آنه قال: « من تعار ) أي استيقظ ( من الليل فقال ) حين 
يستيقظ: ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد» ) وفي رواية هنا زيادة ١‏ بحي 
ويیت بيده الخبر ( وهو على كل شيء قدير وسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر 
ولا حول ولا قوة إلا باللهء ثم قال: اللهم اغفر لي أو دعا استجيب له فإن توضأ وصلى 
قبلت صلاته » ) رواه أحد والدارمي والبخاري وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وإبن 
حبان والطبرافي في الكبير . 
فضيلة التحميد والتسبيح وبقية الأذ كار : 

( قال الني به : ١‏ من سبح دبر كل صلاة) أي عقب الفراغ منها ( ثلاثاً وثلائين ) مرة 
( وحد) الله (ثلاثاً وثلاثين ) مرة ( وكبر ) الله (ثلاثاً وثلاثين ) مرة فتلك تسع وتسعون 
( وخت المائة بلا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير 


كتاب الأذكار والدعوات / الباب الأول O A‏ 


شىء قدیر غفرت ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر ». وقال یه : « من قال سبحان الله 
ا في اليوم مائة مرة حطت عنه خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر » وروي أن 
رجلا جاء إلى رسول الله ر فقال : تولت عني الدنيا وقلّت ذات يدي فقال رسول الله 
له : « فأين أنت من صلاة الملائكة وتسبيح الخلائق وبا يرزقون؟ قال فقلت : وماذا 
يا رسول الله ؟ قال : قل سبحان الله وبجمده سبحان الله العظي أستغفر الله مائة مرة ما بين 
طلوع الفجر إلى أن تصلي الصبح تأتيك الدنيا راغمة صاغرةء ويخلق الله عز وجل من 
كل كلمة ملكاً يسبح الله تعالى إلى يوم القيامة لك ثوابه ». وقال مه : « إذا قال العبد 
الحمد لله ملأت ما بين السماء والأرض» فإذا قال الحمد لله الثانية ملأت ما بين السماء 
السابعة إلى الأرض السفلى » فإذا قال الحمد لله الثالثة قال الله عز وجل : سل تعط ». وقال 


غفرت ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر»). رواه أحد ومسا وابن حبان من حديث أي 
هريرة بلفظ : «.خطاياه » بدل ١‏ ذنوبه ». وعند النسائي من حديثه : ١‏ من سبح في دبر صلاة الغداة 
مائة تسبيحة وهلل مائة تهليلة غفرت ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر». 

( وقال به : « من قال سبحان الله ومحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه ولو كانت 
مثل زبد البحر» ) رواه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف وأحد» والبخاري » ومسام والترمذي» 
وابن ماجة» وابن حبان من حديث أي هريرة رضي الله عنه. 

( وروي أن رجلا جاء إلى رسول الله ع فقال: تولت عن الدنيا وقلت ذات يدي) 
يعني بذلك أنه افتقر وقل ما بيده من الال »( فقال له ْلَه : « فأين أنت من صلاة الملائكة ) أي 
دعائهم» ( وتسبیح الخلائق وبا یرزقون؟ قال: قلت وما هي یا رسول الله ؟ فقال: قل 
سبحان الله وبجمده سبخان الله العظم وبجمده أستغفر الله مائة مرة ما بين طلوع الفجر إلى 
أن تصلي الصبح تأتيك الدنيا راغمة صاغرة) أي منقادة ذليلة» ( ويخلق الله عز وجل من 
كل كلمة ملكا يسبح الله تعالى إلى يوم القيامة لك ثوابه » ) قال العراقي : رواه المستغفري في 
الدعوات من حديث ابن عمر وقال: غريب من حديث مالك» ولا اعرف له اصلا في حديث 
مالك . ولأحد من حديث عبدالله بن عمر أن نوحاً قال لابنه : « آمرك بلا إله إلا الله » الحديث . 
ثم قال : « سبحان الله وججمده فإنہا صلاة کل شيء وبا يرزق الخلق ». وإسناده صحيح اه. 

قلت : وروى ابن السني والديلمي من حديث ابن عباس: ١‏ من قال بعد صلاة الجمعة قبل أن 
يقوم من مجلسه سبحان الله وبجحمده سبحان الله العظم وبجمده أستغفر الله مائة مرة غفر الله له مائة 
ألف ذنب ولوالديه أربعة وعشرين ألف ذنب ». وقد تقدم ذلك في كتاب الجمعة. 

( وقال مله : « إذا قال العبد الحمد لله ملأت ما بين السماء والأرض» وإذا قال الحمد 
لله ) المرة ( الثانية ملأت ما بين السمأء السابعة إلى الأرض وإذا قال الحمد لله ) المرة ( الثالثة 
قال الله عز وجل: سل تعطه » ) قال العراقي : غريب بهذا اللفظ لم أجده. 


ES ۲۰۹‏ ات الاد كار والدغو ات الاب لاون 


رفاعة الزرقي : « كنا يوماً نصلي وراء رسول الله لے فلا رفع رأسه من الركوع وقال : 
سمع الله من حده قال رجل وراء رسول الله م : ربنا لك الحمد حداً كثيراً طيباً 
مبار کا فيه » فلا انصرف رسول الله م عن صلاته » قال : من المتكام آنفاً ؟ قال : أنا يا 
رسول الله » فقال یه : لقد رأيت بضعة وثلاثين ملكاً يبتدرونها اہم يكتبها ولا ؟» 
وقال رسول الله ّي : « الباقيات الصالحات هن لا إله إلا الله وسبحان الله والحمد لله 
والله أكبر ولا حول ولا قوَّة إلا بالله » . وقال ّث : « ما على الأرض رجل يقول لا إله 
إلا الله والله أكبر وسبحان الله ولا حول ولا قرَّة إلا بالله إلا غفرت ذنوبه ولو كانت 


J)‏ وقال رفاعة ) ابن رافع بن مالك ( الزرقي ) بدري وأبوه نقيب روى له البخاري والأربعة 

بقى إلى امرة معاوية : (« كنا يوماً نصلي وراء رسول الله م فلا رفع رأسه من الر كوع وقال: 
سمع الله لمن جده . قال رجل وراءه: ربنا ولك الحمد حداً کثہراً طیباً مبار کا فيه » فلا 
انصرف رسول الله له من صلاته قال : من المتكام آنفاً؟ قال له) رجل :(أنايارسول 
الله ء قال : : لقد رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبندرونها أيهم يكتبها أولاً) هذا حدیث صحیح 
رواه مالك في الموطأء عن نعم المجمر» > عن علي بن يجي » عن أبيه هو ان ددن را ن ع 
بن رافع الزرقي رضي الله عنها قال جام یوما فل ورا ورل اند 6 > فلها رفع رأسه من 
الركعة وقال : سمع الله لمن حمده . قال رجل وراءه : ربنا ولك الحمد فساق الحديث كا هو عند 
الصنف. وقد أخرجه البخاري»› وأبو داود عن القعنبي › وأخرجه أحجد ج الرحجن بن 
مهدي » والنسائي من رواية عبد الله بن القاسم » وابن خزية من رواية ابن وهب أربهتهم عن مالك » 
وأخرجه ابن حبان عن عمر بن سعيد بن سنان عن أي مصعب عن مالك » والسر في العدد بالخصوص 
أن الكلهات التي نطق بها بضعة وثلاثون حرفاً روغد ابن ماجة اوالطر اق عن وائل بن حجر لفد 
فتحت ها أبواب السماء فا نهنهها شيء دون العرش. يعني قوله : : «الحمد لله حمداً کثیراً طیاً 
مبارکاً فبه ». وعند النسائي عن وائل بن حجر أنه سمع رسول الل بإ رجلاً يقول في الصلاة 
الحمد لله حداً كثيراً طياً مبار كا فيه فقال : لقد ابتدرها إثنا عشر ملكا فا نہنهها شيء دون 
العرش. 

( وقال ب : « الباقيات الصالات هن» لا إله إلا الله وسبحان الله والله أكبر والحمد لله 
ولا حول ولا قوة إلا بالله » ) قال العراقي : رواه النسائي في اليوم والليلة وابن حبان وا لجا م 
وصححه من حديث أي سعيد والنسائي وا لحا من حديث أي هريرة دون قوله : « ولا حول ولا 
قوة إلا بالله » اه. 

( وقال نه : « ما على الأرض رجل يقول لا إله إلا الله والله كبر وسبحان الله والحمد 
لله ولا حول ولا قوة إلا بالله إلا غفرت ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر؛ رواه ابن 


كتاب الأذ كار والدعوات / الباب الأول EV SAR ea‏ 


مثل زبد البحر ». رواه ابن عمر. وروی النعان بن بشير عنه له انه قال : « الذين 
یذ کرون من جلال الله وتسبیحه وتکبیره وتحمیده ينعطفن حول العرش هن دوي 
كدوي النحل يذ كرن بصاحبهن أو لا يحب أحد؟ أن لا يزال عند الله ما يذ كر به». 
وروى أبو هريرة أنه بم قال: « لأن أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله 
أكبر أحب إل مما طلعت عليه الشمس ». وفي رواية أخرى زاد : « لا حول ولا قوَّة إلا 
بالله وقال هي خير من الدنيا وما فيها ». وقال مله : « أحب الكلام إلى الله تعالى أربع : 


عمر) هکذا ا الح + رالمات ابن بر رال رايواه اجام من جديك عبد الله 
بن عدو وقال: صحیح على شرط مسام» وهو عند الترمذي وحسنه والنسائي في اليوم والليلة 
ختصراً دون قوله سبحان الله والحمد لله اه. 

قلت : وكذلك رواه أحمد والطبراني في الكبير » وابن شاهين في الترغيب في الذ كر مثل سياق 
المصنف» وكلهم رووه عن عبدالله بن عمرو بن العاص. 

وروی ابن السني» وأبو نعم » وابن ن حبان» وابن جرير» وابن عساكر عن أي هريرة رفعه: 
« من قال حين يأوي إلى فراشه لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحي وييت 
بيده الخير وهو على كل شىء قدير سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا 
قر إلا اله عفر اف له دل وان كانت ل ية السر: 

( وروى النعهان بن بشير ) بن سعد الخزرجي أبو عبدالله الأمير ولي حمص ليزيد وقتل في 
أواخر سنة ۷٤‏ رضي الله عنه» ( عن رسول الله ب أنه قال : « الذين يذ كرون من جلال الله 
وتسبیحه وتېلیله وتمجیده» بنعطف حول العرش له دوي کدوي النحل یذ کر بصاحبه أو 
لا بحب أحدك أن لا يزال عند الله عز وجل ما يذكر به» ) قال العراقي : رواه ابن ماجة 
وا لحا » وقال: صحيح على شرط مسام. 

( وروى أبو هريرة) رضي الله عنه ( أن النبي بل قال : « لأن أقول سبحان الله والحمد لله 
ولا إله إلا الله والله أكبر أحب الي ما طلعت عليه الشمس› وفي رواية وزاد : ولا حول 
ولا قوة إلا بالله» وقال: خير من الدنيا وما فيها» ) قال العراقي: رواه مسام باللفظ الأولء 
والمستغفري في الدعوات من رواية مالك بن دينار أن أبا أمامة قال للنبي مه قلت : سبحان الله 
والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خير من الدنيا وما فيها . قال : « أنت أغمْ القوم » وهو مرسل 
جيد الاسناد اه. 


قلت : وباللفظ الأول أيضاً رواه أبو بكر بن أي شيبة ء والترمذي» وابن حبان» ومسام رواه عن 
أي بكر بن أي شيبة» وأهي كريب قالا : : حدثنا أبو معاوية عن الأعمش » عن أي صالح» عن أي 
هريرة» ورواه النسائي في في الكبرى عن أحد بن حرب عن أبي معاوية. 


e ۲۰۸‏ تاپ الأذكار والدعوات / الباب الأول 


سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر لا يضرك بأيهن بدأت » رواه سمرة بن 
جندب . 

وروى أبو مالك الأشعري أن رسول الله ّم كان يقول: « الطهور شطر الإبيان 
والحمد لله تملا الميزان وسبحان الله والله أكبر يلآن ما بين السماء والأرض والصلاة نور 
والصدقة برهان والصبر ضياء والقرآن حجة لك أو عليك كل الناس يغدو فبائع نفسه 
فموبقها أو مشتر نفسه فمعتقها ». وقال أبو هريرة: قال رسول الله یه : ١‏ كلمتان 
خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحهن سبحان الله وبجمده سبحان 


( وقال َه « أحب الكلام إلى الله عز وجل أربع : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله 
والله أكبر لا يضرك بأيهن بدأت» رواه سمرة بن جندب الفزاري) نزيل البصرة وليهاء 
توفي سنة ۵١‏ وهذه الرواية أخرجها ابن حبان» عن مكحول» عن أحد بن عبد الرجن 
الكزبراني» عن عبد الصمد بن عبد الوارث» عن أبيه » عن الربيع بن عميلة» عن سمرة بن 
جندب. ورواه أحد عن خسن بن موسی ویحيی بن آدم. ومسام عن أحد بن عبد الله بن يونس » 
وأبو داود عن ألي جعفر النفيلي أربعتهم عن زهير بن معاوية» عن منصور » عن هلال بن يسار » 
عن الربيع بن عميلة عن سمرة بلفظ « لا إله إلا الله والله أكبر وسبحان الله والحمد لله لا يضرك 
بأهن بدأت ». وأخرجه مسام أيضاً من رواية روح بن القاسم وجرير بن عبد الحميد كلاه) عن 
منصور بن المعتمر» وقد صحح ابن حبان الروايتين . 

( وروى أبو مالك الأشعري ) رضي الله عنه صحاني اختلف في اسمه على أقوال. روى عنه 
عبد الرحمن بن غنم وأبو سلام الأسود ( أن رسول الله ب كان يقول « الطهور شطر الإبيان 
والحمد لله تملا الميزانء وسبحان الله والله أكبر تملآن ما بين السماء والأرض رالصلاة نور 
والصدقة برهان والصبر ضياء والقرآن حجة لك أو عليك كل الناس يغدو فبائع نفسه 
فمعتقها أو موبقها » ا ا ی بن اناق وعان کف فن 
بان بن يزيد » عن يحبيى بن أي كثير » عن زيد بن سلام عن جده أب سلام عن أبي مالك . وأخرجه 
مسام والترمذي جيعاً عن إسحاق بن منصور عن حبان بن هلال. وأخرجه النسائي عن عمرو بن 
على عن عبد الرحمن بن مهدي كلاها عن أبان بن يزيد وقد تقدم ذلك الحديث في كتاب 
الطهارة. وقال أبو هريرة رضي الله عنه » قال الني مه : , كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في 
المىزان حسستان O E E e n gd‏ 
البخاري الصحبح » وذكره أيضاً في الدعوات» وفي الإييان والنذور» أخرجه هو ومسام جيعاً عن 
أي خيثمة زهير بن حرب» وأخرجه البخاري أيضاً عن قتيبة وأحد بن إشكاب» ومسل أيضاً عن 
مد بن عبد الله بن نمير وأهي كريب وممد بن صريف» والترمذي عن يوسف بن عيسى » والنسائي 
عن محمد بن آدم ومد بن حرب وابن ماجه عن أي بكر بن أي شيبة وعلي بن مد عشرتهم عن 


كتاب الأذ كار والدعوات / الباب الأول 


الله العظي ». وقال أبو ذر رضي الله عنه» قلت لرسول الله مه : أي الكلام أحب إن 
الله عز وجل ؟ قال م : « ما اصطفی الله سبحانه لملائکته : سبحان الله وبجمده سبحان 
الله العظم ٠‏ وقال أبو هريرة. قال رسول الله مب : « إن الله تعالى اصطفى من الكلام 
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر » فإذا قال العبد : « سبحان الله » كتبت 
له عشرون حسنة وتحط عنه عشرون سيئةء وإذا قال : « الله أكبر » فمثل ذلك وذكر إلى 


مد بن فضيل عن عارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة. ورواه أحد عن ممد بن فضيل 

( وقال أبو ذر) جندب بن جنادة الغفاري ( رضي الله عنه قلت لرسول الله َي ؛ أي 
الكلام أحب إلى الله عز وجل؟ قال : « ما اصطفى الله عز وجل لملائكته سبحان الله وبجمده 
سبحان الله العظم » ) هذا حديث صحيح رواه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف قال: حدثنا 
يحيى بن أي بكير » حدثنا شعبة» عن الجريري» عن أي عبد الله الجسرق» عن عبد الله بن 
الصامت عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله : أخبرني أي الكلام أحب إلى الله بأي 
أنت وأمي . قال « ما اصطفى الله ملائكته سبحان ري وبجمده سبحان زربي العظم » . 

ورواه أبو نعم في المستخرج عن أبي بكر الطلحي عن عبيد بن غنام عن أبي بكر بن أبي شيبة 
بسنده نحوه ولفظه ‏ ألا أخبرك بأحب الكلام إلى الله تعالى . قلت : بلى . قال : إن أحب الكلام الى 
الله تعالی سبحان الله وبجمده ». وأاخرجه الترمذي عن احد بن إبراهي الدورقي عن إساعيل بن 
إبراهيم عن الجريري» وأخرجه الحا من رواية يحي بن مد بن يجيي عن عبد الله بن 
عبد الوهاب الحجبي عن إساعيل بن إبراهي ووهم في استدراكهء فإن مسلا اخرجه» ولعله قصد 
الزيادة التي فيه» وأخرجه النسائي من طرق في اليوم والليئة فيه اختلاف على الجريري وغيره» 
وأخرجه الطبراني في الدعاء عن أبي مسام الكشي عن الحجبي» وأخرجه أبو نعم في المستخرج عن 
فاروق الخطابي عن أبي مسام الكشي . 

( وقال أبو هريرة) رضي الله عنه ( قال رسول الله م « إن الله عز وجل اصطفى من 
الكلام ) أربعاً وهي قول ( سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر » ) فهي مختار الله 
من جيع كلام الآدميين. وفي رواية « إن الله اصطفى للالكته من الكلام أربعاً » الخ» ( فإذا قال 
العبد ) وفي رواية : فمن قال: ( « سبحان الله ٠‏ كتبت له عشرون حسنة وحطت عنه عشرون 
سيئة ) وني رواية : خطيئة » ( وإذا قال ) وفي رواية : ومن قال ( « الله أكبر » فمثل ذلك وذكر 
إلى آخر الكلهات ) أي إذا قال : لا إله إلا الله مثل ذلك وإذا قال «الحمد لله رب العالمين » من 
قبل نفسه كتبت له ثلاثون حسنة وحطت عنه ثلاثون خطيئة . قال العراقي : رواه النسائي في اليوم 
والليلة والحاك» وقال: صحيح على شرط مسام من حديث أي هريرة وأي سعيد إلا أنه قالا في 
ثواب الحمد لله كتبت له ثلاثون حسنة وحطت عه ثلاثون سيئة اه. 


e ۱۰‏ کال کار والدغوات/ الات لازن 


آخر الکلات. وقال جابر : قال رسول الله م : « من قال سبحان الله وجمده غرست له 
نخلة في الجنة ». وعن أي ذر رضي الله عنه أنه قال : قال الفقراء لرسول الله ا : ذهب 
أهل الدثور بالأجور يصلون كا نصلي ويصومون كا نصوم ويتصدقون بفضول أمواهم 
فقال : ١‏ أو ليس قد جعل الله تعالى لكم ما تصدقون به؟ إن لكم بكل تسبيحة صدقة 
وتحميدة [ صدقة ] وتهليلة صدقة وتكبيرة صدقة وأمر بمعروف صدقة وني عن منكر 
صدقة ويضع أحد ك اللقمة في في أهله فهي له صدقة. وفي بضع أحدك صدقة . قالوا : يا 


قلت : وكذا رواه أحمد والضياء في المختارة. قال الهيثمي : ورجال أحمد رجال الصحيح › وأقرً 
الذهبي في التلخيص قول الحا أنه على شرط مسام. 
تنبیه : 

قال بعضهم : إن الحمد أفضل من التسبيح لأن في التحميد إثبات سائر صفات الكمال والتسبيح 
تنزيه عن )ت النقص والإثبات أكمل من السلب وادعى بعضهم أن الحمد أكثر ثوابا من التهليل 
ورد بأن في خبر البطاقة المشهور ما يفيد أن لا إله الا الله لايعدهاء شيء. 

( وقال جابر ) بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهء ( قال رسول الله َل « من قال 
سبحان الله ومحمده غرست له خلة ف الجنة »۾ ) قال العراقي : رواه الترمذي وقال: حسن . 
والنسائي في اليوم والليلة» وابن حبان والحاكم وقال: صحيح على شرط مسام اه. 

قلت : رواه الترمذي عن أحد بن منيع » عن روح بن عبادة» عن حجاج بن أب عثان» عن أي 
الزبير » عن جابر وقال : حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث أي الزبير . وأخرجه هو والنسائي من 
وجه آخر عن حجاج» ورجاله ثقات إلا أن فيه عنعنة أبي الزبير » ورواه ابن أي شيبة في المصنف» 
وابن منيع وأبو يعلى والطبراني في الكبير » وأبو نعم والضياء في المختارة كلهم عن جابر بلفظ 
« سبحان الله العظم وبحمده » ورواه ابن أي شيبة أيضاً عن أبي عمر موقوفاً . وروى الحا في تاريخ 
نیسابور » والديلمي من حدیث انس » من قال سبحان الله وبجمده غرس الله له بها ألف شجرة في 
الجنة أصلها من ذهب وفرعها در وطلعها كثدي الأبكار ألبن من الزبد وأحلى من الشهد كلا أخذ 
منه شىء عاد کا کان». وروی أحجد والطبراني في الكبير من حديث معاد بن انس « من قال 
سبحان الله العظيم نبت له غرس في الجنة » الحديث. 

( وعن أبي ذر رضي الله عنه أنه قال : قال الفقراء لرسول الله عل : ذهب أهل الدثور ) 
أي أهل الأموال ( بالأجور يصلون كا نصلي ويصومون كا نصوم ويتصدقون بفضول 
أمواطمم ) أي با فضل من أموالمم من الحوائج الأصليةء ( فقال ) بل : ( « أوليس قد جعل 
الله تعالى لكم ما تصدقون به؟ إن لكم بكل تسبيحة صدقة ولحميدة صدقة وتہليلة صدقة 
وتكبيرة صدقة وأمر بمعروف صدقة وني عن منكر صدقة» ويضع أحدك اللقمة في في ) 
أي فم ( أهله ) أي زوجته ( فهي له صدقة» وفي بضع أحدم صدقة . قالوا يا رسول الله : يأتي 


كتاب الأذ كار والدعوات / الباب الأول N a a‏ 


رسول الله يأتي أحدنا شهوته ویکون له فيها أجر ؟ قال عه : أرأيتعم لو وضعها في حرام 
أكان عليه فيها وزر ؟ قالوا : نعم . قال : كذلك إن وضعها في الحلال كان له فيها أجر ». 
وقال أبو ذر رضي الله عنه : قلت لرسول الله م : « سبق أهل الأموال بالأجر يقولون 
کا تقول وينفقون ولا نى فغال مول اله :أف أدلك عل عمل إذا-انت 
عملته أد ركت من قبلك وفقت من بعدك إلا من قال مثل قولك تسبح الله بعد كل 
صلاة ثلاثاً وثلاثين وتحمد ثلاثاً وثلاثين وتكبّر أربعاً وثلاثين » وروت يسيرة عن النبي 
إل أنه قال : « عليكن بالتسبيح والتهليل والتقديس فلا تغفلن وأعقدن بالأنامل فإنها 


أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ فقال ) ْله : ( أرأيعم لو وضعها في حرام أكان عليه 
فيها وزر؟ قالوا: نعم . قال: كذلك إن وضعها في الحلال کان له فيها أجر» ) رواه مسام في 
صحيحه بهذا اللفظ. وله وأبي داود والنسائى وابن خزية وأبي عوانة وابن حبان من طريق أي 
الأسود الدؤل عن أبي ذر مرفوعاً ١‏ يصبح على كل سلامي من أحد ك صدقة فكل تسبيحة صدقة 
وكل تكبيرة صدقة وأمر بمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة ويجزى عن ذلك ركعتان ير كعها 
من الضحى ». 

( وقال أبو ذر) رضي الله عنه. ( قلت لرسول الله له : « سبق أهل الأموال بالأجر 
يقولون كا نقول وينفقون ) من فضول أموالمم ( ولا ننفق» فقال ر : « أفلا أدلك على 
عمل إذا أنت فعلته أدركت من قبلك وفقت من بعدك إلا من قال مثل قولك تسبح بعد 
كل صلاة) أي من المكتوبات (ثلاثا وثلاثين ) مرة ( وتحمد ثلاث وثلائين ) مرة ( وتكبر 
أربعا وثلاثين » ) مرة. قال العراقي : رواه ابن ماجه إلا انه قال: قال سفيان: لا ادري ايتهن 
أربع. ولأحد في هذا ادت و جد أربعاً وثلاثين » وإسنادها جيد» ولألي الشيخ في الثواب 
من حديث أي الدرداء « وتكبر أربعاً وثلاثين » كا ذكره المصنف اه. 

قلت : حديث أي الدرداء هذا أخرجه النسائي في اليوم والليلة بلفظ المصنف» وعنده مثله عن 
كعب بن عجرة. 


( وروت يسيرة ) بضم الياء التحتية وفتح السين المهملة مصغرةء ويقال: أنها بالممز بدل الياء 
ذكروها في الصحابة وكنوها ام ياسر» وقال بعضهم : يسيرة بنت ياسر والاكثر لم يذ كروا اسم 
أبيها وذكر بعضهم أنها أنصارية» والصحيح أنها من المهاجرات» ( عن النبي ْله أنه قال: 
« عليكن بالتسبيح والتهليل والتقديس فلا تغفلن ) بضم الفاء وسكون اللام وهي لغة القرآن» 
( واعقدن بالأنامل فإنها مستنطقات » ) رواه عبد بن حید» عن تمد بن بشر» عن هان بن 
عثمان» عن حيضة بنت ياسر » عن يسيرة و كانتا من المهاجرات قالت: قال رسول الله له 
« عليكن بالتسبيح والتهليل والتقديس ولا تغفلن فتنسين الرحة واعقدن بالأنامل فإنهن مسؤولات 


AE E 1۲‏ کات الاد كان والدغوات :7 :الات الأول 


مستنطقات » يعني بالشهادة في القيامة . وقال ابن عمر : رأيته مه يعقد التسبيح » وقد 
قال مه فا شهد عليه أبو هريرة وأبو سعيد الخدري : « إذا قال العبد لا إله إلا الله 
والله أکبر قال الله عز وجل : صدق عبدي لا إله إلا أنا وأنا أكبر وإذا قال العبد لا إله 
إلا الله وحده لا شريك له قال الله تعالى : صدق عبدي لا إله إلا أنا وحدي لا شريك 


مستنطقات ». وأخرجه أحد وابن سعد في الطبقات عن ممد بن بشر» وأخرجه الترمذي عن عبد 
بن حید بهذا الاسناد . وقال: حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث هانى بن عثمان» وأخرجه 
ابن حبان في صحيحه عن أي يعلى عن أي بكر بن أبي شيبة عن ممد بن بشر» وذكر حميضة في 
ثقات التابعین ولا نعرف عنها راویاً إلا انها هان بن عثان وهو کوفي روى عنه جاعة. 

وأخرج أبو داود عن مسود» عن عبد الله بن داود الحرليء حدثنا هانی بن عثان الجهني» عن 
أمه حميضة بنت ياسر عن جدتها يسيرة رضي الله عنها أنها حدثتها « أن النبي بي أمرهن أن 
يراعين التسبيح والتهليل والتقديس وأن يعقدن الأنامل فإنهن مسثولات ومستنطقات ». وأخرجه 
أبو عبد الله بن منده» عن خيثمة بن سلهان» عن إسحاق بن سيار عن الحزيي » ورواه الحا من 
وجه آخر عن الحزيي . 

قال المصنف في تفسير قوله: مستنطقات ( يعني بالشهادة في القيامة ) يعني يستنطقن 
ويستشهدن في يوم القيامة . 

( وقال ابن عمر) هكذا في سائر نسخ الكتاب ويعني به عبد الله بن عمر بن الخطاب 
( رأيته َل يعقد التسبيح ) قال العراقي : إنما هو عبد الله بن عمرو بن العاص كا رواه أبو 
داود والنسائي والترمذي وحسنه والحام اه. 

قلت : رواه أبو داود عن عبيد الله بن عمر القواريري » وممد بن قدامة في آخرين قالوا : حدثنا 
هشام بن علي حدثنا الأعمش» عن عطاء بن السائب» عن أبيه » عن عبد الله بن عمرو رضي الله 
عنها قال : « رأيت رسول الله ملم يعقد التسبيح » وقال في آخره زاد مد بن قدامة « بيمينه ». 
وأخرجه الترمذي والنسائي في الكبرى جيعاً عن ممد بن عبد الأعلى زاد النسائي والحسين بن مد 
الدارع كلاهما عن عثام بن علي . وأخرجه الحا من طريق عثام ومن طريق شعبة عن الأعمش عن 
عطاء بن السائب . وأخرجه الطبراني في الدعاء عن عمرو بن أبي الطاهر عن يوسف بن عدي عن 
عثام بن علي بسنده. قال الحافظ : ومعنى العقد المذ كور في الحديث إحصاء العدد وهو اصطلاح 
للعرب بوضع بعض الاأنامل على بعض عقد انملة اخرى» فالاحاد والعشرات باليمين والمئون 
والآلاف باليسار . 

( وقد قال به فا شهد عليه أبو هريرة وأبو سعيد الخدري) رضي الله عنها ( أنه 
بر قال : « إذا قال العبد لا إله إلا الله والله أكبر قال الله عز وجل صدق عبدي لا إله إلا 
أنا وأنا أكبر» وإذا قال العبد لا إله إلا الله وحده لا شريك له قال الله تعالى صدق عبدي 


٠كتاب‏ الآذكار والدعوات / الباب الأول IE E O‏ 


لي» وإذا قال لا إله إلا الله ولا حول ولا قوّة إلا بالله يقول الله سبحانه : صدق عبدي 
لا حول ولا قوة إلا في ومن قاهن عند الموت ل تمسه النار ». وروى مصعب بن سعد 
عن أبيه عنه له أنه قال : أيعجز أحد م أن يكسب كل يوم ألف حسنة» فقيل : 
كيف ذلك يا رسول الله . فقال له : يسبح الله تعالى مائة تسبيحة فيكتب له ألف حسنة 


لا إله إلاأنا لا شريك ليء وإذا قال لا إله إلا الله لا حول ولا قرة إلا بالله يقول الله 
سبحانه: صدق عبدي لا حول ولا قوة إلا ىء ومن قامن عند الموت لا تمسه النار » ) قال 
العراقي : رواه الترمذي وقال: حسن» والنسائي في اليوم والليلة» وابن ماجه الحا وصححه 
انتھی . 

قلت : لفظ الترمذي « من قال لا إله إلا الله والله أكبر صدقه ربه وقال لا إله إلا آنا وأنا 
أكبرء وإذا قال: لا إله إلا الله وحده يقول الله لا إله إلا أنا وأنا وحدي. وإذا قال لا إله إلا الله 
وحده لا شريك له قال الله لا إله إلا أنا وحدي لا شريك لي وإذا قال لا إله إلا الله له الملك وله 
الحمد قال الله لا إله إلا أنا لي الملك ولي الحمد وإذا قال لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله 
قال الله لا إله إلا أنا لا حول ولا قوة إلا بي وكان يقول: من قالما في مرضه ثم مات لم تطعمه 
النار ». 

( وروی مصعب بن سعد ) أبو زرارة المدني نزل الكوفة. توفى سنة ٠١۲‏ ( عن أبيه) 
سعد بن أي وقاص مالك بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب أحد العشرة فارس الإسلام 
أسام سابع سبعة وله مناقب جة. روى عنه بنوه إبراهيم وعمر وممد وعامر ومصعب وعائشة توفي 
سنة ٠ ۵١‏ ( عن النبي مب أنه قال « أيعجز أحدك ان يكسب كل يوم ألف حسنة؟ فقيل له: 
كيف ذلك؟ فقال بل : « يسبح الله تعالى مائة تسبيحة فتكتب له ألف حسنة وتحط عنه 
الف سيئة » ) قال العراقي : رواه مسام إلا أنه قال « أو تحط » وقال الترمذي «وتحط » كا قال 
الصنف وقال حسن صحيح اه. 

قلت : رواه عبد بن حيد» عن جعفر بن عون» عن موسى الجهني» عن مصعب بن سعد عن 
أبيه قال: قال رسول الله بلق « أيعجز أحدك أن يكسب كل يوم ألف حسنة. قالوا : وكيف 
يكسب أحدنا ألف حسنة » قال يسبح مائة تسبيحة فتكتب له ألف حسنة وتحط عنه ألف خطيئة » 
وهكذا أخرجه أحد عن عبد الله بن نمير » ويعلى بن عبيد ويحيى القطان. وأخرجه مسام من رواية 
مروان بن معاوية » ومن رواية علي بن مسهر وابن نير » وأخرجه الترمذي والنسائي من رواية جى 
القطان خستهم عن موسى الجهني» وأخرجه أبو عوانة عن عمد بن إسحاق الصغانيء وأبو نعم من 
رواية مد بن أحد بن أي المثنى كلاهما عن جعفر بن عون» عن موسى الجهني » وقد حكى النووي 
قول الحميدي أنه في مسام من جيع الروايات بلفظ « أو تحط » وأن البرقاني ذكر أن شعبة وغيره 
رووه عن موسى الجهني بلفظ « وتحط ». قال الحافظ : ورواية شعبة عند احمد والنسائي بالواو کا 


٤‏ کات الاد كار والدعوات الات الأول 


ويحط عنه ألف سيئة ». وقال مل : « يا عبدالله بن قيس -أو يا أبا موسى- أو لا أدلك 
على كنز من كنوز الجنة؟ قال: بلى » قال: قل لا حول ولا قوَّة إلا بالله ». وفي رواية 
أخرى : i»:‏ أعلمك كلمة من كنز تحت العرش : لا حول ولا قوّة إلا بالله » . وقال أبو 


قال» وهو عند أحمد عن الثلاثة المذ كورين في موضعين. أحدها بلفظ ١‏ وتمحى عنه الف سيئة » 
والثاني باللفظ الذي ذكره مسام والنه أعام. 

( وقال رسول الله بُ « يا عبد الله بن قيس ) وهو اسم أبي موسى الأشعري ( أو) قال 
( يا أبا موسى ) أي ناداه بكنيته لأنه كان مشهوراً بها وهو شك من الراوي : ( أولا أدلك على 
كنز من كنوز الجنة؟ قال: بلى . قال [قل ]لا حول ولا قوة إلا بالله ٠‏ ) هذا حديث 
صحيح متفق عليه أخرجه الأئمة الستة من طرق متعددة إلى ألي عثان النهدي» واسمه 
عبد الرحمن بن مل منها للبخاري عن موسى بن إساعيل عن عبد الواحد بن زياد عن عاصم 
الأحولء ومنها لمسام عن أي بكر بن أي شيبة عن أي معاوية ومد بن فضيل كلاهما عن عاصم . 

الأول: عن أي عثانء عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : كنا مع النبي مه في سفر 
فجعل الناس يجهرون بالتكبير » فقال النبي مه : « أمما الناس اربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون 
أصم ولا غائباً إنكم تدعون سميعاً قريباً وهو معكم ». قال: فسمعني وأنا أقول لا حول ولا قوة 
إلا بالته» فقال ١‏ يا بد الله بن قيس ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟ قال : قلت بلى يا رسول 
اله » قال : قل لا حول ولا قوة إلا بالله » ورواه المحاملي عن يعقوب بن إبراهي عن أبي معاوية . وقال 
أحد : حدثنا أبو معاوية» حدثذا عاصم الأحول فذكره» وقال أبو بكر الشافعي : حدثنا مسددء 
E E‏ > عن الي عثان النهدي » عن الي موسى الأشعري قال : 

مع النبي ته في سفر فرقينا عقبة أو ثنية وكان الرجل إذا علاها قال لا إله إلا الله والله أكبر 

yy‏ الله بن المبارك عن سلهان 
التيمي» وخالد الحذاء فرقها . كلاهما عن أي عثان النهدي» وأخرجه مسام عن ألي كامل 
الجحدري عن يزيد بن زريع › وأخرجه أبو داود عن مسدد» وأبو عوانة عن إسحاق بن يسار عن 
عمد بن عبد اله الانصاري عن سليان التيمي . 

وقال المحاملي في الدعاء : حدثنا مد بن الوليد» حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي» 
حدثنا خالد الحذاء عن أي عثان» عن أي موسى الأشعري قال : قال لي رسول الله ی « يا 
عبد الله بن قيس ألا أعلمك كلمة من كنز الجنة؟ قلت : بلى . قال: لا حول ولا قوة إلا بالله » 
أخرجه مسام عن إسحاق بن إبراهي » والنسائي في الكبرى عن عمرو بن علي » كلاه) عن الثقه 
وقال المحاملي ايضا: حدثنا يعقوب بن إبراهي» حدثنا مرحوم بن عبد العزيز العطار » حدثنا 
أبو نعامة السعدي عن أبي عثان النهدي عن أي موسى الأشعري قال: كنا مع النبي يه في غزاة 
فقال: « يا عبد الله بن قيس » فذ كر مثله . أخرجه الترمذي والنسائي في الكبرى جيعاً عن عمد بن 


كتاب الأذكار والدعوات / الباب الأول Oa a‏ 


هريرة: قال رسول الله َه : « ألا أدلك على عمل من كنوز الجنة من تحت العرش قول 
لا حول ولا قوَّة إلا بالله يقول الله تعالى أسام عبدي واستسام ». وقال وله : « من قال 
حین یصبح رضیت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبالقرآن إماماً وبمحمد مله نبياً ورسولاً 
كان حقاً على الله أن يرضيه يوم القيامة ». وفي رواية: « من قال ذلك رضي الله عنه ». 
وقال جاهد : إذا خرج الرجل من بيته فقال: بسم الله. قال الملك : هديت . فإذا قال : 


بشار عن مرحوم » ومن طرقه ما أخرجه أحد» وأبو داود من رواية حاد بن سلمة عن ثابت البناني 
وعلي بن زيد والجريري» وما أخرجه الشيخان من رواية حاد بن زيد عن أيوب السختياني» وما 
أخرجه مسام والنسائي من رواية عثان بن غياث» خستهم عن أي عثان منهم من طوله ومنهم من 
اختصره» والله أعلم. 

( وقال أبو هريرة) رضي الله عنه: ( قال رسول الله َه 1« ألا أدلك على ] عمل من 
كنز الجنة ومن تحت العرش قول لا حول ولا قوة إلا بالله يقول الله تعالى أسام عبدي 
واستسام » ) قال العراقي : رواه النسائي في اليوم والليلة» وللحاك « من قال سبحان الله والحمد لله 
ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله قال أسام عبدي واستسام » وإسناده صحيح 
اآه. 

( وقال ْله « من قال حين يصبح رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً ( وبالقرآن إماماً ) 
وبمحمد بلي نبياً كان حقاً على الله أن يرضيه يوم القيامة» ) قال العراقي : رواه أبو داود 
والنسائي في اليوم والليلة والحاك وقال: صحيح الإسناد من حديث خادم الني . ورواه 
الترمذي من حديث ثوبان وقال: حسن وفيه نظر ففيه سعيد بن المرزبان ضعيف جدا اه. 

قلت : رواه عبد الرزاق» وأحمد» وابن ماجه» وابن سعد » والروياني» والبغوي» وأبو نعم عن 
أي سلام عن رجل خدم الني لله . ورواه ابن قانع عن أني سلام > عن سابق خادم النبي مله . 
ورواه الطبراني في الكبير » وار بن أي شيبة في المصنف عن أي سلام عن خادم النبي ل كلهم بلفظ 
« من قال حين يصبح وحين سي ثلاث مرات رضیت بال ربا وبالإسلام ديناً ومحمد نبياً کان 
حقاً على الله أن يرضيه يوم القيامة » وأما حديث ثوبان عند الترمذي فكا ساقه المصنف إلا أنه قال 
« من قال حين يمسي » بدل « حین يصبح » وروی ابن النحام عن ثوبان بمثل سياق المصنف إلا أنه 
زاد بعد قوله «نبياً وبالقرآن إماماً » والباقي سواء» ( وفي رواية «من قال ذلك رضي الله 
عنه» ) . وروى الطبراني عن المقدومي «من قال إذا أصبح رضيت بالل ربا وبالإسلام دينا 
وبمحمد نبياً فأنا لزعي ولآخذن بيده حتى أدخله الجنة » وروى ابن أي شيبة في المصنف» عن عطاء 
بن یسار مرسلا « من قال حین يمسي رضیت بالله ربا وبالاسلام دینا وبمحمد رسولا فقد اصاب 


حقيقة الإيان ». 


( وقال مجاهد ) بن جبير التابعي مرسلاً : ( إذا خرج الرجل من بيته فقال : بسم الله . قال 


۲۱٦‏ كتاب الأذ كار والدعوات / الباب الأول 


تو كلك غل ال قان املك كفت و إذا قال :لا رل ول رة إل بات قال املق : 
وقیت فتتفرق عنه الشیاطین فیقولون: ما تریدون من رجل قد هدي و كفي ووقي ؟ لا 
ل کی 

فإن قلت : فا بال ذكر الله سبحانه مع خفته على اللسان وقلة التعب فيه صار أفضل 
وأنفع من جلة العبادات مع كثرة الشقات فبها ؟ فاعل أن تحقيق هذا لا يليذ إلا بعلم 
للكاشفة . والقدر الذي يسمح بذ كره في عام المعاملة أن المؤثر النافع هو الذ كر على الدوام 


الملك: هديت . فإذا قال: توكلت على الله . قال الملك: كفيت . وإذا قال لا حول ولا قوة 
إلا بالله . قال الملك: وقيت فتفرق عنه الشياطين فيقولون:؛ ما تريدون من رجل قد هدي 
وکفي ووقي؟) . 

قلت : المشهور أن هذا من مرسل عون بن عبد الله بن عتبة أن النبي َه قال « إذا خرج 
الرجل من بيته فقال بسم الله حسبي الله توكلت على الله. قال الملك : كفيت وهديت ووقيت » 
اسناده قوي على انه قد روي ذلك مرفوعا من حدیث انس. 


قال الطبراني في الدعاء : حدثنا الحسين بن إسحاق والتستري » حدثنا سعيد بن يحي بن سعيد 
الأقوى قال: حدثنا أي » قال : خدثنا ابن جريج» عن إسحاق بن عبد الله بن أي طلحة عن أنس 
بن مالك رضی الله عنه قال: قال رسول الله یه « من قال بسم الله تو کلت على الله لا حول ولا 
قوة إلا بالله فاته يقال له نند حاتت روقیت وکفیت وتنحی عنه الشيطان » ورواه أيضاً من 
طريق حجاج بن محمد عن ابن جریج نحوه» لکن زاد في أوله « إذا خرج من بيته » وقال في آخره 
« ویلقی الشطان شیطان اخر فیقول كيف لك برجل هدي ووقي و كفي » وهو حدیث حسن 
أخرجه الترمذي عن سعيد بن يحي . وأخرجه ابن السني عن المسيب بن واضح» عن الحجاج بن 
مد . وأخرجه أبو داود عن إبراهي بن الحسن الخثعمي » والنسائي عن عبد الله بن مد بن تيم 
كلاهما عن حجاج بن مد . وأخرجه ابن حبان عن ممد بن المنذري بن سعيد عن سعيد بن يحي . 
وقال الترمذي : حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. قال الحافظ : رجاله رجال الصحيح › 
ولذلك صححه ابن حبان لکن خفيت عليه علته» قال البخاري: لا أعرف لابن جريج عن 
إسحاق إلا هذا ولا أعرف له منه سماعاً . وقال الدارقطنى : رواه عبد المجيد بن عبد العزيز» عن 
ابن جريج قال: حدث عن إسحاق. قال: وعبد المجيد أثبت الناس في ابن جريج » والله أعل. 


( فإن قلت: فما بال ذكر الله سبحانه مع خفته على اللسان وقلة التعب فيه صار أفضل 
وأنفع من جلة العبادات ) البدنية والالية ( هع كثرة المشقات فيها ) كا هو ظاهر؟ ( فاعام 
أن تحقيتق هذا ) البحث (لا يليقق إلا بعام المكاشفة ) لخفاء أمره على عقون أهل المعاملةء 
( والقدر الذي ) يليق و( يسمح بذ كره منه في عام المهاماة) هو أن تعام ( أن المؤثر النافع ) 


كتاب الأذ كار والدعوات / الباب الأول O‏ 


مع حضور القلب. فأما الذ كر باللسان والقلب لاء فهو قليل الجدوى . وفي الأخبار ما 
يدل عليه أيضا» وحضور القلب في لحظة بالذ كر والذهول عن الله عز وجل مع الاشتغال 
بالدنبا أيضاً قليل الجدوى. بل حضور القلب مع الله تعالى على الدوام أو في أكثر 
الأوقات هو المقدم على العبادات بل به تشرف سائر العبادات» وهو غاية ثمرة العبادات 
العملية . وللذ كر أول وآخر فأوله يوجب الانس والحب وآخره يوجب الانس والحب 
ويصدر عنه» والمطلوب ذلك الانس والحب . فإن المريد في بداية أمره قد يكون متكلفاً 
بصرف قلبه ولسانه عن الوسواس إلى ذكر الله عز وجل فإن وفق للمداومة أنس به 
وانغرس في قلبه حب المذ كور . ولا ينبغي أن يتعجب من هذا فإن من المشاهد في 


للذاكر ( هو الذكر على الدوام ) بحفظ ما يقتنيه من المعرفة استحضاراً وإحرازاً ( مع حضور 
القلب ) الصنوبري» ( فأما الذ كر باللسان فقط والقلب لاهٍ) غير حاضر ( فهو قليل 
الجدوى ) غير مؤثر في الذاكر . 

( وفي الأخبار) المروية (ما يدل على ذلك أيضاً) فمن ذلك في حديث أي هريرة 
« واعلموا أن الله لا يقبل الدعاء من قلب لاء » رواه الترمذي وقال : حسن » والحاک وقال : حديث 
مستقم الإسناد » والمراد بالدعاء هنا الذ كر » ( وحضور القلب في لحظة مع الذ كر ) وني نسخة: 
بالذ كر ( والذهول عن الله ) عز وجل ( مع الاشتغال بالدنيا ) أي بأعراضها المتعلقة بها 
( أيضاً قليل الجدوى» بل حضور القلب مع الله عز وجل على الدوام ) في سائر أوقاته ( أو في 
أكثر الأوقات هر المقدم على العبادات ) كلهاء وحينئذ يكون حضوره مع الحقق ومع الخلق 
بالنسبة إليه سواء. ( بل به تشرف سائر العبادات ) لكونه نتيجتها وروحها» وإليه أشار بقوله : 
( وذلك هو غاية ثمرة العبادات العملية ) بدنية كانت أو مالية أو مر كبة منها . ( وللذ كر أول 
وآخر فأوله يوجب الإنس) با مذ كور ( والحب) فيه ولو تكلفاً ( وآخره يوجبه الإنس 
والحب) تخلقاً وانصباغاً ( ويصدر عنه) أي عن جوع الإنس والحب وفي نسخة عنهاء 
( والمطلوب ) الأعظم عند السالكين من الذ كر ( هو ذلك الحب واللإنس) لا غير وهذا الحب 
والأنس يكونان وسيلتين إلى ذكر الروح وهو غلبة حضور الحق على الحضور مع الخلق » بل إلى 
ذکر السر وهو أن لا يكون له حضور مع غير الحق ولا يكون له خبر عن الكون» ( فإن المريد 
في بداية الأمر ) وأول وضع قدمه في السلوك ( قد يكون متكلفاً بصرف قلبه ولسانه عن 
الوسواس) النفسي والخاطر الشيطاني ( إلى ذكر الله عز وجل فإن وفق للمداومة) على هذا 
التكلف ( أنس به وانغرس في قلبه حب المذ كور ) وذهب ذلك التكلف عنه بالكلية» ولكن 
هذا المقام لا يعصل إلا بامداومة على ما أشار له مربيه بأن لا يتركه في سائر شؤونه» وما يعرض 
له في أثناء ذلك كيفية متخيلة فليفرضها كالخط المستقم » فإن تخيل هذا المعنى وشغل الخيال بأمر 
واحد مد للجمعية . وقال بعض الأكابر : إذا تغيرت شعرة من بدنك بواسطة الحال وتأثرت ينبغي 


۲۹۸ كتاب الأذ كار والدعوات / الباب الأول 


العادات أن تذ کر غائباً غير مشاهد بين يدي شخص وتکرر ذ کر خصاله عنده فیحبه. 
وقد يعشق بالوصف و كثرة الذ كر مم إذا عشق بكثرة الذ كر المتكلف أولاً صار مضطراً 
ای کر الد ارا عت ل بسا ع e‏ . ومن اکر 
ذد کر شيء وإن کان تکلفاً أحبه > فكذلك أول الذكر متكلف إلى أن ٍ يثمر الانس 
با مذ كور والحب له ثم يمتنع الصبر عنه آخراً فيصير الموجب موجباً والثمر مثمراً . وهذا 
معنى قول بعضهم : كابدت القران عشرين سنة ثم تنعمت به عشرين سنةء ولا يصدر 


لك أن تتبع تلك الشعرة حتى يحعصل المعطل » كا قال بعضهم : الشغل هو عدم الشغل وعدم الشغل 
هو الشغل» وسأل الشيخ عبد الكرم اليمني حضرة الولي سعد الدين الكاشفري : ما الذ كر ؟ قال : 
قلت لا إله إلا الله فقال: ما هذا ذكر هذا عبادة. قال : فقلت له أفد أنت . فقال : الذ كر أن تعام 
أنك لا تقدر على وجدانه» ولذا قال الجنيد رجه الله تعالى : الصدق هو أن تجلس ساعة متعطلا عن 
ملاحظة کل شيء. نم أن مقصود هذه الطائفة مشاهدة الحق في الذ كر كأنه يراك وملكة الحضور 
یسمونہا ا 


( ولا ينبغي أن يتعجب من هذا فإن من المشاهد ) المحسوس ( في العادات) الظاهرة 
( أن يذ کر غائب) عن العين ( غير مشاهد) بالبصر ( بين يدي شخص زیکرر ذکر 
خصاله ) الحميدة التي تبعث الذاكر على حبته ( عنده فيحبه ) أي ييل قلبه با لحب إليه» ( وقد 
يعشق ) الشيء ويحب ( بالوصف ) المتكرر ( وكثرة الذ كر ) ومن هنا قالوا: 
أذني لبعض صفات الحي عاشقة والأذن تعشق قبل العين أحياناً 


( ثم إذا عشق بكثرة الذكر المتكلف أولاً ) وهواه ومال إليه ( صار مضطراً الى كثرة 
RR‏ 
أحب شيا أكثر من ذكره) رواه بهذا الانظ أبو نعم» > ثم الديلمي من حديث مقاقل بن 
عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن عائشة مرفوعا رن کا ر 
وإن كان تكلفاً في الأول وتصنعاً (أحبه) لا محالة ولا دور فيه كا يظن» فإن الحب الأول 
تكلفي» والثاني حقيقي فتفارقا » ( فكذلك أول الذ كر ) للذاكر ( تكلف ) فما يجده من نفسه» 
فإذا داوم انتقل إلى مقام وسط يغلبه التكلف تارة ويغيب عنه أخرى ( إلى أن) يترقى بهمة مربيه 
( إلى ) مقام الفناء الأول و( يثمر) له (الأنس) والألفة ( با مذ كور والحب له) وفيه. ( م 
يمتنع الصبر عنه آخراً فيصير فيصبر الموجب ) ب بكسر الجم ( موجباً) بفتحها ( ويصير الثمر 
مثمراً ) للغايات (زهذا معتى قول بعضهي) من لمارف : ( كابدت القرآن عشرين سنة ثم 
تنعمت به عشرين سنة) تقدم ذلك للمصنف» ونقله صاحب القوت عن ثابت البنافي» وعن 
عتبة الغلام » ورأيته في الحلية في ترجة ثابت : كابدت الليل بدل القرآن» ( ولا يصدر التنعم ) 


کتاب الأذكار والدعوات / الباب الأول FEN AAA‏ 


التنعم إلا من الانس وا لحب . ولا يصدر الانس إل من المداومة على المكابدة والتكلف 
مدة طويلة حتى يصر التكلف طبعاً » فكيف يستبعد هذا وقد يتكلف الإنسان تناول 


بشيء ( إلا من الإنس والحب ) الحاصلين منه ( ولا يصدر الإنس) والحب ( إلا من المداومة 
على المكابدة) والمجاهدة ورياضة النفس وتدريبها ( والتكلف ) من ذلك ( مدة طويلة) ٠.‏ 
همة السالك وقوته ومعرفته. ( حتى يصير التكلف طبعاً ) مناسباً له لا ينفك عنه ويصير حكمه 
حكم امزاج الذي لا حيد له عنه والسالكون في قطع هذه المفازة على مراتب : فمنهم من يقطع ذلك 
في ستين» ومنهم في أربعين» وهذا هو الحد و السادة الخاوتية » ومنهم في عشرین کا وقع 
لعتبة الغلام وثابت البناني» ومنهم في عشر » ومنهم في أقل من ذلك . وقد قلنا أن الصحيح أن ذلك 
مربوط بہمة السالك وقوة مربيه» فقد تقع المصلحة في لمحة وتحصل الملاحظة في لحظة» وإليه 
الإشارة بقوهم: ما سام حتى ودع أي ما دخل في أول قدمه حتى ترك ما سوى الله » وغالب البطر 
للسالكين إنما حصل من امرين : 


أحدهما : الوقوف مع الموطن الذي أقيم فيه فيكون حاجباً له عن الوصول إلى الترقيات. أولا 
ترى أن العام أشرف شيء بعد الله تعالى » فمن وقف معه حجبه عن الله ورجع إلى كونه نعمة أنعم 
الله بها عليه » ولا صعود في حقه ما لم ينزع نفسه عن الوقوف في ذلك الموطن . 

والثاني : الإيغال في تحرير أدلة التوحيد على طريقة المتكلمين » فكلا قام بباطنه أمر ما نفاهء 
ووقف مع قوله # ليس كمثله شيء€ ولو عام أن الطريق الى معرفة الله أسهل الأشياء وأوضحها 
لاستراح من أول قدم وفرغ المحل ليكون قابلاً للمواهب والمعارف وأما أصحاب الفكر ؛ فهم 
الذين شغلوا المحل وصرفوه عن القبول الإهي بالفكر فيا لا يصح اقتناصه بالغكر فتأمل ذلك . 

وما يؤيد ما ذكرت من بطء السالك تارة في سيره ما ذكره الشيخ الأكبر قدس سره في بعض 
مخاطباته ما معناه : كان الشيخ أبو مدين رجه الله تعالى يقصد قرب الطريق على المريدين فينقلهم 
من هذه الطرق إلى الفتح من غير أن يروا على الملكوت ا فيه من الخطر وتعشق الأنفس به فإذا 
حصل للعبد الفتح تدلى إلى العام فكشفه بالحق تعالى ثم سأله السائل وقال له : يا سيدي فهل للشيخ 
اثر في ذلك ؟ قال: نعم هو بنزلة الدليل الذي يقول لك اسلك هذه الجهة فإنها أقرب من هذه 
السلوك عندنا بمنزلة الدائرة وهي درج يعتضد السالك إلى أن يرقى جيعهاء فإذا خالف الأمر 
على الترتيب فيتعب أو يطول سلو كهء فإذا وقع له العارف اختصر له الطريق . أما سمعت إشارة 
الي يزيد رحه الته بقوله وقفت مع المجاهدين فام ار لي معهم قدماء ووقفت مع الصائمين والمصلين 
إلى أن عد مقامات كثيرة في ذلك كله يقول: فلم أر لي معهم قدماً فقلت : يا رب كيف الطريق 
إليك ؟ فقال : اترك نفسك وتعال فاختصر له الطريق وهى ألطف كلمة وأخصر ما في الباب» فلا 
ترك نفسه قام الحق معه» وهذه أقرب الطرق . 

م قال المصنف رجه الله : ( وكيف يستبعد هذا وقد يتكلف الإنسان تناول طعام 


۲۰ ........ كتاب الأذكار والدعوات / الباب الأول 


طعام یستبشعه أولاً ویکابد أکله ويواظب عليه فيصير موافقاً لطبعه حتی لا يصبر عنهء 
فالنفس معتادة متحملة لما تتكلف : 

هي النفس ما عودتها تتعود 

أي ما كلفتها أولاً يصير مما طبعاً آخراً. ثم إذا حصل الانس بذكر الله سبحانه 


يستبشعه ) أي يجده بشعاً كرا ( أولاً ) أي في أول الأمر ( ويكابد أكله ويواظب عليه ) أي 
يدام ( فيصير موافقاً لطبعه ) مازجاً لزاجه ( حت لا يصبر عنه» فالنفس معتادة متحملة 
ما تتكلف ) أي لا تحمل تكلفاً ( وقد قيل ) فما مضى : 
( هي النفس ما جلتها تتحمل ) 
وفي بعض النسخ: « ما عودتها تتعود » وهو قول المتني » ومثله قوله : 
لکل امری من دهره ما تعودا 

(أي ما كلفتها أولاً يصير هما طبعاً آخراً) وربا يفهم من سياق المصنف في قوله: حق 
يكابد ويحاهد أن المراد به الرياضة المعروفة للسادة الصوفية من الصوم والخلوة وإمالة النفس عن 
الشهوات الألوفة كا هو الشأن عند الأكثرين في مبدأ السلوك العام وهو صحيح في نفسه» ولكن 
ينبغي أن تعرف أن الرياضة بالوجه المذكور إنما اشترطها الحكاء لتخلو أفكارهم للتلقي عن 
الروحانيات» فإن الروحانيات لا تعطيهم آثارها إلا بفراغ المحل واستعداده وتوجهه إلى أفقهم. 
وأما العارفون بالله تعالى فإنهم علموا أن الأشياء كلها نسبتها إلى الحق نسبة واحدة فهم يشهدونه 
سبحانه في كل شيء ولا يحجبهم عنه شيء »و مذا جاءت الشرائع بالأمر العام فأثبت كل أحد على 
أصله إذ لكل نوع منهم أصل إلى الحق فافهم ذلك . 

وإلى ذلك أشار الشيخ شهاب الدين السهروردي في أجوبة أسئلة وردت له من مشايخ خراسان 
هو أن الخلوة معينة على دفع آفات النفس ومعرفة الزيادة والنقص » وقد يترقى المريد بنفس الشيخ 
وصحبته من غير أن ينحبس في بيت مظام بل يسري إليه من باطن الشيخ ما يستغني به عن الخلوة» 
لكن الخلوة تصلح لبعض المريدين غير أني لا أحب للمريد أن يترك الصلاة في جاعة» بل يحضر 
الفرض ويرجع إلى خلوته حى لا تكون خلوته رهبانية » وأما من ترك الجماعة وزعم أنه في الخلوة 
وإن خرج يتشوّش عليه خاطره وتتفرق جعيته » فهذا ضال خطی نعوذ بالله منه» ومن يعسن له 
ذلك فهو عين الضلال واتباع المحال بل ببر كة المتابعة وابتغاء فضل الجاعة يعود عليه من الفتح 
والنور اجل ما فاته في خلوته اه. 

( م إذا حصل الأنس بذكر الله عز وجل ) وألغه ألفة تامة ( انقطع عن غير الله تعالى ) 
وعن نفسه» فإنها غير الله تعالى وهو المعبر عنه عندهم بالفناء وكل مشهد يعتمد الحق فيه بينك 
وبينه ذكر الأغيار أو ذكر نفسك. وتزعم أن ذلك قرب فليس ذلك بقرب لكنك جاور غير 


كتاب الأذ كار والدعوات / الباب الأول FEN e E‏ 


انقطع عن غير ذكر الله وما سوى الله عز وجل هو الذي يفارقه عند الموت» فلا يبقى 
معه في القبر أهل ولا مال ولا ولد ولا ولاية ولا يبقى إلا ذكر الله عز وجل » فإن كان 
قد أنس به تمتع به وتلذذ بانقطاع العوائق الصارفة عنه إذ ضرورات الحاجات في الحياة 
الدنيا تصد عن ذكر الله عز وجل ولا يبقى بعد الموت عائقء فكأنه خلى بينه وبين 
حبوبه فعظمت غبطته وتخلص من السجن الذي كان منوعاً فيه عا به أنسه. ولذلك قال 
٠ :‏ إن روح القدس نفث في روعي أحبب ما أحببت فإنك مفارقه » أراد به كل ما 


ئن في المقام » فإن القرب الإلمي يذهب الأكوان والأعيان إذا كنت فيه كائناًء وتحقيق هذا 
المقام ان البعد بعدان: بعد الحقائق وبعد المسافات » فبعد المسافات يتصور بعد القرب» واما بعد 
الحقائق فلا يتبدل أبداً فإذا أقامك الحق في مشهد وأشهدك نفسك فأنت في عين البعد لأنك كون 
وأين الكون من الحق » فبينه) البعد البعيد . لكن لك حقيقة المجاورة المعنوية وهي أنه ليس بينك 
وبينه تعالى أمر زائد كا ليس بين الجوهرين المتجاورين حيز ثالث . ولله المثل الأعل » ولا يكون في 
هذا المقام إلا المحققون. وأما أرباب الأحوال من الصوفية فلهم الفناء عن أنفسهم » فالمحقق أثبت 
الرب والبعد وهو المتحقق » فإذا انتفى البعد في حق العارف فذلك بالوقت هو صاحب حال لا 
صاحب تحقيق » فتأمل . 

( وما سوى الله تعالى هو الذي يفارقه عند الموت» فلا يبقى معه في القبر أهل ولا مال 
ولا ولد ولا ولاية ) على شيء ( ولا يبقى معه إلا ذكر الله سبحانه) وما والاه» وما ورد في 
الخبر « إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث ». الحديث . فإن المراد عمله الدنيوي وهو من 
عالم املك وأما ذكر الله فهو من عام الملكوت فهو كالمستثنى في الأعال» ( فإن كان قد انس به 
تمتع به وتلذذ بانقطاع العوائق الصارفة عنه إذ ضرورات الحاجات في الحياة الدنيا تصد عن 
ذكر الله عز وجل ولا يبقى بعد الموت عائق فكانه يخلي بينه وبين محبوبه ) الذي ألغهء 
( فعظمت غبطته وتخلص من السجن الذي کان منوعا فيه عا به انسه) . 

قال الشيخ الأكبر قدس سره: من عرف شيئاً تعلقت همته بطلبه كان له إما عاجلاً وإما 
آجلا» فإن ظفر به کان ذلك اختصاصا واعتناء . وان م یظفر به في حیاته معجلا کان مدخرا له 
بعد المغارقة قد يناله بعد المفارقة ثم ضرورة لازمة» ومن م يتحقق منها في هذا الموطن لم يظفر › م 
وإنغا سمي يوم القيامة يوم التغابن مذا إذ ينقطع الترقي وإنما يكون الترقي تم في نفس المقام الذي 
حصله المكلف ههنا . وقال أيضاً قدس سره: ينبغى للعبد أن يستعمل همته في الحضور في مناماته 
بحیث یکون حاکاً على خیاله یصرفه بعقله نوماً كا كان يحكم عليه يقظة» فإذا تحقق للعبد هذا 
الحضور وصار خلقاً له وجد ثمرة ذلك في البرزخ وانتفع به جداً فليهتم العبد بتحصيل هذا القدر 
فإنه عظم الفائدة. 


( ولذلك قال َل « إن روح القدس نفث في روعي أحبب ما أحببت فإنك مفارقه » ) 


۲ كتاب الأذكار والدعوات / الباب الأول 


يتعلق بالدنيا فإن ذلك یفنی في حقه بالموت ف کل من علیها فان« ویبقی وجه 
ربك ذو الجلال والإكرام) [ الرحمن: ٠۲٠‏ ۲۷ ] وإنما تفنى الدنيا بالموت في حقه إلى 
أن تفنى في نفسها عند بلوغ الكتاب أجله . وهذا الإنس يتلذذ به العبد بعد موته إلى أن 
ينزل في جوار الله عز وجل ويترقى من الذكر إلى اللقاء . وذلك بعد أن يبعثر ما في 
القبور ويحصل ما في الصدور . ولا ينكر بقاء ذكر الله عز وجل ومعه بعد الموت فيقول: 
إنه أعدم فكيف يبقى معه ذكر الله عز وجل ؟ فإنه م يعدم عدماً ينع الذ كر بل عدماً 
من الدنيا وعام املك والشهادة لا من عام الملكوت . وإلى ما ذكرناه الإشارة بقوله ي : 
تقدم ذلك في الباب السابع من كتاب العام بلفظ « أحبب من أحببت » وتقدم أنه رواه الطبراني في 
الأوسط والأصغر من حديث على بسند ضعيف. ( أراد به كل ما يتعلق بالدنيا ) من الأكوان 
والألوانء ( فإن ذلك يفنى في حقه بالموت) ولا يبقى ( ف كل من عليها فان ) أي 
هالك ومضمحل بالكلية ( ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) ) فمن تعلقت همته 
بکون من الا کوان کائنا ما کان فهي مع غير الله تعالی فلا بد من دفع ذلك عنها وتعلیقها به تعالی 
وحده الذي من صفته البقاء المطلق » وأنه ذو الجلال والاإكرام ( وإنما تفنى الدنيا بالموت في 
حقه إلى أن تفنى ) هي ( في نفسها عند بلوغ الكتاب أجله) المحتوم. ( وهذا الانس) 
بامذ كور ( يتلذذ به العبد بعد موته إلى أن ينزل في جوار الله عز وجل ويترقى من الذ كر 
إلى اللقاء ) وإنما عبر عنه بالترقي لان الذكر حجاب عن المذ كور بمنزلة الدليل » والدليل متى 
أعطاك المدلول سقط عند تحققك بالمدلولء وكذلك الذكر فمتى كنت مع المذ كور فلا ذكر وهذا 
هو اللقاء . ( وذلك بعد أن يبعثر ما في القبور ويحصل ما في الصدور ) من النيات والممم» 
فالعبد مع نيته وهمته فهي تجذبه وترفعه إلى حلها منه. ( ولا ینکر بقاء ذ کر الله عز وجل معه 
بعد الموت فيقول إنه أعدم فكيف يبقى معه ذكر الله عز وجل فإنه م يعدم عدماً بمنع 
الذكر بل عدماً من عام الدنيا وعالم ا لملك و ) عا ( الشهادة لا من عام الملكوت ) الذي هو 
الغبب المختص . 

وسئل الشيخ الأ كبر قدس سره عن قول المصنف رجه الله تعالى : إذا صار السالك في سماء الدنيا 
أمن خاطر الشيطان وعصم منه؟ فأجاب: ههنا تحقيق ينبغي أن يتفطن له» وذلك أن القول إغا 
يثبت إذا صار الجسد فوق سماء الدنيا إذا مات الإنسان وانتقلت نفسهء وأما إذا كان في عالم 
الكشف. وكذا كشف السموات فإنه فيها بروحانيته فقط وخياله متصل » وللشيطان موازين يعام 
بها أين مقام العبد في ذلك المشهد فيظهر من مناسبات المقام ما يدخل عليه الوهم والشبهة» فإن 
كان عند السالك ضعف اخذ عنه وتحقق بالجهل ونال الشيطان منه غرضه في ذلك الوقت. وإن 
کان عارفاً أو على ید شيخ محقق » فان تم سلو کا یثبت به ما جاء به الشیطان ویستوفیه م پأخذ منه 
فيصير ذلك المشهد الشيطاني مشهدا ملكياً ثابتاً لا يقدر الشيطان أن يدفعه فيذهب خاسرا خاسئاً» 
ومنهم من أخذ من العدو ما أتى به ويقلب عين ذلك الشبه فيرده خالصاً أبريزاً اه. 


كتاب الأذ كار والدعوات / الباب الأول TE O SERS‏ 


«القبر إما حفرة من حفر النار أو روضة من رياض الجنة ». وبقوله مله : « أرواح 
الشهداء في حواصل طيور خضر » وبقوله به لقتلى بدر من المشر كين ٠:‏ يا فلان يا 
فلان وقد سا هم الني له هل وجدتم ما وعد ربكم حقاً؟ فاي وجدت ما وعدي ري 
حقاً > فسمع عمر رضي الله عنه قوله وله فقال: با رول اله كنف بسمغون :وان 
يبون وقد جيفوا ؟ فقال برل : والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع لكلامي منهم ولكنهم 
لا يقدرون أن يجيبوا ». والحديث في الصحيح . هذا قوله عليه السلام في المشر كين فأما 
امؤمنون والشهداء فقد قال به  :‏ أرواحهم في حواصل طيور خضر معلقة تحت 
العرش ». وهذه الحالة وما أشير بهذه الألفاظ إليه لا ينافي ذكر الله عز وجل . وقال 


( وإلى ما ذكرناه الإشارة بقوله ميه «القبر إما حفرة من حفر النار أو روضة من 
رياض ال جنة » ) قال العراقي : رواه الترمذي من حديث أي سعيد بتقدم وتأخیر » وقال : غریب . 

قال العراقي : قلت : فيه عبيد الله بن الوليد الوصافي ضعيف اه. 

قلت : و كذلك رواه الطبراني من حديثه بتقد وتأخير بسند ضعيف» ورواه أيضاً في معجمه 
الأوسط في ترجة مسعود بن محمد الرملى من حديث أي هريرة وسنده ضعيف أيضاً . 

( وبقوله ْله « أرواح الشهداء في حواصل طير خضر » ) وني نسخة ١‏ طيور خضر تعلق 
من نمر الجنة ». رواه الترمذي عن كعب بن مالك رضي الله عنه» رواه مسام من قول أي مسعود 
وسبأتي قريباً. 

( وبقوله ب لقتلى بدر من المشر كين ) وقد سحبوا في قليب بدر: ( «يا فلان يا فلان 
وقد ساهم الني بيه بأسائهم ) وأسماء آبائهم ( هل وجدتم ما وعد ربكم حقاً) من القتل 
والخزي E SL‏ 
( رضي الله عنه قوله عو ی فقال یا رسول الله : کیف يسمعون وأنی ڪبیبون وقد جيفوا) آي 
صاروا جيفة وانتنوا ؟ ( فقال ب : والذي نفسي بيده ما أن بأسمع لكلامي م منهم ولکنهم لا 
یقدرون أن يبوا » والحديث في الصحيح) أي رواه مسام في صحيحه من حدیث أنس 
( هذا قوله عليه السلام في المشر كينء وأما المؤمنون والشهداء فقد قال مَل « إن 
أرواحهم في حواصل طير خضر معلقة تحت العرش» ) اما المؤمنون» فرواه ابن ماجه من 
حديث كعب بن مالك « أن أروا ح المؤمنين في طبر خضر تعلق بشجر الجنة » . ورواه النسائي بلفظط 
EE DEE BET‏ 
الجنة » وقال: حسن صحيح وقد تقدم للمصنف قريباً . وأما الشهداء : فرواه مسام من حديث أي 
مسعود ولم یرفعه وسیذ کر قریباً. 

( وهذه الحالة وما أشير بهذه الألفاظ إليه لا ينافي ذكر الله عز وجل . وقال الله عز 


۲4 كتاب الأذكار والدعوات / الباب الأول 


تعالى : 8 ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون» فرحين با 
آتاهم الله من فضله ویستبشرون بالذين يلحقوا بهم من خلفهم € [ آل عمران: 
١۷٠١-۹‏ ] الآية . ولأجل شرف ذ كر الله عز وجل عظمت رتبة الشهادة لأن المطلوب 
الخاتمة » ونعني بالخاتمة وداع الدنيا والقدوم على الله والقلب مستغرق بالله عز وجل منقطع 
العلائق عن غيره » فإن قدر عبد على ان يجعل همه مستغر قا بالله عز وجل فلا يقدر على ان يوت 
على تلك الحالة إلا في صف القتال » فإنه قطع الطمع عن مهجته وأهله وماله وولده بل 
من الدنیا كلها فإنه یریدها لحیاته وقد هون على قلبه حیاته في حب الته عز وجل وطلب 
مرضاته فلا تجرد لته أعظم من ذلك ولذلك عظم أمر الشهادة وورد فيه من الفضائل ما 
لا حصى . فمن ذلك أنه لما استشهد عبدالله بن عمرو الأنصاري يوم أحد قال رسول الله 
م لجابر : « ألا أبشرك يا جابر ! قال: بلى بشرك الله بالخير . قال: إن الله عز وجل 


وجل ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربمم يرزقون » فرحين ها 
آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين ) يلحقوا بم € الآية ) . رو مسلم عن أي مسعود 
البدري رضي الله عنه أنه سئل عن هذه الآية فقال U‏ : « أرواحهم في 
جوف طبر خضر » فلم يسم فيه النبي بيه » وني رواية الترمذي « أما أنا قد سألنا عن ذلك فأخبرنا 
وذكر صاحب مسند الفردوس ع ( ولأجل شرفهم ) أي 
الشهداء ( بذ كر الله تعال لمت رة االهادة) عل رها ففي الصحيح : : فوددت « أي 
أحيى فأقتل ثم أحيى فأقتل » ( لأن المطلوب) الأعظم (الخاتمة ) فإن حسنت قبلت الأعال 
كلها . ( ونعني بالخاتمة ) هنا ( وداع الدنيا) وتركها وما يتعلق بها وراء ظهره ( والقدوم على 
الله عز وجل ) بكمال همته ( والقلب مستغرق بالله تعالى منقطع العلائق عن غيره) » وذلك 
بمراعاة الأنفاس الصاعدة مع الله تعالى . وهذه أعلى المراتب ودون ذلك من يراعي ساعاته» وأقل 
العارفين رتبة من يراعي يومه وذلك أقل الدرجات» فهذا معنى الاستغراق بالل . 

( فإن قدر عبد على أن يجعل همه ) كله بعد ضمه عن التشتت ( مستغرقاً بالله تعالى ) 
تار كا ما سواه» وهذا الاستغراق يحصل بتهيئة المحل لما يجب عليه للربوبية وقطع العلائق الحسية 
والمعنوية» ومتى حصل له ذلك ( فلا يقدر على أن يموت على تلك اخالة إلا في صف القتال ) 
مع أعداء الحق » ( فإنه قد قطع عند ذلك الطمع عن مهجته ) أي نفسه ( وأهله وماله وولده» 
بل من الدنيا كلها فإنه يريد إماتته في الشرع وقد هون على قلبه حياته في حب الله عز 
وجل وطلب مرضاته ولا تجرد لله أعظم من ذلك في الشرع» ولذلك عظم أمر الشهادة) 
ونوه بشأنها ( وورد فيها من الفضائل ما لا بحصى»ء فمن ذلك أنه لما استشهد عبد الله ) 
السلمي ( الأنصاري ) والد جابر رضي الله عنها ( يوم أحد قال رسول الله ل لجابر ابنه 
« ألا أبشرك يا جابر! قال : بلى بشرك الله بالخبر . قال: إن الله عز وجل أحيا أباك وأقعده 


كتاب الأذ كار والدعوات / الباب الأول HO A ON O‏ 


أحيا أباك فاقعده بین یدیه ولیس بینه وبینه ستر فقال تعالی : تمن علي يا عبدي ما شئت 
أعطيكه ؟ فقال : يا رب أن تردني إلى الدنيا حتى أقتل فيك وفي نبيك مرة أخرى . فقال 
عز وجل : سبق القضاء مني بأنهم إليها لا يرجعون ». ثم القتل سبب الخاتمة على مثل هذه 
الحالة فإنه لو لم يقتل وبقي مدة ربا عادت شهوات الدنيا إليه وغلبت على ما استولى على 
قلبه من ذكر الله عز وجل » ومذا عظم خوف أهل المعرفة من الخاتمة » فإن القلب وإن 
لزم ذ كر الله عز وجل فهو متقلب لا يخلو عن الالتفات إلى شهوات الدنيا ولا ينفك 
عن فترة تعتريه فإذا تمثل في آخر الحال في قلبه أمر من الدنيا واستولى عليه وارتحل عن 
الدنيا والحالة هذه فيوشك أن يبقى استيلاؤه عليه فيحن بعد الموت إليه ذلك ويتمنى 
الرجوع إلى الدنيا وذلك لقلة حظه في الآخرة إذ يوت المرء على ما عاش عليه ويحشر 


بین یدیه ولیس بینه وبینه ستر فقال الله تعالی: تمن علي يا عبدي ما شئت أُعطیکه . فقال يا 
رب: تردني إلى الدنيا حتى أقنل فيك وفي نبيك) له ( مرة أخرى . فقال الله عز وجل: 
سبق القضاء مني أنهم إليها لا يرجعون» ) قال العراقي : رواه الترمذي وقال: حسن» وابن 
ماجه والجام وصحح إسناده من حديث جابر اه. 

م ( إن القتل سبب الخاتمة على مثل هذه الحالة ) المرضية » ( فإنه لو م يقتل وبقي مدة) 
من الزمان ( ريما عادت شهوات الدنيا ) إليه ( وغلبت على ما استولى على قلبه من ذ كر الله 
تعالى ) فبعد أن كان مؤهلاً للرتبة العلية والحضور مال عنها وتشاغل بالحظوظ فذلك دليل 
الخذلان نعوذ بالله من ذلك» ( ومذا عظم خوف أهل المعرفة ) بالله تعالى ( من سوء الخاتمةء 
فإن القلب وإن ألزم ذ كر الله تعالى فهو متقلب ) وإليه الإشارة بقول القائل : 

وما سمى الاأنسان إلا لأنسه وماالقلب إلا أنه يتقلب 


فهو إذاً (لا يخلو عن الالتفات إلى شهوات الدنيا) ولذاتماء ( ولا ينفك عن فترة 
تعتريه ) فلكل عمل فترة» كا ورد في الخبر : فالفترة تكون من الأعمال وأما الوقفة فإنها تكون في 
الأموال. وسبب الوقفة إهمال حكم الحال والإخلال بشيء من شروط الحال» وموجب الإخلال 
والإهمال لنقصان عام الحال ونقصان عام الحال لنقصان عام القيام» وهذا النقصان هو الفتور عن 
المراقبة. ( فإذا تمثل في آخر الحال في قلبه أمر الدنيا واستولى عليه وارتحل عن الدنيا على 
هذه الالة فيوشك أن يبقى استيلاؤه عليه فيحيا بعد الموت على ذلك ويتمنى الرجوع إلى 
الدنيا وذلك لقلة حظه في الآخرة إذ يوت المرء على ما عاش عليه ويحشر على ما مات 
عليه ) . وقد روى ابن ماجه والضياء في المختارة عن جابر رفعه ١‏ يحشر الناس على نياتهم ». وقال 
الشيخ الأكبر قدس سره: والناس إنما يجحشرون يوم القيامة على قدر معرفتهم بالله الحاصلة في 
نفوسهم لا على قدر معرفتهم بطريق المعرفة والعام. 


A ۲۲۹‏ كات الاد كار والدعوات 7 البات: الأول 


على ما مات عليه فأسام الأحوال عن هذا الخطر خاتمة الشهادة إذا م يكن قصد الشهيد 
نيل مال أو أن يقال شجاع أو غير ذلك. كا ورد به الخبر بل حب الله عز وجل واعلاء 
کل دة الحالة هي التي عبر عنها ب إن الله اشترى من المؤمنين أنضسَهّم وأمواهم 
بأن هم الجنة € [ التوبة : ١١١‏ ] ومثل هذا الشخص هو البائع للدنيا بالآخرة. وحالة الشهيد 
توافق معن قولك لا اله إلا الله فانه لا مقصود له سوی الله عز وجل و کل مقصود معبود و کل 
معبود إله فهذا الشهيد قائل بلسان حاله : « لا إله إلا الله » إذ لا مقصود له سواه. ومن يقول 
ذلك بلسانه ولم يساعده‌حالهفأمرە في مشيئةاللەعزوجلولايۇمن في حقه 
الخطر . ولذلك فضل رسول النه ب قول لا إله إلا الله على سائر الأذكار » وذكر ذلك 


( وأسام اللأحوال من هذا الخطر ) العظم ( خاتمة الشهادة) في سبيل الله ( إذا م يكن قصد 
الشهيد نيل مال ) من الغنيمة ( أو أن يقال شجاع أو غير ذلك) والحمية والعصبية ( كا ورد 
به الخبر بل ) حض ( حب الله تعالى وإعلاء كلمته) . 

روى البخاري ومسام من حديث أي موسى الأشعري رضي الله عنه قال « جاء رجل إلى الني 
مخ فقال : الرجل يقاتل للمغنم والرجل يقاتل للذ كر والرجل يقاتل يرى مكانه في سبيل الله قال : 
من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله » قاله العراقي. قلت : وكذلك رواه أحد 
وأبو داود والترمذي وابن ماجه والنسائي . ۰ 

( فهذه الحالة هي التي عبر عنها ب إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموامم بأن هم 
الجنة# ) الآية ( ومثل هذا الشخص هو البائع للدنيا بالآخرة) وف الآية إشارة إلى أن الزكاة 
في النفوس اكد منها في الأموال» ومذا قدمها الله في الشراء . فالعبد ينفق في سبيل الله نفسه 
وماله. ( وحالة الشهيد توافق معنى قولك: لا إله إلا الله فإنه لا مقصود له) أي للشهيد 
( سوی الله عز وجل ) أي حبه وإعلاء کلمته ( ولا معبود له سواه وکل مقصود ) إلیه في 
الحقيقة ( معبود ) أي مستحق هذا الوصف ( وكل معبود إله )حق» وقال مشايخنا النقشبندية : 
معنى ١‏ لا إله » نفي الإلمية الطبيعية « وإلا الله » إثبات المعبود باحق » وقال بعضهم : بل يتصور في 
النفي لا معبود » والمتوسط يلاحظ لا مقصود والمنتهى لا موجود وما م ينته السير إلى الله بوضع 
القدم في السير في الله تكون ملاحظته لا موجود إلا الله كفراء ( فهذا الشهيد قائل بلسان حاله 
«لا إله إلا الله » إذ لا مقصود له سواه» ومن يقول ذلك بلسانه ) أي ينفي المقصودية من 
غيره ویثبتها له تعالى ( ولم يساعده حاله ) لعارض الوقفة ( فأمره في مشيئة الله عز وجل إن 
شاء آخذه وإن شاء عفا) عنه ( و )لكن (لا يؤمن في حقه الخطر ) لخالفة حاله موطنه» 
( ولذلك فضل رسول الله ن قول « لا إله إلا الله » على سائر الأذكار ) . قال العراقي : رواه 
الترمذي وحسنه» وابن ماجه والنسائي في اليوم والليلة من حديث جابر رفعه « أفضل الذ كر لا إله 
الا الله » اه. 


كتاب الآأذ كار والدعوات / الباب الأول IN OE‏ 


مطقا في مواضع الترغيب » ثم ذ كر في بعض المواضع الصدق والاخلاص فقال مرة: ١‏ من 
قال لا إله إلا الله خلصاً » ومعنى الاخلاص مساعدة الحال للمقال. فنسأل الله تعالى 


قلت : وتام الحديث « وأفضل الدعاء الحمد لله » أخرجه الترمذي والنسائي : في الكبرى جيعاً 
عن حى بن حبيب قال : حدثنا موسى بن إبراهي المدف» عن طلحة بن خراش» عن جابر بن عبد 
الله رضي الله عنهها قال: قال رسول الله ل فذكره. وأخرجه ابن حبان عن ممد بن على 
الأنصاري عن يجيي بن حبيب . وأخرجه ابن ماجه عن عبد الرحمن بن إبراهي والحام من رواية 
إبراهيم بن المنذر كلاهما عن موسى بن إبراهي. قال الترمذي : حسن غريب لا نعرفه إلا من 
حدیث موسی » وقد روی على بن المدينى وغيره هذا الحديث عن موسى» قال الحافظ : ولم أقف في 
موسى على تجريح ولا تعديل إلا أن ابن حبان ذكره في الثقات وقال : يخطى وهذا عجب منه لأن 
موسی مقل فإذا کان يخطى مع قلة روايته فكيف يوثق ویصحح حدیثه» فلعل من صححه أو 
حسنه تسمح لكون الحديث من فضائل الأعال» والله أعام . 

( وذكر ذلك مطلقاً ) أي من غير قيد ( في مواضع الترغيب ) وهي كثيرة. 

فمن ذلك ما رواه الحا عن إسحاق بن أبي طلحة عن أبيه عن جده من قال « لا إله إلا الله 
وجبت له الجنة ». 

ومنه ما رواه أحمد والبزار والطبراني من حديث أي الدرداء « من قال لا إله إلا الله دخل 
الجنة. قال أبو الدرداء : وإن زنى وإن سرق. قال: وإن زنى وإن سرق وفي الثالثة على رغم أنف 
أبي الدرداء ». ورواه الطبراني في الأوسط عن سلمة بن نعم الأشجعي . 

ومنه ما رواه الخطیب عن أنس « من قال لا إله إلا الله طلبت ما في صحيفته من الحسنات ». 

ومنه ما رواه ابن شاهين عن أي هريرة « من قال لا إله إلا الله كتب له عشرون حسنة» 
الحديث. 


( م ذكر ذلك في بعض المواضع ) مقيداً ( مع الصدق واللإخلاص فقال مرة ١‏ من قال لا 
إله إلا الله مخلصاً) دخل الجنة» تقدم ذكره قريباً في فضيلة التهليل » ( ومعنى الإخلاص 
مساعدة الحال للمقال ) أي بأن يكون حاله مساعداً لقاله» وقاله موافقاً لحاله. وقد جاء في 
إحدى روايات هذا الحديث زيادة وهي : قيل وما إخلاصها؟ قال « أن تحجزه عن محارم الله 
تعالى » وني رواية أخرى « أطاع بها قلبه وذل بها لسانه ». أخرجها الطبراني في الأوسط عن سعد بن 
عبادة» وفي أخرى « لا يريد بها إلا وجهه أدخله الله بها جنات النعم ». أخرجها الطبرافي عن ابن 
عمر وهو في معنى الإخلاص . 

وروى ابن النجار عن عقبة بن عامر» عن ألي بكر رضى الله عنها « من قال لا إله إلا الله 
يصدق لسانه قلبه دخل من أي أبواب الجنة الثانية شاء ». 1 


۲۲۸ ....... كتاب الأذكار والدعوات / الاب الأول 


أن يجعلنا في الخاتمة من أهل لا إله إلا الله حالاً ومقالاً وظاهراً وباطناً حتى نودع الدنيا 
غير ملتفتين إليها بل متبرمين بها وحبين للقاء الله » فإن من أحب لقاء الله تعالى أحب الله 
لقاءه» ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه. فهذه مرامز إلى معاي الذكر التي لا يكن 
الزيادة عليها في عام المعاملة. 

( فنسأل الله تعالى أن يجعلنا في الخاتمة من أهل لا إله إلا الله حالاً) وذوقاً ومشهداً 
( ومقالاً وظاهراً وباطناً حتى نودع الدنيا ) ونتركها ( غير ملتفتين إليها ) أي إلى زخاريفها 
( بل متبرمين بها وتحبين للقاء الله عز وجل» فإن من أحب لقاء الله سبحانه أحب الله لقاءه» 
ومن كره لقاء الله عز وجل كره الله لقاءه) وهذا قد رواه الطيالسي وأحجد والدارمي 
والشيخان والترمذي والنسائي وابن حبان عن انس عن عبادة بن الصامت . ورواه احمد والشيخان 
والترمذي والنسائي عن عائشةء ورواه الشيخان عن أي موسی» ورواه مسام والنسائي عن اني 
هريرة. ورواه النسائي والطبراني عن معاويةء زاد أحد والنسائي في حديث أنس قالوا : يا رسول 
الله كلنا نكره الموت. قال « ليس ذلك كراهية الموت ولكن المؤمن إذا حضر جاءه البشير من الله 
ما هو صائر إليه فليس شيء أحب إليه من أن يكون قد لقي الله فأحب الله لقاءه وان الفاجر إذا 
حضر جاءه ما هو صائر إليه من الشر فكره لقاء الله تعالى فكره الله لقاءه » وقد جاءت هذه الزيادة 
بنحوها ني حديث عائشة عن عبد بن حميد . عن أنس» عن عبادة بن الصامت . وعند ابن ماجه عن 


عائشةء وعند أحمد عن رجل من الصحابة. 

( فهذه مرامز ) ولوامح ( إلى معاني الذكر ) ما ينحها ( لا ييكن الزيادة عليها في عام 
المعاملة ) . وهذه مسانحات من معاني الذ كر نختم بها هذا الباب. 

الأول : السالك إذا تعجل طلب الشهود في هذا الموطن وعلل همته واستجلب الفناء » فإنه قد 
تحصل له منازلات لكنه في الحقيقة سوء أدب ويفوته أكثر ما ناله . وتحقيق هذا المقام أن الله تبارك 
وتعالى أوجد العبد وجعل له هذه الدار دار تکليف أمره فيها بأوامر ونہاه عن نواه» فوظيفته إن 
کان عبداً امتثل ما أمر به واجتنب ما نہی عنه ویستعین العبد بربه في طلب التوفيق في الامتثال» 
وعلى العبد أن بى محله بأن لا يجعل في قلبه ربانية لغير ربه» فهو يجتهد في قطع العلائق التي تؤثر 
في عبوديته نقصاً ما هذا أهم ما عليه وقطعه ممذه العلائق هو تهيؤ المحل للقيام بحق الربوبية عنده 
تكملة وصفة العودية هذا شأن العبدء وأما نتائج ائتاره وعبوديته فلا يليق به طلبها وذلك راجع 
إلى ربه تعالى إن شاء عجله وإن شاء أجلهء فإاذا قعمد تعجيل النتائج في دار التكليف فقد أساء 
الأدب وعامل الموطن با لا تقتضيه حقيقته » فإذا استقام العبد في مقام العبودية وعجل له الحق 
نتيجة ما أو كرامة قبلها و كانت مطهرة من شوائب حظه وإن أجل الله تعالى له النتائج رضي عنه 
سبحانه » واعام أن الخبرة فما اختاره الله تعالى . والله أعم. 

الثانية: إعم أن الدنيا موطن العمل وتهي المحل والآخرة موطن النتيجة والثواب» فكا أن 
الآخرة ليست دار عمل» فكذلك هذه الدار ليست دار نتائج فلا يحب على المريد تهيؤ المحل» 


eee eee eens 


وأما النتائج فإنا أمامه في الدار الآخرة ولا يلزم من كون الإنسان لم يكشف له في هذا الموطن لأنه 
ناقص الاستعداد» ولیس له نصيب في هذا الأمر بل يقال أنه عند موته تهيأ حله وكمل 
استعدادهء ولا فرق بين من كوشف ذلك الوقت في ذلك الموطن وبين من كوشف طول عمره إنما 
هو تقد وتأخير » والله أعلم. 

الثالثة : قال بعض العارفين لا تذكرني بذ كرك فتحجب عني بك واذكرنفي بذكري» 
وتحقيق هذا أن ذكرك بك هو أن تذكره للتنزيه أو لمعنى من معاني الذكر وذكرك به هو أن 
تذكره لكونه أمرك بالذ كر » ومذا اختار العارفون الذ كر المفرد لكونه يعطيك معنى تتفرق بسببه 
ليكون الذ كر تعبداً حضاًء فمتى سبحته للتنزيه أو هللته لنفي الشريك وقصدت هذه المعاني 
المعقولة من ذلك فقد ذكرته به فتتحقق » والله أعام. 

الرابعة: هذه الأذكار والأوراد التي رتبها المشايخ لمريديهم وعاهدوهم بها فا يأخذون به 
أنفسهم» فاختلف فيه: فمنهم من كره ذلك لأن المريد فيها يبقى بجحكم العادة ير عليها بالطبع 
والغفلة وقلبه في محل آخر وإذا لم يتقيد بها وذكر الله تعالى متى وجد لذلك سبيلاً في أي وقت 
كان بحيث يعقل ذلك بجحضور وإقبال» فإنه جد أثره بجحضور همته ووجود عزيته خلاف الأول. 
وأما المعاهدات فلا يأمن متعاطيها وقوع الخيانة والأحسن به أن بأتي ما يأتي بغير معاهدة ويفعل 
الله ما يشاء والته أعام. 


الخامسة: اعام أن الفناء في الوصول أعلى لأن معه يصح التوحيد المجرد ومتى صحبه علمه بأنه 
موحده والبقاء في السلوك أعلى لأنه يفنى عا سوى المسلوك إليه» وهو في كل قدم يسلكها أعلى ما 
بعدها فتحققه بالفناء من غير قدمه الت هو سالكها» فإذا وكل إلى الحق سبحانه فنى فيه لا عنهء 
والله أعام. 

السادسة: ينبغي للسالك أن لا يحکم على الله بشيء ولو بلغ أعلى المراتب وأكملهاء وقال له 
رضيت عنك رضاي الأكبر » فبعد هذا كله لا يأمنه» بل ينبغي أن يعطي الألوهية حقها ولينظر 
إلى الخبر الذي ورد عن جبريل واسرافيل عليه السلام أنها كانا يبكيان فقال ما الحق وهو أعام : 
ما الذي يبكيكا ؟ فقالا : خوفاً من مكرك . فقال هما الحق سبحانه : كذلك فكوناء والله أعام. 


السابعة: هل الذاكر يصح له الاقبال على الحاضرين ومكالمتهم ويكون مع ذلك حاضراً في عام 
الباطن كحضوره في خلوته ؟ فالجواب : لا يصح ذلك لبتدىء ولا لنته . ألا ترى رسول الله م 
وهو سيد المرسلين كان إذا أتاه الوحي اشتد عليه إلى أن ينقضي ذلك ثم يسري عنه هذا مع كونه 
كان في خطاب ملكي» فكيف يكون الاستغراق في خطاب الحق» لكن المتمكن سريع الآخذ» 
فمن اشتغلت عنه وترکت اقباله عليك فلا تعام أين يكون في وقته ذلك » فحینئذ یأتیه وارده والله 
أعام . 


eeuueceennenennnuccnQnncnennnenennBcenanenennnenseneanennesnsennnenenenen ene nannnnn 


الثامنة: ينبغي للذاكر أن لا يشتغل بمعاني الذ كر بل بالذ كر ويجعله معتمده ولا يعقل معناه» 
ويقول هذه عبادة أمرت بها فأنا متثل الأمر فإذا اعتقد الذاكر ذلك كان الذ كر يعمل بخاصيته 
وما تقتضيه حقيقته » والله أعام. 

التاسعة : الشوق أول منازل السعادة ولا يحصل إلا بطريق المواهب» ومتى حصل الثرق جذب 
إلى الفناء عن الاكوان. والته أعام. 

العاشرة: إذا عام امريد من الأحكام ما لا بد له منهء فالأولى به الانقطاع إلى الله ودوام التبة 
إلا أن يكون غير متأبد على الحق الصرف ونفسه لا تحيبه على الدأب على العمل والذ كر وتنازعه 
بالفتور ومطالبة البطالة ء فعند ذلك يجعل سهم البطالة الاشتغال بشيء من العام من قبل فروض 
الكفايات ليكون تبتله عزيمة واشتغاله رخصة والله أعلم. 


كتاب الأذ كار والدعوات / الاب الثاني TEES‏ 


الباب الثاني 
في آداب الدعاء وفضله وفضل بعض الأدعية المأثورة وفضيلة الاستغفار 
والصلاة على رسول الله بل : 
فضبلة الدعاء: 


الباب الثاني 


في آداب الدعاء وفضل بعض الأدعية المأثورة 
وفضيلة الاستغفار وفضيلة الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسام 


فضلة الدعاء: 

ولنذكر قبل الشروع في هذا الفصل بيان حقيقة الدعاء لغة وشرعآًء وقد تقدم 
لنا في الباب الذي قبله أن الدعاء من الألفاظ المشتركة فذكرت هناك إجالاً من غير 
ذ كر الشواهد» والآن أذ کره مع الشواهد أما لغة فأصل هذه الكلمة مصدر من دعوت الشيء 
ادعوه دعاء اقاموا المصدر مقام الاسم . تقول: سمعت دعاء کا تقول سمعت صوتا ویطلق ویراد 
به التوحید» کا في قوله الله تعالى وأنه لا قام عبد الله يدعوه) [ الجن : ٠١‏ ] وقوله: ان 
الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم# [ الأعراف: ۱۹١‏ ] ويطلق ويراد به الاستغاثة» ومنه 
وادعوا شهداء ۶ من دون الله ) [ البقرة: ۲۳ ] أي استغيثوا ویطلق ویراد به النداء» ومنه قوله 
يوم يدعو فتستجيبون بحمده) [الإسراء : 0۲ ] وقوله 3 قالت إن أي يدعوك ليجزيك ) 
[ القصص : ٥۵‏ ] ومنع القرافي كونه هنا بمعنى الطلب لاستحالته. قال الزر كشي : ولیس ک) قال 
لصحة يطلبك ليجزيك ويطلق » ويراد به السؤال والطلب وهو المراد هناء ومنه قوله [وقال ربكم 
ادعوني أستجب لكم [ غافر : 1٠‏ ] وهو في الأصل مصدر » وأما حقيقته اصطلاحاً فمعنى قائم 
بالنفس وهو نوع من أنواع الكلام النفسي» وله صيغ تخصه في الإيجاب أفعل» وف النفي لا تفعل» 
وقد اجتمعا في قوله [ربّنا لا تؤاخذنا إن نسينا © [ البقرة: ۲۸٠‏ ] الآية . وقال الخطاني : حقيقة 
الدعاء استدعاء العبد ربه العناية واستمداده إياه المعونة» وحقيقته اظهار الافتقار إلبه والبراءة من 
الحول والقرة التى له وهو بسمة العبودية وإظهار الذلة البشريةء وفيه معنى الثناء على الله تعالى» 
وإضافة الجود والكرم إليه» وإذا عرفت ذلك فاعام أن في فضل الدعاء وردت آيات وآثار دالة على 
انه مطلوب شرعا والرد على من قال لا فائدة فيه مع سبق القدر . 


ARA rr‏ الا کان والدعو ات الاب الفاق 


قال الله تعالى  :‏ وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان 
فليستجينُوا لي €[ البقرة ۱۸١:‏ ] وقال تعالى : 3 ادعُوا ركم ضرعا وحْفية إنه لا حب 


أما الآيات: ( قال الله عز وجل وإذا سألك عبادي عني فإني قريب ) أي : فقل همم إفي 
قريب ففيه اضمار وهو تمثيل لكال علمه بأفعال العباد وأقوالمم واطلاعه على أحوام بجال من كان 
قريباً مکانه منهم » روي أن اعرابياً قال لرسول الله ْله : أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه ؟ 
فنزلت هذه الآية : ( أجيب دعوة الداع إذا دعان 4 ) تقرير للقرب ووعد الداعي بالإجابة قرأ 
أهل المدينة غير قالون وأبو عمر وباثبات الياء فيهما في الوصل» والباقون بجحذفها وصلاً ووقفا 
( فليستجيبوا لي ) إذا دعوتهم للإيان والطاعة» كا أجيبهم إذا دعوني لهماتهم [ وليؤمنوا لي 
لعلهم يرشدون# [ البقرة: ۱۸١‏ ]. 

قال أبو عبد الله الزر كشى في كتاب الأزهية: وفي الآية لطائف : منها أنه جرت عادة القرآن 
حيث ورد لفظ السؤال جاء عقبه « قل » كقوله تعالى ويسألونك عن المحيض قل هو أذى) 
[ البقرة:٠۲۳‏ ] # يسألونك عن الانفال قل الأنفال) [ الأنفال: ١‏ ] وترك في هذا الموضع لفظ 
قل » للإشارة إلى رفع الواسطة بين العبد والرب في مقام الدعاء وفيه إشعار بالأستجابة الشريفة . 

ثانيها : إضافة العبد ١‏ بياء » التشريف يدل على أن العبد له. وقوله « قريب » يدل على أن الرب 
للعىد . 


الها : م يقل العبد قريب مني بل أنا منه قريب لأن العبد مكن الوجود فهو من حيث هو 
هو لا بد وأن يكون مر كز العدم وحضيض الفناء » فكيف يكون قريباً من القريب وهو الحق ؟ 
فالعبد لاييكنه القرب من الحق والحق بفضله وكرمه يقرب إحسانه منه» فلهذا قال 3 فإني 
قريب ومعنى القرب أنه إذا أخلص في الدعاء واستغرق في معرفة الله امتنع أن يبقى بينه وبين 
الحق واسطة وذلك هو القرب اه. 

قلت : وقال الشيخ الأ كبر قدس سره الطريق من الحق تعالى إلى الخلق هي على حكم واحد. 
قال تعالى : وهو معكم أينا كنع [الحديد : ٤‏ ] وقال تعاى وهو على كل شيء شهيد ) 
[ سبأً: ٤۷‏ ] لكن إغا الشأن أن يكون لطريقك أنت به تتصل لأنك أنت محل الحجاب فإذا 
زالت الحجب عنك وذهبت الغفلة حينئذ تتصف بالقرب من هذه المرتبة والمقام الذي هو مقام 
الصالحين والمقربين » فالقرب إنما هو قرب خصوص من مراتب مخصوصة وكذلك البعد» والذي 
يتقرب إليه إنغما هو مقام السعادة الخاصة التي جاءت بها الأنبياء عليهم الصلاة والسلام انتهى . وقد 
تقدم قريبا في بيان معاني الذ كر الكلام على القرب والبعد له شديد تعلق بهذا المقام فانظره. 

( وقال تعالى [ادعوا ربكم تضرعاً وخفية إنه لا بحب المعتدين € ) والمعنى :ادعوا ربكم 
ذوي تفرع واخفاء » فإن الإخفاء أقرب الى الاخلاص والمعتدون هم المتجاوزن في الدعاء 
بالإجهار فيه أو بالاسباب أو بطلب ما لا يقتضيه حاله وسيأتي الكلام عليه قريباً . 


كتاب الأذ كار والدعوات / الاب الثاني TE ESS Ss‏ 


المعتدين » [ الأعراف ٠٠:‏ ]ء وقال تعالى  :‏ وقال ربكم ادعوني أستجب لَكم إن الذين 
يَستکبرون عن عبادتي سید خلون جهتم داخرین ‏ [ غافر : 1۰ ]» وقال عز وجل : 3 قل 
ادعواالله أو ادع واالرّحن أا ما تدعوا فلَة الأساء الْحُسنى € [ الاسراء ٠٠١٠:‏ ] 


وقال عز وجل : # قل ادعوا الله أو ادعو الرحن أياً ما تدعوا فله الأسماء الحسنى € [ الإسراء : 
٠‏ ]1 نزلت حين سمع المشر کون رسول الله ل يقول : « يا الله يا رحن » فقالوا : إنه ينهانا أن نعبد 
إلمين وهو يدعو إا آخر. والمراد التسوية بين اللفظينء فإنها يطلقان على ذات واحدة وإن 
اختلف اعتبار اطلاقه| » والتوحمد إنما هو للذات الذي هو المعبود ١‏ والواو » للتخيير والتنوين في 
أي عوض عن المضاف « وما » صلة لتأكيد ما في « أي » من الابهام . كان أصل الكلام وايَاً ما تدعوا 
فهو احسن » فوضع موضعه فله الاساء الحسنى للمبالغة والدلالة على ما هو الدليل عليه وكونها 
حسنی لدلالتها على صفات الجلال والإكرام. 

وقال تعالى : [وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون 
جهنم داخرين ‏ ) قيل : معناه اعبدوني إثب لكم لقوله  :‏ إن الذين يستكبرون عن عبادتي) الآية 
و( داخرين ) صاغرين وإن فسر الدعاء بالسؤال لأن الإستكبار الصادر عنه منزل منزلته للمبالغة 
والمراد بالعبادة الدعاء. 

فإن قیل: ما وجه قوله تعالى أجيب دعوة الداعى إذا دعافي وقوله تعالى : $ ادعوني أستجب 
لكم© وقد يدعى كثيراً فلا يجيب ؟ قلنا : اختلفوا في معنى الآية الأولى قيل : معنى الدعاء الطاعة 
ومعنى الإجابة الثواب» وقيل : معنى الآيتين خاص وإن كان لفظها عاماً. تقديرها : أجيب دعوة 
الداعي إذا شئت» كا قال تعالى  :‏ فيكشف ما تدعون إليه إن شاء# [الأنعام : ٤١‏ ] وأجيب 
دعوة الداعي إن وافق القضاء وأجيبه إن كانت الإجابة خيراً له وأجيبه إن م يسأل الا . 

وروی ابن زنجویه ني فوائده عن عبد الله بن صالح » عن معاوية بن صالح » عن ربيعة بن يزيد » 
غن أي إدريس» عن أي هريرة رفعه قال : ١‏ يستجیب لأحدك ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم أو 
يستعجل . قالوا : ما الإستعجال يا رسول الله؟ قال : يقول قد دعوتك يا رب فلا أراك تستجيب 
لي يتحر عند ذلك فيدع الدعاء » وقيل : هو عام ومعنى قوله : « أجيب » أي أسمع . ويقال: 
بس في الآية أكثر من إجابة الدعوةء فأما إعطاء الأمنية فليس بمذ كور فيهاء قد يجيب دعاء 
السيد عبده والوالد ولده ثم لا يعطي سؤاله فالإجابة كائنة لا حالة عند حصول الدعوى » وقيل : 
معنى الآية أنه يجيب دعاءك فإن كان قدر له ما سأل أعطاهء وإن لم يقدر له أدخر له الثواب في 
الآخرة او كف عنه سوءا. 

والدلیل عليه ما رواه ابن زنجویه في فوائده من طريق مکحول عن جبير بن نفير عن عبادة بن 
الصامت رفعه قال: « ما على اللأرض رجل مسام يدعوه إلا آتاه الله إياها أو كف عنه من السوء 
مثلها ما لم يدع بإم أو قطيعة رحم » وقيل: إن الله يجيب دعوة المؤمن في الوقت ويؤخر اعطاء 


SEE RE ESN esle SASÎ r4 


وروى النعمان بن بشيرء عن الني له أنه قال: « إن الدعاء هو العبادة» ثم قرأً: 
ادعوني أستجب لكم) الآية ». وقال مي : « الدعاء مخ العبادة». وروى أبو هريرة 
أنه م قال : « ليس شيء أكرم على الله عز وجل من الدعاء » . وقال مه : « إن العبد 


مراده ليدعوه فيسمع صوته ويعجل إعطاءه من لا يبه لأنه يبغض صوته » وقيل : إن للدعاء آداباً 
وشرائط كا سيأتي ذكرهاء وهي أسباب الإجابة فمن استكملها كان من أهل الإجابة » ومن أخل 
بها فهو من أهل الاعتداء فلا يستحق الاجابة. 

( و) أما الأخبار ؛ فقد ( روى النعمان بن بشير ) بن سعد الخزرجي أبو عبد الله الأمير رضي 
الله عنه تقدم ذكره» ( عن النبي بي أنه قال: «الدعاء هو العبادةء ثم قرأً: (ادعوني 
أستجب لكم € الآية ) . قال العراقي : رواه أصحاب السنن والحا وقال : صحبح الإسناد . وقال 
الترمذي : حسن صحيح اه . 

قلت : وأخرجه كذلك أحد. وأبو بكر بن أي شيبة» والبخاري في الأدب المغردء وابن 
حبان في صحيحه وقال البزاز : لا يروي إلا عن النعمان بن بشير مرفوعاً. وقال النووي : أسانيده 
كلها صحاح ویروی : هي العبادة. 

قال الخطابي : أنثه على معنى الدعوة أو المسألة » والمعنى أنه معظم العبادة أو أفضلهاء ومنه : الحج 
عرفة والنوم توبة. ورواه أبو يعلى في مسنده عن البراء رضي الله عنه » وقال القاضي : لما حكم بأن 
الدعاء هو العبادة الحقيقية التى تستحق أن تسمى عبادة من حيث أنه يدل على أن فاعله مقبل 
بوجهه إلى الله تعالى معرض عما سواه لا يرجو ولا يخاف إلا منه استدل عليه بالآية » فإنها تدل على 
أنه مأمور به إذا أتى به المكلف قبل منه لا حالة» وترتب عليه المقصود ترتب الجزاء على الشرط 
والمسبب على السبب» وما كان كذلك كان أتم العبادة وأكملها . وييكن جل العبادة على المعنى 
اللغوي أي الدعاء ليس إلا إظهار غاية التذلل والافتقار والإستكانة. 

( وقال ْله : « الدعاء مخ العبادة» ) أي خالصهاء وإنغا كان محا هما لأن الداعي إنما يدعو 
الله عند انقطاع امله مما سواه» وذلك حقيقة التوحيد والإخلاص ولا عبادة فوقه) » أو لما فيه من 
إظهار الاأفتقار والتبرىء من الحول والقوة وهو سمة العبودية واستشعار ذلة البشرية. وقال 
الزر كشي إنما كان حا لتضمنه التوحيد إذ الداعي لا يدعو الله إلا وهو يوحده ويعتقد أن لا 
معطي غیره. 

قال العراقى : رواه الترمذي من حديث أنس وقال: غريب من هذا الوجه لا نعرفه إلا من 

( وروي أبو هريرة أنه ل قال: « ليس شيء أكرم) بالنصب خبر ليس ( على الله عز 
وجل من الدعاء» ) لدلالته على قدرة الله وعجز الداعى . قال العراقى : رواه الترمذي وقال: 
غريب » وابن ماجة» وابن حبان» والحا؟ وقال: صحيح الإسناد اه. 


كتاب الأذ كار والدعوات / الاب الثاني FRO SO eed‏ 


لا يخطئه من الدعاء O a‏ 


یدخر له ) . وقال أبو ذر رضي الله عنه : يكفي ا 
الملح . وقال به : ١‏ سلوا الله تعالى من فضله فإنه تعالى يحب أن يسأل وأفضل العبادة 
انتظار الفرج ». 


قلت : : وكذلك رواه أحجمدء ؤالبخاري في الأدب» والبيهقي في السنن » وأقر قر الذهبي الحام على 
تصحیحه» وقال ابن القطان : رواته كلهم ثقات وما موضع في إسناده ينظر فيه إلا عمران وفيه 
خلاف. 

قلت : هو عمران القطان ضعفه النسائى وأبو داود ومشاه أحجد. 

( وقال َر : « إن العبد لا يخطئه من الدنيا إحدى ثلاث: اما ذنب يغفر لهء وإما خير 
يعجل له وإما خبر يدخر له» ) وفي نسخة: «وإما شر يعزل عنه » بدل الجملة الثالثة. قال 
عیاش » و کلاه) ضعيف . ولأحد والبخاري في الأدب المفرد والحاك وصحح إسناده من حديث 
أي سعيد : « إما أن تعجل له دعوته» وإما أن تدخر له في الآخرةء وإما أن تدفع عنه من السوء 
مثلها » اه. 

قلت : وروی الترمذي زفال ن مح ر ا ا في زوائد المسندء 
والبيهقي في السنن » والطبراي في في الكبير » والضياء في المختارة عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه 
رفعه : ١‏ ما على الأرض مسام يدعو الله بدعوة إلا آتاه الله إياها أو صرف عنه من السوء مثلها ما م 
يدع بأ أو ق قطيعة رحم ما لم يستعجل » الحديث . 

وروی ابن زنجویه في فوائده» عن مد بن يوسف» عن عبد الرحن بن ثابت بن ٿوبان» عن 
أبيه» عن مكحول عن جبير بن نفير » عن عبادة بن الصامت حدثهم أن النبي مب قال: « ما على 
اللأرض رجل مسام يدعوه إلا آناه الله عز وجل إياها أو كف عنه من السوء مثلها ما لم يدع بإم أو 
قطيعة رحم » ورواه أحد والترمذي أيضأً عن جابر بلفظ: « ما من أحد يدعو بدعاء » والباقي 
کسیاق ابن زنجویه. 

( وقال أبو ذر) رضي الله عنه: : (يكفي من الدعاء مع البر ما يكفي مع الطعام من 
الملح ) وفي نسخة : ما يكفي الطعام لخدو الأثر أخرجه أبو نعم في الحلية قال : حدثنا أبو 
بكر بن مالك حدثنا عبد الله بن أحمدء حدثنى أي حدثنا عبد الرحن بن مهدي » حدثنا عبد 
الرحهن بن فضالة عن بكر بن عبد الله » عن أي ذر . 

( وقال ْله : « سلوا الله من فضله ) أي من زيادة أفضاله عليكم أي إعطاء الله تعالى ليس 
بسبب إستحقاق العبد بل إفضال من غير سابقة ولا يينعه شيء من السؤال» ( فإنه ) تعالى ( بحب 


SaaS e CASAS ERA RES REL EOE BENE AEA TE Sê E DR A RO o AS RAGS ena Re aS 


أن يسال » )أي من فضله لأن خزائنه ملأی . ومنه الخبر الآخر: « من لم يسأل الله يغضب عليه » 
E RN O RNS‏ 
( « وافضل العبادة الانتظار بالفرج » ) وني رواية انتظار الفرج» والمعنى افضل الدعاء انتظار 
الداعي الفرج بالإجابة فيزيد في خضوعه وتذلله وعبادته التي يحبها الله تعالى . 

قال العراقى : رواه الترمذي من حديث ابن مسعود» وقال حاد بن واقد : لیس بالحافظ . قال 
العراقى : وضعفه ابن معن وغيره اه. 

قلت : رواه في الدعوات. ورمز السيوطى إلى صحته » وحسنه الحافظ ابن حجر » وكذلك رواه 
ابن عدي في الكامل . والبيهقي في السنن » وروي ابن جرير» عن حکيم بن جبير » عن رجل لم يسمه 
بلفظ : , وإن من أفضل العبادة انتظار الفرج » وقد روي آخر الحديث وهو قوله : « أفضل العبادة 
انتظار الفرج » البيهقي في السنن » والقضاعي عن أنس. 

وما ورد في فضل الدعاء قال الامام أحجمد: حدثنا مروان الفزاري› حدثنا صبيح أبو المليح » 
سمعت أبا صالح يحدث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله عه : « من لم يدع الله 
غضب الله عليه » . 

ورواه الترمذي والحاک بلفظ : « من لم یسأل الله يغضب عليه » . 

وعند العسكري في الوعظ قال الله تعالى : ١‏ من لا يدعوني أغضب عليه » قال بعض الأئمة وهو 
يدل على أن السؤال لله واجب. 

وعنه أيضاً قال : قال رسول الله ْم : « الدعاء سلاح المؤمن وعاد الدين ونور السموات 

ورواه أبو يعلى في مسنده عن على رضی الله عنه» وعن ابن عباس قال : قال رسول الله له : 
« الدعاء مفتاح الرحة والوضوء مفتاح الصلاة والصلاة مفتاح الجنة » رواه الديلمي . 

وعن أي هريرة قال: قال رسول الله مه : « الدعاء يرد البلاء » رواه أبو الشيخ في الثواب. 

وعن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله بل : « الدعاء يرد القضاء وإن البر يزيد في 
الرزق وإن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه » رواه الجا م . 

وعنه بل قال: « الدعاء جند من أجناد الله جند يرد القضاء بعد أن يبرم » رواه ابن عساكر 
عن بشیر بن أوس مرسلاً. 

وعن ابن عمر قال: قال رسول الله له : « من فتح له باب من الدعاء منكم فتحت له أبواب 
الإاجابة ». رواه ابن أي شيبة في المصنف . 

ورواه الترمذي وقال : غريب بلفظ : « من فتح له منكم باب الدعاء فتحت له أبواب الرحجة» 


كتاب الأذ كار والدعوات / الباب الثاني EVER SS‏ 


آداب الدعاء وهي عشرة: 

الأوّل: أن يترصد لدعائه الأوقات الشريفة كيوم عرفة من السنة» ورمضان من 
الأشهر » ويوم الجمعة من الأسبوع » ووقت السحر من ساعات الليل . قالتعالى : وبالأسحار 
هم يستغفرون » [ الذاريات :۱۸ ]» وقال ب : « ينزل الله تعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا 
حن يبقى ثلث الليل الأخير فيقول عز وجل : من يدعوني فاستجيب له» من يسألني 


وما سئل الله شيا أحب إليه من أن يسأل العافية إن الدعاء ينفع ما نزل وما م ينزل» فعليكم عباد 
الله بالدعاء ». 

وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله ْله : « من نزلت به فاقة فأنزها بالناس م 
تسد فاقته» ومن نزلت به فاقة فانز ها بالله فيوشك الله له برزق عاجل أو آجل » رواه أو داود 
والترمذي والحاج وصححاه. ومعنى يوشك يسرع ويقرب . والأحاديث في هذا الباب كثيرة» 
وسياني ذكر بعضها في سياق المصنف . 
آداب الدعاء : 

وقد ذكر فيها ما يصلح أن يكون شرطاً له ولم ييز المصنف بين الأدب والشرط هناء كا 
فعل الحليمي في المنهاج وغيره» ونحن نشير إلى ذلك ( وهي عشرة) تسعة منها ظاهرة والعاشر 
أدب باطني . 

( الأول: أن يترصد لدعائه الاوقات الشريفة ) أي ينظرها له ليكون أقرب إلى الإجابة 
بر كة تلك الأوقات» ( كيوم عرفة ) وهو التاسع من ذي الحجة ( من السنة) سواء كان في 
الموقف أو غيره. ( ورمضان من الشهور ) أيامه ولياليه» ( ويوم الجمعة من الأسبوع) من لدن 
طلوع الفجر إلى غروب الشمس وبعض ساعاته آكد من بعض في الإجابة كا تقدمت الإشارة إليه 
في كتاب الصلاة» ( ووقت السحر من ساعات الليل ) وهو قبيل طلوع الصبح والجمع أسحار . 
( قال الهوتعالى ) ني مدح العابدين ( وبالأسحارهم يستغفرون) فعلم من ذلك أنه وقت 
شريف» ( ولقوله به : « ينزل الله تعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل 
الأخير فيقول: من يدعوني فاستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له » ) رواه 
مالك» والشبخان» وابو داود » والترمذي وابن ماجة من حديث الي هريرة رضي الله عنه. 

وعن نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه رفعه : « ينزل الله في كل ليلة إلى سماء الدنيا فيقول: هل 
من سائل فأعطيه» هل من مستغفر فأغفر له» هل من تائب فأتوب عليه حتى يطلع الفجر ». رواه 
أحمد والدارمي وابن خزية وابن السني والطبراني والضياء » ورواه الحا عن نافع بن جبير عن أي 
هريرة قال حزة الكناني الحافظ م يقل فيه أحد عن نافع عن أبيه غير حاد بن سلمة. ورواه ابن 
عيينة فقال: عن نافع عن رجل من الصحابة وهو اشبه بالصواب . 


۳۸ ...... كتاب الأذكار والدعوات / الباب الثاني 
فأعطيه» من يستغفرني فاغفر له ». وقيل : إن يعقوب بب إنما قال : # سوف استغفر 


وروى مسام والترمذي من حديث أي هريرة بلفظ : « ينزل الله تعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة 
حتى يضي ثلث الليل الأول فيقول : أنا الملك أنا الملك من ذا الذي يدعوني فأستجيب له» من ذا 
الذي يسألني فأعطيه » من ذا الذي يستغفرني فأغفر له فلا يزال كذلك حتى يضيء الفجر ». 

وعند مسام أيضاً: ١‏ ينزل الله تبارك وتعالى في السماء الدنيا لثلث الليل الآخر فيقول: من 
يدعوني فأستجيب له أو يسألني فاعطيه» ثم يبسط يديه فيقول : من يقرض غير عدم ولا ظلوم ». 

وروى الطبراني في الكبير » عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه رفعه: « ينزل الله تبارك وتعالی 
إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل فيقول: ألا عبد من عبادي يدعوفي فأستجيب له» ألا ظالم 
لنفسه يدعوني فأغفر له ألا مقتر رزقهء ألا مظلوم يدعوني فأنصره. ألا عان يدعوني فأفك عانته 
فيكون كذلك حتى يصبح الصبح مم يعلو عز وجل على كرسيه). 

وروی ابن جریر» وابن أني حاتم » والطبراني » وابن مردويه » عن أبي أمامة رضي الله عنه رفعه : 
١‏ ينزل الله في آخر ثلاث ساعات يبقين من الليل فينظر الله في الساعة الأولى منهن في الكتاب الذي 
لا ينظر فيه غيره فيمحو ما يشاء ويثبت» ثم ينظر في الساعة الثانية في جنة عدن وهي مسكنه الذي 
يسكن لا يكون معه فيها أحد إلا الأنبياء والشهداء والصديقون» وفيها ما لم يره أحد ولا خطر 
على قلب بشر» ثم بهبط آخر ساعة من الليل فيقول: ألا مستغفر يستغفرني فأغفر له» ألا سائل 
يسألني فأعطيه » ألا داع يدعوني فأستجيب له حتى يطلع الفجر» وذلك قول الله : 9 وقرآن الفجر 
إن قرآن الفجر كان مشهوداً© [ الإسراء : ۷۸ ] فيشهده الله وملائكة الليل والنهار ». 

وعند ابن النجار من حديث أبي هريرة مرفوعاً : « ينزل الله في كل ليلة إلى السماء حين يبقى 
نصف الليل الآخر أو ثلث الليل الآخر» فيقول : من ذا الذي يدعوني فأستجيب له» من ذا الذي 
يسألني فأعطيه » من ذا الذي يستغفرني فأغفر له حتى ينصدع الفجر وينصرف القارىء من صلاة 
الفجر». 

( وقيل: إن يعقوب عليه السلام) وهو الملقب بإسرائيل بن إسحاق بن إبراهي عليهم 
السلام ( إنما قال لبنيه ) : وهم اثنا عشر سبعة منهم : أمهم ابنة خالته كان تزوجها يعقوب عليه 
السلام أولاً وهم : يوذاوروبیل وشمعون ولاوي ورویالون ویشحر ودینه» فلا توفیت تزوج أختها 
راحیا فولدت له بنيامين ويوسف »وثلائة اخرين يقتالي وجاد واشد من سريتين إسمه)ا زلفة وبلهة : 
( سوف أستغفر لكم ري ) » وذلك لأنهم ما قالوا : يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئن) 
[ يوسف : ۷ ] فمن حق المعترف بذنبه أن يصفح عنه ويسأله المغفرة قال : (سوف أستغفر لكم 
ري أي ( ليدعو) مم ( في وقت السحر ) فأخره إلى ذلك الوقت أو إلى صلاة الليل ء أو إلى 
ليلة الجمعة تحريا لوقت الأإجابة او إلى أن يستحل مم من يوسف أو يعام انه عفا عنهم » فإن عفو 
المظلوم شرط المغفرة كا سيأتي. 


كتاب الأذ كار والدعوات / الباب الثاني eS SES‏ 


كم ربّي » [ يوسف :۹۸ ] ليدعو في وقت السحر . فقيل : إنه قام في وقت السحر يدعو 
وأولادهيؤمنون خلفه فأوحى الله عز وجل أني قد غفرت هم وجعلتهمأنبياء . 


( فقيل: إنه قام وقت السحر) مستقبل القبلة وهو ( يدعو و) قام (أولاده يؤمنون 
خلفه ) وقيل : قام يوسف خلفه يؤمن وقاموا خلفها أذلة خاشعين » ( فأوحى الله إليه أني قد ) 
أجبت دعوتك في ولدك» و( غفرت همم وجعلتهم أنبياء ) بعده. 

قال البيضاوي : وهذا إن صح فدليل على نبوتهم وإن صدر عنهم كان قيل استنبائهم . 

قلت هنا أقوال. قيل أخرهم لوقت السحر» وقيل: إلى صلاة اليل » وقيل : إلى ليلة الجمعة. 
وكل هذه الأقوال مأثورة. 

أما اللأول: فمروي عن ابن عباس مرفوعاً وموقوفاً» وعن ابن مسعود . أخرج أبو الشيخ وابن 
مردويه عن ابن عباس : « أن النبي ّنه سأل م أخر يعقوب بنيه في الإستغفار ؟ قال : أخرجهم إلى 
السحر لأن دعاء السحر مستجاب ». وأخرج ابن المنذر وابن مردويه عنه قال: « أخرهم إلى السحر 
و كان يصلي بالسحر ». وأخرج أبو عبيد سعيد بن منصور » وابن جرير» وابن المنذر» وابن أي 
حاتم » والطبراني عن ابن مسعود قال: « إن يعقوب أخر بنيه إلى السحر». 

والقول الثاني : روي عن ابن عباس أيضاً أخرجه ابن جرير وأبو الشيخ عنه قال : قال النبي 
لله في قصة قول أخي يعقوب عليه السلام لبنيه « ( سوف أستغفر لكم ري ) يقول حت تأي 
لملة الجمعة » . وأخرج الترمذي وحسنه» والحاک» وابن مردویه عن ابن عباس قال : جاء علي بن أي 
طالب ا ا : « بأني أنت وأمي يا رسول الله تفلت هذا القرآن من صدري› 
وفبه: إذا كان ليلة الجمعة فان استطعت أن د تقوم ي ا ال الا غر اما جا جهو دة الدع 
فيها مستجاب» وقد قال أخي يعقوب لبنيه ( سوف أستغفر لكم ري ) يقول حت تأتي ليلة 
اللمعة لدت 

والقول الثالث: رواه ابن جرير» وأبو الشيخ عن عمرو بن قيس في تفسير هذه الآية قال : 
« في صلاة الليل » . 

TS‏ :ا جع الله 
یعقوب شمله ببنیه خلا ولده نیا فقال بعضهم ل لبعض : ألستم ق قد علمتم ما صنعتم ؟ قالوا : بلى. 
قالوا : فكيف لكم بربكم؟ فاستقام أمرهم أن بأتوا الشيخ فأتوا فجلسوا بين يديه ويوسف إلى 
جنب أبيه قاعد فقال: ما لكم يا بني؟ قالوا : نريد أن تدعو الله فإذا جاءك من الله بأنه قد عفا 
عنا اطأنت قلوبناء » فقام الشيخ فاستقبل القبلة وقام يوسف خلف أبيه وقاموا خلفهما أذلة خاشعين 
فدعا وأمن يوسف. فام يجب فيهم عشرين سنة حتى إذا كان رأس العشرين نزل جبريل على 
يعقوب عليها السلام فقال: إن الله بعثني إليك أبشرك بأنه قد أجاب الله دعوتك في ولدك» وأنه 
قد عفا عا صنعوا وأنه قد اعتقد مواثيقهم من بعدك على النبوة. 


4٠‏ ........ كتاب الأذكار والدعوات / الناب الثاني 


الثاني : أن يعت الأحوال الشريفة. قال أبو هريرة رضي الله عنه : إن أبواب السماء 
تفتح عند زحف الصفوف في سبيل الله تعالى » وعند نزول الغيث » وعند إقامة الصلوات 
المكتوبة فاغتنموا الدعاء فبها. وقال مجاهد: إن الصلاة جعلت في خير الساعات فعليكم 
بالدعاء خلف الصلوات . وقال بب : « الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد ». وقال ملي 


وأخرج أبو الشيخ عن الحسن قال: « كان الله تبارك وتعالى عود يعقوب إذا سأله حاجة أن 
يعطيها إياه في أول يوم أو في الثاني أو في الثالث لا حالة» فلا سأل بنو يعقوب أباهم الدعاء قال 
هم: إذا كان السحر فلتصبوا عليكم من الماء ثم البسوا ثيابكم التي تصونونها ثم هلموا إلى ففعلوا 
فجاؤا فقام يعقوب أمامهم ويوسف خلفه وهم خلف يوسف إلى أن طلعت الشمس لم تنزل عليهم 
التوبة ‏ ثم اليوم الثاني ثم اليوم الثالث. فلا كانت الليلة الرابعة باتوا فجاء عم عقرب فاليا بي 
نتم والله عليكم ساخط فقوموا فقام وقاموا عشرين سنة يطلبون إلى الله الحاجة» فأاوحى الله إلى 
يعقوب أني قد تبت عليهم وقبلت توبتهم قال: يا رب النبوة. قال : قد أخذت ميثاقهم في النبيين ». 

هذاء ومن الأوقات الشريفة من السنة أيضاً أيام التشريق » ومن الشهور العاشر من المحرم 
وأول يوم منه وآخر يوم من ذي الحجة» ومن الأيام يوم الإثنين وعند زوال الشمس» ومن الليالي 
بين العشاء وجوف الليل فقد وردت في كل ذلك آثار عن السلف . 

( الثاني : أن يغتنم الأحوال الشريفة. قال أبو هريرة رضي الله عنه؛ إن أبواب السماء 
تفتح عند زحف الصفوف ) أي حل صفوف المسلمين على صفوف الكفار ( في سبيل الله 
تعالى» وعند الغيث ) أي المطر» ( وعند إقامة الصلاة المكتوبة فاغتنموا الدعاء فيها) 
وهذا قد روي مرفوعاً من حديث عائشة. رواه أبو نعي في الحلية بلفظ : « ثلاث ساعات للمرء 
المسام ما دعا فيهن إلا إستجيب له ما م يسأل قطيعة رحم أو مأماً : حين يؤذن المؤذن بالصلاة حتى 
يسكت . وحن يلتقي الصفان حتى يحكم الله بينهما » وحين ينزل المطر حتى يسكن ». 

وروی أيضاً من حديث سهل بن سعد مرفوعاً « ثنتان لا تردان: الدعاء عند النداء» وعند 
الصف في سبيل الله حين يلحم بعضهم بعضاً» وزاد راويه عن سهل وهو أبو حازم فقال « وتحت 
المطر » وهكذا اخرجه أبو داود والدرامى وابن خزية وابن الجارود . ورواه مالك في الموطأ موقوفاً 
على أبي حازم » وأخرجه الدارقطني وابن حبان بلفظ « ساعتان تفتح فيها أبواب السماء وقلا ترد 
على داع دعوته عند النداء وعند الصف في سبيل الله ». وعند الطبرافي من حديث ابن عمر : ١‏ تفتح 
ابواب الساء لقراءة القران . وللقاء الزحف. ولنزول القطر» ولدعوة المظلوم والاذان » واسناده 


صعف 


( وقال مجاهد: إن الصلاة جعلت في خير الساعات فعليكم بالدعاء خلف الصلوات ) 
م بلك الكربات: 
( وقال بل : « الدعاء بين الأذان والاقامة لا يرد») قال العراقي: رواه أبو داود 


كتاب الأذ كار والدعوات / الباب الثاني PESER‏ 


أيضاً : « الصائم لا ترد دعوته ». وبالحقيقة يرجع شرف الأوقات إلى شرف الحالات 
أيضاً . إذ وقت السحر وقت صفاء القلب وإخلاصه وفراغه من المشوشات ويوم عرفة 
ويوم الجمعة وقت اجتاع الهمم وتعاون القلوب على استدرار رحة الله عز وجل » فهذا 
والنسائي في اليوم والليلةء والترمذي وحسنه من حديث أنس» وضعفه ابن عدي وابن القطان . 
ورواه النسائي في اليوم والليلة باسناد آخر جيد» وابن حبان» والجاك وصححه اه. 

قلت : قال الطبراني في الدعاء : حدثنا إسحاق بن ابراهي أخبرنا عبد الرزاق» أخبرنا الثوري» 
عن زيد العمي» عن ابن اياس هو معاوية بن قرة عن أنس قال: قال رسول الله عل « لا يرد 
الدعاء بين الاذان والاقامة » أخرجه أو داود عن تمد بن كثړ عن الثوري . واخرجه الترمذي› 
والنسائي في الكبرى جيعاً عن مود بن غيلان» عن وكيع » وابن أحد الزبيري» وأبي نعم. زاد 
الترمذي : وعبد الرزاق أربعتهم عن الثوري» وسكت عليه أبو داود إما لحسن رأيه في زيد العمي» 
وإما لشهرته في الضعف. وإما لكونه من فضائل الأعال. وضعفه النسائى » وأما الترمذي فقال: 
القطان : وإنما ل يصححه لضعف زيد العمي» وأما بريد فهو موثق وينبغي أن يصحح من طريقه. 
وقال المنذري: طريق بريد أجود من طريق معاوية » وقد رواه قتادة عن انس موقوفا» ورواه 
سلهان التيمي عن أنس مرفوعا آھ: 


قال الحافظ وقد نقل النووي أن الترمذي صححه. ولم أر ذلك في شيء من النسخ التي وقفت 
عليها . وكلام ابن القطان والمنذري يعطي ذلك» ويبعد ان الترمذي يصححه مع تفرد زید العمي 
به وقد ضعفوه. نعم طريق بريد صححها ابن خزية وابن حبان ولفظه «الدعاء بين الاذان 
والاقامة لا يرد فادعوا هكذا ». أخرجه ابن خزية بهذه الزيادة عن أحد بن المقدام العجلي : 
حدثنا يزيد بن زریع » حدثنا اسرائیل بن يونس » عن أي إسحاق عن يزيد بن أي مرم عن أنس. 
واخرجه من طرق اخرى عن الي اسحاق. وعن يونس بن الي إسحاق بدون تلك الزيادة وأاخرجه 
النسائي عن إسماعيل بن مسعود عن يزيد بن زريع بمثله. وأخرجه ابن حبان عن أي يعلى الموصلي » 
عن مد بن المنهالء عن يزيد بن زريع » ووقع في رواية ١‏ مستجاب » بدل ١‏ لا يرد » والته اعام . 


( وقال ا « الصائم لا ترد دعوته» ) قال العراقي : رواه الترمذي وقال: حسن» وابن 
ماجه من حديث أي هريرة بزيادة فيه . 


( وبالحقيقة يرجع شرف الأوقات إلى شرف االات أيضاً إذ وقت السحر وقت) 
الفراغ والاختلاء ( يحصل به تمام صفاء القلب واخلاصه وفراغه من المشوشات ) أي 
الكدرات الظاهرة والباطنةء ( ويوم عرفة ويوم الجمعة) كلاها ( وقت اجتاع امم وتعاون 
القلوب ) وتساعدها ( على استدرار رحة الله تعالى ) واستجلاب رضاهء ( فهذه) أي التي 


e e‏ تان الأذكار والدغوات 7 الاب الان 


أحد أسباب شرف الأوقات سوى ما فيها من أسرار لا يطلع البشر عليهاء وحالة 
السجود أيضاً أجدر بالإجابة . قال أبو هريرة رضي الله عنهما » قال النبي مي : « أقرب 
ما یکون العبد من ربه عز وجل وهو ساجد فأکثروا فيه من الدعاء ». وروی ابن عباس 
رضى الله عنها عن النبى بب أنه قال: « إني نهيت أن اقرا القرآن راكعاً أو ساجداًء 
فأما الركوع فعظموا فيه الرب تعالى » وأما السجود فاجتهدوا فيه بالدعاء فإنه قمن ان 
یستجاب لکم ». 

الثالث: أن يدعو مستقبل القبلة ويرفع يديه بجيث يرى بياض إبطيه. روى جابر بن 
عبدالله أن رسول الله م : « أتى الموقف بعرفة واستقبل القبلة ولم يزل يدعو حى غربت 
الشمس ». وقال سلمان : قال رسول الله وه : « إن ربكم حي کرم يستحي من عبیده 
إذا رفعوا أیدیہم إلیه أن يردها صفراً ». وروی أنس أنه ّل : « كان يرفع يديه حت 


ذكرت ني الأوقات الثلاثة ( أحد أسباب شرف الأوقات سوى ما فيها من أسرار لا يطلع 
البشر عليها ) أي على حقيقتها إذ غالبها من عام الملكوت. ( وحالة السجود أيضاً جديرة 
بالإجابة . قال أبو هريرة) رضي الله عنه : ( قال رسول الله به « أقرب ما يكون العبد من 
ربه وهو ساجد فأكثروا من الدعاء» ) رواه مسام وأبو داود والنسائي. 

( وروی ابن عباس ) رضي الله عنهاء ( عن الني له انه قال « إني نهيت أن أقرا 
القرآن راكعاً أو ساجداء فاما الركوع فعظموا, فيه ربكم » وأما السجود فاجتهدوا فيه 
بالدعاء فإنه قمن أن يستجاب لكم ۲ ) رواه مسام أيضاً . 

( الثالث: أن يدعوه مستقبل القبلة ) . فقد ورد : أكرم المجالس ما استقبل به القبلة. وقد 
تقدم ذلك في كتاب الصلاة. ( ويرفع يديه ) . وقد اختلف في كيفيته فقال الحليمي : يرفعه| حق 
يحادّي با المنكبين وغاية رفعها حذو المنكبين. واختار المصنف أن يكون رفعها ( بحيث يرى 
بياض إبطيه ) وهكذا أورده الطرطوشي في كتاب الدعاء» وقد استدل المصنف على الاستقبال 
ورفع اليدين بأحاديث وآثار » فقال: ( روي عن جابر عبد الله ) الأنصاري رضي الله عنها ( أن 
رسول الله به « أتى الموقف بعرفة واستقبل القبلة وم يزل يدعو حتى غربت الشمس» ) 
فاستدل E‏ . والحديث رواه مسام في صحيحه دون قوله « يدعو » وقال مکانه 
١‏ واقفاً » . وللنسائي من حديث أسامة بن زيد : « كنت ردفه بعرفات فرفع يده يدعو »ورجاله 
ثقات وهذا يصلح أن يكون دليلاً للرفع مطلقاً من غير تقييد» وقد تقدم شيء من ذلك في 
کتاب الحج. 

( وقال سلان) الفارسي رضي اله عنه» ( قال رسول الله ر « إن ربکم حي کرم 
يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردها صفراً» ) أي خالية. 


كتاب الأذ كار والدعوإت / الباب الثاني 


یری بياض إبطيه في الدعاء ولا يشير باصبعيه ». وروی أبو هريرة رضي الله عنه أنه 
ا مر على إنسان يدعو ويشير باصبعيه السبابتين› فقال م : أحد اخ أي اقتصر 


قال العراقى : رواه أبو داود والترمذي وحسنه وابن ماجه وال جام وقال: اسناده صحیح على 
شرطها اه. 

قلت : هذا لفظ أبي داود إلا أنه قال « إذا رفع يديه إلى السماء » ولفظ الترمذي « أن يردها 
خائبتين » . 

( وروی أنس) بن مالك رضي الله عنه ( أن رسول الله ْو « کان یرفع یدیه حتی یری 
بباض إبطيه في الدعاء ولا يشير بأاصبعيه» ) قال العراقي: رواه مسام دون قوله « ولا يشير 
بأصبعيه» والحديث متفق عليه لكن مقيد بالاستسقاء اه. 

قلت : لفظ مسام « كان لا يرفع يديه في شيء من الدعاء إلا في الاستسقاء حتى يرى بياض ابطيه » 
قال القاضي عياض : وهذا يدل على رفعها فوق الصدر وحذو الاأذنين لآن رفعها مع الصدر لا 
یکشف بیاض الا بط . 

( وروی أبو هريرة )رضي الله عنه ( أنه ْله مر على انسان يدعو وهو يشير بأصبعیه 
السبابتينء فقال بن : أحد أحد» ) قال العراقي : رواه الترمذي وقال حسن» وابن ماجه 
والجام وقال: صحيح الاسناد اه. 

وقال المصنف: معنى أحد ( أي اقتصر على الواحدة) أي أشر بأصبع واحدة فإن الذي 
تدعوه واحد. 

قال الزخشري : أراد « وحد » فقلبت الواو همزة كا قيل: أحد واحدى وأحاد» فقد تقلب 

وحديث أي هريرة هذا لفظه « أن رجلا كان يدعو بأصبعيه فقال رسول الله ي أحد أحد» 
وقال الترمذي : حسن غريب وصححه الحا وأقرّه الذهبي» وقال الهيثمي : رجاله ثقات . 

ویروی هذا الحديث أيضاً عن أنس وفيه التصريح بذ كر الرجل المبهم رواه أحد ولفظه: « مر 
وبقية رجاله رجال الصحيح . 

ورواه الجام ف املستدرك عن سعد بن آي وقاص قال : ١‏ مر الى ا وأنا أدعو باصبعين 
فقال أحد أحد » وأشار بالسبابة نم أن عدم الاشارة في الدعاء بأصبعين عه الحليمي والطرطوشي 


والزر کشی من شروط الدعاء لا من آدابه وقالوا : من شرطه أن لا يشير إلا بالسبابة من يده اليمنى 
فقط . 


NOE TESST ٤ 


على الواحدة. وقال أبو الدرداء رضى الله عنه: ارفعوا هذه الأيدي قبل أن تغل 


وأخرج أبو داود عن ابن عباس مرفوعاً «المسألة أن ترفع يديك حذو منكبيك أو نحوها 


( وقال أبو الدرداء ) رضي الله عنه: (ارفعوا هذه الأيدي بالدعاء قبل أن تغل 
بالاغلال ) . رواه الفريايي ني الذكر . والأغلال: جع غل بالضم وهو طوق من حديد يجعل في 
العنق ‏ وما يتعلق برفع الأيدي عن علي رضي الله عنه مرفوعاً قال « رفع الايدي من الاستكانة التي 
قال الله عز وجل # فا استكانوا لربهم وما يتضرعون) [ ا لمؤمنون: ۷1 ] رواه الحا في 
المستدرك. وقد ذم الله قوماً لا يبسطون أيديمم فقال 3 ويقبضون أيديمم € [ التوبة :1۷ ] جاء في 
التفسير لا يرفعونها الينا في الدعاء. 


قال الزر كشي في كتاب الأزهية : وأما ما ذكره السهيلي في الروض عن ابن عمر أنه رأى قوماً 
يرفعون ا الدعاء فقال: أو قد رفعوها ظا ابت والله لو کانوا بأعلی شاهق ماازدادوا 
بذلك من الله قرباء فقال الحافظ شمس الدين الذهي : الصحيح عن ابن عمر خلاف هذا. قال 
يحي بن سعيد الانصاري عن القاسم قال: رايت ابن عمر رافعا يديه إلى منكبيه يدعو عند القاص 
واسناده کالشمس اه. 


فان قبل : إذا کان الحق a a Ca‏ الأيدي بالدعاء نحو السماء. 
فالجواب من وجهين ذكرها الطرطوشي . أحدها : انه حل تعبد كاستقبال الكعبة في الصلاة 
والصاق الجبهة بالأرض في السجود مع تنزهه سبحانه عن محل البيت ل فكان السماء 
قملة الدعاء . وثانيهم : أنها لما كانت مهبط الرزق والوحي وموضع الرحة «البر كة غ می أن المطر 
ينزل منها إلى الأرض فیخرج نباتاً وهي مسكن اللا الأعلى » فإذا فضى النه أمراً ألقاه إليهم 
فىلقونه الى أهل الأ رض و كذلك الأعال ترفع وفيها غير واحد من الأنبياء » وفيها الجنة التي هي 
غابة الأمافي فلا انت معنا اذ الأمور العظام ومعرفة القضاء والقدر تصرفت امم إلبها 
وتوفرت الدواعي عليها . قال: ولقد اجاب القاضي ابن فريعة لما صلى ذات ليلة في دار الوزير 
المهلي . وأبو إسحاق الصاني يرمقه فأحس به القاضي» فلا سلّم قال له: مالك ترمقني يا أخا 
الصابئة أحببت إلى الشريعة الصافية ؟ قال : بل أخذت عليك شيا . قال : ما هو ؟ قال : رأيتك ترفع 
يديك نحو السماء وتخفض جبهتك على الأرض فمطلوبك أين هو؟ فقال: إننا نرفع أيدينا إلى 
مطالع أرزاقنا ونخفض جباهنا على مصارع أجسادنا نستدعي بالأول أرزاقنا ونستدفع بالثافي شر 
مصارعنا . آم تسمع قوله تعالى 3 وني السماء رزقكم وما توعدون# [ !الذاریات : ۲۲ ] وقال $ منها 
خلقناك وفيها نعيد ك ومنها نخرجكم تارة أخرى€ [ طه: ۵۵ ] فقال المهلبي : ما أظن أن الله خلق 
في عصرك مثلك اه. 


كتاب الأذكار والدعوات / الباب الثاني EES SN ee‏ 


رسول الله و إذا مد يديه في الدعاء م يردها حتی يسح با وجهه ». وقال اتن 
عباس : « کان ی إذا دعا ضم كفيه وجعل بطونها نما يلل وجهه »» فهذه هيات اليد 


تنسه: 

هل يجوز رفع اليد النجسة في الدعاء خارج الصلاة؟ قال الروياني في البحر في باب إمامة المرأة : 
يحتمل أن يقال يكره من غير حائل » ولا يكره مع الحائل كتحرم مس المصحف بيده النجسة وهو 
على طهارة فيزول لكونها بجائل » وإذا جاز هذا فما طريقه التحرم جاز أيضأً فما طريقه الكراهة في 
الموضعين» لأن المقصود رفع اليد دون الحائل » والتعبد بهذا ورد ويخالف مس المصحف لأن اليد 
فيه في حرمة التعبد كالحائل ولا يجيء القول فيه بالتحرم اه. 


تنبیه آخر : 

لا يستشنى من مسألة رفع اليدين في الدعاء إلا مسألة واحدة وهي الدعاء في الخطبة على 
المنبر فإنه يكره للخطيب رفع اليدين فيه . ذكره البيهقي في باب صلاة الجمعة» واحتج بحديث في 

( ثم ينبغي أن يسح با وجهه في آخر الدعاء ) أي بعد فراغه من الدعاء . ( قال عمر ) بن 
الخطاب ( رضي الله عنه: « كان رسول الله ع إذا مد يديه في الدعاء م يردها حتى يمسح 
ما وجهه » ) قال العراقي : رواه الترمذي وقال: غريب . وال حا في المستدرك وسكت عليه وقال: 
ضعبف اه. 

قلت : ولفظ المستدرك عن ابن عباس في أثناء حديث « وامسحوا بها وجوهكم » ولعل هذا 
غیر ما ذکره العراقی . 


ومن آداب الدعاء أن يجعل بطون الكف إلى الوجه وظهوره| إلى الأرض ( قال ابن عباس ) 
رضي الله عنها : ( « کان رسول الله ْله إذا دعا ضم كفيه وجعل بطونم) ما يلي وجهه » ) 
قال العراقى : رواه الطبرافي في الكبير بسند ضعيف اه. 


قلت : ورواه الحا عن ابن عباس مرفوعاً « إذا سألتم الله فاسألوه ببطون أكفكم ولا تسألوه 
بظهورهما وامسحوا با وجوهکم » ویستشنی من ذلك ما يشتد فيه الأمر . ففي صحيح مسام « أنه 
لته لما استسقى اشار بظهر كفيه إلى السماء » وهو المراد بالرهب في قوله تعالى : ( يدعوننا رغباً 
ورهباً) [الانبياء : ٠١‏ ] قالوا : الرهب : بسط الأيدي وظهورها إلى الأرض» والرغب : بسطها 
وظهوره| إلى السماء . واستحب الخطاني كشفها غير ساتر ما بثوب أو غطاء . 

( فهذه هيات الأيدي ) وكيفية رفعها ( ولا يرفع بصره إلى السماء ) أي في حال الدعاء : 


۲٤٦‏ كتاب الأذكار والدعوات / الباب الثافي 


ولا يرفع بصره إلى السماء . قال بلي : « لينتهين أقوام عن رفع أبصارهم إلى السماء عند 
الدعاء أو لتخطفن أبصارهم». 

الرابع: خفض الصوت بين المخافتة والجهر لا روي ان ابا موسى الأشعري قال: 
قدمنا مع رسول الله بيه » فلا دنونا من المدينة كبر وكبّر الناس ورفعوا أصواتهم» 


واستدل على ذلك بقوله: ( قال رسول الله م « لينتهين أقوام عن رفع أبصارهم إلى السماء 
عند الدعاء أو لتخطفن أبصارهم » ) قال العراقي : رواه مسام من حديث أبي هريرة وقال: عند 
الدعاء في الصلاة اه. 

قلت : و كذلك رواه النسائي » والطبراني في الكبير . وفي رواية « ليخطفن الله أبصارهم ». 

وروی أحمد بو وأبو داود من حديث جابر بن سمرة « لينتهين أقوام يرفعون أبصارهم 
إلى السماء في الصلاة أو لا ترج جع إليهم أبصارهم » وقد ظهر بتلك الزيادة أن النهي خاص في الصلاة 
فلا یتم به استدلال المصنف کا لا یخفی على أنه ورد في صحیح مسام من حدیث ابن عباس ما يدل 
على جواز رفع البصر إلى السماء في حال الدعاء » وهو ما رواه عبد بن ميد »عن أني نعم عن إسماعيل 
بن مسام» > عن ألي المتو كل عنه أنه بات في ر بيت الي خي فقام من الليل ثم خرج فنظر في السماء ثم 
تلا » إلى آخر الحديث . وأخرجه البخاري كذلك . قال النووي في الاذكار في باب ما يقول إذا 
استبقظ من الليل وخرج من بيته : ويستحب له أن ينظر إلى السماء ويقرأً الآيات الخواتم من سورة 
آل عمران . ثبت في لصحيحين « أنه ب كان يفعله » إلا النظر إلى السماء فهو في صحيح البخاري 
دون مسلم. 

قال الحافظ : : بل ثبت ذلك في مسام أيضاً وسبب خفاء ذلك على الشيخ أن مسل جع طرق 
الحديث كعادته فساقها في كتاب الصلاة» وأفرد طريقاً منها في كتاب الطهارة وهي التي وقع عنده 
التصريح فيها بالنظر إلى السماء» ووقع ذلك أيضاً في طريقين آخرين ما ساقه في كتاب الطهارة 
وهي التي وقع عنده التصريح فيها بالنظر إلى السماءء ووقع ذلك أيضاً في طريقین آخرين ما ساقه 
في كتاب الصلاةء لكنه اقتصر في كل منها على بعض المتن فام يقع عنده ف ب ر ا 
وهي في نفس الأمر عنده فيهما » وأما البخاري فام يقع عنده التقييد بكون ذلك عند الخروج من 
البيت وليس في شيء من الطرق الثلاثة التي أشرت إليها التصريح بالقراءة إلى آخر السورةء وإنغا 
وقع ذلك من طرق أخرى ليس فيها النظر إلى السماءء لكن الحديث في نفس الأمر واحد فذ كر 

بعض الرواة ما م يذ كر بعض والته أعام . 

قلت : وروى الطبراني من حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت : ما خرج رسول الله عل من 
بيتي صباحاً إلا رفع بصره إلى السماء وقال» > الحديث وقد تقدم . 


(الرايع: : خفض الصوت بين المخافتة والجهر لما روي أن أبا موسی ) عبد الله بن قيس 
( الأشعري) رضي الله عنه ( قال : : قدمنا مع رسول الله عه > فلا دنونا من المدينة كبر 


كتاب الأذكار والدعوات / الباب الثاني TEV EDS Nak‏ 


فقال النبي به : ١‏ يا أيها الناس إن الذي تدعون ليس بأصم ولا غائب إن الذي تدعون بينكم 
وبين أعناق ر كابكم » . وقالت عائشة رضي الله عنها في قوله عز وجل  :‏ ولا تجهر بصلاتك 
ولا تخافت بها € [ الإسراء : ٠١١‏ ] أي بدعائك . وقد أثنى الله عز وجل على نبيه ز كريا 


وکر الناس ورفعوا أصواتہم فقال م : : « يا أمها الناس إن الذي تدعون ليس بأصم ولا 
عائب إن الذي تدعون بینکم وبين اعناق رکابکم» » ) قال العراقي : متفق عليه مع اختلاف 
لفظه ء واللفظ الذي ذكره المصنف لأي داود اه. 

قلت : أخرجه الأئمة الستة من طرق متعددة إلى أي عثان النهدي» عن أي موسى» وقد تقدم 
ذكرها قريباً في فضيلة الحوقلةء ومن ألفاظه: « كنا مع النبي به في سفر فجعل الناس يجهرون 
بالتکبیر فقال الني د أا الناس أربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائاً إنكم 
تدعون سميعاً قريباً e‏ . ومنها: كنا مع النبي مله في سفر فرقينا عقبة أو ثنية فكان 
الرجل إذا علاها قال لا إله إلا الله والله أكبر ». الحديث . 

( وقالت عائشة رضي اله عنها في قوله عز وجل: ولا تهر بصلاتك ولا تخافت ببا) 
أي بدعائك ) . أخرجه البخاري ومسام. 

قال البخاري في كتاب التفسبر : حدثنا طلق بن غنام » حدثنا زائدة» عن هشام بن عروة» عن 
أبيه» عن عائشة رضي الله عنها في قوله تعالى ولا تجهر بصلاتك ) الآية قالت : نزلت في الدعاء . 
وقال البخاري أيضاً في كتاب التوحيد : حدثنا عبيد بن اسماعيل» حدثنا أبو أسامة. وقال أبو بكر 
بن أي شيبة في المصنف : حدثنا وكيع كلاهما عن هشام بن عروة بنحوه. 

وأما مسام » فأخرجه عن أبي بكر بن أي شيبة عن و كيع وآ اسامة وأخرجه من طرق اخرى عن 
هشام وهو من افراده» وقد جاء عن ابن عباس في نزوهما سبب آخر قال : « كان النبي له وهو بمكة إذا 
صلى رفع صوته فإذا سمع المشر کون القرآن سبّوه ومن أنزله ومن جاء به فنزلت ولا تجهر 
بصلاتك € فيسمع المشر كون ولا تخافت با € فلا تسمع أصحابك وابتغ بين الجهر والمخافتة .٠‏ 
أخرجه البخاري عن يعقوب بن ابراهي » وعن مسدد» وحجاج بن منهال» وعمرو بن زرارة. 
وأخرجه عن شمد بن الصباح وعمر والناقد » وأخرجه الترمذي وابن خزية عن أحجد بن منيع ء 
وأخرجه النسائي وابن خزية أيضاً عن يعقوب بن ابراهم REE aR‏ عن أي بشر عن 
سعيد بن جبير عن ابن عباس» وأخرجه الترمذي أيضاً من رواية أبي داود الطيالسي عن هشام 
وشعبة فرقهما كلاهما عن أي بشر» لكن م يذ كر شعبة ابن عباس في السند بل أرسله. وقد أخرجه 
النسائي من رواية الأعمش عن أبي بشر موصولاً أيضاًء وأخرجه ابن مردويه في التفسير من رواية 
يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس وزاد فيه: فنزلت [واذكر ربك في نفسك) 
[الأعراف: ۲٠۵‏ ] فكان لا يسمع أصحابه» فشق عليهم فنزلت ( ولا تجبهر بصلاتك) وقد 
رجح بعضهم السبب الثاني وييكن الجمع بأن تكون الآية في الامرين معا » والله أعام. 

( وقد أثنى الله عز وجل على نبيه زكريا عليه السلام حيث قال: ‏ إذ نادى ربه نداء 


N ENES a acelo es ۲۸ 


عله السلام حیث قال : 3 إذ نادی ربه نداء خفیاً) [ مرم :۳ ]» وقال عز وجل :9 ادعوا 
ربكم تضرعاً وخفية) [الاعراف: ۵٥١‏ ]. 

الخامس: أن لا يتكلف السجع في الدعاء » فإن حال الداعي ينبغي أن يكون حال 
متضر ع والتکلف لا یناسبه . قال یه : « سیکون قوم یعتدون في الدعاء » »وقد قال نز وجل : 
# ادعوا ربكم تضرعاً وخفية إنه لا بحب المعتدين € [ الاعراف ٥١:‏ ] قيل :معناه التكلف 
للأسجاع . والأولى أن لا يجاوز الدعوات المأثورة فإنه قد يعتدي في دعائه فيسأل ما لا 


خفاً € ) قال البيضاوي : لأن الاخفاء والجهر سيان عند الله تعالى » والاخفاء أشد إخفاتاً وأكثر 
إخلاصاً أولئلا يلام على طلب الولد في أبان الكبر ء أو لثلا يطلع عليه مواليه الذين خافهم ‏ أو لأن 
ضعف ارم أخفى صوته» واختلف في سنه حينئذ فقيل ستون» وقيل خس وستون» وقيل 
سبعون» وقیل مس وسبعون» وقیل نمانون. 

( وقال عز وجل ادعوا ربكم تضرعاً وخفية) ) أي ذوي تضرع وخفية» فإن الإخفاء 
دلبل الاخلاص . 

(الخامس: أن لا يتكلف السجع في الدعاء ) أصل السجع المديرء وقد سجعت الحامة. 
وهو في الكلام مشبه بذلك لتقارب فواصله» وسجع الرجل کلامه کا يقال نظمه إذا جعل لكلامه 
فواصل كقواني الشعر ولم يكن موزوناً. ( فإن حال الداعي ينبغي أن يكون حال متضرع ) 
متخشع ( والتكلف لا يناسبه ) لأنه يفضي إلى فوات تلك الحالة .( قال الني له : « سيكون 
قوم يعتدون في الدعاء » ) قال العراقي : وني رواية « والطهور » رواه أبو داود وابن ماجه وابن 
حبان وال جاک من حديث عبد الله بن مغفل اه. 

قلت : وذ کر صاحب القوت في کتاب العام : قال عبد الله بن مغفل لابنه وقد سمعه يقرأ خلف 
الأمام وسمعه يسجع في كلامه: هذا الذي يبغضك إلي لاقضيت لك حاجة ابداء وكان قد جاءه 
يسأله حاجة» فقال عن رسول الله م : ١‏ ما أوتي امرؤ شرا من طلاقة لسان » وقد قاله رسول الله 
بر لعبد الله بن رواحة حين سجع فوالى بين ثلاث كلات وقال « إياك والسجع يا بن رواحة» 
فكان السجع ما زاد على كلمتين» وكذلك قال رسول الله مته للرجل الذي أمره بدية الجنين لا 
قال : كيف أودي من لا شرب ولا أکل ولا صاح ولا استهل ومثل هذا يطل فقال رسول الله 
ره ١‏ أسجع كسجع الاعراب » وهذا الكلام قد تقدم بتفصيله في كتاب العام فراجعه. 

( وقد قال عز وجل *ادعوا ربكم تضرعاً وخفية إنه لا بحب المعندين) ) أي 
المتجاوزين ما أمروا به في الدعاء وغيره. ( قيل: معنا التكلف للاسدجاع) . وقيل ٠‏ هو الص اح ي 
الدعاء والإسهاب فيه وقيل هو طلب ما لا يليبق باا-اعي, كرتبة الانبياء والمود إل السماء. 
( والأولى أن لا يجاوز الدعوات المأثورة) من السنة واندنى الصالح» ( فإنه إذا جاوزها رما 


كتاب الأذ كار والدعوات / الباب الثاني SS‏ 


تقتضيه مصلحته فا كل أحد يحسن الدعاء » ولذلك روي عن معاذ رضي الله عنه : أن 
العلاء يحتاجح إليهم في الجنة إذ يقال لأهل الجنة تمنوا فلا يدرون كيف يتمنون حتى 
يتعلموا من العلاء . وقد قال مه : « إيا؟ والسجع في الدعاء حسب أحد ك أن يقول اللهم 
إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل » وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من 
قول وعمل ». وني الخبر : سيأتي قوم يعتدون في الدعاء والطهور . ومر بعض السلف 
بقاص يدعو بسجع فقال له : أعلى الله تبالغ ؟ أشهد لقد رأيت حبيبا العجمي يدعو وما 
يزيد على قوله : اللهم اجعلنا خيرين اللهم لا تفضحنا يوم القيامة . اللهم وفقنا للخير ء 


اعتدی ي دعائه ) وتحاوز عن حدوده ( فیسأل مالا تقتضيه مصلحته . ولذلك روي عن 
معاذ ) بن جبل ( رضي الله عنه: أن العلاء يحتاح إليهم في الجنة إذ يقال لأهل الجنة تمتوا 
فلا يدرون كيف يتمنون حتى يتعلموا من العلهاء ) . قال الشهاب القليولي في البدور المنيرة: هو 
حدیث موضوع . 


قلت : رواه ابن عساكر في التاريخ من حديث جابر : إن أهل الجنة ليحتاجون إلى العلاء في 
الجنة وذلك أنهم يزورون الله تعالى في كل جعة فيقول همم : تمنوا علي ما شئتم فيلتفتون إلى العلاء 
فيقولون: ماذا نتمنى ؟ فيقولون : تمنوا عليه كذا وكذا فهم يحتاجون إليهم في الجنة كا يحتاجون 
إليهم في الدنيا هكذا اورده في ترجمة صفوان الثقفي عن جابر . ورواه الديلمي كذلك وفيه مجاشع 
راوي كتاب الأهوال والقيامة في جزأين . قال الذهبي في الميزان: كله موضوع. وقال البخاري : 
منكر جهول وقال ابن معين هو أحد الكذابين. 


( وقد قال َه : « إيام والسجع في الدعاء بحسب أحد؟ أن يقول اللهم إني أسألك ال جنة 
وما قرب إليها من قول وعمل» وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل ») قال 
العراقي : غریب بهذا السياق» وللىخاري عن ابن عباس : : وانظر السجع من الدعاء فاجتنه فإفي 
عهدت رسول الله ب وأصحابه لا يفعلون ذلك» ولابن ماجه والحاک واللفظ له وقال: : صحيح 
الاسناد من حديث عائشة SL‏ 


( وي الخر: : سبأتي قوم يعتدون في الدعاء والطهور) رواه ابو داود وابن ¿ ماجه من 
حديث عبد الله بن مغفل رضي الله عنه» وتقدم قريباًء وتقدم أيضاً في كتاب الطهارة . ( ومر 
بعض السلف بقاص ) بقص على الناس وهو ( يدعو بسجع» فقال له: أعلى الله تبالغ؟ أشهد 
لقد رأيت حبيباً العجمي ) أبا حد ( يدعو ما يزيد على قوله : اللهم اجعلنا خيرين ) أي من 
زمرة أهل الخير» > (اللهم لا تفضحنا يوم القيامة اللهم وفقنا للخير ) وهي ثلاث جمل جامعة 


۲0۰ ات الاد كاز والد غوت اللات الاق 


والناس يدعون من كل ناحية وراءه و كان يعرف بر كة دعائه . وقال بعضهم : ادع بلسان 
الذلة والافتقار لا بلسان الفصاحة والانطلاق . ويقال : إن العلاء والأبدال لا يزيدون في 
الدعاء على سبع کلات فا دونہا ويشهد له آخر سورة البقرة» فإن الله تعالى م يخبر في 
موضع من أدعية عباده أكثر من ذلك . واعام أن المراد بالسجع هو المتكلف من الكلام» 
فإن ذلك لا يلائم الضراعة والذلة وإلاً ففي الأدعية المأثورة عن رسول الله مه كلمات 
متوازنة لكنها غير متكلفة » كقوله َه : « أسألك الأمن يوم الوعيد والجنة يوم الخلود 
مع المقربين الشهود وال ركع السجود الموفين بالعهود إنك رحم ودود وانك تفعل ما 


لعاني الدعاء . ( والناس يدعون من كل ناحية وراءه وكان يعرف بركة دعائه) » وهو من 
المشهورين ترجه ابو نعم في الحلية واخذ عن الحسن البصري وهو احد وسائط الخرقة الصوفية . 
( وقال بعضهم : ادع بلسان الذلة والافتقار لا بلسان الفصاحة والانطلاق ) أي : فإن 
الاشتغال بالفصاحة في الدعاء نما يذهب الخشوع فيه. ( ويقال: إن العلاء ) بالل تعالى 
( والأبدال ) الطائفة المشهورة من الأولياء (لا يزيد أحدهم في الدعاء على سبع كلات فا 
دونها ) ويرون الاسهاب فيه من جلة الاعتداء ‏ ( ويشهد لذلك آخر سورة البقرة) وهو قوله 
ربّنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا € [ البقرة: ۲۸١‏ ] إلى آخر السورة. ( فإن الله عز وجل 
م يخبر في موضع من أدعية عباده بأكثر من ذلك). ولا سها وقد جعت في أوها صيغتي 
الايجاب والنفي» واستوعبت جيع ما يحتاج إليه العبد في دنياه واخرته. 


( واعام ان المراد بالسجع ) المنهي في الدعاء ( هو المتكلف من الكلام) لا ما أورده الداعي 
سهلاً عفواً من غير قصد . ( للأن ذلك ) أي التكلف ( له يلائم الضراعة ) والافتقار ( والذلة) 
والمسكنة. ( وإلا ففي ) بعض (الأدعية المأثورة) عن رسول الله له ( كلهات متوازنة) 
الفواصل ( لكنها غير متكلفة كقوله ّم « أسألك الأمن يوم الوعيد وال جنة يوم الخلود 
مع المقربين الشهود والركع السجود الموفين بالعهود إنك رحم ودود وأنت تفعل ما 
ترید ۲ ) ففي کل من الخلود والشهود والسجود والعهود والودود تقارب. 

قال العراقي : رواه الترمذي من حديث ابن عباس : سمعت رسول الله مل يقول ليلة حين فرغ 
من صلاته فذ کر حدیثاً طویلاً من جلته هذاء وقال: حدیث غریب . قال العراقی : وفيه مد بن 
عبد الر حن بن أي ليلى سيء الحفظ اه. 

قلت : وكذا رواه مد بن نصر في الصلاة. والطبراني في الكبير » والبيهقي في الدعوات وأوّل 
الدعاء « اللهم يا ذا الحبل الشديد والامر الرشيد أسألك الامن يوم الوعيد » الخ وفيه «انك تفعل 
ما ترید » وهو دعاء طویل . 

( وأمثال ذلك ) كقوله «اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع ومن دعاء لا يسمع ومن نفس 


كتاب الأذ كار والدعوات / الباب الثاني EON RANE SL See:‏ 


تريد » وأمثال ذلك . فليقتصر على المأثور من الدعوات أو ليلتمس بلسان التضرع 
والخشوع من غير سجع وتكلف فالتضرع هو المحبوب عند الله عز وجل . 

السادس: التضرع والخشوع والرغبة والرهبة . قال الله تعالى : 3 إنهم كانوا يُسارعون 
في الخيرات ويدعوننا رَغباً ورهباً ) [ الأنبياء : 0۵ ] » وقالعز وجل :8 ادعوا ربکم تضرعاً 
وخفية )€ [ الأعراف : ٠١‏ ]ء وقال مي :« إذا أحب الله عبد ابتلاه حى يسمع تضرعه ». 


لا تشبع ومن عام لا ينفع أعوذ بك من هؤلاء الأربع » كقوله ؛ اللهم إني أسألك الغوز في القضاء 
ونزل الشهداء وعيش السعداء والنصر على الاعداء ». وكقوله «اللهم اجعلني شكورا واجعلني 
صبوراً واجعلني في عيني صغيراً وفي أعين الناس كبيراً » ومن تصفح أدعيته المأثورة وجد من ذلك 
شیا کشيرا. 

( فليقتصر ) الداعي ( على المأثور من الدعوات) ففيه النجاة ( أو يلتمس ) وفي نسخة: 
وليتملق ( بلسان التضرع والخشوع والرهبة) ما أهم الله له من الكلمات ( من غير سجع ) في 
فواصلهاء ( و) لا ( تكلف ) يخرجه عن حد الخشوع» ( فالتضرع ) في السؤال ( هو المحبوب 
عند الله تعاى ) . 

( السادس: التضرع والخنشوع ) أي التذلل والاستكانة والمبالغة في السؤال ( والرغبة 
والرهبة ) . أما التضرع والخشوع فقد عرفت ما فيهما » وأما الرغبة والرهبة فقد ( قال الله تعالى ) 
في وصف أنبيائه عليهم السلام : ( إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ) أي يتسابقون في تحصيلها 
( ويدعوننا رغباً ) أي رغبة إلينا ( ورهباً ) أي رهبة منا وكانوا لنا خاشعين. وتقدم تفسير 
الرغب والرهب بمعنى آخر قريباً» وقال في آية أخرى $ وجعلناهم أئمة يدون بأمرنا وأوحينا 
إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين) [ الأنبياء : ۷۴۳ ] أي موحدين 
مخلصين ني العبادة. ( وقال عز وجل ادعوا ربكم تضرعاً وخفية) ) أي ذوي تضرع 
واخفاء استدل بهذه الآية على ان التضرع من جلة آداب الدعاء » وقد تقدم الكلام على هذه الأية . 

( وقال ل « إذا أحب الله عبداً ) أراد به الخیر ووفقه ( ابتلاه ) أي اختبره وامتحنه بنحو 
مرض أوهَم أو ضيق ( حتى يسمع تضرعه» ) قال العراقي : رواه أبو منصور الديلمي في مسند 
النردوس من حديث أنس إذا أحب الله عبدا صب الله عليه البلاء صباً الحديث وفيه « دعه فإف 
أحب صوته ». وللطبراني من حديث أي أمامة « إن الله تعالى يقول للملائكة انطلقوا إلى عبدي 
صبوا عليه البلاء » وفيه « فإني أحب ان أسمع صوته » وسندهما ضعيف اه. 

قلت : ورواه البيهقي والديلمي أيضاً من حديث أي هريرة بلفظ « ليسمع تضرعه » وف بعض 
ألفاظه : فإذا دعا قالت الملائكة صوت معروف» وقال جبريل رب اقض حاجته . فيقول: دعوا 
عبدي فإني احب ان أسمع صوته. 


كتاب الأذكار والدعوات / الناب الثاني 


السابع: أن يجزم الدعاء ويوقن بالإجابة ويصدق رجاءه فيه . قال عه : « لا يقل 
أحد م إذا دعا اللهم اغفر لي إن شئت شئت اللهم ارحني إن شئت ليعزم المسألة فإنه لا مكره 
له». وقال م : « إذا دعا أحد ك فليعظم الرغبة فان الله لا يتعاظمه شيء ». وقال 
إل : « ادعوا الله وأنم موقنون بالإجابة واعلموا أن الله عز وجل لا يستجيب دعاء من 
O E‏ : لا ينعن أحدك من الدعاء ما يعام من نفسه» فإن الله 
عز وجل أجاب دعاء شر الخلق إبليس لعنه الله إذ قال: رب فانظرني إلى يوم 
يىعثون » قال فإتك من المنظرين€ . [ الحجر ٠٠:‏ و۳۷ ]. 


( السابع: أن جزم بالدعاء ويوقن بالإجابة ويصدق رجاءه فيه ) أي يحسن ظنه بالله تعالى 
عند الدعاء . وكون الاجابة أغلب على قلبه من الرد إذ الباعث على الدعاء صدق الرجاء ء وإذا م 
يغلب الإجابة على قلبه م يصدق رجاؤه. ( قال الني يه « لا يقل أحدك إذا دعا اللهم اغفر 
لي إن شئت .اللهم ار حن إن شئت ليعزم المسألة فإنه لا مكره له» ) . رواه ابن أي شيبة عن 
أني هريرة بلفظ ١لا‏ يقل أحدك اغفر لي إن شئت وليعزم في المسألة فإنه لا مكره له ۰ ورواه 
مالك وأحد والشيخان وأبو داود والترمذي وابن ن ماجه بلفظ « لا يقولن أحد ك اللهم اغفر لي إن 
شئت اللهم ارحني إن شئت اللهم ارزقني إن شئت وليعزم المسألة فإنه يفعل ما يشاء لا مكره له ». 

( وقال يه «إذا دعا أحدك فليعظم الرغبة فإن الله تعالى لا يتعاظمه شيء ) قال 
العراقي : رواه ابن حبان من حديث أي هريرة. 

( وقال به « ادعوا الله ) أي اسألوه من فضله ( وأنتم موقنون ) أي جازمون ( بالاجابة ) 
قال الطيبي : فيه الأمر بالدعاء باليقين» والمراد النهي عن التعرض لا هو مناف للايقان من الغفلة 
OGL ARAS‏ 0 ا 
بقوله: ( واعلموا اا ر ب ی کا ن دی غد د ا 
سائل غافل عن خدمة مولاه مشغول القلب با اهمه من دنياه. 

قال العراقي : رواه الترمذي من حديث أي هريرة وقال: غريب . ورواه الجا وقال: مستقم 
الاسناد تفرد به صالح المري وهو احد زهاد البصرة. 

قال العراقي : لكنه ضعيف في الحديث انتهى» وسبقه شيخه الحافظ الذهبي فتعقب على الجاج 
بقوله صالح متروك تر كه النسائي وغيرهء وقال البخاري : منكر الحديث. وقال أحد : هو صاحب 
قصص لا يعرف الحديث. وتلاه) الحافظ ابن حجر فقال: صالح وإن كان صالح ضعيفا في 
الحدیث ومن مم تر که جع . ومن قال جسنه فضلا عن صحته فقد وهم اه. 

( وقال سفيان بن عيينة ) الملالي رحه الله تعالى : ( لا يمنعن أحد؟ من الدعاء ما يعام من 
نفسه ) أي من القصور وعدم الإخلاص. ( فإن الله عز وجل أجاب دعاء شر الخلق إبليس 
إذ ( قال رب فانظرني ) أي أمهاني ( إلى يوم يبعشون» قال إنك من المنظرين ) أي المؤخرين 


كتاب الأذ كار والدعوات / الباب الثاني ROT RS‏ 


الثامن : أن يلح في الدعاء ويكرره ثلاثاً . قال ابن مسعود : كان عليه السلام إذا دعا 
دعا ثلاثاً وإذا سأل سأل ثلاثاً . وينبغى أن لا يستبطىء الإجابة لقوله له : ١‏ يستجاب 
لأحد؟ ما م يعجل فيقول قد دعوت فام يستجب لي فإذا دعوت فاسأل الله كثيراً فإنك 
تدعو كريا ». وقال بعضهم : إلي أسال الله عز وجل منذ عشرين سنة حاجة وما اجابني 


إلى يوم الوقت المعلوم . قال الزر كشي : وإنما سأل اللعين النظرة إلى يوم البعث طمعاً في اللإقامة لثلا 
يذوق الموت. 

( الثامن : ان يلح في الدعاء ويكرره ثلاثاً ) قال العراقي : رواه مسام وأصله متفق عليه أه. 

والإلحاح في الدعاء ما يفتح باب الإجابة ويدل على إقبال القلب ويحصل بتكراره مرتين وثلاثاً 
وأكثر . لكن الاقتصار على الثلاث مرات أعدل اتباعاً للحديث» ( وينبغي ان لا يستبطيء 
الاجابة ) أي لا يستعجل ولا يضجر من تأخير الإجابة كمن له حق على غيره إذ ليس لأحد على 
الله حق. وأيضاً فقد تكون المصلحة في التأخير » وأيضاً فالدعاء عبادة واستكانة والضجر 
والاستعجال ينافيها » ثم ان المصنف قد أدرج هذا الأدب في خلال الأدب الثامن وهو يصلح أن 
يعد مستقلاً كا فعله الحليمي والطرطوشي والزر كشي . 

م استدل المصنف على ما ذكره بقوله : ( لقوله ْله « يستجاب لأحدك ما م بعجل فيقول 
دعوت فام يستجب لي ) وقوله: فيقول هو منصوب على جواب النفي أجريت م حيث كان 
معناها النفي مجراها في قوم ما أنت بصاحبي» ما أنصرك قاله الزر كشي . قال العراقي : متفق عليه 
من حديث الي هريرة اه. 

قلت : ورواه أبو داود» والترمذي» وابن ماجه. وفي روایه لمسام قیل يا رسول اله وما 
الاستعجال؟ قال: يقول قد دعوت وقد دعوت فام يستجب لي فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء . 
وذكر مكي أن المدة بين دعاء زكريا عليه السلام بطلب الولد والبشارة أربعون سنة» وتقدم أن 
دعاء يعقوب عليه السلام في استغفاره لبنيه أجيب به بعد أربعين سنة. قال الزر كشي : ومثل ذلك 
نقل ابن عطية عن ابن جريج وممد بن علي والضحاك ان دعوة موسى عليه السلام على فرعون م 
تظهر إجابتها إلا بعد اربعين سنة. 

وقال ابن هبيرة من حديث أنس: قنت الني َل شهراً يدعو على رعل وذكوان فيه من الفقه 
انه لا جوز للإنسان أن يستبطيء الاجابة ويقول: وعرتا افا أجبت: بل دوم عل الدغاء: 

وي الصحيحين « أن الله يقول: أنا عند ظن عبدي وأنا معه إذا دعافي». وفي مسند بقى بن 
شلد امن ديت ان هزير ة مر فوا اطلبوا الخير دهرک كله وتعرضوا لنفحات الله فان لله 
نفحات یصیب بہا من یشاء من عباده». 

( فإذا دعوت فاسال الله كثيراً فإنك تدعو كرياً ) جواداً عظباً لا يخيب سائليه ولا يحرم 
مستعطيه. ( وقال بعضهم: إني أسأل الله منذ عشرين سنة حاجة وما أجابني وأنا أرجو 


o4‏ کا الاد كان ولغوا ت الاب الان 


وأنا أرجو الإجابة. سألت الله تعالى أن يوفقنى لترك ما لا يعنينى . وقال عي : « إذا 
سأل أحد ج ربه مسألة فتعرف الإجابة فليقل الحمد لله الذي بنعمته ت الصالحات. ومن 
أبطأً عنه شيء من ذلك فليقل الحمد لله على كل حال». 

التاسع : أن يفتتح الدعاء بذكر الله عز وجل فلا يبدأ بالسؤال. قال سلمة بن 


الإجابة) طمعاً في فضله . ( سألت الله ان يوفقني لترك ما لا يعنيني » ) وهذه هي الحاجة التي 
سأها ربه عز وجل . رواه ابن مسدي في مسلسلاته في آخر الجزء الخامس منها قال: أخبرنا أبو 
القاسم بن بقي قال: كتب إلي أبو الحسن بن شريح» أنبأنا أبو مد علي بن أحد بن سعيد الحافظ» 
اخبرنا ابو عمر احمد بن خمد الحبسودي » اخبرنا قاسم بن اصبغ » حدئنا مد بن اسماعيل السلمي› 
حدثنا نعم بن حاد عبد الله بن المبارك» حدثنا سفيان وغيره عن مورق العجلي قال: سألت ري عز 
وجل مسألة عشر سنين. فا أعطانيها وما يئست منها وما تر كت الدعاء بها » فسئل عن ذلك فقال : 
« سألته ترك مالا يعنيني » اه. 

وقال بعض السلف : لأنا أشد خشية أن احرم الدعاء من أن أحرم الإجابة» وذلك لأن الله 
تعالى يقول: ( أدعوني أستجب لكم ) فقد أمر بالدعاء ووعد بالاجابة وهو لا يخلف الميعادء 
وكان بعض السلف يقول: لا تستبطئن الإجابة وقد سددت طرقها با لمعاصي» فكم من مستغفر 
ممقوت ومن ساکت مرحوم . 

( وقال ت «إذا سأل أحدك ربه مسألة) مصدر ميمي أي طلب منه شيا ( فتعرف 
الإجابة ) أي تطلبها متى عرف حصوها بأن ظهرت أماراتبا ( فليقل المد الله الذي بنعمته تم 
الصالحات ) أي تكمل النعم الحسان» ( ومن أبطأ عليه في ذلك شيء فلبقل الحمد الله على كل 
حال » ) فان أحوال المؤمن كلها خير وقضاء الله له بالسراء والضراء رحة ونعمة» ولو انكشف له 
الغطاء لفرح بالضراء أكثر من السراء وهو أعام بمصالح عباده. 

قال العراقي : رواه البيهقي في الدعوات من حديث أي هريرة» وللحام نجوه من حديث 
عائشة ختصرا باسناد ضعبف اه. 

قلت : وروى البيهقي في الأسماء والصفات من حديث حبيب ابن ألي ثابت قال : حدثنا شيخ لنا 
أن رسول الله تو کان إذا جاءه شيء يكرهه قال « الحمد لله على كل » وإذا جاءه شيء يعجبه 
قال ر الحمد لله المنعم المتفضل الذي بنعمته تم الصالحات ». 


( التاسع: أن يفتتح الدعاء بذ كر الله عز وجل ولا يبدأ بالسؤال ) » والمراد يبدأ أوَلاً بجا 
فيه الثناء على الله تعالى ‏ ثم يسأل الحاجة كا قال تعالى حاكياً عن يونس عليه السلام لا إله إلا 
أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) [ الأنبياء : ۸۷ ] وعن ابراهي عليه السلام : $ ربنا إنك تعم 
ما نخفي وما نعلن) الى يوم يقوم الحساب) [ ابراهم : ٤١ ٠۳۸‏ ] وعنه الذي خلقني فهو 


كتاب الأذ كار والدعوات / الباب الثافي TOO SAEs‏ 


الأكوع: ما سمعت رسول الله ر يستفتح الدعاء إلا استفتحه بقول: ١‏ سبحان ري 
العلى الأعلى الوهاب ». وقال أبو سلمان الداراني رحه الله : من أراد أن يسأل الله حاجة 
فليبداً بالصلاة على الني بيه ثم يسأل حاجته ء ثم يختم بالصلاة على النبي مب » فإن الله 
عز وجل يقبل الصلاتين وهو أكرم من أن يدع ما بينهها » وروي في الخبر عن رسول الله 


بهدين € [ الشعراء : ۷۸] الآيات وعن شعيب عليه السلام : وسع ربنا كل شيء علا إلى 
[وأنت خير الفاتحين) [الأعراف: ۸٩‏ ] وعن موسى عليه السلام رب اغفر لي ولأخي 
وأدخلنا في رحتك وأنت أرحم الراحين) [الاعراف: ٠١١‏ ] وعن يوسف عليه السلام رب 
قد آتيتني من الملك وعلمتني € الآية [ يوسف ٠١٠:‏ ]. وعن الملائكة عليهم السلام : $ ربنا وسعت 
كل شيء رحة وعلا فاغفر للذين تابوا) [غافر: ۷] وقال أنت ولينا فاغفر لنا وارحجنا) 
[ الأعراف: ٠١١‏ ] وني السنن عن أي هريرة « كل كلام لا يبدأ فيه جمد الله فهو أجذم».. 


( وقال سلمة بن الاكوع ) رضي الله عنه: ( ما سمعت رسول الله عه يستفتح الدعاء 1 
استفتحه فقال « سبحان ربي العلي الأعلى الوهاب» ) قال العراقي : رواه أحمد والحا وقال: 
صحيح الاسناد . قال العراقي : فيه عمر بن راشد الهاني ضعفه الجمهور اه. 

قلت : أورده صاحب القوت في الفصل الخامس من الباب الأول بلفظ : « كان إذا افتتح دعاءه 
افتتحه بقوله » فذ کره. 


( وقال أبو سلمان ) عبد الرحمن بن أحمد بن عطية ( الداراني ) رحه الله تعالى : ( مسن أراد أن 
يسال الله عز وجل حاجة فليبداً بالصلاة على النبي ْله » م يسأله حاجتهء ثم يتم بالدلاة 
عليه » فإن الله عز وجل يقبل الصلاتين وهو أكرم من ان يدع ) وفي رواية يرد ( ها بينها ) . 
أورده الجزولي في أوّل دلائله بلفظ « فليكثر » بدل « فليبداأً». 

وقال الشارح: الفاء زائدة أو متعلقة بمحذوف أي : فليكثر اللهج بالصلاة ونحو ذلك» أو ضمن 
يكثر معنى يلهج ونحوه» وقال أيضاً من في قوله من أن يدع متعلقة بأفضل لا تضمنه من معنى 
النزاهة وليست الجارة للمفضول بل هو متروك أبدامع أفعل هذا لقصد التعمم اه. 

والمعنى أن الكرم لا يناسبه أن يقبل الطرفين ويرد الوسط . قال الزر كشي : واستشكل بعض 
مشايخنا قول الداراني بأن قولنا : اللهم صل على مد دعاء والدعاء متوقف على القبول وفيه نظر 
اه. 

قلت : ويروى عن الدارافي أيضاً بلفظ : إذا أردت ان تسأل الله حاجة فصل على ممد ثم سل 
حاجتك» ثم صل على النبي به فإن الصلاة على النبي ر مقبولة والله عز وجل أكرم من أن يرد 
ما بينهما أخرجه النميري بالوجهين كذا في القول البديع للحافظ السخاوي . 


RE e RRA‏ ا ا 


ر أنه قال: « إذا سألتم الله عز وجل حاجة فابتدأوا بالصلاة على فإن الله تعالى أكرم 
من أن يسأل حاجتين فيقضى إحداهما ويرد الأخرى » رواه أبو طالب المكى . 

العاشر : وهو الأدب الباطن وهو الأصل في الاجابة : التوبة ورد المظامم والاقبال على 
الله عز وجل بكنه الهمة. فذلك هو السبب القريب في الإجابة. فيروى عن كعب 

( وروی في الخبر عن رسول الله ْلَه أنه قال « إذا سألتم الله حاجة فابدؤا بالصلاة علي 
فإن الله أكرم من أن يسأل حاجتين فيقضي إحداه)ا ويرد الأخرى» رواه أبو طالب 
المكي ) ني القوت. 

وقال العراقي : م أجده مرفوعاً وإنما هو موقوف على أبي الدرداء رضي الله عنه. 

قلت : وهو وإن كان موقوفاً فهو شاهد لقول الداراني. 

وما يؤيده أيضاً ما أخرجه أبو داود عن فضالة قال : سمع النبي مه رجلا يدعو في صلاته م 
يمجد الله ولم يصل على النبي ي فقال : « عجل هذا ثم دعاه فقال : إذا صلى أحد م فليبدأً بتحميد 
الله والثناء عليه ثم يصلي على النبي بيه ثم يدعو با شاء » . ورواه النسائي وزاد : « فسمع الني عر 
رجلا يصلي فمجد الله وحمده وصلى على الي م فقال : ادع تجب وسل تعط ». 

وما يدل على إجابة الدعاء بعد التحميد ما روي عن أنس قال : جاءت أم سل فقالت : :ی 
رسول الله علمني کلات ادعو بهن فقال: ااتتخن عخرا وتحمدین عشراً وتکبرین عشراً م 
تسألين حاجتك فانه يقول قد فعلت ». رواه صاحب التبصرة . وأخرجه الترمذي عن معاذ سمع 
الني زه رجلا یقول ٠: ES‏ قد استجيب لك فسل » وني المستدرك عن أي 
أمامة رفعه ١‏ إن له ملكا موكلا من يقول يا أرحم الراححين فمن قالما ثلاثاً قال له امو كل إن أرحم 
الراحمين قد أقبل عليك فسل » والمعنى فيه : إن ذكر الله بالثناء والتعظيم كالاإ كسير العظم للنفس في 
تصفيتها وإشراقها حى يكون الماهوب أقرب إليها فلهذا قدم الثناء على الدعاء . 

( العاشر : وهو الأدب الباطن وهو الأصل) الأصيل ( في الاجابة) وهو (التوبة) 
الناصحة ( ورد المظام ) إلى اهلها ( والإقبال على الله عز وجل بكنه الممة) وخالصهاء 
( فذلك هو السبب القريب في الاجابة) . 

وقال الزر كشي في الأزهية في آداب الدعاء : أحدها تقدي التوبة أمامه » وقد يكون اجابة الله 
امصر على ذنبه تعويضاً عاجلاً من مقامه » ودعاء التائب عبادة وحسنة وأقل جزائها عشرة أمثا ها ء 
فإذا عجلت له الاجابة كان ما وراءها مدخراً له » ولذا جعله الحليمي والغزالي من الآداب. ثم نقل 
عن الغزالي عباراته هذه. ثم قال: وني صحيح مسام عن أبي هريرة مرفوعاً « في الرجل يطيل السفر 
3 شعت أغبر عد يدنه اى لاء یا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملېسه حرام وغذي 
بالحرام فأنى يستجاب لذلك !». وقال مه لسعد : «يا سعد أطب مطعمك تستجب دعوتك » 


وقيل : الدعاء مفتاح الحاجة وأكل الحلال أسنانه» وقد يؤخذ من هذا الحديث أن هذا شرط لا 
أدب . وقال الطرطوشي من آدابه أكل الحلال ولعله من شروطه اه. 

ولنذ كر هنا بعض آداب للدعاء وشروط م يذ كرها المصنف» فمن الآداب أن يدعو وهو 
طاهر لأنه عبادة فكان كقراءة القرآن والأذان ذكره الحليمي . وفي الصحيحين عن أبي موسى قال 
لي أبو عامر قل لرسول الله ّلل يستغفر لي فدعا رسول الله ملم بماء فتوضاأً ورفع يديه الحديث . 
وعن سعد بن أي وقاص توضأً حين دعا لأهل المدينة ورواه الواحدي في كتاب الدعوات وتقدم 
حكم رفع اليد النجسة في الدعاء خارج الصلاة. 

ومن الآداب أن يقدم عليه صلاة. ذكره الحليمي» واستدل بأنه من فعل ذلك حين دعا 
لأمته بقباءء وبقوله تعالى 3 فإذا فرغت فانصب » وإلى ربك فارغب € [ الشرح: ۷» ۸ ] أي 
إذا فرغت من صلاة نفسك فاجهد نفسك بالدعاء . قال الزر كشي : وهذا شرع في دعاء الاستسقاء 
تقد الصلاة والصيام والصدقة. 

ومن الآداب أن يقدم أمامه صدقة. ذكره الحليمي أيضاً. وروي عن عبد الله بن عمر أنه كان 
يعجبه إذا أراد الرجل ان يدعو ربه أن يقدم صدقة وذكر خبراً رواه الفريالي. 

ومن الآداب أن يقدم أمامه الصلاة على الني مله » وقد ذ كره المصنف في ضمن الأدب التاسع 
إدراجاً وهو أدب مستقل» وقد أخرجه الترمذي من حديث النضر بن شميل عن ألي قرة 
الأسدي» عن سعيد بن المسيب» عن عمر رضي الله عنه قال: إن الدعاء موقوف بين السماء 
والارض فا يصعد منه شيء حتى تصلي على نبيك به . وأخرجه الحسن بن عرفة في جزئه 
مرفوعاً فقال : حدثنا الوليد بن بكير عن سلام الخراز » عن أهي إسحاق السبيعي» عن الحسن » عن 
علي > عن النبي رث قال « ما من دعاء إلا وبينه وبين السماء والارض حجاب حتى يصلي على مد 

به فإذا صلى على الني ل اغغرق الحجاب واستجيب الدعاء وإذا م يصل على الني م م يستجب 


الغا 

ومن الآداب الصلاة على النى بي في وسط الدعاء وآخره لأنه الذي عامنا الدعاء بار كانه 
وآدابه فنقضى بعض حقه عند الدعاء اعتداداً بالنعمة قاله الحليمى . 

أما الصلاة عليه آخر الدعاء ء فقد ذكره المصنف ضمناً في الأدب التاسع من قول الداراني حيث 
قال : ثم ليختم بالصلاة عليه به » والدليل عليه ما أخرجه الطبراني في معجمهء والبزار عن ممد بن 
ابراهم التيمي» عن أبيه» عن جابر قال: قال رسول الله م « لا تجعلوني كقدح الراكب ان 
الراكب يلؤ قدحه فإذا فرغ وعلق تعاليقه فإن كان فيه ماء شرب حاجته أو الوضوء توضأ وإلا 
اهراق القدح فاجعلوني في وسط الدعاء وفي أوله وفي آخره .٠‏ قال أصحاب الغريب : معنى قوله 
لا تجعلوني كقدح الراكب » أي لا تؤخروني في الذ كر لأن الراكب يعلق قدحه في آخرة رحله 
ویجعله خلفه. وقال حسان بن ثابت رضي الله عنه هجو ابا سفیان : 


۲0۸ كتاب الأذكار والدعوات / الباب الثاني 


Lay N LE SNR ICEOREKITEILDEILINITTLCTN TEE TT 


والس کعباس ولا كاين أمه ولکن هجین لیس یوری له زند 
وكنت دعيا نيط في ال هاشم كا نيط خلف الراكب القدح الفرد 

ولعل المراد به الاقتصار في ذكره في الآخر. واعلم أن للصلاة عند الدعاء مراتب ثلاثة : 
أحدها : أن يصلي عليه قبل الدعاء وبعد حد الله ويشهد له حديث فضالة السابق » والثانية : : أن يصلي 
عليه في أوّل الدعاء وأوسطه واخره ويشهد له حديث جابر المذ كور آنفاً » والثالثة أن يصلي عليه في 
أوّله وآخره ويجعل حاجته متوسطة بينهها كا عليه عمل الناس وهو يناسب ما نقله الغزالي عن 
الداراني . 

ومن الآداب أن يفتح دعاء باسم من أسمائه تعالى المناسبة لمطلوبه أو يختم به وتأمل دعاء الانبياءء 
كذلك قال سلمان عليه السلام في دعائه رب اغفر لي وهب لي ملكأ لا ينبغي لأحد من بعدي 
إنك أنت الوّهاب € [ ص: ٠١‏ ] وقال الخليل وابنه عليها السلام 3 وتب علينا إنك أنت التواب 
الرحم) [البقرة: ۱١۸‏ ] و تقبل منا إنك أنت السميع العلم) [البقرة: ۱١۷‏ ] وقال أيوب 
عليه السلام  :‏ رب أن مسي الضر وأنت أرحم الراحمين) [ الأنبياء : ۸۳ ]. 

وعام النبي بره عائشة دعاء ليلة القدر « اللهم إنك عفو كرم تحب العفو فاعف عني ». وعام 
الصديق دعاء الصلاة: اللهم إني ظلمت نفسي ظلاً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي 
مغفرة من عندك وار حي إنك أنت الغفور الرحم. 

وأما قول عيس عليه السلام  :‏ وإن تغفر م فإنك أنت العزيز الحكي [ المائدة: ٠١۸‏ ] وم 
يقل الغفور الرحم كا قال الخليل : ومن عصاني فإنك غفور رحم) [ ابراه : ۳١‏ ] لأنه في 
مقام أن مغفرتك مم عن عز وحكمة فأخرجه مخرج التسلي » ولأن في ذكر الغفور تعريض السؤال 
بالمغفرة فعدل عنه أو كانه قال : فالمغفرة لا تنقص من عزك ولا تخرج عن حكمك . 

واعلم ان للدعاء مراتب . 

احداها: : أن تدعو الله بأسمائه وصفاته والمناسب ذكر الصفة التي تقة تقتضي المدعو كا سبق . 


الثانية :أن تدعوه لحاجتك وفقرك وغو ذلك فتقول: أنا العبد لذليل الفقير البائس المستجير 
ونحوه. 

الثالثة : أن تسأل حاجتك ولا تترك واحدة منهاء فالأول أكمل من الثاني » والثاني أكمل من 
الثالث» فإذا جع الدعاء الأمور الثلاثة كان أكمل وهو عامة أدعية النبي له » وقد جع للثلاثة 
تعليمه للصديق رضي الله عنه قال : اللهم إفي ظلمت نفسي ظلها كثيرا» وهذا حال السائل ثم قال : 
وإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت» وهذا حال المسؤول» ثم قال: فاغفر لي فذ كر حاجته » وختم الدعاء 
باسم من أسمائه الحسنى با يناسب المطلرب ويقتضيه . 


ومن الآداب أن يستعمل في كل مقام الدعاء المأثور فيه » فهو أفضل من غيره لتنصيص الشارع 


عليه وتعلم الشرع خير من اختيار العبدء وهمذا قال أكثر أصحاب الشافعي : إن الدعاء المأثور في 
الطواف أفضل من الاشتغال بالقراءة فيستعمل بعد التشهد دعاءه المأثور فيه وبعد الصلاة كذلك 
وفي الاستخارة كذلك. ويستعمل الأدعية الواردة عن الأنبياء الصادرة منهم إذا كان مطلوبه 
ذلك . قال جعفر الصادق : عجبت لن بلي بالضر كيف يذهل عنه أن يقول: $ مسني الضر وأنت 
أرحم الراحمين) والله تعالى يقول ‏ فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر [الأنبياء : ۸4 ] 
وعجبت لن بلي بالغم كيف يذهل عنه أن يقول لا إله إلا أنت سبحانك إفي كنت من 
الظامين) [ الأنبياء : ۸۷ ] والله تعالى يقول $ فاستجبنا له ونجيناه من الغمّ وكذلك ننجي 
المؤمنين © [ الأنبياء : ۸۸ ] وعجبت لمن خاف شيئاً كيف يذهل عنه أن يقول: حسي الله ونعم 
الو كيل » والله تعالى يقول: ‏ فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم بيمسسهم سوء ¶ [ آل عمران : ۱۷١‏ ] 
وعجبت لمن كوبد في أمر كيف يذهل عنه أن يقول ‏ وأفوّض أمري إلى الله ان الله بصير بالعباد ) 
[ غافر : ٤٤‏ ] والله تعالی يقول : 3 فوقاه الله سیئات ما مکروا ) [ غافر : ٤۵‏ ] وعجبت لن أنعم الله 
عليه بنعمة خاف زواطما كيف يذهل عنه أن يقول : 8 ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا 
قوّة إلا بالله) [ الكهف: ۳۹ ] وهكذا سنة الحتق سبحانه مع من صدق في التجائه إليه ان يهد 
مقيله في ظل كفايته ء فلا البلاء يسه ولا العناء يصيبه . وكذلك المواظبة على أدعية وقعت للأولياء 
في حالات استجيب مم لا بأس بالمواظبة عليها لمن اتفقت له تلك الحالة تفاؤلاً بأن يناله ما نهم . 
فصل 

في ادعية الانبياء المحكية في القرآان: 

وقد رأيت ان أسرد أدعية الأنبياء المحكية في القرآن المقرونة بالإجابة قال تعالى لنبيه لله 
وقل رب زد علا € [ طه: ١١١‏ ] 3 رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل 
لي من لدنك سلطاناً نصياً) [الإسراء : ]۸٠‏ رب اما تريني مايوعدون رب فلا تجعلني في 
القوم الظالمين © 1 المؤمنون: ۹۳ ٩٤ ٠‏ ] وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين » وأعوذ بك 
رب أن يحضرون) [ المؤمنون: ٩۸ » ٩۷‏ ] وقال عن آدم عليه السلام ‏ ربنا ظلمنا أنفسنا وإن م 
تغفر لنا وترحنا لنكونن من الخاسرين [الأعراف: ۲۳ ] وقال عن نوح عليه السلام رب 
اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤْمناً وللمؤمنین والمؤمنات) [ نوح: ۲۸] وقال عن ابراهم 
واسماعيل عليها السلام 3 ربنا تقبل منا انك أنت السميع العلم « ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن 
ذريتنا أمة مسلمة لك# [البقرة: ٠۲۷‏ ۱۲۸] ربنا إفي أسكنت من ذريتي بواد غير ذي 
زرع) [ابراهم : ۳۷ ] الآيات. وقال عن ابراه عليه السلام رب هب لي حك وألحقني 
بالصالحين» واجعل لي لسان صدق في الآخرين » واجعلني من ورثة جنة النعم# [ الشعراء : ۸۳ 
- ۸۵ ] وقال عن موسى عليه السلام رب اشرح لي صدري « ويسر لي أمري ٭ واحلل عقدة 
من لسانی ٭يفقهوا قول ) [ طه: ٠۲۵‏ ۲۸ ] رب با أنعمت علي فلن أكون ظهيراً للمجرمين ) 


1۰ كتاب الأذ كار والدعوات / الاب الثاني 


EER PE EO OEE NEKE REED OLO e AS RE U e E E e a e a a 


[ القصص : ١١۷‏ ] رب إفي لا أنزلت إل من خير فقير € [ القصص : ۲١‏ ] وقال عن سلمان عليه 
السلام [ رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي) [ النمل: ٠١‏ ] الآية وقال 
عن ز كريا عليه السلام رب لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين) [ الأنبياء : ۸٩‏ ] رب هب 
لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء # [ آل عمران: ۳۸ ] وقال عن يوسف عليه السلام 
رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السموات والأرض أنت وليّي في 
الدنيا والآخرة توفني مسل وألحقني بالصالحين) [يوسف: ٠١١‏ ] وعلى هذا النمط وجيع ما 
أجراه الله تعالى على ملك مقرب أو نى مرسل أو صديق كقوله تعالى 9 ربنا آتنا في الدنيا حسنة 
وي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار € [البقرة: ٠١٠‏ ] ربنا أفرغ علينا صبراً وثبّت أقدامنا 
وانصرنا على القوم الكافرين € [ البقرة: ۲٠١‏ ] ربا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من 
لدنك رحة انك أنت الوهاب € [ آل عمران: ۸  ]‏ ربنا اننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا € الآية [ آل 
عمران: ٠١‏ ] ربنا آمنا ما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين # [ آل عمران: ٥۳‏ ] 
ربنا اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في أمرنا € الآية [ آل عمران : ٠١١‏ ] ربنا أخرجنا من هذه القرية 
الظام أهلها واجعل لنا من لدنك ولياً واجعل لنا من لدنك نصيراً ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين 
ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين ربنا اصرف عنا عذاب جهنم الآيات. ربنا اغفر لنا ولأخواننا 
الذي سبقونا بالإ يان ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا واغفر لنا ربنا انك انت العزيز الحكم ربنا 
أتمم لنا نورنا واغفر لنا الآية . فهذه جلة من الدعوات التى اختارها الله تعالى لخاصة عباده وصفوة 
أولائه لطن هن أا ور لزي اسو حه فن كان برجو (شرواليو لخر 
فصل 

فهذا الذي قد تقدم من ذكر الآداب قد يستدرك به على المصنف. 

وذكر ابن الجوزي في الحصن آداباً أخره: منها : الجثو على الر كب والتوسل بانبيائه والصالحين» 
وأن يبدأ بنفسه أولاً وأن لا بخص نفسه إن كان إماماً وأن لا يدعو بإم ولا قطيعة رحم ولا بأمر 
قد فرغ منه ولا بمستحیل ولا تحجر واسعاً. 

قلت : وبعض ذلك يعد شرطاً كا ستأتي الإشارة إليه. وأما شروط الدعاء فقد عدها الحليمي 
احد عشر . 

اللأول: أن يكون المسؤول بالدعاء متنعاً عقلاً ولا عادة كاحياء الموتى » ورؤية الله تعالى في 
الدنياء وانزال مائدة من السماء » أو ملك يخبر بأخبارها وغير ذلك من الخوارق القى كانت للأنبياء 
إلا أن يكون السائل نبياً لأن بعض العادات اغا تکون من الله تعالی لتأييد او إلى دينه» 
ولك أن تبني ذلك على أن ما كان معجزة لني هل يجوز أن يكون كرامة لول . قال: ويجوز أن 


eececeeneneucnunenne nO ODBLDODOOROSDOGRRGS OAC 


يسأل العبد سؤالاً مطلقاً أن يكشف عنه ضرورة وقعت له فينقض الله له عادة» کا إذا حدث له 
أصابه لا يضر مطلقاً » وكان ذلك جائزاً وان كان في اجابته اياه نقض العادة وقد يفعل ذلك به 
من غير مسألته خبراً له لتو کله وقرَة إیانه. 

الثانى : أن لا يكون على السائل حرج فما سأل كسؤاله الخمر يشر با أو امرأة يزني بها ما تضمن 
سؤاله من اباحة الحرام» ولقوله ب « يستجاب لحد ما لم يدع باثم أو قطيعة رحم » رواه مسام. 
فيدخل في الإم كل ما يأم به من الذنوب ويدخل في الرحم جيع حقوق المسلمين ومظاللمهم. 

قال الحليمي : ويدخل في هذا أن يدعو بالشر على من لا يستحقه أو على بہيمة» وقد جاء أن 
رجلا لعن بعیره في سفر » فقال رسول الله بے , !* يصحبنا ملعون » فکأنه عاقبه عر لعنه» وقد 
جاء: لا تدعوا عل أنفسكم ولا على أولاد > ولا عل أموالكم لا توافقوا من الله ساعة عطاء 
فيستجاب لكم أي عقوبة لكم لا آكرامة. 

الثالث: أن لا يكون فما سأل غرض فاد كسؤال الال والجاه والولد والعافية وطول العمر 
للتفاخر والتكاثر والاستعانة ما على قضاء الشهرارت . 

الرابع: أن لا يكون الدعاء على وجه الاختبر لربه تعالى» بل يكون سؤالاً محضاً إذ العبد 
لیس له أن یختبر ربه. 

e ٤ 

الخامس: أن لا يشغله الدعاء عن فريضة حات.رة فيفوتها فيكون عاصباً . 

السادس: أن حاجته إذا عظمت لم يسأها الله تعالى سؤال مستعظم ما في ذات الله بل يسأله 
الصغيرة والكبيرة سؤالاً واحداًء وهذا قد سبق للمصنف في ذكر الآداب» وروى الترمذي عن 
أنس مرفوعاً « ليسأل أحد؟ ربه حاجته كلها حى يسأل شسع نعله إذا انقطعت ». وينبغي أن يرى 
منة الله عليه في إجابته إلى صغير الحوائج وكميرها. 


السابع : حسن الظن بالله عند الدعاء وغلبة الا جابة على قلبهء وهذا أيضاً قد ذكره المصنف في 


L1 


الآداب. 
الثامن : أن لا يستعجل ولا يضجر من تأخير الاجابةء وهذا أيضاً قد ذكره المصنف في 
الآداب. 


التاسع : أن لا يقتصر على دعاء لغيه مع الجهل بمعناد أو انصراف الممة إلى لفظه. إذ الدعاء 
سؤال وهذا غير سائل بل حاك لکلام غیره. 

قال الحليمي : نعم إذا كان دعاء حسناً أو كان صاحب الدعاء ممن يتبرك بكلامه فاختاره 
لذلك وأحضره قلبه ووفاه اخلاص الطلب حقه كان ذلك وانشاء الدعاء من عنده سواء حينئذ . 


EMRE OAR RENEE GERRE naa ine GTO STOVES Rs 


قال الزر كشي : وذ كر بعضهم كراهة الدعاء بأمر لم يظهر له معناه» كا ذكر في الجامع الصغير 
أن أبا حنيفة كان يكره أن يدعو الرجل فيقول: : الهم إفي أسألك بمعاقد العز من عرشك وإن جاء 
به الحدیث لأنه لیس ينکشف معناه لکل أحد .قال الزر كشي : وهذڏا جاء في حديث أخر جه البيهقي 
في الدعوات الكبيرة عن ابن مسعود» عن عن النبي ثي في الدعاء في في السجود « اللهم إني أ. . ألك بمعاقد 
العز من عرشك ومنتهى الرحمة من كتابك واسمك الاعظم وكلاتك التامة ثم سل حاجتك » لکنه 
ذكره اىن الجوزي في الموضوعات . 

وقال ابن الاثير في النهاية : أي بالخصال التي استحق بہا العرش العز أو بمواضع انعقادها منه 
وحقيقة معناه بعز عرشك . قال : واصحاب الي حنيفة يكرهون هذا اللفظ من الدعاء اه. 

وذكر الحكم الترمذي في مناسكه أن النبي ّي نهى العامة عند زيارة البيت يقوله , حيّنا را 
بالسلام » قال : ويحتمل هذا النهي لمن لم ینکشف له معناه» فأما من کشف له فهو غير داخل في هذا 
النهي كا كانت الصحابة يدعون به. 

العاشر : أن يصلح لسانه إذا دعا ويحترز عا يعد إساءة في المخاطبات لوجوب تعظم الله تعالى 
على عبده في كل حال وهو في حال السؤال أوجب» فإذا أراد غشيان النسيان فلا يصرح بل يقول : 
اللهم متعني بأعضائي وجوارحي» أو طاعة امرأته فليقل : اللهم أصلح لي زوجتي وظاهر کلام 
الحليمي أن تجنب اللحن من الشروط فلا يدعو بالجزم مثلاً فيا الصواب فيه الرفع لانقلاب المعنى 
وهو ظاهر الخطابي. فاإنه قال فما يحب أن یراعی في الأدعية: : الاعراب الذي من عاد 
الكلام » وبه يستقم المعنى » وربا انقلب المعنى باللحن» وقد قال المازني لبعض تلامذته : عليك 
بالنحو فإن بني إسرائيل كفرت بجحرف ثقيل خففوه قال تعالى لعيسى بن مرم : إفي ولدتك فقالوا 
بالتخفيف فكفروا» وأنشد بعضهم: 

ينادي ربه باللحن ليث لذاك إذا دعاەلا عيب 

وعن صاحب التبصرة: من الآداب أن يكون الدعاء صحيح اللفظ لأنه يتضمن مواجهة ة الحق 
بالخطاب قال: وقد جاء في الحديث « لا يقبل الله دعاء ملحوناً » وقال ابن الصلاح في فتاويه : 
الدعاء الملحون ممن لا يستطيع غيره لا يقدح في الدعاء ويعذر فبه. 

الحادي عشم : أن يدعو الله بأسم‌ائه الحسنى ولا يدعو با لا يخلص ثناء وان كان حقاً قال الله 
تعالى 8 وله الأسماء الحسنى فادعوه بها © [ الأعراف : ۱۸١‏ ] وفي الحديث « ألظوا بيا :ا الجلال 
والإكرام » ولا ينبغي أن يقال: يا خالق الحيات والعقارب لأنها جبارة مؤدية. فالدعاء بها 
کالدعاء بقوله : : يا ضار » وجعل الخطاني من شروطه إخلاص النية وإظهار الفقر والمسكنة 
والتواضع والخشوع» وأن يكون على طهارة مستقبل القبلة» وأن يقدم اثناء على الله والصلاة علي 
لني يل مام دعائه» وذ کر غير هذه من الآداب ؛ لکن جال غیرد من الشروط بأ“ یکون عالاً 
بأن لا قادر على حاجته إلا الله عز وجل وأن الوسائط في نبضته ومسخر ة بتساخیره والله أعم . 


كتاب الأذ كار والدعوات / الباب الثاني 


الأحبار أنه قال: أصاب الناس قحط شديد على عهد موسى رسول الله ي » فخرج 
موس ببني إسرائیل يستسقي بہم فام یسقوا حتی خرج ثلاث مرات ولم یسقوا فأوحی الله 
عز وجل إلى موسى عليه السلام : إني لا أستجيب لك ولا لمن معك وفيكم مام » فقال 
موسی : یا رب ومن هو حتی نخرجه من بیننا ؟ فأوحی الله عز وجل إلیه یا موسی : انها 
عن النميمة وأكون ماما ؟ فقال موسى لبني إسرائيل : توبوا إلى ربكم بأجعكم عن 
النميمة فتابوا فأرسل الله تعالى عليهم الغيث . وقال سعيد بن جبير : قحط الناس في زمن 
ملك من ملوك بني إسرائيل فاستسقوا » فقال الملك لبني اسرائيل : ليرسلن الله تعالى علينا 
السماء أو لنؤذيته . قيل له و كف تقدر ان تۇذنە وهو ال فال اكل ارلا 
وأهل طاعته فيكون ذلك أذى له فأرسل الله تعالى عليهم السماء . وقال سفيان الثوري : 
بلغني أن بني إسرائيل قحطوا سبع سنين حتى أكلوا الميتة من المزابل وأكلوا الأطفال 


وإذ قد فرغنا من ذكر الآداب والشروط » فلنعد إلى شرح كلام المصنف مما استدل به من آثار 
وحكايات تتعلق بالأدب العاشر فقال: ( ويروى) وفي نسخة: فيروى ( عن كعب الأحبار ) 
وهو كعب بن ماتع الحميري تقدمت ترجته في كتاب العام ( أنه قال : أصاب الناس قحط شديد 
على عهد موسى عليه السلام» فخرج موس عليه السلام ببني إسرائيل يستسقي بهم فام 
یسقوا حتی خرج بہم ثلاث مرات و يسقوا» فأاوحى الله عز وجل إلى موسى عليه السلام: 
إني لا أستجيب لك ولا لمن معك وفيكم تمام) وهو من يتحدث مع القوم فين عليهم فيكشف 
ما يكره كشفه سواء كرهه المنقول عنه أو إليه أو الثالث وهبه بإشارة أو عبارة أو غيرهما وفعله 
النم » وتلك الوشاية النميمة وهي من الكبائر كا سأي . ( فقال موسى عليه السلام: يا رب ومن 
هو حتی نخرجه من بیننا؟ فأوحى الله عز وجل إليه يا موسى: أنهام عن النميمة وأكون 
نماماً؟ فقال موسى ) عليه السلام ( لبني إسرائيل ) بعدما جعهم: ( توبو إلى ربكم بأجعكم 
من النميمة فتابوا فأرسل الله عليهم الغيث ) دل ذلك على أن التوبة من الكبائر ما يوجب 
الاجابة. 


( وقال سعيد بن جبير ) رجه الله: ( قحط الناس في زمن ملك من ملوك بني إسرائيل 
فاستسقوا ) أي خرجوا للاستسقاء » ( فقال الملك لبني إسرائيل؛ ليرسلن الله علينا السماء) 
أي المطر ( أو لنؤذينه . قيل له: وكيف تقدر أن تؤذيه وهو في السماء؟ فقال: اقتل أولياءه 
وأهل طاعته فيكون ذلك أذى لهء فأرسل الله تعالى عليهم السماء ) دل ذلك على أن الإقبال 
على الله بكنه الممة مما يوجب الإجابة» فإن هؤلاء الخاصة لما سمعوا ذلك أقبلوا على الله بكليتهم 
فاستجیب هم . 


( وقال سفيان ) بن سعيد ( الثوري ) رجه الله تعاى : ( بلغني أن بني إسرائيل قحطرا سبع 


SN EEE eases 


وكانوا كذلك يخرجون إلى الجبال يبكون ويتضرعون» فأوحى الله عز وجل إلى أنبيائهم 
عليهم السلام لو مشيتم إلً باقدامكم حتى تحفى ر كبكم وتبلغ أيديكم عنان السماء وتكل 
ألسنتكم عن الدعاء فإفي لا أجيب لكم داعياً ولا أرحم لكم باكياً حتى تردوا المظالم إلى 
أهلها ففعلوا فمطروا من يومهم. وقال مالك بن دينار : أصاب الناس في بني إسرائيل 
قحط فخرجوا مراراً فأوحى الله عز وجل إلى نبيهم أن أخبرهم أنكم تخرجون إل 
بأبدان نجسة وترفعون إلي أكفاً قد سفكتم بها الدماء وملأتم بطونكم من الحرام . الآن قد 
اشتد غضبي علیکم ولن تزدادو! مني إلا بُعداً » وقال أبو الصديق الناجي : خرج سلهان 
عايه السلام يستسقي فمرَ بنملة ملقاة على ظهرها رافعة قوائمها إلى السماء وهي تقول : 
الهم أنا خلق من خلقك ولا غنى بنا عن رزقك فلا تہلکنا بذنوب غيرنا» فقال سلهان 
عليه السلام : ارجعوا فقد سقيم بدعوة غير ك . وقال الأوزاعي : خرج الناس يستسقون 


سنين حت أكلوا الميتة من المزابل ) جع مزبلة وهي الموضع الذي يرمى فيه ما يكنس من البيوت 
( وأكلوا الأطفال وكانوا كذلك ) أي على aa‏ والمواصع العالية 
( ببکون ريتضرعون» ف ؛ حى الله عز وجل إلى أنبيائهم لو مشي إلي بأقدامكم حت تحفى 
رکبکم ) أي يبلغ الحفا بى ال ركب وهو غاية في الشدةء ( وتبلغ أيديكم عبان السماء ) أي 
أطرافه بصعود م على الجبال . ( وتكل) أي تعجز ( ألسنتكم عن الدعاء ) أي لكثرة الجؤار بهء 
( فإني لا أجيب لكم دعبا ولا أرحم منكم باكباً حتى تردوا المظام إلى أهلها ففعلوا 
فمطروا من يومهم ) دل ذلك على أن رد المظام إلى أهلها مما يوجب الإجابة. 

( وقال مالك بن دینار ) رجه الله تعالی : ( أصاب الناس ني بني إسرائيل قحط فخرجوا 
مراراً ) يستسقون فام يسقواء ( فأوحى الله عز وجل إلى نبيهم أن أخبرهم أنكم تخرجون إل 
بأبدان نجسة) أي نجاسة معنوية ( وترفعون إلي أكفاً قد سفكةم بها الدماء ملام بطونكم 
من) أكل (الحرام» الآن قد اشتد غضي عليكم ولن تزدادوا مني إلا بعداً) دل ذلك على 
أن الطهار ة الحسية OB‏ 
IS RB EG ES e‏ 
إسرائيل تدعون بألسنتكم وقلوبكم بعيدة عني باطل ما تذهبون. رواه من طريق سيار عن جعفر 
عن مالك بن دينار قال : بلغنا ان بني إسرائی فذکره. 

( وقال أبر الصديق انناجي ) تابعي» روی عن أي سعيد الخدري وابن عمر. وعنه قتادة 
وزيد العمي وجاعة: ( خرج سلمان عليه السلام يستسقي فمر بنملة ملقاة على ظهرها رافعة 
قوائمها إلى السماء وهي تمول: اللهم أنا حلق من خلقك ولا غنى لنا عن ) ستياك و( رزقك 
فلا تهلكنا بذنوب غيرنا ؛ فقال سليان عليه السلام: ارجمرا فقد سقيتم بدعوة غير؟) . 


كتاب الأذكار والدعوات / الباب الثاني 


فقام فيهم بلال بن سعد فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: يا معشر من حضر ألستم مقرين 
بالاساءة؟ فقالوا : اللهم نعم . فقال : اللهم إنا قد سمعناك تقول : $ ما على الْمُحسنين من 
سسيل € [ التوبة : ٩١‏ ] وقد أقررنا بالإساءة فهل تكون مغفرتك إلا لمثلنا ء اللهم فاغفر لنا 
وار جنا واسقنا» فرفع يديه ورفعوا اید هم فسقوا . وقيل مالك بن دينار :ادع لناربك »فقال : 
إنكم تستبطئون المطر وأنا أستبطىء الحجارة. ويروى أنعيسى صلوات الله عليه وسلامه خرج 
يستسقي فلا أصحروا قال هم عيسى عليه السلام : من أصاب منكم ذنبا فلير جع فر جعوا كلهم 
ولم يبق معه في ا لمفازة إلا واحداً » فقال له عيسى عليه السلام :أما لك من ذنب ؟ فقال :والله ما 
علمت من شي ء غير اني كنت ذات يوم اصل فرت لي اممراة 


نقله صاحب القوت . رقد رواه أبو نعم في الحلية قال : حدثنا محمد بن أحد بن الحسن» حدثنا بشر 
بن موسی » ۔حدثنا خلاد بن بجی » عن مسعر› حدنا زید العمي عن اني الصديق الناجي قال: خرج 
سلهان بن داود عليهما السلام يستسقي فساقه . إلا أنه قال : فأما أن تسقينا وإما أن ترزقنا وإما أن 
تلكا . والباقي سواء : وقد تقدم في كتاب الصلاة. 


( وقال ) عبد الرحمن بن عمرو ( الاإوزاعي: خرج الناس يستسقون فقام فيهم بلال بن 
سعد ) القاص وكان عابداً عالاً واعظاً قارئاً . روی عن أيه ومعاوية وجابر» وعنه الاوزاعى 
وسعيد بن عبد ا وعدة. توفي في حدود سنة ٠‏ ( فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: يا 
معشر من حضر ألستم مقرين بالإساءة؟ فقالوا : اللهم نعم فقال: اللهم إنا قد سمعناك 
تقول ) أي في كتابك العزيز : ( ما على المحسنين من سبيل) وقد قررنا) على أنفسنا 
( بالإساءة» فهل تكون مغفرتك إلا لمثلناء اللهم فاغفر لنا وارحجنا واسقناء فرفع يديه 
ورفعوا ايديم فسقوا ) » دل ذلك على أن الاإقرار بالذنوب وصدق الالتجاء إلى علام الغيوب 
مما يوجب الإٍجابة. 


(وقيل نالك بن دينار: ادع لنا ربك. فقال؛ إنكم تستبطؤن المطر وأنا أستبطى 
اح ارة) . قال أبو نعم في الحلية : حدثنا أبو عمر وعثان بن محمد العثاني» حدثنا إسماعیل بن 
د حدثنا هارون بن حميد» حدثنا سيار » حدثنا جعفر قال : قلنا مالك بن دينار آلا ندعو لك 
نار ئا يقرأ ؟ قال : إن الثكلى لا تحتاج إلى نائحة. فقلنا له : ألا تستسقي ؟ فقال: أنع تستبطؤن المطر 
لكن استبطى الحجارة. 

( ویروی أن عيسى عليه السلام خرج) ذات يوم ( يسنسقي فلا أصحروا ) أي دخلوا 
الصحراء ( قال م عيسى عليه السلام: من أصاب منكم ذنباً فليرجع فرجعوا كلهم وم ببق 
معه في المفازة إلا رجل واحد» فقال له عيسى عليه السلام: أما لك من ذنب؟ فقال؛ والله 
ما أعام من شيء غير أني كنت ذات يوم أصلي فمرت بي امرأة) أي جيلة ( فنظرت إليها 


........ كتاب الأذكار والدعوات / الباب الثاني 


فنظرت إليها بعينى هذه» فلا جاوزتنى أدخلت أصبعي في عيني فانتزعتها واتبعت المرأة 
با فقال له عيسى عليه السلام : فادع الله حتى أؤمن على دعائك» قال: فدعا فتجللت 
الا سحاباً م صبت فسقوا . وقال يحي الغساني : أصاب الناس قحط على عهد داود 
عليه السلام فاختاروا ثلاثة من علمائهم فخرجوا حتى يستسقوا بهم » فقال أحدهم: اللهم 
إنك أنزلت في توراتك أن نعفو عمن ظلمنا ء الهم إنا قد ظلمنا أنفسنا فاعف عنا. وقال 
الثاني : اللهم إنك أنزلت في توراتك أن نعتق أرقاءنا اللهم إنا أرقاؤك فاعتقنا. وقال 
الثالث : اللهم إنك أنزلت في توراتك أن لا نرد المساكين إذا وقفوا بأبوابنا اللهم إنا 
مساكينك وقفنا ببابك فلا ترد دعاءنا فسقوا. وقال عطاء السلمي : منعنا الغبث 
فخرجنا نستسقي فإذا نحن بسعدون المجنون في المقابر فنظر إل فقال : يا عطاء أهذا يوم 
النشور أو بعثر ما في القبور ؟ فقلت : لا . ولكنا منعنا الغيث فخرجنا نستسقي » فقال : يا 


بعيني هذه) وأشار إلى عينه التي نظر بهاء > ( فلا جاوزتني أدخلت إصبعي في عيني فانتزعنها 
وأتبعت المرأة بهاء فقال له عيسى ) عليه السلام : فادع الله تعال (حتى أؤمن على دعائك 
فدعا ) وأمن عيسى عليه السلام على دعائه ( فتجللت السماء ) أي امتلأت ( سحاباً م صبت 
فسقوا ) . دل ذلك على أن التنصل من الذنوب والبراءة عنها ما يوجب الإجابة. 

( وقال حى ) بن هاشم ( الغساني ) السمسار : ( أصاب الناس قحط في عهد داود عليه 
الثلام فاجاروا ثلاثة من علائهم فخرجوا) إلى الصحراء ( حت يستسقوا بهم فقال 
أحدهم : الهم إنك أنزلت في توراتك أن نعفو عمن ظلمنا . اللهم إنا قد ظلمنا أنفسنا 
فاعف عنا. وقال الثاني : اللهم إنك أنزلت في توراتك أن نعتتق أرقاءنا) جع رقيق . (اللهم 
إنا أرقاؤك فاعتقنا . وقال الثالث: اللهم إنك أنزلت في التوراة أن لا نرد المساكين إذا 
وقفوا بأبوابنا . اللهم إنا مساكينك وقفنا ببابك فلا تردنا فسقوا ) ودل ذلك على أن الإقرار 
بخالص العبودية والوقوف على باب المولى بالاضطرار ما يوجب الإجابة » وأن الزبور إنما نزل بعد 
التوراة. 

( وقال عطاء السلمي ) كذا في نسخ الكتاب» والصواب السليمي وهو من رجال الحلية. روى 
عن انس بن مالك ولم يسند عنه شيئا» ولقي الحسن وعبد الله بن غالب الحرافي وجعفر بن زيد 
العبدي» وسمع منهم . وحکی عنهم. ومن روی عنه بشر بن منصور وحاد بن زيد وصالح المري 
و وان یکن ار : (منعنا الغيث) مرة ( فخرجنا إلى الصحراء نستسقي فإذا 
نحن بسعدون المجنون في المقابر فنظر إل وقال : يا عطاء هذا يوم النشور أو بعثر ما في 
القبور )؟ كأنه لا رأى كثرة الناس وازدحامهم قال ذلك» ( فقلت: لا . ولكنا منعنا الغيث 
فخرجنا نستسقي» فقال: يا عطاء ) خرجة ( بقلوب أرضية ) أي مشتغلة بالحظوظ الدنيوية 


كتاب الأذ كار والدعوات / الباب الثاني AVA‏ 


عطاء بقلوب أرضية أم بقلوب سماوية؟ فقلت : بل بقلوب سماوية. فقال: هيهات يا 
عطاء قل للمتبهرجين لا تتبهرجوا فإن الناقد بصير » ثم رمق السماء بطرفه وقال: إهي 
وسيدي ومولاي لا تهلك بلادك بذنوب عبادك ولكن بالسر المكنون من أسمائك وما 
وارت الحجب من آلائك ألا ما سقيتنا ماء غدقاً فراتاً تحبي به العباد وتروي به البلاد . يا 
من هو على كل شيء قدير» قال عطاء : فا استع الكلام حتى أرعدت السماء وأبرقت 
وجاءت بطر كأفواه القرب فولى وهو يقول : 

أفلح الزاهدون والعابدونا إذ ولاهم اجاعوا البطونا 

اسهروا الأعين العليلة حبا فانقضى ليلهم وهم ساهرونا 

شغلتههم عبادة الله حتق حسب الناس ان فيهم جنونا 


متلطخة بالآثام الدنية » ( أم بقلوب سماوية ) أي علوية ؟ ( فقلت: بل بقلوب سماوية ) يشير إلى 
التوبة واللإخلاص وصدق التوجه مع الاضطرار» ( فقال: هيهات يا عطاء قل للمتبهرجين 
لا تتبهرجوا فإن الناقد بصير ) لا يقبل إلا طيباًء (ثم رمق ) أي نظر إلى (السماء بطرفه 
وقال: إهي وسيدي لا تلك بلادك بذنوب عبادك» ولكن) أسألك ( با مكنون من 
أسمائك ) أي المستور منها عن ابصار الغافلين ( وما وارت الحجب من الائك ) اي نعمك (الا 
ما سقيتنا ماء غدقاً) أي كثيراً ( تحيا به العباد وتروي به البلاد . يا من هو على كل شيء 
قدير ) فجمع في دعائه بين المراتب الثلاثة المذ كورة آنفا. ( قال عطاء: فا استتم الكلام حق 
أرعدت السماء وأبرقت وجاء بمطر كأفواه القرب ) كناية عن الغزارة والكثرة ( فولى وهو 
یقول ) : 
(نعم الزاهدون والعابدونا إذ لولاهم أجاعوا البطونا) 
( أسهروا الأعين القريرة فيه ) وني نسخة الأعين العليلة وفي أخرى الخلية حبً 
( فانقضى ليلهم وهم ساهرونا ) وفي نسخة: وهم ساجدونا 
(شغلتههم عبادة الله حتى قبل في الناس أن فيهم جنونا) 
يشير بذلك إلى نفسه حيث كان يعرف بالمجنون. وإنما هو الصاحي والجنون في حب الله هو 
عين الصحو» ومن هنا قول الشيخ سيدي أحد الرفاعي قاس سر اوت لغيره في أبيات يقول 
فيها : 
مجانين إلا أن سر جننونهم ٠‏ عزيز لدى أبوابه يسجد العقل 
ووجدت هذه القصة في موضع آخر من بعض المجامع وفيه زيادة» وقال: من عامل الله بتقواه 
وكان في الخلوة يخشاه سقاه كأساً من لذيذ الصفاء أغنته عن لذة دنياه. 


۳۸ كتاب الأذ كار والدعوات / الاب الثاني 


وقال ابن المبارك: قدمت المدينة في عام شديد القحط فخرج الناس يستسقون 
فخرجت معهم إذ اقبل غلام اسود عليه قطعتا خيش قد اتزر باحداهم| والقى الأخرى 
على عاتقه » فجلس إلى جنبي فسمعته يقول: إهي أخلقت الوجوه عندك كثرة الذنوب 
ومساوىء الأعمال وقد حبست عنا غيث السماء لتؤدب عبادك بذلك فاسألك يا حلا ذا 
أناة يا من لا يعرف عباده منه إلا الجميل أن تسقيهم الساعة الساعة فام يزل يقول الساعة 
الساعة حتى اكتست السماء بالغمام واقبل المطر من كل جانب» قال ابن المبارك : فجئت 
إلى الفضيل» فقال: ما لي اراك كئيبا؟ فقلت : أمر سبقنا إليه غيرنا فتولاه دوننا 
وقصصت عليه القصة» فصاح الفضيل وخر مغشياً عليه . ويروى أن عمر بن الخطاب 
رصي الله عنه استسقى بالعباس رضي الله عنه» فلا فرغ عمر من دعائه قال العباس : 
اللهم إنه م ينزل بلاء من السماء إلا بذنب ولم يكشف إلا بتوبة وقد توجه لي القوم إليك 
مكاني من نبيك به » وهذه أيدينا إليك بالذنوب ونواصينا بالتوبة وأنت الراعي لا 
تمل الضالة ولا تدع الكسير بدار مضيعه فقد ضرع الصغير ورق الكبير وارتفعت 


( وقال) عبد الله ( بن المبارك) رجه الله تعالى : ( قدمت المدينة في عام شديد القحط 
فخرج الناس يسنسقون وخرجت معهم إذ أقبل غلام أسود عليه قطعتا خيش ) وهي ياب 

چ الكتان ( قد ائتزر بإحداها وألقى الأخرى على عاتقه» فجلس الى جني فسمعته 
يقول) في دعائه : : (إهي أخلقت الوجوه عندك) أي أبلتها ( كثرة الذنوب ومساوى 
الأعمال وقد احتبست عنا غيث الساء لنؤدب عبادك بذلك» فأسألك يا حلب ذا اة يا من 
لا يعرف عباده منه إلا الجميل أن تسقيهم الساعة الساعة ) أي هذه الساعة.( فام يزل يقول 
الساعة الساعة حتى اكتست السماء بالغمام وأقبل المطر من كل مكان. قال ابن المبارك» 
فجئت إلى الفضيل ) بن عياض رحه الك تعالى ( فقال: ما لي أراك كثيباً) أي محزوناً؟ 
(فقتت: أمر سقنا إلبه غبرنا فتولاه دوننا وقصصت عليه القصة» فصاح الفضيل وخر 
مغشياً عليه ) . 


( ويروى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه استسقى بالعباس) بن عبد المطلب ( عم 
الني له » فلا فرغ عمر من دعائه ) بأن قال: اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا مله فتسقينا 
وإنا نتوسل إليك بعم نبينا مله فاسقنا E A‏ : اللهم إنه م ينزل بلاء 
من السماء إلا بذنب» ولن يكشف إلا بتوبة» وقد توجه القوم إليك بي لمكاني من نبيك 
تبلل ) يعني به قرب السب ( وهذه أيدينا إليك بالذنوب ونواصينا بالتوبة وأنت نت الراعي لا 
تہمل الضالة ولا تدع الكسير ) أي المكسور الظهر ( بدار مضيعة) أي ضياع ( فقد ضرع 
الصغير ) أي حقر ( ورق الكبير وارتفعت الشكوى وأنت تعام السر وأخفى . اللهم فأغثهم 


كتاب الأذكار والدعوات / الباب الثاني TE SS ED‏ 


الأصوات بالشكوى وأنت تعام السر وأخفى . اللهم فاغثهم بغياثك قبل أن يقنطوا 
فيهلکوا » فإنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون. قال : فا تم كلامه حتى ارتفعت 
السماء مثل الجبال. 
فضيلة الصلاة على رسول الله ع . وفضله له : 

قال الله تعالی : 3 إن الله وملائكته يصلّون على النى يا أا الذين آمنوا صلَوا عليه 
وسلموا تسلا & [ الأحزاب ٥٦:‏ ] وروي أنه له :» خا اتوم رالرى قو 
فقال به إنه جاء ني جبرائيل عليه السلام فقال : أما ترضى يا مد أن لا يصلي عليك أحد من 
أمتك صلاة واحدة إلا صليت عليه عشرأ ولا يسام علي ك أحدمن أمتك إلاسلمت 


بغيثك ) أي المطر ( قبل أن يقنطوا فيهلكوا فإنه لا بياس من روح الله إلا القوم 
الكافرون. قال ) الرواي: ( فا تم كلامه حتى أرخت السماء مثل الجبال ) . قال حسان بن 
ثابت رض الله عنه : 

سأل الخليفة إذتتابع جدبه فسقوا الغام بمدعوة العبماس 

عم الي وصنو والده الذي ورث الثشاء بذاك دون الناسٍ 

أحيا المليك به البلاد فأصبحت نخضرة الأجناب بعد اليساس 

وأصل القصة في البخاري عن أنس من غير ذكر دعاء العباس رضي الله عنه» وقد انفرد 
البخاري پإخراجها. 
فضيلة الصلاة على رسول الله ي وبيان فضله: 

الذي حباه الله عز وجل . 

( قال الله عز وجل: إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه 
وسلموا تسلا ) . معنى الصلاة العطف وهو بالنسبة إلى الله تعالى إما ثناؤه على العبد عند الملائكةء 
وهذا هو الأليق في تفسير صلاة الله على أنبيائه ‏ وإما كال الرحة وبالنسبة إلى غيره تعالى الدعاء 
يخير وبكون الصلاة بمعنى العطف اتضح كل الاتضاح تعديتها ١‏ بعلى » وإنغا أكد السلام دون 
الصلاة لاستغنائها عن التأكيد بوقوعها من الله وملائكته لدلالة ذلك على أنها من الشرف بمكان. 

( وروي أنه به « جاء ذات يوم ) منصوب على الظرفية لإضافته إلى يوم وهو أي ذات 
صلة ( والبشر يرى ) وفي بعض النسخ والبشرى ترى ( في وجهه ) وني نسخة على وجهه ( فقال: 
إنه جاءني جبريل عليه السلام فقال) لي : (أما ترضى يا جد أن لا يصلي عليك أحد من 
أمتك إلا صليت عليه عشراًء ولا يسام عليك أحد من أمتك إلا سلمت عليه عشراً) . قال 
العراقي : رواه النسائي وابن ن¿ حبان من حديث أبي طلحة بإسناد جيد. 


SAS ۷۰‏ کا الاد کار والدعوات :ر الات الاق 


عليه عشرا ». وقال بتي : ١‏ من صلى عل صلت عليه الملائكة ما صلى عل فليقلل عند 
ذلك أو لیکثر ». وقال ول : « إن أولى الناس لي أكثرهم علي صلاة ». وقال مه : 
« بحسب المؤمن من البخل أن أذ کر عنده فلا يصلى على ) وقال : « اکثروا من 


( وقال يه : من صلى علي صلت عليه الملائكة ما صلى علي ) وفي بعض نسخ الدلائل : ما 
دام يصلي علي ( فليقلل عبد من ذلك أو ليكثر » ) هكذا في سائر نسخ الكتاب» ووقع في سائر 
نسخ الدلائل « عند ذلك أو ليكثر » وهو تصحيف . واحتاج الشراح إلى تأويله فقالوا : ا معنى عند 
صلاته وأن تذ كير الضمير باعتبار كونها عملا فتأمل . 

قال العراقی : رواه ابن ماجه من حديث عامر بن ربيعة بإسناد ضعيف» والطبراني في الأوسط 
ا 

قلت : ورواه البيهقي من حديث عامر بن ربيعة بلفظ « من صلى عل صلاة صلت عليه الملائكة 
ما ل غل فلقلل عند ذلك أو لكر وق رواية ل ومن مل غل صلاة سل ا عله اقرا 
فليكثر عل عبد من الصلاة أو ليقل » وعن أنهي طلحة بلفظ ١‏ من صلى على واحدة صلى الله عليه 
عشراً فليكثر عبد من ذلك أو ليقل » وروى الطبراني في الكبير عن عامر بن ربيعة « من صلى علي 
صلاة صلى الله عليه فأكثروا أو أقلوا » وهكذا رواه الحا في الكنى . وروى أحجد عن عبد ال تن 
عمرو ١‏ من صلى علي صلاة صلى الله عليه وملائكته بها سبعين صلاة فليقلل عبد من ذلك أو 
کار وروی ابو داو الطيالسي» وأحد» وعبد بن حيد» والطبراني في الكبير » وأبو نعم في 
E SSE SA‏ دام يصلي 
فليقل العبد من ذلك او ليكثر ». 

( وقال ْله « إن أولى الناس بي أكثرهم علي صلاة» ) . هكذا في سائر نسخ الكتاب» 
وتبعه صاحب الدلائل والرواية إن أولى الناس يوم القيامة » والمعنى أقربهم مني في القيامة وأحقهم 
بشفاعتي أكثرهم علي صلاة في الدنيا لأن كثرة الصلاة عليه تدل على صدق المحبة و كمال الوصلةء 
فتكون مناز مم في الآخرة منه بحسب تفاوتهم في ذلك . 

قال العراقي : رواه الترمذي من حديث ابن مسعود وقال: حسن غریب » وابن حبان اه. 

قلت : و كذا رواه البخاري في التاريخ» وقال ابن حبان : صحيح . وقال : إن م يكن المراد بهم 
اتباع الأثر وعملة السنة فلا أدري من هم أي لكثرة اشتغامم بذ كره بم عليه. 

( وقال به « بحسب المؤمن من البخل ) الباء زائدة أي يكفيه أو كافيه وهو خبر مقدم» 
وقوله: ( أن أذكر عنده) مبتدأ مؤخر ( فلا يصلي علي » ) وفي نسخ الدلائل ١‏ ولا يصلي » وي 
بعض نسخها ١‏ نم لا يصلي » وفي بعضها « فام يصل » وفي بعضها ١‏ ولم يصل » وإنما کان ما ذكر بجلا 
لان البخل منع الفضل والاأمساك عن بذل ما ينبغي بذله شرعا أو مروءة» والشرع يقتضي ذلك 
والمروءة. 


كتاب الأذ كار والدعوات / الباب الثاني VY eS‏ 


الصلاة عل يوم الجمعة ». وقال بل : « من صلى على من أمتي كتب له عشر حسنات 
وحیت عنه عشر سيئات ». وقال بر : ١‏ من قال حين يسمع الأذان والإقامة اللهم رب 


قال العراقي : رواه قاسم بن أصبغ من حديث الحسن بن علي هكذا» والنسائي» وابن حبان من 
حديث اخيه الحسین بن علي « البخيل من ذ کرت عنده فام يصل علي » ورواه الترمذي من حديث 
الحسين بن علي عن ابيه وقال: حسن صحيح اه. 

قلت ديت الحسين بن علي أخرجه أيضاً أحد والحا في الدعاء وقال: صحيح من رواية 
عبد الله بن الحسين بن علي عن أبيه عن جده» وقد أطنب إسماعيل القاضي في تخريج هذا الحديث 
في تأليف له ولا ينقص عن درجة الحسن. وفي بعض روايات هذا الحديث « البخيل الذي من 
ذ كرت عنده » قال الطيبي : الموصول الثاني مزيد مقحم بين الموصول وصلته. 

( وقال َل « أكثروا من الصلاة علي يوم الجمعة») . 

قال العراقي : رواه أبو داود » والنسائي» وابن ماجه» وابن حبان» والحاک وقال: صحيح على 
شرط البخاري من حديث أوس بن أوس» وذكره ابن أي حاتم وحكى عن أبيه أنه حديث منكر 
اآھه. 

قلت : ورواه ابن ماجه من حديث أي الدرداء بزيادة « فإنه يوم مشهود تشهده الملائكة ». 
ورواه البيهقي من حديث انس بزيادة « وليلة الجمعة فمن فعل ذلك كنت له شهيدا وشافعا يوم 


القىامة ». 
( وقال له « من صلى علي من أمتي کنبت له عشر حسنات ومحیت عله عشر 
سیئات » ) . 


قال العراقي : رواه النسائي في اليوم والليلة من حديث عمير بن نيار وزاد فيه « خلصاً من قلبه 
صل الله علیه با عشر صلوات ورفعه بها عشر درجات » وله في السنین » ولابن حبان من حديث انس 
نحوه دون قوله « خلصا من قلبه » ودون ذ کر حو السیئات» وم يذ كر ابن حبان أيضا رفع الدرجات 
اآه. 

قلت : حدیث أنس رواه أحد والبخاري في الأدب» وأبو يعلى الحا والبيهقي والضياء بلفظ 
« من صل عل واحدة صلى الله عليه عشر صلوات وحط عنه عشر خطيئات ورفع له عشر 
درجات » وروى أحد وابن حبان من حديث أي هريرة بلفظ « من صلى على مرة واحدة كتب الله 
له بہا عشر حسنات » وروی أحمد ومسام وأبو داود والترمذي والنسائي وابن حبان عنه أيضاً بلفظ 
من صلى على واحدة صلى الله عليه بها عشراً » وهكذا رواه الطبراني في الكبير عن ابن عمر » وعن عبد 
الله بن عمرو» وعن ألي موسى» وعن أنس عن أي طلحة. 

( وقال بُ « من قال حين يسمع الأذان والاإقامة اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة 


۲ كتاب الأذ كار والدعوات / الباب الثاني 


هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة صل على ممد عبدك ورسولك وأعطه الوسيلة 
والفضيلة والدرجة الرفيعة والشفاعة يوم القىامة حلت له شفاعق » . وقال رسول الله 
١ :‏ من صلى علي في كتاب لم تزل الملائكة يستغفرون له ما دام إسمي في ذلك 


القائمة صل على ممد عبدك ورسولك واعطه الوسبلة والفضيلة والشفاعة يوم القيامة حلت 
له شفاعتي » ) . 

قال العراقي : رواه البخاري من حديث جابر دون ذكر الأقامة والشفاعة والصلاة على الني 
لله » وقال: النداء » وللمستغفري في الدعوات حين يسمع الدعاء للا ا ا و 
الصلاة والشفاعة فيه بسند ضعيف. وزاد الحسن بن على المعمري في اليوم والليلة في حديث الي 
الدرداء ذكر الصلاة فيه » وللمستغفري في الدعوات بسند ضعيف من حديث أبي رافع كان رسول 
الله ل إذا سمع فذ كر حديثاً فيه « فإذا قال قد قامت الصلاة قال اللهم رب هذه الدعوة التامة » 
الحدیث وزاد « وتقبل شفاعته في أمته » ولمسام من حديث عبد الله بن عمر « وإذا سمعتم المؤذن 
فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي ثم سلوا الله لي الوسيلة » وفيه « فمن سأل لي الوسيلة حلت عليه 
شفاعتي » اه . 

قلت حديث جابر الذي رواه البخاري لفظه « من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة 
التامة والصلاة القائمة آت ممدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم 
القيامة » وهكذا رواه أحمد ومسام وأصحاب السنن الأربعة وابن خزية وابن حبان. 

ورواه الدارقطني في الأفراد من حديثه بلفظ « من قال إذا سمع النداء اللهم رب هذه الدعوة 
التامة ات مدا الوسيلة وابعثه المقعد المقرب الذي وعدته وجبت له الجنة». 

ورواه أحد وابن السنى والطبراني في الأوسط من حديثه بلفظ « من قال حين ينادي المنادي 
بالصلاة اللهم رب هذه الدعوة القائمة والصلاة النافعة صل على جحد وارض عني رضاً لا تستخط 
بعده ابدا استجاب الله له دعوته ». 

( وقال عله « من صلى علي في كتاب م تزل الملائكة يستغفرون له ما دام إسمي في 
ذلك الكتاب » ) قال العراقي : رواه الطبراني في الأوسط » وأبو الشيخ في الثواب» والمستغفري في 
الدعوات من حديث الي هريرة بسند ضعيف اه. 

قلت : ورواه أيضاً أبو القاسم التميمي في الترغيب» والخطيب في شرف أصحاب الحديث› 
وابن بشكوال بسند ضعيف . وأورده ابن الجوزي ف الموضوعات» وقال ابن كثير : إنه لا يصح . 
وني لفظ لبعضهم : « لم تزل الملائكة تستغفر له » وفي آخر « من كتب في كتابه له لم تزل الملائكة 
تستغفر له ما دام في کتابه ». 

وعن أي بكر رضي الله عنه قال: قال رسول الله به « من كتب عني علا فكتب معه صلاة 


كتاب الأذ كار والدعوات / الباب الثاني VES das‏ 


الكتاب » وقال ل : ٠‏ إن في الأرض ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام ؛ . وقال 
له : « ليس أحد يسام علي إلا رد الله علي روحي حت أرد عليه السلام » . وقیل له: يا 
رسول الله ؛ كيف نصلي عليك؟ فقال: « قولوا اللهم صل على مد عبدك وعلى آله 
وأزواجه وذریته کا صلیت على إبراهي وال ابراهي » وبارك على مد وازواجه وذریته 
کا بار کت علی ابراھم وآل ابراه إِنك حید مید » ر بن الخطاب رضي 


عل م يزل في أجر ما قرى ذلك الكتاب ». وأخرجه الدارقطني وابن بشكوال من طريقه وابن 
عدي » وعن ابن عباس قال : قال رسول الله به « من صلى علي في كتاب م تزل الصلاة جارية له 
ما دام اسمي في ذلك الكتاب » أخرجه أبو القامم التميمي في ترغيبه » ومد بن الحسن الهاشمي. 
وقال ابن کثر : لا يصح . وقال الذهي : أخشة موضوعاً . وقال الحافظ السخاوي : روي مرفوعاً 
من كلام جعفر الصادق . قال ابن القم : وهو الأشبه يرويه مد بن حيد عنه قال : « من صلى على 
رسول الله ّم في كتاب صلت عليه الملائكة غدوة ورواحاً ما دام اسم رسول الله مته في 
الكتاب ». نقله السخاوي في القول البديع . والكتاب أعم من أن یکون کتاب عام یدرس فيه أو 
صحيفة يرسلها الى أخيه » والصلاة عليه فيه أعم من أن تكون بالكتابة أو بالنطق او بالجمع بينها 
وهو الأفضل . وقد ذكر صاحب الدلائل عن بعض الصالحين قال : كان لي جار نساخ فمات فرأيته 
في المنام فقلت له: ما فعل الله بك ؟ فقال : غفر لي» فقلت : فم ؟ فقال : كنت إذا كتبت إسم مد 
یتر في کتاب صلیت عليه فأعطاني ريي ما لا عین رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب 
بشر . قلت : وسبأتي لذلك مزيد بيان قريباً. 

( وقال بث « إن في الأرض ملائكة سياحين يبلغونني من أمتي السلام» ) تقدم الكلام 
عليه في آخر كتاب الحج. 

( وقال ب « ليس أحد يسام علي إلا رد الله علي روحي حت أرد عليه السلام» ) قال 
العراقي : رواه أبو داود من حديث أي هريرة بسند جيد اه. 

( وقيل يا رسول الله كيف نصلي عليك؟ فقال بي « قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل 
جد وأزواجه وذریته کا باركت على إبراهم إنك حيد مجيد » ) قال العراقي متفق عليه من 
حدیث الي حيد الساعدي اه. 

قلت : لفظ الشيخين « اللهم صل على مد وعلى أزواجه وذريته كا صليت على إبراهي » وبارك 
عل مد وأزواجه وذریته کما بارکت على آل إبراهم إنك حيد مجيد » وهكذا رواه مالكء 
وأحمد» وأبو داودء والنسائي» وابن ماجه. وقد روي مثل ذلك عن کعب بن عجرة رواه 
المذكورون خلا مالكاً بلفظ « قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد کا صليت على إبراهم 
وعلى آل إبراهم إنك حيد مجيد » اللهم بارك على محمد وعلى آل مد کا با ركت على إبراهيم وآل 
إبراهم إنك حيد يد » ورواه كذلك عبد الرزاق عن مد بن عبد الله بن زيد بلفظ « قولوا 


SeenON nenn 


اللهم صل على مد وعلى آل مد كا صليت على إبراهي وبارك على محمد كا باركت على إبراهم 
في العالمين إنك حيد مجيد والسلام كا علمتم ». وقد روي في الباب عن الي سعيد وغيره. 


فصل 
في بيان أن الصلاة على الني ْله تتضمن ثواباً عظياً : 
اعام أن الصلاة على النبي به تتضمن ثواباً عظاً منها : أنها توجب الشفاعة . أخرج الطبراني في 
الکبیر عن رویفع بن ثابت رضي الله عنه قال: قال رسول الله ع : « من قال اللهم صل على ممد 
وأنزله امقعد المقرب عندك يوم القيامة وجبت له شفاعتي » وأخرج أيضاً من حديث أي الدرداء 
رضي اله عنه قال: قال رسول الله له ١‏ من صلى علي حين يصبح عشراً وحين يمسي عشراً 
أدر كته شفاعتي » . وقد تقدم شيء من ذلك قريب . 


منها: أنها توجب الجنة. روى ابن القاري من حديث الحكم ابن عطية » عن ثابت» عن أنس 
رضي الله عنه قال: قال رسول الله َه « من صلى علي في يوم ألف مرة م يمت حت یری مقعده 
من الجنة » قال الضياء المقدسي في كتاب الصلاة على عل الني مره : لا أعرفه إلا من حديث الحكم. 
وقال الدارقطني : : أحاديث الحكم لا يتابع عليها . وقال أحمد : لا بأس به . وروي عن يجي بن معين 
انه قال : : هو تة . 


ومنها : أنها تلقي الهم وتغفر الذنب . أخرج الترمذي عن أي بن كعب رضي الله عنه قال : : کان 
رسول الله بّخ إذا ذهب ربع الليل قام فقال: « يا أيها الناس اذكروا الله فإن الراجفة تتبعها 
الرادفة جاء الموت با فيه جاء اموت جاء الموت قال أبي يا رسول الله إفي أكثر الصلاة عليك فكم 
أجعل لك من صلاتي؟ قال: ما شئت . قلت : : الربع ؟ قال: ما شئت فإن زدت فهو خير . قلت : 
التلثن ؟ قال: ما شئت وإن زدت فهو خير . قال : : قلت أجعل لك صلاتي كلها . قال إذاً تكفى 
همك ويغفر لك ذنىك ». وقال: حديث حسن صحيح . وأخرجه الحا في مستد ركه وقال: 
صحيح الإسناد » والطبراني في معجمه» وفس الصلاة فيه بالدعاء » وكذلك أوّله النميري في كتاب 
الاعلام » وأورده بلفظ « اجعل ثلث دعائي لك » و كان لأ بن كعب رضي الله عنه دعاء يدعو به 
لنفسهء فسأل النبي بل هل يجعل له ربعه صلاة عليه له فقال: ١‏ إن زدت فهو خير لك» إلى 
أن قال « اجعل لك صلاتي كلها أي دعائى كله صلاة عليك لأن من صلى عليه صلى الله تعالى 
ا 5 . وأخرج ابن أي حاتم في كتاب الصلاة عن 
أي منصور عن أي معاذ عن أي كاهل قال : قال لي رسول الله یه :با أبا اهل من صلَّى علّ 
کل یوم ثلاث مرات حباً أو تقرباً إل كان حقاً على الله أن يغفر له ذنوبه تلك الليلة وذلك 
البوم ». 


ween Eee enan 


ومنها: انها تنفي الفقر. روى أبو نعم من حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: « كثرة 
الذ كر والصلاة على النبي ب تنفي الفقر ». 

ومنها: انها تقضي الحوائج. روى أبو موسى أحد بن موسى الحافظ من حديث أي سهل بن 
مالك» عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله مه « من صلى علي مائة صلاة حين يصلي 
الصبح قبل أن يتكام قضى الله له مائة حاجة عجل منها ثلاثين حاجة » وأخر له سبعين » وفي ا مغرب 
مثل ذلك ». ورواه ابن منده من طريق أي بكر المذل عن عمد بن المنكدر عن جابر نحوه وهو 

فصل 

سئل المصنف رجه الله تعالى : ما معنى قوله مه « من صلى على واحدة صلى الله عليه عشراً » 
وما معنى صلا الله على من صلى عليه » وما معنى صلواتنا عليه » وما معنى استدعائه من أمته الصلاة 
عليه أيرتاح لذلك أم هو شفقة على الأمة؟ 

فأجاب أما صلاة الله على نبيه وعلى المصلين عليه فمعناه إفاضة أنواع الكرامات ولطائف 
النعمء وأما صلاتنا عليه وصلاة الملائكة فهو سؤال وابتهال في طلب تلك الكرامة ورغبة في 
افاضتها عليه كقول القائل : غفر الله له ورحهء فإن ذلك يختص بالرحجة وطلب العفو بالسترء 
ولذلك تختص الصلاة به ودونه قولك رضى الله عنه فتختص الصلاة بالانبياء وطلب الترضى 
بالصحابة والأولياء والعلاء وطلب الرحة والمغفرة للعوام. 

وأما استدعاؤه الصلاة من أمته فلثلاثة أمور . أحدها : أن الأدعية مؤثرة في استدرار فضل الله 
ونعمته ورحته لا سما في الجمع الكثير كالجمعة وعرفات والجاعات فإن الممم إذا اجتمعت 
وانصرفت إلى طلب ما في الامكان وجوده على قرب كالمطر ورفع الوباء وغيره فاض ما في 
الامكان من الفيض الحق بوسائط إلى روحانيات المترشحين لتدبير العام الأسفل المقتضى لتقهرهم» 
وإنغما أثرت امم لا بين الأرواح البشرية والروحانيات العالية من المناسبة الذاتية » فإن هذه الأرواح 
جانسة لتلك الجواهر» وإنما يقطع مجانستها التدنس بكدورات الشهوات. ولذلك تكون همة 
القلوب الز كية الطاهرة أسرع تأثيراً وتكون في حالة التضرع والابتهال أنجح» لأن حرقة التضرع 
تذيب كدورات الشهوات عن القلب في الحال وتصفيه وتكشفه من الظلمة . ولذلك ما يخطىء دعاء 
الجمع ولا يخلو الجمع من قلوب طاهرة يزيدون التعاون تأثيراًء وإنغا كان يوم الجمعة وقتاً 
يستجاب فيه الدعاء منهم» لاأن الحال الذي يجتمع فيه على قلوب صافية واحد لا يدري متى هو . 
لكن الغالب ان اليوم لا يخلو عنه وهو وقت النفحات التي يتعرض هما وربما كان اجةاع الهمم يوم 
الجمعة عند الاسباب الجامعة كابتداء الخطبة وابتداء الصلاة وكان الصلاة أولى » لكن الأول أن لا 
جزم القول بتعيين وقته بل يبهم » وكذلك يتوقع تلك النفحات في الأسحار لصفاء القلوب. فإذا 


eseren nnnnnnn 


كانت الأدعية مؤثرة في استجلاب موائد الفضل وكان ما وعد رسول الله مه من الحوض ومرتبة 
الشفاعة وغير ذلك من المقامات المحمودة غير محدود على وجه لا تتصور الزيادة فيها » فاستمداده 
من الأدعبة استزادة لتلك الكرامات . 

الأمر الثاني : ارتیاحه به کا قال بل « إني أباهي بكم الأمم » وكا لا يبعد أن يطلع النائم 
منا على الغيب من أحوال الموتى مع كوننا في هذا العام المظام » فلا يبعد أن نحصل للارواح معرفة 
عجاري أحوالنا مع أنهم في عالم القدس والصفاء ودار الحيوان» ووجه اطلاع النائم على أحوال 
الموتى واطلاع الموتى على احوال الناس يطول ذكره. 

الثالث: الشفقة على الأمة فحريضهم على ما هو حسنة في حقهم وقربة هم وإنما تضاعف 
الصلاة لأن الصلاة ليست حسنة واحدة بل حسنات إذ فيها تجديد الايان بالل أوَلاً » ثم بالرسول 
ثانياً » ثم بتعظيمه ثالثاً ‏ ثم بالعناية بطلب الكرامة له رابعاًء ثم تجديد الإيان باليوم الآخر وأنواع 
کا ا و کر الان ر ارچ ر و ا 
سابعاء ثم باظهار المودة هم ثامناء ولم يسال ْم من أمته إلا المودة في القربى » ثم الابتهال والتضرع 
في الدعاء تاسعاء والدعاء مخ العبادةء ثم بالاعتراف عاشرا بان الامر كله لله وان النبي وإن جل 
قدره فهو حتاج إلى رحة الله عز وجل . فهذه عشر حسنات سوى ما ورد الشرع به من أن الحسنة 
الواحدة بعشر أمثاما وإن السيئة بمثلها فقط» وسرّه أن الجوهر الإنساني حنان إلى ذلك العام 
العلوي وهبوطه إلى العام الجسماني. غريب في طبعه» والسيئة تبطئه عن الترقي إلى ذلك العام على 
خلاف طبعه» والحسنة ترقيه إلى موافقة الطبع والقوة التي تحرك الحجر إلى فوق هي نفسها إن 
استعملت في تحريكه إلى أسفل تحرك عشرة أذرع أو زيادة. فلهذا كانت الحسنة بعشر أمثاها إلى 
سعائة ضعف اه . 

ولا فرغ المصنف من ذكر فضيلة الصلاة عليه بره شرع في ذكر فضله بيه » ولنقدم قبل 
ذلك كلاماً ختصراً يكون كالتتمة لما يذ كره المصنف فأقول: من فضائله ميث أن الله تعالى أقسم 
جياته ولم يقسم بجحياة نبي قبله فقال عز وجل لعمرك إنهم لفي سكرتيم يعمهون) [الجحر: 
۲ ] وأيده باملالكة وقرن اسمه مع اسمه» ورفع ذکره في التأذين مع ذكره عز وجل قال الله عز 
وجل لورفعنا لك ذكرك) [الشرح: ؛ ] وأعطاه اسمين من أسمائه فقال $ بالمؤمنين رؤوف 
رحم [ التوبة: ٠١۸‏ ] وقال ‏ إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس الآية [ النساء : 
٠‏ ] فجعل الأمر إليه لطهارته عند الله وأمانته على عباده ووضع به الاغلال والآصار التي كانت 
عليهم فقال ‏ ويضع عنهم إصرهم والاغلال التي كانت عليهم) [ الأعراف : ۱۵۷ ] وجعله رة 
للعامين والامان من المسخ والقوارع والعذاب» وخاطب الانبياء بأسمائهم وخاطبه بالنبوة والرسالة» 
فقال: يا أيها النبيء يا أيا الرسول 

وقال انس رضي الله عنه: خدمت رسول الله ڻھ عشر سنين فا قال لي لشيء صنعته ۾ 


كتاب الأذ كار والدعوات / اللاب الثاني VVE SESSA Sn‏ 


الله عنه سمع بعد موت رسول الله به يبكي ويقول: بأبي أنت وأمي يا رسول الله لقد 
كان جذع تخطب الناس عليه فلا كثر الناس اتخذت منبراً لتسمعهم فحن الجذع 
لفراقك حتى جعلت يدك عليه فسكن » فأمتك كانت أولى بالحنين إليك لا فارقتهم» 
بأبي أنت وأمي يا رسول الته لقد بلغ من فضيلتك عنده أن جعل طاعتك طاعته فقال عز وجل : 
ومن بطع الرسول فقد أطاع الله # [ النساء : ۸٠‏ ] بأني أنت وأمي يا رسول الله لقد بلغ من 
فضيلتك عنده أن أخبرك بالعفو عنك قبل أن يخبر ك بالذنب فقال تعالى : 3 عَفًا الله عك لم 
أذنْت لهم € [ التوبة ٠٠:‏ ] بأ أنت وأمي يار سول الله لقد بلغ من فضيلتك عند هأن بعشك 


صنعته . ولا قال لي لشيءَ تر کته لم تر کته » وکان أحسن الناس خلقاً» وما مسست شيا قط ألين 
من کف رسول الله َه » ولا شممت ريحاً أطيب من ريح رسول الله مل . 

ویروی عن الي سعد الخدري رضي الله عنه انه قال: « کان رسول الله ل يعقل البعير 
اي و ا وت ال وون اا وع و کل مع الخادم ويضحي 
معها إذا أعيت و کان لا يجمله الحباء أن لا يحمل بضاعته من السوق إلى أهله » و كان يصافح الغني 
والفقير ويسام مبتدئاًء وكان لا يستحي إذا دعي ولا يحتقر ما دعي إليه ولو إلى حشف التمر» 
وكان هين المؤنة لين الخلق جيل المعاشرة طلق الوجه بسَاماً من غير ضحك متواضعاً من غير مذلة 
جواداً من غير سرف» رقيق القلب داد ئم الاطراق رحا بکل مسام م یبشم قط من شبع ولا مد يده 
إلى طمع ٢‏ 

رر ا غین ااب ر ا ی مرد ا ا ا کک 
ویقول : بأبي أنت وأمي يا رسول الله لقد كان لك جذع ) بالكسر ساق النخلة ( تخطب الناس 
عليه ) كان بر يضع يده الكرية عليه عند خطبته» > ( فلا كثر الناس اتخذت منبراً) من 
خشب الغابة بثلاث درج ( لتسمعهم ) الخطبة ( فحن الجذع لفراقك) حنينا بيا سمعه من 
حضر . . والحنين صوت المتأم المشتاق . واللام تعليلية ويصح جعلها وقتية بمعنى عند ( حتى جعلت 
يدك عليه ) تسكيناً له ( فسكن ) فهذا الجذع وهو خشب وقد حن» ( فأمتك أولى باخنين 
إليك نما فارقتهم ) . 

قال العراقي : هو غريب بطوله من حديث عمر وهو معروف من أوجه أخر» فحديث الجذع 
متفق عليه من حديث جابر وابن عمر ( بأبي أنت وأمي يا رسول الله لقد بلغ من فضيلتك عند 
الله ان جعلت طاعتك طاعته فقال عز وجل ( من بطع الرسول فقد أطاع الل ) ) ووعد من خالفه 
بالعذاب. ( بأبي أنت وأمي يا رسول الله لقد بلغ من فضيلتك عنده ان أخبرك بالعفو عنك 
قبل أن أخبرك بالعفو عنك قبل أن أخبرك بالذنب» فقال عز وجل عفا الله عنك ) 
أُذنت هم ) وهذا فيه تأئيس لخاطره إذ لولا تقدم العفو لانشقت مرارته» فإن الحبيب لا 
یتحمل عتاب الحبیب لولا أن یکون مزوجاً بما يؤانسه . ( بابي أنت وأمي يا رسول الله لقد بلغ 


۲۷۸ كتاب الأذكار والدعوات / الباب الثاني 


آخر الأنبياء وذ كرك في أو هم » فقا لعز وجل : وإ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوحٍ 
وابراهم € [ الأحزاب :۷ ]الآية . بأي أنت وأمي يا رسول الله لقد بلغ من فضيلتك عنده أن 
أهل النار يودون أنيكونوا قد أطاعوك وهم بين أطباقها يعذبونيقولون :ياليتناأطعنا 
اله وأطعنا الرسول» بابي آنت وآمی یا رسول الله لئن کان موسی بن عمران اعطاه الله 
حجراً تتفجر منه الأنهار فا ذلك بأعجب من أصابعك حين نبع منها الماء . صلى الله 
عليك. بأبي أنت وأمي يا رسول الله لئن كان سليان بن داود أعطاه الله الريح غدوّها 
شهر ورواحها شهر فا ذلك بأعجب من البراق حين سريت عليه إلى السماء السابعة» مم 
صليت الصبح من ليلتك بالأبطح. صلى الله عليك. بأبي أنت وأمي يا رسول الله لئن 
كان عيسى ابن مرم أعطاه الله إحياء الموتى فا ذلك بأعجب من الشاة المسمومة حين 
كلمتك وهي مشوية فقالت لك الذراع: لا تأكلني فإني مسمومة » بأبي أنت وأمي يا 


من فضيلتك عنده أن بعثك آخر الانبياء ) وجوداً ( وذكرك في اهم فقا غر وجل 
وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح) الآية ) .فذكره معهم في أخذ المواثيق 
( بابي أنت وأمي يا رسول اله لقد بلغ من فضيلتك عنده أن أهل النار بودون أن يكونوا 
قد أطاعوك وهم بين أطباقها ) ودر كاتا( يعذبون ) بأنواع العذاب ( يقولون: يا ليتنا أطعنا 
الله وأطعنا الرسولا ) إذ كانت نجاتهم من هذا العذاب في طاعته واتباعه » ( بابي أنت وأمي يا 
رسول الله لئن كان موسى بن عمران ) عليه السلام ( أعطاه الله ) أن ضرب بعصاه ( حجراً) 
فصار ( تتفجر منه الأنهار ) رتنبجس منه العيون الغزار ( فما ذلك بأعجب من أصابعك) 
الكرية ( حين نبع منها الماء ) . ممق عليه من حديث أنس وغيره. 

( صلى الله عليك بأبي أنت وأمي يا رسول الله لئن كان سليان ) عليه السلام( أعطاه الله 
الريح ) أي سخرها له ( غدوّها شهر ورواحها شهر ) أي مسيرة شهر ( فا ذلك باعجب من 
البراق ) وهي دابة نحو البغل تر كبه الرسل عند العروج إلى السماء ( حين سرت عليه ) راكباً إلى 
السماء الدنيا ثم ( إلى السماء السابعة ) . ثم منها إلى الرفرف الأعلى حيث يسمع صريف الأقلام» 
( نم صليت الصبح من ليلتك ) مع أهلك ( بالأبطح ) وهو الموضع المعروف بالمحصب. 

قال العراقي : متفق عليه من حديث أنس دون ذكر صلاة الصبح بالأبطح. 

( صلى الله عليك بابي أنت وأمي يا رسول الله لئن كان عيسى بن مرم عليه السلام 
أعطاه الله احياء الموتى ) معجزة له ( ف ذلك بأعجب من الشاة المسمومة) التي سمَمتها 
مهودية ( حين كلمتك ) الشاة ( وهي مشوية وقالت : لا تأكلني فإني مسمومة ) رواه أبو داود 
من حدیث جابر وفیه انقطاع . 


( بابي أنت وأمي يا رسول الله لقد دعا نوح) عليه السلام ( على قومه فقال رب لا 


كتاب الأذ كار والدعوات / الباب الثاني 


رسول الله لقد دعا نوح على قومه فقال: رب لا تذر على الأْض من الکافرين 
دارا 1€ نوح ۲٠:‏ ]ولو دعوت علينا مثلها لملكنا كلنا » فلقد وطيء ظهرك وأدمي وجهك 
وكسرت رباعيتك فأبيت أن تقول إلا خير فقلت : اللهم اغفر لقومي فإنم لا يعلمون. 
بأبي أنت وأمي يا رسول الله لقد اتبعك في قلة سنك وقصر عمرك ما م يتبع نوحاً في 
كثرة سنه وطول عمره» ولقد آمن بك الكثير وما آمن معه إلا القليل » بأبي أنت وأمي يا 
رسول الله لو لم تجالس إلا كفؤاً لك ما جالستنا ولو م تنكح إلا كفؤاً لك ما نكحت 
إليناء ولو لم تؤاكل إلا كفو لك ما واكلتنا فلقد والله جالستنا ونكحت إلينا وواكلتنا 
ولبست الصوف ور كبت الحار وأردفت خلفك ووضعت طعامك على الأرض ولعقت 
أصابعك تواضعاً منك صلى الله عليك وسل . 


تذر) أي لا تترك ( على الارض من الكافرين ديار ) أي ساكن دار (ولو دعوت 
علينا ) دعوة ( مثلها ملكنا كلناء فلقد وطيء ظهرك ) حين كان يصلي تحت الميزاب» فأتاه 
عقبة بن أي معيط الشقي بسلي جزور ووضعه على ظهره ورقبته ‏ ( وأدمي وجهك ) بسهم أصابه 
(وکسرت رباعيتك ) وهو على وزان الثانية التي بين الثنية والناب› والجیع رباعیات بالتخفیف 
أيضاًء والادماء بالكسر . متفق عليه من حديث سهل بن سعد في غزوه أحد . (فأبيت أن تقول 
إلآّ خيراً فقلت: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون) رواه البيهقي في دلائل النبوّةء 
والحديث في الصحيح عن ابن مسعود أنه له حكاه عن نبي عن الأنبياء ضربه قومه. 

( بأبي أنت وأمي يا رسول الله لقد اتبعك في قلة سنيك) يشير إلى المدة فإنها نحو عشر 
سنوات كمل فيها الدين وتم نظامه المتين ٠‏ ( وقصر عمرك) وهو ثلاث وستون سنة ( ما م يتيع 
نوحاً في كثرة سنيه وطول عمره) وهو ألف سنة إلا خسين عاماً» ( ولقد آمن بك) الكثير في 
هذه المدة القليلة نحو مائة ألف وأربعة عشر ألفاً وهذا القدر هو الذي مات عنهم م كا قاله 
أبو زرعة وغيره» و كان المراد به من حضر » وأما من غاب فلا يحصيهم إلا الذي خلقهم >( وماآمن 
معه) أي مع نوح عليه السلام ( إلا قليل . باي أنت وأمي يا رسول الله لو م تجالس إلا كفؤاً 
لك) أي نظياً أر مشاببآ (ما جالستناء ولو م تنكح إلا كفؤاً لك ما نكحت إلينا ولو ) 
تؤاكل إلا كفؤاً لك ما واكلتناء فلقد والله واكلتنا وجالستنا ونكحت إلينا ) أي كل ذلك 
تفضلاً منه ل وكرماً وحلاً . أما المجالسة: : فهو ب كان يجالس أصحابه ويؤانسهم في أغلب 
الاوقات. وأما المؤاكلة؛ فكان يؤاكلهم ويلاطف معهم في الأكل . وأما المناكحة» فقد تزوّج 
عائشة بنت الصديق وحفصة ابنة عمر رضي الله عنهم » وكل ذلك مشهور في الكتب . 

( ولىست الصوف ) رواه ابو داود من حدیث سهل بن سعد وابن ن¿ عساکر من حدیث أي 
أيوب» ( وركبت الحار وأردفت خلفك ) متفق عليه من حديث أسامة بن زيد. ( ووضعت 
طعامك بالارض ) رواه أحد ف الزهد من حديث الحسن مرسلاً. 


۲۸۰ کات الاد کار والدعو ات7 الناب الاي 


وقال ر بعضهم : كنت أكتب الحديث وأصلى على النبي مل فيه ولا أسام فرأيت الني 
ر في المنام فقال لي : أما تم الصلاة عل في كتابك ؟ فما كتبت بعد ذلك إلا صليت 


وللبخاري من حديث أنس « ما أكل رسول الله لم على خوان قط » قاله العراقي . 

قلت : وروى ابن سعد في الطبقاتء عن عمد بن مقاتل » عن ابن المبارك ء_ سفيان أن 
الحسن قال: ما بعث الله مدا بل قال : هذا نبي هذا خياري اتسوا به ثم ذكر الحديث وفيه 
١‏ حلس بالأرض ويأكل طعامه بالأرض ويلبس الغليظ وير كب الحجار ويردف بعبده ويلعق 
أصابعه » و کان يقول: « من رغب عن سنتي فليس مني » . 

وروي أيضاً من حديث أنس قال: ١‏ كان يبه يقعد على الأرض ويأكل على الأرض ولقد 
رأیته يوم خیبر على حار خطامه من لیف ». وروي عنه من وجه آخر « أنه مه کان یر کب الحمار 
یردف بعبده». وروی عن حزة بن عبد الله بن عتبة « کان ب ير كب الحار عرياً ليس عليه 
شيء ٠‏ . 1 

( ولعقت أصابعك تواضعاً منك صلى الله عليك ) رواه مسام من حديث كعب بن مالك 
وأنس بن مالك رضي الله عنها قاله العراقي . 

قلت : ورواه ابن سعدمن مرسل الحسن کا تقدم تقريباً . 

ولا فرغ المصنف رجه الله تعالى من ذکر فضله به رجع إلى بيان فضل من صلى عليه في 
کتاب له فقال: ( قال بعضهم : كنت أكتب الحديث وأصلي على الني مل ولا أسام) أي 
كان يكتب صلى اله عليه فقط» ( فرأيت النبي بب في المنام فقال ) لي : ( امات تتم الصلاة علي 
في كتابك ) أي فعاقبني على ترك السلام في الصلاة عليه .( فما كتبت بعد ذلك ) إسمه الشريف 
أو وصفه أو خلقاً من أخلاقه ( إلا صليت وسلمت ) أي جعت بينها في الكتابة. فليحذر 
الكاتب من ذلك SE E E e N E CE‏ 
یکتب هکذا ١‏ صلعم » يشير به إلى الصلاة والسلام وهو أشد منعاً . وقد رأيت ذلك کشرا فی 
كت الكحمه رالأفضل فة با كرتم أو بقرل عله المياوة والام ٠‏ ربتعن عل قرله عله 
السلام. 

م رأيت في القول البديع للحافظ السخاوي قال: وأما الصلاة عليه عند كتابة إسمه ب وما 
فيه من الثواب وذم من أغفله فاعم أنه كا تصلي عليه بلسانك فكذلك خط الصلاة عليه ببنانك 
مها كتبت اسمه الشريف في كتاب فإن لك به أعظم الثواب. وهذه فضيلة يفوز بها تباع الآثار 
ورواة الأخبار وحلة السنة فيا ها من منة» وقد استحب العلهاء أن يكرر الكاتب الصلاة على الني 
بے كلا کتبه. 

قال ابن الصلاح بنبغي أن يحافظ على كتابة الصلاة والتسلم على رسول الل بر عند ذكره ولا 
يسأم من تكرير ذلك عند تكراره. فإن ذلك من أكبر "واد التي يتعجلها طابة الحديث و كتبته» 


eeneeneucnnnnccunceBORGGOGDOCBDOBEDOOBOCDOGGBGGBOBBOBCBOGOSNORC eee ece 


ومن أغفل ذلك حرم حظاً عظيا » وقد رأينا لأهل ذلك منامات صالحة. وما يكتبه من ذلك فهو 
دعاء ينشئه لا كلام يرويه» فلذلك لا يتقيد فيه بالرواية ولا يقتصر فيه على ما في الأصل . وكذا 
الأمر في الثناء على الله سبحانه عند ذكر إسمه نحو : عز وجل » وتبارك وتعالى » وما ضاهى ذلك . 
قال: ثم ليجتنب في إثباتما نقصين من أن يكتبها منقوصة صورة رامزاً إليها بجرفين أو نحو ذلك 
يعني كا يفعله الكسالى والجهلة وعوام الطلبة » فيكتبون صورة « صلعم » بدلاً عن علي » والثاني أن 
يكتبها منقوصة معنى بأن لا يكتب فيها وسلم» وإن وجد ذلك في خط بعض المتقدمين. 

غم قال الحافظ السخاوي : وروى عن أنس رضى الله عنه قال : قال رسول الله مله « إذا کان 
يوم القيامة يجيء أصحاب الحديث ومعهم المحابر فيقول الله هم : أنتعم أصحاب الحديث طالما كنم 
تكتبون الصلاة على نبي مل انطلقوا إلى الجنة » . أخرجه الطبراني» عن الدبري » عن عبد الرزاق» 
عن معمر» عن الزهري عن أنس. وأخرجه ابن بشكوال من طريقه» ونقل عن طاهر بن أحجد 
النيسابوري قال: ما أعام حّث به غير الطبراني . وقال السخاوي : وقد أخرجه الخطيب من طريق 
مد بن يوسف بن يعقوب الرقي عن الطبرافي بسنده. وقال الخطيب : إنه موضوع والحمل فيه على 
الرقى اه. 

وقد رواه أبو المحاسن الروياني في فوائده من طريقه أيضاً عن الطبراني» لكن قال: عن معمر » 
عن قتادة» عن أنس ولم ينفرد به الطبراني بل هو في مسند الفردوس من غير طريقه ولفظه « إذا 
كان يوم القيامة جاء أصحاب الحديث بأيديهم المحابر فيأمر الله جبريل عليه السلام أن يأتيهم 
فيسأمم من هم؟ فيقولون : نحن أصحاب الحديث . فيقول الله مم : أدخلوا الجنة فقد طالما كنم 
تصلون على نبتي له » . وأخرجه النميري باللفظ الأول. وعن سفيان الثوري قال : لو لم يکن 
لصاحب الحديث فائدة إلا الصلاة على النبي مه فإنه يصلي عليه ما دام في ذلك الكتاب مل . 
أخرجه الخطيب وابن بشكوال. 

وعند الخطيب أيضاً ومن طريقه ابن بشكوال عن سفيان بن عيينة قال : حدثنا خلف صاحب 
الخلقان قال: كان لي صديق يطلب الحديث فات فرأيته في المنام وعليه ثياب خضر جدد يجول 
فيها فقلت له: ألست كنت تطلب معي الحديث فا هذا الذي أرى؟ فقال: كنت أكتب معكم 
الحديث فلا يمر ي حديث فيه ذكر النبي مله إلا كتبت في أسفله ّث فكافأني بهذا الذي ترى 

وروى النميري عن سفيان بن عيينة أيضاً قال : كان لي أخ مؤاخ لي فمات فرأيته في المنام 
فقال:: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي . قلت : بماذا ؟ قال : كنت أكتب الحديث فإذا جاء ذكر 
النبي لله كتبت صلى الله عليه وسام أبتغي بذلك الثواب فغفر لي بذلك. 

وعن أبي الحسن الميموني قال : رأيت الشيخ أبا علي الحسن بن عيينة في المنام بعد موته وكان على 
أصابع يديه شيء مكتوب بلون الڌهب أو بلون‌الزعفران »فسألته عن ذلك فقلت : يا أستاذ أرى على 


۲۸۲ ...... كتاب الأذكار والدعوات / الباب الثاني 


وشت عليه . وروي عن أي الحسن الشافعي قال : رأيت النبي مه في المنام فقلت : يا 
رسول الله ؛ بم جوزي الشافعي عنك يث يقول في كتابه الرسالة: « وصلى الله على مد 
کلا ذکره الذاکرون وغفل عن ذ کره الغافلون ؟ » فقال م : د جُّزي عن أنه لا يوقف 
للحساب ». 


أصبعك شیا ملیحاً مکتوباً ما هو ؟ قال: یا بنی هذا لکت مړ في حدیث رسول الله له . رواه 
أبو القاسم التيمي في ترغيبه. ٠‏ 

قلت : وروى الحافظ السلفى بسنده في فوائده بسنده إلى ألي عبد الله أحمد بن عطاء الروذباري 
يقول: سمعت أبا صالح عبد الله بن صالح الصوفي يقول: رؤي بعض أصحاب الحديث في المنام 
فقيل : ما فعل الله بك؟ قال : غفر لي فقيل له: بأي شيء؟ فقال : بصلاتي في کتي على رسول الله 

( وروي عن أبي الحسين الشافعي ) رحه الله تعالى » وني نسخة أي الحسن ( قال: رأيت الني 
ر في المنام فقلت يا رسول الله : يما جزي ) مد بن إدريس( الشافعي عنك حين يقول في 
كتابه الرسالة ) وهي التي أرسلها إلى عبد الرحمن بن مهدي ( « وصلى الله على مد كلا ذكره 
الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون » ؟ فقال لل : جُزي عني أنه لا يوقف للحساب) . 
قال ابن مسدي الحافظ في اخر الجزء الثاني من مسلسلاته : سمعت ابا عبد الله عمد بن ابراهيم بن 
الي زيد التلمساني » وابا علي الحسن بن الناصر المروي يقول كل منها : سمعت ابا عبد الله احمد بن 
الحسن بن أحد الممداني يقول: سمعت أبا بكر هبة الله بن الفرج الشروطي يقول: سمعت أبا 
القاسم بن أبي سعد الحافظ يقول: سمعت أبا مسام غالب بن علي الرازي يقول: سمعت أبا الحسين 
يحي بن الحسين المطلبي بمدينة الني ميل يقول: سمعت ابن بنان الأصبهاني يقول : رأيت الني مه 
في المنام فقلت يا رسول الله . مد بن ادريس الشافعي ابن عمك هل خصصته بشيء ؟ قال: نعم . 
سألت الله عز وجل أن لا يحاسبه» فقلت : بم يا رسول الله ؟ قال : لأنه كان يصلي علي صلاة لم يصل 
علي أحد قبله مثله. قلت : وما هذه الصلاة يا رسول الله ؟ قال : كان يقول: اللهم صل على محمد 
کلا ذکره الذاکرون وصل على مد کل غفل عنه الغافلون . 

قال: وقد روى معنى هذه الحكاية عن المزني صاحب الشافعى » كا سمعت يوسف بن عمد 
اشرق رل جمد ايا الامو الى اا قرن راي دول لن فال وا ك اف 
في المنام بعد موته فقلت : ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي بصلاة صليتها على الني به في كتاب 
الرسالة وهي : اللهم صل على مد كلا ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون . 

قال ويروى هذه القصة بهذه الرؤيا لعبد الله بن عبد الحكم» كا أخبرنا أبو الخطاب بن 
واجب. أخبرنا أبو بكر بن أي ليلى ء أخبرنا أبو على الصدفيء أخبرنا أبو عبدالله بن أي نصر 
الحميديء أخبرنا أبو قاسم الصبرفي» حدثنا علي بن مد حدثنا أبو جعفر الطحاوي قال: قال 


كتاب الأذكار والدعوات / الاب الثاني AE TA NAE SS‏ 


فضبلة الاستغفار : 

قال الله عز وجل: #والذين إذا فعَلوا فاحشة أو ظَلَّموا أنضسَهّم ذكروا الله 
فاستغفروا لذنوبهم) [آلعمران: ٠١١‏ ]» وقال علقمة والأسود» قال عبدالله بن 
مسعود رضي الله عنهم: في كتاب الله عز وجل آيتان ما أذنب عبد ذنبا فقرأه| 
واستغفر الله عز وجل إلا غفر الله تعالى له: #والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا 
أنفسهم€ الآية. وقوله عز وجل : ومن يعمل سوءاً أو يَظْلمّ نفسته ثم يستغفر الله 
د الله غفوراً رحا 4 [ النساء ٠٠٠١٠:‏ ]. وقال عز وجل : فستح جمد ربك 
واستغفره إنه كان تواباً € [ النصر :۳ ]» وقال تعالى :. والأستغفرين بالأسحار ¶ [ آل 
عمران :۱۷ ] و كانم يكثر أن يقول: « سبحانك اللهم وبجحمدك اللهم اغفر لي إنك 


عبد الله بن الحكم : رأيت الشافعي في النوم فقلت : ما فعل الله بك ؟ فقال: رحني وغفر لي وزففت 
إلى الجنة كما تزف العروس» ونثر علي كا ينث على العروس . فقلت : بم بلغت هذه الحال ؟ فقال لي 
قائل بقولك في كتاب الرسالة وصلى الله على مد عدد ما ذكره الذاكرون وعدد ما غفل عنه 
الغافلون . قال : فلا أصحبت نظرت الرسالة فرأيت الأمر كا رأيته . 
فضيلة الاستغفار : 

لما فرغ من بيان فضيلة التحميد والتهليل والتسبيح والتكبير والحوقلة والصلاة على الني عله 
شرع في فضيلة الاستغفار فقال: ( قال الله عز وجل 9 والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا 
أنفسهم ذ كروا الله فاستغفروا لذنوبهم )ومن يغفر الذنوب إلا الله ( قال علقمة) بن قيس 
ابو شبل الفقيه ( والاسود ) بن يزيد النخعي رحها الله تعاى » ( قال عبد الله بن مسعود رضي 
الله عنه: في كتاب الله عز وجل آيتان ما أذنب عبد ذنباً فقرأها واستغفر الله عز وجل إلا 
غفر الله له ) . الأرلى قوله عز وجل : ( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم) الآية . 
و)الثانية ( قوله عز وجل ومن يعمل سؤاً أو يظام نفسه ثم يستغفر الله جد الله غفوراً 
رح)) وقان عز وجل: ‏ والمستغفرين بالأسحار) وقال عز وجل (فسبّح بجمد 
رّك)) أي فاثن على الله بصفات الجلال حامداً له على صفات الإكرام ( واستغفره) هفاً 
ل سك واستقصاراً لعملك واستداركاً لا فرط منك وقيل: استغفره لأمتك بدأ بالتسبيح مم 
بالتحميد ثم الاستغفار على طريقة التدل من الخالق إلى الخلق » كا قيل : ما رأيت شيا إلا ورأيت 
الله قبله ( إنه کان توَاباً ) لمن استغفره. 

( وكان رسول الله مل يكثر ان يقول: « سبحانك وبجمدك اللهم أغفر لي انك التوّاب 
الرحم » ) قال العراقي : رواه الجا من حديث ابن مسعود وقال: صحيح الإسناد إن کان أبو 
عبيدة سمع من أبيه» والحديث متفق عليه من حديث عائشة أنه كان يكث أن يقول ذلك في 
ر كوعه وسجوده دون قوله« إنك أنت التوّاب الرحم ». 


۲A٤‏ ....... كتاب الأذكار والدعوات / الباب الثاني 


أنت التوّاب الرحم ». وقال عه : ١‏ من أكثر من الإستغفار جعل الله عز وجل له من 
کل هم فرجاً ومن کل ضيق خرجاً ورزقه من حیث لا يحتسب ». وقال عله : « إفي 
لأستغفر الله تعالى وأتوب إليه في اليوم سبعين مرة ». وهذا مع أنه مَل غفر له ما تقدم 
من ذنبه وما تأخر . وقال به : « إنه ليغان على قلبي حتى أني لأستغفر الله تعالى في كل 
يوم مائة مرة». وقال مب : « من قال حين يأوي إلى فراشه أستغفر الله العظم الذي لا 
إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ثلاث مرات غفر الله له ذنوبه وإن كانت مثل زبد 
البحر أو عدد رمل عالج أو عدد ورق الشجر أو عدد أيام الدنيا-» وقال مله في 


( وقال بل : « من أكثر من الإستغفار جعل الله عز وجل له من كل هم فرجاً ومن 
كل ضيق خرجا ورزقه من حيث لا يحتسب » ) قال العراقي : رواه ابو داود والنسائي في اليوم 
والليلة . وابن ماجه والحا وقال : صحيح الاسناد من حديث ابن عباس » وضعفه ابن حبان اه. 

قلت : و كذلك رواه أحد وابن السني في اليوم والليلة » والبيهقي في السنن . 

( وقال عله : « إني لاستغفر الله سبحانه وأتوب إليه في اليوم سبعين مرة» ) قال العراقي 
رواه البخاري من حديث أي هريرة إلا أنه قال « أكثر من سبعين مرة» وهو في الدعاء للطبرافي 
کا ذكره المصنف اه. 

( وهذا مع أنه ْله ) کان قد ( غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ) » فهو من باب الترقي 
أو الاعتراف مما عسى حصل له من التقصير في رؤية الأعبال والالتفات. 

( وقال ّل : « إنه ليغان على قلبي ) الغين : شيء رقيق من الصدأ يغشى القلب فيغطيه بعض 
التغطية » وهو كالغ الرقيق الذي يعرض في المواء فلا يحجب الشمس لكنه ينع ضوءها ذكره 
الإمام الرازي» ( حتى أني لأستغفر الله في كل يوم مائة مرة» ) قال العراقي : رواه مسام من 
حديث الأغر اه. 

قلت : وهو المزفي له صحبة روى عنه معاوية بن قرة وأبو بردة» وقد أورده هكذا أحمد 
والنسائي وابن ماجة بلفظ : « وإني لأستغفر الله في اليوم .٠‏ 

( وقال يه : « من قال حين يأوي إلى فراشه ) أي عند النوم ( أستغفر الله العظم الذي 
لا إله إلا هوالحي القيوم وأتوب إليه ثلاث مرات غفر الله له عز وجل ذنوبه وإن كانت 
مثل زبد البحر ) وهو ما يعلو عليه عند التموج. ( أو عدد رمل عالج ) وهو موضع في بلاد بني 
تمم كثير الرمال ( أو كعدد ورق الشجر أو كعدد أيام الدنيا» ) رواه الترمذي من حديث أي 
سعد وقال: غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الله بن الوليد الوصاف . 

قال العراقي : الوصافي وإن كان ضعيفاً فقد تابعه عليه عصام بن قدامة وهو ثقة. رواه 
البخاري ف التاريخ دون قوله: « حين يأوي إلى فراشه وقوله ثلاث مرات» اه. 


كتاب الأذكار والدعوات / الباب الثاني Ress e‏ 


حديث آخر : « من قال ذلك غفرت ذنوبه وإن كان فاراً من الزحف ». وقال حذيفة : 
كنت ذرب اللسان على أهلى فقلت : يا رسول الله لقد خشيت أن يدخلني لسافي النار ء 
فقال النى تي : ١‏ فأين أنت من الاستغفار ؟ فإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة». 


قلت : ورواه أحد وأبو يعلى » ولفظ الترمذي : « من قال حين يأوي إلى فراشه أستغفر الله الذي 
لا إله إلا هو » فساقه كسياق المصنف إلا أنه قال بعد قوله: « زبد البحر وإن كانت عدد رمل 
عالج وإن كانت عدد أيام الدنيا ». ورواه ابن عساكر من حديثه بلفظ: « من قال أستغفر الله 
الذي لا إله إلا هو الحي القيوم واتوب إليه ثلاثا غفر الله له ذنوبه ولو كانت مثل رمل عالج 
وغثاء البحر وعدد نجوم السماء ». ورواه ابن السني والطبراني في الأوسط وابن عساكر وابن النجار 
من حديث أنس بنحوه إلا أنه قال: من قال صبيحة الجمعة قبل الغداة وفيه « ولو كانت أكثر من 
زبد البحر » وفي الإسناد حنيف بن عبد الرحن الجزري محتلف فيه . 

( وقال يه في حديث آخر: « من قال ذلك غفرت ذنوبه وإن كان فاراً من 
الزحف» ) رواه أبو داود والترمذي من حدیث زید مول النبي مړ وقال غریب . 

قال العراقي : قلت ورجاله موثقون. ورواه الجا من حديث ابن مسعود وقال: صحيح على 
شرطها اه. 

قلت لفظ الحا : « من قال أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ثلاثاً » 
والباقي سواء . ولفظ الترمذي بعد قوله: ‏ وأتوب إليه غغر له وإن كان فر من الزحف ولم يذ كر 
نلاا » وبلفظ الترمذي رواه ابن سعد ف الطبقات والبغوي وابن منده والبارودي والطبرافي ف 
الكبير والضياء وابن عساكر كلهم عن بلال بن زيد عن أبيه عن جده. قال البغوي : ولا أعلم له 
غيره» ورواه ابن عساكر عن أنس» ورواه أبو بكر بن أي شيبة عن ابن مسعود ومعاذ موقوفاً 
عليه . 

( وقال ) أبو عبد الله ( حذيفة ) بن الان رضي الله عنه: ( كنت ذرب اللسان ) أي حديده 
وسليطه أو فاحشه ( على أهلي» فقلت يا رسول الله : لقد خشيت أن يدخلني لساني النار . فقال 
النبي بيه : « فأين أنت من الإستغفار فإني للأستغفر الله في اليوم مائة مرة» ) قال العراقي : 
رواه النسائي في اليوم والليلة » وابن ماجة والحاك وقال: صحيح الإسناد على شرط الشيخين اه. 

قلت : ورواه أبو داود والطيالسي وهناد وأحمد وأبو نعم في الحليةء والبيهقي في السنن » وأبو 
يعلى والروياني والضياء . 

وقال أبو نعيم في الحلية: حدثنا أحمد بن ممد بن مهران» حدثنا مد بن العباس بن أيوب» 
حدثنا الحسن بن يونس» حدثنا مد بن كثير » حدثنا عمرو بن قيس الملائي » عن أي إسحاق عن 
عبيد بن المغيرة عن حذيفة قال: أتيت الني بيه فقلت يا رسول الله : إن لي لساناً ذرباً على أهلى 


۲۸٦‏ كتاب الأذ كار والدعوات / الباب الثاني 


وقالت عائشة رضي الله عنها: قال لي رسول الله ّث : ١‏ إن كنت ألممت بذنب 
فاستغفري الله رقن إليه فإن التوبة من الذنب الندم والاستغفار » وكان ب يقول في 
الاستغفار : « اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي واسرافي في أمري وما أنت أعام به مني » اللهم 
اغفر لي هزلي وجدي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي» اللهم اغفر لي ما قدمت وما 
اخرت وما اسررت وما اعلنت وما انت اعام به مني انت المقدم وانت المؤخر وانت على 


قد خشيت أن يدخلني النار . قال: « فأين أنت من الإستغفار إني أستغفر الله في كل يوم مائة 
مرة». 

وحدثنا أحمد بن جعفر بن حدان البصري» حدثنا عبد الله بن أحد الدورقى » حدثنا مسددء 
حدثنا أبو الأحوص» حدثنا أبو إسحاق عن أي المغيرةء عن حذيفة قال : شكوت إلى رسول الله 
ذرب لساني فقال: « أين أنت من الإستغفار إفي لاستغفر الله كل يوم مائة مرة». 

( وقالت عائشة رضى الله عنها قال ) لي ( رسول الله له : « إن كنت ألممت بذنب 
فاستغفري الله وتوب إليه فإن التوبة من الذنب الندم والإستغفار » ) قال العراقي : متفق عليه 
دون قوله : « فإن التوبة » الخ وزاد ١‏ وتولي إليه فإن العبد إدا اعترف بذنبه ثم تاب تاب الله عليه » 
وللطبراني في الدعاء ١‏ فإن العبد إذا أذنب ثم استغفر الله غفر له » اه. 


قلت : يشير إلى قصة أهل الافك قال مما ما قال حين قال أهل اللإفك ما قالوا :إن كنت بريئة 
فسبير ئك الله وإن كنت الممت بذنب فاستغفري الله ثم توي » فإن العبد الحديث بطوله وقد رواه 
الجماعة إلا الترمذي . 


( وکان بب يقول في الاستغفار : « اللهم اغفر لي خطيئتي ) أي ذني ( وجهلي ) أي ما ۾ 
أعلمه ( وأسرافي في أمري) أي مجاوزتي الحد في كل شيء ( وما أنت أعام به مني ) ما علمته 
وما م أعلمه . ( اللهم اغفر ل جدي وهزلي ) وها متضادان ( وخطئي وعمدي) وها 
متقابلان ( وكل ذلك عندي) مكن أو موجود أو أنا متصف بهذه الأمور فاغفرهالي قاله 
تواضعاً» أو أراد ما وقع سهواًء أو ما قبل النبوةء أو جرد تعلم للأمة. (اللهم اغفر لي ما 
قدمت ) قبل هذا الوقت ( وما أخرت) عنه ( وما أسررت) أي أخفيت ( وما أعلنت ) أي 
أظهرت أي ما حدثت به نفسى وما يتحرك به لساني قاله تواضعاً وإجلالاً لله تعالى أو تعلباً لأمته 
وتعقب في الفتح الأخير فإنه لو كان للتعلم فقط كفى فيه أمرهم بأن يقولوا فالأولى أنه 
للمجموع . ( وما أنت أعام به منى أنت المقدم ) أي بعض العباد إلبك بتوفيق الطاعات ( وأنت 
المؤخر) جذلان بعضهم من التوفيق فتؤخره عنك أو أنت الرافع والخافض أو المعز والمذل 
( وأنت على كل شيء قدير» ) أي أنت الفعال لكل ما تشاء » ولذا م يوصف به غير الباري» 
ومعنى قدرتد على الممكن الموجود حال وجوده أنه إن شاء أبقاه وإن شاء أعدمه» ومعنى قدرته على 


كتاب الأذ كار والدعوات / الباب الثاني TAV Teele es‏ 


کل شیء قدیر »» وقال على رضی الله عنه : کنت رجلا إذا سمعت من رسول الله ل 
جنا ي اف ع وجل یما شاء أن ينفعني منه» وإذا حدثني أحد من أصحابه 
انتخلفتة فإذا الف ضدقته قال ودی ابو یکر اوصدق:أبو یکر رضی اله عه 
قال : سمعت رسول الله م يقول: « ما من عبد يذنب ذنباً فيحسن الطهور ثم يقوم 
فيصلي ر کعتین ثم يستغفر الله عز وجل إلا غفر له »ثم تلا قوله عز وجل : واّذين إذا فعلوا 
فاحشة أو ظلموا أنفسهم) [ آل عمران : ٠١١‏ ] الآية » . وروى أبو هريرة عن الني ملي أنه 
قال : ١‏ إن المؤمن إذا أذنب ذنباً كانت نكتة سوداء في قلبه فإن تاب ونزع واستغفر صقل قلبه 
منها » فإن زاد زادت حتى تغلف قلبه » فذلك الران الذي ذ كره الله عز وجل في كتابه: 


المعدوم حن عدمه أنه إن شاء اياده أوجده وإلا فلا. وفيه: أن مقدور العبد مقدور لله تعالی 


حقيقة لأنه شىء 
قال العراقى : متفق عليه من حديث أي موسى واللفظ لمسام اه. 
قلت : رواه في كتاب الدعوات من الصحيح ورواه كذلك البيهقي وغيره. 


( وقال علي رضي الله عنه: كنت رجلا إذا سمعت من رسول الله َه حديثاً نفعني الله 
عز وجل منه بما شاء أن ينفعني وإذا حدثني أحد ) وني رواية : رجل ( من أصحابه استحلفته 
فإذا حلف ) لي ( صدقته» وحدثني ابو بكر ) رضي الله عنه ( وصدق أبو بکر قال: سمعت 
رسول الله َل يقول: « ما من عبد يذنب ذنباً فيحسن الطهر ثم يقوم فيصلي ) . وني رواية م 
يقوم فيتطهر ثم يصلي» وني أخرى يتوضأً فيحسن الوضوء ثم يقوم فيصل » ( ثم يستغفر الله عز 
وجل إلا غفر الله له) وني رواية: ثم يستغفر الله لذلك الذنب. (ثم تلا قوله عز وجل : 
< والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ) ذكروا الله إلى آخر ( الآية ) قال العراقي : 
رواه اصحاب السنن وحسنه الترمذي اه. 

قلت : قال الترمذي حديث حسن لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث عثان بن المغيرة. 
روا ايۆ داود الطيالسي» وأبو بكر بن أبي شيبةء وأحد. والبزارء وأبو يعلى » وابن حبان 
وصححه . والدارقطي في الافراد » وابن السني في عمل يوم وليلة » والبيهقي في السنن » والضياء» 
والحميدي» والعوفي» وعبد بن حيد» وابن منيع كلهم عن علي عن أي بكر رضي الله عنهما . وني 
الحديث : إن من شرط الدعاء تقديم عمل صالح أمام الدعاء . 

( وروى أبو هريرة) رضي الله عنهء ( عن النبي به أنه قال: « إن المؤمن إذا أذنب 
ذنباً كانت نكتة سوداء في قلبه فإن تاب ونزع واستغفر ) الله عز وجل منه ( صقل قلبه 
منها ) أي من تلك النكتة ( فإذا زاد ) الذنب ( زادت) النكتة فم تزل ( حت تغلف قلبه ) أي 
تلبسه كله ( فذلك الران الذي ذکره الله عز وجل في کتابه ) وهو قوله عز وجل : کلا بل 


ENES sees ۲A۸‏ والدعوات / الباب الثاني 


کلا بل ران على قلوبهم ما کانوا یکسبون€ [ المطففین ١١:‏ ] » وروی أبو هريرة رضي الله 
عنه أنه م قال : « إن الله سبحانه ليرفع الدرجة للعبد في الجنة فيقول :يارب أنى لي هذه 
فيقول عز وجل باستغفار ولدك لك » وروت عائشة رضي الله عنها أنه مم قال : 
١‏ اللهم اجعلني من الذين إذا أحسنوا استبشروا وإذا أساءوا استغفروا ». وقال م : 


ران على قلوبہم ما کانوا يكسون » ) قال العراقي : رواه الترمذي وصححه النسائي في اليوم 
واللىلة وابن ماجه وابن حبان والجاک اه. 


فلت : ورواه كذلك أحد وعبد بن حيد وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في 
الشعب بلفظ : « إن المؤمن إذا أذنب ذنباً نكتت في قلبه نكتة سوداء ٠»‏ الخ وفيه ١‏ فإن عاد زادت » 
والباقي سواء وأخرج ابن المنذرء عن إبراهي التيمي نحو ذلك وأخرج هو وابن حاتم وابن جرير 
عن ابن عباس في قوله: « ران » اي طبع » واخرج سعيد بن منصور عن مجاهد قال : الرين الطبع . 
وأخرج ابن جرير عنه قال : الرين أيسر من الطبع » والطبع أيسر من الإقفال » والإقفال أشد ذلك 
کله. 


( وروی أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله عه قال: « إن الله سبحانه ليرفع 
الدرجة للعبد في الجنة ) أي المنزلة ( فيقول ) العبد ( يا رب أنّى لي هذه) أي كيف لي هذه 
الدرجة ولم نلتها؟ ( فيقول الله عز وجل:؛ باستغفار ولدك لك») قال العراقي : رواه أحجمد 
باسناد حسن . 


قلت : ويؤيده ما روى أبو نعم في الحلية من طريق قتادة عن أنس رفعه: « سبع يجري أجرها 
للعبد بعد موته وهو في قبره من عام علا أو طوی نهراً أو حفر بئراً أو غرس نخلاً أو بنى مسجداً 
أو ورث مصحفاً أو ترك ولداً یستغفر الله له بعد موته » . 

( وروت عائشة رضي الله عنها أنه يه قال: «اللهم اجعلني من الذين إذا أحسنوا 
اروا ) اي إذا اوا بعل اجس قرنوه بالا غلاض فيترتب لته الجراء افينتحقون نة 
فیستىشرون بہا» ( وإذا أساؤا استغفروا» ) أي طلبوا من الله مغفرة ما فرط منهم . وهذا تعلم 
للأمة أرشدهم إلى أن يأتي الواحد منهم بهذا الدعاء الذې هو عبادة من أن لا يبتليه بالإستدراج 
ويرى عمله حسنا فيهلك وقوله : « من الذين » الخ ابلغ من أن يقول: اجعلني استبشر إذا احسنت 
واستغفر إذا أسأت» كا تقول فلان من العلهاء فيقال أبلغ من قولك فلان عالم لأنك تشهد له 
بکونه معدودا في زمرتہم ومعروفة مساهمته همم في العام ذ كره الزخشري . 

قلت : وكذلك رواه البيهقى في السنن مہذا الاسناد. 


كتاب الأذكار والدعوات / الباب الثاني Aes‏ 


» إذا أذنب العبد ذنبا, فقال اللهم اغفر لي فيقول الله عز وجل أذنب عبدي ذنباً فعام أن 
له ربا يأخذ بالذنب ويغفر الذنب عبدي اعمل ما شئت فقد غفرت لك ». وقال لر : 
« ما أصر من استغفر وإن عاد في اليوم سبعين مرة». وقال مب : « إن رجلا م يعمل 
خيراً قط نظر إلى السماء فقال إن لي ربا ء يا رب فاغفر لي فقال الله عز وجل قد غفرت 


( وقال ْله : « إذا أذنب العبد ذنباً فقال : اللهم اغفر لي يقول الله عز وجل أذنب 
عبدي ذنباً فعام أن له رباً يأخذ بالذنب ويغفر الذنب عبدي أعمل ما شت فقد غفرت 
لك» ) قال العراقي : متفق عليه من حديث آلي هريرة اه. 

قلت : وكذلك أخرجه النسائي ولفظهم جيعاً عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله ل 
يقول: « أي عبد أصاب دنباً وربا قال أذنب ذنباً فقال : رب أذنبت ذنباً» وربا قال أصبت ذنباً 
فاغفره لي فقال ربه : أعم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به غفرت لعبدي ثم مكث ما شاء الله 
ثم أصاب ذنباً فقال رب أذنبت أو أصبت آخر فاغفرهء فقال : « أعام عبدي أن له ربا يغفر الذنب 
ويأخذ به غفرت لعبدي ثم مکث ما شاء الله » ورا قال ثم أصاب ذنباً أو أذنب ذنباً فقال: رب 
أذنبت أو أصبت آخر فاغفره لي فيقول أعام عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به غفرت 
لعبدي ثلاثاً فليعمل ما شاء ». 

( وقال یله : : «ما أصر ) أي ما أقام على الذنب ( من استغفر ) أي من تاب توبة صحيحة 
لأن التوبة بشروط ترفع الذنوب كلهاء ( وإن عاد في اليوم سبعين مرة» ) فإن رحة الله لا 
نهاية ها ولا غاية. 

قال العراقی : رواه داود والترمذي من حدیث أي بکر وقال: غریب ولیس إسناده بالقوي 
اآھ. 

قلت : قال الزيلعي : إنغا لم يكن قوياً لجهالة مولى أبي بكر الراوي عنهء لكن جهالته لا تضر إذ 
تكفيه نسبته إلى الصديق اه. 

قال المناوي : وفبه أيضاً عثان بن واقد ضعفه أبو داود نفسه. 

قلت : عثهان بن واقد م أر له ذكراً في كتاب الضعفاء للذهې ولا في ذيله» ولعله عثان بن 
فائد فلينظر ذلك . 

( وقال ل إن رجلا م يعمل خيراً نظر إلى السماء ) إذ هي قبلة الدعاء ( فقال إن لي 
ربا ) فأقر بربوبیته وشهد بوجدانیته» ثم قال : ( يا رب اغفر لي فقال الله عز وجل قد غفرت 
لك» ) قال العراقي  :‏ أقف له على أصل اه. 

قلت : وجدت خط ابن الحريري قال : وجدت خط الشيخ المحدث زين الدين الد مشقى الواعظ 
ما نصه : أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب حسن الظن بسند ضعيف من حديث ألي هريرة. 


۳۹۰ كتاب الأذكار والدعوات / الاب الثاني 


لك ». وقال ره : ١‏ من أذنب ذنباً فعام أن الله قد اطلع عليه غفر له وإن م يستغفر ». 
وقال بے : « یقول الله تعالی يا عبادي کلکم مذنب إلا من عافيته فاستغفروني أغفر 
لكم ومن عام أني ذو قدرة على أن أغفر له غفرت له ولا أبالي ». وقال ب : « من قال 


( وقال ْله : « من أذنب ذنباً فعام أن الله قد اطلع عليه غفر له وإن م يستغفر» ) 
ليس المراد منه كا قال المناوي الحث على فعل الذنب أو الترخيص فيه كا توهمه بعض أهل الغرة» 
فإن الرسل إنما بعثوا للردع عن غشيان الذنوب. بل ورد مورد البيان لعفو الله عن المذنبين وحسن 
التجاوز عنهم ليعظموا الرغبة فا عنده من الخير » والمراد أنه سبحانه كا يحب أن يحسن يحب أن 
يتجاوز عن المسيء والقصد بإيراده بهذا اللفظ الرد على منكر صدور الذنب من المؤمنين وأنه قادح 
في إيانہم اه 

قال العراقي : رواه الطبراني في الأوسط من حديث ابن مسعود بسند ضعيف اه. 

قلت : وكذلك رواه في الصغير أيضاً وني الإسناد إبراهم بن هراسة وهو متروك قاله الميثمي» 
فهذا معنى قول العراقي بسند ضعيف» وروى الحا وأبو نعي في الحلية » والطبرافي من حديث 
قبيصة » عن جابر بن مرزوق» عن عبد الله العمري » عن ابي طوالة» عن انس مرفوعا ١‏ من اذنب 
ذنباً فعام آنه له رباً إن شاء الله أن یغفر له غفر له وإِن شاء أن يعذبه عذبه کان حقاً على الله أن 
يغفر له » وقي جابر بن مرزوق نكرة. 

( وقال عه : « يقول الله عز وجل يا عبادي) كلكم ضال إلا من هديته فسلوني ادى 
أهد» وكلكم فقير إلا من أغنيته فسلوني أرزقكم» و( كلكم مذنب إلا من عافيته 
فاستغفروني أغفر لکم» ومن عا ) منم (أني ذو قدرة على أن أغفر له غفرت له ولا 
أبالي). يا عبادي لو أن أولكم وآخرم وإنسكم وجنکم وحیکم ومیتکم ورطبکم ویابسکم 
اجتمعوا على أتقى قلب رجل منكم ما زاد ذلك في ملكي جناح بعوضه » الجدیث بطوله. 

قال العراقي : رواه الترمذي وابن ماجة من حديث أي ذر » وقال الترمذي حسن وأصله عند مسام 
بافظ اخر اه. 

قلت : و كذلك رواه أبو هناد » وأبو داود» وروی أحد بعضه وقد وقع لنا مسلسلاً بالشاميين 
بلفظ مسام وأوله : « يا عبادي إفي حرمت الظام على نفسي » الحديث بطوله» وروى الطبراني والحا 6 
عن ابن عباس رفعه: « قال الله عز وجل من عام أني ذو قدرة على مغفرة الذنوب غفرت له ولا 
اھا ر 

وقال له : ٠‏ من قال سبحانك ظلمت نفسي وعملت سوء فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت 
غفرت له ذنوبه . وإن كانت كمدب النمل » قال العراقي : رواه البيهقى في الدعوات من حديث 
على أن رسول الله بن قال: « ألا أعلمك كلمات تقون لو كان عليك كعدد النمل أو كعدد 
الذر ذنوباً غفر الله لك » فذكره بزيادة: ١‏ لا إله إلا أنت » في أوله وفيه ابن فيعة اه. 


كتاب الأذ كار والدعوات / الباب الثاني E O TE,‏ 


سبحانك ظلمت نفسي وعملت سوءً فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت غفرت له 
د ف ا النمل ». وروي : «أن أفضل الاستغفار اللهم ار و 
عبدك خلقتني وانا على عهدك ووعدك ما استطعت اعوذ بك من شر ما صنعت ابوء 
GS‏ 
ذنولي ما قدمت منها وما أخرت فإنه لا يغفر الذنوب جيعها إلا أنت ». 


قلت : وروی ابن النجار من حديث ابن عباس : ١‏ من قال لا إله إلا أنت سبحانك عملت سوءاً 
وظلمت نفسي فتب علي إنك أنت التواب الرحمم غفرت ذنوبه ولو كان فاراً من الزحف» ورواه 
الدیلمي من حدیثه مثله بلفظ : « فاغفر لي إنك أنت خير الغافرین غفرت له ذنوبه ولو كانت مثل 
زبد البحر». 

( ویروی: « أن أفضل الإستغفار ) مو هذا ( اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتي وأنا 
عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك 
علي وأبوء على نفسي بذني فقد ظلمت نفسې واعترفت بذني فاغفر لي ذنوبي ما قدمت 
منها وما أخرت إنه لا يغفر الذنوب جيعاً إلا أنت» ) قال العراقي : رواه البخاري من 
حدیث شداد بن اوس دون قوله: « وقد ظلمت نفسی واعترفت بذنې » ودون قوله: « ذنوي ما 
فدمتها منها وما اتن 0 چ ا 1 

قلت : ورواه أيضاً أحد» وأبو بكر بن أي شيبة» والترمذي» والنسائي» وابن حبان» 
والطبراني. وقال صاحب سلاح المؤسن» وليس لشداد بن أوس في الصحيحين سوى حديثين : 
أحده| هذاء والآخر في مسام أن الله كتب الإحسان على كل شيء. ولفظ الجاعة : عن الني لله 
قال : « سيد الأستغفار ان يقول اللهم انت ري لا إله إلا انت خلقتني وانا عبدك وانا على عهدك 
ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذني فاغفر لي 
فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت إذا قال حين يمسي فمات دخل الجنة أو كان من أهل الجنةء وإذا قال 
SS e less‏ . وني رواية للجاعة : « من قالما من النهار موقناً بها فمات من يومه 
قبل أن يسي فهو من أهل الجنةء ومن قالما من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من 
أهل الجنة ٠‏ . 


ننسه: 


شرح هذا الحديث سيد الإستغفار أي أفضل أنواع الأذكار التي تطلب بها المغفرة هذا الذكر 
الجامع معاي التوبة كلها ء ولذلك لقب بسيد الإستغفار لأن السيد في الأصل الرئيس الذي يقصد 
ني الحوائج ويرجع إليه في المههات» وقوله: أن يقول أي العبد وثبت في رواية أحد والنسائي أن 
سيد الإستغفار أن يقول العبد » وفي رواية للنسائي : تعلموا سيد الإستغفار أن يقول العبد» وقوله: 


۹۲ ......... كتاب الأذكار والدعوات / الباب الثاني 


الآثار : قال خالد بن معدان: يقول الله عز وجل إن أحب عبادي إل المتحابون بجبي 
والمتعلقة قلوبهم با مساجد والمستغفرون بالأسحار أولئك الذين إذا أردت أهل الأرض 
بعقوبة ذ كرتم فتر كتهم وصرفت العقوبة عنهم . وقال قتادة رجه الله : القرآن يدلكم على 


اللهم أنت رلي قال الحافظ ابن حجر : في نسخة معتمدة من البخاري تكرير أنت وسقطت الثانية من 
معظم الروايات» وأنا عبدك يجوز أن تكون مؤكدة وأن تكون مقررة أي وأنا عابد لك كقوله: 
وبشرناه بإسحاق نباً € [ الصافات : ٠١١‏ ] قاله الطيى » والمراد بالعهد والوعد ماعاهده وواعده 
من الاييان به وإخلاص الطاعة له. وقيل: الخهد ها اخ عليهم في عالم الذر يوم ألست بربكم» 
والوعد ما جاء على لسان النبي له : « إن من مات لا يشرك به شيئاً دخل الجنة ». ما استطعت 
أي مدة دوام استطاعتي» ومعناه الإعتراف بالعجز والقصور عن كنه الواجب من حقه تعالى . 
ابوء : اي اعترف والتزم . 

قال الطيي : اعترف أولاً بأنه تعالى أنعم عليه وم يقيده ليشمل كل الأنعام م اعترف بالتقصير 
وأنه ل يقم باداء شکرها وعده ذنباً مبالغة في التقصير وهفم النفس وفائدة ا بالذنب أن 
الإأعتراف يمحو الإقتراف. 

قال الشيخ سيدي عبد الله بن أي جمرة قدس سره في شر حه على مختصره من البخاري : قد جع 
في هذا الحديث من بديع المعاني وحسن الألفاظ ما يحق له أن يسمى سيد الإستغفار » ففيه الإقرار 
لله وحده بالألوهية والمعبودية والإاعتراف بأنه الخالق » والاقرار بالعهد الذي أخذه عليه والرجاء 
عا وعده به والاستعاذة من د et SL‏ إلى موجدها وإضافة الذنب إلى 
نفسه» إذ حظه في المغفرة واعترافه بأنه لا يقدر على ذلك إلا هوء وكل ذلك إشارة إلى الجمع بين 
الحقيقة والشريعة » فإن تكاليف الشريعة لا تحصل إلا إذا كان عون من الله تعالى » ويظهر أن اللفظ 
المذ كور لا يكون سيد الإستغفار إلا إذا جع صحة النية والتوجه والأدب ذكر. 

( الآثار ) : الواردة في فضل الاستغفار . ( قال خالد بن معدان ) الكلاعي تابعي جليل وفقيه 
كبير ثبت مهيب مخلص » يقال : كان يسبح في اليوم أربعين ألف تسبيحة. روي عن معاوية وابن 
عمر وابن عمرو وثویان» وعنه ثور وصفوان بن عمرو ويحی . توفي سنة ٠٤۵‏ ( قال الله عز 
وجل: إن أحب عبادي إلى المتحابون بجبّي) أي لأجل ( والمعلقة قلربهم بالمساجد 
والمستغفرون بالأسحار أولئك الذين إذا أردت اهل الأرض بعقوبة ذکرتہم وتر کتهم 
وصرفت العقوبة عنهم ) . 

قلت : وهذا قد روي مرفوعاً من حديث أنس رواه البيهقي في السنن ولفظه : « يقول الله عز 
وجل: إني لأهم بأهل الأرض عذاباً فإذا نظرت إلى عبار بيوتي المححابين في وإلى المستغفرين 
بالاسحار صرفت عنهم ). 

( وقال ) أبو الخطاب ( قتادة) بن دعامة السدوسي رجه الله تعالى : ( القرآن يدلكم على 


كتاب الأذ كار والدعوات / الباب الثاني ... Aree Rae‏ 


دائکم ودوائکم أما داؤک فالذنوب وأما دوا فالاستغفار . وقال علي كرّم الله وجهه : 
العجب ممن يهلك ومعه النجاة. قيل : وما هي ؟ قال : الاستغفار . و کان يقول: ما امم الله 
سبحانه عبداً الاستغفار وهو يريد أن يعذبه . وقال الفضيل : قول العبد : « أستغفر الله » 
تفسيرها أقلنى . وقال بعض العلاء : العبد بين ذنب ونعمة لا يصلحها إلا الحمد 
والاستغفار . وقال الربيع بن خيثم رحه الله : لا يقولن أحدك أستغفر الله وأتوب إليه 
فيكون ذنباً و كذباً إن م يفعل ؟ ولكن ليقل اللهم اغفر لي وتب علي . وقال الفضيل رجه 
دائکم ودوائکم . أما داؤ؟ فالذنوب وأما دواؤک فالاإستغفار) من ذلك قوله تعالی: 
#استغفر لذنبك وللمۇمنين والمؤمنات) [ عمد بل : ٠١‏ ] # وما کان الله معذبهم وهم 
يستغفرون€ [ الأنفال: ۴۳ ] في جلة من الآيات . 

( وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: العجب ممن يلك ومعه النجاة. قيل: وما هي ؟ 
قال : الإستغفار ) . فالمراد من الملاك هنا أي من داء الذنوب فان نجاته منها الاإستغفار مع عدم 
الإصرارء ( وكان يقال: ما أمم الله سبحانه عبداً الإستغفار وهو يريد أن يعذبه) أي لو 
أراد بعذابه ما أهمه ذلك. ویروی عن سلان الفارسى رضى الله عنه رفعه: «عوّدوا األسنتكم 
الإستغفار فإن الله تعالى لم يعلمكم الإستغفار إلا وهو يريد أن يغفر ». 

( وقال الفضيل ) بن عياض رجه الله تعالى : ( قول العبد « أستغفر الله » تفسيرها أقلني ) 
أي من عثرات ذنولي . ( وقال بعض العلماء : العبد بين ذنب ونعمة لا يصلحها إلا الحمد) 
لله على نعمته» ( واللإستغفار ) من الذنب الذي اقترفه . 

( وقال الربيع بن خي ) تقدمت ترجته: ( لا يقولن أحدك أسنغفر الله وأتوب إليه 
فيكون) قوله ذلك ( ذنبا وكذبة إن م يفعل» ولكن ليقل: اللهم اغفر لي وتب علي ) . 
ونقل هذا القول الإمام أبو جعفر الطحاوي عن شيخه !لإمام أهي جعفر بن ألي عمران ولفظه : 
يكره أن يقول الرجل أستغفر الله وأتوب إليه» ولكن يقول: أستغفر الله وأسأله التوبةء وقال: 
رأيت أصحابنا يكرهون ذلك ويقولون في التوبة من الذنوب هي تر كه وترك العود عليه وذلك غير 
موهوم من أحد. فإذا قال: أتوب إليه فقد وعد الله أن لا يعود إلى ذلك الذنب» فإذا عاد إليه 
بعد ذلك كان كمن وعد الله ثم أخلفه. ولكن أحسن ذلك أن يقول: أسأل الله التوبة أي أسأل الله 
أن ينزعني عن هذا الذنب ولا يعيدني إليه أبدا» وكان من الحجة همم في ذلك عن أي الأحوص 
عن عبد الله قال : قال رسول الله ي : « التوبة من الذنوب أن يتوب الرجل من الذنب ثم لا يعود 
إليه » فهذه صفة التوبةء وهذا غير مأمون على أحد غير رسول الله مله فإنه معصوم فلا ينبغي 
لغيره ل أن يقول ذلك لأنه غير معصوم من العود فيا تاب عنه. قال : وخالفهم في ذلك آخرون 
فام يروا به بأساً أن يقول الرجل : أتوب إلى الله عز وجل وحجتهم ما روي عن أي هريرة عن 
النبي م أنه قال : « من جلس محجلساً كثر فيه لغطه» ثم قال قبل أن يقوم سبحانك ربنا لا إله إلا 


GN ZONES NDE ESRA ۹4 


الله : الاستغفار بلا اقلاع توبة الكذابين . وقالت رابعة العدوية رها الله : استغفارنا 
يحتاج إلى استغفار كثير . وقال بعض الحكاء : من قدم الاستغفار على الندم كان مستهزئا 
بالله عز وجل وهو لا يعام. وسمع اعرالي وهو متعلق باستار الكعبة يقول: اللهم إن 
استغفاري مع إصراري للؤم وإن تر كي استغفارك مع علمي بسعة عفوك لعجز » فكم 
تتحبب إل بالنعم مع غناك عني وم أتبغض إليك بالمعاصي مع فقري إليك ! ؛ من إذا 
وعد وفى وإذا أوعد عفا أدخل عظي جرمي في عظم عفوك يا أرحم الراحمين. رقال أبو 


أنت أستغفرك ثم أتوب إليك إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك ». وعن أنس رفعه قاله: « كفارة 
املجلس سبحانك اللهم وبجمدك أستغفرك وأتوب إليك» فهذا رسول الله به قد روي عنه 
أيضاً ما ذكرناء وهو أولى القولين عندنا لأن الله عز وجل قد أمرنا بذلك في كتابه فقال : $ توبوا 
إلى بارئكم© [ البقرة: ۵٤‏ ] وقال # توبوا إلى الله توبة نصوحاً) [ التحرم : ۸ ] وأمر رسول الله 
ي في الآثار التي ذكرناء فلهذا أجنا ذلك وخالفنا أبا جعفر بن أي عمران فيماذهب إليه فما 
کر ارو اھ کے ای یر ال رق ا فار 

( وقال الفضيل ) بن عياض رجه الله تعالى : (الإستغفار بلا إقلاع) عن المعصية ( توبة 
الكذابين ) أي : فإن الذي يستغفر وهو معتقد أن يعود إلى ما تاب فهو بذلك القول فاسق 
معاقب عليه لأنه كذب على الله فا قال . 

( وقالت رابعة العدوية ) البصرية رحها الله تعالى : ( استغفارنا يحتاج إلى استغفار كثير ) 
وهو يشير إلى ما ذكرناه من ان التلفظ باللسان من غير اعتقاد القلب على ترك العود إلى ما استغفر 
منه ذنب» وهذا يلزم منه الدور والتسلسل ولا يقطع ذلك إلا صدق القلب على ترك ما استغفر 
منه والندم بالجزم على أن لا يعود إليه ابدا. 

( وقال بعض الحكاء : من قدم الإستغفار على الندم كان مسنهزئاً على الله تعالى وهو لا 
يعام ) أي : من استغفر ولم يندم على ما أصاب من ذلك الذنب فكأنه استهزأ على ربه عز وجل وهو لا 
يدري » فإن الندم توبة. كا ورد ذلك من حديث عبدالله بن مغفلء فإذا لم يوجد الندم كان 
استغفاره کالعبث . 


( وسمع أعرابي وهو متعلق بأستار الكعبة يقول: اللهم إن استغفاري إياك) من ذنب 
(مع إصراري) عليه وعدم إقلاعي ( لزم وإن ترك استغفارك مع علمي بسعة عفوك 
مجر ) أي منكر» ( فكم ) يا مولاي ( تتحبب إل بالنعم ) الكثيرة ( مع غناك عن ) مطلقاًء 
( وأتبغض إليك بالمعاصي مع فقري إليك) بالذات. (يا من إذا وعد وفى وإذا تواعد 
عفا ) . وهكذا شأن الكرم ( أدخل عظم جرمي في عظم عفوك يا أرحم الراحين) وهو من 
الأدعية الجامعة لشروطها من البداية بالإسم الأعظم الذي هو هو: اللهم» م الإقرار بالذنب م إثبات 
سعة العفو والوفاء بالوعد» ثم السؤال مع النضرع » ثم الختم ب سمه الأعظ الذي هو أرحم الراحمين. 


كتاب الأذ كار والدعوات / الباب الثاني TOES a‏ 


عبدالله الوراق: لو كان عليك مثل عدد القطر وزبد البحر ذنوباً ملحيت عنك إذا 
دعوت ربك بهذا الدعاء خلصاً إن شاء الله تعالى : اللهم إفي أستغفرك من كل ذنب تبت 
إليك منه ثم عدت فيه » واستغفرك من كل ما وعدتك به من نفسي ولم أوف لك به» 
واستغفرك من كل عمل اردت به وجهك فخالطه غيرك» واستغفرك من کل نعمة 
أنعمت بها عل فاستعنت بها على معصيتك » واستغفرك يا عام الغيب والشهادة من كل 
ذنب أتيته في ضياء النهار وسواد الليل في ملا أو خلاء وسر وعلانية يا حلم . ويقال: إنه 
استغفار آدم عليه السلام . وقيل الخضر عليه الصلاة والسلام. 


( وقال أبو عبد الله الوراق: لو كان عليك مثل عدد القطر وزبد البحر ذنوباً محيت 
عنك إذا دعوت بهذا الدعاء عخلصاً إن شاء الله تعالى ) أي بشرط الاخلاص فما يدعو به 
وهو هذا: ( اللهم إني أستغفرك من كل ذنب) صدر مني و( تبت إليك منه ) معتقداً بقلي 
عدم العود إليه (ثم عدت فيه ) بشؤم نفسي وجهلي ٠‏ ( وأستغفرك من كل ما وعدتك به من 
نفسي ) من بر وخير ولفظ القوت: من كل عقد عقدته لك ( ثم م أوف لك به ) لكال تقصيري 
وإتباعي النفس الأمارةء ( وأستغفرك من كل عمل) من أعال الخبر (أردت به وجهك) 
خالصا من غير مخالطة السوى ( فخالطه غبرك ) في ذلك العمل» ولفظ القوت: ما ليس لك. 
( وأستغفرك من كل نعمة أنعمت با علي ) لأستعين بها على طاعتك ( فاستعنت بها على 
معصيتك» وأستغفرك يا عام الغيب والشهادة ) أي بالنسبة إلينا وإلا فالعوالم كلها شهادة لديه 
جل وعز ( من كل ذنب أتيته في ضياء النهار وسواد الليل في ملا أو خلاء وسر وعلانية يا 
حلم ) . ختم بہذا الاسم الکري لینبه على أنه جل وعز لا یؤاخذ عبده مما جنته یداه. 

( ویقال: إنه استغفار آدم عليه السلام. وقيل الخضر عليه الصلاة والسلام) نقله 
صاحب القوت» وقیل : هو استغفار ادم عليه السلام کا وجد في بعض نسخ الكتاب» وقد رتبه 
بعض العلهاء ترتيباً حسناً وجعله على الأيام السبعة» وزاد فيه زيادات حسنة وعزاه إلى الحسن 
البصري وقد وقع إلينا مسندا. 


۲۹٦‏ كتاب الأذكار والدعوات / الباب الثالث 


اللاب الثالث 


في أدعية مأثورة ومعزية إلى أسبابما وأربابا نما يستحب أن يدعو با المرء 
۰ تاعا راء وبعقب كل صلا 

فمنها : دعاء رسول الله عل بعد ر كعتي الفجر . 

قال ابن عباس رضي الله عنهما : بعثني العباس إلى رسول الله بي فأتيته ممسياً وهو 
في بيت خالتي ميمونة » فقام يصلي من الليل ا جل و کی لجر یل جلا ل 
قال : ٠‏ اللهم إني أسألك رحة من عندك تهدي بها قلبي» وتجمع بها شملي » وتام بها 
شعثي» وترد با الفتن عني. وتصلح بها ديني» وتحفظ بها غائي» وترفع با شاهدي » 


الباب الثالث 


(في) ذكر ( أدعية مأثورة) أي منقولة من الأخبار الصحيحة ( معزاة) أي منسوبة ( إلى 
اساہا وأربابها ما يستحب أن يدعو بها المريد ) السالك في طريق الحق سبحانه ( صباحاً 
ومساءً وبعقب كل صلاة) ما سيأتي بيانہا. 


فمنها دعاء رسول الله به بعد ركعتي الفجر أي سنته: 

( قال ابن عباس ) رضي الله عنها : ( بعثني العباس إلى رسول الله م فأتيته مسا ) أي 
کک الوقت ( وهو في بيت خالتي ميمونة ) بنت الحرث اهلالية رضي الله عنهاء زوج 
الي له . أي في نوبتها فنام عندها لأن أباه إنما أرسله ليرى صلاته ل بالليل ليستن بهاء 
زاب چ قل دز اسل عاد اه ن سل ونل ب جا رف مد 
الركعتين ) اللتين ( قبل صلاة الفجر ) وها سنتا الفجر ( قال في دعائه: «اللهم إني 
أسألك» ) أي أطلب منك ( رحجة من عندك) أي ابتداء من غير سبب . وقال القاضي : نکر 
الرحة تعظماً هما دلالة على أن المطلوب رحة عظيمة لا يكتنه كنهها ووصفها بقوله من عندك 
مريداً لذلك التعظيء لأن ما يكون من عنده لا يحيط به وصف كقوله: وآتيناه من لدنا علا 
( تهدي )أي ترشد ( بها قلبي ) إليك وتقويه لديك وخصه لانه محل الفعل ومناط التجليء 
( وتجمع بها شملي ) أي تضمه بجيث لا أحتاج إلى أحد غيړرك. وي رواية: « أمري » بدل 
« شملي ». ( وتام بها شعثي ) اي ما تفرق من امري فيصر ملتټا غير مفترق» ( وترد با 


كتاب الأذ كار والدعوات / الباب الثالٹ AVS OSES‏ 


وتز کي بها عملي » وتبيض بها وجهي » وتلهمني بها رشدي » وتعصمني بها من کل سوء . 
اللهم اعطني اياناً صادقاً ويقيناً ليس بعده كفر ورحة أنال بها شرف كرامتك في الدنيا 
والآخرة . الهم إني أسألك الفوز عند القضاء ومنازل الشهداء وعيش السعداء والنصر على 
الأعداء ومرافقة الأنبياء . اللهم إفي أنزل بك حاجتي وإن ضعف رأيي وقلت حيلتي 
وقصر عملي وافتقرت إلى رحتك فاسألك يا كاي الأمور ويا شافي الصدور كا تجير بين 


آلفتي) ٩‏ به بضم الممزة و كسرها مصدر بمعنى اسم المفعول أي ألفي أو مألوفي أي ما كنت آلفه» وي 
بعض النسخ رو رکو ی ر رد ری 
( وتحفظ مما غائبي ) وفي بعض الروايات : وتصلح بها غائبي . والمراد بالغائب ماغاب أي باطني 
واصلاح الدين وحفظ الغائب بالإيان والاخلاق المرضية والملكات الرضية» ( وترفع بها 
شاهدي ) اي ظاهري بالاعال الصالحة والميئات المطبوعة والخلال الجميلة وفيه حسن مقابلة بين 
الغائب والشاهدء ( وتز كي بها عملي ) أي تزيده وتنميه وتطهره من أدناس الرياء والسمعة» 
( وتیّض ما وجهي ) هكذا هو في القوت وقد سقطت هذه الجملة من بعض الروايات› 
( وتلهمني بها رشدي) أي تهدينا بها إلى ما يرضيك ويقربني إليك زلفىء وفي بعض النسخ 
١‏ وتلقني » بدل « تلهمني » وهکذا هو ني القوت» ( وتعصمن ) أي تحفظني وتمنعني ( بها من کل 
سوء ) أي تصرفني عنه وتصرفه عني ( اللهم اعطني إياناً صادقاً ) هكذا هو في القوت وقد 
سقطت هذه الجملة من بعض الروايات» ( و ) إنا فيها اللهم اعطني ( يقيناً ليس بعده كفر ) أي 
جحد لدينك» فإن القلب إذا تمكن منه نور البقين إنزاحت عنه ظلهات الشكوك واضمحلت منه 
غيوم الريب ( ورحجة) أي عظيمة جداً ( أنال بها شرف كرامتك) أي إكرامك ( في الدنيا 
والآخرة) هكذا هو في القوت» وفي بعض الروايات شرف الدنيا والآخرة أي علو القدر فيها . 
( اللهم إني أسألك الفوز عند القضاء ) وني رواية : الصبر عند القضاء » وفي رواية العفو» وفي 
أخرى الفوز في القضاء أي الفوز باللطف فيه ( ومنازل الشهداء ) وفي رواية: نزل الشهداء 
( وعيش السعداء ) وهم الفائزون بالسعادة الأخروية ( والنصر على الأعداء ) الدينية أي الظفر 
بهم ( ومرافقة الأنبياء ) وسقطت هذه الجملة من بعض الروايات. ( اللهم إني أنزل ) بالفم 
( بك حاجتي ) أي أسألك قضاء ما أحتاج إليه من أمور الدنيا والآخرة( وإن ضعف 
.أيي ) أي عن إدراك ما هو الأنجح (وقصر عملي ) أي عن بلوغ مراتب الكبال وقصر 
بالتشديد بمعنى عجزء وفي رواية وإن قصر رأبي وضعف عملي ( وافتقرت إلى رحتك) هكذا 
في النسح باثبات واو العطف. ومثله في القوت والرواية باسقاطها . والمعنى احتجت في بلوغ ذلك 
إلى شمولي برحتك التي وسعت كل شيء ( فأسألك ) أي فبسبب ضعفي وافتقاري أطلب منك ( يا 
قاضي الأمور ) أي حاكمها وحكمهاء وفي بعض النسخ يا كافي الأمور ( وشافي الصدور ) يعني 
القلوب التي في الصدور من أمراضها التي إن توالت عليها أهلكتها هلاك الأبد ( كا تجير ) أي 
)١(‏ هكذا بالأصل المشروح وف المتن « وترد بها الفتن عني ١‏ . 


۲۹۸ كتاب الأذ كار والدعوات / الباب الثالث 


البحور أن تجيرني من عذاب السعير ومن دعوة الثبور ومن فتنة القبور . اللهم ما قصر عنه 
رأيي وضعف عنه عملي ولم تبلغه نيتي وأمنيتي من خير وعدته أحداً من عبادك أو خير 
أنت معطيه أحداً من خلقك فإني أرغب إليك فيه وأسألكه يا رب العالمين. اللهم 
اجعلنا هادين مهتدين غير ضالين ولا مضلين حربا لاعدائك وسلا لاوليائك حب جبك 
من أطاعك من خلقك ونعادي بعداوتك من خالفك من خلقك . اللهم هذا الدعاء 
وعليك الأجابة وهذا الجهد وعليك التكلان وإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا 


كا تفصل وتحجز ( بين البحور ) من اختلاط أحده| بالآخر مع الاتصال وتكفه من البغي عليه 
مع الالتصاق ( أن تجيرني من عذاب السعير ) بأن تحجزه عني ( ومن دعوة الثبور ) أي النداء 
بالملاك ( ومن فتنة القبور ) بان ترزقني الثبات عند سؤال منكر ونكير قال ذلك اظهاراً لكال 
العبودية واخباتاً له وتواضعاً ما ثبت من الخارج عصمة الأنبياء من كل ما ذكره» ( اللهم ما قصر 
عنه ريي ) أي اجتهادي ني تدبيري ( وضعف عنه عملي ) هکذا في القوت وسقطت من بعض 
الروايات ( وم تبلغه نيتي ) أي تصحيحها في ذلك الشيء المطلوب ( وأمنيتي) هكذا في النسخ 
ومثله في القوت» وني رواية ولم تبلغه مسألتي ( من ) كل ( خير وعدته أحداً من عبادك ) هكذا 
في رواية السبهقى ومثله في القوت» وفي بعض الروايات « من خلقك » بدل « من عبادك » واللإضافة 
للتشريف ( أو خير ) معطوف على ما قبله» وني رواية أو خيراً بالنصب ( أنت معطيه أحداً من 
خلقك ) أي من غير سابقة وعدله بخصوصه فلا يعد با قبله تکراراً کا قد يتوهم» وني رواية 
١‏ من عبادك » بدل « من خلقك » ( فإني أرغب ) أي أطلب منك بجد واجتهاد ( إليك فيه ) أي 
في حصوله منك ل ( وأسألك ) كذا باثبات الضمير في القوت وسائر نسخ الكتاب» وفي رواية من 
غير الضمير أي وأسألك زيادة على ذلك وفي رواية بعد هذا من رحتك (يا رب العالمين ) 
ذكره تتمياً لكال الاستعطاف والابتهال» وني بعض الروايات بحذف حرف النداء . ( اللهم 
اجعلنا هادين ) أي دالين للخلق على ما يوصلهم للحق ( مهتدين ) إلى إصابة الصواب في القول 
والعملء وفي نسخة مهديين وإنا قدم الأول على الثانية مع أن من لا يكون مهدياً في نفسه كيف 
يكون هادياً لغيره إشارة إلى أن المادي نفعه متعد إلى الغير فبهذا النظر استحق التقدم ( غير 
ضالين ) عن الحق ( ولا مضلين ) لأحد من خلقك ( حرباً لأعدائك ) أي أعداء الدين أي ذا 
حرب مء وني رواية عدوا بدل حرباً ( وسلا ) بكسر السين وسكون اللام أي صلحاً 
( لأوليائك) الذين هم حزبك المفلحون ( نحب بحبك) أي بسبب حبنا لك ( من أطاعك من 
الناس ) وفي بعض النسخ نحب جحبك الناس وهكذا هو في القوت» وعند البيهقي ( ونعادي 
بعداوتك ) أي بسبب عداوتك ( من خالفك) أي خالف أمرك ( من خلقك. اللهم هذا 
الدعاء ) أي هذا ما أمكننا من الدعاء قد أتينا به ولم نأل جهدأ ( وعليك الإجابة ) فضلا منك 
لا وجوباًء وقد قلت في كتابك العزيز ادعوني أستجب لكم# [غافر: ٠١‏ ] فها نحن قد 
دعوناك فاستجب لنا( وهذا الجهد ) بضم الجيم وفتحها أي الوسع والطاقة ( وعليك التكلان ) 


كتاب الأذ كار والدعوات / الباب الثالث EA ASST‏ 


قوّة إلا بالله العلىي العظم . ذي الحبل الشديد والأمر الرشيد أسألك الأمن يوم الوعيد 
والجنة يوم الخلود مع المقربين الشهود والركع السجود الموفين بالعهود إنك رحيم ودود 
وات تفل ما تريد مجان :الذي لسن الع وقال :به سان الذي طف با جد 


بالضم أي الاعتاد والتوكل في سائر الأحوالء ( وإنّا لله وإِنّا إلبه راجعون ولا حول ولا قوَّة 
إلا بالل العلي العظم ) . ومن قوله: اللهم اجعلنا هادين إلى هنا سقط في بعض الروايات وفي 
بعضها تقد وتأخير ( ذي ابل الشديد ) هكذا في نسخ الكتاب على أنه بدل من اسم الله عز 
وجل وني القوت ذا الحبل على تقدير يا ذا الحبل » والرواية المشهورة بعد قوله رب العالمين : اللهم 
ياذا الحبل الشديدء واختلفوا في ضبط هذا اللفظ فقال ابن الأثبر : يرويه المحدثون بموحدةء 
والمراد القرآن أو الدين أو السبب» ومنه اعتصموا جبل الله وصفه بالشدة لأنها من صفات الحبال 
والشدة في الدين الثبات والاستقامة. وصرّب الأزهري كونه بالياء التحتية وهو القوة» واقتصر 
عليه الزخشري جازماً حيث قال : الحيل هو الحول أبدل واوه ياء » وروى الكسائي لا حيل ولا قوة 
إلا بالله» والمعنى ذا الكيد والمكر الشديد. وقيل : ذا القرَّة لأن أصل الحول الحر كة والاستطاعة 
( والأمر الرشيد ) أي السديد الموافق لغاية الصواب. ( أسألك الأمن ) من الغزع والأهوال 
(يوم الوعيد) أي يوم القيامة ( والجنة) أي وأسألك الفوز بها (يوم الخلود) أي يوم 
إدخالك عبادك دار الخلود أي خلود أهل الجنة في الجنة وخلود أهل النار في النار» وذلك بعد 
فصل القضاء وانتهاء الأمر ( مع المقربين ) أي إلى الحضرات القدسية ( الشهود ) أي المقربين إلى 
رمم المشاهدين لكمال جلاله ( الركع السجود ) أي المكثرين للركوع والسجود (الموفين 
بالعهود ) وني القوت بزيادة واو العطف أي با عاهدوا عليه الحق والخلق ( إنك رحم) أي 
موصوف بكال الإحسان بدقائق النعم ( ودود ) أي شديد الحب لن والاك ( وأنت تفعل ما 
تريد ) هكذا هو في القوت» وعند البيهقي وعند غيره : وإنك تفعل ما تريد أي فتعطي من تشاء 
مسؤله وإن عظم لا مانع لا أعطيت ( سبحان الذي تعطف بالعز) وفي رواية للسهيلي في 
الروض : لبس العز » ومعنى تعطف أي تردى . قال الزخشري : العطاف والمعطف كالرداء والمرد أو 
اعتطفه وتعطفه كارتداه وترداه وسمى الرداء عطافاً لوقوعه على عطفى الرجل وها ناحيتا عنقه أي 
اتصف بأنه يغلب كل شيء ولا يغالبه شيء لأن العزة هي الغلبة على كلية الظاهر والباطن » وهذا 
من المجاز الحكمي نحو نهاره صائم » والمراد وصف الرجل بالصوم ووصف الله بالعز ومثله قوله : 
جر رياط الحمد في دار قومه 

أي هو مود في قومه. ( وقال به ) أي غلب به على كل عزيز وملك عليه أمره من القيل وهو 
الملك الذي ينفذ قوله فيا يريد اه. 

وفي الروض للسهيلي : قد صرفوا من القيل فعلاً فقالوا قال علينا فلان أي ملك والقيالة 
الإمارةء ومنه قوله: سبحان الذي لبس العز وقال به. أي ملك به وقهر. هكذا فسره المروي في 
الغريبين اه. 


۳.۰ كتاب الأذ كار والدعوات / الباب الثالث 


وتكرم به سبحان الذي لا ينبغي التسبيح إلاً له. سبحان ذي الفضل والنعم. سبحان 
ووو . سبحان الذي أحجصى کل شيء بعلمه » الهم اجعل لي نورا في قلي 
ونورا في قبري ونوراً في سمعي ونورا في بصري ونوراً في شعري ونورا في بشري ونوراً 
في لحمي ونوراً في دمي ونوراً في عظامي ونوراً من بين يدي ونورا من خلفي ونوراً عن 
يميني ونورا عن شمالي ونورا من فوقي ونورا من تحني . اللهم زدني نوراً وأعطني نوراً 
واجعل لي نوراً». 


وبه يعرف أن من فسره كصاحب النهاية وغيره بمعنى أحبه واختص به غير جيد. ( سبحان 
الذي لبس المجد ) أي ارتدى بالعظمة والكبرياء والشرف والكال» وأصل الملجد كرم الفعال 
ولذلك حسن تعقيبه بقوله: ( وتكرم به) أي أفضل وأنعم به على عباده» ( سبحان الذي لا 
ينبغي التسبيح إلا له ) أي لا ينبغي التنزيه المطلق إلا لجلاله. ( سبحان ذي الفضل والنعم . 
سبحان ذي القدرة والكرم) هكذا هو في القوت. وفي رواية ذي المجد والكرم» وفي أخرى 
ذي العز رالكرم. وزاد البيهقي بعد هذا: ( سبحان الذي أحصى کل شيء بعلمه) کذا في 
القوت. ولفظ البيهقي علمه» وزاد البيهقي بعده کا وی چان وي ار ج دي 
او . (اللهم اجعل لي نوراً) التنوين للتعظم أي نورا عظباً ( في قلبي ) وقدم 
القلب لأنه مقر للتفكر في آلاء الله ومصنوعاته والنور يتبين به الشيء. ( ونورا في قبري) 
به ظلمة اللحد. ( ونورا ف سمعي ) لأنه حل الساع لآياتك» ( ونورا في بصري) 

نه محل النظر إلى مصنوعاتك فبزيادته فيها تزداد المعارف» ( ونوراً ف شعري ونوراً ي 
أي ظاهر جلدي. ( ونورا في لحمي ) الظاهر والباطن» ( ونورا في دمي ونوراً في 
عظامي ونورا بين يدي ) أي يسعى أمامي( ونوراً من خلفي ) أي من ورائي ليابعني أتباعي 
وتقندي به أشياعي» ( ونورا عن ييني ونورا عن شالي ونورا من فوقي ونورا من تحتي ) أي 
اجعل النور يحفني من الجهات الست ونص على هؤلاء لأن اللعين يأي لاس في هذه الأعضاء من 
E A a pe N EE‏ ا نوراً 
وأعطني نوراً واجعل ل نوراً) » هكذا هو في القوت» وني رواية :الهم عقم ي نوراً وأعطني 
نورا واجعل لي نوراً > وفي رواية أخرى بدل الجملة الأخيرة واجعلني نوراً . وفي قوله : اعطني نوراً 
عطف عام على خاص أي اجعل لي نوراً شاملا للاأنوار السابقة وغيرها. وهذا دعاء بدوام ذلك 
لأنه حاصل له وهو تعلم لأمته. 


قال القاضي : معنى طلب النور للأعضاء أن تتحلى بأنوار ا معرفة والطاعة وتعرى عن ظام الجهالة 
والمعاصى» وطلب امداية للنهج القوي والصراط المستقم » وأن يكون جيع ما تعرض له سبباً مزيد 


Suucneneenneeeeenoeonoeneneeenennonoenenenenensocoennceneneeceeenennneeneennenencenennnnnn 


علمه وظهور أمره» وأن حيط به يوم القيامة فيسعى خلال النور كا قال تعالى في حق المؤمنين: 
نورا بهتدي به إلى کاله وان حيط به من جیع الجوانب فلا يخفی عليه شيء ولا ینسد عليه طریق . 
دعا أن يجعل له نورا يستضيء به الناس ويمتدون إلى سبيل معاشهم ومعادهم في الدنيا والآخرة 


اه. 


وقال الشيخ الأكبر قدس سره: دعا أن يجعل النور في كل عضو وكل عضو فله دعوى با 
خلقه الله عليه من القوّة التي ر كبها فيه وفطره عليها » ولا عام م ذلك دعا أن يجعل الله فيه علاً 
وهدى منفر الظلمة دعوى كل مدع من عالمه هذا ربط هذا الدعاء وآخر ما قال اجعلني نوراً يقول 
اجعلني نوراً بهتدي به کل من رآني من ظلهات بر وجر فأعطاه القرآن وأعطانا الفهم فيه» وهذه 
منحة من أعلى المنح في رتبة هي أسنى المراتب اه. 

وقال في كتاب الشريعة: دعا بالنور في كل عضوء ثم قال : اجعلني نوراً يقول اجعلني ه٠دى‏ 
بدي به كل من رآني فإنه من أسنى المراتب» ومعناه غيبني عني وكن أنت بوجودي فأرى كل 
شيء ببصرك وأسمع كل شيء بسمعك» وهکذا جیع ما فصله ولکن بنور يقع به التمییز بین 
الأنوار حتى يعرف نور اليمين من نور الشمال» وهكذا سائر الأنوار . ثم أقمني في عين الجمع فتتحد 
الأنوار بوحدانية العين » فإن لم أكن هنالك فبجعلك إياي نورا كلياً وإن كنت هناك فبجعلك لي 
نورا نېتدي به في ظلډات کوني. 


نسە : 


29 


قال العراقي : الحديث بطوله رواه الترمذي وقال غريب ولم يذ كر في أوّله بعث العباس لابنه 
عىدالته ولا نومه في بيت ميمونة وهو مهذه الزيادة في الدعاء للطبراني اه. 


قلنت 5و اورده بطوله صاحب القوت فقال: رواه ابن لیلی عن داود بن على عن أبيه عن ابن 


عباس اھه. 


وبسياق المصنف رواه مد بن نصر في كتاب الصلاةء والبيهقي في كتاب الدعوات» كلهم من 
طريق داود بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن جده» وداود هذا عم المنصور ولي المدينة 
والكوفة للسفاح حدث عنه الكبار كالثوري والاوزاعي »ووثقه ابن حبان وغيره. وقال ابن معين : 
رجو انه لا یکذب إنما بحدث بجدیث واحد. کذا روی عثان بن سعيد عنه» وأورده ابن عدي 
في الكامل وساق له بضعة عشر حديثاً » ثم قال : عندي لا بأس برواياته عن أبيه عن جده» واحتج 
به مسام وخرج له الاربعة. 


۳.۲ كتاب الأذكار والدعوات / الباب الثالٹ 


دعاء عائشة رضي الله عنها : 

قال رسول الله ب لعائشة رضي الله عنها : , عليك بالجوامع الكوامل . قولي : اللهم 
إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمت منه وما م أعلم» وأعوذ بك من الشر 
کله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعام» وأسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل 
وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل » وأسألك من الخير ما سألك عبدك 
ورسولك مد بيه » وأستعيذك ما استعاذك منه عبدك ورسولك محمد بل » وأسألك 
ما قضيت لي من أمر أن تجعل عاقبته رشداً برحمتك يا أرحم الراحين ». 


دعاء عائشة رضى الله عنها : 

وانما نسب إليها لكون النبي ثم علمها إياه. 

( قال رسول الله بي لعائشة رضي الله عنها: « عليك بالجوامع الكوامل ) أي بالدعاء 
الجامع لسائر معاني الأدعية . ( قولي: اللهم إني ) أسألك الصلاة على مد وعلى آل عمد » 
و( أسألك من الخير کله عاجله وآجله ما علمت منه وما ) أعام» وأعوذ بك من الشر كله 
عاجله وآجله ما علمت منه وما إ أعام» وأسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل 
وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعملء وأسألك من الخير ما سألك) وفي 
رواية من خير ما سألك ( عبدك ورسولك جد ب ) وني رواية عبدك ونبيك» ( واستعيذك 
ما استعاذك منه ) وفي رواية: وأعوذ بك من شر ما عاذ به ( عبدك ورسولك محمد عه ) وف 
رواية عبدك ونبيك. ( وأسألك ما قضيت لي من أمر أن تجعل عاقبته رشداً برجتك يا أرحم 
الرا جين » ) وفي رواية : وأسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيراً تبع المصنف في سياقه صاحب 
القوت إلا في الصلاة في أولهء فقد ذ كره صاحب القوت كا ذكرناه. 

قال الحليمي في المنهاج : هذا من جوامع الدعاء التي استحب الشارع الدعاء بها لأنه إذا دعا بها 
فقد سأل الله من كل شيء وتعوّذ به من كل شر » ولو اقتصر الداعي على طلب حسنة بعينها أو 
دفع سيئة بعينها كان قد قصر في النظر لنفسه اه. 

وقال الراغب : فيه تنبيه على أن حق العاقل أن يرغب إلى الله تعالى أن يعطيه من الخيور ما فيه 
مصلحة. وأن يبذل جهده مستعیناً بالله في اکتساب ماله کسبه في کل حال وفی کل زمان ومکان. 
قال : والخير المطلق هو المختار من أجل نفسه والمختار غيره لأجله وهو الذي يتشوّقه كل عاقل 
آه. 

وقال العراقي : رواه ابن ماجه والحاک وصححه من حدیثها اآه. 

قلت : و كذلك رواه البخاري في الأدب المفرد» وأحمد في المسند» وابن عساكر في التاريخ. 


a E E EO O EOE كتاب الأذ كار والدعوات / الباب الثالث‎ 


دعاء فاطمة رضى الله عنها: 

قال رسول الله م : « يا فاطمة ما بمنعك أن تسمعي ما أوصيك به؟ أن تقول : يا 
حي يا قيوم برحتك استغيث لا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله». 
دعاء أى بكر الصديق رضى الله عنه: 

علّم رسول الله به أبا بكر الصيق رضي الله عنه أن يقول: « اللهم إني أسألك 
بمحمد نبيك وابراهيم خليلك وموسى جيك وعيسى كلمتك وروحك وبتوراة موسی 
وإنجیل عیسی وزبور داود وفرقان خمد بل وعليهم أجعينء وبکل وحي أوحيته أو 
باسمك الذي أنزلته على موسى بيه » وأسألك باسمك الذي بثثت به أرزاق العباد ء 
انالك باسمك الذي وضعته على الأرض فاستقرت › وأسألك باسمك الذي وضعته 
دعاء فاطمة رضي الله عنها : 

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ( قال رسول الله ْله : « يا فاطمة ما يمنعك أن 
تسمعي ما أوصيك به أن تقولي: يا حي يا قيوم برحمنك أستغيث لا تكاني إلى نفسي طرفة 
عین واصلح لي شأني کله ) هکذا ساقه في القوت . 

قال العراقي : رواه النسائي في اليوم والليلة والحا؟ من حديث أنس وقال: صحيح على شرط 
الشبخين اه. 

قلت : ورواه كذلك ابن عدي في الكامل » والبيهقي في السنن » وقال أبو بكر بن أي الدنيا في 
كتاب الدعاء : حدثني الحسن بن الصباح : حدثنا زيد بن الحباب» أخبرفي عثان بن موهب قال : 
سمعت أنس بن مالك قال: قال رسول الله م لفاطمة رضي الله عنها فساقه مثله . 
دعاء أي بكر الصديق رضي الله عنه: 

علّم رسول الله بي أبا بكر الصديق زضي الله عنه ( أن يقول « اللهم إني أسألك بمحمد 
نبيك وإبراهم خليلك وموسى نجيك وعيسى كلمتك وروحك) وف بعض النسخ روحك 
وكلمتك» ( وبتوراة موسی وانجیل عیسی وزبور داود وفرقان جد يه » وبکل وحي 
أوحيته ) إلى رسلك وأنبيائك ( أو قضاء قضيته ) في خلقك ( أو سائل أعطيته ) ما سأل ( أو 
غني أقنيته ) أي جعلته صاحب قنية ( أو فقير أغنيته) من فقره ( أو ضال هديته) إلى 
الصراط المستقمء ( وأسألك باسمك الذي أنزلته على موسى عليه السلام» وأسألك باسمك 
الذي ثبت ) ولفظ القوت قسمت ( به أرزاق العباد» وأسألك باسمك الذي وضعته على 
اللأرض فاستقرت ) عن الاضطراب» ( وأسألك باسمك الذي وضعته على السموات 


۳.4 كتاب الأذ كار والدعوات / الباب الثالث 


على السموات فاستقلت. وأسألك باسمك الذي وضعته على الجبال فرست» وأسألك 
باسمك الذي استقل به عرشك. وأسألك باسمك الطهر الطاهر الأحد الصمد الوتر 
المنزل في كتابك من لدنك من النور المبين» وأسألك باسمك الذي وضععته على النهار 
فاستنار وعلى الليل فاظام وبعظمتك و كبريائك وبنور وجهك الكريم ان ترزقني القران 
والعام به » وتخلطه بلحمي ودمي وسمعي وبصري » وتستعمل به جسدي بجحولك وقوتك › 
فإنه لا حول ولا قوة إلا بك يا ارحم الراحين ». 


فاستقلت ) أي حلت. ( وأسألك باسمك الذي وضعته على الجبال فأرست ) وفي نسخة: 
فرست. ( وأسألك باسمك الذي استقل به عرشك) أي جحل. ( وأسألك باسمك الطهر 
الطاهر ) الأول وصف على المبالغة ( الأحد الصمد الوتر المبارك المنزل في كتابك من لدنك ) 
أي من عندك ( من النور المبين ) أي الظاهر. ( وأسألك باسمك الذي وضعته على النهار 
فاستنار ) أي أضاء ( وعلى الليل فأظل وبعظمتك و كبريائك وبنور وجهك الكرم أن) تصلي 
على محمد وآله وأن ( ترزقي القرآن ) أي جعه في صدري ( والعام به) أي الفهم بمعانيهء 
( وتخلطه بلحمي ودمي وسمعي وبصري» وتستعمل به جسدي بجولك وقوتك فإنه لا حول 
ولا قوَّة إلا بك يا أرحم الراحين» ) هكذا ساقه صاحب القوت بطوله. 

وقال العراقي رواه أبو الشيخ في كتاب الثواب من رواية عبد الملك بن هارون بن عنترة أن أبا 
بكر أتى النبي ب فقال : إفي أتعام القرآن وينفلت مني فذكره» وعبد الملك وأبوه ضعيفان وهو 
منقطع بین هارون واي بكر اه. 

قلت : وقد روي في دعاء أي بكر رضي الله عنه غير ما أورده المصنف. 

UG I NEE LE E 
يا أبا بكر قل اللهم فاطر السموات والأرض عام الغيب والشهادة لا إله إلا‎ ١ : الله ّل لأب بكر‎ 
أنت رب كل شيء ومليكه. أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشیطان وشر که وان اقترف على‎ 
.» نفسي سوءا او اجره إلى مسام‎ 

وروى ابن أي شيبة وأحد والشيخان والترمذي والنسائى وابن ماجه وابن خزية وأبو عوانة 
رأبن جتان والدارقطق ف الافر ادن أي بكر :رضي الله غنه قال قلت لر سول الله ملو غلم 
دعاء أدعو به في صلاتي قال: « قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلاً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا أنت 
فاغفر لي مغفرة من عندك وارحني إنك أنت الغفور الرحم». 

وروى أحد وابن منبع والشاشي وأبو يعلى وابن السني في اليوم والليلة والضياء عن أبي بكر 
رضى الله عنه قال: أمرني رسول الله َم أن أقول إذا أصبحت وإذا أمسيت واذا أخذت 
مضجعي من الليل « اللهم فاطر الات راف عام الغيب والشهادة أنت رب کل شيء وملیکه 


كتاب الأذ كار والدعوات / الباب الثالث Oe SSSA SRS‏ 


دعاء بريدة الأسلمي رضي الله عنه: 

روي أنه قال له رسول الله له : « يا بريدة ألا أعلمك كلات من أراد الله به خيراً 
علمهن إياه ثم م ينسهن إياه أبداً ؟ قال: فقلت» بلى يا رسول الله . قال : قل اللهم إني 
ضعيف فقو في رضاك ضعفي وخذ إلى الخير بناصيتي واجعل الإسلام منتهى رضاي . 
اللهم إني ضعيف فقوني وإني ذليل فاعزني وإفي فقير فأغنني يا أرحم الراحين». 
دعاء قبيصة بن المخارق : 

إذ قال لرسول الله بل : علمني كلات ينفعني الله عز وجل بها فقد كبر سني 


أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن مدا عبدك ورسولك أعوذ بك من شر نفسى 
وشر الشیطان وشر که وان‌اقترف على نفسي سوءً أو أجره إلى مسام ١‏ . 
( دعاء بريدة) بن الحصيب ( الاسلمي ) رضي الله عنه شهد خيبر ونزل مرو » وبا أولاده. 


( روي أنه قال له رسول الله ره :يا بريدة ألا أعلمك كلات من أراد الله عز وجل 
به خبراً أعلمهن إياه) بأن أهمه إياها أو سخر له من يعلمه ذلك ( ثم م ينسه إياهن ) ولفظ 
القوت : م م ينسهن إياه ( أبداً؟ قال : قلت بلى يا رسول الله ) صلى الله عليك . ( قال: قل اللهم 
إني ضعيف ) أي عاجز يقال ضعف عن الشيء عجز عن احتاله ( فقو في رضاك ضعفي ) وفي 
رواية برضاك والمعنى اجبره به والضعف بالفتح والضم ( وخذ إلى الخبر بناصيتي ) أي جرني 
إلبه ( واجعل الإسلام منتھی رضائي ) أي غايته وأقصاه» ووجد هنا ف بصع ا زيادة 
وبلغني برحمتك الذي أرجو من رحتك. واجعل لي ودا في صدور الذين آمنوا وعهداً عندك. 
( اللهم إني ضعيف فقوني وإني ذليل ) أي مستهان عند الناس ( فأاعزني وإني فقير فاغنني» ) 
وفي رواية فارزقني» وقد اقتصر صاحب القوت على هذه الجملة الأخيرة وقال في أخره ١‏ بر متك 
يا ارحم الراحمين » وقال العراقي : رواه الجا من حديث بريدة وقال: صحيح الإسناد اه. 

قلت : وكذلك رواه أبو يعلى » ورواه الطبراني في الكبير من حديث عبدالله بن عمرو» وفي 
الاسناد ابو داود الأعمى وهو متروك ولفظهم: « ألا أعلمك کلات من یرد الله به خیراً یعلمهن 
إياه م لا ينسيه أبداً قل: اللهم إفي ضعيف فقو برضاك ضعفي وخذ إلى الخير بناصيتي واجعل 
الإسلام منتهى رضائي . اللهم إني ضعيف فقوني وإني ذليل فأعزني وإفي فقير فارزقني » . 

( دعاء قبيصة بن المخارق ) الملالي رضي الله عنه: له صحبة. روى عنه أبو قلابة وأبو 
عثان النهدي وعدة. 

( إذقال لرسول الله به : علمني كلهات ينفعني الله عز وجل بها ) وأؤجر ( فقد كبرت 


۳۰٦‏ كتاب الأذ كار والدعوات / الباب الثالث 


وعجزت عن أشياء كثيرة كنت أعملها . فقال عليه السلام : « أما لدنياك فإذا صليت 
الغداة فقل ثلاث مرات سبحان الله وججمده سبحان الله العظم لا حول ولا قوّة إلا بالله 
العلي العظم » فإنك إذا قلتهن امنت من الغم والجذام والبرص والفالج . وأما لأخرتك 
فقل : اللهم اهدني من عندك وافض علي من فضلك وانشر علي من رتك وأنزل علي 
من بر كاتك ثم قال بي : أما أنه إذا وفى بهن عبد يوم القيامة م يدعهن فتح له أربعة 
ابواب من الجنة يدخل من ايا شاء ». 


سني وعجزت عن أشياء كثيرة كنت أعملها . فقال له رسول الله ْم : « أما لدنياك فإذا 
صليت الغداة فقل ثلاث مرات سبحان الله وبجحمده سبحان الله العظم وبجحمده ولا حول ولا 
قوة إلا بالله 1 العلي العظم] فإنك إذا قلتهن أمنت ) باذن الله ( من الغم ) كذا في النسخء 
وني رواية من العمى ( والجذام والبرص والفالج . وأما لأخرتك فقل: اللهم ) صل على ممد 
وعلل آله و( اهدني من عندك وأفض علي من فضلك وانشر علي من رتك وانزل علي من 
بر كاتك ) . وفي رواية : وألبسني أثواب عافيتك » ( ثم قال به : أما إنه إذا وافى بهن عبد يوم 
القيامة وم يدعهن ) أي ل يتركهن ( فتح له أربعة أبواب من الجنة» ) . إذ هي أربع كات 
بفتح له بكل كلمة باب من الجنة وفي بعض النسخ زيادة ( يدخل بها من أمها شاء ) . 

قال العراقي رواه ابن السني في اليوم والليلة من حديث ابن عباس» وهو عند أحد مختصراً من 
حديث قبيصة وفيه رجل م يسم اه. 

قلت : وكذلك رواه الطبراني في الكبير » وفي كتاب الدعوات مختصراً من حديث ابن عباس 
والطبراني أيضاً. وابن شاهين من حديث قبيصة ولفظهم : ١‏ يا قبيصة قل ثلاث مرات إذا صليت 
الغداة ؛ وفيه « فإنك إذا قلت ذلك أمنت بإذن الله من العمى والجذام والبرص» وقل اللهم اهدني 
من عندك » إلى قوله « من بر كاتك ». 


وي كتاب الدعاء لابن أي الدنيا: حدثنا أحد بن حاتم » عن زافر بن سلهان» عن بكر بن 
خنيس . عن نافع » عن عطاء » عن ابن عباس أن رجلا من بني هلال يدعى قبيصة أتى الني ل 
فقال: یا رسول الله كبرت سني ودق عظمي وضعفت عن عمل کنت اعمله من حج او جهاد او 
صوم فجئتك لتعلمني كلمات ينفعني الله بهن في الدنيا والآخرة فقال : « ما قلت يا قبيصة؟ فأعاد . 
قال : والذي بعتنى بالحق ما حولك من شجر ولا مدر إلا وقد بكى لقالتك هات حاجتك . قال : 
جئتك لتعلمني كلات ينفعني الله بهن في الدنيا والآخرة قال: أما الدنيا فقل سبحان الله العظم ولا 
حول ولا قوة إلا بالله يصرف عنك ثلاث بلايا عظام من الجنون والجذام والبرص» واما 
لأخرتك فقل إذا اصبحت اللهم اهدنا من عندك وافض علينا من فضلك وانشر علينا رحمتك 
وأنزل علينا بر كاتك » قال : فقبض على أصابعه هكذا. فقال أبو بكر : يا رسول الله قد قبض على 
أصابعه . قال « لئن وافى بهن يوم القيامة لتفتحن عليه أبواب الجنة يدخل من أيها شاء ». 


كتاب الأذ كار والدعوات / الاب الثالث TEV SE‏ 


دعاء أي الدرداء رضي الله عنه: 

قيل لأهي الدرداء رضى الله عنه: قد احترقت دارك وكانت النار قد وقعت في 
ا ا ان لفل دلت فل دل ا رر قرلا کان ا 
ذلك ثم تاه آت فقال : يا أبا الدرداء إن النار حبن دنت من دارك طفئت . قال: قد 
علمت ذلك . فقيل له: ما ندري أي قوليك أعجب ؟ قال: إفي سمعت رسول الله لله 
قال :من يقول هؤلاء الكلمات في ليل أو نهار ۾ يضره شيء وقد قلتهن وهي : « اللهم أنت 
رفي لا إله إلا أنت عليك توكلت وأنت رب العرش العظم لا حول ولا قوة إلا بالل 
العلي العظم . ما شاء الله كان وما لم يشأ م يكن . أعام أن الله على كل شيء قدير وإن الله 
قد أحاط بكل شيء علا وأحصى كل شيء عدداً . اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي 
ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقم ». 


دعاء أبي الدرداء رضي الله عنه: 

( قيل لأبي الدرداء رضي الله عنه : أدرك دارك وكانت النار وقعت في محلته» فقال : :ما 
كان الله ليفعل ذلك» ثم اتاه آت فقال له ذلك ثلاثاً كل ذلك يقول ما كان اله ليفعل ذلك» 
غم أتاه آت فقال له: إن النار لما دنت من دارك طفئت . قال : قد علمت . فقيل له: ما ندري 
أي قوليك أعجب؟ قال: إني سمعت رسول الله ب يقول « من قال هؤلاء الكلات في 
ليل أو نار ) يضره شيء وقد قلتهن ) اليوم فأنا على يقين من عدم اصابة الضرر لي» ( وهي 
هذه : اللهم أنت ري لا إله إلا أنت عليك توكلت وأنت رب العرش العظم ولا حول ولا 
قوّة إلا بالله العلي العظم SS‏ . اعام أن الله 
على کل شيء قدير وان الله قد أحاط بكل شيء علا . اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي 
ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها إن ري على صراط مستقم » ) هکذا أوردہ صاحب 
القوت فقال: روي عن عمر بن عبد العزيز» عن عمد بن عبيد الله قال : أتى أبو الدرداء فقيل له : 
احترقت دارك. فقال: ما کان الله عز وجل ليفعل فساقه . 


وقال العراقى : رواه الطبراني في الدعاء من حديث ألي الدرداء بسند ضعيف اه. 


قلت : ورواه ابن السني في عمل يوم وليلة من حدیثه « من قال حين يصبح ري الله لا إله إلا 
هو عليه تو کلت وهو رب العرش العظم . ما شاء الله کان وما م يشأ م يكن لا حول ولا قوة إلا 
بالته العلي العظيء أشهد أن الله على کل شيء قدير وأن الته قد أحاط بكل شيء علا » أعوذ بالذي 
يمسك السماء ان تقع على الارض إلا بإذنه من شر كل دابة انت اخذ بناصيتها إن ري على صراط 
مستقم لم یصبه في نفسه ولا هله ولا ماله شيء یکرهه ». 


۳۰۸ كتاب الأذ كار والدعوات / الباب الثالث 


دعاء الخليل ابراهم عليه الصلاة والسلام: 

کان یقول اذا أصبح : اللهم إن هذا خلق جديد فافتحه علي بطاعتك واختمه لي 
بمغفرتك ورضوانك وارزقني فيه حسنة تقبلها مني وز كها وضعفها لي » وما عملت فيه 
من سيئة فاغفرها لي إنك غفور رحم ودود كرم . قال: ومن دعا بهذا الدعاء إذا أصبح 
فقد أدی شکر یومه. 


عاء عیسی ول : 

کان يقول: اللهم e‏ 
وأصبح الأمر بيد غيري وأصبحت مرتهناً بعملي فلا فقير أفقر sS‏ 
عدوي ولا تسوء لي صديقي» ولا تجعل مصيبتي في ديني» ولا e‏ 
ولا تسلط علي من لا پرحني يا جي يا قيوم. 


دعاء سیدنا إبراهم الخليل عله : 


يروى أنه ( كان يقول إذا أصبح: اللهم هذا خلق جديد فافتحه علي بطاعتك واختمه لي 
بمغفرتك ورضوانك وارزقني فيه حسنة تقبلها مني وزكها ) أي أنها ( وضعفها لي وما 
عملت فيه من سيئة فاغفرها لي إنك غفور رحم ودود كرم. قيل: من دعا بهذا الدعاء 
إذا أصبح فقد أدى شكر يومه ) ء وكذلك إذا أمسى ودعا فقد أدى شكر ليلته . نقله صاحب 
القوت. وقال: وروينا في الأخبار أن إبراهي الخليل عليه السلام كان يقول: الخ. 


( دعاء) يدنا ( عیسى عليه السلام) : 


یروی عن معمر عن جعفر بن برقان أن عیسی عليه السلام ( کان يقول ) في دعائه» ورواه 
ابن أي الدنيا في كتاب الدعاء » عن الفضل» عن زياد » عن عباد بن عمران» عن جرير بن حازم 
قال : كان عيسى عليه السلام يقول: ( اللهم إني أصبحت لا أستطيع دفع ما أكره) أي لنفسي 
( ولا أملك نفع ما أرجو ) نفعه لنفسي ( وأصبح الأمر بيد غيري وأصبحت مرتہناً بعملي ) 
أي كهيئة المرتين ( فلا فقير ) في الدنيا ( أفقر مني . اللهم لا تشمت بي عدوي ) أي لا تفرحه في 
زل زاي ديقي وو تغل معي ي ډیي) آي ۱ یي کا تت دي س ا ر 
عبادة وغيرهاء ( ولا تجعل الدنيا أكبر همي ) فإن ذلك سبب للهلاك» ( ولا تسلط علي من 
لا يرحني) أي لا تجعل الظالم علي حاكً أو المراد من لا يرحني من ملائكة العذاب والقصد 
بذلك التشريع للأمة . هذا أورده صاحب القوت» وقد جاء عند الترمذي والحاک من حديث ابن 


كتاب الأذ كار والدعوات / الباب الثالث N OO‏ 


دعاء الخضر عليه السلام: 


يقال : إن الخضر وإلياس عليه السلام إذا التقيا في كل موسم لم يفترقا إلا عن هذه 
اللات : « بسم الله ما شاء الله لا قوة إلا بالله. ما شاء الله كل نعمة من الله . ما شاء الله 
الخير كله بيد الله. ما شاء الله لا يصرف السوء إلا الله » فمن قالما ثلاث مرات إذا 
أصبح أمن من الحرق والغرق والسرق إن شاء الله تعالى . 


عمر في آخره: وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في دينناء ولا تجعل الدنيا أكبر همناء 
ولا مبلغ علمناء ولا تسلط علینا من لا يرحنا. قال ابن عمر: قلا کان رسول الله ب يقوم من 
مجلس حت يدعو هذه الدعوات . 


دعاء الخضر عليه السلام): ) 

( يقال ) : وني القوت: روينا عن عطاء عن ابن عباس ( أن الخضر والياس عليه السلامإذا 
التقيا في كل موسم ) أي من مواسم الحج ( ) يفترقا إلا عن هذه الكلهات: « بسم الله ما شاء الله 
لا قوة إلا بالله . ما شاء الله كل نعمة فمن الله » ما شاء الله الخير كله بيد الله » ما شاء الله له 
يصرف السوء إلا الله» ) هكذا ساقه في القوت وهو في فوائد أبي إسحاق المزكى تخريج 
الدارقطنى قال: حدثنا مد بن إسحاق بن خزية » حدثنا عمد بن احمد بن ربوة» حدثنا عمرو بن 
عاصم » حدثنا الحسن بن رزين» عن ابن جريج » عن عطاء » عن ابن عباس لا أعلمه إلا مرفوعاً 
إلى النبي ر قال : يلقي فساقه . قال الدارقطني في الإفراد » لم بحدث به عن ابن جريج غير الحسن 
ابن رزين » وقال العقيلي : م يتابع عليه وهو مجهول وحديثه غير محفوظ » وقال أبو الحسين المناوي : 
وهو واه بالحسن المذ كور . قال الحافظ : وقد جاء من غير طريقه لکن من وجه واه جداً أخرجه ابن 
الجوزي من طريق أحد بن عبار » حدثنا مد بن مهدي بن هلال» حدثني ابن جريج فذ كره بلفظ 
يجمع البري والبحري إلياس والخضر عليه) السلام كل عام بمكة. قال ابن عباس : بلغنا إنه يحلق 
كل منها رأس صاحبه ويقول أحده| للآخر : قل بسم الله الخ . وأخرجه أبو ذر الهروي في مناسكه 
عن ابن عباس بلفظ : يلتقي الخضر والياس في كل عام في الموسم فيحلق كل واحد منها رأس 
صاحبه ويفترقان عن هذه الكلهات بسم الله ما شاء الله لا يسوق الخير إلا الله ما شاء الله 
لا يصرف السوء إلا الله ما شاء الله ما كان من نعمة فمن الله ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا 
بالله. ( فمن قاها ثلاثاً إذا أصبح أمن من الحرق والغرق والسرق ) هكذا هو لفظ القوت» 
ولفظ أبي ذر: فمن قاهما حين يصبح وحين بسي ثلاث مرات عوفي من السرق والحرق والغرق. 
قال : وأحسبه من السلطان والشيطان والحية والعقرب. 

وأخرجه ابن الجوزي في مشير العزم الساكن عن ابن عباس وقال لا أعلمه إلا مرفوعاً إلى الني 
بخ قال « يلتقي النضر والياس» فساقه كسياق أبي ذر» وفيه قال ابن عباس: من قالمن حين 


۳1۰ كتاب الأذ كار والدعوات / الباب الثالث 


دعاء معروف الكرخي رضي الله عنه: 
قال مد بن حسان: قال لي معروف الكرخي رجه الله : ألا أعلمك عشر كلات 


يصبح ويسي ثلاث مرات آمنه الله من الحرق والغرق والشرق . قال عطاء » وأحسبه ومن السلطان 
والشيطان والحية والعقرب . 

وأخرجه أيضاً عن علي رضي الله عنه قال : « يجتمع في كل يوم عرفة بعرفات جبريل وميكائيل 
وإسرافيل والخضر عليهم السلام فیقول جبریل : ما شاء الله لا قوة إلا بالله » فیرد عليه میکائیل 
فيقول : ما شاء الله كل نعمة من الله فيرد عليها إسرافيل فيقول: ما شاء الله الخبر كله بيد الله 
فيرد عليهم الخضر فيقول: ما شاء الله لا يرفع السوء إلا الله » ثم يفترقون فلا يجتمعون إلى قابل في 
مثل ذلك اليوم. 

وأخرج أيضاً عن داود بن يحبى مولى عوف الطفاوي عن رجل كان مرابطاً في بيت المقدس 
بعسقلان قال: بينا أنا أسير في وادي الأردن إذا أنا برجل من ناحية الوادي قائم يصلي» فإذا 
سحابة تظله من الشمس فوقع في قلبي أنه إلياس الني عليه السلام» و تت SS‏ 
صلاته فرد على السلام» فقلت له: من أنت يرحك الف فلم برد على شيا فأعدت القول مرتين 
فقال : أنا إلياس النبي فأخذتني رعدة شديدة خشيت على عقلي أن يذهب قلت له: إن رأيت 
رحك اله أن تدعو لي أن يذمب عني ما أجد حت أفهم حديثك فدعا لي بئان دعوات قال :يار 
يا رحم یا حي یا قیوم یا حنان یا منان یا اهيا شر اهيا فذهب عني ما کنت أجد٬‏ فقلت له : إلى 
من بعثت ؟ فقال: الى أهل بعلىك . قلت : فهل يوحى إليك اليوم؟ قال : منذ بعث عمد م خام 
النبين فلا قلت : فكم من الأنبياء في الحياة؟ قال : أربعة أنا والخضر في الأرض وإدريس وعيسى 
في السماء . قلت : فهل تلتقي أنت والخضر ؟ قال: نعم في كل عام بعرفات يأخذ من شعري وآخذ 
من شعره . 
تبیه : 

قول المصنف من الحرق بسكون الراء أن حرق هو أو متاعه في بر أو بجر » والغرق محر كة أن 
بقرق هر وتال ي پر او جر رارق : محر كة امم بمعنى السرقة أن يسرق متاعه في بر أو بجر» 
وفي نسخة الشرق : بالشن المعحمة > بمعنى الحزن والغصة » والأول هو المشهور . 

( دعاء معروف ) 

بن فبروز (الكرخي ): أي حفوظ من رجال الحلية والرسالة ( رجه الله تعالى ) . قال 
صاحب القوت : وحدثونا عن يعقوب بن عبد الرحن الدعاء. 

( قال ) سمعت ( محمد بن حسان ) بن فيروز البغدادي الأزرق من رجال ابن ماجه. روی عن 


كتاب الأذ كار والدعوات / الباب الثالث e EEE‏ 


خس للدنيا وخْس للآخرة؟ من دعا الله عز وجل بهن وجد الله تعالی عندهن ؟ قلت : 
اکتبها لي . قال: لاء ولکن أرددها عليك کا رددها على بکر بن خنیس رجه الله . 
حي انه لدبي نحشي اله لاتاية دى اله الكرم ا أهمي» حي الله الم القوي 
لمن بغى علي » حسبي الله الشديد لمن كادي بسوء » حسيي الله الرحي عند الموت» حسي 
الله الرؤوف عند المسألة في القبر » حسبي الله الكريم عند الحساب» حسيي الله اللطيف عند 
الميزان» حسبي الله القدير عند الصراط » حسي الله لا إله إلا هو عليه تو كلت وهو رب 
العرش العظم . وقد روي عن أبي الدرداء أنه قال: « من قال في كل يوم سبع مرات: 
فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظم ) 
[ التوبة: ۱١۹‏ ] كفاه الله عز وجل ما أهمه من أمر آخرته صادقاً كان أو كاذياً ». 


ابن عيينة وجاعة. وعنه ابن ماجه والمحاملى وخلق وثقوه. مات سنة ۲۵۷. ( قال لي معروف 
الكرخي رجه الله تعالى: ألا أعلمك عشر كلات خْس للدنيا وخس للآخرة» من دعا الله 
عز وجل بهن وجد الله تعالى عندهن؟ قلت: أكتبها . قال: لاء ولكن أرددها عليك ك| 
رددها علي بكر بن خنيس ) الكون العابد من رجال الترمذي وابن ماجه. روی عن ثابت ویزید 
الرقاشي وجاعة. وعنه آدم وطالوت وعدة. وخنيس بفم الخاء المعجمة وفتح النون وسكون 
التحتية وآخره سين مهملة ووقع في بعض النسخ هنا حسين وهو غلط ( حسي الله لديني حسي الله 
لدنياي» حسي الله الكرم لما أهمني» حسي الله الحلم القوي لمن بغى عل » حسي الله الرشيد 
من كادني بسوء» حسبي الله الرحم عند الموت» حسي الله الرؤوف عند المسألة في القبر» 
حسي الله الكرم عند الحساب» حسي الله اللطيف عند الميزان» حسي الله القري عند 
الصراط. حسي الله الذي لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظم ) » هكذا في 
نسخ الكتاب وفي بعضها موافقاً ما في القوت بعد قوله: لمن كادفي بسوء» حسي الله الكرم عند 
الحساب» حسي الله اللطيف عند الميزان» حسبي الله القدير عند الصراط » حسي الله الذي لا إله 
إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظم . 


قلت : وهذا الدعاء قد رواه الحكي الترمذي في نوادر الأصول من حديث بريدة بن الحصين 
رضى الله عنه مرفوعاً « من قال عشر كلات عند دبر كل صلاة غداة وجد الله عندهن مكفاً 
مجزياً خس للدنيا وخس للآخرة» حسي الله لديني » حسبي الله لما أهمني» حسبي الله من بغى عل 
حسبي الله من حسدني» حسبي الله من كادفي بسوء » حسبي الله عند الموت» حسبي الله عند المسألة في 
القبر » حسبي الله عند الميزان» حسبي الله عند الصراط » حسبي الله لا إله إلا هو عليه تو كلت وإليه 


٤ 
. .» انیب‎ 


۳1۲ كتاب الأذ كار والدعوات / الاب الثالث 


دعاء عتبة الغلام : 

وقد رؤي ني المنام بعد موته فقال: دخلت الجنة بهذه الكلات : اللهم يا هادي 
امضلين ويا راحم المذنبين ويا مقيل عثرات العاثرين ارحم عبدك ذا الخطر العظم 
والمسلمين كلهم أجعين واجعلنا مع الاخيار المرزوقين الذين أنعمت عليهم من النبيين 
واا هو ا و اکن مین ارت اا 
دعاء آدم عليه الصلاة والسلام: 


قالت عائشة رضي الله عنها : ما أراد الله عز وجل أن يتوب على آدم ب طاف 


( دعاء عة الغلام رجه الله تعالى :: 

هو أبو عبد الله عتبة بن أبان بن صمعة وإنما لقب بالغلام لأنه كان غلام رهان ترجه أبو نعم 

( وقد رؤي في المنام بعد موته فقال: دخلت الجنة بهذه الكلات ) هكذا في القوت. وقال 
أبو نعم في الحلية : حدثنا مد بن أحمدء حدثنا الحسين بن عمد حدثنا أبو زرعةء حدثنا هرون» 
خا سان قال : حدثني قدامة بن أيوب العتكي » و كان من أصحاب عتبة الغلام قال : رأيت عتبة في 
المنام فقلت له: يا ابا عبد الله ما صنع الله بك ؟ قال :يا قدامة دخلت الجنة بتلك المكتوبة في 
بيتك . قال : فلا اصبحت جئت إلى بيتي فإذا خط عتبة في حائط البيت مكتوب : ( اللهم يا هادي 
المضلين ويا راحم المذنبين ومقيل عثرات العاثرين إرحم عبدك ذا الخطر العظم) هكذا 
هو نص القوت» ونص الحلية » ذا الخطر اليسير والذنب العظم ( والمسلمين كلهم أجعين› 
واجعلنا مع الأخيار المرزوقين الذين أنعمت عليهم من النبيبن والصديقين والشهداء 
والصالين آمين رب العالمين ) هكذا ساقه صاحب القوت وصاحب الحلية» وقوله: يا هادي 
الملضلين هو بالضاد المعجمة على المشهور فيه . 

وذكر شيخ مشايخنا مصطفى بن فتح الله الحموي في تاريخه الذي ذكر فيه علاء القرن الحادي 
عشر في ترجمة صدقة بن سلهان بن صدقة الشافعي المنيباري : إن من اختياراته أن الصواب في قول 
الناس في الدعاء : يا هادي المضلين أن يقال بالصاد المهملة أو يقال با معجمة إلا أنه على البناء 
للمفعول والف في ذلك رسالة اه. 

قلت : أضل يتعدى ولا يتعدى. يقال : أضل الرجل إذا صار حائراً لا بهتدي ولا يناسب 
ضبطه على البناء للمفعول إلا إذا أريد به المتعدي وهذا ظاهر لا يخفى. 
( دعاء آدم عليه السلام ) : صفي الدين أي البشر. 

( قالت عائشة ) رضي الله عنها فيا رواه أبو طالب المكي من طريق :شام بر عروة عن أبيه 
عنها قالت : ( م أراد اله عز وجل أن يتوب على آدم علبه السلام طاف بالببت بعبمأً) أي 
سبعة أشواط ‏ ( وهو ) أي | لبيت ( يومئذ ليس بمبنى بل ربرة حمراء ) أي أكمة مرتفعة» ( ثم 


كتاب الأذ كار والدعوات / الباب الثالث EA O‏ 


بالبیت سبعاً وهو یومئذ لیس ببنی بل ربوة حراء » ثم قام فصلى ر كعتين ثم قال : « اللهم 
إنك تعلم سري وعلانيتي فاقبل معذرٽي» وتعلم حاجتي فأعطني سول » وتعلم ما في نفسي 
فاغفر لي ذنولي . اللهم إني أسألك إيانا يباشر قلبي ويقينا صادقا حتى أعام أنه لن يصيبني 
إلا ما كتبته عل والرضا بما قسمته لي يا ذا الجلال والإكرام » فأوحى الله عز وجل إليه 
أني قد غفرت لك ول يأتني أحد من ذريتك فيدعوني بمثل الذي دعوتني به إلا غفرت 
له وکشفت غمومه وهمومه ونزعت الفقر من بین عینيه » واتجرت له من وراء کل تاجر 
وجاءته الدنيا وهي راغمة وإن کان لا يريدها. 


قام فصلى ركعتين ) أي بعدما فرغ من الطواف. ( مم قال: «اللهم إنك تعام سري 
وعلانيتي ) أي ما أخفيه وما أعلنه ( فاقبل معذرتي وتعام حاجتي فاعطني سؤلي» وتعام ما في 
نفسي فاغفر لي ذني اللهم إني أسألك إيماناً يباشر قلبي ) أي يلابسه» فإن الإبيان إذا تعلق 
بظاهر القلب احب الدنيا والاخرة جميعاء وإذا بطن الإيان سويداء القلب وباشره 
أبغض الدنيا فام ينظر إليها ( ويقيناً صادقاً حتى أعام ) أي أجزم ( أنه لن يصيبني إلا ما كتبت 
علي ) أي قدرته علي ني العلم القدي الأزلي أو في اللوح المحفوظ وني القموت: إلا ما كتبت لي 
( ورضي مما قسمت لي» ) من الأزل فلا اتسخطه ولا استقله» فإن من رضي فله الرضا ومن 
سخط فله السخط . زاد صاحب القوت دنا «يا ذا الجلال والإكرام »» ( فأوحى الله عز وجل 
إليه أني قد غفرت لك ول يأت) وني القوت: ولن يأتيني ( أحد من ذريتك فيدعوني بمثل 
الذي دعوتني به إلا غفرت له ذنوبه وکشفت غمومه وهمومه ونزعت الفقر من بين 
عينيه» واتجرت له من وراء كل تاجر وجاءته الدنيا وهي راغمة) أي صاغرة ( وإن كان 
لا یریدها ) . 


وأخرج ابن الجوزي في مثير العزم الساكن عن سلهان بن بريدة عن أبيه قال : قال الني له 
فساقه إلى اخر الدعاء ء ثم قال « فاوحی الله عز وجل يا ادم قد دعوتني دعاء استجبت لك فيه ولن 
يدعوني به أحد من ذريتك من بعدي إلا استجبت له وغفرت له ذنوبه وفرجت همومه واتجرت 
له من وراء کل تاجرء فأتته الدنيا وهی راغمة وإن کان لا يريدها». 


وأخرجه أبو بكر بن أبي الدنيا في كتاب اليقين بسنده عن عوف بن خالد قال: وجدت في 
بعض الكتب أن آدم عليه السلام ركع إلى جانب الركن الهاي ركعتين ثم قال « اللهم إني أسألك 
إيماناً يباشر قلي » إلى آخر الدعاء . قال : « فأوحى الله عز وجل يا آدم أنه حق علي أن لا يلزم أحد 
من ذريتك هذا الدعاء إلا أعطيته ما يحب ونجيته مما يكره ونزعت أمل الدنيا والفقر من بين عينيه 
وملأت جوفه حكمة ». 


۳٤‏ كتاب الأذكار والدعوات / الاب الثالث 


دعاء علي بن أبي طالب رضي الله عنه: 

رواه عن النبي م أنه قال : « إن الله تعالى يمجد نفسه كل يوم ويقول: إني أنا الله 
رب العالمين . إفي انا الله لا إله إلا أنا ا لحي القيوم . إفي أنا الله لا إله إلا انا العلي العظم . 
اني أنا الته لا إله إلا أنا ل ألد ولم أولد. إفي أنا الله لا إله إلا أنا العفو الغفور . إفي أنا 
الله لا إله إلا أنا مبدىء كل شيء وإلي يعود العزيز الحكم الرحن الرحم مالك يوم 
الدين خالق الخبر والشر خالق الجنة والنار الواحد الأحد الفرد الصمد الذي م يتخذ 
صاحبة ولا ولدا الفرد الوتر عالم الغيب والشهادة الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن 
العزيز الجبار المتكتر الخالق البارىء المصور الكبير المتعال المقتدر القهار ا لحل الكرم . آهل 
الثناء والمجد أعام السر وأخفى القادر الرزاق فوق الخلق والخليقة ». وذكر قبل كل 
كلمة : « إني أنا الله لا إله إلا أنا» كا أوردناه في الأول. فمن دعا بهذه الأسماء فليقل : 


وروی البزار بسند فيه ابو مهدي سعيد بن سنان وهو ضعيف من حدیث ابن عمر رفعه ٫‏ أنه 
كان يقول هذه الكلات: اللهم إني أسألك إياناً يباشر قلبي» الخ وليس فيه ١‏ ويقيناً 
صادقا ». 
( دعاء علي بن أبي طالب رضي الله عنه) : 

قد ( رواه عن النبي ب أنه قال له « إن الله عز وجل يمجد نفسه) في ( كل يوم 
ویقول : إنني أنا اله رب العالمين ء إني آنا لله لا إله إلا أنا الحي القيوم» إني أنا الله لا إله إلا 
أنا العلي العظمء إني أنا الله لا إله إلا أنا م ألد ول أولدء إني أنا الله لا إله إلا أنا العفو 
الغفور» إني أنا الله لا إله إلا أنا بيدي كل شيء وإلي يعود» إني أنا الله لا إله إلا أنا العزيز 
الحکم > إني أنا الله لا إله إلا أنا الرحمن الرحمء إني أنا الله لا إله إلا أنا مالك يوم الدينء 
إني أنا الله لا إله إلا أنا خالق الخير والشر إني أنا الله لا إله إلا أنا خالق الجنة والنارء إني 
أنا الله لا إله إلا أنا الواحد الأحد» إني أنا الله لا إله إلا أنا الفرد الصمد إني أنا اله لا إله 
إلا أنا الذي م أتخذ صاحبة ولا ولداً إني أنا اله لا إله إلا أنا الفرد الوترء إني أنا اله لا إله 
إلا أنا عام الغيب والشهادة» إني أنا الله لاه إله إلا أنا الملك القدوس» إني أنا الله لا إله إلا 
أنا السلام المؤمن المهيمن » إني أنا الله لا إله إلا أنا العزيز الجبار المتكبر » إني أنا الله لا إله إلا 
أنا الخالق البارىء المصور» إني أنا الله لا إله إلا أنا الكبير المتعال» إني أنا الله لا إله إلا أنا 
المقتدر القهار إني أنا الله لا إله إلا أنا الحكم الكرم» إني أنا الله لا إله إلا أنا أهل الثناء 
والمجد إني أنا الله لا إله إلا أنا أعام السر وأخفى إني أنا الله لا إله إلا أنا القادر الرزاق»› 
إنى أنا الله لا إله إلا أنا فوق الخلق والخليقة» ) هكذا ساقه صاحب القوت بطوله. قال : 
( فمن دعا بهذه الأسماء فليقل « إنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت كذا وكذا» فمن دعا 


كتاب الأذ كار والدعوات / الباب الثالث VOA‏ 


١‏ إنك أنت التمرلا إله إلا أنت كذا وكذا» فمن دعا بهن كتب من الساجدين المخبتين 
الذين يجاورون عمداً وابراهم وموسی وعیسی والنبیین صلوات الله عليهم في دار الجلال. 
وله ثواب العابدين في السموات والأرضينء وصلى الله على سيدنا مد وعلى كل عبد 
مصطفی . 

دعاء ابن المعتمر وهو سلمان التيمي وتسبيحاته رضي الله عنه: 


بها ) أي بتلك الأساء ( كتب من الشاكرين المخبتين الذين يجاورون مجمداً )بل وإبراهم 
وموسى ( وعيسى والنبيين ) عليهم السلام ( في دار الجلال وله ثواب العابدين في السموات 
واللأرضين ) . قال العراقي : هذا الدعاء بطوله م أجد له أصلاً اه. 


قلت : لكن وجدت في الحلية في ترجمة وهب بن منبه ما يقرب ذلك : حدثنا أحد بن جعفر بن 
معبد» حدثنا أحمد بن عمر والبزاز » حدثنا سلمة بن شبيب حدئنا أحد بن صالح» حدثنا أسد 
بن موسی عن يوسف بن زياد عن أي الياس بن بنت وهب قال: وذكر وهب أن الله تعالى ما فرغ 
من جيع خلقه يوم الجمعة أقبل يوم السبت فمدح نفسه بجا هو أهله» وذكر عظمته وجبروته 
و کبریاءه وسلطانه وقدرته وملکه وربوبیته فانصت کل شيء وأطرق له کل شيء خلقه فقال : أُنا 
املك لا إله إلا أنا ذو الرحة الواسعة والأسماء الحسنى» وأنا الله لا إله إلا أنا ذو العرش المجيد 
والأمثال العلى , أنا الله لا إله إلا أنا ذو المن والطول والآلاء والكبرياء ‏ أنا الله لا إله إلا أنا بديع 
السموات والأرض ومن فيهن ملأت کل شيء عظمتي وقهر کل شيء ملكي وأحاطت بکل شيء 
قدرتي وأحصی کل شيء علمي» ووسعت کل شيء رحتي» وبلغ في کل شيء لطفي فساقه بطوله . 


( دعاء أي المعتمر وهو سليان) بن طرخان ( التيمي ) البصري ( وتسبيحاته رجه الله 
تعالى ) : ولم يكن أبو المعتمر من بني تيم وإنما نزل فيهم » وعن ابنه المعتمر أنه قال قال لي أبي: إذا 
كتبت فلا تكتب التيمي ولا تكتب المري » فإن أي كان مكاتباً لبجير بن عمران» وأن أمي كانت 
مولاة لبني سليم» فإن كان أدى الكتابة فالولاء لبني مرة وهو مرة بن عباد بن ضبيعة بن قيس 
فاكتب القيسي » وإن لم يكن أدى الكتابة فالولاء لبني سليم وهم من قيس عيلان فاكتب القيسي » 
ال ابن سعد : كان سلمان ثقة كثير الحديث ومن العباد المجتهدين » وكان يصلي الليل كله بوضوء 
العشاء » وكان هو وابنه يدوران بالليل في المساجد فيصليان في هذا المسجد تارة وفي هذا المسجد 
مرة حتى يصبحاء وقال شعبة : ما رأيت أصوف منه كان إذا حدث عن النبي عه تغير لونه» 
وقال محمد بن عبد الأعلى : قال لي المعتمر بن سلمان: لولا انك من اهلى ما حدثتك بذا عن الي » 
مكث أبي أربعين سنة يصوم يوماً ويفطر يوماً ويصلى صلاة الفجر بوضوء العشاء » وقال معاذ بن 
معاذ : كانوا يرون أنه أخذ عبادته عن أبي عثان النهدي توفي بالبصرة سنة ٠٤۴۳‏ عن سبع وتسعين» 
روی له الجاعة. 


۳٦‏ كتاب الأذ كار والدعوات / الباب الثالث 


روي أن يونس بن عبيد رأى رجلا في المنام من قتل شهيدً ببلاد الروم فقال: ما 
أفضل ما رأيت ثم من الأعال؟ قال : رأيت تسبيحات ابن المعتمر من الله عز وجل بمكان 
وهی هذه: « سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالل 
العلى العظي عدد ما خلق وعدد ما هو خالق وزنة ما خلق وزنة ما هو خالق » وملء ما 
خلق وملء ما هو خالق » وملء سمواته وملء أرضه» ومثل ذلك وأضعاف ذلك» وعدد 
خلقه وزنة عرشه» ومنتهی رحته ومداد کلاته» ومبلغ رضاه حتی یرضی وإذا رضي 
وعدد ما ذکره به خلقه في جمیع ما مضی وعدد ما هم ذاکروه فيا بقي في كل سنة وشهر 
وجعة ويوم وليلة وساعة من الساعات وشم ونفس من الأنفاس وأبد من الآباد من أبد 
إلى أبد »أبد الدنيا وأبد الآخرة. وأكثر من ذلك لا ينقطع أوله ولا ينفد آخره». 


وقد ( روي) في فضل تسبيحاته ( أن يونس بن عبيد ) بن دينار العبدي البصري أبا 
عبد الله مولى عبد القيس رأى إبرا هم النخعي وأنس بن مالك وسعيد بن جبيي » قال أبو حاتم : 
ثقة وهو أكبر من سليان التيمي ولا يبلغ التيمي منزلته» وقال هشام بن حسان ما زات اجدا 
يطلب العام لوجه الله عز وجل إلا يونس توفي سنة 1۳١‏ وحمل سريره سلهان وعبد الله ابنا علي 
بن عد الله بن عباس » وجعفر ومد بن سلهان بن علي على أعناقهم » فقال عبد الله بن علي : : هذا 
والته الشرف . ( رأى رجلا ي المنام من قتل شهيداً ببلاد الروم فقال له :ما أفضل ما رأيت» 
م ) أي هناك ( من الأعبال ) الصالحة الباقية؟ ( قال : رأيت تسبيحات أي المعتمر من اله ) 
عزوجل (ممکان) هکذا أورده صاحب القوت» وزاد فقال: وقال المعتمر بن سلان + رای 
عبد الملك بن خالد بعد موته فقلت : ما صنعت ؟ قال: خيراً . فقلت : يرجو للخاطي شيئاً ؟ قال : 
يلتمس تسبيحات ألي المعتمر فإنها : نعم الشيء ( وهي هذه : « سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا 
له واله كبر ولا حول ولا قوة إلا باله عدد ما خلق وعدد ما هو خالق وزنة ما خلق وزنة 
ما هو خالق» وملء ما خلق وملء ما هو خالق؛ وملء سمواته وملء أرضيه ) بالتحريك› 
وحذف نون الجمع للإضافة. ويوجد في ر بعض النسخ بالإفراد » ( ومثل ذلك وأضعاف ذلك» 
وعدد خلقه وزنة عرشه» ورضا نفسهء ومنتهی رحته ومداد کلاته» ومبلغ رضاه حتی 
رهی و افا زفي وغدد ما و کر وه خلقه ی جن فا فغ رغد ماھ د اکرره فا بني 
في كل سنة وشهر وجعة ويوم وليلة وساعة من الساعات وشم ونفس من الأنفاس من أبد 
الآباد » ) وفي نسخة: من أبد إلى الأبد ( أبد الدنا وأبد الآخرة وأكثر من ذلك له ينقطع 
أولاه ولا ينفد أخراه» ) هذا آخر التسبيحات . 

قلت : وإن زاد المريد بعدها: اللهم صل على محمد وعلى آل ممد مثل ذلك وأضعاف أضعاف 
ذلك کان حسنا. 


كتاب الأذ كار والدعوات / الباب الثالث E‏ 


دعاء ابراهم بن أدهم رضي الله عنه: 

روی ابراهيم بن بشار خادمه أنه كان يقول هذا الدعاء في كل يوم جعة إذا أصبح 
وإذا أمسى : « مرحبا بيوم المزيد والصبح الجديد والكاتب والشهيد . يومنا هذا يوم عيد . 
اکتب لنا فيه ما نقول بسم الله الحميد المجيد الرفيع الودود الفعال في خلقه ما يريد . 
أصبحت بالله مؤمناً وبلقائه مصدقاً وججته معترفاً ومن ذنبي مستغفراً ولربوبية الله 
خاضعاً ولسوى الله من الآلمة جاحداً وإلى الله فقيراً وعلى الله متكلاً وإلى الله منياً . 
أشهد الله وأشهد ملائكته وأنبياءه ورسله وجلة عرشه ومن خلقه ومن هو خالقه بأنه هو 
الله الذي لا اله إلا هو وحده لا شريك له وأن ممداً عبده ورسوله ت تسلا » وأن 
الجنة حق وأن النار حق والحوض حق والشفاعة حق ومنكراً ونكيراً حق ووعدك حق 


( دعاء إبراهم بن أدهم ) رجه الله تعالى تقدمت ترجته في كتاب العم 


( روى إبراهم بن بشار ) الرمادي ( خادمه ) قال ابن عدي : هو من أهل الصدق» وقال ابن 
معين: ليس بشيء ( إنه كان يقول هذا الدعاء في يوم الجمعة إذا أصبح وإذا أمسى)» وإغا 
كان يخص يوم الجمعة به لما له من الفضل والب كة على غيره من الأيام » وقال أبو نعي في الحلية : 
اخبرني جعفر بن مد بن نصير في کتابه » وحدثني عنه مد بن إبراهم» حدثنا إبراهي بن نصر» 
حدٹنا إبراهي بن بشار قال: كان إبراهي بن أدهم يقول هذا الكلام في كل جعة إذا أصبح عشر 
مرات» وإذا امسى يقول مثل ذلك : ( « مرحبا بيوم المزيد ) وإنغا سمي يوم الجمعة بيوم المزيد لا 
تزاد فيه من البر كات والفضائل » وقد تقدم في كتاب الصلاة ( والصبح الجديد والكاتب والشهيد 
يومنا هذا يوم عيد ) أي لأن الجمعة عيد المسلمين (٠‏ اكتب لنا ما نقول ) فيه ( بسم الله الحميد ) 
أي المحمود ذاتاً وصفات ( المجيد ) أي العظم قدراً ( الرفيع ) جلالاً ( الودود ) إلى أوليائه 
( الفعال في خلقه ما یرید أصبحت بالله مؤمناً وبلقائه مصدقاً ومحجته معترفاً ومن ذني 
مستغفراً ولربوبية الله عز وجل خاضعاً ) فإنه لا رب سواه ومن أخلص له الربوبية خلصت له 
العبودية ( وما سوى الله عز وجل من الآمة جاحداً) ولفظ الحلية ولا سوى الله عز وجل 
جاحداً ( وإلى الله سبحانه فقيراً) أي محتاجاً إليه في كل الشؤون ( وعلى الله متوكلاً وإلى الله 
منيباً ) أي راجعاً ( أشهد الله وأشهد ملائكته وأنبياءه ورسله وحلة عرشه) وذكرهم بعد 
ذكر الملالكة تخصيص ينبى عن تشريف ( ومن خلق ومن هو خالق )» وفي نسخة: ومن خلقه» 
وي أخرى وما هو خالقه» وني أخرى وجيع خلقه ( بأنه هو الله الذي لا إله إلا هو وحده لإ 
شريك له وأن مدا عبده ورسوله یړ » ) ومن قوله أشهد الله » إلى هنا أخرجه ابن عساكر 
عن أنس» وأن من قالما أربعاً غدوة وأربعاً عشية ثم مات دخل الجنة. ( « وأن الجنة حق والنار 
حق والحوض حق والشفاعة حق ومنكراً ونكيراً حق ووعدك حق ولقاءك حق والساعة 


۳1۸ كتاب الأذ كار والدعوات / الباب الثالث 


ووعيدك حق ولقاءك حق والساعة آتية لا ريب فيها» وأن الله يبعث من في القبور على 
ذلك أحا وعليه أموت وعليه أبعث إن شاء الله . اللهم أنت ري لا إله إلا أنت خلقتني 
وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت . أعوذ بك اللهم من شر ما صنعت 
ومن شر كل ذي شر . اللهم إفي ظلمت نفسي فاغفر لي ذنوبي فإنه لا يغفر الذنوب إلا 
أنت واهدني لأحسن الأخلاق فإنه لا مهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عني سيئها فإنه 
لا يصرف سيئها إلا أنت. لبيك وسعديك والخبر كله بيديك أنا لك وإليك استغفرك 
وأتوب إليك. منت اللهم ما أرسلت من رسول» وآمنت اللهم ما أنزلت من كتاب 
وصلى الله على محمد النبي الأمي وعلى آله وسام تسلياً كثيراً خاتم كلامي ومفتاحه» وعلى 
أنبيائه ورسله أجعين آمين رب العالمين. اللهم أوردنا حوض عمد واسقنا بكأسه مشربا 
رویاً سائغاً هنیئاً لا نظأ بعده أبداً » واحشرنا في زمرته غير خزایا ولا ناکثین للعهد ولا 


آتية له ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور على ذلك أحي وعليه أموت وعليه أبعث 
إن شاء الله) عز وجلء (اللهم أنت ري لا رب لي إلا أنت) ولفظ الصحيحين من حديث 
شداد بن أوس لا إله إلا أنت ( خلقتني وأنا عبدك ) أي مقر لك بالعبودية الملحضة على نفسى 

كا أقررت لك بالربوبية المطلقة > ( وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ) أي على قدر الجهد 
والطاقةء ( أعوذ بك اللهم من شر كل ذي شر ) ولفظ الصحيحين: أعوذ بك من شر ما 
صنعت . ( اللهم إني ظلمت نفسي فاغفر لي ذنوبي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت) . ولفظ 
الصحيحين : « أبوء لك بنعمتك عل وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت » وقد 
تقدم أنه من قاما من النهار موقناً بها فات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة» ومن قاها من 
اليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة. ( واهدني لأأحسن الأخلاق فإنه لا 
مهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عن سيئها فإنه لا SL SEE‏ 
بتامها سقطت من الحلية» وقد رواها الطبرافي في الكبير عن ألي أمامة في أثناء حديث : ( لبيك 

وسعديك والخبر كله بيديك إنا لك وإليك) رفي بعض النسخ أنابك وإليك» (أستغفرك 
وأتوب إليك آمنت اللهم ما أرسلت من رسول) إلى خلقك» ( وآمنت ت اللهم مما أنزلت من 
كتاب ) على رسلك ( وصلى الله على محمد النبي وعلى آله وسام كثيراً ) ولفظ الحلية : وصلى الله 
على محمد وعلى آله وسام ( خاتم كلامه ومفتاحه ) وفي الحلية زيادة هذا قبل خام » ( وعلى أنبيائه 
ورسله أجمعين والحمد لله رب العالمين ) وفي الحلية زيادة « آمين » قبل رب العالمين» وهكذا في 
بعض نسخ الكتاب أيضاً. ( اللهم أوردنا حوضه) أي اجعلنا من الواردين عليه ( واسقنا 
بكأسه ) الذي يسقيه وارديه ( مشرباً ) يطلق على الماء المشروب وهو المراد هناء ( روياً ) فعيل 
معنى مفعل مفعل كألم بمعنى مؤم» ( سائغاً) أي سهل المساغ في الحلق » ( هنيئاً ) لشاربه ( لا 
نظا بعده أبداً ) . وفي الحلية بعدها بتأنيث الضمير كأنه عائد إلى الشربة المفهومة من المشرب» 


كتاب الأذ كار والدعوات / الباب الثالث FAVS SSSA‏ 


مرتابين ولا مفتونين ولا مغضوب علينا ولا ضالين . اللهم اعصمني من فتن الدنيا ووفقني 
U‏ تحب وترضی واصلح لي شأني کله وثبتني ى بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة» 
ولا تضاني و إن كنت ظالاً سبحانك سبحانك یا على یا عظم یا باریء یا رحم يا عزیز يا 
جبار» سبحان من سبحت له السموات باكنافهاء وسبحان من سبحت له البحار 
بأمواجها» وسبحان من سبحت له الجبال بأصدائها » وسبحان من سبحت له الحيتان 
بلغاتہا» وسبحان من سبحت له النجوم في السماء بأبراجها» وسبحان من سبحت له 
الأشجار بأصوها ونمارها» وسبحان من سبحت له السموات السبع والأرضون السبع 
ومن فيهن ومن عليهن » سبحان من سبح له کل شيء من خلوقاته تبار کت وتعاليت › 
سبحانك سبحانك يا حي قيوم يا عليم يا حليم» سبحانك لا إله إلا أنت وحدك لا 
شريك لك تحي وتميت وأنت حي لا توت بيدك الخير وأنت على كل شيء قدير . 


( واحشرنا في زمرته) آي جاعته ( غير خزایا) جع خزیان وهو حال لازم إذ لا يعشر في 
زمرته ويسقى من كأسه إلا من كان على تلك الحال ( ولا ناكبين ) أي معرضين» وفي بعض بالثاء 
لمثلثة بدل الموحدة أي ولا ناكثين عهده والنكث النقض» ( ولا مرتابين ) أي شاكين» ( وله 
مفتونین ولا CaS a‏ ضالين ) عن الصراط المستقم . ( اللهم اعصمني ) أي احفظني 
( من فتن الدنيا ووفقني ) أي استعملني ( لما تحب وترضى ) من الأعبال الصالحة والأحوال 
الشريفة» ( واصلح لي شاني كله وثبتني بالقول الثابت ) وهو قول لا إله إلا الله ( في الحياة 
ار ا رر ی ا ی زو عا ی 
( سبحانك سبحانك ) مرتين هذا في الحلية ( يا علي يا عظم يا رب يا بر يا رحم يا عزيز يا 
جبار ) وني بعض النسخ بعد قوله: وفي الآخرة ولا تفضحني يا علي يا عظم يا بارى يا رحم يا 
عزيز يا جبار » ولفظ الحلية بعد یا عظے :یا بار یا حکي یا عزیز یا جبار . ( سبحان من سبحت له 
السموات بأكنافها ) أي أطرافهاء ( وسبحان من سبحت له الجبال بأصدائها ) وني بعض 
النسخ بأعرافها» ( وسبحان من سبحت له البحار بأمواجها» وسبحان من سبحت له الحیتان 
بلغاتہا» وسبحان من سبحت له النجوم في السماء بأبراقها ) وي بعض النسخ: بإشراقها» وفي 
بعضها بأبراجها . ( وسبحان من سبحت له الشجر بأصوها ) هكذا ني الحلية» وني بعض نسخ 
الكتاب زيادة.( ونضارتها )و في بعضهاباصوها ومارها ( وسبحان من سبحت له السموات ‌السع 
والارضون السبع ومن فيهن ومن عليهن ) وي بعض النسخ هنا زياد ة :وسبحان من سبح له كل شيء من 
حخلوقاته تبار كت وتعاليت » وف الحلية بعد قوله ومن عليهن . ( سبحانك سبحانك يا حي يا حلم 
سبحانك لا إله إلا أنت وحدك » ) إلى هنا انتهى الدعاء في الحلية وزاد المصنف بعده ( «لإ 
شريك لك تحي وتميت وأنت حي لا تموت بيدك الخير وأنت على كل شيء قدير» ) ووجد 
في بعض النسخ زيادة « وصل اللهم على مد وعلى آله وسام كثيراً ». 


E E E ۳۲۰‏ ق لات ارام 


الاب الرابع 
في أدعية مأثورة عن الني به وعن أصحابه رضي الله عنهم محذوفة الأسانيد 
منتخبة من جلة ما جعه أبو طالب المكي وابن خزية وابن المنذر رجهم الله: 
يستحب للمريد إذا أصبح أن يكون أحب أوراده الدعاء كا سيأتي ذكره في كتاب 
الأوراد فإن كنت من المريدين لحرث الآخرة المقتدين برسول الله عله فيا دعا به فقل 
في مفتتح دعواتك أعقاب صلواتك : سبحان ري العلي الأعلى الوهاب لا إله إلا الله 
وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير . وقل : رضیت بالته ربا 


اللاب الرابع 


في ذ كر أدعية مأثورة عن رسول الله ْله وعن أصحابه رضي الله عنهم 
حذوفة الأسانيد منتخبة من جلة ما جمعه 


الإمام ( أبو طالب المكي ) في كتاب القوت ( وابن خزية) وهو الإمام الحافظ أبو بكر 
مد بن إسحاق بن خزية بن المغيرة بن صالح بن بكير السلمي النيسابوري» ( وان المنذر) 
الإمام الحافظ صاحب الإشراق في خلاف الأئمة ( رجهم الله تعالى ) . 


قال صاحب القوت : ( يستحب للمريد ) وهو السالك بإرادته في طريق الآخرة( إذاأصبح 
أن یکون أحد أوراده الدعاء کا سبأتق في كتاب الأوراد » فإن كنت من المريدين لحرٹ 
الآخرة المقتدين برسول الله َل فيا دعا به فقل في مفتتح دعواتك اعقاب صلواتك ) با 
کان يفتتح به رسول الله نه وهو قوله: ( سبحان ربي العلي الأعلى الوهاب ) كا رواه الحا 
في مستد ر كه وتقدم قريباً . ثم قل: ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو 
على کل شيء قدیر ) فمن قا ما عشر مرات کن له کعدل عشر رقاب کا رواه ابن أي شيبة» 
وعبد بن حيد» والطبراني عن أبي أيوب» وكتب الله له بكل كلمة عشر حسنات وحط عنه عشر 
سیئات ورفعه بها عشر درجات وكن له مسلحة من أول النهار إلى آخره» كا رواه أحد والضياء 
عنه. وکن له حرزاً من الشيطان كا رواه بن صصري في أماليه عن أي هريرة وحرزا من المكروه 
ولم يلحقه في يومه ذلك ذنب إلا الشرك بالله كا رواه ابن السني عن معاذ » ولم يسبقها عمل ولم يبق 
منها سيئة كا رواه ابن عساكر عن أي أمامة » وكان قائلها من أفضل الناس عملا إلا رجلا يفضله 


كتاب الأذ كار والدعوات / الباب الرابع Ys SENSE‏ 


وبالإسلام ديناً ومحمد ب نبياً -ثلاث مرات- وقل : اللهم فاطر السموات والأرض 
عالم الغيب والشهادة رب كل شيء ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر 
نفسي وشر الشيطان وشر كه وقل الهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي 
ومالي . اللهم استر عوراتي. وآمن روعاتي وأقل عثراتي واحفظني من بين يدي ومن خلفي 
وعن بيني وعن شالي ومن فوقي واعوذ بك ان اغتال من تحتي . اللهم لا تؤمني مكرك 
يقول أفضل ما قال كا رواه أحمد عن عبد الرحن بن غنم » أو كتب له بها مائة حسنة ومحى عنه بها 
مائة سيئة وكانت كعدل رقبة كا رواه ابن السني عن أبي هريرة» أو كن له عدل أربع رقاب من 
ولد إسماعيل كا رواه الطبراني عن أبي أيوب» وأدخله الله بها جنات النعيم كا رواه الطبرافي عن 
ابن عمر . ( وقل: رضيت بالل رباً وبالإسلام ديناً و محمد َه نبياً ثلاث مرات ) فمن قاهن 
حين يصبح وييسي كان حقا على الله أن يرضيه يوم القيامة كا رواه عبد الرزاق وأحمد وأبو داود 
والنسائي وابن E E‏ 
خدم الني ا وقد و والإختلاف في راويه في الباب الأول من الأذكار. ( وقل: 
اللهم فاطر السموات والأرف عا الغيب والشهادة رب ء ومليكه أشهد أن لا إله 
ص شي 

إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشیطان وشر که) . 

قال العراقي : رواه أبو داود والترمذي وصححه وابن حبان وال جاک وصححه من حدیث أي 
هريرة أن أبا بكر الصديق قال: يا رسول الله مرفي بكلهات أقوهن إذا أصبحت وإذا أمسيت قال : 
« قل اللهم » فذكره الخ . 

قلت وأخرجه الترمذي أيضاً وقال : حسن غريب من حديث عبد الله بن عمر وقال: قال رسول 
الله ْم : « يا أبا بكر قل » فساقه. وفي آخره: ١‏ وأن اقترف على نفسي أو أجره إلى مسام». 

وروی أحد وابن منيع والشاثي وأبو يعلى وابن ن¿ السني في عمل يوم وليلة والضياء عن أي بكر 
قال : أمرني رسول الله ي أن أقول إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعى من الليل : 
١‏ الهم فاطر السموات والأرض » الخ وفيه الزيادة المذكورة» وقد تقدم في الباب قبله عند ذكر 
دعاء أي بكر رضي الله عنه » ورواه الطيالسي وأحد وابن ن ألي شيبة وار بن السني من حديث ابن مرة 
بدون تلك الزيادة. 


( وقل: اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي ) ويندرج تحته الوقاية من كل 
مکروه» ( وأهلي ومالي» اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي ) بوالمراد بالعورات العيوب والخلل 
والتقصبر والروعات الفزعات» وفيه من أنواع البديع جناس القلب ‏ ( وأقل عثراتي واحفظني من 
بين يدي ومن خلفي وعن ييي وعن شاي ومن فوقي وأعوذ بعظمنك أن أغتال من تحي) 
او اهلك من حيث لا احس به ولا اشعر استوعب الجهات الست لان ما يلحق الإنسان من سوء 
إنغا يصله من أحدها وتخصيص جهة السفل بقوله: وأعوذ بعظمتك ادماج لمعنى قوله تعالى : 


rr‏ كتاب الأذ كار والدعوات / الباب الرابع 


رارق عر وا ی ا ی ق من الغافلين . وقل : 
اللهم أنت ري لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت . 
أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك على وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر 
الذنوب إلا أنت -ثلاث مرات- وقل : اللهم عافني في بدني وعافني في سمعي وعافني في 


# ولكنه أخلد إلى الأرض# [الأعراف : ٠۷١‏ ] الآية. وما أحسن قوله بعظمتك في هذا المقام . 

قال العراقي : رواه ابو داود والنسائي وابن ن ماجة والحام وصحح إسناده من حديث ابن عمر 
قال: م یکن الني ملل يدع هؤلاء الكلهات حين يمسي وحين يصبح دون قوله ٠:‏ وآقل عثراتي » اه. 

قلت : ورواه البزار في مسنده عن ابن عباس ولفظه : « اللهم إني أسألك العقَة في دنياي وديني 
وأهلي ومال . اللهم استر عورتي وآمن روعتي واحفظني ». الخ وفيه ١‏ وأعوذ بك أن أغتال من تحتي » 
وفیه يونس بن خباب وهو ضعيف . 

( اللهم لا تؤمني مكرك ولا تولني غيرك) أي لا تجعل غيرك یتو أمری» ( ولا تنزع 
عني سترك ولا تنسني ذ كرك ولا تجعلني من الغافلین ) . 

قال العراقي : رواه أبو منصور الديلمي في مسند الفردوس من حديث ابن عباس دون قوله : 
١‏ ولا تولنی غيرك » بإاسناد ضعبف . 

قلت ورواه ابن النجار كذلك ولفظها «٠:‏ من قال عند منامه اللهم لا تؤمنا مكرك ولا تنسنا 
ذكرك ولا تهتك عنا سترك ولا تجعلنا من الغافلين . اللهم ابعثنا في أحب الأوقات إليك حتى 
نذ كرك فتذ كرنا ونسألك فتعطينا وندعوك فتستجيب لنا ونستغفرك فتغفر لنا إلا بعث الله إلبه 
ملا ا الاعات فر عدوت 

وقال ابن أي الدنيا في كتاب الدعاء : حدثنا أحد بن إبراهم بن كثير » حدثنا الحرث بن موسى 
الطائي» حدثنا حبيب أبو مد قال : إذا آوى العبد إلى فراشه قال : « اللهم لا تنسي ذ كرك » فساق 
الحديث بطوله كسياق الجاعة. 

( وقل ) سيد الإستغفار : ( الهم أنت ري لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على 
عهدك ووعدك ما استطعت . أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء 
بذنبي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت) . تقدم أنه رواه البخاري من حديث شداد بن 
أوس» ورواه كذلك ابن سعد في الطبقات» ورواه أحد وأبو داود والنسائي وابن ن ماجة وأبو يعلى 
وابن حبان والحاك والضياء عن عبدالله بن بريدة عن أبيه: « من قال حين يصبح أو حين سي 
فمات من يومه أو ليلته دخل الجنة ». ورواه ابن السني وأبو يعلى عن سلهان بن بريدة عن أبيه : ١‏ من 
قال ذلك في نہاره فمات من يومه ذلك مات شهیداً ومن قاها ليلا فهات من ليلته تلك مات شهیداً . 

( وقل: اللهم عافني في بدني ) من الأسقام والآلام ( وعافني في سمعي ) أي القوة المودعة 


كتاب الأذ كار والدعوات / البا ب الرابع TTT Ra‏ 


بصري لا إله إلا أنت -ثلاث مرات- وقل : اللهم إني أسألك الرضا بعد القضاء وبرد 
العيش بعد الموت ولذة النظر إلى وجهك الكري وشوقاً إلى لقائك من غير ضراء مضرة 
ولا فتنة مضلة وأعوذ بك ان أظلم أو أظام أو اعتدي أو يعتدى علي أو أكسب خطيئة أو 
ذنباً لا تغفره . اللهم إني أسألك الثبات في الأمر والعزيية في الرشد وأسألك شكر نعمتك 


Eg a 

هي التي تجتلي آيات الله المنبثة في الآفاق والسمع . يعني الآيات المنزلة فهما جامعان لدرك الأمانة 
العقلية والنقلية ( لا إله إلا أنت ثلاث مرات) . 

قال العراقي رواه أبو داود والنسائي في اليوم والليلة من حديث أبي بكرة» وقال النسائي : جعفر 
بن ميمون ليس بالقوي اه. 

قلت : ورواه أيضاً الحا وعندهم في الدعاء بعد قوله: في بصري زيادة: « اللهم إني أعوذ بك 
من الكفر والفقر اللهم إفي اعوذ بك من عذاب القبر ». 

( وقل اللهم إني أسألك الرضا بعد القضاء ) وني رواية بالقضاء أي با قدرته لي في الأزل لا 
تلقاه بإنشراح صدر» ( وبرد العيش بعد الموت ) أي الفوز بالتجلى الذاتي الأبدي الذي لا 
حجاب بعده ولا مستقر للكال دونه وهو الكال الحقيقي» وبرفع الروح إلى منازل السعداء 
ومقامات المقربين والعيش في هذه الدار لا يبرد لأحد» بل هو محشو بالغصص والنكد والكدر 
ممحوق بالآلام الباطنة والاسقام الظاهرة»( ولذة النظر إلى وجهك الكريم) في دار النعم (و) 
أسألك ( الشوق إلى لقائك ) قال ابن القم : جع في هذا الدعاء بين أطيب ما في الدنيا وهو الشوق 
إلى لقائه . وأطيب ما في الآخرة وهو النظر إليه » وما كان كلامه موقوفاً على عدم ما يضر في الدنيا 
ويفتن في الدين قال: ( من غير ضراء مضرة) قال الطيبي: معنى ضراء مضرة الضر الذي لا 
يصبر علبه » وقال القونوي : الضراء المضرة بحصول الحجاب بعد التجلي والتجلي بصفة تستلزم سدل 
الحجب. > ( ولا فتنة مضلة ) أي موقعة في الحيرة مفضية إلى اللاك وقال القونوي : الفتنة المضلة 
E‏ الخلل ا النقص في العم أو الشهود . ( وأعوذ بك أن أظلم ) أحداً ( أو أظام) 
آي يظلمني أحد ( أو أعتدي) على أحد ( أو یعتدی علي أو أكتسب خطيئة أو ذنباً له 
تغفره) . 

قال العراقي : رواه أحد وا لحا من حديث زيد بن ثابت في أثناء حديث وقال: صحيح 
اللاسناد اه. 

قلت : ورویاه و کذا این عاج ن جدیت عار ن بار اديت طول لظ : اللهم بعلمك 
الغيب وقدرتك على الخلق . وسيأتي للمصنف قريباً. 


( اللهم إني أسألك الثبات في الأمر ) أي الدوام على الدين بدليل قوله 


٤‏ كتاب الأذ كار والدعوات / الباب الرابع 


وحسن عبادتك» وأسألك قلباً خاشعاً سلما وخلقاً مستقباً ولساناً صادقاً وعملاً متقبلاًء 
وأسألك من خير ما تعام وأعوذ بك من شر ما تعام وأستغفرك لا تعام فإنك تعام ولا أعام 
وأنت علام الغيوب . اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما 
أنت أعام به مني فإنك أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير وعلى كل 


١ :‏ ثبت قلى على دينك ؟ أو المراد الشابت عند الاحتضار أو عند السؤال في القبر ولا 
مانع من إرادة الكل ( والعزيمة عل الرشد) وفي رواية : وأسألك عزيمة الرشد وهو حسن 
التصرف ني الأمر والإقامة عليه بحسب ما يثبت ويدوم » وقيل : العزيية استجماع قوى الإرادة على 
الفعل والمكلف قد يعرف الرشد ولا عزم له عليه فلذلك سألهء وإنما قدم الثبات على العزيية 
إشارة إلى أنه المقصود بالذات لأن الغايات مقدمة الرتبة وإن كانت مؤخرة في الوجود » ( وأسألك 
شكر نعمتك ) أي التوفيق لشكر إنعامك ( وحسن عبادتك ) أي التوفيق لايقاع العبادة على 
الوجه الحسن المرضي شرعاًء ( وأسألك قلباً سلما ) أي خالياً عن حب السوى ومن العقائد 
الفاسدة» وفي رواية سلما أو غير قلوق عند هيجان نار الغضب ( وخلقاً مستقاً ) أي سوياً 
( ولساناً صادقاً ) أي محفوظاً من الكذب. وإسناد الصدق إلى اللسان مجازي لأن الصدق من 
صفة صاحبه فأسند إلى الآلة جازاً » ( وعملاً متقبلاً ) أي زاكياً مقبولاً . ( وأسألك من خير ما 
تعام ) أي تعلمه أنت ولا أعلمه ( وأعوذ بك من شر ما تعام ) وهذا سؤال جامع للإستعاذة من 
كل شر وطلب كل خير » ثم ختم الدعاء بالإستغفار الذي عليه ا لمعل والمدار فقال : ( وأستغفرك لما 
تعام ) وفي رواية: ما تعام أي ما علمته مني من تقصيري وإن م أحط به علا » ( فإنك تعام ولا 
أعام وأنت علام الغيوب ) أي الأشياء الخفية التي لا ينفذ فيها ابتداء إلا علمه اللطيف الخبير . 

قال العراقي : رواه الترمذي والنسائي وال حا؟ وصححه من حدیث شداد بن أوس قال: قلت بل 
هو منقطع وضعيف اه. 

قلت : و کذا رواه ابن حبان في صحیحه» وقوله : وخلقا مستقياً رواه الحا وقال : صحيح على 
EE‏ 

( «اللهم اغفر لي ما قدمت) من الذنوب ( وما أخرت) منها ( وما أسررت) با ( وما 
أعلنت) أي أظهرت» ( فإنك أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدیر وعلى کل 
غيب شهید » ) 

قال العراقي : متفق عليه من حدیث أي موسی دون قوله: « وعلی کل غيب شهید » وقد 
تقدم في الباب الثاني من هذا الكتاب. 

قلت : وأوله عندهما : « اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعام به مني . 
اللهم اغفر لي جدي وهزي وخطئي وعمدي وکل ذلك عندي اغفر لي ما قدمت وما أخرت» 
الحديث . 


کتاب الأذكار والدعوات / الباب الرابع O‏ 


غيب شهيد . اللهم إني أسألك إياناً لا يرتد ونعياً لا ينفد وقرة عين الأبد ومرافقة نبيك 
مد بلي في أعلى جنة الخلد . اللهم إني أسألك الطيبات وفعل الخيرات وترك المنكرات 
وحب المساكين. اسألك حبك وحب من أحبك وحب كل عمل يقرب إلى حبك وأن 
تتوب علي وتغفر لي وترحني» وإذا أردت بقوم فتنة فاقبضني إليك غير مفتون. اللهم 


وروی الحا عن ابن عمر قال: قلا کان رسول الله ب يقوم من مجلس حتى يقول: « اللهم 
اغفر لي ما قدمت وما اخرت وما اسررت وما اعلنت وما انت اعام به مني » وقال: صحیح على 
شرط البخاري . 

( اللهم إني أسألك إياناً لا يرتد ) أي لا يقبل صفة الإرتداد والنقص ( ونعباً لا ينفد ) أي 
لا ينقضي وذلك ليس إلا نعم الآخرة» ( وقرة عين الأبد ) بدوام ذكره وكال محبته والأنس 
به . قال بعضهم : من قرت عینه بالله تعالی قرت به كل عين» ( ومرافقة نبيك محمد بل في أعلى 
جنة الخلد) . 

قال العراقي : رواه النسائي في اليوم والليلة ء والحاك من حديث ابن مسعود دون قوله: « وقرة 
عين الأبد » وقال : صحيح الإسناد » وللنسائي من حديث عار بن ياسر بإسناد جيد : « واسألك 
نعا لا ينفد وقرة عين لا تنقطع » اه. 

قلت : هو في أثناء حديث طويل يأتي ذ كر بعضه ومضى ذ كر بعضه رواه أحد والجا عن عبار 
بن یاسر قال: کان رسول الله به يدعو به» وأما حدیث ابن مسعود فرواه أيضاً ابن حبان في 
صحيحه واللفظ للنسائى عن أي عبيدة» واسمه عامر عن أبيه عبدالله بن مسعود أنه سئل: ما 
الدعاء الذي دعوت به ليلة قال لك رسول الله بيه سل تعطه؟ قال : قلت اللهم إني أسألك إياناً 
لا يرتد ونعباً لا بنفد ومرافقة نبينا مد بر في أعلى درجة الجنة درجة الخلد. 

( « اللهم إني أسألك الطيبات ) من الأفعال والأقوال ( وفعل الخيرات وترك المنكرات ) 
من الأخلاق والأعال والأهواء ( وحب المساكين . أسألك حبك وحب من أحبك وحب كل 
عمل يقرب إلى حبك وأن تتوب علي وتغفر لي وتر حجني وإذا أردت بقوم فتنة فاقبضي 
إلبك غير مفتون») . 

قال العراقي : رواه الترمذي من حديث معاذ : « اللهم إني أسألك فعل الخيرات » الحديث وقال : 
حسن صحيح ولم يذ كر الطيبات» وهي في الدعاء للطبراني من حديث عبد الرحمن بن عائش. قال 
ابو حاتم : ليست له صحبة اه. 

قلت : لفظ الترمذي عن معاذ قال: احتبس عنا رسول الله لم ذات غداة عن صلاة الصبح 
حتی کدنا نتراءی عين الشمس فخرج سريعاً فثوب بالصلاة فصلى رسول الله بإ وتجوز في 
صلاته » فلا سام دعا بصوته قال لنا على مصافكم كا أنع ثم انفتل إلينا ثم قال أما إني سأحدثكم ما 
حبسني عنكم الغداة إفي قمت من الليل فتوضات وصليت ما قدر لي فنعست في صلاتي حتى 


۳۲٢‏ کتاب الأذ كار والدعوات / الباب الرابع 


بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما كانت الحياة خير لي وتوفني ما كانت الوفاة 
خبراً لي » أسألك خشيتك في الغيب والشهادة و كلمة العدل في الرضا والغضب والقصد 


استثقلت فإذا أنا برهي تبارك وتعالى في أحسن صورة فقال: يا مد : فقلت : لبيك رلي قال: فم 
يختصم اللا الأعلى ؟ قلت : لا أدري قاها ثلاث قال : فرأيته وضع كفيه بين كتفي حت وجدت برد 
آنامله بين ثديي فتجلى لي كل شيء عرفت » فقال : يا ممد . قلت : لبيك . قال : فيم يختصم ال . الأعلى ؟ 
قلت : في الكفارات رب . قال : ما هي ؟ قلت : مشي الأقدام إلى الجمعات والجلوس في المساجد بعد 
الصلوات وإسباغ الوضوء حين الكراهات قال: م فم ؟ قال: قلت إطعام الطعام ولين الكلام 
والصلاة والناس نيام . قال : سل . قال : « اللهم أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين 
وأن تغفر لي وترحني وإذا أردت بقوم فتنة فتوفني غير مفتون وأسألك حبك وحب من يحبك 
وحب عمل يقرب إلى حبك » فقال رسول الله عه : ١‏ إنها حق فادرسوها ثم تعلموها » قال 
الترمذي : هذا حديث حسن صحيح» وروي الحا عنه في المستدرك فعل الدعاء من حديث ثوبان 
وقال: صحيح على شرط البخاري . 

وعن ألي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله مل : « کان من دعاء داود عليه السلام 
يقول اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك والعمل الذي يبلغني حبك اللهم اجعل حبك أحب 
إلي من نفسي وأهلى ومن الماء البارد » قال : وكان رسول الله ب إذا ذكر داود عليه السلام 
يحدث عنه قال : « كان أعبد البشر ». رواه الترمذي واللفظ له وقال : حسن غریب » ورواه الجا في 
المستدرك وقال: صحيح الإسناد . 

وعن عبد الله بن يزيد الخطمي رضي الله عنه» عن رسول الله َم أنه كان يقول: « اللهم 
ارزقني حبك وحب من ينفعني حبه عندك . اللهم ما رزقتني حبه فاجعله قوة لي فما تحب وما زویت 
عنى نما أحب فاجعله فراغاً فما تحب ». رواه الترمذي وقال: حسن غریب . 

( اللهم بعلمك الغيب) الباء للإستعطاف أي أنشدك بحق علمك ما خفي على خلقك ما 
اساترت به» ( وقدرتك عل الخلق ) أي جيع المخلوقات من جن وإنس وملك . (أحيني ما 
كانت الحياة خيرأً لي وتوفني ما كانت ) كذا في النسخ والرواية إذا علمت ( الوفاة خيراً لي ) 
ولذاقال المناوي : عبر بجا في الحياة لاتصافه بالحياة حالاً ويإذا الشرطية في الوفاة لانعدامها حال التمني 
لاتصافه بالحياة حال .( أسألك) كذا في النسخ» والرواية وأسألك . وني بعضها : اللهم وأسألك 
( الخشية ) وهو عطف على محذوف» واللهم على الرواية الأخيرة معترضة ( في الغيب والشهادة) 
أي في السر والعلانية أو المشهد والمغيب » فإن خشية الله رأس كل خير والشأن في الخشية في الغيب 
لمدحه تعالی من يخافه بالغيب. (و) أسألك ( كلمة العدل) كذا في النسخ والرواية كلمة 
الإخلاص» والمراد منها المنطق بالحق ( في الرضا والغضب) أي في حاتي رضا الخلق عني 
وغضبهم علي فا أقولهء فلا أداهن ولا أنافق أو في حالتي رضاي وغضبي يث لا يلجئني شدة 
الغضب إلى النطق بخلاف الحق ككثير من الناس إذا اش عضبه أخرجه من الحق إلى الباطل» 


كتاب الأذ كار والدعوات / الباب الرابع FEV E SEAS‏ 


وفتنة مضلة : اللهم زينا بزينة الإيان واجعلنا هداة مهتدين . اللهم اقسم لنا من خشيتك 
ما تحول به بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك » ومن اليقين ما تهون به 


( و) أمألك ( القصد ) أي التوسط ( في الغني والفقر ) وهو الذي ليس معه إسراف ولا تقتير ء 
فإن الغنى يبسط اليد ويطغى النفس والفقر يكاد أن يكون كفراً » فالتوسط هو المحبوب المطلوب» 
وبعد هذا عند مخرجي الحديث ما نصه : « وأسألك نعما لا ينفد وقرة عين لا تنقطع » وأسألك الرضا 
بالقضاء . وأسألك برد العيش بعد الموت. ( و) أسألك (لذة النظر إلى وجهك ) قيد النظر 
باللذة لأن النظر إلى الله إما نظر هيبة وجلال في عرصات القبامة أو نظر لطف وجال في الجنة 
إيذاناً بأن المسؤول هذا ( والشوق إلى لقائك ) تقدم الكلام عليه قريباً ( وأعوذ بك من ضراء 
وفتنة مضلة ) تقدم تفسيره) قريباً » ( اللهم زينا بزينة الأييان ) وهي زينة الباطن ولا معول إلا 
عليها لأن الزينة زينتان زينة البدن وزينة القلب» وهي أعظمها قدراً وإذا حصلت حصلت زينة 
البدن على أكمل وجه في العقبى ولا كان كال العبد في كونه عالماً بالحق متبعاً معلا لغيره قال : 
( اجعلنا مهتدين ) وني روايه مهديين وصف المداة بالمهتدين لأنه المادي إذا لم يكن مهتدياً في 
نفسه م يصلح كونه هادياً لغيره لأنه يوقع الخلق في الضلال من حيث لا يشعر. وهذا الحديث قد 
افرد بالشرح. قال العراقي : رواه النسائي والحا وقال: صحيح الإسناد من حديث عبار بن ياسر 
قال : کان رسول الله مړ يدعو به اه. 

قلت : ورواه كذلك أحد وابن حبان في صحيحه وهذا السياق للنسائي» ورواه اجاج في 
المستدرك من حديث عطاء بن السائب عن أبيه وقال : صحيح الإسناد . 

( اللهم اقسم لنا من خشيتك) أي اجعل لنا منها نصيباً وقسً والخشية خوف مقترن بتعظم 
( ما يحول ) أي يحجب وينع ( بيننا وبين معصيتك ) وني رواية معاصيك لأن القلب إذا امتلا 
من الخوف أحجمت الأعضاء جيعها عن ارتكاب المعاصي وبقدر قلة الخوف يكون المجوم على 
المعاصي. فإذا قل الخوف واستولت الغفلة كان ذلك من علامة الشقاء» ومن ثم قالوا : المعاصي 
بريد الكفر كا أن القبلة بريد الجاع » والغنى بريد الزناء والنظر بريد العشق» والمرض بريد 
الوت وللمعاصي من الآثار القبيحة المذمومة المضرة بالعقل والبدن والدنيا والآخرة ما لا بحصيه 
إلا الله عز وجل» ( ومن طاعتك ما تبلغني به جنتك) وفي نسخة رحتك أي مع شمولنا 
برحمتك» وليست الطاعة وحدها مفيدة كما ورد في الخبر : لن يدخل أحد ك الجنة بعمله ولا أنا إلا 
أن يتغمدني الله برحته. ( ومن اليقين ) بك وبأنه لاراد لقضائك وقدرك ( ما تهون به ) أي 
تسهل ( علينا مصائب الدنيا ) بأن نعم أن ما قدرته لا يخلو عن حكمة ومصلحة واستجلاب 
مثوبة» وانه لا يفعل بالعبد شیا إلا وفيه صلاحه. 

قال العراقي : رواه الترمذي وقال: حسن » والنسائي في اليوم والليلة » وا لحا وقال: صحيح على 
شرط البخاري من حديث ابن عمر أن الني عله كان يختم مجلسه بذلك اه. 


ENES ene ۳۲۸‏ والدعوات / الباب الرابع 


علينا مصائب الدنيا والآخرة. اللهم املا وجوهنا منك حياء وقلوبنا منك فرقاً وأسكن 
في نفوسنا من عظمتك ما تذلل به جوارحنا لخدمتك واجعلك اللهم أحب إلينا من 
سواك واجعلنا اخشى لك ممن سواك. اللهم اجعل أول يومنا هذا صلاحاً وأوسطه 
فلاحاً وآخره حاحاً. اللهم اجعل أوله رحة وأوسطه نعمة وآخره تكرمة ومغفرة. 

قلت : رواه الترمذي في الدعوات عن على بن حجر» عن ابن المبارك» عن يحي بن أيوب» عن 
عبيد الله بن زحر» عن خالد بن أي عمران» عن ابن عمر وقال : حسن . وأقره النووي . وفيه : قال 
ابن عمر : قلا کان رسول الله َل لا قوم من مجلس حتی يدعو بہذه الدعوات» ورواه عنه أيضاً 
النسائي عن سويد بن نصر» عن ابن المبارك وعبيدالله بن زحر ضعفوه. قال صاحب المنار : 
فالحدیث لأجله حسن لا صحيح» ورواه ابن أبي الدنيا في الدعاء عن داود بن عمر» والضي عن 
ابن المبارك» ولكن عند الجاعة زيادة بعد قوله مصائب الدنيا ومتعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما 
احبيتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عاداناء ولا تجعل مصيبتنا 
في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمناء ولا تسلط علينا من لا يرحجنا. وقد تقدم شيء 
من ذلك في اخر دعاء سيدنا عيسى عليه السلام. 

( اللهم املا وجوهنا منك حياء وقلوبنا منك خوفاً) وني نسخة فرقاً» ( واسكن في 
نفوسنا من عظمتك ) أي جلالك وهيبتك ( ما تذلل به جوارحنا لخندمتك) وطاعتك 
( واجعل حبك أحب إلينا ما سواك واجعلنا أخشى لك ما سواك ) . قال العراقي : هذا الدعاء 
لم أقف له على أصل اه. 

قلت : ولكن يشهد له ما رواء أبو نعم في الحلية » عن اميم بن مالك الطائي رضي الله عنه : اللهم 
اجعل حبك أحب الأشياء إلي واجعل خشيتك أخوف الأشياء عندي » واقطع عنا حاجات الدنيا 
بالشوق إلى لقائك. وإذا أقررت أعين أهل الدنيا من دنياهم فاقرر عيني من عبادتك» وما رواه 
الطبراني في الأوسط عن أي هريرة: « اللهم اجعلني أخشاك حتى كأني أراك » الحديث . 

(اللهم اجعل أول يومنا هذا صلاحاً) أي لأحوالنا ( وأوسطه فلاحاً) أي ظفراً 
بالمطلوب دنيا وأخرى ( وآخره غجاحاً) أي فوزاً للسعادة الكاملة. ( اللهم اجعل أوله رة 
وأوسطه نعمة وآخره تكرمة ) . قال العراقي : رواه عبد بن حيد في المنتخب» والطبرافي من 
دیا ی او اک و ا ال و اغا و وة حف 

قلت : والشطر الأول رواه أيضاً أبو بكر بن أي الدنيا في كتاب الدعاء عن ابن أخي ابن 
وهب» عن عمه» عن الليث بن سعد» وعقبة بن نافع عن إسحاق بن أسيد عن أنس بن مالك 
قال : كلهات لا يدري أحد ما فيهن من الخير : « من قال حين يصبح أشهد أن لا إله إلا الله وحده 
لا شريك له وأن مدا رسول الله به . اللهم اجعل أول يومي هذا نجاحاً وأوسطه رباحاً وأخره 
فلاحاً ». 


كتاب الأذ كار والدعوات / الباب الرابع EOE ST‏ 


الحمد لله الذي تواضع کل شيء لعظمته وذل کل شيء لعزته وخضع کل شيء للکه 
واستسام کل شيء لقدرته والحمد لله الذي سکن کل شيء هيبته وأظهر کل شيء بجکمته 
وتصاغر کل شيء لکبریائه . اللھم صل على مد وعلى آل محمد وأزواج ممد وذریته 
وبارك على تمد وعلى آله وأزواجه وذریته. کا بار کت على ابراه وعلى آل ابراهم في 
العالمين إنك حيد جيد . اللهم صل على مد عبدك ونبيك ورسولك النبي الامي رسولك 
الأمين وأعطه المقام المحمود الذي وعدته يوم الدين . اللهم اجعلنا من أوليائك المتقين 
وحزبك المفلحين وعبادك الصالحين واستعملنا مرضاتك عا ووفقنا لحابك منك 


( الحمد لله الذي تواضع کل شيء لعظمته وذل کل شيء لعزته وخضع کل شيء للکه 
واستسام کل شيء لقدرته» والحمد لله الذي سکن کل شيء همیبته واظهر کل شيء محکمته 
وتصاغر كل شيء لكبريائه ) قال العراقي : رواه الطبرافي من حديث ابن عمر بسند ضعيف دون 
قوله : « والحمد لله الذي سكن كل شيء فيبته » الخ. وكذلك رواه في الدعاء من حديث أم سلمة 
وسنده ضعيف أيضاً اه. 

قلت حديث أم سلمة في المعجم الكبير للطبراني بلفظ : « من قال حين يصبح الحمد لله الذي 
تواضع کل شيء لعظمته کتبت له عشر حسنات » وحديث ابن عمر هو أيضا في المعجم الكبير . 

ورواه ابن عساكر في التاريخ بلفظ: « من قال الحمد لله الذي تواضع كل شيء لعظمته» 
والحمد لله الذي ذل کل شیء لعزته» والحمد لله الذي خضع کل شيء للکهء والحمد لله الذي 
استسام کل شيء لقدرته فقا ا يطلب بها ما عنده کتب الله له بها ألف حسنة ورفع له بها ألف 
درجة ووكل به سبعون ألف ملك يستغفرون له إلى يوم القيامة » وفيه أيوب بن نهيك منكر 
الحديث وقال الذهبي في الديوان : روي عن مجاهد تر كوه. 

( اللهم صل على محد وعلى آله وأزواجه وذریتهء وبارك على ممد وأزواجه وذریته کا 
باركت علْ, إبراهم في العالمين إنك حيد مجيد ) هكذا أورده القاضي عياض في الشفاء وهي 
أول صيغة .اقها في الدلائل بدون قوله: « وعلى آله » وتقدم في الباب الثاني . 

( الهم صلى على مد عبدك ونبيك ورسولك الني الأمي رسولك الأمين واعطه امقام 
المحمود يوم الدين ) قال العراقي :ل أجده جموعاً وللبخاري من حديث أي سعيد : « اللهم صل 
على عمد عبدك ورسولك » ولابن حبان والدارقطني والجاجم والبيهقي من حديث آي مسعود : 
١‏ اللهم صلى على ممد النبي الأمي » قال الدارقطني : إسناده حسن» وقال الحا : صحيح» وقال 
البيهقي في المعرفة: إسناده صحیح › لاي ن حدیث جابر : « وابعثه المقام ا الذي 
وعدته » وهو عند البخاري « وابعثه مقاما شمودا » بهذا اللفظ . 


( اللهم اجعلنا من أوليائك المتقين وحزبك المفلحين وعبادك الصاين واستعملنا بجا 


r.‏ كتاب الأذ كار والدعوات / الباب الرابع 


وصرفنا بحسن اختيارك لنا. نسألك جوامع الخير وفواتحه وخواتمه ونعوذ بك من جوامع 
الشر وفواتحه وخواته . اللهم بقدرتك علي تب علي إنك أنت التوّاب الرحم وبجلمك عن 
اعف عني إنك أنت الغفار الحلم وبعلمك بي ارفق بي إنك أنت أرحم الراحين وبملكك 
لي ملكني نفسي ولا تسلطها علي إنك أنت الملك الجبار . سبحانك اللهم وبجمدك لا إله 
إلا أنت عملت سوءأً وظلمت نفسي فاغفر لي ذنبي إنك أنت ري ولا يغفر الذنوب إلا 
أنت. اللهم أهمني رشدي وقني شر نفسي . اللهم ارزقني حلالاً لا تعاقبني عليه وقنعني با 


يرضيك عنا ووفقنا لمحابك منا وصرفنا بحسن اختيارك لنا ) قال العراقي : ۾ أقف له على 
أصل . 

قلت : وروى الحكم الترمذي عن أبي هريرة» وأبو نعم في الحلية عن الإوزاعي مرسلاً : « اللهم 
إني أسألك التوفيق لمحابك من الأعال» الحديث. 

( نسألك جوامع الخير وفواتحه وخواتمه ونعوذ بك من جوامع الشر وفواتحه وخواتمه ) 
قال العراقى : رواه الطبرافي من حديث أم سلمة أن رسول الله مر كان يدعو مہؤلاء الكلات : 
١‏ اللهم إني أسألك فواتح الخير وأوله وآخره وظاهره وباطنه والدرجات العلى من الجنة » فيه عاصم 
بن عبید لا أعلمه روی عنه إلا موسى بن عقبة اه. 

قلت : وروى الحا في المستدرك عن أم سلمة» عن الني مه هذا ما سأل مد ربه : « اللهم إفي 
أسألك فواتح الخیر وخواتمه وجوامعه ) فساقه وفي آخره « آمین » وقال : صحيح الاإسناد . 

( اللهم بقدرتك علي تب علي أنك أنت التواب الرحم» ومجلمك عني اعف عني إنك 
أنت الغفار » وبعلمك بي ارفق بي إنك أنت الرحن» وبملكك لي فلكني نفسي ولا تسلطها علي 
انك أنت الملك الجبار ) قال العراقي : م أقف له على أصل . 

( سبحانك اللهم ومجحمدك لا إله إلا أنت عملت سؤاً وظلمت نفسي فاغفر لي ذني أنك 
أنت ربى إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ) . قال العراقي : رواه البيهقي في الدعوات من حديث 
على دون قوله : « ذنبي أنك أنت ري » وقد تقدم في الباب الثافي اه. 

قلت : وروى جعفر الفريالي في الذكر عن ألي سعيد الخدري : « من قال في مجلسه سبحانك 
اللهم وبجمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك ختمت اتم فام يكسر إلى يوم 
القامة ». 

وروى النسائي والطبراني وأبو نعم والحا والضياء عن نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه: « من 
قال سبحان الله وبجحمده سبحانك اللهم وبجحمدك أشهد أن لا إله أنت أستغفرك وأتوب إليك فإن 
قاما في مجلس ذکره کانت له کالطابع يطبع عليه ومن قا ما في مجلس لغو كانت كفارة له». 

( اللهم الممني رشدي وقني شر نفسي ) قال العراقي : رواه الترمذي من حديث عمران بن 


كتاب الأذ كار والدعوات / الباب الرابع EVR‏ 


رزقتني واستعملني به صالحاً تقبله مني . أسألك العفو والعافية وحسن اليقين والمعافاة في 
الدنيا والآخرة. يا من لا تضره الذنوب ولا تنقصه المغفرة هب لي ما لا يضرك واعطنى 
ا أفرغ علينا صبراً وتوفنا مسلمين أنت ولبي في الدنيا والآخرة توفي 


حصنن أن النبي به علمه لحصين وقال حسن غريب » ورواه النسائي في اليوم والليلة » وال حا من 
حديث حصين وأبو عمران وقال صحيح على شرط الشيخين اه. 


قلت : وفي الإصابة للحافظ ابن حجر في ترجة والد عمران هو حصين بن عبيد بن خلف 
الخزاعي» روى النسائي عن ربعي عن عمران بن حصين عن أبيه أنه أتى النبي به قبل أن يسام 
فقال يا رسول الله : فما أقول الآن وأنا مسلم؟ قال « قل اللهم اغفر لي ما أسررت وما أعلنت وما 
اخطات وما عمدت وما علمت وما جهلت » وسنده صحیح . 


( «اللهم ارزقني حلالاً لا تعاقبني عليه وقنعني با رزقتني واستعملني به صاخاً تقبله 
مني ) . قال العراقي : رواه الحا من حديث ابن عباس کان الني يه يدعو : « اللهم قنعني با 
رزقتني وبارك لي فيه واخلف لي على كل غائبة بخير » وقال : صحيح الإسناد ولم يخرجاه اه. 


قلت :رواه الحا من طریق سعید بن جبیر عن ابن عباس مرفوعاً کا ذ كر وله وابن أي شيبة في 
الملصنف وسعيد بن منصور في السنن » والأزرقي في تاريخ مكة عن ابن جبير قال کان من دعاء 
ابن عباس الذي لا يدع بين الركن والمقام ان يقول: « رب قنعني بما رزقتني وبارك لي فيه واخلف 
على كل غائبة لي بخير » ولفظ سعيد والأزرقي : « واحفظني في كل غائبة بخير إنك على كل شيء 


قدیر ». 


( أسألك العفو والعافية وحسن اليقين والمعافاة في الدنيا والآخرة) قال العراقي : رواه 
النسائي ني اليوم والليلةء وابن ماجه باسناد حسن من حديث أي بكر الصديق بلفظ « سلوا الله 
امعافاة فإنه م يؤت أحد بعد اليقين خيرا من المعافاة » وفي رواية للبيهقي في الدعوات « سلوا الله 
العفو والعافية واليقين في الأولى والآخرة فإنه ما أوتي العبد بعد البقين خيرأ من العافية » وفي 
رواية لاحمد « أسألك الله العفو والعافية » اه. 

قلت : وروى أحد والحميدي والعوفي والترمذي وقال: حسن غريب والضياء عن أهي بكر 
سلوا الله العفو والعافية فإن أحدك لم يعط بعد اليقين خيرأً من العافية » وما رواه البيهقي في 
الدعوات. فقد اخرجه أبو بكر بن الي شيبة» واحمد» والحجام . وعند البيهقي ايضا من حديث 
اي بکر « سلوا الله اليقين والعافية ». 

(يا من لا تضره الذنوب ولا تنقصه المغفرة هب لي ما لا يضرك واعطني ما لا 
ينقصك ) . قال العراقي : رواه أبو منصور الديلمي في مسند الفردوس من حديث علي بسند 


ضعبف اه. 


rrr‏ كتاب الأذ كار والدعوات / الباب الرابع 


مسل وألحقنى بالصالحين. أنت ولينا فاغفر لنا وارحنا وأنت خير الغافرين . واكتب لنا 
في هذه الدنيا حسنة وني الآخرة إنا هدنا إليك ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك 
الملصير . ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين . ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا واغفر لنا. 
E‏ العزيز الحكيم ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبّت أقدامنا 
وانصرنا على القوم الكافرين » ربنا اغفر لنا ولأخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في 
قلوبنا غلا للذين آمنوا ربّنا إنك رؤوف رحم. ربنا آتنا من لدنك رحة وهيء لنا من 
أمرتا رشدا رتا اناق الدتا دة وق الا خرة ةوقا عداب انار رطا إا 
سمعنا منادياً ينادي للإيان - إلى قوله عز وجل - إنك لا تخلف الميعاد . ربنا لا تؤاخذنا 
إن نسينا أو أخطأنا ربنا - إلى آخر السورة- رب اغفر لي ولوالدي وارحمها كا ربيافي 


قلت : ورواه ابن أي الدنيا في كتاب الدعاء عن عيسى بن أي حرب والمغيرة بن عمد عن 
عبد الأعلى بن حاد. عن الحسن بن الفضيل بن الربيع » عن عبد الله بن الفضل بن الربيع » عن 
الفضل بن الربيع » عن جعفر بن محمد الصادق في حديث طويل ذكر فيه هذه الجملة. ورواه عن 
عبد الله عن جده وقد وقع لي مسلسلا بقول کل راو کتبته دعاء هو في جیې ذکرناه في 
المسلسلات . 


م شرع المصنف في أدعية القرآن فقال: ( ربنا أفرغ علينا صبراً وتوفنا مسلمين ) رب قد 
آتيني من املك وعلمتني من تأويل الاحاديث فاطر السموات والأرض. (أنت ولي في الدنيا 
والآخرة توفني مسل وأحقني بالصالحينء أنت ولينا فاغفر لنا وار حجنا وأنت خير 
الغافرين » واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة إنا هدنا إليك ربنا عليك توكلنا 
وإليك أنبنا وإلبك المصير ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا واغفر لناء ربنا إنك أنت 
العزيز الحكم» ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم 
الكافرين» ربنا آتنا من لدنك رحة وهيء لنا من أمرنا رشداًء ربنا آتنا في الدنيا حسنة 
وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار» ربنا اننا سمعنا منادياً ينادي لاوييان أن آمنوا بربكم 
فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار» ربنا وآننا ما وعدتنا 
على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعادء ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو 
أخطأناء ربنا ولا تحمل علينا إصراً كا حلته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا 
طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين ) إلى 
هنا ذكر أدعية القرآن على ما أورده صاحب القوت» وتبعه الشهاب السهروردي في العوارف 
وهي من أحسن ما يدعو به الداعي في حال توجهاته» وتقدم ذ کر بعضها ما حکی الله تعالی على 
لسان أنبيائه الكرام عليهم السلام في فصل مستقل في آخر فضل الدعاء: (رب اغفر لي 


كتاب الأذكار والدعوات / الباب الرابع EASES‏ 


صغيراً واغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلات الاحياء منهم والأموات زت 
اغفر وارحم وتجاوز عا تعام وأنت الأعز الأكرم وأنت خير الراحين وأنت خير الغافرين 
وإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم» وحسہنا الله ونعم 


ولوالدي وارحھا کا ربیاني صغيرا» واغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلات 
الأحباء منهم والأموات) . 

قال العراقي : رواه ابو داود» وابن ماجه باسناد حسن من حدیث آي سيد الساعدي قال 
رجل من بني سلمة: هل بقي علي من بر أبوي شيء؟ قال: « نعم الصلاة عليها والاستغفار فما » 
الحديث. ولا الشيخ ف الثواب» والمستغفري في الدعوات من حديث أنس «من استغفر 
للمؤمنين والمؤمنات رد الله عليه من كل مؤمن مضى من أول الدهر أو هو كائن إلى يوم القيامة » 
وسنده ضعيف. وفي حديث ابن حبان في حديث أبي سعيد « أا رجل مسام م يكن عنده صدقة 
فليقل في دعائه : اللهم صل على مد عبدك ورسولك وصل على المؤمنين والمؤمنات والمسلمين 
والمسلات فانها ز كاة» اه. 

قلت : وروى الطبراني في الكبير عن عبادة بن الصامت مرفوعاً « من استغفر للمؤمنين 
والمؤمنين كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة». 

ر أيضاً عن أي الدرداء مرفوعاً « من استغفر للمؤمنين والمؤمنات کل یوم سبعاً وعشرین 
مرة أو خمسا وعشرين مرة ة كان من الذين يستجاب لمم ويرزق به أهل الدين ». 

(« رب اغفر وارحم وتجاوز عا تعام وأنت الأعز الاكرم وأنت خير الراحجين وخير 
الغافرين » ) . قال العراقي : رواه أحمد من حديث آم سلمة ان رسول الله عم كان يقول « رب 
اغفر وارحم واهدني السبيل الأقوم » وفيه على بن زيد بن جدعان مختلف فيه» وللطبرافي في 
الدعاء من حديث ابن مسعود أنه ْم كان يقول إذا سعى في بطن المسيل « اللهم اغفر وارحم 
وأنت الأعز الاكرم » وفيه ليث بن أي سليم مختلف فيه » ورواه موقوفا عليه بسند صحيح اه. 
سعبه « رب اغفر واهدني السبيل الأقوم ». وروى أيضاعن امرأة من بني نوفل أن الني مه كان 
يقول بين الصفا والمروة ١‏ رب اغفر وارحم إنك نت الأعز الأكرم» وأخرج سعيد بن منصور 

الجن ن مارو بن :الا جد عن ابن مسعود انه اعتمر» فلا خرج إلى الصفا فذ کر 
الحديث وفه ق وت مع خی جاور الوادي وهو يقول « رب اغفر وارحم إنك انت 
الاعز الأكرم» وأخرج أيضاً عن شقيق شقىق قال : کان عبد الله إذا سعى في بطن الوادي قال « رب 
اغفر وارحم إناك أنت الاعز ق تقدم ذلك في كتاب احج . 


( وإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوّة إلا بالله العلي العظم وحسبنا الله ونعم 


r4‏ کتاب الأذ كار والدعوات / الباب الرابع 


الو كيل وصلى الله على محمد خاتم النبيين وآله وصحبه وسام تسلا كثيراً. 
أنواع الاستعاذة المأثورة عن الني له : 

اللهم إني أعوذ بك من البخل وأعوذ بك من الجبن وأعوذ بك من أن أرد إلى أرذل 
العمر وأعوذ بك من فتنة الدنيا وأعوذ بك من عذاب القبر . اللهم إني أعوذ بك من طمع 


الوكيل ) هكذا ختم بهذه الجمل صاحب القوت الأدعية المتقدمة بعد أن أدخل خلا ما جلا من 
الصلاة والسلام على الني ر وعلى سائر الأنبياء والملائكة ثم قال: هذا جامع ما جاء من 
فضائله . يقال من الدعاء عن الرسول المصطفى بإ وعن الصحابة وعن أئمة المدى» وقدمنا ذ كر 
فضائل ذلك وما جاء فيه من الروايات اياز والته أعلم. 
أنواع الاستعاذة المأثورة عن رسول الله له : 

منها : ( اللهم إني أعوذ بك) استعاذ ما عصم منه ليلتزم خوف الله واعظامه والافتقار إليه 
وليقتدي به وليبين صفة الدعاءء والباء للالصاق المعنوي والتخصيص » كأنه خص الرب تعالى 
بالاستعاذةء وقد جاء في الكتاب والسنة : أعوذ بالله ولم يسمع بالل أعوذ لأن تقدي المعمول تفنن 
وانبساط » والاستعاذة حال خوف وقبض يلاف الحمد لله وله الحمد لانه حال شكر وتذكر 
إحسان ونعم . ( من البخل ) بضم فسكون اسم وبالتحريك المصدر وهو لغة امساك المقتنيات 
عا لا يحل حبسها عنه» وهو على قسمین: بخل بقنيات نفسه وبخل بقنيات غيره» وهو أكثره) ذا 
وشرعاً منع الواجب. ( وأعوذ بك من الجبن) بضم فسكون هيئة حاصلة للقوّة الغضبية بها 
يحجم عن مباشرة ما ينبغي» ( وأعوذ بك من أن أرد إلى أرذل العمر ) والأرذل: من كل 
شيء الرديء منه والمراد بأرذل العمر حال المرم والخرف والعجز والضعف وذهاب العقل » قال 
الطيى : المطلوب عند المحققين من العمر التفكر في آلاء الله ونعائه من خلق الموجودات فيقوموا 
ازات الشكر بالقلب والجوارح والخرف الفاقد هما» فهو کالشيء الرديء الذي لا ينتفع به 
فينبغي أن يسنعاذ منه ( وأعوذ بك من فتنة الدنيا) من الابتلاء مع عدم الصبر والرضا 
والوقوع في الآفات واللإصرار على الفساد وترك متابعة طريقة المدى» ( وأعوذ بك من عذاب 
القبر ) أي عقوبته ومصدره التعذيب فهو مضاف للفاعل مجازاء أو هو من إضافة المظروف 
لظرفه أي : ومن عذاب في القبر أضيف للقبر لأنه الغالب وهو نوعان: دائم ومنقطع . 

قال العراقي : رواه البخاري من حديث سعد بن أي وقاص اه. 

قلت : قال البخاري في صحيحه : حدثني إسحاق بن إبراهي» أخبرنا الحسن عن زائدة» عن 
عبد الملك» عن مصعب عن أبيه قال : تعوذوا بكلهات كان الني به يتعوّذ بهن : « اللهم إفي 
أعوذ بك من الجبن» وأعوذ بك من البخل. وأعوذ بك من أن أرد إلى أرذل العمر» واعوذ بك 
من فتنة الدنيا وعذاب القبر ». 


کتاب الأذ كار والدعوات / الباب الرابع EE SR‏ 


مهدي إلى طبع ومن طمع في غير مطمع ومن طمع حيث لا مطمع . اللهم إفي أعوذ بك 
من عام لا ينفع وقلب لا يخشع ودعاء لا يسمع ونفس لا تشبع وأعوذ بك من الجوع فإنه 
بئس الضجيع ومن الخيانة فإنها بست البطانة ومن الكسل والبخل والجين والهرم ومن أن 


( اللهم إني أعوذ بك من طمع) وهو بالتحريك نزوع النفس إلى الشيء شهوة له ( مهدي 
إلى طبع ) محركة وهو الدنس» ولا كان أكثر الطمع من جهة الطبع قيل الطمع طبع والطمع 
يدنس الإهاب وأكثر ما يستعمل الطمع فا يقرب حصوله» ( و) أعوذ بك ( من طمع في غير 
مطمع» و ) أعوذ بك ( من طمع حيث لا مطمع ) إنما قيل ذلك لأن الطمع قد يستعمل بمعنى 
اللأملء ومنه قوم : طمع في غير مطمع إذا أمل ما يبعد حصولهء لأنه قد يقعم كل واحد موقع 
الآخر لتقارب المعنى ذكره الراغب. 

وقال الحراني: الطمع تعلق البال بالشيء من غير تقدم سبب له وقال : العضد الطمع ذل ينشأً 

قال العراقي : رواه أحمد والحا من حديث معاذ وقال : مستقم الإسناد . 


( اللهم إني أعوذ بك من عام لا ينفع ) صاحبه وهو ما لم يؤذن في تعليمه أو ما لا يصحبه 
عمل أو ما لا بهذب الاخلاق الباطنة فيشرق منها إلى الاخلاق الظاهرة ويفوز بها إلى الثواب 
الآجلء وأنشدوا في هذا: 
يا من تقاعد عن مكارم خلقه ليس التفاخر بالعلوم الزاخرة 
من لم بهذب عله أخلاقه ل( ينتفع بعلومه في الآخرة 
(و) من (قلب لا يخشع ) أي لا يسكن لطاعة الله ولا يذل فيبة جلال الله» (و) من 
(دعاء لا يسمع) أي لا يقبله الله ولا يعت به فكأنه غير مسموع» ( ونفس لا تشبع ) لغلبة 
حرصها في جع الال اشراً أو بطراً ولا تشبع من كثرة الأكل الجالبة لكثرة الأجخرة الموجبة 
للنوم » وكثرة الوساوس والخطرات النفسانية المؤدية إلى مضار الدنيا والآخرة» ( ومن الجوع) 
الأم الذي يبال الحيوان من خلو المعدة ( فإنه بس الضجيع ) أي المضاجع لأنه يمنع استراحة 
البدن ويحلل المواد المحمودة بلا بدل ويشوش الدماغ ويثير الافكار الفاسدة والخيالات الباطلة 
ويضعف البدن عن القيام بالطاعة والمراد الجوع الصادق» وعلامته أن يكتفي بالخبز بلا آدام. 
( ومن الخيانة ) هي الف الحق بنقض العهد في السر » ( فإنها بست البطانة ) أي بئس الشيء 
الذي يستبطنه من أمره ويجعله بطانة وهي من بطانة الثوب فاستعيرت لا يستبطن الرجل من أمره 
فيجعله بطانة حاله . 
وقال الطيبي : خص الضجيع بالجوع لينبه على أن المراد الجوع الذي يلازمه ليلا ونهاراً» ومن 
م حرم الوصال ومثله يضعف الاإنسان عن القيام بوظائف العبادات والبطانة بالخيانة لأنها ليست 


CS ASAT ۳۳٦‏ ا والدعوات / الباب الرابع 


أرد إلى أرذل العمر ومن فتنة الدجال وعذاب القبر ومن فتنة المحيا والمهات. اللهم إنا 
نسألك قلوباً أوّاهة مخبتة منيبة في سبيلك . اللهم إني أسألك عزائم مغفرتك وموجبات 
رحمتك والسلامة من كل إنم والغنيمة من كل بر والفوز بالجنة والنجاة من النار . اللهم 


كالجوع الذي يتضرر به صاحبه فحسب» بل هي سارية إلى الغير فهي وإن كانت بطانة لحاله 
لكن يجري سريانها إلى الغير مجرى الظهارة. 

( ومن الكسل ) بالتحريك التغافل عا لا ينبغي التشاغل عنهء ( والبخل والجبن) تقدم 
ذكرهماء ( ومن المرم ) حر كة وهو علو السن والكبر بضعف البدن» ( ومن أن أرد إلى أرذل 
العمر ) تقدم معناه» ( ومن فتنة الدجال ) أي من منته. وأصل الفتنة الامتحان والاختبار 
استعيرت لكشف ما يكره والدجال: فعال بالتشديد من الدجل التغطية سمى به لأنه يغطى الحق 
بباطله » ( وعذاب القبو ) تقدم الكلام عليه قريباً» ( ومن فتنة المحيا ) ما يعرض للمرء مدة 
حياته من الافتتان بالدنيا وشهواتها والجهالات أو هي الابتلاء مع زوال الصبرء ( والمات ) أي 
ما يفتن به عند الموت أضيفت له لقربها منه» والمراد فتنة القبر أي سؤال الملكين» والمراد من شر 
ذلك والجمع بين فتنة الدجال وعذاب القبر وبين فتنة المحيا والمات من باب ذكر العام بعد 
الخاص . ( اللهم إنا نسألك قلوباً أوَاهة) أي متضرعة أو كثيرة الدعاء أو كثيرة البكاء 
( خبتة ) أي خاشعة مطيعة متواضعة ( منيبة ) راجعة إليك بالتوبة مقبلة عليك ( في سبيلك ) 
أي الطريقق إليك ( اللهم إنا نسألك عزائم مغفرتك ) حتى يستوي المذنب التائب والذي م 
يذنب قط في منازل الرحة ( وموجبات رجتك) وفي رواية بدله منجيات أمرك» ( والسلامة 
من كل إثم ) أي معصية. ( والغنيمة من كل بر) بالكسر أي خير وطاعة» ( والفوز بالجنة) 
أي بنعيمها » ( والنجاة من النار ) أي من عذابها . وسبق أن هذا مسوق للتشريع وفيه دليل على 
ندب الاستعاذة من الفتن. ولو عام المرء انه يتمسك فيها بالحق لأنها قد تفضي إلى وقوع ما لا 
یری بوقوعه وفيه رد لا اشتهر على الألسنة لا تكرهوا الفتن فإن فيها حصاد المنافقين. قال 
الحافظ ابن حجر : وقد سئل عنها قدياً ابن وهب فقال: إنه باطل اه. 


والحديث المذ كور قال اراي رواه الجام من حدیث ابن مسعود وقال : صحيح الاسناد 
ولیس ک| قال الا انه ورد مفرقاً في أحاديث A RE E‏ 
لا ينفع وقلب لا يخشع ونفس لا تشبع ودعوة لا يستجاب ها » من حديث زيد بن أرقم وسيأتي 


اه. 

و قلت : وفي صحيح البخاري « التعوّذ من الكسل والمرم ومن عذاب النار وفتنة القبر وعذاب 
القبر وشر فتنة المسيح الدجال» من حديث عائشة . وروى الترمذي والنسائي عن ابن عمرو وأبو 
داود والنسائي وابن ماجه وا جام عن أي هريرة والنسائي عن ابن عمرو وأبو داود والنسائي وابن 
ماجه والحاك عن أي هريرة والنسائي عن أنس «التعوّذ من قلب لا يخشع ودعاء لا يسمع ونفس 


تاب الأذ كار والدعوات / الباب الرابع EVD Ra‏ 


إني أعوذ بك من التردي وأعوذ بك من الغم والغرق والمدم وأعوذ بك من أن أموت في 
سبيلك مدبراً» وأعوذ بك من أن أموت في تطلب الدنيا . اللهم إني أعوذ بك من شر ما 


لا تشبع وعام لا ينفع » وروی ابو داود والنسائي وابن ماجه عن أي هريرة « اللهم إفي أعوذ بك 
من الجوع فإنه بئس الضجيع » وأعوذ بك من الخيانة فانها بئست البطانة ». 


( اللهم إني أعوذ بك من التردي ) أي السقوط من عال كالوقوع من شاهق جبل أو في بئر 
وهو تفعل من الردى وهو الملاك» ( وأعوذ بك من الغم ) وأصله الستر وإنما سمي الحزن غاً 
لأنه يغطي السرور » ( والمدم ) بفتح فسكون وهو وقوع البناء وسقوطهء ويروى بالتحريك وهو 
اسم ما اندم منه» ( والغرق ) بالتحريك اموت غرقاً في الاء » ( وأعوذ بك من أن أموت في 
سبيلك مدبراً) عن الحقق أو مولياً عن قتال الكفار حيث حرم القرار وهذا تعلم للأمةء 
( وأعوذ بك من أن أموت طالب دنيا ) . 


قال العراقي : رواه أبو داود» والنسائي والحا وصحح اسناده من حديث أي اليسر» واسمه 
كعب بن عمرو بزيادة فيه دون قوله «وأعوذ بك من أن أموت طالب دنيا» وتقدم عن 
البخاري « الاستعاذة من فتنة الدنيا » اه. 


قلت : ولفظ سوى أبي داود « اللهم إني أعوذ بك من التردي والمرم والغرق والحرق» وأعوذ 
بك أن يتخبطنى الشيطان عند الموت» وأعوذ بك أن أموت في سبيلك مدبرا» وأعوذ بك أن 
اموت لديا » وراؤیه أبو اليسر بياء تحتية وسين مهملة حر كة من مسلمة الفتح وقتل يوم الهامة» 
ولفظ أي داود كان رسول الله ّت يدعو «اللهم إني أعوذ بك من المدم» وأعوذ بك من 
التردي» وأعوذ بك من الغرق والحرق والمرم » والباقي سواء. وفي رواية للحا ولأبي داود 
١‏ والغم» كا في سياق المصنف: ( اللهم إني أعوذ بك من شر ما علمت ومن شر ما م أعام) 
هکذا في نسخ الكتاب» وكذلك في القوت» وتبعه صاحب العوارف . وقال العراقي : هكذا هو 
في غير نسخة علمت واعلم وإنما هو عملت واعمل كذا رواه مسلم من حديث عائشةء ولأي 
بكر بن الضحاك ف الشمائل من حديث مرسل في الاستعاذة وفيه « وشر ما أعلم وشر ما لم أعلم» 


اه. 


وكذلك رواه ابو داود والنسائي وابن ماجه ولفظهم أن الني ا کان قول في دعائه 
« اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت وشر ما م أعمل » وما ذكره المصنف من تقدم اللام على 
امم هو هكذا في رواية للنسائي « من شر ما علمت ولم أعام » کذا ذکره ابن الإمام في سلاح 
المؤمن . فلا حاجة إلى الاستدلال جخبر مرسل مع وجود هذه الرواية في إحدى الستة. 

وروى أبو داود والطيالسي من حديث جابر بن سمرة « اللهم إني أسألك من الخير كله ما 


F۸‏ كتاب الأذكار والدعوات / الباب الرابع 


علمت ومن شر ما م أعم. اللهم جنبني منكرات الأخلاق والأعال والأدواء والأهواء. 
اللهم إني أعوذ بك من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء . اللهم إفي 


علمت منه وما لم أعلم» وأعوذ بك من الشر كله ما علمت منه وما لم أعام » وهذا أيضاً شاهد 
جيد لرواية النسائي » فنسبة الشيخ المناوي المصنف إلى المخالفة فيه نظر لا يخفى . 

( اللهم جنبني منكرات الاخلاق ) كحقد وبخل وحسد وجبن ونحوها» ( والاعمال) من 
نحو زنا وقتل وشرب خر وسرقة ونحوها (والأدواء) جع داء من نحو جذام وبرص وسل 
واستسقاء وذات جنب ونحوهاء ( والأهواء) جع هوى مقصور هوى النفس والإضافة إلى 
القرينتين الأوليين إضافة الصفة الى الموصوف قاله الطيى . وعطف الاعال على الاخلاق وعطف 
ما بعد الأعال عليها من باب الترقي في الدعاء إلى ما يعم نفسه» وهذه المنكرات منها لا ينفك 
عنه غير المعصوم في منقلبه» ومنها ما يعظم الخطب فيه حتى يصير منكراً يشار إليه بالأصابع» 
وذكر هذا مع عصمة الانبياء تعلم للأمة. 


قال العراقي : رواه التر مذي و حسله والجام وصححه » واللفظ له من حدیث قطبة بن مالك 


اآه. 


قلت : وكذا رواه الطبراني في الكبيرء وابن حبان في الصحيح ولفظهم جيعاً عن زياد بن 
علاقة عن عمه قطبة بن مالك رضي الله عنه قال : كان النبي عه يقول « اللهم إفي أعوذ بك من 
منكرات الأخلاق والأعال والأهواء » ورواه الجا وزاد في آخره « والادواء » وقال: صحيح 
على شرط مسامء وليس لقطبة في الكتب الستة سوى حديثين أحدهم : هذا. 


(«اللهم إني أعوذ بت من جهد البلاء ) أي شدة الابتلاء مع عدم الصبر والجهد 
بالضم وبالفتح وهي الحالة التي يمتحن بها الإنسان أو بجحيث يتمنى الموت ويختاره عليها أو 
قلة المال وكثرة العبال أو غير ذلك وقد تقدم هذا بجحث في كتاب الزكاة. ( ودرك الشقاء ) 
بفتح الراء وسكونها اسم من الإدراك لما يلحق الإنسان من تبعة والشقاء هو الملاك » ويطلق على 
السب المؤدي إلى الملاك. وقيل: هو واحد دركات جهنم » والمعنى من موضع أهل الشقاوة وهي 
جهنم أو من يحصل لنا فيه شقاوة أو هو مصدر إما مضاف إلى المفعول أو إلى الفاعل أي من 
درك الشقاء إيانا أو من در كنا الشقاء . ( وسوء القضاء ) أي المقضى لأن قضاء الله كله حسن 
لا سوء فيه وهذا عام في أمر الدارين» ( وشاتة الاعداء ) أي فرحهم ببلية تنزل بعد وهم 
وسرورھم ما حل ہم من الرازيا والبلاياء وهذه الخصلة الأخيرة تدخل في عموم كل واحدة من 
الثلاثة قبلها وكل واحد من الثلاثة مستقلة فإن كل أمر يكون يلاحظ فيه جهة المبدأ وهو سوء 
القضاء وجهة المعاد وهو درك الشقاء وجهة المعاد وهو جهد البلاء وشماتة الأعداء یقع بکل 
منها . 


كتاب الأذ كار والدعوات / الاب الرابع PEM eA See ae‏ 


أعوذ بك من الكفر والين والفقر » وأعوذ بك من عذاب جهنم وأعوذ بك من فتنة 
الدجال. اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي وبصري وشر لساني وقلبي وشر منتي . اللهم 


قال العراقي : متفق عليه من حديث أي هريرة اه. 

قلت : وكذلك رواه النسائي فالبخاري رواه في كتاب القدر وغيره ومسام في الدعوات كلهم 
بلفظ : « تعوَذوا بالله » بدل « اللهم إي اعود بك ». 

( اللهم إني أعوذ بك من الكفر ) بسائر أنواعه جحداً وعناداً ( والدين ) حيث لا وفاء 
سا مع الطلب. ( والفقر ) هو فقر الال أو فقر النفس› ( وأعوذ بك من عذاب جهم 
وأعوذ بك من فتنة الدجال) . 

قال العراقي : رواه النسائي والحام وقال: صحيح الاأسناد من حديث الي سعيد الخدري : عن 
رسول الله به أنه كان يقول «أعوذ بالله من الكفر والآين » وفي رواية للنسائي من 
الكفر والفقر» ولسام من حديث أي هريرة» عن النبي مه « انه كان يتعوّذ من عذاب القبر 
وعذاب جهنم وفتنة الدجال » وللشيخين من حديث عائشة قال فيه « ومن شر فتنة المسيح 
الدجال » اه. 

قلت : والتعرّذ من الفقر والفاقة والذلة جاء في حديث أي هريرة عند أي داود والنسائىء» 
وابن ماجه» والحا . وعند الطبراني في السنة من حديث عبد الرحمن بن أي بكر « اللهم إفي أعوذ 
بوجهكڭ E‏ واسمك العظيم من الكفر والفقر » وعند الحام من حديث أي بكرة في حديث 
١‏ اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر لا إله إلا أنت» 
وللجاعة من حديث عائشة « وشر فتنة الفقر وشر فتنة المسيح الدجال » وعند الحا في المستدرك 
وابن حبان في صحيحه من حديثها ١‏ وأعوذ بك من الفقر والكفر » وعند البخاري والترمذي 
والنسائي من حديث مصعب بن سعد عن أبيه « وأعوذ بك من فتنة الدنيا - يعني فتنة الدجال - 
وأعوذ بك من عذاب القبر » وحديث أي سعيد الذي عند النسائى فما أشار إليه العراقى لفظهء 
تیت ورل اه ا قول اعرد اه م لتر راذن قال رجلا ورل ا ادل 
الدین بالکفر ؟ فقال رسول الله له : « نعم ». هذا لفظ النسائي» ورواه الجا وابن حبان في 
صحبحبه) وقال N‏ 

( الهم إني أعوذ بك من شر سمعي وبصري ومن شر لساني) أي نطقي فإن أك 
الخطايا منه وهو الذي يورد المرء المهالك» وخص هذه الجوارح لأنها مناط الشهوة ومثار اللذةء 
(و) من شر ( قلي ) يعني نفسي والنفس ممع الشهوات والمفاسد بجحب الدنيا والرهبة من الخلق 
وخوف فوت الرزق والامراض القلبية من نحو حسد وحقد وطلب رفعة» وغير ذلك (و) من 
e‏ إلى الجاع الذي إذا أفرط ربا أوقع في الزنا 
أو مقدماته لا عحالة. فهو حقبق بالاستعاذة من شره»وخص هذه الاشياء بالاستعاذة لأنها أصل 


کل شر وقاعدته ومنبعه. 


E‏ كتاب الأذ كار والدعوات / الباب الرابم 


إنفي أعوذ بك من جار السوء في دار المقامة فإن جار البادية يتحول . اللهم إني أعوذ بك 
والشقاق والنفاق وسوء الأخلاق وضيق الأرزاق والسمعة والرياء » وأعوذ بك من الصمم 


قال العراقي : رواه بو داود والترمذي وحسنه والنسائي والحاکم وصحح اسناده من حدیث 
ی 

قلت : لفظ الترمذي قال : شكل بن حيد قلت يا رسول الله علمني تعوذاً أتعوّذ به قال : فأخذ 
بكفي فقال ١‏ قل اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي ومن شر بصري ومن شر لسافي ومن شر 
قلي ومن شر مني »يعني فرجه . وقال : حسن غریب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث سعد 
بن أوس عن بلال بن يحي اه. كلام الترمذي وشكل بالتحريك له صحبة ولم یرو عنه إلا ابنه 
قال صاحب سلاح امؤمن وليس لشكل في الكتب الستة إلا هذا الحديث. 

( اللهم إني أعوذ بك من جار السوء ) أي من شره ( في دار المقامة ) فإنه هو الشر الدائم 
والأذى اللازم. ( فإن جار البادية يتحول ) لقصر مدته فلا يعظم الضرر فيها. وفي رواية 
لاطبراني جار السوء في دار الإقامة قاصمة الظهر . 

قال العراقي : رواه النسائي وال حا من حديث أي هريرة وقال: صحيح على شرط مسام اه. 

قلت : واللفظ للحا وفيه: أن النبي به كان يقول في دعائه فساقه ورواه ابن ماجه أيضاً 
ي صحيحه . 

( اللهم إني أعوذ بك من القسوة) أي غلظ القلب وصلابته ( والغفلة ) أي ذهول القلب 
عن ذكر الله تعالى إهمالاً وإعراضاًء ( والعيلة ) أي الاحتياج وقلة ذات اليد ( والذلة ) بالكسر 
الهوان على الناس ونظرهم إلى الإنسان بعين الاحتقار والاستخفاف به» ( والمسكنة ) قلة امال 
وسوء الحالء ( وأعوذ بك من الفقر ) فقر النفس لا ما هو المتبادر من معناه من اطلاقه على 
الحاجة الضرورية. فإن ذلك يعم كل موجود :يا أيما الاس أنع الفقراء إلى الله 
( والكفر ) عناداً أو حجداً أو تديناً وأورده عقب الفقر لأنه يفضي إليهء ( والفسوق ) الخروج 
عن الاستقامة والجورء ( والشقاق ) خالفة الحق بأن يصير كل من المنازعين في شق أي ناحية 
كأن كل قرين يحرص على ما يشق على الآخر ( والنفاق ) الحقيقي أو المجازي» ( والسمعة) 
بالضم التنويه بالعمل ليسمعه الناس» ( والرياء ) بالكسر اظهار العبادة ليراها الناس فيحمدوه» 
فالسمعة ان يعمل لله خفية تم يتحدث به تنوياء والرياء أن يعمل لغير الله وذكر هذه الخصال 
لكونہا أقبح خصال الناس فاستعاذته منها إبانة عن قبحها وزجر للناس عنها بألطف وجه وأمر 
بتجنبها بالالتجاء إلى الله » ( وأعوذ بك من الصمم ) بطلان السمع أو ضعفه» ( والبكم ) أي 
الخرس أو هو ان يولد لا ينطق ولا يسمع والخرس أن يخلق بلا نطق ( والجنون) زوال 
العقل » ( والجذام ) علة تسقط الشعر وتفتت اللحم وتجري الصديد منه» ( والبرص ) حركة علة 


كتاب الأذ كار والدعوات / الباب الرابع EASE‏ 


والبكم والعمى والجنون والجذام والبرص وسيىء الأسقام . اللهم إني أعوذ بك من زوال 
نعمتك ومن تحوّل عافيتك ومن فجاءة نقمتك ومن جيع سخطك . اللهم إني أعوذ بك 
من عذاب النار وفتنة النار وعذاب القبر وفتنة القبر وشر فتنة الغنى وشر فتنة الفقر وشر 


تحدث في الاعضاء بياضاً رديئاً» ( وسيء الأسقام ) أي الامراض الرديئة كالاستسقاء والسل 
والمرض المزمن أي الاسقام السيئة فهو من اضافة الصفة للموصوف. 

قال التوربشتي : وم يستعذ من سائر الأسقام لأن منها ما اذا تحامل الانسان فيه على نفسه 
بالتصبر خفف مؤنته كحمى وصداع ورمد» فلذلك استعاذ من السقم المزمن الذي ينتهي صاحبه 
إل حال يفر منه الحمي ويقل دونه المؤانس والمداوي مع ما يورث من الشين . 

قال العراقي : رواه أبو داود والنسائي مقتصرين على الأربعة الأخيرة والحاك بتامه من حديث 
أنس وقال: صحيح على شرط الشيخين اه. 

قلت : أصل الحديث عند البخاري ٠‏ ومسام» وأي داود» والنسائي بلفظ : کان ني الله ا 
يقول: « اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والمرم » وأعوذ بك من عذاب القبر ‏ وأعوذ 
بك من فتنة المحيا والمات ». وزاد الحجاكم وابن حبان فيه «والقسوة والغفلة والعيلة والذلة 
والمسكنة. وأعوذ بك من الفقر والكفر والفسوق والشقاق والسمعة والرياء» وأعوذ بك من 
الصم والبكم والجنون والجذام وسيء الاسقام » هذا لفظ الحاك» وبثله رواه البيهقي في كتاب 
الدعوات. وروى أبو داود والنسائي من حديث أي هريرة «اللهم إني أعوذ بك من الشقاق 
والنفاق وسوء الاخلاق ». وروي احد وابو داود والنسائي من حدیث انس « اللهم إفي اعوذ بك 
من البرص والجنون والجذام ومن سيء الاسقام ». 

( اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك) أي ذهابما مفرد في معنى الجمع يعم النعم 
الظاهرة والباطنة والنعمة كل ملائم تحمد عاقبته» ومن ثم قالوا: لا نعمة لله على كافر بل ملاذه 
استدراج والاستعاذة من زوال النعم يتضمن الحفظ عن الوقوع في المعاصي لأنها تزيلها» ( ومن 
تحول عافيتك ) أي تبدهما ويفارق الزوال التحول بأن الزوال يقال في كل شيء ثبت لشيء ثم فارقه ‏ 
والتحويل تغيير الشيء وانفصاله من غيره فكأنه سأل دوام العافية وهي السلامة من الآلام والأسقامء 
( ومن فجاءة) بالضم والمد بغتة ( نقمتك ) بكسر فسكون غضبلك وعقوبتسك» 
( ومن جميع سخطك ) أي سائر الأسباب الموجبة لذلك فإذاانتفت أسبابها حصلت اضدادها 
ولا مانع من ارادة السبب والمسبب معاً لأن المسبب قد يحصل فيعفى عنه ‏ إن الله لا يعفر أن 
يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء € [ النساء : ٤۸‏ ] وهذا مقول على منهج التعلم لغيره. 

قال العراقي : رواه مسام من حدیٹ ابن عمر اه. 

قلت : وكذلك رواه أبو داود والنسائي ولفظهم سواء إلا عند أبي داود!« وتحويل عافيتك ». 


( اللهم إنى أعوذ بك من عذاب النار ) أي احراقها بعد فتنتهاء ( وفتنة النار ) سؤال 


N r‏ و ات راع 


فتنة المسيح الدجالء وأعوذ بك من المغرم والمأم . اللهم إني أعوذ بك من نفس لا تشع 
وقلب لا يخشع وصلاة لا تنفع ودعوة لا تستجاب» وأعوذ بك من شر الغم ومن ضيق 


خزنتها وتوبيخهم» ( وعذاب القبر ) استعاذ منه لأنه أل منزل من منازل الآخرة» فسأل الله 
تعالى أن لا يتلقاه في أوّل قدم يضعه في الآخرة في قبره عذاب ربه» ( وفتنة القبر ) التحير في 
جواب الملكين وهو من عطف العام على الخاص فعذابه قد ينشا عن فتنته بان يتحير فيعذب 
لذلك» وقد يكون لغيرها كأن يجيب بالحق ولا يتحير ثم يعذب على تفريطه في بعض الأمورات أو 
المنهيات . وقال الطيى : قوله وفتنة النار أي فتنة تؤدي إلى عذاب النار وإلى عذاب القبر لثلا 
يتکرر إذا فسرنا بالعذاب» ( وشر فتنة الغنى ) أي البطر والطغيان وصرف الال في المعاصي » 
( وشر فتنة الفقر) حسد الأغنياء والطمع فيا همم والتذلل همم با يدنس العرض ويثام الدين 
ويوجب عدم الرضا با قسم . ( وشر فتنة المسيح الدجال ) سمي الدجال مسيحا لكون إحدى 
عينيه ممسوحة أو لمسح الخير منه فعيل بمعنى مفعول أو لمسحه الأرض أي قطعها في أمد قليل فهو 
بمعنی فاعل » وفي ذ کر الدجال احتراز عن عیسی عليه السلام نما استعاذ منه مع کونه لا يدر که 
نشراً لخبره بين أمته جيلاً بعد جيل لئلا يلتبس كفره على مدر كه ( وأعوذ بك من المغرم) أي 
مغرم الذنوب والمعاصي أو هو الدين فا لا بحل أو فيا يحل » لکن يعجز عن وفائه امادين احتاجه 
وهو يقدر على أدائه فلا استعاذة منه ء أو المراد الاستعاذة عن الاحتياج إليهء ( والمأثم ) أي ما يأم 
به اللانسان أو ما فر إنم أو ما يوجب الإم نفسه وضعا للمصدر موضع الاسم . 

قال العراقى : متفق عليه من حديث عائشة اه. 

قلت : وكذلك رواه الترمذي بتقدم وتأخبر والنسائي وابن ماجه مختصراً والحاك بزيادة ولفظ 
الجاعة أن النبي مير كان يقول: « اللهم إني أعوذ بك من الكسل والمرم والمغرم والمأم اللهم إفي 
أعوذ بك من عذاب النار وفتنة القبر وعذاب القبر وشر فتنة الغنى وشر فتنة الفقر ومن شر فتنة 
المسيح الدجال » الحديث . وفي الصحيح قال له قائل : ما أكثر ما تستعيذ من المغرم يا رسول الله ؟ 
قال « إن الرجل إذا غرم حدث فكذب ووعد فأخلف ». 

( اللهم إن أعوذ بك من نفس لا تشع وقلب لا يخشع ) تقدم الكلام عليها قريباً ( وصلاة 
لا تنفع ) أي صاحبها بقلة الخشوع فيها فتلف كا يلف الثوب ويرمى بها على وجه صاحبهاء أو 
المراد بالصلاة الدعاء ومعنى لا تنفع لا تسمع» ( ودعوة لا تستجاب ) أي لا يستجاب هاء 
( وأعوذ بك من شر الغمر ) بكسر الغين المعجمة الحقد كذا ضبط أو هو بضم العين المهملة كا 
سبأتي وفي بعضها ١‏ من شر الغم ». ( ومن ضيق الصدر ) هو عدم انفساحه لقبول الإيان قاله 
العراقي . رواه مسام من حديث زيد بن أرقم في أثناء حديث « اللهم إفي أعوذ بك من قلب لا يخشع 
ونفس لا تشبع وعمل لا يرفع ودعوة لا يستجاب هما » ولأبي داود من حديث أنس «اللهم إلي 
أعوذ بك من صلاة لا تنفع » وشك أبو المعتمز في سماعه من أنس» وله وللنسائي باسناد جيد من 
حديث عمر في اثناء حديث « واعوذ بك من سوء العمر واعوذ بك من فتنة الصدر » اه. 


كتاب الأذ كار والدعوات / الباب الرابع EO Sl‏ 


الصدر . اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين وغلبة العدو وشماتة الأعداء . وصلى الله على 


قلت : وحديث زيد بن أرقم المشار إليه رواه أيضاً الترمذي والنسائي ولفظه« لا أقول لكم إلا 
کا كان رسول الله ي يقول: اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والبخل واهرم 
وعذاب القبر . اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها . اللهم إني 
أعوذ بك من عام لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب ها». 
ورواه كذلك أحد وعبد بن حيد وتقدم مثل هذه الجمل الأخيرة من حديث ابن مسعود قال: 
كان من دعاء رسول الله ب يقول « اللهم إني أعوذ بك من عام لا ينفع وقلب لا يخشع ودعاء لا 
يسمع ونفس لا تشبع » وفيه زيادة تقدم ذكرها. 

وروى الترمذي والبيهقي من حدیث على : کان أکثر مادعا به رسول الله بي عشية عرفة 
1 اللهم اي أعوذ بك من عذاب القبر ووسوسة الصدر » قال الترمذي : وليس إسناده بالقوي» 
وحديث عمر بن الخطاب الذي أشار إليه العراقي قد رواه أيضاً ابن ماجه وابن حبان في الصحيح › 
ولفظ أي داود : « كان النبي بيه يتعوّذ من خس من الجن والبخل وسوء العمر وفتنة الصدر 
وعذاب القبر ». 

( اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين ) ثقله وشدته وذلك حيث لا وفاء سا مع الطلب» وفي 
بعض الآثار ما دخل هم الدين قلباً إلا أذهب من العقل ما لا يعود » ( وغلبة العدو ) أي تسلطه 
والعدو من يفرح بمصيبته ويجحزن بمسرته وقد يكون من الجانبين أو أحدها » ( وشماتة الأعداء ) 
أي فرحهم بمصيبته وختم بهذه الكلمة البديعة لكونها جامعة متضمنة لسؤال الحفظ من جيع 
المعاص . 

قال بعض العارفين : إنغا حسن الدعاء بدفع ثشماتة الأعداء لأن من له صيت عند الناس وتأمل 
وجد نفسه بينهم كبهلوان يشي على حبل عال بقبقاب » وجيع الاقران والحساد واقفون ينتظرون 
متى يزلف ثم من أشق ما على الزالف أن يغلب عليه رعاية مقامه عند الخلق فإنه يذوب قهراً بخلاف 
من يراعي الحق فإن اللأذى يخف عليه ولو أظهر كلهم الشماتة» فلذلك خف على العارف أثر شماتة 
الاعداء وثقل على المحجوب. وإنا قال به ذلك خوفاً على اتباعه من التفرقة وقلة انتفاع المؤلفة 
إذا قل تعظيمه لا لكونه يتأثر مراعاة لحظ نفسه لعصمته من ذلك والله أعم. 

قال العراقي : رواه النسائي والحا من حديث عبدالله بن عمر وقال: صحيح على شرط مسام 
اه. 

قلت : ولفظه أن رسول الله مه كان يدعو بهؤلاء الكلات « اللهم إني أعوذ بك من غلبة 
الدين وغلبة العدو وشاتة الأعداء » وكذا رواه احد والطبراني» ورواه ابن حبان في صحيحه 
ولفظه غلبة العباد . 


E OO ORE i‏ الأذكار والدعوات / الباب الخامس 


الباب الخامس 

في الأدعية المأثورة عند حدوث كل حادث من الحوادث: 

إذا أصبحت وسمعت الأذان فيستحب لك جواب المؤذن وقد ذكرناه وذكرنا أدعية 
e‏ والخروج منه وأدعية الوضوء في كتاب الطهارة . فإذا خرجت إلى المسجد 

فقل : ١‏ الهم اجعل في قلبي نورا وفي لسافي نورا واجعل في سمعي نورا واجعل في بصري 
نورا واجعل خلفي نورا وأمامي نورا واجعل من فوقي نورا . اللهم أعطني نوراً » وقل أيضاً: 

الباب الخامس 
في الأدعية المأثورة عند كل حادث من الحوادث 

( واذا أصبحت وسمعت الأذان يستحب لك جواب المؤذن) فتقول مثل ما يقولء» 
( وقد ذكرناه وذكرنا أدعية دخول) بيت (اخلاء و) أدعية (الخروج منه و) كذا 
( أدعية الوضوء) كل ذلك ( في كتاب ) أسرار ( الطهارة) على وجه التفصيل» لأن المقام 
اقتضى ذكرها هنالك » والذي يناسب ذكره هنا أدعية الخروج من المنزل إلى المسجد لقصد الصلاة 
فأشار البه بقوله: ( فإذا خرجت ) من منزلك ( إلى المسجد فقل «اللهم اجعل في قلي 
نورا ) أي عظماً كا يفيده التنكير › > ( وني لساني نورآً) يعني في نطقي استعاره للعام والمداية فهو 
على وزن: فهو على نور من ربه) [ الزمر: ۲۲ ] وجعلنا له نورا يشي به في الناس ي 
[ الأنعام : ١۲‏ ( وي سمعي نورا) ليصير مظهر الله مسموع ومد رکا لکل کال لا مقطوع 
ولا منوع. ( واجعل في بصري نورا ) ليتحلى بانوار المعارف وتتجلى له صنوف الحقائق » فهو 
راجع إلى البيان والمداية 3 يدي الله لنوره من يشاء ) [ النور : ٠‏ ] وخص هؤلاء الثلاثة « بفي » 
الظرفية لأن القلب مقر الفكر في آلاء الله ونعائه ومکانها منه ومعدنها. والاساع مراسی أنوار 
وحي الله تعالی و حط آیاته المنزلة على عباده» والبصر مسارح آیات الله المنصوبة المبثوثة في الآفاق 
والانفس وحلها ( و) اجعل من ( أمامي نورا و) من ( خلفي نورا و) اجعل من ( فوقي 
نورا ) لأكون محفوفاً بالنور من سائر الجهات» فكأنه سأل أن يزج به في النور زجاً ی 
الات روتكف له المعلومات زيشاهد بكل جارحة نه ساز البضرات . ( اللهم اعطني نوراًء ) 
عظما لا يكتنه كنهه لأكون دائم السير والترقي في درجات المعارف» فالقصد طلب مزيد النور 
ليدوم له الترقي في السيرء وأراد بالنور العظي الجامع للأنوار كلها وغيرها كانو!ر الأسماء الإلمية 
وانوار الارواح. 


كتاب الأذ كار والدعوات / الباب الخامس CEO SASS‏ 
, اللهم إني أسألك جحق السائلين عليك وجق ممشاي هذا إليك» فإني لم أخرج أشراً ولا 


وقال الطيبى : معنى طلب النور للأعضاء عضواً عضواً أن تتحلى بأنوار المعرفة والطاعة وتتعرى 
تن ظلمة اهال والعضة لان الاسان در شهوة وطضان رى أنه قك أعاطت ب لات اة 
معتورة عليه من فوقه إلى قدمهء والأدخنة الثائرة من نيران الشهوات من جوانبه ورأى الشيطان 
يأتيه من جع جهاته بوساوسه وشبهاته ظلهات بعضها فوق بعض لم ير للتخلص منها مساغاً إلاً 
بأنوار سادة لتلك الجهات. فسأل الله أن يسدده بها ليستأصل شافة تلك الظلات ارشاداً للأمة 
وتعلياً هم وهذه الأنوار كلها راجعة إلى هداية وبيان» وإلى مطالع هذه الانوار يشير قوله تعالى 
الله نور السموات والأرض) إلى قوله 3 نور على نور يمدي الله لنوره من يشاء © [النور : 
٥‏ ] وإلى أودية تلك الظلات يلمح قوله تعالى أو كظلات في بجر لجى) إلى قوله ‏ ظلهات 
بعضها فوق بعض ) [ النور : ٠٠‏ ] وقوله ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور © [ النور : ٠٠‏ ] 
وقال الاكمل النور الذي فوقه تنزل روحي إلمي بعلم غريب يسبقه خبر ولا يعطيه نظر » والذي خلفه 
الذي نسعی بين يديه اتباعه. 

قال العراقي : الحديث متفق عليه من حديث ابن عباس اه. 

قلت: قال أبو نعم في المستخرج: حدثنا أبو محمد بن حبان» حدثنا مد 
ابن يح يعني ابن منده» حدئناابو كکريیب» حدئنا مد بن فضيل› 
عن حصين هو ابن عبد الرهن» عن حبيب بن أي ثابت» عن محمد بن علي بن عبد الله بسن 
عباس» عن أبيه» عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: رقدت عند النبي بإ . فذكر الحديث في 
صلاة النبي بُ بالليل» وقراءته الآيات من آخر سورة آل عمران وفيه : ثم أتاه المؤذن فخرج 
وهو يقول الهم اجعل في قلبي نورا . وفي بصري نورا وفي سمعي نورا وني لسافي نورا وعن 
يني نوراً» وعن يساري نوراً» ومن أمامي نورا ومن خلفي نورا وأعظم لي نورا « هذا دیف 
صحيح أخرجه مسام عن واصل بن عبد الأعلى وأبو داود عن عثان بن أبي شيبة وابن خزية عن 
هارون بن اشاق ثلالتهم عن جمد بن فضيل: ورقع ي رراية مضا ومن فوفي ومن تحتي » بدل 
« عن ييني وعن يساري » كا هو عند المصنف» ووقع عنده أيضاً « واعطني » بدل « واعظم لي» ١‏ کا 
هو عند المصنف. وكذا رواه ابو داود من روایة هشام عن حصین لکن قال « واعظم لي نورا » 
واختلف الرواة على علي بن عبدالله وعلى سعيد بن جبير وغيرهما عن ابن عباس في محل هذا 
الدعاء : هل هو عند الخروج إلى الصلاة أو قبل الدخول فيها أو في أثنائها أو عقب الغراغ منها 
ويجمع باعادته» وقد أوضحه الحافظ في فتح الباري . 

( وقل: « اللهم إني أسألك بجق السائلين عليك) وهم المتضرعون إلى الله تعالى بخالص 
طوياتہم » ( وبجحق نمشاي هذا إليك ) الممشى مصدر ميمي بمعنى المشي وهو الانتقال من مكان إلى 
مكان بارادة» والمراد بالحق في الموضعين الجاه والحرمة كا تقدمت الإشارة إليه في خر كتاب 
العقائد . إذ لاحق لمخلوق على الخالق وقوله: « إليك » أي إلى بيتك. ( م أخرج) من منزلي 
( أشراً) حركة كفر النعمة ( ولا بطراً) حر كة بمعناه» وقيل : الأشر شدة البطر فهو أبلغ منه» 


۳٦‏ ........... كتاب الأذكار والدعوات / الباب الخامس 


ظا ولا را ر م حرجت اقا خط وابتغاء مر ضصاتك ‏ فاسالك أن تقذن 
من النار وأن تغفر لي ذنولي إنه لا يغنر الذنوب إلا أنت ». فإن خرجت من المنزل 


لحاجة فقل : « بسم الله رب أعوذ بك أن أظام أو أظام أو أجهل أو يجهل علي . بسم الله 


والبطر أبلغ من الفرح إذ الفرح وإن كان مذموماً غالباً فقد يعمد على قدر ما يجب » وف الموضع 
الذي يجب فبذلك فليفرحوا وذلك لأن الفرح قد يكون من سرور بحسب قضية العقل. والأثر لا 
يكون إلا فرحا بحسب قضية الهوى» ( ولا رياء ولا سمعة) قد تقدم تفسيره) قريبا ( خرجت 
اتقاء ) أي حذر ( سخطك ) وهو الغضب الشديد المقتضى للعقوبة» والمراد هنا انزال العذاب 
( وابتغاء ) أي طلب ( مرضاتك) أي رضاك. (فاسألك أن تنقذنى ) أي تخلصني ( من 
النار ) أي من عذابما ( وأن تغفر ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت» ) قال العراقي : رواه 
ابن ماجه من حديٿث الي سعد الخدري باسناد حسن اه. 

قلت : رواه ابن ماجه» عن مد بن يزيد بن ابراهي» عن فضيل بن مرزوق» عن عطية هو 
العوفيء عن أي سعيد قال: قال رسول الله ل « إذا خرج من بيته إلى الصلاة فقال اللهم إفي 
أسألك بجحق السائلين عليك وبجحق مشاي هذا فإني لم أخرج أشرأ » وساقه كسياق الصنف» ثم قال 
وکل الله به سبعين ألف ملك يستغفرون له وأقبل الله عليه بوجهه حتى يقضي صلاته ». وأخرجه 
أحد عن يزيد بن هارون عن فضيل بن مرزوق. وهو في كتاب الدعاء للطبراني عن بشر بن 
موسى عن عبد الله بن صالح العجلي عن فضيل بن مرزوق . ورواه ابن خزية في كتاب التوحيد من 
رواية محمد بن فضيل بن غزوان» ومن رواية أي خالد الأحر. وأخرجه أبو نعم الأصبهاني من 
رواية أي نعم الكوفي كلهم عن فضيل بن مرزوق» وعطية العوفي صدوق في نفسه حسن له 
الترمذي عدة احاديث بعضها من افراده» وإنما ضعف من قبل التشيع ومن قبل التدليس . 

وقد روي نحو هذا عن بلال رضي الله عنه قال أبو بكر بن السني : حدثنا عمد بن عبدالله البغوي » 
حدثنا الحسن بن عرفة» حدثنا علي بن ثابت الجزري » عن الوازع بن نافع » عن أي سلمة بن عبد 
الرحمن» عن جابر بن عبد الله رضي الله عنها » عن بلال رضي الله عنه مؤذن النبي ع قال : كان 
الني خر إذا خرج إلى الصلاة قال « بسم الله آمنت بالله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا 
بالله اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك وبجحق مخرجي هذا فإفي م أخرجه أشرأ ولا بطرأ ولا رياء 
ولا سمعة خرجت ابتغاء مرضاتك واتقاء سخطك . أسألك أن تعيذني من النار وتدخلني الجنة » . 
وأخرجه الدارقطني في الإفراد من هذا الوجه وقال: تفرد به الوازع» وقد قال أبو حاتم وغيره أنه 
متروك وقال ابن عدي : أحاديثه كلها غبر حفوظة . 

( وإن خرجت من المنزل لخاجة فقل «بسم الله رب أعوذ بك أن أظلم) أحداً من 
اناس( أو أظلم) أي يظلمني احد ( أو أجهل) أي أمور الدين ( أو يُجهل علي ) بضم الياء 
التحتبة اي ما يفعل الناس من إيصال الضرر لي . 


كتاب الأذ كار والدعوات / الباب الخامس EV‏ 


الر حجن الرحم لا حول ولا قوة إلا بالل العلي ا التكلان على الله » فإذا 
N TT OTT‏ سام . اللهم 
اغفر لي جيع ذنولي وافتح لي أبواب رحتك » وقدم رجلك اليمنى في الدخولء فإذا 


قال الطيي: من خرج من منزله لا بذ أن يعاشر الناس ويزاول الأمور فيخاف العدل عن 
الصراط المستقم» ففي أمور الدنيا بسبب التعامل معهم بأن يظلم أو يظلم» وأما لحق بسبب الخلطة 
والصحبة فأما أن يجهل أو يجهل عليه فاستعاذ من ذلك كله بلفظ ءجيز ومتن رشيق مراعياً للمقابلة 
المعنوية والمشاكلة اللفظية اه. 

وقيل : معنى أجهل أويُجهل علي أفعل بالناس فعل الجهال من الايذاء والاضلال أو المراد الحال 
التي كانت العرب عليها قبل الاسلام من الجهل بالشرائع والتفاخر في الانساب والتعاظم بالاحساب 
والكبر والبغي ونحوها. 

قال العراقي : رواه أصحاب السنن من حديث أم سلمة. قال الترمذي : حسن صحيح اه. 

قلت : ورواه كذلك أحمد والحا؟ وصححه وابن عساکر في التاریخ إلا أنه زاد « أو أبغي أو 
بغي علي » وني بعض رواياتهم زيادة « أن أزل أو أضل » قبل قوله « أن أظلم» . وفي رواية للنسائي 
کان ذا خرج من بيته قال « بسم الله اللهم إنا نعوذ بك من أن نزل أو نضل أو نظلم أو نظل أو 
نجهل أو يجهل علينا» . ( بسم الله الرحمن الرحم لا حول ولا قوّة إلا بالله ) أي لا حيلة ولا قوة 
إلا بتيسيره ومشيئته ( التكلان ) بالضم أي الاعتاد ( على الله» ) . 

قال العراقي : رواه ابن ماجه من حديث أي هريرة أن النبي له كان إذا اخرج من منزله قال 
١‏ بسم الله ». فذكره إلا انه لم يقل « الرحن الرحم » وفيه ضعف اه. 

قلت : و كذلك أخرجه الحا وابن السني. وروى الطبراني في الكبير من حديث بريدة الاسلمي 
رضي الله عنه رفعه کان إذا خرج من بيه قال « بنع الله تو كلت غل الله لا حول ولا وة إلا 
بالله . اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أضل أو أزل أو أزل أو أظم أو أظلم أو أجهل أو يُجهل علي 
9 أبغي أو يُبغى علي » وقد تقدم ذكر أدعية الخروج في كتاب الحج وبسطت عليه الكلام هناك. 

( فإذا انتهيت إلى المسجد تريد دخوله فقل « الهم صل على جد وسا . اللهم اغفر لي 
جع ذنوي وافتح لي أبواب رحتك» ) قال العراقي : رواه الترمذي وابن ماجه من حدیث 
فاطمة بنت رسول اله إل . قال الترمذي حسن وليس إسناده بمتصل متصل » ولسلم من حديث أي حيد 
أو آي أسيد إذا دخل أحدك المسجد فليقل « اللهم افتح لي أبواب رحمتك » وزاد أبو داود في أوله 
« فليسام على النبي ل » اه. 

قلت : أما حديث فاطمة رضي الله عنها» فقال الطبراني في الدعاء : أخبرنا إسحاق بن ابراهي» 
عن عبد الرزاق» عن قيس بن الربيع » عن عبد الله بن الحسن» عن أمه فاطمة بنت الحسن » عن 


eeeneeenacneneneneeBBeBnBnenBNGOBOBGGOOBRGRGRRRB Reena 


فاطمة الكبرى رضي الله عنها قالت : كان رسول الله مل إذا دخل المسجد قال « اللهم صل على 
محمد وسام واغفر لي ذنولي وافتح لي أبواب رحتك » وإذا خرج قال مثلها لكنه يقول « أبواب 
فضلك ». 

وقد روي من وجه آخر فيه الحمد والتسمية والصلاة والتسلم . قال أبو بشر الدولاني : حدثنا 
مد بن عوف» حدثنا موسی بن داود» حدثنا عبد العزیز بن مد الدراوردي» عن عبدالله بن 
الحسن» عن أمه فاطمة بنت الحسين» عن فاطمة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله مه إذا 
دخل المسجد قال « بسع الله والحمد لله وصلى الله على النبي وسام. اللهم اغفر لي » فذ كر مثل الذي 
قبله ‏ لكن قال سهل بدل افتح في الموضعين. ورواة هذا الاسناد ثقات إلا أن فيه الإنقطاع الذي 
بأ ذكره» وقد شذ صالح بن موسى الطلحي» فرواه عن عبد الله بن الحسن عن أمه عن أبيها 
الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب أخرجه أبو يعلى من طريقه» وصالح ضعيف . 

وقد روي هذا الحديث من وجه خر قال الطبرافي : حدثنا مد بن عبد الله الحضرمى » حدثنا 
ابراهم بن يوسف الصيرنفي » أنبأنا سعيد بن الحسن» عن عبد الله بن الحسن» عن أمه » عن جدتها 
فاطمة بنت رسول الله مم ورضي عنها قالت : كان رسول الله بل إذا دخل المسجد حد الله 
وسمى وقال: «اللهم اغفر وافتح لي أبواب رحتك » وإذا خرج قال مثل ذلك. وقال أبواب 
فضلك . وأخرجه ابن السني عن موسى بن الحسن الكوفي عن ابراهي بن يوسف ووقع في روايته عن 
جدته» وفیه وز لأا جدته العليا» وهو عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أي طالب 
ففاطمة رضي الله عنها جدة أبيه وجدة أمه أيضاً لأن أمه هي فاطمة بنت الحسين بن علي » ورجال 
هذا السند أيضاً ثقات » لكن فيه انقطاع يأتي بيانه. 


وروي من وجه آخر بزيادة الصلاة فيه . قال الإمام أحمد: : حدنا إسماعيل بن ابراه هو ابن 
علية» حدثنا لىث هو ار بن ابي سلي» » عن عبدالته بن الحسن » » عن أمه فاطمة بنت الحسين » عن فاطمة 
بنت رسول الته م قالت : كان رسول الله له إذا دخل المسجد صلى على مد وسام ثم قال 
« اللهم اغفر لي ذنولي وافتح لي أبواب رحمتك » وإذا خرج صلى على مد وسام ثم قال « اللهم اغفر 
لي ذنولي وافتح لي أبواب فضلك » قال إسماعيل : فلقيت عبد الله بن الحسن فسألته عن هذا الحديث 
فقال : كان إذا دخل قال « رب افتح لي أبواب رتك » وإذا ا 
وهكذا أخرجه الترمذي عن علي بن حجر عن إسماعيل بن علية. وأخرجه ابن ماجه عن أي بكر 
ان آي عة غق (اعیل واي شان کاھا عق لیت وم بذ کر قزل غيل فقیت :سا آنه بن 
الحسن » وقول الترمذي : ليس إسناده بمتصل بينه بقوله فاطمة بنت الحسين لم تدرك جدتها فاطمة 
الكبرى لأنہا عاشت بعد النبي مب أشهراً. قال الحافظ : وكان عمر الحسين عند موت أمه رضي 
الله عنها دون نان سنين والته اعام . 


وأما حديث أي حيد وأبي أسيد» فرواه مسام عن حامد بن عمر» عن بشر بن المفضل» عن 


euuuuunencunununnanncenenenenannenaneNeNNBBOCOGOBOBGOGGGOSONODSCSNOODSSSSSSeeenonnes 


عمارة بن غزية » عن ربيعة بن أي عبد الرحمن» عن عبد الملك بن سعيد الأنصاري» عن أي حيد 
أو أن اسن . ورواه مسام أيضاً عن يحي بن يحي النيسابوري > عن سلمان بن بلال» عن ربيعة. 
وأخرجه أبو داود عن عمد بن ان الد عن عد اير ز الدراوردي عن ربيعة . وأخرجه 
الدارمي عن الغضبي عن سلهان بن بلال . وأخرجه أيضاً عن يحى بن حسان عن الدراودي . 
وأخرجه المخلص في فوائدهعن يحي بن محمد بن صاعد» عن سوار بن عبد الله العنبري» عن بشر 
ابن المفضل. وأخرجه أبو نعي في المستخرج عن فاروق بن عبد الكبير » عن أي مسام» عن مسدد 
عن بشر بن المفضل . وأخرجه أيضاً عن جعفر بن مد بن عمر» وعن أبي حصين الوارعي عن يجي 
بن عبد الحمید الحجاني عن سلمان بن بلال. قال مسام : سمعت یحی بن یحی یقول: کتبته من کتاب 
سهان ين بلال قال يلفن ان ى الان بقول» يع فن سلان دة المد كر ر عن آي خد 
ET‏ 

يعني أن الحماني رواه بواو العطف. وأن يحي بن يحي رواه « بأو » التي للتردد ولم ينفرد الحمافي 
بذلك. فقد اخرجه أحد عن أبي عامر العقدي عن سلمان بواو العطف أيضاًء وكذا أخرجه 
النسائي وأبو يعلى وابن ¿ حبان من رواية سلپان» ول ينفرد به عن سلڀان أيضاً بل جاء من رواية 
عارة بن غزية أيضاً كا عند الطبراني في الدعاء وأني عوانة في الصحيح . وأخرجه ابن ماجة من 
رواية إسماعيل بن عياش عن عمارة بن غزية» لكن قال عن أبي حيد ولم يذ كر أباأسيد» وهكذا 
أخرجه أبو عوانة أيضا من رواية عبد العزيز الأوسي عن الدراوردي» والله أعام. 


ننسه: 


وني الباب عن أبي هريرة» وعبد الله بن عمرو» وأنس بن مالك رضي الله عنهم. 

أما حديث أبي هريرة» فأخرجه النسائي في اليوم والليلة» وابن ماجه» وابن خزيمة» وابن 
حبان» والطبراني جيعاً من طريق بغداد هو محمد بن بشار قال: حدثنا أبو بكر الحنفىء حدثنا 
الضحاك بن عثان» حدثنا سعيد المقبري » عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : رسول الله عل « إذا 
دخل أحدك المسجد فليسام على النبي بيه ثم ليقل: اللهم افتح لي أبواب رحتك» وإذا خرج من 
المسجد فليسام على النبي به وليقل : اللهم اعصمني من الشيطان الرجم » وأخرجه ابن السني عن 
النسائي» وأخرجه أيضاً من رواية عمرو بن علي الفلاس عن أبي بكر الحنفي . وأخرجه يوسف 
القاضي في كتاب الدعاء من رواية حيد بن الأسود عن الضحاك. وأخرجه الحا من طريق أي 

بكر الحنفي وقال: صحيح على شرط الشيخين ووقع في رواية النسائي « باعدفي» وفي نسخة 
e‏ ن السني . وفي رواية ابن خزية وابن حبان « أجرفي » ورجال 
هذا الحديث من رجال الصحيح > لكن أعله النسائي فأخرجه من طريق عمد بن عجلان عن سعيد 
المقبري عن أبي هريرة عن كعب الاحبار أنه قال له : أوصيك بائنتين فذ كر هذا الحديث بنحوه. 
ومن طريق محمد بن عبد الرحمن بن أي ذئب عن سعيد المقبري عن أي هريرة عن كعب» كذلك 


۳0٠‏ ........ كتاب اللأذكار والدعوات / الاب الخامس 


رامت ف الد من يبيع أو يبتاع فقل: « لا أربح الله تعارتك » وإذا رأیت من ينشد 
ضالة في المسجد فقل : ١‏ لا ردها الله عليك » أمر به رسول الله ّي . فإذا صليت ر كعتي 


قال النسائي :ابن أي ذئب اثبت عندنا من الضحاك بن عثان» وعن مد بن عجلان وحديثه أولى 
بالصواب . قال الحافظ ورواية ابن عجلان أخرجها عبد الرازق وابن أي شيبة في مصنفيها 
كذلك . وأخرجه عبد الرزاق عن أبي معشر عن سعيد المقبري أن كعباً قال لأبي هريرة» فذكره» 
فهؤلاء ثلاثة خالفوا الضحاك في رفعه. وزاد ابن أبي ذئب في السند راوياً وخفيت عليه العلة على 
من صحح الحديث من طريق الضحاك وني الجملة هو حسن لشواهده والله أعم. 

وأما حديث عبد الله بن عمر فقال أبو داود في السنن : حدثنا إسماعيل بن بشر بن منصور› 
حدثنا عبد الرحن بن مهدي » عن عبد الله بن المبارك» عن حيوة بن شريح قال: لقيت عقبة بن 
مسام فقلت له : بلغني انك حدثت عن عبد الله بن عمرو» عن النبي م انه كان يقول إذا دخل 
المسجد «أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكرم وسلطانه القوم من الشيطان الرجم قال: أقط قال : نعم . 
قال : فإذا قال ذلك قال الشيطان حفظ مني سائر اليوم » ومعنى قوله «أقط » ما بلغك إلا هذا 
خاصة والهمزة للاستفهام » والمشهور في طاء قط التخفيف . 

وأما حديث أنس» فأخرجه ابن السني عن الحسن بن موسى الريفي : حدثنا ابراهم بن ايم 
الملدي. حدثنا ابراهي بن مد بن البختري شيخ صالح بغدادي حدئنا عيسى بن يوسف» عن 
معمر . عن الزهري» عن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله ملم إذا دخل المسجد قال 
١‏ بسم الله اللهم صل على محمد » وإذا خرج قال ١‏ بسم الله اللهم صل على عمد ». 

( فإذا رأيت في المسجد من يبيع فيه أو يبتاع) أي يشتري ( فقل: « لا أربح الله تجارتك» 
وإذا رأيت من ينشد) أي يطلب ( ضالة في المسجد فقل «لا رد الله عليك» أمر بذلك 
رسول الله عه ) . 

قال العراقي : حديث « لا أربح الله » رواه الترمذي وقال : حسن غريب والنسائي في اليوم 
والليلة من حديث الي هريرة» وحديث « لا رد الله عليك » رواه مسام من حديث الي هريرة اه. 


قلت : حديث الضالة رواه مسام عن زهير بن حرب» ورواه أبو داود عن عبيد الله القواريري ' 
كلاهما عن عبد الله بن يزيد المقرى عن حيدة بن شريح قال: سمعت أبا الاسود مد بن عبد 
الرحمن بن نوفل يقول : أخبرني أبو عبدالله مولى شداد بن الاد أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول : 
سمعت رسول الله ب يقول « من سمع رجلا ينشد ضالة في المسجد فليقل لا ردها الله عليك 
فإن المساجد لم تبن مذا » وأخرجه الفاكهي في تاريخ مكة عن ابن أبي ميسرة عن المقري » وأخرجه 
مسام أيضاً» وابن حبان من رواية عبد الله بن وهب عن حيوة. وف الباب عن بريدة الاسلمي» 
وأنس بن مالك» وجابر بن عبد الله وسعد بن ألي وقاص» وعصمة» وابن مسعود رضي الله 


عنهم. 


oneness 


أما حديث بريدة فأخرجه أبو بكر بن أي شيبة» عن وكيع » عن أبي هناد » عن علقمة بن 
مرثد» عن سلهان بن بريدة» عن أبيه أن رجلا قام في المسجد فقال: من دعا إلى الجمل الأحر 
فقال النبي بره : ١‏ لا وجدت فإنما بنيت المساجد لا بنيت » والمعنى من يعرف الجمل فدعا 
صاحه r‏ بن ألي شيبة » وقد رواه سفيان الثوري عن علقمة بن مرئد 
بلفظ « من يعرف الجمل الأحر ». أخرجه مسام عن حجاج بن الشاعر عن عبد الرزاق عن الثوري . 

وأما حديث أنس» فأخرجه النسائي عن إسحاق ب ا ی و ا ر و ل : قلت لأبي 
قرة E O‏ 
فقال النی ی عو « لا وجدت » فأقرَ به ابو قرة وقال: نعم. وهو في مسند إسحاق بن راهوية 
هكذا. وأخرجه البزار من وجه آخر عن عمرو بن أي عمرو . 

وأما حديث جابر » فأخرجه النسائي عن محمد بن وهب بن أبي كرية» عن محمد بن سلمة» عن 
أي عبد الرحم > عن زيد بن ألي أنيسة» عن أي الزبير عن جابر قال : سمع رسول الله له رجلاً 
ينشد ضالة في المسجد فقال « لا وجدت». 

وأما حديث سعد» فأخرجه البزار وهو بنحو حديث أنس . 

وأما حديث عصمة » فأخرجه الطبراني ولفظه ١‏ قولوا لا ردها الله عليك ». 

وأما حديث ابن مسعود» فأخرجه أبو العباس السراج» عن عثان بن أي شيبة» حدثنا مد 
بن فضيل » عن عاصم الأحول» عن أب عثان قال : سمع ابن مسعود رجلا ينشد ضالة في المسجد 
فعضب وسته» فقال له الرجل: ما كنت فاحشا. فقال « بهذا امرنا ». واخرجه ابن خزية في 
الصحبح من طريق ممد بن فضيل بهذا السند» وأخرجه البزار من وجه آخر عن عاصم الأحول 
وقال في آخره ١‏ بهذا أمرنا إذا وجدنا من ينشد ضالة في المسجد أن نقول له لا وجدت » وف الباب 
أيضاً عن عبد الله بن عمروء وثوبان جد ممد بن عبد الرحمن وسيذ كره قريباً. 


وأما حديث ١‏ لا أربح الله » فقال الدارمي : حدثنا الحسن بن أبي يزيد » حدثنا عبد العزيز بن 
مد حدثنا يزيد بن حقيقة» عن مد بن عبد الرحجن» عن ثوبان» عن أي هريرة رضي الله عنه 
أن رسول الله ی قال « إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد فقولوا لا أربح الله تجارتك وإذا 
رأيتم من ينشد فيه ضالة فقولوا لا أداها الله لك » أخرجه الترمذي عن عن الحسن بن علي الخلال عن 
عارم. وأخرجه النسائي عن إبراهي بن يعقوب عن علي بن المديني وأخرجه ابن خزية عن أي 
خليفة عن عبد الله بن عبد الوهاب الحجيمي . اربعتهم عن عبد العزيز بن خمد وهو 
الدراوردي . وأخرجه ان ان عن ابن ر وا ام من وران عار م و قال فح عل رط 
مسل 


ورواه ابن السني والطبراني فقال: عن عمد بن عبد الرحهن بن ثوبان» عن أبيه » عن جده أن 


ror‏ كتاب الأذ كار والدعوات / اللاب الخامس 


الصبح فقل : ١‏ بسم الله اللهم إني أسألك رحة من عندك تهدي بها قلبي » الدعاء ای 
آخره. کا أوردناه عن ابن عباس رضي الله عنها عن النبي بيه فإذا ركعت فقل في 
وی ر که ران جعت وت ات وا ت و کت 
أنت ري خشع سمعي وبصري و خي وعظمي وعصبي وما استقلت به قدمي لله رب 
العالمين » وإن أخببت فقل : ١‏ سبحان ري العظم ثلاث مرات- او سبوح قدوس رب 


رسول الله م قال ١‏ من رأيتموه ينشد شعراً في المسجد فقولوا فض الله فاك - ثلاث مرات - 
ومن رأيتموه يبيع أو يبتاع في المسجد فقولوا لا أربح الله تجارتك » ثلاث مرات. هذا الحديث 
غریب تفرد بوصله مد بن حيد عن عباد بن كثير عن يزيد بن حقيقةء وقد رواه أبو خيثمة 
الجمعي عن عباد بن كثيرء لكن لم يقل عن جده. والآفة فيه من عباد وهو ضعيف جداً. وقد 
خالف فيه الدراوردي وهو ثقة وسنده هو المعروف» وأخرج ابن خزية في الصحيح عن بندار 
ويعقوب بن إبراهي» واخرجه ابو عبد الله بن احمد بن حنبل عن ابيه قالوا: حدثنا جې بن 
سعيد حدثنا مد بن عجلان عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن حسيلة قال : « نہى رسول اله ل 
عن الع والشراء في المسجد وان تنشد فيه الأشعار وان تنشد فيه الضالة ». واخرجه اصحاب 
السنن من طرق عن مد بن عجلان» وثوبان المذكور أولاً ليس هو المشهور بل هو آخر 
لا يعرف إلا في هذا الأسناد. ولا روى عن عبد الرحن بن ثوبان إلا ابنه مد فهو في عداد 
اللجهولين» والته أعام. 

( فإذا صليت ركعتي الصبح فقل «اللهم إني أسألك رحة من عندك تهدي بها قلبي» 
الدعاء إلى آخره. كا أوردناه عن ابن عباس ) رضي الله عنها ( عن رسول الله ملي ) رواه 
الترمذي وقد تقدم قريباً. ( فإذا ركعت ) في صلاتك (فقل ) هذا الدعاء ( «اللهم لك 
ركعت ولك خشعت وبك آمنت ولك أسلمت وعليك توكلت . أنت ري خشع سمعي 
وبصري وتخي وعظمي وعصي وما استقلت به ) أي حلت ( قدمي لله رب العالمين ) » قال 
و و 

قلت : هذا السياق للطبراني في الدعاء رواه من طريق جنادة بن مسلم» عن عبد الله بن الفضل » 
عن الأعرج» عن عبد الله بن أبي رافع » عن علي رضي الله عنه قال: كان رسول الله َه يقول 
إذا ركع إلا أنه م يقل ١‏ ولك خشعت » وقال « عظامي » بدل « عظمي ». 

ورواه الطبراني أيضاً من طريق عبد العزيز الماجشون» عن عمه» عن عبيد الله بن أي رافع » 
عن علي قال: كان رسول الله به إذا ركع قال « اللهم لك ركعت ولك أسلمت وبك آمنت خشع 
لك سمعي وبصري وخي وعظمي وعصي » ورواه امد عن حجيدة بن المثنى عن عبد العزيز 
الماجشون. واخرجه مسام من وجه اخر عن عبد العزيز الحديث الطويل الذي فيه دعاء الافتتاح 
و جهٽ و جهي ٠‏ . 


u Ta a ES E RRS O LA OUR TEODORO ONE ODESe  E 


( وأن أخببت فقل ١‏ سبحان ری ١‏ لعظم » ثلاث مرات ) قال العراقي : رواه ابو داود وان 
ماحه والترمذدي من حدیث ابن مسعود وفيه انقطاع اه. 


قلت : رواه الطيالسي عن ابن أي ذئب» عن إسحاق بن يزيد المذلي» عن عوف بن عبد الله 
ابن ألي عتبة» عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله ب « من قال في ر کوعه 
سبحان رلي العظم ثلاث مرات فقد تم ركوعه وذلك أدناه ». أخرجه أبو داود عن عبد الملك بن 
مروان الأهوازي عن الطيالسي» وأخرجه الترمذي من طريق عيسى بن يونس وابن ماجه من 
طريق و كيع . كلاها عن ابن أي ذئب» قال الترمذي : ليس إسناده بمتصل » عوف م يلق عبد الله 
بن مسعود » وكذا قال البيهقي . لکن عبر بقوله لم يدرك وساق له شاهدا من حديث الي جعفر 
مد بن عل » عن النى بی قال « سبحوا ثلاث تكبيرات ر كوعاً وثلاث تسبيحات سجوداً» 
وا ق و ا ایی و جل ووا کر ای وال اران 
والزيادة الى في حديث ابن مسعود وهى قوله « وذلك أدناه» لا تروى إلا في هذا الحديث تفرد 
بها ابن أي ذئب . قال الحافظ : ووقع في رواية الشافعي في المرسل الذي ساقه البيهقي شاهد الحديث 
ابن مسعود ما يشعر بهذه الزيادة قال : أخبرنا ابن أي بجحيى عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: 
جاءت الحطابة إلى رسول الله م فقالوا : إنا لا نزال سفراً فكيف نصنع بالصلاة؟ فقال « سبحوا 
ثلاث تسبيحات ر كوعاً وثلاث تسبيحات سجوداً .١‏ وقد ورد التثليث فيه في عدة أخبار 
بدون تلك الزيادة. 


أخرج الطبراني في الدعاء : حدثنا معاذ بن المثنى » وبكر بن سهل» ومد بن الفضل السقطي 
وعبيد بن غنام . قال الأول : حدثنا مسدد » والثاني : حدثنا نعم بن حاد » والثالث : حدثنا سعيد بن 
سلهان. والرابع : حدثنا أبو بكر بن أي شيبة قالوا : حدثنا حفص بن غياث عن ابن أي ليلى هو 
عمد بن عبد الر حن عن الشعي » عن صلة بن زفر» عن حذيفة رضي الله عنه قال : كان رسول الله 
به يقول في ركوعه ١‏ سبحان ري العظم ثلاثاً وفي سجوده سبحان ري الأعلى ثلاثاً » وهو 
حديث حسن . وأخرجه ابن خزية عن يعقوب بن إبراهم الدورقي ومسام بن جنادة» وأخرجه 
المعمري في اليوم والليلة عن عثان بن أي شيبة . وأخرجه الدارقطني عن البغوي عن عبد الله بن 
عمر بن أبان. كلهم عن حفص بن غياث . وزاد الدارقطني في روايته: ١‏ وجمده» في الموضعين. 
وابن أي ليلى ضعيف من قبل حفظه. وقد خالفه السري بن إساعیل وهو مثله أو دونه فرواه 
الشعبي عن مسروق عن ابن مسعود قال: « من السنة » فذ كر مثله لكن م يقل ثلاثاً . وأخرج البزار 
من حديث أي بكرة كاللفظ الأول ذ كر فيه ثلاثاً ولم يقل ١‏ وبجمده ». وأخرج الدارقطني مثله من 
حدیث جبیر بن مطعم ومن حديث عبد الله بن أفرم وفي سند كل منها ضعف .١‏ 


rot‏ كتاب الأذ كار والدعوات / الاب الخامس 


الملائكة والروح ». فإذا رفعت رأسك من الر كوع فقل : ١‏ سمع الله لمن حمده ربنا لك 
الحمد ملء السموات وملء الأرض وملء ما شئت من شىء بعد أهل الثناء والمجد أحق 


( أو سبوح قدوس رب الملائكة والروح» ) قال العراقي : رواه مسام من حديث عائشة اه. 

قلت : قال أحد : حدثنا عمرو بن اليم حدثنا هشام هو الدستوائي» عن قتادة» عن مطرف 
بن عبد الله عن عائشة رد ضي الله عنها أن رسول الله ب کان یقول في ر کوعه وسجوده « سبوح 
قدوس رب اللائكة والرو ع , أخرجه مسام وأبو داود من رواية هشام» ورواه شعبة عن قتادة 
مقتصرا على الر كوع. واشار إلى رواية هشام بزيادة السجود . ورواه معمر عن قتادة بالشك. وقد 
تابع هشاما على الجمع بينهها سعيد بن أي عروبة. 

( فإذا رفعت رأسك من الركوع فقل «سمع الله لمن حده ربنا لك الحمد») رواه 
البخاري عن يحى بن بكير عن الليث بن سعد عن عقيل عن الزهري قال: حدثني أبو بكر بن 
عبد الرحن بن الحرث أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول: كان رسول الله م إذا قام إلى 
الصلاة یکر حین قوم ثم یکبر حین یرکع ثم یقول «سمع الله لمن حده» حین یرفع صلبه من 
الر كرع م يقول و وهو قائم « ربنا لك الحمد » وأخرجه مسام من رواية عبد الرزاق عن ١‏ بن جریج 
عن الزهري. ومن رواية هجين بن المثنى عن الليث عن عقيل عن الزهري إلا أنه قال « ربنا ولك » 
بإثبات الواو . وهذه الرواية علقها البخاري لعبد الله بن صالح عن الليث عقب رواية بحى بن 
بكر ووصلها من طريق شعيب بن أي حزة عن الزهري . وأخرجها النسائي من رواية يونس بن 
يزيد عن الزهري وهي عند أحد من رواية معمر عن الزهري» ووقع بالواو أيضاً في حديث رفاعة 
بن رافع عند البخاري كا سبق للمصنف في الباب الأول من هذا الكتاب > لکنه لیس من لفظ 
انی ل . ووقع من غبر ١‏ واو » في حديث أي سعيد وعلى وابن ن أي أوفى وابن عباس» و كلها في 
کان ارا ا ھی کے رر کے ارد 
العيد وقيل : هي حالية ء وبذلك جزم ابن الأثير في النهاية وقيل : هي زائدة. وقد تقدم الكلام على 
ذلك مفصلاً في كتاب الصلاة فراجعه إن شئت 

وقال عبد بن حيد : حدثنا محمد بن عبيد : حدثنا اللأعمش » عن عبيد بن الحسن » عن عبد الله 
دان أوفى رضي الله عنها قال : کان رسول الله یه إذا رفع رأسه من الركوع قال: « سمع الله 
ا ت ھل السموات وملء الأرض وملء ما شئت شنت شئت من شيء بعد » ) رواه 
م وأبو داود من طريق أي معاوية وو كع كلاهم| عن الاعمش» ورواه أحد عن وکیع » ورواه 
بو داود أيضاً عن ممد بن عيسى عن محمد بن عبيد . وقال أبو داود بعد تخريه : رواه شعبة 
وسفيان الثوري عن عبيد بن الحسن لم يذ كر فيه بعد الركوع اه. 

قال الحافظ : والأعمش حافظ فزيادته معتمدة. وقال أبو داود الطيالسى : حدثنا عبد العزيز 
بن أي سلمة» حدثنا عمي عن الأعرج عن عبيد الله بن أي رافع عن علي بن أب طالب رضي اله 


كتاب الأذ كار والدعوات / الباب الخامس FOO N‏ 


ما قال العبد وكلنا لك عبد . لا مانع لما أعطيت ولا معطي لا منعت ولا ينفع ذا الجد 
منك الجد »» وإذا سجدت فقل : « اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت . سجد 


عنه قال : کان رسول الله ّث إذا رفع رأسه من الركوع قال : فساقه بمثل الحديث السابق إلا آن 
فيه زيادة بعد قوله : وملء الأرض وملء ما بينهما » رواه مسام والنسائي من طريق عبد الرحهن بن 
مهدي ومسام أيضاً من طريق أي النضر » وأبو داود من طريق معاذ بن معاذ» والترمذي من 
طريق سلهان بن داود . أربعتهم عن عبد العزيز . وأخرجه الترمذي أيضاً عن جود بن غيلان» عن 
أي داود الطيالسي . وأخرجه الدارمي عن يحي بن حسان عن عبد العزيز . 

وقال الدارمى أيضاً: أخبرنا مروان بن محمد حدثنا سعيد بن عبد العزيزء حدثنا عطية بن 
قيس» عن قزعة بن يحي » عن أهي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : كان رسول الله بل يقول 
إذا رفع رأسه من الركوع فذ كر مثل حديث ابن ألي أوفى وزاد بعد قوله « من شيء بعد ( أهل 
الثناء والمجد أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد لا مانع لا أعطيت ولا معطي لا منعت ولا 
ينفع ذا الجد منك الجد» ) وهو حديث صحيح أخرجه مسام عن الدارمي» وأخرجه أحد عن 
الحكم بن نافع » وابو داود» وابن خزية من رواية الي مسهر» وعبد الله بن يوسف» وابو داود 
أيضاً من رواية بشر بن بكر » والنسائي من رواية مخلد بن يزيد. خستهم عن سعيد بن 
عبد العزيز» ووقع في رواية بعضهم «اللهم ربنا ». وذكر أبو داود أن في رواية عبد الله بن 
بوسفت ارتا ولك المد دراد ولو 

وقال الطبراني في الدعاء : حدثنا بكر بن سهلء حدثنا عبد الله بن يوسف التنيسى» حدثنا 
اند ا العزيز » عن عطية بن قزعة» عن أي سعيد رضي الله عنه أن رسول الله مل كان 
يقول إذا رفع رأسه من الركوع « سمع الله لمن حده اللهم ربنا ولك الحمد » فذ كر الحديث مثله» 
لكنه قال: ١‏ لا نازع لما اعطيت ولا ينفع ذا الجد منك الجد ». اخرجه ابو داود عن عمد بن مد 
بن مصعب» وابن خزية عن زكريا بن يحيى بن أبانء والطحاوي عن مالك بن عبد الله بن 
سيف والبيهقي من طريق المقدام بن داود أربعتهم عن عبد الله بن يوسف. 

وقد جاء هذا الدعاء مختصراً من حدیث ابن عباس قال : کان رسول الله م إذا رفع رأسه 
من الر كوع قال « اللهم ربنا لك الحمد ملء السموات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد 
اللهم لا مانع لا أعطيت ولا معطي لا منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد » أخرجه أحد ومسام 
والنسائي والحسن بن سفيان وأبو نعم كلهم من طريق هشام بن حسان عن قيس بن سعد عن عطاء 
بن أي رباح عن ابن عباس . 

( وإذا سجدت فقل») قال مسام في صحيحه : حدثنا مد بن أبي بكر المقدمي » حدثنا يوسف 
بن يعقوب بن الماجشون. حدثنا ايء عن الاعرج» عن عبد الله بن ابي رافع » عن علي بن الي 
طالب رضي الله عنه قال : كان رسول الله م إذا سجد قال: ( « اللهم لك سجدت وبك آمنت 


۳۵٦‏ كتاب الأذ كار والدعوات / الباب الخامس 


وجهي للذي خلقه وصوّره وشق سمعه وبصره فتبارك الله أحسن الخالقين . اللهم سجد 
لك سوادي وخبالي وآمن بك فؤادي أبوء بنعمتك على وأبوء بذنى وهذا ما جنيت على 
نفسى فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت » أو تقول: ١‏ سبحان رلي الأعلى -ثلاث 


ولك أسلمت سجد وجهي للذي خلقه ) وصوّره فأحسن صوره ( روشق سمعه وبصره فتبارك 
الله أحسن الخالتبين » ) لفظ مسام : تبارك الته من غير « فاء » وبالفاء رواية الحا من حديث عائشة 
على ما سبأتي ذكره. ورواه أبو نعم في المستخرج عن حبيب بن الحصين» حدئنا يوسف القاضي» 
حدننا مد بن الي بكر المقدسي . ورواه الطبرافي في الدعاء عن على بن عبد العزيز» حدثنا أبو 
غسان مالك بن إساعيل وحجاج بن المنهال قالا: حدثنا عبد العزيز بن الي سلمة» حدثنا 
الما شون 

وقال العدني في مسنده: حدثنا عبد الوهاب الثقفى عن خالد الحذاء عن ألي العالية عن عائشة 
رضي الله عنها أن الني ب کان يقول في سجود القرآن بالليل « سجد وجهي للذي خلقه وشق 
و و و د ع وا و کا ا کرو چ ی 
والنسائي وابن ماجه وابن خزية كلهم عن بندار عن عبد الوهاب الثقفي . واخرجه ابن خزيمة 
وا جام من رواية وهب بن خالد وخالد بن عد الته الواسطي کلاه) عن خالد الحذاء . قال ابن 
خزية : وخالد الحذاء م يسمع من أي العالية بل بينها . قال الحافظ : كأنه يشير إلى ما رواه إسماعيل 
أبن علية فقال عن خالد الحذاء عن رجل عن أي العالية عن عائشةء وخفيت علته على الترمذي 
فصححه . واغتر ابن حبان بظاهره فأخرجه في صحيحه عن ابن خزية» وتبعه الحا في تصحيحه 
وكأنا م يستحضرا كلام إمامها فيه . وذكر الدارقطني الاختلاف فيه وقال: الصواب رواية 
إسماعيل . واخرجه من طريق خمد بن المثنى عن عبد الوهاب الثقفي فذكر الحديث بتامه سندا 
N ES O‏ 

وأخرجه من طريق أخرى عن محمد بن المثنى بدون هذه الزيادة ( «اللهم سجد لك سوادي) 
أي شخصي ( وخيالي ) وني رواية تقد خيالي على سوادي ( وبك آمن فؤادي) وفي رواية. 
وآمن بك فؤادي( أبوء بنعمتك علي وأبوء بذني ) وني رواية الاقتصار على قوله أبوء بنعمتك 
عل ( هذا ما جنيت على نفسي ) وني رواية هذه يدي وما جنيت على نفسي ( فاغفر لي إِنه 
لا يغفر الذنوب إلا أنت٠‏ ) قال العراقي : رواه الحا من حديث ابن مسعود وقال : صحيح 
الاسناد ولیس كا قال بل هو ضعيف اه. 

قلت : لفظ الجا في المستدرك كا ساقه المصنف إلا أنه م يذكر «وأبوء بذني » وبعده عنده 
١‏ وهذا ما جنيت عى نفسي يا عظي يا عظم اغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب العظيمة إلا الرب 
العظم ». وأخرجه البزار من حديثه أن النبي ثم قال في سجوده فذكره. 

وله شاهد من حديث عائشة أخرجه أبو يعلى من طريق عثان بن عطاء عن أبيه عنها قالت : 


فقدت رسول الله بخ ذات ليلة من الفراش فالتمسته فوقعت يدي على بطن قدميه وهو في 
الملسجد وها منصوبتان وهو يقول « اللهم أعوذ برضاك من سخطك » فساقه. وزاد في آخره 
١‏ سجد لك سوادي وآمن بك فؤادي » وسنده ضعبف . وعطاء هو الخراساني لم يدرك عائشة . 


( أو تقول ١‏ سبحان ري الأعلى» ثلاث مرات ) . قال العراقي : رواه أبو داود والترمذي 
وابن ماجه من حديث ابن مسعود وهو منقطع اه. 


قلت : سبق في أذ كار الر كوع أن الترمذي بعدما أورده قال: ليس إسناده بمتصل . عون لم يلق 
ابن مسعود » و كذا قال البيهقي إلا أنه عبر بقوله م يدرك وتقدم أيضاً حديث الشعبي عن صلة 
ابن زفر عن حذيفة قال: کان رسول الله بم يقول في ر كوعه « سبحان ري العظم » ثلاثاً وف 
سجوده ١‏ سبحان ري الأعلى » ثلاثاً. وعند ف داود من حديث عقبة بن عامر كان بلقي إذا 
سجد قال ١‏ سبحان ري الأعلى وبجمده » ثلاثاً. وعنده أيضاً من طريق سعيد الجريري عن أسعد 
عن أبیه أو عمه قال : رمقت صلاة رسول الله ب فکان کٹ في ر کوعه وسجوده بقدر ما قول 
۰ سبحان الله وبحمده » ثلاثاً . 


تنبیه : 

في ذ كر بعض أدعية الر كوع والسجود ما م يذ كره المصنف. 

فمنها : حديث عائشة رضی الله عنها قالت : کان رسول الله لړ يقول في ر کوعه وسجوده 
« سبحانك اللهم ربنا وبجمدك اللهم اغفر لي » يتأرَل القرآن. وفي رواية : كان يكثر أن يقول» رواه 
البخاري ومسام وأبو داود والنسائي» وفي رواية عنها : ما صل رسول الله ی صلاة منذ أنزل عليه 
# اذا جاء نصر الله والفتح © إلا دعا فيها سبحانك ١‏ ري وبجمدك اللهم اغفر لي » رواه هكذا 
مسام. وفي رزاية عنها قالت : کان رسول الله لړ یکثر قبل موته من قول « سبحان رلي وجمده 
أستغفر الله وأتوب إليه » رواه مسام أيضاً. وفيه دلالة على عدم التخصيص جال الصلاة. وفي 
حديثها أيضاً أن رسول الله بم كان يقول في ر كوعه وسجوده «سبوح قدوس رب الملائكة 
والروح ١‏ رواه مسام وأبو داود عن عوف بن مالك رضي الله عنه قال: کان رسول الله م یقول 
في ر كوعه « سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة » ويقول في سجوده مثل ذلك 
رواه آبو داود والنسائي في سننهها » والترمذي في الشمائل » والطبرافي في الدعاء . وعن عائشة رضي 
الله عنها قالت : افتقدت النبي به فظننت أنه ذهب إلى بعض نسائه فتحسست ثم رجعت» فإذا 
هو ساجد يقول « سبحانك وجمدك لا إله الا أنت» فقلت بأبي وأمي إنك لفي شأن وإني لفي 
آخر . رواه مسام . 

وعن أي هريرة عن عائشة رضي الله عنهها قالت : فقدت رسول الله مه ذات ليلة من الفراش 
فالتمسته فوقعت يدي على بطن قدميه وهو في المسجد وها منصوبتان وهو يقول « اللهم إني أعوذ 


۳0۸ كتاب الأذ كار والدعوات / الباب الخامس 
مرات-». فادافرغت من الصلاة ف فقل : « اللهم أنت السلام ومنك السلام تبار كت يا ذا 


برضاك من سخطك ويعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا احصى ثناء عليك آنت کا أثنيت 
على نفسك » رواه مسام أيضاًء وقد تقدم هذا الحديث للمصنف في آخر كتاب تلاوة القرآنء 
وسيأتي له كذلك في هذا الباب. 

ورواه صالح بن سعيد عن عائشة رضي الله نها أنها فقدت رسول الله بل من مضجعه 
فلمسته بيدها فوقعت عله وهو ساجد وهو یقول ١‏ آت نفسی تقواها وز کها انت خير من ز کاها 
أنت وليها ومولاها». رواه أحمد. 

ورواه هلال بن یسار عنها قالت : فقدت النى لي من مضجعه فجعلت ألتمسه وظننت أنه 
نی بعض جواريه فوقعت يدي عليه وهو ساجد يقول « اللهم اغفر لي ما أسررت وما أعلنت » 
رواه النسائي . 

وع ن أي هريرة رضي الله عنه قال : : کان رسول الله ی قولف سجوده « اللهم اغفر لي ذني 
دقه وجله اوله وآخره سره وعلانیته » ر واه مسام وأبو داود والنسائی والطبراني . 

عن على رضي الله عنه قال : , من أحب الكلام إلى الله أن يقول العبد في سجوده رب ظلمت 
نسي فاغفر لي » رواه الطبراني في الدعاء وهو في حكم المرفوع وإن لم يصرح برفعه. 

وم يذ كر المصنف ما يدعى به بين السجدتين هناء وأورده في كتاب الصلاة وذ كر هناك عشر 
كلات مجموعة من روايات مختلفة . وقد قال الحافظ ابن حجر في تخريج الأذ كار : أن النووي ذ كر 
في شرح المهذب تبعا للرافعي وغيره بلفظ ١‏ رب اغفر لي واجبرفي وعافني وارزقني واهدني » ثم قال : 
والاحب ان یم الها « وار هنی وارفعنی » فقد ورد ذلك وذكره في الروضة بلفظ «اغفر لي 
وار حجني واجبري واهدي وارزقني » وهو موافق لرواية الترمذي ورواية أي داود مثلهاء لكن قال 
١‏ عافنى » بدل «١‏ اجبرلي ». ورواية ابن ماجة مثل الترمذي » لكن قال ١‏ وارفعنى » بدل «اجيرفي » 
فينتظم من رواية الثلائة ما ذكره في شرح المهذب. وجعها ابن عدي إلا « ارفعني ». ومثله ابن 
حبان لكن عنده ١‏ انصرني » بدل ١‏ اهدي » واتفقت روايات الجميع على إثبات «اغفر لي 


وار هن ». 

( فإذا فرغت من الصلاة فقل فقل « اللهم أنت السلام ومنك السلام تبا ركت يا ذا الجلال 
والاإ كرام » ) قال العراقي : رواه مسام من حديث ثوبان اه. 

قلت : ورواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه ولفظهم جیعا : کان رسول الله سل ي !دا 
فرغ من صلاته استغفر ثلاثاً وقال « اللهم انت السلام ونك السام تسار کت یا دا املال 
والاكرام » قال الوليد : فقلت للإوزاعي : كيف الاستنفار ١‏ رقال : تقول أستغار الله أستغفر الله 


كتاب الأذكار والدعوات / الباب الخامس OO LEE‏ 


الجلال والإكرام »» وتدعو بسائر الأدعية التي ذكرناها . فإذا قمت من المجلس وأردت 


أستغفر الله » ( وتدعو بسائر الأدعية التي ذكرناها ) وبسائر الأذكار المذ كورة من التهليل 
والتسبيح والتكبير والاستغفار والتعوذ نما ورد التصريح به أنه في دبر الصلوات. 

فمن الأذ كار « التسبيح والتحميد والتكبير ثلاثاً وثلاثين فتلك تسع وتسعون و كمال المائة لا إله 
الا الله وحده لا شريك له له ا ملك وله الحمد يجبي وييت وهو على کل شيء قدیر »» فمن قال ذلك 
غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر » رواه مسام وأبو داود والنسائي . 

وعن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما أنه كان يقول في دبر كل صلاة حين يسام « لا إله إلا 
الله وحده لا شريك له له ا ملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا حول ولا قوة إلا بالله لا إله 
إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن لا إله إلا الله خلصين له الدين ولو 
کرہ الکافرون » وقال: کان رسول الله یھ ہلل بهن دبر کل صلاة. رواه مسام وأبو داود 
والياف: 

وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: « أمرنفي رسول الله مب أن أقرأ المعوّذات دبر كل 
صلاة» رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن حبان وا لجاک في صحيحيه) . وقال الحا : صحيح 
على شرط مسام» واللفظ لأبي داود والنسائي . ولفظ الترمذي : « أن أقرأ با معوّذتين في دبر كل 
صلاة». 

وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال : قال رسول الله مه « من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة 
مكتوبة لم يينعه من دخول الجنة إلا أن يموت » رواه النسائي عن الحسين بن بشر عن محمد بن حيد 
عن خمد بن زياد الهاي عن الي أمامة رضي الله عنه. 

وأما الأدعية فمنها ما تقدم للمصنف ما وقع التصريح فيه بأنه يقال في دبر الصلوات كقوله 
« أعوذ بك من الجبن وأعوذ بك من البخل وأعوذ بك من أن أرد إلى أرذل العمر وأعوذ بك من 
فتنة الدنيا وأعوذ بك من عذاب القبر » رواه البخاري والترمذي والنسائي عن عمرو بن ميمون 
الأودي أن سعد بن أي وقاص كان يعام بنيه هؤلاء الكلات» كا يعام امعم الغلان. 

وعن علي رضي الله عنه قال: كان رسول الله مه إذا سام من الصلاة قال « اللهم اغفر لي ما 
قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعام به مني أنت المقدم وأنت 
المؤخر لا إله إلا أنت» رواه أبو داود والترمذي وابن حبان في صحيحه» واللفظ لأبي داود . 
وقال الترمذي : حسن صحيح وأخرجه مسام مختصراً . 

وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله بل أخذ بيده يوماً ثم قال « يا معاذ والله إني 
لأحبك. فقال له معاذ: بأيي أنت وأمى يا رسول الله وأنا والله أحبك. قال: أوصيك يا معاذ 
لا تدعن ني دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك » وأوصى 
بذلك معاذ الصنابجي » واوصى به الصناجي ابا عبد الرحمن» واوصى به أبو عبد الر حن عقبة بن 


۳۹1۰ ...... كتاب الأذكار والدعوات / الباب الخامس 


دعاء يكفر لغو المجلس فقل: ١‏ سبحانك اللهم وبجمدك أشهد أن لا إله إلا أنت 
أستغفرك وأتوب إليك عملت سوءأً وظلمت نفسى فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا 


مسلم . رواه أبو داود والنسائي واللفظ له والحا وابن حبان في صحيحيها . وقال الجا : صحيح 
على شرط الشيخين . 

وعن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله مه يدعو في دبر الصلاة ١‏ اللهم ربنا 
ورب كل شيء آنا شهيد إنك الرب وحدك لا شريك لك . اللهم ربنا ورب كل شيء انا شهيد ان 
مدا بر عبدك ورسولك . اللهم ربنا ورب كل شيء أنا شهيد أن العباد كلهم أخوة. اللهم ربنا 
ورب كل شيء اجعلني خلصاً لك في كل ساعة في الدنيا والآخرة ذا الجلال والإكرام اسمع 
واستجب . الله الأكبر الأكبر نور السموات والأرض الله الأكبر الأكبر حسي الله ونعم الوكيل . 
الله الأكبر الاكبر » رواه أبو داود والنسائي وهذا لفظه. 

وعن مسام بن أبي بكرة قال: كان أي يقول في دبر الصلاة «اللهم إني أعوذ بك من الكفر 
والفقر وعذاب القبر » فكنت أقوهن. فقال الي : عمن أاخذت هذا؟ فقلت : عنك. فقال: إن 
رسول الته به كان يقومن في دبر كل صلاة» ورواه النسائي واللفظ له وا لحا وقال : صحيح على 
شرم 

وعن عطاء بن أي مروانء عن أبيه أن كعباً حلف بالله الذي فلق البحر لموسى إنا نجد في 
التوراة أن داود ني الله ْو كان إذا انصرف من صلاته قال « اللهم اصلح لي ديني الذي جعلته 
لي عصمة واصلح لي دنياي التي جعلت فيها معاشي » اللهم إني اعوذ برضاك من سخطك » واعوذ 
بعفوك من نقمتك. وأعوذ بك منك لا مانع لما أعطيت ولا معطي لا منعت ولا ينفع ذا الجد منك 
الجد » وحدثني كعب أن صهيباً حدثه أن مدا به كان يقومن عند انصرافه من صلاته. رواه 
النسائي واللفظ له وابن حبان في صحيحه بعناه» وأبو مروان الأسلمي مختلف في صحبته . 

وعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال : ما صليت وراء نبيكم به إلا سمعته حين 
ينصرف من صلاته يقول «اللهم اغفر لي خطاياي وذنولي كلها. اللهم انعشني وارزقني واهدفي 
لصالح الأعال والأخلاق إنه لا يمدي لصالحها ولا يصرف سيئها الا أنت .١‏ رواه الجاك في 
الملستدرك. 

وعن الربيع بن مهيلة الفزاري قال: كان عمر رضي الله عنه إذا انصرف من صلاته قال ١‏ اللهم 
استغفرك لذبي وأستهديك لمراشد امري واتوب إلبك فتب علي . اللهم انت رلي فاجعل رغبتي 
إليك واجعل غناي في صدري وبارك لي فما رزقتني وتقبل مني إنك أنت رلي » رواه أبو بكر بن أي 
شيبة في المصنف. 


( فإذا قمت من مجلس وأردت دعاء يكفر لغو المجلس فقل « سبحانك اللهم وبجمدك 
أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك عملت سوءاً وظلمت نفسي فاغفر لي فإنه 


كتاب الأذ كار والدعوات / الباب الخامس NEESER‏ 


أنت » فاذا دخلت السوق فقل: « لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله 
الحمد جي وييت وهو حي لا يوت بيده الخير وهو على کل شيء قدير . بسم الله اللهم 
إني أسألك خير هذه السوق وخير ما فيها . اللهم إني أعوذ بك من شرها وشر ما فيها . 
اللهم إني أعوذ بك أن أصيب فيها ييناً فاجرة أو صفقة خاسرة »» فإن كان عليك دين 


لا يغفر الذنوب إلا أنت» ) قال العراقي : رواه النسائي في اليوم والليلة من حديث رافع بن 
خدیج باسناد حسن اه. 


قلت : ورواه كذلك الحا في المستدرك. ولفظ النسائي : « كان رسول الله عه بآخرة إذا 
اجتمع إليه أصحابه فاراد أن ينهض قال » فذکره. قال: قلنا يا رسول الله: إن هذه كلات 
احدثتهن ؟ قال : « أجل آتافي جبريل عليه السلام فقال: يا مد هي كفارات المجلس ». وقوله: 
باخرة اي قي اخر الأمر. 

وعن أي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله مه « من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه 
فقال قبل أن يقوم من مجاسه ذلك سبحانك اللهم - إلى قوله - وأتوب إليك إلا غفر له ما كان في 
مجلسه ذلك » رواه آبو داود والترمذي والنسائي والحا وابن حبان» وقال الترمذي : واللفظ له 
حسن صحيح غريب من هذا الوجه. 

( وإذا دخلت السوق فقل « لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحي 
ويميت وهو حي لا يوت بيده الخير وهو على کل شيء قدير» ) قال العراقي : رواه الترمذي 
من حدیث عمر وقال: غریب . والحاک من حدیثه ومن حدیث ابن عمر وقال: صحیح على شرط 
الشيخن اه. 

قلت : لفظ الترمذي « من قال حين يدخل السوق لا إله إلا الله - إلى قوله - قد ير كتب الله 
SS‏ 
له ستاً و في الينة » ورواه كذلك الحكم الترمذي كلهم من طريق سام بن عبد الله بن عمر عن أبيه 
عن o‏ الحكم « ورفعت له ألف ألف درجة » ورواه اسماعيل بن عبد الغافر الفارسي في 
ا N ea‏ 

ورواه الحا في مستدر كه من عدة طرق وفي بعضها أن عمد بن واسع أحد رواته قال: فأتيت 
قتيبة بن مسام فقلت له : أتيتك بهدية فحدثته بالحديث» فكان قتيبة بن مسام یر کب في مر کبه حتق 
يأ السوق فيقوها م ينصرف» ( « بسم الله اللهم إني أسألك خير هذه السوق وخير ما فيها . 
اللهم إني أعوذ بك من شرها وشر ما فيها . اللهم إني أعوذ بك من أن أصيب فيها يميناً 
فاجرة) أي كاذبة ( أو صفقة خاسرة» ) قال العراقي : رواه الجا من حديث بريدة وقال: 
أقربها لشرائط هذا الكتاب حديث بريدة. 


ENES esa eR ۳1۲‏ والدعوات / الباب الخامس 


فقل : « اللهم اكفني بجلالك عن حرامك وأغنني بفضلك عمن سواك ٠»‏ فإذا لبست ثوباً 


قال العراقي : فيه أبو عمر وجار لشعيب بن حرب» ولعله حفص بن سلهان الأسدي مختلف فيه 


اآه. 


قلت : لفظ الجا : كان رسول الله یه إذا دخل السوق قال: فساقه ووجدت بخط الحافظ 
السخاوي ما نصه: قد رواه الطبراني في الدعاء من حديث عمد بن ابان الجعفى متابعا له عن علقمة 
بن مرئد» وابن ¿ أبان ضعيف . 

( فإن كان عليك دين ) عجزت عن أدائه (فقل «اللهم كفن جلالك عن حرامك 
واعني ) بقطع الممزة ( بفضلك عمن سواك») قال العراقي : رواه الترمذي وقال: حسن 
غریب » والجاک وقال: صحيح الاسناد من حديث علي بن اني طالب اه. 

قلت : أخرجه الترمذي عن عبد الله بن عبد الرحن الدارمي» عن يجيي بن حسان» عن أي 
aa SSE‏ > عن شقيق أي وائل قال: اتى علا 
رضى الله عنه رجل فقال: يا أمير المؤمنين إنا عجزت عن مكاتبتى فأعنى فقال : ألا أعلمك كلات 
علمنيهن رسول الله به لو كان مثل جبل صبير ديناً لأذاه الله عنك. قال ٠:‏ قل اللهم اكفني » 
فساقه . وأخرجه الحا من رواية يحبى بن يى النيسابوري عن أبي معاوية » وأخرجه الطبرافي في 
الدعاء فقال: حدتنا مد بن عبد الله الحضرمى» حدثنا عبد الله بن عمر بن ابان» حدثنا ابو 
ماو 

وقوله ١‏ صبير » كأمير جبل هكذا هو في نسخ الترمذي» وفي العباب للصاغاني ١‏ صیر » بکسر 
الصاد وسكون التحتية جبل بالساحل بين سيراف وعان. 

قلت : وصبر ککتف جبل عظم بالیمن بطل على تغر . 

ولنسق هنا أدعية تناسب الباب عن عائشة رضي الله عنها قالت : دخل عل أبو بكر رضي الله 
عنه فقال: سمعت من رسول انه یړ دعاء علمنیه. قلت : ما هو؟ قال: کان عیسی بن مرم 
يعلمه أصحابه قال: لو كان على أحدك جبل ذهب ديْناً فدعا الله بذلك لقضاه الله عنه « اللهم 
ا ر یں ر ا ورا ا ی و ری ر 
تغنيني بها عن رحة من سواك » قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه : وكانت علي بقية من الدين 
وکنت للدين كارهاً فكنت أدعو بذلك فأتاني الله بفائدة فقضى الله عني . قالت عائشة وكان 
لأسماء بنت عميس علي دينار وثلائة دراهم فكانت تدخل علي فاستحيي أن أنظر في وجهها لأني لا 
أجد ما أقضبها TT‏ 
ما علي ولا ميراث ورثته فقضاه الله عني» وقسمت في أهلي قسماً حسناً وحليت ابنة عبد الرحن 
بثلاثة أواق من ورق وفضل لنا فضل حسن رواه الحا في المستدرك وقال: : صحيح . 


وأخرجه ابو بکر بن أي الدنا في الدعاء فقال: حدثنا ابو موسى عمد بن المثنى البصري› 


eeeoenencenecennennenenenennenBeneQnnnnnneenenenunennnnnnnenanenecees nner nsnsnnns 


حدثنا الحجاج بن المنهال» حدثنا عبد الله بن عمر النميري» عن يونس بن يزيد الإيلي» حدثني 
الحكم بن عبد الله » عن القاسم بن محمد » عن عائشة رضي الله عنها فساقه سواء إلا أنه قال « رهن 
الدنيا والاخرة ورحيمه)ا » قال: وحدثنا عبد المتعال بن طالب» حدثنا عبد الله بن وهب» عن 
سعيد بن زيد» عن عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب أن عيسى عليه السلام 
فقدرجلاً من الحواريين فقال: ما لي لم أرك؟ فقال: للهم والدّين يا روح الله. قال: إذا قلت 
كات لو كان عليك طام البحر لأذهبه الله. قال: ما هي؟ قال: « تقول اللهم يا فارج الهم 
وكاشف الغم جيب دعوة المضطرين رحن الدنيا والآخرة ورحيمها ارحني رحة تغنيني بها عن 
رحة من سواك». 

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : دخل رسول الله ّث ذات يوم المسجد فإذا هو 
برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة » فقال: « يا أبا أمامة مالي أراك جالساً في المسجد في غير وقت 
صلاة؟ قال: هموم لزمتني وديون يا رسول الله . قال : أفلا أعلمك كلاماً إذا قلته أذهب الله 
همك وقضى دينك ؟ قال: قلت بلى يا رسول الله . قال: قل إذا أصبحت وإذا أمسيت اللهم إفي 
أعوذ بك من المم والحزن» وأعوذ بك من العجز والكسل » وأعوذ بك من الجن والبخل» وأعوذ 
بك من غلبة الدين وقهر الرجال » قال: فقلت ذلك فاذهب الله همي وقضى عني ديني رواه ابو 
داود. 

وقال ابن أي الدنيا في الدعاء : حدثنا أبو هشام الرفاعي» حدثنا أبو أسامة» حدثنا الأعمش 
عن أي صالح » عن أي هريرة رضي الله عنه قال : جاءت فاطمة رضي الله عنها إلى الني مله تسأله 
خادماً . فقال : « ألا أدلك على ما هو خير من خادم تسبحين ثلاثاً وثلاثين تسبيحة وتكبرين أربعاً 
وثلائين تكبيرة وتحمدين ثلاثا وثلاثين تحميدة» وتقولين : اللهم رب السموات السبع ورب العرش 
العظي ربنا ورب كل شيء منزل التوراة والإنجيل والقرآن. أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ 
بناصيته . اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء. وأنت الآخر فليس بعدك شيء. وأنت الظاهر 
فليس فوقك شيء ٠‏ وأنت الباطن فليس دونك شيء اقض عن الدين واغنني من الفقر ». 

قال : وحدثني إبراهيم بن سعيد» حدثنا أبو معاوية » عن عبد الرحن بن إسحاق» عن القاسم 
ابن عبد الر من قال: قال عبد الله بن مسعود رضى الله عنه: ما دعا عبد قط بهذه الدعوات إلا 
أوسع الله عليه في معيشته . من قال «يا ذا امن ولا ين عليك» يا ذا الجلال والاكرام» يا ذا 
الطول لا إله إلا أنت ظهر اللآجين وجار المستجيرين ومأمن الخائفين إن كنت كتبتني عندك 
في أم الكتاب شقباً فامح عني اسم الشقاء وائبتني عندك سعيدآً» : وإن كنت كتبتني عندك في أم 
الكتاب محروماً مقتراً على رزقي فامح حرماني ويسر رزقي واثبتني عندك سعيداً موفقاً للخير » 
فإنك تقول في كتابك الذي أنزلت يحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب# [ الرعد: 
۳4[ 


۳14 .......... كتاب الأذكار والدعوات / الباب الخامس 


جديداً فقل : « اللهم كسوتني هذا o‏ 
وأعوذ بك من شره وشر ما صنع له » وإذ! ! رأيت شيا من الطيرة تكرهه فقل فقل : « اللهم لا 


قلت : وهذا الدعاء يستعمله الناس في ليلة النصف من شعبان. 


وقال ابن ألي الدنيا : : حدثنا داود بن رشيد عن هيعة بن الوليد» عن هاشم بن مسلمة» عن 
SRS EE Ro U e I E‏ 
اللهم منزل التوراة والانجيل والزبور والفرقان العظم » ورب جبريل وميكائيل وإسرافيل» ورب 
الظلهات والنور » ورب الظل والحرور . أسألك أن تفتح لي باب الرحة وأن تحل عقدتي من دين 
وتؤدي عني امانتي إلي وإلى خلقك إلا قضى الله عنه دينه ». 

قال : وأخبرنا أبو عبد الله مد بن إدريس» عن يزيد بن زريع الرملي » عن عطاء الخراسافي 
قال : قال معاذ بن جبل رضي الله عنه شكوت إلى النبي بب ديناً كان علي فقال « يا معاذ تحب أن 
يُقضى دينك ؟ قال : قلت نعم . قال : قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن 
تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير» رحن الدنيا والاخرة 
ورحيمها تعطي منها من تشاء وتمنع منها من تشاء اقض عني ديني فلو كان عليك ملء الأرض 
دها ادى عنك ». 

قال : وحدثني سويد بن سعيد عن خالد عبد الله الرومي قال : استودع محمد بن المنكدر وديعة 
فاحتاج إليها فأنفقهاء ثم جاء صاحبها يطلبها فقام يصلي ويدعو» فکان من دعائه يا ساد السماء 
با هواء ويا كاسى الأرض على الماء » ويا واحدا قبل کل احد کان. ویا واحدا بعد کل أحد یکون 
اسألك ان تؤدي عنى أمانتى» فإذا هاتف يقول: خذ هذه فأدها عن أمانتك واقصر الخطبة فإنك 
لن ترالي . 

( فإذا لبست ثوباً جديداً فقل «اللهم كسوتني هذا الثوب) ويشير إليه ( فلك الحمد 
اسألك من خيره وخير ما صنع له ) وهو استعاله في الطاعة» ( وأعوذ بك من شره وشر ما 
صنع له» ) وهو استعاله في المعصية . وظاهر سياق المصنف ندب الذ كر e‏ 
ٹوبا جديداء والظاهر ولو لبس غير جديد بدليل رواية ابن السني في اليوم والليلة ؛ إذا لست ثو 
فتأمل . 

قال العراقي : رواه أبو داود والترمذي وقال: حسن والنسائي في اليوم والليلة من حديث أي 
سعيد الخدري ورواه ابن السني بلفظ المصنف اه. 

قلت : لفظ أي سعيد عند الجماعة : كان رسول الله له إذا استجّد ثواباً سمّاه باسمه ععامة أو 
قميصاً أو رداء ثم يقول ١‏ اللهم لك الحمد أنت كسوتنيه اسألك خیره وخیر ما صنع له » وقد رواه 
كذلك الحاج وان ووی راد ابو اود و قال ابو تفر : وكان أصحاب النبي إذا لبس 
أحدهم ثوباً جذنذا . قیل ت لى ولف الله . ورواه كذلك أحد وار بن السني في اليوم والليلة . 


كتاب الأذ كار والدعوات / الباب الخامس 


ا بالحسنات إلا انت ولا يذهب بالسىئات إلا انت لا حول ولا قو قوة ة إلا باللّه » وإذا 
رايت املال فقل : « اللهم أهله علينا بالأمن والإيان والبر والسلامة والاأسلام والتوفىق 
ا تحب وترضی والحفظ عمن تسخط› ري وربك الله » . ويقول : « هلال رشد وخر 


وني الباب عن أي أمامة رضي الله عنه قال: : لبس عمر بن الخطاب رضي الله عنه ثوباً جديداً 
فقال : «الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي وأتجمل به في حياتي ثم عمد إلى الثوب الذي 
الق فتقصدق به کان في کنف الله وني حفظ الله وفي ستر الله حيأً ومیتاً » رواه الترمذي واللفظ 
له وابن ماجه والحاج في المستدرك. 


وعن معاذ بن أنس رضي الله عنه أن رسول الله به قال: « من أكل طعاماً » الحديث وفيه 
١‏ من لبس ثوباً فقال الحمد لله الذي كساني هذا ورزقنیه من غير حول منی ولا قرَّة غفر له ما 
تقدم من دنبه وما تأخر » رواه انو داود واللفظ له والترمذي وابن ماجه والجاج في المستدرك 
وقال : صحيح على شرط البخاري . وقال الترمذي : حسن غريب . 


(وإذا رأيت شيئاً من الطيرة) بكسر ففتح ( تكرهه) وهو امم من التطير وأصله التغاؤل 
بالطير من أعال الجاهلية ( فقل « لا يأتي بالحسنات إلا أنت ولا يذهب بالسيئات إلا أنت لا 
حول ولا قوّة إلا بالله » ) قال العراقي : : رواه ابن أي شيبة ‏ وأبو نعم في اليوم والليلة » والبيهقي 
في الدعوات من حديث عروة بن عامر مرسلاً ورجاله ثقات » وفي اليوم والليلة لابن السني عقبة بن 
عامر فجعله مسنداً اه. 


وأما ما اشتهر على الألسنة عند نعيق الغراب خير خير فلا أصل له في الستة . وورد «اللهم لا 
خير إلا خبرك ث ولا طير إلا طيرك ولا إله غيرك » وذكر الحافظ السخاوي في المقاصد عن عكرمة 
ی فر زاپ ضح فال وجل من الوم : خبر خير » فقال 
ابن عباس: لا خير ولا شر . وروی ابن ماجه وابن ن¿ حبان من حديث أي هريرة مرفوعاً كان 
يعجبه الفأل الحسن ويكره الطيرة. 


( وإذا رأيت املال ) وهو القمر في حالة خصوصة. قال الأزهري : ويسمى القمر للثلاثة من 
أل الشهر هلالا » وني ليلة ست وعشرين وسبع وعشرين أيضاً هلالا » وما بين ذلك يسمى قمراً. 
وقال الفارابي وتبعه الجوهري : املال لثلاث ليال من أل الشهر ثم هو قمر بعد ذلك» وقيل: 
املال هو الشهر بعينه والجمع أهلة. ( فقل « اللهم أله علينا ) يروى بالادغام وبالفك» وأصل 
لهال رق الوت ةم تقل إل روه هلالم لإ طلوعه وهو المراد هنا والمعنى اطلعه 
علينا وأرنا إياه مقترناً '( بالأهن والا يمان والسلامة والاسلام) بين كل من القرينتين حسن 
الاشتقاق» والمراد الأمن من اثر المخاوف. والإيان الطأنينة بالله کأنه سأله دوامها والسلامة 


۳٦‏ کا ا اکان الغو ات الاب الخامين 
آمنت بخالقك : « اللهم إني أسألك خير هذا الشهر وخير القدر وأعوذ بك من شر يوم 


والإسلام أن يدوم له الإسلام ويسام له شهره. فإن لله في كل شهر حكاً وقضاء . ( ري وربك 
الله » ) هذا تنزيه للخالق أن يشار كه في تدبير ما خلق شيء » وفيه رد للأقاويل الداحضة في الآثار 
العلوية بألطف إشارةء وني قوله : « رهي وربك الله » التفات اقتداء بسيدنا الخليل عليه السلام حيث 
قال # لا أحب الآفلين# بعد قوله # هذا ريي قال العراقي : رواه الترمذي وحسنه من حدیث 
طلحة بن عبد الله اه. 

قلت : لفظه أن النبي ّل كان إذا رأى الملال قال: «اللهم أهله علينا باليمن والإيان 
والسلامة والأسلام ري ر الله » وقال : حسن غریب رواه من طریق سلهان بن سفیان عن بلال 
بن بجی بن طلحة بن عبيد الله عن أبيه عن جده» ورواه بن حبان في صحيحه وزاد بعد قوله 
واللإسلام : « والتوفيق لما تحب وترضى » وبمثل رواية ابن حبان رواه الطبرافي في الكبير من حديث 
ابن عمر إلا أن في سنده عثان بن إبراهم الحاطبي وهو ضعيف» ورواه الدارمي في مسنده عن ابن 
عمر إلا ٠ E‏ وروى ابن السني في اليوم والليلة عن جزء بن ن أنس السلمي 
رضي الله عنه أن الني عو م کان إذا رأى املال قال « اللهم أهله علينا بالأمن والإبيان والسلامة 
والإسلام والسكينة والعافية والرزق الحسن » إلا ان الذهبي قال : إن جزءاً لا صحبة له. 

( وتقول « هلال رشد وهلال خير آمنت بخالقك» ) قال العراقی : رواه أبو داود مرسلاً من 
حديث قتادة أن النى بج كان إذا رأى املال قال: ١‏ هلال خير ورشد ثلاثاً آمنت بالذي 
حك ا اده الدار ى ف اقرا رالراق ف الارمط نخدي اس وال او 
داود: ولیس ف هذا عن الني بلي حديت مسد ضخيح اه. 

قلت : ولفظ أي داود عن قتادة قال : بلغنا عن النبى ّث أنه كان يقول إذا رأى الملال« هذا 
هلال خير ورشد آمنت بالذي خلقك ثلاثاً ثم يقول الحمد لله الذي ذهب بشهر کذا وجاء بشهر 
کذا» . ورواه أيضاً ابن السني عن أبي سعيد الخدري . قال ابن الق : اسناده لین » وروی الطبراني في 
الكير عن راقع بن خدیج باسناد حسن أن الني كان إذا رأى الملال قال « هلال خير 
ورشد اللهم إني أسألك من خير هذا » ثلاثاً. 

( اللهم إني أسألك خير هذا الشهر وخير القدر ) حر كة ( وأعوذ بك من يوم الحشر ) 
بفتح فسكون بمعنى المحشور رأي المجموع فيه الناس» وفي بعض النسخ يوم المحشر أي موضع 
الحشر . قال العراقى : رواه ابن أي شيبة وأحمد في مسنديا من حديث عبادة بن الصامت وفيه من 
ا ا ی ع کو ن اا 

قلت : وقال الحافظ ابن حجر : غريب ورجاله موثقون إلا من م يسم » ورواه أيضاً عبد الله بن 
أحمد في زيادات المسند والطبرافي في الكبير بلفظ كان به إذا رأى الملال قال « الله أكبر الله 
أكبر الحمد لته لا حول ولا قوّة إلا بالله اللهم إني أسألك » فساقاه . وروى الطبراني أيضاً في الكبير 


ANV Rea ESR EERE ES کتاب الأذكار والدعوات / الاب الخامس‎ 


الحشر » وتكبر قبله أولاً ثلاثاً وإذا هبت الريح فقل : « اللهم إني أسألك خير هذه الريح 
وخير ما فيها وخير ما أرسلت به ونعوذ بك من شرها وشر ما فیها ومن شر ما أرسلت 


عن رافع بن خديج بلفظ « اللهم إني أسألك من خير هذا الشهر وخير القدر . وأعوذ بك من شره» 
ثلاث مرات . 

ومن أحاديث الاب ما رواه ابن السنى عن عبدالله بن مطرف رضى الله عنه قال : كان رسول 
الله َي إذا رأى املال قال ١‏ هلال خير الحمد لله الذي ذهب بشهر كذا وجاء بشهر كذا. 
أسألك من خير هذا الشهر ونوره وبر کته وهداه وظهوره ومعافاته » . 

وعن على رض الله عنه انه کان یقول إذا رأى املال « اللهم ارزقنا نظره وخبړه وبر کته 
وفتحه ونوره ونعوذ بك من شره وشر ما بعده » رواه ابن ألي شيبة في المصنف. 

وعن الحسين بن على قال: سألت هشام بن حسان أي شيء كان الحسن يقول إذا رأى الملال؟ 
قال : كان يقول « اللهم اجعله شهر بر كة ونور وأجر ومعافاة. اللهم إنك قاسم فيه بين عبادك خيراً 
فاقسم لي فيه من خير ما تقسم بين عبادك الصالحين » رواه أيضاً ابن أي شيبة في المصنف . 

( وتكبّر قبل الدعاء أوَّلأ ثلاثاً ) أي تقول: « الله أكبر » قبل الدعاء ثلاث مرات رواه 
البيهقى في الدعوات من حديث قتادة مرسلاً ‏ كان النى ممتي إذا رأى املال كبر ثلاثاً » رواه 
الدارمي من حديث ابن عمر إلا أنه أطلق التكبير ولم يقل ثلاث » وتقدم قريباً من حديث عبادة بن 
الصامت عند عبد الله بن أحد والطبراي : « الله اکر الله أکبر الحمد لله لا حول ولا قوَة إلا 
يالله » . 


( وإذا هبت الريح ) أي هبوباً شديداً ( فقل « اللهم إني أسألك خير هذا الريح وخير ما 
أرسلت به ) . قال الطيبي : يحتمل الفتح على الخطاب. ويحتمل بناؤه للمفعول» وفي رواية بدل 
« أرسلت » جبلت عليه ذكره ابن الأثير . ( ونعوذ بالله من شرّها وشر ما فيها وشر ما أرسلت 
به » ) قال العراقي : رواه الترمذي وقال: حسن صحيح» والنسائي في اليوم والليلة من حديث أي 
بن کعب اه. 

قلت : لفظ الترمذي : « لا تسبوا الريح فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا اللهم إنا نسألك من خير 
هذه الریح وخیر ما فیها وخیر ما امرت به ونعوذ بك من شرها وشر ما فیها وشر ما امرت به ». 
وة نضا ابن السني في اليوم والليلة» ورواه عبدالله بن أحد والروياني والدارقطني في الإفراد 
والحا» وأبو الشيخ في العظمة ء وابن أي شيبة » عن أي بن كعب رفعه بلفظ « لا تسبوا الريح فإنها 
e BE U N E E e‏ 
فيها وشر ما ارسلت به ». ورواه ابن الي شيبة ايضا والبيهقى في السنن عنه موقوفا . لا تسبها فإنها 
مأمورة ولكن قل اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أمرت به» وأعوذ بك من شرها 
وشر ما فیها وشر ما امرت به». 


۳۹۸ كتاب الأذ كار والدعوات / الباب الخامس 


به ». وإذا بلغك وفاة أحد فقل : « إنا لله وإنا إليه راجعون وإنا إلى ربنا لمنقلبون. اللهم 


وعن عائشة رضي الله عنها قالت : : كان به إذا عصفت الريح قال « اللهم إني أسألك خيرها 
وخبر ما فيها رخير ما أرسنت به» وأعوذ بك من شرها وسر ما فيها وشر ما أرسلت به » ختصر 
رواه أحجد ومسام والترمذي والنسائي» وأخرجه الطبراني في الدعاء من حديث ابن عباس وزاد في 
آخره ١‏ الهم اجعلها رياحاً ولا تجعلها ريا الهم اجعلها رحة ولا تجعلها عذاباً . 

وروی ابن أي شيبة وأحد وابن ن ماجه من حديث أي هريرة رضي الله عنه رفعه قال : Non:‏ 
تسبوا الريح فإنها من روح الله تأتي بالرحة والعذاب ولكن سلوا الله خيرها وتعوذوا بالله من 
شرها ». ورواه بو داود والنسائي وابن ماجه والجا نحوه. وروى الشافعي والبيهقي في المعرفة عن 
صفوان بن سليم مرسلاً « لا تسبوا الريح وعوذوا بالله من شرها ». 

وني الباب عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: بينا أسير مع رسول الله م بين الجحفة 
والابواء إذا غشيتنا ريح وظلمة شديدة فجعل رسول الله به يتعوّذ بأعوذ برب الفلق وأعوذ 
برب الناس ويقول ١يا‏ عقبة تعود با فما تعوذ متعوذ بمثلها ». رواه ابو داود» وعن سلمة بن 
الأكوع رضي الله عنه يرفعه إلى النبي مه قال : « كان إذا اشتد الريح يقول اللهم احالاً عقا » 
رواه ابن حبان في صحیحه . 

( وإذا بلغك وفاة أحد) من المسلمين ( فقل « إِنًا لله وإنا إليه راجعون وإنا إلى ربنا 
منقلبون. اللهم اكتبه من المحسنين واجعل كتابه في عليين واخلف على عقبه في الغابرين ) 
أي الباقين. ( اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده) وف بعض النسخ زيادة ( واغفر لنا 
وله» ) . 

قال العراقي وااو الي ف الو و الا عن جو ا ا درن وو ورا فر و 
ولأي داود والنسائي في اليوم والليلة » وابن ن¿ حبان من حديث أم سلممة « إذا أصابت أحد ‏ مصيبة 
فليقل إنا لله وإنا إليه راجعون ». ولمسام من حديثها «اللهم اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في 
ا مهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يا رب العالمين وافسح في قبره ونور له فيه » اه. 

قلت : ولفظ حديث أم سلمة قالت ل ویول ا ی ای لم فد ی بعر 
فأغمضه ثم قال « إن الروح إذا قبض تبعه البصر ةذ فضج ناس من أهله فقال : لا تدعوا على أنفسكم 
الا خير فان الملائكة يؤمنون على ما تقولون. ثم قال: اللهم اغفر لأي سلمة » الحديث . ورواه 
مسام» وابو داود » والنسائي» وابن ماجه. 

وعنها رضي الله عنها قالت : لا مات أبو سلمة أتيت النى ميه فقلت : يا رسول الله إن أبا 
سلمة قد مات. قال: « قولي اللهم اغفر لي وله واعقبني منه عقبى حسنة . قالت : فقلت فأعقيني الله 
من هو خير لي منه مدا ب » ورواه الجماعة إلا البخاري. 


كتاب الأذ كار والدعوات / الباب الخامس FTA ee ma ea‏ 


أجره ولا تفتنا بعده واغفر لنا وله » وتقول عند التصدق : 9 ربّنا تقبّل منا إّك أنت السميع 
العلم € [ البقرة: ٠١۷‏ ] وتقول عند الخسران : 3 عسى ربا أنيبْدِلَنا خيراً منها إنا إلى ربا 
رَاغبُون) [ القام : ۲ ] وتقول عند ابتداء الأمور  :‏ ربا آنا من لَذنك رحة وهي لَنَا مِن 
أمرنا ردا [الكهف: ]٠١‏ رب اشرح لي صدري »ويسر لي أمري) [ طه: 
٠‏ '])» وتقول عند النظر إلى السماء ربًّنا ما خلقت هذا باطلاً سَبّحانك فقتا 
عَذَاب التار € [ آل عمران: ٠١١‏ ] تارك الذي جَعَل في السماء بروجاً وجعل فيها 
ا منيراً [ الفرقان: N‏ فقل : 9 سبْحان من 
يسبَّحٌ الرعد بجحمده والملائكة من خيفته# فإن رأيت الصواعق فقل: « اللهم لا تقتلنا 
SS‏ > فإذ أمطرت السماء فقل : 


وعنها رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله بم يقول: « ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول 
إنا لته وإنا إليه راجعون. اللهم آجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا أجره الله في مصيبته 
واخلف له خيراً منها . قالت : فلا توفي أبو سلمة قلت ما أمرني رسول الله ميت فأخلف الله لي 
خيراً منه رسول الله لله » انفرد به مسام . 

( وإذا تصدقت بصدقة فقل « ربّنا تقبّل ما إِنّك أ أت نت السميع العليم) نقله صاحب 
القوت» ( وتقول عند الخسران) في البيع والشراء : ( عسى ربنا أن يبدلنا خيراً منها إنا إلى 
ربّنا راغبون) نقله صاحب القوت» ( وتقول عند ابتداء الأمور) أي عند الشروع في أل 
الأمر ( ربا آتنا من لدنك رحة وهيء لنا من أمرنا رشداً) وتقول بعد ذلك : (رب اشرح 
لي صدري ويسر لي أمري) إن کان من يتمع إل قوله فلا بأس أن يزيد واحلل عقدة من 
لاني« يفقهوا قول) [ طه: ۲۷. ۲۸] ( وتقول عند النظر إلى السماء ) بقصد الاعتبار : 
( ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار ) تقول بعده ( تبارك الذي جعل في 
السماء بروجاً وجعل فيها سراجاً وقمرآً منيراً ) الراد بالبروج منازل الشمس الاثنا عثر ‏ 


وسراجاً أي شمسا . (وإذا سمعت صوت الرعد فقل: سبحان من يسبح الرعد مده 
E GAO E‏ 


قلت : E‏ إذا سمع صوت الرعد ترك الحديث وقال ٫‏ سبحان الذي ب يسبح الرعد 
جمده والملائكة من خيفته » ووجدت بخط من نقل عن خط الشيخ زين الدين الدمشقي مشقي eT‏ 
نصه: هو مرفوع في تفسير ابن جرير من حديث أي هريرة بالشطر الأوّل» لكن الراوي له عن أي 
هريرة مبهم لم يسم فإنه قال : عن رجل عنه. 

( فإذا رأيت الصواعق ) جع صاعقة وهي قصفة رعد تنقض معها قطعة من نار ( فقل 
« اللهم لا تقتلنا بغضبك ولا تہلكنا بعذابك وعافنا قبل ذلك» ) خص القتل بالغضب 


۳۷۰ کات الاد گان الد غوا ت 7 الاب ا امن 


١‏ اللهم سقياً هنيئاً وصيباً نافعاً اللهم اجعله صيب رحة ولا تجعله صيب عذاب » فإذا 
والاهلاك بالعذاب لأن نسبة الغضب إلى الله تعالى استعارة والمشبه به الحالة التي تعرض للملك 
عند انفعاله وغليان دم القلب ثم الانتقام من المغضوب عليه وأكث ما ينتقم به القتل فرشح 
الاستعارة به عرفاً والإهلاك والعذاب جاريان على الحقيقة في حق e‏ ولا ل يكن تحصيل 
المطلوب إلا معافاة الله قال « وعافنا قبل ذلك ». 

قال العراقي : رواه الترمذي وقال غريب والنسائي في اليوم والليلة من حديث ابن عمرو وابن 
السني بإاسناد حسن اه. 

قلت : وكذلك رواه أحد وسنده جيد والحاك في المستدرك وقال: صحبح. وأقرّه الذهي 
ولفظهم واحد كان رسول الله له إذا سمع الرعد والصواعق قال فذ كروه. قال الصدر المناوي : 
وقد عزاه النووي في خلاصته لرواية البيهقي وقال : فيه الحجاج بن ارطأة وهو قصور فإن الحديث 
في الترمذي من غير طريق الحجاج اه. 

وذكر في الأذكار بعد عزوه للترمذي إسناده ضعيف وكأنه نظر إلى ما ذكرناه. قال الحافظ : 
هو حديث غريب أخرجه أحد والبخاري في الأدب المفرد » والحجاج صدوق لكنه مدلس » وقد 
صرح بالتحديث فكيف يطلق الضعف على هذا وهو متاسك والله أعلم. 

( فإذا مطرت الساء فقل فقل « اللهم سقياً هنيئاً وصيباً نافعاً) قال العراقي : رواه البخاري 
من حديث عائشة كان إذا رأی المطر قال: : « اللهم اجعله صتا نافعاً » ولابن ماجه « سا ١‏ 
بالسين» وله وللنسائي في اليوم والليلة « اللهم اجعله صيباً هنياً » واسنادها صحيح اه. 

قلت : قوله نافعاً تتميم في غاية الحسن لأن لفظة « صيَاً » مظنة للضرر والفساد. قال 
الز حشري : الصيب المطر الذي يصوب أي ينزل ويقع » وفيه مبالغات من جهة التر كيب والبناء 
والتكثير دل على أنه نوع من المطر شديد هائل فتممه بقوله « نافعاً » صيانة عن الإضرار والفساد 
ووه قوله : 

فسقى ديارك غير مفسدها صوب الربيع ودية تهمى 

لكن ١‏ نافعاً » في الحديث أوقع وأحسن من مفسدها اه. 

قال ابن سيدة في المحكم صاب المطر صوباً ٠انصاب‏ كلاه| انصب» ومطر صوب وصيب 
وصبوب وقوله تعالى : # أو كصيب من الساء € [ البقرة: ٠۹‏ ] الصيب هنا المطر اه. والسيب 
بفتح السين المهملة وسكون الياء التحتية هو العطاء . 

وروي عن عائشة أيضاً أن رسول الله ّث كان إذا رأى سحاباً مقبلاً من أفق من الآفاق 
ترك ما هو فيه وإِن کان في صلاة حت يستقبله فيقول « إنا نعوذ بك من شر ما أرسل به فإن 
أمطر قال اللهم سيبا نافعا اللهم سيبا نافعا وإن كشفه الله ولم بطر حد الله على ذلك ». رواه أبو 


کتاب الأذكار والدعوات / اللاب الخامس NN CESSES ea‏ 


غضبت فقل : « اللهم اغفر لي ذنبي وأذهب غبظ قلبي وأجرني من الشيطان الرجم ». فإذا 
خلفت قوماً فقل : « اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم » فإذا غزوت 
فقل : « اللهم أنت عضدي ونصيري وبك أقاتل » وإذا طنت أذنك فصل على مد ي 


داود والنسائي وابن ماجه واللفظ للترمذي . (اللهم اجعله سيب رحة ولا جعله سيب 
عذاب » ) قال العراقي : رواه النسائي في اليوم والليلة من حديث سعيد بن المسيب مرسلاً اه. 

( فإذا غضبت ) على أحد ( فقل «اللهم اغفر لي ذني واذهب غيظ قلي وأجرني من 
الشيطان الرجم » ) قال العراقي : رواه ابن السني في اليوم والليلة من حديث عائشة بإسناد ضعيف 
اآه. 

قلت : ولفظ ابن السني كان إذا غضبت عائشة عرك بأنفها وقال « يا عويش قول اللهم رب 
مد اغفر لي ذنى واذهب غيظ قلى وأجرني من مضلات الفتن » . ورأيت بخط الحافظ السخاوي ما 
ا د او جد م ق دیف لوخدو کی 

( فإذا خفت قوماً) أي شرهم ( فقل: « اللهم إنا غجعلك في نحورهم ) أي في إزاء 
صدورهم تقول جعلت فلاناً و إذا جعلته قبالته وترساً يقاتل عنك ویحول بینك وبینه» 
(ونعوذ بك من شرورهم» ) خص النحر لأنه أمرع وأقوى في الدفع والتمكن من المدفوع › 
والعدو إنما يستقبل نحره عند المناهضة في القتال أو للتفاؤل بنحرهم أي قتلهم . 

قال العراقي : رواه أبو داود والنسائي في اليوم والليلة من حديث أي موسى بسند صحيح اه. 

قلت : وو الك رو ااام وان ن حبان في صحيحها » ولفظ الأربعة سواء أن الني يه كان 
اذا خاف قوماً قال : « اللهم » فذ کروه و : صحيح على شرط الشيخين» وأقره الذهي 
وقي لفظ لابن حبان كان إذا أصاب قوماً» ورواه أيضاً أحجد والبيهقى قال النووي في الأذكار 
والرياض : أسانيده صحيحه . 

( وإذا غزوت ) الكفار ( فقل : « اللهم نت عضدي ) أي معتمد قال الطيي: : هو كناية عا 
يعتمد عليه و يثق المرء به في الخيرات وغيرها من القوة ( و ) أنك ( نصيري ) أي ناصري ومعيني 
( وبك أقاتل) أي عدوك وعدوي . قال العراقي رواه ابو داود والتزمذي والنسائي من حديث 
أنس. قال الترمذي : حسن غريب اه. 

قلت : لفظ أبي داود كان إذا غزا ER a‏ 
وبك أقاتل » ورواه أحد وابن ن ماجة وا حا وابن ن حبان والضياء في المختارة» وفي رواية للنسائي من 
حديث صهيب : ١‏ رب بك أقاتل وبك أحاول ولا حول ولا قوة إلا بك » فأما أبو داود والترمذي 
وكذا أبو يعلى فرووه عن نصر بن علي الجهضمي عن أبيه عن المثنى بن سعيد عن قتادة عن أنس . 
ورواه أبو يعلى أيضاً عن موسى بن ممد عن عبد الرحمن بن مهدي عن المثنى بن سعيد » ورواه ابن 


۲ .......... كتاب الأذكار والدعوات / الباب الخامس 


وقل: « ذكر الله من ذكرني خير » فإذا رأيت استجابة دعائك فقل: «الحمد لله الذي 
بعزته وجلاله تتم الصالحات » وإذا أبطأت فقل : « الحمد لله على كل حال » وإذا سمعت 
أُذان المغرب فقل : « اللهم هذا إقبال ليلك وإدبار نهارك وأصوات دعاتك وحضور 
نلواك اسالڭ أن تغفر لي » وإذا أصابك هم ف فقل : « اللهم إفي عبدك وابن عبدك 
وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضائك أسألك بكل اسم هو لك 


حبان عن الحسن بن سفيان والطبراني في الدعاء عن عبد الله بن أحد كلاه عن نصر بن علي » 
وأخرجه النسائي من طريق أزهر بن القاسم » وأبو عوانة في صحيحه من طريق مسام بن قتيبة. 
كلاهما عن المثنى » والزيادة المذ كورة في رواية أي داود لم تقع عند غيره» وقد أخرجه أبو عوانة 
عن الي داود بالزيادة وهو في مسند الحارث من طريق الي مجلز عن انس بدون تلك الزيادة. 

( وإذا طنت أذنك فصل على محمد بب وقل ذ كر الله بخير من ذكرني» ) قال العراقي : 
رواه الطبرافي وابن عدي وابن السني في اليوم والليلة من حديث أي رافع بسند ضعيف اه . 

قلت : رواه الطبراني في معاجه الثلاثة » وكذا العقيلي» والخرائطي في مكارم الأخلاقء 
واخرون كلهم بلفظ : « إذا طنت اذن احدك فليذ كرفي وليصل علي وليقل ذكر الله خير من 
ذكرني جنير » والسند ضعيف » بل قال العقيلى : أنه ليس له أصل . كذا في المقاصد للسخاوي » لكن 
قال الميشمي : إسناد الطبراني في الكبير حسن» وهذا يبطل من زعم ضعفه فضلاً عن وضعه كابن 
الجوزي والحقيي» ونقل المناوي في شرحه على الجامع أنه رواه ابن خزية في صحيحه باللفظ 
المذ كور عن عن أي رافع وهو من التزم تخريج الصحيح فاعرف ذلك . 

(وإذا رأيت) أمارات (استجابة دعائك فقل: «الحمد لله الذي بعزته وجلاله تم 
الصالخات وإذا أبطأت فقل الحمد لله » ) رواه الحا في المستدرك من حديث عائشة بلفظ كان 
رسول الله ر يقول: ١‏ ما يمنع أحد؟ إذا عرف الإجابة من نفسه فشفي س مرض أو قدم من 
سفر يقول: الحمد لته الذي بعزته وجلاله تتم الصالحات ». وروي ابن ماجة واللفظ له والحاي وقال: 
صحيح الإسناد بلفظ : كان رسول الله ملي إذا رأى ما يحب قال: «الحمد لله الذي بنعمته تم 
الصالحات وإذا رأى ما يكره قال الحمد لله على كل حال » وقد تقدم هذا الحديث في الدعاء . 

( وإذا سمعت أذان المغرب فقل: « اللهم هذا استقبال ليلك وإدبار نهارك وأصرات 
a OTE‏ : رواه 
ابو داود والترمذي وقال: غريب » والحام من حديث ام سلمة دون قوله: « وحضور صلواتك » 
فإنها عند الخرائطي في مكارم الأخلاق والحسن بن علي المعمري في اليوم والليلة. 

( فإذا أصابك هم فقل : « اللهم !ِف عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض 
في حكمك نافذ في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك» وأنزلته في كتابك أو 


كتاب الأذ كار والدعوات / الباب الخامس VE NSCS‏ 


سميت به نفسك. أو أنزلته في كتابك» أو علمته أحدا من خلقك» أو استأثرت به في 
عام الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء غمي وذهاب حزني 
وهمي» قال به : ١‏ ما أصاب أحداً حزن فقال ذلك إلا أذهب الله همه وأبدله مكانه 
فرحاً فقيل له: يا رسول الله: أفلا نتعلّمها ؟ فقال ل : بلى ينبغي لمن سمعها أن 


أعطيته أحداً من خلقك, أو استأثرت في عام الغيب عندك أن تبعل القرآن ربيع قلي 
ونور صدري وجلاء غمي وذهاب حزن و » . قال رسول الله ب : « ما أصاب أحداً 
حزن فقال هذا إلا أذهب الله عز وجل همه وأبدل مكانه فرحاًء فقيل يا رسول الله : أفلا 
نتعلمها ؟ فقال بيه : ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها» ) قال العراقي : رواه أحد وابن ماجة 
وابن حبان والحام من حديث ابن مسعود وقال: صحيح على شرط مسام إن سام من إرسال عبد 
الرحمن عن أبيه فإنه ختلف في سماعه عن أبيه اه. 


قلت : رواه أحد عن يزيد بن هارون أخبرنا فضيل بن مرزوق» أخبرنا أبو سلمة الجهنى» عن 
القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود» عن أبيه» عن جده عبد الله بن مسعود قال : قال 
رسول الله به : « ما أصاب مسلا قط هم أو حزن فقال اللهم إفي عبدك وابن عبدك » فساقه إلا 
أنه قال « عدل » بدل « نافذ » وأو أنزلته « بأو» بدل «الواو » وأو علمته بدل اعطيته وجلاء 
حزني وذهاب همی وقال في آخره: « وأبدل مکان حزنه فرحا » وقال: أفلا نتعلمهن ؟ قال : بی 
ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن ». وأخرجه الحا في المستدرك وابن أي الدنيا في كتاب الدعاء عن 
سعید بن سلهان» أخبرنا فضيل بن مرزوق . ووقع في رواية سعيد عند الحا فقط القرأن العظيمء 
وقول الحا إن سام من إرسال عبد الرحمن الخ. تعقبه الذهبي في ختصره فقال في السند أبو سلمة 
الجهنی ما روې عنه إلا فضیيل بن مرزوق» ولا يعرف اسمه ولا حاله. قال الحافظ ابن حجر : 
ولکنه لم ینفرد به وذکره مع ذلك ابن حبان في الثقات . 

نم ساق الحافظ سنده إلى علي بن المنذر قال: حدثنا مد بن فضيل» حدثنا عبد الرحمن بن 
إسحاق عن القاسم بن عبد الرحن عن أبيه عن عبد الله بن مسعود قال : قال النبي ميه : « إذا 
اصاب احدم هم أو حزن فليقل » فذ كره مثل حديث أي سلمة وزاد بعد قوله :« وابن ¿ أمتك وفي 
قبضتك » وقال في آخره: « فا قالها عبد قط إلا أذهب الله همه » وقال فيه « ينبغي لكل مسام» 
والباقي سواء أخرجه أبو يعلى عن محمد بن منهال عن عبد الواحد بن زياد عن عبد الرجمن بن 
إسحاق وأخرجه ابن السني عن أبي يعلى » وعبد الرحمن بن إسحاق واسطي صدوق» وحديث أي 
سلمة الجهني رواه أيضاً الطبراني في الدعاء عن عمر بن حفص السدوسي» عن عاصم بن علي » عن 
فضيل بن مرزوق . وأخرجه ابن شاذان في الفوائد عن أبي بكر العباداني» عن عمد بن عبد الملك 
الدقيقي» عن يزيد بن هارون وأخرجه أبو يعلى عن أبي خيثمة » وأخرجه ابن أي عاصم عن رزق 


SAS AS Sk VE‏ الأذكار والدعوات / اللاب الخامس 


يتعلمها » فإذا وجدت وجعاً في جسدك أو جسد غيرك فارقه برقية رسول الله مه : 
١‏ كان إذا اشتكى الإنسان قرحة أو جرحاً وضع سبابته على الأرض ثم رفعها وقال : بسم 
الله تربة أرضنا بريقة بعضنا يشفى سقيمنا بإذن ربنا ». وإذا وجدت وجعا في جسدك 
فضع يدك على الذي يتألم من جسدك وقل : « بسم الله - ثلاثاً- وقل سبع مرات : أعوذ 


الله بن موسی کلاهما عن يزيد بن هارون» وقد روي هذا الحديث أيضاً عن أي موسى رضي الله 
عنه. 

قال الطبراني في الدعاء : حدثنا أحمد بن على الجارودي »حدئناالحسن بن عرفة » حدثنا على بن 
ثابت الجزري» عن منصور بن برقان» عن عياض الکوفي» عن عبيد الله بن زيد» عن أي موسى 
الأشعري قال: قال رسول الله به : ١‏ من أصابه هم أو حزن فليدع بهؤلاء الكلهات يقول اللهم أنا 
عبدك وابن عبدك » فذ کر مثل حدیث ابن مسعود وفي اخره بعد قوله: « وذهاب همي » قال 
قائل : يا رسول الله إن المغبون لمن غبن هؤلاء الكلهات قال: « أجل فقولوهن وعلموهن فإنه من 
قهن وعلمهن أذهب الله حزنه وأطال فرحه ». وأخرجه ابن السني في اليوم والليلة من رواية مخلد 
ابن يزيد الحرافي عن جعفر بن برقان. 

( فإذا وجدت قرحة في جسدك أو جسد غيرك فارق برقية رسول الله عه : « كان م 
اذا اشتكى إنسان قرحة أو جرحاأً وضع سبابته على الأرض غم رفعها ) وبلها بريقه ( وقال : بسم 
الله تربة أرضنا بريقة بعضنا يشفي سقيمنا بإذن ربنا» ) رواه البخاري ومسام من حديث 
عائشة. و كذلك رواه ابو داود والنسائي وابن ماجه بلفظ : ١‏ كان يقول للمريض بسم الله تربة 
أرضنا وريقة بعضنا يشفي سقيدنا ». ولفظ مسام : « كان إذا اشتكى الإنسان الشيء منه او کانت 
به قرحة أو جرح قال النبي بيه بأصبعه هكذا» ووضع سفيان سبابته بالأرض ثم رفعها بسم الله 
تربة أرضنا بريقة بعضنا يشفي سقيمنا بإذن ربنا » قال ابن أبي شيبة يشفى» وقال زهير ليشفي 
اآه. 

والأكمل اكال البسملة. وقال الشرجي في كتاب الفوائد : من أصابه جراح في جسده فليقل : 
١‏ بسم الله الرحن الرحم وصلى الله على سيدنا مد النبي الأمي وعلى آله بوصحبه وسام ثم يأخذ ترابا 
طاهراً ويطرح منه على الجرح قليلاً قليلاً وهو يقول أصاب النبي مه في بعض غزواته جراح فا 
ضرب ولا أقاح » وكذلك تكون أبما الجراح بسم الله ربنا تربة أرضنا بريقة بعضنا يشفي سقيمنا 
بإذن ربنا » يقول ذلك ثلاث مرات كل مرة يتفل وينفخ في الجرح يبرا بإذن الله تعالى . 

( وإذا وجدت وجعاً في جسدك فضع يدك ) واليمين أو . قال القرطبي : وهذا الأمر على 
جهة التعلم والإرشاد إلى ما ينبغي من وضع يد الراقي على المريض ومسحه بها ولا ينبغي له 
العدول عنه إلى المسح بنحو حديد وملح وغير ذلك فإنه لا أصل له في السنة ( على الذي يأم من 
جسدك وقل « بسم الله ثلاثاً» ) والأكمل إكال البسملة ( وقل سبع مرات أعوذ بالله ) وني 


كتاب الأذكار والدعوات / الباب الخامس PVE‏ 


بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر » فإذا أصابك كرب فقل : « لا إله إلا الله 
العلى الحلي ‏ لا إله إلا الله رب العرش العظيء لا إله إلا الله رب السموات السبع ورب 


رواية: بعزة الله ( وقدرته من شر ما أجد وأحاذر» ) وهذا العلاج من الطب الإمي لما فيه من 
ذكر الله والتفويض إلبه والاستعاذة بعزته وتکراره یکون أنخجم وأبلغ» كتكرار الدواء الطبيعي 
لاستقصاء إخراج المادة» وفي السبع خاصية لا توجد في غيرها. 

قال العراقي : رواه مسام من حديث عثان بن أي العاص الثقفي آھے: 

قلت :و كذلك رواه أحجمد والنسائي في اليوم والليلة» وابن ماجة وابن حبان» وكلهم في الطب 
إلا النسائي ولفظهم : شكوت إلى رسول الله ّل وجعاً أجده في جسدي منذ أسلمت فقال: « ضع 
يدك » الحديث . وفي رواية « ضع يمينك على المكان الذي تشتكي فامسح بها سبع مرات وقل أعوذ 
بعزةالله وقوته من شر ما أجد في كل مسحة ». وهكذا رواه ابن حبان والطبراني وال حا م في الجنائز 
وابن السني في اليوم والليلة. 

( وإذا أصابك كرب فقل « لا إله إلا الله العلي الحلم لا إله إلا الله رب العرش العظم› 
لا إله إلا الله رب السموات والأرض ورب العرش الكرم» ) قال العراقي : متفق عليه من 
حديث ابن عباس اآه. 

قلت : رواه مسام والترمذي وأبو بكر بن خزية عن محمد بن بشار : حدثنا معاذ بن هشام هو 
الإإستواني» حدنا آي عن قتادة عن أي العالبة عن ابن عباس أن نبي الله ا کان يدعو عند 
الكرب: «لا إله إلا الله العظى الحليء لا إله إلا الله رب العرش العظيء لا إله إلا الله رب 
السموات ورب الأرض ورب العرش الكرم » ورواه البخاري عن مسام بن إبراهم : حدثنا هشام 
لکن لم يسقه بتامه» وأخرجه تاما عن مسدد عن يحي القطان عن هشام » ورواه مسام عن عبد بن 
حید» حدئنا عمد بن بشر› حدثنا سعيد بن الي عروبة» عن قتادة ان ابا العالية الرياحي حدثهم 
عن ابن عباس آن رسول الله ل کان يدعو بہن أو كان يقومن عند الكرب فذ كر مثله» لكن 
قال : « رب السموات السبع ». 

وأخرجه البخاري من رواية يزيد بن زريع » عن سعد » وروی عبد بن حيد أيضاً عن يزيد بن 
هارون» أخبرنا سعيد بن ألي عروبة » عن قتادة» عن أي العالية » عن ابن عباس عن الني يه 
قال : « كلهات الفرج لا إله إلا الله الحلم العظم » لا إله إلا الله الحلم الكري . لا إله إلا الله هو رب 
السموات السبع ورب العرش الكرم ». وأخرجه ابن خزية عن الحسن عن محمد الزعفرافي عن يزيد 
ابن هارون» وأخرجه ابن أي الدنيا في الدعاء عن أبي خيشمة عن يزيد بن هارون إلا أنه قدم الجملة 
الثانية على الأولى » وأخرجه الطبراني في الدعاء عن بشر بن موسى عن الحسن بن موسى» وأخرجه 
مسام عن محمد بن حاتم » عن بہز بن أسد كلاهما عن حاد بن سلمة» عن يوسف بن عبد الله بن 
الحرث» عن أي العالية » عن ابن عباس قال: كان رسول الله مه إذاحزبهأمر قال : « لا إله إلا 


۳۷٦‏ كتاب الأذ كار والدعوات / الاب الخامس 


العرش الكريم ». وإن أردت النوم فتوضاً أولاً م توسد على يمينك مستقبل القبلة م 


الله الحليم العظم » فذ كر الحديث وزاد في آخره « مم يدعو ». وأخرجه أبو عوانة والنسائي جيعا عن 
مد بن إسحاق الصغاني عن الحسن بن موسى» وقد روي هذا الحديث بزيادة أخرى. 

قال البخاري في كتاب الأدب المفرد : حدثنا مد بن عبد العزيز »حدثنا عبد الملك بن 
الخطاب» حدثني راشد أبو محمد بن عبد الله بن الحرث» سمعت ابن عباس يقول: کان ائني مه 
يقول عند الكرب فذكر مثل رواية هشام التي تقدم ذكرها أولاً وزاد في آخره: « اللهم اصرف 
عني شره». وقد روي هذا الحديث ايضا من غير طريق ابن عباس . 

قال أبو بكر بن ألي الدنيا في كتاب الدعاء : حدثنا إسحاق بن إساعيل حدثنى سعيد بن 
منصور » حدثنا يعقوب بن عبد الرجن» عن تمد بن عجلان» عن مد بن كعب عن عبد الله بن 
الماد عن عبد الله بن جعفر » عن علي بن أي طالب رضي الله عنه قال : لقتني رسول الله مه هؤلاء 
الكلات إن نزل بي شدة أو كرب أن أقوهن : « لا إله إلا الله الحلم الكرم سبحانه وتعالى تبارك 
الله رب العرش العظم والحمد لله رب العالمين » فكان عبد الله بن جعفر يلقنها الميت» وينفث بها 
على المذعور » ويعلمها المعتزبة من بناته . 

قال : وحدثنا مد بن موسى الفلكي » حدثنا روح بن عبادة» عن أسامة بن زيد» عن مد بن 
كعب القرظي » عن عبد الله بن شاد » عن عبد الله بن جعفر » عن علي بن الي طالب رضي الله عنه 
قال : علمني رسول الله ب إذا نزل بي كرب أن أقول: ١‏ لا إله إلا الله الحلي الكريم » سبحان الله 
وتبارك الله رب العرش العظم والحمد لله رب العالمين ». 


فقلت ما قال لك ؟ قالت : قال لي يا بنية إذا نزل بك الموت أو أمر تفظعين به فقولي : ١‏ لا إله إلا 
الله الحم الكريم سبحان الله رب العرش العظي والحمد لله رب العالمين » قال الحسن : فأتيت الحجاج 
فقلتهن » فقال: لقد جئتنى وأنا أريد أن أضرب عنقك فا من أحد أحب إلي منك فسلنى ما 


٤ 
. سسا‎ 


(« وإن أردت النوم فتوضأ أولاً ) وإن كان متوضئًاً كفاه ذلك. ( ثم توسد على يمينك ) 
أي ضع رأسك على الوسادة على جهة ينك فهو السنة لأن القلب جهة اليسار » فإذا نام على اليمين 
تعلق قلبه فهو أسرع لانتباهه من نومه . وهذه اليئة نومة الأنبياء » وعند مسام من حديث أي هريرة: 
« فإدا اراد ان يضطجع فليضطجع على شقه الاين ». وعند السنة من حديث البراء: « اذا اتيت 
مضجعك فترضاً وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأين ». وفي رواية للبخاري : « كان إذا 
أوى إلى فراشه نام على شقه الأين » وفي رواية لأي داود قال لي رسرل الله مي : « إذا أويت إلى 
فراشك وأنت طاهر فتوسد يينك » ( مستقبل القبلة) ن استطاع ذلا فإنأكرم المجالس ما 


كتاب الأذ كار والدعوات / الباب الخامس VVERE aE‏ 


کبّر الله تعالی أربعاً وثلاثين وسبحه ثلاثاً وثلاثین واحمده ثلاثاً وثلاثین ». ثم قل : « اللهم 
إني أعوذ برضاك من سخطك وبعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك . اللهم إي لا 
أستطيع أن أبلغ ثناء عليك ولو حرصت ولكن أنت كا أثنيت تنيت على نفسك » . «اللهم 


استقبل به القبلة ( ثم كبر الله أربعاً وثلاثين ) تكبيرة ( وسبحه ثلاثاً وثلائين ) تسبيحة 
( وأحده ثلاثاً وثلائين ) تحميدة فتلك المائة » . 

قال العراقي : متفق عليه من حديث علي اه. 

قلت : لفظ هذا الحديث عن علي أن فاطمة رضي الله عنها تت تت النبي مه تسأله خادماً فقال : 
«ألا أخبرك ما هو خير لك منه تستحين الله عند منامك ثلاثاً وثلاثين» وتحمدين الله ثلاثاً 
وثلاثين» وتكبرين الله أربعاً وثلاثين » ثم قال سفيان: إحداهن أربعاً وثلاثين فما تر كته بعد قيل : 
ولا ليلة صفين ؟ قال : لا ولا ليلة صفين . رواه البخاري ومسام وابو داود والنسائي . 

وني رواية للبخاري : « أن فاطمة رضي الله عنها شكت ما تلقى في يدها من الرحى » فأتت الني 
ر تسأله خادماً فام تجده فذ کرت ذلك لعائشة رضي الله عنهاء فلا جاء لي أخرتة ء قال: 
فجاءنا وقد أخذنا مضاجعنا فذهبت أقوم فقال : مکانك» فجلس بیننا حتی وجدت برد قدمیه 
عل صدري فقال: ألا أدلكا غل ا قو خو لکا ن حادم إذا أويتا إلى فراشك| أو أخذعا 
مضاجعكا فكبرا ثلاثاً وثلاثين وسبحا ثلاثاً وثلاثين وأحدا ثلاثاً وثلاثن فهذا خير لکا من 
خادم » وعن شعبة عن خالد عن ابن سيرين قال: التسبيح أربعاً وثلاثين » وفي بعض طرق النسائي 
التحميد أربعاً وثلاثين وهو الموافق لا أورده المصنف هنا زاد أبو داود في بعض طرقه قالت : 
رضيت عن الله عز وجل وعن رسول الله مه . 

( ثم قل: «اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبممعافاتك من عقوبنك وأعوذ بك منك . 
اللهم لا أستطيع أن أبلغ ثناء عليك ولو حرصت ولكن أنت كا أثنيت على نفسك» ) قال 
العراقي : رواه النسائي في اليوم والليلة من حديث علي وفيه انقطاع اه. 

قلت ؛ تقدم هذا الدعاء في آخر تلاوة القرآن »وذ كرت هناك ما يتعلق بمعناه وهو من أذكار 
السجود مروي عن عائشة رضي الله عنها. رواه مسام من طريق الأعرج عن أبي هريرة عنها وفيه 
بعد قوله منك : لا أحصي ثناء عليك أنت كا أثنيت على نفسك» وله طريق أخرى منها عند ابن 
خزية من رواية النضر عن عروة عنها نحو حديث أبي هريرة عنهاء لكن قال في آخره: « أثني. 
عك ول ايلم كل مايا وده سح 

ومنها في الخلفيات من طريق على بن الحصين عنها وقال في آخره لا أحصى أسماءك ولا ثناءً 
غ وده ی 

( « اللهم باسمك أحيا وأموت» ) قال العراقي : رواه البخاري من حديث حذيفة ومسام من 


حديث البراء اه. 


۴۸ ............ كتاب الأذكار والدعوات / الباب الخامس 


باسمك أحيا وأموت ». « اللهم رب السموات ورب الأرض ورب کل شيء وملیکه فالق 
ا لحب والنوى ومنزل التوراة والإنجيل والقرآن. أعوذ بك من شر كل ذي شر ومن شر 
كل دابة أنت آخذ بناصيتها أنت الأول فليس قبلك شيء. وأنت الآخر فليس بعدك 
شيء. وأنت الظاهر فليس فوقك شيء. وأنت الباطن فليس دونك شيء. اقض عني 
الدين واغنني من الفقر ». « اللهم إنك خلقت نفسي وأنت تتوفاها . لك ماتيا ومحياها . 
اللهم إن أمتها فاغفر ما وإن أحييتها فاحفظها . اللهم إني أسألك العافية في الدنيا 


قلت : ورواه أيضاً أحد وأبو داود والترمذي والنسائي عن حذيفة قال : كان الني له إذا 
أوى إلى فراشه قال : « باسمك أموت وأحيا وإذا نام قال الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه 
النشور ». ورواه أحد والترمذي عن البراء » ورواه أيضاً أحد والشيخان عن أبي ذركان إذا أخذ 
مضجعه من الليل وضع يده تحت خده ثم يقول: « باسمك أحيا وباسمك أموت » والباقي كسياق 
حدیفه . 

( « اللهم رب السموات ورب الأرض ورب كل شيء ومليكه فالق الحب والنوى ومنزل 
التوراة والإنجيل والفرقان أعوذ بك من شر كل ذي شر ومن شر كل دابة أنت آخذ 
بناصيتها أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء» وأنت الظاهر 
فليس فوقك شيءء وأنت الباطن فليس دونك شيء اقض عن الدين واغنني من الفقر» ) 
قال العراقي : رواه مسام من حديث الي هريرة اه. 

قلت : ولفظه عن سهيل قال كان ابن صالح يأمرنا إذا أراد أحدنا أن ينام أن يضطجع على 
شقه الأين ثم يقول: ١‏ اللهم رب السموات السبع ورب الأرض ورب العرش العظم ربنا ورب كل 
شيء فالق الحب والنوى ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان أعوذ بك من شر كل شيء انت آخذ 
بناصيته . اللهم أنت الأول ». فساقه الخ . إلا أنه قال في آخره : « اقض عنا الدين وأغننا من الفقر » 
رواه الجاعة إلا البخاري. 

وقال ابن أي الدنيا في كتاب الدعاء : حدثنا أبو هشام الرفاعي» حدثنا أبو أسامة» حدثنا 
الأعمش عن أي صالح » عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : جاءت فاطمة رضي الله عنها إلى النبي 
بتر تسأله خادماً فقال  :‏ ألا أدلك على ما هو خير لك من خادم » فساق الحديث» وفيه ذكر 
هذا الدعاء بمثل ساق الجاعة» وقد قدمت ذكره قريبا عند دعاء الدين . 

( «اللهم إنك خلقت نفسي وأنت تتوفاها ) هكذا بتاءين» وفي بعض الروايات بجذف 
إحداه)| تخفيفاً ( لك ماتا ومحياها ) أي أنت المالك لاحيائها ولاماتتها أي وقت شئت لا مالك 
هما غيرك. ( اللهم إن أمتها فاغفر هما ) أي ذنوبما ( وإن أحييتها فاحفظها ) من التورط فا لا 
يرضيك . ( اللهم إني أسألك ) أي أطلب منك (العافية ) أي السلامة في الدين من الافتتان 
وكيد الشيطان والدنيا من الآلام والأسقام. 


كتاب الأذ كار والدعوات / الباب الخامس 


والآخرة. باسمك رلي وضعت جني فاغفر لي ذنبي . اللهم قني عذابك يوم تجمع عبادك. 
اللهم أسلمت نفسي إليك ووجهت وجهي إليك وفوّضت أمري إليك وألجأت ظهري 
إلبك رغبة ورهبة إليك لا ملجأً ولا منجى منك إلا إليك. آمنت بكتابك الذي أنزلت 


قال العراقي : رواه مسام من حديث ابن عمر اه. 

قلت : و كذلك رواه النسائي من طريق خالد سمعت عبد الله بن الحرث يحدث عن عبد الله بن 
عمر أنه أمر رجلا إذا أخذ مضجعه أن يقول : « اللهم خلقت نفسي وأنت تتوفاها لك ماتها ومحياها 
إن أحييتها فاحفظها وإن أمتها فاغفر هما . اللهم أسألك العافية ». فقال له رجل: سمعت هذا من 
عمر . قال: من خير من عمر من رسول الله َه ( باسمك ري وضعت جني فاغفر لي ذنې ٤‏ ) . 

قال العراقي : رواه النسائي في اليوم والليلة من حديث عبدالله بن عمرو بسند حسن» 
وللشيخين من حديث أبي هريرة: « باسمك ري وضعت جني وبك أرفعه إن أمسكت نفسي فاغفر 
ما ٠‏ وقال البخاري : « فارحها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين » اه. 

قلت ولفظ حديث أي هريرة إذا جاء أحدك إلى فراشه فلينفضه ببضعة ثوبه ثلاث مرات 
وليقل: « باسمك ري » الحديث . ورواه الجماعة» ولفظ مسام فليأخذ داخلة إزاره فلينفض بها 
فراشه ولسم الله فإانه لا یعام ما خلفه بعده على فراشه» فإذا أراد أن يضطجع فليضطجع على شقه 
الأين وليقل : ١‏ سبحانك ري لك وضعت جني » وباقيه مثله. وفي رواية للبخاري : « فار حها » 
بدل « فاغفر ها » کا ذكره الشيخ . 

وروی أبو داود من حديث أي الأزهر الإنماري رضي الله عنه أن رسول الله مل كان إذا 
اخد مضجعه من الليل قال : « بسم الله وضعت جني اللهم اغفر لي ذني وأخسىء شيطاني وفك 
رهاني واجعاني في الندى الأعلى ». ورواه الجا في المستدرك وقال فيه : « وثة ميزاني واجعلني في 
الملا الأعلى ». 

( «اللهم قني عذابك بوم تجمع عبادك» ) أي يوم النشور. 

تال العراقي : رواه الترمذي ف الشمائل من حديث ابن مسعود» وهو عند ألي داود من حديث 
تفصة بلفظ : ١‏ تبعث » وكذا رواه الترمذي من حديث حذيفة وصححه» ومن حديث البراء 
وح نه اآھے. 

قلت : ولفظ حديث حفصة رضى الله عنها قالت : كان إذا أراد أن يرقد وضع يده اليمنى 
تحت خده ثم يقول : « اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك » ثلاث مرات هذا لفظ أي داود » وكذا 
رواه النسائي . ورواه الترمذي من حديث البراء بمعناه وقال : ليس غريب من هذا الوجه. ورواه ابن 
أي الدنيا في الدعاء من طريق قتادة عن أنس بمثل حديث حفصة. 

( اللهم أسلمت نفسي إليك وفوضت أمري إليك وألجات ظهري إليك رغبة ورهبة 


۳۸۰ كتاب الأذكار والدعوات / الباب الخامس 


وبنبيك الذي آرسلت » ويكون هذا آخر دعائك فقد أمر رسول الله مل بذلك . وليقل 
قبل ذلك: « اللهم أيقظنى في أحب الساعات إليك» واستعملنى بأحب الأعال إليك 
تقربني إليك زلفى وتبعدفي من سخطك بعداً أسألك فتعطيني وأستغفرك فتغفر لي 
وأدعوك فتستجيب لي » فإذا استيقظت من نومك عند الصباح فقل : « الحمد لله الذي 


إليك) أي خوفاً منك ورغبة إليك (لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك آمنت بكتابك الذي 
أنزلت» ونبيك الذي أرسلت» ويكون هذا آخر دعائك فقد أمر رسول الله َي بذلك) 
قال العراقي : متفق عليه من حديث البراء اه. 

قلت : لفظ حديث البراء قال : قال النبي مه : « إذا أتيت مضجعك فتوضأً وضوءك للصلاة ثم 
إضطجع على شقك الأيين ثم قل : اللهم أسلمت وجهي إليك » فساقه إلى قوله: « أرسلت » ثم قال 
بعده « فإن مت من ليلتك فانت على الفطرة واجعلهن اخر ما تتكام به . قال: فرددتها على الي 
به فلا بلغت آمنت بكتابك الذي أنزلت قلت ورسولك قال: لا ونبيك الذي أرسلت » رواه 
الجاعة وفي رواية للبخاري أيضاً : « فإنلك إن مت من ليلتك مت على الفطرة وإن أصبحت أصبت 
خيراً » وفي رواية للبخاري أيضاً كان رسول الله بم إذا أوى على فراشه نام على شقه الأين مم 
قال : « اللهم أسلمت نفسي إليك ووجهت وجهي إليك » فذكر مثله غير أنه قال : « وبنبيك » كا 
هو في سياق المصنف» وفي رواية لأبي داود قال لي رسول الله ّي : « إذا أويت إلى فراشك وأنت 
طاهر فتوسد يينك ». ثم ذكر نحوه. وفي رواية للنسائي : « كان النبي به إذا أوى إلى فراشه 
توسد ينه مم قال بسم الله فذ کره بمعناه. 

( وليقل قبل ذلك ) أي قبل قراءته هذا الدعاء : ( « اللهم أيقظني في أحب الساعات إليك 
واستعملني بأاحب الأعال لديك تقربني إليك زلفى وتبعدني من سخطك بعداً. أسألك 
فتعطيني وأستغفرك فتغفر لي وأدعوك فتستجيب لي») . 

قال العراقي : رواه أبو منصور الديلمي في مسند الفردوس من حديث ابن عباس : « اللهم ابعشنا 
في أحب الساعات إليك حتى نذ كرك فتذ كرنا ونسألك فتعطينا وندعوك فتستجيب لنا » وإسناده 
ضعيف وهو معروف من قول حبيب الطائي كا رواه ابن أي الدنيا اه. 

قلت : هكذا هو لفظ العراقي» والصواب من قول حبيب أبي ممد أي المعروف بالعجمي . 

قال أبو بكر بن أبي الدنيا في كتاب الدعاء : حدثنا أحد بن إبراهم بن كثير » حدثنا الحرث بن 
موسى الطائيء حدثنا حبيب أبو مد قال: إذا أوى العبد إلى فراشه قال: « اللهم لا تنسني ذ كرك 
ولا تؤمنى مكرك ولا تحعلنى من الغافلين ونبهنى لأحب الساعات إليك أذكرك فتذ كرفي وأدعوك 
فتستجيب لي وأسألك فتعطيني وأستغفرك فتغفر لي بعث الله إليه ملكا فنبهه فإن هو قام فتوضاً 
فسأل ذلك وإلا صعد ذلك املك فصلى ثم يبعث إليه ملك آخر فيفعل مثل ذلك ثم يبعث الله 
إليه ملكا آخر فيفعل مثل ذلك وكان صلاة الأملاك له حتى يصبح ». قال أحد بن إبراهم : 


TAR Ss ERASERS ls کاپ:الاذگاز والدعوات / الباب الخامس‎ 


أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور » أصبحنا وأصبح الملك لله والعظمة والسلطان لله والعزة 
والقدرة للّه. أصبحنا على فطرة الإسلام وكلمة اللإخلاص وعلى دين نبينا مد مر 
وا ابراهيم حنيفاً وما كان من ا مشر كين . اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نيا 


وحدثني أخي أن معتمر بن سلهان حدثهم بهذا الحديث عن أي عبد الحرث بن موسى . قال: وأثنى 
عليه خير اه. 

وروى ابن النجار عن ابن عباس بنحو سياق الديلمي ولفظه: « من قال عند منامه اللهم لا 
تؤمنا مكرك ». فساقه إلى قوله : « الغافلين » ثم قال : « اللهم ابعثنا في أحب الساعات إليك وفيه إلا 
بعث اله إليه ملكا في أحب الساعات إليه فيوقظه فإن قام وإلا صعد الملك فيعبد الله في السماء ثم 
يعرج إليه ملك آخر فيوقظه فإن قام وإلا صعد الملك فقام مع صاحبه ويعرج إليه ملك آخر 
فيوقظه فإن قام وإلا صعد الملك فقام مع صاحبيه فإن قام بعد ذلك ودعا استجيب له فإن م يقم كتب 
الله له ثواب أولئك الملائكة » : وقد تقدم الكلام على أول هذا الحديث مختصراً في أول هذا الكتاب. 


( فإذا استبقظت من ا عند 0 «الحمد بعد ما ا 
ERNE‏ م را 


( «أصبحنا وأصبح الملك لله والعظمة والسلطان لله والقوة والقدرة لله » ) قال العراقي 
رواه الطبراني في الأوسط من حديث عائشة : « أصبحنا وأصبح الملك لله والحمد والحول والقوة 
والقدرة والسلطان في السموات والأرض وكل شىء لله رب العالمين » وله في الدعاء من حديث ان 
أي أوفى : « أصبحت وأصبح الملك والكبرياء والعظمة والخلق والليل والنهار وما سكن فيها لله» 
وإسناده) ضعيف . ولمسام من حديث ابن مسعود : « اصبحنا واصبح املك لله » اه. 


وقلت : حدیث ابن مسعود هذا رواه أيضاً أبو داود والترمذي والنسائي كان نبي الله مله إذا 
أمسى قال « أمسينا وأمسى املك لله وإذا أصبح قال أصبحنا وأصبح الملك لله ». 

( أُصبحنا عل ee‏ الإسلام) أي دينه الحق ( وكلمة الإخلاص) وهي كلمة الشهادة 
ردن سا د يه ) وهو تعلم للأمة وإرشاد هم > ( وملة أبينا ابراهم عليه السلام خنيفاً 
مسل وما كان من المشر كين» ) قال العراقي رواه النسائي في اليوم والليلة من حديث عبد 
الرحمن بن إبزي بسند صحيح» ورواه أحد من حديث ابن إبزي عن أي بن كعب مرفوعاً اه. 

قلت : ورواه أيضاً الطبراني في الكبير » ولفظ النسائي كان النبي ّل إذا أصبح قال « أصبحنا 
على فطرة الاسلام وكلمة الاخلاص وعلى دين نبينا مد له وعلى ملة أبينا ابراهم حنيفاً مسلا 
وما كان من المشر كين » رواه من طرق» ورجال إسناده رجال الصحيح. والحنيف الصحيح هو 


4 


۳A۲‏ ...... كتاب الأذكار والدعوات / الاب الخامس 


وبك موت وإليك الم الل إن سالك أن تاق ةالوم 
إلى كل خير ونعوذ بك أن نجترح فيه سوءاً أو نجره إلى مسام فإنك قلت : 
وهو الذي يتوفاك بالليل ويعلٌ ما جرحتم بالتهار ثم يبعثكم فيه ليقضّى 
أجل مسمَى( [الأنعام: 1١‏ ] الهم فالق اللإصباح وجاعل الليل 


امائل إلى الاسلام الثابت عليه قاله المروي وف المحكم لابن سيده:الحنيف المسام هو الذي يتحنف 
عن الأديان أي بميل إلى الحق » وقيل : هو المخلص وكلمة الاخلاص هو قول « لا إله إلا الله ». 

( «اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور» ) قال العراقي : 
رواه أصحاب السنن الأربعة وإبن حبان وحسنه الترمذي إلا أنهم قالوا « وإليك النشور » ولابن 
السنى « والبك المسير » اه. 

قلت : ۾ يذ كر صحابيه وقد أخرجه الأربعة من حديث أي هريرة» وكذا ابن حبان في 
صحيحه» وأبو عوانة في مسنده الصحيح وهذا لفظه إن النبي ته كان إذا أصبح يقول , اللهم 
بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور» وإذا أمسى قال : اللهم بك أمسينا 
وبك اصبحنا وبك نيا وبك نموت وإليك المصير ». 

( «اللهم إنا نسألك أن تبعثنا في هذا اليوم إلى كل خير ونعوذ بك أن نجترح فيه ) أي 
نكتسب ( سؤاً أو نجره إلى مسام فإنك قلت وقولك الحق ‏ وهو الذي يتوقام بالليل ويعام ما 
جرحُمم بالنهار م يبعثكم فيه لبقضى أجل مسمّى) ») . 

قال العراقي : م أجد أوله . وللترمذي من حدیث أي بكر في حديث له« وأعوذ بك من شر 
نفسي وشر الشيطان وشر كه وإن نقترف على أنفسنا سؤاً أو نجره إلى مسام » رواه أبو داود عن أي 
مالك الاأشعري باسناد جيد اه. 

قلت : رواه الترمذي من حديث أي هريرة أن أبا بكر الصديق رضي الله عنها قال يا رسول 
الله مرفي بكلهات أقوهن إذا أصبحت وإذا أمسيت فساقه . وقد انفرد الترمذي بهذه الزيادة» وقد 
رواه ابو داود والنسائي والجاجم وابن حبان بدون هذه الزيادة» وقد تقدم ذکره في دعاء أي بکر 
رضی الله عنه. 

وما قول الغراقي د رواة أن اود عن أن مالك قال الأشعري :فان الفط عنة يداوو أن 
رسول الله بي قال ١‏ إذا أصبح أحدك فليقل أصبحنا وأصبح الملك لله رب العالمين. اللهم إنفي 
اسالك خير هذا الیوم فتحه ونصره ونوره وبر کته وهداه واعوذ بك من شر ما فيه وشر ما بعده» 
فإذا امسى فليقل مثل ذلك . 

وروی أبو منصور الديلمي في مسند الفردوس من حدیث أي سعید قال : کان رسول الله ا 
يدعو: ( ١‏ اللهم فالق الإصباح وجاعل الليل سكناً والشمس والقمر حسباناً) اقض 
عني الدين واغنني من الفقروقوفي على الجهاد في سبيلك » وسنده ضعيف قاله العراقي . 


كتاب الأذ كار والدعوات / الاب الخامس FAT ena‏ 


سكناً والشمس والقمر حسباناً أسألك خير هذا اليوم وخير ما فيه وأعوذ بك من شره 
وشر ما فيه. بم الله ما شاء الله لا قّة إلا بالله ما شاء الله كل نعمة من الله . ما شاء الله 
الخیر کله بيد الله . ما شاء الله لا يصرف السوء إلا الله . رضيت بالله ربا وبالإسلام ديناً 
وبمحمد به نبياً » ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير - وإذا أمسي قال ذلك 


قلت : ووجدت بخط الشمس الداودي ما نصه أخرجه ابن أي شيبة من حديث مسام بن سيار 
مرسلاًء ومالك في الموطأً عن يجي بن سعيد مرسلاً أيضاً « اللهم إنا ( نسألك خير هذا اليوم 
وخير ما فیه» ونعوذ بك من شره وشر ما فیه») . 

وللدارقطني في الافراد من حديث البراء « أسألك خير هذا اليوم وخير ما بعده أعوذ بك من 
شر هذا اليوم وشر ما بعده» وني حديث أي مالك الأشعري الذي تقدم قريباً « اللهم إني أسألك 
خير هذا اليوم » وني آخره « وأعوذ بك من شر ما فيه وشر ما بعده» وني اليوم والليلة للحسن بن 
علي المعمري « اللهم إني أسألك خير ما في هذا اليوم وخير ما بعده» وأعوذ بك من شر هذا اليوم 
وشر ما بعده» والحديث عند مسام في المساء « خير ما في هذه الليلة » الحديث ثم قال وإذا أصبح قال 
ذلك أيضاً. 


( بسم الله ما شاء الله لا قوّة إلا بالله » ما شاء الله كل نعمة فمن الله ء ما شاء الله الخير كله 
بيد الله ما شاء الله لا يصرف السوء إلا الله » ) قال العراقى : رواه ابن عدي في الكامل من 
حديث ابن عباس ولا أعلمه الا مرفوعاً إلى النبي بلي قال: يلتقي الخضر والياس عليه السلام 
کل عام با موسم بمنى فيحلق كل واحد منها رأس صاحبه ويفترقان عن هذه الكلهات فذ كره» وم 
يقل « الخیر کله بيد الله » قال ابن عباس : « من قان حين يصبح وحين يمسي آمنه الله من الغرق 
والحرق » وأحسبه قال ١‏ ومن الشيطان والسلطان والحية والعقرب » أورده في ترجمة الحسن بن رزين 
وقال: ليس بالمعروف وهو بهذا الاسناد منكر اه. 

قلت : وقد تقدم الكلام على هذا مفصلاً عند ذكر دعاء الخضر عليه السلام . 

ومن قال جين بح وجي يبي ثلاث مرات (« رضیت بالله رباً وبالاسلام ديناً وبمحمد 
ا يلل نبياً ) كان حقا على الله أن يرضيه يوم القبامة » رواه أبو داود والنسائي وا لحا من حديث 
آي نلام مطور الحبشي» ورواه الترمذي من حديث أي سلمة بن عبد الرحمن عن ثوبان وقال: 
حسن غریب » وقد وقع في إسناد هذا الحديث إختلاف كثير تقدم بعضه في الباب الأول . وروی 
ابن أي شيبة عن عطاء بن يسار مرسلاً « من قال حين بسي رضيت بالله ربا وبالاسلام ديتاً 


مه موف 


وعحمد رسولاً فقد أصاب حقيقة الايان» . 
( ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير ) ختم جموع الأدعية بهذه الآية تبر كأ . 
( وإذا أمسى قال ذلك ) أي ما ذكر من الأدعية المجموعة ولا بأس أن قدم دعاء على دعاء 


E CEE TAL‏ الأذكار والدعوات / اللاب الخامس 


إلا أنه يقول: « أمسينا » ويقول مع ذلك أعوذ بكلات الله التامات وأسمائه كلها من شر 
ما ذرأً وبرأً ومن شر كل ذي شر ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها إن ري على 


أو زاد أو أختصر ( إلا أنه يقول أمسينا ) بدل أصبحنا أو أمسيت بدل أصبحت. ( ويقول 
ذلك ) في أدعية الصباح والمساء : ( أعوذ بكلات الله التامات وأسمائه كلها من شر ما ذر 
وبرأ ومن شر کل ذي شر ومن شر کل دابة ري آخذ 'بناصیتها إن ربي على صراط 
مستقم ) قال العراقي : رواه أبو الشيخ في كتاب الثواب من حديث عبد الرحمن بن عوف « من قال 
حين يصبح أعوذ بكلات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما خلق وبراً وذرأً 
اعتصم من شر الثقلين » الحديث وفيه « وإن قاهن حين يمسي كن له كذلك حت يصبح » وفيه ابن 
ميعةء ولأحمد من حديث عبد الرحن بن حبيش في حديث « أن جبريل قال يا مد قل أعوذ 
بكلهات الته التامة من شر ما خلق وذرأً وبرأ من شر ما نزل من السماء » الحديث واسناده جيد. 
ولسام من حديث أي هريرة في الدعاء عند النوم « أعوذ بك من شر كل دابة أنت آخذ بنأصيتها » 
وللطبراني في الدعاء من حديث أبي الدرداء « اللهم إي أعوذ بك من شر نفسي ومن شر كل دابة» 
إلى آخر الحديث. وقد تقدم في الباب الثالث اه. 


قلت : وبقية حديث عبد الرحن بن عوف عند أي الشيخ بعد قوله الثقلين الجن والانس وإن 
لاغ م يفره شيء حتی ييسي» وروی ابن عدي ف‌الكامل والسجزي في الابانة من حديث أي 
هريرة « من قال اعوذ بکلات الله التامات من شر ما خلق ثلاث مرات م تضره عقرب حت يمسي 
ومن قاهما حين يمسي لم تضره حتى يصبح » ورواه الجاعة إلأالبخاري من حديثه بلفظ « جاء رجل 
إلى النبي بل فقال يا رسول الله ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة . قال أما لو قلت حين أمسيت 
أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضرك شيء » وفي رواية للترمذي « من قاها ثلاث 
مرات حين بسي لم تضره همة تلك الليلة » قال سهل : فكان أهلنا تعلموها فكانوا يقولونها في كل 
ليلة فلدغت جارية منهم فام تجد هما وجعاً. وهذا حديث حسن» والكلهات قال المروي وغيره هي 
القرآن . وقال أبو داود في سننه باب في القرآن وذكر فيه حديث تعويذ النبي مي الحسن والحسين 
بكلمات اله التامة» والتامات قيل هى الكاملات» ومعنى كاها أنه لا يدخلها نقص ولا عيب كا 
يدخل في كلام الناس» وقيل هي النافعات الكافيات الشافيات من كل ما يتعوّذ منه. 


وأخرج ابن أي الدنيا في الدعاء عن أبي هريرة: حدثنا كعب قال: إنا جد مكتوباً في التوراة 
غير المبدلة أن الشيطان لا يطيف بعبد من لدن ييسي حتى يصبح يقول هذه الكلهات « اللهم إفي 
أعوذ باسمك وكلاتك التامة من شر الشامة والمامة» وأعوذ باسمك وكلاتك التامة من عذابك 
وشر عبادك . اللهم إني أعوذ باسمك وكلماتك التامة من الشيطان الرجم . اللهم إني أسألك باسمك 
وكلماتك التامة من خير ما نسأل وخير ما تعطي وخير ما تبدي وخير ما تخفي . اللهم إفي أعوذ 
باسمك و كلماتك التامة من شر ما تحلى به النهار وإن كان الليل » قال : « من شر ما دجى به الليل » . 


كتاب الأذكار والدعوات / الباب الخامس FAO een aa‏ 


صراط مستقے. وإذا نظر في المرآة قال: «الحمد لله الذي سوى خلقي فعدله وكرم 
صورة وجهي وحسنها وجعاني من المسلمين . وإذا اشتريت خادماً أو غلاماً أو دابة فخذ 
بناصيته وقل : اللهم إني أسألك خيره وخير ما جبل عليه وأعوذ بك من شره وشر ما 


وأخرج أيضاً من طريق ابراهي بن أبي بكر قال: سمعت كعباً يقول: لولا كلات أقومن حين 
أصبح وأمسى لجعلتني اليهود من الحمر الناهقة والكلاب الناججة والذئاب العادية «أعوذ بوجه الله 
الجليل وبكلاته التامة الذي لا يخفر جاره الذي يسك السموات والارض ومن فيهن ان تقع على 
اللأرض إلا باذنه من شر ما خلق وذرأً وبرأً». 

وأخرج أيضاً من طريق عمرو بن مرة قال: قلت لسعيد بن المسيب أخبرفي بشيء أقوله إذا 
أصبحت قال « قل أعوذ بوجه الله الكرم واسمه العظيم وكلاته التامة من شر السامة والمامة ومن شر 
ما خلقت أي رب ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها وشر هذا اليوم إن كان نهارا أوشر هذه 
الليلة إن كان مساء وشر ما بعدها وشر الدنيا وشواغلها ». 

( واذا نظرت وجهك في المرآة) بكسر الم والمد معروفة ( فقل ) ندباً ( «الحمد لله الذي 
سوّي خلقي ) بنتح فسكون ( فعدله ) بالتشديد والتعديل أخص من التسوية ( وكرم صورة 
وجهي وحسنها ) من التكرم والتحسين ( وجعلني من المسلمين ٠‏ ) وإنما ندب النظر إليها ليقوم 
بواجب الحمد على حسن الخلق لأنها نعمتان يجب الشكر عليه . 

قال العراقي : رواه الطبراني في الأوسط» وابن السني في اليوم والليلة من حديث أنس بسند 
ضعبف . اه. 

قلت : وكذلك رواه البيهقى في الشعب وسنده أيضاً ضعيف ولفظه « كان إذا نظر وجهه في 
المرآة قال الحمد لله » الخ . : 

وروی أبو يعلى والطبراني في الكبير من حديث ابن عباس « كان إذا نظر في المرآة قال 
الحمد الله الذي حسن خلقي وخلقي وزان مني ما شان من غيري » الحديث . 

وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال كان رسول الله مه يقول « اللهم أنت حسنت خلقي » 
رواه ابن حبان في صحيحه. ورواه البيهقى في كتاب الدعوات من حديث عائشة رضى الله عنها 
‹ کان رسول الله ل د ا و کچ و ن مروا 
كتاب الأدعية من حديث أي هريرة وعائشة أن رسول الله ب كان إذا نظر في المرآة قال « اللهم 
كما احسنت خلقي فاحسن خلقي وحرم وجهي على النار ». 

( وإذا اشتريت خادماً) هو من يخدم في مهنة البيت أعم من أن يكون ذكراً أو أنثى والآن 
في العرف صار لفظ الخادم خاصاً با لجارية ( أو غلاماً ) وهو الطار الشاب ويطلق على الرجل محجازاً 
باسم ما كان عليه كا يقال للصغير شيخ ازا باسم ما يؤل إليه» ( أو دابة فخذ بناصيتها وقل 
« اللهم إني أسألك خيره وخير ما جبل عليه وأعوذ بك من شره وشر ما جبل عليه » ) قال 


۳۸٦‏ كتاب الأذ كار والدعوات / الباب الخامس 


جبل عليه » وإذا هنأت بالنكاح فقل : بارك الله فيك وبارك عليك وجع بینکا في خير . 
وإذا قضيت الدين فقل للمقضى له: بارك الله لك في أهلك ومالك إذ قال مر : « إنغا 
جزاء السلف الحمد والاداء (. 


العراقي : رواه آبو داود وابن ماجه من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده بسند جيد اه. 

قلت : ولفظه « إذا اشترى أحدك الجارية أو الغلام أو الدابة فليأخذ بناصيته وليقل اللهم إني 
أسألك خيره » الحديث . وفي اخره « واذا اشتری را فلبأخذ بذروة سنامه ولىقل مثل ذلك ». 
رواه كذلك النسائى وهذا لفظه. والجام في المستدرك وقال: صحیح على ما ذکرناه من رواية 
الأئمة الثقات عن عمرو بن شعيب» وفي روايته ورواية لأي داود : وليدع بالبر كة. 


(وإذا هنات) أحداً ( بالنكاح فقل «بارك الله فيك وبارك عليك وجع بينكا في 
خير » ) قال العراقي : رواه داود والترمذي وار بن ماجه من حديث أي هريرة . قال الترمذي : حسن 
صحيح اه . 

قلت : و كذلك أخرجه الطبراني في الدعاء ء وأخرج الترمذي عن عقيل بن أي طالب أنه تزوّج 
امرأة فقيل له بالرفاء والبنين» فقال: سمعت رسول الله مه يقول « إذا تزوّج أحد م فقولوا له 
بارك الله فيك وبارك عليك » كذا أورده الحافظ بن حجر في جزء التهنئة. 

( وإذا قضيت قضيت الدين فقل للمقضى له « بارك الله لك في أهلك ومالك إذ قال رسول الله 
IRE Ty‏ 
( والاداء» ) أي أداء حقه له وما اقتضاه وضع إنما من ثبوت الحكم للمذ كور ونفيه عا عداه من 
أن الزيادة على الدين غير جائزة غير مراد » وإنما هو على سبيل الوجوب لأن شكر المنعم وأداء حقه 
واجبان والزيادة أفضل ذ كره الطيي . 


قال العراقي : رواه النسائي من حديث عبدالله بن أي ربيعة قال: استقرض مي الني ل 
أربعين ألفاً فجاءه مال فدفعه إل فقال فذ کره واسناده حسن اه. 


فلت وقد وواه انشا أحد وار بن ماجه كلهم من رواية ابراهم بن إسماعيل بن عبد الله أو 
کک إبراهم بن عبد الله بن أي ربيعة هذا خزومي » وأبو ربيعة اسمه عمرو بن المغيرة ولاه 
الني ع الجند فبقى عليها إلى أواخر أيام سيدنا عثان رضي الله عنها » ومات بقرب مكة. 


وني الباب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: : كان لرجل على النبي به سن من الإبل فجاءه 
يتقاضاه فقال أعطوه a e CE‏ إلا سنا فوقها فقال اعطوه فقال أوفيتني أوفى الله بك . 
قال النبي ل « إن خيار ۶ أحبنكم قضاء ». رواه الجماعة إلا أبا داود . وفي رواية للبخاري أيضاً 
« أوفيتني وف الله بك » وفي أخرى له « أوفاك الله ». 


كتاب الأذكار والدعوات / الباب الخامس FAV EAs‏ 


فهذه أدعية لا يستغنى المريد عن حفظها وما سوی ذلك من أدعية السفر والصلاة 
والوضوء ذکرناها في کتاب الحج والصلاة والطهارة. 


( فهذه أدعية لا يستغي المريد عن حفظها وما سوى ذلك من أدعية السفر والصلاة 
والوضوء ذكرناه كله في كتاب الحج والصلاة والطهارة ) . وقد بقي على المصنف بعض ما 
يبتلى به المريد من الضروريات . 

فمن ذلك : إذا أصابته الحمى فليقل « بسم الله الكبير نعوذ بالله العظم من شر عرق نعار ومن 

وإن أصابه رمد فليقل « اللهم متعني ببصري واجعله الوارث وارني في العدو ثأري وانصرني 
على من ظلمني » رواه الجا عن أنس. 

وإذا عاد مريضاً فليقل ماسحاً بيده اليمنى « اللهم رب الناس أذهب البأس وأنت الشافي لا 
شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقاً » رواه البخاري ومسام والنسائي عن عائشة. ولمم في رواية 
أخرى « امسح الباس رب الاس بيدك الشفاء لا كاشف له إلا أنت ». أو يقول « بسم الله أرقيك 
من کل شيءَ يؤذيك ومن شر کل نفس او عيڼن حاسد الله يشفيك بسم الله ارقيك ». رواه مسام 
والترمذي والنسائي وابن ماجه عن ابن عباس . أو يقول: « شفى الله سقمك وغفر ذنبك وعافاك 
في دينك وجسمك إلى مدة أجلك » رواه الحا في المستدرك عن سلان. 

وإذا عرّى أحداً في مصيبة فليقل « إن في الله عزاء من كل مصيبة وعوضاً من كل فائت 
وخلفاً من كل هالك فإلى الله أنيبوا وإليه فارغبوا فإنغا المصاب من لم يجبر » رواه الحا عن أنس. 

وإذا أهمه أمر فليقل ١‏ حسي الله ونعم الو كيل ». رواه البخاري عن ابن عباس . 

وعند الكرب يقول « الله الله رهي لا أشرك به شيا » ثلاث مرات. رواه الطبراني في الدعاء عن 
أسماء بنت عميس . أو «لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ». رواه الترمذي والنسائي 
والحام عن سعد بن أبي وقاص. أو « توكلت على الحي الذي لا يوت والحمد لله الذي لم يتخذ 
ولداً ولم یکن له شريك ني املك ولم یکن له ولي من الذل وکبره تکبیراً ». رواه الجا عن أي 
هريرة أو « اللهم رحتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله لا إله إلا 
أنت ». رواه ابن حبان في صحيحه عن أي بكر رض الله عنه. 

وإن أصابه حزن « فليكثر من الاستغفار » رواه النسائى عن ابن عباس . أو « يا حي قيوم 
برحمتك أستغيث » رواه الحا عن ابن مسعود . 

وإذا خاف سلطاناً أو نحوه فليقل « الله أكبر الله أعز من خلقه جيعاً الله أعز ما أخاف وأحذر 
أعوذ بالله الذي لا إله إلا هو الممسك للسموات السبع أن تقع على الأرض إلا باذنه من شر عبدك 
فلان وجنوده واتباعه واشياعه من الجن والانس. اللهم كن لي جارا من شرهم جل ثناؤك وعز 


FAR‏ ........ كتاب الأذكار والدعوات / الاب الخامس 


جارك وتبارك اسمك ولا إله غيرك » ثلاث مرات. رواه ابن أي شيبة في المصنف عن ابن عباس. 
أو « اللهم إله جبريل وميكائيل واسرافيل وإله إبراهي واسماعيل وإسحاق عافني ولا تسلط علي 
أحدا من خلقك بشيء لا طاقة لي به » رواه ابن أي شيبة عن الشعبي عن علقمة بن مرثد . 

وإذا خاف شيطاناً أو غيره فليقل « أعوذ بوجه الله الكرم وبكلهات الله التامات التي لا يجاوزهن 
بر ولا فاجر من شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها وشر ما ذرأ في الأرض وشر ما يخرج 
منهاء ومن فتن الليل والنهار » ومن طوارق الليل والنهار إلا طارقا يطرق بخير يا رحن » رواه 
الطبراني في الدعاء عن عبد الرحن بن أبي ليلى عن ابن مسعود . 

وإذا استصعب عليه أمر قال « اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن سهلاً إذا 
شئت » رواه ابن حبان عن انس . 

وإذا نظر إلى القمر « فليستعذ بالله من شره فإنه الغاسق إذا وقب » رواه الترمذي عن © 

إ8 عطس فمل اد عل كل حال رلقل الذي بزدعاه برك إن ولل هر 
ہدک الله ويصلح بالكم » رواه الترمذي والنسائي والحاک عن أبي أيوب .أو « يغفر الله لنا ولکم » 
رواه النسائي عن ابن مسعود . 

وإذا رأى من نفسه أو ماله أو أخيه شيئاً يعجبه « فليدع بالبر كة فإن العين حق ». رواه النسائي 
عن عامر بن ربيعة . 

وإذا رأى أخاه يضحك يقول له « أضحك الله سنك ». متفق عليه عن سعد بن أي وقاص . 

وإذا أعلمه إنسان انه يحبهفليقل :« أحبك الله الذي أحببتني له » رواه ابو داود والنسائي عن 
انشن: 

ومن صنع إليه معروفاً فليقل له « جزاك الله خير ». رواه الترمذي والنسائي عن أنس. 

وإذا رأى باكورة من الثمر فليقل « اللهم بارك لنا في تمرنا » رواه مسام عن أي هريرة. 

وإذا رأى مبتلى فليقل «الحمد لله الذي عافاني ما ابتلاك به وفضلني على كثير ممن خلق 
با و ای کن اي هريره 

وإذا أضل شيئاً فليقل بعد أن يصلي ركعتين ١‏ بسم الله يا هادي الضال وراد الضالة اردد علي 
ضالتي بعزتك وسلطانك فإنها من عطاياك وفضلك ». رواه ابن أبي شيبة عن ابن عمر. 

وإذا عرضته وسوسة في صدره فليقل : « هو الارّل والآخر والظاهر والباطن وهو بکل شيء 
علي » رواه أبو داود عن أبن ن¿ عباس . فهذه الأدعية وأمثاها لا يستغني عنها المريد أيضاً . 


۱) بیاض بالنسخ . 


كتاب الأذ كار والدعوات / الباب الخامس FAS ASA SARS.‏ 


فإن قلت : فا فائدة الدعاء والقضاء لا مرد له؟ فاعام أن من القضاء رد البلاء 
بالدعاء . فالدعاء سبب لرد البلاء واستجلاب الرحمة كا أن الترس سبب لرد السهم والماء 
سبب لفروج النبات من الأرض» فكا أن الترس يدفع السهم فيتدافعان فكذلك الدعاء 


( فإن قلت : فا فائدة الدعاء والقضاء لا مرد له ) . تقرير هذا السؤال أوَلاً أن المدعو به 
إما أن يكون قد قضى الله بوقوعه أم لاء فإن كان الأول فهو حاصل وإن لم يدع » وإن كان الثاني 
فالدعاء لا يرد القضاء إذ القضاء لا مرد له وهذا هو الذي أشار إليه المصنف. وثانياً فهو 
سبحانه وتعالى يعام خائنة الأعين وما تخفي الصدور » فأي حاجة للدعاء ؟ وثالثاً فامطلوب بالدعاء أن 
كان من مصالح الداعي فالحق لا يتر كه وإن لم يكن لم يجز قطعاً . ورابعاً ففي الحديث : جف القام ما 
أنت لاق . وقال : أربع فرغ منها العمر والرزق والخلق والخلق » وحينئذ فأي فائدة للدعاء ؟ وخامساً : 
فأجل مقامات الصيقين الرضا بقضاء الله والدعاء ينافي ذلك ؟ فهذه خسة أسئلة أوردها المنكرون 
اقتصر المصنف على واحد منهاء وقد أجاب العلاء عنها بأجوبة أشار المصنف إلى بعضها. وقال : 

( فاعام أن من القضاء رد البلاء بالدعاء ) بمعنى أن الله تعالى قدر على من يوقع البلاء به 
عدم الدعاء » وقدر على من لم يوقع عليه البلاء وجود الدعاء » ويشهد لذلك ما أخرجه التر مذي عن 
ابن أي خزامة عن أبيه أن رجلا أتى النبي م فقال : يا رسول الله أرأيت رقى نسترقي بها ودواء 
نتداوی به» وتقاة نتقیها . هل ترد من قدر الله شیئا ؟ قال: هى من قدر الله » قال الحافظ عبد الغنى 
في در الأثر : حديث حسن ولا يعرف لابن أي خزامة سواه. وقال الدارقطني في العلل : رواه 
الزهري عن أي خزامة بن يعمر عن أبيه عن النبي بل وهو الصواب . وقال البدر الزر كشي في 
كتاب الأزهية في الأدعية. 

وأخرجه الحا في المستدرك من جهة معمر » عن الزهري » عن عروة» عن حكيم بن حزام قال : 
قلت یا رسول الله رقی نسترقي با وأدویة کنا نتداوی با هل ترد من قدر الله شيا ؟ قال : « هي 
من قدر الله » ثم قال: : هذا الحديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه . وقال مسام في تصنيفه 
فما أخطأً معمر بالبصرة أن معمرا حدث به مرتين فقال مرة : عن الزهري عن ابن أي خزامة عن 
أبيه. قال الحا : وعندي أن هذا لا يعللهء فقد تابع صالح بن أي الأخضر معمر بن راشد في 
حديثه عن الزهري عن عروة» وصالح وإن كان في الطبقة الثالثة من اصحاب الزهري فقد 
استشهد بمثله ثم ساقه. ونجو من هذا الجواب ما ورد من أن صلة الرحم زيادة في العمر من أن 
الزيادة مشروطة في الأزل بالصلة وعدمها بعدمها. 

وأشار المصنف إلى الجواب الثاني بقوله : ( والدعاء لرد البلاء واستجلاب الرحة) يعني إنا 
لا نسام أن الدعاء لا يرد البلاء بل هو سبب في رده ( ك ان الترس ) بالضم معروف من آلة 
حرب والجمع ترسة وتروس وتراس كفلوس وسهام» وربا قيل أتراس» فإن كان من 
جاو ن ی و م ی ا وور ت ارد انهم عن املا (و) :ا 
أن اماء ( سبب خروج النبات) من الأرض› ( وکا أن الترس يدفع السهم فیتدافعان› 


۳۹۰ كتاب الأذكار والدعوات / الباب الخامس 


والبلاء يتعا لجان . ولیس من شر ط الاعتراف بقضاء الله تعالى أن لا يحمل السلاح» وقد قال 
تعالى :3 خذواحذ ر ؟ € [ النساء: ]۷١‏ وان لايسقي الأرض بعد بث البذر فيقال : إن سبق 
القضاء بالنبات نبت البذر وإن لم يسبق لم ينبت . بل ربط الاسباب بالمسببات هو القضاء 
الأول الذي هو كلمح البصر أو هو أقرب وترتيب تفصيل المسببات على تفاصيل 
الأسباب على التدريج» والتقدير هو القدر والذي قدر الخير قدره بسبب و ذي قدر 


فكذلك الدعاء والبلاء يتعا لجان ). روى الحا من حديث عائشة رضي الله عنها قالت : قال 
رسول الله ّخه « لا يغني حذر من قدر والدعاء ينفع ما نزل وما لم ينزل وإن البلاء لینزل فیلقاه 
الدعاء فيتعالجان إلى يوم القيامة » . 

وعن سلهان رضي الله عنه قال : قال رسول الله َه « لا يرد القضاء إلا الدعاء ولا يزيد في 
العمر إلا البر » رواه الترمذي وقال: : حسن غريب . وأخرجه ابن ماجه والحاک وابن حبان من 
حدیث ثوبان انشا وصحح الحاجم إسناده» ولا أخرجه أو موسى المديني في الترغيب قال: قال 
أستاذنا أبو القاسم إساعيل بن عمد بن الفضل فما قرأته عليه إن الله تبارك وتعالى إذا أراد أن يخلق 
النسمة قال: فإن كان منها الدعاء رد عنها كذا وكذاء وإن لم يكن منها الدعاء نزل بها كذا 
وكذا. وكذلك اجلها إن برت والديا ويكون ذلك فيا يكتب في الصحيفة . 

وقال الزر كشي بعد أن أورد حديث عائشة الذي أخرجه الحا ما نصه : وهذا لا يناي الحديث 
السابق في الجواب الأول لأن معنى الذي قبله أن الرقى والدواء لا تستقل برد القضاء » لكن الله 
تعالى إذا أراد رد قضائه بحسب سابق علمه قدر التسبب إلى استعمال الرقى والأودية » فكان هو في 
الحقيقة القاضي الراد » وقد صحت السنة بمشروعية التداوي والاسترقاء . 

ومعنى الثاني نفى استقلال الدواء كا سبق » وكذلك الدعاء والبر في الحقيقة لا يستقلان بشىء 
بل هما من قدر الله . وقد روى الفرياني في كتاب الذ كر عن علي رضي الله عنه قال : الدعاء يدفع 
الامر المبرم » وعن ابن عباس: الدعاء يدفع القدر وقال: إن الأمر ليقضي فيرده الدعاء بعد ما 
قضي ثم قرأ فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيانها) [ يونس: ۹۸ ] الآية. وهو مؤوّل على 
ماسىق . 

( وليس من شرط الاعتراف بقضاء الله تعالى ) وقدره ( أن ) يطرح النظر إلى الأسباب 
بأن ( لا يحمل السلاح ) والجنن الواقية ( وقد قال عز وجل خذوا حذر؟) ) وهو بکر 
فسکون اسم من حذر دزا إِذا تأهب واستعد» ( وان له تسقى الأرض ) بالمياه ( بعد بث 
البذر ) فيها ( فيقال: إن سبق القضاء بالنبات نبت بل ) لا بد من ملاحظة الأسباب إذ ( ربط 
الاسباب بالمسببات هو القضاء الأول الذي هو كلمح البصر ) ني كال السرعة. ( وترتب 
تفصيل المسببات على تفاصيل الاسباب ) هو ( على التدريج» والتتدير هو الق در والذي قدر 
الخيبر قدره بسبب والذي قدر الشر قدر لرفعه سباً) ر هكذا جرت عادة الله سبحانه في خلقه 


كتاب الآذ كار والدعوات / الباب الخامس FON EE SSeS‏ 


الشر قدر لدفعه سبباً» فلا تناقض بين هذه الأمور عند من انفتحت بصيرته. ثم في 
الدعاء من الفائدة ما ذكرناه في الذ كر فإنه يستدعي حضور القلب مع الله وهو منتهى 
العبادات» ولذلك قال مل : « الدعاء مخ العبادة ». والغالب على الخلق أنه لا تنصرف 
قلوبهم إلى ذكر الله عز وجل إلا عند إلام حاجة وإرهاق ملمة فإن الإنسان إذا مسه 
الشر فذو دعاء عريض » فالحاجة تحوج إلى الدعاء والدعاء يرد القلب إلى الله عز وجل 
بالتضرع والاستكانة فيحصل به الذكر الذي هو أشرف العبادات» ولذلك صار البلاء 
موكلاً بالأنبياء عليهم السلام ثم الأولياء م الأمثل فالأمثل لأنه يرد القلب بالافتقار 
والتضرع إلى الله عز وجل وينع من نسيانه » وما الغنى فسبب للبطر في غالب الامور 


بربط الأسباب بمسبباتها » ( فلا تناقض بين هذه الأمور ) وفي نسخة بين هذين الأمرين ( عند 
من انفة 8 بصبرته ) واکتحل بصره بنور التوفيق وساعده الفهم السلم . 


وأشار إلى الجواب الثالث بقوله: ( ثم في الدعاء من الفائدة ما ذكرناه في الذ كر ) في الباب 
الأول ثم أشار إلى بعض ما لم یسبق ذکره بقوله . ( فإنه ) أي الدعاء ( يستدعي حضور القلب ) 
أي قلب الداعي ( مع الله عز وجل) وجذبه اليه حضورا کلیاً لا یکون معه للسوي سبیل 
بالتضرع والاستكانة وإظهار العبودية والإقرار بالفقر والحاجة والاعتراف بالربوبية» ( وذلك هو 
منتهى العبادات ) ونتيجتها وخلاصتها » ( ولذلك قال عل « الدعاء مخ العبادة» ) ومخ كل 
شيء خالصه . وقد تقدم الكلام عليه في الباب الأوّل» ثم هو قد يكون شرطاً لوجود الصحة. ومن 
فوائد الدعاء إن الله تعالى يثيب على الدعاء وإن م تقع الإجابة لأنه عبادة لقوله « الدعاء مخ 
العبادة ». ( والغالب على الخلق انه لا تنصرف قلوبم إلى ذكر الله ) واللجأً إليه بالدعاء ( إلا 
عند المام حاجة) مهمة ( وإرهاق ) نائبة ( ملمة) والانسان إذا مسه الضر فذو دعاء 
عريض ) كا جاء ذلك في الكتاب العزيز » ( فاخاجة ) المهمة ( تحوج إلى ) التفرغ إلى ( الدعاء 
والدعاء يرد القلب ) ويجذبه ( إلى الله تعالى بالتضرع والاستكانة ) واظهار العبودية والاقرار 
بالفقر والحاجة والاعتراف بالربوبية » ( فيحصل به الذكر الذي هو أشرف العبادات ) 
وأجلهاء ( ولذلك صار البلاء موكلا بالأنبياء عليهم السلام ثم الأولياء ) رجهم الله تعال ( م 
AE O ay‏ في الکبری 
بن ماجه والدارمي وابن منيع وأو يعلى وابن أي عمر في مسانيدهم من طريق عاصم بن بهدلة 
ا :قلت يا رسول الله أي الاس أشد بلاء ؟ قال الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل » 
الحديث. وللطبراني من حديث فاطمة مرفوعاً « أشد الناس الأنبياء م الصالحون » الحديث . ( لأنه 
يرد القلب بالافتقار والتضرع) والعبودية المحضة ( إلى الله تعالى ويمنع نسيانه» وأما الغني ) 
بكثرة الاموال والاملاك ( فسبب للبطر ) والترفع على الأقران ( في غالب الأمور ) والشؤرن 


۳4۲ .......... كتاب الأذكار والدعوات / الباب الخامس 


فإن الإنسان ليطغى أن رآه اسنعنى» فهذا ما أردنا أن نورده من جلة الأذكار 
والدعوات والله الموفق للخير» وأما بقية الدعوات في الأكل والسفر وعيادة المريض 
وغيرها فستأتي في مواضعها إن شاء الله تعالى وعلى الله التكلان. نجز كتاب الأذكار 
والدعوات بكاله . يتلوه إن شاء الله تعالى كتاب الأوراد والحمد لله رب العالمين وصلى 
الله على سیدنا مد وعلى آله وصحبه وسام . 


( فإن الا نسان ليطغى ) أي يتجاوز عن حده بطغيانه ( إن رآه استغنى ) أي صار غنياً. 

ومن فوائد الدعاء أنه اشتغال بذكر الحق وذلك يوجب مقام الميبة في القلوب والإنابة في 
الطاعة والانقلاع عن المعاصي» ولزوم الباب يستدعي الأذن في الدخول وهذا قيل : من ادمن قرع 
الباب ولج ولج وكان يقال: الإذن في الدعاء خير من العطاء » وقيل لبعضهم : ادع الله لي . فقال : 
كفاك الله من الأجنبية أن يحعل بينك وبينه واسطة» وأصل شقاوة أهل النار في النار حيث قالوا 
فما حكاه الله عنهم  :‏ وقال الذين في النار لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا يوماً من العذاب ) 
[ غافر : 4۹ ] فالحجاب ملازم هم ثم لا م يغنهم ذلك قالوا [ربنا غلبت علينا شقوتنا) 
[المؤمنون: ٠١١‏ ] ومنها أن ملازمة الدعاء دافعة للبلاء والشقاء كا قال تعالى حاكيا عن خليله 
إبراهيم عليه السلام : [ وادعو رلي عسى أن لا أكون بدعاء رلي شقباً © [ مرم : ٤۸‏ ] وعن ز كريا 
عليه السلام ولم أك بدعائك رب شقا [ مرم : ٤‏ ]. 

(فهذا ما أردنا أن نورده من جلة الأذكار والدعوات ) وما يتعلق با من الفضائل › 
( والله الموفق للخير ) لا خير إلا خيره ولا رب غيره» ( وأما بقية الدعوات ) التي تذكر ( في 
الأكل والسفر وعيادة المرضى وغيرها فستاتي في موضعها إن شاء الله تعالى )» ولنختم هذا 
الكتاب بفائدتين . 

الأولى : قال الزر كشي : اختار الخطاني في كتاب الدعاء أن الدعاء لا يستجاب منه إلا ما وافق 
القدر » وقال: إنه المذهب الصحيح» وهو قول أهل السنة والجماعة. ونقله عنه كذلك الطرطوشي 
في كتاب الأدعية وفائدته حينئذ كون المعاملة فيه على معنى الترجي والتعلق بالطبع الباعثين على 
الطلب دون اليقين الذي تقع به الطانينة » فيفضي بصاحبه إلى ترك العمل والاإخلاد إلى دعة 
العطلة » وقد قالت الصحابة : أرأيت أعالنا هذه شيء قد فرغ منه أم أمر نستأنفه ؟ فقال له : بل 
هو أمر قد فرغ منهء فقالوا : ففم العمل إذا قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له ؟ فعلمهم ل 
الأمرين ثم لزمهم العمل الذي هو تدرجة التعبد لتكون تلك الأفعال يسراً فيريد أنه ييسر في أيام 
حياته للعمل الذي سبق له القدر به قبل وجوده. قال: وهكذا القول في الرزق مع التسبب إليه 
بالتكسب» وفي العمر والأجل والتسبب إليه بالطب والعلاج» وفي هذا لطف عظم بالعباد فإنه 
سبحانه تملك طباعهم البشرية فوضع هذه الأسباب لياتسوا بها فيخفف عنهم ثقل الامتحان الذي 
يفسدهم » وليتصرفوا بذلك بين الخوف والرجاء ليستخرج منهم وظيفتي الشكر والصبر . 


ueueeuuuncnunenenenenncce nO nn? 


الثانية : اختلفوا هل الأفضل الدعاء أو السكوت والرضا؟ فقالت طائفة : السكوت أفضل 
والجمود تحت جريان الحكم أم. وسئل الواسطي أن يدعو فقال : أخشى إن دعوت أن يقال لي إن 
سألتنا ما لك عندنا فقد اتهمتنا وإن سألتنا ما ليس لك عندنا فقد أسأت إليناء وإن رضيت 
أجرينا لك من الأمور ما قضينا لك في الدهور » وحكى الطرطوشي عن عبد الله بن المبارك أنه 
قال : ما دعوت الله منذ خسين سنة ولا أريد أن يدعو لي أحد» واحتج القائلون بهذا المذهب بأن 
امرأة بها لمم سألت رسول الله ّي أن يدعو ها الله عز وجل فقال: « أو تصبرين ولا حساب 
عليك ». وسأله الأنصار أن يدعو الله سبحانه أن يكشف الحمى عنهم . فقال : « أو تصبرون فتكون 
لكم طهرا ». وقال حكاية عن الله تعالى : « من شغله ذكري عن مسالتي اعطيته افضل ما اعطي 
السائلين » . وقالت طائفة : يكون صاحب دعاء بلسانه ورضا بقلبه ليأتي بالأمرين جيعاً» وقیل : لا 
يدعو إلا بطاعة ينها أو خوف سخط. فإن دعا بسوى ذلك فقد خرج عن حد الرضا. وقال 
القشبري : الأولى أن يقال إذا وجد في قلبه إشارة إلى الدعاء فالدعاء أولى له وإذا وجد في قلبه 
إشارة إلى السكوت فالسكوت أت . قال : ويصح أن يقال ما كان للمسلمين فيه نصيب أو لله تعالى 
فيه حق فالدعاء أولى ‏ وإن كان لنفسك فيه حظ فالسكوت أت . والصواب أن الدعاء أولى مطلقاً 
وعليه الجمهور » فإنه نفسه عبادة» والإتيان بالعبادة أولى من تركها» وقد دعا مه بكشف البلايا 
والشدائد وإن كان فيها فضل كبير. وقال ع لعائشة رضي الله عنها « إن وافقت ليلة القدر 
فسلى الله العفو والعافىة » وعلمها لعمه العباس رضى الله عنه. ولا كانت ليلة الااسراء وانتهی إلى 
مقام قاب قوسين عظم سؤاله في ليلته » فلولا أن السؤال من أجل العبادات ما تلبس به ولا أمر أمته 
به. فكيف يسوغ لأحد أن يقول : اللهم اغنني بك عن السؤال منك . نعم يكن أن يريد أن يغنيه الله 
باختياره عن اختياره لنفسه» فإن اختيار الله للعبد كامل واختيار العبد لنفسه معلول بوجود علة 
الأدناس» فما خرج عن السؤال. وأما قوله ي للأنصار « أو تصبرون » فهو سؤال كشف وتعلم . 
فأوحى الله إليه أنه لا يكشف عنهم في ذلك الوقت وأخر الدعاء » ويحتمل أنه رأى بهم جزعاً وقلة 
صبر فأمرهم به . 

خاتمة الفائدتين: إعلم أن الذكر إما أن يكون باللسان أو بالقلب أو بالجوارح» فالذ كر 
باللسان هو الألفاظ الدالة على التحميد والتمجيد والتسبيح» والذكر بالقلب التفكر في دلائل 
الذات والصفات ودلائل التكاليف وأسزار مخلوقات الله تعالى » والذ كر بالجوارح أن تصير الجوارح 
مستغرقة في الطاعات . قال تعالى ‏ فاذكروني أذكر €۴ [ البقرة: ٠١١‏ ] وحسبك بهذا الجزاء . 

وبذا تم شرح كتاب الأذكار والدعوات حامداً لله الذي بعزته وجلاله تتم الصالحات» 
مصلياً على نبيه أكمل البريات صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الكرام المداة» وأنا متوسل بمؤلفه 
رضي الله عنه إلى الله ورسوله أن يشفي مريضي ويحسن عواقبي ويختم لي ولأخواني المسلمين خير 
وعافية. جرى ذلك في ضحوة سبت النور تاسع عشر جادى الأولى سنة ۱۱۹١‏ بمنزلي بسويقة 
لالا . قاله وكتبه أبو الفيض محمد مرتضى الحسيني» غفر له مه وكرمه وحسبنا الله ونعم ال وكيل . 


كتاب ترتيب الأوراد وتفصيل إحياء الليل 
وهو الكتاب العاشر من إحياء علوم الدين وبه اختتام ربع العبادات نفع الله به 
المسلمىن : 


بسع الله لون هن الرحم 
وصلى الله على سيدنا جمد وآله وصحبه وسام الله ناصر كل صابر 


الحمد لته الذي قرب إلى حضرة قدسه من شاءه وأراده» وأدنى إلى حظرة أنسه من سبقت له 
من الأزل العناية المحضة بالإرادةء وردف له من صافي محبته شراباً مزاجه من تسنم أتحف به 
وراده» فيسر له القيام بوظائف الأعمال وأوراد العبادةء وأتم له بها الوصول وأكمل السول وحباه 
مناه وأولاه مراده» أحمده حجداً استدر به كنهور الزيادة» وأشكره شکرا أستجلب به فىضه 
وإمداده. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة يرقى بها قائلها مصاعد السعادةء 
وأشهد أن مولانا وسيدنا وحبيبنا دا عبده ورسوله وصفيه وخليله سيد الخلق أجعين. المبعوث 
رحة للعالمين. من تمت له في سائر الرتب والأدوار السيادة. عين اليقن الأول» وقطب دائرة 
التمكين الذي عليه المعوّل. لأهل السلوك والاإرادة. وعلى آله الأعيانء وأصحابه ذوي الأخلاق 
الحسان والتابعين هم بإحسان. أولئك الذين همم الحسنى وزيادة وسام تسليا كثيراً كثيراً . 

أما بعد ء نفحنا الله وإياك بنسائم قربه» وسقانا وإياك من کاسات حبه. فهذا شرح: ( کتاب 
ترتيب الأوراد في الأوقات ) وتوظيف الأعال على الأنفاس واللحظات» وهو العاشر من الربع 
الأول من الإحياء للإمام العام امام حجة الإسلام أبي حامد الغزالي أسكنه الله بجبوحة دار السلام 
ونظمنا في سلك أحبابه في يوم الجمع والزحام » يحل ألفاظه ويكشف عن معانيه » ويرفع النقاب عن 
خدرات أسراره لمعانيه فهو روض أزهر بالمعارف» وجموع جع الفوائد واللطائف» سرت فيه سيا 
وسطاً» وتجنبت تفريطاً وسططاً لا تقصير مخل ولا تطويل ممل ء هذا مع ما أنا عليه من شغل البال» 
بتغير الأحوالء وتواتر الصروف والأهوال» فصرت إذا أصابتني نبال» تكسرت النصال على 
افا رل 

وينعني الشكوى إلى الاس أني عليل ومن أشكو إليه عليسل 

ويمنعني الشككوى إلى الله أنه عل با ألققاه قبل أقول 

وأنا متوسل بالمصنف رجه الله تعالى إلى الله عز وجل في حل عقدتي وتفريج كربتي» فقد حكى 
غير واحد من العارفین ما یدخل في ضمن مناقبه أن من کراماته على الله تعالى أن من توسل به إلى 
الله أجاب نداءه وقبل دعاءهء فها أنا به إلى المولى جل وعز قد توسلت وجاه نبيه محمد مله 


AA‏ رالراق الأوقات 


نحمد الله على آلائه حداً کثیراًء ونذکرہ ذکراً لا یغادر في القلب استکباراً ولا 


تشفعت فهو أوجه الشفعاء وأكرم الكرماء وري عز وجل هو الغفور الجواد القدير على فرج العباد 
لا اله غبره ولا خير إلا خیره» وحسبنا الله ونعم الو کیل › ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظم . 
قال المصنف رجه الله تعالى : 


( بسم الله الرحن الرحم ) 

يقال لمجموعها البسملة والتسمية . والأول أكثرء» والمراد بالكتاب ما أريد كتبه. والمعنى أن 
حقها أن تكون مفتتح كل كتاب» قيل: لا نزلت هرب الغم إلى المشرق وسكنت الرياح وهاج 
البحر واصغت البهائم باذانہا ورجمت الشیاطین وحلف الله بعزته وجلاله أن لا یسمی اسمه على 
شيء إلا بارك فيه » واختصت بہذه الأسماء الثلائة ليعام العارف ان المستحق لان يلجا إليه ويستعان 
في جيع الأمور ويعول عليه هو الواجب الوجود المعبود بالحق الذي هو مول النعم كلها عاجلها 
وآجلها جليلها وحقيرهاء فيتوجه بكليته إليه ويتمسك بججبل التوفيق ويشغل سره بذكره 
والاستغناء به عن غيره ويعتمد في جيع أموره عليه . 

غم قال: ( محمد الله تعالى على آلائه ) أي نعمه ( حداً كثيراً) أي موصوفاً بالكثرة وآثر 
الجملة الفعلية نظرا لمقام الحمد على نعم الله تعالى ليفيد تجدد صدور الحمد من تعلقه بالله تعالى على 
استغراق الازمنة بمعونة المقام » على أن فيه اتعابا دون الثبوت» ولا شك ان افضل الاأعال احزها 
اي اشدها واشقها مع ما في ذلك من الشرف بإظهار النعمة عليه وانه ممن اهل لذلك لتلبسه 
بالعبادة العظمى التي هي حده على نعمه السرمديةء وأيضاً فالمحمود عليه هنا ليس من الصفات 
الثابتة للذات كالربوبية فناسب الفعلية » ( ونذ كره ذكراً لا يغادر ) أي لا يترك ( في القلب ) 
أي باطنه ( استكباراً ) أي تكبراً ( ولا نفوراً) أي انقباضاًء وعدم الرضا به وهو مقتبس من 
قوله تعالی فلا جاءهم نذير ما زادهم إلا نفوراً«٭ استكباراً في الأرض # [ فاطر : ۲٤ء ٤١‏ ] 
الآية. ولفظ الذ كر يشمل الحمد وغيره كالتهليل والتكبير والحوقلة والحسبلة والاستغفار والصلاة 
على النبي ب » فإن الآتي بکل منها یسمی ذاکراًء وإلیه شیر قوله تعالی 3 فاذ کروني أذ کر ؟) 
[البقرة: ٠٠١١‏ ] ولكل ذكر تمرة وخاصة» فایراده بعد الحمد من قبيل ذكر العام بعد الخاص 
وهو شائع في فصيح الكلام » ولا كان المقام يقتضي مزيد الاهتام بالحمد لأن هذا الكتاب الذي 
شرع فيه من جلائل النعم قدم جلة الحمد على جلة الذكر» وايضا فإن الحمد لله افضل من باقي 
الأذكار صرح به المصنف وغيره وبينوه بجا حاصله: بأن الحمد لله فيه تنزيه الله تعالى وتوحيده 
وزيادة شكره. وقال بعضهم: ليس شيء من الأذكار يضاعف ما يضاعف الحمد لله فإن النعم 
كلها من الله تعالى وهو المنعم والوسائط مسخرون من جهته» وهذه المعرفة وراء التقديس والتوحيد 


كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات WOVE SS‏ 


نفوراً» ونشكره إذ جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذ كر أو أراد شكوراً» ونصلي 
على نبيه الذي بعثه بالحق بشيراً ونذيراً وعلى آله الطاهرين وصحبه الأكرمين الذين 
اجتهدوا في عبادة الله غدوة وعشاً وبكرة وأصيلاً حتى أصبح كل واحد منهم نا في 


أما بعد ؛ فإن الله تعالى جعل الأرض ذلولاً لعباده لا ليستقروا في مناكبها بل 


لدخوم| فيه وينطوي فيها معهها كمال القدرة والانفراد بالفعل» ولذلك ضوعف الحمد لله ما م 
يضاعف غبره من الأذ كار مطلقاً . ( ونشكره إذ جعل الليل والنهار خلفة ) يخلف أحدها الآخر 
بأن يقوم مقامه فما ينبغي أن يعمل فيه ( لمن أراد أن يذ كر ) بالتشديد أي يتذكر» وقراءة حجمزة 
أن يذ كر بالتخفيف من ذكر بمعنى تذكر أي يتذكر آلاء الله تعالى ويتفكر في صنعه» فيعام أن 
لا بد له من صانع حكم واجب الذات رحم على العباد . ( أو أراد شكوراً) بالضم أي شكراً 
أي أراد أن يشكر الله على ما فيه من النعم » وف إيراد هذه الآية هنا براعة الاستهلال. ( ونصلي 
على محمد نبيه الذي بعثه باحق ) الواضح وهو حق» ( بشيراً) بالجنة ودرجاتها لمن آمن به 
( ونذیراً) بالنار ودرکاتها لمن خالفه وتعمرد على الله تعالى وهو مقتبس من قوله تعالى $ إنا 
أرسلناك بالحق بشياً ونذيراً) [ فاطر : ]۲١‏ ( وعلى آله وصحبه الأكرمين ) جع أكرم وهو 
أفعل من كرم كرامة وكرامتهم شرف نسبتهم إلبه بيه وتعلقهم به قرابةوصحبة . ( الذين 
اجتهدوا في عبادة الله ) العملية والقولية ( غدوة وعشباً وأصيلاً وبكوراً ) أي مساء وصباحاً 
( حتى أصبح كل واحد منهم ) أي من الآل والأصحاب ( غباً في الدين ) بهتدي به في أموره» 
( هادياً ) لغيره بأنواره ( وسراجاً منيراً ) أي مضيئًاًء وإنما وصفهم بالسراج لما فيه من تعدد 
النفع وتعديه إلى غيره. 


واعام آن کل ما یبصر نفسه وغیره إن کان من جلة ما يبصر به غيره أيضاًء مع أنه يبصر نفسه 
وغيره» فهو أولى باسم النور من الذي لا يؤثر في غيره أصلاً » بل با لحري أن يسمى سراجاً منيرا 
لفيضان أنواره على غيره» وهذه الخاصية توجد للروح القدسي النبوي إذ يقتضي بواسطة أنوار 
المعارف على الخلائق والأنبياء كلهم سرج» وكذلك الآل والأصحاب» ولكن بينهم تفاوت 
لا يحصی. 


( أما بعد» فإن الله عز وجل جعل الأرض ذلولاً ) أي لينة يسهل السلوك فيها ( لعباده) 
ولكن ( لا ليستقروا في مناكبها ) أي جوانبها أو جباما. قال الله تعالى هو الذي جعل لكم 
الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها © [الملك : ٠١‏ ] قال البيضاوي : هو مثل لفرط التذلل » فإن 
کب الخو ر ان اهال ا کت و يتذلل له فإذا جعل الأرض بحيث يشي في مناكبها م يبق 


e EARAN ۳۹۸‏ ت الأوراد في الأوقات 


ليتخذوها منزلاً فيتزوّدوا منها زاداً يجملهم في سفرهم إلى أوطانهم ويكتنزون منها تحفا 
لنفوسهم عملا وفضلا خحترزين من مصائدها ومعاطبها ويتحققون ان العمر يسير pe‏ 
سير السفينة براكبها» فالناس في هذا العام فر اول مناز مم المهد وآخرها اللحد 
والوطن هو الجنة أو النار . والعمر مسافة السفرء فسنوه مراحله» وشهوره فراسخه» 
وأیامه أمیاله » وأنفاسه خطواته» وطاعته بضاعته» وأوقاته رؤوس أمواله» وشهواته» 


شيء م يتذلل» ( بل ليتخذوها منزلاً ) قلعة ( فيتزودوا منها ) أي يأخذوا منها الزاد الذي 
يوصلهم إلى معادهم فمن لم يتزود منها كا أمره الله تعالى بقوله [وتزودوا فإن خير الزاد 
التقوی € [ البقرة: ۱۹۷ ] خابت رحلته فیسترجع منه ما أعیر من جسده وذات يده ( محترزین 
من مصائدها ) جع مصيدة كمعيشة ( ومعاطبها ) أي مهالكها ( ويتحققون) في أنفسهم ( أن 
العمر ) وهو بالضم إسم لمدة عمارة البدن بالحياة ( يسير مهم سير السفينة برا كبها ) حسب الريا_ 
المعتورة كا قال القائل : 

رأيت أخا الدنيا وإن كان حاضراً أخاسفر يسري به وهو لا يدري 


( فالناس في هذا العام ) أي عام الملك ( سفر ) بفتح فسكون أي مسافرون ( وأول منازهم 
المهد ) وهو ما بيأ للصبي ( وآخرها اللحد ) وهي الحفرة المائلة عن الوسط والمراد به مقر الميت 
( والوطن ) الأصلي الذي يسكنه ( هو الجنة) إن كان من أهلها ( أو النار ) إن كان من أهلها 
( والعمر) بينها ( مسافة السفر ) والمسافة المضرب البعيد » يقال: ‏ مسافة هذه الأرض وبيننا 
مسافة عشرين يوماء واصلها موضع سوق الادلاء اي شمهم يتعرفون حاهها من قرب وبعد 
وجور وقصد . قال امرؤ القيس : 


ويقال: بينها مساوف ومراحل» ( فسنوه) بكسر السين أصله سنون حذفت النون لأجل 
اللإضافة جع سنة بفتح وتخفيف اسم لأمد تام دورة الشمس وتام اثنتي عشرة دورة للقمر 
( مراحله) جع مرحلة وهي المنزل الذي ينزل فيه المسافر م يرتحل عنه» ( وشهوره) جع شهر 
إن لمان الذي بن افلالين ( قراخ ) جع فرمخ وهي المسافة العلؤمة فى الارض: (زايامه) 
جع يوم (امياله) جع ميل بالكسر اسم لمسافة معلومة في الأارض ( وانفاسه) جع نفس 
بالتحريك هو الريح الداخل والخارج في البدن من الفم والمنخر وهو كالغذاء للنفس وبانقطاعه 
بطلانها ( خطواته ) جع خطوة إسم للمسافة التي بين القدمين عند المشي» ( وطاعته ) وهي كل 
ما فيه رضا وتقرب إلى الله تعالى» ( بضاعته ) وهي في الأصل قطعة وافرة من المال تقتني 
للتجارة» ( وأوقاته رؤوس أمواله ) فمتى ضيعت ضاع رأس ماله والوقت عبارة عن المحدود من 
الزمن من غير تعيين إلى ماض ومستقبل» وعند الصوفية عبارة عن حالك وهو ما يقتضيه 


كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات a‏ 


واغراضه قطاع طريقه » وره الفوز بلقاء الله تعالى في دار السلام مع الملك الكبير والنعم 
المقم» وخسرانه البعد من الله تعالى مع الانكال والاغلال والعذاب الألم في در كات 
الجحم. فالغافل في نفس من أنفاسه حتى ينقضي في غير طاعة تقربه إلى الله زلفى 
متعرض في يوم التغابن لغبينة وحسرة ما ها منتهى . ومذا الخطر العظم والخطب الفائل 
شمر الموفقون عن ساق الجد ودعوا بالكلية ملاذ النفس واغتنموا بقايا العمر ورتبوا 


استعدادك. ( وشهواته ) حر كة جع شهوة كتمرة وتمرات وهي نزوع النفس إلى ما يلائم الطبع › 
( وأغراضه ) جع غرض محر كة وهي الفائدة المرتبة على الشيء من حيث هي مطلوبة بالإقدام 
عليه ( قطاع طريقه ) وهم الذين يخيفون المارة بالاأضرار والإتلاف» ( ور مجه ) هو بالكسر كل 
ما يعود من ثمرة عمل (الفوز بلقاء الله عز وجل ) ومشاهدته ( في دار السلامة) أي جنة 
الوصال وإليه الإشارة بقوله تعالى مم دار السلام عند ربهم) [الأنعام: ٠١١‏ ] وقوله (والله 
يدعو إلى دار السلام©) [يونس: ٠١‏ ] ( مع الملك الكبير ) بضم المم أي الملك العظم ( والنعم 
المقم ) أي الأبدي الذي لا يحول ولا يزول. وإليه يرشد قوله تعالى ونعياً وملكا كبياً) 
[ الإنسان: ٠١‏ ] ( وخسرانه ) هو بالضم انتقاص رأس الال ( البعد من الله تعالى مع الأنكال ) 
أي العقوبات ( والأغلال ) ) وهي القيود التي يغل بها العنق ( والعذاب الألم ) أي المؤم الموجم 
( في دركات الجحم ) أي طبقاتهاء وإليه يشير قوله تعالى 3 إن لدينا أنكالاً وجحياً * وطعاماً 
ذا غصة وعذاباً ألا [ المزمل: ٠١ ١١‏ ] ( فالغافل عن نفس من أنفاسه حت ينقضي ) ذلك 
النفس وهو في حالة الغفلة ( في غير طاعة تقربه إلى الله زلفى ) أي منزلة رفيعة ( متعرض في 
يوم التغابن ) هو اليوم الذي تجمع فيه الملائكة والثقلان للحساب والجزاء ويغبن فيه بعضهم بعضا 
لنزول السعداء منازل الأشقياء وكانوا سعداء » وبالعكس مستعار من تغابن التجار قاله البيضاوي 
( لغبينة) أي خسارة ( وحسرة) شديدة ( ما ها منتهى ) ححتى يبقى القلب حسيراً لبلوغ النهاية 
في التلهف لا موضع فيه كالبصير الحسير لا قوة للنظر فيه ثم إن هذا السياق الذي أورده المصنف 
من قوله أما بعد إلى هنا هو مثل ضربه للإنسان في هذه الدار » وما رشح له مستفاد من قول أمير 
المؤمنين علي بن أي طالب کرم اله وجهه كا عزاه له الراغب في أول كتاب الذريعة. قال علي 
رضى الله عنه : الناس سفر» والدنيا دار مر لا دار مقرء وبطن أمه مبدأ سفره» والآخرة مقصده 
ومان ا حار معا وم وهار رور رام راا اال را نفام خا وساد 
به سير السفينة براكبهاء وقد دعي إلى دار السلام فمن لم يتزود من دنياه خابت رحلته ويتحسر 
حین لا یغنیه تحسره ویقول: یا لیتنا نرد ولا نکذب بآیات ربناء فحینئذ لا ينفع نفساً إبیانہا ۾ 
تكن آمنت من قبل. ( ومذا الخطر العظم ) أصل الخطر الإشراف على الملاك وخوف التلف . 
يقال : هو على خطر عظم ثم سمي كل أمر عظيم خطراً لذلك ( والخطب المائل ) أي المغزع يقال: 
خطب يسير وخطب جليل وهو يقاسي خطوب الدهر ( شمر الموفقون) أذيالمم ( عن ساق 
الجد ) أي استعدوا لإقامة مراسم الطاعات ( وودعوا) وهو بالتخفيف ومنه قراءة من قرأ ( ما 


EAA °‏ کات ترتيب الأوراد في الأوقات 


بحسب تكرر الأوقات وظائف الأوراد حرصاً على احياء الليل والنهار في طلب القرب 
من الملك الجبار والسعي إلى دار القرار» فصار من مهات عام طريق الآخرة تفصيل 
القول في كيفية قسمة الأوراد وتوزيع العبادات التي سبق شرحها على مقادير الأوقات» 
ويتضح هذا المهم بذ كر بابين. 

الباب الأول: في فضيلة الأوراد وترتيبها في الليل والنهار . 

اللاب الثاني : في كيفية احياء الليل وفضيلته وما يتعلق به. 


ودعك ربك وما قلى) [ الضحى: ۳ ] وفي بعض النسخ بالتشديد ( بالكلية) أي مرة واحدة 
( ملاذ النفس) أي مشتهياتها ء ( واغتنموا بقايا العمر ) أي ما بقي من عارة البدن بالحياة» 
( ورتبوا ) على أنفسهم ( بحسب تكرار الأوقات وظائف الأوراد ) . الوظيفة: ما يرتب كل 
يوم من رزق أو عمل يقال له وظيفة رزق» وعليه كل يوم وظيفة من عمل . والأوراد جمع ورد 
بالكسر وهو ما يرتبه الإنسان على نفسه كل يوم أو ليلة من عمل ومنه قوم : من لا ورد له لا 
وارد له. (حرصاً على إحياء الليل والنهار ) بالأعال الصالحة ( في طلب القرب من الملك 
الجبار ) فا تقرب إليه متقرب كتقربه بالنوافل من الطاعات » ( والسعي إلى دار القرار ) وهي 
دار الآخرة لاستقرارهم فيها. ( فصار من مهات عام طريق الآخرة تفصيل القول في كيفية 
قسمة الأوراد ) الموظفة ( وتوزيع ) أي تقسم أنواع (العبادات التي قد سبق شرحها) في 
الكتب المتقدمة ( على مقادير الأوقات المختلفة ) من الليل والنهار» ( ويتضح هذا المهم ) 
ویکشف سره ( بذ کر بابین ) . 

الباب الأول: في فضبلة الأوراد وترتيبها في الليل والنهار . 

الباب الثاني: في كيفية إحياء الليل وفضيلته وما يتعلق به. 


كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الأول CN DE ORA‏ 


۶ 
الباب الارول 
في فضيلة الأوراد وترتيبها وأحكامها 

فضيلة الأوراد وبيان أن المواظبة عليها هي الطريق إلى الله تعالى : 
اعام ان الناظرين بنور البصيرة علموا أنه لا نجاة إلا في لقاء الله تعالى » وأنه لا سبيل 
إلى اللقاء إلا بأن يوت العبد محباً لله تعالى وعارفاً بالله سبحانه » وأن المحبة والانس لا 
تحصل إلا من دوام ذكر المحبوب والمواظبة عليه » وأن المعرفة به لا تحصل إلا بدوام 
الفكر فيه وني صفاته وأفعاله وليس في الوجود سوى الله تعالى وأفعاله ولم يتيسر دوام 
الذ كر والفكر إلا بوداع الدنيا وشهواتها والاجتزاء منها بقدر البلغة والضرورة وكل 


اللاب الأول 


( في فضيلة الأوراد وترتيبها وأحكامها ) وما يتعلق بها ( وبيان المواظبة عليها وهو 
الطريق ) الموصل ( إلى الله عز وجل ) وفي نسخة: هي الطريق إلى الله تعالى . 

( إعام أن الناظرين بنور البصيرة) وهي قوة للقلب المنور بنور القدس ترى حقبقة الأشياء 
وظاهرها ( علموا أنه لا نجاة) للعبد ( إله في لقاء الله عز وجل) إذ هو المطلوب الأهم» 
( وأنه لا سبيل إلى اللقاء إلا بأن يموت العبد) حالة كونه ( عحباً لله تعالى ) وعلامة محبته لله 
تعالى محبته لرسوله له » وعلامة معبته له حبة سنته واتباع آثاره» فمن أنس باتباع السنن 
اللحمدية رجى له فتح باب محبة مشرعها ومنه يفوز إلى حب الله تعالى » ( وعارفاً بالله تعالى ) 
معرفة أكسبته تلك المحبة وقارها ونبهته على ما خفي من أسرارها » ( وأن المحبة والأنس) بالل 
تعال ( لا يحصل إلا من دوام ذكر المحبوب والمواظبة على ذلك ) بربط القلب عليه بجيث لا 
ينتقل عنه ولا يجيد فمن أحب شيا أكثر من ذكره» ( وأن المعرفة لا تحصل إلا بدوام 
الفكر فيه) أي في المحبوب ( وفي صفاته وأفعاله) بحثاً فيها طلباً للوصول إلى حقائقها . 
( ولیس في الوجود سوی الله عز وجل وأفعاله ) فلا یشارکه أحد في أفعاله کا لا یشابېه 
شيء في ذاته وصفاتها » ( ولن یتیسر دوام الذ کر والفکر إلا بوداع الد وشھواتہا ) لأنہا 
پان عن الف وبا دام العبد مشتبكاً بلذات الدنيا فلا بيكنه أن يفرغ قلبه لذ كر ولا لفكرء 
( والاجتزاء ) أي الاكتفاء ( منها بقدر البلغة والضرورة) أي بقدر ما يتبلغ به ويضطر إليه 
وسائر أمور الدنيا دائرة على الأكل والشرب والنكاح واللباس والمسكن والخادم والدابة» ولكل من 


۲{ کاپ رتب الا وراد الارقات ر انات رن 


ذلك لا يتم إلا باستغراق أوقات الليل والنهار في وظائف الاذ كار والأفكار » والنفس لا 
جبلت عليه من السآمة والملال لا تصبر على فن واحد من الأسباب المعينة على الذكر 
والفكر» بل إذا ردت إلى نمط واحد أظهرت الملال والاستقال وإن الله تعالى لا يل 
حتى تملوا فمن ضرورة اللطف بها أن تروح بالتنقل من فن إلى فن ومن نوع إلى نوع 
بحسب كل وقت لتغزر بالانتقال لذتها وتعظم باللذة رغبتها وتدوم بدوام الرغبة 
مواظبتها . فلذلك تقسم الأوراد قسمة ختلفة . فالذ کر والفکر یہ ينبغي أن يستغرقا جميع 
الأوقات أو أكثرهاء فإن النفس بطبعها مائلة إلى ملاذ الدنيا فان صرف العبد شطر 
أوقاته إلى تدبيرات الدنيا وشهواتها المباحة مثلاً والشطر الآخر إلى العبادات رجح جانب 


ذلك حدود معلومة» فيكفيك من الغذاء ما تهرم بتر كه القوى » ومن الحلائل الولود الودود» ومن 
الملبس ما لا يسفهك به العاقل ولا يزدريك به الغافل » ومن المسكن ما واراك عمن لا تريد أن 
يراك» ومن الخدم الأمين المطيع » ومن اركب ما حل رحلك وأزاح رجلك ولا يزدرى بركوبه 
مثلك » فالتجرد عن العلائق شرط في الوصول إلى معرفة الحق أنظر إلى المراة تجردت عن جي 
الصور فأشهدت كل ذي صورة ما يراه من صورته وما لا يرى. هكذا الرجل المجرد من علائق 
جيع العوالم وجهه الناطق مرآة الحقائق ما قابلها ذو صورة إلا رأى وجه حقيقته .( وكل ذلك) 
أي ما ذكر (لا يتم ) حصوله ( إلا باستغراق أوقات الليل والنهار في وظائف الأذكار 
والأفكار ) بجيث يكون كل وقت من تلك الأوقات معموراً إما بذكر أو بفكر» ( و) لكن 
( النفس لا ) أي لا جل ما ( جبلت عليه من السآمة والملل ) في الأفعال والأحوال ( لا تصبر 
على فن ) أي نوع ( واحد من الأسباب المعينة على ) كل من ( الذ كر والفكر» بل إذا دامت 
على ) وفي نسخة: إذا ردت إلى ( نمط واحد) أي نوع واحد. وفي ذكر الفن والنمط تفنن في 
العبارة ( ظهر الملل ) والسآمة والكسل ( والاستثقال ) وأدى ذلك إلى الهجران والإبطال» ( وأن 
الله عز وجل لا ييل حتى تملوا ) رواه البخاري في الصحيح في أثناء حديث « مه عليكم من العمل 
ما تطيقون . فإن الله لا يل حتى تملوا» وقد تقدم الكلام عليه في كتاب العام . ( فمن ضرورة 
اللطف بها أن تروح) أي تنشط ( بالتنقل من فن إلى فن ومن نوع إلى نوع ) وذلك النوع 
الآخر الذي انتقلت إليه غير الذي انتقلت منه ( بحسب كل وقت) وما يناسبه ويليق به 
( لتغزر) أي تكثر ( بالانتقال ) ا مذ كور ( لذنها ) الحاصلة من إقبال القلب على ذلك العملء 
( وتعظم باللذة) المذ كورة ( رغبتها وتدوم بدوام الرغبة الحاصلة من تلك اللذة مواظبتها ) 
عليه ومداومتها له فلك قازرا ته ع و ا ر 
شيء من ذلك . ( والذ كر والفكر ينبغي أن يستغرقا جيع الأوقات ) من الليل والنهار ( أو 
أكثرها ) ولا أقل من ذلك» (فإن ن النفس بطبعها ) الذي ( جبلت عليه مائلة إلى ملاذ 
الدنيا ) وشهواتا ( فإن صرف العبد شطر أوقاته ) أي جزءاً منها ( إلى تدبيرات الدنيا ) أي 


کتاب ترتب الأوراد في الأوقات / الباب الأول 


اميل إلى الدنيا موافقتها الطبع إذ يكون الوقت متساوياً » فأنى يتقاومان والطبع لاحدها 
مرجح إذ الظاهر والباطن يتساعدان على أمور الدنيا ويصفو في طلبها القلب ويتجرد» 
وأما الرد إلى العبادات فمتكلف ولا يسام إخلاص القلب فيه وحضوره إلا في بعض 
٠‏ فمن أراد أن يدخل الجنة بغير حساب فليستغرق أوقاته في الطاعة ومن أراد 

تجح كفة حسناته وتثقل موازین خبراته فليستوعب في الطاعة أكثر أوقاته ‏ فإن 
a‏ مخطر » ولكن الرجاء غير منقطع والعفو من كرم الله 
منتظر » فعسی الله تعالی أن يغفر له بجوده وکرمه فهذا ما انکشف للناظرین بنور 
البصيرةء فإن ل تكن من أهلهء فانظر إلى خطاب الله تعالى لرسوله واقتبسه بنور الإيان فقد 
قال الله تعالى لأقرب عباده إليه وأرفعهم درجة لديه : إن لك في النهار سبحا طويلاً ۾ 
واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلاً € [ المزمل :۷ ]» وقال تعالی  :‏ واذ کر اسم ربك بکرة 


الأمور المهمة منهاء ( وشهواتها المباحة مثلا ) وهي التي أباح له الشارع التصرف فيها ( و )صرف 
( الشطر الآخر إلى العبادات أرجح جانب الميل إلى الدنيا) ولذاتها أي صار راجحاً 
( بموافقتها الطبع ) الذي جبلت هي عليه. ( إذ کر ي 
يتقاومان ) و كيف يتعادلان ( والطبع لأحدها مرجح) ولا یڈ يثبت التقاوم a‏ 
( إذ الظاهر والباطن ) كل منها (يساعد على ) تحصيل ( أمور الدنيا ) كيغا اتفق وأمكن 
( ويصفو في طلبها القلب ) بيله وتقلبه ( ويتجرد ) وفي بعض النسخ: ويصفو في ذلك طلب 
القلب ويتجرد أي يتم اهتاماً كلباً . ( وأما الرد إلى العبادات ) العملية والقولية ( فمتكلف ) 
أي يعصل فيه تكلف ومشقةء ( ولا يسام إخلاص القلب فيها ) وإمحاضه ( وحضوره) بكليته 
( إلا في ب بعض الأوقات ) على سبيل الندرة والقلة » ( فمن أراد أن يدخل الجنة بغير حساب 
فليستغرق أوقاته ) كلها ( في الطاعة ) التي تقربه إلى الله زلفى» ( ومن أراد أن ت تترجح كفة 
حسناته ) على كفة سيئاته. وللميزان كفتان توزن فيه الأعال ( وتثقل موازين خيراته» 
فليستوعب في الطاعة أكثر أوقاته ) استيعاباً وافياً ء ( فإن خلط عملاً صاخاً وآخر سيئاً ) 
بحيث كانا متعادلين ( فأمره مخطر ) أي ذو خطرء ( ولكن الرجاء ) من الله ( غير منقطع 
والعفو من کرم الله ) وعفوه ( منتظر» فعسی الله تعالی أن یغفر له ججوده وکرمه) ومنه 
وفضله كا هو شأن الكري المتفضل الجواد » ( فهذا ) الذي ذكر هو ( ما ينكشف للناظرين ) إلى 
الأشياء ( بنور البصيرة) المنورة بنور القدس» ( وإن م تكن من أهله) أي من أهل نور 
البصيرة. ( فانظر إلى خطاب الله عز وجل لرسوله ب واقتبسه بنور الإيمان ) ثم اعتبر بهء 
(فقد قال تعالى لأقرب عباده إليه وأرفعهم درجة لديه ) بأنواع التخصيص والمواهب 
والتقريب ( إن لك في النهار سبحا طويلاً ) أي تقلباً في مهامك واشتغالاً بها فعليك بالتهجد» 
فإن مناجاة الحق يستدعي فراغاً وقرئ ‏ سبخاً بالخاء المعجمة أي تفرق قلب بالشواغل مستعار 


NASEN SSS EE een 4 


رالا ومن اللیل فاسجد له وسبحه ليلا طویلاً € [ الانسان ۲٦۰۲۵:‏ ]» وقال تعالى : 
وسبح بجمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب» ومن الليل فسبحه وأدبار السجود & 
[ ق :۳۹ ٠۰‏ € قال سبحانه : [ وسح بجحمد ربك حین تقوم ۾ ومن الليل فسبحه وأدبار 
النجوم € 1 الطور : ٠۹١ ٤۸‏ ] وقال تعالى : إن ناشئة الليْل هي أشد وطأ وأقوم قيلا ) 
[ المزمل :1 ] وقال تعالى : 3 ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى ) 
[ طه ٠۳١:‏ ]» وقال عز وجل  :‏ وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات 
يذهين السيئات € [ هود : ١١١‏ ] ثم انظر كيف وصف الفائزين من عباده وبماذا وصفهم» 
فقال تعالى  :‏ أمن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائاً يحذر الآخرة ويرجو رحةربه قل هل 
من سبخ الصوف وهو نفشه وتفشي أجزائه كذا قاله البيضاوي. ( وقال تعالى: وسبح محمد 
ربك) أي وصل أنت حامداً لربك معترفاً بأنه مولى النعم كلها ( قبل طلوع الشمس) يعني 
الفجر ( وقبل الغروب) يعني الظهر والعصر لأنها في آخر النهار أو العصر وحده ( ومن الليل 
فسبحه ) فإن العبادة فيه اشق على النفس وابعد عن الرياء» ولذلك افرده بالذكر وقدمه على 
الفعل ( وأدبار السجود ) أي أعقابه . ( وقال تعالى: وسبح بحمد ربك حين تقوم # ) من 
أي مكان قمت أو من مكانك أو إلى الصلاة ( ومن الليل فسبحه وأدبار النجوم) أي إذا 
أدبرت النجوم من آخر الليل » وقرى بالفتح أي في أعقابها » ( وقال تعالى : إن ناشثة الليل ) أي 
ساعات الليل لأنها تحدث واحدة بعد أخرى أو ساعاتها الأول من نشأت إذا ابتدأت» أورالمراد 
النفس التي تنشأً من مضجعها إلى العبادة أو قيام الليل على أن الناشئة له أو العبادة التي تنشأ بالليل 
أي تحدث ( هي اشد وطأ) بفتح فسكون أي كلفة أو ثبات قدم» وقرئ وطاء ككتاب أي 
مواطأة القلب اللسان هما أو فيها موافقة لما يراد من الخضوع والإخلاص ( وأقوم قيلاً ) أي أشد 
مقالاً أو أثبت قراءة لحضور القلب وهدو الأصوات. ( وقال تعالى ) : (وسبح بحمد ربك قبل 
طلوع الشمس وقبل غروبا ( ومن آناء الليل ) أي من ساعاته جع إنى بالكسر والقصر ( فسبح ) 
يعني المغرب والعشاء . وإنما قدم الزمان فيه لاختصاصه بمزيد الفضل » فإن القلب فيه أجمع والنفس 
أميل إلى الاستراحة فكانت العبادة فيه أحز ( وأطراف النهار ) تكرير صلاتي الصبح والمغرب 
إرادة الاختصاص وميئه بلفظ الجمع لا من الإلباس» أو أمر بصلاة الظهر فإنها نهاية النصف 
الأول من النهار وبداية النصف الأخير وجعه باعتبار النصفين» أو لأن النهار جنس أو بالتطوع في 
آخر الليل ( لعلك ترضى ) متعلق بسبح أي سبح في هذه الأوقات طمعاأً أن تنال عند الله ما به 
ترضى نفسك» وقرئ بالبناء للمفعول أي يرضيك» ( وقال تعالى: ‏ وأقم الصلاة طرفي 
النهار ) يعني صلاة الصبح وصلاةا مغرب وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيثات @ غ انظر 
ا یر ا ا 
هو قانت€ ) أي قائم في الصلاةء ومنه خبر أفضل الصلاة طول القنوت أو ثابت على قيامه فيها 
تحققاً بتمكنه فيه أو ملازم الطاعة مع الخضوع (آناء الليل ) أي ساعاته ( ساجداً وقائ يجذر 


كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الأول o EOE EI‏ 1 


یستوي الذین یعلمون والذین لا یعلمون) [ الزمر ٩:‏ ] وقال تعالی : [ تتجافی جنو بهم عن 
المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً % [ السجدة:١١‏ ] . وقال عز وجل : # والّذين يبيتون 
لربهم سجداً وقياماً € [ الفرقان 1٤:‏ ]» وقال عز وجل : 3 كانوا قليلاً من الليل 
ما مهجعون» وبالأسحار هم يستغفرون) [ الذاريات: ۱۸١۱۷‏ ]» وقال عز وجل : 
[ فسبحان الله حين مسون وحين تصبحون ) [ الروم :۱۷ ] وقال تعالى : 3 ولا تطرد الذِين 
يَذْعُون ربمم بالعْداة والعشي يُريدون وجه [الأنعام ٠٠:‏ ] فهذا كله يبين لك أن 
الطريق إلى الله تعالى مراقبة الأوقات وعمار تما بالأوراد على سبيل الدوام . ولذلك قال مره : 


الآخرة ويرجو رحة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) تقدم الكلام 
عليه في أول كتاب العام ( إنما يتذ كر أولواالألباب )أي العقولالراجحة ( وقال تعالى : والذين 
يبيتون لربهم سجدآً وقياماً ) جعاً ساجد وقائم أي ساجدين وقائمين. ( وقال تعالى : 
تتجافی جنوبهم عن المضاجع یدعون ربہم خوفاً وطمعاً) وقال تعالی  :‏ کانوا قلیلاً 
من الليل ما بهجعون» وبالأسحار هم يستغفرون) وقال عز وجل فسبحان الله حين 
تمسون وحين تصبحون» وله الحمد في السموات والأرض وعشياً وحين تظهرون) أي : 
فسبحوا الله حين تمسون وحين تصبحون ) . أي هو إخبار في معنى الأمر بتنزيه الله تعالى والثناء 
عليه في هذه الأوقات التى تظهر فيها قدرته وتتجدد فيها نعمته» أو دلالة على أن ما يحدث فيها 
من الشواهد الناطقة بتنزيه واستحقاقه الحمد من له تمييز من أهل السموات والأرض» وتخصيص 
التسبيح بالمساء والصباح لأن آثار القدرة والعظمة فيها أظهر » وتخصيص الحمد بالعشي الذي هو 
آخر النهار والظهيرة التي هي وسطه لأن تجدد النعم فيها أكثر » ويجوز أن يكون عشياً معطوفاً على 
حين تمسون. وقوله وله الحمد في السموات والأرض) [ الروم : ٠۸‏ ] اعتراضاً . 

ويروى عن ابن عباس أنه قال : إن الآية جامعة للصوات الخمس تمسون صلاتا المغرب والعشاء 
وتصبحون صلاة الفجر وعشياً صلاة العصر وتظهرون صلاة الظهر » ولذلك زعم الحسن أنها مدنية 
لأنه كان يقول: كان الواجب بمكة ركعتين في أي وقت اتفقتاء وإنما فرضت الخمس بالمدينة 
والأكثر أنها فرضت بمكة. 

( وقال عز وجل: ولا تطرد الذين يدعون ربمم بالغداة والعشي يريدون وجهه) ) 
بزلت في أل الصفة ( فهذا كله يبين لك أن الطريق إلى الله عز وجل ) عبارة عن ( مراقبة 
الأوقات ) أي حافظتها ( وعمارتها بالأوراد ) الشريفة ( على سبيل الدوام ) والملازمة ( ولذلك 
قال رسول الله له : , أحب عباد الله إلى الله الذين يراعون الشمس والقمر والأظلة) 
أي يترصدون دخول الأوقات بها ( لذكر الله تعالى » ) أي لإقامة ذكره تعالى في الأوقات 
المعلومة. ولفظ القوت: وفي حديث أي الدرداء وكعب الأحبار في صفة هذه الأمة يراعون الظلال 
لاإقامة الصلاة وأحب عباد الله إلى الله الخ . 


REN ٦‏ كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الأول 


« أحب عباد الله إلى الله الذين يراعون الشمس والقمر والأظلةلذكراللهتعالى ».وقد 
قال تعالى  :‏ الشمس والقمرٌ بجسبان € [ الرحمن : ٥‏ ] وقال تعالى : ألم تر إلى ربك كيف 
مد الظل ولو شاء لجعله ساكناً ثم جعلنا الشمس عليه دليلاًء ثم قبضناه إلينا قبضاً يسيراً) 
[ الفرقان ٤٥:‏ .1> ] وقال تعالى  :‏ والقمر قدرناه منازل) [ يس :۳۹ ] وقال تعالى : 


قال العراقي : رواه الطبرافي والحاك وقال: صحيبح الإسناد من حديث ابن أي أوفى بلفظ : 
١‏ خبار عباد الله » الخ. 

قلت :روياه بلفظ : إن خيار عباد الله الذين يراعون الشمس والقمر والنجوم والأظلة لذ كر 
الله » . وقال الميثمي رجال الطبراني موثقون . وقال المنذري : رواه ابن شاهين وقال: انفرد به ابن 
عيينة عن مسعر وهو حديث غريب صحيح وأقر الذهبي الحا؟ على تصحيحه . 

وقال البرهان في المراعاة: أمور ظاهرة وأمور باطنة . أما الظاهرة فالرؤية بجحاسة البصر في الطلوع 
والتوسط والغروب والحر كة» فإذا تأمله المتأمل ذكر الله وسبحه ومجده بتحقيق سما إذا أطلعه الله 
على أسرار نتائجها وأفعاها ما يدل على أحكام القدرة الأزلية في المصنوعات المترتبة على الإنسان 
اآه. 

( وقد قال تعالى : 9 الشمس والقمر بحسبان) ) أي يجريان بجسبان معلوم مقدر في بروجها 
ومناز ما » وتشتق بذلا أمور الكائنات السفلية وتختلف الفصول والأوقات وتعام السنون والحساب» 
( وقال عزوجل: أن تر إلى ربك) أي أم تنظر إلى صنعه ( كيف مد الظل ) أي بسطه أو م 
تنظر إلى الظل كيف مده ربك فغير النظم إشعاراً بأن المعقول من هذا الكلام لوضوح برهانه وهو 
دلالة حدوث تصرفه على الوجه النافع بأسباب متمكنة على أن ذلك فعل الصانع الحكم كالمشاهد 
امرئي» فكيف بالمحسوس منه أو ألم ينته علمك إلى ربك كيف مد الظل فيا بين طلوع الفجر 
والشمس وهو أطيب الأحوال» فإن الظلمة الخالصة تنفر الطبع وتسد النظر وشعاع الشمس يسخن 
الجو ويبهر البصر . ( ولو شاء لجعله ساكناً ) أي ثابتاً من السكنى أو غير متقلص من السكون بأن 
يجعل الشمس مقيمة على وضع واحد ( ثم جعلنا الشمس عليه دليلاً ) فإنه لا بظهر للحس حت تطلع 
فيقع ضوءها على بعض الأجرام أو لا يوجد ولا یتفاوت إلا بسبب حر کتها» > ( م قبضناه إلينا) 
أي أزلناه بإيقاع الشعاع موقعه ( قبضاً يسيرا ) قليلاً قليلاً حسا ترتفع الشمس لتنتظم بذلك 
مصالح الكون» ويتحصل به ما لا يبحصى من منافع الخلق » ولثم في الموضعين لتفاضل الأمور أو 
لتفاضل مبادىء أوقات ظهورها » وقيل : مد الظل لا بنى السماء بلا نير ودحا الأرض تحتها فألقت 
e a E A O E‏ 

ل المدلول أو دلبلا لطريق من يديه فإنه يتفاوت بجر كتها ويتحول بتحوهما ‏ ثم قبضناه 

TT‏ إلى أن ينتهي غاية نقصانه أو قبضاً سهلاً عند قيام الساعة بقبض 
أسبابه من الأجرام !اغللة وانطلل علبها ( وقال عز وجل؛ ‏ والقمر قدرناه منازل )) وهي 
ثمانية وعشرون منزلة يحل كل لبلة منزلة منهاعلى ماتقدم بيانها في كتاب العام. ( وقال 


کتاب ترتیب الأوراد ف الأوقات / اللاب الأول 


وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر) [ الانعام : ٩۷‏ ] فلا 
تظنن أن المقصود من سير الشمس والقمر بجسبان منظوم مرتب ومن خلق الظل والنور 
والنجوم أن يستعان بها على أمور الدنيا» بل لتعرف بها مقادير الأوقات فيشتغل فيها 
بالطاعات والتجارة للدار الآخرة. يدلك عليه قوله تعالى : 9 وهو الذي جعل الليل 
والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكوراً# [ الفرقان: 1۲ ] أي يخلف أحده| 
الآخر ليتدارك في أحده)ا ما فات في الآخر وبين أن ذلك للذ كر والشكر لا غير . وقال 
تعالى  :‏ وجعانا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا 
فضلاً من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب) [ الاسراء ٠١١‏ ] وإنا الفضل المبتغى 
هو التواب والعفرة وسال اله خسن القوفق ا رة 
بيان أعداد الأوراد وترتيبها: 

اعام أن أوراد النهار سبعة» فما بين طلوع الصبح إلى طلوع قرص الشمس ورد» وما 


تعالى  :‏ وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها ) أي بسيرها وأفوما وطلوعها في ظلهات 
البر والبحر € ( فلا تظنن ) أيما المتأمل المتبصر في آيات الله تعالى ( أن المقصود من سير الشمس 
والقمر ) وحركات»ا (بجساب منظوم مرتب) ترتيباً غريباً حير الفهوم.( ومن خلق الظل 
والنور والنجوم) هو ( أن يستعان بها على ) حصول أمر من ( أمور الدنيا) كا عليه عامة 
من يشتغل بهذه الفنون» ( بل ) خلقت (لتعرف بها مقادير الأوقات ) في الليل والنهار 
( بالطاعات ) أي في تلك الأوقات بالطاعات الالمية بأنواعها ( و) تحصيل (التجارة للدار 
الآخرة) فإن الدنيا فانية. ( يدلك على ذلك قول الله تعالى : ( وهو الذي جعل الليل والنهار 
خلفة لمن أراد أن يذ كر أو أراد شكورا) أي ) ذا خلفة ( يخلف أحده| الآخر ) بأن يقوم 
مقامه ( ليتدارك في أحدها ما فات في الآخر ) من ورد أو بأن يعتقبا كقوله واختلاف الليل 
والنهار والخلفة للحالة كالركبة والجلسة» ( وبين أن ذلك للذ كر والشكر لا غير ) والمعنى 
ليكونا وقتين للذاكرين والشاكرين. ( وقال تعالى  :‏ وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية 
الليل وجعانا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلاً من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب) 
وإنما الفضل المبتغى ) أي المطلوب المشار إليه في الآية ( هو الثواب) من الله عز وجل 
( والمغفرة) للذنوب لا تحصيل أمور الدنيا والإتجار فيها . نسأل الله حسن التوفيق لما يرضيه . 
بيان أعداد الأوراد في الليل والنهار وترتيبها : 


( اعام أن أوراد النهار سبعة ) كا نقله صاحب القوت وقسمه هذا التقسم ٠‏ ( فا بين طلوع 
الصبح إلى طلوع قرص الشمس ورد) ومسافته ماف عشرةساعة » ( وما بين طلوع الشمس 


SAO SN E ee ese hS ۰۸ 


بين طلوع الشمس إل الزوال وردان » وما بين الزوال إلى وقت العصر وردان» وما بين 
العصر إلى المغرب وردان والليل ينقسم إلى أربعة أوراد : وردان من المغرب إلى وقت 
نوم الناس» ووردان من النصف الأخير من الليل إلى طلوع الفجر . فلنذ كر فضيلة كل 
ورد ووظیفته و 

فالورد الأوّل: ما بين طلوع الصبح إلى طلوع الشمس وهو وقت شريف ويدل 
على شرفه وفضله إقسام الله تعالى به إذا قال: $ والصبح إذا تنفس € [التكوير: 
۸ ] وتمدحه به إذ قال  :‏ فالق الأصباح) [ الانعام ٩1:‏ ]» وقال تعالى : # قل أعوذ 
برب الفلق € [ الفلق ١:‏ ] وإظهاره القدرة بقبض الظل فيه إذ قال تعالى : م 
قبضناه إلينا قبضاً يسيراً € [ الفرقان : >٦‏ ] وهو وقت قبض ظل الليل يبسط نور 
الشمس وإرشاده الناس إلى التسبيح فيه بقوله تعالى : 3 فسّبحان الله حين تمسون وحين 


إلى الزوال ) من كبد السماء ( وردان ) الآول منها من الطلوع إلى الضحى الأعلى ء والثاني منه إلى 
الزوال ‏ و كل منهها ثلاث ساعات تقريباً . ( وما بين الزوال إلى وقت العصر وردان ) كل منها ساعة 
ونصف ساعة تقريباً . ( وما بين العصر إلى المغرب وردان ) بقدر اللذين قبلها . ( والليل يقم 
بأربعة أوراد : وردان من المغرب إلى وقت نوم الناس ) وهو على التقريب لاختلاف أحوال 
الناس ني النوم» ( ووردان في النصف الأخير من الليل إلى طلوع الفجر )» وهو كذلك على 
التقريب لاختلاف أحوال الناس في الإنتباه أيضاًء وثم ورد خامس وهو ورد النوم مختص بالأذكار 
والأدعية» فصارت أوراد الليل خسة وهكذا ذكره صاحب القوت» ( فلنذ كر وظيفة كل ورد 
وفضیلته وما يتعلق به ) تفصيلاً . 


( الورد الأول ): من أوراد النهار حصته ( ما بين طلوع الصبح ) أي الفجر الثاني ( إلى 
طلوع الشمس وهو وقت شریف ) شرفه الله تعالی ورفع مقداره» ویدل على شرفه وفضله 
( إقسام الله عز وجل به) في كتابه العزيز ( إذ قال : 3 والصبح إذا تنفس ) ) فتنفسه من 
طلوع الفجر إلى طلوع الشمس وهو الظل الذي مده الله عز وجل لعباده» ( وتمدحه عز وجل به 
إذ قال: # فالق الأصباح) وقال عز وجل: # قل أعوذ برب الفلق ) ) من شر ما فلق يعني 
فلق الصبح » فقد تمدح الله جخلقه وأمر بالتنزيه له عنده والاستعاذة من شر ما خلق فيه » ( وإظهار 
القدرة بقبض الظل فيه إذ قال تعالى: ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله 
ساكناً ثم جعلنا الشمس عليه دليلاً) [ الفرقان: ٤١‏ ] يقول: كشفناه بها ففيه أن الدليل هو 
الذي يكشف المشكل ويرفع المشتبه » ( ثم قبضناه إلينا قبضاً يسيراً) أي خفياً لا يفطن له 
ولا يرى» فاندرج الظل في الشمس بجحكمة اندراج الظلمة في النور اذ دحل عليها بقدرته» ( وهو 
وقت قبض الظل ببسط نور الشمس وإرشاده عز و-عل الناس إلى التسبيح فيه بقراه تعالى : 
فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون) أي فسب دوه بالصلاة ءندها ( وقوله تعالى : 


كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الأول EON A eS‏ 


تصبحون) [ الروم : ۱١‏ ] وبقوله تعالى : ل وسبّح بجحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل 
غروما € 1 طه: ٠۳١١‏ ]. وقوله عز وجل  :‏ ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك 
ترضی ‏ [ طه :۱۳۰ ] وقوله تعالی : # واذ کر اسم ربك بكرة وأصيلاً# [ الإنسان: 
2 

فأما تر تيبه : فليأخذ من وقت انتباهه من النوم» فإذا انتبه فينبغي أن یبتدیء بذ کر 
الله تعالی r‏ الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور إلى آخر الادعيةء 
والآيات التي ذكرناها في دعاء الاستيقاظ من كتاب الدعوات» وليلبس ثوبه وهو في 
الاع ی ا ر ا یا ان و غا ع ی غ د 
رياء ولا رعونة ثم يتوجه إلى بيت الماء إن كان به حاجة إلى بيت الماء ويدخل أوَلاً رجله 
اليسرى ويدعو بالأدعية التي ذكرناها فيه في كتاب الطهارة عند الدخول والخروج» م 
يستاك على السنة - كا سبق - ويتوضاً مراعياً لجميع السنن والأدعية التي ذكرناها في 
الطهارة فإنا إنما قدمنا احاد العبادات لكى نذ كر في هذا الکتاب وجه التر کیب والترتیب 
فقط . فإذا فغ فن لوو ق ر کی الجر اغ ا ق رل درك کان شر 


فسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس) والمراد به هوهذا الوقت» ( و) كذا ( قوله تعالى : 
ل ومن آناء لليل) ) أي ساعاته ( فسبح وأطراف النهار ) المراد به الصبح وا لمغرب. ( و) كذا 
( قوله تعای اواو ا ر ا ا ؤمتا 

( وأما تر يبه : فلبأخذ من وقت انتباهه من النوم» فإذا انتبه فينبغي أن يبدأ بذ كر الله 
عز وجل فیقول: : الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا ) أي بعثنا من النوم بعد أن أنامنا 
( وإليه النشور إلى آخر الآيات والأدعية التي ذكرناها في دعاء الإستيقاظ في کتاب 
الدعوات ) وتقدم الكلام على ذلك مفصلاً ‏ ( ويلبس ثوبه ) الذي قلعه قبل نومه ( وهو في ) 
حال ( الدعاء ) المذ كور ( وينوي به) في قلبه ( ستر العورة امتثالاً لأمر الله تعالى ) حيث 
أمرنا بذلك ( واستعانة) به ( على عبادته من غير قصد رياء ورعونة) وهي الوقوف مع 
النفس بنفي طباعها » ( ثم يتوجه إلى بيت الماء ) أي محل قضاء الحاجة الإنسانية وهو من الكنايات 
الحسنة ( إن كان به حاجة) إلى دخوله وإلا فلاء ( ويدخل أولاً رجله اليسرى) كا هو السنة 
( ويدعو بالأدعية التي ذكرناها في كتاب الطهارة عند الدخول والخروج» ثم يسناك عل 
السنة) كا سبق أيضاً ( وبتوضأ مراعباً لجميع السنن والأدعية التي ذکرناها في کناب 
الطهارة فإنا إنما قدمنا آحاد العبادات ) ومفرداتہا ( كي نذ كر ف هذا الكتاب وجه 
التر كيب والترتيب فقط» وإذا فرغ من الوضوء صلى ركعتي الصبح أعني السنة في منزله . 
كذلك كان يفعلة رسول الله له ) » كا أخرجه البخاري ومسام من حديث حفصة رضي الله 


٠‏ ............. كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الأول 


رسول الله بر ويقرأ بعد الركعتين سواء أداهم) في البيت أو المسجد الدعاء الذي رواه 
ابن عباس رضي الله عنهها ويقول: « اللهم إني أسألك رحة من عندك تهدي بها قلي » 
إلى آخر الدعاء. ثم يخرج من البيت متوجها إلى المسجد ولا ينسى دعاء الخروج إلى 
الملسجد ولا يسعى إلى الصلاة سعيا بل شى وعليه السكينة والوقار كا ورد به الخبر »ولا 
شبك بن اماه ويد عل الشجة ويقذم وله الى وبذعر بالدعاء لاور لرل 
المسجد ثم يطلب من المسجد الصف الأول إن وجد متسعا ولا يتخطى رقاب الناس ولا 
يزاحم - كا سبق ذكره في كتاب الجمعة- ثم يصلي ركعت الفجر إن لم يكن صلاه) في 
البيت ويشتغل بالدعاء المذ كور بعدها » وإن كان قد صلى ركعتي الفجر صلى ركعتي 
التحية وجلس منتظراً للجاعة. والأحب التغليس بالجاعة فقد كان به يغلس 


عنها وتقدم في كتاب الصلاةء وتقدم أيضاً ما يقرأ فيها . ( ويقرأ ب بعد الركعتين إذا صلاه) في 
البيت أو في المسجد الدعاء الذي رواه ابن عباس رضي الله عنها فبقول : ٠‏ اللهم إني أسألك 
رحة من عندك تهدي بها قلبي» إلى آخر الدعاء كا تقدم) بطوله في كتاب الدعوات. ( ثم 
يخرج من البيت متوجهاً إلى المسجد ولا ينسى دعاء الخروج إلى المسجد ) كا تقدم في كتاب 
الدعوات ( فلا يسعى سعياً بل يشي وعليه السكينة والوقار كا ورد به الخبر )روا البخاري 
ومسام من حديث أي هريرة رضي الله عنه » ( ولا يشبك بين أصابعه ) فقد نہي عن ذلك وقد 
تقدم في كتاب الصلاة ( ويدخل المسجد وبقدم رجله اليمنى ويدعو بالدعاء المأثور لدخول 
المسجد ) تقدم ني الباب الخامس من الأذكار ٠‏ ( ثم يطلب من المسجد الصف الأول ) ما يلي 
الأمام عن ميمنته ( إن وجد متسعاً ) في الموضع » وإلا فالميسرة وإلا فالصف الذي يلي الأول» 
( ولا یتخطی الرقاب ) ولا فصل بین إثنین» ( ولا يزاحم ) أحداً ( کا سبق ذکره في کناب 
الجمعة) مفصلاء ( ثم يصلي ر كعتي الفجر إن ) يصلها في المنزل ويشتغل بالدعاء المذ كور ) 
قريباً ( بعدهما ) أي بعد الركعتينء ( وإن كان قد صلى ركعي الفجر صلى ركعت التحية 
وجلس منتظراً للجاعة ) أي للصلاة معهم. 

ولفظ القوت: ومن دخل المسجد لصلاة الصبح ولم يكن صلى ركعتي الفجر في منزله صلاها 
واجزأتا عنه من تحية المسجد» ومن كان قد صلاهما في بيته نظر فإن كان دخوله في المسجد بغلس 
عند طلوع الفجر وإشتباك النجوم صلى ر كعتين تحية المسجد وإن كان دخوله عند إمحاق النجوم 
ومسفراً عند الإقامة قعد ولم يصل الركعتين لئلا يكون جامعاً بين صلاة الصبح وبين صلاة 
قبلها» ولا يصلي بعد طلوع الفجر الثاني شيئاً إلا ركعي الفجر فقط» ومن دخل الملسجد 
وم يكن صلى ر كعتي الفجر فإن كان قبل الإقامة صلاها » وإن دخل وقت الإقامة أو قد افتتح 
الإمام الصلاة فلا يصليه وليدخل في صلاة المكتوبة فإنه أفضل» وللنهي فيه روينا عن النبي 
به : « إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة وليقل من قعد في المسجد من غير صلاة ر كعتين 


كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الأول EY ede SSO‏ 


بالصبح » ولا ينبغي أن يدع الجاعة في الصلاة عامة وفي الصبح والعشاء خاصة فلها زيادة 
فضل» فقد روى أنس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله له أنه قال في صلاة 
الصبح : ١‏ من توضأ ثم توجه إلى المسجد ليصلي فيه الصلاة كان له بكل خطوة حسنة 
ومحى عنه سيئة والحسنة بعشر أمثاها » فإذا صلى ثم انصرف عند طلوع الشمس كتب له 
بكل شعرة في جسده حسنة وانقلب بجحجة مبرورة» فإن جلس حتى يركع الضحى كتب 
له بكل ركعة ألفا ألف حسنة ومن صلى العتمة فله مثل ذلا وانقلب بعمرة مبرورة». 


تحيته سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر » هذه الأربع كلهات يقوها أربع مرات فإنها 
عدل ر كعتين في الفضل» وكذلك من دخله وهو على غير وضوء اه. وهو تفصبل حسن » وفي 
صلاة ركعتي التحية كلام مضى تفصيله في كتاب الصلاة فراجعه. 

( والأحب التغليس بالجاعة» فقد كان الني به يغلس بالصبح) كا ورد ذلك في 
الأخبار الصحيحة وفيه اختلاف تقدم مفصلاً في كتاب الصلاة» ( ولا ينبغي أن يدع ) أي يترك 
(الجاعة في الصلاة عامة) لا فيه من الفضل الكثبر والثواب الجزيل» ( وفي الصبح والعشاء 
خاصة فلها زيادة فضل ) فقد روى البيهقي من حديث انس رضي الله عنه مرفوعا ١‏ من صلى 
الغداة والعشاء الآخرة في جاعة لا تفوته ركعة كتب له براءتان براءة من النار وبراءة من النفاق » . 
وروی ابن حبان في صحيحه من حديث عثان رضى الله عنه مرفوعاً : « من صلى العشاء والغداة في 
جاعة فكأغا قام الليل ٠‏ وعند أحد ومسام والبيهقي : « من صلى العشاء في جاعة فكأفا قام نصف 
ليلة ومن صلى الصبح في جاعة فكأنما صلى الليل كله ». هذا فضل من صلاه) في جاعة ( فقد 
روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه» عن النبي نه أنه قال في صلاة الصبح؛ « من توضأً 
م توجه إلى المسجد يصلي فيه الصلاة كان له بكل خطوة حسنة ومحى عنه سيئة والحسنة 
بعشر أمثاها فإذا صلى ثم انصرف عند طلوع الشمس كتب له بكل شعرة في جسده حسنة 
وانقلب بججة مبرورة» وإن جلس حت ير كع الضحى كتب له بكل ركعة ألفا ألف حسنة› 
ومن صلى العتمة فله مثل ذلك وانقلب بعمرة مبرورة» ) . 

قال العراقي : م أجد له أصلاً بهذا السياق » وفي شعب الإيان للبيهقي من حديث أنس بسند 
صعيف : ١‏ ومن صل المغرب في جماعة كان كحجة مبرورة وعمرة متقبلة » اه. 

قلت : بل له أصل أخرجه ابن عساكر في التاريخ» عن ممد بن شعيب بن شابور» عن سعيد 
ابن خالد بن أي طويل» عن أنس بممثل سياق المصنف سواء إلا أنه قال بعد قوله مبرورة: « وليس 
كل حج مبرور فإن جلس حى يركع وم يقل الضحى كتب له بكل حسنة ألفا ألف حسنة ومن 
صلى صلاة الفجر » الحديث» وفيه بعد قوله مبرورة ولیس کل معتمر مبرورا ولکن سعید راویه 
عن أنس قال أبو حاتم منكر الحديث لا يشبه حديثه حديث أهل الصدق وأحاديثه عن أنس لا 
تعرف. وقال أبو زرعة: حدث عن أنس بمناكير وقال : روى عن أنس ما لا يتابع عليه » ومد بن 


۲ کا اورا ق ا 


و كان من عادة السلف دخول المسجد قبل طلوع الفجر . قال رجل من التابعين : دخلت 
مسجد قبل طلوع الفجر فلقيت أبا هريرة قد سبقني فقال لي : يا ابن أخي لأي شيء 
خرجت من منزلك في هذه الساعة؟ فقلت لصلاة الغداة. فقال: أبشر فإنا كنا نعد 
خروجنا وقعودنا في المسجد في هذه الساعة بمنزلة غزوة في سبيل الله تعالى - أو قال مع 
رسول الله له -. وعن علي رضي الله عنه أن الني عه طرقه وفاطمة رضي الله عنها 
وها نائمان فقال : ألا تصليان ؟ قال على : فقلت يا رسول الله إنما أنفسنا بيد الله تعالى فإذا 
شاء أن یبعٹھا بعثها فانصر ف ب فسمعته وهو منصرف یضرب فخذه وقول : 3 و کان 
الإنسان أكثر شيء جدلاً € [ الكهف : ٥١‏ ] ثم ينبغي أن يشتغل بعد ر كعقي الفجر ودعائه 
بالاستغفار والتسبيح إلى أن تقام الصلاة فيقول : أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي 


شعيب لا شيء كذا في الجامع الكبير للجلال السيوطي . وأما الذي أورده في شعب الإيمان فقد 
أخرجه أيضاً الديلمي عن أنس بزيادة: « وكأما قام ليلة القدر » وروي الترمذي من حديثه بلفظ : 
١‏ من صلى الفجر في جاعة ثم قعد يذ كر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر 
حجة وعمرة تامة تامة تامة » وقال: حسن غريب . 

( وكان من عادة السلف ) رحهم الله تعالى ( دخول المسجد قبل طلوع الفجر ) الثاني . 
( قال رجل من التابعين : دخلت المسجد ) أي مسجد المدينة ( قبل طلوع الفجر فألفيت ) أي 
وجدت ( أبا هريرة رضي الله عنه قد سبقني فقال: يا ابن أخي لأي شيء خرجت من منزلك 
هذه الساعة؟ فقلت : لصلاة الغداة ) أي الفجر .( فقال : ابشر فإن كنا نعد خروجنا وقعودنا 
في المسجد هذه الساعة بمنزلة غزوة في سبيل الله أو قال مع رسول الله به ) هكذا أورده 
صاحب القوت. وقال العراقي : م أقف له على أصل. 

( وعن علي ) بن أي طالب ( كرم الله وجهه أن الني ع طرقه وفاطمة رضي الله عنها ) 
أي في ليلة من الليالي ( وها نائان ) أي في فراش واحد» ( فقال : ألا تصليان؟ فقال علي رضي 
الله عنه: قلت يا رسول الله إنما أنفسنا بيد الله عز وجل ) أي قبضة قدرتهء ( فإذا شاء أن 
يبعثنا بعثنا» فانصرف رسول الله له وسمعته ) حالة كونه ( مولباً ) أي بظهره الشريف 
(يضرب فخذه) تعجباً ( ويقول: ‏ وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً) ) رواه البخاري 
ومسام من حدیثه hS‏ 
ابن عباس ( بالاستغفار والتسبيح ) أي صيغة اتفقت تفقت ( إلى أن تقام الصلاة) أي فريضة 
الصبح» والأولى الإقتصار على الصيغ الواردة ( فيقول ) في الإستغفار :( «استغفر الله الذي لا 
إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه) فمن قال ذلك غفر له وإن كان فر من الزحف» رواه 
الترمذي وقال: غريب » وابن سعد والبغوي وابن منده والبارودي والطبراني والضياء وابن عساكر 


كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الأول ECVE aaa‏ 


القيوم وأتوب إليه سبعين مرة» وسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر مائة 
مرة» ثم يصلي الفريضة مراعيا جيع ما ذكرناه من الآداب الباطنة والظاهرة في الصلاة 
والقدوة» فإذا فرغ منها قعد في المسجد إلى طلوع الشمس في ذكر الله تعالى كما سغرتبه » 
فقد قال به : « لأن اقعد في مجلسي أذكر الله تعالى فيه من صلاة الغداة إلى طلوع 


عن بلال بن زید مول النبي ر عن أبیه عن جده . قال البغوي : ولا أعلم له غیره» ورواه ابن عساکر 
عن انس » ورواه ابن الي شيبة عن ابن مسعود والي الدرداء موقوفا عليه . 

وقوله: ( سبعین مرة) لم يرد به التصریح وإنغا ورد ثلاثاً کا رواه أبو داود والترمذي من 
حدیث زید مول النبي عه > ورواه الجا عن ابن مسعود ولفظه : « غفرت ذنوبه وإِن کان فاراً 
من الزحف » ورواه ابن عساکر من حدیث أبي سعید بلفظ : « غفر له ذنوبه ولو کانت مثل رمل 
عالج وغثاء البحر وعدد نجوم السماء » وفي رواية من حديثه التقييد حين يأوي إلى فراشه وفيه : 
« غفر الله ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر وإن كانت عدد ورق الشجر وإن كانت عدد رمل 
عالج وإن كانت عدد أيام الدنيا » هكذا رواه أحد والترمذي وأبو يعلى » وجاء أيضاً التقييد 
بصبيحة الجمعة قبل صلاة الغداة وأنه ثلاث مرات وفيه ثلاث مرات وفيه : « غفر الله ذنوبه ولو 
کانت اکٹر من زبد البحر» وهكذا رواه ابن السني» والطبرافي في الأوسط» وابن عساكر» وابن 
النجار من حديث أنس وفيه حظيف الجرزني مختلف فيه . وروي عن معاذ تقييده ثلاثاً بعد الفجر 
وبعد العصر . وهكذا رواه ابن السني» وابن النجار E‏ 
اللإاستغفار » وإنغا أعدناه هنا ليبين أن الوارد في الأخبار إما من غير تة تقیید بعدد وإما مقید بثلاث 
مرات» ولكن من زاد زاد الله عليه » ولعدد السبعين سر عظم عند أهل الكشف والمشاهدة» ( و ) 
يقول في التسبيح ( سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله كبر مائة مرة) وهن الباقيات 
الصالحات وهي أربع كلهات» وقد ورد في فضلها ما تقدم ذكره» وما رأيت هذا التقبيد بامائة مرة 
فا ورد من روایاته . نعم روي الديلمي عن عبد الله بن عمرو مرفوعاً E EEE‏ 
مائة مرة قبل صدوع الشمس ومائة قبل غروبها كان أفضل من مائة بدنة » وهذا السبعون والمائة 
في الاستغفار والتسبيح إن وجد وقتا يسع ذلك وكان سريع القراءة وإلا فليكتف مما قدر عليه . 

( م يشتغل بالفريضة فيصلي ركعتي الفرض) مع الإمام ( مراعياً جيع ما ذكرناه من 
الآداب الظاهرة والباطنة في الصلاة والقدوة) أي الإقتداء. ومر ذلك في كتاب الصلاة 
مفصلاً ء ( فإذا فرغ منها ) أي من الفريضة وما يتبعها من الأذكار الملازمة مما عادة ( قعد في 
المسجد ) الذي صلى فيه ( إلى طلوع الشمس) وهو ( في ذكر الله) عز وجل ( كا بینته ) 
آنا ( فقد قال َر : « لأن أقعد ف مجلس أذكر الله فيه من صلاة الغداة إلى طلوع 


الشمس أحب إلي من أن أعتق تق أربع رقاب» ) رواه أبو داود من حديث أنس رضي الله عنه» 
وتقدم في الباب الثالث من العام . 


Dh N I n O 4 


في مصلاه حتى تطلع الشمس » وفي بعضها : ويصلي ر كعتين » أي بعد الطلوع . وقد ورد 
في فضل ذلك ما لا بحصی . وروی الحسن: « أن رسول الله بے کان فا یذ کره من 


( وروي: « أن رسول الله ر کان إذا صلى الفداة قد في مصلاه حتى تطلع 
الشمس» ) رواه مسام من حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه . ( وفي بعض الأخبار؛ « ويصلي 
ركعتين» أي بعد الطلوع ) فقد روى الترمذي من حديث أنس وحستنه: : ١‏ من صلى الفجر في 
جاعة ثم قعد يذ كر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة 
تامة» وقد تقدم قرياً . ( وقد روي في فضل ذلك ما لا بحصى). ولفظ القوت: وجاء من 
فضائل الجلوس بعد صلاة الصبح إلى طلوع الشمس» وفي صلاة ركعتين بعد ذلك ما يحل وصفه 
اختصرنا ذد کره اه. 


فمن ذلك ما رواه أبو داود والطبراني من حديث سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه 
مرفوعا: « من قعد في مصلاه حين ينصرف من صلاة الصبح حت يسبح ركعي الضحى لا يقول 
إلا خيراً غفر له خطاياه وإن كانت أكثر من زبد البحر». 

وعن علي رضي الله عنه: ١‏ من صلى الفجر ثم جلس في مصلاه يذ كر الله صلت عليه الملائكة 
اللهم اغفر له اللهم ارحه» رواه أحد وابن جریر وصححه والبیهقی . 

وعن الحسن بن علي رضي الله عنها : :من صلى الصبح ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس 
E‏ ج . رواه البيهقي . وفي رواية له بعد قوله الشمس› م قال : « يصلي 


E O r o 
سبح سبحة الضحى كان له كأجر حاج ومعتمر تام له حجَه وعمرته » رواه الطبراني في الكبير عنها‎ 
. معا‎ 

وعن أبي أمامة رضي الله عنه وحده: ١‏ من صلى صلاة الغداة في جاعة ثم جلس يذ كر الله حتى 
تطلع الشمس ثم قام ركع ركعتين انقلب بأاجر حجة وعمرة » رواه الطبرافي في الكبير . 

وعن سهل بن معاذ عن أبيه: « من صلى صلاة الفجر ثم قعد يذ كر الله حتى تطلع الشمس 
وجىت له الجنة » . ورواه ابن السني وابن ن النجار. 

وعن عائشة رضي الله عنها : « من صلى الفجر فقعد في مقعده فام يلغ بشيء من أمر الدنيا يذ كر 
الله عز وجل حتی يصلي اربع رکعات خرج من ذنوبه کیوم ولدته امه » رواه ابن السني . 

( وروى الحسن ) البصري مرسلاً: ( « أن الني له كان فيا يذ كر من رحة الله يقول: 


كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الأول EVO SSAA‏ 


رحة ربه يقول انه قال يا ابن آدم اذكرني بعد صلاة الفجر ساعة وبعد صلاة العصر 
ساعة أكفك ما بينها » وإذا ظهر فضل ذلك فليقعد ولا يتكام إلى طلوع الشمس » بل 
ينبغي أن تكون وظيفته إلى الطلوع أربعة أنواع: أدعية وأذكار ويكررها في سبحة 
وقراءة قرآن وتفكر . 


إنه يقول یا ابن آدم اذ كرنى من بعد صلاة الفجر ساعة وبعد صلاة العصر ساعةاكفك ما 
بينها » ) أورده صاحب القوت فقال : وروينا عن الحسن : « أن رسول الله مم كان فا يذ كر من 
رحة ربه أنه قال: فذکره. 

وقال العراقى : رواه ابن المبارك في الزهد مرسلاً هكذا اه. 

قلت : وقد روي ذلك مرفوعاً عن ابن عباس تقدمت الاشارة إليه في الكتاب الذي قبله. 

( فإذا ظهر فضل ذلك فليقعد ) في موضعه . قال صاحب القوت هذا إن أمن الفتنة بالكلام 
فها لا يعنيه والإستاع إلى شبهه من القول» وأمن النظر إلى ما يكره أو يشغله عن الذكر» وأمن 
دخول الآفة عليه من التصنع والتزين للناس وردف الشغل بمولاه والإإخلاص له باللإعراض عمن 
سواه وإن نم يأمن الفتنة أو خشي عليه دخول الآفة من لقاء من يكره أو من يلجئه إلى تقية أو 
مداراة أو خاف الكلام فا لا يعنيه أو الإستاع إلى ما لا يندب إليه انصرف إذا صلى الغداة إلى 
منزله» وإلى موضصع خلوة ویتم ورده هناك وهو في ذلك مستقبل قبلته › وهذا حينئذ أفضل له 
وأجع لقلبه اه. 

وقال صاحب العوارف في أول الباب الخمسون في ذكر العمل في جيع النهار وتوزيع الأوقات 
ما نصه: فمن ذلك أن لا يلازم موضعه الذي صلى فيه مستقبل القبلة إلا أن يرى الإنتقال إلى 
زاویته سام لدينه لئلا يحتاج إلى حديث أو التفات إلى شيء فإن السكوت في هذا الوقت له أثر 
ظاهر يجده أرباب القلوب وأهل المعاملة اه. 


( ولا يتكام إلى طلوع الشمس ) فقد ندب رسول الله بم إلى ذلك كا تقدم في الأخبار التي 
ذكرناها قبل ولترك الكلام أثر بين عند أهل الله » ( بل ينبغي أن يكون وظيفته إلى الطلوع 
أربعة أنواع : أدعية وأذكار يكررها في سبحة وقراءة القرآن وتفكر ) كا سيأتي تفصيلها . 


قال صاحب القوت : ولا يقدم على التسبيح لله والذ كر له بعد صلاة الغداة وقبل طلوع الشمس 
إلا أحد معنيين: معاونة على بر وتقوى فرض عليه أو ندب إليه فيا يختص به لنفسه أو يسود نفعه 
لغیړه» ویکون ذلك أيضاً ما يخاف فوته بفوت وقته» والمعنى الآخر يكون إلى تعام عام أو اسټاعه 
ما يقر به إلى الله تعالی في دینه وآخرته ویزهده في الدنيا والموى من العلاء بالله الموث ثوق بعلمهم » 
وهم 8 الآخرة أولو البقين والهمدى . الزاهدون في فضول الدنياء ويكون في طريقه ذاكراً الله 
تعالى أو متفكراً في أفكار العقلاء عن الله سبحانه» فإن اتفق له هذان فالغدو إليها أفضل من 


٦‏ ............. كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الأول 


أما الأدعية : فكلا يفرغ من صلاته فليبدأ وليقل : « اللهم صل على محمد وعلى آل 
مد وسام. اللهم نت السلام ومنك السلام وإليك يعود السلام حينا ربنا بالسلام 
وأدخلنا دار السلام تبا ركت يا ذا الجلال والاإ كرام » ثم يفتتح الدعاء با كان يفتتح به 
رسول الله ب وهو قوله: « سبحان رلي العلي الأعلى الوهاب. لا إله إلا الله وحده لا 
شريك لهء له الملك وله الحمد يجبي وييت وهو حي لا بوت بيده الخير وهو على کل 
شىء قدير . لا إله إلا الله أهل النعمة والفضل والثناء الحسن لا إله إلا الله ولا نعبد إلا 


جلوسه في مصلآه لأنها ذكر لله وعمل له وطريق إليه على وصف مخصوص مندوب إليه » فإن م 
ايتفق له أحد هذين المعنيين فقعوده في مصلا في مسجد جاعة أو في بيته وخلوته ذاكرأً لله تعالى 
بأنواع الأذكار » أو متفكراً فيا فتح له بمشاهدة الأفكار في مثل هذه الساعة أفضل له ما سواها 
اه. 

وقال صاحب العوارف: ولا يزال كذلك ذاكراً لله تعالى من غير فتور وقصور ونعاس فإن 
النوم في هذا الوقت مكروه جداء فإن غلبه النوم فليقم في مصلا قائ مستقبل القبلة فإن لم يذهب 
النوم بالقيام يخطو خطوات غو القبلة ويتأخر بالخطوات كذلك ولا يستدبر القبلة» وفي ترك 
الكلام والنوم ودوام الذكر أثر كبير وجدناه جمد الله تعالى ونوصي به الطالبين» وأثر ذلك في 
حق من يجمع في الأذكار بين القلب واللسان أكثر وأظهرء وهذا الوقت أوّل النهار مطية الأوقات 
فإذا حكم أله بهذه الرعاية فقد أحكم بنيانه » وتبتنى أوقات النهار جميعها على هذا البناء اه. 


ثم شرع المصنف في ذكر الأنواع الأربعة فقال: ( أما الأدعية؛ فكلا يفرغ من صلاته ) أي 
بعد السلام منهاء ( فليبدأ وليقل « اللهم صل على مجد وعلى آل مجد . اللهم أنت السلام ومنك 
السلام وإليك يعود السلام حينا ربنا بالسلام وأدخلنا دار السلام تباركت يا ذا الجلال 
والاکرام») هكذا أورده صاحب القوت والعوارف» وإن اقتصر على قوله : « اللهم أنت السلام 
ومنك السلام وإليك يعود السلام تبا ركت ربنا وتعاليت يا ذا الجلال والأكرام » جاز . وإن زاد 
بعد قوله ١‏ اللهم صل على محمد عبدك ونبيك ورسولك النبي الامي وعلى آله وسام صلاة تكون لك 
رضا وله جزاء ولحقه اداء واجزه عنا ما هو أهله » کان حسناً. 


( ثم تفنتح الدعاء بما كان يفنتح به الني له يقول « سبحان ربي الأعلى الوهاب» ) 
وقد تقدم في الكتاب الذي قبلهء ثم يقول: ( « لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله 
الحمد يجي ويمیت وهو حې لا يوت بيده الخير وهو على کل شيء قدیر» ) عشر مرات وهو 
ثانٍ رجلیه في مصلاه قبل أن يقوم كا في القوت والعوارف» ثم يقول: ( « لا إله إلا الله أهل 
النعمة والفضل والثناء الحسن » ) وزاد صاحب العوارف بعد قوله قدير « لا إله إلا الله وحده 
صدق وعده ونصر عبده وهزم الأأحزاب وحده». ثم يقول « لا إله إلا الله أهل النعمة والفضل 


كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الأول NV ASS‏ 


ياه خلصين له الدين ولو كره الكافرون ». ثم يبدأ بالأدعية التي أوردناها في الباب 
الثالث والرابع من كتاب الأدعية فيدعو بجميعها إن قدر عليه أو يحفظ من جلتها ما 
يراه أوفق بجاله وأرق لقلبه وأخف على لسانه. 

وأما الأذكار المكررة فهي کلہات ورد في تکرارھا فضائل لم نطول بایرادھا» وأقل 
ما ينبغى أن يكرر كل واحدة منها ثلاثاً أو سبعاًء وأكثره مائة أو سبعون» وأوسطه 
ر E‏ بقدر فراغه وسعة وقته. وفضل الأكثر أكثر . والأوسط الأقصد أن 
يكررها عشر مرات فهو أجدر بأن يدوم عليه» وخير الأمور أدومها وإن قل. وكل 
وظيفة لا يكن المواظبة على كثيرها فقليلها مع المداومة أفضل وأشد تأثيرا في القلب من 
كثيرها مع الفترةء ومثال القليل الدائم كقطرات ماء تتقاطر على الأرض على التوالي 
فتحدث فيها حفيرة. ولو وقع ذلك على الحجر ومثال الكثير المتفرق ماء يصب دفعة أو 
ا ا و 


والثناء الحسن ( لا إله إلا الله لا نعبد إ لآ أياه خلصين له الدين ولو كره الكافرون» ثم ) 
يصلي على الني به بأي صيغة اتفقت ت له. 

(م يبتديء بالأدعية الي أوردناها ف الباب الثالث والرابع من كتاب الأدعية فيدعوه 
بجميعها إن قدر عليه أو يحفظ جلتها ما يراه أوفق اله ) وأليق بوقته ( وأرق لقلبه وأخف 
على لسانه ) » ومن جلة ذلك يقول: هو الذي لا إله إلا هو الرحن الرحم التسعة والتسعين إساً 
إلى اخرها. 

( وأما الأذكار المكرره فهي کلات ورد ي تکرارها فضائل ) في أخبار ( م نطول 
بایرادها وأقل ما ي ينبغي أن یکون کل واحد منھا ثلاثاً أوسبعاً ) وکل منها وتر» ( واکثرها 
مائة أو سبعون ا ذلك عشر ) وفي كل من الأقل والأكثر مرتبتان» ( فليكرر ذلك 
بقدر فراغه) من العمل ( وسعة وقته) ومناسبة حاله» ( وفضل الأكثر ) مع الفراغ والسعة 
( أكثر ) لأن الجزاء على قدر العمل ( والأوسط والاقتصاد أن يكررها عشر مرات فذلك 
أجدر ) أي أحق ( بأن يدوم وخير الأمور أدومها وإن قلٌ) كا أن خير الأمور أوسطها. 
( وكل وظيفة لا يكن المواظبة على كثيرها فقليلها مع المداومة أفضل وأشد تاأثيراً في 
القلب من كثيرها مع الفترة) وفي نسخة: من غير مداومة ثم ضرب لذلك مثلاً فقال: ( ومثال 
القليل الدائم ) من غير انقطاع ( مثال قطرات من الماء تتقاطر على الأرض ) قطرة على قطرة 
( على التوالي) والتكرار ( فهي تحدث فيها حفرة لا حالة) كا هو مشاهد» ( ولو وقعت 
على الحجر ) فإنها لا بد وأن تؤثر فيه مع مرور الزمان» ( ومثال الكثير المتفرق ) من غير دوام 
( مثال ما يصب دفعة واحدة أو دفعات متفرقة متباعدة الأوقات فلا يتبين ها اثر ظاهر ) 
ولو كانت الأرض رخوة وهذا أيضاً مشاهد . ( وهذه الكلات عشر: 


۸ ......... تاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الأول 


الأولى : قوله لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يجبي وييت وهو 
حي لا يوت بيده الخير وهو على کل شيء قدير . 


الأولى : « لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد بحي ويميت وهو حي لا يرت 
بيده الخير وهو على كل شيء قدير » ) قال العراقي : تقدم من حديث أي أيوب تكرارها عشراً 
دون قوله: يجي وييت وهو حي لا يوت» وهي كلها عند البزار من حديث عبد الر حن بن عوف 
فا يقال عند الصباح والمساء» وتقدم تکرارها مائة ومائتين . وللطبرافي في الدعاء من حديث 
عبد الله بن عمر وتكرارها ألف مرة وإسناده ضعيف اه. 

قلت : تكرارها عشراً بدون تلك الزيادة قد جاء أيضاً من حديث أي هريرة عند البخاري 
ومسام والنسائى بلفظ « كان كمن أعتق رقبة من ولد إسماعيل ». وحديث أي أيوب المذ كور رواه 
أيضاً الترمذي والطبراني والبيهقى» ورواه ابن شيبة عن ابن مسعود موقوفاً» ورواه أحد والطبرافي 
والضياء بزيادة في آخره» ورواه عبد بن حيد من غير قيد عشرة. 

وروى ابن صصري في أماليه من حديث أي أمامة « من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له 
له املك وله الحمد جى وبمیت بيده الخبر وهو کل شیء قدير عشر مرات في دبر صلاة الغداة 
کتب الله له بکل واحدة منها عشر حسنات وڅحاعنه عشر سیئات ورفع له عشر درجات وکانت له 
خيراً من عشر حررين يوم القيامة ومن قاما في دبر صلاة العصر كان له مثل ذلك » 

وروى ابن السني والطبراني في الكبير من حديث معاذ رضي الله عنه « من قال حين ينصرف من 
صلاة الغداة قبل أن يتكام لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على 

€ 

وروی ابن النجار من حدیث عثان رضی الله عنه « من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له 
له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كل شيء قدير حين يصلي الصبح وقبل أن يثني قدمه عشر 
مرات کتب له عشر حسنات » الحدیث . 

وروی الترمذي عن عارة بن شبیب السبائی « من قال لا إله إلا الله وحده لا شریك له له 
املك وله الحمد جى وبمیت وهو على كل شىء قدير عشر مرات » الحديث . وقال: حسن غريب . 


وقد روي بقيد العشرة عن عدة من أصحاب رسول الله م كابي الدرداء عند الطبراني » وابن 
عساكر وعبد الرحن بن غنم عند أحد» وقيل: وهو مرسل . وابن عياش عند ابن السني وغير 
هؤلاء . وأما تكرارها مائة ففى حديث أي هريرة عند أحد والشيخين والترمذي وابن ماجه وأبي 
حبان وحدیث ا و عند ابن السنى والخطيب» وعن أي الدرداء عند ابن ألي شيبة 
موقوفاًء وعن أبي أمامة عند الطبراني والضياء . وأما تكرارها ألفاً ففي حديث عبد الله بن عمرو 
عند إسماعيل بن عبد الغافر في الأربعين. 


كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الأول 


الثانية: قوله سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قرَّة إلا 
بالله العلى العظم . 

الثالئة : قروله سبوح قدوس رب الملائكة والروح . 

الرابعة: قوله سبحان الله العظم وجمده. 


( الثانية: قوله « سبحان الله الغظم والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قرة 
إلا بالله العلي العظم » ) قال العراقي : رواه النسائي في اليوم والليلة » وابن حبان والحا؟ وصححه 
من حديث ألي سعيد الخدري « استكثروا من الباقيات الصالحات » فذكرها اه. 

قلت : وكذلك رواه أحمد» ولكن ليس عندهم القيد بعشر مرات» ولفظهم بعد قوله 
الصالحات التسبيح والتهليل والتحميد والتکبیر ولا حول ولا قوة !ل بالله. ورواه كذلك اجاج 
أيضأً عن أبي هريرة» وروى ابن السني والحسن بن شبيب المعمري في اليوم والليلة » وأبو الشيخ 
وابن النجار عن نس « من قال حين ينصرف من صلاته سبحان الله العظم وبجمده ولا حول ولا 
قوة إلا بالله ثلاث مرات قام مغفوراً له ». 

( الثالثة: قوله « سبوح قدوس رب الملائكة والروح» ) قال العراقي: م أجدها مكررةء 
ولكن عند مسام من حديث عائشة أنه ْنم كان يقوهما في ركوعه وسجوده» وقد تقدم. ولأي 
الشيخ في الثواب من حديث البراء «أكثر من أن تقول سبحان الملك القدوس رب الملائكة 
والروح ». 

( الرابعة: قوله« سبحان الله العظم وبجمده» ) قال العراقي متفق عليه من حديث أي 
هريرة « من قال ذلك في كل يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر» اه. 

قلت : وكذلك رواه ابن أي شيبة في المصنف. وأحمد» والترمذي» وابن ماجهء وابن حبان 
ولفظهم جيعاً ١‏ سبحان الله وبجمده ». ورواه بلفظ المصنف أحد وأبو داود والترمذي وابن حبان 
١‏ من قال ذلك حين يصبح ويسي مائة مرة لم يأت أحد يوم القيامة بافضل ما جاء به إلا أحد قال 
سثل ذلك أو زاد عليه ». 

وروی العقیلی من حدیث ابن عمر « من قال سبحان الله وبجمده کتب له عشر حسنات» ومن 
قالهما عشراً كتب الله له مائة حسنةء ومن قاطما مائة كتب الله له ألف حسنة ومن زاد زاده الله » 
الخدتث: 

وروی الديلمي من حديث عبد الله بن عمرو ١‏ من قال سبحان الله وبجمده مائة مرة قبل طلوع 
الشمس ومائة قبل غروبها كان افضل من مائة بدنة». 

وروی الترمذي وأبو يعلى وابن حبان عن جابر « من قال سبحان الله العظيم وججمده غرست له 
نخلة في الجنة ». 


N SNE RS RS ۰ 


الخامسة : قوله استغفر الله العظي الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأسأله التوبة. 
السادسة: قوله اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لا منعت ولا ينفع ذا الجد منك 
الجد. 


السابعة: قوله لا إله إلا الله الملك الحق المين. 


الثامنة: قوله بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو 
السميع العلم . 


( الخامسة: قوله « أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأسأله التوبة» ) قال 
العراقى : رواه المستغفري في الدعوات من حديث معاذ « إن من قاطما بعد الفجر وبعد العصر ثلاث 
ات کر د ن کا کر دا و فف واو ب ا رت ی رھک روا 
الترمذي من حديث أني سعيد في قوها ثلاث » وللبخاري من حديث أي هريرة « إني لاستغفر الله 
في كل يوم مائة مرة». وتقدمت هذه الاحاديث ف الباب الثاني من الأذكار . 

قلت : وأوسعت الكلام هناك فراجعه. 

( السادسة: قوله « اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لا منعت ولا ينفع ذا الجد منك 
الجد» ) قال العراقي لم أجد تكرارها في حديث. وإنما وردت مطلقة عقب الصلوات والرفع من 
ال ركوع . 

( السابعة: قوله «لا إله إلا الله الملك الحق المبين» ) قال العراقى : رواه المستغفري في 
الدعوات» والنطيب في الرواة عن مالك من حديث علي « من قالها في يوم مائة مرة كان له أمان 
من الفقر وأمان من وحشة القبر واستجلب به الغنى واستقرع به باب الجنة » وفيه الفضل بن غانم 
ضعيف» ولأبي نعم في الحلية « من قال ذلك في كل يوم وليلة مائتي مرة م يسأل الله فيها حاجة إلا 
قضاها » وفيه مسام الخواص وهو ضعيف وقال فيه أظنه عن علي اه. 

قلت : ورواه الشيرازي في الألقاب من طريق ذي النون المصري عن مسام الخواص عن مالك 
بلفظ « كان له أماناً من الفقر وأنساً من وحشة القبر ». والباقي سواء . ورواه الرافعي في تاريخ 
قزوين من طريق الفضل بن غاام عن مالك بن أنس عن جعفر بن مد عن أبيه عن جده عن أبيه 
عن علي قال الفضل بن غانم : لو رحل الاإنسان في هذا الحديث إلى خراسان كان قليلا. ورواه ابو 
نعم في الحلية عن أي محمد عبد الله بن محمد : حدثنا مد بن أحمد بن سعيد الواسطي » حدثنا إسحاق 
بن زريق» حدثنا مسام الخوّاص» عن مالك بن أنس فساقه سياق الخطيب عن مسام الخواص عن 
مالك به. 

( الثامنة: قوله بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع 
العلم » ) .قال العراقي : رواه أصحاب السنن» وابن حبان» والحاک وصححه من حديث عثان 


كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الأول EV aa‏ 


التاسعة: قوله اللهم صل على خمد عبدك ونبيك ورسولك النبي الأمي وعلى آله 
وصحبه وسام . 


العاشرة: قوله: أعوذ بالله السميم العلم من الشيطان الرجم. رب أعوذ بك من 
همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون. فهذه العشر كلهات إذا كرر كل واحدة 


« من قال ذلك ثلاث مرات حين يسي م تصبه فجأة بلاء حتى يصبح » ومن قال ذلك حین يصبح 
تصبه فجأة بلاء حتى يمسي » قال الترمذي : حسن صحيح غريب اه. 

قلت : وكذلك رواه عبد الله بن أحد في زوائد المسند وابن السني وأبو نعم في الحلية والضياء . 
ورواه ابن أي شيبة في المصنف بلفظ « من قال إذا أصبح وإذا أمسى ثلاث مرات لم يصبه في يومه 
ولا في ليلته شيء٠.‏ 

( التاسعة: قوله «اللهم صل على جد عبدك ونبيك ورسولك النبي الأمي وعلى آل 
مد » ) ذكره أبو القاسم محمد بن عبد الواحد الغافقي في فضائل القرآن من حديث ابن أبي أوفى : 
من أراد أن يوت في السماء الرابعة فليقل كل يوم ثلاث مرات فذكره وهو منكر . 

قال العراقي وقد ورد تكرار الصلاة عند الصباح والمساء من غير تعيين مذه الصيغة. رواه 
الطبراني من حديث أي الدرداء بلفظر من صلى عل حين يصبح عشراً وحين سي عشراً ادر کته 
شفاعتي يوم القيامة » وفيه انقطاع اه. 

( العاشرة: قوله « أعوذ بالله السميع العلم من الشيطان الرجم . اللهم إِني أعوذ بك من 
همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون» ) . 

قال العراقي رواه الترمذي من حديث معقل بن يسار « من قال حين يصبح ثلاث مرات أعوذ 
بالله السميع العلم من الشيطان الرجم » وقرأً ثلاث آيات من آخر سورة الحشر وکل الله به سبعين 
ألف ملك » الحديث . « ومن قالما حين ييسى كان بتلك المنزلة ». وقال حسن غريب ولابن أي 
الدنيا من حديث أنس مثل حديث مقطوع قبله « من قالما حين يصبح عشر مرات أجير من 
الشيطان إلى الصبح » الحديث. ولأي الشيخ في الثواب من حديث عائشة ,ألا أعلمك يا خالد 
کلات تقوها ثلاث مرات قل أعوذ بكلات الله التامة من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات 
الشياطين وأن يحضرون » والحديث عند أي داود والترمذي وحسنه والجاک وصححه فیا يقال عند 
الفراغ دون تکرارها من حديث عبد الله بن عمرو اه. 

قلت : وبمثل سياق ابن أي الدنيا رواه ابن السنى أيضاً . وأما حديث معقل بن يسار فإن تمامه 
بعد قوله « سبعين ألف ملك يصلون عليه حتق فی زان مات في ذلك اليوم مات شهيداً » وقد رواه 
أيضاً أحجد والبيهقي . 

( فهذه العشر كلات إذا كرر كل واحدة عشر مرات حصل له مائة مرة) من ضرب 


AA ۲۲‏ کاپ ترت الأوراد ف الأرقات / الباب الأول 


عشر مرات حصل له مائة مرة» فهو أفضل من أن يكرر ذكراً واحداً مائة مرة لأن لكل 
واحدة من هؤلاء الكلهات فضلاً على حياله وللقلب بكل واحدة نوع تنبه وتلذذ وللنفس 
في الانتقال من كلمة إلى كلمة نوع استراحة وأمن من الملل » فأما القراءة فيستحب له 
قراءة جملة من الآيات وردت الاخبار بفضلها وهو أن يقرأ سورة الحمد» وآية الكرسى» 
عشرة في عشرة» ( فهو أفضل من أن يكرر ذكراً واحداً مائة مرة لأن لكل واحدة من هذه 
الكلات فضلاً على حيا ها ) كا تقدمت الاشارة إليه» ( وللقلب بكل واحدة نوع تنبيه ) 
وإيقاظ ( وتلذذ ) روحاني» ( وللنفس في الانتقال من كلمة إلى كلمة نوع استراحة وأمن من 
الملل ) والسآمة. 

( وأما القراءة» فيستحب له قراءة جملة من الآيات ) القرآنية ( وردت الأخبار) 
الصحيحة( بفضلهاء وذلك أن يقرا سورة الحمد) وهو أشهر أسماله ويليه سورة الفاتحة 
والشافعية والمنجية والواقية والكافية وأم الكتاب وأم القرآن والسبع المثافي وسورة الصلاة وغيرها ما 
هو مذ کور في حله. 


أما فضل هذه السورة فروى أحد والبخاري والدارمى وأبو داود والنسائى وابن جرير وابن 
مردويه والبيهقي عن أي سعبد بن المعلى قال: « كنت أصلى فدعاني النبي مله فام أجبه . فقال : ألم 
يقل الله : 3 استجيبوا لله وللرسول إذا دعاك لما يحييكم © [ الأنفال : ٠١‏ ] ثم قال : ألا أعلمك أعظم 
سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد. فأخذ بيده. فلا أردنا أن نخرج قلت يا رسول الله إنلك 
قلت لأعلمنك أعظم سورة في القرآن. قال : الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن العظم 
الذي اوتيته ». 

وأخرج الدارمي وحسنه والنسائي وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند » وابن الضريس في فضائل 
القرآن» وابن جرير وابن خزية والحا؟ وصححه من طريق العلاء عن أبيه عن أبي هريرة عن أي 
ابن كعب رضي الله عنهها قال : قال رسول الله م ١‏ ما أنزل الله في التوارة ولا في الانجيل ولا في 
الزنوز ولا في الفرقان مثل أم القرآن وهي السبع الثاني والقرآن العظم الذي أوتيت ». 


وأخرج مسام والنسائي والطبراني والحا؟ عن ابن عباس قال: ١‏ بيغا رسول الله خر جالس 
وعنده جبريل إذسمع نقيضا من السماء من فوق فرفع جبريل بصره إلى السماء فقال: يا مد هذا 
ملك قد نزل لم ينزل في الأرض قط . قال : فأتى النبي له فقال : ابشر بنورين قد أوتيتها م يوت 
نبي قبلك فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة لن تقرأ جرف منها إلا أعطيته » 

( وآية الكرسي) روی مسام من حدیت أي بن كعب « أتدري أي آية من كتاب الله معك 


أعظم ؟ قال: قلت الله لا إله إلا هو الحي القيوم » الحديث. والمبخاري من حديث أي مريرة في 
توكيله بحفظ نمر الصدقة ومجيء الشيطان إليه قوله , إذا أويت إلى فراشك فاقراً آية انكرسي فإنه 


كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الأول 


وخاتمة البقرة من قوله: #آمَّن الرسول) وشهد الله » وقل اللهم مالك الملك الآيتين. 


لن يزال عليك من الله حافظ » الحديث. وفيه» فقال رسول الله عه «أما إنه صدقك وهو 
کذوب». 


وعن أبي أمامة رضي الله عنه مر فوعاً « من قر الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم ينعه من 
دخول الجنة إلا ان يموت » رواه النسائي والروياني وابن حبان والدارقطني في الافراد والطبرافي 
ا و عد aT‏ 
تعالى » ورواه الحكم الترمذي عن زيد المروزي معضلاً معناه» وأخرج الديلمي في مسند 
الفردوس» عن عمران بن حصين رضي الله عنهها مرفوعاً « فاتحة الكتاب وآية الكرسي لا يقرأ ها 
عبد في دار فتصيبهم في ذلك اليوم عين انس ولا جن ». وأخرج أبو الشيخ في الثواب وابن مردويه 
والديلمي عن أبي أمامة قال : قال رسو الله ّل « أربع أنزلن من تحت العرش من كنز لم ينزل منه 
شيء غيرهن أم الكتاب وآية الكرسي وخواتم البقرة والكوثر ». 

( وخواتم البقرة من قوله 3 آمن الرسول) ) روى البخاري ومسام من حديث ابن مسعود 
رضي الله عنه » ١‏ من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه » ورواه أبو دواد والترمذي 
وقال : حسن صحيح» والنسائي وابن ماجه وابن حبان. 

وأخرج الدارمي وابن ن الضرير عن ابن مسعود قال « من قرأ أربع آيات من أول سورة البقرة 
وآية الكرسي وآيتين بعدها وثلاثاً من آخر سورة البقرة م يقربه ولا أهله يومئذ شيطان ولا شيء 
یکرهه من أهله ولا ماله ولا يقرآن على مجنون إلا أفاق ». 

وأخرج الدارمي وابن المنذر والطبرافي عن ابن مسعود قال« من قرأ عشر آيات من سورة 
البقرة في ليلته لم يدخل ذلك البيت شيطان تلك الليلة حتى يصبح أربع من أوَّها وآية الكرسي 
وآيتان بعدها وثلاث خواتيمها أوما لله ما في السموات ». 

( وشهد الله ) روى أبو الشيخ في كتاب الثواب من حديث ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعاً : 
« من قرأ (شهد الله أنه لا إله إلا هو إلى قوله الإسلام) ثم قال وأنا أشهد بما شهد الله به 
واستودع الله هذه الشهادة وهي لنا عند الله وديعة جيء به يوم القيامة فقيل له عبدي هذا عهد إل 
عهداً وأنا أحق من وفى بالعهد أدخلوا عبدي الجنة » قال ابن عدي : فيه عمر بن المختار وهو يروي 
الأباطيل . ووجدت بخط الحافظ ابن حجر أنه في المسند من طريق ابن عتبة بن عبد الله بن عتبة بن 
مسعود عن عم أبيه عبد الله بن مسعود نحوه بزيادة» وفيه انقطاع . 

( وقل اللهم مالك الملك الآيتين ) روى المستغفري في الدعوات من حديث علي« أن فاتحة 
الكتاب وآية الكرسي» والآيتين من آل عمران شهد الله إلى قوله الاسلام » وقل اللهم مالك الملك 
إلى قوله بغير حساب معلقات ما بينهن وبين الله حجاب » الحديث . وفيه قال « لا يقرأكن أحد 
من عبادي دبر كل صلاة إلا جعلت الجنة مثواه » الحديث . وفيه الحرث بن عمير. وي ترجته 


ARA ۲4‏ ا الأوراد ف الأوقات / الباب الأول 


وقوله تعالى : لَمَذْ جاء؟ رسول من أنفسكم) [التوبة: ]۱١۸‏ إلى آخرها. 
وقوله تعالى : (لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق) [الفتح: ۲۷ ] إلى 
آخرهاء وقوله: [الحمد لله الذي م يتخذ ولداً [الإسراء: ]١١١‏ الآية 
وخس آيات من أوّل الحديد . وثلاثاً من آخر سورة الحشر» وإن قرأ المسبعات العشر 
ذكره ابن حبان في الضعفاء وقال : موضوع لا أصل له والحرث يروي عن الاثبات الموضوعات . 

قال العراقي : ووثقه حاد بن زيد وابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي وروی له البخاري 

( وقوله تعالی ‏ لقد جاء؟ رسول) إلى آخرها ) روى الطبراني في الدعاء من حديث أنس 
بسند ضعیف علمني رسول الله ب ما احترز به من کل شیطان رجم ومن کل جبار عنید فذ کر 
حدیثاً وني آخره « فقل حسي الله » إلى اخر السورة. وفي فضائل القرآن لعبد الملك بن حبيب من 
رواية مد بن بكار أن رسول الله بإ قال : ١‏ من لزم قراءة لقد جاء ك إلى آخر السورة لم يمت 
هدما ولا غرقاً ولا ضرباً بحديد » وهو ضعيف . 

( وقوله تعالى ‏ لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق) إلى آخرها ) قال العراقي : م أجد في فضل 
هذه الآية حديثاً بخصهاء > لكن في فضل سورة الفتح روى حديث عن أي بن كعب « من قرأ سورة 
الفتح فكأنما شهد فتح مكة مع النبي ل ». رواه أبو الشيخ في كتاب الثواب وهو حديث 
موضوع . 

( وقوله تعالى (الحمد لله الذي م يتخذ ولداً) الآية) روى أحد والطبراني من حديث 
معاذ بن أنس آية العز الحمد الله الذي م يتخذ ولداً الآية كلها واسناده ضعيف . 


( وخْس آيات من أول ال.يد» وثلاث آيات من آخر سورة الحشر ) ذكر أبو القامم 
الغافقى في فضائل القرآن من حديث على « إذا أردت أن تسأل الله حاجة فاقرأ خس آيات من 
أول سورة الحديد إلى قوله عل بذات الصدور) [ الحديد : ٦ - ١‏ ] ومن آخر سورة الحشر من 
قوله لو أنزلنا هذا القرآن) [الحشر: ۲۱ - ۲١‏ ] إلى آخر السورة» ثم تقول يا من هو كذا 
افعل لي کذا ثم تدعو بما ترید ». 

وأخرج ابن النجار في تاريخه من طريق محمد بن علي ا ملظي » عن خطاب بن سنان» عن قيس بن 
الربيع » عن ثابت بن ميمون» عن مد بن سيرين قال: نزلنا نهر يترى فاتانا آهل ذلك المنزل 
فقالوا : ارحلوا فإنه لم ينزل هذا المنزل أحد إلا أخذ متاعه فرحل أصحابي» وتخلف للحديث 
الذي حدثني ابن عمر عن رسول الله به قال « من قرأ في ليلة ثلاثا وثلاثين آية م يضره تلك 
اليلة نح صازي ولا لمن طاريء وغول لي تفه وأعله ى بصع ٠‏ فلا أسسينا ا آم حى رايم 
قد جاؤا أكثر من ثلاثين مرة مخترطين بسيوفهم فما يصلون إلي فلا أصبحت رحلت > فلقيني شيخ 
منهم فقال: يا هذا إنسي أم جني ؟ قلت : بل إنسي. قال : E E‏ 
كل ذلك حال بیننا وبینك بسور من ندید ۴فز کربت لهذا ادایت رهن : أربع آيات من أوّل 


كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الأول CTO SESE ASS‏ 


التي أهداها الخضر عليه السلام إلى ابراهم التيمي رجه الله ووصاه أن يقو ما غدوة وعشية 
فقد استكمل الفضل وجع له ذلك فضيلة جلة الأدعية المذكورة. فقد روي عن 
کرز بن وبرة رجه الله وكان من الأبدال قال: أتاني أخ لي من أهل الشام فأهدى لي 
هدية وقال: يا كرز اقبل منى هذه المدية فإنها نعمت المدية . فقلت : يا أخى ومن أهدى . 
لف دهد قال؛ أعطاتها ابراهم التيمي » قلت : أفام تسأل ابراهي من أعطاه إياها ؟ 
قال : بلى . قال : كنت جالساً في فناء الكعبة وأنا في التهليل والتسبيح والتحميد والتمجيد 


البقرة إلى المفلحون. وآية الكرسي» وآيتان بعدهاء وثلاث آيات من آخر سورة البقرة» وثلاث 
آيات من سورة الأعراف # إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض) الى قوله $ المحسنين) 
[الأعراف: ٥٦ - ۵٠٤‏ ] وآخر بنى اسرائيل قل ادعوا الله أو ادعوا الرحن) [الاسراء: 
۱١١ ٠‏ ] إلى آخرها. وعشر آيات من أول الصافات إلى لازب) وآيتان من الرحن يا 
معشر الجن والانس) إلى 8 تنتصران) [ الرحمن: ۳۳ - ۳۵ ] ومن آخر الحشر لو أنزلنا هذا 
القرآن) إلى آخرها. وآيتان من قل أوحي) وإنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة) إلى 
( طط 1 ان4 ٤-1‏ ] قذگرت هذا الحدیث لشعیب بن حر فقال فی گنا نها آيات 
الحرز. ويقال: إن فيها شفاء من مائة داء الجنون والجذام والبرص وغير ذلك . قال مد بن علي : 
فقرأتها على شيخ لنا قد فلج حتى أذهب الله عنه ذلك . 

( وإن قرأ المسبعات العشر التي أهداها الخضر عليه السلام إلى ) أبي إسحاق إبراهم بن يزيد 
بن شريك ( التيمي ) تم الرباب الكوفي العابد مكث ثلائين يوم م يأكل . روى عنه الأعمش وغيره 
مات ولم يبلغ أربعين سنة توفي سنة ٩۳‏ روى له الجماعة» ( ووصاه أن يقوها غدوة وعشية ) وقاں 
له الخضر : أعطانيها مد بل وذكر من فضلها وعظي شأنها ما يحل عن الوصف وأنه لا 
يداوم على ذلك إلا عبد سعيد قد سبقت له من الله الحسنى» ( فقد استكمل الفضل و) من 
داوم عليه ( جع له فضيلة جلة الأدعية المذ كورة) المتفرقة ( فقد روي عن ) سعد بن سعيد 
عن أبي طيبة الجرجاني واسمه عيسى بن سلبان عن ( كرز بن وبرة) الحارثي قال : (وکان من 
الأبدال) نرجه أبو نعم في الحلية فقال: كان يسكن جرجان كوني الأصل له الصيت البليغ 
واكان الرفيع في النسك والتعبد كان بغلب عليه المؤانسة والمساعدة روى عن طاوس 2 
والربيع بن خيثم ومد بن كعب القرظي وغيرهم. وعنه مد بن الفضل بن عطيةء وأبو طيبة 
الجرجاني. وعمد بن سوقة» وابن المبارك» وفضيل بن غزوان» وأبو سلهان المكتب» وأبو شبرمة 
وغيرهم. ( قال: أتاني أخ من أهل الشام فأهدى لي هدية وقال) يا كرز: (اقبل مني هذه 
المدية فإنها نعم المدية. فقلت : : يا أخي من أهدى إليك هذه المدية؟ قال : أعطانيها ابراهم 
التيمي . قلت : افا تسأل ابراهم التيمي من أعظاه٣إتاها.‏ قال: ؛ بل . قال: كنت جالسا في 
فناء الكعبة وأنا في التسبيح والتهليل فجاءني رجل فسام علي وجلس عن بيني فام أر أحسن 


SÊ A.‏ ت ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الأول 


فجاءني رجل فسلَم عل وجلس عن ييني فام أرَفي زماني أحسن منه وجهأً ولا أحسن 
منه ثیابا ولا اشد بیاضا ولا اطیب را منه» فقلت : يا عبدالله؛ من انت ومن این 

جئت ؟ فقال : أنا الخضر . فقلت في أي شيء جئتني؟ فقال : جثتك للسلام عليك وحباً 
لك في الله وعندي هدية أريد أن أهديا لك فقلت : ما هي ؟ قال : ن ا 
الشمس وقبل انبساطها على الأرض وقبل الغروب: سورة الحمد» وقل أعوذ برب 
الناس» وقل أعوذ برب الفلق » وقل هو الله أحد» وقل يا أيها الكافرون» وآية الكرسى 
كل واحدة سبع مرات وتقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا اوا کو ا 
وتصلي على النبي به سبعاً» وتستغفر لنفسك ولوالديك وللمؤمنين والمؤمنات سبعاً 
وتقول: اللهم افعل لي وبهم عاجلاً وآجلاً في الدين والدنيا والآخرة ما أنت له أهل ولا 
تفع بنا يا مولانا ما نحن له أهل إنك غفور حلم جواد کرم رؤوف رحم سبع مرات» 
وانظر أن لا تدع ذلك غدوة وعشية. فقلت : أحب أن تخبرني من أعطاك هذه العطية 
العظيمة ؟ فقال: اعطانيها عمد بلي . فقلت : اخبرفي بثواب ذلك . فقال: إذا لقيت 
مدا ب فاسأله عن ثوابه فإنه يخبرك بذلك» فذ كر ابراهم التيمي أنه رأى ذات يوم 
في منامه كأن الملائكة جاءته فاحتملته حتى أدخلوه الجنة فرأى ما فيها ووصف أمورا 
عظيمة ما رآه في الجنة . قال: فسألت الملائكة فقلت لمن هذا ؟ فقالوا : للذي يعمل مثل 


منه وجهاً ولا احسن منه ثياباً ولا أشد بياضاً ولا أطيب ريحآ منه» فقلت يا عبد الله : من 
أنت ومن أين جئت؟ فقال: أنا الخضر . فقلت: : في أي شيء جئني؟ قال : جئنك للسلام 
عليك وحباً لك ني اله عز وجل» وعندي هدية أريد أن أهديما إليك . قلت : : ما هي ؟ 
فقال : : هي أن تقرأ قبل طلوع الشمس وانبساطها على الأرض»› وقبل الغروب الفاتحة» وقل 
اعوذ برب الناس وقل أعوذ برب الفلق » وقل هو الله أحد» وقل يا أيما الكافرون» وآية 
الكرسي كل واحدة سبع مرات وتقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر سيع 
مرات» وتصلي على الني ْله سبعاًء وتستغفر للمؤمنين والمؤمنات ) الأحياء منهم والأموات 
( سبعاًء وتستغفر لنفسك ولوالديك ) وما توالد لك ولأهلك ( سبعاء وتقول : اللهم افعل بي 
وبهم عاجلاً وآجلاً في الدين والدنيا والآخرة ما أنت له أهل ولا تفعل بنا يا مولانا ما نحن 
له ُهل إنك غفور حلم جواد کرم رؤف رحم سبع مرات› وأحذر أن لا تدعه غدوة 
وعشبة . فقلت : : أحب أن تخبرني من أعطاك هذه العطية؟ فقال: : أعطانيها محمد ل › 

فقلت : : أخبرني بثواب ذلك . فقال: إذا لقيت محمد م فاسأله عن ثوابه؟ فإنه سيخبرك 
بذلك» فذ كر ابرا هم التيمي أنه رأى ذات ليلة في منامه كأن ا لملائكة جاءت فاحتملته حق 
أدخلته الجنة فرأى ما فيها ووصف أموراً عظيمة ما رآه في ال جنة . قال فسألت الملائكة فقلت : 


كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الأول Tees‏ 


عملك. وذكر أنه أكل من مرها وسقوه من شرابها قال : فأتاني النبي له ومعه سبعون 
نبياً وسبعون صفاً من املائكة كل صف مثل ما بين المشرق والمغرب فسلم علي وأخذ 
بيدي فقلت: يا رسول الله الخضر أخبرني انه سمع منك هذا الحدیث. فقال: صدق 
الخضر صدق الخضر وكل ما يحكيه فهو حق وهو عالم أهل الأرض وهو رئيس الأبدال 
وهو من جنود الله تعالى في الأرض . فقلت : يا رسول الله ؛ فمن فعل هذا أو عمله وم يرَ 
مثل الذي رأيت في منامي هل يعطى شيئا ما أعطيته ؟ فقال : والذي بعثني بالحق نيا إنه 
ليعطى العامل بهذا وإن لم يرفي ولم ير الجنة إنه ليغفر له جيع الكبائر التي عملها ويرفع 
O‏ 
إلى سنة» والذي ر بعثنی بالحق نبیاً ما يعمل بهذا إلا من خلقه الله سعیداً ولا یترکه إلا من 
خله اله شقا وکان ازا هم هي التيمي ييكث أربعة أشهر لم يطعم ولم يشرب فلعله كان 


لمن هذا كله؟ فقال: للذي يعمل مثل عملك» وذ كر أنه أكل من نمارها وسقوه من شرابا . 
قال: فأتاني الني لي ومعه سبعون نبياً وسبعون صفاً من الملائكة كل صف مثل ما بين 
المشرق إلى المغرب» فسلم علي وأخذ بيدي فقلت يا رسول اله : إن الخضر أخبرني أنه سمع 
منك هذا الحديث . فقال: صدق الخضر صدق الخضر وكل ما بحكيه فهو حق» وهو عام 
أهل الارض» وهو رئيس الأبدال» وهو من جنود الله عز وجل . فقلت يا رسول الله : فمن 
فعل هذا وعمله وم ير مثل الذي رأيت في منامي هل يعطى شيئاً ما أعطبته ؟ فقال : والذي 
بعثني باحق نبياً إنه ليعطى العامل بهذا وإن م يرني ولم ير الجنة إنه ليغفر له جميع الكبائر 
التي عملها ويرفع الله سبحانه عنه غضبه ومقته ويؤمر صاحب الشمال أن لا يكتب عليه 
شيئاً من السيئات إلى سنةء والذي بعثني باحق نبي ما يعمل بهذا إلا من خلقه الله عز وجل 
سعيداً ولا یتر که إلا من خلقه الله عز وجل شقباً . وكان ابراهم مكث أربعة أشهر م 
يطعم ولم يشرب فلعله كان بعد هذه الرؤيا ) . ذكره الأعمش عنه هذا بعينه سياق صاحب 
القوت من اوله إلى اخره. ونقله عنه ايضا صاحب العوارف مختصرا والذي روى عن الاعمش 
قال : سمعت ابراهم التيمي يقول: إني لأمكث ثلاثين يوماً لا آكل » ورواه ابن عساكر في التاريخ 
من طريق عمر بن فروخ عن عبد الرحهمن بن حبيب عن سعد عن كرز بن وبرة بطوله. 

وقال العراقي : حدیث کرز بن وبرة عن رجل من أهل الشام عن إبراهم أن الخضر علمه 
ga‏ : أعطانيها عمد مه ليس له أصل ET‏ 
الخضر بالني ع یه ولا عدم اجتاعه ولا حیاته ولاموته اه. 


قلت ؛ وهي مسألة شهيرة الإإختلاف بين المحدثين والسادة الصوفية والكلام عليها طويل الذيل . 
وقد أورد الحقظ ابن حجر طرفاً منه في الإصابة في ترجة الخضر عليه السلام» وهذا أيضاً على 


 E‏ اراد ق الأوقات / الباب الأول 


بعد هذه الرؤيا. فهذه وظيفة القراء » فإن أضاف إليها شيئاً ما انتهى إليه ورده من 
القرآن أو اقتصر عليه فهو حسن » فإن القرآن جامع لفضل الذ كر والفكر والدعاء مها 
کان بتدبر کا ذکرنا فضله وادابه في باب التلاوة. 

وأما الافتكار :فليكن ذلك إحدى وظائفه -وسيأتي تفصیل ما یتفکر فيه و کیفیته في 
كتاب التفكر من ربع المنجيات- ولكن مجامعه ترجع إلى فنين: 

أحدهم : أن يتفكر فيا ينفعه من المعاملة بأن يجحاسب نفسه فيا سبق من تقصيره 
ويرتب وظائفه في يومه الذي بين يديه ويدبر في دفع الصوارف والعوائق الشاغلة له عن 
الخير ويتذ كر تقصيره وما يتطرق إليه الخلل من أعاله ليصلحه ويحضر في قلبه النيات 
الصالحة من أعاله في نفسه وفي معاملته للمسلمين. 


قواعد المحدثين لا يستقىم » فإنها رؤيا منامية. وسعد بن سعيد الجرجاني قال البخاري لا يصح 
حديثه » وأبو طيبة ضعفه يحي بن معين» وكرز بن وبرة عن رجل من الشام مجهول لا يدرى من 
هو ولكن مثل هذا يغتفر في فضائل الأعمال لاسما وقد تلقته الأمة بالقبول» والله أعام. 

( فهذه وظيفة القراءة فإن أضاف إليه شيا ما انتهى إليه ورده من القرآن واقتصر 
عليه فحسن ) قال صاحب العوارف: حفظاً أو من المصحف. ( فالقرآن جامع لفضل الذ كر 
والفکر والدعاء مھ) کان بتدبر ) وحسن فهم» ( کا ذكرنا فضل ذلك وآدابه في کتاب 
آداب التلاوة) . 

( وأما الإفتكار» فليكن ذلك أحد وظائفه وسيأتي تفصیل ما بتفکر فيه وکیفیته في 
كتاب التفكر من ربع المنجيات ) إن شاء الله تعال ( ولكن مجامعه ترجع إلى فنين) . 

( أحده| : أن يتفكر فما ينفعه من المعاملة بأن يجحاسب نفسه فما سبق من تقصيره) عن 
الشكر في ظواهر النعم وبواطنهاء وعجزه عن القيام ما أمر بان جين فاع ودام الو غل 
النعمة. ( ويرتب وظائف يومه والذي بين يديه ويدبر في دفع الصوارف ) أي الموانع 
والشواغل ( والعوائق الشاغلة له عن الخبر» ويتذ كر تقصبره وما يتطرق إليه الخلل) 
والنقص ( من أعاله ) وأحواله ( ويحضر في قلبه النيات الصاحة في أعباله في نفسه وني معاملة 
المسلمين ) أي يعتقد طريقه على حسن المعاملة فيا بينه وبين ربه وفها بينه وبين الخلق » ويدخل في 
ذلك التفكر فما عليه من الأوامر والنوادب وفي كثيف ستر الله تعالى ولطيف صنعه به» ويستغفر 
الله تعالى ويجدد التوبة لما مضى من عمره ولا يأتنف من مستقبله » ويخلص الدعاء بتمسكن وتضرع 
ووجل واخبات أن يعصمه من جيع النهي» وأن يوفقه لصالح الأعالء ويتفضل عليه برغائب 
الأفضالء وهو في ذلك فارغ القلب جرد الهم موقن بالإجابة راض بالقسم » ويتكام بمعروف وخير 
ويدعو به إلى الله عز وجل وينفع به أخاه المسام ويعام من دونه في العام 


كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الأول EFA LL‏ 


الفن الثاني: فا ينفعه في عام المكاشفة» وذلك بأن يتفكر مرة في نعم الله تعالى 
وتواتر الآيات الظاهرة والباطنة لتزيد معرفته بها ويكثر شكره عليها أو في عقوباته 
ونقماته لتزید معرفته بقدرة الله واستغنائه ویزید خوفه منها» ولکل واحد من هذه 
الأمور شعب كثيرة يتسع التفكر فيها على بعض الخلق دون البعض » وإغا نستقصي ذلك 
في كتاب التفكر . ومها تيسر الفكر فهو أشرف العبادات إذ فيه معنى الذكر لله تعالى 
وزيادة أمرين » أحدها : زيادة المعرفة إذ الفكر مفتاح المعرفة والكشف. والثافي : زيادة 
المحبة إذ لا يحب القلب إلا من اعتقد تعظيمه ولا تنكشف عظمة الله سبحانه وجلاله 
إلا بمعرفة صفاته ومعرفة قدرته وعجائب أفعاله » فيحصل من الفكر المعرفة ومن المعرفة 
التعظم ومن التعظم المحبة » والذ كر أيضاً يورث الانس وهو نوع من المحبة ولكن المحبة 


( والفن الثاني : فيا ينفعه في عام المكاشفة وذلك بأن يتفكر ) في حكم الله عز وجل في 
املك وقدرته في الملكوت ( مرة في نعم الله عز وجل وتواتر الآيات الظاهرة والباطنة لتزيد 
معرفته بها ويكثر شكره عليهاء أو ) يتفكر ( في عقوباته ونقماته ) وبلاءاته الظاهرة والباطنة 
( لتزید معرفته بقدرة الله عز وجل واستغناژه ویزید خوفه منه ) ومن ذلك قوله عز وجل 
وذکرهم بأيام الله [ إبراهم : ۵ ] قیل : بنعمه» وقیل بعقوباته . وقال تعالی ‏ فاذ کروا آلاء الله 
لعلكم تفلحون# [الأعراف: 1٩‏ ] أي نعمه ( ولكل واحد من هذه الأمور شعب كثيرة 
يتسع التفكر فيها على بعض الخلق دون البعض؛ وإنما يسنقصى ذلك) على سبيل التفصيل 
( في كتاب التفكر) إن شاء الله تعالى» ( ومها تيسر التفكر ) للذاكر ( فهو أشرف 
العبادات ) ولذا جاء ف الخبر : تفكر ساعة خير من عبادة سنة» والمراد به هو الذي ينقل من 
المكاره إلى المحاب» ومن الرغبة والحرص إلى الزهد والقناعة. وقيل: هو التفكر الذي يظهر 
مشاهدة وتقوی ويحدث ذکراً وهدی کقوله تعالی : 3 لعلهم يتقون أو يحدث هم ذكراً) [ طه: 
۳ ] وقد وصف أعداءه بضد ذلك فقال : # كانت أعينهم في غطاء عن ذ كري € [ الكهف : 
]وا كان التفكر أشرف العبادات . ( إذ فيه معنى الذكر لله عز وجل وزيادة أمرين : 
أحده| :زيادة المعرفة ) باذ كور ( إذ التفكر مفتاح المعرفة والكشف) لأنه إدارة فكر 
وتصرف قلب في معاني الأشياء لدرك المطلوب» فالفكر يد النفس التي تنال بها المعلومات كا تنال 
ابيد الجسم المحسوسات. وبهذه التصرف القلبي يتدرج إلى فتوح باب المعرفة والكشف 
الإهي» ( الثانى: زيادة المحبة) للمذكور ( إذ لا بحب القلب إلا من اعتقد تعظيمه) في 
نفسه» ( ولا تنكشف عظمة الله سبحانه وجلاله ) وهيبته ( إلا بمعرفة صفاته ) العلا 
( ومعرفة قدرته ) الباهرة ( وعجائب أفعاله ) في خلقه. ( فيحصل من الفكر المعرفة ) كا 
قدمنا ( و) يحصل ( من المعرفة التعظم» و) يحصل ( من التعظم المحبة) فالمحبة متوقغة على 
التعظم » كا أن التعظم متوقف على المعرفة» وحصول المعرفة متوقف على التفكر » فالتفكر أصل 


ER ST ey r. 


التي سببها المعرفة أقوى وأثبت وأعظم» ونسبة محبة العارف إلى أنس الذاكر من غير تمام 
الاستبصار كنسبة عشق من شاهد جال شخص بالعين واطلع على حسن أخلاقه وأفعاله 
وفضائله وخصاله الحميدة بالتجربة إلى أنس من كرر على سمعه وصف شخص غائب 
عن عينه بالحسن في الخلق » والخلق مطلقاً من غير تفصيل وجوه الحسن فيهما فليس محبته 
له كمحبة المشاهد وليس الخبر كالمعاينة » فالعباد المواظبون على ذ كر الله بالقلب واللسان 
الذين يصدقون بما جاءت به الرسل بالإيان التقليدي ليس معهم من محاسن صفات الله 
تعالى إلا أمور جُملية اعتقدوها بتصديق من وصفها مم والعارفون هم الذين شاهدوا 
ذلك الجلال والجمال بعين البصيرة الباطنة التي هي أقوى من البصر الظاهر لأن أحدا م 


هذه العبادات وما ينشأً عنها . ( والذ كر أيضاً يورث الأنس) با مذ كور ( وهو نوع من المحبة) 
بل سبب من أسبابا » ( ولكن المحبة التي سببها المعرفة ) با يحبه ( أقوى وأثبت وأعظم ) 
فإن الانس قد يزول ويقصر بخلاف المعرفة. ( ونسبة عحبة العارف ) بأوصاف المحبوب ( إلى 
أنس الذاكر من غير تمام الإستبصار ) بنور العرفان ( نسبة عشت من شاهد جال شخص 
بالعين ) أي بعين نفسه والعشق الإفراط في المحبة » ( وأطلع على حسن أخلاقه وأفعاله وفضائله 
وخصاله الحميدة) إطلاعاً حقيقباً ( بالتجربة) والملازمة ( إلى أنس من كرر على سمعه 
وصف شخص غائب عن عينه بالحسن في الخلق ) الظاهر ( والخلق ) الباطن ( مطلقاً من غير 
تفصيل وجوه الحسن فيها ) أي في الخلق والخلق » ( فليس محبته كمحبة المشاهدة ) بالعين 
وهذا ظاهر » ( وليس الخبر كالمعاينة ) وقد روي ذلك مرفوعاً عن ابن عباس رواه العسكري في 
الأمثال والخطيب . وعن أي هريرة رواه الخطيب» وعن أنس رواه الطبراني في الأوسط» والخطيب 
والديلمي . ورواه أحمد والضياء بزيادة في آخره» ويروى : « ليس المعاين كالمخبر » كذلك رواه ابن 
خزية والطبراني والضياء عن ثمامة بن عبد الله بن أنس عن جده. 


( والعباد المواظبون على ذكر الله عز وجل بالقلب واللسان الذين صدقوا بجا جاءت به 
الرسل ) عليهم السلام ( بالإييان التقليدي ) صرفاً ( ليس معهم من محاسن صفات الله عز 
وجل إلا أمور جلية ) بضم الجم وسكون المي أي إجالية ( اعتقدوها بتصديق من وصفها م ) وم 
يجاوزوا ذلك ( والعارفون المختصون بمعرفة الله ومعرفة) ملكوته وحسن معاملته ( هم 
الذين شاهدوا ذلك الجلال ) أي احتجاب الحق عنا بعزته ( والجال ) أي تجليه لنا برحته 
( بعين البصيرة الباطنة التي هي أقوى من البصر الظاهر ) . 

أعلم أن البصيرة كا تقدم قوة للقلب المنور بنور اليقين ترى حقائق الأشياء وظاهرهاء وإنما 
كانت أقوى لأن نور البصر موسوم بأنواع من النقصان فإنه يبصر غيره ولا يبصر نفسه ولا يبصر 
ما بعد منه ولا ما قرب ولا ينصر ما هو وراء حجاب. ويبصر من الأشياء ظاهرها دون باطنهاء 


كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الأول CRE SE SA‏ 


حط بكنه جلاله وجاله . فإن ذلك غير مقدور لأحد من الخلق ولكن كل واحد شاهد 
بقدر ما رفع له من الحجاب ولا نہاية لجال حضرة الربوبية ولا لحجبها وإنا عدد حجبها 
التي استحقت أن تسمى نورا وكاد يظن الواصل إليها أنه قد تم وصوله إلى الأصل 
سرن جانا O‏ 
وجهه كل ما أدرك بصره ». وتلك الحجب اشا مترتىة . وتلك الأنوار متفا تة في 
ويسر من الموجودات بعضها دون كلها ويبصر أشياء متناهية» ولا يبصر ما لا نهاية له ويغلط 
كثيراً في أبصاره» فيرى الكبير صغيراً ويرى البعيد والساكن متحركاً وا متحرك ساكناً. فهذه سبع 
نقائص لا تفارق العين الظاهرةء ولكل من هذه تفاصيل أوردها المصنف في مشكاة الأنوار» 
وأنواع غلط البصر كثيرة والبصيرة منزهة عنها . 

فان قلت : : نرى أصحاب البصائر يغلطون كثياً في نظرهم . فاعم أن فيهم خيالات وأوهاماً 
واعتقادات يظنون أن أحكامها أحكام العقل» فالغلط منسوب إليها. 


فأما العقل إذا تجرد عن غشاوة الوهم والخيال لم يتصور أن يغلط بل يرى الأشياء على ما هي 
عليه ( لا لأنأحداً أحاط بكنه جلاله وجاله فإن ذلك غير مقدور لأحد من الخلق ) إذ نهاية 
معرفة العارفين عجزهم عن المعرفة» ومعرفتهم بالحقيقة هي أنهم لا يعرفونه وأنه يستحيل أن 
يعرف الله المعرفة الحقيقة المحيطة بكنه صفات الربوبية إلا الله تعالى » وهو المشار إليه في الخبر : 
« لا أحصي ثنا ناء عليك أنت كا أثنيت على نفسك » أي لا أحيط بمحامدك وصفات إفيتك» وإنما 
أنت المحبط بها وحدك فلا يتجرأً أحد من الخلق لنيل ذلك وإدراكه إلا ردته سبحات الجلال إلى 
الحيرة» ولا يشرئب أحد لملاحظته إلا غطى الدهش طرفه. 


وأما اتساع المعرفة إنما يكون في معرفة أسمائه وصفاته وإليه أشار المصنف بقوله : ( ولكن كل 
واحد شاهد بقدر ما رفع له من الحجاب ولا نباية جال حضرة الربوبية ولا لحجبها وإنما 
عدد حجبها التي اسنحقت أن تسمى نوراً وكاد يظن الواصل إليها أنه قد تم وصرله إلى 
الأصل سبعون) حجاباً . ( قال الني به : «إن لله سبعين حجاباً من نور لو كشفها 
لأحرقت سبحات وجهه كل من أدرك بصره» ) وتقدم للمصنف في قواعد العقائد بلفظ : « ما 
أدر كه بصره ». وروى أبو الشيخ في كتاب العظمة من حديث أبي هريرة: « بين الله وبين الملائكة 
الذين حول العرش سبعون حجابا من نور » وسنده ضعيف» وفيه أيضا من حدیث انس قال: قال 
رسول الله به لجبريل : « هل ترى ربك ؟ قال إن بيني وبينه لسبعين حجابآمن نور » وني المعجم 
الكبير للطبراني من حديث سهل بن سعد : « دون الله تعالى سبعون ألف حجاب من نور وظلمة ». 
ولحدیث الي موسی : « حجابه لو کشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهی إليه بصره من خلقه » 
ولابن ماجه: « كل شيء أدر كه بصره » قاله العراقي . وتقدم ذلك . 


seneeeeneneenennennnnennnunnennnannnannQauncnenenenenenenennnen eee nnn 


قلت : وحديث سهل بن سعد الذي أورده في المعجم الكبير قد رواه أيضاً أبو يعلى والعقيلي 
كلهم من ابن عمر وسهل بن سعد معاً » وللحديث بقية بعد قوله وظلمة : « فما من نفس تسمع شيا من 
حسن تلك الحجب إلا زهقت ». 

وقال المصنف في الفصل الثالث من مشكاة الأنوار :اعام أن الله عز وجل متجل في ذاته بذاتهلذاته 
ويكون الحجاب في الإضافة إلى حجوب لا محالة وأن المحجوبين من الخلق ثلاث أقسام : منهم من 
يحجب بمجرد الظلمة» ومنهم من يحجب بالنور المحض » ومنهم من يحجب بنور مقرون بظلمة 
وأصناف هذه الأقسام كثيرة لا تحصى وذكر العدد في الحديث المذ كور للتكثير لا للتحديد» وقد 
تحري العادة بذ كر أعداد لا يراد بها الحصر والله أعام بذلك. 

نم ذكر القسمين وما فيها من الأقسام والأصناف والفرق والطوائف» والقسم الثالث هم 
اللحجوبون بمحض الأنوار أصناف لا حصون» لكن أشبر إلى ثلاثة أصناف منهم . 


الأول : طائفة عرفت معاني الصفات تحقيقاً » وأدر كوا أن إطلاق إسم الكلام والإرادة والقدرة 
والعام وغيڙها ليس كإطلاقها على البشر فتحاشوا عن تعريفه بهذه الصفات » وعرفوه بالأضافة إلى 
المخلوقات . 


الثاني : صنف ترقوا من هؤلاء من حيث ظهر طم أن في السموات أكثره وأن محرك كل مماء 
بخاص مو جود آخر یسمی فلکاً وفیهم كثرة وإنغا نسبتهم الأنوار الإلمية نسبة الكواكب في الأنوار 
الحسوسةء ثم لاح هم أن هذه السموات في ضمن فلك آخر يتحرك الجميع بجر كته في اليوم والليلة 
مرةءاوالرب هو الحرك للجرم الأقضى النطري عل الأفلاك كلها : إذ الكثرة متفة غنه. 


الثالث: صنف ترقوا من هؤلاء وقالوا : إن تحريك الأجسام بطريق المباشرة ينبغي أن يكون 
خدمة لرب العالمين وعبادة له وطاعة من عبد من عباده يسمى ملكا نسبته إلى الأنوار الإية 
الحضة نسبة القمر في الأنوار المحسوسة» فزعموا أن الرب هو المطاع من جهة هذا المحرك» 
ويكون الرب تعالى محر كأ بطريق الأمر لا بطريق المباشرة فهؤلاء أصناف كلهم محجوبون بالأنوار 
اللحضة. 


وإنما الواصلون: صنف رابع تجلى مم أيضاً أن هذا المطاع موصوف بصفة لا تنافي الوحدانية 
الملحضة والكال البالغء وأن نسبة هذا المطاع إلى الموجودات الحسية نسبة الشمس في الأنوار 
الملحسوسة منهء فتوجهوا من الذي يحرك السموات» ومن الذي أمر بتحريكها إلى الذي فطر 
السموات وفطر الآمر بتحريكهاء فوصلوا إلى موجود منزه عن كل ما أدركه بصر الناظرين 
وبصیرتهم . اذ وجوده من قله فاحرقت سبحات وجه الأول الاعلى جیع ما ادر که الناظرون 
وبصيرتہم إذ وجوده مقدسا منزها عن جميع ما وصفناه ما قبل» ثم هؤلاء انقسموا فمنهم من 


کتاب ترتیب الأوراد في الأوقات / الباب الأول 
الرتب تفاوت الشمس والقمر والكواكب . ويبدو في الأول أصغرها ثم ما يليه وعليه أول 


أحرق منه جيع ما أدر كه بصره والمحق وتلاشى لكن بقي هو ملاحظاً للجال والقدس وملاحظاً 
ذاته في جاله الذي ناله بالوصول إلى الحضرة الإلمية وانمحقت منه المبصرات دون المبصر » وجاوز 
هؤلاء طائفة منهم خواص الخواص فأحرقتهم سبحات وجهه وغشيهم سلطان الجلال وتلاشوا في 
ذاته» ولم يبق مم لحاظ في أنفسهم بفنائهم عن أنفسهم» ولم يبق إلا الواحد الحق. فهذه نهاية 
الواصلين. ومنهم من م يندرج في الترقي والعروج على التفصيل الذي ذكرناه ولم يطل عليه العروج 
فسبقوا من أول وهلة إلى معرفة القدس وتنزيه الربوبية عن كل ما يحب تنزيهه عنهم » فغلب عليهم 
أولاً ما غلب على الآخرين آخراً ‏ وهجم عليهم التجلي دفعة فأحرقت سبحات وجهه جيع ما يكن 
أن يدر كه بصرحي أو بصيرة عقلية » والله أعام. 

( وتلك الحجب أيضا مترتبة» وتلك الأنوار متفاوتة في الرتب تفاوت الشمس والقمر 
والکواکب) . 

أعام أن الأشياء باللإضافة إلى الحس البصري ثلائثة أقسام : منها ما لا يبصر بنفسه كالأجسام 
المظلمةء ومنها ما يبصر بنفسه ولا يبصر به غيره كالأجسام المضيئة مثل الكو كب وجهة النار إذا )م 
تكن مشعلة ومنها ما يبصر بنفسه ويبصر به أيضاً غيره كالشمس والقمر والنيران المشعلة كالسراج 
والنور إسم هذا القسم الثالث. ثم تارة ينطلق على ما يفيض من هذه الأجسام المنيرة على ظواهر 
الأجسام الكثيفة » وتارة يطلق على نفس هذه الأجسام المشرقة أيضاً لأنها في أنفسها مستنيرة وعلى 
الجملةء فالنور عبارة عا يبصر في نفسه ويبصر به غيره كالشمس هذا حده وحقيقته بالوضع 
الأول ثم أن العقول وإن كانت مبصرة فليست المبصرات كلها عندها على مرتبة واحدة» بل 
بعضها يكون عندها كأنها حاضرة كالعلوم الضرورية. ومنها ما لا يقارن العقل في كل حال إذا 
عرض عليه بل يحتاج لأن ينبه عليه بالتنبيه والأنوار السماوية التي منها تقتبس الأنوار الأرضية إن 
كان ها أن تترتب بجحيث يقتبس بعضها من بعض » فالأقرب من المنبع الأول أولى باسم النور لأنه 
أعلى رتبة. ومثال ترتيبه في عام الشهادة لا يدركه الإنسان إلا بأن يفرض ضوء القمر داخلاً في 
كوة بيت واقعاً على مرآة منصوبة على حائط ومنعكس منها إلى حائط آخر في مقابلتها م منعطفاً 
منها إلى الأرض» فحيث تستنير منه الأرض فأنت تعام أن ما على الأرض من النور تابع لا على 
الحائط. وما على الحائط تابع لما على المرآة» وما على المرآة تابع للقمر» وما في القمر تابع لما في 
الشمس. إذ منها يشرق النور على القمر . وهذه الأنوار الأربعة مرتبة بعضها أعلى من بعض 
وأكمل من بعض» ولكل واحد درجة خاصة لا يتعداه. وكذلك الأنوار الملكوتية على هذا 
الترتيب وأن المقرب هو الأقرب إلى النور » وإذا عرفت أن الأنوار هما ترتيب فاعام أنها لا تتسلسل 
إلى غير نهاية» بل ترتقي إلى منبع أول هو النور لذاته وبذاته ليس يأتيه نور من غيره منه تشرق 
الأنوار كلها على ترتيبها فهذا معنى قول المصنف : وتلك الأنوار متفاوتة في الرتب تفاوت الشمس 
والقمر والكو كب . 


E SASS t۳٤‏ ترتيب الأوراد ف الأوقات / الباب الأول 


بعض الصوفية درجات ما كان يظهر لابراهم الخليل له في ترقيه » وقال : 3 فلمَا جن عَلَيّه 
اير أي أظلم عليه الأمر 3 رأى کرکبا [الانام :] أي وصل إلى حجاب من 
حجب النور فعبّر عنه بالكو كب . وما أريد هذه الأجسام المضيئة فإن آحاد العوام لا يخفى 
عليهم أن الربوبية لا تليق بالأجسام» بل يدركون ذلك بأوائل نظرهم فا لا يضلل 
العوام لا يضلل الخليل عليه السلام » والحجب المسماة أنواراً ما أريد بها الضوء المحسوس 
بالبصر بل أريد بها ما أريد بقوله تعالى : الله نور السموات والأرض مثل نوره 


( ويبدو في الأول أصغرها . ثم ما يليه وعلى ذلك أول بعض ) العارفين من ( الصوفية 
درجات ما کان يظهر لإبراهم عليه السلام في ترقيه ) ني أحوال وصوله ( وقال : < فلا جن 
عليه الليل) أي أظام عليه الأمر ) أي اشتبه ( رأى كوكباً أي وصل إلى حجاب من حجب 
النور ) التي تقدم ذكرها آنفاً ( فعبر عنه بالكو كب ) لأنه أصغر الثلاثة فهو الذي بدا له أولاً ء 
وهذا هو مقامه الذي أشرنا إليه في الصنف الرابع من القسم الثالث. ( وما أريد به هذه الأجسام 
المضيئة ‏ فإن آحاد العوام لا يخفي عليهم أن الربوبية لا تليق بالأجسام» بل يدركون ذلك 
بأاول نظرهم ) فأول منازل الأنبياء الترقي إلى العام المقدس عن كدورة الحس والخيال ( فا لا 
يضلل العوام لا يضلل الخليل عليه السلام» والحجب المسماة أنواراً ) في الحديث المحقدم ( ما 
أريد بها الضوء المحسوس بالبصر بل أريد بها ما أريد بقوله تعالى : الله نور السموات 
والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح) الآية ) . 

أعام أن العام الملكوتي عام غيب والعالم الحسي عام الشهادة وهو مرقاة للملكوتي» وبينها 
اتصال ومناسبة . ولولا ذلك لانسد طريق الترقي إلى حضرة الربوبية فلن يقرب من الله احد ما م 
يطأ بجبوحة حظيرة القدس والعامم امرتفع من إدراك الحس والخيال هو الذي يراد به عام القدس» 
ولا كان عالم الشهادة مرقى إلى عام الملكوت» و كان سلوك الطريق المستقى عبارة عن هذا الترقي» 
فلو لم يكن بينهما إتصال لما تصور الترقي من أحدها إلى الآخر فجعلت الرحة الإية عام الشهادة 
على موازنة عام الملكوت. فما من شيء من هذا العام إلا وهو مثال شيء من ذلك العام » ورا کان 
الشيء الواحد مثالا لأشياء من الملكوت. وربا كان للشيء الواحد من الملكوت أمثلة كثيرة من 
عام الشهادة وله أمثلة لا تحصی ن کان يع االجرت جو فر ور ر ر ي 
بالملائكة تفيض الأنوار على الأرواح البشرية ولأجلها تسمى أرباباً . ويكون ها مراتب في نورانيتها 
متفاوتة فبا لحري أن يكون مثاهما من عالم الشهادة الشمس والقمر والك و كب » وسالك الطريق ينتهي 
أولا إلى ما درجته درجة الکو کب فیتضح له إشراق نوره ويتضح له من جاله وعلو درجته ما 
يبادرء فيقول: هذا ري ثم إذا اتضح له ما فوقه ما رتبته رتبة القمر رأى أقول الأول في 
مغرب الموى بالإضافة إلى ما فوقه فقال : لا أحب الآفلين) وكذلك يترقى حتى ينتهي إلى ما 
مثله الشمس فيراه أكبر وأعلى فيراه قابلاً للمثال بنوع مناسبة له معه والمناسبة مع ذي النقص نقص 


كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الأول CTO‏ 


كمشكاة فيها مصباح €[ النور : ۳۵ ]الآية . ولنتجاوز هذه المعاني فإنها خار جةعن عام ا معاملة 
ولا يوصل إلى حقائقها إلا الكشف التابع للفكر الصافي و كل من ينفتح له بابه . والمتيسر على 
جاهر الخلائق الفكر فيا يفيد في عام المعاملة وذلك أيضا ك 

فهذه الوظائف الأربعة أعني الدعاء والذ كر والقراءة والفكر ينبغى أن تكون وظيفة 
امريد بعد صلاة الصبح › ل ف كل ورد بغدالمر اغ مر رة الملا فين به اة 
وظيفة سوى هذه الأربعء ويقوى على ذلك بأن يأخذ سلاحه ومجنته والصوم هو الجنة 
ك تضيق بجاري الشيطان المعادي الصارف له عن سبيل الرشاد » وليس بعد طلوع 
الصبح صلاة سوى ركعتي الفجر وفرض الصبح إلى طلوع الشمس. كان رسول الله 
بر وأصحابه رضي الله عنهم يشتغلون في هذا الوقت بالاذ كار » وهو الأولى إلا أن 
يغلبه النوم قبل الفرض ولم يندفع إلا بالصلاة فلو صلى لذلك فلا باس به. 


وأفول أيضاً فمنه يقول: [وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً وما أنا من 
المشر كين) . 

( ولنجاوز هذه المعاني ) الدقيقة ( فإضا خارجة عن عام المعاملة ولا توصل إلى حقائقها 
إلا بالكشف ) الصريح ( التابع للفكر الصافي ) عن ظلمة الخيال والوهم» ( وقل من يفتح له 
بابه ) لصعوبته ( والمتيسر على جماهير الخلق الفكر فيا يفيد في علوم المعاملة وذلك أيضآًما 
تغزر ) أي تکثر ( فائدته ویعظم نفعه . 

فهذه الوظائف الأربعة أعني الدعاء والذ كر والقراءة والفکر بن ينبغي أن يكون وظيفة ) 
السالك ( المريد) E aE‏ وبعد الفراغ 
من وظيفة الصلاة فليس بعد الصلاة وظيفة سوى هذه الأربعة) فليشدد يديه 
عليها( ويقوى على ذلك بأن يأخذ سلاحه ومجنته ) بكسر المع أي ترسه وها 
ما يقاتل به العدو ويتحصن من شره» ( والصوم هو الجنة التي تضيق مجاري الشيطان 
المعادي) في العروق ( الصارف له عن سبيل الرشاد ) والمداية » ( وليس بعد طلوع الصبح ) 
الثاني ( صلاة سوى ر كعتي الفجر وفرض الصبح) فقط› > أو ركعي التحية إذا دخل المسجد 
وکان الوقت متسعاً وکان قد صل ركعي السنة في منزله وذلك ( إلى الطلوع ) أي طلوع 
الشمس. ( كان رسول الله يله وأصحابه رضي الله عنهم يشتغلون في هذا الوقت بالأذ كار ) 
قال العراقي : تقدم حديث جابر بن سمرة عند مسام في جلوسه مب إذا صلى الفجر في مجلسه حتى 
تطلع الشمس ولیس فيه ذ کر اشتغاله بالذ کر وإنما هو في قوله کا تقدم من حديث أنس اه. 

( فهو الأول إلا أن يغلبه النوم قبل الفرض ول يندفع إلا بالصلاة) ثلا ( فلو صلى 


۳٦‏ اا ر اواد ف الأوقات / الباب الأول 


الورد الثاني : ما بين طلوع الشمس إلى ضحوة النهار . وأعني بالضحوة منتصف ما 
بين طلوع الشمس إل الزوال» وذلك بمضي ثلاث ساعات من النهار إذا فرض النهار 
اثنتي عشرة ساعة وهو الربع . وقي هذا الربع من النهار وظيفتان زائدتان. 

إحداه) : صلاة الضحى - وقد ذكرناها في كتاب الصلاة- وإن الأولى أن يصل 
رع ا رکف ا ا فهک الشف رارت قدر نصف رمح ویصلي 


لذلك فلا بأس به ) وتقدم عن صاحب العوارف أنه إن لم يندفع النوم فليقم قبالة القبلة ويرجعم 
خطوات ولا يستدبر القبلة ولم يقل أنه يصلى والته أعام . 

( الورد الثاني : ما بين طلوع الشمس إلى ضحوة النهار» وأعني بالضحوة منتصف ما بين 
طلوع الشمس والزوال ) وذلك هو الضحى الأعلى ‏ ( وذلك بمضي ثلاث ساعات ) زمانية 
( من النهار ) وهو في عرف الناس من طلوع الشمس إلى غروبما . وعند أهل اللغة من طلوع الفجر 
إلى الغروب وهو مرادف لليوم ( إذا فرض النهار إثنتي عشرة ساعة وهو الربع ) من ضرب 
ثلاثة في أربعة» وإذا أطلق النهار في الفروع انصرف إلى اليوم نحو صم نهار الأحد مثلاء وهل 
يحمل على الحقيقة اللغوية أو على العرف لأن الشيء لا يضاف إلى مرادفه ؟ وجهان مطردان في كل 
صورة يضاف فيها النهار إلى اليوم كأن حلف لا يسافر أو يأكل يوم كذا. ( وفي هذا الربع من 
النهار وظيفتان زائدتان) . 

( احداها : صلاة الضحى وقد ذكرنا في كتاب الصلاة أن الأولى أن يصلي ركعتين عند 
الإإشراق ) اي إشراق الشمس. ( وذلك إذا انبسطت الشمس ) على الأارض ( وارتفعت ) عن 
الأفق ( قيد ) بالكسر أي قدر (نصف رمح) من رماح العرب وهي المتوسطة بين الطويلة 
والقصيرة وفي العوارف قيد رمح وتسمى هذه الصلاة صلاة الأشراق . 

قال صاحب العوارف : وبہاتين الر كعتبن تبين رعاية هذا الوقت فإذا صلى الر كعتين بجمع هم 
وحضور فهم وحسن تدبر لا يقرأ جحد في باطنه أثراً ونورا وروحاً وأنساً إذا كان صادقاً » والذي 
يحده من البر كة ثواب معجل له على عمله هذا . قال: وأحب أن يقرأ في هاتبن الر كعتين في الأولى 
آية الكرسي» وني الأخرى آمن الرسول© و الله نور السموات والأرض € الآية وتكون نيته 
فيهما الشكر لله تعالى في يوم وليلته اه. 

وقال مشايخنا النقشبندية : يصليها بنية الإشراق يقرأ في كل ركعة منهها بعد الفاتحة الإخلاص 
ثلاثاً اه . 

( ويصلي أربعاً ) بتسلميتين ( أو ستاً) بثلاث تسلمهات ( أو نمانياً ) بأربع تسلهات» واقتصر 
صاحب القوت على تمان » وأقلها ر كعتان » وأكثرها إثنتا عشرة ركعة وقد تقدم اختلاف العلاء في 
ذلك في كتاب الصلاة ( إذا رمضت الفصال ) وهو أن ينام الفصيل في ظل أمه عند حر الشمس» 


کتاب ترتیب الأوراد ف الأوقات / اللاب الأول 


أربعاً أو ستاً أو ثمانياً إذا رمضت الفصال وضحيت الأقدام بجر الشمس . فوقت الركعتين 
هو الذي أراد الله تعالى بقوله : 3 يستّحن بالعشى والاشراق) [ ص :۱۸ ]فإنه وقت 
اشراق الشمس وهو ظهور تام نورها بارتفاعها عن موازاة البخارات والغبارات التي على 
وجه الأرض فإنها تمنع إشراقها التام » ووقت الر كعات الأربع هو الضحى الأعلى الذي 
أقسم الله تعالی به فقال : # والضحی «» واللیل إذا سجی € [ الضحی :۲۰۱ ] وخرج رسول 
الله ّل على أصحابه وهم يصلون عند الاشراق فنادى بأعلى صوته : « ألا إن صلاةالأوّابين 
إذا رمضت الفصال » . فلذلك نقول إذا كان يقتصر على مرة واحدة في الصلاة فهذا الوقت 
أفضل لصلاة الضحى » وإن كان أصل الفضل يحصل بالصلاة بين طرفي وقت الكراهة 
وهو ما بين ارتفاع الشمس بطلوع نصف رمح بالتقريب إلى ما قبل الزوال في ساعة 


وهذا هو وقت الضحى» ( و) قيل إذا ( ضحيت الأقدام بحر الشمس فوقت الركعتين هو 
الذي أراد الله بقوله سبحانه ‏ يسبحن بالعشي والإشراق) فإنه وقت إشراق الشمس وهو 
ظهور تمام نورها بارتفاعها عن موازاة) أي مقابلة (البخارات ) الصاعدة من الأرض› 
( والقتارات ) القتار بالضم الغبار المرتفع ( التي على وجه الأرض ) سواء بتحريك الرياح أو 
غبره» ( فإنها تمتنع إشراقها التام ) فلا يظهر هما إلا نور مكدر» ( ووقت الر كعات الأربع هو 
الضحى الأعلى الذي أقسم الله به فقال: < والضحى ٭ والليل إذا سجى) ) قال البيضاوي : 
والمراد بالضحى ارتفاع الشمس وتخصيصه لان النهار يقوى فيه او لآن فيه كام موسى ربه والقى 
السحرة سجداًء أو المراد به النهار ويؤيده قوله : أن يأتيهم بأسنا ضحى) [ الأعراف : ٩۸‏ ] 

( وخرج رسول الله بن على أصحابه وهم يصلون عند الإشراق فنادى بأعلى صوته: 
«ألا إن صلاة الأوابين إذا رمضت الفصال» ) هكذا هو في القوت وقال العراقي : رواه 
الطبراني من حدیث زید بن أرقم دون قوله فنادی بأعلى صوته» وهوعند مسام دون ذكر الإشراق 
اآه. 

قلت : وكذلك رواه أحد. وابن أي شيبة» وعبد بن حيد» والطيالسي» والدارمي» وابن 
خزية» وابن حبان. ورواه عبد بن حيد أيضاً وسمويه في فوائده عن عبد الله بن أبي أوفى بلفظ : 
١‏ صلاة الأوابين حين ترمض الفصال ». وروی الديلمى عن أي هريرة مرفوعاً « صلاة الأوابين 
شاا اف ٠‏ 

( ولذلك نقول: إذا كان يقتصر على مرة واحدة في صلاة الضحى فهذا الوقت أفضل ) 
إذ هو حقيقة وقتهاء ( وإن كان أصل الفضل بحصل بالصلاة بين طرفي وقت الكراهة وهو 
ما بين ارتفاع الشمس بطلوع نصف رمح بالتقريب ) والتحديد ( إلى ما قبل الزوال في ساعة 


SOU GE eae ۴۸ 


الاستواء . واسم الضحى ينطلق على الكل وكأن ركعتي الإشراق تقع في مبتدأً وقت 
الإذن في الصلاة وانقضاء الكراهة إذ قال عله : « إن الشمس تطلع ومعها قرن الشيطان 
فإذا ارتفعت فارقها » فأقل ارتفاعها أن ترتفع عن بخارات الأرض وغبارها وهذا يراعي 
بالتقریب . 


الإستواء ) في كبد السماء (واسم الضحى ينطلق عل الكل ) ولکن یز بين ساعاته بالأصغر 
والأوسط والأكبر. (وكأن ركعتي الإشراق تقع في مبدأ وقت الأداء للصلاة وانقضاء 
الكراهة إذ قال له : « إن الشمس تطلع قرن الشيطان فإذا ارتفعت فارقها» ) 
الحديث بتامه تقدم في كتاب الصلاة وتقدم ما المراد بالقرن وهل هو حقيقة أو مجاز فراجعه 
( فأقل ارتفاعها أن ترتفع عن بخارات الأرض وغبارها ) الصاعد منهاء ( وهذا يراعى 
بالتقریب ) . 


وذ كر صاحب العوارف بعد ركعتي الاشراق اللذين عند انصرافه من مصلآه ركعتين أخريين 
يقرأ المعوّذتين فيه في كل ركعة سورة. قال: وتكون صلاته هذه لیستعيذ بالله من شر يومه 
وليلته» ويذ كر بعدهما كلات الاستعاذة التي تقدم ذكرها قال: ثم يصلي ركعتين أخريين بنية 
الاستخارة لكل عم يعمله في يومه وليلته» وهذه الاستخارة تكون بمعنى الدعاء على الأطلاق»› 
وإلا فالاستخارة التي وردت با الأخبار هي التي يصليها أمام كل أمر يريده» ويقرأ في هاتين 
الركعتين : قل يا أيما الكافرون» وقل هو الله أحد» ويقرأ دعاء الاستخارة كا سبق ذكره ويقول 
فيه « كل قول وعمل أريده في هذا اليوم اجعل فيه الخيرة» قال : ثم يصلي ركعتين أخريين يقرأ في 
الأولى سورة الواقعة» وفي الأخرى سورة الأعلى ويقول بعدهما : « اللهم صل على محمد وعلى آل عمد 
واجعل حبك أحب الأشياء إل وخشيتك أخوف الأشياءعندي » واقطع عني حاجات الدنيا بالشوق 
إلى لقائك. وإذا أقررت أعين أهل الدنيا بدنياهم فاقرر عيني بعبادتك واجعل طاعتك في كل 
شيء مني يا أرحم الراحين » م يصلي بعد ذلك ركعتين يقرأ فيهما شيئاً من حزبه من القرآن» ثم بعد 
ذلك إن كان متفرغاً ليس له شغل في الدنيا ينتقل في أنواع العمل من الصلاة والتلاوة والذكر إلى 
SS SE e ECE‏ 
يصلي ر كعتين في خروجه من المنزل . وھکذا ہہ ينبغي أن يفع ذلك أبداً لا يخرج من البيت إلى جهة 
E‏ 
المدخل السوء بعد أن يسم عإ لى من في امنزلء وإن كان متفرغاً فأحسن أشغاله في هذا 
الوقت إلى صلاة الضحى الصلاة» وإن كان عليه قضاء يصلي صلاة يوم أو يومين أو أكثر» وإلاً 
صلى أربع ركعات يطوها ويقرأً فيها القرآن» فقد كان من الصالحين من يخع القراءة في الصلاة بين 
اليوم والليلة وإلاً يصلى أعداداً من الر كعات خفيفة بفاتحة الكتاب وقل هو الله أحد وبالآيات التي 

في القرآن فيها الدعاء مثل وله تعالى ‏ ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا واليك المصي ) [ الممتحنة: 


کتاب ترتیب الأوراد ف الأوقات / الباب الأول 


الوظيفة الثاني : في هذا الوقت: الخيرات المتعلقة بالناس التي جرت بها العادات 
بكرة من عيادة مريض » وتشييع جنازة» ومعاونة على بر وتقوى» وحضور مجلس عام» 
وما بحري براه من قضاء حاجة لمسام وغيرها. فإن لم يكن شيء من ذلك عاد إلى 
الوظائف الأربع - التي قدمناها من الأدعية والذ كر والقراءة والفكر والصلوات- المتطوع 
بها إن شاء فإنها مكروهة بعد صلاة الصبح وليست مكروهة الآن. فتصير الصلاة قا 
خامساً من جملة وظائف هذا الوقت لمن أراده. أما بعد فريضة الصبح فتكره كل صلاة 


۽ ] وأمثال هذه الآية يقرأ في كل ركعة منها إما مرة أو يكررها مها شاء . ويقدر الطالب أن 
يصلي بين الصلاة التي ذكرناها بعد طلوع الشمس وبين صلاة الضحى مائة ر كعة خفيفة. وكان من 
الصالحين من ورده بين اليوم والليلة مائة ركعة إلى مائتين إلى خسمائة إلى ألف ر كعة» ومن ليس له 
في الدنيا شغل وقد ترك الدنيا على أهلها فما باله يبطل ولا يتنعم بخدمة الله تعالى . قال سهل بن 
عبد الله التستري : لا يكمل شخل قلب عبد بالله الكرم وله في الدنيا حاجة اه. 

( الوظيفة الثانية: في هذا الوقت الخيرات المتعلقة بالناس التي جرت بها العادة بكرة) 
أي ني أوَل النهار ( من عيادة مريض ) إن عام ( وتشييع جنازة) إن حضرت ( ومعونة على بر 
وتقوی ) یسعی فیها إن کانت ما فرض عليه أو ندب إليه نما يختص به لنفسه» أو يعود نفعه على 
غيره ويكون أيضاً ما يخاف فوته بفوت وقته» ( وحضور مجلس عام )ما يقربه إلى الله زلفى 
فيتعلمه أو يستمعه من أفواه العلهاء بال الموثوق بعلمهم» فقد قال الله تعالى ولا تطرد الذين 
يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه) [الأنعام : ٥۲‏ ] وقال م : « من غدا من بيته في 
طلب العام فهو في سبيل الله حتى يرجع ». وفي حديث أي ذر « حضور مجلس عام أفضل من صلاة 
ألف ر كعةء وأفضل من شهود ألف جنازة ومن عيادة ألف مريض قيل : ومن قراءةالقرآن ؟ فقال : 
وهل تنفع قراءة القرآن إلا بع » وقد تقدم هذا وأمثاله في كتاب فضل العام » ( وما يجري مجراه 
من قضاء حاجة لمسام ونحو ذلك) ما فرض عليه أو ندب إليه ( فإن م يكن شيء من ذلك 
عاد إلى الوظائف الأربعة التي قدمناها من الأدعية والذ كر والقراءة والفكر ) من غير فتور 
اما ظاهرا او باطنا او قلا او قالىا وإلا فباطنا. وترتیب ذلك انه يصلي ما دام منشرحا ونفسه 
محيبة »فإن سئم ينزل من الصلاة إلى التلاوةء فإن جرد التلاوة أخف على النفس من الصلاة» فإن 
سئم التلاوة تنزل أيضاً بذ كر الله تعالى بالقلب واللسان فهو أخف من القراءةء فإن سم الذ كر أيضا 
يدع ذكر اللسان ويلازم المراقبة » والمراقبة عام القلب بنظر الله تعالى إليه» فما دام هذا العام ملازما 
للقلب فهو مراقب والمراقبة عين الذ كر وأفضله. 

( والصلاة المنطوّع بها فإنها مكروهة بعد صلاة الصبح وليست مكروهة الآن) وهي 
أعداد الر كعات التى قدمنا تفصيلها عن صاحب العوارف. ( فتصير الصلاة قسم) خامساً من 
جلة وظائف الوقت لمن أراد ) وهو أفضل الوظائف لمن كان فارغاً عن متعلقات الدنيا . ( وأما 


LERNER °‏ كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الأول 


لا سبب ها » وبعد الصبح الأحب أن يقتصر على ر كعتي الفجر وتحية المسجد ولا يشتغل 
بالصلاة بل بالأذ كار والقراءة والدعاء والفكر . 

الورد الثالث: من ضحوة النهار إلى الزوال ونعني بالضحوة المنتصف وما قبله 
بقلیل.» وإن کان بعد كل ثلاث ساعات أمر بصلاة فاذا انقضی ثلاث .اعات بعد 
الطلوع فعندها وقبل مضيها صلاة الضحى . فإذا مضت ثلاث ساعات أخرى فالظهر ء 
فاذا مضت ثلاث ساعات أخرى فالعصر » فإذا مضت ثلاث أخرى فالمغرب. ومنزلة 
الضحى بين الوا والطلوع كمرلة الحصر بين الروال والغروب: إلا أن الضحى ل 
رر او اكات رحن اق ته 


بعد فريضة الصبح فتكره كل صلاة لا سبب ها) إلى أن تطلع الشمس نصف قيد رمح» 
( وبعد الصبح الأحب أن يقتصر على ركعقي الفجر ) أي الستنة ( وتحية المسجد ) إن كان في 
e‏ تقدم» ( ولا يشتغل بالصلاة) إلا أن عام أنه لا يندفع النوم إلا bS‏ 
قريباً ‏ ( بل بالاذ كار والقراءة والدعاء والفكر والذ كر ) على الترتيب الذي شرحناه قرياً. 
وهذه المسائل بفروعها تقدمت في كتاب الصلاة فلا يحتاج إلى التطويل باعادتها ثانياً والله اعلم . 


( الورد الثالث: من ضحوة النهار إلى الزوال ) أي زوال الشمس» ( ونعني بالضحوة) 
وفي بعض النسخ والضحوة نعني بها ( المنتصف وما قبله بقليل ) فإنه ينطلق عليه اسم الضحوة» 
( وإن كان بعد كل ثلاث ساعات أمر بصلاة) لتعمير الأوقات بالعبادة» ( فإذا انقضت 
ثلاث ساعات بعد الطلوع فعندها ) وني نسخة: فبعدها ( وقبل مضيها صلاة الضحى» فإذا 
مضت ثلاث ) ساعات ( أخرى فالظهر ) حينئذء ( فإذا مضت ثلاث) ساعات (أخرى 


فالعصر ) حبنئذ. ( فإذا مضت EO ENTS‏ 
عشرة ساعة من النهار العرفي. ( ومنزلة الضحى ب بين الزوال والطلوع كمنزلة العصر بين 
الزوال والمغرب) . 


وقال صاحب العوارف: فإذا ارتفعت الشمس وتنصف الوقت من صلاة الصبح ای الظهر کا 
يتنصف العصر بين الظهر والمغرب يصلى الضحى » فهذا الوقت أفضل الأوقات لصلاة الضحى 


اآه. 


( إلا أن الضحى ‏ يفترض ) على الأمة كا افترضت العصر (لأنه وقت إكباب الناس) 
وفي نسخة : انكباب الناس أي اجتاعهم ( على أشغاهم ) الدنيوية ن بیع ر شراء + معاملات وقضاء 
حاجات ( فخفف عنهم ) رحة بهم وفي قول إا كانت فر على على اني له وحده وقد تقدم 
تفصيله في كتاب الصلاة. 


كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الاب الأول ER See‏ 


الوظيفة الرابعة ‏ ني هذا الوقت الأقسام الأربعة وزيد أمران: 

أحده) : الاشتغال بالكسب وتدبير المعيشة وحضور السوق» فإن كان تاجرا فينبغي 
أن يتجر بصدق وأمانة » وإن كان صاحب صناعة فبنصح وشفقة ولا ينسى ذكر الله 
تعالى في جيع أشغاله » ويقتصر من الكسب على قدر حاجته ليومه مها قدر على أن 
يكتسب في كل يوم لقوته» فإذا حصل كفاية يومه فليرجع إلى بيت ربه وليتزود 
لآخرتهء فإن الحاجة إلى زاد الآخرة أشد والتمتع به أدوم فالاشتغال بكسبه أهم من 
طلب الزيادة على حاجة الوقت . فقد قيل : لا يوجد المؤمن إلا في ثلاثة مواطن : مسجد 
يعمره أو بيت يستره أو حاجة لا بد له منها» وقل من يعرف القدر فيا لا بد منه» بل 
أكثر الناس يقدرون فيا عنه بد أنه لا بد لمم منه» وذلك لأن الشيطان يعدهم الفقر 


( فالوظيفة في هذا الوقت الأقسام الأربعة) المذكورة من صلاة وتلاوة وذكر وفكرء 
( ویزید أمران) آخران. 

( أحده| الاشتغال بالكسب ) إن كان من أهله ( وتدبير المعاش ) واصلاحه ومرمته فما 
يتعيش به في دنياه» ( وحضور السوق ) للبيع والشراء كل ذلك فا ندب إليه أو أبيح له ( فإن 
كان تاجراً فينبغي أن يتجر بصدق وأمانة ) فإن أضر ما على التاجر الكذب والخيانة » ( وإن 
كان صاحب صناعة فبنصح ) فيها ( وشفقة ) على خلق الله تعالى » فإن النصح والشفقة مراعاتيا 
ما يورث البر كة في الصناعة والتجارة. ( ولا ينسى ذكر الله عز وجل في جيع أشغاله ) ليكون 
جامعاً بين العبادتين» ويكون من قال الله في حقهم لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر اله ) 
[ النور : ۳۷] ( و) يستحب له أن ( يقتصر من الكسب ) وهو ما يتحراه الانسان ما فيه جلب 
نفع ودفع مضرة ( على قدر حاجته ) لنفسه إن کان منفرداً أو له ولعیاله إن کان متأهلاً صاحب 
دائرة ( ليومه) أي لكفاية قوت یومه ( مها قدر على أن یکتسب في کل یوم لقوته ) وقوت 
عياله » وإن أمكن أن يكتسب قوت يومين أو ثلاثة أو أكثر فيجعل بقية أيامه للذ كر والعبادة فلا 
بأس. ( فإذا حصلت كفاية يومه ) أو أيامه ( فليرجع إلى بيت ربه عز وجل ) أي المسجد أو 
خلوته في منزله وليكتف با حصلهء ( وليتزرّد لآخرته فإن الحاجة إلى زاد الآخرة أشد 
والتمتع به أدوم) وأمور الدنيا هينة يكتفي فيها بأقل شيء ويضي الوقت » وإغا العاقل الذي ممم 
لأمر المعاد الذي هو غائب عن عينه ( و) يرى ويتحقق ( أن الاشتغال بكسبه أهم من طلب 
الزيادة على حاجة الوقت» فقد ) كان الصالحون كذلك يفعلون» وهمذا ( قيل: لا ينبغي أن 
يوجد المؤمن إلا في ثلاثة مواطن: مسجد يعمره) أي بالصلاة والذ كر والمراقبةء ( أو بيت 
يستره) من لا يحب أن يراهء ( أو حاجة لا بذ منها ) هكذا نقله صاحب القوت وهو في الحلية 
أيضاً. ( وقل من يعرف القدر فیا لا بد له منه ) ما يكفيه» ( بل أكثر الناس يقدرون) في 


(۱) هكذا ني الأصل والنسخ التي راجعناها ء بيغا الشارح لم يذكر كلمة « الرابعة». 


e e EE tt‏ الأوراد في الأوقات / الباب الأول 


ويأمرهم بالفحشاء فيصغون إليه ويجمعون ما لا يأكلون خيفة الفقر والله يعدهم مغفرة 
منه وفضلا فیعرضون عنه ولا یرغبون فيه . 

الأمر الثاني: القيلولة وهي سنة يستعان بها على قيام الليل كا أن التسحر سنة 
يستعان به على صيام النهار » فإن كان لا يقوم بالليل لكن لو م ينم لم يشتغل خير وربا 


انفسهم ( فيا عنه بذ أنه لا ب هم منه ) وهذه ورطة كبيرة يصعب التخلص منها » ( وذلك لأن 
الشيطان يعدهم الفقر ) وينيهم به ويسول هم في طرقه ويوهمهم أنه ما لا بد منه» ( ويأمرهم 
بالفحشاء ) من القول والفعل والاعتقاد ( فيصغون إليه ) أي ييلون ( ويجمعون ما لا 
يأكلون) ما يفضل عن الحاجة ( خيفة الفقر ) وهو من جلة أشراط الساعةء ولذا يوجد في 
أواخر الزمان أكثر من أله ( والله يعدهم مغفرة وفضلاً فيعرضون عنه ولا يرغبون 
فيه ) » بل يصدقونه باللسان ويخالفونه عند الاختبار والعمل. 

( الأمر الثاني : القيلولة ) وهي النوم في الظهيرة قاله الجوهري. وقال الأزهري : القيلولة 
والمقيل عند العرب الاستراحة نصف النهار » وإن لم يكن معه نوم بدليل قوله تعالى وأحسن 
مقيلآً©) [الفرقان: ۲١‏ ] والجنة لا نوم فيها. وعمل السلف والخلف على أن القيلولة مطلوبة 
( وهي سنة يستعان بها على قيام الليل ) » فإن كان قبل انتصاف النهار فيستعان بها على ما مضى 
من القيام ثم يستأنف» وأن كان بعده فعلى ما سيأتي» ( كا ان التسحر سَنة يستعان به على 
صيام النهار ) . وعام من سياق المصنف أن القيلولة من غير قيام الليل كالسحور من غير صيام 
النهار » وقد روي في فضل القيلولة عن أنس مرفوعاً ١‏ قيلوا فإن الشياطين لا تقيل » . رواه الطبرافي 
في الاوسط وأبو نعم في الطب والديلمي والبزار وفي الاسناد كثير بن مروان وهو متروك رواه عن 
يزيد بن ألي خالد الدالاني عن إسحاق بن عبد الله بن أهي طلحة عر أنس. عن ابن عباس مرفوعاً 
١‏ استعينوا بطعام السحر على صيام النهار والقيلولة على قيام الليل » رواه ابن ماجه في السنن وابن 
آي عاص والحا؟ في الصحيح من حديث أي عامر القصوى : حدثنا زمعة عن سلمة بن دهرام » عن 
عكرمة عن ابن عباس . وكذا رواه مد بن نصر في قيام الليل له والطبراني في الكبير من حديث 
اسماعيل بن عياش عن زمعة « استعينوا بقائلة النهار على قيام الليل وبأكلة السحر على صيام النهار » 
وهو عند البزار في مسنده من هذا الوجه . وأورده الضياء في المختارة فهوعندهحجة. وأخرج البزار 
عن قتادة سمعت أنساً يقول « ثلاث من أطاقهن فقد أطاق الصوم من أكل قبل أن يشرب وتسحر 
وقال » أي نام القيلولة. ولحمد بن نصر في قيام الليل له من حديث مجاهد قال: بلغ عمر أن 
عاملاً له لا يقيل فكتب إليه أما بعد» فقل فإن الشياطين لا تقيل . وفي حديث اساعيل بن عياش 
عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة انه قال « القائلة من عمل أهل الخير وهى مجمة للفؤاد مقواة 
على قيام اليل ». ۰ 


( فإن كان لا يقوم بالليل ) أي ليس من عادته ذلك ( ولکن لو م ينم م يشتغل خير ورما 


كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الأول LET esle‏ 


خالط أهل الغفلة وتحدث معهم» فالنوم أحب له إذا كان لا ينبعث نشاطه للرجوع إلى 
الأذكار والوظائف المذ كورة إذ في النوم الصمت والسلامة » وقد قال بعضهم : يأي على 
الناس زمان الصمت والنوم فيه أفضل أعالمم . و من عابد أحسن أحواله النوم » وذلك 
إذا كان يرائي بعبادته ولا يخلص فيها . فكيف بالغافل الفاسق ؟ قال سفيان الثوري رجه 


الله : كان يعجبهم إذا تفرغوا أن يناموا طلباً للسلامة » فإذا كان نومه على قصد طلب 


خالط أهل الغفلة) والكسل ( وتحدث معهم ) فا لا يعينه» ( فالنوم أحب له إذا كان لا 
ينبعث نشاطه للرجوع إلى الأذ كار والوظائف المذكورة). 

وقال صاحب العوارف» فإن سئم من الصلاة تنزل إلى التلاوةء ثم منها إلى الذ كر » ثم منه إلى 
الفكر والمراقبةء فإن عجز عن المراقبة وتملكته الوساوس وتزاحم في باطنه حديث النفس فلينم ففي 
النوم السلامةء وإلاً فكثرة حديث النفس تقسي القلب ككثرة الكلام لأنه كلام من غير لسان 
فيحترز من ذلك . 

قال سهل بن عبد الله : أسوأً ا لمعاصي حديث النفس والطالب يريد أن يعتبر باطنه كا يعتبر 
ظاهره فإنه بجدیث النفس وما یتخایل له من ذکر ما مضی ورأی وسمع » کشخص آخر في باطنه 
فيقيد الباطن بالرعاية والمراقبة كا يقيد الظاهر بالعمل وأنواع الذ كر » وييكن الطالب المجد أن 
يصلى من صلاة الضحى إلى الاستواء مائة ركعة أخرى وأقل ذلك عشرون ر كعة يصليها خفيفة أو 
يقرا في كل ركعتين جزءاً من القرآن أو أقل أو أكثر » والنوم بعد الفراغ من صلاة الضحى وبعد 
الفراغ أعداد أخر من الركعات حسن اه. 

( إذ في النوم الصمت والسلامة» وقد قال بعضهم : يأتي على الناس زمان الصمت والنوم 
فيه أفضل أعما هم  )‏ ولفظ القوت : وأدنى أحواله الصمت والنوم ففيها سلامة من آثام ونخالطة 
اللئام . وقد جاء في العام : يأي على الناس زمان يكون أفضل علمهم فيه الصمت وأفضل أعاهم النوم 
هذا لدخول المشكلات في الكلام وخروج الإخلاص من الأعالء (فکم من عابد أحسن 
أحواله النوم» وذلك إذا كان يرائي بعبادته ولا يخلص فيهاء فكيف بالغافل الفاسق ) . 
ر يت العبد يكون في اليقظة كالنوم إذ في نومه سلامته والسلامة متعذرة في يقظته » وإنا الفضائل 
للأفاضل الذين زادوا على السلامة والعدل بالاحسان والفضل . 

( قال سفيان الثوري: كانوا يستحبون) ولفظ القوت والعوارف: كان يعجبهم ( إذا 
تفرغوا أن يناموا طلباً للسلامة ) والسلامة أعم ما يتضرر بغيره أو يتضرر به غيره» ( فإذا كان 
نومه عل قصد طلب السلامة ونية قيام الليل كان قربه) قال صاحب العوارف: وهذا النوم 
فيه فوائد : منها ان يعين على قيام الليل» ومنها أن النفس تستريح ويصفو القلب لبقية النهار 
والعمل فيه والنفس إذا استراحت عادت جديدة فبعد الانتباه من نوم النهار يستجد الباطن 


14 كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الأول 


السلامة ونية قيام الليل كان نومه قربة. ولكن ينبغي أن يتنبه قبل الزوال بقدر 
الاستعداد للصلاة بالوضوء وحضور المسجد قبل دخول وقت الصلاة» فإن ذلك من 
فضائل الأعبال ء وإن لم ينم ولم يشتغل بالكسب واشتغل بالصلاة والذ كر فهو أفضل أعال 
النهار لانه وقت غفلة الناس عن الله عز وجل واشتغاهم بهموم الدنياء فالقلب المتفرغ 
لخدمة ربه عند إعراض العبيد عن بابه جدير بان ڀزكيه الله تعالى ويصطفيه لقربه 
ومعرفته. وفضل ذلك كفضل إحياء الليل فإن الليل وقت الغفلة بالنوم وهذا وقت 
الغفلة باتباع الموى والاشتغال بهموم الدنيا وأحد معنيي قوله تعالى : 3 وهو الذي جعل 
للل والتّهار حَلْقَةٌ لمن أراد أن يكر [ الفرقان : 1۲ ] أي يخلف أحده) الآخر في 
الفضل. والثاني : أنه يخلفه فيتدارك فيه ما فات في أحدها . 


نشاطاً آخر وشغفاً كا كان في أوّل النهار . فيكون للصادق ف النهار نهزات يغتنمها بخدمة الله عز 
وجل والدؤب في العمل . 


( ولكن ينبغي ) إذا نام ( أن ينتبه ) من نومه ذلك ( قبيل الزوال ) بساعة وذلك ( بقدر 
الاستعداد ) والتمكن ( للصلاة) أي الظهر ( بالوضوء ) والاستنجاء ( وحضور المسجد قبل 
دخول وقت الصلاة) بحيث يكون وقت الاستواء مستقبلاً القبلة ذاكراً ومسبحاً أو تالباً أو 
مراقباًء ( فإن ذلك من فضائل الأعال ) قال الله تعالى «وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً في 
الليل) [ هود ٠٠١:‏ ] وقال فسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب) [ ق: ٠۹‏ ] 
أي صلاة الصبح وصلاة العصر #ومن آناء الليل فسبح©) [طه: ٠١‏ ] أراد العشاء الاخيرة 
8 وأطراف النهار & أراد الظهر والمغرب» لأن الظهر صلاة في آخر الطرف الأول من النهار » 
وآخر الطرف الآخر غروب الشمس. وفيها صلاة المغرب» فصار الظهر أوّل الطرف الآخر 
فيستقبل الطرف الآخر باليقظة والذ كر كا استقبل الطرف الاوّل وقد عاد بنوم النهار جديداأً كا 
كان بنوم الليلء ( وإن م ينم ولم يشتغل بالكسب ) وكان عنده نشاط ( واشتغل بالصلاة 
والذكر ) والتلاوة والمراقبة ( فهو أفضل أعبال النهار لأنه وقت غفلة الناس عن الله تعالى 
و) وقت ( اشتغاهمم مهموم الدنيا ) لمرمة المعاش» ( فالقلب المتفرغ لخدمة ربه عز وجل عند 
اعراض العبيد عن بابه ) بالأسواق وغيرها ( جدير ) أي حقيق ( بأن يز كيه الله عز وجل ) 
ویطهره ( ویصطفیه لقربه ومعرفته ) بأن يحل فيه سر من اسراره فيعمره بالأنوار » ( وفضل 
ذلك كفضل إحياء الليل ) بالقيام » ( فإن الليل وقت الغفلة بالنوم وهذا وقت الغفلة باتباع 
الموى) وملاذ النفس» ( والاشتغال بهموم الدنيا وأحد معني قول الله عز وجل: وهو 
الذي جعل الليل والنهار خلفة) أي يخلف أحده الآخر في الفضل ) وهذا القول روي عن 
مجاهد وقتادة. ( والثاني: أنه بخلفه فيتدارك فيه ما فات في أحده) ) رواه ابن جرير» وابن 


كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الأول CED SS‏ 


الورد الرابع: ما بين الزوال إلى الفراغ من صلاة الظهر وراتبته » وهذا أقصر أوراد 
النهار وأفضلهاء فإذا كان قد توضاً قبل الزوال وحضر المسجد فمها زالت الشمس 
وابتداً المؤذن الأذان فليصبر إلى الفراغ من جواب أذانه ء ثم ليقم إلى احياء ما بين الأذان 
والاإقامة فهو وقت الإظهار الذي أراده الله تعالى بقوله : 3 وحين تَظهرّون) [ الروم ٠۱۸:‏ ] 
وليصل في هذا الوقت أربع ر كعات لا يفصل بينهن بتسليمة واحدة» وهذه الصلاة وحدها 
من بين سائر صلوات النهار نقل بعض العلاء أنه يصليها بتسليمة واحدة» ولكن طعن في تلك 


حاتم » وابن المنذر» عن ابن عباس . ورواه عبد بن حميد» عن سعيد بن جبير وتقدم تفسير هذه 
الاية بالمعنيين قريبا. 

( الورد الرابع: ما بين الزوال إلى الفراغ من صلاة الظهر وراتبته) أي سنته ( وهو 
أقصر أوراد النهار ) لقصر وقتها ( وأفضلها ) لفضيلة العمل فيهاء ( فإذا كان قد توضأً) 
وتهيأً ( قبل الزوال وحضر المسجد ) فليفطن لأوّل الوقت» ( فمها زالت الشمس) وذهب 
وقت الكراهة بالاستواء شرع في صلاة الزوال ( و ) إن (ابتدأ المؤذن بالأذان) بأن سبقه في 
معرفة الوقت ( فليصبر إلى الفراغ من جواب أذانه ثم ليقم إلى ) صلاة الزوال قبل الظهر 
فيحتاج إلى مراعاتها في أوّل الأوقات» وليتق الصلاة عند استواء الشمس في كبد السماء وهو قبل 
زواها عند تقلص الظل وقيام كل ظل تحته » فإذا زال الظل فقد زالت الشمس وقد يخفى استواؤها 
في الشتاء لقصر الوقت ولعدول الشمس في سيرها عن وسط الفلك فيقطع عرضاً فيكون أقرب 
لغروبها فليقدر ذلك تقريباً » ومقدار استوائها قبل الزوال نحو أربع ركعات أو مقدار جزء من 
القرآن وهو آخر الورد الثالث» وإنما فيه ورد القراءة والتسبيح والتفكير » وهذا أحد الأوقات 
الخمسة التي نهى رسول الله ل عن الصلاة فيهاء وتقدم تفصيل ذلك في كتاب الصلاة وكذا 
معرفة الأزولة الخمسة. قال صاحب القوت: وأحب له (احياء ما بين الأذان والاقامة) 
بالر كوع فإنها ساعة يستجاب فيها الدعاء وتفتح فيها أبواب السماء وتزكو فيها الأعال وأفضل 
أوقات النهار أوقات الفرائض. ( فهو وقت الاظهار الذي أراد الله تعالى بقوله:) وعشاً 
( وحين تظهرون ) ولفظ القوت : وهذا الورد هو الاظهار الذي ذكر الله الحمد فيه فقال تعالى 
وله الحمد في السموات والأرض وعشياً وحين تظهرون) [الروم: ]٠۸‏ (فليصل في هذا 
الوقت أربع ركعات لا يفصل بينهن بتسليمة) وهو مذهب أبي حنيفة وأصحابه» وبذلك 
وردت الآثار وقد جعلها الملصنف مستئناة من صلوات النهار فقال: ( هذه الصلاة وحدها من بين 
سائر صلوات النهار ونقل أنها تصلى بتسليمة واحدة هكذا نقله بعض العلاء ) وكأنه يريد 
به صاحب القوت فإنه نقله هكذا . 


وقال صاحب العوارف : ويصلي في أول الزوال قبل السنة والفرض أربع ر كعات بتسليمة واحدة 
کان يصليها رسول۴ لله عر اه. وإليه الإشارة با رواه مسام عن عائشة كان يصلى في بيته قبل 


E‏ ....... كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الأول 


الرواية. ومذهب الشافعى رضى الله عنه انه يصلى مثنى مثنى كسائر النوافل ويفصل 
بتسليمة وهو الذي صحت به الأخبار» وليطوّل هذه الركعات إذ فيها تفتح أبواب 
الماء كا أوردنا الخبر فيه في باب صلاة التطوّع » وليقرأ فيها سورة البقرة أو سورة من 


الظهر أربعاً > بل روى الشيخان كان لا يدع أربعاً قبل الظهر وهذا نص في تأكد الأربعة » فقيل : 
إن المراد بذلك هي صلاة الزوالء ( ( ولكن طعن في تلك الرواية) التي يقول فيها نها أربع 
ركعات موصولة SNS SS SL aS a‏ 
مثنی كسائر النوافل > ( وهو الذي صحت به الأخبار ) من ذلك ما رواه البخاري والترمذي من 
حديث ابن عمر « كان يصلى قبل الظهر ركعتين وبعدها ركعتين وبعد المغرب ركعتين في بيته 
وبعد العشاء ركعتين ». الحديث والأفضل في صلاة النهار عند الشافعي أن يسام منها من كل 
ر كعتين » وأجابوا عن صلاة اليل مثنى مثنى بأنه حول على أن الليل أولى بذلك وأفضل لا أنه 
خاص به. 


تسه : 

الحديث الذي أشار إليه المصنف بأن في رواته من طعن فيه وهو حديث أي أيوب الأنصاري 
رضي الله عنه رفعه « أربع قبل الظهر ليس فيهن تسل تفتح من أبواب السماء » رواه أبو داود» 
والترمذي في الشمائل » وابن ماجه» وابن خزية في الصلاة عنه» وفيه عبيدة بن مصعب الكوفي 
ضعفه أبو داود . وقال المنذري : لا يحتج بحديثه » وقال يحي القطان وغيره: الحديث ضعيف . وقال 
في موضع اخر في اسناد الي داود احتال للتحسين . 

قلت : والحافظ السيوطي رمز لصححته ولكن في الميزان ضعفه أبو حاتم والنسائي» وفي مسند 
الترمذي قرثع الضبي ذكره ابن حبان في الضعفاء » وروى البزار نحوه من حديث ثوبان أنه م 
كان يستحب أن يصلى بعد نصف النهار » فقالت عائشة رضى الله عنها أراك تستحب الصلاة هذه 
الساعة فقال ١‏ تفتح فيها أبواب السماء وينظر إلى خلقه بالرحة » وهي صلاة كان يحافظ عليها آدم 
دچ وابراهم وموسی وعیسی صلی الله عليهم وسام . وروی الترمذي من حديث عبد الله بن السائب 
أربع قبل الظهرء وبعد الزوال تحتسب بمثلهن في السحر وما من شيء ا رر الان ي 
الساعةء ثم م قرأ # تتفي ظلاله عن اليمين والشمائل سجَدا له وهم داخرون# [ النحل: ٤۸‏ ] أي 
صاغرون. قال ابن حجر في شرح الشمائل : وهذه الأربع ورد مستقل سببه انتصاف النهار وزوال 
الشمس. لأن انتصافه مقابل لانتصاف الليل وبعد زواطما تفتح أبواب السماء وهو نظير النزول 
الإهي المنزه عن الحركة والانتقال» وسائر سات الحدوث إذ كل منها وقت قربة ورحةء 
( وليطول هذه الركعات إذ فيها ) أي في تلك الساعة ( ففتح أبواب السماء ) للمصلين 
والذاكرين» ( كا أوردنا الخبر فيه في باب صلاة التطوّع ) ونقدم الكلام عليه قريب وفي كتاب 
الصلاة مفصلاً . ( ولبقرأً فيها سورة البقرة) أو مقدارها ( أو سورتين من المثين أو أربعاً من 


كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الأول EVE‏ 


المئين أو أربعاً من المثاني » فهذه ساعات يستجاب فيها الدعاء . وأحب رسول الله َي أن 
يرفع له فيها عمل ثم يصلي الظهر بجماعة بعد أربع ر كعات طويلة - كما سبق - أو قصيرة 


المثاني ) يطيلهن › > ( فهذه ساعة يستجاب فيها الدعاء» وأحب رسول الله إل أن يرفع له 
فيها عمل ) صالح . رواه ابو دواد وابن ماجه من حدیث أي أيوب» وقد تقدم في الصلاة في 
الباب السادس. وقال صاحب العوارف: فيقرأ في صلاة الزوال بمقدار سورة البقرة في النهار 
الطويل وفي القصير ما تيسر من ذلك اه. 

( م يصلي الظهر جماعة) يعني الفرض ( بعد أربع ركعات) يعني السنة ( طويلة) مقدار 
البقرة ونحوها ( ك| سبق ) في صلاة الزوال إن كان النهار طويلاً ( أو قصيرة) إن كان النهار 
قصبرا أ أو خاف فوت الجاعة ء ( ولاه ينبغي أن يدعها ) فقد روي عن أنس رضي الله عنه قال 
١‏ من صلى قبل الظهر أربعاً غفر له ذنوبه يومه ذلك » . رواه الخطيب وابن عساكر . 

وعن عمر الأنصاري عن أبيه رفعه « من صلى قبل الظهر أربعاً كن له كعتق رقبة من بني 
إسماعيل » رواه ابن أي شيبة والطبرافي. 

وعن صفوان رضي الله عنه « من صلى أربعاً قبل الظهر كان له أجره كأجر عتق رقبة أو قال 
أربع رقاب من ولد اسماعيل » رواه الطبرافي أيضاً . 

وقال صاحب العوارف بعد ذكره لصلاة الزوال: ثم يستعَد لصلاة الظهر فإن وجد في باطنه 
كدراً من خالطة أو مجالسة اتفقت تفقت يستغفر الله ويتضرع إليه » ولا يشرع في صلاة الظهر إلا بعد أن 
يحد الباطن عائداً إلى حاله من الصفاء والذائقون حلاوة المناجاة وصفو الانس في الصلاة 
يتكدرون بيسير من الإسترسال في المباح» ويصير على بواطنهم من ذلك عقد وكدر» وقد یکون 
ذلك بمجرد المخالطة والمجالسة مع الأهل والولد مع كون ذلك عبادة» ولكن حسنات الأبرار 
سيئات المقربين » فلا يدخل في الصلاة إلا بعد حل العقد وإذهاب الكدورة وحل العقد بصدق 
إلانابة والاستغفار والتضرع إلى الله ودواء ما يحدث من الكدر بمجالسة الأهل والولد أن يكون 
في جالسته هم غير راكن إليهم كل الركون» بل يسترق القلب في ذلك نظرات إلى الله تعالى فتكون 
في تلك النظرات كفارة تلك المجالسة » إلا أن يكون قوي القلب في الحال لا يحجبه الخلق عن الحق 
فلا تنعقد على باطنه عقدة فهو كا يدخل في الصلاة يجدها ويحجد باطنه وقلبه لأنه حيث استروحت 
نفس هذا I SS E a‏ 
ظاهره ناظرة إلى الخلق وعين قلبه مطالعة إلى الحضرة الاإهية » فلا تنعقد على باطنه عقدة وصلاة 
الزوال هي التي تحل العقد وتبيء الباطن لصلاة الظهرء فإن انتظر بعد التّنة حضور الجماعة 
للفرض. وقراً الدعاء الذي ر بين الفريضة والسنة عن صلاة الفجر فحسن› ثم إذا فرغ من صلاة 
الظهر يقرأ الفاتحة وآية الكرتي ويسبح ويحمد ویکبر ثلاثاً وثلاثین» ولو قدر الآيات كلها التي 
ذكرناها بعد صلاة الصبح » وعلى الأدعية أيضاً كان ذلك خيراً كثيراً وفضلاً عظياً ومن له همة 
ناهضة وعزية صادقة لا يستكثر شيا لله تعالى . 


E L۸ 


لا ينبغي أن يدعها ثم ليصل بعد الظهر ركعتين ثم أربعاً» فقد كره ابن مسعود أن تتبع 
الفريضة بمثلها من غير فاصل » ويستحب أن يقرأ في هذه النافلة آية الكرسي وآخر سورة 
البقرة والآيات التى أوردناها في الورد الأول» ليكون ذلك جامعاً له بين الدعاء والذ كر 
والقراءة والصلاة والتحميد والتسبيح مع شرف الوقت . 

الورد الخامس: ما بعد ذلك إلى العصر ويستحب فيه العكوف في المسجد مشتغلاً 
بالذ كر والصلاة أو فنون الخير ويكون في انتظار الصلاة معتكفاً فمن فضائل الأعال 


( نم ليصل بعد الظهر ركعتين ثم أربعاً» وكره ابن مسعود ) رضي الله عنه ( أن يتبع 
الفريضة بمثلها من غير فاصل ) نقله صاحب القوت قال: قال مجاهد. قال عبدالله بن عمر 
« من صلى أربعاً بعد العشاء كن كعدهمن من ليلة القدر » قال حصين: فذ كرت ذلك لإبراهم 
فقال : کان ابن مسعود يكره أن يتبع كل صلاة بمثلها وكانوا يصلون العشاء ثم يصلون ر كعتين ثم 
أربعاً » فمن بدا له أن يوتر أوتر »ومن أراد أن ينام نام» وقد تقدم الكلام عليه في باب التطوّع من 
كتاب الصلاة. 


وأما الاربع التي بعد الظهرء فقد روى ابن جرير عن أم حبيبة رضي الله عنها رفعته « من صلى 
أربعاً قبل الظهر وأربعاً بعدها لم تمسه النار » ورواه أحجد وار ای وا زجویه والترمذي 
وقال: حسن غريب والنسائي وابن ن ماجه بلفظ , حرمه الله على النار ‏ ( ويستحب أن يقرأ في 
هذه النافلة ) أي الأربعة والائنين ( آية الكرسي وآخر سورة البقرة والآيات التي أوردناها في 
الورد الأول ليكون ذلك جامعاً له بين الدعاء والذ كر والقراءة والصلاة والتحميد 
والتسبيح مع شرف الوقت ) أخذه من القوت ولفظه: فإن م يقرأ بين الأذانين من درسه 
فاستحب له أن يقرأ في تنفله الآي التي فيها الدعاء مثل آخر سورة البقرة» وآخر سورة آل عمران» 

من تضاعيف السور الآيتين والثلاث مثل قوله: أنت ولينا فاغفر لنا وار جنا [الأعراف : 
و ر ال ر و ر ا 
[ الممتحنة: ۽ ] فإن قرأ فيها الآي التي فيها التعظم والتسبيح والأسماء فحسن مثل : أل سورة 
الحديدء وآخر سورة الحشر» ومثل آية الكرسي» وقل هو الله أحد ليكون بذلك جامعاً بین التلاوة 
والدعاء وبين ين الصلاة والتعظم والمدح بالأسماء »ثم ليصل الظهر بجباعة ولا يدع أن يصلي قبلها أربعا 
وبعدها أربعاً بعد ركعتينء وهذا هو آخر الورد الرابع من النهار اه. فتأمل سیاقه مع سياق 
اللصنف . 


( الورد الخامس: ما بعد ذلك إلى العصرء ويستحب فيه العكوف ) أي الأقامة ( في 
الملسجد مشتغلاً بالذ کر والصلاة وفنون الخر) أي أنواعه ( فیکون ی انتظار الصلاة 
معتكفاً ) أي يكون جامعاً بين الاعتكاف والانتظار للصلاة» ( فمن فضائل الأعمال انتظار 


كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الأول Eee‏ 


انتظار الصلاة بعد الصلاة» وكان ذلك سنة السلف وكان الداخل يدخل المسجد بين 
الظهر والعصر فيسمع للمصلين دوياً كدوي النحل من التلاوة فإن كان بيته أسام لدينه 
وأجع ممه فالبيت أفضل في حقه فإحياء هذا الورد وهو أيضاً وقت غفلة الناس كإاحياء 


الصلاة) وقد ورد ذلك في خبر صحيح رواه الترمذي» ( وكان ذلك سَنة السلف ) رحهم الله 
تعالى ( كان الداخل يدخل المسجد ) ولفظ القوت : المساجد ( بين الظهر والعصر فيسمع دويا 
كدوي النحل من التلاوة) كذا نقله صاحب القوت» ( فإن كان بيته أسام لدينه وأجع همه) 
وقلبه » ( فالبيت أفضل في حقه) ولفظ القوت : فالسلامة هي الافضل > ( واحياء هذا الورد 
وهو أيضاً وقت غفلة الناس كاحياء الورد الثالث في الفضل ) . 

قال صاحب العوارف : وإن أراد أن يقرا بين الصلاتين في صلاته في عشرين ركعة في كل 
رة ابه اوعض اة قرا في الركعة الأول إربنا آننا في الدنيا حسنة) [ البقرة: ٠١٠‏ ] الآية 
وفي الثانية 3 ربنا أفرغ علينا صبراً وثبت أقدامنا © الآية [ البقرة: ۲٠١‏ ] ثم $ ربنا لا تؤاخذنا إن 
نسينا أو أخطأنا©) [البقرة: ]۲۸١‏ إلى آخر السورة ثم [ربنا لا تزغ قلوبنا بعد الآية 1 آل 
عمران: ۸ ] ثم [ربنا إننا سمعنا منادياً ينادي) الآية [ آل عمران: ۱۹۳ ] ثم ربا آمنا با 
أنزلت ‏ الآية 1[ آل عمران: ٠۳‏ ] ثم # أنت ولينا فاغفر لنا وارحنا € الآية [ الأعراف: ٠١١‏ ] 
م فاطر السموات والأرض أنت ولي( الآية [ يوسف: ٠١١‏ ] ثم ربنا إنك تعام ما نخفي 
وما نعلن© الآية [ إبراهم : ۸ ثم قل رب زدني علاً) 1 طه YP FTN:‏ الإ انت 
سبحانك إني كنت من الظالمين © [ الأنبياء : ۸۷ ] م رب لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين ) 
[ الأنبياء : ۸٩‏ ] ثم [وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحين) [المؤمنون: ۱١۸‏ ] ثم ربنا 
هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين» الآية [ الفرقان : ۷١‏ ] ثم $ رب أوزعني أن أشكر نعمتك 
التي أنعمت علي وعلى والدي€ الآية [ النمل: ٠۹‏ ] ثم يعام خائنة الأعين وما تخفي الصدور & 
[ غافر : ١‏ ] ثم ربنا اغفر لنا ولأخواننا الذين سبقونا بالإبيان) الآية [الحشر : ٠١‏ ] ثم ربنا 
عليك توكلنا) الآية [الممتحنة: ٤‏ ] ثم رب اغفر لي ولوالدي) الآية .وبالمحافظة على هذه 
الآيات في الصلاة موطناً للقلب واللسان يوشك أن يرقى إلى مقام الإحسان» ولو ردد آية واحدة 
من هذه في ركعتين بين صلاة الظهر والعصر كان في جيع الوقت مناجياً لمولاه وداعياً وتاليا 
ومصليا والدؤب في العمل واستيعاب الأجزاء النهارية بلذاذة وحلاوة من غير سامة لا يصح إلا 
لعبد تز كت نفسه بكال التقوى واستقصاء في الزهد في الدنيا وانتزعت منه متابعة الهوى» ومتى 
بقي على الشخص من التقوى والزهد بقية لا يدوم روحه في العمل بل تنشط وقتاً وتسأم وقتاً ويتناول 
النشاط والكسل فيه لبقاء متابعة شيء من الهوى بنقصان تقوى أو حبة دنياء » فإذا صح في في الزهد 
والتقوى إن ترك العمل بالجوارح لا يفتر عن العمل بالقلب» فمن رام دوام الروح وإستحلاء 
الدؤب في العمل لئلا يفتر عن العمل فعليه بحسم مادة الهوى والهوى روح النفس لا يزول» ولكن 
تزول متابعته ودقائق متابعة الهوى تتبين على قدر صفاء القلب وعلو الحال فقد يكون متبعا للهوى 


RARER 0°‏ كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الأول 


الورد الثالث في الفضل وفي هذا الوقت يكره النوم لمن نام قبل الزوال إذ يكره نومتان 
بالنهار قال بعض العلاء : ثلاث يقت الله عليها : الضحك بغير عجب والا كل من غير 
جوع والنوم بالنهار من غير سهر بالليل . والحد في النوم أن الليل والنهار أربع وعشرون 
ساعة فالإعتدال في نومه مان ساعات في الليل والنهار جيعاً » فإن نام هذا القدر بالليل 
فلا معنی للنوم بالنهار وإن نقص منه مقدار استوفاه بالنهار . فحسب ابن ادم إن عاش 


باستحلاء نالسة الخلق ومكالمتهم والنظر إليهم» وقد يتبع الهوى بتجاوز الإعتدال في النوم 
والأكل إلى غير ذلك من أقسام الموى المتبع وهذا شغل من ليس له شغل في الدنيا والله أعلم. 

( وفي هذا الوقت يكره النوم لمن نام قبل الزوال إذ تكره نومتان بالنهار ) ولفظ 
القوت : فإن کان قد رقد قبل الزوال فلا یرقد في هذا الورد» فإنه تکره له نومتان في یوم کا 
يكره له نوم النهار من غير سهر الليل. ( قال بعض العلماء ) ولفظ القوت: وروينا عن بعض 
العلاء : ( ثلاث ييقت الله عز وجل عليها : الضحك من غير عجب. والأكل من غير جوع › 
ونوم النهار من غير سهر الليل ) . 

قلت : وقد روي معنى ذلك في المرفوع من حديث عبد الله بن عمرو عند الديلمي » وقال في 
أثناء حديث : « وإن أبغض الخلق إلى الله ثلاثة الرجل يكثر النوم بالنهار ولم يصل من الليل شيا » 
والرجل يكثر الأكل ولا يسمي الله على طعام ولا يحمده» والرجل يكثر الضحك من غير عجب 
فإن كثرة الضحك تيت القلب وتورث الفقر ». 

وقال أبو نعيم في الحلية : حدثنا أبو بكر بن مالك حدثنا عبد الله بن أحمد» حدثني أي حدثنا 
عبد القدوس بن بكر» عن محمد بن نصر الحارثي رفعه إلى معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : 
« ثلاث من فعاهن فقد تعرض للمقت : الضحك من غير عجب» والنوم من غير سهر» والأكل من 
غير جوع ». 

م قال صاحب القوت : وإن لم يكن رقد وأحب أن ينام بين الظهر والعصر يتقوى بذلك على 
قيام الليل فلينم فإن نوما بعد الظهر لليلة المستقبلة ونوما قبل الظهر لليلة الماضية » فإن دام سهره 
بالليل واتصلت اوراده بالنهار حسن ان ينام قبل الظهر لما سلف من ليلته. 

( والحد في النوم أن الليل والنهار أربع وعشرون ساعة» فالاعتدال في نومه نثمان 
ساعات في الليل والنهار جيعا فإن نام هذا القدر بالليل فلا معنى للنوم بالنهار وإن نقص 
منه مقداراً استوفاه بالنهار ) هكذا هو في القوت ولا يشترط في هذا المقدار أن يكون متوالياً بل 
أعم من ذلك. فلو نام ساعتين من النهار وستاً من الليل كفاه ذلك والذي كنا نسمعه من أفواه 
الشيوخ إن حق العين عين وهي في العدد سبعون أي سبعون درجة وهي مس ساعات زمانية إلا 
خمس درج» وکان هذا احد اقسام حد الإعتدال والثان ساعات مائة وعشرون درجة» فالفرق 
بين الحدين خس وأربعون درجة. 


كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الأول O‏ 


ستين سنة إن ينقص من عمره عشرون سنة ومها نام نمان ساعات وهو الثلث فقد نقص 
من عمره الثلث ولكن لا كان النوم غذاء الروح كا أن الطعام غذاء الأبدان وكا أن 
العام والذ كر غذاء القلب لم يكن قطعه عنه وقدر الاعتدال هذا والنقصان منه ربا يفضي 
إلى اضطراب البدن إلا من يتعود السهر تدريجا فقد يمرن نفسه عليه من غير اضطراب 
وهذا الورد من أطول الأوراد وأمتعها للعباد وهو أحد الآصال التي ذكرها الله تعالى إذ 


( فحسب ابن آدم إن عاش ستين سنة أن ينقص من عمره عشرون سنة ) فيبقى الثلثان 
وينقص الثلث» وبجساب ما ذكرنا ينقص في كل شهر يوم ونصف تقريباً وفي كل سنة ثمانية عشر 
ومان (ومه) نام نمان ساعات وهو الثلٹ) من أربع وعشرین (فقد نقص من عمره) 
النفيس ( ثلث ولكن لما كان النوم غذاء للروح ) وراحته ( ك| أن الطعام غذاء الأبدان) 
وقوتها . قال الله تعالى : ل وجعلنا نومكم سباتا © [ النبأً: ٩‏ ] أي راحة للبدن فإذا ارتاح البدن 
خف الروح ونشط» ( وكا أن العام والذ كر غذاء القلب م يكن قطعه عنه ) لكال حاجته 
إلبهء ( وقدر الإعتدال هذا ) الذي ذكرناه ( والنقصان منه ربا يفضي إلى اضطراب البدن) 
ولفظ القوت ومن الناس من قال إنه إن نقص شيئا من نوم هذا المقدار في اليوم والليلة اضطرب 
بدنه ( إلا من يتعود السهر) أي يتخذه عادة له ( تدريجاً فقد تتمرن نفسه عليه من غير 
اضطراب ٠)‏ فإن العادة قد تعمل عمل الطبع وتنقل عن العرف ولا يقاس عليها . 

وقال صاحب العوارف : والنعاس قسم صالح من الأقسام العاجلة للمريدين » وهو أمنة لقلوبهم 
من منازعات النفس لأن النفس بالنوم تستريح ولا تشكو الكلال إذ في شكايتها تكدير واستراحتها 
بالنوم شرط العم والإعتدال راحة القلب لا بين القلب والنفس من المواطأة عند طأنينتها 
للمريدين السالكينء فقد قيل : ينبغي أن يكون ثلث النهار والليل نوماً حتى لا يضطرب الجسد» 
فيكون نمان ساعات للنوم ساعتان من ذلك يجعلها بالنهار وست ساعات بالليل » ويزيد في أحدها 
وينقص من الآخر على قدر طول الليل وقصره في الشتاء والصيف» وقد يكون بحسن الإرادة. 
وصدق الطلب ينقص النوم عن قدر الثلث ولا يضر ذلك إذا كان بالتدريج» وقد يحمل ثقل 
السهر وقلة النوم وجود الراحة والأنس» فإن النوم طبعه بارد رطب ينفع الجسد والدماغ ويسكن 
من الحرارة واليبس الحادث في المزاج» فإن نقص من الثلث يضر بالدماغ ويخشى منه اضطراب 
الجسم فإذا نام عن النوم روح القلب وآنسه لا يضر نقصانه» لأن طبيعة الروح والأنس بارد 
رطب كطبيعة النوم » وقد يقصر مدة طول الليل وجود الروح تقصير بالروح لأوقات الليل الطويلة 
كالقصيرة كا يقال سنة الوصل سنة وسنة المجر سنة فيقصر لأصل الروح» والله أعلم. 

( وهذا الورد من أطول الأوراد ) لطول مدته ( وأمتعها ) أي أكثرها متاعاً ( للعباد ) أي 
العابدين الذاكرين » وهو يضاهي الورد الثالث في الطول. ( وهو ) أصيل النهار » و( أحد الآصال 
التي ذكرها الله تعالى ) فيه سجود كل شيء وقربه بالغدو. ( إذ قال: 9 ولله يسجد من في 


ASAS £0۲‏ ا اورا ق اراك ات ا ل 


قال : ولك جد من في السّمواتِ والأزْض طَوَعاً وَكَرْهاً وظلاَلمُّم بالغدو 
والآصال) [ الرعد ٠١:‏ ] وإذا سجد لله عز وجل الجادات فكيف يجوز أن يغفل العبد 
العاقل عن أنواع العبادات. 

الورد السادس: إذا دخل وقت العصر دخل وقت الوردالسادس» وهو الذي 
أقسم الله تعالى به فقال تعالى : $ والعصر © [ سورة العصر ] هذا أحد معني الآية 
وهو المراد بالآصال في أحد التفسيرين وهو العشي المذ كور في قوله: #وعشاً) 
[ مرم : ۱١‏ ]» وف قوله: ([بالعشي والاشراق) [ ص:۱۸] وليس في هذا 
الورد صلاة إلا أربع ركعات بين الأذان والإقامة - كا سبق في الظهر- ثم يصلي 
الفرض ويشتغل بالأقسام الأربعة المذكورة في الورد الأول إلى أن ترتفع الشمس 


السموات والأرض طوعاً وكرهاً وظلامم بالغدو والآصال) فإذا سجد لله عز وجل 
الجمادات ) التي لا روح هما . ( فكيف يغفل العبد العاقل عن أنواع العبادات ) . ولفظ القوت: 
فما أقبح أن تكون الأشياء الموات لربها ساجدات ذاكرات» والمؤمن الحي عن ربه معرض ذو 


٤‏ الورد السادس: إذا دخل وقت العصر دخل الورد السادس وهو الذي أقسم الله تعالى 
به فقال تعالى : $ والعصر * ) إن الإنسان لفي خسر ) ( هذا أحد معني الآية ) أقسم بصلاة 
العصر لفضلهاء والمعنى الثاني أقسم بعصر النبوة أو بالدهر لاشتاله على الأعاجيب وهذا المعنى 
الاخير رواه.ابن المنذر عن ابن عباس» وروى ابن جرير عنه قال: « ساعة من ساعات النهار ». 
وروي عنه أيضاً ما قبل مغيب الشمس من العشي ». ( وهو المراد بالآصال في أحد التفسيرين 
المذ كورين في قوله ) » ولفظ القوت: وهو أحد الوجهين من الوقت في الآصال الذي ذكره الله 
عز وجل وهو العشي الذي ذكر الله التسبيح فيه والتنزيه والحمد فقال عز وجل: ( < وعشياً) 
وحين تظهرون) ( وفي قوله : 3 بالعشي والإشراق) ) فالراد بالعشي فيه وقت العصر » وكذا 
قوله تعالى : 3 وقبل الغروب € فإن المراد به صلاة العصر . ( وليس في هذا الورد صلاة إلا أربع 
ر كعات بين الأذان والإقامة كا سبق في الظهر ) فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: 
قال رسول الله مه : ١‏ من صلى قبل العصر أربعاً حرمه الله على النار » رواه الطبراني في الكبير . 
ورواه في الأوسط بلفظ : « م تمسه النار » وإسناده ضعيف وعن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً : 
١‏ من صلى قبل العصر أربع ركعات غفر الله له مغفرة عزما ». رواه أبو نعي . وعن أم سلمة رضي 
الله عنها « من صلى اربع ركعات قبل العصر حرم الله بدنه على النار ». وعن علي رضي الله عنه : 
من صلی اربع ر كعات قبل العصر حرم الله لحمه على النار » رواه ابن النجار. وقال صاحب 
العوارف: يقرا فيها إذا زلزلت والعاديات والقارعة والهام . 


( ثم يصلي الفرض ) بالجاعة ويجعل من قراءته في بعض الأيام : والسماء ذات البروج قال 


كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الأول DR‏ 


إلى رؤوس الحيطان وتصفرَ واللأفضل فيه إذ منع عن الصلاة تلاوة القرآن بتدبر وتفهم 
إذ يجمع ذلك بين الذ كر والدعاء والفكر » فيندرج في هذا القسم أکثر مقاصد الأقسام 
الثلاثة . 

الورد السابع: إذا اصفرت الشمس بأن تقرب من الأرض بجيث يغطي نورها 
الغبارات والبخارات التي على وجه الأرض ويرى صفرة في ضوئها دخل وقت هذا 
الورد» وهو مثل الورد الأول من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس لأنه قبل الغروب كا 
أن ذلك قبل الطلوع وهو المراد بقوله تعالى : 3 فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون ) 
[ الروم ٠۷:‏ ] وهذاهو الطرف الثاني المراد بقوله تعالى  :‏ فسح وأطراف النهار ) قال 
الحسن : كانوا أشد تعظياً للعشي منهم لأول النهار . وقال بعض السلف : كانوا يجعلون 


صاحب العوارف : سمعت أن قراءة سورة البروج في صلاة العصر أمان من الدماميل ( ويشتغل ) 
بالأقسام الأربعة المذ كورة ( في الورد الأول ) من الأذكار والأفكار من أعال القلوب والجوارح 
( إلى أن ترتفع الشمس إلى رؤوس الحيطان) والجدر ( وتصفر ) ووت حرها وكانت مثلها 
حين تطلع » ( والأفضل فيه إذا منع من الصلاة تلاوة القرآن بتدبر) وترتيل ( وتفهم ) 
وحسن تأويل ( إذ يجمع ذلك معنى الذكر والدعاء والفكر» فيندرج في هذا القسم أكثر 
مقاصد الأقسام الثلاثة ) المذ كورة. وقال صاحب العوارف : وأفضل من ذلك مجالسة من يزهده 
في الدنياء ويشد كلامه عرا التقوى من العلاء الزاهدين من المتكلمين با يقوي العزائم من 
المريدين » فإذا صحت نية القائل والمستمع فهذه المجالسة أفضل من الإنفراد والمداومة على 
الأذكار. 

( الورد السابع): وهو آخر أوراد النهار ( إذااصفرت الشمس بأن تقرب من الأرض 
بحيث يغطي نورها القتارات ) أي الغبارات ( والبخارات التي على وجه الأرض» وترى 
صفرة في ضوئها دخل رفت ها الورد» وهو مثل الورد الأول من طلوع الفجر إلى طلوع 
الشمس لأنه قبل الغروب ك| أن ذلك قبل الطلوع وهو) الإمساء (المراد بقولهتعالى: 
فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون) ) تقدم تفسير هذه الآية قريباً. ( وهو الطرف 
الثاني ) من النهار ( المراد بقوله تعالى: ‏ وأطراف النهار ) ) والطرف الآخر وهو الظهر كا 
تقدم لأنها صلاة في آخر الطرف الأول من النهار وآخر الطرف الأخير غروب الشمس . 

( قال الحسن ) البصري رجه الله تعالى : ( كانوا أشد تعظيا للعشي منهم لأول النهار ) نقله 
صاحب القوت . ( وقال بعض السلف: كانوا يجعلون أول النهار للدنيا وآخره للآخرة ) نقله 
صاحب القوت إلا أن صاحب العوارف نقل أن خروج المريد لحوائجه وأمر معاشه في هذا الوقت 
أفضل وأولى من خروجه في أول النهار . 


SASS RE GEE oe 04 


أوّل النهار للدنيا وآخره للآخرةء فيستحب في هذا الوقت التسبيح والاستغفار خاصة 
وسائر ما ذكرناه في الورد الأول مثل أن يقول: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي 
القيوم وأسأله التوبةء وسبحان الله العظيم وجمده مأخوذ من قوله تعالى  :‏ واستغفر 
لذنبك وسبح جمد ربك بالعشي والابكار) [غافر: ۵۵ ] والاستغفار على الأساء 
التي ني القرآن أحب كقوله : [ أستغفر الله إنه كان غفاراً) [ نوح: ٠١‏ ] « واستغفره 
إنه كان توابا) [النصر ٠:‏ ] #رب اغفر وارحم وآنت خير الراحمين( [المؤمنون: 
۸ ] فاغفر لنا وارحنا وأنت خير الغافرين € [الاعراف: ۱۵۵ ] ويستحب 
أن يقرأ قبل غروب الشمس ‏ والشمس وضحاها € والليل إذا يغشى ‏ والمعوّذتينء 
ولتغرب الشمس عليه وهو في الاستغفار فإذا سمع الأذان قال : : اللهم هذا اقىال ليلك 


قلت : وهو يختلف باختلاف الحوائج وباختلاف الأحوال والأوضاع وباختلاف البلدان كا لا 

( فيستحب في هذا الوقت التسبيح والإستغفار خاصة) وإن مازجها التذكير والتلاوة 
( وسائر ما ذكرناه في الورد الأول) فهو حسن» والإستغفار والتسبيح (مثل أن یقول: 
أستغفر الله العظم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأساله التوبة ) ولفظ القوت احفر ال 
الحي القيوم وأسأله التوبة. وتقدم آنفاً أنه روي وأتوب إليه بدل وأسأله التوبة. ( وسبحان الله 
العظم ومحمده ) وني بعض النسخ هنا زيادة أستغفر الله وإن قال أستغفر الله العظم لذنبي وسبحان 
لله وبجمد ريي فقد جاء بلفظ الأمر ( من قوله عز وجل: < واستغفر لذنبك وسبج بحمد ربك 
بالعشي والإبكار)) هكذا هو في سياق صاحب القوت. ( والإستغفار بالأسماء التي في 
القرآن أحب ) ولفظ القوت: وأستحب الإستغفار على الأسماء التي في القرآن ( كقوله: 
أستغفر الله إنه كان غفاراً) أستغفر الله أن الله كان تواباً رحباً) 9 رب اغفر 
وارحم وأنت خير الراحين) فاغفر لنا وارحنا وأنت خير الغافرين € ) ولفظ القوت 
مثل ان يقول: استغفر الله إنه كان توابا أستغفر الله إنه كان غفارا. استغفر الله التواب الرحم. 
رب اغفر وارحم إلى آخره. ( ويستحب أن يقرأ قبل الغفروب ) السورتين: ( والشمس 
وضحاهاء والليل إذا يغشى» والمعوذتين ) لا في كل منها من ذكر الشمس والليل والغروب 
والفلق والغاسق وغير ذلك ما يناسب الوقت. ( ولتغرب الشمس عليه وهو في الإستغفار ) 
فذلك ما أمر به في هذا الوقت من الأذكار . 

وروى الديلمى من حديث أي هريرة رضى الله عنه مرفوعاً قال ٠‏ من استغفر الله إذا وجبت. 
ا e E O N a a a E a‏ 
ذنب a aS a‏ والدعاء والذكر في أول النهار قبل طلوع الشمس 
فإنه يستحب في هذا الورد قبل الغروب لأن الله تعانى قد نرنم) بالذكر في عدة آيات . 


كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الأول LOO ees‏ 


وادبار نهارك وأصوات دعاتك - كا سبق- ثم يجيب المؤذن ويشتغل بصلاة المغرب 
وبالغروب قد انتهت أوراد النهار » فينبغي أن يلاحظ العبد أحواله ويحاسب نفسه» فقد 
انقضی من طریقه مرحلة فان ساوی یومه أمسه فیکون مغبوناً و إن کان شرا منه فیکون 
ملعوناًء فقد قال به  :‏ لا بورك لي في يوم لا أزداد فيه خيراً » فإن رأى نفسه متوفراً 
على الخير جيع نهاره مترفهاً عن التجشم كانت بشارة فليشكر الله تعالى على توفيقه 
وتسديده إياه لطريقه » وإن تكن الأخرى فالليل خلفة النهار فليعزم على تلافي ما سبق 
من تفريطه فإن الحسنات يذهبن السيئات » وليشكر الله تعالى على صحة جسمه وبقاء بقية 
ن غمزة طرل له لل خدارك تقو ةه لخر ف قله أن هار العر له خر 


( فإذا سمع الأذان ) أي أذان المغرب ( قال: اللهم هذا إقبال ليلك وإدبار نارك ) 
وأصوات دعاتك وحضور صلواتك وشهود ملائكتك صل یا رب على عمد وعلى آله واعطه 
الفضيلة والوسيلة والمقام المحمود الذي وعدته ( كا سبق ) ني كتاب الصلاة. . م يجيب المؤذن) 
ما تقدم ذكره في كتاب الصلاة وليقل : رضت بالله ا وبالاسلام دیناً وبمحمد نبا ثلاثاً. 
وكذلك يقول عند أذان الغداة إلا انه يقول: إدبار ليلك وإقبال نہارك. والنص بهذا في صلاة 
لغرب فلذلك اقتصر عليه المصنف. ( ويشتغل بصلاة المغرب ) مع الجماعة ( وبالغروب ) أي 
إذا توارت بالحجاب ( قد انتهت أوراد النهار ) السبعة» ( فينبغي أن يلاحظ العبد أحواله 
ويحاسب نفسه ) ویدقق عليها ماذا انقضی له‌معهاء وماذا انقضی منه عندهاء وماذا قضی عليه 
فيها ( فقد انقضى من طريقه مرحلة) ونقص من أيامه يوم » فاذا قطع في سفره بقطع رحلته» 
ومادا ازداد في غده ما نقص من یومه( فهل ساوی یومه أمسه فیکون مغبوناً أو کان شرا منه 
فيكون ملعوناً ) والناس على وفاق شار نفسه فمعتقها أو راهنها فموبقها . وقال تعالى : $ إن 
سعيكم لشت وقال تعالى : # كل نفس مما كسبت رهينة € وأشار المصنف بسياقه إلى قوله مل : 
١‏ من استوی يوماه فهو مغبون ومن کان آخر يوميه شرا فهو ملعون ومن م يکن على الزيادة فهو 
في النقصان فالموت خير له ومن اشتاق إلى الجنة سارع في الخيرات ». رواه الديلمي من حديث 
خمد بن سوقة عن الحارث عن علي رضي الله عنه وسنده ضعيف .( وقد قال مه :« لا بورك لي في 
يوم لا ازداد فيه خبراً» ) 2 في الباب الأول من كتاب العم إلا أنه قال: « علا » بدل 
١‏ خرأ» ( فإن رأى نفسه متوفراً على الخير ) مقبلاً عليه ( جرع نباره مترفهاً عن التجشم ) 
أي المشقة ( كانت بشارة فليشكر الله على توفيقه ) له ( وتسديده إياه لطريقه ) حيث أعانه 
على فعل الخير» > (وإن تكن الأخرى فالليل خلفة النهار) وفي بعض النسخ خلغة سيار» 
( فلیعزم على تلافي ما سبق )آي تدار که ( من تفريطه فإن الحسنات يذهبن السيئات ) کا في 
الكتاب العزيز » وفي السنة الصحيحة « وأتبع السيئة الحسنة تمحها ». ( فليشكر الله عل صحة 
جسمه ) وسلامة بدنه ( وبقاء بقية عمره إلى أول ليله ) وني نسخة: طول اللبل. ( ثم يشتغل 


40٦‏ كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الأول 


تغرب فيه شمس الحياة فلا يكون هما بعدها طلوع» وعند ذلك يغلق باب التدارك 
والاعتذار فليس العمر إلا أياما معدودة تنقضي لا حالة جلتها بانقضاء آحادها. 
بیان اُوراد الليل وهي خسة: 

الأول : إذا غربت الشمس صل المغرب واشتغل باحياء ما بين العشاءين فآخر هذا الورد 
عند غيبوبة الشفق أعني ال حمر ة التي بغيبوبتها يدخل وقت العتمة » وقد أقسم الله تعالى به فقال : 
8 فلا أقسم بالشفق € [ الانشقاق ٠١:‏ ] والصلاة فيه هي نأشئة الليل لأنه أول نشوء ساعاته 


بتدارك تقصيره) في أعال الجوارح والقلب » ( وليحضر قلبه إن نهار العمر ولو طال ) وامتد 
( له آخر تغرب فيه شمس الحياة فلا يكون له بعدها طلوع ) أبدآً. ( وعند ذلك یغلق باب 
التدارك و) يسد وجه (الإعتذار) فلا يكنه التلافي ولا تقبل المعذرة ( فليس العمر) إذا 
حققت ( إلا أياماً معدودة) وساعات معلومة ( تنقضي لا عحالة جلتها بانقضاء آحادها ) فإن 
استربت ذلك فانظر من سلفك كيف كانوا وإلى أين صاروا. اللهم اختم لنا منك بخير يا أرحم 
الراحمين. وقد دخلت أوراد الليل الخمس فتدارك الآن فما يستقبل من الليل ما فات فيا مضى من 
النهار » وقد روى أبو هريرةء عن النبي عه : « إن الله عز ول تيص کل جعظري جواظ 
صخاب بالأسواق جيفة بالليل حار بالنهار عام بأمر الدنيا جاهل بأمر الآخرة». 


بيان أوراد الليل وهي خسة: 

( ألأول: إذا غربت الشمس صلى المغرب ) كا سبق ( واشتغل بإحياء ما بين العشاءين ) 
إذ هو من أهم الأمور عندهم» ز رآخر هذا الورد غيبوبة الشفق ) محركة ( أعن الحمرة التي 
بغيبوبتها يدخل وقت العشاء الآخرة) . وفي هذه المسألة اختلاف بين أئمة اللغة وبين الفقهاء » 
ففي المغردات للراغب الشفق : اختلاط ضوء النهار بسواد الليل عند غروب الشمس » وفي المصباح 
الشفق : الحمرةمن الغروب إلى وقت العشاء الأخيرة فإذا ذهب قيل غاب حكاه الخليل. وقال 
الفراء : سمعت بعض العرب يقول عليه ثوب كالشفق وكان أحر . وقال ابن قتيبة : الشفق الأجر 
من الغروب إلى وقت العشاء الآخرة ثم يغيب ويبقى الأبيض إلى نصف الليل » وقال الزجاج : الشفق 
الحمرة التي ترى في ا مغرب بعد سقوط الشمس وهذا هو المشهور في كتب اللغة » وهو قول الشافعي 
وجاعة من الأئمة. وقيل الشفق البياض وهو قول أي هريرة وجماعة من الصحابة والتابعين وهو قول 
أي حنيفة وصاحبيه وجاعة من أئمة اللغة ء ويروى عن أي حنيفة قول آخر انه الحمرة وتفصيل ذلك 
بالاحتجاج لكل من الفريقين في كتب الفروع. 

( وقد أقسم الله تعالى به ) في كتابه العزيز ( فقال: < فلا أقسم بالشفق € ) والشفق ما بين 
العشاءين ( والصلاة في ذلك الوقت هي ناشئة الليل ) المذ كورة في القرآن : 3 إن ناشئة اليل هي 
أشد وطأ وأقوم قبلا أي ساعته لأنه أول نشء ساعاته. وقيل: المراد به قيام الليل. وفي لسان 


كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الأول 


وهو إنى من الآناء المذ كورة في قوله تعالى : $ ومن آناء الليل فسبّح) [ طه ٠١١:‏ ] وهي 
صلاة الاوابين وهي المراد بقوله تعالى : 3 تتجافى جنوبُهم عن المضاجع € [ السجدة:١٠‏ ] 
روي ذلك عن الحسن وأسنده ابن أي زياد إلى رسول الله يي أنه سئل عن هذه الآية فقال 
 :‏ الصلاة بين العشاءين ». ثم قال عله : « عليكم بالصلاة بين العشاءين فإنها تذهب 
بملاغات النهار وتذب آخره » والملاغات جع ملغاة من اللغو . وسئل أنس رجه الله عمن 
ينام بين العشاءين فقال: لا تفعل فإنها الساعة المعنية بقوله تعالى : 3 تتجافى جنوبهم عن 
الحبشة بقولون: نشأً إذا قام» ( وهو إلى ) بكسر الممزة وسكون النون بمعنى الوقت ( من 
الأناء ) آي الأوقات المذكورة ( في قوله عز وجل: ‏ ومن آناء الليل فسبح) ) والمراد يآناء 
الليل هنا العشاء الأخيرة ( وهي ) أي الصلاة في هذا الوقت هي ( صلاة الأوابين ) ويقال : صلاة 
الغفلةء ( وقيل: هي المراد بقوله: 3 تتجافى جنوبهم عن المضاجع) روي ذلك عن الحسن ) 
أي البصري في القوت. قال يونس بن عبيد » عن الحسن في قوله تعالى : $ تتجافى ) الآية قال : 
الصلاة ما بين العشاءين » ( وأسنده ابن أبي زياد ) هكذا في النسخ المعتمدة من الكتاب» وهكذا 
هو في نسخ القوت» ووجد في بعض نسخ الكتاب ابن أبي زيادة» وفي بعضها ابن أبي الزناد وهي 
النسخة التي اطلع عليها الحافظ العراقي فاعترض عليه وفي بعض نسخ القوت ابن ألي الدنيا وهو 
غلط ( إلى النبي به أنه سئل عن هذه الآية ) 3 تتجافى جنوبهم عن المضاجع ) ( فقال ل : 
« الصلاة بين العشاءين » ثم قال « عليكم بالصلاة بين العشاءين فإنها مذهبة لملاغاة النهار 
ومهذبة آخره» ) . وفي بعض النسخ: « فإنها تذهب بملاغاة النهار وتهذب آخره ». وهكذا هو في 
القوت قال: ( والملاغاة جع ملغاة من اللغو ) أي تسقط اللغو وتصفي آخره هذا لفظ القوت» 
ولا يخفى أن الملاغاة مفاعلة من اللغو. وأما الملغاة فجمعه الملاغي كمسعاة ومساع فتأمل ذلك . 

قال العراقي : نسبة المصنف هذا إلى ابن أي الزناد معترض إنما هو إسماعيل بن ألي زياد بالياء 
امثناة من تحت . رواه أبو منصور الديلمي في مسند الفردوس من رواية إسماعيل بن أبي زياد الشامي 
عن الأعمش» حدثنا أبو العلاء العنبري» عن سلمان قال : قال رسول الله مي : « عليكم بالصلاة 
نيا بين العشاءين فإنها تذهب بلاغاة النهار ومهذبة آخره». وإسماعيل هذا متروك يضع الحديث 
قاله الدارقطني» واسم أي زياد مسام وقد اختلف فيه على الأعمش اه. 

قلت : هو في كتاب الديلمي ومهذرة آخره» وقد ذكر الذهبي إسماعيل هذا في ديوان الضعفاء 
وأنه روی عن ابي عون وأنه كان ممن يضع الحديث» ونقله عن الدارقطني وذكر إسماعيل بن أي 
زياد آخر يعرف بالشفري قال ابن معين وهو كذاب ولكن المراد هو الأول المعروف الشامي . 

( وسئل أنس ) بن مالك رضي الله عنه ( عمن ينام بين العشاءين ) أي بين المغرب والعشاء 
( فقال: لا يفعل ذلك فإنها الساعة المعنية ) أي الرادة ( بقوله عز وجل ( تتجافى جنوبهم 


£0۸ ا اوق ارفاك الاب لاون 


اللضاجع ‏ وسيأتي فضل احياء ما بين العشاءين في الباب الثاني . وترتيب هذا الورد أن 
يصلي بعد المغرب ركعتين أولاً يقرأ فيها قل يا أيها الكافرون» وقل هو الله أحدء 
ويصليهما عقيب المغرب من غير تخلل كلام ولا شغل ثم يصلي أربعاً يطيلها م يصلي إلى 
غيبوبة الشفق ما تيسر له. وإن كان المسجد قريباً من المنزل فلا بأس أن يصليها في يته 


عن المضاجع# ) ولفظ القوت فإنها هي الساعة التي وصف الله المؤمنين بالقيام فيها فقال: 
# تتجافى جنوبهم عن المضاجع € يعني الصلاة بين ا مغرب والعشاء . 

قلت : رواه ابن مردويه من حديث أنس أنها نزلت في الصلاة بين المغرب والعشاء» ورواه 
الترمذي وحسنه بلفظ : « نزلت في انتظار الصلاة التي تدعى العتمة » وسيأتي في فضل إحياء ما بين 
العشاءين أن السائل هي امرأة أنس . رواه فضيل بن عياض عن أبان بن أي عياش . ( وسباتي فضل 
إحياء ما بين العشاءين ف الباب الثانی ) من هذا الكتاب. 

( وترتيب هذا الورد أن تصلي ) إذا فرغ المؤذن من أذان المغرب ركعتين خفيفتين بين 
الأذان والإقامة. قال صاحب العوارف : و كان العلاء يصلون هاتين الر كعتين في البيت يعجلون بها 
قبل الخروج إلى الجماعة كيلا يظن الناس أنها سنة مرتبة فيقتدى بهم ظناً منهم أنها سنة اه. 

وفي هاتين الر كعتين خلاف بين العلاء تقدم ذكره في كتاب الصلاةء وتقدم الكلام أيضاً على 
حدیث بريدة: « بين كل اذانين صلاة». ثم تصلي ( بعد ) الفراغ من صلاة (المغرب ركعتين 
أولاً) وها ركعتا سنة المغرب (تقرأً فيها: قل يا أيها الكافرونء وقل هر الله أحدء 
وتصليه] عقيب ) فرض (المغرب ) يعجل بها ( من غير تخلل كلام وشغل ) بشيء يقال : إنها 
رارع ا SL SS E‏ فر ل 
مرحباً بالملكين الكاتبين اكتبا في صحيفتي أني أشهد أن لا إله إلا الله وأن مدا رسول الله » وأشهد 
أن الجنة حق والنار حق والحوض حق والشفاعة حق والصراط حق والميزان حق إن الساعة آنية لا 
ريب فيها وإن الله يبعث من في القبور . اللهم إني أودعك هذه الشهادة ليوم حاجتي . اللهم احطط 
بها وزري واغفر با ذنبي وثقل بها ميزاني وأوجب لي بها أماني وتجاوز بها عني يا أرحم الراحين. 
قال صاحب القوت : فان کان منزله قریباً من مسجده فلا بأس أن ير كعها في بیته» وکان أحد 
يصليه| في بیته وقول : هي سنته لأن رسول الله ْم کان يصليها في بیته. 

قلت : قد تقدم الكلام على ذلك في كتاب الصلاة. 

( نم تصلي أربعاً تطيلهن ) فالجميع ست ركعات إلا أن في الأوليين يستحب الإسراع 
والتخفيف» وني الأربع الإطالة والتأنء ( ثم يصلي إلى غيبوبة الشفق ) الثاني وهو البياض الذي 
يكون بعد ذهاب الحمرة وبعد غسق الليل وظلمته لأنه آخر ما يبقى من شعاع الشمس في القطر 
الغرلي إذا قطعت الأرض العليا ودارت من وراء جبل قاف مصعدة تطلب المشرق ( ما تيسر له ) 
من الصلوات . ذكره صاحب العوارف منها ركعتين بسورة البروج والطارق» ثم ركعتين يقرأ في 


كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الأول e‏ 


إن لم يكن عزمه العكوف في المسجد. وإن عزم على العكوف في انتظار العتمة فهو 
الأفضل إذا كان آمنا من التصنع والرياء. 

الورد الثانى: يدخل بدخول وقت العشاء الآخرة إلى حد نومة الناس وهو أوّل 
استحكام الظلام وقد أقسم الله تعالى به إذ قال : [والليل وما وسق © [ الانشقاق : ١۷‏ ] 
أي وما جمع من ظلمته . وقال : # إلى غسق الليل € [ الاسراء :۷۸ ] فهناك يغسق الليل 
وتستوثق ظلمته. وترتيب هذا الورد بمراعاة ثلاثة أمور . 


الأول : أن يصلي سوى فرض العشاء عشر ر كعات أربعاً قبل الفرض إحياء ما بين 


الأولى عشر آيات من أول البقرة والآيتين وإلمكم إله واحد» وخس عشرة مرة قل هو الله أحدء 
ويقرأً في الأخرى سورة الزمر والواقعة ويصلى بعد ذلك ماشاء » وإن أراد أن يقرأ شيا من حزبه 
ف دا الوق ف الضلاة أو غر هاا قعل وان شاه صل ععرين ر كمه فة بسورة الا حلاص 
والفاتحة» ولو واصل العشاءين بركعتين طويلتين يطيل فيه القيام فحسن » وإن كرر فيها قوله 
تعالى : 3 ربنا عيك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير € [ الممتحنة : ۽ ] وآية أخرى في معناها كان 
جامعاً بين التلاوة والصلاة والدعاء ففي ذلك المهم وظفر بالفضل . 

( فإن كان المسجد قريباً من المنزل فلا بأس أن يصليهن في بيته إن م يكن عزمه ) أي نيته 
( العكوف في المسجد» وإن عزم على العكوف في انتظار العتمة فهو الأفضل ) ماروي في 
فضل ذلك من الآثار ( إذا كان آمناً من ) دخول آفة ( التصنع والرياء ) وإلا فالبيت أسام له 
نقله صاحب القوت بنحوه. 

وقال صاحب العوارف : فإن واصل بين العشاءين في مسجد جاعة يكون جامعاً بين الاعتكاف 
ومواصلة العشاءين ‏ وإن رأى انصرافه إلى منزلة والمواصلة بين العشاءين في بيته أسام لدينه وأقرب 
إل ا لاض واج ل فال اه 

( الورد الثاني: بدخول وقت العشاء ) وهو غيبوبة الشفق أما الأحر أو الأبيض على 
اختلاف المذاهب ( إلى حد نوم الناس وهو أول استحكام الظلام ) واشتداده» ( وقد أقسم 
الله عز وجل به) في كتابه العزيز إذ قال :  (‏ والليل وما وسق) أي وما جع الله من ظلمته ) 
يقال : وسقه وسقا أي جعه ( وقال تعالى : إلى غسق الليل) ) وهو شدة ظلمته» ( فهناك 
يغسق الليل وتستوثق ظلمته ) كذا في القوت وفيه يستحب النوم. 

( وترتيب هذا الورد بمراعاة ثلاثة أمور. الأول: أن يصلي سوى فرض العشاء عشر 
ركعات . أربعاً قبل الفرض إحياء لما بين الأذانين ) أي الأذان والإقامة يقرأ فيهن الفاتحة 
والإخلاص ثلاثاً . ( وستاً بعد الفرض ركعتين وأربعاً ) لما روي عن ابن مسعود أنه كان يكره 
أنبصلي بعد كل صلاة مثلها وقد تقدم ذلك للمصنف. ويقال: إن الأربع بعد صلاة العشاء في 


e 1‏ کا اوردق م ل 


ااا و ت ارقن رکعتين ثم أربعاً ويقرأ فيها من القرآن الآيات المخصوصة 
كآخر البقرة وآية الكرسي وأوّل الحديد وآخر الحشر وغيرها. 

والثاني : أن يصلي ثلاث عشرة ركعة آخرهن الوتر فإنه أكثر ما روي أن الني له 
صلل بها من الليل . والأكياس يأخذون أوقاتہم من أوّل الليل والأقوياء من آخره والحزم 


بيته يعدلن مثلهن في ليلة القدر» وكان رسول الله به يصليهن في بيته أول ما يدخل قبل أن 
يجلس كذا في القوت . 

وقال صاحب العوارف : ويصلي بعد العشاء ر كعتين ثم ينصرف إلى منزله أو موضع خلوته فيصلي 
أربعاً أخری» وقد کان رسول الله َه يصلي في بيته أول ما يدخل قبل ما يجلس اه. 

( ويقرأً فيها من الآيات المخصوصة كآخر البقرة وآية الكرسي وأول الحديد وغيرها) 
ولفظ القوت: وإن قرأ في الأولى من الأربع آية الكرسي والآيتين بعدهاء وفي الثانية آمن الرسول 
والآية قبلهاء وفي الثالثة أول الحديد إلى قوله : # وهو عليم بذات الصدور# وفي الرابعة: آخر 
الحشر من قوله تعالى : هو الله الذي لا إله إلا هو عام الغيبوالشهادةهوالرحمن الرحم) فقد 
أخر وأصاب . 


ولفظ العوارف: ويقرأ في هذه الأربع سورة السجدة ولقمان ويس وحم الدخان وتبارك» وإن 
أراد أن يخفف فيقرأً فيها آية الكرسى وآمن الرسول وأول الحديد وآخر الحشر اه. 

ويروى عن ابن عباس رفعه» من صلى أربع ركعات خلف العشاء الآخرة قرأ في الركعتين 
الأوليين قل يا أا الكافرون وقل هو الله أحد » وقرأ في الر كعتين الأخيرتين» تباركالذي بيده الملك» 
وام تنزيل كتين له كأربع ر كعات من ليلة القدر ». ورواه الطبرافي وابن صصري وأبو الشيخ . 

( الثاني: أن يصلي ثلاث عشرة ركعة آخرهن الوتر فإنه ) أي أن هذا القدر ( أكثر ما 
روي عن رسول الله يه صلى به من الليل) إلا في خبر مقطوع وهو سبع عشرة ركعة» 
والمشهور انه كان يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة وثلاث عشرة» وربا حسبوا فيها ر كعتي 
الفجر هذا لفظ القوت. وقد تقدم الكلام عليه في كتاب الصلاة. 

وقال العراقي : روى أبو داود من حديث عائشة « لم يكن يوتر با نقص من سبع إلا بأكثر من 
ثلاث عشرة » وللبخاري من حديث ابن عباس « كانت صلاته ثلاث عشرة ر كعة » يعنى بالليل . 
ولمسام « كان يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة » وفي رواية للشيخين « منها ركعتا الفجر » وها 
أيضاً « ما كان رسول الله َه يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة». 

قلت : وقد أوسعت الكلام عليه في كتاب الصلاة. 

( واللأكياس يأخذون أوقاتہم من أول الليلء والأقوياء ) يأخذون أورادهم ( من آخره) 


کتاب ترتیب الأوراد ف الأوقات / الباب الأول CAV ae args‏ 


لتقدي فان ربا لا يستيقظ أو يثقل عليه القيام إلا إذا صار ذلك عادة له فاخر الليل 
أفضل ثم ليقرأ في هذه الصلاة قدر ثلاثمائة آية من السور المخصوصة التي كان الني لل 
يكثر قراءتها مثل يس وسجدة لقان وسورة الدخان وتبارك الملك والزمر والواقعة. فإن 


كذا ي القوت قال: ورواه المبارك بن عوف الأحمس عن عمر بن الخطاب رضي الله عنهء 
( والحزم التقدم فإنه رما لا يستبقظ أو يثقل عليه القيام ) لعارض طرأ عليه ( إلا إذا صار 
ذلك عادة له فآخر اللیل ) في حقه ( أفضل ) . ویروی أنه َه قال لأبي بكر : « متى توتر ؟» 
فقال : في أول الليل . وقال لعمر : « متى توتر ؟ » قال: في آخر الليل . فقال لأهي بكر : « حذر هذا » 
وقال لعمر « قوي هذا ». ويروى أنه قال لأبي بكر «مثلك كالذي قال أحرزت ‏ وابتغى 
النواهدا وقال لعمر إنك لقوي إنك». 

( ثم ليقرأ في هذه الصلاة قدر ثلانمائة آية من السور المخصوصة التي كان الني لل 
يكثر من قراءتها مثل: يس» وسورة لقان» وسورة الدخان» وتبارك الملك والزمرء 
والواقعة ) . ولفظ القوت : واستحب له أن يقرأ في ركوعه هذا ثلانمائة آية فصاعداً» فإذا فعل 
ذلك لم يكتب من الغافلين » ودخل في أحوال العابدين » فإن قرأ في ركوعه هذا سورة الفرقان» 
وسورة الشعراء ففيها ثلانمائة آية فإن م بحسن قراءتها قرأ خساً من المفصل فهي ثلانمائة آية . سورة 
الواقعة» وسورة ن» وسورة الحاقة » وسورة المدثر» وسورة الواقع فإن لم يحسن فإن من سورة 
الطارق إلى خاتمة القرآن ثلانمائة آية ولا أستحب للعبد أن ينام حتى يقرأ هذا المقدار من الآي في 
هذا العدد من الركوع بعد عشاء الآخرةء فإن قرأ في هذا الورد الثاني بعد عشاء الآخرة وقبل أن 
ينام ألف آية فقد استكمل الفضل وكتب له قنطار من الاجر وكتب من القانتين. وأفضل الآي 
أطوهما لكثرة الحروف» وإن اقتصر على قصار الآي عند فتوره أدرك الفضل لحصول العدد » ومن 
سورة الملك إلى خانمة القرآن ألف آية فإن م بحسن ذلك قرأ قل هو الله أحد مائتين وخسين مرة في 
ثلاث عشرة ركعةء فإن فيها ألف آية فهذا فضل عظم . وفي الخبر « من قرأها عشر مرات بنى الله 
عز وجل له قصراً في الجنة » ولا يدع أن يقرأ هذه الأربع سور في كل ليلة: سورة يس» وسجدة 
لقهان» وسورة الدخان» وتبارك الملك . فإن ضم إليهن الزمر والواقعة فقد أكثر وأحسن اه. 

قلت : سورة الفرقان سبع وسبعون آية وسورة الشعراء مائتان وسبع وعشرون آية جيع ذلك 
ثلانمائة آية وأربع آيات. والمعروف أن سورة الشعراء مائتان آية وسبع آيات فيكون الجميع مائتين 
وأربعاً ونمانين آية. وأما سورة الواقعة فعند أهل المدينة تسع وتسعون آية وعند أهل البصرة سبع 
وتسعون آية» وعند أهل الكوفة ست وتسعون آية. وسورة ن إثنتان و خسون آية » وسورة الحاقة 
مثلها» وسورة المدثر خس وخسون آية. وقوله: وسورة الواقع هكذا ذكره الشيخ عبد القادر 
الجيلى قدس سره في كتابه الغنية » والمراد بها سأل سائل : قال بعض العلاء : وأظنها سورة المرسلات 


(۱) هنا بياض بالأصل. 


eee nnnn 


لأن فيها قوله إنغا توعدون لواقم والمعارج ثلاث وأربعون آية. وقيل: أربع وأربعون. 
والمرسلات خسون آية. وقيل : ثلاث وخسون. وقد نقل صاحب العوارف كلام صاحب القوت 
واختصره وقال: فإن لم يحفظ القرآن يقرأ في كل ركعة خس مرات قل هو الله أحد إلى عشر 
مرات إلى أكثر ء وأما ما ذكره صاحب القوت في فضل من قرأ قل هو الله أحد عشر مرات فقد 
رواه أحد والطبراني وابن السنى عن معاذ بن انس بزيادة. فقال عمر : إذا نستكثر . فقال له : 
الله أكثر وأطبب » وقد ظهر من سياق صاحب القوت استحباب قراءة هذه السور للمريد» وم 
ينسب ذلك إلى الني بم ولا أنه كان يكثر من ذلك ولذا قال العراقي : إنه غريب لم أقف على 
ذکر الاکثار فیه. 

وأما فضائل هذه السور الست فعن ابن مسعود رضى الله عنه مرفوعاً « من قرأ يس في ليلة 
أصبح مغفوراً له » رواه أبو نعم في الحلية. 

وعن الحسن عن جندب البجلي رفعه « من قرأ يس ابتغاء وجه الله تعالى غفر الله له » رواه ابن 
حبان والضياء . ورواه الدارمي والعقيلى وابن السني وابن مردويه والبيهقي والضياء من حديث الي 
هريرة وصوب . 

وعن معقل بن يسار رفعه بلفظ : « غفر له ما تقدم من ذنبه » رواه البيهقي . 

وعن حسان بن عطية رفعه « من قرأ يس فكأنما قرأ القرآن عشر مرات » رواه البيهقى أيضاً . 

وعن أي هريرة مرفوعاً ١‏ من قرأ يس كل ليلة غفر له » رواه البيهقي أيضاً وفي رواية له « غفر 
اله له تلك اللبلة». 

وعن أي سعيد مرفوعاً « من قرأ يس مرة فكأغا قرأ القرآن مرتين » رواه البيهقي أيضاً. 


وعن ابن عباس مرفوعاً ١‏ من قرأ يس في كل ليلة أضعف على غيرها من القرآن عشراً ومن 
قرأها في صدر النهار وقدمها بين يدي حاجته قضيت » رواه ابو الشيخ في كتاب الثواب. 

ولأبي منصور المظفر بن الحسن القونوي في فضائل القرآن من حديث علي « يا علي أكثر من 
قراءة يس » الحديث . قال العراقي : وهو منكر . 

وأمافضائل ورة السجدة فسان قرا 

وأما فضل سورة الدخان» فعن أي رافع رضي الله عنه ١‏ من قرأ حم الدخان في ليلة الجمعة 
أصبح مغفوراً له وزوج من الحور العين » رواه الدارمي . 

وعن أي هريرة رضي الله عنه مرفوعا « من قرأ حم الدخان في ليلة أصبح يستغفر له سبعون 
ألف ملك »"رواه الترمذي والبيهقي وضعفاه. وعنه أيضا ١‏ من قرأ حم الدخان في ليلة الجمعة غفر 


كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الأول 
م يصل فلا يدع قراءة هذه السور أو بعضها قبل النوم » فقد روي في ثلاثة أحاديث ما 
كان يقرأه رسول الله م في كل ليلة أشهرها السجدة وتبارك الملك والزمر والواقعة. 
وني رواية الزمر وبني إسرائيل. وني أخرى انه كان يقرأ المسبحات في كل ليلة ويقول 


له » رواه الترمذي وضعفه» وابن السني» والبيهقي . وعنه أيضاً « من قرأ حم الدخان ويس أصبح 
مغفورا له » رواه ابن الضريس» والبيهقى بسند ضعيف. 

وعن أبي أمامة رضي الله عنه رفعه « من قرأ الدخان في ليلة جعة ويوم جمعة بنى الله له بيتاً في 
الجنة » رواه الطبراني» وابن مردويه. 

وعن الحسن مرسلاً « من قرأ سورة الدخان في ليلة غفر له ما تقدم من ذنبه» رواه ابن 
الضريس . 

وأما فضل السورتين بعدها فسيأتي قريباً . 

وأما فضل سورة الواقعة » فعن ابن مسعود رضى الله عنه رفعه « من قرأ سورة الواقعة في كل 
ليلة لم تصبه فاقة أبداً » رواه الحرث بن أهي أسامة» والبيهقي» وابن عساكر . 

وعن ابن عباس مرفوعاً « من قرأ كل ليلة إذا وقعت الواقعة لم يصبه فقر أبداً » رواه ابن 
عښسا کر : 

( فإن لم يصل فلا يدع قراءة هذه السور) كلها (أو بعضها قبل النوم» فقد روي في 
ثلاثة أحاديث ما كان يقراه الني به في كل ليلة. أشهرها ) : أنه م يكن ينام حتى يقرا 
سورة ( السجدة وتبارك الملك ) كذا في القوت. 

قال العراقي : روى الترمذي من حديث جابر « کان لا ینام حتی يقرأ امم تنزيل السجدة 
وتبارك الذي بيده الملك » اه. 

قلت : وعن أي فروة الأشجعي رضي الله عنه « من قرأ الم تنزيل الكتاب لا ریب فيه من رب 
العالمين في بيته م يدخل الشيطان بيته ثلاثة أيام » رواه الديلمي. 

وعن البراء رضي الله عنه رفعه ١‏ من قرأ ام تنزيل السجدة وتبارك قبل أن ينام نجا من عذاب 
القبر ومن الفتانين » رواه ابو الشيخ والديلمي » وفيه سوار بن مصعب متروك . 

وعن عائشة رضي الله عنها ١‏ من قرأ في ليلة الم تنزيل ويس وتبارك واقتربت كن له نورا » 
ورواه أبو الشيخ في الثواب. وقول المصنف أشهرها أي أشهر الأحاديث الثلائة » والمراد بالشهرة 
الشهرة اللغوية. 

( وفي رواية ) ولفظ القوت والذي بعده أي في الشهرة أنه كان يقرأ في كل ليلة سورة 
( الزمر وبني إسرائيل ) رواه الترمذي من حديث عائشة « كان لا ينام حتى يقرأ بني إسرائيل 
والزمر » وقال: حسن غريب » ( وفي أخرى ) : ولفظ القوت والقريب منها ( أنه كان بلي يقرأ 


ESSA 1٤‏ کتاب ترتیب الأوراد في الأوقات / الباب الأول 


فيها آية أفضل من ألف آية » و كان العلاء يجعلونها ستاً فيزيدون سبح اسم ربك الأعلى 
إذ في الخبر : « انه ل کان يحب سبح اسم ربك الأعلى » وکان يقرأ في ثلاث ر كعات 
الوتر ثلاث سور : سبح اسم ربك الأعلى » وقل يا أيها الكافرون» واللإخلاص . فإذا فرغ 
قال : سبحان الملك القدوس ثلاث مرات ». 


الثالث: الوتر . وليوتر قبل النوم إن لم يكن عادته القيام . قال أبو هريرة رضي الله 
عنه : أوصاني رسول الته ّل أن لا أنام إلا على وترء وإن كان معتاداً صلاة الليل 
فالتأخير أفضل . قال ب : « صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خفت الصبح فأوتر بركعة». 


المسبحات ) وهي خس سور الحديد والحشر والصف والجمعة والتغابن ( في كل ليلة ويقول 
فيها ) وفي نسخة فيهن (آية أفضل من ألف آية ) رواه أبو داود والترمذي وقال: حسن» 
والنسائي في الكبير من حديث عرباض بن سارية قاله العراقي . 

قال صاحب القوت : ( وکان العلاء E‏ 
( سبح اسم ربك الأعلى إذ في الخبر «أن الي م یه کان يحب سبح اسم ربك الأعلى ۲ «( 
فهذا یدل على أنه کان یکثر قراءتہا كذا في القوت. 

وقال العراقى : رواه أحمد والبزار من حديث على بسند ضعيف اه. 

قلت : ولفظها « كان يحب هذه السورة سبح اسم ربك الأعلى » وفي السند ثور بن الي فاختة 
وهو متروك . 

( وكان الني بل يقرأ في ثلاث ر كعات الوتر ثلاث سور: سبح اسم ربك الأعلى» وقل 
يا اما الكافرون» وسورة الإخلاص) قال العراقي : رواه ت داود والنسائي وابن ماجه من 
حديث أي بن كعب بإسناد صحيح» وتقدم في الصلاة من حديث أنس. 

( فإذا فرغ) من وتره ( قال: « سبحان ال ملك القدوس) رب الملائكة والروح » ( ثلاث 
مرات ) هکذا نقله صاحب ب القوت . 

( الثالث: الوتر ) قد تقدم الكلام عليه في كتاب الصلاةء ( وليوتر قبل النوم إن م يكن 
عادته القيام ) من الليل بنية الخبر المروي فيه ( قال أبو هريرة رضي الله عنه : أوصاني خليلي 
رسول الله ل بخ أن لا أنام إلا على وتر » ) متفق عليه بلفظ «أن أوتر قبل أن أنام» . ( وات 
کان معتاداً صلاة اليل ) ) او کان واثقاً بنفسه على قیامه ( فالتأاخبر ) ا ا 
أو إلى السحر ( أفضل . قال رسول الله يه « صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خفت الصبح 
فأوتر بر كعة» ) الكلام على هذا الحديث من وجوه. 


الأول : أخرجه البخاري ومسامء وأبو داود» والنسائي من طريق مالك عن سام » عن ابن 


uoeoeuuuucccccBne uence 


ف . ورواه الترمذي» والنسائي» وابن ماجه من طريق الليث؛ عن نافع » عن اين عمر آن رجلا 
سأل الني به عن صلاة اليل فقال « صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خشي أحدك الصبح صلى 
ركعة واحدة توتر له ما قد صلى » وأخرج مسام » والنسائي » وابن ماجه من طريق سفيان بن عيينة» 
والبخاري والنسائي من طريق شعيب بن ألي حزة» ومسام والنسائي من طريق عمرو بن الحرث» 
والنسائي من طريق محمد بن الوليد الزبيدي » أربعتهم عن الزهري عن سام عن ابن عمر. 

الثانى : قوله « مثنى مشنى » أي انين اثنين وهو منوع من الصرف للعدل والوصف. وفي صحيح 
مسام عن عقبة بن حریث فقيل لابن عمر ما مثنی مثنی؟ فقال: يسام من كل ركعتين » وفائدة 
تكرير ذلك مجرد التأكيد . 


الثالث: فيه أن الأفضل في نافلة الليل أن يسام من كل ركعتين وهو قول مالك والشافعي 
وأحمد وأبي يوسف ومد والجمهور . ورواه ابن أي شيبة عن أني هريرة والحسن البصري وسعيد بن 
جبير وعكرمة وسالم بن عبد الله بن عمر ومد بن سيرين وإبرا هم النخعي وغيرهم . وحکاه ابن 
المنذر عن الليث بن سعد» وحكاه ابن عبد البر عن ابن أي ليلى وأبي ثور وداود » وقال الترمذي في 
جامعه : والعمل على هذا عند أهل العم أن صلاة الليل مثنى» وهو قول الثوري وابن المبارك 
والشافعي واحجمد وإسحاق اه. 

وقال أبو حنيفة : الأفضل أن يصلي أربعاً أربعاً وإن شاء ركعتين وإن شاء ستاً وإن شاء مانا 
وتكره الزيادة على ذلك 1 

الرابع: استدل بمفهومه على أن نوافل النهار لا یسام فیها من کل رکعتین› » بل الأفضل أن 
يصلبها زتعا . وبهذا قال أبو حنيفة وصاحباه ورجح ذلك بفعل راویه» فقد صح عنه أنه کان 
يصلي بالنهار أربعاً أربعاً. ورواه ابن ألي شيبة عنه» وعن نافع مولاه والنخعي ويحيي بن سعيد 
الأنصاري . وحكاه ابن المنذر عن إسحاق بن راهويه وا ع ر او ی و 
مالك والشافعي وأحمد إلى أن الأفضل في نوافل النهار أيضاً التسليم من کل رکعتین . ورواه ابن أي 
شيبة عن أبي هريرة» والحسن» وابن سيرين » وسعيد بن جبير» وحاد بن أي سلهان. وحکاه ابن 
المنذر عن الليث. وحكاه ابن عبد البر عن ابن ألي ليلى وأ يوسف ومد وأني ثور وداودء 
والمعروف عن أي يوسف ومد في نوافل النهار ترجيح أربع على رکعتین وقد تقدم . 

الخامس: قوله « فإذا خفت » دليل على خروج وقت الوتر بطلوع الصبح وهو مذهب الشافعية 
والحنفية والجمهور » إلا أن المالكية قالوا : إنما يخرج بطلوع الفجر وقته الاختياري ويبقى وقته 
الضروري إلى صلاة الصبح هذا هو المشهور عندهم. وحكى ابن المنذر عن جاعة من السلف أن 
وقته بيتد إلى صلاة الصبح . 

السادس: قوله ١‏ فأوتر بر كعة » فيه دليل مذهب مالك والشافعي وأحد في جواز الوتر بركعة 


RRR 7‏ ا ا قت الأوراد ف الأرقات / الباب الأول 


وقالت عائشةرضي الله عنها : « أوتر رسول الله موی أول الليل وأوسطه وآخره وانتهى 
وتره إلى السحر ». وقال علي رضي الله عنه : الوتر على ثلاثة أغاء إن شئت أوترت أول 
الليل ثم صلیت رکعتین ر کعتین يعني انه یصیر وتراً ما مضی وإن ش٤‏ شثت أوترت بر كعة 
فاذا ا ا إلبها أخرى مم أوترت من آخر الليل» وإن شئت ماخر ت الور 
ليكون آخر صلاتك . هذا ما روي عنه . والطريق الأول والثالث لا بأس به» وأما نقض 
الوتر فقد صح فيه نهي فلا ينبغي أن ينقض . وروي مطلقاً أنه م قال: « لا وتران في 


مفردة. ورواه البيهقي في سننه عن جاعة من الصحابة . وقال أبو حنيفة : يوتر بثلاث. وروي ذلك 
عن عمر وعلي وابن مسعود وأيٍ وأبي أمامة وأنس وابن عباس وعمر بن عبد العزيز . 

السابع : ۽ دل هذا الحديث على أن صلاة الليل لا حصر ها في العددء وإنما يصلي بحسب ما تيسر 
له من العدد إلى أن يخشى الصبح فبأتي بالوتر في آخر صلاته . 

( وقالت عائشة رضي الله عنها « أوتر رسول الله به أول اليل وأوسطه وآخره وانتهى 
وتره إلى السحر» ) رواه البخاري ومسام. 


( وقال علي رضي الله عنه: الوتر على ثلائة أخاء ) أي أنواع : ( إن شثت أوترت من أول 
الليل نم صليت ركعتين يعني أنه يصير وتراً ما مضى» وإن شئت شت شئت أوترت بركعة فإذا 
استيقظت شفعت إليها أخرى فاوترت من آخر الليل» وإن شئت أخرت الوتر ليكون 
آخر صلاتك. هذا ما روي عنه. والطریق الأول) هو أن يوتر أول الليل ثم ينام ثم يقوم 
فيصل مثنی مثنى ٠‏ ( والثالث ) هو أن يؤخر وتره مرة واحدة فيأتي به في آخر صلاته ( لا باس 
به وأما نقض الوتر فقد صح فيه نهي فلا ينبغي أن ينقض ) قال العراقي : إنغا صح من قول 
عائذ بن عمرو وله صحبة كا رواه البخاري » وقول ابن عباس كا رواه البيهقي ولم يصرح المصنف 
بانه مرفوع » فالظاهر انه إنما أراد ما ذكرناه عن الصحابة. 

( وروي مطلقاً أنه بُ قال: « لا وتران في ليلة» ) أي إن نام على وتر ورزق القيام م 
يوتر بعده وکفاه الأول . قال العراقي : رواه ابو داود والترمذي وحسنه والنسائي من حدیث طلق 
ع 

قلت : و كذلك رواه أحد. وقال عبد الحق: صحيح. وقوله «لا وتران» هذا على لغة من 
ينصب المثنى بالألف كقراءة من قرأ إن هذان لساحران) واستشكل بأن ا مغرب وتر وهذا وتر 
فيلزم وقوع وترين في ليلة» ورد بأن المغرب وتر النهار وهذا وتر الليل» وبأن المغرب الوتر 
المفروض وهذا وتر النفل . 

وقال الول العراقي في شرح التقريب : لو أوتر ثم أراد التنفل م يشفع وتره على الصحيح المشهور 


كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الأول AVES‏ 


ليلة » ومن يترد في استيقاظه تلطف استحسنه بعض العلاء وهو أن يصلى بعد الوتر 
ركعتين جالساً على فراشه عند النوم كان رسول الله به يزحف إلى فراشه ويصليها 
ويقرأ فيها إذا زلزلت. وأمام لا فيها من التحذير والوعيد. وفي رواية : قل يا أمها 
الكافرون لما فيها من التبرئة . وإفراد العبادة لله تعالى » فقيل : ان استيقظ قامتا مقام ر كعة 
واحدة وكان له أن يوتر بواحدة في آخر صلاة الليل وكأنه صار ما مضى شفعاً با . 
وحسن استئناف الوتر واستحسن هذا أبو طالب المكي . وقال فيه : ثلاثة أعال قصر 
الأمل» وتحصيل الوتر » والوتر آخر الليل وهو كا ذكره لكن ربا يخطر أنها لو شفعتا ما 


عند أصحابنا وغيرهم» وقيل : يشفعه بر كعة ثم يصلي» وإذا لم يشفعه فهل يعيد الوتر آخراً؟ فيه 
خلاف عند المالكمة . وقال الشافعي : لا يعيد لحديث « لا وتران في ليلة» اه. 

( وإن تردد لي استيقاظه فلیفعل ما استحسنه بعض العلاء وهو أن يصلي بعد الوتر 
رکعتين جالساً على فراشه عند النوم . كان الني ب يزحف إلى فراشه ويصليه) ) تقدم في 
كتاب الصلاة أنه رواه مسام من حديث « كان يصلي بعد الوتر جالساً E‏ 
حديث أي أمامة والبيهقي من حديث أنس بنحوه» وليس فيه يزحف إلى فراشه . ( ويقرأً فيها ) 
جالساً : ( إذا زلزلت الأرض» وأها؟ التكاثر ) فقد جاء ذلك في حديثين: أن الني بل يقرا 
فيها بذلك ( لما فيه ) أي في التكاثر والزلزلة ( من التحذير والوعيد ) والتخويف والوعظ . 
( وفي رواية: قل يا أيها الكافرون ) بدل التكاثر ( لما فيها من التبرئة ) من عبادة سوى المعبود 
( وإفراد العبادة لله عز وجل ) بالتوحيد. زاد صاحب القوت : وكان رسول الله مل يقرأ بها 
عند النوم وأوصی رجلاً بقراءتها عند النوم. 

( فقيل: إن) كان قد صلى ركعتين من جلوس بعد وتره الأول ثم (استيقظ ) للصلاة 
( قامتا مقام ركعة واحدة) تشفع له ركعة الوتر التي صلاها قبلها ( وكان له أن) يستأنف 
الصلاة بالليل ما بدا له» ثم (يوتر في آخر صلاته ) بر كعة» ( فکأنه صار ما مضى شفعاً ها 
وحسن استئناف الوتر . واستحسن هذا ) الإمام ( أبو طالب المكي ) في القوت بعد أن نقل 
عن بعض العلماء أنه يصلي ر كعة واحدة يشفع بها وتره من أول الليل ثم يصلي صلاته من الليل ويوتر 
آخر صلاته » وقد روي ني هذا أثر عن عنمان وعلي رضي الله عنها ( وقال فيه : ثلاثة أعبال قصر 
الأمل» وتحصيل الوتر» والوتر من آخر الليل ) هكذا لفظه في القوت . 

وتبعه صاحب العوارف فقال: وقد كان بعض العلهاء إذا أوتر قبل النوم ثم قام يتهجد يصلي 
ر كعة يشفع بها وتره ثم يتنفل ما يشاء ويوتر في آخر ذلك » وإذا كان في الوتر في أول الليل يصلي 
بعد الوتر ركعتين جالساً يقرأ فيهما بإذا زلزلت وأهاج» وقيل : الركعتان قاعداً بمنزلة الركعة فإنما 
تشفع له الوتر حتى إذا أراد التهجد يأتي به ويوتر في آخر تهجده ونية هاتين الركعتين نية النفل لا 
غير ذلك و كثيرا رايت الناس يتفاوضون في كيفية نيتها اه. 


SS E ae 3۸‏ ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الأول 


مضى لكان كذلك وإن لم يستيقظ وأبطل وتره الأول فكونه مشفعاً ان استيقظ غير 
مشفع ان نام فيه نظر إلا أن يصح من رسول الله م إيتاره قبله| واعادته الوتر » فيفهم 
منه أن الركعتين شفع بصورتها وتر بمعناهما فيحسب وتراً إن لم يستيقظ وشفعاً إن 
استبقظ» ثم يستحب بعد التسلم من الوتر أن يقول : سبحان الملك القدوس رب الملائكة 
والروح جللت السموات والارض بالعظمة والجبروت وتعززت بالقدرة وقهرت العباد 
باموت. روي أنه به ما مات حتى كان أكثر صلاته جالساً إلا المكتوبة» وقد قال: 
« للقاعد نصف أجر القائم وللنائم نصف أجر القاعد » وذلك يدل على صحة النافلة 
ا 

الورد الثالث: النوم. ولا بأس أن يعد ذلك في الأوراد فإنه إذ روعيت آدابه 


وقد نظر المصنف في كلام صاحب القوت. ( وهو كا ذكره لكن ربا يخطر أنه لو شفعتا 
ما مضى لكان كذلك» وإن م يستيقظ ويبطل وتره الأول فونه مشفعاً إن استيقظ غير 
مشفع إن نام فيه نظر) ظاهر. ( إلا أن يصح عن رسول الله َل إيتاره قبلها وإعادته 
الوترء فيفهم منه أن الركعتين شفع بصورتما وتر بمعناها فيحسب وتراً إن ) يستبقظ 
وشفعا إن استيقظ ) . 

قلت : قد ثبت أن النى بب أوتر من أول الليل وأوسطه وآخره» وثبت أنه كان يصلى ر كعتين 
جالساً على فراشه عند النوم فإذا فرض إيتاره به في أول الليل ‏ ثم صلاة ركعتين عند النوم مع 
ثبوت قيامه به كل ليلةء وايتاره بتسع وإحدى عشرة وبثلاث عشرة» فإذا جعت هذه 
الروايات ثبت ضمناً صحة إيتاره قبلهما ء وأنه كان يعيد الوتر في تلك الصورة الخاصة . أعني إذا 
أوتر من اول ليلة. 

( ثم يستحب بعد التسلم من الوتر أن يقول: سبحان الملك القدوس رب الملائكة والروح 
جللت السموات والأرض بالعظمة والجبروت وتعززت بالقدرة وقهرت العباد بالموت) 
ثلاث مرات. نقله صاحب القوت. وتقدم للمصنف قريباً الاقتصار على الجملة الأولى وصرح فيه 
بالعدد . 

( وروي «أنه ْو ما مات حتى كان أكثر صلاته جالساً إلا المكتوبة» ) قال العراقي : 
متفق عليه من حديث عائشة لا بدن بم وثقل كان أكثر صلاته جالساًء ( وقد قال لل 
« للقاعد نصف أجر القائم وللنائم نصف أجر القاعد » ) قال العراقي : رواه البخاري من 
حديث عمران بن حصنن انتهى . ( وذلك يدل على صحة النافلة نائ] ) أي مضطجعا على 
الفراش كهيئة النائم. 

( الورد الثالث: النوم» ولا بأس أن يعد ذلك في ) جلة ( الأوراد ) الليلية ( فإنه إذا 


كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الأول Teme‏ 


احتسب عبادة» فقد قيل : ان العبد إذا نام على طهارة وذ کر الله تعالی یکتب مصلیاً حتی 
يستيقظ ويدخل في شعاره ملك فإن تحرك في نومه فذ كر الله تعالى دعا له الملك واستغفر 
له الته. وني الخبر : « إذا نام على طهارة رفع روحه إلى العرش » هذا في العوام فكيف 
بالخواص » والعلهاء وأرباب القلوب الصافية فإنہم يكاشفون بالأسرار في النوم » ولذلك 
قال به : « نوم العام عبادة ونفسه تسبيح ». وقال معاذ لأبي موسى : كيف تصنع في 


روعيت آدابه ) الآتي ذكرها( احتسب عبادة) شرعيةء ( فقد نقل ) ولي نسخة: فقد قيل ( أنه 
إذا نام العبد على طهارة ذاكراً لله عز وجل ) وفي نسخة: وذكر الله تعالى ( يكتب مصلباً 
حتى يستبقظ ) من نومه ذلك ( ويدخل في شعاره ) أي لباسه المتصل على بدنه ( ملك فإن تحرك 
في نومه فذ كر الله تعالى دعا له الملاك واستغفر له ) . قال العراقي : رواه ابن حبان من حديث 
ابن عمر « من بات طاهراً بات في شعاره ملك فام يستيقظ إلا قال الملك اللهم اغفر لعبدك فلان 
فانه بات طاهرا ». 


قلت : و كذلك رواه ابن عساكر والضياء » ورواه الدارقطنى في الافراد من حديث ألي هريرة. 

( وفي الخبر: «أنه إذا نام العبد على طهارة رفعت روحه إلى العرش» ) قال العراقي : 
رواه ابن المبارك في الزهد موقوفاً على أبي الدرداء » ورواه البيهقى في الشعب موقوفاً على عبد الله 
بن عمرو بن العاص . 


( هذا في العوام فكيف في ) الخواص من ( العلهاء وأرباب القلوب الصافية ) عن الأكدار 
الطبعية ‏ ( فإضيم يكاشفون بالأسرار في النوم) . 

قال صاحب العوارف : وإذا طهرت النفس عن الرذائل انجلت مرآة القلب وقابل اللوح 
الحفوظ في النوم وانتقش فيه عجائب الغيب وغرائب الأنباء » ففي الصديقين من يكون له في 
منامه مكالمة ومحادثة ويأمره الله تعالى وينهاه ويفهمه في المنام ويعرفه ويكون موضع ما يفتح له في 
نومه من الأمر والنهي كالأمر والنهي الظاهر يعصي الله تعالى بها إن أخل بها» بل تكون هذه 
الأوامر آكد وأعظم وقعاً لأن المخالفات الظاهرة تمحوها التوبة» وعنده أوامر خاصة تتعلق بجاله 
فیا بینه وبين الله تعالى » فإذا أخل بها يخشى ان تنقطع عليه طريق الإرادة ويكون في ذلك الرجوع 

( ولذلك قال ب « نوم العام عبادة ونفسه تسبيح ٠‏ ) قال العراقي : المعروف فيه الصائم 

قلت : تقدم أنه من رواية البيهقي عن عبد الله بن أبي أوفى ولفظه « نوم الصائم عبادة وصمته 
تسبیح وعمله مضاعف ودعاؤه مستجاب وذنبه مغفور ». 


AEST ECR ass ۷°‏ كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الأول 


قيام الليل ؟ فقال: أقوم الليل أجع لا أنام منه شيا وأتفوق القرآن فيه تفوقاً . قال معاذ : 
مره فقال : معاذ أفقه منك . وآداب النوم عشرة. 


الأول : الطهارة والسواك. قال ملي : « إذا نام العبد على طهارة عرج بروحه إلى 
العرش فكانت رؤياه صادقة وإن لم ينم على طهارة قصرت روحه عن البلوغ فتلك 
المنامات أضغاث أحلام لا تصدق ». وهذا أريد به طهارة الظاهر والباطن جيعاً وطهارة 


ورواه أبو نعم في الحلية من طريق كرز بن عميرة عن الربيع بن خيثم عن أهي مسعود مرفوعاً 
« نوم العام عبادة ونفسه تسبيح ودعاؤه مستجاب » وقد يشهد للجملة الأولى ما رواه أبو نعم في 
الحلية من حديث سلمان رضي اله عنه ١‏ نوم على عام خير من صلاة على جهل » . 

( وقال معاذ ) بن جبل ( لأ موسى) الأشعري ( رضي الله عنها : كيف تصنع في قبام 
الليل؟ فقال: أقوم الليل أجع ) أي كله ( فلا أنام منه شيا وأتفرّق القرآن فيه تفوّقا ) 
يقال : تفوّق الفصيل إذا شرب اللبن فواقاً والفواق بالضم والفتح ما بين الحلبتين من الوقت . وقال 
ابن فارس : فواق الناقة رجوع اللبن في ضرعها بعد الحلب. ( فقال معاذ؛ لكني أنام ثم أقوم 
واحتسب في نومتي ما احتسبه في قومتي فذ كرا ذلك لرسول الله يه فقال « معاذ افقه 
منك» ) قال العراقي . متفق علبه بنحوه من حديث أي موسى» وليس فيه أنها ذكرا ذلك للني 
» ولا قوله معاذ أفقه منك . وإنما زاد فيه الطبراني فكان معاذ أفضل منه . 

( وآداب النوم عشرة. الأول: الطهارة والسواك ) اي لا ينام إلا وهو متطهر وقد 
استعمل السواك . قال صاحب العوارف: والمريد المتأهل إذا نام على الفراش مع الزوجة ينتقض 
وضوءه باللمس ولا تفوته بذلك فائدة النوم على الطهارة ما لم يسترسل في التذاذ النفس باللمس 
ولا بعدم يقظة القلب فأما إذا استرسل في الالتذاذ فتحجب الروح لمكان صلابته . 

( قال النبي له «إذا نام العبد على طهارة عرج بروحه إلى العرش فكانت رؤياه 
صادقة وإن م ينم على طهارة قصرت روحه عن البلوغ فتلك المنامات أضغاث أحلام لا 
تصدق)) . 

قال العراقي : رواه الطبراني في الأوسط من حديث على « ما من عبد ولا أمة ينام فيستقل نوماً 
إلا عرج بروحه إلى العرش فالذي لا يستبةقظ إلا عند العرش فتلك الرؤيا الى تكذب » وسنده 
ضعبف اه. 

قلت : ورواه الحا وصححه وتعقب ولفظه « فیمتلی نوماً فیستشقل ». 

( وهذا أريد به طهارة الظاهر ) عن الأحداث» ( و )من الطهارة التي تشمر صدق الرؤيا 
طهارة ( الباطن ) من خدوش الموى وكدورة محبة الدنيا والنقاوة من الأدناس الطبيعية ( جيعاً 


كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الأول ENVY SSSA‏ 


الباطن هي المؤثرة في انكشاف حجب الغيب . 

الثانی : أن يعد عند رأسه سواکه وطهوره وينوي القيام للعبادة عند التيقظ . و كلا 
يتنبه يستاك كذلك کان يفعله بعض السلف . وروي عن رسول الله م أنه كان يستاك 
في كل ليلة مراراً عند كل نومة وعند التنبه منهاء وإن لم تتيسر له الطهارة يستحب له 
مسح الأعضاء بالماء فإن م يجد فليقعد وليستقبل القبلة وليشتغل بالذ كر والدعاء والتفكر 
في آلاء الله تعالى وقدرته» فذلك يقوم مقام قيام الليل. وقال م : « من أتى فراشه 
وهو ينوي أن یقوم یصلي من اللیل فغلبته عیناه حتی یصبح کتب له ما نوی و کان نومه 
صدقة عليه من الله تعالى » . 


الثالث: أن لا يبت من له وصبة إلا ووصيته مكتوبة عند رأسه فإنه لا يأمن القبض 


وطهارة الباطن هي المؤثرة في انكشاف حجب الغيب) وغرائب الأنباء وبا يحصل مقام 
المكالمة والمحادثة. 

( الثاني : أن يعد عند رأسه) أي قريباً منه ( سواكه وطهوره وينوي ) في قله (القيام 
للعبادة عند التيقظ ) من المنام» (وكلم انتبه) من نومه (استاك ) فكان ادعى لنشاطه 
( كذلك كان يفعل بعض السلف . وروي عنه َل أنه كان يستاك في كل ليلة مراراً عند 
كل نومة وعند التنبه منها ) . رواه مسام عن ابن عباس « أنه كان مه يستاك من الليل مراراً » 
وتقدم ذلك في كتاب الطهارة. ( وإن م تتيسر هم الطهارة) بسبب الكسل وفتور العزية 
( كانوا ) يجتهدون أن يستاكوا و( يستحبون مسح الأعضاء بالماء ) في تقلباتهم وانتباهاتهم ففي 
ذلك فضل كبير لمن ثقل نومه وقل قيامه » ( فإن م يجد ) الماء فليتيمم وإلا ( فليقعد على قراءته 
وليستقبل القبلة وليشتغل بالذ كر والدعاء والتفكر في آلاء الله تعالى وقدرته ) خصوصاً في 
نومه وبعثه منه» ( فذلك يخرجه ) عن زمرة الغافلين حيث تقاعد عن فعل المستيقظين » 
( ويقوم) هذا القدر ( مقام قيام الليل . وقال به « من أتى فراشه وهو ينوي أن يقوم 
يصلي من اللیل فغلبته عیناه حتی یصبح کتب له ما نوی وکان نومه صدقة عليه من الله 
تعالى » ) قال العراقي : رواه النسائي وابن ماجه من حديث أي الدرداء بسند صحيح اه. 

قلت : و كذلك رواه الطبراني في الكبير » والحاك والبيهقي ورواه ابن حبان والحا والطبراني 
أيضاً من حديث أي ذر وأي الدرداء معاً. روى أبو نعم في الحلية من حديث عمر بن الخطاب 
رضي الله عنه « من نام عن حزبه وقد کان یرید ان قوم به فإن نومه صدقة تصدق الله بها عليه 
وله اجر حزبه». 

الثالث: آن لا يبيت من له وصية ) يوصي با أي الذي عليه حقوق الناس أو له مطالبات على 
الناس أو لديه أمانات ( إلا ووصيته مكتوبة عنده ) سواء في جيبه أو تحت رأسه» ( فإنه لا يأمن 


۲ كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الأول 


في النوم» فإن من مات من غير وصية لم يؤذن له في الكلام بالبرزخ إلى يوم القيامة 
يتزاوره الأموات ويتحدثون وهو لا يتكام » فيقول بعضهم لبعض : هذا المسكين مات من 
غير وصية ودلك مستحب خوف موت الفجأة» وموت الفجأة تخفيف إلا لمن ليس 
مستعداً للموت بكونه مثقل الظهر بالمظا . 

الرابع : أن ينام تائباً من كل ذنب سلم القلب لجميع المسلمين لا يحدث نفسه بظم 


القبض في النوم) أي لا يأمن آن تقبض روحه في نومه ذلك . ( يقال: إن من مات عن غير 
وصية ‏ يؤذن له في الكلام ) مع الموتى ( بالبرزخ إلى يوم القيامة ) عقوبة له على ترك ما أمر 
به ( یتزاوره الأموات ویتحدثون) عنده ( وهو لا يتكام فيقول بعضهم لبعض: هذا 
الملسكين مات عن غير وصية ) فيكون ذلك حسرة عليه فيا بينهم كذا في القوت . 


قلت : روي ذلك مرفوعاً من حديث قيس بن قبيصة بلفظ: « من لم يوص لم يؤذن له في 
الكلام مع الموتی . قیل یا رسول الله : ویتکلمون؟ قال : نعم ويتزاورون ». رواه ابو الشيخ في كتاب 
الوصايا . 


وأخرج ابن أي الدنيا أن حفاراً حفر قبراً ونام عنده فأتته امرأتان فقالت إحداها : أنشدك 
بالله ألا صرفت هذه المرأة عنا فاستيقظ فإذا بامرأة جىء بها فدفنتها في قبر آخر » فرأى تلك الليلة 
المرأتين تقول إحداها جزاك الله خيراً فقال : ما لصاحبتك ‏ تتكل ؟ قالت : ماتت بغير وصية ومن 
م يوص لم يتكام إلى يوم القيامة . 


وروی ابن ماجه من حديث جابر « من مات على وصية مات على سبيل وسنة و مات على تقى 
وشهادة ومات مغفوراً له ». 


( وذلك) أي الوصية ( مستحب خوفاً من موت الفجأة ) بالضم مدوداً وبالفتح مقصوراً 
مصدر فجاه الأمر أي بغته وهو موت الفجاة. ويسمى ايضا الموت الأبيض لخلوه من التوبة 
والاستغفار وقضاء الحق وغير ذلك. ( وموت الفجأة تخفيف ) للمتأهب المراقب ومستحب 
المؤمن الفقير التواب الذي لا مال له ولا دين عليه فهو غير مكروه في حقهء ( إلا من ليس 
مستعداً للموت لكونه مثقل الظهر بالذنوب والمظام ) أي حقوق الناس »وقدروى أحمد و أبو 
داود عن عبيد بن خالد السلمى رضى الله عنه رفعه ١‏ موت الفجاة اخذة اسف » وروى احمد 
واف ت غات ورت الا راخ لوي وا احتف فا 


( والرابع: أن ينام تائباً من كل ذنب) صدر من بأن يتفكر فيه ثم يتنصل عنه ( سلم 
القلب ) نقي۴الباطن عن أدناس الغل والحقد والحسد جم المسلمين لا يحدث ننه ( بظام أحد 


كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الأول VES‏ 


أحد ولا يعزم على معصية إن استيقظ . قال به : « من أوى إلى فراشه لا ينوي ظام 
أحد ولا يحقد على أحد غفر له ما اجترم ». 

الخامس: أن لا يتنعم بتمهيد الفرش الناعمة بل يترك ذلك أو يقتصد فيه. كان 
بعض السلف يكره التمهيد للنوم ويرى ذلك تكلفاء وكان أهل الصفة لا يجعلون بينهم 


ولا يعزم) بالجزم ( على معصية إن استيقظ ) من منامه. ( قال النبي ْله : « من آوى إلى 
فراشه لا ينوي ظام أحد ولا بحقد على أحد غفر له ما اجترم» ) أي اكتسب من الجرم. 

قال العراقي : رواه ابن أبي الدنيا في كتاب السنة من حديث أنس « من أصبح ولم يتم بظام أحد 
غفر له ما اجرم » وسنده ضعيف اه. 

قلت : ورواه كذلك ابن عساكر في التاريخ من طريق عيينة بن عبد الرحن» عن إسحاق بن 
مرة. عن أنس. وإسحاق قال في الميزان عن الأزدي متروك الحديث وساق له في اللسان هذا 
الحديث : ثم قال : عيينة ضعيف جداً وأعاده في اللسان في ترجة عبار بن عبد الملك وقال: أتى عنه 
بقية بعجائب منها : هذا الخبر . ورواه الخطيب في التاريخ بلفظ « من أصبح وهو لا ينوي ظلم أحد 
أصبح وقد غفر له ما جنى » وفي رواية « وإن لم يستغفر ». وقد رواه أيضا الديلمي والمخلص 
والبغوي وابن عساكر أيضاً وابن أبي الدنياء والملخلص في فوائده» والبغوي من طريق أبي بسطام 
عن أنس. 

ومعنى الحديث من اصبح عازماً على ترك ظلم الخلق مع قدرته على الظام لكنه عقد عزمه على 
ذلك امتثالاً لأمر الشارع وابتغاء مرضاتهء أما من أصبح لا ينوي ظام أحد لشهرة أو غفلة أو عجز 
أو شغل عنهم فلا ثواب له لأنه م ينو طاعة. ومن عزم فثواب عزمه غفران ما يطرأً من جناية 
لعدم العصمة فيغفر له بسالف نيته » ويحتمل أنه على ظاهره فإنه َه ذ كر بهذا عبداً طهر الله قلبه 
وصفى باطنه بمعرفة الله وخوفه ومراقبته عن وسخ الأخلاق الدنية من نحو حقد وغل » فإن حدث 
منه زلة لعدم العصمة غفر له وإن لم يستغفر لأنه مختاره وحبوبه والغفران نعته» والله أعام. 

( الخامس: أن لا يتنعم بتمهيد الفرش الناعمة ) المحشوّة بنحو قطن أو صوف أو ريش › 
( بل يترك ذلك) رأساً إن كان قصده طلب الآخرة ( أو يقتصد فيه ) فيكتفي بما يحول بين 
التراب وبين جسده بنحو حصير وبساط ونحو ذلك والفرش يطلق على الوطاء والوساد . فالوساد 
ما يتوسد عليه برأسه» والوطاء ما يرقد عليه والاقتصاد في کل منها مطلوب» وقد کان بعضهم 
يقول: لأن أرى في بيتي شيطاناً أحب إِلً من أن أرى وسادة نإنها تدعوفي إلى النوم. 

( وكان بعض السلف يكرهون التمهيد ويرون ذلك تكلفاً للنوم) أي كأنه يتكلف 
بذلك جلب النوم وهو مکروه. ( وکان اهل الصفة ) رضي الله عنهم وغيرهم من زهاد التابعين 
( لا يتر كون بينهم وبين التراب حاجزاً ) أي مانعاً » فكان أحدهم يباشر التراب بجلده ويطرح 


JNO SNES ee 7 


وبين التراب حاجزاً ويقولون : منهاخلقناوإليها نرد » وكانوا يرون ذلك أرق لقلوہم 
واجدر بتواضع نفوسهم فمن لم تسمح نغه بذلك فليقتصد . 

السادس: أن لا ينام ما م يغلبه النوم ولا يتكلف استجلابه إلا إذا قصد به 
الاستعانة على القيام في آخر الليل » فقد كان نومهم غلبة وأكلهم فاقة و كلامهم ضرورة» 
ولذلك وصفوا بأنهم كانوا قليلاً من الليل ما يهجعونء وإن غلبه النوم عن الصلاة 
والذ كر وصار لا يدري ما قول فلینم حتی يعقل ما يقول. وکان ابن عباس رضي الله 
عنه يكره النوم قاعداً . وفي الخبر : « لا تكابدوا الليل » وقيل لرسول الله م إن فلانة 


الوب فوقه ( ويقولون: منها ) أي الأرض ( خلقنا وإليها نرد ) ثانباًء ( وكانوا يرون ذلك 
أرق لقلوبهم وأجدر لتواضع نفوسهم ) » وهذا حال من يؤثر الآخرة على الدنيا ولم يل 
لزهرتهاء بل المعهود من سيرة الصحابة ومن بعدهم أنهم كانوا ينامون على الأرض من غير حائل 
( ويأكلون على الأرض ) ويصلون على التراب» ( فمن لا تسمح نفسه بذلك ) لعادة تمرّن 
عليها ء فإذا تر كها تأذى جسده ( فلبقتصد ) وليكن ذلك بالتدريج والتمهيل لامرة واحدة. 

( السادس: أن لا ينام ما م يغلبه النوم ولا يتكلف استجلابه إلا إذا قصد به الاستعانة 
على القيام في آخر الليل ) » فلا بأس حينئذ أن يستجلبه ويتكلف له ويتحيل على تحصيله بكل 
وجه ( فقد كان) الصالحون ( نومهم غلبة) أي لا ينامون إلا على غلبة ويكرهون التعمل 
للنوم. 

قال صاحب القوت : وقد كان منهم من يهد لنفسه بالنوم ليتقوى بذلك على صلاة أوسط 
اليل وآخره للفضل في ذلك. 

وسئل فروة الشامي عن وصف الأبدال و كانوا يظهرون له فقال: نومهم غلبة » ( وأكلهم فاقة 
وكلامهم ضرورة)ء وصمتهم حكمة» وعلمهم قدرة أي لا يأكلون إلا عن فاقة تصيبهم 
فيقصدون بذلك التقوي على عبادة الله تعالى » ولا يتكلمون إلا إذااضطروا إليه ورأوا أنهم قد 
ندبوا إليه. وقيل لآحر: صف لنا الخائفين فقال: أكلهم أكل المرضى» ونومهم نوم الغرقى. 
( ولذلك وصفوا بأنهم كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون) أي ينامون أي وصفهم بقلة النوم 
وهو لا يكون إلا عن القيام بطاعة الله ( وأن غلبه النوم ) حتى يشغله ( عن الصلاة والذ كر 
وصار لا يدري ما یقول ) في صلاته وذ کره» ( فلینم حتی یعقل ما یقول ) وینشط في خدمته . 
هكذا السنة. وي الحديث ما يدلعلى ذلك كاسيأتي للمصنف قرياً. وقد ( كان ابن عباس يكره 
النوم قاعداً ) نقله صاحب القوت» ولعله إذا قصد بذلك لا إذا غلبه فإنه معذور . ( وفي الخبر 
« لا تكابدوا الليل » ) هكذا هو في القوت. 

وقال العراقي : رواه الديلمي في مسند الفردوس من حديث أنس بسند ضعيف» وفي جامع 
سفيان الثوري موقوفا على ابن مسعود « لا تغالہوا هذا الليل » اه. 


کتاب ترتبب الأوراد ف الأرقات / اللاب الأول CNOA RS‏ 


تصلي بالليل فإذاغلبها النوم تعلقت بجحبل فنهى عن ذلك وقال : « ليصل أحدك من الليل 
ما تيسر له فإذا غلبه النوم فليرقد ». وقال عه : ١‏ تكلفوا من العمل ما تطيقون فإن الله 
لن يل حتى تملوا » وقال بي : « خير هذا الدين أيسره» وقيل له مه إن فلاناً يصلي 
فلا ينام ويصوم فلا يفطر . فقال : « لكني أصلي وأنام وأصوم وأفطر هذه سني فمر, 


قلت : رواه الديلمي من حديث أبان عن أنس بلفظ « لا تكابدوا هذا الليل فإنكم لا تطيقونه 
واذاڌ تعسر أحد ك فليم على فراشه فإنه أسام » وأبان ضعيف. 

( وقيل للني به : إن فلانة تصلي بالليل فإذا غلبها النوم تعلقت بحبل فنهى عن ذلك 
وقال « ليصل أحد؟ من الليل ما تيسّر له فإذا غلبه النوم فليرقد» ) هكذا هو في القوت. 
وقال العراقي : متفق عليه من حديث انس اه. 

قلت : لفظ الصحيحين عن أنس: ١‏ دخل رسول الله يه المسجد وحبل ممدود بين ساريتين 
فقال: ما هذا؟ فقالوا : لزینب تصلي فإذا کسلت أو فترت مسکت به . فقال : حلوه ليصل أحد؟ 
نشاطه فادا كسل أحدك أو فتر فليقعد » . وهكذا رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه وابن 
خزيمة وابن حبان . ومعنى قوله « فليقعد » أي يتم صلاته قاعداًء وإذا فتر بعد فراغ بعض تسلهاته 
فليأت با بقي من نفله قاعداً أو فلیقعد حتی يحدث له نشاط . 


( وقال و «تکلفوا) کذافي نسخ الكتاب والرواية اكلفواء وهكذا في القوت. وفي 
الصحيحين : من كلف يكلف كفرح أي أولعوا وأحبوا . (من العمل ما تطيقون) الدوام عليه 
( فإن الله عز وجل لن يمل حتى تملوا » ) يعني لا يقطع ثوابه عمن قطع العمل ملالاً عر عنه باسم 
الملل من تسمية الشيء ء باسم سببه » أو مراد لا يقطع عنكم فضله حتى تملوا سؤاله فتزهدوا في الرخبة 
E‏ إلى اله أدومه وإن قل هكذا رواه الشيخان وأحد وأبو داود والنسائي من 

( وقال ر « خبر هذا الدين أيسره» ) هكذا هو في القوت. قال العراقي : رواه أحد من 
حدیث حجن ر الد وتقدم ف الصلاة. 


قات : ورواه البخاري في اللأدب» والطبراني ولفظهم» خير دينكم أيسره ». ورواه الطبراني أيضاً 
عن عمران بن حصين في الأوسط» وابن عدي » والضياء عن أنس. وروی ابن عبد البر في كتاب 
العام عن أنس « خير دينكم أيسره وخير الصلاة الفقه » وقد تقدم الكلام عليه في الصلاة. 

٠‏ ( وقيل: إن فلاناً يصلي فلا ينام ويصوم فلا يفطرء فقال ل « لكني أصلي وأنام 
واصوم وافطر هذه سني فمن رغب عنها فليس مني » ) كذا في القوت بلفظ « فلان يصلي 
الليل لا ينام ويصوم النهار لا يفطر » والباقي سواء . 


ODE ۷٦‏ کا ا ق اقات الاب ازل 


رغب عنها فليس منی ». وقال یل : « لا تشادوا هذا الدین فإنه متین فمن یشاده یغلبه 
فاا تفن ا ك عاد ا 

السابع: أن ينام مستقبل القبلة والاستقبال على ضربين. أحدها : استقبال المحتضر 
وهو المستلقى على قفاه فاستقباله أن يكون وجهه واخصاه إلى القبلة . والثاني : استقبال 
اللحد زهو أن نام غل جب بان بكرن رجه إلا عع فال بده إا نام عل فة 
الاعن: 

وقال العراقي : رواه النسائي من حديث عبد الله بن عمرو دون قوله « هذه سني » الخ . وهذه 
الزيادة لابن خزية : « من رغب عن سنتي فليس مني » وهي متفق عليها من حديث أنس اه. 

( وقال يله : « لا تشادوا هذا الدين فإنه متين من يشاده يغلبه ولا تبغضض إليك 
عبادة الله عز وجل» ) هكذا هو في القوت إلا أنه قال : ولا تبغض إلى نفسك والباقي سواء» 
وها حديثان. فروى البخاري من حديث أي هريرة « لن يشاد هذا الدين أحدإلا غلبه فسددوا 


وقاربوا». 
وروى البيهقي من حديث جابر « إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق ولا تبغض إلى نفسك 
عىادة الله » . 


قال العراقي : لا يصح اسناده. 

قلت : رواه البيهقي من طرق وفیه اضطراب. روی موصولاً ومرسلاً ومرفوعاً وموقوفاً 
واضطرب في الصحالي أهو جابر أو عائشة أو عمر؟ ورجح البخاري في التاريخ إرساله. وروى 
البزار في مسنده من حديث جابر بلفظ « إن هذا الدين متين فاوغلوا فيه برفق فإن المنبث لا ارضا 
قطع ولا ظهراً أبقى » وني سنده متروك. وروی أحد من حديث أنس « إن هذا الدين متين 
فأوغلوا فيه برفق » والإيغال : الدخول في الشيء والمعنى : لا تحملوا أنفسكم ما لا تطيقون فتعجزوا 
وتتر كوا العمل . 

( السابع: أن ينام مستقبل القبلة) فإن أشرف المجالس ما استقبل به القبلة كا ورد. 
( والاستقبال على ضربين . أحدها: استقبال المحتضر ) وهو الذي قد حضره الموت 
فيستقبلونه إلى القبلة ( وهو المستلقي على قفاه» واستقباله أن يكون وجهه وأخصاه إلى 
القبلة والثاني: استقبال اللحد ) وهو الشق الائل في القبر » ( وذلك بأن ينام على جنب 
ويكون وجهه إليها مع قبالة بدنه إذا نام على الشق الأين ٠)‏ فالحاصل أنه إما على جنبه 
الأين كالملحود. وإما على ظهره كالميت المسجى. وفي كل منها يعد مستقبلا. وأما من جعل 
رجليه إلى القبلة فلا يعد مستقبلاً بل هو مستدبر » إلا إن استلقى وكان وجهه وما أقبل من جسده 
إليهاء فليذ كر بنومه على هذين الحالين ذلك الحالين عند موته وعند اضطجاعه في قبره فسيصير 
إليه عن قريب . 


كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الأول NV‏ 


الثامن : الدعاء عند النوم فيقول : باسمك رلي وضعت جني وباسمك أرفعه إلى آخر 
الدعوات المأثورة التي أوردناها في كتاب الدعوات. ويستحب أن يقرأ الآيات 
اللخصوصة مثل آية الكرسي وآخر البقرة وغيره| وقوله تعالى : 3 وإلمكم إله واحد لا 
إله إلا هو( إلى قوله: [ لقوم يعقلون) [ البقرة: 1۳ 1٤‏ ] يقال: إن من قرأها 
عند النو a a‏ 
ل إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام) إلى قوله: # قريب 

من المحسنين) [ الأعراف: ٥1-0٤‏ ] وآخر بني إسرائيل قل ادعوا اله 4 
[ الإسراء : ٠٠٠١‏ ] الآيتين » فإنه يدخل في شعاره ملك یو کل بحفظه فیستغفر له» ويقرأً 


( الثامن: الدعاء عند النوم فتقول : باسمك اللهم ري وضعت جني» وباسمك أرفعه 
إلى آخر الدعوات المأثورة التي أوردناها في كتاب الدعوات ) وهي : اللهم إن أمسكت نفسي 
فار جمهاء وإن أرسلتها فاحفظها عا حفظت به عبادك الصالحين› > الهم في وجهت وجهي إليك 
وفرّضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك رهبة ورغبة إليك لا ملجأً ولا منجا منك إلا إليك 
آمنت بكتابك الذي أنزلت ونبيك الذي أرسلت . اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك. الحمد لله 
الذي علا فقهر » الحمد لله الذي بطن فجبر » الحمد لله الذي ملك فقدر » الحمد لله الذي هو بحي 
الموتى وهو على كل شيء قدير . اللهم إني أعوذ بك من غضبك وسوء عقابك وشر غبادك وشر 
الشطان وشر كه. 

( ويستحب أن يقرا الآيات المخصوصة مثل الأربع الأول من البقرة » وآية الكرني» 
وآخر البقرة من (آمن الرسول) إلى آخر السورة ( وغيرها) من الآيات» ( ويقرأً قوله 
تعالى: ‏ وإمكم إله واحد لا إله إلا هو الرحن الرحم) إلى وله (لآيات لقوم 
يعقلون) . يقال: من قرأها عند النوم حفظ القرآن فام ينسه) كا ورد ذلك في خبرء 
( ويقراً من سورة الأعراف هذه الآيات إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في 
سنة أيام) ) إلى قوله (المحسنين) ( وآخر بني إسرائيل قل ادعو الله) الآيتين . فإنه 
يدخل في شعاره ملك مو کل مبمحفظه يستغفر له ) کا ورد ذلك في خبر . 


وروی الديلمي من حديث أي موسى من قرأ في مصبح أو نمسى ( قل ادعو الله ) إلى آخر 
السورة م بيت قلبه ذلك ولا في تلك الليلة ». ولكل من الآيات المذ كورة فضائل خاصة تقدم 
ذكر بعضهاء ومن حيث المجموع فإنها نحو عشرين آية» فقد روى ممد بن نصر في الصلاة من 
حديث تمم الداري « من قرأعشر آيات في ليلة كتب من المصلين ولم يكتب من الغافلين .٠‏ وروي 
مثله عن الي امامة وعبادة بن الصامت وغيرهم من الصحابة . 


e ۷۸‏ کات تر اراو :الاو قات 7 الاب الول 


المعوذتين وينفث بهن في يديه وسح )ا وجهه وسائر جسده. كذلك روي من فعل 
رسول الله به » وليقرأً عشراً من أوّل الكهف وعشراً من آخرها. وهذه الآي 
للاستيقاظ لقيام اللیل » و کان علي کرم الله وجهه یقول: ما أری أن رجلا مستكملاً 
عقله ينام قبل أن يقرأ الآيدين من آخر سورة البقرة» وليقل خساً وعشرين مرة سبحان 
الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله كبر ليكون جموع هذه الكلهات الأربع مائة مرة. 

التاسع : أن يتذ كر عند النوم أن النوم نوع وفاة والتيقظ نوع بعث» قال الله تعالى : 


( ويقرأ المعوّذتین وینفث بها في يديه ) من غبر ریق » ( وییسح با وجهه وسائر جسده) 
ما أقبل وما أدبر » ( وذلك مروي من فعل رسول الله م )» رواه البخاري ومسام من حديث 
عائشة رضى الله عنها . ( وليقرأً عشراً من أرّل الكهف» وعشراً من آخرها ) . فقد روى ابن 
مردويه من حديث عائشة « من قرأ من سورة الكهف عشر آيات عند منامه عصم من فتنة الدجال» 
ومن قرا خاتمتها عند رقاده کان له نورا من لدن قرنه إلى قدمه يوم القيامة ». وروى أحجد 
والطبراني وابن السني من حديث معاذ بن أنس « من قرأ أل سورة الكهف وآخرها كانت له نورا 
من قدمه إلى رأسهء ومن قرأها كلها كانت له نورا ما بين الأرض إلى السماء ». وروی أحد ومسام 
والنسائي وابن حبان من حديث أي الدرداء « من قرأ العشر الأواخر من سورة الكهف عصم من 
فتنة الدجال ». 

( وهذه الآي ) المذ كورة ( للاستيقاظ لقيام الليل ) » وإن أضاف إليهن أل الحديدء» وآخر 
الحشر » وإذا زلزلت وقل يا أيما الكافرون» والإخلاص ثلاثاً فهو حسن. ( وكان علي رضي الله 
عنه يقول: ما أرى رجلا مستكملاً عقله ينام قبل أن يقرأ الآينين من آخر سورة 
البقرة ) . فقد روى أبو داود والترمذي وقال : حسن صحيح » والنسائي » وابن ماجه» وابن حبان 
من حديث ابن مسعود ١‏ من قرأ الآيتبن من آخر سورة البقرة كفتاه ». وعند الديلمى بلفظ « من 
قرأ خاتمة سورة البقرة حتى يختمها في ليلة أجزأت عنه قيام تلك الليلة » وبهذا يتضح قول سيدنا 
علي رضي الله عنه ما اری رجلا الخ . 

( ولبقل:) اللهم أيقظني في أحب الساعات إليك واستعملني بأحب الأعال إليك التي تقربني 
الك زلفى وتبعدي من سخطك بعد اسالك فتعطيني واستغفرك فتغفر لي وادعوك فتستجيب لي » 
اللهم لا تؤمني مكرك ولا تولني غيرك ولا ترفع عني سترك ولا تنسني ذكرك ولا تجعلني من 
الغافلين . ورد أن من قال هذه الكلهات بعث الله إليه ثلاثة أملاك يوقظونه للصلاة كا تقدم ذلك . 
ويقول: ( خساً وعشرين مرة سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر لبكون جوع 
هذه الكلات الأربع مائة مرة). أو يأقي بكل من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير ثلاثا 
وثلاثين مرة ويتم المائة بقول لا إله إلا الله والته أكر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظم. 

( التاسع: أن يتذ كر عند النوم أن النوم نوع وفاةء والتبقظ نوع بعث . قال الله تعالى : 


كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الأول VSS‏ 


الله يتوقي الأنفس حين موتها والتي م تمت في منامها) [ الزمر ٤١:‏ ]» وقال: 
وهو الذي يتوفاك بالليل( [ الانعام : ٠٠‏ ] فسماه توفباً » وكا أن المستيقظ تنكشف له 
مشاهدات لا تناسب أحواله في النوم فكذلك المبعوث يرى ما لم يخطر قط بباله ولا شاهده 
حسه » ومثل النوم بين الحياة وا موت مثل البرزخ بين الدنيا والآخرة. وقال لقان لابنه :يا بني 
إن كنت تشك ف الموت » فلا تنغ فكا إنك تنام كذلك تموت » وإن كنت تشك في البعث فلا 
تنتبه فك أنك تنتبه بعد نومك فكذلك تبعث بعد موتك . وقال كعب الأحبار : إذا مت 
فاضطجع على شقك الأين واستقبل القبلة بوجهك فإنها وفاة» وقالت عائشة رضي الله 
عنها : کان رسول الله له آخر ما قول حن ینام وهو واضع خده على يده الیمنی وهو 


< الله ينوقى الأنفس حن موتها والتي م تمت في منامها) ) أي يقبضها عن الأبدان بأن يقطع 
تعلقها وتصرفها فيها ظاهراً وباطناً» وذلك في الموت» أو ظاهراً لا باطناً وهو في النوم . وروي عن 
ابن عباس رضي الله عنها : إن في ابن آدم نفساً وروحاً بينهها مثل شعاع الشمس فالنفس التي بها 
العقل والتمييز » والروح التي بها النفس والحياة فيتوفيان عند الموت ويتوفى النفس وحدها عند 
النوم. 

( وقال تعالی: $ وهو الذي یتوقاک باللیل ) ویعلم ما جرح بالنهار ثم یبعثکم فیه) ( سماه) 
اي النوم ( توفيا ) والوفاة الموت وقد توفاه أي اماته » وتوفي الميت مبنيا للمعلوم والمجهول إذا 
مات. ( وکا أن المستيقظ ) من نومه ( تنكشف له مشاهدات لا تناسب أحواله في النوم» 
فكذلك المبعوث) من قبره ( یری ما م بطر بباله ) من الأحوال ( ولا شاهده جسمه» ومثل 
النوم بين الحياة والموت ) عند أهل الاعتبار ( مثل البرزخ بين الدنيا والآخرة) . فعا النوم 
شبيه بعالم البرزخ. فإذا كشف حجاب النوم ظهرت الدنيا بالحكمة. كذلك إذا كشف الغطاء 
ظهرت الآخرة بالقدرة فصارت الدنيا كالأحلام في النوم . 

(و) من هنا ( قال لقان لابنه: إن كنت تشك في الموت فلا تنم ) فإن النوم أخو الموت» 
( فك أنك تنام كذلك تموت ) فالنوم غشيته ثقيلة تجم على القلب فتغطيه عن المعرفة » والموت 
حال خفاء وغيب يضاف إلى ظاهر عام يتأخر عنه أو يتقدمه تفقد فيه خواص ذلك الظهور 
الظاهرة» وقد يطلق اموت على النوم. ولذا قيل : النوم موت ضعيف. والموت نوم ثقيل وعليه سماه 
اله توفياًء ( وإن كنت تشك في بعثك )من القبور ( فلا تنتبه» فك أنك تنتبه بعد نومك 
فكذلك تبعث بعد موتك ) أي تكون في بعثك بعد الموت كانتباهك بعد النوم. 

( وقال كعب الأحبار: إذا نمت فاضطجع على شقك الأيين واستقبل القبلة بوجهك 
فإنها وفاة) نقله صاحب القوت» وهو أحد وجهي الاستقبال عند النوم وقد ذكر قريباً. 
( وقالت عائشة رضي الله عنها : كان النبي َه آخر ما يقول حين ينام وهو واضع خده 


UN ANTER E eels ak ۸° 


یری أنه میت في ليلته تلك : « اللهم رب السموات السبع ورب العرش العظم ربنا ورب 
کل شيء وملیکه » الدعاء إلى آخره کا ذکرناه في كتاب الدعوات» فحق على العبد أن 
يفتش عن ثلاثة عند نومه إنه على ماذا ينام وما الغالب عليه حب الله تعالى وحب لقائه 
أو حب الدنيا وليتحقق أنه يتوفي على ما هو الغالب عليه ويحشر على ما يتوفي عليه » فإن 
المرء مع من أحب ومع ما أحب. 

العاشر : الدعاء عند التنبه فليقل في تيقظاته وتقلباته مها تنبه ما کان يقوله رسول 
الله له : ١‏ لا إله إلا الله الواحد القهار رب السموات والأرض وما بينها العزيز 
الغفار ». وليجتهد أن يكون آخر ما يجري على قلبه عند النوم ذكر الله تعالى وأول ما 
يرد على قلبه عند التيقظ ذكر الله تعالى فهو علامة الحب . ولا يلازم القلب في هاتين 
الحالتين إلا ما هو الغالب عليه » فليجرب قلبه به فهو علامة الحب » فإنها علامة تكشف 


على يده اليمنى وهو يرى أنه ميت في ليلته تلك ) هذه الكلات ( « اللهم رب السموات السيع 
ورب العرش العظم ربنا ورب کل شيء وملیکه» الدعاء إلى آخره کا ذکرناه في 
الدعوات ) ذكره المصنف هناك دون وضع الخد على اليد» وهو من حديث حفصة رضي الله 
عنها. وتقدم الكلام عليه هناك. وقال صاحب القوت : وروينا عن مطرف عن الشعبي عن عائشة 
قالت « کان رسول الله به آخر ما یقول حین ینام » فذ کره إلى آخره. 

( فحق على العبد أن يفتش على قلبه عند نومه إنه على ماذا ينام وما الغالب عليه حب 
الله تعالى وحب لقائه أو حب الدنيا ) وزخارفهاء ولا یدع فکره یجول في شيء سوی ذکر الله 
والفكر في آلائه كلفاً جب ( وليتحقق أن يتوفى على ما هو الغالب عليه) من نياته 
ومقاصده» فقد روی ابن ماجه والضیاء عن جابر ١‏ حشر الناس على نياتهم » وروى أحد عن أي 
هريرة بلفظ «يبعث » وعند الدارقطني في الافراد من حديث ابن عمر «يبعث كل عبد على ما 
مات عليه » وقال صاحب القوت: وني الخبر « من مات على مرتبة من المراتب بعث عليها يوم 
القيامة ؛. فان ار ع من اح ارزو ان ال ن عدبت ان روع ا 
احب ) من الأع)ل والاحوال» ولفظ القوت « وله ما احتسب ». 

( العاشر : الدعاء عند التنبه ) من منامه ( فليقل عند تيقظاته وتقلباته مها تنبه ما كان 
يقوله رسول الله ر : « لا إله إلا الله الواحد القهار رب السموات والأرض وما بينها 
العزيز الغفار » ) . قال العراقي : رواه ابن السنيء وأبو نعم في كتابيهها عمل اليوم والليلة من 
حديث عائشة. ( وليجهد أن يكون آخر ما يجري على قلبه عند النوم ذكر الله تعالى» وأوّل 
ما يرد على قلبه عند التبقظ ذكر الله تعالى» فتلك علامة الحب . ولا يلازم القلب في 
هاتين الحالتين إلا ما هو الغالب عليه فليجرب قلبه بذلك فإنها علامة تكشف عن باطن 
القلب» وإنما استحب هذه الأذ كار لتستجر القلب إلى ذكر الله عز وجل ) . 


كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الأول 


عن باطن القلب وإنا استحبت هذه الأذكار لتستجر القلب إلى ذكر الله تعالى » فإذا 
استيقظ ليقوم قال : الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور . إلى آخر ما أوردناه 
من أدعبة الترقظ . 


الورد الرابع : يدخل بمضي النصف الأرّل من الليل إلى أن يبقى من الليل سدسه» 
وعند ذلك يقوم العبد للتهجد » فاسم التهجد يختص با بعد المجود والمجوع وهو النوم 


قال صاحب القوت : ثم لیلعم العبد ان الله تعالی یکون له بعد بعثه من قبره کا کان له بعد بعثه 
من نومه» فلينظر إلى أي حال يبعث» فإن كان العبد ينظر مولاه تعالى مكرما ولحرماته معظاً إلى 
مرضاته مسارعاً کان الله له في آخرته لوجهه مکرماً ولشأنه معظاً إلى حبوبه ومسرته من النعم 
مسرعاً» وإِن کان بحق مولاه متهاوناً وأمره مستخفاً ولشعائره مستصغراً کان الله له مهیناً وبشأنه 
متهاوناً . قال الله تعالى  :‏ أفنجعل المسلمين كالمجرمين» مالكم كيف تحكمون) [القم: ٠۵‏ » 
] وقال تعالى : # أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات 
سواء محياهم وماتهم ساء ما يجحكمون) [ ال جاثية : ۲۱ ] وروينا عن رسول الله مه : « من أحب أن 
ا ر و ا ال وان رل اال ن ا ا عر وجل برل ل 
بحيث أنزله العبد من نفسه ». فإذا ا الت فل وا رة وة كرب ن فل هدو ااا دة وال ر وا 
مضجعه یکون مسجداً وأنه یکتب مصلا . 

وقال صاحب العوارف: من أحسن الأدب عند الانتباه أن يذهب بباطنه إلى الله تعالى 
ويصرف فكره إلى أمر الله تعالى قبل أن يجول الفكر في شىء سوى الله تعالى ويشغل اللسان 
بالذ كر » والصادق كالطفل الكلف بالشيء إذا نام ينام على محبته ذلك الشيء ء وإذا انتبه يطلب 
ذلك الشيء ء الذي کان کلفاً به . وعلى حسب هذا الكلف والشغل يكون الموت والقيام إلى الحشر 
فلينظر ولیعتبر عند انتباهه ما همه فإنه يكون هكذا عند القيام من القبر إن کان همه الله وإلاً 
فهمه غير الته» والعبد إذا انتبه من النوم فباطنه عائد إلى طهارة الفطرة فلا يدع الباطن يتغير بغير 
ذكر الله تعالى حتى لا يذهب عنه نور الفطرة الذي انتبه عليه ويكون فارا بباطنه إلى ربه من 
الأغيار ومهم . وني الباطن بهذا العيار فقد لقي طريق النفحات الإلمية فجدير أن تنصب إليه 
أقسام اليل انصبابا ويصير جناب القرب له موئلاً ومآباً. 

( فإذا استبقظ ليقوم قال ) بلسانه مطابقاً لا في حنانه: (الحمد لله الذي أحيانا بعد ما 
أماتنا ) أي أنامناء ولا كان النوم أخا اموت أقام اماتنا مقامه ( وإليه النشور ) إشارة إلى حالة 
البعث. ( إلى آخر ما أوردناه من أدعية التبقظ ) في كتاب الدعوات وإن قرأ العشر الأواخر 
من سورة آل عمران فحسن . 

( الورد الرابع : يدخل بمضي النصف الأول من الليل ) ويتجاوز النصف قليلاً ( إلى أن 
ن ابر مدت رد ولك قن الق لجف ي ك رفا اتا قاق 


AY‏ ........ كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الأول 


وهذا وسط الليل ويشبه الورد الذي بعد الزوال وهو وسط النهار» وبه قم الله تعالى 
فقال : #[ والليل إذا سجى € [ الضحى : ۲ ] أي إذا سكن وسكونه هدوَّه في هذا الوقت فلا 
تبقى عين إلا نائمة سوى الحي القيوم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم . وقيل : إذا سجى إذاامتد 
وطال» وقيل : إذا أظم . وسئل رسول الله مله : أي الليل أسمع ا 
الليل ». وقال داود مله : ١‏ إهى E‏ 
تعای ال ان ر ا ان ی ا ر ا ا وو ا ا 
م يقم أوله» ولكن قم وسط الليل حتى تخلو بي وأخلو بك» وارفع إل حوائجك ». 


بجا بعد المجود والمجوع وهو النوم ) . قال الله تعالى ‏ فتهجّد به نافلة لك © [ الإسراء : ۷۹ ] 
ولا يكون التهجد ال بعد الوم وتلك النومة هي المجوع التي قللها الله تعالى من القائمين أناء 
اليل فقال تعالى : # كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون) [الذاريات : ۱١‏ ] والمجوع النوم» 
والتهجد القيام . والمعنى إزالة الهمجودء وقيل: التهجد من الأضداد يطلق على النوم بالليل 
وعلى الصلاة فيه بعد نوم وكذلك هجد هجوداً نام بالليل وأيضاً صلى بالليل» ( وهذا 
أوسط الليل ) . ولفظ القوت : وهذا يكون نصف الليل . ( ويشبه ) هذا الورد ( الورد ) الأوسط 
( الذي بعد الزوال وهو وسط النهار ) وهو أفضل الأوراد وأمتعها لأهلهاء ( وبه أقسم الله 
تعالى ) في كتابه العزيز فقال: 3 والليل إذا سجى€ قيل : ( أي إذا سكن ) بالناس رواه ابن 
جرير وابن المنذر عن قتادة» وسكونه ( هدوه في هذا الوقت فلا تبقى عين إلا نائمة سوى 
الحي القيوم الذي لا تأخذه سنة وله نوم) ولفظ القوت كوه یدو وس کل غین فده 
وغفلتها ن ا اهي الوم الذي لخدو وو نوم. ( وقیل: : إذا سجى 
إذا امتد وطال. وقيل: إذا أظام ) نقلها صاحب القوت» وقيل : : اذا سجی إذا أقبل 
جرير عن ا و و ی ر و 
الناس. رواه عبد الرزاق عن الحسن» وقيل : إذا استوى . رواه الفريافي عن ج ٠.‏ » وقيل: إذا 
ذهب رواه ابن أي المنذر عن ابن عباس . 

( وسئل الني لر أي الليل اسمع؟ فقال « جوف الليل» ) رواه أبو داود والترمذي 
وصححه من حديث عمرو بن عنسة . 

قلت : ورواه محمد بن نصر بلفظ ١‏ صلاة الليل مثنى مثنى وجوف الليل أجد به دعوة» ورواه 
أحجد أيضاً» وفيه أبو بكر بن أي مرم ضعيف. 

( وقال داود عليه السلام : « إلمي إني أحب أن أتعبد لك فاي وقت أفضل؟ فأرحى الله 
عز وجل إلیه یا داود لا تقم أل اللیل ولا آخره فإنه من قام أله نام آخره ومن قام آخره 
) يقم أوّله» ولكن قم وسط الليل حتى تخلو بي . . وأخلو بك وارفع إل حوائجك» ) نقله 
صاحب القوت . قال : وروينا في اخبار داود عليه السلام فساقه. 


كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الأول 


وسئل رسول الله مول : أي الليل أفضل ؟ فقال : « نصف الليل الغابر » ي يعني الباقي وفي 
آخر الليل وردت الأخبار باهتزاز العرش وانتشار الرياح من جنات عدن ومن نزول 
الجبار تعالى إلى سماء الدنيا وغير ذلك من الأخبار . وترتيب هذا الورد أنه بعد الفراغ من 
الأدعبة التى للاستيقاظ يتوضأً وضوءاً - كا سبق - بسننه وآدابه وأدعيته ثم يتوجه إلى 


( وسئل رسول الله به : آي الليل أفضل؟ فقال « نصف الليل الغابر » ) رواه أحد وابن 
حبان من حديث أبي ذر دون قوله «الغابر » وهي في بعض حديث عمرو بن عنبسة» وقوله: 
( يعني الباقي) تفسير لقوله « الغابر » فان الغابر من الأضداد يطلق على الماضي وعلى الباقي» 
( وفي آخر لليل ) وهو الثلث الأخبر . ( وردت الاخبار باهتزاز العرش وانتشار الرياح من 
جنات عدن ومن نزول الجبار إلى ساء الدنيا) هكذا هو لفظ القوت ( وغير ذلك من 
الأخبار). 

قال العراقي : أما حديث الترمذي فقد ت تقدم » وأما الباقي فهي آثار رواها مد بن نصر في قيام 
الليل من رواية سعيد الجريري قال: قال داود : يا جبريل أي الليل أفضل ؟ قال : « ما أدري غير أن 
العرش بهتز في السحر ». وفي رواية عن الجريري عن سعيد بن ألي الحسن قال « إذا كان من السحر 
ألا تری كيف تفوح ريح كل شجر ». وله من حديث أبي الدرداء مرفوعاً « إن الله تعالى ينزل في 
ثلاث ساعات يقن من الليل يفتح الذكر في الساعة الأولى » وفيه « ثم ينزل في الساعة الثانية إلى 
جنة عدن » الحديث وهو منكر اه. 

قلت : وهذا الحديث الذي أورده عن أبي الدرداء رواه أيضاً الطبراني في كتاب السنة من 
طريق الليث بن سعد قال : حدثني زياد بن مد الأنصاري » عن محمد بن كعب القرظي » عن فضالة 
ابن عبيد »عن أي الدرداء » وقد رواه ابن جرير وابن أي حاتم » والطبرافي في الكبير » وابن مردويه 
في التفسير من حديث ألي أمامة رضى الله عنه بلفظ « ينزل الله تعالى في آخر ثلاث ساعات يبقين 
و ل ف اهو اغ ا و ف لكاب اتيا قر فد عر جر ماه 
ويثبت ثم ينظر في الساعة الثانية في جنة عدن وهي مسكنه الذي يسكن فيه لا يكون معه فيها أحد 
إلا الأنبياء والشهداء والصديقون وفيها ما لم يره احد ولا خطر على قلب بشر » ثم يبط اخر ساعة 
من الليل فيقول: ألا مستغفر يستغفرني فأغفر له» ألا سائل يسألني فأعطيهء ألا داع يدعوني 
فأستجيب له حتى يطلع الفجر وذلك قول الله عز وجل : 3 وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان 
مشهوداً € [ الاسراء : ۷۸ ] فليشهد الله وملائكته الليل والنهار ». 

( وترتيب هذا الورد أنه بعد الفراغ من الأدعية) المذكورة ( التي للاستيقاظ ) فيسرع 
إلى التطهر فيغتسل إن أمكنه وإلاً (يتوضأ وضوءاً) كاملا ( كا سبق بسننه وآدابه 
وأدعيته ) . قال الله تعالى : 3 وينزل عليكم من السماء ماء ليطهر ك به( [ الأنفال: ١١‏ ] وقال عز 
وجل #أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها € [ الرعد : ١١‏ ] قال ابن عباس: الماء القرآن 


A4‏ ق ف الاأوزاد ف الارقاك م الاب الأول 


مصلاه ويكون مستقبلاً القبلة ويقول: « الله أكبر كبيراً والحمد لله كثيراً وسبحان الله 
بكرة وأصيلاً » م يسبح عشراً وليحمد الله عشراً ويهلل عشراً وليقل : « الله أكبر ذو 


والأودية القلوب فسالت بقدرها واحتملت ما وسعت) والماء مطهر والقرآن مطهر والقرآن 
بالتطهير أجدر » فالماء یقوم غیره مقامه » والقران والعام لا یقوم غیره مقامه ولا سد مسدهء فالماء 
الطهور يطهر الظاهر » والعام والقران يطهران الباطن ويذهبان برجز الشيطان» فالنوم غفلة وهو من 
آثار الطبع » وجدير أن يكون من رجز الشيطان لما فيه من الغفلة عن الله تعالى » وذلك ان الله تعالى 
أمر بقبض القبضة من التراب من وجه الأرض فكانت القبضة جلدة الأرض والجلدة ظاهرها 
بشرة. والبشرة عبارة عن ظاهره وصورته» والادمة عبارة عن باطنه وادميته » والادمية بالمد مع 
الأخلاق الحميدة. وكان التراب موطىء أقدام إبليس» من ذلك اكتسب ظلمة وصارت تلك 
الظلمة معجونة بطينة الآدمى» ومنها الصفات المذمومة والأخلاق الرديئة. ومنها السهو والغفلةء 
فإذا استعمل الماء وقرأ القرآن أتى بالمطهرين جيعاً ويذهب عنه رجز الشيطان وأثر وطأته» ويجكم 
له بالعام والخروج من حيز الجهل » واستعال الطهور أمر شرعي له تأثير في تنوير القلب» فإذاً النوم 
الذي هو الحكم الطبيعي الذي له تأثير في تكدر القلب فيذهب نور هذا بظلمة ذلك وهمذا رأى 
بعض العلاء الوضوء مما مست النار » وحكم أبو حنيفة بالوضوء من القهقهة في الصلاة حيث رآه 
حك طبيعياً جالباً للإنم » والإنم رجز الشيطانء والماء يذهب رجز الشيطان حتى كان بعضهم 
يتوضأً من الغيبة والكذب وعند الخضب لطهور النفس ويصرف الشيطان في هذا المواطن» ولو أن 
امتحفظ المراعي المراقب المحاسب كلا انطلقت النفس في المباح من كلام أو مساكنة إلى خالطة 
الناس أو غير ذلك ما هو بعرضته تحليل عقد العزيية كالخوض فبا لا يعنيه قولاً وفعلا عقب ذلك 
بتجديد الوضوء ثبت القلب على طهارته ونزاهته » ولكان الوضوء لصفاء البصيرة بمثابة الخفي الذي 
لايزال بخفة حركته يجلو البصر وما يعقلها إلا العالمون) فتفكر فيا نبهتك عليه تجد بر كته 
وأثره. 

قال صاحب العوارف: ولو اغتسل عند هذه المتجددات والعوارض والأشباه من النوم كان 
أزيد في تنوير قلبهء ولكان الأجدر أن يغتسل العبد لكل فريضة باذلاً مجهوده في الاستعداد 
مناجاة الله تعالى ويجدد غسل الباطن بصدق الإنابة» وقد قال الله تعالى : # منيبين إليه واتقوه 
وأقيموا الصلاة» قدم الاإنابة على الدخول في الصلاة» ولكن رحة الله تعالى وحكم الحنيفية السهلة 
السمحة رفع الحرج وعوض بالوضوء عن الغسل وجوّز أداء مفترضات بوضوء واحد دفعاً للحرج 
عن عامة الأمة» وللخواص وأهل العزية مطالبة عن بواطنهم تحكم عليهم بالأولى وتلجئهم إلى 
سلوك الأعلى . 

(م يتوجه إلى مصلاه ويقوم مستقبلاً للقبلة بظاهره وباطنه ويستفتح التهجد ويقول 
«الله أكبر كبيراً والحمد لله كثيراً وسبحان الله بكرة وأصيلاً مرة واحدة»» م ليسح 
عشراً وليحمد عشراً وليهلل عشراً وليقل ) بعد ذلك: ( «الله أكبر ذي الملك والملكوت 


کتاب ترتیب الآوراد ف الأوقات / الاب الأول 


الملكوت والجبروت والكبرياء والعظمة والجلال والقدرة». وليقل هذه الكلات فإنها 
مانورة ن زول الله بر في قيامه للتهجد «اللهم لك الحمد أنت نور السموات 
والأرض ولك ,ال أن اء الممرات الارن ولك امد انت رب العرات 
والأرض» ولك الحمد أنت قيوم السموات والأرض ومن فيهن ومن عليهن أنت الحق 
ومنك الحق ولقاؤك حق والجنة حق والنار حق والنشور حق والنبيون حق ومد له 
حق . اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك تو كلت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك 
حاكمت فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت أنت 
المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت. اللهم آت نفسي تقواها وز كها أنت خير من زكاها 
أنت وليها ومولاها . اللهم اهدني لأحسن الأعال لا هدي لأحسنها إلا أنت واصرف 
عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت أسألك مسألة البائس المسكين وأدعوك دعاء 


والجبروت والكبرياء والعظمة والجلال والقدرة» وليقل هذه الكلات فإنها مأثورة عن 
اللي بب في قيامه للتهجد : « اللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض» ولك الحمد 
أنت بهاء السموات والأرض» ولك الحمدأنت زين‌السموات والأرض »ولك الحمدأنت 
قيام السموات والأرض ومن فيهن ومن عليهن آنت الحتق ومنك الحق ولقاؤك حق والجنة 
حق والنار حق ) وفي نسخة زيادة ١‏ والبعث حق » وفي آخره ١‏ والنشور حق » ( والنبيون حق 
ومد بل حق . اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك تو كلت وبك خاصمت وإليك حاكمت 
فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا 
انت ») . 

قال العراقي : متفق عليه من حديث ابن عباس دون قوله بهاء السموات والأرض ولك الحمد 
أنت زين السموات والأرض ودون قوله ومن عليهن ومنك الحق . 

قلت : وروی ابن ماجه من حدیث أي موسی کان ب یقول « اللهم اغفر لي ما قدمت ». 
فساقه. إلا أنه قال بدل لا إله إلا أنت وأنت على كل شيء قدير بزيادة في اوله. 

( « اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها» ) روى أحد 
بإاسناد جيد من حديث عائشة أنها فقدت النبي به من مضجعه فلمسته بيدها فوقعت عليه وهو 
ساجد وهو یقول « رب أعط نفسي تقواها » الحديث وقد تقدم في كتاب الدعوات . ورواه أحد 
أيضاً» وعبد بن حيد» ومسام» والنسائي من حديث زيد بن أرقم بزيادة في أوله وآخره. 

( «اللهم اهدني لأحسن الأعبال لا مهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عني سيئها لا 
يصرف ) عني ( سيئها إلا أنت» ) رواه مسام من حديث علي أنه م كان إذا قام إلى الصلاة 
قال : فذ كره بلفظ : « لأحسن الأخلاق » وفيه زيادة في أوله. 


RO‏ الأوراد ف الأوقات / اللاب الأول 


المفتقر الذليل ولا تجعلني بدعائك رب شقيا وكن لي رؤوفاً رحما يا خير المسؤولين 
وأكرم المعطين ». وقالت عائشة رضي الله عنها : كان بب إذا قام من اللبل افتتح 
صلاته قال : « اللهم رب جبرائیل ومیکائیل واسرافیل فاطر السموات والارض عام 
الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فا كانوا فيه يختلفون اهدفي لما فيه اختلف من 
الحقق بأذنك إنك تهدي من نشاء إلى صراط مستقي ». ثم يفتتح الصلاة ويصلى ركعتين 
خفیفتین ثم یصلي مثنی مثنی ما تيسر له ويختم بالوتر إن م يكن قد صلى الوترء 
ويستحب أن يفصل بين الصلاتين عند تسليمه بمائة تسبيحة ليستريح ويزيد نشاطه 
للصلاة. وقد صح في صلاة رسول الله مي بالليل أنه صلى أولاً ركعتين خفيفتين م 
ركعتين طويلتين دون اللتين قبلها ثم لم يزل يقصر بالتدريج إلى ثلاث عشرة ركعة» 


قلت ورواه الطبراني من حديث ألي أمامة بلفظ « واهدني لصالح الأعال والأخلاق فإنه لا 
هدي لصالحها إلا انت » وفي اوله زيادة «اللهم اغفر لي ذنولي وخطاياي كلها. اللهم انعشني 
واجبرفي . 

( أسألك مسألة البائس المسكين وأدعوك دعاء المفتقر ) وفي نسخة: المضطر ( الذليل فلا 
تجعلني بدعائك رب شقياً وكن بي رؤوفاً رحبا يا خير المسؤلين وأكرم المعطين» ) رواه 
الطبراني في الصغير من حديث ابن عباس أنه كان من دعاء رسول الله ّم عشية عرفة وقد تقدم 
في الحج. 

( و )روی مسام في صحيحه ( قالت عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله عه إذا قام 
من الليل افتتح صلاته قال « اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات 
والأرض عام الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيا كانوا فيه يختلفون اهدني ما 
اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تہدي من تشاء إلى صراط مستقم » م يفتتح الصلاة ويصلي 
رکعتین خفیفتین ثم يصلي مثنی مثنى ما تيسر له وبختم بالوتر إن م يكن قد صلى الوتر) . 
وهاتان ركعتان ها تحبة الطهارة يقرأ في الأولى بعد الفاتحة $ ولو أنهم إذا ظلموا أنفسهم جاؤك 
فاستغفروا الله واستغفر هم الرسول) [ النساء : ٤‏ ] الآية . وفي الثانية # ومن يعمل سوء' أو يظام 
نفسه ثم يستغفر الله جد الله غفوراً رحبأ € [النساء: ٠١١‏ ]. 

( ويستحب أن يفصل بين الصلاتين عند تسليمه بمائة تسبيحة ليستريح ويزيد نشاطه 
للصلاة ) وإن زاد بعد التسبيح الاستغفار مرات فحسن» ثم يفتتح الصلاة بر كهتين خفيفتين إن 
أراد أقصر من الأولين يقرأ فيها باية الكرسي وآمن الرسول. رإن أراد غير ذلك ثم يصلي 
ر كعتين طويلتين . ( وقد صح في صلاة الني به ١‏ أنه صلى أولاً ركعتين خفيفتين » ثم ركع 
رکعتین طويلتين» ثم صلى ركعتين دون اللمتين فبلها ۾ ) يزل يقصر بانتدريج إلى ثلاث 
عشرة ركعة » ) . قال العراقي : رواه مسام من حدبث يد بن خالد الجهني . 


کات ترقت الأوراد ف الأوقات الاب الارل 


وسئلت عائشة رضي الله عنها : أكان رسول الله عه يجهر في قيام الليل أم يسر ؟ 
فقالت : ربجا جهر وربا أسرّ. وقال م : « صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خفت الصبح 
فأوتر بر كعة » . وقال : « صلاة المغرب أوترت صلاة النهار فأوتروا صلاة الليل ». وأكثر 
ما صح عن رسول الله مره في قيام الليل ثلاث عشرة ركعة. ويقرأ في هذه الر كعات 
من ورده من القران او من السور المخصوصة ما خف عليه وهو في حكم هذا الورد إلى 
قريب من السدس الاخير من الليل . 

الورد الخامس: السدس الأخير من الليل وهو وقت السحر. فإن الله تعالى قال : 
3 وبالأسحارهم يستغفرون €[ الذاريات :۱۸] قيل:يصلون )ا فيها من الاستغفار وهو مقارب 


قلت : لفظ مسام « فصلى ر کعتين خفيفتين ثم صلى رکعتين طويلتين ثم صلى رکعتين دون التي 
قبلها ثم أوتر ». 

( وسئلت عائشة رضي الله عنها : أكان يجهر الني َب في قيام الليل أم يسر ؟ فقالت : 
رما اسر وري! جهر ) رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه بإسناد صحیح . ( وقال الني عه 
« صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خفت الصبح فأوتر بركعة» ) مفق عليه وقد تقدم قريب بلفظ 
« فإذا خشي أحد ك الصبح صلى ر كعة واحدة توتر له ما قد صلى » ولفظ المصنف أورده الطبرافي في 
الكبير » ومد بن نصر في الصلاة بزيادة: « فإن الله وتر يحب الوتر ». 

( وقال ) له ( « صلاة المغرب أوترت صلاة النهار فأوتروا صلاة الليل») . قال 
العراقي : رواه احمد من حديث ابن عمر بسند صحيح اه. 

قلت : ورواه ابن ألي شيبة في المصنف بلفظ « صلاة المغرب وتر صلاة النهار فأوتروا صلاة 
الليل » ورواه أيضاً عن محمد بن سيرين مرسلاً أي : فكا جعلت آخر صلاتكم بالنهار وتراً فاجعلوا 
آخر صلاتكم بالليل وترأً» وأضيفت إلى النهار لوقوعها عقبه . قال ابن انير : إنما شرع ها التسمية 
بالمغرب لأنه اسم يشعر بمسماها وبابتداء وقتها . 

( وأكثر ما صح عن الني لله في قيام الليل ثلاث عشرة ركعة) تقدم قريباًء وتقدم 
مفصلاً في كتاب الصلاة» ( ويقراً ف هذه الرکعات من ورده من القرآن أو من السور 
اللخصوصة ما خف عليه) في التلاوة» ( وهو في حكم هذا الورد إلى قريب من السدس 
الأخير من الليل ) وهو السحر الأول. 

( الورد الخامس: السدس الأخير من آخر الليل وهو وقت السحر ) الأول ( قال الله 
تعالى وبالأسحار هم يستغفرون) قبل ) في تفسيره: أي ( يصلون) وإنا سميت الصلاة 
استغفاراً ( لما فيها من الاستغفار ) وكذلك قوله تعالى $ وقرآن الفجر € [ الإسراء : ۷۸] يعني 


JNO ES ea SRS SA A۸ 


للفجر الذي هو وقت انصراف ملائكة الليل وإقبال ملائكة النهار » وقد أمر بهذا الورد 
سلهان أخاه أبا الدرداء رضي الله عنها ليلة زاره في حديث طويل قال في آخره: « فلا كان 
الليل ذهب أبو الدرداء لیقوم فقال له سلمان: نم فنام م ذهب ليقوم فقال له : م فنام» 
و کان جد المح قال له ان : قم الآنء فقاما فصليا . فقال : إن لنفسك عليك حقاً 
وإن لضيفك عليك حقاً وإن لأهلك عليك حقاً فاعط كل ذي حق حقهء وذلك أن 
امرأة أهي الدرداء أخبرت سلمان انه لا ينام الليل . قال : فأتيا النبي ّي فذ كرا ذلك له. 


به الصلاة و كنى بذ كر القرآن والاستغفار عن الصلاة لأنها وصفان منها » كا قيل الصلاة استغفار لانه 
يطلب بها المغفرة وتكون هذه الصلاة في السحر بدلاً عن السجود إلى طلوع الفجر الثاني » ( وهو 
مقارب للفجر الذي هو وقت انصراف ملائكة الليل ) . ويتوسط هذا الورد بين الليل والنهار » 
ذهب أهل الحجاز إلى أن الصلاة الوسطى التي نص الله على إفراد المحافظة عليها هي صلاة الفجر . 
قال الله تعالى $ وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهوداً € قيل تشهده ملائكة الليل وملائكة 
النهار تعظباً هذا الوقت وتشريفاً له لتوسطه في آخر الليل وأول النهار . فهذا الورد هو أقصر 
الأوراد » ومن أفضلها وهو من السحر الأول إلى طلوع الفجر الثاني إلا ما كان من صلاة نصف 
اليل فذاك أفضل شيء من من الليل وهو أوسط الأوراد لأنه هو الورد الثالث.( وقد أمر مهذا 
الورد سلان) الفارسي ( أخاه أبا الدرداء رضي الله عنها ) و كان الني لله قد آخی بینها 
في الإسلام (ليلة زاره في حديث طويل قال في آخره: : « فلا كان الليل ذهب أبو الدرداء 
لیقوم فقال له سلان : نم فنام» فلا كان عند الصبح قال له سلان قم الآن فقاما فصليا؛ 
فقال : إن لنفسك عليك حقاً وإن لضيفك عليك حقاً وإن لأهلك عليك حقاً فاعط كل ذي 
حق حقه» وذلك أن امرأة أي الدرداء أخبرت سلان بان ابا الدرداء لإ ينام الليل › ۽ فأتیا 
اللي نر فذ كرا ذلك له فقال عه : صدق سلهان» ) هكذا هو في القوت . 
وقال العراقي : رواه البخاري من حديث أي حجيفة. 
قلت قلت : وقال أبو نعيم في الحلية : حدثنا عبد الله بن مد بن عطاء. حدثنا أحمد بن عمرو البزارء 
حدثنا السري بن محمد الكوني» حدثنا قبيصة بن عقبة» حدثنا عبار بن زريق » عن أي صالح » عن 
أم الدرداء» عن أي الدرداء « أن سلهان دخل عليه فرأى امرأته رثة الهيئة فقال : :ما لك ؟ فقالت : 
إن أخاك لا يريد النساء إنما يصوم النهار ويقوم الليل » فأقبل على أني الدرداء فقال: إن لأهلك 
عليك حقاً فصل ونم وصم وأفطر» فبلغ ذلك الي بب فقال : « لقد أوتي سلهان من العم ». 
حدثنا أبو إسحاق إبراهم بن ممد بن حزةء حدثنا أحمد بن على بن المثنى » حدثنا زهير بن 
حرب» حدثنا جعفر بن عون» حدثنا أبو العميس » عن عون بن أي حجيفة» عن أبيه قال: « جاء 
سلهان يزور أبا الدرداء فرأى أم الدرداء مبتذلة. فقال : ما شأنك ؟ فقالت : إن أخاك ليست له 
حاجة في شيء من الدنيا يقوم الليل ويصوم النهار » فلا جاء أبو الدرداء رحب به سلهان وقرب إليه 
إلطعام فقال له سهان اطعم فقال : إني صائم . فقال سلان: أقسمت عليك إلا ما طعمت . قال: ما 


كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الأول CAE e AS‏ 


فقال: صدق سلان. وهذا هو الورد الخامس . وفيه يستحب السحور وذلك عند خوف 
طلوع الفجر» والوظيفة في هذين الوردين الصلاة» فإذا طلع الفجر انقضت أوراد الليل 
ودخلت أوراد النهار فيقوم ويصلي ركعتي الفجر وهو المراد بقوله تعالى : # ومن الليل 


انا باکل حتی تأکل قال : فأكل معه وبات عنده فلا كان من الليل قام أبو الدرداء فحبسه سامان. 
م قال: يا أبا الدرداء إن لربك عليك حقاً ولأهلك عليك خحقاً ولجسدك عليك حقَاً أعط كل ذي 
وصليا ثم خرجا إلى الصلاة فلا صلى النبي ملل قام إلبه أبو الدرداء فأخبره مما قال سلمان» فقال 
رسول الله يه : إن لجسدك عليك حقا مثل ما قال سلان ». 


( وهذا هو الورد الخامس» وفيه يستحب السحور) فمن يتسحر في أوله بغته الفجر» 
( وذلك عند خوف طلوع الفجر ) وهو قبل طلوعه بمقدار قراءة جزء من القرآن» وهذا الورد 
الخامس يشبه الورد السابع من النهار قبل الغروب في فضل وقتها » وهذا قبل الفجر الثاني والفجر 
الثاني هو انشقاق شفق الشمس وهو بدو بياضها التي تحته الحمرة وهو الشفق الثاني على ضد غروبما 
ي الها هو الا و ارو ت وتفه الخو اماق ور الى الان م 
أول الليل وهو آخر سلطان الشمس وبعد البياض سواد وغسق» ثم ينقلب ذلك إلى ضده فيكون 
بدو طلوعها الشفق الأول وهو البياض» وبعده الحمرة رهو شفقها الثاني وهو أول سلطانها من آخر 
الليل » وبعده طلوع قرص الشمس. والفجر انفجار شعاع الشمس عن الفلك الاسفل إذأ ظهرت 
على وجه الأرض الدنيا تستر عينها الجبال والبحار والأقالم المشرفة العالية » ويظهر شعاعها منتشرا 
إلى وسط السماء عرضاً مستطيرا » فهذا آخر الورد الخامس وعنده يكون الوتر . 

( والوظيفة في هذين الوردين الصلاة ) لمن استيقظ في ساعته أو لمن تمم به صلاته» فالصلاة 
فيه هما فضل وشرف وهو بمنزلة الصلاة في أول الليل بين العشاءين . 

وقال صاحب العوارف : لا يليق بالطالب أن يطلع الفجر وهو نائم إلا أن يكون قد سبق له في 
اليل قيام طويل فيعذر في ذلك على أنه لو استيقظ قبل الفجر بساعة مع قيام قليل سبق في الليل 
يكون أفضل من قيام طويلء ثم النوم إلى بعد طلوع الفجرء فإذا استيقظ قبل الفجر يكثر 
الا ستغفار والتسبيح ويغتنم تلك الساعة ويجلس قليلاً بالليل يصلي بعد كل ر كعتين ويسبح ويستغفر 
ريصلي على رسول الله م » فإنه جد بذلك ترويحاً وقوة على القيام اه. 

( وإذا طلع الفجر انقضت أوراد الليل ) الخمسة ( ودخلت أوقات النهار ) . فانظر هل 
دخلت في دخوله عليك في جلة العابدين أم خرج منك وأنت فيه من الغافلين وتفكر أي لبسة 
البسك . فإن الليل جعل لباسا هل لبست فيه حلة النور بتيقظك فتربح تجارة لن تبور» ام البسك 
الليل بثوب ظلمته فتكون ممن مات قلبه بموت جسده بغفلة. نعوذ بالله من سخطه وبعده» 
( فبقوم ويصلي ركعتي الفجر ) السنة ( وهو المراد بقوله تعالى ‏ ومن الليل فسبحه وأدبار 


Jy NN PON OSES GR enemas ۹ 


فسبّحه وأدبار النجوم€ [ الطور s4:‏ يقرأً: #شهد الله أنه لا إله إلاهو 
a a NT‏ 
لنفسه وشهدت به ملائكته وأولو العام من خلقه واستودع الله هذه الشهادة وهي 
لي عند الله تعالى وديعة وأسأله حفظها حتى يتوفاني عليها. اللهم احطط عني بها 
وزرا واجعلها لي عندك ذخراً واحفظها عللَّ وتوفي عليها حتى ألقاك بها غير 
مبدل تبديلاً. فهذا ترتيب الأوراد للعباد وقد كانوا يستحبون أن يجمعوا مع ذلك 
في كل يوم بين أربعة أمور صوم وصدقة وإن قلت وعيادة مريض وشهود 
جنازة. ففي الخبر : ١‏ من جع بين هذه الأربع في يوم غفر له» وفي رواية: « دخل 


النجوم) ثم يقرأ) المبد ( ( شهد اله أنه لا إلهإلا هو) إلى آخرهاء ثم بقول : وأنا أشهد با 
شهد الله لنفسه وشهدت به ملائکته رأولر العام مسن خلقه» واستودع الله هذه الشهادة 
وهي لي عند الله وديعة أسأله حفظها حت يتوفاني عليها ) . وتقدم أن أحد وأبا الشيخ رويا 
من خديت اين غود من قرا ل سهد الك آنه لا إله :إلا هز إل قوله [الإسلام) ثم قال: 
وأنا أشهد إلى قوله وديعة جيء به يوم القيامة فقيل له هذا عبدي عهد إل عهداً وأنا أحق من وفى 
بالعهد ادخلوا عبدي الجنة ». 

( اللهم احطط ) أي بتلك الشهادة ( عني وزرا واجعل لي بها عندك ذخراً واحفظها علي 
وتوفني عليها حتى ألقاك غير مبدل تبديلاً) . هكذا نقله صاحب القوت. ( فهذا ترتيب 
الأوراد للعباد ) في ليلهم ونهارهمء وأفضل ما عمله عبد في ورد من أوراد الليل والنهار بعد 
القيام بفرض يلزمه او قضاء حاجة لأخيه المؤمن يعينه عليها الصلاة بتدبر الخطاب وشهادة 
اللخاطب. فإن ذلك يجمع العبادة كلها . ثم من بعد ذلك التلاوة بتيقظ وفراغ هم ثم أي عمل فتح 
له فيه من فكر أو ذكر برقة قلب وخشوع جوارح ومشاهدة غيب فذلك أفضل أعاله في وقته. 
ومن فاته من الأوراد ينبغي له أن يفعل مثله في وقته أو قبله متى ذكره لا على سبيل القضاء » ولكن 
على وجه التدارك ورياضة النفس بذلك لبأخذها بالعزائم كيلا يعتاد التراخي والرخص» ولأجل 
الخبر المأثور « أحب الأعال إلى الله أدومها وإن قل » وفي حديث عائشة رضى الله عنها رفعته ١‏ من 
عبد الله عبادة ثم تر كها ملالة مقته الله عز وجل ». 

( وقد كانوا يستحبون أن يجمعوا مع ذلك في كل يوم بين أربعة أمور:.صوم 
وصدقة وإن قلت وعيادة مريض ) إن تيسر » ( وشهادة جنازة) إن حضرت. ( وفي الخبر 
« من جع بين هذه الأربعة غفر الله له» ) روى البيهقي من حديث ابن عمر « من صام يوم 
الأربعاء والخميس والجمعة وتصدق با قل أو كثر غفر الله له ذنوبه وخرج من ذنوبه كيوم ولدته 
أمه . ( وفي رواية « دخل الجنة» ) قال العراقي : رواه مسام من حديث أي هريرة « ما اجتمعن 
في امرى إلا دخلي الجنة». 


كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الأول 


الجنة »» فإن اتفق بعضها وعجز عن الآخر كان له أجر الجميع بحسب نيته» وكانوا 
يكرهون أن ينقضي اليوم ولم يتصدقوا فيه بصدقة ولو بتمرة أو بصلة أو كسرة خبز 
لقوله ره : « الرجل في ظل صدقته حتى يقضي بين الناس » ولقوله عه : « اتقوا النار 
ولو بشق تمرة». ودفعت عائشة رضى الله عنها إلى سائل عنبة واحدة فأخذها فنظر من 
کان عندها بعضهم إلى بعض فقالت: ما لكم إن فيها لثاقیل ذر کثیر؟ وکانوا لا 
يستحبون رد السائل إذ كان من أخلاق رسول الله به ذلك ما سأله أحد شيئاً فقال : 
لاء ولکنه إن لم يقدر عليه سكت . وني الخبر : «يصبح ابن آدم وعلى كل سلامي من 
جسده صدقة يعنى المفصل وني جسده ثلانمائة وستون مفصلاً فأمرك با معروف صدقة» 
ونهيك عن المنكر صدقة» وملك عن الضعيف صدقة» وهدايتك إلى الطريق صدقةء 


قلت : : وروى الطبراني في الكبير » وأبو سعد السمان في مشيخته من حديث أي أمامة رضي الله 
عنه ١‏ من صلى يوم الجمعة وصام يومه وعاد مريضاً وشهد جنازة وشهد نكاحاً وجيت له الجنة » . 


( وإن اتفق بعضها وعجز عن الآخر كان له أجر الجميع بحسب نيته ) وذلك إن کان في 
عزيته بين الأربعة المذ كورة ( وكانوا a aE RES‏ 
ولو بنصفها ( أو بصلة أو كسرة خبز ) أو ما يجري E SE‏ 
« الرجل في ظل صدقته حتى يقضي بين الناس» ) تقدم في الزكاة» ( ولقوله به « اتقو 
ا د ا 
واحدة فأخذها ) السائل ( ونظر بعض الحاضرين إلى بعض ) أي كالمستقل بتلك الصدقة 
( فقالت: ما لكم ) ينظر بعضكم بعضاً ( إن فيها لمثاقيل ذر كثيرة) نقله صاحب القوت 
والعوارف» وتقدم في الز كاة من حديث أي هريرة« من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب فإن الله 
عز وجل يتقبلها بیمینه ثم يربیها لصاحبها کا یری أحد م فلوه حتی کون مثل الجبل ». ( وکانوا 
يكرهون رد السائل ) بلا إعطاء شيء ( إذ كان من أخلاق النى ّل أنه ما سأله أحد شياً 
فقال: لا .) وقد أشار بعض مبي حضرته الشريفة الى ذلك بقوله: 

ماقال لاا قط إلا في تشهده ٠‏ لول التشهد كانت لاؤه نعم 


( لکنه بُ ِن م یقدر على شيء ) یعطبه ااه ( سکت) وم یرده . قال العراقي : رواه مسام 
من حدیث جابر » وللبزار من حدیث أنس: أو سكت . ( ولي الخبر : « یصبح ابن آدم وعلى کل 
سلامي من ج-ده صدقة - يعني كل مفصل - وفي جسده ثلانمائة ئة وستون مفصلاًء فأمرك 
باللعروف صدقة ونيك عن المنكر صدقة» وحجلك عن الضعيف صدقة» وهدايتك إلى 
الطريق صدقة» وإماطتك الأذى صدقة حتى ذكر التسبيح والنهليل ثم قال: « وركمتا 


£۹۲ کا اا وراو ف الاو قات ر الات الأول 


وإماطتك الأذى صدقة حتى ذكر التسبيح والتهليل ثم قال : « وركعتا الضحى تأي على 
ذلك كله أو تمعن لك ذلك کله». 


الضحى تاتي على ذلك كله ويجمعن لك ذلك كله») رواه مسام من حديث ألي ذر ولفظه: 
١‏ يصبح على كل سلامي من أحدك صدقة فكل تسبيحة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة 
صدقة وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة ويجزى عن ذلك ركعتان يركعها في 
الضحى ». وهكذا رواه الحا وأبو عوانة وابن خزية. 

وروى مسام أيضاً من حديث عائشة رضي الله عنها مرفوعاً « أنه خلق كل إنسان من بني آدم 
على ستين وثلانمائة مفصل فمن كبر الله ومد الله وهلل الله وسبح الله واستغفر الله» وعزل حجرا 
عن طريق الناس أو شوكة أو عظاً من طريق الناس» وأمر بمعروف أو نهى عن منكر عدد تلك 
الستين والثلانمائة السلامي فإنه ييسي يومئذ وقد زحزح نفسه عن النار ». ورواه هكذا أبو الشيخ في 
العظمة. 

وروی أبو داود وابن حبان من حدیث بریدة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله ڪه يقول 
, في الإنسان ستون وثلانمائة مفصل فعليه أن يتصدق عن كل مفصل منها صدقة. قالوا: فمن 
الذي يطيق ذلك يا رسول الله ؟ قال : في النخامة في المسجد يدفنها أو الشىء ينحيه عن الطريق فإن 
م يقدر فر كعتا الضحى تجزئ عنك ». وقد أخرج أبو داود حديث أي ذر بألفاظ مختلفة » والكلام 
على هذا من وجوه. 

الأول : السلامي كحباري أصلها عظام الأصابع وسائر الكف خاصةء ثم استعملت في جميع 
عظام البدن ومفاصله » وهو المراد في الحديث . وقيل : السلامي كل عظم جوف من صغار العظام » 
والمفصل كمجلس كل ملتقى عظمين من الجسد» وأما كمنبر فهو اللسان وليس مراداً هنا بل 
المراد السلامي » وهذا معنى قول المصنف يعني كل مفصل . 

الثاني : قوله على كل سلامي صدقة أي على سبيل الاستحباب المتأكد لا على سبيل الوجوب» 
وهذه العبارة تستعمل في المستحب كا تستعمل في الوجوب. 

الثالث: إن قلت قد عد في الحديث من الحسنات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وها فرضا 
كفاية » فكيف أجزأً عنهها ركعتا الضحى وها تطوع» وكيف أسقط هذا التطوع ذلك الفرض ؟ 
قلت : المراد في الأمر با معروف والنهي عن المنكر حيث قام الفرض بغيره وحصل المقصود وكان 
كلامه زيادة تأكيد» أو المراد تعلم المعروف لينقل والمنكر ليجتنب فإذا فعلها كان من جلة 
الحسنات المعدودة من الثلانمائة والستين » وإذا تر كه لم يكن عليه فيه حرج ويقوم عنه وعن غيره من 
الحسنات ر كعتا الضحى » أما إذا ترك الأمر با معروف أو النهي عن المنكر عند فعله ولم يقم به غيره 
فقد أثم ولا يرفع الإنم عنه ركعتا الضحى ولا غيرهما من التطوعات ولا من الواجبات. 

الرابع: فيه فضل عظم لصلاة الضحى لا دل عليه من أنا تقاوم ثلانمائة وستين سنةء وهذا 


کتاب ترتيب الأوراد ف الأوقات / اللاب الأول E E O‏ 


بيان اختلاف الأوراد باختلاف الأحوال؛: 

اعام ان المريد لحرث الآخرة السالك لطريقها لا يخلو عن ستة أحوال فإنه : إما عابدء 
وإما عام » وإما متعلمء وإما وال » وإما حترف» وإما موحد مستغرق بالواحد الصمد 
عن غیره. 

الأول: العابد وهو المتجرد للعبادة الذي لا شغل له غيرها أصلاً ولو ترك العبادة 
لجلس بطالاً » فترتيب أوراده ما ذكرناه نعم لا يبعد أن تختلف وظائفه بأن يستغرق 
أكثر أوقاته إما في الصلاة أو في القراءة أو في التسبيحات» فقد كان في الصحابة رضي 


أبلغ شيء في فضل صلاة الضحى» ذكره ابن عبد البر » وذكر أصحاب الشافعي أنها أفضل التطوع 
دال وا اکن ووی ف رج ایت و غاا و ا ع E‏ و ا ا 
وهل يختص ذلك بصلاة الضحى لخصوصية فيها وسر لا یعلمه إلا الله » أو قوم مقامها ر کعتان 
في أي وقت كان . فإن الصلاة عمل بجميع الجسد فإذا صلى فقد قام كل عضو بوظيفته التي عليه 
فيه احتال» والظاهر الأول وإلا م يكن للتنبيه معنى » والله اعام . 

الخامس: فيه أن أقل الضحى ركعتان وهو كذلك بالإجاع وإن اختلفوا في أكثرها. فحكى 
النووي في شرح المهذب عن أكثر الأصحاب أن أكثرها ثمان وهو مذهب الحنابلة كا ذكره في 
المغني.» وجزم الرافعي في الشرح الصغير والمحرر» والنووي في الروضة والمنهاج تبعاً للروياني بأن 
أكثرها ائنتا عشرة ركعة» وقال النووي ف شرح مسام : أكملها مان رکعات» وأوسطها أربع 
ركعات أو ست ركعات» وقد تقدم الكلام في ذلك مفصلاً في كتاب الصلاة. 
بيان اختلاف الأوراد باختلاف الأحوال: 


( إعام أن المريد لحرث الآخرة السالك لطريقها ) . المريد والسالك واحد إلا أن المريد 
يختص بن في ذمته عقد الأإرادة لشيخ من المشايخ› والسالك أعم من ذلك» وسيأتي بیان معنی 
السلوك قريباً ( لا يخلو عن ستة أحوالء فإنه إما عاد ) لا شغل له إلا العبادةء ( وإما عام ) 
ينفع الناس بتعليمه إياهم ما يقربهم إلى الله تعالى . أو مشغول بتأليف كتاب ندب إليه» ( وإما 
متعام ) يشتغل بالعام بجضوره على علاء وقته» ( وإما وال ) يلي منصباً من المناصب من طرف 
السلطان. ( وإما محترف ) أي مكتسب جرفة» ( وإما موحد مستغرق بالواحد الصمد) جل 
جلاله ( عن غیره) في أحواله. 

الأول: العابد : وهو المتجرد لعبادة الله عز وجل ) تجرد عن كل مايشغله عن العبادة 
( لا شغل له أصلاً ) إلا العبادةء ( ولو ترك العبادة لجلس بطالاً ) إذ لا شغل له أو لا بحسن 
شغلاًء ( فترتيب أوراد ما ذكرناه) سابقاً في عارة الأوقات بالوجه المذكور» ( نعم ) وفي 
نسخة أجل ( لا يبعد أن تختلف وظائفه بأن يستغرق أكثر أوقاته إما في الصلاة أو القراءة 


NN NNE SS ERE 44 


الله عنهم من ورده في اليوم اثنا عشر ألف تسبيحة» وكان فيهم من ورده ثلاثون ألفاء 
وكان فيهم من ورده ثلانمائة ركعة إلى ستائة وإلى ألف ركعة» وأقل ما نقل في أورادهم 
من الصلاة مائة ركعة في اليوم والليلة. وكان بعضهم أكثر ورده القرآن» وكان يخم 
لاجد م ق الوم مره وروي ن هن به و كان مي عي الوم ولي 
في التفكر في آية واحدة يرددها. وكان كرز بن وبرة مقما بمكة فكان يطوف في كل يوم 
سبعين أسبوعاً وني كل ليلة سبعين أسبوعاً وكان مع ذلك يختم القرآن في اليوم والليلة 
مرتين فحسب ذلك فکان عشرة فراسخ» ویکون مع کل أسبوع رکعتان فهو مائتان 
ونمانون ر كعة وختمتان وعشرة فراسخ. 


أو في التسبيحات ) بحسب ما تيسر له ( فقد كان في الصحابة من ورده في اليوم إثنا عشر 
ألف تسبيحة ) قال صاحب العوارف ورأيت بعض الفقراء من المغرب بمكة وله سبحة فيها ألف 
حبة في كيس له ذكر أنه يديرها كل يوم اثنتي عشرة مرةبأنواع الذ كر » ونقل عن بعض الصحابة 
أن ذلك کان ورده بين اليوم واللىلة» ( وکان فيهم من ورده ثلاثون ألفاً ) . ولفظ العوارف» 
والقوت: ونقل عن بعض التابعين أنه كان له ورد من التسبيح ثلاثون ألفا بين اليوم والليلةء 
( وکان فیهم من ورده ثلانمائة ركعة إلى ستائة) ركعة ( وإلى ألف ركعة) أي في اليوم 
والليلة . ( وأقل ما نقل من أورادهم في الصلاة مائة ركعة ) على التوزيع ( في اليوم والليلة) . 
وهذه الضائر كلها راجعة إلى التابعين كا هو في القوت ولفظه: كان من التابعين من ورده في كل 
يوم ثلامائة ركعة» و كان منهم من ورده ستائة ركعةء وأقل من نقل عنه من الأوراد مائة ركعة في 
اليوم. ( وکان بعصهم أکثر ورده القرآنء وکان يخم أحدهم ي اليوم مرة. وروي عن 
بعضهم مرتين » و كان بعضهم يقضي الوم والليلة في التفكر في آية واحدة يرددها ) . تقدم 
تفصيل ذلك في كتاب تلاوة القرآن. 


( وكان كرز بن وبرة) الحارثي نزيل جرجان أحد الأبدال ( مقباً بمكة فكان يطوف ) في 
( کل يوم سبعين أسبوعاً» وف كل ليلة سبعين أسبوعاً» وكان مع ذلك يخ القرآن في 
اليوم والليلة مرتين» فحسب ذلك فكان عشرة فراسخ ويكون له مع كل أسبوع ركعتان» 
فذلك مائتان ونمانون ركعة وختمتان وعشرة فراسخ ) هكذا في القوت. 


وقال أبو نعم في الحلية : حدثنا أبي» حدثنا إبراهيم بن مد بن الحسن » حدثنا علي بن المنذر» 


ل ت کت کک رر ق تعد أو كابن طارق حول البييت في الحرم 
قد حال دون لذيذ العيش خوفها وسارعا في طلاب الففوز والككرم 


كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الأول COOLEST‏ 


فإن قلت : فا الأولى أن يصرف إليه أكثر الأوقات من هذه الأوراد ؟ فاعام أن 
قراءة القران في الصلاة قائا مع التدبر يجمع الجميع › ولكن ربا تعسر المواظبة عليه 
فالأفضل يختلف باختلاف حال الشخص» ومقصود الأوراد تزكية القلب وتطهيره 
وتحليته بذكر الله تعالى وايناسه به فلينظر المريد إلى قلبه فا يراه أشد تأثيراً فيه 
فليواظب عليه » فإذا أحس بلالة منه فلينتقل إلى غيره» ولذلك نرى الأصوب لأكث 
الخلق توزيع هذه الخيرات المختلفة على الأوقات - كا سبق - والانتقال فيها من نوع إلى 
نوع لأن املال هو الغالب على الطبع » وأحوال الشخص الواحد في ذلك أيضاً تختلف . 


وكان محمد بن طارق يطوف في كل يوم وليلة سبعين أسبوعاً. قال : وكان كرز يختم القرآن في 


أخبرنا مد بن أحد بن إبراهي في كتابه قال : حدثنا عبد الرحجن بن الحسن» حدثنا أبو حفص 
النيسابوري» حدثنا الصلت بن مسعود» حدثنا ابن عيينة قال: سمعت ابن شبرمة يقول لابن 
هبیرة: لو شئت کنت ککرز في تعبده الى آخر البیتین » فقال ابن هبيرة: من کرز ومن ابن طارق ؟ 
قال: قلت أما كرز فكان إذا كان في سفر واتخذ الناس منزلاً اتخذ هو منزلا للصلاةء وأما ابن 
طارق فلو اکتفی أحد بالتراب کفاه کف من تراب. 


قال أبو حفص : ذكروا أن ابن طارق كان يقدر طوافه في اليوم عشرة فراسخ. حدثنا أبو بكر 
ابن مالك » حدثنا عبد الله بن احمد» حدثني شریح بن يونس حدئنا مد بن بطین قال : رایت 
ابن طارق في الطواف قد انفرج له أهل الطواف عليه نعلان مطرقتان. قال: فحرروا طوافه في 
ذلك الزمان فإذا هو يطوف في اليوم والليلة عشرة فراسخ اه لفظ الحلية. وهذا الأخير قد رواه 
أيضا ابو الفرج ابن الجوزي في مثير العزم من هذا الطريق » ونقله المحب الطبري في المناسك . 


( فإن قلت: فا الأولى أن يصرف إلبه أكثر الأوقات من هذه الأوراد؟ فاعام أن قراءة 
القرآن في الصلاة قائ مع التدبر ) والتفهم لعاني ما يقرأ ( يجمع الجميع ) ما ذكر» ( ولكن 
رما تعسر المواظبة على ذلك ) لانع » ( فالأفضل يختلف باختلاف حال الشخص ومقصود 
الأوراد تزكية القلب وتطهيره) من الأدناس الباطنة ( وتحليته ) اي تزيينه ( بذكر الله تعالى 
وإيناسه به ) بكال الرغبة فيه ( فلينظر المريد إلى قلبه فما يراه أشد تأثيراً فيه فليواظب 
عليه ) فهو الأفضل في حقه» ( فإذا أحس بملالة منه ) وسئمت النفس ( فلينتقل إلى غيره) 
من تلك الأوراد. ( ولذلك نرى الأصوب بأكثر الخاتق توزيع هذه الخيرات المختلفة على 
الأوقات - كا سبق) تقريره - ( والانتقال من نوع منها إلى نوع) ثان (لأن الملل هو 
الغالب على الطبع ) ني الأكثر » ( وأحوال الشخص الواحد أيضاً في ذلك تختلف ) باختلاف 


N SSN OS ena ۹7 


ولكن إذا فهم فقه الأوراد وسرها فليتبع المعنى فإن سمع تسبيحة مثلاً وأحس هما بوقع 
في قلبه فليواظب على تکرارها ما دام يجد ما وقعاً. وقد روي عن ابراه بن دهم عن 
بعض الأبدال أنه قام ذات ليلة يصلي على شاطىء البحر فسمع صوتاً عالباً بالتسبيح وم 
بر أحداً فقال: من أنت أسمع صوتك ولا أرى شخصك ؟ فقال : أنا ملك من الملائكة 
موكل بهذا البحر أسبح الله تعالى بهذا التسبيح منذ خلقت . قلت : فا اسمك ؟ قال : 
مهلهیائیل . قلت : فا ثواب من قاله. قال : من قاله مائة مرة م ت حتى يرى مقعده من 
الجنة أو يُرى له. والتسبيح هو قوله: ١‏ سبحان الله العلى الديّان. سبحان الله الشديد 
الأر كان . سبحان من يذهب بالليل ويأتي بالنهار . سبحان من لا يشغله شأن عن شأن. 


الطبائع والآوقات والممم» ( ولكن إذا فهم فقه الأوراد وسرها فليتبع المعنى ) المراد منها 
(فإن سمع) وفي نسخة : فإن سبح ( تسبيحة مثلاً وأحس هما بوقع في قلبه» فليواظب على 
تکرارها ما دام جد ها وقعاً ) في القلب وإقبالاً عليها به. 

( وقد روي عن ابراهم بن أُدهم ) قدس سره فيا حكاه ( عن بعض الابدال أنه قام 
ذات ليلة يض على شاطيء البحر فسمع صوتاً عالياً بالتسبيح وم ير أحداً فقال :من أنت 
اسمع صوتك ولا رى شخصك؟ فقال : أنا ملك من الملائكة موكل بهذا البحر أسبح الله 
عز وجل بهذا التسبيح منذ خلقت . قلت : فما اسمك؟ فقال : مهلهيائيل ) وني نسخة مهليهايل 
وهو من الاساء السريانية . ( قلت: فا ثواب من قاله ؟ قال : من قاله مائة مرة ) يمت حت يرى 
مقعده من الجنة أو يرى له . وهو هذا ) التسبيح: ( « سبحان الله العلي الديان ) أي المجازي 
لعباده» ( سبحان شديد الأركان) أي أركان عزه وعظمته وعرشه» ( سبحان الله الحنّان 
المتّان» سبحان الله المسبح في كل مكان» سبحان من يذهب بالليل ويأتي بالنهار » سبحان من 
لا یشغله شان عن شأن» ) هكذا أورده صاحب القوت. وقال : وحدثونا عن ابراهي بن أدهم 
عن بعض الأبدال فساقه . ولكن بتقدي وتأخير فیه» فأورد بعد قوله شدید الأ ركان سبحان من 
يذهب بالليل ويأتي بالنهار إلى آخره» ثم أتى بقوله سبحان المسبح في كل مكان. وهكذا نقله 
صاحب العوارف أيضاً. 

وروی ابن شاهين في الترغيب والترهيب وابن ن عساكر في التاريخ من حديث أبان عن أنس 
رفعه ١‏ من قال كل يوم مرة سبحان القائم الدائم» سبحان الحي القيوم » سبحان الحي الذي لا 
يموت سبحان الله العظم وبجمده. سبوح قدوس رب اللائكة والروح› سبحان العلي الأعل 
سبحانه وتعالی لم یت حتی یری مکانه من الجنة أو یری له» قال : فليقل مائة مرة بين اليوم الليلة 
هذا التسبيح م نم ساقه. 

وقال صاحب القوت وقال هشام بن عروة: كان أي يواظب على ورده في التسبيح كا يواظب 
على حزبه من القرآن» وروي عنه أیضاً أنه کان یواظب على حزبه من الدعاء کا یواظب على حزبه 


كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الأول CAV SS‏ 


سبحان الله الحنان المنان . سبحان الله المسبّح في كل مكان فهذا وأمثاله إذا سمعه المريد 
ووجد له في قلبه وقعاً فیلازمه وأيًا ما وجد القلب عنده وفتح له فيه خير فلیواظب عليه 
الثاني : العام الذي ينفع الناس بعلمه في فتوى أو تدريس أو تصنيف» فترتيبه 
الأوراد يخالف ترتيب العابد ء فإنه يحتاج إلى المطالعة للكتب وإلى التصنيف والإفادةء 
ويجحتاج إلى مدة ها لا حالة فإن أمكنه استغراق الأوقات فيه فهو أفضل ما يشتغل به بعد 


من القرآن. قال: ولا يدع العبد أن يسبح أدبار الصلوات الخمس مائة تسبيحة عند كل صلاة 
مكتوبة » وكذلك عند النوم مائة وليواظب على أن يقول إذا أصبح وأمسى ما جاء في تفسير قوله 
عز وجل له مقاليد السموات والأرض) [ الزمر : ٠۳‏ ] فإن لذلك ثواباً عظماً. 

روينا عن عثان رضي الله عنه أنه سأل النبي له عن تفسير هذه الآية فقال له : « سألتني عن 
سىء ما سألنى عنه أحد قبلك هو الله الذي لا إله إلا الله والله أكبر وسبحان الله وبجمده ولا حول 
ولا فر إل بال غر وجل وأستغف ا الأول لخر والظاهر والماطن :ك املك وله الحمك ببدة 
الخير وهو على كل شيء قدير. من قالما عشراً حين يصبح وحين يمسي أعطي بها ست خصال: 
فأوّل خصلة يجرس من ابليس وجنوده »والثانية يعطى قنطاراً من الأجر » والثالثة : ترفع له درجة 
في الجنة» والرابعة: يزوجه الله عز وجل من الحورالعين» والخامسة: بحضرها إثنا عشر ملكاء 
والسادسة: يكون له من الاجر كمن حج واعتمر ». وليواظب على قراءة الآيات الست عند كل 
صلاة يصليها ففي ذلك ثواب عظم 3 سبحان ربك رب العزة عا يصفون» وسلام على المرسلين» 
والحمد لله رب العالمين© الصافات: ]۱۸١ - ٠۸١‏ وقوله عز وجل 9 فسبحان الله حين 
تمسون) إلى قوله 3 تخرجون) [ الروم: ۱۷ - ۱۹ ] ويستغفر للجۇمتن والۇمنات ي كليم 
خمسين مرة . خساً وعشرین إدا أصبح» وخساً وعشرين إذا أمسى» فإنه يكتب من الأبدال لأثر 
في ذلك . وليقل كل يوم عشر مرات: اللهم اصلح أمة مد » اللهم ارحم امة مد » اللهم فرج عن 
أمة محمد ّي . يقال إن من قاله كل يوم كتب له ثواب بدل من الأبدال» وليقل إذا أصبح 
وإذا أمسى ثلاثاً: اللهم أنت خلقتني وأنت هديتني وأنت تطعمني وأنت تسقيني وأنت تميتني 
وأنت تحبينى أنت ري لا رب لي سواك لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك. فإن في ذلك 

( فهذا وأمثاله إذا سمعه المريد ووجد له في قلبه وقعاً) وتأثيراً ( فيلازمه وما وجد 
قلبه عنده وفتح له) باب ( خير ) وبرکة ( فلیواظب عليه ) فمن حضر له في شيء فلیلازمه 
کا ورد فی بعض الأخبار . 

( الثاني : العام الذي ينتفع الناس بعلمه في فتوى أو تد ریس أو تصنیف ) بأن یکون 
متصدياً لأحد هذه الأوصاف بأنفراد كل منها أو ببعضها أو بجميعها » ( فترتيبه الأوراد مخالف 
ترتيب العابد ) الذي ذكر قبل هذا ( فإنه ) أي العام ( يحتاج إلى المطالعة للكتب ) ومراجعتها 
( وإلى التصنيف ) والتأليف والإفادةء ( ويجحتاج إلى مدة ها) وفي بعض النسخ لذلك (لا 


RRR ۹۸‏ كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الأول 


المكتوبات ورواتبها. ويدل على ذلك جيع ما ذكرناه في فضيلة التعلم والتعلم في كتاب 
العام . وكيف لا يكون كذلك وني العام المواظبة على ذكر الله تعالى ؟ وتأمل ما قال الله 
تعالى وقال رسوله وفيه منفعة الخلق وهدايتهم إلى طريق الآخرة. ورب مسألة واحدة 
يتعلمها المتعام فيصلح بها عبادة عمره ولو لم يتعلمها لكان سعيه ضائعا » وإنما نعني بالعام 
المقدم على العبادة العام الذي يرغب الناس في الأخرة ويزهدهم في الدنياء أو العام الذي 
يعينهم على سلوك طريق الآخرة إذا تعلموه على قصد الاستعانة به على السلوك. دون 
العلوم التي تزيد بها الرغبة في المال والجاه وقبول الخلق » والأولى بالعام أن يقم أوقاته 
أيضاً فإن استغراق الأوقات في ترتيب العام لا يحتمله الطبع » فينبغي أن يخصص ما بعد 
الصبح إلى طلوع الشمس بالأذ كار والأوراد كا ذكرناه في الورد الأوّل. وبعد الطلوع 


محالة ) . فالمفتي يحتاج في إفتائه إلى مطالعة فروع المذهب في كتاب أو كتابين أو أكثرء وربا 
تكون المسألة ذات وجوه فيستدعي التأني في مراجعته مع التفرغ التام وإحضار الذهن» والمترس 
كذلك يحتاج إلى مطالعة ما يلقيه في درسه مع مراجعة شروح وحواش باستحضار الذهن وسعة 
النظر» والمصنف يحتاج إلى مراجعة مواد متالفة بالفن الذي يصنف فيه فيفصل ما اجلوه ويختصر 
ما طولوه ويقرب إلى الاذهان ما استكملوه ويبين ما أبهموه» وكل ما ذكرنا يحتاج إلى مدة» 
ولكن هذه المدة تختلف باختلاف الأشخاص والأوقات والأحوالء فالذكى المتوقد الذهن من 
هؤلاء الثلاثة قد لا يستغرق مدة طويلة والبليد الذهن قد يتعب فيستدعي إلى صرف الوقت إلى 
مدة طويلة » ( فإن أمكنه استغراق الأوقات في ذلك فهو أفضل ما يشتغل به بعد المكتوبات 
ورواتبها ) لتعدي نفعه ولفضله. ( ويدل على ذلك ما ذكرناه في فضيلة التعلم والتعام في 
كتاب العام وكيف لا ) يكون ذلك. ( وفي العام المواظبة على ذكر الله عز وجل وتأمل ما 
قال الله تعالى وقال رسوله به وفيه منفعة الخلق ) أي يتعلمونه فينتفعون به في دينهم 
( وهدايتهم إلى طريق الآخرة) ما بحصل به النجاة من عذابما . ( ورب مسألة واحدة يتعلمها 
المتعام ) في دينه ( فيصلح عبأدة) طول ( عمره) بارشاده هم إليها ولو لم يتعلمها لكان سعيها 
ضائعاً . ( وإنما نعني بالعا ) المشار إلبه (المقدم على العبادة هو العام الذي يرغب الناس في 
الآخرة ويزهدهم في الدنيا ) وهي العلوم الشرعية : الفقه والحديث والتصوّف. ( والعام الذي 
يعينهم على سلوك الآخرة إذا تعلموه على قصد الإستعانة به على ) ذلك (السلوك دون 
العلوم التي تزيد بها ) أي بتحصيلها ( الرغبة في المال والجاه وقبول الخلق ) أي إقباهم عليه 
كالاشتغال بالمنطق والفلسفة وعم الفلك واليئة وكالتوغل في غوامض عام النحو والطب والبيطرة» 
( والأولى بالعام أن يقسم أوقاته أيضاً) كا ذكر في العابد ( فإن استغراق الأوقات في 
ترتيبه العام ) افتاء وتدريسا وتصنيفا ( لا بحتمله الطبع ) البشري» ( فينبغي ان يخصص ما 
بعد الصبح إلى طلوع انشمس بالأذ كار ) الواردة ( والأوراد ) الراتبة ( لما ذكرناه في الورد 


كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الأول E O O‏ 


إلى ضحوة النهار في الإفادة والتعليم إن كان عنده من يستفيد علا لأجل الآخرةء وإن م 
يكن فيصرفه إلى الفكر ويتفكر فيا يشكل عليه من علوم الدين » فإن صفاء القلب بعد 
الفراغ من الذ كر وقبل الاشتغال بهموم الدنيا يعين على التفطن للمشكلات» ومن ضحوة 
النهار إلى العصر للتصنيف والمطالعة لا يتركها إلا في وقت أكل وطهارة ومكتوبة 
وقيلولة خفيفة إن طال النهار . ومن العصر إلى الاصفرار يشتغل بسماع ما يقرأ بين يديه 
من تفسير أو حديث أو عام نافع » ومن الاصفرار إلى الغروب يشتغل بالذ كر والاستغفار 
والتسبيح › فیکون ورده الأول قبل طلوع الشمس في عمل اللسان» وورده الثاني في عمل 
القلب بالفكر إلى الضحوة» وورده الثالث إلى العصر في عمل العين واليد بالمطالعة 
والكتابة » وورده الرابع بعد العصر في عمل السمع ليروح فيه العين واليد » فإن المطالعة 
والكتابة بعد العصر ريا أضرَ بالعين. وعند الاصفرار يعود إلى ذكر اللسان فلا يخلو 


الأول ) آنفاً ( وبعد الطلوع إلى الضحوة) الكبرى ( في الإفادة والتعليم ) والقاء الدورس 
( إن كان عنده من يستفيد عل ) منه ( لأجل) زاد ( الآخرة وإن )م يكن) بالوصف 
مذ كور ( فيصرفه ) أي الوقت ( إلى الفكر ) والتأمل ومراجعة ما يحتاج إليه ( فيا يشكل عليه 
من علوم الدين فإن صفاء القلب ) وفراغ الذهن ( بعد الفراغ من الذ كر ) والمراقبة ( وقبل 
الاشتغال بهموم الدنيا) وتدبير المعاش إن كان معيلا ( يعين على التفطن للمشكلات 
والعويصات ومن ضحوة النهار إلى العصر للتصنيف والمطالعة) والمراجعة ( لا يتر كها ) 
وفي نسخة لا يتركها ( إلا في وقت أكل) إن م يكن صائً ( وطهارة و) أداء ( مكتوبة 
وقيلولة خفيفة) بقدار ساعة زمانية أو أقل ( إن طال النهار ) وذلك في الصيف. ( ومن 
العصر إلى الاصفرار يشتغل بسماع ما يقرأ بين يديه من تفسير ) مأثور ( أو حديث ) منقول 
من كتب صحيحة ( أو عام نافع ) وهو التصوّف ومعاملات القلوب» ( ومن الإصفرار إلى 
الغروب يشتغل بالاستغفار والتسبيح والذ كر ) بأنواعها ما تيسر على اللسان» ( فيكون ورده 
الأول قبل طلوع الشمس في عمل اللسان) وهو الذكر» ( وورده الثاني في عمل القلب 
بالفكر ) والتأمل ( إلى الضحوة» وورده الثالث إلى العصر في عمل العين واليد بالمطالعة 
والكتابة) فيه لف ونشر مرتب» ( وورده الرابع بعد العصر في عمل السمع لبروح فيه 
العين ) عن المطالعة ( واليد ) عن الكتابة» ( فالمطالعة والكتابة بعد العصر ربا أضر ذلك 
بالبصر ) وينسب إلى علي رضي الله عنه: من أحب كريتيه فلا يكتبن بعد العصر. وهذا قد 
يختلف باختلاف الأشخاص والأماكن فرب شخص قوي البصر قد لا ينع في ذلك» ورب مكان 
مشرف مشرق لا يضر البصر بعد العصر لانتشار ضوئه. ( وعند الأاصفرار يعود إلى ذكر 
اللسان ) كا كان في الورد الأول ليكون آخره كأوله ( فلا يخلو جزء من ) أجزاء ( النهار عن 


RS Re ER SAR 0۰°‏ كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الأول 


جزء من النهار من عمل له بالجوارح مع حضور القلب في الجميع . وأما الليل » فأحسن 
قسمة فيه قسمة الشافعي رضي الله عنه إذ كان يقسم الليل ثلاثة أجزاء : ثلثاً للمطالعة 
وترتيب العام وهو الأرّلء وثلاً للصلاة وهو الوسط› وثلاً للنوم وهو الأخبر. وهذا 
تيسر في ليالي الشتاء والصيف ربا لا يحتمل ذلك إلا إذا كان أكثر النوم بالنهار . فهذا 
ما نستحبه من ترتيب اوراد العام . 


الثالث: المتعام . والاشتغال بالتعام أفضل من الاشتغال بالأذ كار والنوافل » فحكمه 
حكم العام في ترتيب الأوراد » ولكن يشتغل بالاستفادة حيث يشتغل العالم بالإفادة 
وبالتعليق والنسخ حيث يشتغل العام بالتصنیف ویرتب أوقاته - کا ذکرنا۔ وکل ما 
ذكرناه في فضيلة التعام والعلم من كتاني العام يدل على أن ذلك أفضل . بل إن لم يكن 


عمل بالجوارح مع حضور القلب في الجميع ) » وهذا هو طريق الاختيار في حق العام » وقد لا 
يستقم بعد هذا الترتيب لعوارض تعرض له فيعمل كل شيء بما يقتضيه الوقت والحال وهذا ترتيب 
النهار . 

( وأما الليل فأحسن قسمة فيه قسمة الشافعي رضي الله عنه إذ كان يقسم الليل ثلاثة 
أجزاء : ثلث للمطالعة ) والمراجعة ( وترتيبه العام وهو الأول» وثلث للصلاة وهو الأوسط› 
وثلث للنوم وهو الأخير ) وهكذا ذكره البيهقي وغيره في مناقبه . ونقله ابن السبكي وابن كثير 
في الطبقات في ترجته وحصة كل ثلث نحو أربع ساعات ( وهذا يتيسر في ليالي الشتاء ) لطوها . 
( والصيف ريما لا بحتمل ذلك )لقصر لياليه ( إلا إذا أكثر النوم بالنهار ) فتندرج حصة الثلك 
الثالث في الثلثين ‏ وإن جعل الثاني للنوم والثالث للصلاة فهو قريب من القسمة الأول » ( فهذا ما 
نستحبه من ترتيب أوراد العام ) . ومن اختار هذا الترتيب في النهار والليل من العلهاء بورك في 
علمه وتصنيفه» وذ كر بعض العلاء في ترجة المصنف قدس سره أنه صنف هذاانكتاب في مائة 
يوم ومع ذلك كان يختم القرآن في اليوم والليلة مرة. فهذا وأمثاله ما وقع لغيره من المصنفين من 
بر كة الوقت وحسن إخلاصهم رحهم الله تعالى ونفعنا بهم آمين. 

( الثالث: المتعام والاشتغال بالعام أفضل من الاشتغال بالأذكار والنوافل ) بل الأشتغال 
بالعام اشتغال بالذ كر إذ العام الذي یشتغل به یذ کر فيه الله ورسوله فهو في ذ کر » ( فحکمه حکم 
العا) في ترتيب الأوراد ) كا ذكرناء ( ولكن يشتغل بالاستفادة حيث يشتغفل العام 
بالإفادة. و) يشتغل ( بالتعليق والنسخ حيث يشتغل العام بالتصنيف ) والجمع» والمراد 
بالتعليق هنا ضبط ما سمعه من الشيخ في طرة الكتاب حفظأً له والنسخ كتابة ما يحتاج إليه في دراسته» 
( وترتيب أوقاته - كا ذكرناه - وكل ما ذكرناه في فضيلة التعليم والعام من كتاب العام 
بدل على أن ذلك أفضلء بل إن م يكن متعلً على معنى أنه يعلق ويجصل ليصير ) بذلك 


كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الأول 


متعلما على معنى أنه يعلق ويحصل ليصير عالاً . بل كان من العوام فحضور مجالس الذ كر 
والوعظ والعام أفضل من اشتغاله بالأوراد التي ذكرناها بعد الصبح وبعد الطلوع وفي 
سائر الأوقات . ففي حديث أبي ذر رضي الله عنه: « إن حضور مجلس ذكر أفضل من 
صلاة ألف ركعة وشهود ألف جنازة وعيادة ألف مريض ». وقال له : « إذا رأيم 
رياض الجنة فارتعوا فيها . فقيل : يا رسول الله وما رياض الجنة؟ قال: حلق الذكر ». 
وقال كعب الأحبار رضي الله عنه : لو أن ثواب مجالس العلاء بدا للناس لاقتتلوا عليه 
حتى يترك كل ذي إمارة امارته وكل ذي سوق سوقه. وقال عمر بن الخطاب رضي الله 
عنه : إن الرجل ليخرج من منزله وعليه من الذنوب مثل جبال تهامة» فإذا سمع العام 
خاف واسترجع عن ذنوبه وانصرف إلى منزله ولیس عليه ذنب » فلا تفارقوا مجالس 
العلاء فإن الله عز وجل لم يخلق على وجه اللأرض تربة أكرم من مجالس العلاء » وقال 
رجل للحسن رجه الله : أشكو إليك قساوة قلى . فقال : أدنه من مجالس الذكر. ورأى 


( عالاً بل كان من العوام) وإنا حضوره في مجالس العلماء للاستاع فقط » ( فحضوره مجالس 
الذ كر والوعظ والعام أفضل من اشتغاله بالأوراد الي ذكرناها بعد الصبح وبعد الطلوع 
وني سائر الاوقات» ففي حديث أي ذر رضي الله عنه « إن حضور مجلس ذكر ) وف رواية : 
مجلس عام ( أفضل من صلاة ألف ركعة وشهود ألف جنازة وعيادة ألف مريض» ) تقدم 
المع ف كاب الا بلط وخمور لين غا انعد م ان اين جوزي د رة ي الوصو عات من 
حديث عمر . وقال العراقي : م أجده من طريق أي ذر . 

( وقال الني عله « إذا رأيتم رياض الجنة فارتعوا فيها . قيل يا رسول الله وما رياض 
الجنة؟ قال : حلق الذ كر » ) رواه 'لترمذي وصححه من حديث أنس بلفظ « إذا مررتم » وتقدم 
للمصنف كذلك في كتاب العم . 

( وقال كعب الأحبار: لو أن ثواب المجالس ) أي مجالس العام والذكر ( بدا ) أي ظهر 
( للناس لاقنتلوا عليه ) بالسيوف ( حت يترك كل ذي إمارة إمارته وکل ذي سوق سوقه) 
اخرجه آبو نعم في الحلية. 

( وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إن الرجل ليخرج من منزله وعليه من الذنوب 
مثل جبل تهامة فإذا سمع العام ) وفي نسخة العام ( خاف واسترجع عن ذنوبه انصرف إلى 
منزله وليس عليه ذنب» فلا تفارقوا مجالس العلاء ) وفي نسخة العام ( فإن الله عز وجل م 
يخلق على وجه الأرض تربة أكرم عليه من مجالس العلاء . وقال رجل للحسن ) رجه الله 
تعالى : يا أبا سعيد ( أشكو RE‏ . قال : : أدنه) بفتح الممزة وكسر النون أمر من 
أدناه إذا قربه ( من مجالس الذ كر ) أي أجعله قريباً منها بجضورك ها . ( ورأی عبار الزاهد) 


E e 0۲‏ ر ق قات 7 اا رن 


عار الزاهدي مسكينة الطفاوية في المنام وكانت من المواظبات على حلق الذكر فقال: 
مرحباً يا مسكينة . فقالت : هيهات ذهبت المسكنة وجاء الغنى ! فقال : هيه . فقالت : ما 
تسأل عمن أبيح هما الجنة بجذافيرها ؟ قال : وم ذلك ؟ قالت : بمجالسة أهل الذ كر . وعلى 
الجملة فا ينحل عن القلب من عقد حب الدنيابقول واعظ حسن الكلام ز كي السيرة 
أشرف وأنفع من ر كعات كثيرة مع اشتال القلب على حب الدنيا. 

الرابع : المحترف الذي يحتاج إلى الكسب لعياله فليس له أن يضيع العيال ويستغرق 
الأوقات في العبادات. بل ورده في وقت الصناعة حضور السوق والاشتغال بالكسب» 
ولکن ينبغي أن لا ینسی ذکر الله تعالى في صناعته بل يواظب على التسبيحات والاذ كار 
وقراءة القرآن » فإن ذلك يكن أن يجمع إلى العمل » وإنما لا يتيسر مع العمل الصلاة إلا 
أن يكون ناطوراً فإنه لا يعجز عن إقامة أوراد الصلاة معه» ثم مها فرغ من كفايته 


هو والد منصور القاص ( مسكينة ) امرأة من الصالحات العابدات ذكرها ابن الجوزي في الطبقات 
( الطفاوية ) منسوبة إلى بني طفاوة بطن من العرب ( في المنام وكانت من المواظبات على حلق 
الذ كر ) ومجالس العم ( فقال ) عا :( مرحبا يا مسكينة . فقالت : هيهات هيهات ذهبت المسكنة ) 
أي الفقر ومنه اشتقاق المسكين ( وجاء الغنى! فقال: هيه ) كلمة استزادة» ( فقالت؛ لا تسأل 
عمن أبيح هما الجنة بحذافيرها ) أي بأجعها. ( قال: وم ذلك) أي بأي شيء نلت ذلك ؟ 
( قالت: بمجالسة أهل الذ كر ) : وهم أهل العام والصلاح بدليل قوله تعالى $ فاسألوا أهل الذكر 
إن كنت لا تعلمون) [ النحل: >٣‏ ]. 

( وعلى الجملة؛ فا ينحل عن القلب عقدة من عقد حب الدنيا بقول واعظ ) أي ناصح 
( حسن الكلام ) أي ني سوقه ( زكى السيرة) أي طهرها ( أشرف وأنفع من ركعات كثيرة 
مع اشتال القلب على حب الدنيا ) » وإنغا القصد من الأوراد تزكية النفس وتطهيرها ء فإذا م 
ينزع الورد حب الدنيا من قلب صاحبه لم ينتفع به صاحبه . 

( الرابع : المحترف) أي صاحب الحرفة ( الذي يحتاج إلى الكسب لعياله فليس له أن 
يضيع العيال ) فلا يمونهم ويشتغل عنهم ( ويستغرق الأوقات ) كلها ( في العبادات ) 
بأنواعها . ( بل ورده في وقت الصناعة حضور السوق ) للبيع والشراء ( والاشتغال بالكسب ) 
الذي <ضر له فيه » ( ولكن ينبغي أن لابنسى الله عز وجل في صناعته ) التي هو مشتغل بها 
( فيواظب على التسبيحات والأذكار وقراءة القرآن) حسا تيسر له من كل ذلك» ( فإن 
ذلك يكن أن يجمع إلى العمل ) الذي هو فيه لأنه من جلة أعال اللسان» ( وإنما الذي لا 
يتيسر مع العمل الصلاة ) فإنها تستدعي فراغ حال ووقت فالاشتغال بها يفوت مقصود الكسب 
في معظم الوقت ( إلا أن يكون ناطورا ) أي حافظ بستان ( فإنه لا يعجز عن إقامة أوراد 


كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الأول E E E‏ 


ينبغي أن يعود إلى تر a CE‏ 
فهو أفضل من سائر الأوراد التي ذکرناها لأن العبادات المتعدية فائد تا أنفع من 
اللازمة . والصدقة والكسب على هذه النية عبادة له في نفسه ت و 

به فائدة للغير وتنجذب إليه بر كات دعوات المسلمين ويتضاعف به الأجر. 

الخامس: الوالي : مثل الإمام والقاضي والمحولي لينظر في أمور المسلمين فقيامه 
بجاجات المسلمين واغراضهم على وفق الشرع وقصد الإخلاص أفضل من الأوراد 
اذ كوزة فة أن تغل عقوق الناتن ارا ويقتصر على المكتوبة ويقم الأوراد 
المذ كورة بالليل» كا كان عمر رضي الله عنه يفعله إذ قال: ما لي وللنوم فلو ممت 
بالنهار ضيعت المسلمين ولو نمت بالليل ضيعت نفسي . وقد فهمت با ذكرناه أن يقدم 


الصلاة مع ذلك) العمل ( غم مها فرغ من كفايته ) لقوت نفسه وعياله ( ينبغي أن يعود إلى 
ترتيب الأوراد ) فما بقي له من الوقت ليجمع بين الفضيلتين ب فن داوم عل الكسب ) طول 
نهاره وحصل زيادة عن القوت ( وتصدق با فضل من حاجته ) وحاجة عيالهء ( فذلك أفضل 
من سائر الأوراد ) التي ذكرناهاء (لأن العبادة المتعدية فائدتها ) إلى الغير (أنفع من 
اللازمة ) التي لا تتعدى» ( والصدقة والكسب على هذه النية) كل منها ( عبادة له في نفسه 
تقربه إلى الله تعالى ) زلفى هذا بالنظر إلى أصل النية. ( ثم تحصل بها فائدة للغير ) لا سيا مع 
حاجته إليها ( وتنجر إليه بركات دعوات المسلمين ) فإنها مستجابة ( فيضاعف له ) بذلك 
( الأجر ) التام من الله تعالى . 


( الخامس:الوالي ) هو في الأصل من يلي أمور المسلمين ( مثل الإمام ) الأعظم ( والقاضي ) 
الذي من تحت يده يقضي في الأحكام الشرعية ودخل فيه المفتي وقد يجمع بينها إذ هو (المتولي 
أمراً من أمور المسلمين ) في المناصب الدينية » كالاحتساب والنظر على الأوقاف والايتام وغير 
ذلك أو الدنيوية كتولية البلاد والقرى والأراضي والجبايات والعشور وغير ذلك» ( فقيامه 
بجاجات المسلمين وأغراضهم على وفق الشرع وقصد الاخلاص أفضل من الأوراد 
المذ كورة) » ولكن بمذين الشرطين فإن عدم أحدهما ووجد الثاني فلا تشبت به الأفضليةء 
( فحقه أن يشتغل بحقوق الناس ناراً) لا يحتجب عنهم ولا يمتنع عن حاجاتم » ( ويقتصر 
على المكتوبة والرواتب) فقط وما بينها من أذكار خفيفة فهي ملحقة بالرواتب» ( ويقم 
الأوراد مذ كورة) بترتيبها ( بالليل ) اذ اليل خلفة النهار ( كا كان عمر رضي الله عنه 
يفعله . إذ قال: : ما لي وللنوم لو نمت بالنهار لضيعت أمر المسلمين ) لأنه يشتغل عنهم فيضيع 
أمرهم ( ولو نمت بالليل لضيعت نفسي ) » وكان رضي الله عنه كثير الصلاة في وسط الليل كا 
هو عند ابن أبي شيبة وغيره» ( فقد فهمت ما ذكرناه أنه يتقدم على العبادات البدنية أمران 


Sen SR 0°‏ كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الأول 


على العبادات البدنية أمران. أحدها العم والآخر الرفق بالمسلمين » لأن كل واحد من 
العام وفعل اللعروف عمل في نفسه وعبادة تفضل سائر العادات بتعدي فائدته وانتشار 
جدواه فکانا مقدمين عليه . 


السادس: الموحد المستغرق بالواحد الصمد الذي أصبح وهمومه هم وا . فلا يحب 
إلا اله تعالى ولا يخاف إلا منه ولا يتوقع الرزق من غيره ولا ينظر في شيء إلا ويرى الله 


أحدهم| : العام ) أي الاشتغال به . ( والآخر : الرفق بالمسلمين ) والنظر في مصالحهم » ( للأن كل 
واحد من العام وفعل المعروف عمل في نفسه وعبادة وتفضل سائر العبادات بتعدي 
فائدتها ) إلى الغبر ( وانتشار جدواه) ) أي نفعها ( فكانا مقدمين على سائر العبادات ) 
لذلك. 

( السادس: الموّحد المستغرق بالواحد الصمد) جل جلاله (الذي أصبح وهمه هم 
واحد ) قد انسلخ من شهوات نفسه وهواها وهمهاء فام يبق فيه متسع لغیره ولم یکن همه سوی 
الله تعالى » وهو المشار إليه في الخبر الذي رواه الحا عن ابن عمر «من جعل المموم ها واحدا 
كفاه الله ما أهمه من أمر الدنيا والآخرة ومن تشاعبت به الهموم م يبال الله به في أي أودية الدنيا 
هلك ». ( فلا يحب إلا الله عز وجل ) وآيته أن يكثر من ذكره» ففي حديث عائشة « من أحب 
شيا أكثر من ذكره». رواه أبو نعم » ( ولا يخاف إلا منه ) إذ ليس في نظره سواه» ومن كان 
كذلك لا يخاف إلا منه. روى أبو الشيخ عن واثلة ١‏ من خاف الله أخاف الله منه كل شيء ومن م 
يخف الله أخافه من كل شيء » وروى الترمذي عن أنس « من خاف أولج ومن أولج بلغ المنزل ». 
وقال حسن غریب . وروی الديلمي عن انس ٫‏ من خاف شيئاً حذره ومن رجا شيا عمل له ومن 
أيقن بالخلف جاد بالعطية» ( ولا يتوقع الرزق من غيره) إذ لا كاي في الحقيقة إلا هو 
والأرزاق بيد الخلاق» فالعارف في تحصیل رزقه لا یتعدی نظره إلى غیره سبحانه» ( ولا ينظر 
في شيء إلا ويرى الله عز وجل فيه ) ومعه» وهذه درجة العلاء الراسخين فإليها الإشارة بقوله 
ورم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم 4 [ فصلت : ۵۳ ] وصاحب هذه الدرجة صاحب استدلال 
بالآيات» وأعلى من هذا من یری شيئ فیری الله قبله وإليه الاشارة بقوله 3 أو م يكف بربك أنه 
على کل شيء شهید € [ فصلت : ۵۳ ] وصاحب هذا المقام صاحب مشاهدة وهي درجة الصديقين 
وليس بعدهها إلا درجة الغافلين المحجوبين فمنهم من يرى الأشياء به» ومنهم من يرى الأشياء 
فيراه بالاشياء . وتحقيق ذلك أن كل ما سواه فوجوده مستعار وقوامه ليس بنفسه» ونسبة المستعار 
إلى المستعير مجاز محض» فترى أن من استعار ثياباً وفرساً ور كبا وسرجاً ور كبه في الوقت الذي 
أر كبه المعير وعلى الحد الذي رسمه له غني بالمجاز أو بالحقيقة أو ان امير هو الغني أو المستعير ؟ 
كلا بل المستعير فقير في نفسه كا كان وإنما الع هو المعير الذي منه الاعارة وا“عطاء وإليه 
الاسترداد والانتزاع. 


كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الأول e‏ 1 


تعالی فيه» فمن ارتفعت رتبته إلى هذه الدرجة لم يفتقر إلى تنويع الأوراد واختلافها بل 
کان ورده بعد الملكتوبات واحداً وهو حضور القلب مع الله تعالى في كل حال فلا يخطر 
بقلوبهم أمر ولا يقرع سمعهم قارع ولا يلوح لأبصارهم لائح إلا كان مم فيه عبرة 
وفكر ومزيد» فلا حرك همم ولا مسكن إلا الله تعالى . فهؤلاء جميع أحواهم تصلح أن 
تکون سببا لازدیادهم فلا تتميز عندهم عبادة عن عبادة وهم الذين فروا إلى الله عز 
وجل کا قال تعالی : لعلكم تذكرون» ففروا إلى الله [ الذاريات: 
0۰4 ] وتقق تحقق فيهم قوله تعالی : : وذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووا 
إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحته) [ الكهف ٠١:‏ ] وإليه الإشارة بقوله: 
إني ذاهب إلى رلي سيهدين) [ الصافات : ٩٩‏ ] وهذه منتهى درجات الصديقين 


فمن ازع زه ن ن لجا إل ار حا ره ارج وان 
معراجه فرأى بالمشاهدة العيانية ان ليس في الوجود إلا الله وأن ( كل شيء همالك إلأوجهه) 
[ القصص : ۸ ] كما هو مقتضى كلام الموحد المستغرق ( ) يفتقر إلى تنويع الأوراد ) وترتيبها 
( واختلافهاء بل كان ورده بعد المكتوبات ورداً واحداً وهو حضور القلب مع الله عز 
وجل في كل حال ) وذلك بالتوجه والمراقبة» وبه بحصل دوام الجمعية ودوام قبول القلب وهو 
المعنى الذي يسمى جعا وقبولاء ولا كان الحضور متوقفا على المراقبة وهي مفاعلة فلا بد من 
التراقب من الجانبين» فعلى هذا لا بد للمراقب أن يكون مراقباً لاطلاعه على إطلاع الحق سبحانه 
على أحواله أو مراقاً لاطلاعه على موجده فلا فتورء أو یکون مراقباً لقلبه ( ولا يخنطر بقلبه 
أمر ) شتت خاطره ( ولا يقرع سمعه قارع ولا يلوح لبصره لائح ) › فحينئذ يثيسر له الربط 
E a‏ فرض خطور أمر بقلبه لكن لا بطريق الحلول 
فيه أو قرع قارع أو تلوح لائح. لكن لا يكون ( إلا كان له عبرة وفكرة) في كل من ذلك 
( ومزيد ) حال وأنوار كا هو شأن الكملء ( فلا ) بأس بذلك إذ من مقامه عرفان أن لا 
( محرك له إلا الله ولا مسكن إلا الله ) وهذا أقرب إلى الخدمة الإهيةء وبه يتوصل إلى الوزارة 
العظمى والإشراق على الخواطر وتنوير الغير والنظر إليه بعين الموهبة . ( فهذا جع أحواله تصلح 
أن يكون سبباً لا زدياده ) بتقوية البصيرة واذهاب الصورة وظهور المعنى المقصود » ( فلا يتميز 
عنده عبادة عن عبادة) ولا حال عن حال ( وهو الذي فرٌ) عن نفسه ( إلى الله تعالى كا 
قال عز وجل لعلكم تذكرون» ففروا إلى الله )إنني لكم منه نذير مبين) ( وتحقق فيه 
قوله تعالى ‏ وإذ اعنزلتموهم وما يعبدون إِلاً الله فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من 
رحته) ) والاشارة في قوله ( إلا الله ) فهؤلاء نفوا عن قلوبهم عبادة غيره تعالى فام يحل فيها 
خاطر للسوى قط ( وإليه الاشارة بقوله 3 إني ذاهب إلى ري سيهدين) ) فالذهاب إلى الله 
هو الغنى في الله بجيث لا يبقى له خبر عا سوى الله. ( وهذه).الرتبة ( منتهى درجات 


a 0۰٦‏ تت الأوراد ف الأوقات / الباب الأول 


ولا وصول إلبها إلا بعد تر تيب الأوراد والمواظبة عليها دهراً طويلاً > فلا ينبغي أن يغتر 
المريد با ل فد مھ ل ی را عا انق ادت ا 
مهجس ف قلبه وسواس ولا يخطر في قلبه معصية ولا تزعجه هواجم الأهوال ولا تستفزه 
عظائم الأشغال» وأنى ترزق هذه الرتبة لكل أحد فيتعين على الكافة ترتيب الأوراد كا 
ذکرناه. وجیع ما ذکرناه طرق إلى الله تعالی . قال تعالی  :‏ قل کل يعمل على شاکلته 
فربکم أعام بمن هو أهدی سبيلاً € [ الاسراء : ۸٤‏ ] فكلهم مهتدون وبعضهم اهدی من 
بعض . وفي الخبر : « الإبان ثلاث وثلاثون وثلانمائة طريقة من لقي الله تعالى بالشهاد ة على 


الصديقين ) أهل المشاهدة العيانية ( ولا وصول إليها إلا بعد ترتيب الأوراد والمواظبة عليها 
دهراً طويلاً ) فيظهر بذلك أثر من آثار الجذبات الامية والأثر متفاوت بتفاوت الاستعدادات» 
O SS Ss‏ 
ذلك يتحقق له مقام الفناء كا قال بعض العارفين في تفسير قوله تعالى 9 واذكر ربك إذا نسيت ) 
أي إذا نسيت غيره» ثم نسيت نفسك ثم نسيت ذكره في ذكرك» ثم نسيت في ذكر الحق إياك كل 
ذكرك. ( فلا ينبغي أن يغتر المريد بما سمعه من ذلك فيدعيه لنفسه ويفتر عن وظائف 
عبادته  )‏ وإِن لاح له في ذلك ما یؤید دعواه فلیعام انه اغترار » ( فذلك علامته أن لا مہجس 
في قلبه وسواس ) لکونه محفوظاً منه ( ولا بخطر في قلبه معصية ) إذ خطورها من وساوس 
الشيطان. ( ولا تزعجه هواجم الأهوال ) هي الشدائد التي تهجم مرة واحدة لا يستطيع الإنسان 
جلها ولا تستفزه أي لا تحركه ( عظائم الاشغال ) أي الاشغال العظيمة المهمة التي من شأنها 
الإنزعاج ها( وأنّى يرزق هذه الرتبة أي أحد) هيهات هيهات !! 
كيف الوصول إلى سعاد ودونہا قلل الجبال ودونهن حتوف 

( فيتعين على الكافة تر تيب الأوراد ) وعارة الأوقات بالاذكار» (- کا ذكرناه - 
ا ا والقرب والبعد بحسب همة السالك فيها 
( قال الله تعالى < قل كل يعمل على شاكلته فركم أعام من هو أهدى سبيلاً) ) أي أكثر 
هداية في السلوك. ( فكلهم مهتدون ) بهداية الله تعالى » ( وبعضهم أهدى) من بعض . ( وفي 
الخبر «الاييان ثلاث وثلاثون وثلانمائة طريقة من لقي الله عز وجل بالشهادة على طريق 
منها دخل الجنة») . 

قال العراقي : رواه ابن شاهين » واللالكائي في الستنة » والطبراني» والبيهقي في الشعب من رواية 
المغيرة بن عبد الرحمن بن عبيد عن أبيه عن جده « الابمانثلانمائة وثلاث وثلاثونشريعة فمن وافى 
شريعة منها دخل الجنة » وقال الطبراني : ثلانمائة وثلاثون وفي اسناده جهالة اه. 


قلت : وهذا نص اللالكائى في كتاب السّنة أخبرنا أحمد بن عبيدء أخبرنا على بن عبد الله بن 


كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الأول QEVE Î‏ 


طريق منها دخل الجنة » . وقال بعض العلهاء : الإييان ثلانمائة وثلاثة عشر خلقاً بعدد الرسل 
فكل مؤمن على خلق منها فهو سالك الطريق إلى الله تعالى » فإذاً الناس وإناختلفت طرقهم 


بشير » حدثنا عمرو بن على » حدثنا المنهالبن بجر أبو سلمة» حدثنا حاد بن سلمة» عن أي سنان» 
عن المغيرة بن عبد الرحمن بن عبيد قال: حدثني أبي عن جدي عبيد وكانت له صحبة أن رسوا. 
الله تي قال « الابيان ثلانمائة وثلاث وثلاثون شريعة من وافى الله بشريعة دخل الجنة» اه. 

قلت : وقد رواه أيضاً ابن السكن» وأبو نعم من هذا الطريق وعبيد له صحبة وحديثه عند 
ولده قاله ابن السكن . وقال ابن حبان في ترجة حفيده المغيرة بن عبد الرحهمن في الثقات» روى عن 
أبيه عن جده و كانت له صحبة فيا يزعمون وعداده في أهل الشام . وقال ابن عبد البر : روى عن 
النبي له في الايان حديثه عند حاد بن سلمة يشير إلى هذا الحديث. 

( وقال بعض العلاء : الإبيان ثلانمائة وثلائة عشر خلقاً بعدد الرسل كل مؤمن هو على 
خلق منها فهو سالك للطريق إلى الله تعالى ) . 

قلت : وقد روي هذا مرفوعاً بمعناه. وجدت خط ابن الحريري عن خط الشيخ زين الدين 
القرشي الواعظ ما نصه : قال أبو داود الطيالسي : حدثنا عبد الواحد بن زيد» حدثنا عبدالله بن راشد 
مولى عثان بن عفان رضي الله عنه أن رسول الله مَل قال « إن لله عز وجل مائة خلق وسبعة عشر 
خلقا من اتى الله بخلق واحد منها دخل الجنة». 

قلت: رواه من هذا الطريق بهذا الإسناد الحكم الترمذي في نوادر الأصول» وأبو يعلى 
والبيهقي . وفي رواية هم « ستة عشر خلقا » وفي أخرى « بضعة عشر خلقا » وفي أخرى « شريعة » 
بدل ١‏ خلقا ». ثم قال البيهقي : هكذا رواه عبد الواحد بن زيد البصري الزاهد وليس بقوي في 
الحديث. وقد خولف في إسناده ومتنه. وقال في اللسان» قال ابن عبد البر عبد الواحد بن زيد: 
أجعوا على تر که» وقال ابن حبان : يقلب الأخبار من سوء حفظه وكثرة وهمهء فاستحق ق الترك 
وعبد الله بن راشد ضعفوه وبه أعل الميثمي الخبر » قال المناوي : لكنه عصب الجناية برأسه وحده فلم 
یتب . وقال !لحك الترمذي بعد أن ساقه بسنده : کأنه یرید أن من أتاه بخلق واحد منها وهب له 

E‏ .ځاته وغفر له سائر ذنوبه وقي خبر : إن الأخلاق في الخزائن فإذا أراد الله بعبد خيراً منحه 

| نها اآه. 

و, وى الطبراني في الأوسط عن أنس مرفوعاً: « إن لله عز وجل لوحاً من زبرجدة خضراء 
تحت ١‏ لعرش كتب فيه أنا الله لا إله إلا أنا أرحم الراحين خلقت بضعة عشر وثلاغائة خلق من 
جاء بخلق منها مع شهادة ان لا إله إلا الله دخل الجنة » وإسناده حسن . 

وقال المصنف في خاتمة المقصد الأسنى ما نصه: وأعام أنه إنغا حلني على ذكر هذه التنبيهات 
ردف هذه الأسامي والصفات قوله بيه : ١‏ تخلقوا بأخلاق الله عز وجل » . وقوله له : « إن لله 
تسعة وتسعين خلقاً من تخلق بواحد منها دخل الجنة » وما تداولته ألسنة الصوفية من كلات تشير 


NNE ASENA Sehne 0۰۸ 


في العبادة فكلهم على الصواب  :‏ أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربمم الوسيلة أمم 
أقرب € [ الاسراء : ۵۷ ] وإنما يتفاوتون في درجات القرب لا في أصله . وأقربهم إلى الله 
تعالى أعرفهم به وأعرفهم به لا بد وأن يكون أعبدهم له » فمن عرفه م يعبد غيره . والأصل 


إلى ما ذكرناه» ولكن على وجه توهم عند غير المحصل شيئاً في معنى الحلول والإتحاد وذلك غير 
مظنون بعاقل» فضلاً عن المتميز بخصائص المكاشفات. ولقد سمعت الشيخ أبا علي الفارمدي 
يحكي عن شيخه أبي القاسم الكرماني قدس الله روحها أنه قال: إن الأسماء التسعة والتسعين تصير 
أوصافا للعبد السالك وهو بعد في السلوك غير واصلء وهذا الذي ذكرناه إن أراد به شيا يناسب 
ما أوردناه في التنبيهات فهو صحيح ولا يظن به إلا ذلك» ويكون في اللفظ نوع توسع واستعارة 
وإلا فمعاني الاسماء هى صفات الله تعالى وصفاته لا تصير صفة لغيره» ولكن من يحصل ما يناسب 
تلك الأوصاف كا يقال : فلان حصل عل الأستاذ وعم الأستاذ لا يعصل للتلميذ» بل يحصل له 
مثل علمه وإن ظن ظان أن المراد به ليس ما ذكرناه فهو باطل قطعاً فإني أقول قول القائل : أن 
أسماء الله تعالى صارت أوصافآله لا يخلو ما إن عنى به عبن تلك الصفات أو مثلها ء فإن عنى به مثلها 
من حيث الاسم والمشار كة في عموم الصفات دون خواص المعاني » فهذان قسمان وإن عنى به عينها 
فلا يخلو إما أن يكون بطريق الإنتقال لصفات الرب إلى العبد أولاً بالإنتقالء فإن لم يكن 
بالإنتقال فلا يخلو إما أن يكون بإتحاد ذات العبد بذات الرب حتى يكون هو هو فتكون صفاته 
صفاته» وإما أن يكون بطريق الحلول. وهذه أقسام ثلاثة: وهو الإنتقال والإتحاد والحلول» 
وقسمان متقدمان فهذه خسة أقسام الصحيح منها قسم واحد» وهو أن يثبت للعبد من هذه 
الصفات أمور تناسبها على الجملة وتشار كها في الإسم » ولكن لا تماثلها ماثلة تامة »ثم أطال الكلام 
في القسم الثاني والثالث والرابع والخامس با ليس هو من غرض هذا المقام ثم قال : 

فإن قلت : فما معنى قوله إن العبد مع الإتصاف بجميع ذلك سالك لا واصل فا معنى السلوك 
وما معنی الوصول على رأیه ؟ 

فأعام أن السلوك هو تهذيب الأخلاق والأعال والمعارف» وذلك اشتغال بعارة الظاهر 
والباطن والعبد في جميع ذلك مشتغل بنفسه عن ربه لأنه مشتغل بتصفية باطنه ليستعد للوصول» 
وإنغا الوصول أن تنكشف له جلية الحق ويصير مستغرقاً به فإن نظر إلى معرفته فلا يعرف إلا الله 
وإن نظر إلى همته فلا همة له سواه فيكون كله مشغولاً بكله مشاهدة وه| لا يلتفت في ذلك إلى 
نفسه لغيبر ظاهره بالعبادة وباطنه بتهذيب الأخلاق » وكل ذلك طهارة وهى البداية وإنما'النهاية أن 
ينسلخ من نفسه بالكلية ويتجرد له فيكون كأنه هو وذلك هو الوصول عنده» والله أعم. 

( فإذاً الناس وإن اختلفت طرقهم في العبادة فكلهم على الصراط ) السوي قال الله تعالى : 
 (‏ أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربمم الوسيلة أيهم أقرب) ) أي أكثر قربا ( وإنما 
يتفاوتون في درجات القرب لا في أصله وأقربهم إلى الله عز وجل أعرفهم به) فدرجات 
القرب ختلفة بُقدر المعرفة ( وأعرفهم به لا بد وأن يكون أعبدهم له ) أي أكثرهم عبادةله 


كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الأول De RTS‏ 


في الآوراد في حق كل صنف من الناس المداومة » فإن المراد منه تغيير الصفات الباطنةء 
وآحاد الأعال يقل آثارها بل لا يجس بآثارهاء وإنما يترتب الأثر على المجموع» فإذا )م 
يعقب العمل الواحد أثراً حسوساً ولم يردف بثان وثالث على القرب انمحى الأثر الأول 
و کان کالفقیه يريد أن يكون فقيه النفس فإنه لا يصير فقيه النفس إلا بتكرار كثير » فلو 
بالغ ليلة في التكرار وترك شهرآ أو أسبوعأنم عاد وبالغ ليلة ) يؤثر هذا فيه » ولو وزع 
ذلك القدر على الليالي المتواصلة لأثر فيهء ومذ السر قال رسول الله مزل : ١‏ أحب الأعمال 
إلى الله أدومها وإن قل » . وسئلت عائشة رضي الله عنها عن عمل رسول الله مل 
فقالت : كان عمله ديية وكان إذا عمل عملا أثبته . ولذلك قال به : « من عوده الله 
عبادة فتر كها ملالة مقته الله » . وهذا كان السبب في صلاته بعد العصر تدار كا لما فاته 


بأنواعها » ( فمن عرفه م يعبد غيره) وإليه الإشارة في آية الكهف المتقدمة 3 وما يعبدون إلا 
الله € [ الكهف: ٠١‏ ] وفي قوله تعالى : # إياك نعبد € ومن ظن أنه قد استغنى عن الطاعة فهو 
زندیق قال الله تعالی : 3 قل إن كنت تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) [ آل عمران : ۳١‏ ] ( والأصل 
في الأوراد في حقق كل صنف من الناس المداومة ) فإن من ليس له ورد فما له من الموارد أمداد . 
( فإن المراد منها تغيير صفات الباطن ) المذمومة بالمحمودة وتهذيب الظاهر بأنوار الشريعة» 
( وآحاد الأعبال يقل آثاره بل لا يجس له بأثر) وني نسخة: تقل آثارها لا يجس باثارهاء 
( وإنما ترتيب الآثار على المجموع) وفي نسخة : وإنما يترتب على المجموع » ( فإذا م يعقب 
i‏ محسوساً وم یردف بثان, ولا ثالث على القرب انمحى أثر الأول ) سريعاً 
( وكان كالفقيه الذي يريد أن يكون فقيه النفس فإنه لا يصير فقبه النفس إلا بتكرار 
كثير ) ومزاولة شديدة. ( فلو بالغ ليلة في التكرار ) بأعال الممة والشوق ( وترك شهراً أو 
أسبوعاً م عاد وبالع لله بور هذا فيه ) تأثيراً نافعاً» ( ولو وزع ذلك القدر على اللبالي 
المتواصلة) بعضها ببعض ( لأثر فيه» ومذا السر قال الني يي : « أحب الأعبال إلى الل 
أدومها وإِن قل » ) العمل المداوم عليه لأن النفس تألفه فيدوم بسببها الإقبال على الحق » ولأن 
تارك العمل بعد الشروع كالمعرض بعد الوصل » والحديث متفق عليه عن عائشة رضي الله عنها . 
a a a EL‏ : كان عمله دة وكان إذا 
عمل عملا أثبته « ) أي أحكم عمله أن يعمل في کل شيء بحيث يدوم دوام أمثاله . رواه مسام 
وا داود من حديث عائشة رضي الله عنهاء ( ولذلك قال له :من عوده الله عز وجل 
عبادة فتر كها ملالة مقتة الله تعالى » ) تقدم في الصلاة وهو موقوف على عائشة قاله العراقي . 
قلت : وتقدم أيضاً أنه رواه ابن السني في رياضة المتعبدين . 


( وهذا هو السبب في صلاته بلي بعد العصر تداركاً لما فاته من ركعتين شغله عنها 


01۰ کتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الأول 


م ا ی ا ا الم ون و ر 

في المسجد كي لا يقتدی به . روته عائشة وأم سلمة رضي الله عنها . 

فان قلت : : فهل لغيه أن يقتدي به في ذلك مع أن الوقت وقت كراهية؟ فاعم أن 
المعاني الثلاثة الى ذكرناها في الكراهية من الاحتراز عن التشبه تالجس او اة 
وقت ظهور قرن الشيطان أو الاستراحة عن العبادة حذراً من الملال لا يتحقق في حقه 
فلا يقاس عليه في ذلك غيره» ويشهد لذلك فعله في المنزل حتی لا یقتدی به عه . 
الوفدء م م بزل بعد ذلك يصليها بعد العصر ولكن لي منزله لا في المسجد كي لا يقندى 
به» وروت ذلك عائشة شة وأم سلمة رضي الله عنها ) . 

قال العراقي : متفق عليه من حديث أم سلمة : ١‏ أنه صلى بعد العصر ركعتين وقال : شغلني ناس 
من عبد القيس عن الر كعتين بعد الظهر » وما من حديث عائشة ما تر كها حتى لقي الله عز وجل» 
وكان النبي به يصليها ولا يصليها في المسجد مخافة أن يشقل على أمته اه. 

٠‏ قلت : ولفظ حديث أم سلمة: «أن النبي بيه صلى ر كعتين بعد العصر فلا انصرف قال لي 
سالت عن الركعتين بعد العصر انه أتافي ناس من عبد القيس بالإسلام من قومهم فشغلوني عن 
اللتمن بعد الظهر فها هاتان بعد العصر » هكذا هو سياق الشيخين وهذا مختصر » وأما لفظ حديث 
عائشة عندها : ١‏ ما ترك النبي مه السجدتين بعد العصر عندي قط ». وعند مسام: ١‏ كان يصلي 
ركعتين قبل العصر ثم أنه شغل عنها أو نسيهها فصلاهما بعد ثم أثبتهها » وكان إذا صلى صلاة 
اثبتها. وذ كر ابن حزم ان حديث هاتين الركعتين نقل نقل تواتر فوجب العام . 

( فإن قلت: فهل لغيره أن يقتدي به في ذلك مع أن الوقت وقت كراهة) أما كون 
الوقت وقت كراهة فقد تقدم في كتاب الصلاة مبسوطاً؟ ( فاعام أن المعاني الثلاثة التي 
ذكرناها في الكراهة ) في كتاب الصلاة ( في الإحتراز من التشبه بعبدة الشمس أو السجود 
وقت ظهور قرن الشيطان أو الاستراحة عن العبادة حذراً من الملال) والسآمة ( لا 
يتصور ذلك في حقه ولا يقاس عليه نه في ذلك غيره» ويشهد لذلك فعله هما في غير 
المسجد حتى لا يقتدى به ) واختلف العلاء في النهي عن الصلاة في الأوقات المكروهة هل للتحرم 
أو للتنزيه . ولأصحاب الشافعي في ذلك وجهان» فالذي صححه النووي في الروضة وشرح 
المهذب وغيرها أنه للتحرم » وقد نص الشافعي على هذا في الرسالة» وصحح النووي في التحقيق 
أنها كراهة تنزيه . وهل تنعقد الصلاة لو فعلها أو هي باطلة؟ صحح النووي في الروضة تبعاً 
للرافعي بطلانهاء وظاهره أنها باطلة. ولو قلنا بأنها مكروهة كراهة تنزيه وقد صرح بذلك 
النووي في شرح الوسيط تبعأً لابن الصلاح واستشكله الأسنوي في المهمات بأنه كيف يباح الإقدام 
على ما لا ينعقد وهو تلاعب . قال تلميذه الول العراقي : ولا إشكال لأن نهى التنزيه إذا رجع إلى 
نفس الصلاة يضاد الصحة كنهي التحرم كا هو مقرر في الأصول. وحاصله أن المكروه لا يدخل 

تحت مطلق الأمر وإلا يلزم أن يكون الشيء مطلوباً منهباً ولا يصح إلا ما كان مطلوباً والله أعلم. 


كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الثاني ON era‏ 


الباب الثاني 


في الأسباب الميسرة لقيام الليل وفي الليالي التي يستحب احياؤها وفي 
فصضبلة احباء الليل وما بين العشاءين وكيفية قسمة الليل 


فضيلة احباء ما بين العشاءين : 

قال رسول الله مله فا روت عائشة رضي الله عنها : « إن أفضل الصلوات عند الله 
صلاة ا مغرب لم يحطها عن مسافر ولا عن مقم فتح بها صلاة الليل وختم مها صلاة النهار » 
فمن صلى المغرب وصلى بعدها ركعتين بنى الله له قصرين في الجنة. قال الراوي: لا 
أدري من ذهب أو فضة» ومن صلى بعدها أربع ركعات غفر الله له ذنب عشرين سنة 


الباب الثاني 


( في ) ذكر ( الأسباب الميسرة) أي العينة المسهلة ( لقيام الليل» وفي ) ذكر ( الليالي التي 
يستحب إحياؤهاء ولي فضيلة إحياء الليل و) في فضيلة إحياء ( ها بين العشاءين ) المغرب 
والعشاء على التغليب » ( وكيفية قسمة الليل ) في الاحياء » ولا كان إحياء ما بين العشاءين مقدماً 
وهو في الحقيقة من جلة الأسباب المذ كورة قدمه في الذكر فقال: 


فصضلة إحباء ما ہین العشاءين : 


AI O 
) عنها: « إن أفضل الصلوات عند الله عز وجل صلاة ا مغرب ) يحطها عن مسافر ولا مقم‎ 
ارپ ری اا م من رت ری مد اسو کان ایی عت روت ا‎ 
وم :أنضا صلاة الشاهد اقل ج جو ی ا ا ا و ن : إنه لاستواء‎ 
الشاهد والغائب والمسافر في عددها أي أا لا تقصر فضعيف إذ الصبح لا تقصر ولا تسمى‎ 
كذلك» ( فتح بها صلاة اليل وخت بها صلاة النهار فمن صلى ا مغرب وصلى بعدها ر كعتين‎ 
بى الله عز وجل له قصرين في الجنة . قال الراوي :ل ادري . قال: : من ذهب أو قال من‎ 
فضة» ومن صلى بعدها أربع ركعات غفر الله له عز وجل ذنب عشرين سنة أو قال‎ 
. أربعين سنة» ) أورده صاحب القوت عن هشام بن عروة عن أبيه عنها‎ 


01۲ كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الثاني 


أو قال أربعين سنة » . وروت أم سلمة وأبو هريرة رضي الله عنهما عن الني بره لر أنه قال : 
ا ات ی ارت ع ق ا ا 
القدر ». وعن سعید بن جبیر عن ثوبان قال : قال رسول الله یه  :‏ من عكف نفسه فما 
بين المغرب والعشاء في مسجد جاعة لم يتكام إلا بصلاة أو قرآن كان حقاً على الله أن 
يبني له قصرين في الجنة مسيرة كل قصر منها مائة عام ويغرس له بينها غراساً لو طافه 
أهل الدنيا لوسعهم ». وقال بل : ١‏ من ركع عشر ركعات ما بين المغرب والعشاء بنى 

قال العراقي : رواه أبو الوليد يونس بن عبد الله الصفار في كتاب الصلاة» ورواه الطبراني في 
الأوسط مختصراً وإسناده ضعيف اه. 

( وروت أم سلمة) كذا في النسخ» والصواب وروى أبو سلمة عن ألي هريرة كا هو نص 
القوت ( عن أبي هريرة رضي الله عنها ) صوابه عنه ( عن الني به أنه قال من صل 
ست ركعات بعد المغرب عدلت له عبادة سنة كاملة وكأنه صلى ليلة القدر» ) . ولفظ 
القوت: « أو كأنه». 


قال العراقي : رواه الترمذي» وابن ماجه بلفظ : « ثنتى عشرة سنة» وضعفه الترمذي . وأما 
قوله : كأنه صلى ليلة القدر فهو من قول كعب الأحبار » كا رواه أبو الوليد الصفار » والديلمي في 
مسند الفردوس من حديث ابن عباس: ١‏ من صلى أربع ركعات بعد المغرب قبل أن يكام أحداً 
رفعت له في عليين و كان كمن أدرك ليلة القدر بالمسجد الأقصى » وسنده ضعيف اه. 

اكد لظ اشد ادى روا ری وه : ١‏ من صلى بعد المغرب ست ر كعات ل يتكلم 
فيا بينهن بسوء عدلن له بعبادة إثنتي عشرة سنة » وسبب ضعفه أن فيه عمر بن أي خثعم . قال 
البخاري : منكر الحديث وضعفه جداًء وقال ابن حبان ع ی 
الحديث على الثقات :وما حديث ابن عباس الذي رواه الديلمى ففيه زيادة بعد قوله: الأقصى 
وهي : ١‏ خير من قيام نصف ليلة ». ۰ 

( وروی سعید بن جبیر عن ثوبان) بن بجدد موی رسولال يه ( قال: قال رسول 
الله رل : : من عكف نفسه ما بين ا مغرب والعشاء في مسجد جاعة )م يتكام إلا بصلاة أو 
قراءة كان حقاً على الله أن يبني له قصرين في الجنة مسيرة كل منها مائة عام ويغرس له 
os E SE‏ 

قال العراقي: م أجد له أصلاً من هذا الوجه وقد تقدم في الصلاة من حديث ابن عمر 
اآه. 


قلت : وبخط الحافظ ابن حجر أسنده الديلمي من حديث ثوبان. 
( وقال عه  :‏ من ركع عشر ركعات ما بين المغرب والعشاء بن الله له قصراً في الجنةء 


كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الثاني e E E‏ 


الله له قصراً في الجنة. فقال عمر رضى الله عنه : إذاً تكثر قصورنا يا رسول الله . فقال : 
الله أكثر وأفضل -أو قال- أطيب » . وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول 
الله ل : ١‏ من صلى المغرب في جاعة ثم صلى بعدها ركعتين ولم يتكام بشيء فيا بين 
ذلك من أمر الدنياء ويقراً في الر كعة الأولى فاتحة الكتاب وعشر آيات من أول سورة 
البقرة وايتين من وسطها وإلمكم إله واحد لا إله إلا هو الرحن الرحم إن في خلق 
السموات والأرض إلى آخر الآية. وقل هو الله أحد خس عشرة مرة ثم ي ركع ويسجد» 
فادا قام ي في الركعة الثانىة قرأ فاتحة الكتاب وآية الكرسي وآيتن بعدها إلى قوله: 
#أولئك ات النار هم فیها خالدون€ [ يونس : ۲۷ ] وثلاث آیات من آخر سورة 
البقرة من قوله: # لله ما في السموات وما في الأرض€ [ البقرة: ۲۸١‏ ] إلى آخرهاء 


فقال عمر رضي الله عنه : !ذا تكثر قصورنا يا رسول الله فقال َه : الله أكثر وأفضل أو قال 
أطيب » ) قال العراقي : رواه ابن المبارك في الزهد من رواية عبد الكرم بن الحرث مرسلاً اه. 

قلت : ورواه محمد بن نصر في الصلاة له من روایته مرسلاً مختصراًء ولم یذ کر قول عمر 
والحديث بتامه أورده صاحب القوت من طريق ممد بن أي الحجاج سمع عبد الكريم بن الحرث 
يحدث أن رسول الله م فساقه . وعبد الكرم بن الحرث الحضرمي المصري العابد من رجال مسام 
والنسائي روى عن المستورد بن شداد وجاعة» وعنه الليث وبكر بن مضر توفي سنة ٠۳١١‏ قاله 
الذهى في الكاشف. 

( وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله مله : : من صلى المغرب في 
جاعم ل بعاھا ر کن رلا یکم فا یں ل ی من أمر الدنيا يقرأ في الركعة 
الأرلى بفاتحة الكتاب» وعشر آیات من اول البقرة» وآيتين من وسطها ‏ وإمكم إله واحد 
لا إله إلا خو الجن کک 


واف د م 


عشرة مرة» a‏ 
حديث ألي عائشة السعدي» وألي حفص العوفي كلاه) عن أنس 

وقول المصنف: في ثوابها في الحديث ما يخرج عن الحصر يشير إلى ما أورده صاحب القوت بني 
له في جنات عدن ألف مدينة من الدر والياقوت» وفي كل مدينة ألف قصر » في كل قصر ألف 
دار» في كل دار ألف حجرة» في كل حجرة ألف صفة» في كل صفة منها ألف خيمة» في كل 
خيمة ألف سرير من أصناف الجواهر » على كل سرير ألف فراش بطائنها من استبرق وظواهرها 


0\4 كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الثاني 


وقل هو الله أحد خس عشرة مرة» وصف من ثوابه في الحديث ما يخرج عن الحصر . 
وقال كرز بن وبرة وهو من الأبدال: قلت للخضر عليه السلام : علمني شيا 
اعمله في كل ليلة. فقال: إذا صليت المغرب فقم إلى وقت صلاة العشاء مصليا 
من غير أن تكام أحداً وأقبل على صلاتك التي أنت فيها وسام من كل ركعتين» 
واقرأً في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة وقل هو الله أحد ثلاثاًء فإذا فرغت من 
صلاتك انصرف إلى منزلك ولا تكلم أحداً وصل ركعتين» واقراً فاتحة الكتاب وقل 
هو الله احد سبع مرات في كل ركعة مم اسجد بعد تسليمك واستغفر الله تعالى 
سبع مرات وقل: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا 
قوة إلا بالله العلي العظم سبع مرات» ثم ارفع رأسك من السجود واستو 


من نور » فوق تلك الفغرش زوجة من الحور العين لا توصف بشيء إلا زادت عليه جالاً وكالاً لا 
يراها ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا افتقن لحسنها . إلى آخر ما ذكره قدر الصفحة من الكتاب 
تر كته لطوله ولأن لوائح الوضع ظاهرة عليه . 

وقال العراقي : رواه ابو الشيخ في الثواب من رواية زياد بن ميمون عنه مع اختلاف يسير وهو 
ضعبف اه. 

قلت : زياد بن ميمون البصري صاحب الفاكهة. روى عن أنس» ويقال: عن زياد بن أي 
عار » وزیاد بن ابي حسان اعترف بالکذب وتاب . وقال: عدوا أن کنت بہودياً م عاد وقال 
مود بن غيلان. قلت لأبي داود فزياد بن ميمون قال لقيته أنا وعبد الرحمن بن مهدي فسألناه 
فقال: عدوا أن الناس لا يعلمون أني م ألق أنساً لا تعلا أن . ثم بلغنا أنه يروي عنه فأتيناه فقال : 
عدوا أن رجلا أذنب ذنباً فيتوب ألا يتوب الله عليه ؟ قلنا: نعم . قال : فإني أتوب ما سمعت من 
أنس شیا » و کان بعد يبلغنا أنه يروي عنه فتر کناه . 

( وقال ) صاحب القوت روينا عن عبد الر حن بن منصور عن سعد بن سعيد عن ( كرز بن 
وبرة) الحارثي نزيل جرجان ( وهو من الأبدال قلت للخضر عليه السلام: علمني شيا 
أعمله في ليلتي . فقال: إذا صليت المغرب فقم إلى ) وقت ( صلاة العشاء مصلباً ) أي مديا 
للصلاة في هذا الوقت ( من غير أن تكلم أحداً ) أي مطلقاً أو الكلام الدنيوي» ( وأقبل على 
صلاتك التي أنت فيها وسام في كل ركعتين واقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة» وقل 
هو الله أحد ثلاث مرات» فإذا فرغت من صلاتك انصرف إلى منزلك ولا تكام أحداً 
وصل ركعتين واقرأً فاتحة الكتاب مرة وقل هو الله أحد سبع مرات في كل ر كعة» ثم اسجد 
بعد تسليمك واستغفر الله تعالی سبع مرات وقل: سبحان الله والحمد لله ولا إن إلا الله والله 
أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظم سبع مرات» ثم ارفع رأسك من السجود واستو 


كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الثاني ONO A RS‏ 


جالساً وارفع يديك وقل: يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام يا إله الأوّلين 
والآخرين يا رحن الدنيا والآخرة ورحيمها. یا رب یا رب یا رب يا الله یا الله یا 
الله ثم قم وأنت رافع يديك وادع بهذا الدعاء ثم نم حيث شت مستقبل القبلة على 
ييينك وصل على الني ر وأدم الصلاة عليه حتى يذهب بك النوم» فقلت له : أحب 
أن تعلمني ممن سمعت هذا . فقال: إني حضرت مدا به حيث عام هذا الدعاءوأوحي 
إليه به» فكنت عنده وكان ذلك بمحضر مني فتعلمته ممن علمه إياه . ويقال: 
إن هذا الدعاء وهذه الصلاة من داوم عليه بجسن ية يقبن وصدق نية رأى رسول الله 
مه في منامه قبل أن يخرج من الدنيا» وقد فعل ذلك بعض الناس فرأى أنه ادخل 
الجنةورأى فيها الأنبياء ورأى فيها رسول الله م وكلمه وعلمه. وعلى الجملة 
ما ورد في فضل إحياء ما بين العشاءين كثير حتى قيل لعبيدالله مولى رسول الله ملي : 
هل كان رسول الله عم يأمر بصلاة غير المكتوبة؟ قال: ما بين المغرب والعشاء . 
جالساً وارفع يديك وقل: يا حي يا قیوم يا ذا الجلال والإ كرام يا إله الأولين والآخرين يا 
رحن الدنيا والآخرة ورحيمها ا ا ثم قم وأنت رافع يديك 
فادع بهذا الدعاءء ثم نم حيث شئت شئت مستقبل القبلة على 4 ينك وصل على الني له وأدم 
الصلاة عليه حتى يذهب بك النوم» فقلت له: ا خت أن تعلق من سمغت هذا .فقال: : إني 
حضرت محداً به حيث عام هذا الدعاء وأوحي إليه فكنت عنده» وكان ذلك بمحضر 
مني فتعلمته ممن علمه إياه) هكذا أورده صاحب القوت بتامه. 

وتقدم أن سعد بن سعيد الجرجاني قال فيه البخاري أنه لا يصح حديثه ولم يثبت عند المحدثين 
في لقاء النبي ته شيء نفياً ولا إثباتاً ولذا قال العراقي في تخريجه هذا الحديث باطل لا أصل له. 

ثم قال صاحب القوت . ( ويقال إن هذا الدعاء وهذه الصلاة من داوم عليها بحسن يقين 
وصدق منه رأى الني به في منامه قبل أن يخرج من الدنياء وقد فعل ذلك بعض الناس 
فرأى أنه أدخل الجنة ورأى فيها الأنبياءء ورأى رسول الله ي وكلمه وعلمه) ومذا 
فضائل كثيرة اختصرناها لجاز » وكل هذا سياق صاحب القوت . 

( وعلى الجملةء فما ورد في فضل ما بين العشاءين كثير حتى قيل لعبيد ) بالتصغير ( مولى 
رسول الله َل ) قال ابن حبان له صحبة» وقال البلاذري : کان للنبي يه مولى يقال له عبيد 
روی عنه حدیثین » وذ كره ابن السكن في الصحابة وقال: م يثبت حديثه . ( هل كان الني عه 
يأمر بصلاة غير المكتوبة؟ قال: « ما بين العشاء والمغرب» ) قال العراقي : رواه أحد وفيه 
رجل م یسم اه. 

قلت : قال أحد : حدثنا معتمر بن سلهان» عن أبيه» عن رجل عن عبيد مول الني به أنه 


A‏ كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الثاني 


وقال بره : ١‏ ما بين المغرب والعشاء تلك صلاة الأوّابين ». وقال الأسود: ما أتيت 
ابن مسعود رضي الله عنه في هذا الوقت إلا ورأيته يصلي فسألنه فقال: نعم هي ساعة 
الغفلة . و كان أنس رضي الله عنه يواظب عليها ويقول: هي ناشئة الليل » ويقول فيها نزل 
قوله تعالى : 3 تتجافى جنوبهم عن المضاجع€ [السجدة: ٠١‏ ] وقال أحد بن أي 


سئل : « أكان رسول الله م يأمر بالصلاة بعد المكتوبة أو سوى المكتوبة؟ قال: نعم بين ا مغرب 
والعشاء ». ومن طريق شعبة عن سلهان قرأ علينا رجل في مجلس أي عثهان النهدي» فحدثنا عن 
عبيد مول الني بر . أخرجه ابن منده من هذا الوجه إلى سلمان فقال: ون ج عن د 
وأخرج أيضأ هو وابن ن السکن من طريق يزيد بن هارون عن سلهان التيمي سمعت رجلا يدث في 
مجلس أي عثان عن عبيد م يذ كر بينهما أحداً . قال ابن عبد البر : م يسمع سلهان عن عبيد بينهما 
رجل والته أعم. 

( وقال النبي َل : « من صلى ما بين المغرب والعشاء فذلك) وفي رواية فإنها ( صلاة 
الأوابين » ) . وني رواية: « من صلاة الأوابين » وهم التوابون الرجاعون عن المعاصي ولم يبين 
عددها تنبيها على الأ كثار منها بينها بقدر الاإستطاعة» والمراد صلاة بينها زائدة على سنة المغرب 
والعشاء . ونقل المناوي عن بعض موالي الروم» والظاهر أن خبر من في الحديث محذوف تقديره: 
من صلى ما بين ا مغرب والعشاء يكون من زمرة الأوابين المقبولين عند الله مشار كتهم إياهم في تلك 
الصلاة. فقوله : ١‏ فإنها » أو « فذلك » إشارة إلى علة الحكم المحذوف وقائم مقامه. وروى هذا 
الحديث تمد بن نصر المروزي في كتاب الصلاةء وابن المبارك في الرقائق كلاه) عن ممد بن 
امنكدر مرسلاً. ولفظ القوت أبو صخر سمع مد بن المنكدر يحدث عن النبي ب وقد تقدم في ل 
كتاب الصلاة. 

( وقال الأسود ) بن زيد النخعي : ( ما ات تیت ) عبد الله ( ابن مسعود ) رضي الله عنه ( في 
هذا الوقت إلا ورأيته يصلي فسألته » فقال: نعم هي ساعة الغفلة ) نقله صاحب القوت عن 
عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه» ومذا تسمى هذه الصلاة صلاة الغفلة لاشتغال الناس عن هذه 
الساعة. 

( وكان أنس) رضي الله عنه ( يواظب عليها ويقول: هي ناشئة الليل ) أورده صاحب 
القوت عن ثابت البناني قال : كان أنس فساقه . كان يتأول به قول الله تعالى : 8 إن ناشئة الليل هي 
شد وطأً وأقوم قيلا € [ المزمل : : ١‏ ] رواه ابن أي شيبة في المصنفء وممد بن نصر في الصلاةء 
والبيهقي في السنن عن أنس في قوله: « إن ناشئة الليل قال ما بين المغرب والعشاء » . ورواه ابن أي 
شيبة عن سعید بن جبير مثله» ورواه مد بن نصر » والبيهقي عن علي بن الحسين قال : « ناشئة اللبل 
تيام ما بين المغرب والعشاء ». وروى ابن المنذر عن علي بن الحسين أنه رؤي يصلي فيا بين المغرب 
والعشاء فقيل له في ذلك فقال: « من الناشئة » وهذا الأخبر نقله أيضاً صاحب الكشاف بنحوه» 


( ویقول فیها نزل قوله تعالی : # تتجافی جنوبهم عن المضاجع) ) وهو أحد الأقوال في 


كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الثاني OVERSEA‏ 
الحواري : قلت لأبي سلمان الداراني أصوم النهار وأتعشى بين المغرب والعشاء أحب 


إليك أو أفطر بالنهار وأحبي ما بينهما فقال: اجمع بينها . فقلت : إن م يتيسر قال: أفطر 
وصل ما بينها . 


تفسير هذه الآية . ولفظ القوت: حدثنا عن فضيل بن عياض » عن أبان بن ألي عياش قال : سألت 
امرأة أنس بن مالك فقالت: إني أرقد قبل العشاء فنهاها وقال: نزلت هذه الآية فما بينها 
تتجافى جنوبهم عن المضاجم ) . 

( وقال أحد بن أي الحواري : قلت لأي سلہان الداراني أصوم النهار وأتعشی ما بين 
المغرب والعشاء أحب إلبك أو أفطر النهار وأحبي ما بينها ؟فقال :اجع بينها . فقلت: إن 
يتيسر ) الجمع بينها ؟ ( فقال: افطر وصل ما بينه) ) نقله صاحب القوت. ودل ذلك على 
فضل الإحياء بين العشاءين» وقد ورد في عظم فضل الصلاة بينها أخبار كثيرة غير ما ذكره 
المصنف. 

فمن ذلك ما روي عن مكحول مرسلاً أو بلاغاً « من صلى بعد المغرب ركعتين قبل أن يتكام 
کتبتا في عليبن » رواه أبو بكر بن ألي شيبة» وعبد الرزاق في مصنفيهما » وحمد بن نصر في الصلاة. 

وعن أنس رضي الله عنه : « من صلى بعد المغرب ركعتين قبل أن ينطق مع أحد يقرأ في الأولى 
بالحمد وقل يا أيها الكافرون» وفي الثانية بالحمد وقل هو الله أحد خرج من ذنوبه كا تخرج الحية 
من سلخها » . رواه ابن النجار في تاريخه» ورواه الخطيب بلفظ : « من صلى أربعين يوم في جاعة ثم 
انتقل عن صلاة ا مغرب فأتى بر كعتين ». والباقي سواء . وهو ضعيف . 

وعن الي بکر رضي الله عنه قال : ١‏ من صلى المغرب وصلى بعدها ر كعتين قبل أن يتكلم أسكنه 
الله في حظيرة القدس فإن صلى أربعاً كان كمن حج حجة بعد حجة فإن صلى ست غفر له ذنوب 
خسن عاماً » . رواه ابن شاهين. 

وعن ابن عباس : « من صلى ليلة الجمعة بعد المغرب ركعتين يقرأ في كل منها بفاتحة الكتاب 
مرةء وإذا زلزلت جمس عشرة مرة هون الله عليه سكرات الموت» وأعاذه من عذاب القبر » ويسر 
له الجواز على الصراط ». قال الحافظ ابن حجر في أماليه : سنده ضعيف . 

وعن ابن عمر رضي الله عنهها : « من صلى أربع ر كعات بعد ا مغرب كان كمن عقب غزوة بعد 
غزوة في سبيل الله عز وجل » رواه أبو الفتح في الثواب. 

وعن عار بن ياسر رضي الله عنه: « من صلى ست ركعات بعد المغرب قبل أن يتكام غفر له 
ذنوب خمسين سنة ». رواه مد بن نصر المروزي في الصلاةء وابن صصري في أماليه » وابن عساكر 
في التاريخ» وفيه مد بن غزوان الدمشقي قال أبو زرعة: منكر الحديث . 


وعن أنس رضي الله عنه : « من صلى بعد المغرب اثنتي عشرة ركعة يقرأ في كل ركعة تل هو 


0 كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الثافي 
فضيلة قيام الليل : 

أما من الآيات فقوله تعالى : # إن رك يعلَمُ اتك تقوم أذنى من ثلشي الليل ) 
[ المزمل: ۲١‏ ] الآية. وقوله تعالى  :‏ إن ناشئة اليل هي اشد وطأً وأقومٌ قلا ¢ 
[ المزمل: ٦‏ ] وقوله سبحانه وتعالى : 8 تتجافی جنوہم عن الضاجع 4 [ السجدة: 


الله أحد أربعين مرة صافحته الملائكة يوم القيامة » ومن صافححته الملائكة يوم القيامة أمن الصراط 
والحساب والميزان ». رواه ابو مد السمرقندي من طريق ابان عنه. 

وعن جرير رضي الله عنه : « من صلى ما بين المغرب والعشاء عشرين ركعة يقرأ في كل ركعة 
الحمد وقل هو الله احد بنى الله له في الجنة قصرين لا نصل فيها ولا وصم ». رواه ابو عمد 
السمرقندي في فضائل سورة الإخلاص » وفيه أحد بن عبيد صدوق له مناكير ورواه ابن ماجة من 
حديث عائشة بلفظ : ١‏ بنى الله له بيتاً في الجنة ». 

وعن أنس رضي الله عنه: ١‏ من صلى عشرين ركعة يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وقل هو 
الله أحد حفظه الله في نفسه وأهله وماله ودنياه وآخرته .٠‏ ورواه نظام الملك في السداسيات من 
طريق الي هدبة عنه وهو ضعيف . 
فضيلة قيام الليل : 

( أما من الآيات فقوله عز وجل: إن ربك يعام أنك تقوم أدنى مس ثلثي الليل ) 
الآية ) فقد قرن الله سبحانه وتعالى قوام الليل برسوله به وجمعهم معهم في شكر المعاملة وحسن 
الجزاء » فقال : [ وطائفة من الذين معك € [ المزمل: ٠١‏ ] ( وقوله تعالى : 3 إن ناشئة الليل هي 
أشد وطأً وأقوم قيلاً) ) قال جاهد : معناه أشد مواطأة لك في القولء وأقوم قيلاً أفرغ لقلبك 
رواه ابن جرير ومد بن نصر» وروي عنه أيضاً أن يوطأ سمعك وبصرك وقلبك بعضه بعضاً . 
وأقوم قيلاً قال : أثبت للقراءة رواه عبد الرزاق» وعبد بن حيد عنه. وعن قتادة أيضاً أشد وطأة 
قال : أثبت في الخير » وأقوم قبلا قال: احفظ في الحفظ. رواه عبد بن حيد. وأما ناشئة الليل 
فالمراد به قيام الليل بلسان الحبشة . روي ذلك عن ابن عباس أخرجه سعيد بن منصور » وعبد بن 
حيد» وابن جرير» ومد بن نصر» وابن المنذر» والبيهقي في السنن . ورواه الغريالي» وابن أي 
حاتم مثله عنه وعن ابن الزبير معاً. ورواه ابن أي شيبة وا لجا وصححه عن ابن مسعود »ورواهعبد 
بن حيد بن أي مالك وأبي ميسرة» وأخرج محمد بن نصر عن ألي مجلز قال: ما كان بعد العشاء 
الأخرة إلى الصبح فهو ناشئة. 

( وقوله تعالى : 3 تتجافى جنوبهم عن المضاجع ) يدعون ربهم خوفاً طمعاً) أي تنبو عن 
الفراش فلا تطمئن لما فيها من خوف الوعيد ورجاء الموعود ثم قال : هو ف۷ تعام نفس مااخفي هم 
من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون€ [ السجدة: ١١۷‏ ] قيز عملهم كان قيام اللبل » رقيل : كانوا 


كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الثاني E‏ 


١‏ وقوله تعالى: أمَن هو قانِت آناء اليل( [الزمر: ٩‏ ] الآية. 
وقوله عز وجل : 9 والذين يبيتون لربّهم سّجَّداً وقياماً ) [ الفرقان : 1٤‏ ] وقوله تعالى : 
واستعينوا بالصّيْر والصّلاة) [ البقرة: ٤۵‏ ] قيل : هي قيام الليل يستعان بالصبر عليه 
على جاهدة النفس . 

ومن الأخبار : قوله مه : « يعقد الشيطان على قافية أحد ك إذا هو نام ثلاث عقد 
يضرب مكان كل عقدة عليك ليل طويل فارقد» فإن استيقظ وذكر الله تعالى انخلت 
عقدة» فإن توضأ انحلت عقدة» فإن صلى انحلت عقدة» فأصبح نشيطاً طيب النفس 
وإلاً أصبح خبيث النفس کسلان ». وني الخبر : « أنه ذکر عنده رجل ینام کل اللیل, 


آهل خوف ورجاء» وهذان من أعمال القلوب عن مشاهدة الغيوب فلا أخفوا له لإخلاص أعال 
السرائر أخفى من الجزاء نفيس الذخابر . 

( وقوله عز من قائل #أمن هو قانت آناء الليل) الآية .) فقد سمى الله تعالى أهل الليل 
علاء وجعلهم أهل الخوف والرجاء» وأخفى هم قرة عين فقال 3 أمن هو قانت آناء الليل ساجداً 
وقائاً يجذر الآخرة ويرجو رحة ربه © م قال تعالى قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا 
يعلمون 1 الزمر : ٩‏ ] وهذا من المحذوف ضده لدلالة الكلام عليه » والمعنى 3 أمن هو) هكذا 
عام قانت مطيع لا يستوي مع من هو غافل نائم ليله أجع فهو غير عام فما يحذر ويرجو من ربه 
عز وجل . 

( وقوله تعالى ) في وصفهم في الدنيا ووصف ما أعد هم في الأخرى ( والذين يبيتون لرهم 
سجداً وقياماً و ) قال بعض العلاء في تفسبر ( قوله تعالى: ( واستعينوا بالصبر والصلاة) 
قيل هي ) أي الصلاة ( قيام اللبل يستعان بالصبر عليه على مجاهدة النفس ) . والمعنى استعينوا 
بها على مجاهدة النفس ومصابرة العدو » ثم قال سبحانه 3 وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين) [ البقرة: 
٥‏ يعني الخائفين المتواضعين لا تثقل عليهم ولا تجفو بل تخف وتحلو. ومن الآيات الدالة على 
فضل قیام اللیل قوله تعالی 3 وبالأسحار هم يستغفرون) [ الذاريات : ۱۸ ] قيل : معناه يصلون» 
والمراد بها صلاة الليل . وقوله تعالى : # كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون€ [ الذاريات: ۱١‏ ]. 

( وأما الأخبار: فقد قال الني ّل « يعقد الشيطان على قافية أحد؟ إذا هو نام ثلاث 
عقد ويضرب مكان كل عقدة عليك ليل طويل فارقد» فإن استيقظ وذكر ) كذا في النسخ 
والرواية فذ كر ( الله عز وجل الحلت عقدة, فإن توضأ انحلت عقدة» فإن صل الحلت عقدة 
فأصبح نشيطاً طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان» ) رواه مالك وأحد والستة 
خلا الترمذي وابن حبان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه» فرواه البخاري وأبو داود من 
طريق مالك . 


ورواه مسام والنسائي من طريق سفيان بن عيينه كلاهما عن أبي الزناد عن الأعرج عن أي 


eee enneneuBCBOOBEBODBOGODOROARAGGACOGBGGCBGGGGR ee eeaennnne 


هريرة بلفظ « على قافية رأسأحد ك بالليل حبلاً فيه ثلاث عقد فإن استيقظ فذ كر الله امحلت عقدة 
فإذا قام فتوضأ انحلت عقدةء فإذا قام إلى الصلاة انعلت عقده كلها فيصبح نشيطاً طيب النفس 
قد أصاب خياً وإن م يفعل أصبح كسلان خبيث النفس لم يصب خيراً ٠‏ . وفي الحديث فوائد. 


الأولى : قال ابن عبد البر : أما عقد الشيطان على قافية رأس ابن آدم إذا رقد فلا يوصل إلى 
كيفيته واظنه مجازا كناية عن حبس الشيطان وتثبيط الاإنسان عن قيام الليل وعمل البر . وقيل : إنا 
كعقد السحر من قوله تعالى $ النفاثات في العقد € [ الفلق : > ] وقال ابن بطال» قال المهلب : قد 
فر النبي به معنى العقد وهو قوله: عليك ليل طويل فارقد فكأنه يقوها إذا أراد النائم 
الاستيقاظ إلى حزبه فيعتقد في نفسه أنه بقيت من الليل بقية طويلة حى يروم بذلك إتلاف 
ساعات ليله وتفويت حزبه » فإذا ذكر الله انعلت عقدة أي عام أنه قد مر من الليل طويلء وأنه ۾ 
يبق منه طويلء فإذا قام وتوضاأً استبان له ذلك أيضاً وانعل ما عقد في نفسه من الغرور 
والاستدراج» فإذا صلى واستقبل القبلة الحلت العقدة الثالثة لأنه م يصغ إلى قوله وييأس الشيطان 
عنده» والفافية هي مؤخر الرأس وفيه العقل والفهم فعقده فيه إثباته في فهمه أنه بقي عليه ليل 
طویل . 

وقال النووي : اختلف العلاء في هذه العقد فقيل : هو عقد حقيقي بمعنى عقد السحر للإنسان 
ومنعه من القيام» فعلى هذا هو قول يقوله يؤثر في تثبيط النائم كتأثير السحر» وقيل يحتمل أن 
يكون فعلاً يفعله كفعل النفاثات في العقد» وقيل هو من عقد القلب وتصميمه فكأنه يوسوس في 
نفسه ويحدثه بأن عليك ليلا طويااً فتأخر عن القيام » وقيل هو مجاز كنى به عن تشبيط الشيطان عن 
قيام الليل اآه. 


وقال القرطي : وإنغا خص العقد بثلاث لأن أغلب ما يكون انتباه النائم في السحر . فإن اتفق 
له أن يستيقظ ويرجع للنوم ثلاث مرات م تنقض النومة الثالثة في الغالب إلا والفجر قد طلع اه. 

الثانية : قوله : ١‏ ويضرب مكان كل عقدة» يحتمل وجهين: أحده|ا : أن معناه أنه يضرب بيده 
على مكان العقد تأكيداً ها واحكاماً » أو ان ذلك من تمام سحره وفي جعله ذلك خصوصية وله 
تأثير يعلمه هو . ثانيهما : أن الضرب كناية عن حجاب يضعه في الموضع ينع وصول الحس إلى ذلك 
النائم حتی لا یستیقظ . 

الثالثة: قوله: ١‏ عليك ليل طويل » بالرفع أي بقي عليك ليل طويل» ورجح القرطبي هذه 
الرواية فقال: روايتنا الصحيحة هكذا على الابتداء والخبر ووقع في بعض الروايات عليك ليلا 
طويلاً على الاغراء» والأول أولى من جهة المعنى لأنه الأمكن في الغرور من حيث أنه يخبره عن 
طول اليل ثم يأمره بالر قاد بقوله : فارقد . وإذا نصب على الإغراء لم يكن فيه إلا الأمر بملازمة 
طول الرقاد وحينئذ يكون قوله فارقد ضائعاً اه. 


soeecoececcneonencnenncnnnnnnenennncBnnconannennecBeBeORoneneeeeseeenenaannsneensasssnannesanns 


وقال الولي العراقي : وهو في موطأ أي مصعب بالنصب على الإغراء » وقال النووي : كذا هو في 
معظم نسخ بلادنا لصحیح مسام» وكذا نقله عياض عن رواية الأكثرين. قال الولي : وعلى كل 
تقدير » فهذه الجملة معمول لقول محذوف أي بقول الشيطان للنائم هذا الكلام » ويحتمل أن يكون 
قوله ليلا طويلاً منصوباً على الظرف أي يضرب مكان كل عقدةفي ليل طويل .وقوله « عليك › 
يحتمل حينئذ أن يكون متعلقاً بقوله يضرب ويحتمل أن يكون صفة لكل عقدة» ويدل هذا قوله 
في رواية النسائي «يضرب على كل عقدة ليلا طويلاً» أي ارقد. 

الثالثة : فيه الحث على ذ كر الله تعالى عند الاستيقاظ وجاءت فيه أذكار مخصوصة تقدم ذكرها 
في كتاب الأذكار والدعوات. 

الرابعة: فيه الحث والتحريض على الوضوء في هذه الحالة» وهو قربة تنحل به إحدى عقد 
الشيطان وإن لم تنضم إليه في تلك الحالة صلاة. 

السادسة : الظاهر أنه لو كان عليه غسل م تنحل عقدة الشيطان بمجرد الوضوء» وإنما اقتصر 
على ذكر الوضوء في الحديث_ لأن الأصل عدم الجنابة. 

السابعة: قوله « فإن صلى انحلت عقده » يروى بفتح القاف على الجمع وبإسكانها عل الاإفراد 
كاللتين قبلهما » والأول هو المشهور» ويدل قوله في رواية مسام « العقد » وقوله في رواية النسائي 
«العقد كلها » ونقل ابن عبد البر عن رواية يجبي بن يحي الثاني» وعلى الأول فالمراد أنه انحل 
بالصلاة تمام عقده فإنه قد انحل بالذكر والوضوء اثنتان منها وما بقي إلا واحدة» فإذا صلى 
انحلت تلك الواحدة وحصل حينئذ تام الحلال المجموع » وهو نظير قوله عله ١‏ من صلى العشاء في 
جاعة فكأنا قام نصف الليل » ومن صلى الصبح في جاعة فكأنا قام الليل كله » ونظائره كثيرة. 

الثامنة : فيه فضيلة الصلاة بالليل» وإن قلت : لكن هل يحصل انحلال عقدة الشيطان الأخيرة 
بمجرد الشروع في الصلاة أو بتامها الظاهر الثانيء فإنه لو أفسدها قبل تمامها لم يحعصل بذلك 
غرض » ويدل لذلك ما أفتى به الزين العراقي حين سئل عن الحكمة في افتتاح صلاة الليل بر كعتين 
- ميفتين فقال: الحكمة فيه استعجال حل عقد الشيطان ولا يخدش في هذا المعنى أن النبي ملل 
عنزه عن عقد الشيطان على قافيتههلأنا نقول: أنه بل فعل ذلك تشريعاً لأمته ليقتدوا به فيه» 
فيحصل مم هذا المقصود . والله أعام . 

التاسعة: قوله فإن صلى اختلف في المراد بهذه الصلاة فقيل قيام الليل هو الأكثرء وقيل : 
صلاة العشاء بناء على أنهم كانوا ينامون قبل العشاء ثم يصلونها في وقتها أو مع الجاعة. وذكر ابن 
أي شيبة إباحة النوم قبل العشاء عن جاعة من الصحابة والتابعين » وقيل : صلاة الصبح . ويؤيده أن 
في رواية أحجد في مسنده «فإن أصبح ولم يصل الصبح أصبح خبيث النفس » الحديث. 


or‏ كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الثاني 


حتی يصبح فقال: ذاك رجل بال الشيطان في أذنه ». وفي الخر : ١‏ إن للشيطان سعوطاً 
ولعوقاً وذروراً» فإذا أسعط العبد ساء خلقه» وإذا ألعقه ذرب لسانه بالشرء وإذا ذره 


العاشرة؛ اختلف في صلاة الليل فقال بوجوبها جماعة من التابعين تعللاً بهذا الحديث . ومنهم 
من خص بالوجوب اهل القران فقط » والذي عليه جاعة العلاء انه مندوب إليه» روى مسام عن 
عائشة رضي اله عنها : أن الله افترض قيام الليل في أول هذه السورة يعني المزمل» فقام نبي الله 
ولا واماك ال خاقتها اث عر شهرا اى أترل اله تحال اى اغ الور ة التخفت: 
فصار قيام الليل تطوعاً بعد الفريضة. 

الحادية عشر : كونه يصبح خبيث النفس كسلان هل يترتب على ترك كل واحدة من هذه 
الخصال التي هي الذ كر والوضوء والصلاة فلا ينتفي عنه ذلك إلا بفعل الجميع أو يترتب على ترك 
الجموع حت لو أتى ببعضه لانتفى عنه خبث النفس والكسل. 

قال النووي في شرح مسام : ظاهر الحديث أن من لم يجمع بين الأمور الثلائة فهو داخل فيمن 
يصبح خبيث النفس كسلان إه. 

وقد يقال: إذا جع بين الأمور الثلاثة انتفى عنه خبث النفس والكسل انتفاء كاملاًء وإذا أتى 
ببعضها انتفى عنه بعض خبث النفس والکسل بقدر ما أتى به منهاء فليس عند من استبقظ فذ كر 
الله من خبث النفس والكسل ما عند من لم يذكر الله أصلاً. 

الثانية عشر : قوله: ١‏ كسلان» غير منصرف للألف والنون المزيدتين وهو مذكر كسلى» 
ووقع لبعض رواة الموطأً كسلاناً مصروفاً وليس بشيء. قاله الول العراقي. 

( وفي خبر آخر « أنه ذكر عنده بل رجل نام الليل ) كله ( حت أصبح فقال ؛ ذاك ) 
رجل ( بال الشيطان فى أذنه » ) رواه أحد والشيخان والنسائى وابن ماجه عن ابن مسعود رضي 
الله عنه» وظاهر هذا الحديث في حق من م يقم لصلاة الليل» كا يدل عليه سياق المصنف. وحله 
الطحاوي على من نام عن صلاة العشاء حتى انقضى الليل كله وهذ يؤيد قول من ذهب إلى أن 
المراد بالصلاة في الحديث الذي قبله صلاة العشاء » قال ابن عبد البر : ويدل على ذلك أن السلف 
كانوا ينامون قبل العشاء ويصلونها في وقتهاء كا تقدمت الإشارة إليه قريباً. 

( ولي الخبر: « إن للشيطان سعوطاً ) بالفتح وهو ما يسعطه الإنسان في أنغه ( ولعوقاً) 
بالفتح وهو ما يلعق باملعقة ( وذروراً) بالفتح وهو ما يذر على العين» ( فإذا أسعط العبد ساء 
خلقه وإذا ألعقه ذرب) كفرج أي فحش ( لسانه بالشر ) حتى لا يبال بجا قال» ( وإذا ذرّه 
نام الليل كله) ففاته القيام بالليل ( حق يصبح)») . 

قال العراقى : رواه الطبراني من حديث أنس « إن للشيطان لعوقاً وكحلاً فإذا لعق اللإنسان من 
او و ر ا ا ودا کخله ی کخل اس اء عن الد کر وروا ان من د ت 


کتاب ترتیب الأوراد ف الأوقات / اللاب الثاني OTT anise SSS SS‏ 


نام اللیل حتی يصبح ». وقال ی : « ر کعتان ير كعها العبد في جوف الليل خير له من 
الدنيا وما فيها ولولا أن أشق على أمتي لفرضتها عليهم ». وفي الصحيح عن جابر أن 
النبي ريه قال : « إن من الليل ساعة لا يوافقها عبد مسام يسأل الله تعالى خيراً إلا أعطاه 
إياه » وفي رواية: « يسأل الله تعالى خيراً من الدنيا والآخرة وذلك في كل ليلة ». وقال 
لمغيرة بن شعبة :قام رسول الله برل حقى تفطرت قدماه فقيل له : أما قد غفر الله لك ما 


قلت : حديث أنس رواه البيهقى أيضاً ولفظه , إن للشيطان كحلا ولعوقاً ونشوقاً . أما لعوقه 
فالكذب. وأما نشوقه فالغضب» ٠أما‏ كحله فالنوم » وفيه عاصم بن علي شيخ البخاري . قال يجيي : 
لا شيء. وضعفه ابن معين. قال الذهي : وذكر له ابن عدي أحاديث مناكير » والربيع بن صبيح 
ضعفه النسائي وقواه أبو زرعة» ويزيد الرقاشي قال النسائي : وغيره متروك. 

وأما حديث سمرة فأخرجه أبو بكر بن أي الدنيا في مكائد الشيطان. والبيهقى أيضاً « أن 
لدشيطان كحلا ولعوقاً فإذا كحل الإنسان من كحله نامت عيناه عن الذ كر » وإذا لعقه من لعوقه 
ذرب لسانه بالشر » وفيه الحكم بن عبد الملك القرشي ضعيف» وفيه أيضاً أبو أمية الطرسوسي 
متهم أي بالوضع » وفيه أيضاً الحسن بن بشر الكوف أورده الذهبي في الضعفاء . وقال ابن خراش : 
منكر الحديث . إشعار بأن لزوم الذ كر يطرد الشيطان ويجلو مرآة الغلب وور البو وا ن 
منه إلا الذين اتقوا فالتقوى باب الذ كر» والذ كر باب الكشف. والكشف باب الفوز الا كبر وهو 
الفوز بلقاء الله عز وجل . 

( وقال ند : « ركعتان يركعها العبد في جوف الليل الأأخير ) وهو ثلثه ( خير له من 
الدنیا وما فیها ) من النعم لو فرض أنه حصل له وحده وتنعم به وحده» ( ولولا أني أشق عل 
امي لفقرضتها ) أي أوجبتها ( عليهم » ) وهذا صريح في عدم وجوب التهجد على الأمة. 

قال العراقي : رواه آدم بن أي إياس في الثواب» وممد بن نصر المروزي في كتاب قيام الليل 
من روایۀ حسان بن عطية مرسلا» ووصله الديلمي في مسند الفردوس من حديث ابن عمر ولا 

قلت : حسان بن عطية أبو بكر المحاربي عن أي أمامة» وسعيد بن المسيب . وعنه الإوزاعي 
وأبو غسان ثقة عابد نبيل لكنه قد رمي. روى له الجاعة قاله الذهبي في الكاشف. 

( وني الصحيح عن جابر ) بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه ( أن الني بل قال ١‏ إن 
من الليل ساعة لا يوافقها عبد مسام يسأل الله خيراً إلا أعطاه إياه» ) وفي رواية ١‏ يسأل الله 
تعالی خيرا من الدنا والآخرة ( وذلك کل ليلة » ) رواه مسام . 

( وقال المغيرة بن شعبة ) رضي الله عنه: ( قام النبي َه ) أي يصلي بالليل ( حتق 


تفطرت ) أي تشققت ( قدماه) وفي رواية « تورمت » وفي رواية «انتفخت » أي اجتهد في 


eA AOS Sc ort‏ کتاب ترتیب الأوراد ف الأوقات / الباب الثاني 


تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ فقال: « أفلا أكون عبداً شكوراً ». ويظهر من معناه ان 
ذلك كناية عن زيادةالرتبة » فإن الشكر سب المزيد . قال تعالى : 8 لئن شكرتم لأزيد نكم ) 


الصلاة حتى حصل له ذلك ( فقيل له يا رسول الله ) ؛ أتتكلف هذا و( قد غفر الله لك ما تقدم 
من ذنبك وما تأخر» ) أتوا به على طبق ما في الآية . ( قال أفلا ) الفاء للسببية عن حذوف أي 
اترك تلك المشقة نظراً لتلك المغفرة فلا (أكون عبداً شكوراً) لا بل ألزمها وإن غفر لي 
للأكون عبداً شكوراًء فالمعنى: إن المغفرة سبب ذلك التكلف شكراً» فكيف أتركه بل أفعله 
لأكون مبالغاً في الشكر بحسب الإمكان البشري ولحظ تلك النعمة العظيمة» ومن ثم أتى بلفظ 
العبودية لأنها آخص أوصافه به » ولذا ذكرها الله تعالى في أعلى المقامات وأفضل الأحوال إذ 
هى مقتضى صحة النسبة المستلزمة لا على الخدمة وهو الشكر» إذ العبد إذا لاحظ كونه عبداً وأن 
مالكه مع ذلك أنعم عليه با يكن في حسابه علم تأكد وجوب الشكر والبالغة فيه عليه ولحيازة 
سائر أنواع الشرف» وما ذكر من التقرير في معنى «أفلا» واضح جلي » وإن زعم بعضهم أنه 
متكلف. وأن التقدير الأولى إذا ات عل بام الواسع أفلا أكون عبداً شكوراً ؟ أي أيصير 
هذا الإنعام سيا روي عن انر المبالغين في الشكر والاستفهام للإنكار سببية مثل هذا الإنعام 
لعدم کونه عبداً شکورا اه. 

وأنت خبير بأن هذا هو الذي فيه التكلف» ويصح أن يكون التقدير أيضاً غفر لي ما تقدم وما 
تأخر لعلمه بأني سأكون مبالغاً في عبادته » فأكون عبداً شكوراً . أفلا أكون كذلك ؟ وهذا قريب 
من الأولء وقد ظن من سأله له في سبب تحمله المشقة في العبادة أن سببها إما خوف الذنب أو 
رجاء المغفرة فأفادهم أن هما سبباً آخر أم وأكمل هو الشكر على التأهل مع المغفرة وإجزال النعمة» 
وهو أعني الشكر الاعتراف بالنعمة والقيام في الخدمة ببذل المجهود فمن أدام ذلك كان شكوراً. 


( ويظهر من معناه أن ذلك كناية عن طلب زيادة الرتبة» فإن الشكر سبب المزيد قال 
الله تعالى (لثن شكرغ لأزيدنكم)) ول يفز أحد بكال هذه الرتبة غير نبينا هلله ثم سائر 
الأنبياء عليهم السلام. والحديث متفق عليه. 

ورواه أيضاً من حديث عائشة رضي الله عنها بلفظ « قام رسول الله له حتى تورمت قدماه 
فقلت له: لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر » قال« أفلا 
أكون عبداً شكوراً » قالت : فلا بدن وكثر لحمه صلى جالساً . وي الحديث أنه ينبغي التشمير في 
العبادة وإن أدى إلى كلفة لأنه مه إذا فعل ذلك مع علمه بما سبق له فكيف بمن لم يعام ذلك 
فضلاً عمن لا يأمن النار ع ب إل مال ا ا 9 می إن ان 
لا في الصحيح عليكم من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا یل حتی تملوا » ولا ين ينبغي التأسي حينئذ 
لأنه له منزه عن الملل وحاله أكمل الأحوال اة ساك رهق الد ى اغ 
اليسائي وغيره والله أعلم. 


كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الثاني OTO SEA‏ 


[ ابراه :۷ ] وقال به : « يا أبا هريرةأتريد أن تكون رحة‌الله عليك حياوميتاً 
ومقبوراً ومبعوثاً قم من الليل فصل وأنت تريد رضاء ربك . يا أبا هريرة صل في زوايا 
بيتك يكن نور بيتك في السماء كنور الكواكب والنجم عند أهل الدنيا ». وقال له : 
« عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم فإن قيام الليل قربة إلى الله عز وجل 
وتكفير للذنوب ومطردة للداء عن الجسد ومنهاة عن الأم». وقال : « ما من 
امریء تکون له صلاة باللیل فغلبه علیها النوم إلا کتب له أجر صلاته وکان نومه 


( وقال َه « يا أبا هريرة أتريد أن تكون رحة الله عليك حياً ومقبوراً ومبعوثاً ) أي 
ني هذه الأحوال الثلاثة ( قم من الليل فصل وأنت تريد رضاء ربك. يا أبا هريرة صل في 
زوايا بيتك يكن نور بيتك في السماء كنور الكواكب والنجوم عند أهل الدنيا» ) قال 
العراقي: هذا باطل لا أصل له. 

قلت : هذا الحديث من جلة الأحاديث الى يقول فيها يا أبا هريرة افعل كذا وكذا. يا أبا 
هريرة لا تفعل كذا وكذا. والنسخة بقامها حكموا بوضعهاء وقد مر من هذه النسخة حديث في 
فضل التهليل نبهنا هناك على وضعه. 

( وقال َه « عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصاخين قبلكم وإن قيام الليل قربة إلى الله 
تعالى ومكفرة للذنوب ومطردة للداء عن الجسد ومنهاة عن الإثم» ) قال العراقي : رواه 
الترمذي من حديث بلال وقال : غريب ولا يصح» ورواه الطبراني والبيهقي من حديث أي أمامة 
بسند حسن» وقال الترمذي : إنه اصح اه. 

قلت : وكذلك رواه أحد والنسائي وابن ماجه وابن السني وأبو نعي في الطب عن ألي إدريس 
الخولاني عن أبي إمامة. قال الترمذي : وهذا أصح من حديث أي إدريس عن بلال. ورواه ابن 
عساكر عن أي إدريس عن أي الدرداء » ورواه ابن السني عن جابر وليس عندهم « قبلكم ». 

ورواه الطبراني في الكبير » وابن السني وأبو نعي والبيهقي وابن عساكر عن سلهان بلفظ « عليكم 
بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم ومقربة إلى الله ومرضاة للرب ومكفرة للسيئات ومنهاة عن 
الإ ومطردة للداء عن الجسد ». ورواه الطبراني في الأوسط عن أبي أمامة بلفظ « عليكم بقيام الليل 
فإنه داب الصالحين قبلكم وهو قربة إلى ربكم ومكفرة للسيئات ». وروى الديلمي عن عبد الله بن 
عمرو بلفظ « عليكم بصلاة اليل ولو ركعة فإن صلاة الليل منهاة عن الإم »وتطفيء غضب الرب 
تبارك وتعالى » وتدفع عن اهلها حر النار يوم القيامة». 

( وقال له « ما من امری تکون له صلاة بالليل يغلبه عليها نوم إلا كتب له أجر 
صلاته وكان نومه صدقة عليه ») . 

قال العراقي : رواه ابو داود والنسائي من حديث عائشة وفيه رجل لم يسم » وسماه النسائي في 


o1‏ كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الثاني 


صدقة عليه ». وقال ‏ تو لأي ذر ENTRY‏ أعددت له عدة؟ قال : 2 . قال : 

فك فر اطريق القامة :ألا أنبنك ا أبا ذر با ينفعك ذلك اليوم ؟ قال: بلى بأ أنت 
وأمي» قال: صم يوماً شديد الحر ليوم النشور» وصل ركعتين في ظلمة الليل لوحشة 
القبور » وحج حجة لعظائم الأمور» وتصدق بصدقة على مسكين أو كلمة حق تقوها أو 
كلمة شر تسكت عنها ». وروي : أنه كان على عهد النبي ّل رجل إذا الاش 
مضاجعهم وهات العيون قام يصلي ويقراً القرآن ويقول: يا رب النار أجرلي منهاء 
فذ كر ذلك للنبي بره فقال : « إذا كان ذلك فاذنوني فأتاه فاستمع فلا أصبح قال : يا 
فلان هلا سألت الله الجنة؟ قال: يا رسول الله إفي لست هناك ولا يبلغ عملي ذاك فم 
یلبث إلا یسیرا حتی نزل جبرائیل عليه السلام وقال : اخبر فلانا إن الله قد اجاره من 
النار وأدخله الجنة » e‏ ملنر نعم الرجل ابن 
عمر لو كان يصلي بالليل فأخبره الني ع ي بذلك» فكان بذاوم بعد هغل فام الل »: 


رواية الأسود بن يزيد لكن في طريقه أبو جعفر الرازي . قال النسائي : وليس بالقوي » ورواه 
النسائى وابن ماجه من حديث أي الدرداء نحوه بسند صحيح وتقدم في الباب قبل اه. 
قلت : وكذلك رواه ابن ماجه ولفظه « فیغلب علیها نوم إلا کتب الله له » والباقي سواء . 


( وقال له لأي ذر رضي الله عنه « لو أردت سفراً أعددت ) أي هيأت ( له عدة) 
وهذا في أسفار الدنيا . (قال: : نعم . . قال فكيف سفر طريق القيامة ) . أي فإنه طويل وصعب . 
( ألا أنبئك يا أبا ذر ما ينفعك ذلك اليوم؟ قال: بلى بأبي أنت وأمي . قال : صم يوماً شديد 
الحر ليوم النشور» وصل ركعتين في ظلمة الليل لوحشة القبور» وحج حجة لعظطائم 
الأمورء وتصدق صدقة على مسكين او كلمة حق تقوها أو كلمة شر تسكت عنها» ) قال 
العراقي : رواه ابن أبي الدنيا في كتاب التهجد من رواية السري بن مخلد مرسلاً والسري ضعفه 
الأزدي اه. 


( وروي : أنه كان على عهد الني له رجل إذا أخذ الناس مضاجعهم وهدأت 
العيون) أي سكنت ونامت ( قام يصلي ويقرأً القرآن ويقول؛ يا رب النار أجرني منهاء 
فذ كر ذلك للني ل فقال ,« إذا كان ذلكفآذنوني )أي اعلموني ( فآتاه ) فاذنوه فأتاه. 
( فاستمع فلا أصبح قال : : يا فلان هلا سألت الله الجنة؟ قال يا رسول الله : : إني لست هناك 
ولا يبلغ عملي ذلك فام يلبث إلا يسيراً حتى نزل جبريل عليه السلام فقال؛ أخبر فلاناً أن 
الله عز وجل أجاره من النار وأدخله الجنة» ) قال العراقي: م أقف له على أصل. 


( ویروى « أن جبريل قال للني َه : نعم الرجل ابن عمر لو كان يصلي بالليل فأخبره 


كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الثاني OVS SL‏ 


قال نافع : كان يصلي بالليل ثم يقول: يا نافع أسحرنا؟ فأقول: لاء فيقوم لصلاته م 
يقول يا نافع أسحرنا؟ فأقول: نعم فيقعد فيستغفر الله تعالى حى يطلع الفجر » وقال 
علي بن لي الخير شبع يحي بن زكريا عليها السلام من خبز شعير فنام عن ورده حتق 
اصبح فاوحی الله تعالی إلیه یا جى اوجدت دارا خيرا لك من داري ؟ ام وجدت 
جواراً خيراً لك من جواري ؟ فوعزتي وجلالي يا حى لو اطلعت إلى الفردوس اطلاعة 
لداب شجمك ولرهقت نفك اشخافا ۾ ولرد اطلعت إلى جهنم إطلاعة لذاب شحمك 
ولبكيت الصديد بعد الدموع ولبست الجلد بعد المسوح» وقيل لرسول الله مه : إن 
فلاناً يصلي باللیل فإذا أصبح سرق . فقال : « سينهاه ما يعمل » . وقال رل : ١‏ رحم الله 
رجلا قام من اليل فصلى ثم أيقظ امرأته فصلّت فإن أبت نضح في وجهها مء » . وقال 
: « رحم الله امرأة قامت من الليل فصلّت م أيقظت زوجها فصلى فإن أبى نضحت 


النبي ينه بذلك فكان يداوم بعده على قيام الليل » ) قال العراقي : متفق عليه من حديث ابن 

عمر أن الي به قال ذلك وليس فيه ذكر جبريل اه. 

قلت : وكذلك رواه أحد ولفظهم: « نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل » رواه عن 
ابن عمر عن حفصة عن النبي مله » فحفصة هي التي أخبرت عبد الله بقوله مه المذ كور . 

( قال نافع ) مول ابن عمر : ( كان) ابن عمر ( يصلي بالليل ثم يقول: يا نافع أسحرنا ) 
أي دخلنا في السحر؟ ( فيستغفر حتى يطلع الفجر) نقله صاحب القوت. 

( وقال علي بن ابي الخیر ) رجه الله تعاى : ( شع يحي بن زكريا عليه السلام من خبز 
شعير ) مرة ( فنام عن ورده حتی أصبح فأرحى الله إلبه يا حى أوجدت دارا خيراً لك من 
داري» أم وجدت جواراً خيراً لك من جواري؟ فوعزتي وجلالي يا جي لو اطلعت على 
الفردوس ) إحدى الجنان الثانبة ( إطلاعة لذاب جسمك ) وفي نسخة: شحمك ( ولزهقت ) 
أي خرجت ( نفسك اشتياقاً ) له ( ولو إطلعت إلى جهنم إطلاعة لذاب شحمك ولبكيت 
الصديد ) الماء الأصفر ( بعد الدموع» ولبست الحديد بعد المسوح) جع مسح بالكسر هو 
الصوف الأسود. 

( وقيل لرسول الله به : إن فلاناً يصلي بالليل» فإذا أصبح سرق» فقال الني ل 
« سینهاه ما يعمل » » ) قال العراقي : رواه ابن حبان من حديث أي هريرة اه . وفيه الأشارة إلى 
قوله تعالى $ إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر )€ [العنكبوت: ٤۵١‏ ]. 

( وقال َل « رحم الله رجلاً قام من الليل يصلي ثم أيقظ امرأته فصلت فإن أبت نضح ) 
أي رش ( في وجهها الماء» ورحم الله امرأة قامت من الليل فصلت ثم أيقظطت زوجها فصلل 


......... کتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الثاني 


في وجهه الماء ». وقال مته : ١‏ من استيقظ من الليل وأيقظ امرأته فصليا ر كعتين كتبا 
من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات ». وقال مه : « أفضل الصلاة بعد المكتوبة قيام 
اليل ». وقال عمر بن الخطاب رضى الله عنه : قال له : « من نام عن حزبه أو عن شيء 
منه بالليل فقرأه بين صلاة الفجر والظهر كتب له كأنما قرأه من الليل ». 

الآثار : روي أن عمر رضي الله عنه كان بير بالآية من ورده بالليل فيسقط حت يعاد 
منها أياماً كثبرة كايعاد المريض . وكان ابن مسعود رضي الله عنه إذا هدأت العيون قام 
e‏ . ويقال o‏ 


فإن أبى نضحت في وجهه الماء » ) قال العراقي : رواه ابو داود وابن حبان من حدیث آي 
هريرة اه. 
قلت : وكذلك رواه أحد والنسائي وابن ماجه وابن جریر والحام. 
( وقال ْله « من اسنيقظ من الليل وأيقظ امرأته فصليا ركعنين كنبا من الذاكرين 
الله كثيراً والذاكرات» ) . قال العراقي : رواه أبو داود والنسائي من حديث أي هريرة وأيي 
قلت : وكذلك رواه الحا والبيهقي بلفظ « فصليا ركعتين جيعاً كتبا ليلتئذ » والباقي سواء . 
( وقال عمر رضي الله عنهء قال الني ل « من نام عن حزبه أو عن شيء منه بالليل 
فقرأه ما بين صلاة الفجر والظهر كتب له كا لو قرأه من الليل» ) قال العراقي : رواه مسام. 
قلت : وكذلك رواه أحد والدارمي وان خزممة وأبو داود والترمذي والنسائي وابن 
ماجه وأبو يعلى وابن ن حبان عن ابن عمر» ولفظ حديث عمر عند أبي نعم في الحلية: من 
نام عن حزبه وقد کان يريد أن يقوم به فإن نومه صدقة تصدق الله به عليه وله أجر. 
( ومن الآثار ) الدالة على فضيلة قبام اليل ( أن عمر) بن الخطاب ( رضي الله عنه كان 
يمر بالآية ) الواحدة ( من ورده من الليل) أي في صلاته ( فيسقط ) دهشا ( حت يعاد منها 
أياماً كثيرة ) ما اعتراه من الخوف ( كا يعاد المريض )وف القوت: قد كان عمر يغشى عليه 
حتی يقع من ذي قیام ویضطرب کالبعیر . ( وکان ) عبد الله( ابن مسعود ) رضي الله عنه ( إذا 
هدات العيون) اي نامت ( قام) إلى ورده من الليل ( فيسمع له دوي ) أي هيمنة وحركة 
( كدوي النحل حتى يصبح» ويقال : إن سفيان ) بن سعيد ( الثوري) رجه الله تعالى ( شع 
ليلة فقال: إن الحمار إذا زيد في علفه زيد في عمله فقام تلك الليلة ) يصلي ( حتى أصبح ) . 
وفي القوت في باب رياضة المريدين : كان سفيان الثوري إذا شبع في ليلة أحياهاء وإذا شبع في 


كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الثاني OO O‏ 


طاووس رجه الله إذا اضطجع على فراشه يتقلى عليه كا تتقلى الحبة على المقلاة ثم يثب 
ویصلي إلى الصباح ثم يقول : طيّر ذ كر جهنم نوم العابدين . وقال الحسن رجه الله : ما نعم 
عملا أشد من مكابدة الليل ونفقة هذا المالء فقيل له: ما بال المتهجدين من أحسن 
الناس وجوهاً ؟ قال : لأنهم خلوا بالر حن فألبسهم نوراً من نوره. وقدم بعض الصالحين 
من سفره فمهد له فراش فنام عليه حتی فاته ورده» فحلف أن لا ینام بعدها على فراش 
بداً . وكان عبد العزيز بن اني رواد إذا جن عليه الليل يأتي فراشه فيمر يده عليه 
ويقول: إنك للين ووالله إن في الجنة لألن منك ولا یزال يصلي اللیل کله. وقال 
الفضيل: إني لأستقبل الليل من أوّله فيهولني طوله فافتتح القرآن فأصبح وما قضيت 


يوم واصله بالصلاة والذ كر وكان يتمثل ويقول: أشبع الزنجي وكده» ومرة يقول: أشبع الحار 
وکده. وإذا جاع کأنه یتراخی في ذلك. 


( وکان طاوس) بن كيسان الهاي وأبو عبد الرحن روى عن أبي هريرة وابن عباس 
وعائشة» وعنه التميمي وابنه عبد الله. قیل : اسمه ذكوان ولقب به لأنه كان طاوس القراء » وما 
رؤي مثله روى له الجاع ( إذا اضطجع على فراشه ينقلى عليه كا تقل الحبة في المقلاة ) أي 
اضطرب عليه ولم یرتح ۰ ( م یشب ) قائاً ویدرج ج الفراش ( ويصلي إلى الصباح ثم يقول؛ طبر 
ذكر جهنم نوم العابدين ) وكلا هم یذوق الکری قال له القرآن قم لا ت تنم نقله ابن الجوزي . 
هکذا قال ابن حبان: کان طاوس من عباد ا 
منى وقد حج أربعين حجة . ( وقال الحسن ) البمري رحه الله تعاى ( ما نعام عملا أشد من 
مكابدة الليل ) أي بالصلاة فيه ( ونفقة هذا امال ) أي صرفه إلى وجوه الخير» ( فقيل له؛ ما 
بال المجتهدين ) في العبادة ( أحسن الناس وجوهاً؟ قال: إنهم خلوا بالرحمن ن تعالی فالبسهم 
نورا من نوره)» ويشهد له ما اشتهر على الألسنة : من صلى بالليل حسن وجهه بالنهار » وسيأتقي 
الكلام عليه في آخر الباب. 


( وقدم بعض الصالین من سفر فمهد له فراش فنام عليه حت فاته ورده) من الليل › 
( فحلف أن لا ينام بعده على فراش أبداً) عاقب نفسه بذلك تأديباً ها . (وکان 
عبد العزيز ) بن عثان بن جبلة ( بن أبي رواد ) الأزدي أبو الفضل المروزي لقبه شاذان وهو 
أخو عبدان. ذكره ابن حبان في الثقات. روى له البخاري والسائي ( إذا جن عليه الليل ياي 
فراشه فیمر يده عليه ویقول: إنك للين ووالله إن في الجنة لألين منك ) ثم لا ينام عليه» 
( فلا يزال يصل الليل كله) حت يصبح. ( وقال الفضيل ) بن عياض رحه الله تعالى: ( إني 
لأستقبل الليل من أوله فيهولني طوله فافتتح القرآن ) أي في الصلاة ( فأصبح ) أي أدخل في 
الصبح ( وما قضيت نهمتي ) أي حاجتي منه نقله صاحب القوت. ( وقال الحسن ) البصري رحه 


or.‏ كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الثاني 


نهمتي . وقال الحسن : إن الرجل ليذنب الذنب فيحرم به قيام الليل . وقال الفضيل : إذا ۾ 
تقدر على قيام الليل وصیام النهار فاعام انك حروم » وقد كرت خطىئتك . وکان 
صلة بن أشي رحه الله يصلى الليل كله فإذا كان في السحر قال: إلهي ليس مثلى يطلب 
الجنة ولكن أجرني برحمتك من النار . وقال رجل لبعض الحكاء : إني لأضعف عن قيام 


الله تعالى : ( إن الرجل ليذنب الذنب فيحرم به قيام الليل» و )في هذاالمعنى (قال 
الفضيل ) بن عياض رجه الله تعاى : ( إذا م تقدر على قيام الليل وصيام النهار فاعام أنك 
حروم ) من الخير لا نصيب لك فيه ( وقد كثرت خطيئتك ) أخرجه أبو نعم في الحلية فقال : 
حدثنا مد بن علي» حدئنا الفضل بن خمد الجندي» حدثني إسحاق بن إبراهيي الطبري قال : 
سمعت الفضيل يقول: إذا م تقدر على قيام الليل وصيام النهار فاعم أنك محروم مكبل كبلتك 

( وكان) أبو الصهباء ( صلة بن أشم ) العدوي تابعي جليل. روى عن عدة من الصحابة 
منهم ابن عباس ( يصلي الليل كله» فإذا كان في السحر يقول . إمي ليس مثلي يطلب الجنة 
ولكن أجرني برحتك من النار ) قال أبو نعم في الحلية : حدثنا أبو مد بن حيان قال : حدثت 
عن عبد الله بن جنيق أخبرني نجدة بن المبارك» حدثني مالك بن مغول كان بالبصمة ثلاثة 
متعبدون صلة بن أشيم» وكلثوم بن الأسود» ورجل آخر» فكان صلة إذا كان الليل خرج إلى 
أجة يعبد الله فيها ففطن له رجل فقام له في الأجة لينظر إلى عبادته» فإذا سبع فبصر به صلة. 
فأتاه فقال: قم أيها السبع فابتغ al BS‏ 
السحر قال: اللهم إن صلة ليس أهلاً أن يسألك الجنة ولكن تزا من النار. 

قال : وحدثنا عبدالله بن مد بن جعفر» حدثنا على بن إسحاق» حدثنا الحسين بن الحسن »› 
حدثنا عبد الملك بن المبارك» حدثنا المسام بن سعيد الواسطي» حدثنا حاد بن جعفر بن زيد أن 
أباه أخبره قال : : خرجنا في غزاة إلى كابل» وفي الجيش صلة بن أشم قال : فنزل الناس عند العتمة 
فقلت لأرمقن عمله فانظر ما يذ كر الناس من عبادته» فصلى أراه العتمة ثم اضطجع فالتمس غفلة 
الناس حتى إذا قلت هدأت العيون وثب فدخل غيضة قريب مناء فدخلت في أثره فتوضأً ثم قام 
يصلي فافتتح الصلاة. قال: وجاء أسد حتى دنا منه قال: فصعدت في شجرة. قال : افتراه التفت 
إليه أو عذبه حتى سجد» فقلت : الآن يفترسه فلا شيء فيسام ثم سام » فقال : أيها السبع اطلب الرزق 
من مکان آخر فولی فإن له زئير أقول تصدع منه الجبال فا زال كذلك يصلي حتی لما کان عند 
الصبح جلس فحمدالله تعالى بمحامد لم أسمع مثلها إلا ما شاء الله ثم قال: اللهم إفي أسألك أن 
تجيرني من النار أو مثلي يجتريء أن يسألك الجنة» نم رجع فأصبح كأنه بات على الحشايا وقد 
أصبحت ولي من الفتور شيء الله به علم. 

( وقال رجل لبعض الحكاء: إني لأضعف عن قيام الليل ) يعني فا السبب في ذلك وما 


دواؤه؟ 


كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الثاني 2 


الليل فقال له : يا أخي لا تعص الله تعالى بالنهار ولا تقم بالليل . وكان للحسن بن صالح 
جارية فباعها من قوم فلا كان في جوف الليل قامت الجارية فقالت : يا أهل الدار 
الصلاة الصلاة فقالوا : أصبحنا أطلع الفجر ؟ فقالت : وما تصلون إلا المكتوبة؟ قالوا: 
نعم . فرجعت إلى الحسن فقالت : يا مولاي بعتني من قوم لا يصلون إلا المكتوبة ردي 
فردها . وقال الربيع : بت في منزل الشافعي رضي الله عنه ليالي كثيرة فام يكن ينام من 
الليل إلا يسيرأً. وقال أبو الجويرية : لقد صحبت أبا حنيفة رضي الله عنه ستة أشهر فا 
فيها ليلة وضع جنبه على الأرض » و كان أبو حنيفة يجبي نصف الليل فم بقوم فقالوا : 
إن هذا يجبي الليل كله . فقال : إني أستحبي أن أوصف با لا أفعل ء فكان بعد ذلك يجي 
اللیل کله. ویروی أنه ما کان له فراش باللیل . ويقال : إن مالك بن دینار رضی الله عنه 
بات يردد هذه الآية ليلة حتى أصبح: #أم حَسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم 


فقال له: يا أخي لا تعص الله بالنهار ولا تقم بالليل ) . يعني : شوم ذنوبك هو الذي ينعك من 
قيام الليل» ( وكان للحسن بن صالح ) بن مسام بن حي الممداني الثوري أبي عبد الله الكوفي 
العابد أخو علي بن صالح ثقة. قال أبو زرعة: أجتمع فيه إتقان وفقه وعبادة وزهد» وكان كثير 
البكاء إذا ذكر عنده الموت. ولد سنة مائة ومات سنة تسع وستين ومائة . ذكره البخاري في كتاب 
الشهادات» وروى له الباقون. ( جارية فباعها من قوم» فلا كان في جوف الليل قامت 
الجارية فقالت: يا أهل الدار الصلاة الصلاة) أي قوموا للصلاة.( فقالوا : أصبحنا طلع 
الفجر ) بجحذف همزة الاستفهام فيها ؟ ( فقالت : وما تصلون إلا المكتوبة؟ فقالوا: لا ) أي 
لا نصلي إلا المكتوبة ( فرجعت ) الجارية ( إلى الحسن» فقالت: يا مولاي بعتني من قوم لا 
يصلون بالليل ردني فرذها ) منهم إليه. ( وقال الربيع ) بن سليان المرادي تقدمت ترجته في 
و : ( بت في منزل الشافعي رضي الله عنه ليالي كثيرة فام يكن ينام من الليل إلا 
يسيراً ) أي قليلاً وقد تقدم قسمته الليل » وهذا القول قد تقدم في مناقبه في كتاب العلم . (وقال 
أبو الجويرية ) عبد الحميد بن عمران الكوفي نزيل المدينة. روى عن حاد بن أي سلهان» وعنه 
حاد بن خالد الحناط ومعن بن عيسى القزاز : ( لقد صحبت أبا حنيفة رضي الله عنه ستة أشهر 
فا فيها ليلة وضع جنبه) على الأرض لينام وقد تقدم ذلك في مناقبه. ( وكان أبو حنيفة ) 
رضي الله عنه من ورده ( جحي نصف الليل فمرٌ بقوم فسمعهم وهم يقولون: إن هذا بجي 
الليل كلهء فقال: إني أوصف با لا أفعل فكان بعد ذلك يحي الليل كله) ٠‏ وصح عنه أنه 
صلى الفجر بوضوء العشاء أربعين سنة . ( ویروی أنه ما کان له فراش بالليل ) أي فراد ش خاص 
يهد له لنومه» وکل ذلك تقدم في مناقبه في كتاب العام . ( ويقال: إن) أبا بجي ( مالك بن 
دینار ) رحه الله تعالى ( بات يردد هذه الآية ليله) كله حتى أصبح ( أم حسب الذين 
اجترحوا السينّآت أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصاخات ) سواء محياهم وماتهم ساء ما 


or‏ كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الثاني 


كالذين آمنوا وعملوا الصالحات € [ الجاثية : ٠١‏ ] الآية » وقال المغيرة بن حبيب : رمقت 
مالك بن دينار فتوضأً بعد العشاء ثم قام إلى مصلاه فقبض على لحيته فخنقته العبرة فجعل 
يقول : اللهم حرم شيبة مالك على النار . إهي قد علمت ساكن الجنة من ساكن النار» 
فأي الرجلين مالك ؟ وأي الدارين دار مالك ؟ فام يزل ذلك قوله حتى طلع الفجر . وقال 
مالك بن دينار : سهوت ليلة عن وردي ونمت فإذا أنا في المنام بجارية كأحسن ما يكون 
وفي يدها رقعة فقالت لي : أتحسن تقرأ؟ فقلت : نعم » فدفعت إل الرقعة فإذا فيها : 


يحكمون# وتقدم في كتاب آداب التلاوة أن تما الداري قام ليلة بهذه الآية يرددها حتی أصبح 
رواه أبو عبيد في الفضائل » وابن أي داود في الشريعة» ومد بن نصر في قيام الليل » والطبرافي في 
الدعاء . وتقدم أيضاً عن عبد الله بن أحد في زيادات المسند أن الربيع بن خيم بات ذات ليلة فقام 
يصلي فمر بهذه الاية فجعل يرددها حتى اصبح. 


( وقال المغيرة بن حبيب: رمقت مالك بن دينار فتوضأ بعد العشاء ثم قام إلى مصلاه 
فقبض على يته فخنقته العبرة فجعل يقول: اللهم حرم شيبة مالك على النار . إهي قد 
علمت ساكن الجنة من ساكن النار فأي الرجلين مالك ؟ وأي الدارين دار مالك؟ فام يزل ذلك 
دأبه ) وني نسخة: قوله ( حتى طلع الفجر ) رواه أبو نعم في الحلية باسنادين قال: حدثنا ابو 
حامد بن جبلة» حدثنا مد بن إسحاق» حدثنا هارون بن عبدالله» حدثنا يسار » حدثنا جعفر 
قال : سمعت المغيرة بن حبيب أبا صالح ختن مالك بن دينار يقول: يوت مالك بن دينار وأنا معه 
في الدار لا أدري ما عمله. قال: فصليت معه العشاء الاخيرة ثم جثت فلبست قطيفة في أطول ما 
يكون الليل قال : وجاء مالك فقرب رغيفه فأكل ثم قام إلى الصلاة فاستفتح ثم أخذ بلحيته فجعل 
يقول: إذا جمعت الأولين والآخرين فحرّم شيبة مالك بن دينار على النار . قال: فوالله ما زال 
كذلك حتى غلبتني عيني ثم انتبهت فإذا هو على تلك الحال يقدم رجلا ويؤخر أخرى وهو يقول: 
يا رب إذا جعت الأولين والآخرين فحرَّم شيبة بن مالك بن دينار على النار » فما زال كذلك حق 
طلع الفجر . فقلت في نفسي : والله لئن خرج مالك بن دينار فرآني لا تبل لي بالة عنده أبداً . قال: 
فجئت إلى المنزل وتر كته وقال أيضاً حدثنا أبو مد» حدثنا مد بن عبد الله بن ربيعةء حدثنا 
الشاذ کوني» حدثنا جعفر بن سلهان قال : کان مالك بن دینار إذا قام في محرابه قال: يا رب قد 
عرفت ساكن الجنة وساكن النار ففي أي الدارين مالك ثم يبكي؟ . 

( وقال مالك بن دينار ) رحه الله تعالى : ( سهوت ليلة عن وردي ونمت فإذا أنا ف المنام 


بجارية كأحسن ما يكون) أي حسناً وجالاً وببجة (وفي يدها رقعة) أي ورقة مكتوبة 
( فقالت لي: أتحسن تقرأً؟ فقلت: نعم » فدفعت إل الرقعة فإذا فيها ) هذه الأبيات : 


كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الثاني O‏ 


أأمتك اللذائذ والأماني عن البيض الأوانس في الجنان 

تعيش مخلداً لا موت فيها ولهو في الجنان مع الحسان 

تنبه من منامك إن خيراً من النوم التهجد بالقرآنِ 
وقيل: حج مسروق فا بات ليلة إلا ساجدآً. وروی عن أزهر بن مغيث وكان من 
القوامين أنه قال: رأيت في المنام امرأة لا تشبه نساء أهل الدنيا فقلت ها : من أنت ؟ 


( أأمتك اللذائذ والأماني ) أي أشغلتك المستلذات الدنيوية والاماني الكاذبة ( عن البيض 
الأوانس) جع بيضاء. والأوانس: جع آنسة ( في الجنان) أي المستقرات فيها. 


( تعيش مخلداً) أي أبداً ( لا موت فيها ) فإنه يؤت به في صورة کبش فیذبح وینادی : يا 
أهل الجنة خلود لا موت ويا أهل النار خلود لا موت ( وتلهو في الجنان مع الحسان) أي 

( تنه من منامك) أي من غفلتك ( إن خيراً من النوم التهجد بالقرآن) أي صلاة الليل 
بتلاوة القران. 


( وقيل: حج مسروق ) ابن الأجدع بن مالك بن أمية بن عبد الله بن مر بن سلامان بن معمر 
الوادعي الممداني أبو عائشة الكوفي. يقال: إنه سرق وهو صغير ثم وجد فسمي مسروقاء وأسام 
أبوه. ذ كره ابن سعد في الطبقة الأولى من التابعين من أهل الكوفة . وقال الشعبي عن مسروق لقيت 
عمر بن الخطاب فقال: ما اسمك ؟ فقلت : مسروق بن الأجدع. قال : سمعت النبي مل يقول: 
الأجدع اسم شيطان. أنت مسروق بن عبد الرحن. قال الشعبي : فرأيت في الديوان مسروق بن 
عبد الرحمنء وكان ثقة . وله أحاديث صالحة صلى خلف أي بكر ولقي عمر وعلياً وزيد بن ثابت 
وابن مسعود وعائشة وأم سلمة والمغيرة وخباب بن الأرت. مات سنة ثلاث وستين وله ثلاث 
وستون سنة. روى له الجماعة. ( فم| بات ليلة إل ساجدا ) وهذا القول رواه المزي في التهذيب عن 
أي إسحاق يعني الفزاري قال : حج مسروق فام ينم إلا ساجداً على وجهه حتى رجم » وقال أنس بن 
سيرين » عن امراة مسروق وهي قمیر بنت عمر وکان مسروق یصلي حتی تورم قدماه فرعا 
جلست خلفه أبكي ما أراه يصنع بنفسه. وقال الشعبي : غشي على مسروق في يوم صائف وهو 
صائم وکانت لھ ابنة تسمی عائشة وبہا یکنى و کان لا يعصيها » فنزلت إليه فقالت : يا أبتاه افطر 
واشرب . قال: ما أردت لبي يا بنية إنما طلبت الرفق لنفسي في يوم كان مقداره إخسين ألف سنة. 

( ویروی عن أزهر بن مغیت وکان من القائمين ) العىاد ( أنه قال : رأیت ف المنام 
امرأة لا تشبه نساء أهل الدنيا فقلت هما ؛ من أنت ؟ فقالت ؛ حوراء ) واحدة لحور بالضم وقد 
حورت العين حورا كفرح اشتد بياض بياضها وسواد سوادها . ويقال :الحوراسودادالمقلة كلها كعيون 
الظباء . قالوا وليس في الإنسان حور » وإنما قيل ذلك في النساء على التشبيه» وفي مختصر العين ولا 


ort‏ كتاب ترتيب الأوراد في الاوقات / الباب الثاني 


قالت : حوراء . فقلت : زوجيني نفسك . فقالت : اخطبني إلى سيدي وأمهرني فقلت : وما 
مهرك؟ قالت: طول التهجد . وقال يوسف بن مهران بلغني ان تحت العرش ملكأ في 
صورة ديك براثنه من لؤلؤة وصئصئته من زبرجد أخضر » فإذا مضى ثلث الليل الأول 
ضرب بجناحيه وزقا وقال : ليقم القائمون فإذا مضى نصف الليل ضرب بجناحيه وزقا 
وقال : ليقم المتهجدون » فإذا مضى ثلثا الليل ضرب ججنااحيه وزقا وقال : ليقم المصلونء 
فإذا طلع الفجر ضرب بجناحيه وزقا وقال: ليقم الغافلون وعليهم أوزارهم. وقيل : إن 


يقال للمرأة حوراء إلا للبيضاء مع حورهاء ( فقلت : زوجيي نفسك . فقالت: اخطبني إلى 
سيدي وامهرني فقلت : وما مهرك؟ قالت؛: طول التهجد ) أي طول القيام بالليل. 

( وقال یوسف بن مهران ) تابعي جلیل روی عن ابن عباس وجابر» وعنه علي بن جدعان» 
وثقه أبو زرعة. روى له الترمذي قال: ( بلغني أن تحت العرش ملكا في صورة ديك براثنه من 
لۇلؤة) أي خالبه ( وصئصئته ) بكسر الصادين المهملتين مهموزهي أعلى القفا ( من زبرجد 
أخضر» فإذا مضى ثلث الليل الأول ضرب بجناحيه وزقا) أي صاح ( وقال: ليقم 
لاوت أي لاعبادة. ( فإذا مضى نصف الليل ضرب ججناحيه وقال: ليقم المتهجدون» 
فإذا مضى ثلا اللي ضرب بجناحيه وزقا وقال: ليقم المصلون فإذا طلع الفجر ضرب 
بجناحيه وزقا وقال: ليقم الغافلون وعليهم أوزارهم ) . نقله هكذا صاحب القوت وقال: 
وحدلنا عن عبدالله بن عمر قال: حدثنا يوسف بن مهران قال: بلغي فساقه . 

وقد وقع لي حديث الديك ر جلة المسلسلات وهو المسلسل بقول ما زلت بالاشواق إلى 
حديث حدثني به فلان قال الأمام ابو بكر مد بن عمر بن عثان بن العزيز الحنفي عرف بكاك» 
حدثنا ابو الرضا مد بن علي بن يحي النسفي ببغداد » حدثني به ابو منصور عبد المحسن بن ممد» 
ی چ ام الحافظ» حدثنا به مد بن الحسين الخفاف. حدثنا E‏ 
الدقاق » حدننا انا e E‏ المصري ‏ حدثنا ات طاهر 
خير بن عرفة بن عبدالله الأنصاري » حدثنا عبد المنعم بن بشير » حدثنا أبن وهب » حدثنا عبدالله بن 
سعيد . حدثنى أبي . حدثنا أبو الدرداء رضى الله عنه قال : ما زلت بالأشواق إلى الديك الأبيض منذ 
رنت دت اشعال ت رهه لله اسری ان ديكا أت رغه احفر كالر ر ةوغر ف باقرنة 
حراء شرفها من جوهر وعیناه من یاقوتتین حراوتین ورجلاه من ذهب أجر في تخوم الأرض 
السفلى مطولاً من تحت الأرض وتحت السموات وتحت العرش. عنقه كالابريق الناشر في السماء 
أحسن شيء رأيته . ومنقاره من ذهب يتلألأ نورا ء فإذا كان في الثلث الأول نشر جناحيه وخفق 
با وقال: سبحان ذي اللاك والملكوت يقول ذلك ثلاث مرات» فإذا خفق خفقت الديوك في 
الأرض وصرخت كصراخه. فإذا كان في ثلث الليل الأوسط فعل مثل ذلك وقال: سبحان من لا 
بسأم ولا ينام يقول ذلك ثلاثاً فتجيبه الديوك في الأرض» فإذا كان في ثلث الليل الآخر فعل 


کتاب ترتیب الأوراد ف الأوقات / اللاب الثاني OPFOR RAO NSS‏ 


وهب بن منبه الهاني ما وضع جنبه إلى الأرض ثلاثين سنةء وكان يقول: لأن أرى في 
بيتي شيطاناً أحب إلي من أن أرى في بيتي وسادة لأنها تدعو إلى النوم» وکانت له 
مسورة من أدم ا وی ج ا ن ل و 
وقال بعضهم : رأيت رب العزة في النوم فسمعته يقول: وعزتي وجلالي لاكرمن مثوى 
سلهان التيمي » فإنه صلى لي الغداة بوضوء العشاء أربعين سنة. ويقال: كان مذهبه أن 


ذلك وقال: سبحان من هو دائم قائم» سبحان من نامت العيون وعين سيدي لا تنام » سبحان 
الدائم القائم سبحان من فلق الأصباح بإذنه وسرى إلى خزائنه لا إله إلا هو سبحانه. رواه الحافظ 
السخاوي مسلسلاً في الجواهر المكللة عن أي إسحاق ابراهي بن علي الزمزمي عن ا لمجد الشيرازي 
صاحب القاموس » عن أبي عبد الله الفارقي > عن أني الحسن القرامي» عن جعفر الممدافي» عن أي 
مد الدیباجی › عن أي بکرلاك بسنده وقال: هو باطل مدشاً وتسلسلاً. 

ورواه الحافظ بن مهد» عن أب اليمن مد بن عمر بن محمد بن مخلوف المحلي » عن القاضي 
العلامة ناصر الدين محمد بن أحد بن مد بن فوز العثاني» عن التقي أي عبد الله بن عرام الشاذلي» 
عن القلب محمد بن مد بن علي بن حجر» عن أبي عبد الله الشاطبي » عن جعفر الممدافي. قال 
الحافظ السخاوي : ولم أره في أخبار الديك للحافظ أي نعم مع كثرة ما فيه من المناكير » والله أعم . 

( وقيل: إن وهب بن منبه )بن كامل ين يسح ( الاي ) الصنعاني الذماري . أبو عبد الله 
الانباري أخو همام ومعقل وغيلان بني منبه . ولد سنة أربع وثلاثين في خلافة عثان» ومات سنة 
ستة عشر ومائة بصنعاء . قال العجلى : : تار بھی او ان غق فعا صنعاء » وذ کره ابن حبان في 
كتاب الثقات . روى له البخاري حدیغاً E,‏ والباقون إلا ابن ماجه. ( ما وضع جنبه إلى 
الأرض ثلاثين سنة ) وذكر المزي في ترجته أنه لبث وهب أربعين سنة لا يرقد على فراش» 
( وكان يقول: لأن أرى في بيتي شيطاناً أحب إلٌ من أن أرى وسادة يعني لأنها تدعو إلى 
النوم) نقله صاحب القوت. ( وكانت له وسادة من أدم) حشوها ليف كا في بعض النسخ 
( إذا غلبه النو م اوضع مدره عليها وحقق خققات م يث إلى العام ) نفل اجب القوت 
وذكر ابن سعد في الطبقات بسنده إلى المثنى بن صباح قال : لث وهب أربعين سنة م يسب شيعا 
فيه الروح» ولبث عشرين سنة لم يجعل بين العشاء والصبح وضوءاً. 

( وقال بعضهم ) هر رقبة بن مصقلة كما صرح به صاحب القوت» وهو أبو عبد الله الكوفي 
شبخ ثقةء وكان صديقا لسلهان التيمي . روی عنه سلهان حديثاً واحداً. روى له الجماعة إلا ابن 
ماجه : : ( رأیت رب العزة جل جلاله في المنام فسمعته يقول : وعزتي وجلالي للأكرمسن 
مثوى سليان التيمي» فإنه صلى لي الغداة بوضوء العشاء الآخرة أربعين سنة) . نقله صاحب 
القوت والمزي . وقالي مد بن عبد الأعلى » قال لي المعتمر بن سليان : لولا أنت من أهلي ٠ا‏ حدثتك 
بذا عن أي مكث أي أربعين سنة يصوم يوماً ويفطر يوماً ويصلي صلاة الفجر برضوء عشاء 


o۳٦‏ كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الثاني 


النوم إذا خامر القلب بطل الوضوء . وروي في بعض الكت القديية عن الله تعالى أنه 
قال: إن عبدي الذي هو عبدي حقأً الذي لا ينتظر بقيامه صياح الديكة. 


بيان الأسباب التي بها يتيسر قيام الليل : 


اعام ان قيام الليل عسير على الخلق إلا على من وفق للقيام بشروطه الميسرة '» ظاهراً 
وباطناً . 


فأما الظاهرة فأربعة أمور : 
الأأخيبرة» وعن معاذ بن معاذ قال : كانوا يرون أنه أخذ عبادته عن أي عثان النهدي وقال حاد 
بن سلمة : ما أتينا التيمي في ساعة يطاع الله عز وجل فيها إلا وجدناه مطيعاً و كنا نرى أنه لا بحسن 
بعصي اله( ويقال : كان مذهبه أن النوم إذا خامر القلب بطل الوضوء ) نقله صاحب القوت 
إلا أنه قال: وجب الوضوء ( ويروى ) في بعض الكتب القدية ( أن الله عز وجل يقول؛ إن 
عبدي الذي هو عبدي حقاً الذي لا ينتظر بقيامه صياح الديك) نقله صاحب القوت. 


بيان الاسباب التي بها يتيسر أي بتسهل على السالك قيام الليل: 


وهي ظاهرة وباطنة وقد أشار إليها المصنف فقال : ( اعام أن قيام الليل عسر ) صعب ( على 
الخلق إلا على من وفتق لقيامه بشروطه الميسرة له ظاهراً وباطناً) . 


قال صاحب العوارف : من حرم قيام الليل كسلا وفتوراً في العزيية أو تهاوناً به لقلة الاعتداد 
بذلك واغتراراً بجاله» فليبك عليه فقد قطع عليه طريق من الخير کبير » وقد يكون من آرباب 
الأحوال من يكون له إيواء إلى القرب ويجد من دعة القرب ما يفتر عليه داعية الشوق ويرى أن 
القيام ينبغي أن يعام أن استمرار هذه الحالة متعذر بالانسان معرض للقصور والتخلف والشبهة 
ولا حالة أجل من حالة رسول الله به وما استغنى عن قيام اليل وقام حت تورمت قدماه» وقد 
يقول بعض من يحتج بذلك أن رسول الله به فعل ذلك تشريعاً . فنقول ما بانا لا نتم تشريعه 
وهذه دقيقة » فليعام أن رؤية الفضل في ترك القيام واذعاء الإيواء إلى جناب القرب واستءاء النوم 
واليقظة امتلاء وابتلاء حالي وتقبيد بالحال وتحكم للحال وتحكم من الحال في العبدء 'لأنوياء لا 
يتحكم فيهم الحال ويصر فون الجال في صور الأعبال فهم متصرفون في الحا لا الحال متمم أب فيهم» 
فليعام ذلك فإن رأينا من اللأصحاب من كان في ذلك › ثم انكه ن له بتأبيد الله تعالى أن ذ!ل وقوف 


(فأما) اللأسباب ( الظاهرة فاربعة أدرر. 


كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الثاني OR SS‏ 


الأول : أن لا يكثر الأكل فيكثر الشرب فيغلبه النوم ويثقل عليه القيام . كان بعض 
الشيوخ يقف على المائدة كل ليلة ويقول: معاشر المريدين لا تأكلوا كثيراً فتشربوا كثيرا 
فترقدوا كثيراً فتتحسروا عند الموت كثيراً » وهذا هو الأصل الكبير وهو تخفيف المعدة 
عن قل العام 

الثاني : أن لا يتعب نفسه بالنهار في الأعمال التي تعيا بها الجوارح وتضعف بها 
الأعصاب فإن ذلك أيضاً مجلبة للنوم . 


الثالث: أن لا يترك القيلولة بالنهار فإنها سنة للاستعانة على قيام الليل . 
الرابع: أن لا يحتنب الأوزار بالنهار فإن ذلك ما يقسي القلب ويحول بينه وبين 
أسباب الرحة. قال رجل للحسن : يا أبا سعيد إني أبيت معافى وأحب قيام اليل وأعد 


الأورّل: أن لا يكثر الأكل) فتكثر الأبخرة الحارة ( فيشرب) فترتخي عروقه ( فيغلبه 
النوم) لا حالة ( ويثقل عليه القيام ) حينئذ . ( كان بعض الشيوخ يقف عل المائدة كل ليلة 
ویقول باقر المريدين) ر ت : معاشر المريدين ( لا تأكلوا کثیراً فتشر بوا کثیراً 
فترقدوا کثیراً فتتحسروا عند الموت كثيراً) لأنه برقادهم كثيراً يفوتهم قيام الليل 
فيتحسرون بفواته إذا دنا رحيلهم» ويندمون حيث لا ينفع الندم والحسرة وفي نسخة « فتحسروا » 
( وهذا هو الأصل الكبير ) في هذا الشأن. ( وهو تخفيف المعدة عن ثقل الطعام ) › ويتبع 
هذا السبب الظاهر سبب آخر باطن وهو أن يتناول ما يأكل من الطعام إذا اقترن بذ كر الله ويقظة 
الباطن فإنه يعين على قيام الليل لأن بالذ كر يذهب داؤه» فإن وجد للطعام ثقلاً على المعدة فينبغي 
أن يعلم أن ثقله على القلب أكثر فلا ينام حتى يذيب الطعام بالذكر والتلاوة والاستغفار . 

( الثاني: أن لا يتعب نفسه بالنهار في الأعال ) والاشغال (التي تعيا) أي تعجز ( بها 
الجوارح وتضعف با الأعصاب ) والقوى» ( فإن ذلك أيضاً جلبة للنوم ) أي سبب حامل له 
كا هو مشاهد في أهل الكد في الأعبال الدنيوية ء فإنهم إذا أمسى عليهم الليل غلب عليهم التثاقل 
a‏ 

( الثالث: أن لا يترك القيلولة بالنهار ) وهي النوم في وسط النهار » ( فإنما سبب الاستعانة 
على قيام الليل ) وفي نسخة سنة الاستعانة. رواه ابن ماجه من حديث ابن عباس وقد تقدم . 

( الرابع: أن يجتنب الأوزار ) والمعاصي ( بالنهار فإن ذلك) أي تحمل الأوزار ربا 
( يقتي القلب ) ويسوده ( ويحول بينه وبين أسباب الرحة) فإن القلوب القاسية بعيدة عن 
الرحات الإفية ( قال رجل للحسن ) البصري رجه الله تعالى : ( يا أبا سعيد إني أبيت معافى ) 
أي ني بدني ( وأحب قيام الليل وأعد طهوري) أي أهيئه ( فا بالي ) أتكاسل و (لا أقوم) 


كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الثاني 


طهوري فا بال لا أقوم ؟ فقال : ذنوبك قيدتك . و كان الحسن رجه الله إذا دخل السوق 
الثوري : حرمت قيام الليل خسة أشهر بذنب أذنبته . قيل : وما ذاك الذنب ؟ قال : رأيت 
رجلا يبکي فقلت في نفسي : هذا مراء . وقال بعضهم : دخلت على كرز بن وبرة وهو 
يبكي فقلت : أتاك نعي بعض أهلك ؟ فقال: أشد» فقلت : وجع يؤلك؟ قال: أشد» 
قلت : فما ذاك؟ قال: باي مغلق وستري مسبل ولم أقرأً حزلي البارحة وما ذاك إلا 
بذنب أحدثته. وهذا لأن الخير يدعو إلى الخير والشر يدعو إلى الشر والقليل من كل 
واحد منها جر إلى الكثير . ولذلك قال أبو سلمهان الداراني: لا تفوت أحداً صلاة 
هل لذلك من سبب؟ ( فقال: ذنوبك قيدتك ) أي هي التي منعتك عن القيام. نقل صاحب 
القوت والعوارف. قال صاحب القوت: وكان الحسن يقول: إن العبد لیذنب الذنب فیحرم به 
قيام الليل وصيام النهار . ( وكان الحسن ) رجه الله تعالى ( إذا دخل السوق فيسمع لغطهم ) 
اي صياحهم ( ولغوهم ) وني نسخة: موهم (بقول: اظن ليل هؤلاء ليل سوء فإنيم لا 
يقيلون ) وني القوت : اما يقيلون اي في النهار » ولا يسكنون. ولغوهم هو الذي حلهم على عدم 
قيامهم بالليل » وهذا القول نقله صاحب القوت . قال وقال بعض السلف : كيف ينجو التاجر من 
سوء الحساب وهو يلغو بالنهار وينام بالليل. ( وقال ) سفيان بن سعيد (الثوري ) رجه الله 
تعال : ( حرمت قيام الليل خسة أشهر بذنب أذنبته . قيل ) له: ( وما ذلك الذنب ) الذي 
حرمت به قيام اليل ؟ ( قال: رأيت رجلا يبكي فقلت في نفسي هذا مراء ) في بكائه لأجل 
الرياء نقله صاحب القوت . ( وقال بعضهم : دخلت على كرز بن وبرة) الحارثي نزيل جرجان 
( فقلت: أتاك نعي بعض أهلك فقال: أشد . فقلت: وجع ) ولفظ القوت : قلت : فوجعم 
( يؤلمك. فقال: أشد. قلت: فا ذاك ) ولفظ القوت: فاذا؟ ( فقال: بابي مغلق وستري 
مسبل وم أقرأً حزبى البارحة وما ذاك إلا بذنب أحدثته ) نقله صاحب القوت وهو في الحلية 
داود الحفري قال: دخل على کرز ابن بنته فاذا هو بكي قیل له: ما يبکيك ؟ قال: إن باي 
لغلق وإن ستري لمسبل ومنعت حزلي أن أقرأه البارحة وما هو إلا من ذنب أحدثته. 

حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا عبد الرحمن بن الحسنء حدثنا أبو غسان أحد بن عمد بن 
إسحاق» حدثنا الحرث بن مسام » عن ابن المبارك عن كرز بن وبرة قال : عجزت عن حزلي وما 
راه إلا بذنب وما أدري ما هو اه. 

( وهذا لأن الخير يدعو إلى الخير والشر يدعو إلى الشر والقليل من كل واحد منها ) 
أي من الخير والشر ( يجر إلى الكثير  )‏ ومنه قومم قالوا للقليل إلى أين ذاهب ؟ قال: إلى الكثير ء 
( ولذلك قال أبو سليان الداراني ) رحه الله تعالى: (لا تفوت أحداً صلاة الجماعة إلا 


كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الثاني 


الجماعة إلا بذنب . وكان يقول: الاحتلام بالليل عقوبة والجنابة بعد . وقال بعض العلاء : 
إذا صمت يا مسكين فانظر عند من تفطر وعلى أي شيء تفطر » فإن العبد ليأكل أكلة 
فينقلب قلبه عا كان عليه ولا يعود إلى حالته الأولى ء فالذنوب كلها تورث قساوة 
القلب وتمنع من قيام الليل وأخصها بالتأثير تناول الحرام » وتؤثر اللقمة الحلال في تصفيه 
القلب وتحريكه إلى الخير ما لا يؤثر غيرها» ويعرف ذلك أهل المراقبة للقلوب بالتجربة 
بعد شهادة الشرع لهء ولذلك قال بعضهم: ؟ من أكلة منعت قيام ليلة وك من نظرة 
منعت قراءة سورة » وإن العبد ليأكل أكلة أو يفعل فعلة فيحرم بها قيام سنة. وكا أن 
الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر فكذلك الفحشاء تنهى عن الصلاة وسائر الخبرات› 


بذنب ) أحدثه. نقله صاحب القوت إلا انه قال: صلاة في جاعة» ( وكان يقول ) يعني أبا 
سلمان الداراني : (الاحتلام بالليل عقوبة واخ جنابة بعد ) فكأنه بعد عن الصلاة والتلاوة إذ في 
دلك قرب» ومن هذا قوله تعالی $ فبصرت به عن جنب € [ القصص : : [١١‏ كذا في القوت› 
ونقله صاحب العوارف وقال: هذا صحيح لأن المراعي المتحفظ بحسن تحفظه وعلمه جاله يقدر 
ویتمکن من سد باب الاحتلام» ومن کمل تحفظه ورعایته وقیامه بأدب حاله قد یکون من ذنبه 
الموجب للاحتلام وضع الرأس على الوسادةء فإذا كان ذا عزية في ترك الوسادة فقد يتمهد 
للنوم » ووضع الرأس على الوسادة بحسن النية من لا يكون ذلك ذنبه وله فيه نية العون على القيام» 
وقد يكون ذلك ذنباً بالنسبة إلى بعض الناس» فإذا كان هذا القدر يصلح أن یکون ذناً جالاً 
للاحتلام فقس على هذا ذنوب الأحوالء فإنها تختص بأربابها ويعرفها أصحابها وقد يترفق بأنواع 
الرفق من الفراش الوطيء والوسادة» ولا يعاقب بالاحتلام وغيره على فعله إذا كان عالاً ذا نية 
يعرف مداخل الأمور وخارجهاء وک من نائم سبق القائم لوفور علمه وحسن نيته والله أعم. 
( وقال بعض العلاء : إذا صمت يا مسكين فانظر عند من تفطر وعلى أي شيء تفطر› 
فان العبد ليأكل الأكلة فينقلب قلبه عا كان عليه ولا يعود إلى حاله الأول ) نقله صاحب 
رت (فالذنوب كلها تورث قساوة القلب ) وتظلمه (وتمنع من قيام الليل ) بثقلها 
( واخصها ) أي الذنوب ( بالتأثير ) بالقلب ( تناول الحرام) وما فيه شبهة الحرام ( وتؤثر 
اللقمة الحلال فى تصفية القلب وتحريكه إلى الخبر ما لا يؤثر غيرهاء ويعرف ذلك أهل 
امراقبة للقلوب ) والجراسة بأنفاسهم عليها ( بالتجربة ) الصحبحة ( بعد شهادة الشرع لذلك ) 
في الكتاب والستنة. ( ومذا قال بعضهم : ؟ من أكلة منعت قيام ليلة و من نظرة منعت ) 
وني القوت حرمت ( قراءة سورة» وأن العبد ليأكل أكلة أو يفعل فعلة فيحرم بها قبام 
سنة ) فبحسن التفقد يعرف المريد من النقصان» وبقلة الذنوب يوقف على التفقد نقله صاحب 
القوت. ( وكا أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر فكذلك الفحشاء تنهى عن الصلاة 


04۰ كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الثاني 


وقال بعض السجانين : كنت سجاناً نيفاً وثلاثين سنة أسأل عن كل مأخوذ بالليل أنه 
هل صلى العشاء في جاعة » فكانوا يقولون: لا . وهذا تنبيه على أن بر كة الجاعة تنهى عن 
تعاطى الفحشاء والمنكر . 


وسائر الخيرات .) وتقدم أن الفحشاء ما ينفر عنه الطبع السليم وينقصه العقل المستقم من رذائل 
الأعمال الظاهرة. والمنكر ما أنكره العقل واستخبثه الشرع. 

( وقال بعض السجانين بدينور ) بكر الدال المهملة وسكون الياء التحتية وفتح النون والواو 
آخره راء مدينة مشهورة بفارس: ( بقيت سجَاضآً نيفاً وثلاثين سنة أسأل عن كل مأخوذ 
بالليل انه هل صلى العشاء في جاعة؟فكانوا يقولون: لا . فهذا تنبيه ) لأهل الاعتبار ( أن 
بر كة الجاعة تمنع من تعاطي الفحشاء والمنكر ) يعني أنهم لو صلوا في جاعة لا أخذوا ليلتهم 
لأن بركة الجاعة كانت تمنعهم من تعاطي ما يؤخذون بسببه » وبقيت أسباب معينة للقيام م يشر 
إليها المصنف. 

فمن ذلك استقبال الليل عند الغروب بتجديد الوضوء والقعود مستقبل القبلة منتظراً مجيء 
اليل وصلاة المغرب. مقباً في ذلك على أنواع الأذكار. 

ومن ذلك مواصلة ما بين العشاءين بأنواع العبادات فإنها تغسل من باطنه آثار الكدورة الحادثة 
في أوقات النهار من رؤية الخلق وخالطتهم وسماع كلامهم » فإن ذلك كله له أثر وخدش في القلوب 
حتى النظر إليهم يعقب كدراً في القلب يدر كه من يرزق صفاء القلب فيكون أثر النظر إلى الخلق 
في عبن البصيرة كالقذى في العين وبالمواصلة بين العشاءين يرجى ذهاب ذلك الأثر. 

ومن ذلك ترك الحديث بعد العشاء الأخيرة فإن الحديث في ذلك الوقت يذهب طراوة النور 
الحادث في القلب من مواصلة العشاءين » ويعين على قيام الليل سا إذا كثر وكان عرياً عن يقظة 
القلب ثم تجديد الوضوء بعد العشاء الآخرة أيضا معين على قيام الليل. قال صاحب العوارف : 
حکى بعض الفقراء عن شيخ له خراسان أنه كان يغتسل في الليل ثلاث مرات. مرة بعد العشاء 
الآخرة. ومرة في أثناء الليل بعد الانتباه من النوم » ومرة قبل الصبح . فللوضوء والغسل بعد العشاء 
الآخرة أثر ظاهر في تيسير قيام الليل . 

ومن ذلك القعود على الذ كر أو القيام بالصلاة حتى يغلب النوم يعين على سرعة الانتباه إلا أن 
يكون واثقاً من نفسه وعادته فيتعمد للنوم ويستجلبه ليقوم في وقته المعهود » وإلاً فالنوم عن الغلبة 
وای ی م ی ا ن ع ا ی لی ام ال برق ام 
اليل وإنا النفس إذا طمعت ووطئت على النوم استرسلت فيهء وإذا ازعجت بصدق العزيية لا 
تسترسل في الاستقرار » وقد قيل للنفس نظران: نظر إلى تحت لاستيفاء الأقسام البدنية » ونظر 
إلى فوق لاستيفاء الأقسام الروحانية » فأرباب العزية تجافت جنوبهم عن المضاجع لنظرهم إلى فوق 
إلى الأقسام العلوية الروحانية » فأعطوا لنفس حقها من النوم ومنعوها حظهاء فالنفس بما فيها 


كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الثاني ESSA SES‏ 


وأما الميسرات الباطنة فأربعة أمور: 
الاول: سلامة القلب عن الحقد على المسلمين» وعن البدع» وعن فضول هموم 
الدنياء > فا لستخرق اهم بتدبير الدنيا لا يتيسر له القيام » وإن قام فلا يتفكر في صلاته إلا 
في مهاته ولا يجول إلا في وساوسه. وفي مثل ذلك يقال : 
خرن الراب انك نائم وأنت إذا استيقظت أيضاً فنائم 


الثاني : خوف غالب يلزم القلب مع قصر الأمل » فإنه إذا تفكر في أهوال الآخرة 


مر كوز من الترابية والجادية ترسب وتستلذ النوم » وللآدمي بكل أصل من أصول خلقته طبيعة 
لازمة له والرسوب صفة التراب» والکسل والتقاعد والتناوم بسبب ذلك طبيعة ف اللانسان» 
فأرباب الهمة قاموا بالليل فهم لموضع علمهم أزعجوا النفوس عن مقار طبيعتها ورقوها بالنظر إلى 
اللذات الروحانية إلى ذرى تحقيقها فتجافت جنوبهم عن المضاجع وخرجوا عن صفة الغافل الماجع . 

ومن ذلك تغببر العادة إن کان ذا وساد ةیترك الوسادة» وإن کان ذا وطاء يترك الوطاء» 
ولتغيير العادة فيهما تأثير في ذلك» ومن ترك شيئاً من ذلك واللهأعلم بنية وعزية يثاب على ذلك 
بتىسبر ما رام» واللّه أعلم. 

( وأما الميسرات الباطنة فأربع) خصال. 

( الأولى سلامة القلب عن الحقد) وهو الانطواء على العداوة والبغضاء ( على أحد من 
المسلمين ) بل ولا أحد من الكافرين إلا فيا كان متعلقاً بالدين فإنه مطلوب شرعاًء ( و) كذا 
سلامة القلب ( من البدع) المنكرة والحوادث المتجددة عملا واعتقاداً » ( و) كذا سلامة القلب 
( من فضول هموم الدنياء فالمستغرق امم بتدبير) أمور (الدنيا لا يتيسر له القيام) 
لحجاب قلبه عن أشعة الأنوار » ( وان ) تيسر له القيام و ( قام ) فإنه ( لا يتفكر في صلاته ) بل 
جيع حالاته ( إلا في مهماته ) التي بات عليها ( ولا يجول ) أي يتحرك خاطره ( إلا في 
وساوسه) وهذیانه ( وفي مثله يقال : 

يخبرني الراب أنك نائم رأنت إذا استيقظت أيضاً فنائم 

فنوم هذا وقيام هذا بمنزلة واحدة كل منها غفلة عن الله تعالى فمن المهم طهارة الباطن عن 
خدوش هذه الاهوية وكدورة أفكار الدنيا» والنقاوة عن أدناس الغل والحقد والحسد لتنجلى مرآة 
قلبه » وتقابل اللوح المحفوظ وتنتقش فيه عجائب الغيب. 

( الثانية خوف غالب يلزم القلب) عن إمارات معلومة ( مع قصر الأمل) فيا يتوقع 


حصوله في القلب » ( فإنه إذا تفكر في أهوال الآخرة) أي شدائدها ( ودركات جهنم ) وما 
فيها من أنواع العذاب مما سمعه من أفواه العلاء» وما أدرکه في مطالعاته من کتب العام ( طار 


o4۲‏ کتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الثاني 


ودر کات جهنم طار نومه وعظم حذره. کا قال طاوس: إن ذكر جهنم طير نوم 
العابدين » وكا حكي أن غلاماً بالبصرة إسمه صهيب کان يقوم الليل کله فقالت له 
سيدته : إن قيامك بالليل يضر بعملك بالنهار » فقال: إن صهيبا إذاذ كر النار لا ياتيه 
النوم. وقيل لغلام آخر وهو يقوم كل الليل فقال: إذا ذكرت النار اشتد خوفي وإذا 
ذكرت الجنة اشتد شوقي فلا أقدر أن أنام . وقال ذو النون المصري رحه الله : 


منع القران بوعده ووعيده مقل العيون بليلها أن تہجعا 

فَهمُّوا عن الملك الجليل كلامه فرقابهم ذلت إليه تخضعا 
وانغدوا اشا 

يا طويل الرقاد والغفلآن كثة النوم تورث الحسرات 

إن في القبر إن نقلت إليه لرقادا يطول بعد المات 

ومهاداً مهدا لك فيه بذنوب عملت أو حسنات 


نومه ) وذهب کله ( وعظم حذره) أي خوفهء ( کا قال طاوس) بن کیسان الاني: ( إن 
ذکر جهنم طيّر نوم العابدین ) کا تقدم قرياًء ( وکا حکي ان غلاماً بالبصرة اسمه 
صهيب ) من العباد الزاهدين ذكر له في طبقات ابن الجوزي ( كان يقوم الليل كله ) بالصلاة 
( فقالت له سيدته ) أي مالكته: ( إن قيامك بالليل ) كله ( يضر بعملك بالنهار ) أي تفتر 
عنه. ( فقال ) ها: ( إن صهيباً إذا ذكر النار لا يأتيه النوم) ولا ينأ به. ( وقيل لآخر 
وكان يقوم كل الليل مثل ذلك ) الكلام . ( فقال: إذا ذ كرت النار اشتد خوفي › وإذا ذ كرت 
الجنة اشند شوقي فا أقدر أن أنام) فهو بين الخوف والرجاء . ( ولذي النون) أي الفيض 
إبراهم بن ثوبان النولي ( المصري ) رحه الله تعالى وقدس سره ترجه القشبري في الرسالة وأبو 
نعم في الحلية : 
(منع القرآن بوعده ووعيده مقل العيون بليلها أن تہجما) 
أي قيام العبد بالقرآن وتفهم معناه فا وعده به لأحبابه من الجنان وأعده لاعدائه من النيران 
منع العيون أن تنام في ليلها. 
(فهموا عن الملك الجليل كلامه فرقابهم ذلت إليه تخضعماً) 
( وأنشدوا) في معنى ذلك: 
(یا طويسل الرقاد والغفلات كثرة اللوم تورث الحسرات) 
( إن في القبر ان نقلت إلبه لرقاداً يطول بعد المات) 
(ومهادا مهمدالك فيه بذنوب عملت أو حسنات) 


کتاب ترتیب الأوراد ف الأرقات / الباب الثافي DETR As‏ 


أأمنت البيات من ملك لمو توك ال ا ات 
وقال ابن المىارك: 

إذا ما الليل آظلم كابدوه فيسفر عنهم وهو ركوع 

أطار الخوف نومهم فقاموا وأهل الأمن في الدنيا هجوع 

الثالث: أن يعرف فضل قيام الليل بسماع الآيات والأخبار والآثار حت يستحكم به 
رجاؤه وشوقه إلى ثوابه فيهيجه الشوق لطلب المزيد والرغبة في درجات الجنان» كا 
حکي أن ب بعض الصالحین رجع من غزوته فمهدت امرأته فراشها وجلست تنتظره فدخل 
الملسجد ولم يزل يصلي حتی أصبح» فقالت له زوجته : كنا ننتظطرك مدة فلا قدمت 
صليت إلى الصبح. قال : والله إفي كنت أتفكر في حوراء من حور الجنة طول الليل 
فنسيت الزوجة والمنزل فقمت طول ليلتي شوقاً إليها . 


(أأمنت البيات من ملك لمو توم نال آمساً بيات) 


البيات : ay‏ بعض النسخ زيادة وهي قال 


إذا ما الليل أظام كابدوه فيسفر عنهم وهم ركوع 
أطار الخوف نومهم وقاموا رأهل الأمن في الدنيا هجوع 
( الثالثة: : أن يعرف فضل قيام الليل بساع هذه الآيات ) الدالة ( والاخبار ) الصرية 
( والآثار ) المنبعة ( التي أوردناها ) آنفاً ( حى يستحكم بذلك رجاؤه) في الله تعال ( وشوقه 
إلى ثوابه ) الذي أعده له ( فيهيجه الشوق لطلب المزيد ) من المقامات ( والرغبة في درجات 
الجنان ) والولدان والحور العبنء ( كا أن بعض الصالين رجع عن غزاته ) التي كان 
توجه إليهاء ( فلا كان الليل مهدت امراته فراشها ) اي هیاته وزينت نفسها ( وجلست 
تنتظره) على جاري العادة في قدوم الرجال إلى امنازل» ( فدخل المسجد ) أي مسجد بيته أو 
حلته ( فام يزل يصلي حتى أصبح) وم يلتفت إلى راحة النوم على الفراش » فلا أصبح ( قالت له 
زوجته: يكن لنا فيك حظ ) كا تحتظ النساء بالرجال. ( قال: والله ما ذكرتك) أي ما 
خطرت على بالي» (ولقد كنت أتفكر في حوراء من حور الجنة طول الليلة فنسيت الزوجة 
والمنزل فقمت طول الليلة شوقاً إليها ) إذ طول القيام بالليل من مهور الحور العينء فهذا مقام 
الرجاء. كا أن الخصلة التي قبلها مقام الخوف. وهذا قد رجع من الجهاد الأصغر إلى الجهاد 
الأكبر » وللعارفين في أحوالمم مقامات. 


0٤‏ كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الثاني 


الرابع : وهو أشرف البواعث الحب لله وقوّة الإبيان بأنه في قيامه لا يتكام جرف إلا 
وهو مناج به ربه وهو مطلع عليه مع مشاهدة ما يخطر بقلبه وان تلك الخطرات من الله 
تعالى خطاب معه » فإذا أحب الله تعالى أحب لا محالة الخلوة به وتلذذ بالمناجاة فتحمله 
لذة المناجاة بالحبيب على طول القيام . ولا ينبغي أن تستبعد هذه اللذة إذ يشهد ها العقل 
والنقل . 

فأما العقل » فليعتبر حال المحب الشخص بسبب جاله أو الملك بسبب إنعامه وأمواله 
أنه كيف يتلذذ به في الخلوة ومناجاته حتى لا يأتيه النوم طول ليله. 

فإن قلت : إن الجميل يتلذذ بالنظر إليه وأن الله تعالى لا يرى؟ فاعلم أنه لو كان 
الجميل المحبوب وراء ستر أو كان في بيت مظام لكان المحب يتلذذ بمحاورته المجردة 
دون النظر ودون الطمع في أمر آخر سواه» و کان یتنعم بإظهار حبه عليه وذ کره بلسانه 
بمسمع منه» وإن كان ذلك ايضا معلوما عنده. 


( الرابعة: وهي أشرف البواعث الحب لله عز وجل وقوّة الإيان بأنه في قيامه لا يتكام 
بجرف إلا وهو مناج به ربه عز وجل وهو مطلع عليه مع مشاهدة ما ينطر بقلبه) من 
الإشارات الإهية العارية عن الوساوس ( وأن تلك الخنطرات) التي تمر بقلبه يشاهدها بعين قلبه 
وانہا ( خطاب من الله تعالى معه) وهذا من مقامات الاحياءء ( فإذا أحب الله عز وجل) 
وقوي إيانه وزاد نشاطه بمعرفته ( أحب لا عحالة الخلوة به ) عن خطور خطرات السوى ( وتلذذ 
با مناجاة بالحبيب) في قيامه ( فتحمله لذة المناجاة للحبيب على طول القيام ) واستمرار 
امناجاة. ( ولا ينبغي أن تستبعد هذه اللذة إذا شهد له العقل والنقل ) وني نسخة إذ يشهد 
العقل والنقل. 


( أما العقل: فليعتبر حال المحب لشخص بسبب جاله ) وحسن صورته وكبال خلقه ( أو 
ملك بسبب انعامه ) عليه ( ونواله ) له واحسانه به ( کیف یتلذذ بالخلوة به ومناجاته حق لا 
يأتيه النوم طول ليلته ) ولا يبالي بسهره وما يلقاه من النصب فيه بل ما يمر بخاطره طول الليل . 

( فإن قلت: إن الجميل ) الذي ضربت به المثل للاعتبار إنما ( يتلذذ بالنظر إليه ) فترى 
العين منه منظرآً حسناً فيحول بينها وبين النوم حجاب» ( وأن الله سبحانه لا يرى) في الدنيا 
فكيف التلذذ بمناجاته ؟ ( فاعام أنه لو كان الجميل المحبوب وراء ستر وكان في بيت مظام ) 
مثلاً ( لكان المحب ) له ( يتلذذ بمحاورته ) أي حادثته ( المجردة) عن الرؤية ( دون النظر ) 
إل( ودون الطمع في أمر آخر سوى ذلك) وفي نسخة سواه» ( وكان يتنعم باظهار حبه 
إليه وذكره‌جلسانه بمسمع منه ) وإن م يكن بمرأى» ( وإن كان ذلك أيضاً معلوماً عنده) . 


كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الثاني OO e RSENS‏ 


فان قلت : إنه ينتظر جوابه فيتلذذ E E‏ 
أنه إن کان یعام أنه لا یجیبه ویسکت عنه فقد بقیت بقيت له أيضاً لذة في عرض أحواله عليه 
ورفع سريرته إليه. كيف والموقن يسمع من الله ھال کل ابر على خاطره في أثناء 
مناجاته فيتلذذ به ؟ وكذا الذي يخلو بالملك ويعرض عليه حاجاته في جنح الليل يتلذذ به 
في رجاء انعامه والرجاء في حق الله تعالى أصدق وما عند الله خير وأبقى وأنفع نما عند 
غیره» فکیف لا يتلذذ بعرض الحاجات عليه في الخلوات ؟ 

وأما النقل ؛ فيشهد له أحوال قوَام الليل في تلذذهم بقيام الليل واستقصارهم له كا 
يستقصر المحب ليلة وصال الحبيب حتى قيل لبعضهم: كيف أنت والليل ؟ قال: ما 
راعيته قط ريني وجهه ثم ينصرف وما تأملته بعد . وقال آخر : أنا والليل فرسارهان مرة 
يسبقني إلى الفجر ومرة يقطعني عن الفكر . وقيل لبعضهم : كيف الليل عليك ؟ فقال : 


( فإن قلت: إنه ينتظر جوابه فيتلذذ بسماع جوابه ولیس يسمع كلام الله عز وجل ؟ 
فاعام أنه وإن كان يعام أنه لا يجيبه ويسكت عنه فاللذة باقية له في عرض أحواله) أي 
أثنائها ( و) في ( رفع سريرته ) الباطنة ( إليه . كيف والموقن يسمع من الله عز وجل كل ما 
یرد على خاطره) من الإشارات ( في أُثناء مناجاته ) ومحاورته ( فیتلذذ به» وکذا الذي يخلو 
بالملك ويعرض عليه حاجاته في جنح الليل يتلذذ به في رجاء إنعامه ) وإحسانه ( والرجاء في 
حق الله تعالى صدق ) لا خلف فيه بخلاف الرجاء في الملك ( وما عند الله سبحانه أبقى وأنفع 
ما عند غیره) لوجوه كثيرة. ( فکیف لا یتلذذ بعرض اخاجات عليه في الخلوات ) ؟ فهذه 
شهادة العقل . 

( وأما النقل؛ فتشهد له أحوال قوام اللبل في تلذذهم بقيام الليل واستقصارهم له ) السين 
هنا للوجدان. يقال: استقصره إذا وجده قصیراً أو عه كذلك ( كا يستقصر المحب ليلة 
وصال الحبيب ) أي يجدها قصيرة ويتمنى لو طالت» ومن هنا قول بعضهم سنة الوصل سنة كا 
أن سنة المجر سنة» وهم ثلاثة أصناف : قوم قطعهم الليل فكان هؤلاء المريدون والأوراد والأجزاء 
كابدوا الليل فغلبهم» وقوم قطعوا الليل فكان هؤلاء العاملون الذين صبروا وصابروا الليل 
فغلبوه» وقوم قطع بهم الليل فكان هؤلاء المحبون والعلاء أهل الفكر والمحادثة» وأهل الانس 
والمجالسة» وأهل الذكر والمناجاةء وأهل التخلق والملاقاة نقص الليل عليهم حالم وقصر النعم 
عليهم ليلهم ورفع الحبيب عنهم نومهم وخفف الفهم عليهم قيامهم واذهب مزيد الوصل عنهم مللهم 
وأو صل العتاب بهم سهرهم » ( حقی قيل لبعضهم : کیف أنت والليل: فقال: ما راعیته قط 
يريني وجهه ثم ينصرف وما تأملته ) نقله صاحب القوت. ( وقال آخر ) منهم: ( أنا والليل 
فرسا رهان مرة يسبقن إلى الفجر ومرة يقطعني عن الفكر ) نقله صاحب القوت . والرهان: 


0٦‏ كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الثاني 


ساعة أنا فيها بين حالتين افرح بظلمته إذا جاء واغتم بفجره إذا طلع » ما تم فرحي به 
قط . وقال علي بن بكار : منذ أربعين سنة ما أحزنني شيء سوى طلوع الفجر . وقال 
الفضيل بن عياض : إذا غربت الشمس فرحت بالظلام لخلوتي برلي » وإذا طلعت حزنت 
لدخول الناس علي . وقال أبو سليان : أهل الليل في ليلهم ألذ من أهل اللهو في موهمء 
ولولا الليل ما احببت البقاء في الدنيا» وقال أيضا: لو عوض الله أهل الليل من ثواب 
أعاهم ما يجدونه من اللذة لكان ذلك أكثر من ثواب أعمالمم . وقال بعض العلاء : ليس 
في الدنيا وقت يشبه نعم أهل الجنة إلا ما يجده أهل التملق في قلوبهم بالليل من حلاوة 
امناجاة. وقال بعضهم : لذة المناجاة ليست من الدنيا إنغا هي من الجنة أظهرها الله تعالى 
لأوليائه لا يجدها سواهم. وقال ابن المنكدر : ما بقي من لذات الدنيا إلا ثلاث: قيام 


بالکسر مصدر راهنه بکذا» وتراهنوا أخرج كل واحدمنها رهناً ليفوز السابق بالجميع إذا غلب . 
( وقيل لبعضهم : كيف الليل عليك؟ قال : ساعة أنا فيها بين حالين أفرح بظلمته إذا جاء 
واعتم بفجره إذا طلع ما تم فرحي به قط ) ولا استشفيت فيه قط كذا في القوت . وقيل لاخر 
منهم : كيف الليل عليك ؟ فقال: والله ما أدري كيف انا فيه إلا أني بين نظرة ووقفة يقبل بظلامه 
فأرتدعه ثم يسفر قبل أن أتلبسه وأنشد: 
لإ أستتم عناقهلقدومه حى بداتسليمهلوداع 

وتذاكر قوم قصر الليل عليهم فقال بعضهم: أما أنا فإن الليل يزورني قائ م ينصرف قبل أن 
اخلس: 

( وقال علي بن بكار ) البصري الزاهد نزيل المصيصة ستأتي ترجته قريباً : ( منذ أربعين سنة 
ما أحزنني شيء سوى طلوع الفجر ) نقله صاحب القوت. ( وقال الفضيل بن عياض ) رجه 
اله تعال : ( إذا غربت الشمس فرحت بالظلام لخلوتي بر ) عز وجل (وإذا طلعت 
الشمس حزنت لدخول الناس علي ) كذا في القوت . ( وقال أبو سليان) الداراني رجه الله 
تعای : ( أهل الليل في ليلهم ألذ من أهل اللهو ني مموهمء ولولا الليل ما أحببت البقاء في 
الدنيا) كذا في القوت . ( وقال أيضاً لو عوّض الله سبحانه أهل اللبل من ثواب ب أعبامم ما 
يجدونه ) ني قلوبهم ( من اللذة لكان ذلك أكثر من أعباهم ) كذا في القوت. ( وقال بعض 
العلاء : ليس في الدنيا وقت يشبه نعم أهل الجنة إلا ما يجده أهل التملق في قلوبهم بالليل 
من حلاوة المناجاة) كذا في القوت. ( وقال بعضهم ) : قيام الليل والتملق للحبيب و(لذة 
ا مناجاة) للقريب في الدنيا ( ليست من الدنيا إنما هي من ال جنة أظهرها الله لأوليائه ) في الدنيا 
لا يعرفها إلا هم ( ولا بجدها سواهم ) زو خا لقلوبهم . نقله صاحب القوت بتغيير يسير . 

( وقال ابن المنكدر ) هو محمد بن المنكدر بن عبد الله بن المدير التيمي أبو عبد الله ويقال 


کتاب ترتبب الأوراد ف الأوقات 7 اللاب الثاني ON dosten Resse‏ 


الليل ولقاء الأخوان والصلاة في الجاعة. وقال بعض العارفين: إن الله تعالى ينظر 
بالأسحار إلى قلوب المتيقظين في ملؤها أنواراً فترد الفوائد على قلوبهم فتستنير ثم تنتشر 
من قلوبهم العوافي إلى قلوب الغافلين . وقال بعض العلاء من القدماء : إن الله تعالى اوحى 
إلى بعض الصديقين إن لي عبادا من عبادي احبهم ويحبونني ويشتاقون إلي واشتاق إليهم 
ويذ كرونني وأذكرهم» وينظرون إِليً وأنظر إليهم» فإن حذوت طريقهم أحببتك وإن 
عدلت عنهم مقتك . قال: يا رب وما علامتهم ؟ قال : يراعون الظلال بالنهار کا يراعي 


أبو بكر المدني ذكره ابن سعد في الطبقة الرابعة من أهل المدينة. كان من معادن الصدق إمام 
أمثاله من سادات الفقراء كان لا يالك إذا قرأ الحديث. روى عن أبيه وعائشة وألي هريرة والي 
قتادة وأبي أيوب وجابر» وعنه شعبة ومالك والسفيانان مات سنة :٠١١‏ (ما بقي من لذات 
الدنيا إلا ثلاث: قيام الليلء ولقاء الاخوانء والصلاة ف جاعة ) نقله صاحب القوت . 
وبکی عامر بن عبد الله بن الزبير حين حضرته الوفاة فقيل له في ذلك وقال: والله ما أبكي حبا 
للبقاء» ولكن ذكرت ظأ الهواجر في الصيف وقيام الليل في الشتاء . وقال عتبة الغلام : كابدت 
الليل عشرين سنة ثم تنعمت به عشرين سنة. وقال يوسف بن إسباط : قيام ليلة أسهل علي من عمل 
قفة» و کان يعمل كل يوم عشر قفاف . وقال غيره: ما رأيت أعجب من الليل إن اضطربت تحته 
غلبك وان ثبت له لم يقف. 


( وقال بعض العارفين: إن الله عز وجل ينظر بالأسحار إلى قلوب المنبقظين فيملؤها 
أنواراً فترد الفوائد على قلوبهم فتستنير ثم تنتشر من قلوبهم العوافي إلى قلوب الغافلين ) 
هكذا هو في القوت. 

وقال بعض العلاء : إن الله عز وجل ينظر إلى الجنان عند السحر نظرةء فتشرق وتضيء وتهتز 
وتدنو وتزداد جالاً وحسناً وطيباً ألف ألف ضعف في جميع معانيهاء ثم تقول قد أفلح 
المؤمنون€ فبقول الله سبحانه : هنيئاً لك منازل الملوك. وعزتي وجلالي وعلوي في ارتفاع ماني لا 
يسكنك جبار ولا بخيل ولا متكبر ولا فخورء وينظر سبحانه إلى العرش نظرة فيتسع ألف ألف 
سعة يزاد بكل توسعة ألف ألف عام بالله تعالى كل عام منها لا يعام وسعه إلا الله عز وجل » ثم مهتز 
ی و ی ی ا ا وهم بعدد ما خلق الله عز 
وجل اضعاف جيع ما خلق فيقول العرش ما هو إلا هو. 


( وقال بعض العلاء ) من المتقدمين : ( إن الله عز وجل أوحى إلى بعض الصديقين إن لي 
عباداً من عبادي يحبونني وأحبهمء ويشتاقون إل وأشتاق إليهم» ويذ كرونني وأذكرهم» 
وينظرون إل وأنظر إليهم فإن حذوت ) أي سلكت ( طريقتهم أحببتك» وإن عدلت عنهم 
مقتك ) والمقت اشد الغضب . ( قال :يا رب وما علامتهم ؟ قال : يراعون الظلال ) جع ظل ما 


04۸ كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الثاني 


الراعي غنمه ويجنون إلى غروب الشمس كا تحن الطير إلى أوكارها » فإذا جنهم الليل 
IL e NT‏ 
بكلامي وتلقوا إل بانعامي» فبين صارخ وباك وبين متأوه وشاك بعيني ما يتحملون من 
أجلي وبسمعي ما يشتكون من حيبي . أول ما أعطيهم أقذف من نوري في قلوهم 
فيخبرون عني كا أخبر عنهم . والثانية : لو كانت السموات السبع والأرضون السبع وما 
فيه] في موازينهم لاستقللتها هم » والثالثة : اقبل بوجهي عليهم أفترى من أقبلت بوجهي 
عليه أيعام احد ما أريد أن أعطيه؟ وقال مالك بن دينار رحه الله : إذا قام العبد يتهجد 
من الليل قرب منه الجبار عز وجل وكانوا يرون ما يجدون من الرقة والحلاوة في قلوهم 


نسخته وهو من الطلوع إلى الزوال ( بالنهار ) أي يراعونها لإقامة الأوراد فيه ( كما يراعي 
الراعي ) الشفيق ( غنمه ويجنون) أي ييلون باشتياق ( إلى غروب الشمس كا تحن الطير إلى 
أوكارها ) عند الغروب» ( فإذا جنهم الليل ) أي اره ( والختاط القلام) فر لغري 
وت اام زغلا ز صي جي تصن ل افدامج) آي لن مل ا 
( وافترشوا لي وجوههم ) أي بالسجود ( وناجوني بكلامي وتلقوا لي بانعامي فمن بين 
صارخ وباك وبين متاوّه وشاك ) أي باختلاف أحواهم بين الصريخ عند غلبة الحال» وبين البكاء 
والتضرع والتأوّه والشكاية . وقال أبو سلهان الداراني : أهل الليل على ثلاث طبقات منهم من إذا قرأ 
فتفكر بكى » ومنهم إذا تفكر صاح وراحته في صياحه» ومنهم إذا قرأ فتفكر بہت فام يبك وم 
يصح. قال الراوي قلت له: من أي شيء بهت هذا» ومن أي شيء صاح هذا ؟ فقال لا أقوى على 
التفسير . ( بعيني ما يتحملون من أجلي» وبسمعي ما يشكون من حي . أول ما أعطيهم 
أقذف من نوري في قلوبهم فيخبرون عني كا أخبر عنهم . والثانية: لو كانت السموات 
السع والأرض وما فيها ي موازينهم لاسنقللتها مم . والثالثة: اقبل بوجهي عليهم أفترى 
من أقبلت بوجهي عليه أيعام أحد ما أريد أن أعطيه ) ؟ هكذا ساقه صاحب القوت بطوله. 
ونقله أيضاً صاحب العوارف وزاد : فالصادق المريد إذا خلا في ليلة بمناجاة ربه انتشرت أُنوار 
ليله على جميع أجزاء نہاره» ويصير نہاره في حاية ليله وذلك لامتلاء قلبه بالأنوار فتکون حر کاته 
وتصاريفه بالنهار تصدر من منبع الأنوار المجتمعة من الليل» ويصير قالبه في فئة من فئات الحق 
مسددة حر کاته موفرة سکناته . 


( وقال مالك بن دينار) أبو يحي البصري رحه الله تعاى: ( إذا قام العبد يتهجد من 


الليل ) ورتّل القرآن كا أمر ( قرب منه الجبار عز وجل ) كذا في القوت إلا أنه قال: قرب 
الجبار منه. ( قال ) مالك ( وكانوا يرون) أن ( ما يجدون في قلوبہم من الرقة واخلاوة) 


كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الثاني e a‏ 


Cs 
3 
2 
Cs, 


ت ا ا . وهذا له سر وتحقيق سيأ 


وفي الأخبار عن الله عز وجل : « أي عبدي أنا الله الذي اقتربت من قلبك وبالغيب 
رأيت نوري » وشكا بعض المريدين إلى أستاذه طول سهر الليل وطلب حيلة يجلب بها 
النوم فقال أستاذه: يا بني إن لله نفحات ف الليل والنهار تصيب القلوب المتيقظة و تخطىء 
القلوب النائمة فتعرض لتلك النفحات فقال: يا سيدي؛ تركتني لا أنام بالليل ولا 
بالنهار واعام ان هذه النفحات بالليل أرجى لا في قيام الليل من صفاء القلب واندفاع 
الشواغل . وفي الخبر الصحيح عن جابر بن عبدالله عن رسول الله بر أنه قال : « إن من 
الليل ساعة لا يوافقها عبد مسام يسأل الله تعالى خياً إلا أعطاه إياه »» وفي رواية أخرى : 
« يسأل الله خيرأً من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه وذلك كل ليلة» ومطلوب 


والفتوح ( والأنوار من قرب الرب عز وجل من القلب) كذا في القوت ( وهذا له سر 
وتحقيق ستأتي الإشارة إليه في كتاب المحبة) إن شاء الله تعالى. 


( وفي الاخبار يقول الله تعالى : « أي عبدي أنا الله الذي اقتربت لقلبك وبالغيب رأيت 
نوري» ) هکذا هو في القوت. 


وقال أبو نعم في الحلية : حدثنا أبو بكر بن مالك» حدثنا عبد الله بن أحمد» حدثنا هارون بن 
عبد الله وعلي بن مسام قالا : حدثنا سيار » حدثنا جعفر قال : سمعت مالكاً يعني ابن دینار يقول 
١‏ قرأت في التوراة چ فن ی ی یا الله الذي اقتربت بقلبك 
وبالغبب رأيت نوري » قال مالك يعني ت تلك الرقة وتلك الفتوح التي يفتح الله لك منهم. 


( وشكا بعض المريدين إلى أستاذه طول سهر الليل ) وأن السهر قد أضرَ به ( وطلب 
حيلة يجتلب بها النوم فقال استاذه: يا بني إن لله نفحات في الليل والنهار تصيب القلوب 
المتيقظة وتخطىء القلوب النائمة فتعرض لتلك النفحات ) ففيها الخيرة . ( فقال؛ يا أستاذ 
تر كتني لا أنام بالليل ولا بالنهار ) نقله صاحب القوت» ( واعا أن هذه النفحات بالليل أرجى 
لا في قيام الليل من صفاء القلب وانفراده واندفاع الشواغل ) وترك الخلطة. 

( وفي الخبر الصحيح عن جابر بن عبد الله ) الأنصاري رضي الله عنها » ( عن الني مله 


إنه قال: « إن من الليل ساعة لا يوافقها عبد مسام يسأل الله عز وجل خيراً إلا أعطاه إياه 
وذلك كل ليلة» ) رواه مسلم وقد تقدم هذا الحديث قريباً . ( ومطلوب القائمين ) بالليل ( تلك 


00° کاب تریب الأوراد ق الارقات :الاب الاف 


القالمين تلك الساعة وهي مبهمة في جلة الليل كليلة القدر في شهر رمضان» وكساعة يوم 
الجمعة وهي ساعة النفحات المذ كورة والته أعلم. 
بيان طرق القسمة لأجزاء الليل : 

اعام أن إحياء الليل من حيث المقدار له سبع مراتب . 

الأولى : إحياء كل الليل وهذا شأن الأقوياء الذين تجردوا لعبادة الله تعالى وتلذذوا 
بمناجاته وصار ذلك غذاء هم وحياة لقلوبهم» فام يتعبوا بطول القيام وردواالمنام إلى 
النهار في وقت اشتغال الناس» وقد كان ذلك طريق جاعة من السلف كانوا يصلون 
الصبح بوضوء العشاء . حكى أبو طالب المكي أن ذلك حكي على سبيل التواتر والاشتهار 


عن أربعين من التابعين» وكان فيهم من واظب عليه أربعين سنة» قال: منهم سعيد بن 


الساعة وهي مبهمة ) غب معينة ( في جيع الليل كليلة القدر في رمضان) كله ( وكساعة يوم 
الجمعة) وقد تقدم الكلام في كل منها في مواضعها من هذا الكتاب» ( وهي ساعة النفحات 
المذ كورة) . 

وروى أبو نعم في الحلية من طريق زيد بن أسام قال قال أبو الدرداء رضي الله عنه « التمسوا 
الخبر دهرک كله وتعرضوا لنفحات رحة الله تعالی فإن لله نفحات من رحته یصیب بہا من يشاء 
من عىاده». 
بيان طرق القسمة لأجزاء الليل: 

(أعام أن إحياء الليل من حيث المقدار له سبع مراتب). 

(المرتبة الأولى: إحياء كل الليل ) بالصلاة والتلاوة والأذكار وغيرها من أنواع العبادات» 
( وهذا شأن الأقوياء الذين تجردوا لعبادة الله تعالى ) فلا شغل م سواها ( وتلذذوا 
بمناجاته ) في تلاوتم ( وصار ذلك غذاء هم ) أي بنزلة الغذاء الذي لا يستغنى عنه ( وحياة 
لقلوبهم ) وتنويراً اء ( فام يتعبوا بطول القيام وردوا المنام إلى النهار في وقت اشتغال 
الناس) بالكسب في أسواقهم» وني نسخة بأمور الدنيا. ( وقد كان ذلك طريق جاعة من 
السلف ) الصالحين ( كانوا يصلون الصبح بوضوء العشاء ) الآخرة. 

( حكى ) الإمام ( أبو طالب المكي ) في كتابه قوت القلوب : ( أن ذلك حکي عل سببل 
الاشتهار عن أربعين من التابعين› وكان منهم من راظب على ذلك أربعين سنة) . ولفظ 
القوت : ومن اشتهر باحياء اللبل كله وصلاة الغداة بوضرء العشاء الأ-غه ة أربعين سنة» حتى نقل 
ذلك عنه أربعون من التابعن ( قال : منهم سعيد بن المسيب : وصصوان بن سلم المدنيان ) أما 
سعيد بن المسيب. فهو الإمام أبو مد سعيد بن المسيب , . حزن بن أي وهب بن عمرو بن عائذ 


كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الثاني e‏ 


الملسب» وصفوان بن سليم -المدنيان- وفضیل بن عياض » ووهيب بن الورد -المكيان- 
وطاوس» ووهب بن منبه -الهانيان- والربيع بن خيم » والحكم -الكوفيان- وأبو سلهان 


بن عمران بن مخزوم القرشي المخزومي سيد التابعين» ولد لسنتين مضتا لخلافة عمر » وكان أعام 
أهل المدينة بالحلال والحرام فقيهاً متأهلاً ثقة من أهل الخير » صلى الفجر بوضوء العشاء أربعين 
نة مات سنة ربع وتسعين وهو ابن خمس وسبعين سنة. روى له الجاعة. 

وأما صفوان بن سل » فهو أبو عبد الله » وقيل : أبو الحرث القرشي الزهري الفقيه » وأبوه سلم 
مولى حيد بن عبد الرحمن بن عوف . قال ابن سعد : ثقة كثير الحديث عابد . وقال يحي بن سعيد : 
هو رجل يستسقي بحديثه وينزل المطر من السماء بذكره» وعنه أيضاً ثقة من خيار عباد الله 
الصالحين . وقال مالك بن أنس : كان يصلي في الشتاء وني الصيف في بطن البيت ينتفض بالحر والبرد 
حتی یصبح ثم یقول: هذا الجهد من صفوان وأنت أعلمء وأنه لزم رجلاه حى يعود كالسقط من 
قيام الليل وتظهر فيه عروق خضر . وقال عبد العزيز بن أهي حازم عادلني صفوان إلى مكة فا 
وضع جنبه بالأرض ححتى يلقى الله عز وجل» فكنت على ذلك أكثر من ثلاثين عاماً» ومن طريق 
غيره أربعين سنة » فلها حضرته الوفاة واشتد به النزع وهو جالس فقالت ابنته : يا أبت لو وضعت 
جنبك على الأرض . فقال: يا بنية إذا ما وفيت لله عز وجل بالنذر والحلف فمات وانه لجالس سنة 


إئنين وثلائين ومائة» روی له الجاعة. 


( وفضيل بن عياض» ووهيب بن الوردالمكيّان ) أما فضيل ؛ فهو أبو علي فضيل بن عياض 
ابن مسعود بن بشر التميمي اليربوعي » ولد بسمرقند ونشأ بابيورد وكتب الحديث بالكوفة وتحول 
إلى مكة فسكنها ومات بها . قال أبو حاتم : صدوق . وقال النسائي : ثقة صالح مأمون. وعن ابن 
امبارك: ما بقي في الحجاز أحد من الأبدال إلا فضيل بن عياض وعلي ابنه وعلي مقدم على أبيه في 
الخوف. وقال بشر بن الحرث : عشرة ممن كانوا يأكلون الحلال فذ كر فيهم فضيل بن عياض وابنه 
علي » وكان ممن صلى الفجر بوضوء العشاء أربعين سنة. توفي بمكة سنة سبع ونمانين ومائة» روى له 
الجماعة إلا ابن ماجه. 

وأما وهيب بن الورد» فهو أبو عثان المكي مولى بني مخزوم تقدمت ترجته في آخر كتاب 
الصلاة» و كان ممن صلى الصبح بوضوء العشاء أربعين سنة. مات سنة ثلاث وخسين ومائة. روى 
له مسلم» وأبو داود» والترمذي» والنسائي. 

( والربيع بن خيم» والحكم الكوفيان ) . أما الربيع ؛ فهو أبو زيد الربيع بن خيم بن عائذ بن 
عبد الله بن موهبة الثوري الكوفي من كبار التابعين تقدمت ترجته في كتاب تلاوة القرآن و كان من 
اللخبتين. قال ابن سعد: توفي في ولاية عبيدالله ابن زياد. روى له الجاعة إلا أبا داود. 

وأما الحكمء فهو أبو عبد الله الحكم بن عتيبة الكندي الكوفي مولى امرأة من كندة» كان 


00۲ کک کاب رتیت ,الاوراد في الأوقات / الباب الثاني 


الداراني» وعلي بن ¿ بکار -الشامبان- واو عبدالله الخواص› وأبو عاصم -العباديان - 
وحبيب أبو محمد وأبو جابر السلاني -الفارسيان- ومالك بن دينار » وسلمان التيمي 
ويزيد الرقاشي» وحبيب بن أي ثابت» ويحيى البكاء -البصريون- وكهمس بن المنهال 


من أثبت أصحاب إبراهم النخعي ثقة عابد زاهد ثبت في الحديث. ولد سنة خسين ومات سنة 
ثلاث عشرة ومائة. روى له الجاعة. 

( وأبو سلمان الداراني» وعلي بن بکار الشاميان ) . أا أبو سلهان» فهو أحجد بن عد 
الر من بن عطية من آهل داريا ترجه صاحب الحلية والرسالة والذهي في التاريخ » و كان من الورع 
والعبادة بمكان. 

وأما علي بن بكار : فهو البصري الزاهد نزيل المصيصة من غور الشام. روى عن ابن عوف 
وحسين المعام والطبقة » وكان صاحب كرامات وتاله. مات سنة سبع وعشرين . روي له النسائي 

( وأبو عبد الله اخراص وأبو عاصم العباديان) . أا ابو عبد الله الخواص. 


وأما ابو عاصم » فهو عبيد الله وقيل عبد الله بن عبد الله . روی عن أبان وابن جدعان» وعنه 
ابن المديني وإسحاق . قال ابن معين وغيره: صالح الحديث روى له ابن ماجه. وعبادان جزيرة في 
بحر فارس تقدم ذکرها في آخر كتاب الحج. 


( وحبيب أبو ممد» وأبو جابر السلاني الفارسيان ) أما حبيب» فهو أبو مد العجمي من 
ساكني البصرة. صاحب الكرامات جاب الدعوات ترجه أبو نعي في الحلية. وأخرج من طريق 
السري بن يحي قال: كان أبو مد يرى بالبصرة يوم التروية» ويرى بعرفة عشية عرفة . قيل : إنه 
أسند عن الحسن وابن سيرين وهو وهم من قائله» فإن حبيباً الذي أسند عنها هو حبيب المعلم» 
وأما أبو جابر السلاني . 


( ومالك بن دينار» وسليان التيمي»› ويزيد الرقاشي» وحبيب بن أي ثابت» وجي 
البكاء البصريون ) . أما مالك بن دينار : فهو أبو يحي الناجي السامي البصري الزاهد» مولى 
امرأة من بني ناجية بن سامة بن لؤي» وكان أبوه من سبي سجستان. وقيل: من كابل. قال 
الشعاي: ثقة. وذكره ابن حبان في كتاب المصاحف» وكان يكتب المصاحف بالأجرة ويتقوّت 
بأجرته » وکان يحانب الاباحات جهده. ولا يأكل شيا من الطيبات» وكان من المتعبدة الصبر 
والمتقشفة الخشن : له ترججمة طويلة ف الحلية. مات سنة ثلاث وعشرين ومائة. 


وأما سلهان التيمي ؛ فهو أبو المعتمر سلهان بن طرخان التيمي تقدمت ترجته في كتاب 
الدعوات . 


كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الثاني Ee a‏ 


وكان يختم في الشهر تسعين ختمة وما لم يفهمه رجع وقرأه مرة أخرى» وأيضاً من أهل 
الدة ات حازم» ومد بن المنكدر في جماعة يكثر عددهم. 


المرتبة الثانية: أن يقوم نصف الليل وهذا لا ينحصر عدد المواظبين عليه من 


وأما يزيد الرقاشي ؛ فهو يزيد بن أبان القاص العابد . روى عن أنس والحسن» وعنه صالح 
المري. وحاد بن سلمة. روى له الترمذي» وابن ماجه. 

وأما حبيب بن أي ثابت. فهكذا هو في القوت. وتبعه المصنف. والذي يظهر أنه وهم من 
النساخ » فان حبیب بن الي ثابت کوني وهو قد ساقه في عداد البصريين . قال العجلي : تابعي ثقة 
كان يفتي بالكوفة قبل حاد بن أبي سلهانء وأما حبيب ابن أي حبيب فإنه بصري ثقة . روی له 
وای وای ¿ ماجه» ومن أهل البصرة من يسمى بهذا الاسم حبيب بن الشهيد الأزدي أبو 
محمد تابعي أدرك أبا الطفيل » وحبيب المعام أبو مد البصري مولى معقل بن يسار . روى له الجاعة. 


وأما حى البكاء فهو يحي بن مسلمة» ويقال ابن أبي خليد تابعي بصري. روى عن ابن عمر 


( وكهمس بن المنهال ) السدوسي أبو عثان البصري اللؤلؤي محله الصدق» وذكره ابن حبان 
في كتاب الثقات . قال صاحب القوت : ( وكان يختم في الشهر تسعين ختمة وما ) يفهمه رجع 
وقرأه مرة أخرى) روی له البخاري حدیغاً واحداً مقروناً بغبره . 


( وأيضاً من أهل المدينة أبو حازم) سلمة بن دينار الأعرج الأفرز القاص الزاهد الحكم 
مول بني شجيع من بني ليٿ بن بكر . روی عن سهل بن سعد الساعدې وهو راویه . قال أحد: ثقة 
م یکن في زمانه مثله» وله ترجمة في الحلية مطولة. مات سنة أربع وأربعين ومائة. 


( ومد بن المنكدر) بن المدير أبو بكر المدني تقدمت ترجته قريباً ( في جاعة يكثر 
عددهم ) . هؤلاء المشهورون منهم . کذا قاله صاحب القوت» وتبعه المصنف» ونقل صاحب 
العوارف مثل ذلك مختصراً وأحاله على القوت» ومن كان يحي الليل كله الإمام أبو حنيفة رضي 
ا.» عنه وقد تقدم ذلك للمصنف قريباً » و كان ينبغي عداده في الكوفيين فهو أفضلهم وأورعهم» 
ومنهم ابو عبد الله الحرث بن يعقوب بن ثعلبة المصري مولى قيس بن سعد بن عبادة. قال ابن 
معين : ثقة. وقال النسائى : ليس به بأس. وقال موسى بن ربيعة: كان الحرث من العباد قانتاً لله 
وكان إذا انصرف من صلاة عشاء الآخرة يدخل بيته فيصلي ركعتين ويجاء بعشائه فيوضع عنده 
فهو ينظر إليه فيقول : أصلي أيضاً ر كعتين » فإذا فرغ من الركعتين يقول: أصلي أيضاً ر كعتين فلا 
یزال یصلي ر کعتین حتی یصبح فیکون عشاؤه وسحوره واحداً. روی له مسام والترمذي والنسائي. 

( المرتبة الثانية: أن يقوم نصف الليل» وهذا لا ينحصر عدد المواظبين عليه من السلف 


004 كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الثاني 


السلف» وأحسن طريق فيه أن ينام الثلث الأول من الليل والسّدس الأخير منه حقى يقع 
قيامه في جوف الليل ووسطه فهو اللأفضل . 

المرتبة الثالثة : أن يقوم ثلث الليل فينبغي أن ينام النصف الأول والسّدس الأخير ء 
وبالجملة نوم آخر الليل حبوب لأنه يذهب النعاس بالغداة» وكانوا يكرهون ذلك . 
ويقلل صفرة الوجه والشهرة به » فلو قام اكثر الليل ونام سحرا قلت صفرة وجهه وقل 
نعاسه . وقالت عائشة رضى الله عنها : « كان رسول الله بيه إذا أوتر من آخر الليل فإن 
كانت له حاجة إلى أهله دنا منهن وإلا اضطجع في مصلاه حتى يأتيه بلال فيؤذنه 


وأحسن طريقق فيه أن ينام الثلث الأرّل من الليل ) أي بعد العشاء الآخرة إلى أن يكمل أربع 
ساعات منه ( و) ينام ( السدس الأخير منه) وهو قبل الفجر بنحو ساعة ونصف ( حتى يقع 
قيامه في جوف الليل ووسطه ) خو أربع ساعات ( فهو الأفضل ) وهذا الاعتبار في ليالي 
الشتاء ء وأما في الليالي القصيرة فيقع قيامه في وسط الليل نحو ساعتين فقط» وقد أشار إلى هذا 
المرتبة صاحب القوت فقال : فإن أحب المريد نام ثلث الليل الأول وقام نصفه ونام سدسه الآخر. 
(المرتبة الثالثة: أن يقوم ثلث الليل فينبغي أن ينام النصف الأول والسدس الآخر) 
وأشار إليه صاحب القوت بقوله وان أراد نام نصف الليل وقام ثلثه ونام سدسه» ( وبال جملة نوم 
آخر الليل حبوب ) وفي نسخة: مستحب ( لأنه يذهب النعاس ) وهو النوم القليل وهي ريح 
لطيفة تاي من" قبل الدماغ تغطي على العين ولا يصل إلى القلب» فإذا وصل إليه كان نوما 
( بالغداة ) أي الصبح قبل طلوع الشمس وبعده» ( وكانوا يكرهون) ذلك أي النعماس 
بالغداة. ( ويقلل صفرة الوجه ) فإنه إذا م يأخذ الراحة قبل الفجر فترت الأعضاء وغلب الكسل 
فإن غالبه ولم ييكنه من نفسه أورث صفرة اللون في الوجه وفي سائر البدن ( والشهرة به » فلو قام 
أكثر الليل ونام سحراً) أي في وقت السحر وهو السدس الأخير من الليل ( قلت صفرة وجهه 
وقل نعاسه ) ونشطت الأعضاء وتنبهت القوّة. 

ولفظ القوت: ونوم آخر الليل مستحب لعنيين . أحدها : أنه يذهب بالنعاس بالغدوات وقد 
كانوا يكرهون النعاس بالغداة ويأمرون الناعس بعد صلاة الصبح بالنوم والمعنى الثاني : أنه يقل 
صفرة الوجه فلو قام العبد أكثر الليل ونام سحرا أذهب نعاسه بالغداة وقلت صفرة وجهه» ولو 
نام أكثر الليل وسهر من السحر جلب عليه النعاس بالغداة وصفرة الوجه» فليتق العبد ذلك فإنه 
باب غامض من الشهرة والشهوة الخفية به » وليقل شرب الماء بالليل فقد يكون منه الصفرة سما اخر 
الليل وبعد الانتباه من النوم اه. 

( قالت عائشة رضى الله عنها: « كان رسول الله َه إذا أوتر من آخر الليل فإن كانت 
له حاجة إلى أهله دنا منهن ) يعني الجاع ( وإلا اضطجع في مصلاه ) أي موضعه الذي ينام فيه 
( ویصلي حتی یأتیه بلال) المؤذن رضي الله عنه (فيؤذنه) أي يعلمه ( بالصلاة» ) . 


كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الثاني SEA.‏ 00 


للصلاة » وقالت أيضا رضي الله عنها : « ما ألفيته بعد السحر إلا نائ » حتى قال بعض 
السلف : هذه الضجعة قبل الصبح سنةء منهم أبو هريرة رضي الله عنه. وكان نوم هذا 
الوقت سباً للمكاشفة والمشاهدة من وراء حجب الغيب» وذلك لأرباب القلوب وفيه 
استراحة تعين على الورد الأول من اوراد النهار » وقيام ثلث الليل من النصف الأخير › 
ونوم السدس الأخير قیام داود . 


قال العراقي : رواه مسام من حديث عائشة : « كان ينام أول اليل ويحيی آخره ثم إن کانت له 
حاجة إلى أهله قضى حاجته ثم ينام ». وقال النسائي : « فإذا كان من السحر أوتر ثم أتى فراشه فإذا 
كانت له حاجة ألم بأهله ». ولأبي داود « كان إذا قضى صلاته من آخر الليل نظر فإن كنت 
مستيقظة حدثني وإن كنت نائمة أبقظني وصلى الركعتين ثم اضطجع حتى يأتيه المؤذن فيؤذنه 
بصلاة الصبح فيصلي ركعتين خفيفتين ثم يخرج إلى الصلاة » وهو متفق عليه بلفظ : « كان إذا صلى 
فإن كنت مستيقظة حدثني وإلا اضطجع حتى يؤذن بالصلاة». وقال مسام: « إذا صلى ركعتي 


الفجر ». 
( وقالت عائشة رضي الله عنها: « ما ألفيته بعد السحر الأعلى إلا نائ » ) تعني رسول الله 
ر كذا في القوت. 


قال العراقي : متفق عليه بلفظ : « ما ألفي رسول الله بل السحر الأعلى في بيتي إلا نائاً » م 
يقل البخاري «الأعلى » وقال ابن ماجه  :‏ ما كنت ألفي أو ألقى النبي مه من آخر الليل إلا 
وهو نائم عندي » اد. 

وني القوت : وفي الخبر الآخر : « كان رسول الله مه إذا أوتر من آخر الليل اضطجع على شقه 
الأين ضجعة حتى يأتيه بلال فيخرج معه إلى الصلاة» فقد كانوا يستحبون هذه بعد الوتر قبل 
صلاة الصبح» ( حتى قال بعض السلف: هذه الضجعة قبل الصبح) وبعد الوتر ( سنة منهم 
أبو هريرة) رضي الله عنه كذا في القوت. 

( وكان نوم هذا الوقت ) من آخر الليل وني الثلث الأخير مزيد لأهل الحضور و( سبباً 
للمكاشفة ) مم عن الملكوت ( والمشاهدة) واستاع العلوم من الجبروت ( من وراء حجب 
الغيب وذلك لأرباب القلوب ) الصافية الواعية ( وفيه ) سكن و( استراحة تعين ) العمال وأهل 
الجاهدة ( على الورد الأول من أوراد النهار ) » ولذلك حظرت بعد طلوع الفجر وبعد صلاة 
العصر ليستريح عال الله سبحانه وأهل أوراد الليل والنهار فيهاء والنوم من آخر الليل هو نقصان 
لأهل السهو والغفلة من حيث كان فريداً لأهل الشهود واليقظة لأنه آخر خدمة أولئك ففيه 
راحتهم وهو تطاول النوم والغفلة بجؤلاء فهو نقصهم . ( وقيام ثلث الليل من النصف الأخير› 
ونوم السدس الأخير قيام داود عليه السلام ) . قال صاحب القوت : وقد روي أنه من أفضل 
القيام جاء ذلك في روایتين . 


۵0٦‏ كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الثاني 


المرتبة الرابعة: أن يقوم سدس الليل أو خمسه وأفضله أن يكون في النصف الأخير 
وقبل السدس الأخير منه. 

المرتبة الخامسة : أن لا يراعي التقدير » فإن ذلك إنما يتيسر لنبي يوحى إليه أو لمن 
یعرف منازل القمر ویوکل به من یراقبه ویواظبه ویوقظهء ثم رما یضطرب ف لیالي 
الغم » ولكنه يقوم من أول الليل إلى أن يغلبه النوم » فإذا انتبه قام فإذا غلبه النوم عاد إلى 
النوم فيكون له في الليل نومتان وقومتان وهو من مكابدة الليل ء وأشد الأعمال وأفضلها . 
وقد كان هذا من أخلاق رسول الله به وهو طريقة ابن عمر وأولي العزم من الصحابة 


(المرتبة الرابعة: أن يقوم سدس الليل أو خسه وأفضل ذلك أن يكون ني النصف 
الأخير ) منه ( وقبل السدس الأخير منه ) أشار إليه صاحب القوت بقوله: ولا يدع العبد أن 
يقوم مقدار خس الليل أو سدسه» وهو ورد من أوراد الليل » أو وردان على اختلافها في الطول 
والقصر متفرقاً كان قيامه أو متصلاً . وأي ورد أحياه من الليل بأي نوع من الأذكار فقد دخل في 
أهل البلد وله معهم نصيب. 

( المرتبة الخامسة: أن لا يراعي التقدير )فلا يكون قيامه ونومه موزوناً عدلاً ( فإن ذلك 
إا يتيسر لني )بقلب دائم اليقظة و( يوحى إليه )من الله سبحانه » ولا يسلك هذا الطريق إلا 
بأسباب هي زادك لأن كل طريق يقطع بزاد مثله » فمن أراد أخذ من زاده هكذا ذکره صاحب 
القوت» وأتبعه بذ كر الأسباب الثانية التي ذكرها المصنف آنفاً . م قال : فهذه رياضة المريد إلى أن 
يألف القيام فيتجافى جنبه حينئذ لما في قلبه من الخوف والرجاء الذي قد استكن فيه » وقد اقتصر 
صاحب القوت على أن مراعاة التقدير يتيسر لنبي بوحي» وزاد المصنف فقال: ( أو لمن يعرف 
منازل القمر )الثانية والعشرين وكيفية حلول القمر فيها» ومتى يحل وك كث ومتى يرتحل معرفة 
جيدة بكثرة الملازمة والتجربة» ( ويوكل به )مع ذلك ( من يراقبه ويوقظهء ثم )هذا فيه ما فيه 
من التعب المفضي إلى اختلال أمور كثيرة فإنه ( رما يضطرب ذلك في ليالي الغم )فيحول بينه 
وبين رؤيته للمنازل ( ولكنه يقوم من أول الليل إلى أن يغلبه النوم فينام» فإذا انتبه قام 
فإذا غلبه النوم عاد إلى النوم) مم يقوم آخر الليل ( فيكون له لي اليل نومتان وقومتان وهر 
من مكابدة الليل وهو من أشد الأعال وأفضلها ) وهذه طريقة أهل الحضور واليقظة وأهل 
الأفكار والتذكرة. ( وقد كان هذا من أخلاق رسول الله ّل ) » ففى الخبر : ما كنت تريد أن 
تری رسول الله بے قائ إلا رأیته» ولا كنت تريد أن تراه نائاً إلا رأيته. 

قال العراقي : روى أبو داود والترمذي وصححه وابن ماجه من حديث أم سلمة : « كان يصلي 
وينام قدر ما صلى ثم يصلي قدر ما نام ثم ينام قدر ما صلى حتى يصبح ». وللبخاري من حديث 
ابن عباس : « صلى العشاء ثم جاء فصلى أربع ر كعات ثم نام ثم قام وفيه فصلى خس ر كعات ثم صلى 
ر کعتین ثم نام حت سمعت غطيطه » الحديث اه. 


كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الثاني DOVE aes‏ 


وجاعة من التابعين رضي ا وكان بعض السلف يقول: هي أول نومة فإاذا 
انتبهت ثم عدت إلى النوم فلا أنام الله لي عيناً فأما قیام رسول الله لل من حیث 
المقدار فام يكن على ترتيب واحد بل ربا كان يقوم نصف الليل أو ثلثيه أو سدسه 
يختلف ذلك في الليالي » ودل عليه قوله تعالى في الموضعين من سورة المزمل ® إن ربك يعم 
أك تقوم أدنى من ثلشي الليل ونصفه وثلثه©) [المزمَل : ٠١‏ ] فأدنى من ثلثي الليل 
کأنه نصفه ونصف سدسه فإن کسر قوله  :‏ ونصفه وثلثه) کان نصف الثلثین وثلثه 
فيقرب من الثلث والربع وإن نصب كان نصف الليل وقالت عائشة رضي الله عنها : كان 
عو يقوم إذا سمع الصارخ - يعني الديك - وهذا يكون السّدس فا دونه. وروی غير 


a NES E 
فیرقد مثل ما صلی » ثم إنه يستيقظ من نومه ذلك فيصلي مثل ما نام وصلاته تلك الأخيرة تكون‎ 
.» الى الصبح‎ 

( وهي طريقة ابن عمر) ولفظ القوت: وكان هذا مذهب ابن عمر ( رضي الله عنها 
وأولي العزم من الصحابة) في قيام الليل جا ن لای رر ا تیان 
( وكان بعض السلف يقول : هي أول نومة فإن انتبهت ثم عدت إلى النوم فلا نام الله عيني ) 
نقله صاحب القوت بلفظ : دم عدت إلى نومة آخرى» ونقل صاحب العوارف مثله وزاد قال: 
وحکی لي بعض الفقراء عن شيخ له أنه کان يأمر الأصحاب بنومة واحدة بالليل وأكلة 
بالنهار لليوم والليلة» ( فأما قیام رسول الله له من حيث المقدار فام يكن على تر 
واحد» بل ربجا كان يقوم نصف الليل أو ثلثه أو سدسه) وفي بعض النسخ a‏ 
أو ثلثه ( مختلف ذلك في الليالي). 

قال العراقي : رواه الشيخان من حديث ابن عباس : فقام رسول الله بث حتى انتصف الليل أو 
قبله بقلیل أو بعده بقليل استيقظ » الحديث . وفي رواية للبخاري : « فلا كان ثلث الليل الآخر 
قعد فنظر إلى السماء » الحديث. ولأبي داودء « حتى إذا ذهب ثلث الليل أو نصفه استبقظ » 
الحديث. ولسام من حديث عائشة: « فيبعثه الله ما شاء أن يبعثه من الليل ». 

( یدل عل لل ر ا جر ول ل الزن من رة لرل ان ر ا ا 
تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه ) . ولفظ القوت : وقد كان رسول الله مل يقوم ليلة 
نصف الليل وليلة ثلثه وليلة ثلثيه وذلك مذ كور في أول الآيتين من قيام الليلفي سورةالمزمل . وقد 
كان بر يقوم ليلة نصف الليل ونصف سدسه معه» ويقوم ليلة ربعه» ويقوم ليلة سدس الليل 
حسب» وذلك مذكور في أخرى الآيتين من قيام الليل اه. 

( فأدنی من ثلثي اللیل کأنه نصفه ونصف سدسه فان کسر قوله: < ونصفه وثلثه) 
كان نصف الثلثين وثلثه فيقرب من الثلث والربعء وإن نصب كان نصف الليل وثلثه) . 


00۸ كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الثافي 


واحد أنه قال : : ١‏ راعيت صلاة رسول الله ع في السفر ليلا فنام بعد العشاء زماناً م 
SS‏ 
المیعاد € [ آل عمران: ۱۹٤-۱۹۱‏ ] ثم استل من فراشه سوا كا فاستاك به وتوضأً وصلى 
ما قال اول مرة وفعل ما فعل اول مرة». 
ولفظ القوت : وهذا على قراءة من کسر ونصفه وثلثه فآما من نصب فقال ونصفه وثلثه فإنه يعني 
يقوم النصف من نصف السدس والنصف وحده والثلث وحده» وهو الذي ذكرناه من الأية 
الأول . وقد جاء في التفسير نحو هذاء وهو به مفترض عليه صلاة الليل فالآية الأولى أمره بقيام 
اللبل فيهاء والأخرى عنه بقيامه كيف هو فالأجود أن يكون ما أخبر عنه مواطئاً لما أمر به فالذي 
أمره به أن قال: لقم الليل 4 م اي لعل روا إلا قلیلا) م فسر أمره وقال: 
نصفه أو أنقص € من النصف قليلاً يعني والله سبحانه وتعالى أعلم أنقص نصف السدس أو ثلث 
النصف هذان أقل أسماء النقصان عند العرب ثم قال: أو زد عليه نصفب سدس الليل لأنه 
أخبر عنه في الآية الأخرى بأقل من الثلشين » فقال عز وجل : 8 إن ربك يعم أنك تقوم أدنى من 
ثلثي الليل ‏ يكون هذا نصف ونصف سدس وهو أقل التسمية عندهم» ثم قال : ونصفه أي ويعام 
أنك تقوم أيضاً نصفه وثلثه . أي : وتقوم ثلثه . فهذه الأخبار أشبه لوطء الأمر من قراءة من كسر 
فقال ونصفه وثلثه یرید ویقوم أدنی من نصفه وهو الربع أو الثلث» وأدنى من ثلثه وهو السدس أو 
نصف السدس . 

( وقد قالت عائشة رضي الله عنها: « كان رسول الله ي يقوم) من الليل ( إذا سمع 
الصارخ » ) قال العراقي: متفق عليه. 

قلت : ورواه كذلك أحد وأبو داود والنسائي. ( أي الديك ) وإنغا سمي به لكونه كثير 
الصياح ليلاً . قال الطيي : إذا في الحديث لمجرد الظرف. ( وهذا يكون السدس فا دونه) . 
ولفظ القوت: هذا يكون من السحر فكان هذا يكون سدس الليل أو نصف سدسه اه. 

وقال ابن ناصر : أول ما يصبح الديك نصف الليل غالباً وقالٴ ابن بطال : ثلثه » ثم قال صاحب 
القوت: وهذا أيضاً فيه رخصة وسعة لقوام الليلء قلنا ذلك تقريباً لا تحديدا والله سبحانه وتعالى 
العام الحکےء والنصب اختيارنا في القراءة على معنى كثرة القيام ولمواطأة الخبر عنه للأمر. 

( وروي عن بعض الصحابة ) كذا و وفي نسخة العراقي : وروى غير واحد من 
الصحابة » ووقع في بعض النسخ وروى واقد وأخاله تصحيفا ( أنه قال راعیت صلاة رسول 
الله ّث ليلا فنام بعد العشاء زماناء ثم استيقظ فنظر في الأفق فقال : < ربنا ما خلقت هذا 
باطلاً) حت بلغ ( إنك لا تخلف الميعاد) م استل من فراشه سواكاً فاستاك به وتوضاً 
وصلى حتى قلت قد صلى مثل الذي نام ثم اضطجع حتى قلت قد نام مثل ما صل م 


كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الثاني CONE TSS‏ 


المرتبة السادسة: وهي الأقل أن يقوم مقدار ربع ر كعات اور کغتن او تنعدذو 
عليه الطهارة فيجلس مستقبل القبلة ساعة مشتغلاً بالذ كر والدعاء فيكتب في جلة قوام 
الليل برحة الله وفضلهء وقد جاء في الأثر : صل من الليل ولو قدر حلب شاة» فهذه 
طرق القسمة فليختر المريد لنفسه ما يراه أيسر عليه » وحيث يتعذر عليه القيام في وسط 
الليل فلا ينبغي أن يمل إحياء ما بين العشاءين والورد الذي بعد العشاء . ثم يقوم قبل 
الصبح وقت السحر فلا يدر كه الصبح نائ ويقوم بطري الليل وهذه هي المرتبة السابعة . 


استبقظ فقال ما قال أول مرة وفعل ما فعل أول مرة» ) . قال العراقي : رواه النسائي من 
طريق حيد بن عبد الرحمن بن عوف إن رجلا من أصحاب النبي ل قال : قلت وأنا في سفر مع 
رسول الله یړ والنه لأرقبن رسول الله یه » فذ کر نحوه. وروی أبو الوليد بن مغيث في كتاب 
الصلاة من رواية إسحاق بن عبد الله بن أيي طلحة أن رجلا قال : « لأرمقن صلاة رسول الله مل 
الليلة ». فذكر الحديث وفيه : « أنه أخذ سواكه من مؤخرة الرحل » وهذا يدل على أنه أيضاً كان 
في سفر . 

( المرتبة السادسة: وهي الأقل أن يقوم مقدار أربع ركعات أو ركعتين ) وبه فر الأثر 
الآتي للمصنف قريباً ( أو يتعذر عليه الطهارة) لانم من مرض ثقيل أو برد شديد أو عدم 
وجدان الاء في ذلك الوقت» ( فيجلس مستقبل القبلة ساعة مشتغلاً بالذ كر والدعاء فيكتب 
في جلة قوام الليل برحة .الله وفضله ) » ففضله واسع كا أن رحته وسعت كل شيء . 

( وقد جاء في الأثر : صل من الليل ولو قدر حلب شاة) . قال العراقي : رواه أبو يعلى من 
حديث ابن عباس في صلاة الليل مرفوعاً : نصفه ثلثه ربعه فواق حلب ناقة فواق حلب شاة» ولأبي 
الوليد بن مغيث من رواية إياس بن معاوية مرسلاً لا بد من صلاة الليل ولو حلبة ناقة أو حلبة شاة 
اآه. 

قلت : أورد هذا الأثر صاحب القوت وقال هذا يكون مقدار أربع رکعات ویکون مقدار 
رکعتین اه. 

وروى ابن أي شيبة» والبيهقي» ومد بن نصر في الصلاة» عن الحسن مرسلاً : صلوا من اليل 
ولو أربعاً صلوا من الليل ولو ركعتين ما من أهل بيت تعرف همم صلاة من الليل إلا ناداهم منادياً 
أهل البيت قوموا لصلاتكم وإياس بن معاوية المذ كور هو المزي» ومرسله رواه الطبراني في الكبير 
وأبو نعيم بلفظ: « لا بد من صلاة بليل ولو حلب ناقة ولو حلب شاة وما كان بعد صلاة العشاء 
الأخيرة فهو من الليل. ( فهذه طرق القسمة ) في صلاة الليل ( فليتخير المريد ) السالك في 
طريق الحق ( لنفسه ما رآه أيسر عليه ) وأسهل» ( وحيث ينعذر عليه القيام في وسط الليل 
فلا ينبغي أن يمل ) أي يترك ( إحياء ما بين العشاءين والورد الذي بعد العشاء ) ما ذكر 
آنفاً» ( ثم يقوم قبل الصبح وقت السحر فلا يدر كه الصبح نائ ويقوم بطرف الليل وهذه 


RS 01۰‏ رتت الاوزا د ى الاوقات م الاب الفان 


ومهما كان النظر إلى المقدار فترتيب هذه المراتب بحسب طول الوقت وقصره. 


وأما في الرتبة الخامسة والسابعة لم ينظر فيها إلى القدر . فليس يجري أمرها في التقدم 
والتأخر على الترتيب المذ كور » إذ السابعة ليست دون ما ذ كرناه في السادسة» ولا الخامسة 


دون الرابعة. 


هي المرتبة السابعة ) ولفظ القوت : وإن أراد امريد إحياء الوردين اللذين من أول الليل أحدها : 
بين العشاءين » والثاني : قبل نومة الناس فإن إحياء هذين الوردين عند بعض العلاء أفضل من صيام 
يوم ثم ليقم الورد الرابع وهو ما بين الفجرين وهو أول ثلث الليل الآخر أو » الورد الخامس وهو 
السحر الآخر قبل طلوع الفجر الثاني وهو يصلح للقراءة والإستغفار إن كان لم يعتد القيام في 
جوف الليل » وأي ورد أحياه من الليل بأي نوع من الأذكار فقد دخل في أهل الليل وله معهم 
تصبب اه. 

قلت : وروى الديلمي من حديث أي هريرة رضي الله عنه: من صلى أربع ر كعات بعد العشاء 
غم أوتر فنام على وتره فهو في صلاة حتى يصبح. ( ومها كان النظر إلى المقدار فترتيب هذه 
المراتب بحسب طول الوقت وقصره) في الشتاء والصيف. 

( وأما في المرتبة الخامسة والسابعة فام ينظر فيها إلى المقدار وليس يجري أمرها في 
التقدم والتأخر على الترتيب المذ كور إذ السابعة ليست دون ما ذكرناه في السادسة ولا 
الخامسة دون الرابعة). 
تنبیه: 

اشتهر على الألسنة حديث : ١‏ من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار » واختلف فيه قال 
الحافظ السخاوي في المقاصد الحسنة: لا أصل له وإن روي من طرق عند ابن ماجهء وأورد 
الكثير منها القضاعي وغيره» ولكن قد رأيت بخط شيخنا في بعض أجوبته أنه ضعيف بل قواه 
بعضهم والمعتمد الاول» وقد أطنب ابن عدي في رده ومثلوا في الموضوع غير المقصد لكثرة طرقه. 
قال أبو طاهر : ظن القضاعي أن الحديث صحيح وهو معذور لأنه لم يكن حافظاً اه. 

واتفق أئمة الحديث ابن عدي والدارقطني» والعقيلي » وابن حبان» والحا على أنه من قول 
شريك قاله لثابت حين دخل عليه. وقال ابن عدي : سرقه جاعة عن ثابت كعبد الله بن شبرمة 
الشريكي. وعبد الحميد بن بجر وغيرها اه كلام السخاوي . 

قلت : رواه ابن ماجه عن إساعيل بن ممد الطلحي» عن ثابت بن موسى الضرير العابد» عن 
شريك عن الأعمش» عن أي سفيان» عن جابر. وأورده ابن الجوزي في الموضوعات» وقال 
الذهي : فيه ثابت بن موسى الضرير الكوفي العابد . قال يجيي : كذاب» وقال ابن نمير : خير باطل » 
وقال الحا : هذا لم يثبت » وسببه أن ثابت بن إبراهم الزاهد كان يقوم الليل » فأصبح يوماً فأتى 


مجلس شريك وهو على الحديث فقال: حدثنا شقيق بن سلمة عن أبي مسعود فوقع نظره على هذا 
الزاهد فقال شريك: من كثرت صلاته الخ. فسمعه الزاهد فظن أنه متن الإسناد فرواه مسنداً 
فصار حديثاً عند من لا يعرف الحديث اه. 


وذكر الحافظ هذا السبب من وجه آخر بعد أن قال لا أصل له ولم يقصد ثابت وضعهء وإنغا 
دخل على شريك وهو بمجلس إملائه عند قوله: حدثنا الأاعمش» عن الي سفيان عن جابر قال 
ر سول الله به ولم يذ كر المتن » فقال شريك : متصلاً بالسند أو ا من حين نظر إلى ثابت ماز حأ بهمن كثرة 
صلاته الخ معرضاً بزهده وعبادته » فظن ثابت أن هذا متن السند فحدث به. وقالالحافظ 
السيوطي في أعذب المناهل : حكم الحفاظ على هذا الحديث بالوضع وأطبقوا على أنه موضوع هذا 
لفظهء غم أنه قد أورده في جامعه الكبير والصغير . قال في الكبير رواه ابن ماجه والعقيلي والبيهقي 
عن جابر وابن عساكر عن أنس. واقتصر في الصغير على إشارة ابن ماجهء ولذا وجد شارحه 
امناوي سبيلاً في الطعن عليه حيث قال : إذا كان الحديث موضوعاً باتفاق المحدثين فكيف يورده 
في کتاب ادعی أنه صانه عا تفرد به وضاع والله أعم. 

وعلى تقدير ثبوت الحديث فاختلف في المراد بالنهار » فالمشهور أنه نهار الدنيا ومعناه استنار 
وجهه وعلاه بهاء وضياء » وقيل : المراد به نهار القيامة » وهذا قد ذكره الثعلي وأورده السهروردي 
في آخر الباب الخامس والأربعين في ذكر فضل قيام الليل من كتاب العوارف ما لفظه: وقد ورد 
من صلى بالليل حسن وجهه بالنهار» ويجوز أن يكون لمعنيين: 

أحدهم : أن المشكاة تستنير بالمصباح فإذا صار سراج اليقين فيالقلب يزهر بكثرة زيت العمل 
بالليل فيزداد المصباح إشراقاً فتكسب مشكاة القلب نورا وضياء . كان سهل بن عبد الله يقول : 
اليقين نار » والإقرار فتيله» والعمل زيت. وقد قال الله تعالى : سهاهم في وجوههم من أثر 
السجود) [ الفتح: ۲۹ ] وقال تعالى : 3 مثل نوره كمشكاة فيها مصباح© [النور : ۳۵ ] فنور 
اليقين من نور الله تعالى من زجاجة القلب يزداد ضياء بكثرة زيت العمل » فتبقى زجاجة القلب 
كالكو كب الدري» وتنعكس أنوار الزجاجة على مشكاة القلب» وأيضاً يلين القلب بنار النور 
ويسرى لينه إلى القالب فيلين القالب بلين القلب فيتشابهان لوجود اللين الذي عمهم. قال الله 
تعالى : م تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله) 1 الزمر : ۲۳ ] وصف الجلود باللين كما وصف 
القلوب باللينء فإذا امتلاً القلب بالنور ولأن القلب بما يسري فيه من الأنين والسرور يندرج 
اللكان والزمان في نور القلب» وتندرج فيه الكام والآيات والسور وتشرق الأرض أرض القالب 
بنور ربا إذ يصير القلب سماوياً والقالب أرضياً ولذة تلاوة كلام الله تعالى في عمل المناجاة 
تستر كون الكائنات» والكلام المجيد بكونه ينوب عن سائر الوجود في مزاحمة صفو الشهود › فلا 
يبقى حينئذ للنفس حديث ولا يسمع للهاجس حثيث وفي مثل هذه الحالة يتصور تلاوة القران من 
فاتحة إلى خاتمة من غير وسوسة وحديث نفس وذلك هو الفضل العظم. 


01۲ تتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الثاني 


بيان الليالي والأيام الفاضلة : 

اعام أن الليالي المخصوصة بمزيد الفضل التي يتأكد فيها استحباب الاحياء في السنة 
خس عشرة ليلة لا ينبغي أن يغفل امريد عنها فإنها مواسم الخيرات ومظان التجارات» 
ومتى غفل التاجر عن المواسم م يربح » ومتى غفل المريد عن فضائل الأوقات لم ينجح» 
فستة من هذه الليالي في شهر رمضان. خمس في أوتار العشر الأخير إذ فيها تطلب ليلة 
القدر وليلة سبع عشرة من رمضان» فهي ليلة صبيحة يوم الفرقان يوم التقى الجمعان فيه 
كانت وقعة بدر . وقال ابن الزبير رحه الله : هي ليلة القدر » وأما التسع الأخر فأوّل ليلة 


والوجه الثاى للحديث المذ كور معناه أن وجوه أموره الى يتوجه إليها تحسن وتتدار که 
المعونة من الله تعالى في تصاريفه» ويكون معاناً في مصدره ومورده فتحسن وجوه مقاصده 
وأفعاله» وينتظم في سلك السداد مسددة أقواله لأن الأقوال تستقم باستقامة القلب» والته أعام. 


بيان الليالي الفاضلة المرجو فيها الفضل المستحب احياؤها( و) ذكر مواصلة الأوراد في 
الأيام الفاضلة : 

( اعام أن الليالي المخصوصة بمزيد الفضل التي يتأكد فيها استحباب الاحياء في السنة 
خس عشرة ليلة لا ينبغي أن يغفل المريد عنها فإنها مواسم الخيرات ) أي معالها ( ومظان 
التجارات» ومتى غفل التاجر عن المواسم م يربح ) فهو اشد حافظة ها فإن البضائع لا تروج 
إلا في المواسم » ( ومتى غفل المريد عن فضائل الأوقات م ينجح ) في أعاله» ( فستة من هذه 
الليالي في شهر رمضان ) خاصة ( خسة هي أوتار العشر الأخير ) الحادية والعشرين » والثالثة» 
والخامسة والعشرين . والسابعة والعشرين » والتاسعة والعشرين . ( إذ فيها تطلب ليلة القدر ) 
فإنها عند الشافعي وآخرين منحصرة في العشر الأواخر» وفي الصحيحين من حديث أي سعيد 
الخدري قال: اعتكفنا مع رسول الله ب العشر الأوسط من رمضان فخرجنا صبيحة عشرين 
فخطبنا رسول الله ب صبيحة عشرين فقال : ١‏ إفي رأيت ليلة القدر وإفي نسيتها فالتمسوها في 
العشر الأواخر في وتر فإفي أريت أني أسجد في ماء وطين » الحديٹ . وفي بعض روايات مسام : 
١‏ إفي اعتكفت العشر الأول ألتمس هذه الليلةء ثم أعتكف العشر الأوسط نم أتيت فقيل لي إنها 
في العشر الأواخر فمن أحب منكم أن يعتكف فليعتكف ». الحديث. والصحيح من مذهب 
الشافعي أنها تختص بالعشر الأخيرء وإنها في الأوتار أرجى منها في الأشفاع . 

( وليلة سبع عشرة من رمضان فهي ليلة صبيحة يوم الفرقان يوم التقى الجمعان فيه 
كانت وقعة بدر . وقال ابن الزبير ) عبد الله رضي الله عنه: ( هي ليلة القدر ) هكذا وقع في 
النسخ عزو هذا القول إلى ابن الزبير » والمشهور حكاية هذا القول عن زيد بن أرقم» وابن مسعود» 
والحسن البصري» ففي معجم الطبراني عن زيد بن أرقم قال: ما أشك وما أرتاب أنها ليلة سبع 


كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الثاني 


من المحرم وليلة عاشوراء وأوّل ليلة من رجب وليلة النصف منه وليلة سبع وعشرين منه 
وهي ليلة المعراج وفيها صلاة مأثورةء فقد قال ّي : « للعامل في هذه الليلة حسنات 
مائة سنة» فمن صلى في هذه الليلة اثنتي عشرة ركعة يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب 
وسورة من القرآن ویتشهد في کل رکعتین ویسلم في آخرهن ثم یقول: « سبحان الله 
والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر مائة مرة ثم يستغفر الله مائة مرة ويصلي على النبي 
لر مائة مرة ويدعو لنفسه با شاء من أمر دنياه وآخرته ويصبح صائاً فإن الله 
يستجيب دعاءه كله إلا أن يدعو في معصية ». وليلة النصف من شعبان ففيها مائة ر كعة 
يقرأ في كل ركعة بعد الفاتحة سورة الإخلاص عشر مرات کانوا لا یترکونہا كا 


عشرة. ليلة أنزل القرآن ويوم التقى الجمعان. وعن زيد بن ثابت أنه كان يحي ليلة سبع عشرة 
فقيل له تحبي ليلة سبع عشرة. قال: إن فيها أنزل القرآن وفي صبيحتها فرق بين الحق والباطل 
وکان یصبح فیها بیج الوجه. 

( وأما التسعة الأخر ) هكذا في النسخ وبه يكمل العدد إذ ذكر أنهن خسة عشرة ليلة في 
السنة» وفي بعض النسخ» وأما الثان الأخر وهو خطأء ( فأول ليلة من المحرم أو العاشرة أو 
الحادية عشر ) على اختلاف بين العلاء في تعيين عاشوراء » ( وأول ليلة من ) شهر ( رجب وليلة 
النصف منه) أي من رجب ( وليلة سبع وعشرين منه ) أي من رجب» ( وهي ليلة المعراج 
وفيها صلاة مأثورة. قال الني َه : « للعامل في هذه الليلة حسنات مائة سنة» فمن صلل 
فيها إثنتي عشرة ركعة يقرأ في كل ركعة فاتحة الكناب وسورة من القرآن ينشهد في كل 
رکعتین ويسام في آخرهن ثم يقول: « سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر مائة 
مرة ويستغفر الله مائة مرة ويصلي على الني بيه مائة مرة ويدعو لنفسه يما شاء من أمر 
دنياه وآخرته ويصبح صا فإن الله سبحانه يستجيسب دعاءه كله إلا أن يدعو في 
معصية ٠‏ ) قال العراقي ذ كر أبو موسى المديني في كتاب فضائل الأيام والليالي أن أبا مد الخبازي 
رواه من طريق الحا أبي عبد الله من رواية محمد بن الفضل» عن أبان» عن أنس . وممد بن الفضل 
وابان ضعيفان اه. 

قلت : وروی الديلمي من طريق خالد بن اياج بن بسطام » عن أبيه » عن سلهان التيمي» عن 
أي عثان النهدي » عن سلمان رضي الله عنه رفعه : ١‏ في رجب يوم وليلة من صام ذلك اليوم وقام 
تلك الليلة كان له من الأجر كمن صام مائة سنة وقام مائة سنة وهي لثلاث بقين من رجب في 
ذلك اليوم بعث الله مدا نبيا». قال السيوطي في ذيل الموضوعات: هياج تركوا حديثه. 

( وليلة النصف من شعبان ) قال صاحب القوت: وقد كانوا يصلون ( فيها مائة ركعة في 
كل ركعة سورة الإخلاص عشر مرات ) يكون الجميع ألف مرة. ( كانوا) يسمونها صلاة 


A‏ ات ر قب ا وراد ا ارقا ت الاب انان 


أوردناه في صلاة التطرّع » وليلة عرفة وليلتا العيدين قال عله : « من أحيا ليلتي العيدين 
۾ يت قلبه يوم تموت القلوب ». 


الخير ( ولا يتر كونا ) ويتعرفون بر كتها ويجتمعون فيها » وربا صلوها جاعة. ( ك أوردناه في 
صلاة التطوع ) . وتقدم هناك عن الحسن قال : حدثني ثلاثون من أصحاب النبي ميه أن من صلى 
هذه الصلاة من هذه الليلة نظر الله إليه سبعين نظرة قضى له بكل نظرة سبعين حاجة أدناها المغفرة 
هکذا ذکره صاحب القوت . 

ورواه مد بن ناصر الحافظ بسنده إلى علي بن أي طالب رضي الله عنه مرفوعاً « يا علي من 
صلى مائة ركعة من ليلة النصف من شعبان يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب» وقل هو الله أحد 
عشر مرات قضى الله له كل حاجة طلبها تلك الليلة » الحديث بطوله ذكره السيوطى في اللآلىء 
املصنوعة. 

وروي الجوزقاني بسنده إلى ابن عمر مرفوعاً « من قرأ ليلة النصف من شعبان ألف مرة قل هو 
الله أحد في مائة ركعة لم يخرج من الدنيا حتى يبعث الله إليه مائة ملك ثلاثون يبشرونه بالجنة 
وثلائون يۇمنونه من النار وثلائون يعصمونه من أن يخطىء وعشر یکیدون من عاداه». 

وروي الديلمي في مسند الفردوس بسنده إلى مد بن مروان الذهلي » عن ألي يحيى حدثني أربعة 
وثلاثون من أصحاب النبي له قالوا : قال رسول الله مل : فذ كر مثله سواء. وفي الطريقين 

( وليلة عرفة وليلة العيدين ) الفطر والأضحى . ( قال به : « من أحيا ليلة العيدين م 
يمت قلبه يوم تموت القلوب ») قال العراقي : رواه ابن ماجة بإسناد ضعيف من حديث أي أمامة 
اه. 

قلت : رواه من طريق بقية عن أي أمامة بلفظ : « من قام ليلتي العيد لله محتسباً م يت قلبه حين 
تموت القلوب » وبقية صدوق لكنه كشر التدليس » وقد رواه بالعنعنة . ورواه ابن شأهين بسند فيه 
ضعيف ومجهول» ورواه الطبراني في الكبير من حديث عبادة بن الصامت بلفظ : « من أحيا ليلة 
الفطر وليلة الأضحى لم يت قلبه يوم تموت القلوب » فسياق المصنف أشبه بهذا السياق من سياق 
وقد خولف في صحابيه وفي رفعه . ورواه الحسن بن سفيان عن عبادة أيضاً وفيه بشر بن رافع متهم 
بالوضع » وقال النووي في الأذكار : يستحب إحياء ليلتي العيد بالذكر والصلاة وغيرهها من 
الطاعات مذا الحديث فإنه وإن كان ضعيفاً . لكن أحاديث الفضائل يسامح فيها .قال : والأظهر أنه 
حصل الاإحياء ععظم اللبل اه. 

وروی ابن عساكر في التاريخ من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه : « من أحيا الليالي الأربع 
وجبت له الجنة. ليلة التروية وليلة عرفة وليلة النحر وليلة الفطر ». قال الحافظ : حديث غريب › 


كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الثاني BERS‏ 
وأما الأيام الفاضلة فتسعة عشر يستحب مواصلة الأوراد فيها يوم عرفة» ويوم 


وعبد الرحم بن زيد العمي راويه متروك» وسبقه ابن الجوزي فقال : حديث لا يصح . وعبد الرحم 
قال حى : كذاب» وقال النسائى : متروك . وقال الشافعى : بلغنا أن الدعاء يستجاب في خس ليال 
أول ليلة من رجب وليلة نصف شعبان» وليلتى العيد وليلة الجمعة. 


سه : 

قال صاحب القوت : وقد قيل ان هذه يعنى ليلة النصف من شعبان هى الى قال الله تعالى فيها : 
#يفرق كل أمر حكم ‏ [ الدخان : > ] وأنه ينسخ فيها أمر السنة وتدبير الأحكام إلى مثلها من قابل 
والته أعام. 

والصحيح من ذلك عندي أنه في ليلة القدر وبذلك سميت لأن التنزيل يشهد له إذ في أول 
الآية ‏ إنا أنزلناه في ليلة مبار كة) [ الدخان: ۳ ] ثم وصفها فقال : 3 فيها يفرق کل مر حکم 4 
فالقرآن إنغا أنزل في ليلة القدر فكانت هذه الآية بهذا الوصف في هذه الليلة مواطئًاً لقوله عز 
وجل: إنا أنزلناه في ليلة القدر©) [القدر: ]١‏ اه. 

( وأما الأيام الفاضلة؛ فهي تسعة عشر يوماً يستحب مواصلة الأوراد فيها ) والدؤب في 
العادة. 


(يوم عرفة) روى سعيد بن المسيب عن أني هريرة مرفوعاً: ١‏ من صلى يوم عرفة بين الظهر 
والعصر أربع ر كعات يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة وقل هو الله أحد خسين مرة كتب الله 
تعالى له آلف ألف حسنة ورفع له بكل حرف درجة في الجنة بين كل درجتين مسيرة خسمائة عام » 
ل ور ا ی غ فا ردا ری غا 


وروى الحسن ومعاوية بن قرة وأبو وائل عن على وابن مسعود رضى الله عنها مرفوعاً « من 
صلى يوم عرفة ركعتين يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب ثلاث مرات في كل مرة يبدأ ببسم الله 
الرحمن الرحم ويختم آخرها بآمينء ثم يقرأ بقل يا أيها الكافرون ثلاث مرات» وقل هو الله أحد 
مائة مرة يبدأ في كل مرة ببسم الله الرحمن الرحم إلا قال الله عز وجل لملائكته أشهد ك أني قد 
غفرت له ». قال السيوطي : لا يصح راويه عبد الرحن بن أنعم ضعفوه. قال ابن حبان: يروي 
الموضوعات عن الثقات ويدلس . 


( ويوم عاشوراء ) وفضل هذا اليوم وما ورد فيه مشهور لا نطیل بذکره» فقد أفرد 
بالتاليف . وقي الخبر ١‏ صوم يوم عرفة يكفر سنة ماضية وسنة مستقبلة ‏ وصوم يوم عاشوراء كفارة 
سنۀ » رواه‌ ابن ماجه عن الي سعد . وروی الدیلمی من حديٿث ابن عمرو « من صام يوم الزينة أدرك 
ما فاته من صيام السنة » يعني يوم عاشوراء . 


077 کتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الثاني 


عاشوراء » ويوم سبعة وعشرین من رجب له شرف عظم . روى أبو هريرة أن رسول الله 
ا O o‏ 
اليوم الذي أهبط الله فيه جبرائيل عليه السلام على عمد م ي بالرسالة. . ويوم سبعة عشر 
من رمصان وهو يوم وقعة بدرء ويوم النصف من شعبان. > ويوم الجمعة »ويوما العيدين » 
والأيام المعلومات وهي عشر من ذي الحجة» والأيام المعدودات وهي أيام التشريق . 
وقد روى أنس عن رسول الله مم أنه قال : « إذا سام يوم الجمعة سلمت الأيام» وإذا 


( ويوم سبعة وعشرين من رجب له شرف عظم روى أبو هريرة) رضي الله عنه ( أن 
رسول الله عه E E e E ARIS‏ 
ستين شهرأً» وهو اليوم الذي هبط فيه جبريل على محمد ل بالرسالة ) . قال اله راقی : رواه 
ان مو سی امديني ف کتاب فضائل اليا والأيام من روايۀ شهر بن حوشب عنذه اآه. 

قلت : وقد سبق في حديث سلمان في ذلك اليوم بعث الله مدأ به نبياً ( ره يوم وقعة 
بدر) . رواه الطبرافي عن زيد بن أرقم وقد تقد م قرا 

( ويوم النصف من معان ) صسيحة لبلة البراءة. 

(ويوم الجمعة) وق .رد في فضله أخبار تقدم ذكرها في كتاب الصااة 

( ویوما العيد) يوم عد الفطر ويوم عيد اللأضحى . 

( والأيام المعلومات ري عشر من ذي الحجة والأيام المعدودات وهي أيام التشريق ) 
e‏ تاب الحج» ( وقد روي عن أنس) بن مالك رضي الله عنه ( عن 
رسول الله و انه قال ١‏ إذا سام يوم الجمعة سلمت الأيام وإذا سام شهر رمضان سلمت 
السنة» ) هكذا أورده صاحب القوت. وقد تقدم في الباب الخامس من الصلاة. أورده هناك 
مقتصراً على الجملة الأول » ورواه بجملته ابن حبان في الضعفاء » وأبو نعيم في الحلية » والدارقطني في 
الأفراد . وابن عدي في الكامل» والبيهقى في الشعب من حديث عائشة. 

قال العراقي : هناك ولم أجده من حديث أنس . قال الدارقطني في الأفراد : حد.ثنا أبو مد بن 
صاعد» حدثنا إبراهي بن سعيد الجوهري عن عبد العزيز بن أبان» عن الثوري » عن هشام » عن 
أبيه . عن عائشة . وأما أبو نعم فقال في الحلية بعد أن أخرجه تفرد به إبراهيم بن سعيد الجوهري 
عن أبي خالد القرشى . وأما البيهقي فأورده من طريقين وقال: لا يصح» وإنما يعرف من حديث 
عبد العزيز بن أبان عن سضان وهو ضعيف برة» وهو عن الثوري باطل ليس له أصل . وأعله ابن 
الجوزي بعبد العزيز فأورد: في الموضوعات وقال: تفرد به وهو كذاب . وقال الذهبي في الميزان : 
هو أحد امترو کين . قال يجي : كذاب خبيث حدث بأحاديث موضوعة . وقال أبو حاتم : لا يكتب 
حديثه . وقال البخاري : تر توا ES‏ الخر ازع الميوطي ابن البؤزي في غوئ 
تفرد عبد العزيز به وأور: د له طریقاً أخری و في اللآلى المصنوعة. 


كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / اللاب الثاني AVA‏ 


سام شهر رمضان سلمت السنة ». وقال بعض العلهاء : من أخذ مهنأه في الأيام الخمسة في 
الدنيا لم ينل مهنأه في الآخرة. وأراد به العيدين والجمعة وعرفة وعاشوراء . 

ومن فواضل الأيام في الأسبوع يوم الخميس والائني ترفع فيها الأعال إلى الله 
تعاى » وقد ذكرنا فضائل الأشهر والأيام للصيام في كتاب الصوم فلا حاجة إلى 
الإعادة» والله أعام . وصلى الله على كل عبد مصطفى من كل العالمين. 


ومعنى الحديث إذا سام يوم الجمعة من وقوع الآثام فيه سلمت آيام الأسبوع من المؤاخذة وإذا 
سام رمضان من ارتكاب المحرمات فيه سلمت السنة كلها من المؤاخذات» وذلك لأنه سبحانه جعل 
لأهل كل ملة يوماً يتفرغون فيه لعبادته ويتخل ن عن الشغل الدنيوي» فيوم الجمة يوم عبادة 
هذه الأمة وهو في الأيام كشهر رمضان في الشهر ر وساعة الإجابة فيه كليلة القدر في رمضان» 
فلهذا من صح وسام له يوم جمعته سلمت له یام أ سبوعه کلها» وم صح وسام له رنضان صح له 
سائر سنته. فيوم الجمعة ميزان الأسبوع: ورمصان ميزان العام ومن لم يسام له يوم الجمعة أو 
رمصان فقد باء بعظم. 


( وقال بعض العلهاء ) رلفظ القوت: وقال بعض علائنا واتأنه يشير بذلك إلى سهل بن 
عبد الله التستري رحه الله تعالى : ( من أخذ مهنأه في الأيام اخخمسة) ولفظ القوت في هذه 
الأيام الحمسة ( في الدنيا م ينل مهنأه في الآخرة ) . وقال أيضاً : أيام يرجى فيها الفضل من الله 
تعاى ء فإذا اشتغلت فيها بهواك وعاجل الدنيا فمتى ترجو الفضل والمزيد » ( وأراد به ) أي بقوله 
هذه الأيام الخمسة: ( العيدين والجمعة وعرفة ويوم عاشوراء ومن فواضل الأيام في 
الأسبوع) بعد هذا (الخميس والإئنين ) يومان (يرفع فيها الأعبال إلى الله عز وجل)؛ 
ومن فواضل الشهور الاأربعة الحرم وهم: ذو التقعدة وذر الحجة والمحرم ورجب خصهن الله عز 
وجل بالنهي عن الظام فيهن لعظي حرماتها » فكذلك الأعال ها فبهن فضل على غيرها وأفضلها : 
ذو الحجة لوقوع الحح فيه ولا خص به من الأيام المعلومات والأيام المعدودات» ثم ذو القعدة 
لجمعه الوصفين معا وهو من أشهر الحرم ومن أشهر الحج» فأما: الحرم ورجب فليسا من أشهر 
الحج» وأما شوال فليس من أشهر الحرم » ولكنه من أشهر الحج وأفضل الأيام في أشهر العشر أن 
العشر الأواخر من شهر رمضان والعشر الأول من ذي الحجة وبسدها عشر المحرم من أوله» 
فالأعال في هذه الأيام ما فضل ومزيد على سار الشهور» وقد ذكرنا فضائل الأشهر والأيام 
للصيام في كتاب الصوم فلا حاجة بنا إلى الإعادة والله أعام. 

وإذا أحب الله عبداً استعمله في الأرقات الفاضلة بأفضل الأعمال ليثيبه أفضل الثواب وإذا 
مقت عبداً استعمله بأسوأً الأعال ف فصائل الأوقات ليضاعف له السيئات بانتقاص من حرمات 
الشعائر وانتهاك الحرم في الحرمات» ويقال : من ء امات التوفيق ثلاث دخول أعال البر عليك من 


01۸ كتاب ترتيب الأوراد في الأوقات / الباب الثاني 


غير قصد ها» وصرف المعاصي عنك مع الطلب ها ء وفتح باب اللجا والافتقار إلى الله عز وجل في 
الشدة والرخاء ‏ ومن علامة الخذلان تعسير الخيرات عليك مع الطلب اء وتيسير المعاصي لك مع 
المرب منهاء وغلق باب اللجا والافتقار إلى الله عز وجل في كل حال. فنسأل الله عز وجل بفضله 
حسن التوفيق والاختيار » ونعوذ به من سوء القضاء والأقدار» وقد تم شرح كتاا ترتييب 
الأوراد » وبه تم ربع العبادات ويتلوه ربع العادات والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات . اللهم إنني 
أتوسل إليك بمصنف هذا الكتاب أن تجبر كسري وتلطف بي في عواقبي وتشفي لي مريضي 
وتکشف ما بي فقد ضقت ذرعاً وذبت همًا وأمسيت لا أستطيع نفعاً. 

قال الشيخ المؤلف حفظه الله : وكان الفراغ من تحرير هذا في وقت صلاة العشاء الآخرة ليلة 
السبت لعشر مضين من جادى الثانية من شهور سنة ۱٠۹۸‏ اختتمها الله جخير وإلى خير » والحمد لله 
رب العالمين» وصلل الله على سيدنا مد وآله وصحبه وسام تسلياً كثيراً كثيراً وحسبنا الله ونعم 
الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظم. 


کتاب آداب الأکل وهو الأول من ربع العادات من كتاب إحياء العلوم 


بسم الله الر من الرحم 


بم الله الرحن الرحم 
ناصر کل صابر وصلى الله على سیدنا جمد واله وصحبه وسام 


الحمد لله الذي جعل الأمور العادية مقصودة لمواضع الحاجات» وأجرى سنته في حفظ قوام 
البدن بتناول ما يستعان به على الطاعات» وخلق الشمس والقمر والنجوم بأمره مسخرات. أحجده 
على أن ر كب الآدمي بلطيف حكمته من أخص جواهر الجسمانيات والروحانيات» وجعله مستودع 
خلاصة الأرض والسموات» وجعل عام الشهادة وما فيها من الحيوان والنبات عارة وإصلاحا 
للبدن وكون فيه الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسات» وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك 
له شهادۃ آمن بها من فساد الطويات واعوجاج الميئات وأسام بها من رداءة الطبائع وتخريب البنيان» 
وأصلي وأسام على سيدنا مد نبيه النبيه » المعصوم من التمويه » القانت المصلح الحكم المرسل بالآيات 
الواضحات» والدلائل القاطعات. الآمر أمته يإصلاح النيات» وعلى آله المداة وأصحابه الثقات» 
والتابعن هم باحسان إلى ما بعد المأات» ما اجريت العادات. لاإحياء مراسم العبادات. 

أما بعد فهذا شرح ( كتاب آداب الأكل ) وهو الأول من ربع العادات من الإحياء لإمام 
العلوم حجة الإسلام قطب دائرة الفهوم أي حامد الغزالي المخصوص بالتقديم على كل إمام 
ومأموم » سقى الله ضريحه صوب الغفران» وأحيا بمعارفه ميت القلوب في كل زمان يحل من رشق 
ألفاظه ما خفى ودق تيسيراً للطالبين» ويحقق من رموز معانيه الأقوم الأحق إرشاداً للراغبين فمن 
أمّ متنه بهذا الشرح حاز حسن السلوك وأذن له بالدخول في مقاصير الملوك فهو نعم الحضير في 
المسالك والدليل لكل سالك والصديق الصادق » والرفيق الموافق . شرعت فيه وجوارحي هدف 
سهام الآلام ‏ وخواطري أحاطت بها شغل الشواغل من وراء ومن أمام » فإلى الله أشكو بثي وحزني 
وهو المعين لا إله سواه ولا شافي إلا إياه» إليه فوضت أمري وعليه اعتمدت في تيسير عسيري» 
سبحانه سبحانه جل شأنه ما أعظم امتنانه وهو حسبي ونعم الوكيل وعليه قصد السبيل. 

قال المصنف رجه الله تعالى : ( بسم الله الرححن الرحم ) اقتداء بكتاب الله العظم واقتفاء لآثار 


JES esmen 0۷۰ 


المد له الذي اسن اندي الكائنات فخلق الأرض والشموات> وأتزل ناء 
الفرات من المعصرات› فأخرج به ا لحب والنبات» وقدر الأرزاق والأقوات› وحفظ 


نبيه الكرم » إذ باسمه الشريف يتبرك في مبادى الأمور وبسره تنال الأماني وتنشرح الصدور» ثم 
أردفه بقوله : ( الحمد لله ) إذ ما من خير من خيور الدنيا والآخرة إلا وهو موليه» فالحمد في 
الحقيقة كله له وهو رأس الشكر لكونه أدل على مكان النعم لخفاء الاعتقاد» فمن لم يحمده م 
يشكره وما بكم من نعمة فمن الله ( الذي أحسن تدبير الكائنات ) أي المخلوقات الكونية» 
وأصل الكون حصول الصورة في المادة بعد أن لم تكن وهو مرادف للوجود المطلق العام وتدبيرها 
النظر في عواقبها مما يصلحها ما يفسدهاء والمراد بإحسانه هذا إعطاؤها ما يليق ها وبهاء وإليه 
يشير قوله تعالى في مقام المنة ‏ أعطى كل شيء خلقه ثم هدى) [ طه: ٠١‏ ] ( فخلق الأرض) 
متوسطة بين الصلابة والرخاوة حتى صارت متهيأة كالفراش المبسوط ( والسموات) كالقمة 
المضروبة عليهاء والأرض هو ال جرم المقابل للسماء الجامع لنبات كل نابت ظاهراً وباطناً ء فالظاهر 
كالمواليد وكل ما الماء أصله والباطن كالأعال والأخلاق وجعها أرضون ولم تجمع في القرآزء 
ولذلك آثر صيغة الافراد » ( وأنزل الماء الفرات ) أي العذب يقال: فرت الماء فروتة كسهل 
سهولة إذا عذب ولا يجمع إلا نادرأ على فرتان كغراب وغربان ( من المعصرات ) أي من 
السحائب من أعصر ت الجارية إذا دنت أن تحيض » أو من الرياح التي حان ها أن تعصر السحاب» 
أو هي الرياح ذوات الأعاصير » وإنما جعلت مبدأ للإنزال لأنها تنشى السحاب وتدر أخلافه. في 
الجملة إشارة إلى ايتين. 

إحداه| : قوله تعالى : 3 أسقينا ماء فراتاً € [ المرسلات : ۲۷ ] وأراد به ماء السماء فإنه عذب 
سهل . 

الثانية : قوله تعالى : #وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجاً) [النبأً: ٠١‏ ] أي منصباً بكثرة 
والفرات بالمعنى المذ كور يرسم هكذا بالتاء المطولة» وأما بمعنى النهر المشهور فيرسم بالوجهين » ولي 
الآية الأولى دليل على أن سقى وأسقى يستعملان في الخير خلافاً لمن ادعى أن سقى للخير وأسقى 
في الشر ء ( فأنشا الحب والنبات ) الحب اسم لتقام النبات المنتهي إلى صلاحية كونه طعاماً للآدمي 
الذي هو أتم خلقه » والنبات هو ما يخرج من الأرض من الناميات سواء كان له ساق كالشجر أم 
لا كالنجم» لكن خص عرفا با لا ساق له بل خص عند العامة بما يأكله الحيوان ومن يعتبر 
الحقائق فإنه يستعمله في كل نام نباتاً وحيواناً . ( وقدر الأرزاق والأقوات ) هو من باب عطف 
الخاص على العام . إذ الأرزاق جع رزق بالكسر وهو ما يسوقه الله إلى الحيوان للتغذي أي ما به 
قوام الجسم ونغاؤه» والأقرات جع قوت بالضم هو ما يسك الرمق . والرزق على قسمين ظاهر وهي 
الأقوات والأطعمة وذلك للظواهر وهي الأبدان» وباطن وهي المعارف والمكاشفات وذلك 
للقلوب والأسرار » والله تعالى هو المتولي بتقدير الرزقين فالأرزاق تتناول الأقوات وغيرها وتقدير 
كل منها بقدرة الله ومشيئته . ولكن جعل الماء الممزوج بالتراب سبباً في إخراجها كالنطفة للحيوان 


VN a RASS کتاب آداب الكل‎ 


بالمأكولات قوى الحيوانات» وأعان على الطاعات والأعال الصالحات بأكل الطيبات» 
والصلاة على محمد ذي المعجزات الباهرات. وعلى آله وأصحابه صلاة تتوالى على مر 
الأوقات . وتتضاعف بتعاقب الساعات» وسام تسليا كشيراً . 

بأن أجرى عادته بإفاضة صورها و كيفياتها على المادة الممتزجة منهاء أو أبدع في الماء قوة فاعلية 
وني الأرض قوة قابلية فتولد من اجتاعها أنواع الرزق والأقوات. وهو قادر على أن يوجد 
الأشياء كلها بلا أسباب ومواد كا أبدع نفوس الأسباب والمواد » ولكن له في إنشائها مدرجاً من 
حال إلى حال صنائع وحكم يجدد فيها لأول الأبصار عبرا وسکونا إلى عظم قدرته ما لیس ذل 
في إيجادها دفعة واحدةء وإليه الإشارة بقوله تعالى # اندي جعل لكم الأرض فراشاً والسماء بناء 
وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم € إ البقرة: ۲۲ ] وفي الجملة إشارة إلى قوله 
تعالى #وقدر فيها أقواتها © [ فصلت : ٠١‏ ] ( وحفذا. با لمأكولات قوى الحيوانات ) وهى من 
الأمور الط بعية » إعام أنه لما وجدت أفعال تصدر من ال دن بعضها إرادي كالقيام والقعود ا 
غير إرادي. كحركة القلب للترويح وتوليد الكبد لادم فلا محالة أن في كل عضو معنى هو الذي 
يقوم بذلك الفعل وهو المعنى بالقوة» فالقوة هيئة في الجسم الحيواني بها قوى على أن يفعل أفعاله 
بالذات. وهي ثلالة أجناس: إحداها القوى الطبيعية» والثانية القوى النفسانية» والثالثة القوى 
الحيوانية . :هذا القسم الأخير هي القوة التي إذا حصلت في الأعضاء هبأتها لقبول الحس والحركةء 
وبالجملة تفد الحياة والأفعال المنسوبة إلى الحى فهى مبدأ لحر كة القلب والشرايين» وخر كة الجوهر 
الروحي اللطبففى إل الأعضاء والقوى النفسانية لا تحدث في الروح والأعضاء إلا بعد حدوث هذه 
القوة بخلاف القوى الطلبيعة » فإنها توجد في النبات» وإن تعطل عضو من القوى النفسانية ولم 
يتعطل من هذه الةرى فهو حي ألا يرى أن العضو الخدر والمغلوج فاقدان لقوة الحس والحركة 
وهو مع ذلك حي. وإلا لفسد وعفن فإذاً فيه قوة تحفظ حياته وليس هذه القوة قوة التغذية 
وغرهاء إلا لكان النبات مستعداً لقبول الحس والحركة. ( وأعان على الطاعات ) جع طاعة 
وهى كل ما فيه رضا وتقرب إلى الله تعالى» وهى عندنا موافقة الأمرء وعنذ المعتزلة موافقة 
الإرادة ( رالأعمال الصالحات ) والعمل الصالح هو المراعى من العلم» وأصله الإخلاص في النية 
٠‏ بل غ الوسع في المحاولة بحسب عام العامل وأحكامه ( بأكل الطيبات ) وهي الحلال من المأكولات 
فهر ما يعين على حسن الطاعة وسلوك سبيل العمل الصالح. وفي الخبر « أطب طعمتك تستجب 
دع تك ». ( والصلاة على ) سيدنا ( مد ذي المعجزات الباهرات ) أي الظاهرات ظهور القمر 
على سائر الكواكب. ولذا قيل للقمر الباهر » وقيل معناه الغالبات أو الفاضلات» وهذه المعافي 
متقاربة والمحجزة أمر خارق للعادة يدعو إلى الخير والسعادة مقرون بالتحدي قصد به إظهار 
صدق مدعي الرسالة» وقد تقدم ما يتعلق بها في آخر كتاب العقائد » ( وعلى آله ) هو من يؤول 
إليه بالقرابة القريبةء ( وأصحابه ) من تشرف بمشاهدته وصحبته ولو لحظة. ( صلاة تتوالى ) 
أي تتكرر ( على مر الأوقات) على مرورها وقتاً بعد وقت» ( وتتضاعف ) أي تزيد ضعفاً 


ERA ES CS SSE RSS EE SE EOS ARR OV‏ کتاب آداب الأكل 


أما بعد ؛ فإن مقصد ذوي الألباب لقاء الله تعالى في دار الثواب» ولا طريق إلى 
الوصول للقاء الله إلا بالعام والعمل» ولا يكن المواظبة عليه إلا بسلامة البدن» ولا 
تصفو سلامة البدن إلا بالأطعمة والأقوات. والتناول منها بقدر الحاجة على تكرر 
الأوقات فمن هذا الوجه قال بعض السلف الصالحين : إن الأكل من الدين وعليه نبه رب 
العالمين بقوله وهو أصدق القائلين : $ كوا من الطَْبَات واعملوا صالحاً € [ المؤمنون ٥١:‏ ] 
فمن يقدم على الأ كل ليستعين به على العام والعمل ويقوى به على التقوى فلا ينبغي أن يترك 
نفسه مهملا يسترسل في الأ كل استرسال البهائم في المرعى » فإن ما هو ذريعة إلى الدين ووسيلة 
إليه ينبغي أن تظهر أنوار الدين عليه وإنما أنوار الدين آدابه وسننه التي يزم العبد بزمامها 
ويلجم المتقي بلجامها حت يتزن بميزان‌الشرع شهوةالطعام في إقدامها 
( بتعاقب الساعات ) وهي أجزاء الزمان وتعاقبها بأن يأتي بعضها عقب بعض» ( وسلم تسلمً 
کثیراً) کثياً. 

(أما بعد؛ فإن مقصد أولي الألباب ) أي مطمح نظرهم من قصدهم وأولو الألباب 
أصحاب العقول الزكية الراجحة ( لقاء الله سبحانه ) والنظر إليه (أفي دار الثواب) أي 
الجنة» ( ولا طريق للوصول إلى اللقاء ) المذ كور ( إلا بالعام ) بالل ( والعمل) لله تعالى وهو 
لمدبر بالعام ا مذ كور » ( ولا يكن المواظبة ) أي المداومة ( عليه ) على وجه الكمال ( إلا بسلامة 
البدن) الذي هو مسكن الروح الاإنسافي من العلل والعوارض» ( ولا يصفو سلامة البدن) 
بحفظه ومراعاته ( إلا بالأطعمة والأقوات ) المغذية له ( والتناول منها قدر الحاجة ) أي قدر 
ما يحتاج إليه البدن مع حبته له ( على تكرر الأوقات ) فمع تكررها يتكرر التناول ( فمن هذا 
الوجه قال بعض السلف الصالين ) : يعني به الإمام أحد بن حنبل رجه الله تعالى كما صرح به 
صاحب القوت. ( أن الأكل من الدين ) قدمه الله على العمل ( وعليه نبه رب العالمين ) جل 
شأنه ( وهو أصدق القائلين ‏ كلوا من الطيبات واعملوا صالخا ) و کان هل قول :م 
م بحسن أدب الأكل لم يحسن أدب العمل > (فمن يقدم على الأكل ) بنية صالحة وهي 
( يستعين به على العام والعمل ) أي على تحصبلها ( ويقوى به على التقوى ) وهو صيانة النفس 
عا تستحق به العقوبة ( فلا ينبغي أن يترك نفسه مهملا سدى) وهو بالفم مقصوراً يقال : 
تركته سدى أي مه فذكره بعد المهمل تأكيد ( يسترسل في الأكل استرسال البهائم في 
المرعى ) فيأكل من غير قانون ينتهي إليه كا تأكل الدواب» ( فإنما هو ) أي الأكل ( ذريعة 
الى الدين ووسيلة إليه) أي إلى إقامته ( ينبغي أن تظهر ) أشعة ( أنوار الدين عليهء وإنما 
أنوار الدين آدابه وسنته التي يزم العبد بزمامها ) . وأصل الزمام بالكسر الخيط الذي يشد في 
البرة أو في الخشاش ثم يشد إليه المقود ثم سمي به المقود نفسه وقد زمه زماً شد عليه زمامه» 


( ويلجم المتقي بلجامها ) وهو ما يشد به فم الفرس عرليء وقيل: معرب ( حتى يتزن ميزان 


کتاب آداب الأكل OVERSEE‏ 


وإحجامها فيصير بسببها مدفعة للوزر ومجابة للأجر وإن كان فيها أوفى حظ النفس . 
قال رل : « إن الرجل ليؤجر حتى في اللقمة يرفعها إلى فيه وإلى في امرأته ». وإنما ذلك 
إذا رفعها بالدین وللدین مراعیاً فيه آدابه ووظائغه. 

وها نحن نرشد إلى وظائف الدين في الأكل فرائضها وسننها وآدابها ومروءاتها 
وهيئاتها في أربعة أبواب وفصل في آخرها. 

الباب الأرّل: فيا لا بد للآكل من مراعاته وإن انفرد بالأكل. 

الباب الثاني : فيا يزيد من الآداب بسبب الاجتاع على الأكل . 

الباب الثالث: فما يخص تقدي الطعام إلى الاخوان الزائرين 

الباب الرابع : فا بخص الدعوة والضيافة وأشباهها. 


الشرع شهرة الطعام في إقدامها وإحجامها ) أي التأخر عنها > ( فيصير بسببها مدفعة 
للوزر ) أي محلا لدفعه ( ومجلبة للأجر ) أي محلاً لجابهء ( وإن كان فبها أوفى حظ النفس . 
قال به «إن الرجل ليؤجر) أي يثاب ( حت في اللقمة يرفعها إلى فيه) أي إلى فمه 
( وال ف امرأته » ) أي فمها. کذا أورده صاحب القوت . 

وقال العراقي : رواه البخاري من حديث سعد بن أبي وقاص ١‏ وإنك مها أنفقت من نفقة فإنها 
صدقة حتى اللقمة ترفعها إلى في امرأتك ». 

( وإنغا ذلك إذا رفعها بالدین وللدین ) أي () ( مراعباً فيه آدابه ووظائفه . وها نحن 
ترد إلى وظائف الدين في الأكل فرائضها وسننها وآدامہا ومروءاتا وهيئاتها في أربعة 
أبراب و) زيادة ( فصل ف آخرها ) لبیان متمات (الأبواب) . 

الباب الأول: فيا لا بد للآكل من مراعاته وإن انفرد بالأكل) وحده. 

( الباب الثاني: فيا يزيد من الآداب بسبب الاجتاع على الأكل). أي مع جاعة. 

( الباب الثالث: فيا بخص تقدم الطعام إلى الأخوان الزائرين ) الداخلين إليه بقصد 
الزيارة من غير طلب. 

(الباب الرابع: فا مخص الدعرة والضبافة وأسبابما ) . فهذه أربعة أبواب تجمع جیع 
الآداب والسنن المعروفة. 


. هنا بياض بالأصل‎ )١( 


0۷4 ..... كتاب آداب الأكل / الباب الأول 


الباب الأول 
فیا لا بد للمنفرد منه: 
وهو ثلاثة أقسام : قسم قبل الأكل» وقسم مع الأكل» وقسم بعد الفراغ منه. 
. الباب الأول 
فیا لا بد للمنفرد منه 
( وهي ثلاثة أقسام: قسم قبل الأكل» وقسم مع الأكل» وقسم بعد الفراغ منه ) . ولنقدم 


قبل الخوض في المقصود بمقدمة في ذكر الطعام وما فيه من المصلحة والمفسدة. فاعام أن المريد 
السالك بحسن نيته وصحة مقصده ونور علمه وإتيانه بادابه تصير عاداته عبادة» فا نما هو وقته لله 


تعالی ویرد حیاته لله تعالی فتدخل عليه أمور العادة لموضع حاجته وضرورة بشريته» وتحف بعاداته 
أنوار يقظته وحسن نيته فتنور العادات وتشكل بالعبادات» وهمذا ورد ١‏ نوم الصائم عبادة ونفسه 
تسبيح وصمته حكمة » هذا مع كون النوم عين الغفلة » ولكن كل ما يستعان به على العبادة يكون 
عبادة» فتناول الطعام أصل كبير يحتاج إلى علوم كثيرة لاشتاله على المصالح الدينية والدنيوية 
وتعلق أثره بالقلب والقالب » وبه قوام البدن بإحياء سنة الله تعالى بذلك» والقالب مر كب القلب 
وبا عارة الدنيا والأخرة. وقد ورد «أرض الجنة قيعان نباتها التسبيح والتقديس » والقالب بمفرده 
على طبيعة الحيوانات يستعان به على عمارة الدنيا» والروح والقلب من طبيعة الملائكة يستعان بها 
على عارة الآخرة وباجتاعها صلحاً لعمارة الدارين » والله تعالى ركب الآدمي بلطيف حكمته من 
أخص جواهر الجسمانيات والروحانيات وجعله مستودع خلاصة الأرضين والسموات» وجعل عالم 
الشهادة وما فيها من النبات والحيوان لقوام بدن الآدمي » فكون الطبائع وهي الحرارة والرطوبة 
والبرودة والسوسة وكون بواسطتها النبات وجعل النبات قواما للحيوانات وجعل الحيوانات 
مسخرات للآدمي يستعين بها على أمر معاشه لقوام بدنه » فالطعام يصل إلى المعدة وفي المعدة طبائع 
أربع » وني الطعام طبائع أربع. فإذا أراد الله تعالى اعتدال مزاج البدن أخذ كل طبع من طباع 
المعدة ضده من طبائع الطعام فتأخذ الحرارة البرودة والرطوبة اليبوسة فيعتدل المزاج ويأمن 
الاعوجاج» وإذا أراد الله إفناء قالب وتخريب بنية أخذت كل طبيعة جنسها من المأكول فتميل 
الطبائم ويضطرب المزاج ويسقم البدن ذلك تقدير العزيز العلم . 

روي عن وهب بن منبه قال: وجدت في التوراة صفة آدم عليه السلام إفي خلقت آدم ركبت 
جسده من أربعة أشياء : من رطب ويابس وبارد وسخن» وذلك لأني خلقته من التراب وهو يابس 


كتاب آداب الأكل / الباب الأول OVO AES‏ 


القسم الأوّل: في الآداب التي تتقدم على الأكل وهي سبعة: 

الأوّل: أن يكون الطعام بعد كونه حلالاً في نفسه طيباً في جهة مكسبه موافقاً !َة 
والورع لم يكتسب بسبب مكروه في الشرع ولا بجكم هوى ومداهنة في دين - على ما 
سيأتي في معنى الطيب المطلق في كتاب الحلال والحرام- وقد أمر الله تعالى بأكل الطيب 
وهو الحلال وقدم النهي عن الأكل بالباطل على القتل تفخياً لأمر الحرام وتعظما لبر كة 


ورطوبته من الماء وحرارته من قبيل النفس وبرودته من قبيل الروح» وخلقت في الجسد بعد هذا 
الخلق الأول أربعة أنواع من الخلق هي ملاك الجسم بإذني وبهن قوامه فلا يقوم الجسم إلا مهن ولا 
تقوم منهن واحدة إلا بالأخرى منهن : المرة السوداء » والمرة الصفراء » والبلغمء والدم . ثم أسكنت 
بعض هذا الخلق في بعض فجعلت مسكن اليبوسة في المرة السوداء» ومسكن الرطوبة في المرة 
الصفراء » ومسكن الحرارة في الدم » ومسكن البرودة في البلغمء فأيا جسد اعتدلت طبيعته اعتدلت 
فيه هذه الفطر الأربع التي جعلتها ملاكه وقوامه» فكانت كل واحدة منهن ربعاً لا تزيد ولا 
تنقص کملت صحته واعتدلت بنيته » فان زادت منهن واحدة عليهن هزمتهن ومالت بهن ودخل 
عليه السقم من ناحيتها بقدر غلبتها حتى تضعف عن طاقتهن وتعجز عن مقدارهن . رواه صاحب 
الحلية من طريق عبد المنعم بن إدريس عن أبيه عن وهب. 

وكا أن للمعدة طبائع تتدبر بموافقة طباع الطعام » فللقلب أيضاً مزاج وطباع لأرباب التفقد 
والرعاية واليقظة يعرف انحراف القلب من اللقمة المتناولة . تارة يحدث في القلب من اللقمة حرارة 
الطيش بالنهوض إلى الفضول» وتارة تحدث في القلب برودة الكسل بالتقاعد عن وظيفة الوقت » 
وتارة تحدث رطوبة السهو والغفلة ء وتارة يبوسة الهم والحزن بسبب الحظوظ العاجلة. فهذه كلها 
عوارض يتفطن هما المتيقظ ويرى بعين البصيرة تغير القلب بهذه العوارض تغير مزاج القلب عن 
الاعتدال والاعتدال هو مهم طلبه للقالب » فللقلب أهم وأولى وتصرف الانحراف إلى القلب أسرع 
منه إلى القلب » ومن الانحراف ما يسقم به القلب يموت كموت القالب واسم الله تعالى دواء نافع 
نجرب يقي الأسواء ويذهب الداء ويجحلب الشفاءء والله أعام. 


القسم الأول: في الآداب التي تتقدم على الأكل وهي سبعة: 

( الأول: أن يكون الطعام ) الذي يأكله ( بعد كونه حلالاً في نفسه طيباً في جهة مكسبه 
موافقاً للسنة والورع) بأن تكون عينه معروفة م تختلط بعين أخرى من ظلم وخيانة واجاربال 
موافقته لحكم السنة بقوله: ( ل يكتسب بسبب مكروه) في الشرع (و )ان يکون سببه مباحا 
(لا ) بسبب محظور في الشرع (بجكم هوى ومداهنة في دين ) ودنيا ( على ما سيأتي ) بيان ذلك 
( في معنى الطيب المطلق في كتاب الحلال والحرام) إن شاء الله تعالى » ( وقد أمر الله تعالى 
بأكل الطيب وهو الخحلال وقدم) الأمر بالأكل على الأمر بالشكر فقال تعالى يا أيها الذين 
آمنوا كلوا من طيبات ما رزقنام واشكروا اله [البقرة: ۱۷١‏ ] وقدم (النهي عن الأكل 


ESS RRA ESIR 0۷7‏ كتاب آداب الأكل / الباب الأول 


الحلالء فقال تعالى : يا أيّها اڵّذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل ) إلى قوله : 
ولا تقتلوا أنفسكم© [ النساء : ۲۹ ] الآية. فالأصل في الطعام كونه طيباً وهو من 
الفرائض وأصول الدين . 

الثاني : غسل اليد ؛ قال مله : « الوضوء قبل الطعام ينفي الفقر وبعده ينفي اللمم ». 
وقي رواية: «ينفي الفقر قبل الطعام وبعده». ولان اليد لا تخلو عن لوث في تعاطي 


بالباطل ) أي بالحرام ( على القتل ) للأنفس ( تفخيا لأمر الحرام) الذي هو الأكل بالباطل 
( وتعظياً لبر كة الحلال فقال تعالى ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل) ) ا 
لأکل الحلال وتعظم للأكل بالإبطال» ( فالأصل في الطعام كونه طيباً وهو من الفرائض 
وأصول الدين ) . وسبأتي تفصيل ذلك في كتاب الحلال والحرام » وإن ما ذكره المصنف من طيبه 
في نفسه من جهة الكسب وموافقة السنة وانتفاء حكم الموى والمداهنة هي علامات الخلال الثلاث . 

( الثاني : غسل اليد ) واليد عند أهل اللغة من المنكب إلى أطراف الأصابع » لكن المراد هنا 
غسلها إلى الرسغ » ثم إن المراد من اليد هنا اليمنى واليسرى معا فمن اقتصر على إحداه) م يصب 
EE OS‏ 

عن السنة. ( قال به « الوضوء قبل الطعام ينفي الفقر وبعده ينفي اللمم» ») أي الجنون. 
قال العراقي : رواه القضاعي في مسند الشهاب من رواية موسى الرضى عن آبائه متصلاً . 

( ولي رواية) من حديث ابن عباس « الوضوء ( ينفي الفقر قبل الطعام وبعده» ) لأن في 
ذلك شكرآً للنعمة ووفاء بجرمة الطعام والشكر يوجب المزيد . رواه الطبراني في اللأوسط من طريق 
ل ن الجا ن ابن عبان عط #الو وه فل الطلعام وبودة رتفي امقر وهو فن ن 
المرسلين. قال الميثمي : نهشل بن سعيد متروك . وقال العراقي : ضعيف جداأً والضحاك م يسمع | بن 
عباس» وقال ولده الول العراقي : سنده ضعیف ولکن له شواهد وهي وإن كانت ضعيفة أيضاً 
لكنها تكسبه فضل قوة. منها : ما تقدم من رواية موسى الرضى» ومنها ما رواه أبو داود والترمذي 
عن سلمان «١‏ بركة الطعام الوضوء قبله والوضوء بعده». 

قلت : وهذا الحديث الأخير رواه كذلك أحد والحا كلهم في ألأطعمة عن سلمان قال : قرأت 
في التوراة بر كة الطعام الوضوء قبله فذ كرته للنبي بي فذ كره. والحديث ضعفه أبو داود» وقال 
الترمذي : لا نعرفه الا من حدیث قيس ر بن الربيع وهو مضعف » وقال الجا م : تفرد به قيس » وقال 
الذهبي : هو مع ضعف قيس فيه إرسال» لكن قال الحافظ المنذري قيس وإن كان فيه كلام لسوء 
حفظه لا يخرج الأسناد عن حد الحسن. 

ورو اام يار جه من راکو ن عي الله الإيلي عن الزهري عن سعيد بن المسيب 
عن عائشة مرفوعاً ١‏ الوضوء قبل الطعام حسنة وبعد الطعام حسنتان » . قال السيوطي في الخصائص : 
إنغا كان غسل اليدين بعد الطعام بجسنتين لانه شرعه وقبله بجسنة لانه شرع التوراة. 


كتاب آداب الأكل / الباب الأول ONS See‏ 


الأعال فغسلها أقرب إلى النظافة والنزاهة. ولأن الأكل لقصد الاستعانة على الدين 
عبادة فهو جدير بأن يقدم عليه ما يجري منه مجرى الطهارة من الصلاة. 

الثالث: أن يوضع الطعام على السفرة الموضوعة على الأرض فهو أقرب إلى فعل 
رسول الله بر من رفعه على المائدة. كان رسول الله بل إذا أتي بطعام وضعه على 


قلت : : ويؤيده ما مر من قصة سلان قرياً ثم أن المراد بالوضوء في هذه الأحاديث الوضوء 
اللغوي وهو غسل اليدين إلى aT‏ أنه ل قرب إليه طعام 
فقالوا : ألا نأتيك بوضوء؟ قال « إنما أمرت بالوضوء إذا قمت إلى الصلاة» لأن المراد بذلك 
الوصو رع وها الوصو لغري وه ر دغل ن زعم راه es SS‏ 
وما تمسك به أنه من فعل الأعاجم لا يصلح حجة ولا يدل على اعتباره دليلء ( ولأن اليد له 
تخلو عن لوث في تعاطي الأعبال فغسلها أقرب إلى النظافة والنزاهة ) وذلك قبل الطعام 
متوهم وبعده متحقق » ( ولأن الأكل ) أي للطعام الذي يأكله إنغا هو ( لقصد الاستعانة على 
الدين ) والتقوي على الطاعات وهو ( عبادة) لأن ما يستعان به علي العبادات عبادة كا تقدم» 
( فهو جدير) بهذا الاعتبار (بأن يقدم عليه ما يجري مجرى الطهارة من الصلاة) . 

وقال صاحب العوارف : وإنما كان الوضوء قبل الطعام موجباً لنفي الفقر لأن غسل اليد قبل 
الطعام استقبال للنعمة بالأدب» وذلك من شكر النعمة والشكر يستوجب المزيد » فصار غسل اليد 
مستجلباً للنعمة مذهباً للفقر» فقد روى أنس عن النبي به « من أحب أن يكثر خير بيته 
فليتوضأً إذا حضر غذاؤه وإذا رفع ». 

قلت : هذا الحديث رواه ابن ماجه من طريق جنادة بن المفلس عن كثير بن سليم عن أنس 
وجنادة وكثير ضعيفان. قال المنذري في الترغيب : المراد بالوضوء هنا غسل اليدين . 

( الثالث: : أن يوضع الطعام على السفرة الموضوعة على الأرض فهو أقرب إلى فعل 
رسول الله نه من رفعه على المائدة) . اعام أن السفرة في الأصل | سم لطعام يصنع للمسافر 
والجمع سفر كغرفة وغرف» وسميت الجلدة التي عى فيها الطعام سفرة مجازاً . كذا في المصباح. 
والمائدة من ماده ميداً أعطاه فهي فاعلة بمعنى مفعولة لأن امالك مادها للناس أي أعطاهم إياهاء 
وقيل: مشتقة من ماد يميد إذا تحرك فهي إسم فاعل على الباب. كذا في المصباح. 

( كان رسول الله له إذا أي بطعام وضعه على الأرض ) :قال العزاقى: برواه”أخد اق 
كتاب الزهد ووا من مر وراه الارن ديت آي هزر وة رقا غاغة رة 
أحجمد وضعفه الدارقطني اه. 


قلت : وروى الطبرافي من حديث ابن عباس كان يجلس على الأرض ويأكل على الأرض› 
وقد تقدم الكلام عليه في الباب الثاني من كتاب الدعوات ( فهو أقرب إلى التواضع ) أي وضع 


JN AE ENN GU SERRA 


الأرض فهذا أقرب إلى التواضع » فإن لم يكن فعلى الشفرة فإنها تذ كر السفر ويتذ كر من 
السفر سفر الآخرة وحاجته إلى زاد التقوى. وقال أنس بن مالك رجه الله: ما أكل 
رسول الله له على خوان ولا في سكرجة. قيل : فعلى ماذا كنتم تأكلون؟ قال: على 
السفرة. وقيل: أربع أحدثت بعد رسول الله مه : الموائد والمناخل والاشنان والشبع . 
واعام أنا وإن قلنا الأكل على السفرة أولى فلسنا نقول الأكل على المائدة منهى عنه هى 
الطعام على الأرض» ( فإن م يكن فعلى السفرة لأنها تذ كر السفر ) أي الخروج للارتحال أو 
قطع المسافة ( ويتذ كر من السفر سفر الآخرة) بانتقال الفكر إليه (و) يتذكر مع ذلك 
( حاجته إلى زاد التقوى ) فإن لكل سفر زادا يصلح له وان سفر زاد الآخرة التقوى والعمل 
الصالح . 

( وقال أنس) بن مالك رضي الله عنه: ( ما أكل رسول الله به على خوان ولا في 
سكرجة . قيل: فعلى ماذا كنتم تأكلون؟ قال : على اسر ) الخوان بالكسر ويضم هو المائدة ما 
م يكن عليها طعام معرب يعتاد بعض المترفهين الأكل عليه احترازاً عن خفض رؤسهم» فالأكل 
عليه بدعة لكنها جائزة قاله ابن حجر المكي في شرح الشمائل . وسكرجة بضم أحرفه الثلاث مع 
e E‏ لأنه معرب عن مفتوحها وهي إناء صغير يجعل فيه ما 
یشھی ويهضم من من الموائد حول اللأطعمة. والحديث قال العراقي رواه البخاري . 

قلت : و كذا رواه الترمذي في الشائل وابن ماجه . قال ابن ماجه : حدثنا مد بن المثنى » حدثنا 
معاذ بن هشام» حدثني أي عن يونس بن الفرات» عن قتادة» عن أنس بن مالك رضي الله عنه 
قال : ما کل رسول الله نھ على خوان ولا سکرجة. قال: فعلی ماذا کانوا یأکلون؟ قال : على 
السُفّر . ولفظ الترمذي : فعلى ما كانوا يأكلون؟ قيل: جعلت الواو هنا للتعظيم كا في رب 
ارجعون€ أوله ّث ولاهل بيته فظاهر أو للصحابة فإنغا عدل عن القياس لأنه يتأسون بأحواله 
> فكان السؤال عن عن أحواهم کالسؤال عن حاله. 

( وقیل: E a Eh E e E‏ 
رضي الله عنها فالموائد جع مائدة یم د هاور لال و مل مم ارو وا اا 
ينخل به وهو من النوادر التي وردت بضم المم والقياس الكسر لأنه آلة. كذا في المصباح. والأشنان 
بالضم والكسر لغة معرب والشبع بكسر الشين المعجمة وفتح الموحدة الامتلاء من الطعام . قيل : 
هو اسم » وقيل: مصدر وقد تسكن الباء لاجل ا 

( واعام أنا وإن قلنا أن الأكل على السفرة أولى ) لموافقته بالستّة 
( فلسنا نقول الأكل على المائدة منهي عنه نبي كراهة أو تحرم) والمراد بالكراهة 
هناكراهة التنزيه بدليل قوله: أو تحري » وهي إذا أطلققت تنصرف إلى 


كتاب آداب الكل / الباب الأول TT‏ 


كراهة أو تحر إذ لم يثبت فيه نهي . وما يقال أنه أبدع بعد رسول الله مه فليس كل 
ما أبدع منهياء بل المنهي بدعة تضاد سنة ثابتة وترفع أمرا من الشرع مع بقاء علته» بل 
الابداع قد يجب في بعض الأحوال إذا تغيرت الأسباب وليس ف المائدة إلا رفع الطعام 
عن الأرض لتيسير الأكل وأمثال ذلك ما لا كراهة فيه والأربع التي جعت في انها 
مبدعة ليست متساوية بل الأشنان حسن لا فيه من النظافة » فإن الغسل مستحب للنظافة 
والأشنان أ في التنظيف وكانوا لا يستعملونه لأنه رما كان لا يعتاد عندهم أو لا 
يتيسر » أو كانوا مشغولين بأمور أهم من المبالغة في النظافة » فقد كانوا لا يغسلون اليد 
أيضاً » و كان مناديلهم أخص أقدامهم وذلك لا ينع كون الغسل مستحباً » وأما المنخل 
فالمقصود منه تطييب الطعام وذلك مباح ما لم ينته إلى التنعم المفرط . وأما المائدة فتيسير 
للأكل وهو أيضاً مباح ما ل ينته إلى الكبر والتعاظم. وأما الشبع فهو أشد هذه الأربعة 
فإنه يدعو إلى تهييج الشهوات وتحريك الأدواء في البدن فلتدرك التفرقة بين هذه 
الممدعات . 


التحرم كا حققه ابن القم في اعلام الموقعين » واستدل بأقوال الأ ثمة من المذاهب الأربعة( إذ لم 
یثبت فيه نېي ) صربح» ( وما يقال أنه أبدع ) أي أحدث ( بعد رسول الله ل فليس كل 
ما أبدع منهياً) مطلقاًء ( بل المنهي بدعة تضاد سنة ثابتة وتدفع امرا من الشرع مع بقاء 
علته ) وأما ما شهد لجنسه أصل في الشرع إن اقتضته مصلحة تندفع به مفسدة فإنه يسمى بدعة 
إلا انا مباحة ( بل الابداع قد يجب في بعض الأحوال) لاقتضاء مصلحة ( إذا تغبرت 
الأسباب) والعلل ( و) لا يخفى أنه ( ليس في ) استعال ( المائدة إلا رفع الطعام على الأرض 
لنيسير الأكل ) وتسهيله عند تناوله» ( وأمثال ذلك ما لا كراهة فيه» والأربع التي جعت في 
انا بدعة ليست متساوية) في الحكم» ( بل الاشنان م في التنظيف ) وإزالة الدسومات»› 
U HG LE SRS E‏ 
تكن عادة هم بذلك ( أو لا يتيسر ) تحصيله ( وكانوا مشغولين بأمور ) دينية هي ( أهم من 

المبالغة في النظافة ) والتشدد فيها ‏ ( فقد كانوا لا يغسلون اليد أيضاً) كا عرف من سيرتهم» 
( وکان منادهم أخص في النظافة) أو يتمسحون بالحصى كا ذكر عن أصحاب الصفة 
وتقدم جيع ذلك في كتاب سر الطهارة ( وذلك لا ينع كون الغسل ) بالماء ( مستحباً) وهذا 
ظاهر ( وأما المنخل فالمقصود منه) نخل الدقيق واخذ الخلاصة منه وفيه ( تطييب 
الطعام وذلك مباح) شرعاً ( ما م ينته إلى الكبر والتعاظم ) فحينئذ ينهى عنه» ( وأما الشبع 
فهو أشد هذه الأربع ) في الانتهاء عنه» ( فانه يدعو إلى تهييج الشهوات ) الباطنة ( وتحريك 
الأدواء في البدن) من سوء طبيعة وفساد مزاج وثقل وهيضة ودوار وغير ذلك . (فليدرك) 


e ESAS RS ERS AE 0۸°‏ کتاب آداب الأکل / الباب الأول 


الرابع: أن يحسن الجلسة على السفرة في أوّل جلوسه ويستديها . كذلك كان رسول 
الله و ربا جا للأكل على ركبتيه وجلس على ظهر قدميه» وربا نصب رجله اليمنى 
وجلس على الیسری وکان یقول: ٫‏ لا آکل متکئاً إنما انا عبد آکل کا يأكل العبد 
وأجلس كا يجلس العبد ». والشرب متكا مكروه للمعدة أيضاً ويكره الأكل نائاً 
المتأمل ( التفرقة بين هذه المبدعات ) الأربعة» ( فإنها ليست على وتيرة واحدة ) وإنما تختلف 
أحكامها باختلاف الأسباب والعلل . 

( الرابع: أن بحسن الجلسة) بكسر الج اسم ميئة الجلوس ( على السفرة في أول جلوسه) 
عليها ( ويستديها ) إلى أن يفرغ» ( كذلك كان رسول الله مه ربجا جثا للأكل على ركبتيه 
وجلس على ظهر قدمیه» وربما نصب رجله الیمنی وجلس عل الیسری وکان يقول: ,لا 
آكل متكئاً إنما أنا عبد آكل كا يأكل العبد واجلس كا يجلس العبد»). 

قال العراقي : رواه أبو داود من حديث عبد الله بن بسر في أثناء حديث أتوا بتلك القصعة 
فالتفوا عليها فلا كثروا جثا رسول الله الحديث. وله وللنسائي من حديث أنس رأيته يأكل وهو 

وروى أبو الحسن بن المقري في الشمائل من حديثه كان إذا جلس على الطعام استوفز على ر كبته 
اليسرى وأقام اليمنى ثم قال: « إنا أنا عبد آكل كا يأكل العبد وافعل كا يفعل العبد » واسناده 
ضعيف اه. 

قلت : ورد بسند حسن « أهديت للنبي له شاة فجثا على ر کبته يأکل » فقال له اعرالي : ما 
هذه الجلسة ؟ فقال: إن الله جعلني كرياً ولم يجعلني جباراً عنيداً وإنما فعل بب ذلك تواضعاً لله 
تعالى» ومن ثم قال: إنغا أنا عبد اجلس كا يجلس العبد وآكل كا يأكل العبد». 

وفي خبر مرسل|أو معضل عن الزهري « أتى النبي بل ملك لم يأته قبلها فقال : إن ربك يخيرك 
بين أن تکون عبداً نبا أو نيا ملكا فنظر إلى جبريل كالمستشير له فأومأً إليه ان تواضع 
فقال: لا بل عبداً نبياً . قال : فما أكل متكئاً قط ». لكنه أخرج ابن ألي شيبة عن مجاهد أنه أكل 
متكئاً مرة» فإن صح فهو زيادة مقبولة. ويؤيدها ما أخرجه ابن شاهين عن عطاء بن يسار أن 
ول رای النبي بل يأكل متكئاً فنهاه. وفسر الأكثرون الاتكاء بالميل على أحد الجانبين لأنه 
يضر بالآكل فإنه يمنع مجرى الطعام الطبيعي عن هيئته ويعوقه عن سرعة نفوذه إلى المعدة وتضغط 
المعدة فلا يستحكم فتحها للغذاء . ونقل في الشفاء عن المحققين أنهم فسروه بالتمكن للأكل 
والقعود في الجلوس كالمتربع المعتمد على وطاء تحته » لأن هذه الميئة تستدعي كثرة الأكل والكبر › 
وورد بسند ضعيف زجر النبي له أن يعتمد الرجل على يده اليسرى عند الأكل . قال مالك رحه 
الله : هو نوع من الإتكاء . قال بعض المتأخرين : هنا في هذا إشارة من مالك إلى كراهة كل ما يعد 
الأكل فيه متكئاً ولا يختص بصفة بعينها » واختلفوا في حكم الاتكاء في الأكل فقال ابن القاص : 


کتاب آداب الأكل / الباب الأول 2 


ومتكئاً إلا ما يتنقل به من الحبوب. روي عن علي كرم الله وجهه أنه أكل كعكاً على 
ترس وهو مضطجع » ویقال منبطح على بطنه والعرب قد تفعله . 


كراهته من خصائصه َه » وقال غيره : يكره أيضاً لغيره إلا لضرورة» وعليه يحمل ما ورد عن 
جع من السلف وتعقب الحمل المذ كور بان ابن أي شيبة أخرج عن جع منهم الجواز مطلقاً» لكن 
يؤيد الأول ما أخرجه ابن أبي شيبة أيضاً عن النخعى : كانوا يكرهون أن يأكلوا تكاة مخافة أن 
تعظم بطوت إن ثبت كون الاتكاء. مكروهاً أو خلذف الأو فالستة ان اسن جانا على 
رکبتبه وظهور قدميه أو ینصب رجله البمنى ويجحلس على اليسرى. 

قال ابن القم : ویذ کر عنه عه أنه کان یجلس للأکل متو رکا على ر کبتیه ويضع بطن قدمه 
اليسرى على ظهر اليمنى تواضعاً لله عز وجل وأدباً بين يديه . قال : وهذه اليئة أنفع الميثات للأكل 
وأفضلها لأن الاعضاء كلها تكون على وضعها الطبيعي الذي خلقها الله تعالى عليه. 

وا حديث أنس : « رأيته يأكل وهو مقع من الجوع » فقد أخرجه الترمذي أيضاً في الشمائل» 
ومعناه أي جالس على أليتيه ناصب ساقيه. هذا هو الاقعاء المكروه في الصلاةء وإنما م يكره هنا 
لأنه ثم تشبه بالكلاب وهنا تشبه بالأرقاءففيه غاية التواضع » وهم اقعاء ثان لكنه مسنون في الجلوس 
بين السجدتين لأنه صح عنه به أنه فعله فيه» وهو أن ينصب ساقيه ويجلس على عقبيه . قيل : 
وهذا هو المراد هنا والأصح الأول لأن هيئته تدل على أنه ته غير متكلف ولا يعتني بشأن 
الأكل. وفي القاموس اقعى في جلوسه تساند إلى ما وراءه» وهذا يشعر بمزيد الرغبة عن الأكل 
امناسب لحاله ّي » وحينئذ فمعنى وهو مقع من الجوع أي مستند إلى ما وراءه من الضعف 
الحاصل له بسبب الجوع وبا قررته يعام أن الاستناد ليس من مندوبات الأكل لأنه ملي م يفعله 
إلا لذلك الضعف الحاصل له به » وقوله : كان يقول ١‏ لا آكل متكئاً » رواه البخاري والترمذي 
في الشمائل من حديث أي جحيفة» وقوله « إنغا أنا عبد » الخ تقدم قبله من حديث أنس بلفظ 
« وافعل » بدل « اجلس ». ورواه البزار من حدیث ابن عمر دون قوله « واجلس ». ورواه أحمد في 
الزهد من حديث عطاء بن أبي رباح» ومن حديث الحسن بجملته مرسلاً. 

( والشرب متكئاً مكروه للمعدة أيضاً) لأنه من فعل المتكبرين وأيضاً يضعف الكبدء 
( ويكره الأكل متكا ونائاً إلا ما يتنقل به من الحبوب ) . ولفظ القوت : والأكل متكا أو 
نائاً ليس من السنة إلا ما يتناول أو يتنقل من الحبوب وما في معناهاء فقوله « متكا » قد تقدم 
تفصيله قريباً. وقوله « ونائ » عام سواء كان على ظهره أو بطنه أو على أحد جنبيه. والتنقل : 
تناول النقل بضم النون وفتحها مع سكون القاف اسم للحبوب وما في معناها تتناول. 

( روي عن علي رضي الله عنه أنه أكل كعكاً على ترس وهو مضطجع» ويقال؛ منبطح 
على بطنه ) ولفظ القوت: قد رؤي علي کرم الله وجهه وهو یاکل على ترس مضطجعا کعكا» 
ويقال منبطحا على بطنه. ( والعرب تفعله ) . ولكن فما يتنقل به خاصة» فقد روی ابن ماجه 
« أنه ميه نهى أن يأكل الرجل وهو منبطح على وجهه». 


eR‏ ا ل الات الأول 


الخامس: أن ينوي بأكله أن يتقوى به على طاعة الله تعالى ليكون مطيعاً بالأكل ولا 
يقصد التلذذ والتنعم بالأكل. قال ابراهم بن شيبان: نند مائن نة عا كلت شا 
لشهوتي ويعزم مع ذلك على تقليل الأكل . فإنه إذا أكل لأجل قرّة العبادة م تصدق نيته 
إلا بأكل ما دون الشبع فإن الشبع ينع من العبادة ولا يقوى عليها فمن ضرورة هذه النية 
كسر الشهوة وإيثاره القناعة على الاتساع . قال مله : « ما ملا آدمي وعاء شرا من بطنه . 
حسب ابن آدم لقهات يقمن صلبه فإن م يفعل فثلث طعام وثلث شراب وثلث للنفس » 


(الخامس: أن ينوي بأكله أن ينقوى به) على البر والتقوى و( على طاعة الله تعالى ) 
والاستعانة بخدمته ليكون مطيعاً بالأكل» ( ولا يقصد التلذذ والتنعم بالأكل) كا يقصده 
امترفهون. ( قال إبراهم بن شيبان: منذ نمائين سنة ما أكلت شيا لشهوتي ) وني نسخة 
بشهوتي» ( ويعزم مع ذلك على تقليل الأكل فإنه إذا أكل لأجل قوة العبادة) أي لأجل أن 
يتقوى على العبادة ( ) تصدق نيته إلا بأكل ما دون الشبع ) بجيث تبقى هناك الشهوة الداعية 
للأكل» ( فإن الشع ) المفرط ( يمنع من العبادة) أي من القيام بحقوقها ( ولا يقوى عليها ) 
لارتخاء العروق عند امتلاء المعدة. ( فمن ضرورة هذه النية كسر الشهوة وإيثار القناعة ) عل 
الحرص والتقلل ( على الاتساع) والأدب فيه على الشره. 

( قال ر ما ملا آدمي وعاء شرا من بطنه) لا فاته من خيور كثيرة جعل البطن 
كالأوعية التي تتخذ ظروفاً توهیناً لشأنه» ثم جعله د شر الأوعية لأنها تستعمل في غير ما هي له» 
والبطن خلق لأنه يتقوم به الصلب بالطعام وامتلاؤه يفضي إلى فساد الدين والدنيا فيكون شراً 
منها» ووجه تحقق ثبوت الوصف في المفضل عليه أن ملء الأوعية لا يخلو عن طمع أو حرص في 
الدنياء وكلاهما شر على الفاعل. والشبع يوقع في مداحض فيزيغ عن الحق ويغلب عليه الكسل 
فیمنعه من التعبد وتکثر فيه مواد الفضول فیکثر غضبه وشهوته ویزید حرصه فیوقعه في طلب ما 
زاد على الحاجة. ( حسب ابن آدم) أي يكفيه وفي رواية : بحسب ابن آدم ( لقيات ) جع لقيمة 
تصغيبر لقمة» وهذه الصيغة لجمع القلة لما دون العشرة. وفي رواية «أكلات» محر كة جع أكلة 
بالضم وهي بمعناها أي يكفيه هذا القدر في سد الرمق وامساك القوة» ولذا قال: ( يقمن صلبه ) 
أي ظهره تسمية للكل باسم جزئه ( فإن م يفعل ) وفي رواية : فإن كان لا محالة أي من التجاوز عا 
ذكر فلتكن أثلاثاً ( فثلث طعام ) أي مأكول» وفي رواية : لطعامه ( وثلث شراب ) أي 
مشروب» وفي رواية لشرابه ‏ ( وثلث ) يدعه ( للنفس» ) بالتحريك يعني یبقی من ملئه قدر 
الثلث ليتمكن من النفس» وهذا غاية ما اختير للأكل وهو أنفع ما للبدن والقلب» وإنغا خص 
الثلاثة بالذ كر لأنا أسباب حياة الحيوان» وأيضاً لما كان في الانسان ثلاثة أجزاء أرضی ومائی 
وهوائي قسم طعامه وشرابه ونفسه إلى الاجزاء الثلاثة » وترك الناري لقول جع من الاطاء ليس في 
البدن جزء ناري ذكره ابن القم. 


کتاب آداب الأكل / الباب الأول OAT ose noe ARS‏ 


ومن ضرورة هذه النية أن لا بيد اليد إلى الطعام إلا وهو جائع فيكون الجوع أحد ما 
لاب من تقديه على الأكل. ثم ينبغي أن يرفع اليد قبل الشبع ومن فعل ذلك استغنى 
عن الطبيب» وسيأتي فائدة قلة الأكل وكيفية التدريج في التقليل منه في كتاب كسر 
شهوة الطعام من ربع المهلكات . 

السادس: أن يرضى بالموجود من الرزق والحاضر من الطعام ولا يجتهد في التنعم 
وطلب الزيادة وانتظار الأدم بل من كرامة الخبز أن لا ينتظر به الأدم» وقد ورد الأمر 
باكرام الخبز» فكل ما يدي الرمق ويقوي على العبادة فهو خير كثير لا ينبغي أن 


قال العراقي : هذا الحديث رواه الترمذي» وقال: حسن › والنسائي» وابن ماجه من حدیث 
المقدام بن معد يکرب . 

قلت : وكذا رواه ابن المبارك في الزهد» وأحد» وابن سعد» وابن جرير» والطبرافيء والحاج» 
وابن حبان» والبيهقي . وقال الحاک : هو صحيح وسيأتي الكلام على هذا الحديث في كتاب كسر 
الشهوتين عند ذكر فوائد الجوع. 

( ومن ضرورة هذه النية أن لا يمد يده إلى الطعام إلا وهو جائع ) يشتهي الطعام» 
( فيكون الجوع أحد ما لا بذ من تقديه على الأكل» ثم ينبغي أن يرفع اليد ) من الطعام 
( قبل الشع ومن فعل ذلك استغنى عن الطبيب ) لعدم حاجته إليه» ( وسيأتي فائدة قلة 


الأكل وكيفية التدريج في التقليل منه في كتاب كسر شره الطعام من ربع المهلكات ) إن 
شاء الله تعای . 


( السادس: أن يرضى بالموجود من الرزق والحاضر من الطعام ) وأن يقنع با لمأكول من 
ا > ( ولا ججتهد في التنعم وطلب الزيادة) فوق ما حضر (و) يقطع نظره عن ( انتظار 
الأدم) أي ما يتدم به ( بل من كرامة الخبز أن لا ينتظر به الأدم) وهو قول غالب 
القطان» فإن الخبز وحده نعمة مستقلة وفيه كفاية لرد حاجة المحتاج لاسما إذا کان مسخناً . 
( وقد ورد الأمر باكرام الخبز) وهو قوله بم «أكرموا الخبز» أي بسائر أنواعه» ومن 
إكرامه أن لا ينتظر به الأدم» ( فكل ما يدم الرمق ) أي يسك قوته ويجفظها ( ويقوى على 
العبادة) أي على الاتيان ما ( فهو خير كثير لا ينبغي أن يستحقر ) ومن استحقاره أن لا 
يكتفي به وينتظر به الأدم» والحديث المذ كور رواه البيهقي والحاک من حدیث عائشة من طريق 
غالب القطان عن كرية بنت همام عنها . قال الحا م : صحيح» وأقره الذهي وفيه قصة . ورواه 
البخوي في معجمه» وابن قتيبة في غريبه عن ابن عباس» وسيأتي باقي الكلام على هذا الحديث 
قريبا في القسم الثاني » واختلفوا في معنى اكرام الخبز فقيل : هو هذا الذي ذكره المصنف» وهو 
قول غالب القطان» وأورده عليه بعضهم بانه غير جيد لا قالوا أن أكل الخبز مأدوماً من أسباب 


N ee O۸4‏ الات الاوك 


يستحقر بل لا ينتظر بالخبز الصلاة إن حضر وقتها إذا كان في الوقت متسع . قال لله : 
« إذا حضر الحَّشاء والعشاء فابدأوا بالعشاء ». و کان ابن عمر رضي الله عنها ربا سمع 
قراءة الإمام ولا يقوم من عشائه . ومهما كانت النفس لا تتوق إلى الطعام ولم يكن في 
تأخبر الطعام ضرورة فالأولى تقدي الصلاةء فأما إذا حضر الطعام وأقيمت الصلاة 
وكان في التأخبر ما يبرد الطعام أو يشوش أمره فتقديه أحب عند اتساع الوقت تاقت 
النفس أو لم تتق لعموم الخبرء ولأن القلب لا يخلو عن الالتفات إلى الطعام الموضوع 
وإن م يكن الجوع غالباً. 

السابع : أن حتهد في تکثير الأيدي على الطعام ولو من أهله وولده. قال : 


حفظ الصحة . وعندي هذا غير وارد فإن المقام مقام الزهد والتقلل » فالذي يسد الرمق شيء وما 
يتسيب منه حفظ الصحة شيء آخر فتأمل. 

وبقية معاني هذا الحديث تأي قريباً ( بل لا ينتظر بالخبز الصلاة وإن حضر وقتها إذا 
كان في الوقت متسع ) يكنه تحصيل كل منها . ( قال مه : « إذا حضر العشاء ) بفتح العين 
امم للطعام الذي يؤكل في العشبة ( والعشاء ) بكسر العين هي العشاء الأخيرة ( فابدأوا بالعشاء ) 
بفتح العين تقدم الحديث في الصلاة. رواه البخاري ومسام من حديث ابن عمر وعائشة» والمعروف 
من روايته « إذا وضع الطعام وأقيمت الصلاة فابدأوا بالعشاء » قال راويه : ( وكان ابن عمر 
رضي الله عنها رما سمع ) الإقامة و( قراءة الإمام وهو لا يقوم من عشائه ) عملا بالحديث 
نقله صاحب القوت . 

( ومهها كانت النفس لا توق إلى الطعام وم يكن في تأخير الطعام ضرر فالأولى تقدم 
الصلاة) على الطعام ء ( فأما إن حضر الطعام وأقيمت الصلاة وكان في التأخير ما يبرد 
الطعام أو يشوّش أمره فتقديه على الصلاة أحب) لكن ( عند اتساع الوقت) ولا ينظر 
حينئذ إلى غبره ( تاقت النفس أو م تق لعموم الخبر ) الوارد فيهء ( لأن القلب لا بخلو عن 
الالتفات إلى الطعام الموضوع ) على السفرة ( وإن م يكن الجوع غالباً ) فقطع هذا الالتفات 
أولى ليحضر في الصلاة بقلبه على أكمل حالات الباطن. 

( السابع: أن يجتهد في تكثير الأيدي على الطعام ) فأحب الطعام إلى الله تعالى ما كثرت 
عليه الأيدي رواه جابر مرفوعاً . أخرجه أبو يعلى » وابن حبان» والبيهقي » وأبو الشيخ في الثواب» 
والطبراني » والضياء في المختارة كلهم من رواية عبد المجيد بن عبد العزيز بن أي رواد عن ابن 
جریج واسناده حسن» ( ولو من هله وولده ) وخادمه فیجمعهم كلهم ویأکل معهم » والسر في 
ذلك أن اجتاع الانفاس وعظم الجمع أسباب نصبها الله سبحانه مقتضبة لفيض الرحة وتنزلات 
غيث النعمة» وهذا كالمحسوس عند أهل الطريق ولكن العبد لجهله يغلب عليه الشاهد على الغائب 
والجس على العقل . 


كتاب آداب الأكل / الباب الأول ORO aS‏ 


« اجتمعوا على طعامكم يبارك لکم فيه ». وقال انس رضي الله عنه: « کان رسول الله 
E‏ لا يأكل وحده». وقال مله : « خير الطعام ما كثرت عليه الأيدي ». 
القسم الثاني في آداب حالة الأكل: 

وهو أن يبدأ « ببسم الله » في أوّله و « با حمد لله » في آخره ولو قال مع کل لق : 
١‏ بسم الله » فهو حسن حتى لا يشغله الشره عن ذ كر الله تعال » ويقول مع اللقمة الأولى : 
« بسم الله » ومع الثانية « بسم الله الر حن » ومع الثالثة « بسع الله الرحهمن الرحم » ويجهر به 


( قال ب : « اجتمعوا على طعامكم يبارك لكم فيه » ) قال العراقي : رواه أبو داود وابن 
ماجه من حدیث وحشی بن حرب باسناد حسن اه. 


م : روياه في الأطعمة» ورواه أيضاً أحد » وابن حبان» والحام في الجهاد بزيادة « واذكروا 
اسم الله » والامر للندب . وني الحديث قصة وهي : قال رجل يا رسول الله إنا نأكل ولا نشبع فقال 
ل تفترقون على طعامكم اجتمعوا ». الحديث . وقال ابن عبد البر: إسناده ضعيف . 


وعن عمر رضي الله عنه مرفوعاً « كلوا جيعاً ولا تغرقوا فإن البركة مع الجماعة ٠‏ رواه ابن 
ماجه» ورواه العسكري في المواعظ بلفظ «وإن البركة في الجاعة». 


الخرائطي في مكارم الأخلاق بسند ضعيف. 


القسم الثاني : في آداب حالة الأكل: 

( وهو أن یبدا باسم الله تعالى في أُوّله وبالحمد في آخره) بأن یقول « بسم الله » وي آخره 
«الحمد لله ». وعن أنس مرفوعاً « من أحب أن يكثر خير بيته فليتوضأً إذا حضر غذاؤه ثم يسم 
الله تعالى » فقوله تعالى 3 ولا تأكلوا ما لم يذ كر اسم الله عليه © [ الأنعام : ٠١١‏ ] تفسيره تسمية 
الله تعالى سند ذبح الحيوان . واختلف الشافعي» وأبو حنيفة في وجوب ذلك وفهم الصوفي منه تقييد 
لقيام بظاهر التفسير أن لا يأكل الطعام إلا مقترناً بالذ كر وذلك فريضة وقته وأدبه» ويرى أن 
تناول الطعام والماء داء ينتج من آفة النفس ومتابعة هواها ویری ذکر الله دواءه وتریاقه» ویروی 
عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله مَل يأكل الطعام في ستة نفر من أصحابه » فجاء 
اعرالي فأکله بلقمتين » فقال بب « اما أنه لو كان يسمي الله لكفام فإذا أكل أحد م طعاماً فليقل 
بسم الله فإن نسي أن يقول بسم الله فليقل بسم الله أوّله وآخره ». ( ولو قال مع كل لقمة ) يرفعها 
إلى فمه ( « بسم الله » فهو أحسن حتى لا يشغله الشره عن ذ كر الله تعالى» ويقول مع اللقمة 
الارل « بسم الله » ومع الثانية « بسم الله الرجن»› ومع الثالثة « بسم الله الرحن الرحم») 


na ESR he es 0۸٦1‏ کتاب آداب الأكل / الباب الأول 


ليذ كر غيره ويأكل باليمنى ويبدأً با ملح ويختم به ويصغر اللقمة ويجود مضغها وما م 


هكذا ذكره صاحب القوت وإن أتم مع أول لقمة كان حسناًء ( ويجهر به ليذ كر غيره) إن 
کان ناسياً أو غافلاً. 

قال صاحب العوارف : واعام أن ذکر اسم الله تعالى في أوّل الطعام هو الدواء النافع لدفع 
عوارض القلب الحادثة من اللقمة المتناولة . قال : وحكي أن الإمام أبا حامد الغزالي قدس سره لما 
رجع إلى طوس وصف له في ب بعض القری عبد صالح فقصده زائراً فصادفه وهو في صحراء له 
يىذر الحنطة في الأرض» فلا راه أقبل إليه وحادثهء فجاءه رجل من أصحابه وطلب منه البذر 
لينوب عن الشيخ في ذلك وقت اشتغاله بالغزالي » فامتنع ولم يعطه البذر فسأله الغزالي عن سبب 
امتناعه فقال : لأني أبذر هذا البذر بقلب حاضر ذاكر أرجو البر كة فيه لكل من يتناول منه شيا » 
فلا أحب أن أسلمه إلى هذا فيبذره بلسان غير ذاكر وقلب غير حاضر . قال : وكان بعض الفقراء 
عند الأكل يشرع في قراءة سورة من القرآن يخص الوقت بذلك حتى تنغمر أجزاء الطعام بأنوار 
Ea‏ . قال: وقد كان شيخنا أبو النجيب 
السهروردي يقول: : Ui‏ آکل وأنا أصلي يث يشير إلى ضور القلب ي الطعام» وريا کان یوقف من 
ينع عنه الشواغل وقت أكله ثلا يتفرق همه اوقت الأكلء ويرى للذ كر وحضور القلب في 
الأكل أثرأ كبيراً لا يسعه الإهمال له. قال : ومن الذ كر عند الأكل الفكر فما هيأ الله تعالى له من 
الأسنان المعينة له على الأكل» فمنها الكاسرة» ومنها القاطعة » ومنها الطاحنة. وما جعل الله من 
اماء الحلو في الفم حتى لا يتغير الذوق كا جعل ماء العين مالحا ا كان شح حتى لا يتغير » و كيف 
جعل النداوة تنبع من أرجاء اللسان والفم ليعين ذلك في المضغ والسوغ» و كيف جعل القوة الماضمة 
متسلطة على الطعام تفصله وتجذبه متعلقا مددها بالكبد والكبد بمثابة النار والمعدة بمثابة القدر» 
وعلى قدر فساد الكبد تقل الماضمة ويفسد الطعام ولا ينفصل ولا يتصل إلى كل عضو نصيبه» 
وهكذا تأثير الأعضاء كلها من الكبد والطحال والكليتين » ويطول شرح ذلك. فمن أراد الاعتبار 
يطالع تشريح الأعضاء لبرى العجب من قدرة الله تعالى في تعاضد الأعضاء وتعاونها وتعلق بعضها 
بالبعض في اصلاح الغذاء واستجلاب القوة منه للأعضاء وانقسامه إلى الدم والتفل واللبن لتغذية 
المولود من بين فرث ودم لبناً خالصاً سائغاً للشاربين» فتبارك الله أحسن الخالقين » فالفكر في 
ذلك وقت الطعام وتعرف لطيف الحكم والتدبير فيه من الذ كر . قال : وما يذهب داء الطعام المغير 
مزاج القلب أن يدعو في أوّل الطعام ويسأل الله تعالى أن يجعله عونا على الطاعة » ويكون من دعائه : 
اللهم صل على محمد وآل مد وما رزقتنا ما نحب اجعله عونا لنا إلى ما تحب وما زويت عنا ما 
حب اجعله فراغا لنا فيا تحب اه. سياق صاحب العوارف. 

( ويأكل باليمين) أي تأدباً على الأصح» وقيل : وجوباً ويدل له ما في مسام أنه مله رأى من 
یأکل بشماله فنهاه فقال : لا أستطيع فشلّت يينه فام يرفعها إلى فيه حت مات . وعند ابن ماجه من 
حدیث أي هریرة رفعه « لبأکل أحدک بیمینه ولیشرب بیمینه ولیأخذ بیمینه ولیعط بیمینه فان 


كتاب آداب الأكل / الباب الأول DAV DAREN ERS ea‏ 


يبتلعها لم يمد اليد إلى الأخرى فإن ذلك عجلة في الأكل وأن لا يذم مأكولاً . , كان 
مھ لا يعيب مأكولاً كان إذا أعجبه أكله وإلاً ت ركه » وأن يأكل ما يليه إلا الفاكهة 
فإن له أن يجيل يده فيها . قال بل : « كل ما يليك » ثم كان ب يدور على الفاكهة 


الشیطان یأکل بشماله ویشرب بشماله ويعطي بشماله ویأخذ بشماله. وروی أحد والشيخان 
والأربعة من حديث عائشة « كان يحب التيامن ما استطاع في طهوره وتنعله وترجله وفي شأنه 
کله ». روی أحد من حدیث حفصة رضی الله عنها قالت : « کان يجعل يینه لأکله وثیابه وشربه 
ووضوئه وأخذه وعطائه وشاله لما سوی ذلك». 

( ويبداً بالملح ويختم به) هكذا نقله صاحب القوت» وصاحب العوارف قال الأخير : روي 
عن رسول الله ل انه قال « يا علي ادأ طعامك بالملح وا ختم بالملح فإن الملح شفاء من سبعين داء 
منها الجنون والجذام والبرص ووجع البطن ووجع الأضراس ». وذكره ابن الجوزي في 
الموضوعات» وسيأتي الكلام عليه في الفصل الأخير . وروت عائشة رضي الله عنها قالت : لدغت 
رسول الله ل عقرب في ابہامه من رجله اليسرى لدغة فقال : عل بذلكالأبيض الذي يكون في 
العجين فجئنا بملح فوضعه في كفه ثم لعق منه ثلاث لعقات ثم وضع بقيته على اللدغة فسكنت 


عنه ). 


( ويصغر اللقمة ) قدر ما يسعه الفم تصغيراً وسطاًء ( ويجوّد مضغها) ذكره صاحب 
القوت. ( وما م يبتلعها ل بيد اليد إلى الاخرى فإن ذلك عجلة في الأكل ) » وكل ذلك من 
الآداب . وفي تصغير النقمة سد باب الشره والإعانة على على المضغ وفي جودة ة المضغ فائدة طبية وهي 
سرعة انهضامه في العدة فما لم يجرد مضعه بطؤ هضمه ء ( و) من الأدب ( أن لا يذم مأكولاً) 
ولا یعیبه إن أعجبه أکله وإِن م یعجبه ترکه. ( « کان ل لا يعيب مأكولاً كان إذا أعجبه 
أكله وإلاً تركه») قال العراقي: متفق عليه من حديث أي هريرة. 


( ويأكل ما يليه ) فإنه سَّنة وإن كان وحده وفي خبر ضعيف التفصيل بينهما إذا كان الطعام 
لوناً واحداً فلا يتعدى الآكل ما يليه » وأما إذا كان أكثر فيتعداه ( إلا الفاكهة ) ونحوها ما لا 
يقذر في الأكل من غير ما يلي الآكل» ( فإن له أن يبيل ) أي يدير ( يده) بلا كراهة فيه لأنه 
لا ضرر في ذلك ولا تقذر. ( قال به « كل ما يليك» ) قال العراقي : متفق عليه من حديث 


قلت : : ورواه الترمذي في الشمائل بلفظ «يا بني ادن فسم الله وكل بيمينك وكل ما يليك » 
وعمر بن أي سلمة هذا ربيبه له أمه أم سلمة دخل عليها بل وهو رضيع » وقوله « کل ما 
يليك » أي ندباً على الأصح» وقيل : وجوبا لما فيه من إلحاق الضرر بالغير ومزيد الشره والنهمة› 
وانتصر له السبكي ونص عليه الشافعي في الرسالة ومواضع من الأم » ويؤخذ من الحديث أنه يندب 


NENA ONS ats 0۸۸ 


فقيل له في ذلك فقال : « ليس هو نوعاً واحداً » وأن لا يأكل من ذروة القصعة ولا من 
وسط الطعام » بل يأكل من استدارة الرغيف إلا إذا قل الخبز فيكسر الخبز ولا يقطع 
بالسكين ولا يقطع اللحم أيضاً فقد نهي عنه وقال: « إنهشوه نهشاً » ولا يوضع على الخبز 


من على الطعام تعليم من ظهر منه اخلال بشيء من مندوباته. ( نم كان) ل (يدور على 
الفاكهة فقيل له في ذلك فقال « ليس هو نوعاً واحداً» ) أي فلا ضرر في إجالة اليد فيها ولا 
تقذر» رواه الترمذي وابن ماجه من حدیث عکراش بن ذؤیب» وفیه : فجالت ید رسول الله موه 
في الطبق فقال: يا عكراش « كل من حيث شئت فإنه غير لون واحد » قال الترمذي : غريب › 
ورواه ابن حبان في الضعفاء. وروی الخطيب في ترجة عبيد بن القاسم عن عائشة مرفوعاً « كان 
إذا أتي بطعام أكل ما يليه وإذا أتي بالتمر جالت يده فيه». 


( وان لا يأكل من ذروة القصعة) أي أعلاها تنزياً على الأصح» وإن قال البويطي في 
الختصر ويحرم الأكل من رأس الثريد والتعريس على الطريق والقران في التمر» فقد ذكروا أن 
هذه الثلاثة مكروهة لا محرمة» وكذا قوله: ( ولا من وسط الطعام ) كل ذلك إن لم يعام رضا 
من يأكل معه 'وإلاً فلا حرمة ولا كراهة لا ورد « انه ل كان يتتبع الدباء من حوالي القصعة 
لأنه عام أن أحداً لا يكره ذلك ولا یستقذره» وروی ابن ماجه من حدیث ابن عباس « إذا وضع 
الطعام فخذوا من حافته وذروا فإن البر كة تنزل في وسطه ». ورواه البيهقي من حديثه بلفظ 
١‏ كلوا في القصعة من جوانبها ولا تاكلوا من وسطها فإن البر كة تنزل في وسطها ». وعن عبد الله 
ابن بسر مرفوعاً ٫‏ کلوا من حوالیها وذروا ذروتها يبارك فیها » رواه ابو داود وابن ماجه. 
وعن وائلة ر بن الأسقع رفعه « کلوا بسم الله من حوالیها واعفوا عن رأسها فإن البر كة تأتيها من 
فوقها » رواه ابن ماجه eT‏ الرغيف ) كذا في القوت أي فلا يأكل من 
وسط الرغيف من لبابه ويترك حواليه كا هو عادة المترفهين ( إلا إذا قل الخبز) وكثر الآكلون. 
( فيكسر الخبز) قطعاً فيستعان بتكسير الخبز على التفرقة ‏ ( ولا يقطع ) الخبز ( بالسكين ) 
فإنه مناف لاكرامهء وأيضاً يورث الفقر فيا قالوا . والحديث رواه ابن حبان في الضعفاء من 
حديث أي هريرة» وفيه نوح بن أبي مرم وهو كذاب» ورواه البيهقي في الشعب من حديث أم 

( ولا يقطع اللحم أيضاً) بالسكين كا هو عادة الأجلاف من الاتراك فقد نى عنهء 
( وقال :) ولكن ( انيشوه نهشاً ) بالسين والشين معا نقله ابن فارس عن الأصمعي وهو أخذ اللحم 
بمقدم الأسنان للأكلء وقيل بالسين المهملة فقط واقتصر عليه ابن السكيت . ونقل الأزهري عن 
اللبث قال: هو بالشين المعجمة تناول البعير كنهش الحية وبالمهملة القبض على اللحم ونثره وعكسه 
ثعلب فقال : بالمهملة يكون باطراف الاسنان. وبالمعجمة يكون بالأسنان والأضراس» ومال ابن 
القوطية إلى قول الليث . وتحقيق هذا المقام في شرحي على القاموس» والحديث رواه الترمذي وابن 
ماجه من حديث صفوان بن امية بسند ضعيف. 


کتاب آداب الكل / الباب الأول e EEE TOT‏ 
قصعة ولا غبرها إلا ما يۇکل به. قال ل : « أكرموا الخىز فإن الله تعالى أنزله من 


( ولا يوضع على الخبز قصعة ولا ) غيرها فإنه إهانة للخبز ( إلا ما يؤكل به) من الأدم 
فإنه لا بأس بذلك . ( قال ل آكرموا الخبز فإن الله أنزله من بر كات السماء » )يعني المطر› 
وأخرجه من بر كات الأرض يعني من نباتها » وذلك لأن الخبز غذاء البدن. والغذاء قوام الروح» 
وقد شرفه الله وجعله من أشرف الأرزاق نعمة منه» فمن تهاون به فوضع عليه غير ادامة فقد 
سخط النعمة وكفرهاء فإذا جفاها نفرت وإذا نفرت لم تكد ترجع رواه هكذا الحكي الترمذي في 
نوادر الأصول عن الحجاج بن علاط بن خالد بن نويرة السلمي البهزي » وهو والد نصر الذي نفاه 
عمر من المدينة لحسنه. ورواه ابن منده في تاريخ الصحابة والمخلص والبغوي عن عبد الله بن بريدة 
عن أبيه» وكذا رواه أبو نعم في المعرفة والحلية» ورواه ابن الجوزي في الموضوعات وتبعه 
السيوطي » والحق أن طرق هذا الحديث كلها ضعيفة مضطربة وبعضها أشد في الضعف من بعض › 
ولکن له شواهد فالحکم عليه بالوضع غير جید. 

فمن تلك الشواهد ما رواه الطبراني في الكبير عن ألي سكينة نزيل حص « أكرموا الخبز فإن 
الله أكرمه فمن أكرم الخبز أكرمه الله تعالى ». وفي بعض نسخ الطبراني ١‏ فمن أكرم الخبز فقد 
أكرم الله تعالى » وفه خلف بن يجي وهو ضعيف . 

ومنها ما رواه الطبراني أيضاً» وعنه أبو نعم في الحلية من طريق ابراهي بن أي علية قال : سمعت 
عبد الله بن ألي حرام يقول : قال رسول الله له « أكرموا الخبز فإن الله سخر له بر كات السموات 
والارض » وفيه غياث بن ابراهم وضاع» وفي بعض رواياته فإنه من بركات البماء والأرض. 
ورواه البزار نحو ذلك بزيادة فيه. 

ومنها ما رواه ابن قتيبة في كتاب تفضيل العرب من طريق ميمون بن مهران عن ابن عباس 
قال: لا أعام إلا أنه رفعه قال «أكرموا الخبز فإن الله سخر له السموات والارض». 

ومنها ما یروی عن ابن عباس أيضاً ما رفع « ما استخف قوم بحق الخبز إلا ابتلاهم الله 
با جوع ». 


ومنها ما رواه المخلص وتام وغيرهما من حديث نمير بن الوليد بن نمير بن أوس الدمشقي عن 
أبيه عن جده عن ألي موسى الأشعري رفعه « أكرموا الخبز فان الله سخر له بر كات السموات 
والأرض والحديد والبقر وابن آدم». 


وأعظم الشواهد حديث عائشة ١‏ أكرموا الخبز» قد تقدم ذكره» وأنه رواه الجا في 
الملستدرك والبيهقي في السنن . قال الحا : صحيح الاسناد عن عائشة . قال الحافظ ابن حجر : فهذا 
شاهد صالح» وقد عام ما تقدم أن المراد بإكرام الخبز عدم وضع شيء عليه كالقصعة ونحوها. 
وأخرج الترمدي عن الثوري انه كان يكره وضع القصعة على الخبز . وقيل : معناه أن لا يطرح على 


SOS OS E RSS 0۹4°‏ كتاب آداب الأكل / الباب الأول 


بر كات السماء ». ولا يسح يده بالخبز . وقال به  :‏ إذا وقعت لقمة أحدك فليأخذها 
وليمط ما كان بها من أذى ولا يدعها للشيطان ولا يسح يده بالمنديل حتى يلعق أصابعه 
فإنه لا يدري في أي طعامه البر كة ». ولا ينفخ في الطعام الحار فهو منهى عنه» بل يصبر 


الأرض تباوناً به» ومنه قول بعضهم « الخبز يباس ولا يداس ». وقال آخر : الحنطة إذا ديست 
اشتكت إلى ربهاء ومنه يكون القحط . 

ونقل القطب الشعراني قدس سره عن بعض مشايخ الزوايا بالقرافة أنه كان تدخل له من 
معلوم الزاوية كل سنة الحنطة فكان يأمر الصوفية ذلك اليوم أن يلقطوها من الأرض ما يتناثر من 
التراسين حتى لا تداس ويقول: هو اكرام ما وأن فعلهم هذا بهذه النية هو عين الذ كر . هكذا أو 
معناه. وني قول المصنف : إلا مايؤكل به فيه رد على من زعم أنه لا يجوز وضع اللحم والأدام فوق 
الخبز نظراً لظاهر الحديث» فقد ورد أن النبي به وضع تمرة على كسرة وقال « هذه ادام هذه» 
لكن قد يقال إن التمر لا يلوث ولا يغير ‏ وأما اللحم والسمك يلوثان الخبز ويغيرانه فليحذر من 
ذلك . 


( ولا مسح يده بالخبز ) لأنه يلوثه وفيه إهانة له ( وقال عله « إذا وقعت ) وفي رواية 
١‏ سقطت » ( لقمة أحدك ) من يده عند إرادة أكلها أو من فمه بعد وضعها فيه » وذلك أوكد لا 
فيه من استحضار الحاضرين . قال الول العراقي : ويتأكد بعد المضغ لأنها بعد رميها على هذه الحالة 
لا ينتفع بها لعيافة النفوس ها . قال ابن العربي : وذلك إما من منازعة الشيطان له فيها حين لم يسم 
الله عليها وإلا بسبب آخرء ويرجح الاوّل قوله الآتي ولا يدعها للشيطان إذ هو انما يستحل إذا م 
بذ كر اسم الله عليه ( فليأخذها ) بيده من الأرض ( وليمط ) أي زل ( ما كان بها من أذى) 
وقي رواية: من الاذى أي من تراب وغوه ما تعاف وإن تنجست طهرها إن امكن ولياكلها او 
يطعمها غيره أو يطعمها حيواناً ( ولا يدعها) أي لا يتركها ( للشيطان) إبليس لا فيه من 
إضاعة نعمة الله واستحقارهاء والمانع من تناول تلك اللقمة الكبر غالبا وذلك ما يحب للشيطان 
ويرضاه ويدعوه إليه ( ولا يمسح يده با منديل ) . قيل : المراد به هنا منديل الفم لا منديل المسح 
بعد غسل اليد ( حتى يلعقها ) أي يلحسها ( أو يلعقها ) بضم حرف المضارعة أي غيره إنساناً أو 
حيواناً علل ذلك بقوله ( فإنه لا يدري في أي طعامه ) تكون ( البركة» ) أي التغذية والقوة 
على الطاعة. 


قال العراقي : رواه مسام من حدیث انس وجابر اه. 


و د ان ا5 أكل أحد ك طعاماً فلا يسح يده با منديل حتى يلعقها أو يلعقها 
فانه ل يدري في أي طعامه البر كة » كذلك رواه أحجد ومسام والنسائی واہن ماجه» وعند أحجد 
والشيخين وأي داود وأبن ماجه من حديث ابن عباس بالجملة الأرى فقط . 


كتاب آداب الأكل / الباب الأرل 


إلى أن يسهل أكله ويأكل ای را ا ای ای عر ار دی ر رن ره 
اتفق ولا يجمع بين بین التمر والنوی في طبق ولا يمع في كفه بل يه يضع النواة من فيه على 
O MS O E‏ 
ويطرحه في القصعة بل يتر كه مع الثفل حت لا يلبس على غيره فيأكله» وأن لا يكثر 


ورواه أحمد ومسام والترمذي من حديث أي هريرة بلفظ « إذا أكل أحدك طعاماً فليلعق 
أصابعه فإنه لا يدري في أي طعامه تكون البركة » وكذلك ورواه الطبراني في الكبير عن زيد بن 
اتا وق الوط عن انش 

( ولا ينفخ في الطعام الحار ) ليبرد ( فهو منهى عنه ) فغي حديث عائشة مرفوعاً « النفخ في 
الطعام يذهب بالبركة » قال العراقي : حديث النهي عن النفخ في الطعام والشراب رواه أحد في 
مسنده من حدیث ابن عباس» وهو عند أڼي داود والترمذي وصححه وابن ماجه إلا انم قالوا في 
الاناء» وللترمذي وصححه من حديث أي سعيد نهي عن عن النفخ في الشراب اه. 

قلت : حديث ابن عباس عند الطبراني بزيادة والتمرة وألحق بها الفاكهاني الكتاب تنزيماً > وفي 
سنده عمد بن جابر وهو ضعيف والتنفس في معنى النفخ . 

( بل يصبر إلى أن يتسهل أكله ) وني النهي عن النفخ في الطعام وجهان: أحدها أن فعله يدل 
على شرهه واعجاله» والثاني ربا يسقط مع النفخ بعض فتات الريق فيستقذره من يأكل معه» ( و ) 
يستحب أن ( يأكل من التمر وتراً) أي يقنصر على الوتر من العدد ( سبعاً أو إحدى عشرة 
أو إحدى وعشرين ) كذا في القوت» ( أو ما اتفق ) بحسب الحال والوقت لكن مع الاقتصار 
على الوتر فإنه عدد حبوب ( ولا يجمع بين التمر والنوى في طبق) لأنه ربا تعافه النفوس. 
روى الشرازي في الألقاب من حديث علي رضي الله عنه رفعه « نهي أن يلقى النوى على الطبق 
الذي يؤكل منه الرطب أو التمر » أي لثلا يختلط بالتمر والنوى مبتل من ريق الفم عند الأكلء ولا 
يعارضه ما رواه الحا عن أنس رفعه « كان يأكل الرطب ويلقي النوى على الطبق » وقال : صحيح 
على شرطهها » وأقره الذهبي فإن المراد هنا بالطبق الموضوع تحت إناء الرطب لا الذي فيه الرطب أو 
التمر. ( ولا ججمع ) النوی ( لي کفه بل يضع من فيه على ظهر کفه ثم یلقیها ) هکذا ذکره 
صاحب القوت . وقال غيره: يلقي النوى على ظهر أصبعه حتى يجتمع فيلقيه خارج الطبق . وأخرج 
ای اانی و دومن عن د مع اه اکل ا سبوا ی ا رکا ا 
النوى في يساره فمرت شاة فأشار إليها بالنوى فجعلت تأكل من كفه اليسرى ويأكل هو بيمينه 
حتى فرغ وانصرفت الشاة». ( وكذا ما ) كان في معناه ( ما له عجم أو ثفل ) كذا في القوت» 
( وأن لا يترك ما استرذله من الطعام في القصعة بل يتر كه مع الثفل حت لا يلتبس على 
غيره فبأكله ) . ولفظ القوت : وما رذله من المأكول مع الجماعة فلا يرده في القصعة فيأكله غيره 
إن وقع بيده أكله وإلا تركه معالثفل»( وأن لا يكثر الشرب في أثناء الطعام ) فقد بى عنه 


E SESE‏ ل ا ق 
الشرب في أثناء الطعام إلا إذا غص بلقمة أو صدق عطشه فقد قيل : إن ذلك مستحب 
في الطب وأنه دباغ المعدة. 


وأما الشرب: فأدبه أن يأخذ الكوز بيمينه ويقول: « بسم الله » ویشربه مصاً لا عباً. 
قال وھ : ١‏ مصوا الماء مصاً ولا تعبوه عباً فإن الكباد من العب ». ولا يشرب قائاً ولا 


طباً لأنه ينع الطعام عن تبيئه للهضم ( إلا إذا غص بلقمة أو صدق عطشه ) وفي حالة الغص 
شرت وجوا لاساغة اللقمة» وأما في حالة صدق العطش فهو خير إن شاء شرب وإن شاء دفعه 
عن نفسه» ( فقد قیل: : إن ذلك ) أي الشرب عند صدق العطش ( مستحب في الطب و ) ذلك 
لأنهم ذكروا ( أنه دباغ المعدة) . وقال بعضهم : شرب الماء البارد على الطعام خير من زيادة ألوان 
نقله صاحب القوت . وقال أيضاً : الشرب في تضاعيف الأكل مستحب من جهة الطب . 

( وأما الشرب؛ فأدبه أن يأخذ الكوز ) أو القدح ( بيمينه) أي بيده اليمنى اشرفها 
( ويقول « بسم الله» ويشربه مصاً) أي على مهلة شرباً رفيقاً (لاعباً ) أي تتابعاً من غير 
تنفس . ( قال به « مصوا الماء مصاً) أي أشزبوا شرباً رفيقاً ( ولا تعبوه عبّاً» ) أي لا 
تشربوه بكثرة من غير تنفس. هكذا رواه البيهقي من حديث أنس بسند بيّن. 

وقال العراقي : رواه الديلمي في مسند الفردوس من حديث أنس بالشطر الأول ولأبي داود 
في المراسيل من رواية عطاء بن أبي رياح « إذا شربتم فاشربوا مصأً» اه. 


قلت : وني بعض روايات حديث أنس وعلي زيادة (« فإن الكباد من العب» ) الكباد 
کغراب وجع الکبد . قال ابن القم : وقد عام بالتجربة أن هجوم الماء جلة ة واحدة على الكبد يؤلها 
ويضعف حرارتها بخلاف وروده على التدريج . ألا ترى أن صب الماء البارد على القدر وهي تفور 
يضر » وبالتدریج لا ومن آفات النهل دفعة ان في أوّل الشرب يتصاعد البخار الدخافي الذي يغشي 
الكبد والقلب لورود البارد عليه فإاذا شرب دفعة اتفق عند نزول الماء صعود الىخار فيتصادمان 
ويتدافعان فتحدث من ذلك أمراض رديئة ES SES E a E‏ 
فاشربوه مصاً ولا تشربوه عباً » فإن العب يورث الكباد . وروى سعيد بن منصور في السنن وابن 
السني وأبو نعم كلاها في الطب النبوي» والبيهقي من حديث عبد الله بن عبد الرحمن بن الحرث 
النوفلي مرسلاً « إذا شرب أحدك فليمص مصاً ولا يعب عباً فإن الكباد من العب». 


وهذه الشواهد يعضد بعضها بعضاً » ومن ثم حكم بعضهم على حديث علي بالحسن » فقول ابن 
العرلي في العارضة حديث الكباد من العب باطل فيه نظر» وأما حديث أي داود في المراسيل الذي 
ذكره العراقي ففيه زيادة وهي « وإذا استكتم فاستاكوا عرضاً » قال ابن القطان : وفيه مد بن 
خالد القرشي لا يعرف» وقد رد عليه الحافظ ابن حجر بان مدا هذا وثقه ابن معين وابن حبان» 
والحديث ورد من طرق عند البغوي والعقيلي وابن منده وابن عدي والطبراني وغیرهم بأسانید وان 


کتاب آداب الأكل / الباب الأول OAPs e‏ 
مضطجعاً فإنه بإ نهى عن الشرب قائاً . وروي أنه ّل شرب قائ ولعله كان لعذر . 


كانت مضطربة به كا قاله ابن عبد البر » لكن اجتاعها أحدث قوة صيرته حسناً. وروى الطبراني 
من حدیث أم سلمة « کان يبدأ بالشراب إذا کان صائ)ً و كان لا يعب » يشرب مرتين أو ثلاثاً. 
وعند الديلمي في حديث نش بعد قوله مضا زيادة وهی فانه أهناً وأمراً. 

( ولا یشرب قائ ولا مضطجعاً فإنه م « نی عن الشرب قائ » )قال العراقي : رواه 
مسام من حدیث نس وأي سعد واي هريرة . 

( وروی «انه به شرب قائ ٠‏ ) قال العراقي : رواه البخاري ومسام من حدیث ابن عباس 

قلت : رواية الشيخين أتيت النبي به بدلو من ماء زمزم فشرب وهو قائم . وروى البخاري 
عن علي انه شرب قائ ثم قال: إن اناساً يكرهون الشرب قائ وأن النبي به صنع مثل ما 
صنعت . وروی عاصم عن الشعپي ان ابن عباس حدثهم قال: سقيت رسول الله عه من زمزم 
فشرب وهو قائم . قال عاصم : فحلف عكرمة ما كان يومئذ إلا على ب بعير أخرجه البخاري . ورواه 
ابن حزم عنه . قال المحب الطبري في مناسكه: ويجوز أن يكون الأمر على ما حلف عليه عكرمة 
وهو أنه شرب وهو على الراحلة ويطلق عليه قائم » ويكون ذلك مراد ابن عباس من قوله « قائاً » 
فلا يكون بينه وبين النهى عن الشرب قائا تصادر وهذا هو الذي عناه الملصنف بقوله ( ولعله كان 
لعذر ) وهو الركوب. 

قال الطبري : ويجوز أن يحمل على ظاهره ويكون دليلاً على إباحة الشرب قا 

وعن ابن عباس أيضاً أن رسول الله ّي جاء إلى السقاية فاستسقاه فقال العباس: يا فضل 
اذهب إلى أمك فأت رسول الله مل بشراب من عندهاء فقال : اسقني » فقال : يا رسول الله انهم 
عمل صالح » م قال : « لولا أن تغلىوا لنزعت حقی أضع الحبل على هذه » وأشار إلى عاتقه 
أخرجاه. 

قال الطبري : وفي هذا دليل على ترجيح الاحتال الأول في الحديث قبله لأن قوله « لنزعت » 
يدل على أنه كان راكباً إلا أنه به مكث بمكة قبل الوقوف أربعة أيام بلياليها من صبيحة يوم 
اللأحد إلى صبيحة يوم الخميس » فلعل ابن عباس سقاه من زمزم وهو قائم في بعض تلك الأيام 
اآه. 

وقال ابن حجر المكي في شرح الشمائل قوله ١‏ فشرب وهو قائم » إنما فعله مع أن عادته الشرب 
قاعداً ونهيه عن الشرب قائ » وقوله فما رواه مسام « لا يشربن أحدك قائاً » فمن نسي فليقيء 
للبيان أن نهيه به عن الشرب قائ ليس للتحرم بل للتنزيه . وأن الامر بالاستقاء ليس للإيجاب 


NE A E AES a ees 0۹4 


ويراعي أسفل الكوز حتى لا يقطر عليه وينظر في الكوز قبل الشرب ولا يتجشأً ولا 
يتنفس في الكوز بل ينحيه عن فمه بالحمد ويرده بالتسمية . وقد قال له بعد الشرب: 
« الحمد لله الذي جعله عذباً فراتاً برحته ولم يجعله ملحا أجاجاً بذنوبنا ». والكوز وكل 


بل للندب» وقول من قال ليس الشرب من ماء زمزم قائ اتباعاً له مه إنما يسام له لو م يصح 
النهي عن الشرب قائا» وأما بعد صحته قائاً فيكون الفعل مبيناً للجواز لا يقال النهي مطلقاًء 
وشربه من ماء زمزم مقيد فام يتواردا على حل واحد لأنا نقول ليس النهي مطلقاً بل هو عام » فالشرب 
من زمزم قائ من افراده فدخل تحت النهي فوجب حله على أنه لبيان الجواز . ولو سلمنا أنه مطلق 
لكان مولا على المقيد فام يفد المقيد غير الجواز أيضاً . لا يقال النبي له نزه عن فعل المكروه 
كالمحرم» فكيف يشرب قائ لانا نقول شربه قائ| لبيان الجواز وهذا واجب عليه فام يفعل 
مکروهاً بل واجباً. وهکذا يقال في کل فعل فعله ب لبیان الجواز مع نهيه عنه أو عا يشملهء 
واعام أن كلا من حديث نهيه وفعله به المذ كورين صحيح وأن الجمع بينها ما قررناه» وحيث 
أمكن الجمع بين حديثين وجب المصير إليه» ودعوى النسخ ليست في محلها . وتضعيف خبر النهي 
غير مسموع مع إخراج مسام له والاستدلال لعدم الكراهة بفعل الخلفاء الأربعة غير جار على قواعد 
الأصوليينء مع أنه لا يقاوم ما صح عنه ّل سما في الشرب قائ ضرر» ومن ثم ندب الاستقاء 
منه حتى للناسي لأنه محرك خلطا يكون القيء دواءه. 


قال ابن الق : وللشرب قائ آفات . منها أنه لا يحصل به الري التام ولا يستمر في المعدة حقى 
يقسمه الكبد على الأعضاء وينزل بسرعة إلى المعدة» فيخشى منه أن يبرد حرارتها ويسرع النفوذ 
إلى أسافل البدن بغير تدريج» وكل هذا يضر بالشارب قائ . وعند أحد عن أبي هرير* أنه رأى 
رجلا يشرب قائ فقال : قه. فقال : ) ؟ فقال : أيسرك أن يشرب معك ار ؟ قال: لا . قال : شرب 
معك من هذا أشد منه الشيطان . وروى الترمذي في الشمائل من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن 
جده أنه ّي شرب قائ وقاعداً . قال الشارح: أي مرة قائ لبيان الجواز » ومراراً كثيرة بل هي 
الأكثر المعروف المستقر من أحواله بيثم قاعداً اه. 


( ويراعي أسفل الكوز حتى لا يقطر عليه ) أي على ثيابه أو شيء بين يديه فيفسده فإن 
شرب من قدح فلا يراعي ذلك . ( وينظر في الکوز قبل الشرب ) لئلا يکون به شيء ما يؤذي 
من قذى وغيبره ( ولا يتجشأ في الكوز ) أي لا يخرح الجشاء عند شربه في الكوز وهو صوت مع 
ريح يخرج من الفم عند حصول الشبع » فقد ورد النهي عن ذلك لأنه يغير الماء ويقذره فتعافه 
النفوس» ( بل ينحيه ) أي يبعده ( عن فمه بالحمد ويرده بالتسمية ) أي يشرب ثم يزيله عن 
فمه ثم يشرب ثم يفعل كذلك» ( وقد قال بث بعد الشرب ) أي بعد انفصاله عنه مرة واحدة 
( «الحمد لله الذي جعله ) أي الاء وني رواية « جعل الماء » ( عذباً فراتاً برجته وم يجعله ملحاً 
أجاجاً بذنوبنا» ) رواه الطبراني في الدعاء مرسلاً من رواية أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين» 


كتاب آداب الأكل / الباب الأول OO CA eS‏ 


ما يدار على القوم يدار نة وقد شرب رسول الله مله لبناً وأبو بكر رضي الله عنه عن 
شماله واعرالي عن يينه وعمر ناحية» فقال عمر رضي الله عنه: أعط أبا بكر فناول 
الاعرالي وقال: الأين فالأين » ويشرب في ثلاثة أنفاس بحمد الله في أواخرها ويسمى 
بالله في أوائلها ويقول في آخر النفس الأول « الحمد لله » وفي الثاني يزيد « رب العالمين » 


ولفظه « الحمد لله الذي سقانا » الخ . ورواه كذلك أبو نعم في الحلية كلاه) من طريق الفضيل عن 
جابر الجعفي عن أبي جعفر . قال ابن القم : غريب » وقال الحافظ في تخريج الأذكار : هو مع إرساله 
ضعيف من أجل الجعفي. 

( والكوز ) : أو القدح ( كلا يدار على القوم يدار بينة) أي على جهة اليمين» فقد ورد أنه 
( شرب رسول الله له لبناً وأبو بكر رضي الله عنه ) قاعد ( عن شاله واعرابي عن يمينه 
وعمر) رضي الله عنه قاعد (ناحية» فقال عمر رضي الله عنه: أعط أبا بكر فناول 
الأعرابي) و يناول أبا بكر ( وقال: الأين فالأيين فالأيين ) أي ابتدؤا بالأينء أو قدموا 
الأيين . يعني من على اليمين في نحو الشرب فهو منصوب» وروي رفعه وخبره محذوف أي الأين 
أ ووهه الى قول ٠ق‏ عضن طرق ادنك الارن فالا عون و كرن الق الان لذا 
للتأكيد إشارة إلى ندب الابتداء بالأين ولو مفضولاً » وحكي عليه الاتفاق بل قال ابن حزم: لا 
يجوز مناولة غير الأين إلا بإذنه. قال ابن العربي : وتقدم من على اليمين ليس لمعنى فيه بل لمعنى في 
جهة اليمين رواه مالك وأحد والشيخان والاربعة من حديث أنس بلفظ « أتي النبي مه بلبن 
شيب اء وعن ينه اعرالي وعن شماله أبو بكر فشرب ثم أعطى الأعراني » ثم ذكره. وفي بعض 
ألفاظ البخاري ألا فيمنوا. 

( ويشرب في ثلاثة أنفاس ) › فقد روى أحد والستة من حديث أنس: كان إذا شرب تنفس 
المراد بجا رواه الترمذي في الشمائل وابن السني والطبراني من حديث ابن مسعود رفعه « كان يتنفس 
في الإناء ثلاثاً أي بأن يشرب ثم يزيله عن فمه ويتنفس ثم يشرب ثم يفعل كذلك» فإذا أخرّه هد 
الله يفعل ذلك ثلاث مرات. 


وفي الغيلانيات من حديث ابن مسعود رفعه « كان إذا شرب تنفس في الإناء ثلاثاً جمد على 
کل نفس ویشکر عند آخرهن » 

وأما ما ورد من النهى عن التنفس في الأناء فا مراد به في جوف الإناء وذلك لأنه يغير الماء إما 
لتغير الفم بمأكول أو ترك سواك أو لأن النفس يصعد بخار المعدة وفي الشرب من غير تنفس ضرر 
كبير من جهة الطب ( و) يندب أن (يقول في آخر النفس الأول «الحمدلله» وفي الثاني 
يزيد « رب العالمين » ولي الثالث يزيد « الرحن الرحم») هكذانقله صاحب القوت 


RS 0۹7‏ اال 7 السات الول 
وني الثالث يزيد « الرحن الرحم » فهذا قريب من عشرين أدباً في حالة الأكل والشرب 
دلت عليها الأخبار والآثار. 

القسم الثالث ما یستحی بعد الطعام : 


وهو أن يسك قبل الشبع ويلعق أصابعه ثم يسح بالمنديل ثم يغسلها ويلتقط فتات 
الطعام . قال : ١‏ من اکل ما يسقط من المائدة عاش في سعة وعوفي في ولده». 


وصاحب العوارف» ( فهذا ) الذي ذكرناه ( قريب من عشرين أدبا في حالة الأكل والشرب 
دل عليه الآثار والأخبار ). ولذا قال سهل: من لم يحسن أدب الأكل لم يحسن أدب العمل. 
و كان بعض السلف يقول: إفي لأحب أن تكون لي نية في كل شيء حتى في الأكل والنوم » وكانوا 
يكون لأحدهم في الأكل نية صالحة كا يكون له في الجوع نية صالحة. 
القسم الثالث مايستحب بعد الطعام: 

( وهو أن يمسك) عن الأكل ( قبل ) حصول ( الشيع ) بأن يرفع يده قبل الامتلاء بمقدار 
ثلث بطنه أو نصفه كذلك سنة السلف وهو أصح للجم . وقال حكم من أهل الطب : إن الدواء 
الذي لا داء فيه أن لا تأكل الطعام حتى تشتهيه وترفع يدك منه وأنت تشتهيه ( ويلعق أصابعه ) » 
فقد روی جابر عن رسول الله ب قال « إذا أكل أحد ك طعاماً فليمص أصابعه فإنه لا يدري في 
أي طعامه تكون البر كة ». وروى أحد ومسام والثلاثة من حديث أنس رفعه « كان إذا أكل لعق 
أصابعه الثلاث » ورواه الحا وزاد «التي أكل بها » وهذا أدب حسن وسنة جيلة لإشعاره بعدم 
الشره في الطعام ‏ وبالاقتصار على ما يحتاجه» وذلك أن الثلاث يستقل بها الظريف الخبير » وهذا 
فما يكن فيه ذلك من الاطعمة وإلا فيستعين با يحتاج من اصابعه. 

(ثم بيسح با لمنديل ) وهي خرقة الغمرء ( ثم يغسلها ) أي تلك الاصابع * يسح بالمنديل ما 
على الأصابع من البلل . فقد روى أبو يعلى من حديث ابن عمر رفعه ١‏ من أكل من هذه اللحوم 
فلیغسل يده من رح وجده لا يؤذي من حذاه ». وعن أي هریرة رفعه « من بات وفي يده غمر وم 
یغسله فأصابه شيء فلا يلومن إلا نفسه». 


( ويلتقط فتات الطعام) وهو ما يتفتت منه ويتكسر ويسقط حوالي المائدة ويأكله. ( قال 
به « من أكل ما يسقط من المائدة عاش في سعة وعوفي في ولده» ) هكذا هو في القوت . 

قال العراقي : رواه أبو الشيخ في الثواب من حديث جابر بلفظ «أمن من الفقر والبرص 
والجذام وصرف عن ولده الحمق » وله من حديث الحجاج بن علاط السلمي « أعطي سعة في الرزق 
ووقی الحمق في ولده وولد ولده» وکلاه) منکر جدا اه. 

قلت : وقد روي في الباب من طرق محتلفة. منها: ما رواه الخطيب في المؤتلف عن هدبة بن 


كتاب آداب الأكل / الباب الأول OO SE LE‏ 


أسنانه بلسانهء أما اللخرج بالخلال فيرميه وليتمضمض بعد الخلال ففيه أثر 


خالد عن حاد بن سلمة عن ثابت عن أنس رفعه « من أكل ماتحت المائدة أمن من الفقر » قال 
الحافظ بن حجر في أطراف المختارة سنده في هدبة على شرط مسا والمتن منكر فينظر فيمن دون 
هدبة . 

ومنها: عن ابن عباس مرفوعاً « من أكل ما يسقط من الخوان ني عنه الفقر ونفي عن ولده 
الحمق » رواه أبو الحسن ابن معروف في فضائل بني هاشم والخطيب وابن النجار في تاريخيها . 

ومنها: عن الحجاج بن علاط السلمي رفعه « من أكل ما يسقط من المائدة لم يزل في سعة من 
الرزق ووقي الحمق في ولده وولد ولده» رواه الباوردي . 

ومنها: عن عبد الله بن أم حرام الأنصاري رفعه ١‏ من أكل ما يسقط من السفرة غفر له » رواه 
الطبراني والبزار وفيه غياث بن ابراهم ضعيف. 

ومنها: عن أي هريرة رفعه « من أكل ما يسقط من المائدة عاش في سعة وعوفي من الحمق من 
ولده وولد ولده» رواه ابن عساکر وفیه إسحاق بن نجیح کذاب. 

ومنها: عن ابن عباس أيضاً « من أكل ما يسقط من الخوان فرزق أولاداً كانوا صباحاً » رواه 
الشيرازي في الألقاب» والخطيب» وابن عساكر. 

( ويتخلل ) بعد الطعام أي يستعمل الخلال في أسنانه لإخراج ما بقي من بقايا الطعام فيه 
خصوصاً عقب أكل اللحم» فإنه يتعلق منه في أصول الاسنان شيء لا يخرج إلا بالخلال» ( ولا 
يبتلع كل ما يخرج من بين أسنانه باخلال إلا ما يجمع من أصول أسنانه بلسانه» وأما المخرج 
با خلال فبرمیه ) ولفظ القوت : ولا یزدرد ما أخرج الخلال من بین أسنانهء فإنه داء ومكروه 
وما لاکه بلسانه فلا باس ان يزدرده. 

قلت : والسر في ذلك أن ما یخرجه الخلال ملوث بالدم غالبا فیتنجس » وأما ما لا که بلسانه فهو 
یخرج بسهوله من غير تلویٹ بدم فلا بأس بازدراده. وقد روي هذا المعنى من حديث أي هريرة 
عند البيهقي : « من أكل طعاماً فما تخلل فليلفظ ومالاك بلسانه فليبلع من فعل فقد أحسن ومن لا 
فلا جرم ». واما التخلل فيروى عن ابن مسعود مرفوعا تخللوا فإنه نظافة والنظافة تدعو إلى 
الإيان والاإ يمان مع صاحبه في الجنة » وفي رواية : « تخللوا فانه مصحة للناب والنواجذ » هكذا رواه 
الطبراني في الأوسط وفي إبراهي بن حبان. قال ابن عدي : أحاديثه موضوعة. وقال المنذري : 
رواه في الأوسط هكذا مرفوعاًء ووقفه في الكبير على ابن مسعود بإسناد حسن وهو الأشبه 
والتخلل في اللغة إخراج الخلة بالكسر » وهو ما يبقى بين الأسنان من الطعام وال خلال اسم للعود 
الذي يخرج به والمخرج يسمى خلالة بالضم. 

( ويتمضمض بعد الخلال ) أي لا يعقب الخلال بعض الدم فيتنجس به الفم فيزيله 


۵۹۸ ....... كتاب آداب الأكل / الباب الأول 


عن أهل البيت عليهم السلام » وأن يلعق القصعة ويشرب ماءها . ويقال : من لعق القصعة 
وغسلها وشرب ماءها كان له عتق رقىة. وإن التقاط الفتات مهور الحور العبن . وان 
يشكر الله تعالى بقلبه على ما أطعمه فيرى الطعام نعمة منه . قال الله تعالی : 3 لوا من 

بات ما رَرَفَاكّم واشَكُرُوا له [ البقرة: ۱۷١‏ ] ومهها أكل حلالاً قال : الحمد لله 
الذي بنعمته تتم الصالحات وتنزل الب كات . الهم اطعمنا طيباً واستعملنا اطا وان 


أكل شبهة فليقل الحمد له على كل حال. اللهم لا تجعله قوَّة لنا على معصيتك » ويقرأً 


بالضمضة. ( ففيه أثر عن أهل البيت ) هكذا في القوت إلا أنه قال عن بعض أهل البيت» 
( وأن يلعق القصعة ) وما في معناه كالصفحة والصحن» ( يقال : من لعقى القصعة وشرب 
ماءها كان له عتق رقبة) أي بمنزلة عتق رقبة هکذا نقله صاحب القوت» وقد روي مرفوعاً 
معناه من حديث نبيشة الخبر المذلي رفعه : ١‏ من أكل في قصعة ولحسها استغفرت له القصعة » رواه 
الترمذي من حديث المعلى بن راشد حدثتني جدتي أم عاصم قالت : دخل علينا نبيشة الخير » ونحن 
نأكل في قصعة فحدثنا أن رسول الله مزه قال : فذ کره وهکذا أخرجه ابن ماجه وآخرون منهم 
أحمد والبغوي والدارمي وابن ن أي خيثمة وار بن السكن وابن شاهين . وقال الترمذي : غريب › وكذا 
قال الدارقطني » وأورده بعضهم بلفظ : « تستغفر الصحفة للاحسين ». وقال صاحب العوارف: 
وروی انس قال : أ ر رسول الله ا بإسلات القصعة وهو مسحها من الطعام . وروی الطبرافي في 
الكبير من حديث العرباض بن سارية: ١‏ من لعقق الصحفة ولعق أصابعه أشبعه الله في الدنيا 
والآخرة» وروى الحكي الترمذي من حديث أنس بمثل سياق حديث نبيشة عند الترمذي إلا أنه 
زاد ١‏ وصلت عليه » وثبت في صحيح مسام عن جابر « الأمر بلعق الأصابع والصفحة فإنكم لا 
تدرون في أي طعامكم البر كة ‏ وفي لفظ لابن حبان ١‏ ولا ترفع الصحفة حت تلعقها فإن في آخر 
الطعام البر كة ». ( و) يقال ( أن التقاط الفتات من حوالي المائدة) وأكلها ( مهور الحور 
الع ) نقله صاحب القوت» ولفظه : ولبأكل ما سقط من فتات الطعام . يقال : أنه مهور الحور 
العبنء ( ( وأن يشكر الله تعالى بقلبه على ما أطعمه فيرى الطعام نعمة منه ) ورؤيته نعمة هو 

عبن الشكر والشكر يستوجب المزيد ومن ¿ أدب الصوفية رؤية المنعم على النعمة وأنها منه وحده لا 
شريك له فيها ويعتقد الشكر له علبها. 

( قال الله تعالى  :‏ كلوا من طيبات ما رزقنا؟ واشكروا لله) [البقرة: 1۲ ومها 
أكل حلالاً قال « الحمد لله الذي بنعمته تم الصالحات وتنزل البر كات اللهم اطعمنا طيباً 
واستعملا صاخاً ‏ ) كذا في القوت إلا أنه قال : : ١‏ اللهم اطعمتنا طيباً فاستعملنا صا خا »وزاد 
١‏ وليكثر شكر الله على ذلك ». ( وإن أكل شبهة ) أي طعاماً فيه شبهة حرام ( فليقل: الحمد لله 
على كل حال . اللهم لا تجعله قوة لنا على معصينك ) كذا في القوت ( ويقرأً بعد ) فراغه 
( من الطعام:”قل هو الله أحد ولإيلاف قريش) كذا في القوت» ونقله كذلك صاحب 


كتاب آداب الأكل / الباب الأول OA E AAS‏ 


بعد العام قل هو الله أحد» ولاإيلاف قريش › 
ولا يقوم عن المائدة حتى ترفع أولاً فإن أكل طعام الغير فليدع له وليقل : الهم 
أکثر خبره وبارك له فیا رزقته ويسر له أن یفعل فيه خړا وقنعه با اعطیته واجعلنا 
وإياه من الشاكرين . وإن أفطر عند قوم فليقل : : أفطر عند ك الصائمون وأكل طعامكم 
الأبرار وصلت عليكم الملائكة . وليكثر الاستغفار والحزن على ما أكل من شبهة ليطفىء 
بدموعه وحزنه حر النار التي تعرض ها لقوله بل : « كل لحم نبت من حرام فالنار أو 
به » وليس من يأكل ويبكي كمن بأكل ويلهوء وليقل إذا أكل لبناً اللهم بارك لنا فيا 


العوارف. أما قل هو الله أحد فلأجل حصول البر كة فإنا تعدل ثلث القرآن وتنفي عن قارئها 
الفقر» ولأنها تعرف بسورة الإخلاص فيلاحظ معنى الاخلاص فما أكلهء وأيضاً فإنها تعرف 
بالصمدية لاشةاهما على إ سم الصمد وهو ما لا جوف له ولا يحتاج إلى طعام وشراب فيلاحظ هذه 
ا معاي عند قراءتها بعد الطعام » وأما لإيلاف قريش فلمناسبة الإلفة والاجتاع والأمان من الخوف 
واجیع. 

( ولا يقوم عن المائدة حتى ترفع أولاأً) روي ذلك من حديث ابن عمر بلفظ: « إذا 
وضعت المائدة فلا يقومن حتى ترفع المائدة». . ( فإن أكل طعام الغير فليدع له وليقل) في 
دعائه: : (اللهم بارك له فيا رزقته ويسر له أن يفعل منه خيراً وقنعه مما آعطيته واجعلنا 
وإياه من الشاكرين ) كذا ني القوت» ( وإن فطر عند قوم فليقل ) أي إذا نزل ضيفاً عند 
قوم وهو صائم فأفطر فليقل في دعائه: ( أفطر عندم الصائمون ) خبر بمعنى الدعاء بالخير 
والبر كة لأن أفعال الصائمين تدل على اتساع الحال وكثرة الخير إذ من عجز عن نفسه فهو عن غيره 
أعجز . ( وأكل طعامكم الأبرار ) دعاء واخبار» ( وصلت عليكم الملائكة ) أي استغفرت 
لکم . رواه الطبراني في الكبير من حديث ابن الزبير بسند حسن» ورواه أحجد وأبو داود والنسائي 
والبيهقي من حديث ان وفي إحدى روايج يتي النسائي بلفظ : « تنزلت » بدل « وصلت ». 

قال العراقي : إسناده صحیح › ونازعه تلا الحافظ وقال فيه معمر» وهو وإن احتج به 
الشيخان فإن روايته عن ثابت بخصوصه مقدوح فيها » ( وليكثر الإستغفار والحزن على ما أكل 
من شبهة ) فليس من يأكل وهو يبكي مثل من يأكل وهو يضحك» ( ليطفىء بدموعه وحزنه 
حر النار التي تعرض فا بقوله به « كل لحم ) وفي رواية : كل جسد ( نبت من حرام) وفي 
رواية : من سحت ( فالنار أُولى به» ) هذا وعيد شديد يفيد أن أكل أموال الناس بالباطل من 
الكبائر » ( ولیس من يأكل ويبكي کمن يأکل ویلهو) کذا في القوت. 

قال العراقي : والحديث رواه البيهقي في الشعب بلفظ « لا يربو لحم نبت من سحت إلا كانت 
النار اولى به» اه. 1 

قلت : وسبأتي هذا الحديث في كتاب الحلال والحرام . ووجد بخط الحافظ أنه رواه أبو نعم في 


ORS OR SESE ROR 1۰۰‏ كتاب آداب الأكل / الباب الأول 


رزقتنا وزدنا منهء فإن أكل غيره قال: اللهم بارك لنا فها رزقتنا وارزقنا خيراً منه 
يقول : الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وکفانا وآوانا سیدنا ومولانا یا کافي من کل شیء 


الحلية من حديث أي بكر وعائشة وجابر بلفظ: « كل جسد نبت من سحت » ونحوه ن حديث 
ابن عباس ف الصغيبر للطبرافي اه. 

قلت : رواه البيهقي وأبو نعم من حديث زيد بن أرقم عن أي بكر رضي الله عنها قال زيد : 
کان لاي بكر ملوك يعلى عليه فأتاه ليلة بطعام فتناول منه لقمة ثم قال: من أين جئت به؟ 
قال : مررت بقوم في الجاهلية فرقيت هم فاعطوني قال : أف لك كدت أن تهلكني فادخل يده في 
حلقه فجعل یتقیاً وجعلت لا تخرج» قیل له: لا تخرج إلا بالماء » فجعل یشرب ویتقیاً حتی رمی بها 
فقيل له: كل هذا من أكل لقمة. قال: لو لم تخرج إلا مع نفسي لأخرجتها. سمعت رسول الله 
ل يقول فذكره. وفي الإسناد عبد الواحد بن واصل أورده الذهبي في الضعفاء وقال: ضعفه 
الازدي وعبد الواحد بن زيد. قال البخاري والنسائى متروك وروی ابن جریر من حدیث ابن 
عمر « كل لحم أنبته السحت فالنار أولى به » قيل: وما السحت؟ قال: الرشوة في الحكم. 


( وليقل إذا أكل لبناً أو شربه: اللهم بارك لنا فيا رزقتنا وزدنا منه) وإن أكل غيره 
قال : اللهم بارك لنا فيا رزقتنا وارزقذا خيرا منهء ( فذلك الدعاء مما خص به رسول الله ل 
اللبن لعموم نفعه ) ووجه ذلك أنه يحزىء مكان الطعام والشراب كا ورد ذلك في حدیث ابن 
عاب فلا خر من اللبن ودا يندع قول يمهم : هل بلحل ما عدا اللرن عن الا شرية به او تالطعام: 
ووحه اندفاعه ان الحدیث صريح في تخصيص ذلك باللىن . 


قال ابن عباس : دخلت أنا ورسول الله مله وخالد بن الوليد على ميمونة» فجاءتنا بإناء من 
لن » فشرب رسول الله مه وأنا عن يمينه وخالد عن شماله فقال لي : الشربة لك فإن شئت آثرت 
:ا خالداً. فقلت : ما كنت أؤثر على سؤرك أحداًء ثم قال رسول الله مه : من أطعمه الله طعاماً 
فليقل : « اللهم بارك لنا فيه واطعمنا خيراً منه» ومن سقاه الله لبناً فليقل اللهم بار كنا لنافبه وزدنا 
منه ». وقال به : « ليس شيء يجزىء مكان الطعام والشراب غير اللبن .٠‏ رواه أبس داود 
والترمذي وابن ماجه. وقال الترمذي واللفظ له: هذا حديث حسن . وروى النسائى الفصل الأول 
منه قاله صاحب سلاح المؤمن» ورواه كذلك أحد» واين سعد» وابن السني في عمل بوم E‏ 
وي بعض ألفاظهم : ١‏ إذا أكل أحد ۶ طعاماً فليقل اللهم بارك لنا فيه وأبدلنا خيرأ منه». 


( ویستحب عقب الطعام أن يقول ) هذا الدعاء ( الحمد ل الذي أطعمنا وسقانا ۽ فان 
وآوأنا سيدنا ومولانا ) الظاهر أن يأتي بهذاء وإن كان وحد. ٠‏ عاية “افظ الوارد » وبر ثم أي في 
دعاء الافتتاح بنجو حنيفاً مسلا على إرادة الشخص رغاية ؛ ,ارد ما أمكن وقد تقدم الكلام على 


NS AA o A RE كتاب آداب الأكل / الباب الأول‎ 


ولا يكفي منه شيء أطعمت من جوع وآمنت من خوف فلك الحمد. أويت من يتم 
وهديت من ضلالة وأغنيت من عيلة فلك الحمد حداً كثراً دائ طيباً نافعاً مبار كاً فيه 
کا أنت أهله ومستحقه. اللهم أطعمتنا طيباً فاستعملنا صالحاً واجعله عونا لنا على 
طاعتك » ونعوذ بك أن نستعين به على معصيتك » وأما غسل اليدين بالأشنان فكيفيته أن 


ذلك في كتاب الصلاة وني تقدم سيدنا على مولانا خلاف فمنعه الصلاح الصفدي في شرح العقيدة 
الزيدونية » والمشهور في الإستعال جوازه ( يا کاي من کل شيء ولا یکفي منه شُيء أطعمت 
من جوع وآمنت من خوف» فلك الحمد أويت من يتم وهديت من ضلالة واغنيت من 
عيلة ) والظاهر أن هذا الدعاءعقيب قراءة سورة قريش وألم نشرح ففي آخر قريش « أطعمهم من 
جوع وآمنهم من خوف € [ قریش E‏ يجدك يتما فآوی ٭ ووجدك ضالاً 
فهدی ٭ ووجدك عائلاً فأغنى © [ الضحى : : ١‏ - ۸ ] فاشتق الدعاء من السورتين» ( فلك الحمد 
حداً كثيراً دائ طيباً نافعاً مباركاً فيه كا أنت أهله ومستحقه . اللهم أطعمتنا طيباً 
فاستعملنا صاخاً واجعله عوناً لنا على طاعتك» ونعوذ بك آن نستعين به على معصيتك ) هذا 
إذا كان الطعام لا شبهة فيه كا تقدم قريباً وهذا الذي أورده المصنف من الدعاء ل أرهموعا في 
الحديث والمأثور منه أنه به كان إذا رفع مائدته يقول: ١‏ الحمد لله كثيرا طيباً مبار كأ فيه غير 
مكفي ولا مودع ولا مستغنى عنه ربنا ». رواه الجاعة إلا مسل . وفي رواية للبخاري أيضاً كان إذا 
رفع من طعامه قال: ١‏ الحمد لله الذي كفاناوأرواناغير مكفي ولا مكغور » وقال مرة: ١‏ لك الحمد 
ربنا غير مكفي ولا مودع ولا مستغني ربنا». وفي رواية ي وابن ماجه وإحدی روایات 
: « الحمد لله مدا » وفي لفظ للنسائي : « اللهم لك الحمد حداً» وعن أي سعيد الخدري أن 
التي عر بم كان إذا فرغ من طعامه قال: « الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين » رواه 
الأربعة واللفظ لأي داود وابن ماجه ولفظ الترمذي کان الني ا إذا أکل أو شرب قال» 
فذکره. 

وعن معاذ بن أنس أن رسول الله بي قال: « من أكل طعاماً فقال الحمد لله الذي أطعمني 
هذا N‏ 
داود واللفظ له والترمذي وار بن ماجه والحاك في المستدرك وقال : صحيح على شرط البخاري » وقال 
الترمذي: حسن غريب . 

وعن أي أيوب الأنصاري قال : : کان رسول الله زی إذا أكل أو شرب قال: « الحمد لله الذي 
أطعم وسقی وسوغه وجعل له مخرجاً » رواه ابو داود والنسائي وابن ن حبان في الصحيح . 

وعن أي هريرة قال: دعا رجل من الأنصار من أهل قباء يعني النبي ملم فانطلقنا معه» فلا 
طعم وغسل يده او يديه قال : « الحمد لله الذي يطعم ولا يطعم من علينا فهدانا واطعمنا وسقانا 
وكل بلاء حسن أبلانا الحمد لله غير مودع ولا مكافي ولا مكفور ولا مستغنى عنهء الحمد لله الذي 


NNE E N LE ER SESE 1۰۲ 


عل الأشنان في كفه اليسرى ويغسل الأصابع الثلاث من اليد اليمنى أولاً» ويضرب 
أصابعه على الأشنان اليابس فيمسح ی ن ا ا و ي 
أسنانه وباطنها والحنك واللسان» ثم يغسل أصابعه من ذلك باماء ثم يدلك ببقية الأشنان 
اليابس أصابعه ظهراً وبطناً ويستغني بذلك عن إعادة الأشنان إلى الفم وإعادة غسله. 
أطعم من الطعام وأسقى من الشراب وكسا من العري وهدى من الضلالة وبصر من العمى وفضل 
على كثير ممن خلق تفضيلاً الحمد لله رب العالمين ». رواه النسائي واللفظ له والحاك وابن حبان في 
صحيحيها . وقال الحا : صحيح على شرط مسام. 

وروی ابن أي شيبة من مرسل سعيد بن جبير أنه مه كان إذا فرغ من طعامه قال: « اللهم 
أشبعت وأرويت فهنيئًا ورزقتنا فاكثرت وأطبت فزدنا» والله أعام. 

( وأما غسل اليدين بالأشنان فكبفيته أن يجعل الأشنان على كفه اليسرى ويغسل 
الأصابع الثلاث من اليد اليمنى أولاً ) قال صاحب القوت : ليس كل أحد يحسن أدب الغسل 
كا ليس كل إنسان يعرف سنة الأكل » فمن غسل يده باشنان ابتدأ بغسل أصابعه الثلاث أولاً م 
جعل الأشنان في راحته اليسرى» ( ويضرب يده على الأشنان اليابس فيمسح به شفنيه ) بأن 
مره ی عل ام باصبعه ويدلك ظاهر اسنانه وباطنها والحنك واللسانء م 
يغسل أصابعه ) منذلك الماءء ثم يدلك ببقية الأشنان اليابس أصابعه ( ظهراً وبطناً ويستغني 
بذلك عن إعادة الأشنان إلى الفم ) لتلاقي الغمر إليه من يديه ( و) هذا يكفيه من ( إعادة 
غسله ) فهذا أدب الغسل بالأشنان» وهكذا أورده صاحب القوت ونقله عنه صاحب العوارف 
وعېره. 


كتاب آداب الأكل / الباب الثاني EEA‏ 


الباب الثاني 


فيا يزيد بسبب الاجتاع والمشاركة في الأكل وهي سبعة 


الأول : أن لا يبتدىء بالطعام ومعه من يستحق التقدم بكبر سن أو زيادة فضل إلا 
أن يكون هو المتبوع والمقتدى به » فحينئذ ينبغي أن لا يطول عليهم الانتظار إذا اراتا 
للأكل واجتمعوا له. 

الثاني : أن لا يسكتوا على الطعام فإن ذلك من سيرة العجم ولكن يتكلمون 
باللعروف ويتحدثون بحكايات الصالحين في الأطعمة وغيرها. 


الباب الثاني 
فيا يزيد بسبب الإجتاع والمشاركة في الأكل 


( وهي سبعة) : 

( الأولى: أن لا يبتدىء بالطعام ومعه من يستحق التقدم بكبر سن أو زيادة فضل ) بأن 
يكون عالاً ( إلا أن يكون هو المتبوع والمقتدى به فحينئذ ينبغي أن لا يطول عليهم 
الإنتظار إذا اشرأبوا ) أي تهيئوا ورفعوا أبصارهم ( للأكل واجتمعوا له ) فإن انتظار المائدة 
الجحاضرة من جلة جهد البلاء. 


ولفظ القوت: ولا یکون اول من یبتدیء بالكل حت يسبق صاحب المنزل والأكر إلا أن 
يكون إماماً يقتدى به» أو يكون القوم منقبضين فيبسطهم بالابتداء اه. 


وروی الشيخان. وأبو داود من حديث سهل بن أي حثمة رفعه : « الكبر الكبر » أي كبروا 
الكبر فهو منصوب على الأإغراء. 


( الثاني: أن لا يسكتوا على الطعام ) إذا شرعوا في الأكل ( فإن ذلك من سيرة العجم ) 
فإنهم يعدون الكلام في حالة الأكل من سوء الأدب وليس كذلك» ( ولكن يتكلمون 
بالمعروف ) وبا يناسب الوقت والحال» (ويتحدثون بحكايات الصالين في الأطعمة 
رو و و ا و الل ور ا دو اريم دن الام 


O E E E LE 14 


Ra N E‏ > فإن 

ا م إن م یکن موافقاً لرضا رفیقه مهما کان الطعام مشتر کا ان نة 
الإيثار ولا يأكل تمرتين في دفعة إلا إذا فعلوا ذلك أو استأذنهم» فإن قل رفيقه نشطه 
ورغبه في الا کل وقال له: «, کل » ولا یزید في قوله: « كل » على ثلاث مرات فان ذلك 
إلحاح وافراط . کان رسول الله م إذا خوطب في شيء ثلاثاً ۾ يراجع بعد ثلاث؛ 


( الثالث: يرفق برفيقه في القصعة فلا يقصد أن يأكل زيادة على ما يأكله» فإن ذلك 
حرام إن م يكن موافقاً لرضا رفيقه مه) كان الطعام مشتر كا ) فإن لكل منها حقاً لا 
يتعداه. ( بل ينبغي أن يقصد الإيثار ) أي يؤثر رفيقه على نفسهء ( ولا يأكل تمرتين في 
دفعة ) واحدة وهو القران المنهي عنهء لأن فيه إحجافا برفيقه مع ما فيه من الشره المزري » ( إلا 
إذا فعلوا ذلك ) فيوافقهم وحينئذ فلا إحجاف. ( أو استأذنهم ) فأذنوا له فيجوز وتقوم مقام 
صريح الاإأذن قرينة تغلب على الظن رضاهم ٠‏ ولا يكفي إذن واحد من الشر كاء . بل يشترط إذن 
الكل . قال الحافظ ابن حجر : وهذا يقوي مذهب من يصحح هبة المجهول روى أحد والستة من 
حدیث ابن عمر : ١‏ نہى عن الاقران إلا أن يستأذن الرجل أخاه» هكذا هو لفظ الحديث . قال 
عياض : والصواب القران بلا ألف . وقال الحافظ : و هي اللغة الفصحى » وهكذا جاء عند الطيالسي 
وأحد» والنهي للتنزيه إن كان الآكل مالكاً مطلق التصرف» وإلا فللتحر م . وقال ابن بطال: هو 
لذب مطلقا غد امهو لأن الذي يوضع للأكل سبيله سبيل المكارمة لا التشاح لاختلاف 
الناس في الأكل. والأرجح الأول ومثل التمرتين اللقمتان كما صرح به ابن العرلي ( وإن قلل 
رفيقه ) من الأكل إنقباضاً وحياء ( بسطه ورغبه في الأکل وقال له: « كل» ) هكذا هو بضم 
الكاف أمر من أكل يأكل أصله أأكل » وسمعت بعض الأعراب بمصر يقول لرفيقه : إذا تأخر عن 
الأكل « كل ؛ بكسر الكاف» ويظنه كل من سمعه لحن » وعندي أنه ختصر من واكل من المواكلة 
والله أعم. 

( ولا یزید في قوله « کل» على ثلاث مرات) لا متوالياً بل يڃعل بين كل كلمة وكلمة 
مسافة بحسب الوقت والحال ‏ ( إن ذلك ) أي الزيادة على الثلاث ( إخاح وإفراط ) وقد نبي عن 
كل منها . ولفظ القوت: وإذا عرضت على أخيك الطعام مرة أو مرتين فلا تلحن عليه » وكذلك. 
إذا دعوته فكره فقد قالوا : لا تلزم اخاك ما يشق, عليه ولا تزيدن على ثلاث مرات فإن الإلحاح 
CO E‏ 
( کان س به ذا خوطب في شيء ثلاثاً ) براجع بعد ثلاث ) قال العراقي :رواه‌احمد من حدیث 
جابر في حدیث طویل له» ومن حديث ابن أي حدرد أيضاً وإسنادها حسن. ( وكان لله 
NS‏ القول ثلاثاً كذا في القوت . قال العراقي : رواه البخاري من حديث 
نس: ١‏ کان یعید الكلمة ثلاثاً » اه. 


كتاب آداب الأكل / الباب الثاني EO haa SE‏ 


وكان به يكرر الكلام ثلاثاً . فليس من الأدب الزيادة عليه فأما الحلف عليه 
بالأكل فممنوع . قال الحسن بن على رضي الله عنهها : الطعام أهون من أن يحلف عليه . 

الرابع: أن لا يحوج رفيقه إل ان تقول له كل قال تعض الأدباء: أحسه 
الآكلين أكلاً من لا يحوج صاحبه إلى أن يتفقده في الأكل وحمل عن أخيه مؤونة القول» 
ولا ينبغي أن يدع شيئاً ما يشتهيه لأجل نظر الغير إليه» فإن ذلك تصنع بل يجري على 
المعتاد ولا ينقص من عادته شيئاً في الوحدة» ولكن يعود نفسه حسن اللأدب في الوحدة 
حتى لا يحتاج إلى التصنع عند الاجتاع . نعم لو قلل من أكله إيثاراً لإإخوانه ونظراً هم 
عند الحاجة إلى ذلك فهو حسن وإن زاد في الأكل على نية المساعدة وتحريك نشاط القوم 
في الأكل فلا بأس به بل هو حسن. وكان ابن المبارك يقدم فاخر الرطب إلى إخوانه 


قلت ورواه الترمذي والحا ك بزيادة: « لتعقل عنه » أي الكلمة التي يتكام بها كان يعيدها ثلاث 
مرات لبتدبرها السامعون ویرسخ معناها ف القوة العاقلة. 


( فليس من الأدب الزيادة عليه ) أي على الثلاث. ( فأما الحلف عليه بالأكل ) كا هو 
عليه عامة الناس اليوم ( فممنوع قال الحسن بن علي رضي الله عنهم : الظعام أهون من أن بحلف 
عليه ) » وقال مرة : أيسر من أن يدعى إلى ذلك يعظم حق المؤمن» وقد كان سعيد بن أي عروبة 
بهذه المنزلة م يكن يعرض على إخوانه الطعام » ولكنه كان يظهره ويعرضه فكان اللحم مسلوخاً 
معلقاً والخبز موجوداً ظاهراً» وكان ذلك مشاعاً في منزله لمن أراد تناوله . وكان الثوري يقول : 
إذا زارك أخوك فلا تقل له أقدم إليك ولكن قدم إليه ما عندك فإن أکل وإلا فارفعه. 


رال بع: أن لا جوج رفبقه إلي أن بقول له « كل » ) فان ذلك يحشمه فربا یقطعه . ( قال 
عض الأدیاء أحسن الآ كاين أكلا من | مرج ماح إل أن ينفقده في الأكل وجل عن 
أخيه هؤنة القول) كذا في القوت» ( ولا ينبغي أن يدع) أي يترك ( شيثاً ما يشتهيه ) من 
المأكول ( لأجل نظر الغيبر إليه فإن ذلك تصنع ) وهو منهى عنهء فإنه يفضي إلى التصنع في 
العمل» ( بل يجري على المعتاد ) من أحواله ( ولا ينقص من عادته) في أكله المعتاد ( في 
الوحدة) أي حالة أكله وحده منفرداً عن إخوانهء ( ولكن يعود نفسه حسن الأدب في 
الوحدة حى ) يتمرن علبه» وعند ذلك ( لا محتاج إلى التصنع عند الإجتاع) وهذا أدب 
الصوفمة . ( نعم . لو قلل من أکله إيثاراً) على نفسه ( لاخوانه و) قدمه إليهم ( نظراً هم 
عند الحاجة إلى ذلك فهو حسن ) عندهم» ( وإن زاد في الأكل على نية المساعدة) للجاعة 
( وتحريك نشاط القوم في الأكل) أو بنية فضل الأكل مع الإخوان ( فلا بأس به بل هو 
حسن ) نقله صاحب القوت بمعناه. ( وكان) عبدالكه ( بن المبارك ) رحه الله (يقدم فاخر 


e‏ تاب آداب الأكل / الباب‌الثاني 


ويقول : من أكل أكثر أعطيته بكل نواة دره)ً و كان يَعدٌ النوى ويعطي کل من له فضل 
نوی بعدده دراهم وذلك لدفع الحياء وزيادة النشاط في الانبساط » وقال جعفر بن عمد 
رضي الله عنهما : أحب اخواني إل أكثرهم أكلاً وأعظمهم لقمة وأثقلهم علي من يحوجني 
إلى تعهده في الأكل . وكل هذا إشارة إلى الجري على المعتاد وترك التصنع . وقال جعفر 
رجه الله أيضاً : تتبين جودة محبة الرجل لأخيه بجودة أكله في منزله. 

الخامس: أن غسل اليد في الطست لا بأس به وله أن يتنخم فيه إن أكل وحده وإن 
أكل مع غيره فلا ينبغي أن يفعل ذلك فإذا ققدم الطست إليه غيره إكراماً له فليقبله. 


الرطب إلى إخوانه ويقول: من أكل أكثر أعطيته بكل نواة درهاً وكان يعد النوى) أي 
الموجود في یدهم الیسری» ( ويعطي کل من له فضل نوی بعدده دراهم ) نقله صاحب 
القوت» ( وذلك لدفع الحياء ) والإنقباض عنهم ( وزيادة النشاط في الإنبساط ) مع الإخوان 
( قال جعفر بن جد ) بن علي بن الحسين بن علي بن اني طالب رجه الله تعالى : ( أحب إخواني 
إل أكثرهم أكلاً) أي لطعامي» ( وأعظمهم لقمة رأثقلهم علي من بحوجني إلى تعهده في 
الأأكل) نقله صاحب القوت» ( وكل هذا إشارة إلى الجري على المعناد وترك التصنع ) في 
الأكلء ( وقال جعفر أيضاً : تبين محبة الرجل لأخيه ججودة أكله في منزله ) نقله صاحب 
القوت أيضاًء وهذا لأنه يدخل عليه السرور بذلك الأكل فيكون دليلاً على محبته» فإن قلل 
الأكل لقلة الطعام فحسن. روي أن سفيان الثوري دعا إبراهي بن أدهم وأصحابه إلى طعام 
فقصروا في الأكل فلا رفع الطعام قال له الثوري : إنك قصرت في الأكل» فقال إبراهم : لأنك 
قصرت في الطعام فقصرنا في الأكل. 


( الخامس؛ غسل اليد ) بعد الفراغ من الطعام ( في الطست ) في المصباح. قال ابن قتيبة : 
أصلها طس فأبدل من أحد الضعفين تاء لثقل اجتاع المثلين لأنه يقال في الجمع طساس كسهم 
وسهام » وفي التصغير طسيسة وجعت أيضاً على طسوس باعتبار الأصل» وعلى طسوت باعتبار 
اللفظ . قال ابن الأنباري» قال الفراء : كلام العرب طسه» وقد يقال : طس بغير هاء فهي مؤنثة 
وطيء تقول طست كا قالوا في لص لصق .ونقل عن بعضهم التذ كير والتأنيث. وقال الزجاج : 
التأنيث أكثر كلام العرب. وقال السجستاني : هي أعجمية معربة » وقال الأزهري : هي دخيلة في 
كلام العرب لأن التاء والطاء لا يجحتمعان في كامة عربية . ( لا بأس به ) وإن كان في قصعة أو إناء 
من خزف فهو أقرب إلى السنة » ( وله أن يتنخم فيه ) عند غسل يده وفمهء والنخامة ما كان من 
الحلق ( إن أكل وحده وإن أكل مع غيره» فلا ينبغي أن يفعل ذلك ) فربما يستقذره أخوه 
وهو مخالف للأدب» وإن بزق فيه بعد أن يفرغ الجاعة ورفع الطست لا بأس به ( فإذا قدم 
الطست إليه غيره إكراماً فليقبله ) ولا يرده» فقد روي أنه (اجتمع أنس بن مالك ) رضي 


كتاب آداب الكل / الباب الثاني NS RS OEE‏ 


اجتمع أنس بن مالك وثابت البناني رضي الله عنهها على طعام » فقدّم أنس الطست إليه 
فامتنع ثابت فقال أنس: إذا أكرمك أخوك فاقبل کرامته ولا تردهاء فإنغا یکرم الله 
عز وجل . وروي أن هارون الرشيد دعا أبا معاوية الضرير فصب الرشيد على يده في 
الطست فلا فرغ قال: يا أبا معاوية تدري من صب على يدك ؟ فقال: لا . قال: صبه 
أمير المؤمنين » فقال: يا أمير المؤمنين إنغا أكرمت العام وأجللته فأجلّك الله وأكرمك كا 
أجللت العام وأهله . ولا بأس أن يجتمعوا على غسل اليد في الطست في حالة واحدة فهو 
أقرب إلى التواضع وأبعد عن طول الانتظار . فإن م يفعلوا فلا ينبغي أن يصب ماء كل 


الله عنه ( وثابت ) أبو محد ( البناني ) التابعي رجه الله تعال ( على طعام فقدم أنس الطست 
إليه فامتنع ثابت ) من تقدمه في غسل اليد وكأنه استحيا حضور شيخه أنس» > ( فقال أنس: :إا 
أكرمك أخوك فاقبل كرامته ولا تردها فإنما تكرم الله عز وجل ) نقله صاحب القوت 
ولفظ : فإنه إنما يكرم الله عز وجل. 

قلت : ومعنى ذلك رواه الطبراني في الأوسط من حديث جابر : « من أكرم أمرأ مسل فإنا 
يكرم الله تعالى » وسنده ضعيف» وفي بعض ألفاظه: « قد أكرم أخاه المؤمن». 


( وروي أن هارون الرشيد ) العباسي ( دعا أبا معاوية الضرير) هو محمد بن حازم 
التميمي السعدي مولاهم . يقال : عمي وهو ابن أربع سنين . قال العجلي : كوفي ثقة » وقال يعقوب 
ابن شيبة : كان من الثقات وربا a a a‏ : صدوق . وذکزه ابن 
حبان في الثقات وقال: : کان حافظاً متقناً ولکنه کان مرجئاً . ولد سنة ثلاث عشرة ومائة ومات 
سنة أربع وتسعين ومائة روى له الجاعة . ( فصب الرشيد على يده في الطست فلا فرغ قال ) 
ولفظ القوت : قيل له ( يا أبا معاوية تدري من صب على يدك؟ فقال: لا . قال : صبه أمير 
المؤمنين» فقال ) يا أمير المؤمنين: ( إنما أكرمت العام وأجللته ) أي عظمته > ( فأجلك الله 
وأكرمك ك| أجللت وأكرمت العام وأهله ) هكذا نقله صاحب القوت ونقله كذلك صاحب 
العوارف إلا أنه قال : دعا أبا معاوية وأمر أن يقدم له طعام » فلا أكل صب الرشيد الماء على يده 
في الطست والباقي سواء . ولم تزل سنة ا ملوك الماضين في إجلاهم . وحكى لي من أثق به من المغاربة 
ان مولاي إساعيل بن مولاي الشريف جد ملوك المغرب الان دعاعلاء عصره وفيهم أبو الوفاء 
اليوسي وقدم إليهم الطعام» فلا فرغوا صب على أيديم الماء فامتنع أبو الوفاء فغضب في 
امتناعه لذلك. 


( ولا بأس أن يجتمعوا على غسل اليد في الطست في حالة واحدة» فهو أقرب إلى 
التواضع وأبعد عن طول الأنتظار ) هذا إذا كان الطست واسعاً والأباريق متعددةء وإلا 
فليقدم الكبير وذو السن والفضل والشرف. ( فإن م يفعلوا فلا ينبغي أن يصب ماء كل 


e Ae‏ ا آداب الأكل / الباب الثافي 


واحد بل يجمع الماء في الطست . قال مي : ١‏ اجعوا وضوء ك جع الله شملكم ». قيل : إن 
مراد به هذا. وكتب عمر بن عبد العزيز إلى الأمصار : لا يرفع الطست من بين يدي 
قوم إلا بملوءة ولا تشبهوا بالعجم . وقال ابن مسعود : اجتمعوا على غسل اليد في طست 
واحد ولا تستنوا بستة الاعاجم. والخادم الذي يصب الماء على اليد كره بعضهم أن 
يكون قائ وأحب أن يكون جالساً لأنه أقرب إلى التواضع» وكره بعضهم جلوسه 
فروي انه صب على يد واحد خادم جالسا فقام المصبوب عليه فقيل له: م قمت ؟ 
فقال : أحدنا لا بت وأن يكون قائ وهذا أولى لأنه أيسر للصب والغسل وأقرب إلى 


واحد ) على حدة ( بل يجمع الماء ) المستعمل ( في الطست ) ويرمي به مرة واحدة» وهذا أيضاً 
إذا كان الطست واسعاً يجمع ماء الكل فإن كان صغيراً وامتلاأً بغسل بعض الجماعة فينبغي أن 
يصب ثم يى لمن لم يغسل . 

( قال ْله : « إجعوا وضوء؟ جع الله شملكم » ) والوضوء بالفتح اسم الماء الذي يتوضأً 
به . 

قال العراقي : رواه القضاعي في مسند الشهاب من حديث أبي هريرة بإسناد لا بأس به» وجعل 
ابن طاهر مكان أبي هريرة إبراهي» وقال: إنه معضل اه. وقال العراقي في موضع آخر : وفيه 
نظر. 

( قيل إن المراد به هذا) الذي ذكر هو ما يجمع من المياه بعد غسل الأيدي فإنه يسمى 
وضوء. ( وكتب عمر بن عبد العزيز ) الأموي رحه الله تعاى ( إلى الأمصار أن لا ترفع 
الطست من بين يدي القوم إلا ملوءة ولا تشبهوا بالعجم ) نقله هكذا صاحب القوت» ورواه 
البيهقي في الشعب بلفظ : « إن عمر بن عبد العزيز كتب إلى عامله بواسط يحض ان الرجل يتوضا 
في طست نم يأمر بها فتهراق وهذا من زي الأعاجم فتوضؤا فيها فإذا امتلأت فاهريقوها. 

( وقال ابن مسعود ) رضي الله عنه: ( اجتمعوا على غسل اليد في طست واحدة ولا 
تستنوا بسنة الأعاجم ) نقله صاحب القوت أيضاًء وني هذا المعنى حديث مرفوع عن ابن عمر : 
١‏ اترعوا الطسوس وخالفوا المجوس ». رواه البيهقي والخطيب والديلمي وضعفه البيهقي وقال: في 
إسناده من يجهل . وقال ابن الجوزي: حديث ل يصح › وأكثر روا ضعفاء ومجاهيل. 

( والخادم الذي يصب الماء على اليد كره بعضهم أن يكون قائ ) على رجليه » ( وأحب 
أن يكون جالساً لأنه أقرب إلى التواضع ) والمراد بالبعض هنا صاحب القوت فإنه هو الذي 
قال: وأكره قيام الخادم وأحب إلي أن يصب على يده جالساً اه. 

( وكره بعضهم جلوسه فروي أنه صب على يد واحد خادم جالساً فقام المصبوب عليه 
فقيل له: ) قمت؟ فقال : أحدنا لا بد وأن يكون قائ ) قال الشيخ: ( وهذا أولى لأنه أيسر 


كتاب آداب الأكل / الباب الثاني N SS N‏ 


تواضع الذي يصب » وإذا كان له نية فيه فتمكينه من الخدمة ليس فيه تكبر فإن العادة 
جارية بذلك» ففي الطست إذاً سبعة آداب: أن لا يبزق فيه » وأن يقدم به المتبوع » وأن 
يقبل الإ كرام بالتقدي » وان يدار يمنة» وأن يجتمع فيه جاعةء وأن يجمع الماء فيه» وأن 
يكون الخادم قائاً » وأن يمج الماء من فيه ويرسله من يده برفق حتى لا يرش على الفرش 
وعلى أصحابه وليصب صاحب المنزل بنفسه الماء على يد ضيفه. هكذا فعل مالك 
بالشافعي رضي الله عنها في أوّل نزوله عليه وقال: لا يروعك ما رأيت مني فخدمة 
الضيف فرض . 

السادس: أن لا ينظر إلى آصحابه ولا يراقب أكلهم فيستحيون بل يغض بصره 
عنهم ويشتغل بنفسه ولا يسك قبل إخوانه إذا كانوا يحتشمون الأكل بعده بل يمد اليد 
للصب والغسل وأقرب إلى تواضع الذي يصب ) وهذا إذا كان الطست صغيراً وأمكن الخادم 
حله بيده اليسرى والإبريق في اليمنى» فإذا كان كبيراً لا يمكنه ذلك» ( وإذا کان له) أي 
للخادم ( نية فيه ) صالحة وهو التبرك بخدمة الإخوان وأهل الفضل ( فتمكينه من الخدمة ليس 
فيه تكبر فإن العادة جارية بذلك) من غير نكير » ( ففي الطست إذاً سبعة آداب ) تقدمت 
الإشارة لبعض ذلك . الأول: ( أن لا يبزق فيه ) لئلا يستقذره رفيقه. هذا إذا كان مع جاعة 
فإن کان منفرداً أو بزق فيه بعد أن يرفع فلا بأس كا تقدم» ( و) الثاني : ( أن يقدم به 
لمتبوع) أي الرئيس أولاً ( و) الثالث: ( أن يقبل اللإكرام بالتقدم ) ولو كان مفضولاً ولا 
يرده كما تقدم » ( و) الرابع : ( أن يدار يمنة) تشريغاً لجهة اليمين» ( و) الخامس: ( أن تجتمع 
فيه جاعة) يغسلون معأً. ( و) السادس: ( أن يجمع الماء فيه ) ثم مراق» ( و) السابع: ( أن 
يكون الخادم قائ ) في وقت الصب وفيه اختلاف» فهذه آداب سبعة. ( و) من الأدب ( أن 
يمج الماء من فيه ) بعد أن يضمضه ( ويرسله من يده برفق حتى لا يرش على الفراش وعلى 
أصحابه ) ثم ير الماء على يده هذا إذا كان الطست مكشوفاً فإنه رما أدى إلى تناثر شيء منهء 
واما إذ! كان مغطيا فيرسل الماء من فيه إلى الطست ولا يحتاج إلى إرساله من اليدء (و) من 
الأدب ( أن يصب صاحب المنزل بنفسه الماء على يد ضيفه ) تبر كا به وإكراماً له وهذان 
الأدبان حقيتق بأن يلحقا بالآداب السبعة» فتكون تسعة ولكن المصنف أفردها في الذكر عن 
السبعة. ( هكذا فعل مالك بالشافعي رحها الله تعالى في أول نزوله عليه ) بالمدينة وكان 
الشافعي عمره إذ ذاك دون العشرين » وذلك أنه قدم إليه الطعام فلا فرغ صب مالك الماء على يده 
( وقال: لا يروعك ما رأيت مني فخدمة الضيف فرض )› ويقال: ثلاثة لا يستحيا من 
خدمتهم الضيف والوالد والدابة. 

( السادس: أن لا ينظر إلى أصحابه ) أي إلى وجوههم قصداًء والمراد تكرار النظرء ( ولا 
يراقب أكلهم فيستحيون ) من ذلك» ( بل يغض بصره ويشتغل بنفسه ) فهذا أعون مم على 


E A E 


ويقبضها ويتناول قليلاً قليلاً إلى أن يستوفوا فإن كان قليل الأكل توقف في الابتداء 
وقلّل الأكل حتى إذا توسعوا في الطعام أكل معهم أخيراً فقد فعل ذلك كثير من 
الصحابة رضي الله عنهم » فإن امتنع لسبب فليعتذر إليهم دفعا للخجلة عنهم . 
السابع: أن لا يفعل ما يستقذره غيره فلا ينفض يده في القصعة ولا يقدم إليها رأسه 
عند وضع اللقمة في فيه وإذا أخرج شيا من فيه صرف وجهه عن الطعام وأخذه 
بيساره» ولا يغمس اللقمة الدسمة في الخل ولا الخل في الدسومة فقد يكرهه غيرهء» 
واللقمة التي قطعها بسنه لا يغمس بقيتها في المرقة والخل ولا يتكام با يذ كر المستقذرات. 


الآ كلء فإن المراقبة تورث الانقباض» ( ولا مسك ) يده عن الطعام ( قبل إخوانه إذا كانوا 
يتحشمون الأكل بعده) أو يحتاجون إلى بسط ( بل يمد اليد ) إلى الطعام ( ويقبضها ) ويرم 
أنه يأكل» ( ويتناول قليلاً ) منه ( إلى أن يستوفوا ) غرضهم منه» ( فإن كان قليل الأكل ) 
أي من عادته ذلك ( توقف في الابتداء وقلل الأكل) وتربص (حق إذا توسعوا في 
الطعام ) بأن أكلوا صدراً منه ( أكل معهم آخراً ) ليستوي أكله مع أكلهم» فإن كانوا علاء م 
یکرهوا ذلك منه. ( فقد فعل ذلك كثير من الصحابة رضي الله عنهم ) كذا في القوت قال : 
وقد كان بعض الرؤساء من الأجواد إذا دعا الناس إلى طعامه يدعو الخباز فيقول: أعام الناس بجا 
عندك من الألوان. قال: فسألت بعض جلسائه م يفعل هذا ؟ فقال: لينتقي الرجل منهم نفسه لما 
يشتهي من الألوان . قال : ثم يدعهم يأكلون حتى إذا قاربوا الفراغ جثا على ركبتيه ومد يده إلى 
الطعام فأكل وقال م : بسم الله ساعدوني بارك الله فيكم فكان السلف يستحسنون ذلك منه» 
( فإن امتنع ) عن الأكل ( لسبب) بأن كان سبق له الأكل فام يحب إدخال طعام على طعام أو 
غير ذلك ( فليعتذر إليهم ) ويخبرهم عن السبب والعلة ( دفعا للخجلة عنهم ) ليبسطوا في 
الأكل. 
وروی صاحب العوارف عن ابن عمر رفعه: « إذا وضعت المائدة فلا يقوم: رجل حتى ترفع 
المائدة ولا رفع يده وإن شبع حتى يرفع القوم وليقلل فإن الرجل يخجل جليسه فيقبض يده 
وعسی ان یکون له في الطعام حاجة». 

( السابع : أن لا يفعل ما يستقذر غيره) وقد بينه بقوله : ( فلا ينفض يده في القصعة ولا 
يقدم إليها رأسه عند وضع اللقمة في فيه ) فربا يتساقط من فيه شيء فيها » ( وإذا أخرج شيا 
من فيه ) نحو لقمة أو عظمة ( صرف وجهه عن الطعام وأخذ بيساره) ورماه بعيداً أو تحت 
الخوانء فكل ما ذكر ما يستقذره صاحبهء ( و )من ذلك أيضاً أن ( لا يغمس اللقمة الدسمة 
في الخل ولا الخل في الدسومة) وهذا وإن لم يكن مستقذرا في الحقبقة ( فقد يكرهه غيره) 
فليجتنب من ذلك . ( واللقمة التي قطعها بسنه لا يغمس بقيتها في المرقة والخل ) فإنه كذلك 
ما يكرهه غيره. ( ولا يتكام بما يذ كر المستقذرات ) الشرعية والعرفية والطبيعية لئلا يورث 
التنافر للسامعن. 


كتاب آداب الأكل / الباب الثالت ISA DASA‏ 


الباب الثالث 


في آداب تقد م الطعام إلى الاخوان الزائرين 
تقد الطعام إلى الاخوان فيه فضل كثير . قال جعفر بن مد رضي الله عنها : إذا 
قعدتم مع الإخوان على المائدة فأطيلوا الجلوس فإنها ساعة لا تحسب عليكم من أعمار ؟. 
وقال الحسن رجه الله : نفقة ينفقها الرجل على نفسه وابويه فمن دونهم يحاسب عليها 
البتة إلا نفقة الرجل على إخوانه في الطعام » فإن الله يستحيي أن يساله عن ذلك . هذا 
مع ما ورد من الاخبار في الإطعام . قال به : « لا تزال الملائكة تصلي على أحدك 
ما دامت مائدته موضوعة بين يديه حتى ترفع ». وروي عن بعض علاء خراسان انه کان 


الباب الثالث 
في آداب تقدم الطعام إلى الأخوان الزائرين 


( إعام أن تقدم الطعام إلى اللإخوان ) الواردين عليه سواء بدعوةأم لا ( فيه فضل كثير ) 
وثواب جزيل . ( قال جعفر بن مد ) بن علي بن الحسين بن علي ( رضي الله عنها : إذا قعدم 
مع الإخوان على المائدة فأطيلوا الجلوس فإنها ساعة لا تحسب عليكم من أعار؟ ) نقله 
صاحب القوت . ( وقال الحسن ) البصري ( رجه الله تعالى : كل نفقة ينفقها الرجل على نفسه 
وأبويه فمن دونهم يحاسب عليها العبد إلا نفقة الرجل على إخوانه في الطعام» فإن الله 
يستحي أن يسأله عن ذلك ) نقله صاحب القوت. ( هذا مع ما ورد من الأخبار في ) فضل 
( الإطعام . قال عه « لا تزال الملائكة تصلي على أحدك ) أي تستغفر له ( ما دامت مائدته 
موضوعة ) أي مدة دوام وضعها للأضياف ( بين يديه حت ترفع » ) قال العراقي : رواه الطبرافي 
في الأوسط من حديث عائشة بسند ضعيف اه. 

قلت : ورواه كذلك الحكي الترمذي في نوادر الأصول بلفظ « إن الملائكة تصلي » وجزم 
المنذري بضعفهء وأخرجه أيضاً البيهقي في الشعب وقال: تفرد به بندار بن علي. قال الحكم 
الترمذي : سؤال الملائكة ربمم أن يغفر لعبده من الأسباب الموجبة للمغفرة له فهو سبحانه نصب 
الأسباب التي یفعل بہا ما يشاء بأوليائه وأعدائه وجعلها أسباباً لارادته كا جعلها أسباباً لوقوع 
مراده» فمنه السبب والمسبب» وإن أشكل عليك ذلك فانظر إلى الأسباب الموجبة لمحبته وغضبه 
فهو يحب ويرضى ويغضب والكل منه وإليه وهذا باب عظم من أبواب التوحيد. 


aS 11۲‏ ا داب الاكل راللاب العالت 


يقدم إلى إخوانه طعاماً كثيراً لا يقدرون على أكل جيعه وكان يقول: بلغنا عن رسول 
الله مل أنه قال : « إن اللإخوان إذا رفعوا أيديهم عن الطعام لم يجحاسب من أكل فضل 
ذلك » فأنا أحب أن أستكثر ما أقدمه إليكم لنأكل فضل ذلك . وفي الخبر : « لا يحاسب 
العبد على ما يأكله مع إخوانه ». وكان بعضهم يكثر الأكل مع الجاعة لذلك ويقلل إذا 
أكل وحده. وني الخبر : « ثلاثة لا يحاسب عليها العبد أكلة السحور وما أفطر عليه وما 
أكل مع الاخوان ». وقال علي رضي الله عنه : لأن أجع إخوافي على صاع من طعام أحب 
إلعّ من أن أعتق رقبة. وكان ابن عمر رضي الله عنها يقول: من كرم المرء طيب زاده 


( وروي عن بعض علاء خراسان أنه كان يقدم إلى إخوانه طعاماً كثيراً لا يقدرون 
على أکله جمیعه و کان يقول ) ولفظ القوت : أنه كان إذا دعا إخوانه قدم إليهم نحو القفيز من 
صنوف الأطعمة والحبوب والفواكه البابسة » فسئل عن ذلك فقال: ( بلغنا عن رسول الله م 
أنه قال « إن اللإخوان إذا رفعوا أيديهم عن الطعام م محاسب من أكل فضل ذلك» فأنا 
أحب أن أستكثر ما أقدمه إليكم لنأكل فضل ذلك ) أي ولا نحاسب عليه. كذا في القوت» 
وقال في موضع آخر : وفي تقد ال مأكول الكثير لبرجع أكثره نية حسنة لما جاء فيه : إن من أكل ما 
فضل من الإخوان لم يحاسب عليه. قال العراقي: لم أقف له على أصل. 

( وني الخبر « لا يجاسب العبد على ما يأكله مع إخوانه » ) ولفظ القوت وفي خبر عن بعض 
السلف» وقال العراقي هو في الحديث الذي بعده بمعناه. ( وكان بعضهم يكثر ) من ( الأكل ) 
مع الجاعة (لذلك ويقلل ) منه ( إذا أكل وحده) نقله صاحب القوت. 


(وفي الخبر «ثلاثة لا يجاسب عليها العبد أكلة السحر وما أفطر عليه والأكل مع 
اللإخوان» ) هكذا هو ني القوت. وقال العراقي : رواه الأزدي في الضعفاء من حديث جابر 
١‏ ثلاثة لا يُسألون عن النعم الصائم والمغطر والرجل يأكل مع ضيفه ». أورده في ترجة سلهان بن 
داود الجزري وقال فيه منكر الحديث. وللديلمى في مسند الفردوس نحوه من حديث أفي هريرة 
اآه. 1 

( وقال علي رضي الله عنه: لأن أجع إخواني على صاع من طعام أحب إل من أن أعتق 
رقبة ) أورده صاحب القوت. وسبأتي له في آداب الصحبة بلفظ : « لأن أصنع صاعا من طعام 
وأجمع عليه إخواني في الله أحب إفيّ من أن أعتق رقبة » ورواه مد بن عبد الكرم السمرقندي في 
روح المجالس بلفظ « لان اجمع نفرا من إخوافي على صاع او صاعين من طعام احب إلي من ان 
أدخل السوق فاشتري عبدا فأعتقه». 

( وكان ابن عمر رضي الله عنها يقول: من كرم المرء طيب زاده في سفره وبذله 
للأصحابه ) نقله صاحب القوت. وتقدم ذكره في كتاب الحج مع اختلاف عبارة. ( وكان 


تاب آداب الأكل / الباب الثالث 


في سفره وبذله لأصحابه . وكان الصحابة رضي الله عنهم يقولون : الاجتاع على الطعام 
من مكارم الأخلاق» وكانوا رضي الله عنهم يجتمعون على قراءة القرآن ولا يتفرقون إلا 
عن ذواق. وقيل : اجتاع الإخوان على الكفاية مع الإنس والإلفة ليس هو من الدنيا. 
وني الخبر يقول الله تعالى للعبد يوم القيامة : « يا ابن آدم جعت فام تطعمني فيقول : كيف 
أطعمك وأنت رب العالمين؟ فيقول: جاع أخوك المسام فام تطعمه ولو أطعمته كنت 
أطعمتني ». وقال مھ : « إذا جاء ر الزائر فأكرموه ». وقال مه : « إن في الجنة غرفاً 
يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها هي لمن ألان الكلام وأطعم الطعام وصلى 


الصحابة رضي الله عنهم يقولون: الاجتاع على الطعام من مكارم الأخلاق ) أي من الخصال 
الدالة عليها كذا في القوت. ( وكانوا رضي الله عنهم يجتمعون على قراءة القرآن) وعلى 
الذكر ‏ ( ولا يتفرقون إلا عن ذواق ) أي عن شيء من الطعام يذوقونه أي يطعمونه نقله 
صاحب القوت « وعن » هنا بمعنى بعد نظير قوله تعالى $ لتر كبن طبقاً عن طبق ) [ الإنشقاق : 
٩۹‏ ] وروى الترمذي في الشمائل في صفته بب أن أصحابه م يكونوا يتفرقون عنه إلا عن ذواق. 
قال الشارح: إلا عن مطعوم حسي غالباً أو معنوي دائ وهو العام » وقال بعض أهل الاعتبار : ما 
أجبت الدعوة إلا لما أتذكر بها نعيم الجنة طعام ينقل من غير كلفة ولا مؤنةء ولذلك ( قيل: 
اجتاع اللإخوان على الكفاية مع الإلفة ليس هو من الدنيا) كذا في القوت. 

( وي الخبر يقول الله تعالى للعبد يوم القيامة « يا ابن آدم جعت فام تطعمني » فيقول : 
كيف أطعمك وأنت رب العالمين؟ فبقول؛: جاع أخوك المسام فام تطعمه» ولو أطعمته 
كنت أطعمتني » ) هكذا أورده في القوت. قال العراقي : رواه مسام من حديث أبي هريرة بلفظ 
« استطعمتك فام تطعمني » . 

( وقال ن « إذا جاء؟ الزائر فأكرموه» ) ندباً مؤكدآً ببشر وطلاقة وجه ولين جانب 
وقضاء حاجة وضيافة با يليق بال الزائر والمزور . قال العراقي : رواه الخرائطي في مكارم الأخلاق 
من حديث أنس وهو حديث منكر قاله ابن أب حاتم في العلل اه. 

قلت : وكذلك رواه ابن لال من طریقه› وفيه يحي بن مسام. قال الذهبي : ضعفه الجماعة. 

( وقال سي « إن في الجنة غرفاً يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها ) لكونيا 
شفافة لا تحجب ما وراءها ( هي لمن) وني رواية: «أعدها الله من » (ألان الكلام رأطعم 
الطعام وصلى بالليل والناس نيام» ) وفي رواية « لمن أطعم الطعام وألان الكلام وتابع الصيام 
وصلى بالليل والناس نيام » وفي أخرى « واصل » بدل « تابع » وفي أخرى زيادة « أفشى السلام ». 
قال العراقي : رواه الترمذي من حديث علي وقال : غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحن بن 
إسحاق وقد تكلم فيه من قبل حفظه اه. 


AAs 11٤‏ ات اكل الات :الت 


بالليل والناس نيام ». وقال مته : « خير ك من أطعم الطعام » وقال ع : « من أطعم 
أخاه حتی یشبعه وسقاه حتی یرویه بعده الله من النار بسبع خنادق ما بین کل خندقین 
مسيرة خمسمائة عام ». 

وأما آدابه : فبعضها في الدخول وبعضها في تقدي الطعام . أما الدخول فليسر من السنة 
أن يقصد قوما متربصا لوقت طعامهم فيدخل عليهم وقت الأكل. فإن ذلك من 
المغاجأة وقد نبي عنه. قال الله تعالى : لا تدخلوا بيوت التبي إلا أن يؤذن لكم إلى 


قلت : ورواه كذلك أحد» وابن حبان» والبيهقى من حديث أي مالك الأشعري . قال 
الميثمي : رجال أحد رجال الصحيح غير عبد الله بن معانق» ووثقه ابن حبان ووقعت في رواية 
البيهقي زيادة قال: يا رسول الله وما إطعام الطعام ؟ قال « من قات عیاله » قىل : وما وصال 
الصيام ؟ قال « من صام رمضان ثم أدرك رمضان فصامه ». قيل وما إفشاء السلام؟ قال ١‏ مصافحة 
اخبك » قبل : وما الصلاة والناس نيام ؟ قال « صلاة العشاء الأخرة» اه. وهو وإن ضعفه ابن 
عدي لکن أقام له ابن القم شواهد يعتضد بها ومع ملاحظته لا يكن التفسير بغيره» والله أعلم. 

( وقال ا « خیر؟ من أطعم الطعام » ) قال العراقي : رواه أحجد والجاجم من حدیث 
صهیب وقال: صحیح الاسناد اه. 

قلت : ولكن بزيادة « ورد السلام » وهكذا رواه أبو الشيخ في الثواب © في جزئه » وأبو يعلى » 
وابن عساكر كلهم من طريق حزة بن صهيب عن أبيه. 

( وقال ا « من أطعم أخاه حق یشبعه وسقاه حت يرویه بعده الله من النار سبع 
خنادق ما بين كل خندقين مسيرة خسمائة عام» ) قال العراقي : رواه الطبرافي من حديث 
عبد الله بن عمرو» وقال ابن حبان: ليس من حديث رسول الله مه » وقال الذهبي : غريب 
منکر اه. 

قلت : هذا لفظ الحا ورواه أيضاً النسائي والبيهقي والخرائطي في مكارم الأخلاق كلهم 
بلفظ « من أطعم أخاه من الخبز حتى يشبعه وسقاه من الماء حتى يرويه وفيه كل خندق مسيرة 
سبعائة عام ١‏ . 

( وأما آدابه» فبعضها في الدخول وبعضها في تقدم الطعام . أما ) آداب ( الدخول؛ 
فليس من السنة أن يقصد ) الرجل ( قوماً متربصاً ) أي متحيناً ( لوقت طعامهم ) أي حضور 
طعامهم ليصادفه ء ( فيدخل عليهم وقت الأكل فإن ذلك من المفاجأة وقد نبي عنه . قال الله 
تعالى لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طتام غير ناظربن إناه) يعني 


(۱) هنا بياض بالأصل . 


كتاب آداب الأكل / الباب الثالث NO see RSS n‏ 


طعام غب ناظرین إناه [ الأحزاب: :۳ ] يعني منتظرین حینه ونضجه . وفي الخبر :۰ من 

مشى إلى طعام لم يدع إليه مشى فاسقاً وأكل حراماً » ولكن خی الداخل :ذا ) اربص 
واتفق أن صادفهم على طعام أن لا يأل ما م يؤذن له » فإذا قیل له : , کل » نظر فإن عم 
أنهم يقولونه على حبة لمساعدته 'فليساعد » و إن انوا يقولونه حياء منه فلا ينبغي أن يأ كل 
بل ينبغي أن يتعلل » أما إذا كان جائعا فقصد بعض إخوانه ليطعمه وم يتربص به وقت 
أكله فلا بأس به . قصد رسول الله وأبو بكر وعمر رضي الله عنهها منزل أي الميثم بن التيهان 
وأبي أيوب الأنصاري لأجل طعام يأكلونه و كانوا جياعا . والدخول على مثل هذه الحالة 


منتظرين حينه ونضجه ) » فالناظر هنا بمعنى المنتظر» ومن هنا حلت المعتزلة قوله تعالى 3 وجوه 
يومئذ ناضرة٭* إلى ربها ناظرة) [القيامة: ۲۲. ۲۳] بمعنى منتظرة وهو مردود بوجوه 
مذكورة في حاها من كتاب قواعد العقائد. 

( وفي الخبر « من مشى إلى طعام م يدع إليه مشى فاسقاً وأكل حراماً ) قال العراقي : رواه 
الببهقى من حديث عائشة خوه» وضعفه» ولالي داود من حديث ابن عمر « من دخل على غير 
دغر ي سارقاً وخرج مغيراً » وإسناده ضعبف اه. 

قلت : ولفظ البيهقي ١‏ من دخل عل قوم لطعام م يدع إليه فأكل دخل فاسقاً وأكل ما لا يحل 
له » وهكذا رواه ابن النجار أيضاً . وأما لفظ أي داود فأوله : « من دعي فام يحب فقد عصى الله 
ورسوله ومن دخل على غير دعوة» الخ وقد رواه البيهقي أيضاً. 

( ولكن حق الداخل إذا لم يتربص ) أي م يتحين الوقت ( واتفق ) في دخوله من غير قصد 
(إِن صادفهم على طعام أن لا يأل ما م يؤذن له فإذا قيل له) اقبل إلينا او 
( كل ) أو نحو ذلك من الألفاظ الدالة على صريح الأكل ( نظرء فإن عام أنہم يقولون على 
حبة لمساعدته فليساعد ويجلس ) ويأكل ( معهم » وإن كانوا يقولونه ) من وراء القلب وإنا 
يقولونه تعذيراً و( حياء منه ) والباطن مخالف للظاهر» ( فلا ينبغي أن يأكل بل ينبغي أن 
يتعلل ) م بعدم الأكل مها أمكن ويظهر في نفسه إن سبتق له الأكل ولا يقدر على مناولة شيء 

من الطعام » ( أما إذا كان جائعاً فقصد بعض إخوانه ليطعمه) ما عنده ( ولم يتربص به 
وقت أکله فلا بأس به) فإنه غير مخالف للستة. 

( قصد رسول الله ل وأبو بكر وعمر رضي الله عنها منزل أي اميم بن التيهان) 
بفتح التاء الفوقية وتشديد الياء التحتية المكسورة ( وأبي أيوب ) خالد بن زيد ( الأنصاري) كذا 
في النسخ بالإفراد والصواب الأنصاريين رضي اله عنهم ( لأجل طعام يأكلونه وكانوا 
جياعاً ) . قال العراقي : أما قصة أي الميثم فرواها الترمذي من حديث ألي هريرة وقال: حسن 
غريب صحيح» والقصة عند مسام» لكن ليس فيها ذكر لأبي اميم » وإنما قال رجل من الأنصار» 
وأما قصة أبي أيوب فرواها الطبراني في المعجم الصغير من حديث ابن عباس بسند ضعيف اه. 


11٦1‏ كتاب آداب الأكل / الباب الثالٹ 


إعانة لذلك المسام على حيازة ثواب الاأطعام وهي عادة السلف. وكان عون بن عبدالله 
المسعودي له ثلانمائة وستون صديقاً يدور عليهم في السنة» ولآخر ثلاثون يدور عليهم في 
الشهر » ولآخر سبعة يدور عليهم في الجمعة. فكان اخوانهم معلومهم بدلا عن كسبهم» 
وکان قيام أولك م عل قضد التبرك غبادة هم EES‏ 
و کان واثقاً بصداقته عالاً بفرحه إدا أكل من طعامه فله أن يأكل بغير إذنهء إذ المراد 
من الاذن الرضا لا سما في الأطعمة وأمرها على السعة. فرب رجل يصرح بالإذن ويحلف 


( والدخول على مثل هذه الحالة إعانة لذلك المسام على حيازة ثواب الإطعام وهي عادة 
السلف ) » ولفظ القوت: ومن طرقته فاقة من الفقراء فقصد بعض إخوانه يتصدى للأكل عنده» 
فجائز له ذلك بشرطین لا یکون عنده موجود من طعام ونيته أن يؤجر أخوه ويكون هو الجالب 
لأجره لأنه عرضه للمثوبة » فهذا داخل في التعاون على البر والتقوى وداخل في التحاض على طعام 
املسكين ونفسه كغيره من الفقراء» ولأن أخاه لا يعام بصورة حاله ولو علمه لسره ذلك ففيه 
إدخال السرور عليه من حيث يعامء وقد فعل هذا جاعة من السلف وقد روي بمعناه أثر من ثلائة 
طرق للسلف الصالح . 


( كان عون بن عبد الله المسعودي ) هو أبو عبد الله عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود 
المذلي الكوفي الزاهد قال أحد وابن معين والعجلى ثقة » وذكر الترمذي والدارقطنى أن روايته عن 
عبد الله بن مسعود مرسلة. وعن أي أسامة قال : وصل إلى عون أكثر من عشرين ألف درهم 
فقال له أصحابه : لو اعتقدت عندة لولدك فقال اعتقدها لنفسى واعتقد الله عز وجل لولدي : 
قال أبو أسامة: فلم يكن في المسعوديين أحسن حالاً من ولد عون روى له الجباعة إلا البخاري» ( له 
ثلانمائة وستون صديقاً يدور عليهم في السنة) بأن كان يكون عند كل واحد يوماًء ( و )كان 
( لآخر ثلاثون) صديتاً ( يدور عليهم في الشهر ) مرةء ( ( و )كان (لآخر سبعة ) أصدقاء 
وکانوا يقدمون هذه الأخلاق مع إخوانهم ويؤثرونها على المكاسب » ( فكان إخوانهم بعطونهم 
بدلا عن كسبهم ) والممزة في الإعلال للإزالة وم يكن هؤلاء يتكسبون ولا يدخرون. 
( وكان قيام أولئك بهم على قصد التبرك عبادة م ) ء وكانوا يسألونهم ذلك بنية صالحة 
ويقسمون عليهم فيه ويرونه من أفضل الأعال» و كان هؤلاء للإنصاف يكرمون إخوا: نہم بإجابتهم 
و کونهم عندهم. قال صاحب القوت : ومنهم من کان منقطعاً في منزل أخيه قد أفرده بمكان يقوم 
بکفایته ولا يبرح من منزاه على الدوام کم فه ویتحکم کا یکون ف منزل نفسه. 


( فإن دخل ولم يجد صاحب الدار وكان واثقاً بصداقته عالاً بفرحه إذ أكل من طعامهء 
فله أن يأكل بغير إذنهء إذ المراد من الإذن الرضا لا سيا في الأطعمة وأمرها على 
السعة ) ولفظ القت : وسن عام من أخيه أنه يحب أن يأكل من طعامه» فلا بأس أن يأكل بغير 


کتاب آداب الأكل / الباب الثالث 


وهو غير راضٍ فأکل طعامه مکروه» ورب غائب ل یأذن وأ کل طعامه حبوب . وقد قال 
تعالى أو صديقكم € [ النور : 1١‏ ] ودخل رسول الله ملي دار بريرة وأكل طعامها وهي 
غائبةء و كان الطعام من الصدقة فقال : « بلغت الصدقة محلها ». وذلك لعلمه بسرورها 
بذلك» ولذلك جوز أن يد خل الدار بغير استئذان اكتفاء بعلمه بالاإذن» فإن م يعام فلا ب 
من الاستئذان اولا ثم الدخول. و كان تمد بن واسع واصحابه‌یدخلون منزلالحسن 
فیأکلون ما يدون بغیر إذن» و کان الحسن یدخل ویری ذلك فیسر به ویقول: هکذا 
کنا . وروي عن الحسن رضي الله عنه أنه كان قائ يأكل من متاع بقال في السوق يأخذ 
من هذه الجونة تينة ومن هذه قسبةء فقال له هشام : ما بدا لك يا أبا سعيد في الورع 
تأكل متاع الرجل بغير إذنه؟ فقال: يالكع اتل علي اية الكل فتلا إلى قوله تعالى : 


إذن لأن علمه بحقيقة حاله ينوب عن إذنه في الأكل لقوله مي في هذا المعنى « رسول الرجل إلى 
الرجل إذنه» إذ قد عام بإذنه له بالدخول عليه فأغناه عن الاستئذان. 

( فرب رجل يصرح بالإذن ویحلف ) عليه ( وهو غير راض ) بالقلب ( فأکل طعامه 
مكروه) أي فإن علمت من كراهته لأكلك لطعامه فلا تأكل ولو أذن لك بقوله ( ورب 
غائب ل یأذن وأکل طعامه حبوب» وقد قال تعالی < أو صدیقکم )ودخل رسول الله پل 
دار بريرة) مولاة لعائشة رضي الله عنها اشترتها وأعتقتها ( وأكل طعامها وهي غائبة وكان 
الطعام من الصدقة فقال ) يه ( « بلغت الصدقة محلها» ) هو عليها صدقة ولنا هديةء 
( وذلك لعلمه بسرورها بذلك) هكذا أورده صاحب القوت وها قصتان. 

قال العراقي : رواه البخاري ومسام من حديث عائشة « أهدي لبريرة لحم فقال النبي ع هو ها 
صدقة ولنا هدية ». وأما قوله « بلغت محلها » فقاله في الشاة التى أعطيتها نسيبة من الصدقة وهو 
منفق عليه أيضاً من حديث أم عطية. . 

( ولذلك يجوز أن يدخل الدار بغير استئذان اكتفاء بعلمه بالإذن) استدل بفعله ل 
حيث دخل دار بريرة وهي م تكن حاضرة لعلمه أنها تسر بذلك» ( فإِن لم عام ) بسروره له 
, فلا بد من الاستثذان أولاً م الدخول) بعده. ( وكان محمد بن واسع وأصحابه يدخلون 
مزل الحسن ) البصري ( فيأكلون ما يجدون بغير إذن» وكان الحسن) ربا ( يدخل ويرى 
ذلك) أي فعلهم ( فیسّر به ویقول هکذا کنا) یشیر إلى بدایته» وکانت بدایته في زمن 
الصحابة . ( وروي عن الحسن ) نفسه ( أنه كان قائ يأكل من متاع بقال ) الذي يبيع الحبوب 
والفواكه البابسة ( يأخذ من هذه الجونة ) وهي السفطة ( تينة ومن هذه ) الثانية ( قسبة فقال له 
هشام ) الأوقص : ( ما بدا لك يا أبا سعيد ) وهي كنية الحسن ( في الورع تأكل متاع الرجل 
بغير إذنه؟ فقال: يا لكع) بضم ففتح وهو اللئم ( اتل علي آية الأكل فتلا) ولا على 


RS 11۸‏ کچ ت اکل الاب الف 


أو صديقكم) فقال: فمن الصديق يا أبا سعيد؟ قال: من استروحت إليه النفس 
واطأن إليه القلب . ومشى قوم ای مزل ان اوري ف اوه فو الباب وأنزلوا 
السفرة وجعلوا يأكلون» فدخل الثوري وجعل يقول: ذكرتموني أخلاق السلف. هكذا 
کانو ا. وزار قوم بعض التابعين وم يكن عنده ما يقدمه إليهم فذهب إلى منزل بعض 
إخوانه فلم يصادفه في المنزل فدخل فنظر إلى قدر قد طبخها وإلى خبز قد خبزه وغير 
ذلك فحمله کله فقدمه إل أُصحابه وقال n‏ ير شيا فقيل له قد 
أخذه فلان» فقال: قد أحسن فلا لقيه قال: يا أخي إن عادوا فَعْد. فهذه آداب 
الول 


أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت آبائكم أو بيوت أمهاتكم) ( إلى قوله أو صديقكم ) 
[ النور 1١:‏ ] فقال :) ولفظ القوت قلت : ( فمن الصديق يا ابا سعيد ؟ قال : من استروحت 
إليه النفس ) أي ارتاحت ومالت. ( واطأن إليه القلب ) أي سكن فإذا كان كذلك فلا إذن 
له في ماله. هكذا أورده صاحب القوت. 

(وجاء قوم إلى منزل سفيان) بن سعيد (الثوري فام يجدوه ففتحوا الباب وانزلوا 
السفرة) وكانوا يعلقونها على وتد ( وجعلوا يأكلون) ما فيها من الخبز والطعام » ( فدخل 
الثوري وجعل يقول: ذكرتمونى أخلاق السلف ) الماضينء ( هكذا كانوا) يفعلون أورده 
صاحب القوت . ٤‏ 

( وزار قوم بعض التابعين ) أي من له أخذ من الصحابة ( وم يكن عنده) إذ ذاك ( ما 
يقدم إليهم ) من الطعام » ( فذهب إلى منزل بعض إخوانه فام يصادفه في المنزل فدخل 
فنظر إلى قدر) قد طبخها ( وإلى خبز قد خبزه وغير ذلك » فحمله کله فقدمه إلى اُصحابه 
فقال: کلرا فجاء رب المنزل فام ير شيثاً) من الطعام الذي هيأه فسأل عنه» ( فقيل له: : قد 
أخذه فلان ) لأضيافه. ( فقال؛ قد أحسن فلا لقيه قال يا أخي إن عادوا فعد ) نقله 
صاحب القوت . فهذه آداب الدخول» ولكن ليس لكل أحد ينظر إلى ظواهر هذه القصص 
فيدخل البيوت بغير استئذان ويد يده إلى ما يحل له النظر إليه فضلاً عن الأخذ» ولكن بشروط 
هي الآن أعز من الكبريت الأحر » فأين الذي يطمئن إليه القلب أو تستروح النفوس إليه» ولذا 
قال القائل : 

صاد الصديق وكاف الكيمياء معا لا يوجدان فدع عن نفسك الطمعا 

وقد رأيت جاعة من المنسوبين إلى الطائفة العلية قد استولى عليهم الشيطان بوساوسه» وأراهم 
أن جيع ما في يد الأحباب مشترك الانتفاع لا ملك هم حقيقة فإذا دخلوا بيت واحد منهم فا 
وقع عليه بصرهم أخذوه مأكولاً كان أو ملبوساً أو نقداً أو متاعاً سواء رضي به صاحب الشيء أو 


كتاب آداب الأكل / الباب الثالث NL O‏ 


راما ادات التقديم : فترك التكلف أولاً وتقدي ما حضرء فإن م يحضره شيء وم 
يلك فلا يستقرض لا جل ذلك فيشوش على نفسه» وإن حضره ما هو حتاج إليه لقوته 
ولم تسمح نفسه بالتقدي فلا ينبغي أن يقدم . دخل بعضهم على زاهد وهو يأكل فقال: 
لولا أني أخذته بدين لأطعمتك منه. وقال بعض السلف في تفسير التكلف : أن تطعم 
أخاك ما لا تأكله أنت بل تقصد زيادة عليه في الجودة والقيمة . و كان الفضيليقول: إنغا 
تقاطع الناس بالتكلف يدعو أحدهم أخاه فيتكلف له فيقطعه عن الرجوع إليه. وقال 
بعضهم : ما أبالي بمن أتاني من اخواني فإني لا أتكلف له إنغا أقرب ما عندي ولو تكلفت 
له لکرهت مجیئه ومللته. وقال بعضهم : كنت أدخل على أخ لي فيتکلف لي فقلت له : 


م يرض » وهده الطريقة أقرب إلى طريقة الإباحية . أعاذنا الله من ذلك فليحذر المريد من معاشرة 
أولئك.» والله اعام . 

( فأما آداب التقدم فترك التكلف أولاً ) وهو ما يفعله الإنسان بمشقة أو بتصنع أو بتبشع 
( وتقدم ما حضر ) وتيسر ويسهل في الحال من كل ما يؤكل عادة فإنه أدوم للرجوع وأذهب 
لكراهة رب المنزل» ( فإن م حضره شيء ولم ملك فلا يستقرض لأجل ذلك ) أي لا يأخذ من 
الدين ( فيشوّش على نفسه ) بالمم في أدائه مع عدم القدرة عليه ( وإن حضره ما هو محتاج 
إلبه لقوته) أو وتن رت رون تلمح لا افم ) إلى الضيف› > ( فلا ينبغي أن 
ف . وقد كان من المتقدمين من إذا دخل عليه وهو يأكل م يعرض على إخوانه الأكل إذا م 
يحب أن يأكل معه خشية التزين بالقول أو لئلا يعرضهم لما يكرهون. 

( دخل بعضهم على زاهد وهو يأكل فقال: لولا أني أخذته بدين لأطعمتك منه) ولفظ 
القوت : دخل قوم على أب عاصم » و کان ذا زهد وهو يأکل فذ کره وفیه: لأطعمتکم منه» و کان 
بعض العلهاء يقول: التكلف في الطعام أن يأخذه بدين او يطعمه من خيانة. 

( وقال بعض السلف في تفسير التكلف: أن تطعم أخاك ما لا تأكله أنت ) أي لا يكون 
من مأكلك ( بل تقصد زيادة عليه في الجودة والقيمة ) فتشق على نفسك بذلك» ( و )قد 
( كان الفضيل ) بن عياض رجه الله تعالى ( يقول: إنما تقاطع الناس بالتكلف يدعو أحدهم 
أخاه فيتكلف له فيقطعه عن الرجوع إليه ) أورده صاحب القوت» وأبو بكر بن أي الدنيا في 
اقراء الضيف. 

( وقال بعضهم : ما أبالي من أتاني من أخواني فإني لا أتكلف له إنما أقرب ما عندي» 
ولو) أن (تکلفت له لحرهت ) دوام ( مجيه ومللته ) فهذا لعمري ثمرة التكلف للكثرة 
والجودة الملل وكراهة العود . کذا في القوت. 

( وقال بعضهم : كنت أدخل على بعض إخواني فيتكلف لي ) ولفظ القوت: وقال لي 


1۰ كتاب آداب الأكل / الباب الثالٹث 


إنك لا تأكل وحدك هذا ولا أنا فا بالنا إذا اجتمعنا أكلناهء فأما أن تقطع هذا 
التكلف أو أقطع اللجيء فقطع التكلف ودام اجتاعنا بسببه . ومن التكلف أن يقدم جيع 
a E E‏ . روي ان رجلا دعا عليا رضي الله عنه فقال 
علي : أجيبك على ثلاث شرائط» لا تدخل من السوق شيا ولا تدخر ما في البيت» ولا 
تجحف بعيالك . و كان بعضهم يقدم من كل ما في البيت فلا يترك نوعاً إلا ويحضر شيئاً 
منه . وقال بعضهم : دخلنا على جابر بن عبدالله فقدم إلينا خبزاً وخلاً وقال : لولا أنا 
نهينا عن التكلف لتكلفت لكم. وقال بعضهم : إذا قصدت للزيارة فقدم ما حضر وإن 
بعض الشيوخ كنت آنس ببعض إخوانفي فكنت أكثر زيارته فكان يتكلف الأشياء الطيبة الثمينةء 
( فقلت له) يوماً: حدثني عن شيء أسألك عنه ( إنك لا تأكل) إذا كنت ( وحدك) مثل 
( هذا ) الذي تقدمه إلي؟ قال: لا. قلت: ( ولا أنا) في منزلي إذا كنت وحدي لا آكل مثل 
هذاء ( فم بالنا إذا اجتمعنا أكلنا ) ونحن لا نأكل مثله على الانفراد هذا من التكلف > ( فإما 
أن تقطع هذا التكلف ) بأن نرجم إلى ما تأكله من الانفراد ( أو أقطع المجيء ء) قال: ( فقطع 
الت )ن م ا وا یأکل جیعاً مثله» ( ودام اجتاعنا ) ومعاشرتنا بسببه . ھکذا 
أورده صاحب القوت . 


( ومن التكلف أن يقدم) للضيف ( جيع ما عنده) من الطعام ( فيجحف بعياله ) يذرهم 
جياعاً ( ويؤذي قلوم ) إلا أن یکون العیال قلوبہم في صدق التو کل على الله کقلب رب 
المنزل. وفي القوت : ولا يتكلف لإخوانه من ال مأكول ما يثقل عليه نمنه أو يأخذه بدين أو يكتسبه 
بمشقة أو من شبهة ولا يدخر عنهم ما بحضرته ولا يستأثر بشيء دونه ولا يضر عياله. 


( روي أن رجلا دعا عليًا رضي الله عنه ) إلى منزله ( فقال: أجيبك على ثلاث شرائط : 
لا تدخل من السوق شيا ) أي لا تتكلف بشراء شيء من السوق» ( ولا تدخر ما في البيت ) 
بل تحضر جيعه. ( ولا تجحف بعيالك ) نقله صاحب القوت بلفظ : ولا تجحف بالعيال أي 
لا تضر بهم بأخذ قوتہم فيشتغل قلبهم > ( وكان بعضهم ) إذا دعا أخاه ( يقدم ) إليه ( من كل 
ما في البيت) من أنواع الطعام ( فلا يترك نوعاً إلا ويحضر شيئاً منه ) وهذا من جلة إكرام 
الضيف. ( وفي الخبر دخلنا على جابر بن عبد الله ) الأنصاري رضي الله عنها ( فقدم إلينا 
خبزاً وخلاً وقال « لولا أنا نينا عن التكلف لتكلفت لكم » ) قال العراقي : رواه أحد دون 
قوله « لولا أنا نينا » وهي من حديث سلان الفارسي» وسیأتي بعده. وکلاهما ضعيف» وللبخاري 
عن عمر بن الخطاب «١‏ نينا عن التكلف » اه. 


قلت : الحديث بتامه في مسند الإمام ألي حنيفة للحارثى قال: أخبرنا مد بن سعيد» أخبرنا 
لمنذر بن مد » حدثني أبي» حدثنا سليان بن أبي كرية » حدثني أبو حنيفة ومسعر بن كدام» عن 


كتاب آداب الأكل / الباب الثالث AE SSA SE e‏ 


استزرت فلا تمق ولا تذر. وقال سلان : أمرنا رسول الله ّلل أن لا نتكلف للضيف ما 
ليس عندناء وأن نقدم إليه ما حضرنا. وفي حديث يونس النبي ممه أنه زاره إخوانه 
فقدم إليهم كسراً وج مم بقلاً كان يزرعه ثم قال مم : كلوا لولا أن الله لعن المتكلفين 
e ER E yT‏ يقدمون 
ما حضر من الكسر اليابسة وحشف التمر ويقولون: لا ندري أا أعظم وزراً الذي 
يحتقر ما يقدم إليه أو الذي يحتقر ما عنده أن يقدمه. 


جابر رضي الله عنه أنه دخل عليه يوماً وقرب إليه خبزاً وخلاًء ثم قال « إن رسول الله م نهانا 

عن التكلف ولولا ذلك لتكلفت لكم » وإني سمعت رسول الله يه يقول « نعم الادام الخل » 
وأخرج أبو محمد التميمي في جزء له من طريق عبيد الله بن الوليد الرصاي عن معارب بن دثار قال 
جاء إلى جابر رجال من أصحاب النبي به فقرب إليهم خبزاً وخلاً فقال: كلوا فإني سمعت 
رسول الله و يقول « نعم الادام الخل » وزاد في رواية « وهلاك بالمرء أن يحتقر ما في بيته يقدمه 
لأصحابه وهلاك بالقوم أن يحتقروا ما قدم هم». . 

( وقال بعضهم : : إذ LS I OG a‏ 
استزرت ) أي طلبت للزيارة ( فلا ت تبق ) من همتك ( شيئاً ولا تذر) أي ولا تترك نقله 
صاحب القوت . 

( وقال سلان ) الفارسي رضي الله عنه: ( أمرنا رسول الله به أن لا نتكلف للضيف ما 
ليس عندنا وأن غ ما حضررنا ) قال العراقي : رواه الخرائطي في مكارم الأخلاق» ولأحد: 
لولا أن رسول الله ّل نهانا أو لولا أنا نهينا أن يتكلف أحدنا لصاحبه لتكلفنا لك وللطبرافي: 
NE aS‏ 

قلت : حديث سلمان عند الحا في الأطعمة بلفظ « نهي عن التكلف للضيف » قال الذهبي : 
سنده لین . 

( وی حدیث يونس التي عليه السلام ) هو يونس بن مت نس إل مهه وقيل : هو اسم 
ا لړ ( أنه زاره إحوات فقدم إليهم کسراً) من شعیر ( وجز ا 
قال ) : کلوا (لولا أن الله لعن المتكلفين لتكلفت لكم ) كذا أورده صاحب القوت. 

( و )روي (عن أنس بن مالك وغيره من الصحابة) رضي الله عنهم (أنم كانوا 
امون و( حفر من الكسر البابسة وحشف التمر ) والدقل ( ویقولون لا 
ندري أمها أعظم وزراً الذي يحتقر ما قدم إليه أو الذي يحتقر ما عنده أن يقدمه) كذا في 
القوت والعوارف. زاد صاحب القوت: وقد روینا في معناه خبراً مسنداً» وقد کان ا غر 
يقدمون ما عندهم إلى إخوانهم ويقولون إن الاجتاع على الطعام من مكارم الأخلاق. 


1۲ كتاب آداب الأكل / الباب الثالث 


الأدب الثاني : وهو للزائر أن لا يقترح ولا يتحكم بشيء بعينه فربما يشق على 
امزور إحضاره» فإن خيره اخوه بين طعامين فليتخير ايسره) عليه كذلك السنة ففي 
الخبر آنه ما خير رسول الله ب بين شبئين إلا اختار أيسرها . وروى الأعمش عن أي 
وائل أنه قال : مضيت مع صاحب لي نزور سلان فقدم إلينا خبز شعير وملحاً جريشاً» 
فقال صاحي : لو كان في هذا الملح صعتر كان أطيب» فخرج سلان فرهن مطهرته 
وأخذ سعترا فلا أكلنا قال صاحى : الحمد لله الذي قنعنا با رزقناء فقال سلان: لو 
قنعت با رزقت م تكن مطهرتي مرهونة. هذا إذا توهم تعذر ذلك على أخيه وأو كراهته 
له» فإن عام أنه يسر باقتراحه ويتيسر عليه ذلك فلا يكره له الاقتراح » فعل الشافعي 
رضي الله عنه ذلك مع الزعفراني إذ كان نازلا عنده ببغداد» وكان الزعفراني يكتب 


( الأدب الثاني : وهو للزائر ) فإذا زار أخاه ( أن لا يقترح ) على رب المنزل والاقتراح 
الاستدعاء والطلب› ومنه قول الشاعر : 


قالوا اقترح شيئاً نجد لك طبخه ‏ قلت اطبخوا لي جبة وقميصا 
( ولا يتحكم ) عليه ( بشيء ) من أنواع الطعام ( بعينه ) ويسميه فيقول : أريد كذا فليس 
ذلك من القناعة » ( فربما يشق على المزور إحضاره) ويوقعه فيا لا يستطيعه» ( فإن خيره 
أخوه) الزور ( بين طعامين ) أي بين نوعين من الطعام ( فليختر ) أقرب») إليه و( أيسرها ) 
أي أسهلها ( عليه كذلك السلة ففي الخبر , « أنه ما خير رسول الله بل بين شيئين إلا اختار 
أيسرهم » ) قال العراقي : متفق عليه من حديث عائشة» وزاد « ما لم يكن إنماً » ولم يذكرها مسام 
في بعض طرقه اه. 


( وروى الأعمش ) سلمان بن مهران الكاهلي الكوفي الفقيه ( عن أي وائل ) شقیق شقيق بن سلمة 
الأسدي من العلاء ء العاملين له إدراك وسمع عمر ومعاذاً وعنه منصور والأعمش توفي سنة ۸٣‏ 
( قال : مضيت مع صاحب لي نزور سلهان ) رضي الله عنه ( فقدم إلينا شعير وملحاً جريشاً فقال 
صاحبي: لو كان في هذا الملح صعتر ) يقال بالصاد وبالسين وبالزاي وهو نبت بري حار 
( كان أطيب فخرج سلان) رضي الله عنه ( فرهن ) عند البقال ( مطهرته ) بالكسر أي 
الأداوة التي كان يتوضأً بها ( وأخذ) منه ( صعتراًء فلا أكلنا قال صاحبي: الحمد لله الذي 
قنعنا بجا رزقناء فقال سلان : لو قنعت با رزقت فام تكن مطهرتي مرهونة ) عند البقال كذا 
أورده صاحب القوت. ( هذا إذا توهم تعذر ذلك على أخيه أو کراهته له» فان عام أنه) 
ممن يأنس به وإنه ما ( یسر باقتراحه ) عليه ( و) أنه ( يتيسر عليه ذلك ) أي تحصیله ( فلا 
يكره له الاقتراح ) . قد ( فعل الشافعي ) عمد بن ادريس رضي الله عنه ( ذلك مع ) تلمیذه 
الحسن بن محمد بن الصباح ( الزعفراني ) أبو علي البغدادي روى عن سفيان بن عيينة وشبابة 


كتاب آداب الأكل / الباب الثالث EE EAE‏ 


كل يوم رقعة با يطبخ من الألوان ويسلمها إلى الجارية » فأخذ الشافعي الرقعة في بعض 
الأيام وألحق بها لوناً آخر بخطه» فلا رأى الزعفراني ذلك اللون أنكر وقال : ما أمرت 
بهذا ؟ فعرضت عليه الرقعة ملحقا فيها خط الشافعي » فلا وقعت عينه على خطه فرح 
بذلك وأعتق الجارية سروراً باقتراح الشافعي عليه . وقال أبو بكر الكتاني : دخلت على 
السري فجاء بفتيت وأخذ يجعل نصفه في القدح فقلت له: أي شيء تعمل وأنا أشربه 
كله في مرة واحدة؟ فضحك وقال: هذا أفضل لك من حجة. وقال بعضهم : الأكل 


واو ی را ت ااي اد رم جا ری ل م و 
الدارقي وقال: صدوق. وقال النسائي وابن أبي حاتم ثقة» وقال ابن حبان في الثقات كان راويا 
للشافعى » و كان عضر أحد وأبو ثور عند الشافعى وهو الذي يتولى القراءة عليه . قال الزعفرافي : 
لا قرأت كتاب الرسالة على الشافعى قال لي : من أي العرب أنت ؟ قلت : ما أنا بعرني وما أنا إلا 
من قرية يقال هما الزعفرانية . قال: فأنت سيد هذه القرية توفي سنة ۲۲۹ . ( إذ كان نازلاً عنده 
ببغداد ) بالجانب الغرلي منها» ولفظ القوت : نازلا عليه ببغداد . ( وکان الزعفراني یکتب کل 
يوم رقعة با يطبخ من الألوان ويسلمها إلى الجارية ) . ولفظ القوت: فكانا يخرجان يوم 
الجمعة إلى الصلاة فكان الزعفرافي يكتب في رقعة للجارية ما تصلح من الألوان» ( فأخذ 
الشافعي الرقعة في ب بعض الأيام وألحق بها لوناً آخر جطه فلا رأ ى الزعفراني ذلك اللون 
أنكر وقال: ما أمرت بهذا فعرضت عليه الرقعة ملحقاً فيها خط الشافعي» فلا وقعت 
عينه على خطه فرح بذلك وأعتق الجارية سروراً باقتراح الشافعي عليه ) . ولفظ القوت : 
فدعا الشافعي ذات يوم الجارية بالرقعة فنظر فيها ثم زاد لوناً أشتهاهء فلا جاء الزعفراني وقدمت 
الجارية ذلك اللون أنكره إذ لم يأمرها به فسأها عنه فأخبرته أن الشافعي رضي الله عنه زاد ذلك في 
الرقعة » فقال : أريني الرقعة فلا نظر إلى خط الشافعي ملحقاً في الرقعة بذلك اللون فرح بذلك 
وأعجبه» فقال: أنت حرة لوجه الله تعالى فأعتقها سروراً منه بفعل الشافعى ذلك وإليه نسب 
درب الزعفراني بباب الشعير اه. ۰ 


( وقال أبو بكر الكتاني ) وهو من مشايخ الرسالة إسمه مد بن علي بغدادي الأصل صحب 

الجنيد والخراز والنوري وجاور بمكة إلى أن مات بهاسنة ٣۲۲‏ : ( دخلت على السر ي ) بن المفلس 

ا ا ا ر بفنيت ) أي خبز مفتوت» ( وأخذ يجعل نصفه في القدح 

فقلت ؛ أي شيء هو ذا تعمل أنا أشربه كله في مرة واحدة فضحك ) السري ( وقال: : هذا 

أفضل لك من حجة) كذا في القوت أي عمل قليل وثوابه كثير لما فيه من النية الحسنة بادخال 
السرور على أخيه. 


( وقال بعضهم: الأكل على ثلاثة أنواع) أكل ( مع الفقراء ) الصادقين ( بالايثار ) أي 


1۲٤‏ کتاب آداب الكل / الباب الثالث 


على ثلاثة أنواع . مع الفقراء بالإيثار » ومع الإإخوان بالانبساط » ومع أبناء الدنيا بالأدب. 

اللأدب الثالث : أن يشهي المزور أخاه الزائر ويلتمس منه الاقتراح مها كانت نفسه 
طيبة بفعل ما يقترح» فذلك حسن وفيه أجر وفضل جزيل . قال رسول الله ع : ١‏ من 
صادف من أخيه شهوة غفر له ومن سر أخاه المؤمن فقد سر الله تعالى » . وقال ملي فما 
رواه جابر : « من لذذ أخاه با يشتهى كتب الله له ألف ألف حسنة وحا عنه ألف ألف 


يؤثر بعضهم على بعض فيود أن يأكل أخوه أكثر منهء ( و) أكل ( مع اللإخوان) على طريق 
السلوك ( بالانبساط ) وترك الحشمة ( و) أكل ( مع أبناء الدنيا) من أرباب الأموال 
( بالأدب ) وحفظ الحرمة والسكون. 

( الأدب الثالث: أن يشهي المزور أخاه الزائر ويلتمس منه الاقتراح مها كانت نفسه 
طيبة ) منشرحة ( بفعل ما يقترح» فذلك حسن وفيه أجر ) كبير ( وفضل جزيل ) . قال داود 
ابن على الظاهري : حدثنا أبو ثور قال : كان الشافعي رضي الله عنه يشتري الجارية الصناع التي تطبخ 
وتعمل الحلوى ويشترط عليها هو أن لا يقربما لأنه كان عليلاً بالباسور» ويقول لنا: تشهوا ما 
أحببتم فقد اشتريت جارية تحسن أن تعمل ما تريدون. قال: فيقول ها بعض أصحابنا اعملى لنا 
اليوم كذا وكذاء فكنا نحن الذين نأمرها با نريد وهو مسرور بذلك. وفي القوت: فإن شهاه 
أخوه وسأله فلا بأس أن يذ كر له شهوته ليصنعها فيعينه على فضيلتها » فقد روينا في فضل ذلك 
غبر حدیث » منها الحديث المشهور : 

( قال به « من صادف من أخيه شهوة غفر له » ) قال العراقي : رواه البزار والطبرافي من 
حديث أي الدرداء « من وافق من أخيه شهوة غفر له » قال ابن الجوزي : حديث موضوع اه. 

قلت : رواه الطبراني في الكبير من طريق نصر بن نجيح الباهلي » عن عمرو بن حفص النهدي › 
عن زياد النميري» عن أنس عن أي الدرداء . قال الذهى في الضعفاء : هذا اسناد مجهول. وقال 
الميثمي : زياد النميري وثقه ابن حبان وقال: بخطيء وضعفه غیره» وفیه من م أعرفه هكذا قال » 
فالذي يظهر من سياقهم أن هذا الحديث ضعيف شديد الضعف. وقول ابن الجوزي أنه موضوع 
فيه نظر. 

(« ومن سر أخاه المؤمن فقد سر الله تعالى » ) قال العراقي : رواه ابن حبان والعقيلي في 
الضعفاء من حديث ألي بكر الصديق ١‏ من سر مؤمناً فإنما يسر الله تعالى » الحديث قال العقيلى : لا 
أصل له اه. 

قلت : وروي نحوه من حدیث ابن مسعود رفعه « من سر مسل بعدي فقد سرني في قبري ومن 

( وقال ب فبارواه ) أبو الزبير عن ( جابر ) رضي الله عنه (« من لذذ أخاه بما يشتهي 


كتاب آداب الأكل / الباب الثالث TOA E RDS‏ 


سيئة ورفع له ألف ألف درجة وأطعمه الله من ثلاث جنات جنة الفردوس وجنة عدن 
و 

اللأدب الرابع : أن لا يقول له هل أقدم لك طعاماً ؟ بل ي ينبغي أن يقدم إن کان. 
قال الثوري : إذا O‏ أقدم إليك؟ ولكن قم فإن أكل 
وإلاً فارفع » وإن كان لا يريد أن يطعمهم طعاماً فلا ينبغي أن يظهرهم عليه أو يصفه 
و أردت أن لا تطعم عيالك ما تأکله فلا تحدثهم به ولا یرونه معك . 
وقال بعض الصوفية : إذا دخل عليكم الفقراء فقدموا إليهم طعاما ء وإذا دخل الفقهاء 
فسلوهم عن مسألة فاذا دخل القراء فدلوهم على المحراب . 


كتب الله له ألف ألف حسنة وعحا عنه ألف ألف سيئة ورفع له ألف ألف درجة وأطعمه الله 
من ثلاث جنان جنة الفردوس وجنة عدن وجنة الخلد» ) هكذا هو في القوت» وقال 
العراقي : ذ كره ابن الجوزي في الموضوعات من رواية مد بن نعمي» عن ألي الزبير عن جابر » وقال 
امد بن حنبل : هذا باطل كذب اه. 

قلت : ويروى عن أي هريرة مرفوعاً « من أطعم أخاه المسام شهوته حرمه الله على النار » رواه 
البيهقي. وعن معاذ « من أطعم مؤمناً حتى يشبعه من سغب أدخله الله باباً من أبواب الجنة لا 
يدخله إلا من كان مثله » رواه الطبراني . وعن أبي سعيد « من أطعم مسلا جائعاً أطعمه الله من نمار 
الجنة » رواه أبو نعم في الحلية . وعن عبد الله بن جراد « من أطعم كبداً جائعاً أطعمه الله من أطيب 
طعام الجنة» رواه الديلمي. 

(الأدب الرابع: أن لا یقول) المزور (له) أي للزائر (هل أقدم لك طعاماً ) 
أو هل ينبغي أن يقدم ) له من‌غير أنيقول( قال سفياز|الشوري ) رجه الله 
8 : ( !ذا زار ك أخوكفلاتقل )له( هل تأكل أقد م إليك )الطعام »ولكن قد قم )له( فإنأكل). 

فهو المراد ( وإلا فارع . کذا في القوت. ( وإن کان لا يريد أن يطعمهم 
طعاماً فلا ينبغي أن يظهره عليهم أو يصفه فم ) سراء إن هو قد أكله أو لم يأكله. 
( قال ) سفيان (الثوري) رحه الله تعالى: ( إذا أردت أن لا تطعم عيالك ما تأكله فلا 
تحدثهم به ولا يرونه معك ) نقله صاحب القوت. وذلك لئلا يتعلق قلبهم بذلك الطعام فيشوّش 
خاطرهم . 

( وقال بعض الصوفية: : إذا دخل علیکم الفقراء فقدموا إليهم طعاماً ) فان دید نېم 
الأكل فإنهم لا بيملكون شيا فيأكلون به فالأولى مؤاسا تهم بالأكل لأجل حضور قلبهم في العبادةء 
( وإذا دشل الفقهاء رهم عن مال قاي عبون داك الم >( وإذا دخل القراء ) أي 
أهل التلارة ( فدلوهي على المحراب) فإن ديدنهم الصلاة والعبادة» وقد تجتمع هذه الأرصاف 
بان کان قارئا وفقها وفقبرا فيقدم له ما هو الأهم وهو الإطعام. 


ENGST Seh A 1۲٦‏ / الباب الرابع 


الباب الرابع 
ى آداب الضيافة 
ومظان الآداب فيها ستة : الدعوة أولاًء ثم اللإجابةء ثم الحضور» ثم تقدي الطعام » م 
الأأكل. ثم الانصراف . ولنقدم على شرحها إن شاء الله تعالى . 
فضيلة الضيافة : قال بل : « لا تكلفوا للضيف فتبغضوه فإنه من أبغض الضيف 
فقد أبغض الله ومن أبغض الله أبغضه الله ». وقال مو : لا خير فيمن لا يضيف » 


الباب الرابع 


ف آداب الصيافة 


من ضافه ضيفاً إذا نزل عنده فهو ضيف» ويطلق على الواحد والجمع » وأضفته قريته» وأصل 
الضيف اليل . يقال : ضافت الشمس للغروب مالت . والضيف من مال بك نزولا وصارت الضيافة 
متعارفة في القرى ( ومظان الآداب فيها ستة: الدعوة أوَلاء ثم الإإجابة» ثم الحضور» ثم تقدم 
الطعام» ثم الأكل ثم الانصراف . ولنقدم على شرحها إن شاء الله تعالى . 

فضيلة الضيافة: قال لر « لا تتكلفوا ) وفي رواية بجذف احدى التاءين ( للضيبف 
فتبغضوه ) أي تلوا الضيافة وترغبوا عنها فيكون سببأً لبغض الضيف ( فإنه من أبغض الضيف 
فقد أبغض الله ومن أبغض الله أبغضه الله » ) قال العراقي : رواه أبو بكر بن لال في مكارم 
الاخلاق من حديث سلان ١‏ لا يتكلفن أحد لضيفه ما لا يقدر عليه » وفيه مد بن الفرج الازرق 

قلت : ورواه البيهقي كذلك. وعند ابن عداكر في التاريخ «لا تكلفوا للضيف » وعن أي 
قرصافة مرفوعاً ١‏ يا عائشة لا تتكلفي للضيف فتمليه ولكن اطعميه نما تأكلين » رواه أبو عبد الله 
محمد بن باكويه الشيرازي والرافعي من طريق عياض بن ألي قرصافة عن أبيه. 

( وقال به « لا خير فيمن لا يضيف» ) أي لا يطعم الضيف الذي ينزل به أي إذا كان 
قادرا على ضيافته ولم يعارضه ما هو أهم من ذلك كنفقة من تلزمه مؤنته . قال العراقي : رواه أحمد 
من حديث عقبة بن عامر وفيه ابن فيعة اه. 


کتاب آداب الأکل / الباب الرابع ih‏ 


ومر رسول الله و برجل له إبل وبقر كثيرة فام يضيفه ومر بامرأة ها شويهات 
فذبجحت له فقال بل : « انظروا إليها إنما هذه الأخلاق بيد الله فمن شاء أن بمنحه 
خلقاً حسناً فعل ». وقال أبو رافع مولى رسول الله مله : « أنه نزل به مه ضيف فقال : 
قل لفلان اليهودي نزل بي ضيف فاسلفني شيئا من الدقيق إلى رجب » فقال اليهودي : 
والله ما أسلفه إلا برهن فأخبرته فقال : والله إني لأمين في السماء أمين في الأرض ولو 
أسلفني لأديته فاذهب بدرعي وارهنه عنده». وکان ابرا هم الخليل صلوات الله عله 
وسلامه إذا أراد أن يأكل خرج ميلا أو مي میلین یلتمس من یتغذی معه» وکان یکني ابا 


قلت : وكذلك رواه الخرائطي في مكارم الأخلاق والبيهقي. قال المنذري : رجاله رجال 
الصحيح غير ابن هيعة. 

( ومر رسول الله َي برجل له إبل وبقر كثيرة فام يضيفه» ومر بامرأة ها شومہات ) 
E GG‏ 
١‏ انظروا إليها إنما هذه الأخلاق بيد الله فمن شاء أن يمنحه خلقاً حسناً فعل ٠‏ ) قال العراقي 
رواه الخرائطي في مكارم الأخلاق من رواية ابن المنهال مرسلاً. 

( وقال أبو رافع مولى رسول الله به ) وكان قبطباً قيل اسمه إبراهم وقيل أسام» وكان 
للعباس أوَّلاً . روى عنه أولاده وأبو سعيد المقبري مات بعد عثان ( « أنه نزل به له ضيف 
فقال قل لفلان البهودي) وسماء ( نزل بي ضيف فاسلفني شيا من الدقيق إلى رجب» فقال 
اليهودي: لا والله لا أسلفه إلا برهن فأخبرتهء فقال : : والله إني لأمين في السماء أمين في 
الأرض لو أسلفني لأذيته فاذهب بدرعي ) وكان من حديد ( وارهنه عنده» ) قال العراقي: 
رواه إسحاق بن راهوية في مسنده» والخرائطي في مكارم الأخلاق وابن مردويه في التفسير بسند 
ضعبف اه. 

قلت : ورواه الترمذي في الشمائل . وقال الشراح: اسم هذا اليهودي أبو الشحم من الأوس رهنها 

ي ٿلائن صاعاً من شعبر رواه الشيخان. وروى الترمذي بعشرين صاعاً من طعام أخذه 

rT 


( وكان ابراهم الخليل صلوات الله عليه وسلامه إذا أراد أن يأكل خرج ميلا أو ميلين 
یلتمس من یتغذی معه ) ذکره عمد بن عبد الكرم السمر قندي في كتاب روح المجالس أنه 
عليه السلام كان إذا أراد أن يتغدى وم يحضره ضيف خرج مسيرة ميل أو ميلين يطلب من يتغذى 


معه اه. 


وقال ابن أي الدنيا في قرى الضيف: حدثنا أحمد بن جيل أخبرنا عبدالله عن طلحة» عن 


RN N e Ro 1۲۸‏ را 


الضيفان» ولصدق نيته فيه دامت ضيافته في مشهده إلى يومنا هذا فلا تنقضي ليلة إلا 
ويأكل عنده جاعة من بين ثلاثة إلى عشرة إلى مائة. وقال قوّام الموضع أنه م يخل إلى 
الآن ليلة عن ضيف. وسئل رسول الله ملم ما الإبيان؟ فقال: « إطعام الطعام وبذل 
السلام ». وقال بي : « في الكفارات والدرجات إطعام الطعام والصلاة بالليل والناس 
نيام ». وسئل عن الحج المبرور فقال: « إطعام الطعام وطيب الكلام ». وقال أنس رضي 


عطاء قال : كان ابراه عليه السلام إذا أراد أن يتغذى خرج ميلا أو ميلين يلتمس من يتغذى 
معه» وهو اول من سن الضيافة وعظم امرها. 

قال أبو بكر أحد بن عمرو بن أي عاصم في كتاب الاوائل : حدثنا وهبان بن بقية» حدثنا 
ol e e AE a a E a‏ 
السلام » ورواه ابن الي الدنيا في قرى الضيف عن ممد بن عبد الله بن المبارك» حدثنا ابو أسامة» 
حدثنا ګید بن عمرو فذ کره مثله . قال : وحدثنا إسحاق بن إسماعيل » حدثنا جرير» عن يحي بن 
سعبد» عن سعيد بن المسيب قال : كان ابراهي أوّل من أضاف الضيف. 

ر و) لذلك ( كان يكنى أبا الضيفان ) رواه ابن أي الدنيا في قرى الضيف من طريق سفيان 
الثوري عن أبيه عن عكرمة قال : كان ابراه عليه السلام يكنى أبا الضيفان» وكان لقصره أربعة 
أبواب لكيلا يفوته أحد» ( ولصدق نيته فيه ) أي في أمر الضيافة ( دامت ضيافته في مشهده ) 
في غار حبرون ( إلى يومنا هذاء فلا يتقضى ليلة إلا ويأكل عنده جاعة من بين ثلاثة الى 
عشرة إلى مائة وقال قوام الموضع ) أي خدمته القائمون بشعار الكنس والايقاد ب ملازمون هنالك 
( أنه م غل إلى الآن ليلة عن ضيف )ء وقد اتفق لي أني لما وردت لزيارته كان معي جاعة نحو 
الخمسة. فلا فرغت من الزيارة إذا أنا بسماط ممدود وفيه من أنواع الأطعمة فتعجبت لكوني ما 
أعرف هناك أحداً فمن أين هذا ؟ فقال لي واحد : لا تتعجب هذه ضيافة الخليل عليه السلام وهي 
لكل قادم إلى زيارتهء ثم أي كنت في ضيافته ثلاثة أيام في أرغد عيش صلى اس عليه وعلى ولده 
و 

( وسئل رسول الله یله : ما الايمان؟ فقال «إطعام الطعام وبذل السلام») رواه 
البخاري ومسام من حديث عبدالته بن عمرو بلفظ «اي الأسلام خير » قال تطعم الطعام وتقرا 
السلام على من عرفت ومن نم تعرف ». 

( وقال ْو « في الكفارات والدرجات إطعام الطعام والصلاة بالليل والناس نيام» ) 
رواه الترمذي وصححه» والحاک من حديث معاذ رضي الله عنه » وقد تقدم بعضه في الباب الرابع 
من الأذكار وهو حدیث « اللهم اف أسألك فعل الخبرات وترك المنكرات ». 

( وسل ) به ( عن الحج المبرور فقال « إطعام الطعام وطيب الكلام» ) تقدم في الحج . 
( وقال أنس) بن مالك ( رضي الله عنه : کل بیت لا يدخله ضيف لا تدخله الملائكة ) أي 


VE aes cae RRS eh کتاب آداب الأكل / اللاب الرابع‎ 


الله عنه : كل بيت لا يدخله ضيف لا تدخله الملائكة . والاخبار الواردة في فضل الضيافة 
والإطعام لا تحصى فلنذ كر آدابما. 

أما الدعوة فينبغى للداعى أن يعمد بدعوته الأتقياء دون الفساق . قال مله : « أكل 
طعامك الابرار » في دعائه لبعض من دعا له. وقال م : « لا تأکل إلا طعام تقی ولا 
يأكل طعامك إلا تقى » ويقصد الفقراء دون االأغنياء عل اصوصن قال ملي :شر 
الطعام طعام الو غ إليها الأغنياء دون الفقراء ». وينبغي أن لا يهمل أقاربه في 
ضيافته فإن اهماهم إيحاش وقطع رحم» وكذلك يراعي الترتيب في أصدقائه ومعارفه فإن 
في تخصيص البعض إيحاشا لقلوب الباقين » وينبغي أن لا يقصد بدعوته المباهاة والتفاخر 


ملائكة الرحة. ( والأخبار الواردة في فضل الضيافة والإطعام) كثيرة (لا تحصى) تقدم 
بعضها في اخر الباب الثاني ( فلنذ كر آداما) . 

( أما الدعوة)» بالفتح اسم من دعوت الناس إذا طلبتهم ليأكلوا عندك يقال: نحن في دعوة 
فلان ومدعاته ودعاه بمعنى وبالكسر في النسب. قال أبو عبيدة: هذا کلام اکر العرب إلا عدي 
الرتات . فإنهم يعكسون ويجعلون الفتح في السب والكسر في الطعام » ( فينبغي للداعي أن يقصد 
بدعوته العباد ) أي الصالحين من عباد الله تعالى الاتقياء دون الفساق . قال ل لمن دعا له « أكل 
طعامك الابرار » في دعائه لبعض من دعا . قال أنس جاء اني بپ إلى سعد بن عبادة فجاء بخبز 
وزیت نم أكل م قال الني له « أفطر عند ؟ الصائمون وأكل طعامکمٍ الأبرار وصلت علیكم 
الملائكة ». رواه او داود والنسائي واللفظ لأي داود وقد تقدم قري . 

( وقال ب « لا تال إلا طعام تقي ولا يأكل طعامك إلا تقي» ) ذاك لأن التقي قد 
كفاك الاجتهاد ف المأكول للتقوى فأغناك عن السؤال عنه ولان التقي اذا استطعمته استعان 
بالطعمة على البر والتقوى فتصير معاوناً له عليهما فتشر كه في بره» وتقدم تخريج الحديث في كتاب 
الزكاة. ولذا قال : ( ويقصد الفقراء ) بدعرته ( دون الأغنياء على الخصوص قال ل « شر 
الطعام طعام الوليمة يدعى إليها الاغنياء دون الفقراء ) ومن ترك الدعوة فقد عصى الله 
ورسوله ». متفق عليه من حديث أي هريرة» وعند مسام « ينعها من يأتيها ويدعى إليها من 
يأباها » ورواه البخاري مرفوعاً بلفظ « ويترك الفقراء » وهو عند الطبراني والديلمي من حديث 
ابن عباس بلفظ « يدعى إليه الشبعان ويحبس عنه الجائع » والمراد بالوليمة وليمة العرس لأنها 
المعهودة عندهم سماه شرا على الغالب فام خصون با الأغنياء. 

( وينبغي أن لا همل أقاربه ) ني النسب (في ضيافته فإن إهامم إيجاش) أي يورث 
الوحشة والتنافر في القلوب» ( وقطع رحم ) ووبال قطع الرحم أكثر من الإيجاش. ( وكذلك 
يراعى الترتيب في أصدقائه ومعارفه ) الأقرب فالاقرب» ( فإن في تخصيص البعض ) دون 


N NA GS EEE SERSERAN EN 1۳۰ 


بل استالة قلوب اللإخوان والتسنن بسنة رسول الله عي في إطعام الطعام وادخال 
السرور على قلوب المؤمنين» وينبغي ان لا يدعو من يعام انه يشق عليه الأإجابةء وإذا 
حضر تاذى بالحاضرين بسبب من الاسباب» وينبغي ان لا يدعو إلا من يحب إجابته. 
قال سفيان: من دعا أحداً إلى عام وهو يكره الإ جابة افعليه لخطيئة فإن أجابالمذغر 
فعليه خطيئتان لأنه له على الأكل مع كراهة» ولو عام ذلك لا كان يأكلهء وإطعام 
التقي إعانة على الطاعة وإطعام الفاسق يقويه على الفسق . قال رجل خياط لابن المبارك : 
أنا أخبط ثياب السلاطين فهل تخاف أن أكون من أعوان الظلمة ؟ قال: لا إغا أعوان 
الظلمة من يبيع منك الخيط والإبرة أما أنت فمن الظلمة أنفسهم . وأما الإجابة فهي سنة 


البعض ( إيحاشاً لقلوب الباقين ) » وهكذا الحال في جبرانه فإنه إذا دعا جاعة وترك الجيران 
أورث الوحشة في قلوبهم » فينبغي المراعاة في كل ذلك مها استطاع » فيجعل لكل واحد من هذه 
الأصناف حداً معلوماً فيقدم الأقرب ف النسب ثم الصديق فإن له حقاً لازماًء وهل يقدم الجار 
على الصديق أو الصديق على الجار فالذي يظهر أن الجار مقدم لوجوه عديدة. ( وينبغي أن لا 
يقصد بدعوته المباهاة والتفاخر ) بين الأقران ( بل ) ينوي بدعوته ( استالة قلوب الاخوان 
والتسنن بسنة رسول الله عي في إطعام الطعام وإدخال السرور على قلوب المؤمنين ) . فهذه 
ثلاث نيات لا بد من احضارها في القلب ليكون الداعي مأجوراً في دعوته مثاباً في حر كته . 
( وينبغي أن لا يدعو من يعام أنه يشق عليه الإجابةء وإذا حضر تأذى باخاضرين ) أو 
تأذى به بعض من حضر في المجلس (بسبب من الأسباب) العوارض وهذا يقع كثياًء 
( وينبغي أن لا يدعو إلا دن يحب أجابته) ولا يكرهها. 

( قال سفيان ) الثوري رجه الله تعالى : ( من دعا أحداً إلى طعام وهو يكره الإجابة فله 
خطيئة ) أي كتبت عليه خطيئة » ( فإن أجاب المدعو ) فأكل ( فله خطيئتان ) أي كتب عليه 
خطيئتان » فا معنى في النطيئة الأولى لأنه أظهر بلسانه خلاف ما في قلبه فتصنع بالكلام » وهذا من 
السمعة وداخل في محبة أن يحمد با م يفعلء والمعنى في الخطيئتين ان إجابه أخوه فالخطيئة الثانية 
لأنه ( له على الأكل مع كراهته ) ول بعلم حقيقته منه فلم ينصحه فما أظهر له من نفسه فعرضه 
ما يكره ( ولو عام ) أخوه ( ذلك) أي أنه غير حب لإجابته ( لما كان يأكله) أي الطعام» 
ولأنه قد أدخله في السمعة» ولذلك كانت عليه خطيئة ثانية» (و) إنما قلنا يخص بالدعوة 
الصالحين والفقراء دون الفسقة لأن ( إطعام الفقراء ) والصالحين ( إعانة) هم ( على الطاعة ) 
وعلى البر والتقوى فيشار كهم ني الثلاثة . ( وإطعام الفاسق يقويه على الفسق ) الذي هو مركوز 
في جبلته كا ( قال رجل خياط لابن المبارك ) عبد الله رحه الله تعالى : ( أنا أخيط ثياب 
السلاطين )ولفظ القوت إني أخيط لبس وكلاء هؤلاء يعني الأمراء » ( فهل تخاف ان أكون من 


أعوان الظلمة ) أي داخلاً في وعيدهم ؟ ( قال: لا إنما أعوان الظلمة من يبيع منك ) . أي لك 


كتاب آداب الأكل / الباب الرابع EV‏ 


مؤكدة. وقد قيل بوجوبا في بعض المواضع . قال م : « لو دعيت إلى كراع لأجبت 
ولو أهدي إلي ذراع لقبلت ». 


وللإجابة حمسة آداب: 


الأول: أن لا ييز الغني بالاجابة عن الفقير فذلك هو التكبر المنهي عنهء ولأجل 
ذلك امتنع بعضهم عن أصل الإجابة وقال: انتظار المرقة ذل وقال آخر : إذا وضعت 


( الخيط والإبرة. أما أنت فمن الظلمة أنفسهم ) ولفظ القوت فقال : لست من أعوان الظلمة 
بل أنت من الظلمة إنما أعوان الظلمة من يبيع منك الإبر والخيوط اه. 

وهذا من باب المبالغة تنزيلاً للمعين مم منزلة أنفسهم» وبالغ آخرون فقالوا : إنما اعوان الظلمة 
الحداد الذي صنع تلك الابرةء والغزال الذي غزل ذلك الخيط وكل هذا تحذير من التقرب هم 
ومجاورتہم ودعوتہم فتستلزم اکرامهم رمداراتہم والسکوت عا هم عليه من المظا م » وغير ذلك من 
الملخازي . وكل ذلك من اسباب المقت نعوذ بالله من ذلك. وقد عمل ذو النون المصري اغمض 
من ذلك كا سيأقي في الفصل الذي في آخر الأبواب. 

( وأما الاجابة فهي سنة مؤكدة) على المشهور من مذهب الشافعي رضي الله عنه سواء كانت 
الدعوة عرساً أو غيره كختان وعقيقة» ( وقد قيل بوجوبها في بعض المواضع ) كوليمة عرس 
عند توفر الشروط المبينة في الفروع قالوا: لا تحب إجابة لغير وليمة عرس مطلقاء ومنه وليمة 
التسري » وقيل تجب . واختاره السبكي » وبعض أصحاب الشافعي أوجب الاجابة إلى الدعوة مطلقاً 
عرسا كان أو غيره بشرطه نظر الظاهر حديث ابن عمر «من دعي إلى عرس أو نحوه فليجب » 
رواه مسام» ولا رواه ابو هريرة « ومن لا يجيب الدعوة فقد عصى الله ورسوله » رواه مسام ايضاً. 
ونقله ابن عبد البرعن العنبري » وزعم ابن حزم انه قول جمهور الصحابة والتابعين» وهو الذي فهمه 
ابن عمر من الخبر . روی عبد الرزاق في مصنفه باسناد صحيح عنه أنه دعى إلى طعام فقال رجل 
اعفني فقال ابن عمر : إنه لا عافية لك من هذا فقم» وجزم باختصاص الوجوب بوليمة النكاح 
المالكية والحنفية والحنابلة وجهور الشافعية وبالغ السرخسي منهم فنقل فيه الاجاع. 

( قال بي « لو دعيت إلى كراع لأجبت ولو أهدي إِليٌ ذراع لقبلت» ) رواه البخاري 
من حديث أبي هريرة رضي الله عنه» والكراع من البقر والغنم بمنزلة الوظيف من الفرس وهو 
مستدق الساعدء واج أكرع وجع الجمع أكارع. وقال الأزهري أكارع الدابة قوائمها وقال ابن 
فارس الكراع من الدابة ما دون الكعب. 

( وللإجابة خسة آداب: 


الأول : ان لا بيز الغي بالإجابة عن الفقبر فذلك هو التكبر المنهي عنه؛ ولذلك امتنع 
بعصهم عن أصل الأجابة) . اعام ان الدعوة المختصة بالأغنياء اختلف في إجابتها فظاهر حديث 


USA COS SS 1۲‏ اداب الأكل / الباب الرابع 


يدي في قصعة غيري فقد ذلت له رقبتى . ومن المتكبرين من بحيب الأغنياء دون الفقراء 
وهو خلاف السنة. كان ا کب د العبد ودعوة المسكين. ومر الحسن بن على 
رق اك ف رم من الاکن الي الزن افاس عل فارعة الطربق وقد خرو 
كسراً على الأرض ف الرمل وهم يأكلون وهو على بغلته فسلّم عليهم فقالوا ل : هام إلى 
الغداء يا ابن بنت رسول الله ره » فقال : نعم إن الله لا يحب المستكبرين » فنزل وقعد 
معهم على الأرض وأكل م ات علیهم ور کب وقال: قد أجبتكم فأجيبوني . قالوا: 


١‏ شر الطعام طعام الوليمة » وفيه « ومن م يجب الدعوة فقد عصى الله ورسوله » صريح في وجوبها. 
واقتضاه كلام شراح مسام وصرح به الطيبي فقال: والحاصل أن الاجابة واجبة فيجيب الدعوة 
وياكل شر الطعام اه. 

لكن الذي أطلقه الشافعية عدم الوجوب إذا خص الاغنياء ء وإليه يشير كلام المصنف كا 
ترى» وقد ينزل الوجوب على ما إذا خصهم لالغناهم بل لجوار أو اجتاع حرفة أو غير ذلك والله 
أعم. 

( وقال ) بعض المتكبرين : أنا لا أجيب دعوة. قيل له: ولم ؟ قال: ( انتظار المرقةذل» وقال 
آخر ) منهم: ( إذا وضعت يدي في قصعة غيري فقد ذلت له رقبتي ) نقل القولين صاحب 
القوت. ( ومن التكبر من يجيب ) دعوة ( الأغنياء ) لعظمهم في عينه ( دون الفقراء ) لكبره 
في نفسه» ومنهم من لا يجيب إلا نظراءه وأشكاله من مثل طبقته ومرتبته في الرئاسة في الدنيا 
( وهو خلاف السنَّة)ء فقد ورد في الإجابة فعلاً وقولاً . أما فعلاً فا روي أنه ( كان ل 
يجيب دعوة العبد ودعوة المسكين ) هكذا هو في القوت. قال العراقي :رواه الترمذي » وابن 
ماجه من حدیث اشن دون ذكر المسكين. وضعفه الترمذي وصححه الجاجم اآه. 


قلت : ورواه ابن سعد في الطبقات» وعند الحا ١‏ كان يردف خلفه ويضع طعامه على الأرض 
ويحجيب دعوة المملوك ويركب الحجمار ». وأما قولاً فما تقدم آنفاً. ومن لم يجب الدعوة فقد عصى الله 
ورسوله بعد قوله: شر الطعام طعام الوليمة. 

( ومر الحسن بن علي ) كذا في النسخ » مثله في العوارف. وفي بعض نسخ الكتاب الحسين بن 
علي ( رضي الله عنها ) ومثله في القوت ( بقوم من المساكين الذين يسألون الناس على قارعة 
الطريق ) أي مر الناس حيث يقرعون بنعالمم ( وقد نشروا كسراً) من الخبز ( على الأرض في 
الرمل وهم يأكلون و ) كان ( هو على بغلته فسلَّم عليهم ) لا مر عابهم فردوا عليه ( فقالو' : 
هام إلى الغذاء يا ابن بنت رسول الله . فقال : نعم . إن الله لا يمب المستكجرين ) ثم ثنى ور كه 
(فنزل) عن دابته ( وقعد معهم على الأرض وأكلى غ سم عليهم وركم ) رف خبر آخر 
زيادة ( وقال: وقد أجبتكم فاجيبوني . قالرا؛ نعم .عدهم) المجيء ( رقتاً) مس النهار 


كتاب آداب الأكل / الباب الرابع EE N A OEE‏ 


نعم » فوعدهم وقتاً معلوماً فحضروا فقدم إليهم فاخر الطعام وجلس يأكل معهم. وأما 
قول القائل : إن من وضعت يدي في قصعته فقد ذلت له رقبتي فقد قال بعضهم هذا 
خلاف السنة وليس كذلك. فإنه ذل إذا كان الداعي لا يفرح بالاإجابة ولا يتقلد با 
منة وكان يرى ذلك يدا له على المدعو» ورسول الله م كان يحضر لعلمه أن الداعى 
له يتقلد منة ويرى ذلك شرفاً وذخراً لنفسه في الدنيا رالا فاا ات شای 
الحال فمن ظن به أنه يستقل الإطعام وإنغا يفعل ذلك مباهاة أو تكلفاً فليس من السنة 
اجابته » بل الأول التعلل » ولذلك قال بعض الصوفية : لا تحب إلا دعوة من يرى أنك 
أكلت رزقك وأنه سام إليك وديعة كانت لك عنده ويرى لك الفضل عليه في قبول تلك 


( معلوماً فحضروا) فرحب بهم ورفع مجلسهم ( فقدم إليهم ) ولفظ القوت ثم قال: يا وذات 
هاتي ما كنت تدخرين فأخرجت الجارية ( فاخر ) ما عندها من ( الطعام وجلس يأكل معهم ) 
رضی الله عنه وأرضاه عنا. 


( وأما قول القائل : إن من وضعت يدي في قصعته فقد ذلت له رقبتي فقد قال بعضهم : 
هذا خلاف السنّة) وهو صاحب القوت كا تقدم النقل عنه آنفاًء ( وليس كذلك) أي ليس 
هذا القول على عمومه مخالغا للسنة ( فإنه دل إذا كان الداعي لا يفرح بالاجابة ولا ينقلد به 
منة وكان ذلك يدا له على المدعو). ففي هذه الصور الثلاث يتحقق الذل ويسم لقائله ما 
أراده» ( ورسول الله ْله كان يحضر ) الدعوة ( لعلمه أن الداعي له بتقلد منة ويرى ذلك 
شرفاً) يتشرف به ( وذخراً لنفسه في الدنيا والآخرة) فهو يفرح به ويرى أن الفضل له على 
كل حال» ( فهذا ) إذاً ( يختلف باختلاف الالء فمن ظن أنه يستقل الاإطعام وإنما يفعل 
ذلك مباهاة ) ومفاخرة بين الأقران ( أو تكلفاً ) بمشقة ( فليس من السنَّة اجابته ) . رواه أبو 
داود من حديث ابن عباس « أن النبي مله نى عن طعام المتباريين » قال أبو داود : أكثر من رواه 
عن جرير لا يذ كر فيه ابن عباس » وروى العقيلي في الضعفاء ١‏ نهى النبي يه عن طعام المتباهيين » 
والمتباريان المتعارضان بفعلها للمباهاة والرياء قاله أبو موسى المديني. قاله العراقي. 


قلت : ورواه الجا أيضاً بزيادة « أن يؤكل » وقال : صحيح . وأقره الذهبي في التلخيص » لكن 
في الميزان صوابه مرسل وهو معنى قول أي داود السابق » أو معنى التباري أن يفعل كل منها فوق 
فعل صاحبه ليكون طعامه أكثر وآنق » فيدخل فيه معنى المصنف أو تكلفاً إذا قصد أحدها تعجيز 
الآخر ففيه مشقة كا أنه رياء ء ( بل الأولى ) في هذه الصورة ( التعلل ) عن الإجابة ( ولذلك 
قال بعض الصوفية ) رحه الله تعالى ( لا تحجب إلا دعوة من يرى) لك انك (أكلت رزقك 
وأنه سام ) إياه ( إليك وديعة كانت لك عنده ويرى لك الفضل عليه في قبول تلك الوديعة 
منه ) نقله صاحب القوت وقال: فهذه شهادة العارف من الداعين» كذلك شهادة المدعوّين من 


AGE 1٤‏ ات اوآ ت الا کل / الباب الرابع 


الوديعة منه. وقال سري السقطى رحه الله : اه على لقمة ليس على الله فيها تبعة ولا 
مخلوق فيها منةء فإذا عام مدعو أنه لا منة في ذلك فلا ينبغي أن يرد . وقال أبو تراب 
النخشي رحة الله عليه: عرض على طعام فامتنعت فابتليت بالجوع اربعة عشر يوما 
فعلمت أنه عقوبته . وقيل لمعروف الكرخي رضي الله عنه : كل من دعاك تمر إليه فقال : 
آنا ضيف أنزل حيث أنزلوفي. 

الثاني : أنه لا ينبغي أن ييتنع عن الإجابة لبعد المسافة كا لا يمتنع لفقرالداعي 
وعدم جاهه بل كل مسافة يكن احتاها في العادة لا ينبغي أن يمتنع لأجل ذلك . يقال في 
التوراة أو في بعض الكتب : سرميلا عد مريضا سرميلين شيع جنازة سر ثلاثة أميال 


الموحدين أنيشهدوا الداعى الأول والمجيب الآخر والمعطى الباطن والرازق الظاهر » کا امتحن 
أصحابه بذلك بعض الصوفيين بلغني أن رجلا دعا إماماً من الصوفية في أصحابه إلى طعام فلا 
ا القوم مجلسهم ينتظرون نقل الطعام إليهم خرج إليهم شيخهم فقال: إن هذا الرجل يزعم أنه 
دعا وإنکم تأکلون طعامه فحرام على من یشهده ٥ي‏ فعله أن يأكل . قال E‏ 
ولم يستحل الأكل إذ كانوا لا يرونه في الفعل إلا غلاماً حدثا فإنه قعد إذ ) تن تبت شهادته وم ینفذ 
نظره العبارة لناء والمعنى لقائله مثله أو نحوه. 

( وقال سري) بن المفلس ( السقطي ) رجه الله تعالى : ( آه على لقمة ليس لله فيها تبعة تبعة ) 
أي لا شبهة فبها ( ولا لمخلوق فيها منة) يقلدها على الآكل» ( فإن عام المدعو أنه لا منَّة 
فيها فلا ينبغي أن يرد ) الداعي إليه. 

( قال أبو تراب النخشي رجه الله تعالى ) واسمه عسكر بن حصين ترجه القشيري في 
الرسالة. صحب حاتاً الأصم . مات سنة ۲٤۵‏ بالبادية. ( عرض عل طعام فامتنعت ) عن 
تناوله ( فابتليت بالجوع أربعة عشر يوماً فعلمت أنه عقوبته ) . وحكى القشيري نظير هذا 
القول في رسالته في ترجته بسنده أنه قال : تمنت علي نفسي مرة خبزاً وبيضاً وأنا في سفر فعدلت عن 
الطريق إلى قرية» فوثب رجل وتعلق لي وقال: كان هذا مع اللصوص فضربوفي سبعين خشبة 
فوقف علينا رجل فصرخ وقال: هذا أبو تراب النخشبي فخلوني واعتذروا لي وادخاني الرجل 
منزله وقدم إل خبزا وبيضا فقلت : کلي بعد سبعين جلدة. 

( وقيل لمعروف )بن روز (الكرخي رة اله تحال : كل من دعاك إلى ) طعامه ( تمر 
إليه . فقال: أنا ضف ُنزل حبث أنزلوني) فهذا مقام من شاهد الداعي الأرل. 


( الثاني : أنه لا بمتنع عن الإجابة لبعد المسافة كا لا يتنع ) عنها ( لفقر الداعي وعدم 


جا بل کل اف کن اعه في العادة فلا ينبغي أن بيتنع لأجل ذلك) بل يأتيها 
( يقال ) : إن ( قي التوراة أو في بعض الكتب ) السماوية ( سرميلاً عد مريضاً . سرميلين شيع 


كتاب آداب الأكل / الباب الرابع TEOMA AEs‏ 


أجب دعوة. سر أربعة أميال زر أخاً في الله » وإنما قدم إجابة الدعوة والزيارة لأن فيه 
قضاء حق الحي فهو أولى من الميت . وقال مه : « لو دعيت إلى كراع الغميم لأجبت » 
وهو موضع على أميال من المدينة أفطر فيه رسول الله مم في رمضان لا بلغه وقصر 
عنده في سفره. 

الثالث: ان لا يتنع لكونه صائ) بل يحضر » فإن كان يسر أخاه افطاره فليفطر 
وليحتسب في افطاره بنية إدخال السرور على قلب أخيه ما يحتسب في الصوم » وأفضل 


جنازة. سر ثلاثة أميال أجب دعوة. سر أربعة أميال زر أخا في الله تعالى » وإنما قدم إجابة 
الدعوة والزيارة) وفضلها على العيادة وشهود الجنازة» ( لأن فيه قضاء حق الحي فهو أولى 
من الميت) كذا نقله صاحب القوت. ( وقال له : « لو دعيت إلى كراع الغمم لأجبت» ) 
هكذا هو في القوت. قال العراقي : ذكر الغمم فيه لا يعرف والمعروف لو دعيت إلى كراع كا 
تقدم قبله بثلاثة أحاديث» ويرد هذه الزيادة ما رواه الترمذي من حديث أنس: « لو أهدي إلى 
كراع لقبلت » اه. ( وهو ) أي كراع الغمم ( موضع على أميال من المدينة ) كذا في القوت» 
وسيأتي الكلام عليه قريباً ( أفطر فيه رسول الله به ) في رمضان ( لما بلغه ) كذا في القوت . 
قال العراقي : رواه مسام من حديث جابر في عام الفتح» ( وقصر عنده في سفره) كذا في 
القوت . قال العراقي : م أقف له على أصلء وللطبراني في الصغير من حديث ابن عمر « كان يقصر 
الصلاة بالعقيق » يريد إذا بلغهء وهذا يرد الاول لأن بين العقيق وبين المدينه ثلاثة أميال» وقيل : 
أكثر . وكراع الغمم بين مكة وعسفان والله أعلم اه. 


قلت : وعبارة القاموس : وكراع الغمم موضع على ثلاثة أميال من عسفان» وزاد في العباب 
للصغاني. والغمم وادٍ أضيف إليه الكراع ووقع في التكملة للصغاني المذ كور على ثمانية أميال» 
وذكر شيخنا المرحوم أبو عبد الله مد بن الطيب الفاسي سقى الله جدثهصوب الغفران في حاشيته 
على القاموس صوابه على ثلاثة اميال من مكة انتهى . 


رالغمي : موضع قرب المدينة بين رابغ والحجفة قاله نصر » وقد تبع المصنف صاحب القوت في 
هذ السياق على عادته في هذا الكتاب وبنى على هذه الزيادة الأصل الثاني من آداب الإجابة وهو 
الاببابة إلى الموضع البعيد وهذه لو ثبت لفظ الغمم وقد عرفت ما فيه فليتأمل. 


( الثالث: أن لا بمتنع ) عن الإجابة ( لكونه صائاً بل ) بحيب الدعوة و( يحضر فإن كان) 
يعم أنه ( يسر أخاه إفطاره) وأكله ( فليفطر ) لأجله ( وليحتسب في إفطاره بنية إدخال 
السسرور على قلب أخيه ) وإرادة إكرامه بذلك ( ما يحتسب في الصوم ) من الأجر ( وأفضل ) 
لأنها نية صالحة » وقد كان بعضهم إذا كان يوم فطره أكل مع إخوانه ويحتسب في أكله ما يعتسب 


E RSE EON OE OS SARS EA SERS 1۳٦ 


ذلك في صوم التطوّع . وإن لم يتحقق سرور قلبه فليصدقه بالظاهر وليفطر » وإن تحقق 
انه متكلف فليتعلل » وقد قال ما لمن امتنع بعذر الصوم : « تكلف لك أخوك وتقول 
إني صائم ». وقد قال ابن عباس رضي الله عنها : من أفضل الحسنات إكرام الجلساء 
بالا فطار فالافطار عبادة بهذه النية وحسن خلق فثوابه فوق ثواب الصوم . ومها لم يفطر 
فضيافته الطيب والمجمرة والحديث الطيب وقد قيل : الكحل والدهن أحد القراءين . 

انرابع: أن يتنع من الإجابة إن كان الطعام طعام شبهة أو الموضع أو البساط 


في صومه. ( وذلك في صوم التطوع) إذ هو في ذلك أمير نفه ( وإن م يتحقق سرور قلبه 
به ) وإنما قال له أنا أسر بأكلك( فليصدقه بالظاهر ) وليحسن الظن به ( وليفطر وإن تحقتق أنه 
تكلف) ومع ذلك م يلفظ به لسانه ( فليتعلل ) عن الأكل ويكره له حينئذ الخروج من عقد 
الصوم لغير نية هي أبلغ منه أو مثله » فصومه حينئذ أفضل » وكان على هذه القدم شيخنا المرحوم 
العارف بالله تعالى مد بن شاهين الدمياطي نفع به» والشيخ الصالح أحد بن ممد الراشدي رجه 
الله تعالى » وصاحبنا الشيخ الصالح عبد المنعم بن عبد الرحن الأنصاري بارك الله فيه. ( وقد قال 
له لمن امتنع بعذر الصوم: « تكلف لك أخوك وتقول إني صائم » ) قال العراقي: رواه 
البيهقي من حديث أي سعيد الخدري صنعت لرسول الله به طعاماً فأتاني هو وأصحابه فلا 
وضع الطعام قال رجل من القوم إن صائم» فقال رسول الله مل : « دعا أخوك وتكلف لكم» 
الحديث. وللدارقطنی نجوه من حديث جابر ولا يصحان اه. 

( وقد قال ابن عباس رضي الله عنها؛ من أفضل الحسنات إكرام الجلساء ) كذا في 
القوت ومن جلة إكرامهم مؤاساتهم وتأنيسهم بالمؤاكلة ( فالإفطار عبادة) فاضلة ( مهذه النية 
وحسن خلق فثوابه فوق ثواب الصوم) وهذا معنى قوله نفا أفضل» (ومها م يفطر 
فضيافته الطيب ) أي نوع كان وهو أيضا تلف باختلاف البلدان» ففي الحجاز واليمن الأعطار 
المستخرجة من الصندل والورد الليمون وغيرها ثم إتباعها بماء الورد والكادي وبمصر والشام والروم 
الاقتصار على ماء الورد فقط» ( والمجمرة) بكسر المم هي مايتجمر فيها من العود والعنبر » 
( والحديث الطيب ) الذي تتأنس به النفوس وف المجمرة خلاف لأهي حنيفة وأصحابه» ( وقد 
قيل: الكحل والدهن أحد القراءين ) وفي بعض النسخ أحد القريين» وفي القوت دعا عبد الله 
ابن الزبير الحسن بن علي رضي الله عنهم فحضر هو وأصحابه فأكلوا ولم يأكل هوء فقيل : ألا 
تأكل ؟ قال : إني صائم ولكن تحفة الصائم . قالوا : وما هي ؟ قال: الدهن والمجمرة. وكذلك يقال : 
الكحل والدهن أحد القريين» واللين أحد اللحمين والفكاهة والحديث للضيف إحدى الضبافتين» 
فيستحب لمن كان صائاً فحضر وم يأكل أن يطيب وإن يجيا فذاك زاده. 

( الرابع: أن بمتنع من الإجابة إن كان الطعام طعام شبهة ) أي فيه شبهة حرام » ( أو) 
كان ( الموضع ) مغصوباً ( أو البساط المفروش غير حلال» أو كان يقام في الموضع منكر ) 


كتاب آداب الأكل / الباب الرابع TEN SASS AASEER‏ 


المفروش من غير حلال» أو كان يقام في الموضع منكر من فرش ديباج أو إناء فضة أو 
تصوير حيوان على سقف أو حائط أو سماع شيء من المزامير والملاهي » أو التشاغل بنوع 
من اللهو والعزف والمزل واللعب واستاع الغيبة والنميمة والزور والبهتان والكذب وشبه 
ذلك . فكل ذلك ما ينع الاجابة واستحبابما ويوجب تحريها أو كراهيتها ء وكذلك إذا 
كان الداعي ظالاً أو مبتدعاً أو فاسقاً أو شريراً أو متكلفاً طلباً للمباهاة والفخر . 


الخامس: أن لا يقصد بالإجابة قضاء شهوة البطن فيكون عاملاً في أبواب الدنيا بل 
يحسن نيته ليصير بالاجابة عاملاً للآخرة» وذلك بأن تكون نيته الاقتداء بسنة رسول الله 


شري اهن اول مك بعت العام لر ام يز ف ذلك الوفت رفن قرش داج ) وهو اخرير 
( أو إناء فضة ) ما يستعمله كإبريق أو طست أو طبق أو غطاء كوز أو نحو ذلك» ( أو تصوير 
حيوان) ذي روح ( على سقف أو حائط ) بخلاف ما إذا كان تصوير شجر أو جبل أو بجر أو 
مدينة أو غير ذلك مما لا روح فيه ( أو ساع شيء من المزامير ) جع مزمار آلة الزمر 
( والملاهي ) وهي أعم من المزامير » ( أو التشاغل بنوع من اللهو ) المحرم ( واههزء ) والسخرية 
( واللعب ) الممنوع ( فكل ذلك ما بينع الإجابة واستحبابما ) من أصلها ( ويوجب تحريه ) 
تارة ( أو كراهيته ) أخرى» وفي البساط المغروش من حرير وكذا الوسائد أو ما فيه تصوير 
یوان اذا کان يداس عليه خلاف لأي حنيفة وأصحابه سيأتي ذكره قريباً . (وكذلك) الحال 
(إذا کان الداعي ظالماً ) مشهوراً ال ( أو مبتدعاً) مستمراً على بدعته» ( أو فاسقاً ) 
مشهوراً فسقه غير مستور» ( أو شريراً) أي صاحب شر ( أو متكلفاً) في دعوته ( طالبً 
للمباهاة) والمباراة ( والفخر ) على أقرانه. فكل ذلك ما ينع الإجابة من أصلها. قال صاحب 
القوت : خسة لا تجاب دعوتهم وإن دعي ولم يعم م عام فلا حرج عليه أن يخرج من بيت المبتداع 
وأعوان الظلمة وآكل الربا والفاسق المعلن بفسقه» ومن كان الأغلب على ماله الحرام ولم يكن يد 
من الآثام في معاملة الأنام. 

(الخامس: أن لا يقصد بالإجابة قضاء شهرة البطن فيكون عاملاً في ) باب من 
( أبواب الدنيا) وساعيباً في حظ نفسه وملء جوفه» ( بل بحسن نيته ليصير بالإجابة عاملاً 
للآخرة ) إذ الأعال بالنيات والاجابة من الأعال فمن نواها دنيا كانت له دنيا لعاجل حظه ومن 
أراد باالآخرة فهي له آخرة يحسن نيته وان م تحضر نيته أو أعتل بغسادها توقف حق يء الله 
تعالى نة صالحة تكون الاجابة علبها أو ترك الإجابة إدا كانت بغير نية لأنها من أفاضل الأعال» 
فيحتاج إلى أحسن النيات لوجود العام فيها فتكثر بها الحسنات ويفقد الهوى منها فيسام فيها من 
السيئات وإلا كانت إجابته هزواًء ( وذلك بأن تكون نيته الإقتداء بسنة رسول الله له من 
قوله : لو دعيت إلى كراع لأجبت») فهذا ظاهر في الأجابة على القليل » وقد تقدم الكلام 
عليه قريبا وهي الأول . 


CE EEC 1۳۸‏ / الباب الرابع 


ا وړ في قوله : « لو دعیت إلى كراع لأجبت » وينوي الحذر من معصية الله لقوله ولل : 
ان ج لدی فب می انه ررر . وينوي إكرام أخيه المؤمن ¿ اتباعاً لقوله 
بل : « من أكرم أخاه المؤمن فكأنما أكرم الله » . وينوي إدخال السرور على قلبه امتثالاً 


( و ) الثانية :( ينوي الحذر من معصية الله ) ومعصية رسوله ( لقوله بره ٠:‏ من م جب الداعي 
فقد عصى الله » ) لفظ مسام من حديث أي هريرة في أثناء حديث ١‏ ومن م يجب الدعوة فقد عصى الله 
ورسوله » ورواه البخاري موقوفاً وقد تقدم ذكره قريباً عند ذكر الوليمة. 

( و) الثالثة: (ينوي إكرام أخيه المؤمن إتباعاً لقوله له : « من أكرم أخاه المؤمن 
فكأنما أكرم الله » ) وفي نسخة: « فإنما يكرم الله تعالى » قال الععراقي : رواه 
الأصبهاني في الترغيب والترهيب من حديث جابر» والعقيلى في الضعفاء من حديث أي بكر 
ا 1 

قلت : ورواه الطبراني في الأوسط من حديث جابر بلفظ : « من أكرم امرأً مسلا فإنما يكرم الله 
تعالی » وروی ابن النجار في تاريخه من حدیث ابن عمر بلفظ : « من أكرم أخاه فإنغا یکرم الله 
تعالى ». ولا سما إذا كان الداعي مع كونه أخاه في الإبيان يكون ذا سن في الإسلام» فعن أنس 
مرفوعاً: « من أكرم ذا سن في الإسلام كأنه قد أكرم نوحاً في قومه» ومن أكرم نوحاً في قومه 
فقد اکرم الله تعالى » رواه ابو نعم والديلمي والخطيب وابن عساكر» وفيه يعقوب بن تحية 
الواسطي لا شيء. وبكر بن أحد بن ممد الواسطي مجهول» وأورده ابن الجوزي في الموضوعات 
وتعقب . 

( و) الرابعة: ( ينوي إدخال السرور عليه ) بإجابته ( لقوله ّل : « من سر مؤمناً فقد 
سر الله » ) تقدم في الباب الذي قبله. وعن أي هريرة رفعه : « أفضل الأعمال أن تدخل على أخيك 
المؤمن سروراً أو تقضي عنه ديناً أو تطعمه خبزاً رواه ابن الي الدنيا في قضاء الحوائج » والبيهقي في 
السنن ورواه ابن عدي من حدیث ابن عمر» وروی الطبرافي في مكارم الأخلاق من حديث آي 
هريرة : « أفضل الأعال بعد الإبيان بالله التودد إلى الناس ». وعن ابن ن عباس مرفوعاً : من أدخل 
على مؤمن سروراً فقد سرفي ومن سرني فقد اتخذ عند الله عهداً ومن اتخذ عند الله عهداً فلن تمسه 
النار أبدا » رواه الدارقطني في الافراد ‏ وأبو الشيخ في الثواب . قال الدارقطن : تفرد به زيد بن 
سعيد الواسطي . قال الذهبي في معجمه : هذا خبر منكر » ورواته ثقات أعلام . فالآفة زيد هذا ولم 
أر أحداً ذكره بجرح ولا تعديل » وعنه أيضاً : « من أدخل على أخيه المسام فرحاً أو سروراً في دار 
الدنيا خلق الله عز وجل من ذلك خلقا تدفع به عنه الآفات في دار الدنيا وإذا كان يوم القيامة 
کان قریباً منه فاذا مر به هول يفزعه قال له لا تخف فیقول له فمن أنت؟ فيقول : أنا الفرح أو 
السرور الذي أدخلته عل أخيك في دار الدنيا » رواه الخطيب وابن النجار. 


کتاب آداب الأكل / الباب الرابع Te SRS‏ 


لقوله به  :‏ من سر مؤمناً فقد سر الله » . وينوي مع ذلك زيارته ليكون من المتحابين 
في الله إذ شرط رسول الله بب فيه التزاور والتباذل لله. وقد حصل البذل من أحد 
الجانبين فتحصل الزيارة من جانبه أيضاً » وينوي صيانة نفسه عن أن يساء به الظن في 
امتناعه ويطلق اللسان فيه بأن يحمل على تكبر أو سوء خلق أو استحقار أخ مسل أو ما 
يجري مجراه. فهذه ست نیات تلحق اجابته بالقربات احادها فکیف مموعها ؟ و کان 
بعض السلف يقول: أنا أحب أن يكون لي في كل عمل نية حتى في الطعام والشراب» 
وني مثل هذا قال ّث : « إنغا الأعال بالنيات وإنا لكل امرىء مانوى فمن كانت 
هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو 


( و) الخامسة: ( ينوي مع ذلك زيارته ) فيصير ذلك نافلة له تماما عل, الذي أحسن و( ليكون 
من المتحابين في الله ) وقد جاء في فضل الزيارة في الله تعالى وإن بها يستحق ولاية الله تعالى وأنها 
علامة ولاية المتحابين في الله. ( إذ شرط رسول الله به ) فيه شيئين ( التزاور) في الله 
( والتباذل لله ) يشير بذلك إلى حديث أبي هريرة: « وجبت بتي للمتزاورين في المتباذلين في » 
رواه مسلم. وعند أحد والطبراني والحاج والببهقى من حديث معاذ قال الله تعالى : « وجبت محبتي 
للمتحابين والمتجالسين في والمتباذلين في والمتزاورين في » وعندهم أيضأً ما عدا البيهقي من حديث 
عبادة بن الصامت قال الله تعالى : « حقت بتي للمتحابين في وحقت حبتي للمتواصلين في وحقت 
حبتى للمتباذلين في » الحديث . ( وقد حصل البذل من أحد الجانبين ) وبقيت الزيارة ( فتحصل 
الزيارة من جانبه أيضاً ) على الخبر السائر : إن الإجابة من التواضع كا تقدم من أن المتكبرين لا 
ينون الداعى . 


(و) السادسة: (ينوي صيانة نفسه عن أن يساء به الظن في امتناعه ) عن الإجابة 
( ويطلق اللسان فيه ) بالرجم بالغيب ( بأن يحمل على تكبر أو استحقار أخ مسا أو ما يجري 
مجراه ) فبإجابته يسقط عنه مؤنة سوء الظن ويزيل الشك فيه باليقين به . ( فهذه ست نيات تلحق 
إجابته بالقربات آحادها فكيف بمجموعها) لمن وفق لعلمها والعمل بها. 


( وكان بعض السلف يقول: أنا أحب أن يكون لي في كل عمل نية حى في الطعام 
والشراب ) ولفظ القوت و كان بعض السلف يقول: إني لأحب أن تكون لي نية في كل شيء حت 
في الأكل والنوم» وقد كان السلف الصالح يكون لأحدهم في الأكل نية صالحة» كا يكرن له في 
الجوع نية صالحة والذي ياكل بغير نية الأخرة للعادة والشهوة والمتعة قد يجوع لغير الأخرة للعادة 
والشهوة أيضاً والتزين للخلق » وهذا من دقيق آفات النفوس فحسن من أكل بنية الآخرة ولأجل 
الله تعالى كحسن من جاع لأجل الله تعالى وبنية الآخرة» وإلا كان من أبواب الدنيا . ( وفي مثل 
هذا قال يه : « إنما الأعمال بالنيات ولكل امرىء ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله 


14 كتاب آداب الأكل / الباب الرابع 


ارات وججها فجرت إل ها ها جر اله اة اغا دزز ى الاحات والطاعات :اما 
ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها 
فهجرته إلى ما هاجر إليه » )أخبرناه القطب نجم الدين أبو المكارم مد بن سام بن أحد الشافعي 
الأزهري. والشيخ الفقيه أبو المعالي الحسن بن علي أحد المنطاوي رحها الله تعالى لقراءته على كل 
واحد منها وها يسمعان في مجلسين مفترقين . 

قال الأول : أخبرنا عبد العزيز بن إبراهي الزيادي قراءة عليه وهو يسمع » وقال الثاني : أخبرنا 
عبد الجواد بن القاسم الميداني قرأت عليه قالا : أخبرنا الحافظ شمس الدين ممد بن العلاء البابلي» 
أخبرنا على بن يحب الزيادي» أخبرنا المسند يوسف بن عبد الله الأرميوني» أخبرنا الحافظ شمس 
الدين أبو الخير محمد بن عبد الرحمن السخاوي» أخبرنا الحافظ شهاب الدين أحد بن علي 
العسقلاني ء أخبرنا الحافظ زين الدين أبو الفضل عبد الرحم بن الحسين العراقي قال : أخبرنا المسند 
أبو الفتح عمد بن محمد بن إبراهي الميدومي» أخبرنا عبد اللطيف بن عبد المنعم» أخبرنا عبد 
الوهاب بن علي وعبد الرحمن بن احد الحموي والمبارك بن المعطرش قالوا: أخبرنا هبة الله بن 
مد أخبرنا تمد بن محمد بن إبراهم البزار » أخبرنا مد بن عبد الله الشافعي قال : حدثنا عبد الله 
ابن روح المدائني ومد بن رمح البزار قالا: حدثنا يزيد بن هارون» حدثنا بجی بن سعید 
الأنصاري» عن ممد بن إبراهم التيمي أنه سمع علقمة بن وقاص الليثي يقول: سمعت عمر بن 
ا لخطاب رضي الله عنه على المنبر يقول : سمعت رسول الله عم يقول: « إنما الأعمال بالنيات وإنغا 
لکل امریء ما نوی » الحدیث هذا حدیث فرد صحیح اخرجه الائمة الستة. فاخرجه مسام عن 
محمد بن عبد الله بن مير » وابن ماجه عن أي بكر بن ألي شيبة كلاهما عن يزيد بن هارون فوقع 
بدلا ها عاليا» واتفق عليه الشيخان من رواية مالك وحاد بن زيد وابن عيينة وعبد الوهاب 
الثقفي . وأخرجه البخاري وأبو داود من رواية الثوري» ومسلم من طريق الليث» وابن المبارك وأي 
خالد الأحر وحفص بن غياث والترمذي من رواية عبد الوهاب الثقفي» والنسائي من طريق 
مالك وحاد بن زيد وابن المبارك وأبي خالد الأحر وابن ماجه أيضاً من رواية الليث عش رتهم عن حى 
ابن سعيد الأنصاري أورده البخاري في سبع مواضع من كتابه الصحيح في بدء الوحي والإيان 
والنكاح والهجرة وترك الحيل والعتق والنذور» ومسام في الجهاد » وأبو داود في الطلاق » والترمذي 
في الجهاد والنسائي في الإييان» وابن ماجه في الزهد» وهذا الحديث من أفراد الصحيح م يصح عن 
النبي ب إلا من حديث عمر» ولا عن عمر إلا من رواية علقمةء ولا عن علقمة إلا من رواية 
مد بن إبراهم التيمي» ولا عن التيمي إلا من رواية يحيى بن يحيى بن سعيد الأنصاري . قال أبو 
بکر البزار في مسنده: لا نعام روي هذا الكلام إلا عن عمر بن الخطاب» عن الني عله بهذا 
الإسناد . وقال الخطابي : لا أعام خلافاً بين أهل الحديث في أنه م يصح مسنداً عن النبي يلي إلا من 
رواية عمر . وقال الترمذي بعد تخريه : هذا حديث حسن صحيح لا نعرفه إلا من حديث يحي بن 
سعد اآه. 


كتاب آداب الأكل / الباب الرابع O AO‏ 


المنهيات فلا . فإنه لو نوى أن يسر إخوانه بمساعدتهم على شرب الخمر أو حرام آخر م 
تنفع النية ولم يز أن يقال الأعمال بالنيات» بل لو قصد بالغزو الذي هو طاعة المباهاة 
وطلب الال انصرف عن جهة الطاعة وكذلك المباح المردد بين وجوه الخيرات وغيرها 
يلتحق بوجوه الخيرات بالنية فتؤثر النية في هذين القسمين لا في القسم الثالث . 


وقد روي هذا الحديث أيضاً من غير طريق عمر بن الخطاب» فرواه أبو سعيد الخدري » وأبو 
هريرة» وأنس بن مالك» وعلي بن أهي طالب رضي الله عنهم . فحديث ألي سعيد رواه الدارقطني 
في غرائب مالك من رواية عبد المجيد بن عبد العزيز بن الي رواد » عن مالك» عن زيد بن أسام» 
عن عطاء بن الي يسار عنه قال : وتفرد به ابن الي رواد . وحديث الي هريرة رواه الرشيدي العطار 
في بعض تخاريجه وهو وهم أيضاً . وحديث أنس رواه ابن عساكر من رواية حى بن سعيد» عن 
غمد بن إبراهي» عن انس بن مالك وقال: هذا حديث غريب جدا والمحفوظ حديث عمر. 
وحديث علي رواه مد بن ياسر الجياني بإسناد ضعيف. وأما من تابع علقمة عليه فذ كر أبو أحد 
الحا أن موسى بن عقبة رواه عن نافع وعلقمة» وأما من تابع حى بن سعيد عليه فقد رواه الحا 
في تاريخ نيسابور من رواية عبد ربه بن سعيد» عن مد بن إبراهي التيمي وقال هو غلط . وذكر 
الدارقطني انه رواه حجاج بن ارطاة عن عمد بن إبراهي» وانه رواه سهل بن حقير عن 
الدراوردي» وابن عيينة وأنس بن عياض عن محمد بن عمرو بن علقمة عن عمد بن إبراهيم ووهم 
سهل على هؤلاء الثلاثة ء وإنمارووهعن يحيى بن سعيد . وقال الحافظ أبو موسى المديني : أنه رواه عن 
يحي بن سعيد سبعمائة رجل» وهذا الحديث قاعدة من قواعد الإسلام حت قيل فيه انه ثلث العام » 
وقيل : ربعه : وقيل خسه والكلام على فوائده وما يستنبط منه من الأحكام طويل الذيل قد أفرد 
بتأليف لا نطيل به هنا فمن أراد الوقوف على ذلك فلينظر منتهى الآمال للحافظ السيوطي فإنه 
قد جع وأوعى . 

( والنية إنما تؤثر في المباحات والطاعات أما المنهيات فلا . فإنه لو نوى أن يسر إخوانه 
بمساعدتم على شرب الخمر) مثلأ ( أو حرام آخر م تنفع النبة ولم جز أن يقال: الأعال 
بالنيات بل لو قصد بالغزو الذي في طاعة ) شرعية ( المباهاة ) بين أقرانه ( وطلىب المال ) وغيره 
(انصرف عن جهة الطاعة وكذلك المباح المردد بين وجوه ألخيرات وغيرها يلتحق بوجوه 
الخيرات بالنيات فتؤثر النية في هذين القسمين ) المباحات والطاعات ( لا في القسم الثالث) 
اي المنهيات . 

قال الول العراقي في شرح التقريب : كا اشترطوا النية في العبادة اشترطوا في تعاطي ما هو مباح 
في نفس الأمر أن لا يكون معه نية تقتضي تحريه كمن جامع امرأته ظاناً أنها اجنبية أو شرب 
شراباً مباحاً وهو ظان أنه خر أو أقدم على استعمال ملكه ظاناً أنه لأجنبي ونو ذلك . فإنه يحرم 
عليه تعاطي ذلك اعتباراً بنيته » وإن كان مباحاً له في نفس الأمر غير أن ذلك لا يوجب حداً 


RM 14۲‏ ات / الباب الرابع 


وأما الحضور فأدبه أن يدخل الدار ولا يتصدر فبأخذ أحسن الأماكن بل يتواضع 
ولا يطول الانتظار عليهم ولا يعجل بجيث يفاجئهم قبل تام الاستعداد » ولا يضيق 
اللكان على الحاضرين بالزحة بل ان أشار إليه صاحب المكان بموضع لا يخالفه ألبتة فإنه 
قد یکون رتب في نفسه موضع کل واحد فمخالفته تشوش عليه » وإن اشار إليه بعض 
الضيفان بالارتفاع إكراماً فليتواضع . قال له : « إن من التواضع لله الرضا بالدون من 


ولا ضماناً لعدم التعدي في نفس الأمر » بل زاد بعضهم على هذا بأنه لو تعاطى شرب الماء وهو يعم 
أنه ماء ولكن على صورة استعمال الحرام كشربه في آنية الخمر في صورة مجلس الشراب صار حراماً 
لتشبهه بالشربة »وإن كانت النية لا يتصور وقوعها على الحرام مع العام بجله ونحوه لو جامع أهله 
وهو في ذهنه مجامعة من يحرم عليه وصور في ذهنه أنه يجامع تلك الصورة المحرمة فإنه يحرم عليه 
ذلك وكل ذلك لتشبهه بصورة الحرام» والله أعام. 


( وأما الحضور فآدابه أن يدخل الدار ) التي دعي إليها ( ولا يتصدر ) أي لا يقصد صدر 
الجلس ( فبأخذ أحسن الأماكن ) وأعلاها. ( بل يتواضع ) في جلوسه يجلس حيث انتهى به 
الجلس ( ولا يطول الأنتظار عليهم ) بحيث يبطىء في المجيء فينتظرونه ( ولا يعجل) في 
الجيء ( بجيث يفاجئهم قبل ) الوقت وقبل (تمام الإإستعداد ) للطعام ولوازمه إلا أن عام من 
حال الداعي آنه يفرح بمجيئه قبل تمام الإستعداد ليستأنس به فلا بأس» أو كان بالمدعو عذر لو 
تاخر کان سببا لعدم حضوره» وکان على هذا القدم شيخنا العارف بالله مد بن علي الجزائي 
الشاذلي رحه الله تعالى كان إذا دعاه أحد إخوانه بكر إليه من أول النهار ويعتذر له في تبكيره بجا 
يزيل به الوحشة عن الداعي وأتباعهء ( و) إذا حضر (لا يضيق المكان على الحاضرين ) في 
الجلس الذين سبقوه في الحضور ( بالزحة) بأن يزاحهم على مكانهم طلباً للعلو والرئاسة» ( بل 
إن أشار إليه صاحب المكان بموضع ) خصه به ( م يخالفه البتة فإنه ) أي صاحب المكان 
(یکون قد رتب في نفسه موضع کل واحد) ما یلیق به ( فمخالفته تشوش عليه ) وتغیر 
مزاجه. ( وإن أشار إليه بعض الضيفان بالإرتفاع) في المجلس بأن وسعوا له ( إكراماً) له 
( فليتواضع ) ولا يغتر با رفعوا من شأنه فالفضيلة إنغا هي بالكالات العلمية والعملية لا برفعة 
المواضع » فلو جلس صاحباً عند النعال صار موضعه صدرا فليحذر من هذا التنافس فإنه سم 
قاتل . 


( قال ل : « إن من التواضع لله الرضا بالدون في المجلس » ) قال العراقي رواه الخرائطي 
في مكارم الاخلاق وأبو نعم في رياضة المتعلمين من حديث طلحة بن عبيد الله بسند جيد اه. 


کتاب آداب الكل / الباب الرابع NEE eS aê‏ 


الجلس ». ولا ينبغي أن يجلس في مقابلة باب الحجرة الذي للنساء وسترهم ولا يكثر 
النظر إلى الموضع الذي يخرج منه الطعام فإنه دليل على الشره. ويخص بالتحية والسؤال 
من يقرب منه إذا جلس . وإذا دخل ضيف للمبيت فليعرفه صاحب المنزل عند الدخول 
القبلة وببت الماء وموضع الوضوء» كذلك فعل مالك بالشافعي رضي الله عنها . وغسل 
مالك يده قبل الطعام قبل القوم وقال: الغسل قبل الطعام لرب البيت أوَلا لأنه يدعو 
الناس إلى كرمه فحكمه أن يتقدم بالغسل وني آخر الطعام يتأخر بالغسل لينتظر أن 
یدخل من یأکل فیأکل معه» وإذا دخل فرأی منكراً يره إن قدر وإلاً انكر بلسانه 


قلت ورواه أيضاً الطبراني في الأوسط والبيهقي في السنن بلفظ : « بالدون من شرف المجالس» 
وفيه أيوب بن سلهان بن عبد الله . قال الميثمي : لم أعرفه ولا والده وبقية رجاله ثقات اه. 

وقال المناوي : فيه أيضاً سلمان بن أيوب الطلحى . قال في اللسان : صاحب منا كير وقد وثق . وقال 
ابن عدي : عامة أحاديثه لا يتابع عليها م أورد له أخباراً هذا منها . 


( ولا ينبغي أن يجلس في مقابلة باب الحجرة الذي للنساء ) أي الذي يخرجن منه ويدخلن 
فيه لقضاء الحاجات ( وسترهم ) كذا في النسخ» ( ولا يكثر النظر إلى الموضع الذي يخرج منه 
الطعام) وهو باب المطبخ (فإنه دليل الشره) والحرص» ( ويخص بالتحية ) أي السلام 
( والسؤال ) عن الحال ( من يقرب منه) في المجلس ( إذا جلس) ليدخل بذلك على المخاطب 
رورا فانه رما کان حصل له نوع انقباض عند دخوله عليه وعليهم. ولا يلوي صدره وعضده 
عمن هو جنبه بالتفاته إلى واحد فانه رعا يورث الاعاش للمعطوف عنهء وإنغا یتکام بلسانه 
ويلتفت بوجهه فقط إكراماً للحاضرين ولا يسأمم عا لا يليق ذكره في المجلس» وإنما يكون 
المحاورة في حكايات الصالحين وأهل الخير ليقتدوا بهم » ولأجل أن تنزل البر كات عند ذكرهم ولا 
يستقصي في السؤال فربا يخجل صاحبه بذلك. ( وإذا دخل ضيف ) واتفق أنه دعاه رب المنزل 
( للمبيت ) بأن كان بيته بعيداً أو حبة ( فليعرفه صاحب المنزل عند الدخول القبلة وبيت 
لماء ) أي محل قضاء الحاجة وهي كناية حسنة أي بيت إراقة الماء ( وموضع الوضوء ) هذا إذا 
كان مستغرباً لم يدخل الموضع قط وإلا فلا يحتاج إلى تعريفه لاشتهار كل من الثلاثة في المواضع 
المورودة غالباًء وإنغا قدم القبلة في الذكر لشرفها ولأن أكثر أحوال المدعوين أن يكونوا 
متوضئين » فإذا أراهم القبلة فإنه ربجا يكون سبباً لصلاتهم فتحصل البر كة لصاحب الدار . 
( كذلك فعل مالك بالشافعي رضي الله عنها ) لا نزل عنده بالمدينة ( وغسل مالك يده قبل ) 
حضور ( الطعام ) و( قبل القوم وقال: الغسل قبل الطعام لرب البيت ) أي صاحب المنزل 
( أولاً) قبل الجماعة ليتعلموا منه ما ينفع في دينهم » و( لأنه يدعو الناس إلى كرمه فحكمه أن 
يتقدم بالغسل ) قبل الناس» ( وفي آخر الطعام يتأخر بالغسل ) بعد الجاعة وهو أقرب إلى 
التواضع و( لينتظر أن يدخل من يأكل ) من طعامه ( فيأكل معه) لحوز الثواب» ومن هنا 


N E aS £٤ 
وانصرف . والمنكر فرش الديباج واستعمال أواني الفضة والذهب والتصوير على الحيطان‎ 


تؤخر الأجواد أطعمتهم إلى قرب العشاء لأجل هذا الإنتظار . ورأيت على هذا القدم عامة من 
عرفته ببلاد مصر من الأعراب بل ومشايخ الزوايا على هذا القدم » وكنت أسمع مشايخي يقولون: 
إنغا يتأخر رب المنزل بعد الجاعة في الغسل لئلا ينتظر من بالمجلس من ذوي الأنساب واهيئات 
الطست والإبريق فتسيء أخلاقهم بخلاف الأول. ( وإذا دخل) الدار ( فرأى) فيها ( منكراً) 
من المناكير الشرعية ( غيره) بيده ( إن قدر ) وكان من يتأهل لإزالته من غير إصابة مكروه له 
في دينه أو عرضه أو ماله ( وإلا أنكر بلسانه) أي بالتكام جهراً في كونه منكراً شرعاً 
( وانصرف ) وسقط عنه حق الإجابة. (والمنكر) أنواع. 

منها : قرش الداج) هوا اوخت ES SL‏ م اشتقت 
العرب فقالوا : دبج الغيث الأرض دبا من باب ضرب إذا سقاها فأنبتت E‏ 
عندهم اسم للمنقش» ونقل الأزهري أن كسر الدال أصوب من الفتح » واختلف في الباء فقيل 
زائدة ووزنه فيعال» وهذا يجمع بالياء . وقيل : هي أصل فيقال دبابيج» وقد تقدم هذه العبارة في 
كتاب تلاوة القران . وني الصحيحين من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه: «أهدي إلى رسول 
الله ی يه فروج حریر فلبسه ثم صلی فيه م نزعه نزعاً عنیفاً شدیداً کالکاره له ثم قال 
هذا للمتقين » فالاشارة بقوله: « هذا» هل هي إلى اللبس الذي وقع منه أو إلى الحرير فيقدر ما 
هو اعم من اللبس وهو الإستعال لان الذوات لا توصف بتحرم ولا تحليل » ويترتب عليه ان 
الحديث هل يدل على تحر الإفتراش أم لا. إن قلنا بالثافي دل على ذلك وإن قلنا بالأول فقد 
يقال : إن الإفتراش ليس لبساً» وقد يقال هو لبس للمقاعد ونحوها ولبس كل شيء بحسبه . وقد قال 
أنس رضى الله عنه: فقمت إلى حصي لنا قد اسود من طول ما لبس وإنما يلبس الحصير 
بالإفتراش, والجمهور على تحرم الإفتراش» وخالف في ذلك أبو حنيفة فجوزه» وبه قال عبد 
الملك بن حبيب من المالكية » وقد قطع النزاع في ذلك حديث حذيفة : ١‏ نهانا النبي عي عن لبس 
الحرير والديباج وان نجلس عليه » رواه البخاري في صحيحه . قال الولي العراقي : ومن العجب ان 
الرافعي من أصحابنا صحح أنه يحرم على النساء افتراش الحرير وإن كان يجوز ههن لبسه قطعا» 

لكن الصحيح جوازه هن أيضاً وبه قطع العراقيون والمتولي وصححه النووي. 

( و) من المنكر ( استعال أواني الذهب والفضة ) عامةء فدخل فيها أغطية الكيزان 
والدوارق وظروف الطاسات الت تشرب با القهوة ونحوها. فإن کلاً من ذلك يعد استعالاً 
واستعال كل شيء بجحسبه » وعليه إجاع الأئمة وهو المعروف من نصوص أصحابنا الفقهاء الحنفية 
من المتقدمين» ولا يلتفت إلى ما أفتى به بعض المتأخرين في جواز شيء من ذلك وقد ورد في 
استعهال هذه الأواني وعيد شديد . ففي حديث أم سلمة: « من شرب في إناء من ذهب أو فضة 
فإنغا جرجر في بطنه نارا من جهنم » رواه مسام. وی حدیث ابن عمر : « من شرب في إناء ذهب او 
فضة أو إناء فيه شيء من ذلك إنما يجرجر في بطنه نار جهنم » رواه البيهقي في المعرفة » والخطيب 


کتاب آداب الأكل / الباب الرابع o E‏ 


وسماع الملاهي والمزامير وحضور النسوة المتكشفات الوجوه وغير ذلك من المحرمات حت 
قال أحد رحه الله : إذا رأى مكحلة رأسها مفضض ينبغي أن يخرج ولم يأذن في الجلوس 
إلا في ضبة وقال: إذا رأى كلة فينبغي أن يخرج فإن ذلك تكلف لا فائدة فيه ولا تدفع 
حرا ولا بردا ولا تستر شيئا» وكذلك قال: يخرج إذا راى حيطان البيت مستورة 
بالديباج كا تستر الكعبة . وقال : إذا اكترى بيتا فيه صورة او دخل الجام وراى صورة 
فينبغي أن يحكها فإن لم يقدر خرج. وكل ما ذكره صحيح وإنا النظر في الكلة وتزيين 


وابن عساكر . وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : « نهي عن الأكل والشرب في إناء الذهب 
والفضة » رواه النسائي . 
( و) من المنكر ( التصوير ) أي تصوير ذي روح من الحيوانات ( على الحيطان) 


(و) من المنكر ( سماع الملاهي والمزامير ) وهي آلة املاهي بأجعهاء وسيأتي الكلام على 


( و) من المنكر ( حضور النسوة المتكشفات الوجوه) ويغهم منه أنين إن حضرن مستترات 
لغرض من الاغراض الشرعية فلا بأس بذلك إذا آمنوا على أنفسيم من الإفتتان. ( وغير ذلك 
من المحرمات ) الشرعية فإنها تسمى منكرات إذ المنكر ما أنكره الشارع ولم يقبله. 
وفي القوت: ومن دعي إلى طعام وكان في بيت الداعي إحدى خصال خمس : فلا تجب دعوته 
ولا حرج في ترك إجابته إن کانت مائدته یشرب بعدها مسکر » وإن لم یعاینه في الحال أو کان في 
الأثاث فراش حرير أو ديباج» أو كان في الآنية ذهب أو فضة» أو كان الحائط مستراً بالثياب كا 
تستر الكعبةء أو کانت صورة ذات روح في ستر منصوب. أو في حائط » ومن أجاب الدعوة فرأى 
إحدى هذه الخمس فعليه أن يخرج أو يخرج ذلك. فإن قعد فقد شر كهم في فعلهم . ( حتى قال ) 
الإمام (أحمد) بن حنبل ( رجه الله تعالى: إذا راي مكحلة ) وهي القارؤرة الصبنر ة يوضع 
فيها الكحل ( رأسها سفضض ) أي معمول بالفضة ( ينبغي أن يخرج» ولم يأذن في الجلوس إلا 
في ضبة) من فضة أو ذهب أو صفر أو اتن شت ا ال والجمع ضبات كجنة وجنات 
وضبه بالتثقيل عمله ضبة. ( وقال: إذا رأى كلة) بالكسر أي سترأ رقيقاً يخاط شبه الثلث 
راخ كلل كدر ودر ( قببغى أن رج فإنادلك تكلف لا فاندة فيه ولا نذنغ را 
ولا ترد برداً ولا ت تستر شيئاً» وكذلك قال : يخرج إذا رأى حيطان البيت مستورة بالديباج 
تستر الكعبة» وقال: إذا اكترى بيتاً فيه صورةء أو دخل الام ورأى صورة فينبغي 
أن يجحكها فإن ل يقدر خرج) . وهذه الأقوال المحكية عن الإمام أحد قد حكاها صاحب 
القوت . 


NSD SESE 1٤٦ 


الحيطان بالديباج فإن ذلك لا ينتهي إلى التحرم إذ الحرير يحرم على الرجال . قال رسول 


وحن نورد ذلك بتامه قال: دعي الإمام أحد بن حنبل إلى طعام فأجاب في جاعة من 
أصحابه » فلا استقر في المنزل رأى إناء من فضة في البيت فخرج وخرج أصحابه معه ٠‏ يطعموا. 
ويقال: إنه خرج من أسفط مزانة رآها كان رأسها المغطاة به من فضة لم يصبر فخرج بذلك. 
EE EEE E e‏ الله عن الرجل 
حذيغة فرأى شيا من زي الأعاجم فخرج. وقال: من تزيا بزي قوم فهو منهم. قلت لأب 
عبد الله : : فان رأى شيا من فضة؟ فقال: : ما کان يستعمل ب يعجبني أن يخرج. قلت : فإن کان 
أشنانىة E E ay REN E ES‏ 
من أصحابنا قبل المحنة وكنا نختلف إلى عفان فإذا إناء من فضة فخرجت فاتبعني جاعة فنزل 
بصاحب البيت أمر عظم » فقلت لأي عبد الله : الرجل يدعى فيرى المكحلة رأسها مفضضة قال 
نعم هذا يستعمل كلا استعمل فأخرج منه إنما رخص ف الضبة أو نحوها فهو أسهل» وسألته عن 
الكلة فكرهها . قلت : فالقيه أو احله فلم ير بها بأساً. قلت لأ عبد الله: إن رجلا دعا قوماً 
فجيء بطست فضة أو إبريق فكسره هل يجوز كسره؟ قال: لعم» وسألته عن الرجل يدعى فيرى 
o‏ : فقد خرج أبو أيوب وحذيفة» وقد 
روي عن ابن مسعود الخروج. قلت : ترى أن يأمرهم؟ قال: نعم يقول هذا لا يجوز. قلت لأيي 
عبد اله : الرجل يكون في بيته قبة ديباج يدعى إليه للشيء؟ قال: لا تدخل عليه ولا تجلس معه 
قال الرجل يدعى فيرى الكلة فكرهها. وقال: هو ریاء لا تحرس من حر ولا ترد من برد . قلت : 
الرجل يدعى فبرى ستراً فيه تصاوير . قال : لا تنظر إليه . قلت : فقد أنظر إليه ؟ قال: إن أمكنك 
خلعه خلعته وسألته عن الستر يكتب فيه القرآن فكره ذلك» وقال: لا یکتب القرآن على شىء 
منصوب لا ستر ولا غيره. قلت : الرجل يكتري البيت فيه التصاوير ترى أن يحكه؟ قال: نعم. 
قلت لأبي عبد الله : دخلت حاماً فرأيت فيه صورة ترى أن أحك الرأس؟ قال: نعم. هذا آخر 
ما استفتاه أبو بكر المروزي. 


قال المصنف : ( وكل ما ذكره صحيح ) أي لا مطعن فيه ( وإنما النظر في الكلة وتزيين 
الحيطان بالديباج فإن ذلك لا ينتهي إلى ) حد ( التحرم إذ الحرير ) أي استم ستعاله ( حرم على 
الرجال ) وهو الثوب الذي كله حرير» فلو كان بعضه حريراً وبعضه كتاناً أو صوفاً فالصحيح 
الذي حزم به أكثر الشافعية أنه إن كان الحرير أكثروزناً حرم وإن كان غيره 
أكثر وزناً م يصح على الأصح YT‏ 
الوزن وإنغا اعتبر الظهور فقال: إن ظهر الحرير حرم إن قل وزنه وإن ! اسيم وان کر 
وزنه» وقد يستثنى من الحرير مواضع معروفة. منها ها إذ احتاج إليه حر أو as‏ 


كتاب آداب الأكل / الباب الرابع NEVSA A RSA.‏ 


الله ّل : « هذان حرام على ذكور أمتي حل لإناثها ». وما على الحائط ليس منسوباً إلى 
الذ كور ولو حرم هذا لحرم تزيين الكعبة بل الأولى إباحته وجب قوله تعالى : 3 قل من 
حرم زينة الله 4 [ الأعراف: ۳۲ ] لا سها في وقت الزينة إذا م يتخذ عادة للتفاخر» 
وإن تخيل ان الرجال ينتفعون بالنظر إليه ولا يحرم على الرجال الانتفاع بالنظر إلى 


دعت إليه حاجة كجرب أو قمل» ومنها : ما إذا فاجأته الحرب ولم يجد غيره» ولذا يجوز أن يلبس 
منه ما هو وقاية للقتال كالديباج الصفيق الذي لا يقوم غيره مقامه» وقال بعض أصحاب 
الشافعي : يجوز لبسه في الحرب مطلقا لما فيه من حسن اليئة وزينة الإسلام كتحلية السيف» 
والصحيح تخصيصه جالة الضرورة ولكل من هذه الصور دليل يخصه معروف في موضعه. 

( قال رسول الله ل « هذان حرام على ذكور أمتي» ) قال العراقي : رواه أبو داود 
والنسائي وابن ماجه من حديث علي » وفيه أبو أفلح الممدافي جهله ابن القطان» وللنسائي 
والترمذي وصححه من حديث أي موسى نحوه. قال العراقى : الظاهر انقطاعه بين سعيد بن أي 
هند واي موسی فأدخل أحد بينها رجلا م يسم اف 

قلت : وروى الطبراني في الأوسط من حدیث عمر قال: خرج علينا رسول الله مته وفي يده 
صورتان إحداههما من ذهب والأخرى من حرير فقال: ‏ هذان حرام على الذكور من أمتي حلال 
للإناث » ولفظ الحديث صريح في تحرم لبسه للرجال دون الإناث فإنه مباح هن» وأخذ بذلك 
جهور العلاء من السلف والخلف» وحكي الاإجاع عليه » ولكن حكى القاضي عياض وغيره عن 
قوم إباحته للرجال والنساء . وعن عبد الله بن الزبير تحريه على الفريتقين . قال النووي : ثم انعقد 
الإجاع على إباحته للنساء وتحريه على الرجال. 

( وما على الحيطان ليس منسوباً إلى الذ كور ) فلا يكون داخلاً في التحرم ( ولو حرم هذا 
حرم تزيين الكعبة فالأولى إباحته برجب قوله تعالى قل من حرم زينة الله التي أخرج 
لعباده) ولا سيا في وقت الزينة إذا م يتخذه عادة للتفاخر )» وقد يقال من قبل الإمام 
أحد : أن الذي يلبس الحيطان تحريه لا لأجل كونه حريرأ فقط» بل يراعى فيه تضييع المال 
وكسر خواطر الفقراء ووضع الأشياء في غير محاها ء وفيه مخالفة لأحوال السلف الصالحين ولا يقاس 
على تزيين الكعبة » فإن لكل مقام مقالاً . وهذا وجه دقيق في الورع وسد على من يتوسع لي الحلال 
فضلاً عن الحرام » وكأنه أراد بوقت الزينة الأعياد والولائم ونحو ذلك وقيد الإباحة بجا م يتخذ 
عادة للتفاخر وأنت خبير أن مثل هذه الالباسات في مثل هذه الأوقات لا تجعل إلا للتباهى 
والتفاخر بين الأقران والتطاول عليهم بمثل هذه ليقال فلان فعل كذا وكذا ولم يبق هناك بعد هذا 
من النيات نية صالحة يعتد بها في تزيين الحيطان واتخاذ الكلل » ومع تسليم ما ذكره المصنف من 
الاستدلال على الإباحة بظاهر الآية المذ كورة يقال : أليس ذلك مالفا لسنته يه وسنة أصحابه 
من بعده؟ فتأمل في ملحظ الإمام أحد نفعنا الله بهم أجعين. 


RSS E RSE i ESEN gS‏ کتاب آداب الأكل / الباب الرابع 


الديباج مها لبسه الجواري والنساء . والحيطان في معنى النساء إذ لسن موصوفات 
بالذ كورة. 

واما احضار الطعام فله اداب خمسة : 

الأوّل: تعجيل الطعام فذلك من إكرام الضيف» وقد قال بر ١‏ من كان يؤمن 
بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ». ومها حضر الأكثرون وغاب واحد أو اثنان 
وتأخروا عن الوقت الموعود فحق الحاضرين في التعجيل أولى من حق أولئك ف التأخير 
إلا أن يكون المتأخر فقيراً أو ينكسر قلبه بذلك فلا بأس في التأخير » وأحد المعنيين في 


م قال: ( وإن تخيل أن الرجال ينتفعون بالنظر إليه فلا بحرم على الرجال الانتفاع 
بالنظر إلى الديباج مها لبسه الجواري والنساء فالحيطان في معنى النساء إذ ليس موصوفا 
بالذ كورية )» وقد يقال: إذا لم تكن الحيطان موصوفة بالذ كورية فليست كذلك موصوفة 
بالأنوثية وكونها في معنى النساء لأجل الاستمتاع بالنظر بعيد. ألا ترى إلى حديث البراء في 
الصحيحين ١‏ نهانا عن سبع » الحديث وفيه « وعن المياثر » وفسره القاضي عياض في المشارق بانا 
سروج تتخذ من الديباج» أو هي أغشية السروج من الحرير » ولا يخفى أن السروج ليست موصوفة 
بالذ كورية فام حرمت اغشيتها من الحرير وليس ذلك إلا لما فيه من الترفه والتفاخر والتشبه بزي 
الأعاجم» وقد يتعدد في بعض الأوقات فيشق تر كها على من اعتادها . فالحاصل أن تحلية الكعبة 
والمصحف وأمثال ذلك قالوا بإباحته لأجل التعظي » وأما تحلية الحيطان وتزيينها بالحرير وغير ذلك 
فمن الإسراف الحرام والته اعام . 

( وأما إحضار الطعام فله آداب خسة) . 

( الأول: تعجيله ) في وقته ( فذلك) معدود ( من إكرام الضيف» وقد قال مله « من 
كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه » ) قال العراقي : متفق عليه من حديث أي شريح 
اه. 

قلت : هو قطعة من الحديث أوله « من کان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره» 
وآخره ١‏ ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليسكت » وهكذا رواه أيضاً أحد 
والترمذي وابن ماجه من حديث ألي شريح وأبي هريرة. وروى هذه الجملة فقط مع زيادة أخرى 
أحمد من حديث أي سعيد الخدري» وتلك الزيادة يأقي ذكرها في آخر هذا الباب. وعند الطبرافي 
في أثناء حدیث ابن عمر بلفظ « ومن کان يمن بالله ورسوله » وروی أحد في أثناء حديث رجال 
من الصحابة بلفظ « رمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليتق الله وليكرم ضيفه .٠‏ 

( ومها حضر الأكثرون وغاب واحد أو اثنان وتأخروا عن الوقت الموعود فحق 
الحاضرين في التعجيل أولى من حت أولئك في التأخير إلا أن يكون المتأخر فقيراً فينكسر 


كتاب آداب الأكل / الباب الرابع OAL‏ 


قوله تعالى : هل اتاك حديث ضيف إبراهم المكرمين# [الذاريات: ۲١‏ ] أنجم 
أكرموا بتعجيل الطعام إليهم دل عليه قوله تعالى : فا لَبث أن جاء بعجل حنيذ ) 
[ هود : 1٩‏ ] وقوله  :‏ فَرَاعٌ إلى أهله فجاء بعجل سمين € [ الذاریات : ۲٢‏ ] والروغان 
الذهاب بسرعة. وقيل في خفية . وقيل جاء بفخذ من لحم وإنما سمي عجلا لاأنه عجله 
ولم يلبث . قال حاتم الأصم : العجلة من الشيطان إلا في خسة. فإنها من سنة رسول الله 


قلبه بذلك فلا بأس بالتأخير ) . ولفظ القوت : ومن الستة والأدب أن لا ينتظر بالطعام غائب 
إذا حضر جاعة» ولكن يأكل من حضر فإن حرمة الحاضر مع حضور الطعام أوجب من انتظار 
الغائب إلا أن يكون الغائب فقيرا فلا بأس أن ينتظر ليرفع من شأنه ولئلا ينكسر قلبه » وإن كان 
الغائب غنباً م ينتظر چ حضور الفقراء» فان انتظار الغنى معصة» ولا کان طعام الوليمة يدعى 
إليه الأغنياء ويترك الفقراء سمي شر الطعام لأجل الأغنياء والطعام لا تعبد عليه وإنما الشر إسم 
لأهل الطعام الداعين عليه الأغنياء التاركين للفقراء اه. 


قلت : و كذلك إذا كان الغائب من ذوي الشرف والفضل والكمال ومن يتبرك به فلا بأس في 
النأخير لانتظار مجيئه إكراماً لحاله وجبراً لخاطره ( وأحد المعنيين في ) تأويل ( قوله تعالى < هل 
أتاك حديث ضيف إبراهم المكرمين) ) قيل: المكرمين (أنهم أكرموا بتعجيل الطعام 
إليهم ) » والمعنى الثاني خدمته إياهم بنفسه» ( ودل عليه ) أي على معنى التعجيل ( قرله تعالى 
فا لبث أن جاء بعجل حنيذ ) ) أي فما احتبس ولا أقام . والحنيذ : النضيج» ( وقوله تعالى 
< فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين) والروغان ) مصدر راغ يروغ وهو ( الذهاب ) يمنة 
ويسرة ( بسرعة) من غير أن يستقر في جهة» و( قيل ) هو الذهاب ( في خفية) مأخوذ من 
روغان الثعلب ( وقيل ) في تأويله أنه ( جاء بفخذ من لحم وإنما سمي عجلاً لأنه عجله وم 
یلبث به ) ثم وصفه بانه سمین نضيج » وهو من غرائب التفسير » كل ذلك نقله صاحب القوت » 
وتبعه المصنف في سياقه. 

( وقال حاتم الأصم) تقدمت ترجته في كتاب العل: ( العجلة من الشيطان إلا في خسة 
فإنها من سنة رسول الله ي . إطعام الطعام» وتجهيز الميت» وتزويج البكرء وقضاء 
دين والتوبة من الذنب ) . رواه أبو نعي في الحلية قال: حدثنا مد بن الحسين بن موسى قال: 
سمعت نصر بن أي نصر يقول: سمعت أحد بن سلمان الكفرساني يقول: وجدت في كتافي عن 
حاتم الأصم قال: كان يقال العجلة من الشيطان إلا في خس: إطعام الطعام إذا حضر الضيف» 
وتجهيز الميت إذا مات وتزويج البكر إذا أدركت. وقضاء الدين إذا وجب» والتوبة من الذنب 
إذا اذنب اه. 

قال العراقى : رواه الترمذي من حديث سهل بن سعد : « الأناة من الله والعجلة من الشيطان ٠‏ . 
وسنده HE‏ وأما الاستثناء فروى ابو داود من حدیث سعد بن أي وقاص « التؤدة في كل 


eA SARS 10°‏ کتاب آداب الأكل / الباب الرابع 
: إطعام الضيف» وتجهيز الميت» وتزويج البكر» وقضاء الدين » والتوبة من الذنب . 


شيء خير إلا في عمل الآخرة» وقال الأعمش : لا أعلم إلا أنه رفعه. وروى المزي في التهذيب في 
ترجمة مد بن موسى بن نفيع عن مشيخة من قومه أن النبي ميه قال « الأناة في كل شيء إلا في 
ثلاث إذا صيح في خيل الله » وإذا نودي بالصلاةء وإذا كانت الجنازة » الحديث. وهذا مرسل» 
وللترمذي من حديث علي « ثلاثة لا تؤخرها الصلاة إذا أتت. والجنازة إذا حضرت. والأم إذا 
وجدت کفؤا» وسنده حسن اه. e‏ 

قلت : حديث سهل بن سعد رواه أيضا العسكري وغيره من طريق عبد المهيمن بن عباس بن 
سهل بن سعد » عن ابيه عن جده» وقد تكام بعضهم في عبد المهيمن وضعفه من قبل حفظه › فهذا 
معنى قول العراقي : وسنده ضعيف . وأما حديث سعد بن أني وقاص فرواه أبو داود في الأدب» 
والحا في الإبيان» والبيهقي في السنن وقال الحا : صحيح على شرطها . وقال المنذري : لم يذ كر 
الأعمش فيه من حدثه ولم يجزم برفعه » وقوله ١‏ إلا في عمل الآخرة » أي فإن المستحسن الجهد فيه 
لتكثير القربات ورفع الدرجات وأمور الآخرة ممودة العواقب » فلا ينبغي التؤدة فيها . قيل : كان 
البوشنجي في الخلاء فدعا خادمه فقال : انزع قميصي واعطه فلاناً فقال : هلا صبرت حتی تخرج ؟ 
قال: خطر لي بذله ولا امن من نفسي التغير. 

ومن شواهد الباب حديث أنس « التأفي من الله والعجلة من الشيطان » رواه أبو بكر بن أي 
شيبة» ومن طريقه أبو يعلى » وابن منيع » والحرث بن أي أسامة في مسانيدهم من رواية سنان بن 
سعد » ورواه البيهقي فسماه سعد بن سنان وسعد ضعيف » وقيل : م يسمع من انس » وحديث ابن 
عباس مرفؤعاً « إذا تأنيت أصبت أو كدت تصيب وإذا استعجلت أخطأت أو كدت تخطى ». 
رواه البيهقي من طريق عمد بن سواد عن سعيد بن ساك بن حرب عن أبيه عن عكرمة عنه 
وسعيد . قال فيه ابن أي حاتم متروك. وحديث عقبة بن عامر مرفوعاً ١‏ من تأنى أصاب أو كاد 
ومن عجل أخطأ أو كاد » رواه الطبراني والعسكري والقضاعي من طريق ابن هيعة عن مشرح بن 
هاعان عنه. وروی العسكري من حديث سهل بن أسام عن الحسن رفعه مرسلاً « التأني من الله 
والعجلة من الشيطان فتبينوا » أي تثبتوا في الأمور وقال ابن الق : إنما كانت العجلة من الشيطان 
لأنها خفة وطيش وحدة في العبد تمنعه من التثبت والوقار والحام وتوجب وضع الشيء بغير محله 
وتجلب الشرور وتمنع الخيور وهي متولدة بين خلقين مذمومين التفريط والاستعجال قبل الوقت 
اه. 

وأما حديث على عند الترمذي فلفظه « ثلاث لا تؤخرهن الصلاة إذا أتت » هكذا بفوقيتين 
بخط العراقي. وقال التوربشتي: هو تصحيف» والمحفوظ «آنت » بالمد والنون علي زنة حانت 
والجنازة إذا حضرت والأم إذا وجدت كفؤاً » هكذا أخرجه في الصلاةء ورواه ا لجاک في النكاح 
وصححه . وقال الترمذي : غريب ولیس سنده بمتصل »› وهو من رواية وهب عن سعد بن عبد الله 
الجهني عن محمد بن عمر بن علي عن أبيه عن علي . قال الذهبي : وسعيد جهول وقد ذكره ابن حبان 
ف الضعفاء اه. 


كتاب آداب الأكل / الباب الرابع 


ويستحب التعجيل في الوليمة. قيل : الوليمة في أوّل يوم سنة وفي الثاني معروف وفي 
الثالث رياء. 

الثاني : ترتيب الأطعمة بتقدم الفاكهة أرَلاً إن كانت فذلك أوفق في الطب فإنها 
أسرع استحالة فينبغي أن تقع في أسفل المعدة . وي القرآن تنبيه على تقدم الفاكهة في 


وجزم الحافظ ابن حجر في تخريج المداية بضعف سنده. وقال في تخريج الرافعي : رواه الجا 
من هذا الوجه فجعل محله سعيد بن عبد الرحن الجمحي وهو من أغاليطه الفاحشة اه. 

ولا رواه البيهقى في سننه عن سعيد عن عبد الله هذا قال: وفي الباب أحاديث كلها واهية 
أمثلها هذاء وبه عرف ما في جزم الحافظ العراقي جحسنه والله أعم. 

وفي هذا الحديث قصة وهي ما أخرجه ابن دريد والعسكري أن معاوية رضي الله عنه قال يوما 
وعنده الأحنف بن قيس : ما يعدل الأناة شيء . فقال الأحنف : إلا في ثلاث تبادر بالعمل الصالح 
أجلك وتعجل إخراج ميتك وتنكح كفا ييلك» فقال رجل : إنا لا نفتقر في ذلك إلى الأحنف. 
قال: فام ؟ قال: لأنه عندنا عن رسول الله لم حدثنا علي فذكره. 

( ويستحب التعجيل في الوليمة ) وهو طعام العرس» وأما طعام الأملاك فهو قصيعة والجمع 
الولائم» ( فأول اليوم سنة) قال ته لعبد الرحن بن عوف وقد جع إليه أهله «أولم ولو 
بشاة» اصنع وليمة» ( و )ني اليوم ( الثاني معروف» و )في اليوم (الثالث رياء) فإن م ييكنه 
جع الكل في يوم أو يومين فدعا جاعة في أول يوم » وآخرين في ثاني يوم » وآخرين في ثالث يوم 
فلا یکون ریاء» بل أصاب فیا صنع » م رأيت في شرح الشمائل لابن حجر قال : الوليمة طعام 
يصنع عند عقد النكاح أو بعده» ويحتمل أا إذا فعلت بعده یشترط قرا منه بجحیث ينسب إلبه 
عرفاً» ويحتمل استمرار طلبها وإن طال الزمن قياساً على ما قالوه في العقيقة من بقائها إلى البلوغ 
مطالبً بها الأب» ثم ينتقل الطلب إلى الولد نفسه» والأفضل فعلها بعد الدخول اقتداء بفعله ع . 

( الثاني : ترتيب الأطعمة بتقدم الفاكهة إن كانت ) حاضرة» ( فذلك أوفق في الطب 
فإنما أسرع استحالة) أي تغياً ( فينبغي أن تقع في أسفل المعدة) فتعين لا سيرد عليه من 
الطعام» فإذا قدم ما يستحيل بطيئا م اتىعه با يستحیل سریعا ا الد ر ا 
اختلاف» فما يسرع استحالته من الفواكه الخوخ والتوت والخربز ز الأصفر والعنب والمشمش 
والرمان والسفرجل والتوت الحلوء وما عدا ذلك يؤخر بعد الطعام » والبطيخ الأخضر لثقله على 
الماد ب خر يعد الطلعام زلكبه قم با جار يعدم فلذا ن بيا رجاه العول في الفرا كه وار 
أنها قليلة الغذاء بالنسبة إلى الحبوب ولحوم الحيوانات وأجزائها والاستكثار منها يولد الحميات 
العفنة لأنا تملا الدم مائيته يغلي في البدن فيعفن » وينبغي أن يتجنب قشورها لعدم انہضامها 
والتصاقها بالمعدة والأمعاءء» ويتجنب الذي لم يدرك ولم ينضج والتي عفنت أو قاربت العفونة 
والثار الرطبة اللينة سريعة الانحدار سريعة النفوذ في البدن سريعة الاستفراغ بالبول والتحلل من 


eee nenonnnnnn 


الجلد ولذلك صارت قليلة الغذاء ء وأما الغلينلة منها فحاها على خلاف ذلك وكل ما كان منها 
أسرع الحداره وألان البطء أحمد مما بطؤ انحداره» وما كان منها ألين فهو أجود ما كان أصلب› 
E a E NRG‏ 
البدن أيضاً كذلك وينبغي أن تترك الفواکه كلها حتی تجف قلیلاً ء ثم تؤكل» والتين النضيج أكثر 
تغذية وينحدر عن المعدة سريعاً وينهضم سريعاً » والجميز أسرع زول من التين وألطف نفخاً إلا 
أنه أرداً للمعدة وأسرع إلى القيء قليل الغذاء يسهل البطن » والعنب أفضل من الرطب إلا أنه أقل 
غذاء من التبنء والأجود ان يتص ليسرع هضمه وانحداره» فان عجمه وقشره باردان یابسان» 
والزبيب أغذى من العنب وأوفق للمعدة من التين » والأولى أن يؤكل بعد نزع عجمه وهو صديق 
للمعدة والكبد مقو ها والرطب يولد دماً رديئاً سريع التعفن أقل حرارة من التمر » والتمر أصناف 
كثيرة أردؤها أغلظها جرماً وجميع أصنافه عسر الإنهضام وما ينفذ منها في البدن من الغذاء غليظ› 
ومن أصلح ما يؤ كل معه والرطب اللوز والخشخاش » والتوت الحلو رديء الغذاء قليله مفسد للدم 
يسرع الإنحدار عن المعدة إذا كانت خالية من الطعام نقية من الخلط وإلا فسد فيها فسادا عجيبا 
فلا يستكثر منه » والمشمش سريع الفساد في المعدة والدم المتولد منه سريع العفونة فلا ينبغي أن 
يو كل بعد الطعام فإنه يفسد ويطفو في فم المعدة. والخوخ ينبغي أن يؤكل قبل الطعام ليصادف من 
امعدة حرارة تعين على هضمه ولا تؤكل عليه الأغذية الحامضة وهو يشهي الطعام إلا أنه بطيء 
النزول عسر الإستحالة إلى الدم . والرمان بأصنافه جيد الكيموس قليل الغذاء » والسفرجل من 
أصلح الأشياء لتقوية المعدة ويعين على هضم الطعام » ولا يكاد يفسد في المعدة والإكثار منه قبل 
الطعام يولد المخص ويعقل البطنء وأما بعده فإنه يدفع الطعام عن رأس المعدة ونع البخار عن 
الدماغ . والتفاح بأنواعه بطيء الانحدار يولد خلطاً غليظاً لكنه مقو للقلب خاصة . وأما الليمون 
امر كب وهو المسمى بالبرتكال فهو أقرب إلى الاعتدال من لحم الأترج وأسرع هضا وأخف على 
امعدة فيقدم على الطعام ‏ والكمثري كثبر الغذاء أحد خلطاً من التفاح وأسرع هضً منه إذا أكل بعد 
الطعام ينحدر سريعاً ثم يعقل » والجوز قليل الغذاء بطيء الإنهضام رديء للمعدةالحارةء وأما الباردة 
فتهضمه وتغتذي به» والبندق أغذى من الجوز سریع e‏ والأمعاء ‏ واللوز شبيه 
بالجوز إلا أنه أبطاً انضاماً ويصلحه الزبيب والفستق ي: ينبغي أن يؤكل بعد الطعام لما فيه من 
القبض . والنبق بارد رطب مولد للبلغم مسكن للصفراء ا والموز عمود الغذاء بطيء 
الانحدار عن المعدة مغث هما ثقيل عليها ولا يتناول بعده طعام حتى ينحدر. والبطيخ بأنواعه 
يستحيل صفراء إذا أكل ما يلي مبزره. ولم يدخل فيه إلى ناحية القشر خصوصاً إذا أكل على جوع 
شدید ولم يتبع بطعام . وقيل : يستحيل إلى أي خلط وافق في المعدة وهو سريع الانحدار عن المعدة 
والأمعاء ‏ والإكثار منه يولد الميضة فإذا أحس بها فليتقايأه فإنه سم وأكله على الخواء مضر» 
وينبغى أن يؤكل بين طعامين عند صبرورة الأول كيلوساً . والقثاء والخيار بطيئًا الانحدار يتولد 
منهما في العروق خفط غليظ . وأما قصب السكر فإنه عص بعد الطعام فيعين على المضم ويولد دماً 


كتاب آداب الأكل / الباب الرابع OES EEA‏ 


قوله تعالى : # وفاكهة ما يتخيبرون € [ الواقعة : ۰ ] م قال : ولحم طبر ما یشتهون ) 
[ الواقعة: ۲١‏ ] ثم أفضل ما يقدم بعد الفاكهة اللحم والثريد فقد قال عليه السلام: 


معتدلاً ويدر البول. وهذا القدر في معرفة ما يؤكل قبل الطعام أو بعده من الفواكه والثار كاف 
في درك امقصود» واللّه أعم. 

i CRE GS A 
وفاكهة ما يتخيرون » ولحم طير ما يشتهون) ففي ذ كر الفاكهة قبل قبل اللحم دليل على تقد‎ # 
اقل ا بشم بن اا الح ای راا رر کے تی‎ 
يقال : : ثرد الخبز ثرداً من باب قتل» وهو أن تفته ثم تبله بمرق وقد يكون معه اللحم والاسم الثردة.‎ 
فقد قال ل ي « فضل عائشة على النساء كفضل الثريد علي سائر الطعام » ) هكذا رواه ابن‎ ( 
والترمذي أيضا في الشمائل من حديث أبي موسى»‎ ٠ أي شيبة والترمذي في الشمائل من حديث أنس‎ 
والخطيب في المتفق والمفترق من حديث عائشة. ورواه أبو نعم في فضائل الصحابة من حديثها‎ 
بزيادة في أوله , فضل عائشة على النساء كفضل تهامة على ما سواها ». ورواه ابن ماجه والديامي‎ 
من حديث أنس بلفظ فضل الثريد على الطعام كفضل عائشة على النساء » قال المناوي : ضرب المثل‎ 
بالثرید لأنه أفضل طعامهم» ولأنه ركب من خبز ولحم ومرقة ولا نظير له في الأطعمةء ثم إنه‎ 
جامع بين الغذاء واللذة والقوة وسهولة التناول وقلة المؤنة في المضغ وسرعة المرور في الحلقوم»‎ 
. فخص المثل به إيذاناً بأنها جعت مع حسن الخلق حسن الخلق وحسن الحديث وحلاوة المنطق‎ 
وفصاحة اللهجة وجودة القريحة ورزانة الرأي ورصانة العقل والتحبب للبعل » ومن ثم عقلت عنه ما‎ 
۾ يعقل غيرها من نسائه. وروت عنه ما ۾ يرو مثلها من الرجال إلا قليلاً.‎ 

قال ابن القم : الثريد وإن كان مركباً فإنه مركب من خبز ولحم» فالخبز أفضل الأقوات» 
واللحم سيد الأدام» فادا اجتمعا لم يكن بعده| غاية » وفي أفضلها خلاف والصواب أن الحاجة 
للخبز أعم واللحم أفضل وهو أشبه بجوهر البدن من كل ما عداه اه. 

وقال ابن حجر المكي في شرح الشمائل قوله « على النساء » أي حتى آسية وأم موسى فيا يظهر » 
وإن استثنى بعضهم أسية وضم إليها مرم » وما قاله فيها حتمل لحديث « فاطمة سيدة نساء أهل 
الجنة إلا مرم ابنة عمران » وفي رواية لابن أي شيبة زيادة « وآسبة امرأة فرعون وخديحة بنت 
خويلد » فإذا فضلت فاطمة فعائشة أولى . وذهب بعضهم إلى تأويل النساء بنسائه ل لتخرج مرم 
وأم موسى وحواء وآسية . نعم تستثنى خديية فإنها أفضل من عائشة على الأصح لتصرجه بب 
لعائشة بأنه م يرزق منها خير من خديجة ‏ وفاطمة أفضل منها إذ لا يعدل بضعته ي أحد » وبه 
يعم أن بقية أولاده ب كفاطمة » وإن نسب الأفضلية ما فيهن من البضعة الشريفة . وقوله « على 
سائر الطعام » أي من جنسه بلا ثريد لا في الثريد من النفع وسهولة مساغه وتيسر تناوله وأخذ 
الكفاية منه بسرعة» ومن أمثاهم الثريد أحد اللحمين» وروى أبو داود « أحب الطعام إلى رسول 


e SINAREN 104 


« فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ». فإن جع إليه حلاوة بعده 
فقد جع الطيبات» ودل على حصول الاإكرام باللحم قوله تعالى في ضيف ابراه إذ 
أحضر العجل الحنيذ - أي الملحنوذ وهو الذي أجيد نضجه وهو أحد معني الاكرام 
أعني تقد اللحم. وقال تعالى في وصف الطيبات  :‏ وأنزلنا عليكم المن والسلوى ي 
[ البقرة: ٥۷‏ ] المن العسل والسلوى اللحم» سمي سلوى لأنه يتسلى به عن جيع الأدام 


الله لته الثريد من الخبز والثريد من الحيس » وفي الحديث « سيد الأدام اللحم » وقضيته بل صريحه 
أن سيد الأطعمة اللحم والخبز ومرق اللحم في الثريد قائم مقامه » بل ريما يكون أولى منه كا ذكره 
الأطباء في ماء اللحم بالكيفية التي يذكرونها فيه. قالوا: هو يعيد الشيخ إلى صباه اه. 
( فإن جع إليه حلاوة بعد فقد جع الطيبات ) لأن كلاً من اللحم والثريد والحلاوة طيب 
في نفسه مفضل على غیره کا سبأتي» ( ودل على حصول الا کرام باللحم قوله تعالی في ضيف 
إبراهيم ) المكرمين (إذ أحضر العجل الحنيذ أي المحنوذ ) إشارة إلى أنه فعيل بمعنى مفعول» 
و ق 
معني الإكرام» أعني تقدم اللحم ) على سائر اللأطعمة . والمعنى الثاني قد 2 ذکره وهو 
التعجيل في الإحضار» ومعنى ثالث قد ذكرناه أيضاً وهو خدمة الضيف بنفسه 


( وقال تعالى في وصف الطيبات وأنزلنا عليكم المن والسلوى) المن) شيء شبه 
( العسل ) يسقط من السماء فيجني وهو الترنجبين قاله السدي وحلاوة القدرة سمي مناً لأنه نما من 
الله به على بني إسرائيل . ومعنى الترنجبين العسل الذي يسقط كالعرق وهي فارسية معربة أصلها 
ترانكبين قيل : كان ينزل عليهم المن مثل الثلج من الفجر إلى طلوع الشمس . وروى ابن جرير عن 
اا رع کال ا لن ر ا کان ول عاي ل الل فر جور الاه م بترو :راللوي فل 

من السلو : ( اللحم سمي سلوى لأنه يتسلى به عن جميع الأدام) إذ فيه غنية عن جيعه ( ولا 
يقوم غبره مقامه ) هكذا ذكره صاحب القوت » والمشهور في التفاسير أن المراد بالسلوى هنا 
طائر نحو الحامة أطول ساقاً وعنقاً منها شبيه بلون السماء سريع الحر كة بعثه الله على بني إسرائيل ما 
ملوا من أكل الخبز والمن وهم في التيه . روي ذلك عن ابن عباس» ( ولذلك قال ل « سيد 
الأدام اللحم » ) رواه أبو القاسم تمام الرازي في فوائده قال: 

حدثنا أي هو ممد بن عبد الله حدثنا أبو القاسم جعفر بن مد بن الحسن المهرقافي بالري» 
حدثنا أحمد بن خليل البغدادي » حدثنا عبد الملك بن قريب الأصمعي » حدثنا أبو هلال مد بن 
سليم الراسبي» عن عبد الله بن بريدة عن أبيه رضي الله عنه قال قال رسول الله ع : فذ كره 
بزيادة. وسيد الشراب الماء وسيد الرياحين الفاغية » وقد وقع لنا هذا الحديث مسلسلاً بالنحو. 


ورواه الحافظ ا بکر بن مسدي في مسلسلاته عن الأستاذ أي جعفر الورغى» عن أي 


كتاب آداب الأكل / الباب الرابع TOO ESS e‏ 


ولا يقوم غيره مقامه» ولذلك قال له : « سيد الأدام اللحم». ثم قال بعد ذكر المن 
والسلوى: [ كلوا من طيبات ما رزقنا؟) [البقرة: ١۷١‏ ] فاللحم 
والحلاوة من الطيبات . قال أبو سلمان الدارافي رضى الله عنه : أكل الطيبات يورث الرضا 
عن الله وتتعم هذه الطيبات بشرب الاء البارد وصب الاء الفاتر على اليد عند الغسل . قال 
لمأمون: شرب الماء بثلج يخلص الشكر . وقال بعض الأدباء : إذا دعوت إخوانك 


عبد الله الكاتب» عن أي القاسم الإفليلي » عن قاسم بن أصبغ » عن ابن قتيبة صاحب الغريب» عن 
احد بن خلیل البغدادي» » عن الأصمعي بسند ه بلفظ ١‏ سبك آدام الدنيا والآخرة اللحم» وسید 
ريجان أهل الجنة الفاغية » ورواه الطبراني في الأوسط» وأبو نعم في الطب النبوي نحوه. 


وروى أبو نعي في الطب أيضاً من طريق عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي عن أبيه عن علي بن 
موسى الرضى عن ابائه عن علي رضي الله عنه بلفظ « سيد طعام الدنيا والاخرة اللحم » والطائي 
متروك . 

وعند ابن ماجه من حديث أي الدرداء « سيد طعام أهل الدنيا وأهل الجنة اللحم » وسنده 
ضعىف . 

( ثم قال تعالى بعد ذكر المن والسلوى: کلوا من طبّبات ما رزقنا؟)) على إرادة 
اقول أي وقلنا شم ذلك ( فاللحم والحلاوة من الطيبات ) أي من طيبات الرزق . ( قال ابو 
سلان الداراني رجه الله تعال : أكل الطيبات يورث الرضا عن الله تعالى ) نقله صاحب 
القوت. وهذا لمن يلك نفسه قبل أن تملكه فلا يخشى انقلاب الطيبات شهوات فمثله إذا أكل منها 
أعطاها مقامها من الشكر والرضاء ( وتتم هذه الطيبات بشرب الماء البارد ) في أثناء الطعام» 
( وصب الماء الفاتر على اليد ) بعد الفراغ من الطعام ( عند الغسل ) أي غسل اليد فإنه من جلة 
النعم ولا سيا في أوقات البرد. 

( قال المأمون) عبد الله بن هارون العباسي الخليفة وكان من حكاء الخلفاء : ( شرب الماء 
بثلج ) أي مزوجاً به ( يخلص الشكر لله ) عز وجل نقله صاحب القوت» وقد ورد في الخبر 
١‏ كان أحب الشراب اليه ر الحلو البارد » وهذا لا ينافي كمال زهده مه » لأن ذلك فيه مزيد 
الشهود لعظائم نعم الحق واخلاص الشكر له عز وجل من غير أن يكون فيه اشعار بتكلف ولا 
خيلاء البتة بخلاف الأ كل وإلى هذا اشار المأمون بقوله السابق » فلذلك كان النى له يشرب 
نفيس الشراب غالبا ولا يأكل نفيس الطعام غالباً . وروی أبو داود « أنه له کا 
من بيوت السقيا ». قال ابن بطال : واستعذاب الماء لا ينافي الزهد ولا يدخل في الترفه المذموم» 
وقد شرب الصالحون الماء الحلو وطلبوه» وكان مر يشرب العسل الممزوج بماء بارد. قال ابن 
الق : وفيه من حفظ الصحة ما لا متدي لمعرفته إلا أفاضل الأطباء » فالماء البارد رطب يقمع الحرارة 
ويحفظ البدن. والعسل على الريق يزيل البلغم ويدفع عن المعدة الفضلات ويفتح سددها. وكان 


RS 101‏ ات راع 


فأطعمتهم حصرمية وبورانية وسقيتهم ماءاً بارداً فقد أكملت الضيافة . وأنفق بعضهم 
دراهم في ضيافة فقال بعض الحكاء : م تكن تحتاج إلى هذا اذا كان خبزك جيدا وماؤك 
باردا وخلك حامضاً فهو كفاية. وقال بعضهم : الحلاوة بعد الطعام خير من كثرة 
الألوان والتمكن على المائدة خير من زيادة لونين. ويقال: إن الملائكة تحضر المائدة إذا 


ر يشرب اللبن خالصاً تارة وبالماء البارد أخرى يكسر حره بالماء البارد . وروى الطبراني أنه 
يي دخل على أنصاري في حائطه يحول الماء فقال له: إن كان عندك ماء بات في شنهء فقال : 
a a EGS ES‏ 
الي ن هان ان الطيبات تقدم الفا كهة اَل SA:‏ السمبن وخيبر ا 
السمين ما كان نضيجاً قد أجيد طبخه بتوابل» ثم الماء البارد وحده أو خلوط بعسل أو سكر أو 
نقع فيه الزبيب» م م الحلاوة م م غسل اليد الفاتر فكل ذلك داخل في حد الطيبات. 


( وقال بعض الادباء: إذا دعوت إخوانك فأطعمتهم حصرمية ) نوع من الطعام يعمل 
بالحصرم بارد نافع للصفراء والدم مسك للبطن إلا انه يولد رياحاً في الأمعاء والمعدة لأنه من مرة 
فجة لم تنضج» ( وبورانية ) نوع من الطعام عمل لبوران بنت سهل وزير المأمون فنسب إليهاء 
( وسقيتهم ماءأباردآفقد أكملت الضيافة ) نقله صاحب القوت. 

( وأنفق بعضهم دراهم ) كثيرة ( في ضيافة ) ولفظ القوت: ودعا بعض الرؤساء اخوانه 
وأنفق عليهم مائتي درهم ( فقال ) له ( بعض الحكاء : ) یکن يحتاج إلى هذا) کله ( إذا كان 
خبزك جيداً ) بأن كان نظيفاً قد ملك عجينه وأجيد نضجه في تنور ظاهراً وباطناً ( وخلك 
حامضاً) أي صادق الحموضة غير متغير الطعم» › ( وماؤك بارداً ) عذباً ( فهو كفاية ) نقله 
صاحب القوت. والخبز وحده فاكهة إذا كان جيداً ولا ينتظر به الأدام إلا ما كان المتيسر من 
خل أو بقل أو ملح . 

( وقال بعضهم : الحلاوة بعد الطعام خير من كثرة الألوان ) والمراد بالحلاوة ما يعمل من 
السكر الأبيض واللوز وهو المعروف بهريسة اللوز» ويليه الحلاوة المصرية المعروفة بالطحينية 
وللفقراء الزبيب والتمر > ( والتمكن على المائدة خير من زيادة لونين ) نقله صاحب القوت 
بلفظ : : خير من الزيادة على لونين» وأما معنى التمكن فسيأتي للمصنف قريباً . وقال آخر : شرب 
الماء البارد على الطعام خير من زيادة ألوان» ( ويقال : إن الملائكة تحضر المائدة إذا كان عليها 
بقل ) نقله صاحب القوت» والبقل كل نبات اخضرت به الأرض » والبقول التي تحضر على المائدة 
هي الخس افندبا الطرخشقوق الحاض البقلة الحمقاء البادروج النعناع الصعتر الفوتنج الرشاد 
الكرفس الكزبرة البصل الثوم الكراث الفجل الشبت الجزر السنداب وجلة القول فيها أن البقول 
كلها لا ينال البدن منها إلا أقل ما يكون من الغذاء » والذي لا ينال منها مائي رقيق رديء يقل 
الانتفاع به لا يكاد ينهضم ما يتناول منها غير مطبوخ» وذلك انها قد عدمت في طباعها النضج 


کتاب آداب الكل / الباب الرايع OV ESAS a‏ 


كان عليها بقل فذلك أيضاً مستحب ولا فيه من التزين بالخضرة. وفي الخبو : إن المائدة 
التي أنزلت على بني إسرائيل كان عليها من كل البقول إلا الكراث . وكان عليها سمكة 
عند رأسها خل وعند ذنبها ملح وسبعة أرغفة على كل رغيف زيتون وحب رمان فهذا 
إذا اجتمع حسن للموافقة. 


والبلوغ» بل توجد فجة من أل نبتها إلى أن تجف فلأنها تكون في أول نبتها ألطف وأطرى مم 
تصير باخرة اصلب واعصى. وكذلك اصول النباتات كلها رديئة الغذاء » وجيع النباتات الحريفة 
التي تؤكل فإنها ما دامت طرية في النشؤ تكون ناقصة القوى لكثرة ما فيها من الرطوبة » فلذلك قد 
تصبر غذاء وإذا يست اشتدت کیفیاتہا وانقلىت عن أن تكون غذاء وصارت دواء لا یصلح إلا 
لتطييب الطعام . ومن البقول ما أصله أقوى من قضبانه كالفجل والبصل والثلجم وما أشبههاء 
ومنها ما قضبانه وورقه أقوى من أصله لاستلابما الغذاء الذي اجتلبته من الأرض إلى نفسها 
کالنس والکرنب وما يؤکل منه أصله فبزره وقضبانه لایکاد يکل وکل نبات يؤکل ثمره أو 
بزره لا يكاد يؤكل أصله وجيع أصناف البقول ما كان منها برياً فهو أشد يبساًء ولذلك يكون أرداً 
غذاء وأشبه بالدواء» وما كان منها بستانياً فهو أكثر رطوبة وما ينبت في المشرقة والمواضع العطشة 
أقوى في بابه » ولا كانت البقول أقرب إلى الرداءة من الوا كه والثار كثيراً فينبغي أن يتناول منها 
ما تدعو إليه الشهوة شيء قليل ء ويتحرى أن يكون ما يحمد منها ويناسب المزاج والحال والوقت 
الحاضر» والته أعام. 

( ولا فيه من التزين بالخضرة) وهو حبوب. ( وفي الخبر : « إن المائدة التي أنزلت على 

بی اسرائیل کان علیھا من کل البقول إل الكراث) وهو أنواع» وا مراد به هنا هو النبطيء 
eS A‏ يخرج من تحت الأرض ورقاً ثلاثاً وما تحت الأرض 
من أصوله أبيض مستطيل غير مستدير » ( وكان عليها سمكة وعند رأسها خل وعند ذنبها 
ملح» و ) كان عليها ( سبعة أرغفة على كل رغيف زيتون وحب رمان) هكذا ساقه صاحب 
القوت» ( فهدا إذا جع فحسن الموافقة ) ولفظ القوت : فهذا من أحسن الطعام إذا اتفق اه. 

وأخرجه الحكي الترمذي في نوادر الأصول» وابن ن آي حام» وأبو الشيخ في العظمة » وأبو بكر 
الشافعي في الغيلانيات من حديث سلمان الفارسي قال : ‹ ا سأل الحواريون عيسى بن مرم المائدة 
كره ذلك جداً ومنعهم عن سؤالمم إياها ووعظهم فأبوا» فلا رأى منهم ذلك قام فلبس الشعر 
الأسود ثم اغتسل ودخل مصلاه فصلى ما شاء الله . م قام مستقبل القبلة وصف قدميه حتى استويتا 
فألصق الكعب بالكعب وحاذى الأصابع بالأصابع » ووضع يده اليمنى على اليسرى فوق صدره 
وغض بصره وطأطأً رأسه خشوعاًء ثم أرسل عينيه بالبكاء فما زالت دموعه تسيل على خديه وتقطر 
من أطراف لحيته حتى ابتلت الأرض حيال وجهه من خشوعه» فلا رأى ذلك دعا الله فأنزل عليهم 
سفرة حراء بين غمامتين غامة من فوقها وغامة من تحتها وهم ينظرون إليها في الهواء منقضة من 


E N ET 10۸ 


الثالث: أن يقدم من الألوان ألطفها حتى يستوفي منها من يريد ولا يكثر الأكل 
بعده وعادة المترفين تقد الغليظ ليستأنف حر كة الشهوة بمصادفة اللطيف بعده. وهو 
خلاف السنة فإنه حيلة في استكثار الأكل. وكان من سنة المتقدمين أن يقدموا جلة 


فلك السماء تهوي إليهم » وعيسى يبكي ويدعو ويتضرع» فا زال كذلك حتى استقرت السفرة بين 
يدي عیسی والحواریون وأصحابه حوله يجدون رائحة طيبة م يجدوا فيا مضى رائحة مثلها قط . 
وخر عیسی والحواریون سجداً شکراً له ثم أقبلوا عليها > فاذا علیها مندیل مغطی فسمی الله تعایى 
a Es‏ 
يسيل السمن منها سيلا حوهما بقول من كل صنف غير الكراث» وعند رأسها خل وعند ذنبها 
ملح » وحول البقول خسة أرغفة على واحد منها زيتونة» وعلى الآخر تمرات» وعلى الآخر خس 
رمانات » الحديث . 

وروی این رر وان اف حاتم وأ بو الشيخ عن ابن عباس في خبر المائدة قال؛ « فأقبلت 
الملائكة تطبر بائدة من السماء عليها سبعة أحوات وسبعة أرغفة حتى وضعتها بين أيديهم» فأكل 
منها آخر الناس كا أكل منها أوَم». 

وروی عبد بن حمید» وابن ن أي حاتم » وأبو ال رای روو عن ار ین ا قا و ت 
انو ا ن ر . وروى ابن الانباري في كتاب الاضداد » عن أي عبد الرجن ن السلمي 
قال : مائدة من السماء أي خبزاً وسمکاً. وروی أيضاً في الكتاب المذ كور » وعبد بن حيد» وابن 
جریر » واین ن المنذرء وابن ¿ أي حاتم » وأبو بو الشيخ عن عكرمة أن الخبز الذي أنزله الله مع المائدة من 
أرز» وروی ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس قال: انزلت المائدة خوان عليه خبز 
وسمك» وروی ابن جرير عن إسحاق بن عبدالله؛ أن المائدة نزلت وعليها سبعة أرغفةوسبعة 
أحوات يأكلون منها ما شاؤا. وروی عبد بن حيد وابن الأنباري وابن أي حاتم عن سعيد بن 
جبير قال: أنزل على المائدة ة كل شيء إلا اللحم. والمائدة: الخوان. 

( والثالث: أن يقدم الألوان ألطفها حى يستوفي منه) أي من ذلك اللون ( من يريد ) 
من الحاضرين ( فلا يكثر الأكل بعده) لا أنه حصل له الاستيفاء ء ( وعادة المترفهين تقدم 
الغليظ من الطعام ) على اللطيف منه ( ليستأنف ) أي يبتديء ( حر كة الشهوة بمصادفة ) اللون 
( اللطيف بعده وهو خلاف السَنةء فإنه حيلة في الاستكثار للأكل ) . ولفظ القوت: وينبغي 
إذا حضرت الألوان أن يبتديء بتقدمة الألطف. فالألطف والأطيب فالأطيب أوَلاً . مثل أن 
يبتديء بالشواء قبل الثريد » ويقدم الطباهج قبل السكباج فكذلك سنة العرب ليصادف جوعهم 
أطيب الطعام فيستوفوا من ذلك أوفر النصيب فيكون أثوب لصاحبه وأقل لأكلهم ء فإن احتاجوا 
إلى ما بعده من غليظ الطعام تناولوا منه قليلاً ‏ وإنغا قدم أهل الدنيا اا ا ل ا 
ليتسع أكلهم وتنفتق شهواتهم فيكون للون اللطيف موضع آخر وليكونوا قد أكلوا من اللون 
الآخر اللطيف الأقل ء وهذا غير مستحب عند أبناء الآخرة. وقال في موضع آخر : فإن اتفق للعبد 


كتاب آداب الأكل / الباب الرابع QONDRA RSS‏ 


الألوان دفعة واحدة ويصففون القصاع من الطعام على المائدة ليأكل كل واحد ما 
يشتهي . وان لم یکن عنده الا لون واحد ذکره لیستوفوا منه ولا ینتظروا أطیب منه. 
ويجكى عن بعض أصحاب المروءات انه كان يكتب نسخة بما يستحضر من الألوان 
ويعرض على الضيفان. وقال بعض الشيوخ: قدم إل بعض المشايخ لوناً بالشام » فقلت 
عندنا بالعراق إنما يقدم هذا آخراء فقال: وکذا عندنا بالشام ولم یکن له لون غیره 
فخجلت منه. وقال آخر : كنا جاعة في ضيافة فقدم إلينا ألوان من الرؤوس المشوية 
طبيخاً وقديداً فكنا لا نأكل ننتظر بعدها لوناً أو حلاء فجاءنا بالطست ولم يقدم 


لونان. أحدها ألطف من الآخر ابتدأ بالألطف منها ء فلعل الكفاية تتم به فيستريح من الآخرء 
وإنغا قدم أهل الدنيا غليظ الألوان على رقيقه ليتسعوا في الأكل وتنفتق شهواتهم » فيكون لكل 
لون لطيف مكان آخر» وشبه بعضهم المعدة بمنزلة جراب ملاآنة جوزا حتى لم يبق فيه فضل للجوز 
فجئت بسمسم فصببته عليه فأخذ لنفسه موضعاً في خلال الجوز فوسع الجراب السمسم للطفه مع 
الجوز» فكذلك المعدة إذا ألقيت فيها طعاماً رقيقاً لطيفاً بعد طعام غليظ أخذته للشهوات في 
أماكنها فتمكن فيها بعد الشبع ما قبله» والعرب تعيب ذلك ولا تفعله إذ من سنتهم أن يبتدأً 
باللحم قبل الثريد . قال رجل منهم لبعض الأنباط : أنت من الذين يبتدؤن بالثريد قبل الشواء فذم 
أهل العراق بذلك. 

( و) قد ( كان من سنة المتقدمين أن يقدموا جيع الألوان دفعة) واحدة ( ويصففون 
الطعام على المائدة ليأاكل كل واحد ما يشتهي ) وهذا أحسن كذا في القوت» ( وإن م يكن 
عنده إلآً لون واحد) من الطعام ( ذكره) فم (ليستوفوا منه) غرضهم ( ولا ينتظروا 
أطيب منه ) . ولفظ القوت: وليكن ما يقدم مم معلوماً هم ولو قال طمم: إن لم يكن عنده إلا 
لون واحد ليس يحضر إلا هذا ليستوفوا منه ولا يتطلعوا إلى غيره كان صواباً. 

( ويحكي عن بعض أرباب المرؤات أنه كان يكتب نسخة ) أي رقعة ( ما يستحضر من 
الألوان ويعرض على الضيفان ) » وبعضهم كان يدعو خبازه فیقول : أعلم الناس بجا عندك من 
الألوان فسئل عن ذلك فقال الي الرجل م ا جي من الألوان» ( وقال بعض 
الشيوخ : : قم إل بعض المشايخ لوناً بالشام ) ولفظ القوت : حدئني بعض شیيوخنا عن شيخ له 
قال : قم إل بعض أهل الشام لوناً من طبيخ ( فقلت) له : (عندنا بالعراق إنما يقدم هذا) 
اللون ( آخراً) أي آخر الألوان ( فقال: وكذلك) هو عندنا ( بالشام و) إذا به ( م يكن ) 
عنده ( له لون غیره) قال: ( فخجلت منه ) کذا في القوت بتغبیر يسر » ثم قال صاحب القوت 
بالسند السابق. ( وقال) لي (آخر: كنا) في ( جاعة) عند رجل في ضيافة ( فقدم إلينا ) 
ولفظ القوت : فجعل يقدم إلينا ( ألواناً من الرؤوس المشوية ) منها ( طبيخاً و) منها ( قديداً 
فكنا ناكل ) ولفظ القوت: فجعلنا نقصر في الأكل ( ننتظر بعدها لوناً أو حلاً) ولفظ 


E 


غيرها» فنظر بعضنا إلى بعض فقال بعض الشيوخ وكان مزاحاً : إن الله تعالى يقدر أن 
يخلق رؤوسا بلا ابدان. قال: وبتنا تلك الليلة جياعا نطلب فتيتا للسحور. فلهذا 
يستحب أن يقدم الجميع أو يخبر با عنده. 

الرابع: أن لا يبادر إلى رفع الألوان قبل تمكنهم من الاستيفاء حتى يرفعوا الأيدي 
عنها فلعل منهم من يكون بقية ذلك اللون أشهى عنده ما استحضروه أو بقيت فيه 
حاجة إلى الأكل فيتنغص عليه بالمبادرة وهي من التمكن على المائدة التي يقال انها خير 
مق لوي افيحتمل أن يكوت اراد به قطع الاستعجالاويختمل أن يكون أراذبية عة 
لكان . حكي عن الستوري وكان صوفياً مزاحاً حضر عند واحد من أبناء الدنيا على 


القوت: نتوقع بعدها الألوان أو حلا أو جديا قال: ( فجاء بالطست ) أي لغسل الأيادي ( وم 
يقدم غيرهاء فنظر بعضنا إلى بعض فقال بعض الجاعة) ولفظ القوت: فقال لي بعض 
الشيوخ» ( وكان مزاحاً) أي من يحب المزاح والفكاهة في الحديث : ( إن الله تعالى يقدر أن 
يخلق رؤساً بلا أبدان . قال: وبتنا تلك الليلة جياعاً نطلب فتيتاً للسحور ) A‏ 
N BE‏ يستحب أن 
يحضر الجميع ) من الألوان جلة واحدة ( أو يخبر) هم ( بجا عنده) من الألوان. 

(الرابع : أن لايبادر إلى رفع الألوان) كا يفعله المترفهون بأخذون من كل لون لقمة أو 
لقمتين ويرفعونه بسرعة» ( بل يكن الحاضرين من الاستيفاء حت يرفعوا الأيدي عنها ) أي 
عن الألوان. ( فلعل فيهم من يكون بقية ذلك اللون أشهى عنده ما سيحضره أو بقي فيه 
حاجة للأكل فينغص عليه بالمبادرة) . ولفظ القوت : وينبغي أن ييكنهم من تبقية الألوان ولا 
یرفعها حتی يرفعوا أيديهم » فإنه من الأدب والمعروف» ولعل فيهم ما يكون عنده ما قدم أشهى 
إليه ما يقدم بعد وقد يكون فيهم من به حاجة إلى فضل أكل فينغص عليه برفعه قبل أن يستوفي 
ما في نفسه اه. 

زاد المصنف : ( وهو من التمكن على المائدة الذي يقال إنه خير من ) زيادة ( لونين ) وقد 
تقدم نقل هذا القول قريباً . قال : ( ويحتمل أن يكون المراد به قطع الاستعجال» ويجتمل أن 
يراد به سعة المكان ) فهذه ثلاثة أوجه في معنى التمكن » والوجه الأول هو الأقرب» والوجه 
الأخير يحتمل أن يكون على حقيقته أي فيجلسهم في موضع واحد» أو المراد به عدم التزاحم على 
لمائدة بكثرة الأيدي فيشوش خاطرهم. 

( حكي عن ) أي عبد الله ( الستوري) بضم السين المهملة جع ستر» وهذه النسبة لمن يحفظ 
الأستار بآبواب الملوك ومن يحمل أستارالكعبة.( وكان صوفياً مراحاً) ترجه صاحب الحلية » 
وفي المحدثين ممن عرف بهذه النسبة رجلان: أبو الحسن علي بن الفضل بن إدريس بن الحسن بن 


کتاب آداب الكل / الباب الرابع 


مائدة فقدم إليهم حلا -وكان في صاحب الائدة بخل- فلا رأى القوم مزقوا الحمل 
فقام الستوري يعدو خلف الحمل فقيل له: إلى أين ؟ فقال: آكل مع الصبيان فاستحيا 
الرجل وأمر برد الجمل. وس هذا الفن أن لا يرفع صاحب امائدة يده قبل القوم فانم 
يستحيون بل ينبغي أن يكون اخرهم أكلا . كان بعض الكرام يخبر القوم بجميع الألوان 
ويتركهم يستوفون فإذا قاربوا الفراغ جثا على ركبتيه ومد يده إلى الطعام وأكل وقال: 
بسم الله ساعدوني بارك الله فيكم وعليكم. وكان السلف يستحسنون ذلك منه. 
الخامس: أن يقدم من الطعام قدر الكفاية فإن التقليل عن الكفاية نقص في المروءة» 


محمد السامري » وعبد العزيز بن مد بس نصر الستوريان. الأول حدث عن الحسن بن عرفة » والثافي 

عن إسماعيل الصقار » والمذ كور هنا رجل آخر غيرها . ولفظ القوت : حدثني بعض أصحابنا عن 
الستوري وكان صوفياً أنه ( حفر عند بعض أبناء الدنيا على مائدة) قد ( قدم عليها جلاً) 
وهو بالتحريك ولد الضأن في السنة الأول » والجمع حلان بالضم » ( وكان في صاحب المائدة 
بخل ) فجعلوا يأكلونه» ( فلا رأى القوم مزقوا الحمل كل مزق ضاق صدره) من جله 
( وقال: يا غلام ارفع إلى الصبيان فرفع الغلام الحمل إلى داخل الدار فقام الستوري) 
رجه الله تعالى ( يعدو خلف الحمل فقيل له: إلى أين ) ؟ ولفظ القوت: فقال صاحب الدار إلى 
أين أبا عبد الله؟ ( فقال ) : أمرٌ ( آكل مع الصبيان فاستحيا الرجل ورد الحمل) أمر برده 
حتی استوفوا منه» ( ومن هذا الفن أن لا يرفع صاحب المائدة يده قبل القوم ) حت يرفعوا 
يديم وقد ورد في ذلك خبر تقدم ذکره (لأنم يستحیون) فلا یستوفون أكلهم» > ( بل 
ينبغي أن یکون) صاحب المائدة ة (أخرهم), فعا و ( اكلا . کان بعض الكرام) من 
الأجواد يأمر خبازه أن ( يحبر القوم بجميع الألوان) الذي عنده من الطعام. قال الراوي: 
فسألت بعض جلسائه م يفعل هذا فقال ليستبقي الرجل منهم نفسه لا يشتهي من الألوان. قال: 
( ویتر کهم ) بأكلون حتى ( يستوفوا فإذا قاربوا الفراغ جثا على ركبتيه ومد يده إلى 
الطعام وأكلء وقال) هم N OES SN ES‏ 
( وكان السلف يستحسنون ذلك منه) لا فيه من أخبار الألوان وتمكينهم من الائدة وها 
وصفان حسنان» وكأن صاحب القوت عنى ببعض الكرام من الأجواد عبد الله بن عامر بن كريز 
فقد قرأت في روح المجالس لمحمد بن عبد الكري السمرقندي قال فيه » وكان إذا أراد عبد الله ان 
يتغذى أمر بوضع المائدة وقال: كلوا وتشاغل هو حتى يقرب فراغ أصحابهء ثم يتقدم إلى المائدة 
فيقول : استقبلوا الأكل فلا يقوم أحد إلا كظيظاً . وقال ابن عائشة : كان يحتاج لمائدة عبد الله في 
كل يوم عشرة أجربة طعام با يتبعها من اللحم والحلوى وغير ذلك. 

( الخامس: أن يقدم من الطعام) إليهم ( قدر) الحاجة إليه و( الكفاية فإن التقليل عن 


ENERGON RE EEE‏ / الباب الرابع 


والزيادة عليه تصنع ومراءاة. لا سما إذا كانت نفسه لا تسمح بأن يأكلوا الكل إلا أن 
يقدم الكثير وهو طيب النفس لو أخذوا الجميع » ونوى أن يتبرك بفضلة طعامهم إذ في 
الحديث أنه لا يحاسب عليه. أحضر ابراه بن أدهم رجه الله طعاما كثيرا على مائدته 
فقال له سفيان: يا أبا إسحاق أما تخاف أن یکون هذا سرفا ؟ فقال ابراھے : لیس في 
الطعام سرف . فإن لم تكن هذه النية فالتكثير تكلف . قال ابن مسعود رضي الله عنه : نهينا 
أن نجيب دعوة من يباهي بطعامه » و كره جاعة من الصحابة أكل طعام المباهاة. ومن 


الكفاية نقص في المروءة والزيادة عليه تصنع ومراءاة) ولفظ القوت : ولا ينبغي أن يقدم إلا 
ما يجب أن يأكلوه من كل شيء ومقدار الحاجة والكفاية من الأ كول فيجمع بين السنة والفضيلة. 
وقال في موضع آخر : وأكره ان يقدم من الطعام إلا ما یرید أن يأکل ولا يترك منه شيء ولا 
يستثني هو ولا اهل البيت في انفسهم رجوع شيء منه» وإلا کان ما يقدمه ما ينوي رجوع بعضه 
أو لا حب أكل كله تصنعا ومباهاة اه. 

( لا سما إذا كان لا تسمح نفسه بأن بأكلوا الكل ) ما أحضره ( إلا أن يقدم الكثير ) 
بنية حسنة ( وهو طيب النفس) لا يستثني رجوع شيء منه. ( لو أخذوا الجميع ) منه ( ونوى 
أن يتبرك بفضيلة طعامهم إذ في الحديث أنه لا يحاسب عليه ) كا تقدم قريباً. 

حکی أنه ( أحةر ) أبو إسحاق (ابراهم بن أدهم رجه الله تعالى طعاماً كثيراً على 
مائدته ) و كان قد دعا سفيان الثوري والإوزاعي في جاعة من الأصحاب ( فقال له سفيان: يا 
أبا إسحاق أما تخاف أن يكون هذا إسرافاً؟ فقال ابراهم : ليس في الطعام إسراف ) نقله 
صاحب القوت بلفظ : وروينا ان .فيان الثوري دعا إبراهي بن أدهم واصحابه إلى طعام فقصروا 
في الأكلء فلا رفع الطعام قال له الثوري : إنك قصرت في الأكل» فقال ابراه : لأنلك قصرت 
في الطعام فقصرنا في الأكل . قال: ودعا إبراهي الثوري أصحابه على طعام فاكثر منه فقال له 
سفيان يا أا إسحاق أما تخاف أن يكون هذا إسرافا ؟ فقال ابراهم : ليس في الطعام سرف . وفي 
رواية أخرى زيادة: إنما الإسراف في الأثاث واللباس. قال: وهذا روي عن سبرة السلف» ( فإن 
م تكن هذه النية فالتكثير تكلف ) ومباهاةء وقد نهي عن كل منها ء أما التكلف فقد تقدم ما 
ورد ی 

وأما المباهاة فقد ( قال ابن مسعود رضي الله عنه: نهينا ان جيب دعوة من يباهي 
بطعامه ) رواه صاحب القوت أي يفاخر بطعامه أقرانه ليكون أكثرهم إطعاماً ویری منه ذلك › 
(و) قد كره جماعة من الصحابة رضوان اله عليهم ( أكل طعام المباهاة) والمباراةء فإن عام 
بذلك من قدم إليه ذلك الطعام لا يستحب له في الورع أن يأكل منه لأن المأكول إذا قدم ليؤكل 
بعضه ويرجع أكثره فهو نصنع وتزيين فلا يأكل المتقون من هذا لأنه لا يدري ک مقدار ما يحبون 
أن يأكلوا منهء وطعام المناهاة مكروه لمن يقدمه بهذه النية إلى إخوانه لأنه قد عرضهم لتناول ما 


كتاب آداب الأكل / الباب الرابع 


ذلك کان لا يرفع من بين يدي رسول الله ْم فضلة طعام قط لأنهم كانوا لا يقدمون 
إلا قدر الحاجة ولا يأكلون تمام الشبع . وينبغي أن يعزل أولاً نصيب أهل البيت حى لا 
تكون أعينهم طاحة إلى رجوع شيء منه فلعله لا يرجع فتضيق صدورهم وتنطلق في 
الضيفان ألسنتهم ويكون قد أطعم الضيفان ما يتبعه كراهية قوم وذلك خيانة في حقهم . 
وما بقي من الاطعمة فليس للضيفان اخذه وهو الذي تسميه الصوفية الزلة إلا إذا صرح 
صاحب الطعام باللإذن فيه عن قلب راض أو عام ذلك بقرينة حاله وأنه يفرح به فإن 
كان يظن كراهيته فلا ينبغي أن يؤخذ» وإذا عام رضاه فينبغي مراعاة العدل والنصفة مع 


يكرهون» وقد دلّس عليهم ما لا يعلمون» وأيضاً فإنه شيء قد قدمه لأجل الله تعالى » فلا يصح 
أن يستثنى ارتجاع شيء منه بمنزلة من يخرج الرغيف أو الشيء للسائل فيجده قد انصرف فيكره أن 
يرجع فيه فیأکله» وقالوا : يعزله حت يأتي سائل آخر فيدفعه إليه» ( ومذا كان لا يرفع من بين 
يدي رسول الله َل فضلة طعام قط ) . ولفظ القوت : ما رفع من بين يدي رسول الله مله الخ 
قال : وذلك ( لأنم كانوا ) خلصين في كل شيء ( لا يقدمون إلا ) كفايتهم و ( قدر الحاجة 
ولا يأكلون) إلا بعد رجوعهم» وإذا أكلوا م يأكلوا (تمام الشبع ) ولا يتركون الأكل وفي 
نفوسهم منه شيء. ( وينبغي أن يعزل أوَلاً نصيب أهل البيت) من الطعام قبل تقديه إلى 
أخوانه ( حت لا تون أعينهم طاعحة إلى رجوع شيء منه ) ولا تحدث به نغوسهم فإنه مكروه 
هم» (فلعله) أن (لا يرجع ) منه شيء فيكون ذلك إخراجا من الآكلين ومنقصة هم» 
( فتضيق صدورهم وتنطلق في الضيفان ألسنتهم ؛ ويكون قد أطعم الضيفان ما يتبعه 
كراهية قوم وذلك خبانة في حقهم ) وهذا عليهم أشد من إكرامهم بالطعام وما كان مضراً 
بالأهل يكون مضيعاً للأصل» ( وما بقي من الأطعممة) بعد الفراغ من الأكل ( فليس 
للضيفان أخذه وهو الذي تسميه الصوفية الزلة) ‏ بفتح الزاي وتضم . قال الليث : : هي في الأصل 
الصنيعة إلى الناس. يقال: أتخذ ی ا 
اشتق ذلك من الصنيع إلى الناس 1 


وعن ابن شميل: كنا في زلة فلان أي في عرسه» وقال أبو عمرو: وأزللت له زلة ولا يقال 
زللت» وجوز صاحب القاموس أنها مولدة تكلمت بها عامة العراقيين» وقد بينت ذلك في 
شرحي على القاموس» وذكرها الخفاجي في بعض مؤلفاته واعتمد على أنها مولدة» وأهل الحجاز 
يسمون ما يؤخذ من رؤوس الأموال لامرائهم زالة وهو من ذلك ( إلا إذا صرح صاحب الطعام 
بالاإذن فيه ) مم أن يأخذوه ( عن قلب راض ) وصدر منشرح» ( أو عام ذلك بقرينة حاله ) 
ولو م یأذن فيه باللسان ( و ) عام ( أنه یفرح به ) فلا بأس بأخذه» ( فإِن کان یظن کراهته 


NESS Se 114‏ / الباب الرابع 


الرفقاء » فلا ينبغي أن يأخذ الواحد إلا ما يخصه أو ما يرضى به رفيقه عن طوع لا عن 
حباء . 

(فأما) الإنصراق فله ثلاثة آداب. 

الأوّل: أن يخرج مع الضيف إلى باب الدار وهو سنة وذلك من إكرام الأ يف وقد 
أمر بإكرامه قال عليه الصلاة والسلام : « من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم 
ضيفه »» وقال عليه السلام: « إن من سنة الضيف أن يشيع إلى باب الدار » قال أبو 
قتادة: قدم وفد النجاشي على رسول الله بر فقام يخدمهم بنفسه فقال له أصحابه : نحن 
نكفيك يا رسول الله . فقال: « كلا إنهم كانوا لأصحاني مكرمين وأنا أحب أن 


فلا ينبغي أن يؤخذ وإذا عام رضاه) بأخذه ( فينبغي ) للآخذ ( مراعاة) وصف ( العدل 
والنصفة ) حر كة بمعنى الانصاف ( مع الرفقاء ) الحاضرين» ( فلا ينبغي أن يأخذ الواحد ) 
منه ( إلا ما يخصه أو ما يرضى به رفيقه عن طوع) نفس ( لا عن حياء ) وانقباض. وان 
بعض أهل الحديث إذا Na a NE‏ . وکان سبار بن 
حاتم إذا حضر على مائدة أكل لقمات ثم يقول : اعزلوا ز نصيبي» وأكل ذات يوم على مائدة في 
SC SE E‏ م قال: : اجعلوا سهمي في هذه . نقله صاحب القوت» وهذا 
وأمثاله ادا فعله أحد ف زماننا لعد منقصة ف الدين والمروءة. 
( فأما الإنصراف ) بعد الفراغ (فله آداب ثلاثة: 
الأول: أن يخرج ) صاحب الدعوة ( مع الضيف إلى باب الدار ) إن أمكنه وإلاً فإلى باب 
جلسه > (وذلك) معدود ( من إكرام الضيف » وقد أمر ) الداعي ( باکرامه . قال عب « من 
كان يمن باله ايوم الآخر فليكرم ضبفه») تقدم كلام عله قرياء » فكل ما يعد إكراماً 
له فهو داخل ي عموم هذا الخبر . ( وقال له : ٠:‏ إن من سنّة الضيف أن يشْيّع إلى باب الدار » ) 
یعنی يعنى المحل الذي أتاه فيه دارا كان أو خلوة أو معبداً إيناسأً وإكراماً له لينصرف طيب النفس» 
ویشبه أن يكون المراد بالضيف ما يشمل الزائر ونحوه وإن لم يقدم له ضيافة. رواه ابن ماجه من 
حديث أي هريرة بلفظ « إن من السنة أن يخرج الرجل مع ضيفه إلى باب الدار » واسناده ضعيف 
على ما قال البيهقي لأن فيه علي بن عروة وهو متروك. 
( قال أبو قتادة) الحرث بن ربعي الأنصاري رضي الله عنه فارس رسول الله مه ( قدم 
وفد النجاشي ) ملك الحبشة وإسمه أصحمة ( على رسول الله به فقام يخدمهم بنفسه ) من 
غير استعانة بأحد ( فقال له الصحابة: نحن نكفيك يا رسول الله فيهم ) أي في القيام بمؤونة 
خدمتهم» ( فقال: « إنهم كانوا لأصحابي مكرمين ) إذ كانوا عندهم في المجرة ( رأنا أحب أن 
أكافهم » ) وتقدم أن تولي خدمة الضيف بنفسه أحد ءنافي قوله تعالى ضيف ابراهم 


کتاب آداب الأكل / الباب الرابع Nee SES aA‏ 


أكافئهم» وتمام الا كرام طلاقة الوجه وطيب الحديث عند الدخول والخروج وعلى 
المائدة. قيل للاوزاعى رضى الله عنه: ما كرامة الضيف ؟ قال: طلاقة الوجه وطيب 
الحديث . وقال ا ا ما دخلت على عبد الرحن بن ق ليلى الا حدثنا 
خا جب اطا طا شا 


الثانى : أن ينصرف الضيف طيب النفس وإن جرى في حقه تقصير» فذلك من 
حسن الخلق والتواضع . قال ّل : « إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم 


الكرمين) ( وتام اللإكرام طلاقة الوجه) وحسن الإقبال عليه ( وطيب الحديث) ولينه 
( عند الدخول ) بالتلقي ( و) عند (الخروج وعلى المائدة) فهذه المواضع الثلاثة فيها يتم اكرام 
الضيف با ذكره. 

( قيل للاوزاعي ) عبد الرحمن بن عمر الدمشقي الفقيه » والأوزاع قبائل متفرقة من حير ( ما 
كرامة الصيف ؟ قال: طلاقة الوجه وطيب الكلام ) أي فها ينبئان عن المرؤة وصدق 
الإإخلاص. 


( قال یزید بن أبي زياد ) الکو مول بني هاشم» روی عن مولاه عبد الله بن الحرث بن 
نوفل وأبي حجيفة وابن ألي ليلى» وعنه زائدة وابن ادريس. عام صدوق. مات سنة ۱۳١۷‏ : ( مها 
دخلت على عبد الرحهن بن أي ليلى ) الانصاري المدني. روى عن أبيه وعمر ومعاذ» وعنه ابنه 
عیسی » وبه کل واو خا وات وکان اصحابه یعظمونه کأنه مير ( إلا حدثنا حدیاً 
خسنا بوا طا ماما حا 


وروی لزي في ترجته من التهذيب عن يزيد بن أي زياد قال» قال لي مولاي عبد الله بن 
الحرث بن نوفل : اجمع بيني وبين عبد الرحمن بن أي ليلى فجمعت بينها فقال عبد الله : ما ظننت 
أن النساء ولدت مثل هذا . روى له الجماعة ء ومات في وقعة الجاجم سنة ۸۳ . وقد عام من سياقه أن 
الإحسان في الطعام مطلوب أيضاً كالإحسان في الكلام وكلاهم) معدود في إكرام الضيف» ومن 
هنا قال القائل 

صادف زادا وحدیٹا ما اشتھی 

وقال: 

بشاشة وجه المرء خير من الققرى فكيف بمن يعطي القرى وهو يضحك 

( الثاني : أن ينصرف الضيف ) وهو ( طيب النفس ) منشرح الصدر ( وإن جرى في حقه 
تقصير ) عن واجب إكرامه» ( فذلك من حسن الخلق والتواضع ) وهو معنى ما ( قال عه 
« إن الرجل ليدرك بحسن جاه درجة الصائم القائم» ) نقله aa‏ القوت» وقال عن 
بعضهم : هو الرجل يسال أخوانه أن يفطر معهم نهارا ويسهر معهم ليلا » ويكون من عادته الصيام 
والقيام فيساعدهم تخلقا معهم فيدرك بحسن خلقه درجۀ الصائم القائم اه. 


SS ARAS 111‏ آداب الأكل / الباب الرابع 


القائم ». ودعي بعض السلف برسول فام يصادفه الرسول فلا سمع حضر وكانوا قد 
تفرقوا وفرغوا وخرجوا فخرج إليه صاحب المنزل وقال: قد خرج القوم » فقال: هل 
بقي بقية ؟ قال : لا » قال : فكسرة إن بقيت ؟ قال : لم تبق » قال : فالقدر أمسحها ؟ قال : 
قد غسلتها . فانصرف يمد الله تعالى فقيل له في ذلك فقال : قد أاحسن الرجل دعانا بنية 
وردنا بنية» فهذا هو معنى التواضع وحسن الْخلق . وحكي أن أستاذ أبي القاسم الجنيد 
دعاه صبي إلى دعوة أبيه أربع مرات فرده الأب في المرات الأربع وهو يرجع في كل مرة 
تطييباً لقلب الصبي بالحضور ولقلب الأب بالانصراف» فهذه نفوس قد ذللت 
بالتواضع لله تعالی واطمأنت بالتوحید » وصارت تشاهد في کل رد وقبول عبرة فیا بینها 
وبين ربا » فلا تنكسر با يجري من العباد من الأذلال کا لا تستبشر با يجري منهم من 


والحديث رواه الطبراني في الكبير عن ألي امامةء وفيه عفير بن معدان وهو ضعيف بلفظ 
١‏ درجة القائم بالليل الظامىء باهواجر » ورواه أيضاً الحا من حديث أي هريرة وقال: صحيح 
على شرطها» وأقره الذهبي في التلخيص . 


( ودعي بعض السلف برسول ) ولفظ القوت: وعمل ب SSG‏ 
يصادفه الرسول فلا سمع حضر وكان قد تفرقوا وخرجوا) ولفظ القوت بعد الرسول: م 
أعلم وقد انصرف الناس عنده فقصد منزله فدق عليه الباب» ( فخرج إليه صاحب ا 
وقال ) : هل من حاجة؟ قال: إنك دعوتني فلم يتفق ذلك فقد جئت الآن لا أعلمت. فقال: 
( خرج القوم) أي انصرف الناس» ( فقال: هل بقي بقية) ولفظ القوت: فهل بقيت منهم 
بقبة؟ ( قال: لا . قال: فكسرة إن بقيت قال: م يبق ) شيء ( قال : القدور أمسحها . قال : 
قد غسلناها فانصرف محمد الله تعالى» فقيل له في ) مسألته عن ( ذلك. فقال: قد أحسن 
الرجل دعانا بنية وردنا بنيةء فهذا هو معنى التواضع وحسن الخلق و ) نفس هذا في الضعة 
والذلة وسقوطها من مراتب الأنفة تشبه ا ( حكي أن) ابن الكرني ( استاذ أي القامم الجنيد ) 
بن محمد البغدادي رجه الله تعالى ( دعاه صي ) صغبر السن ( إلى دعوة) أبيه (أربع مرات 
فرده الأب في المرات الأربع) في دعوة واحدة» ( وهو يرجع في كل مرة تطييباً لقلب 
الصبي في الحضور ولقلب الأب في الإنصراف» فهذه نفوس) مشاهدة للبلوى من الموى 
( قد ذللت بالتواضع لله عز وجل فاطأنت بالتوحيد ) موضوعة على الصفة ( وصارت 
تشاهد في كل رد وقبول عبرة فيا بينها وبين ربها فلا تنكسر بجا يجري من العباد من 
إذلال) ورد ( كا لا تستبشر مما حجري منهم من إكرام) وقبول» ( بل يرون الكل من 
الواحد القهار ) وصاحب هذه النفس مقامه المشاهدة في التوحيد وهي طريق مفرد لاإفراد وحال 


کتاب آداب الأكل ⁄ اللاب الرابع Nees ERs‏ 


الاكرام بل يرون الكل من الواحد القهار . ولذلك قال بعضهم: أنا لا أجيب الدعوة إلا 
لأني أتذكر ہا طعام الجنة أي هو طعام طيب يحمل عنا كده ومؤونته وحسابه. 


الثالث: أن لا يخرج إلا برضا صاحب المنزل وإذنه ويراعي قلبه في قدر الاقامة ء 
وإذا نزل ضيفاً فلا يزيد على ثلاثة أيام فر با يتبرم به ويحتاج إلى اخراجه. قال با . 
« الضيافة ثلاثة أيام فا زاد فصدقة ». نعم لو ألح رب البيت عليه عن خلوص قلب فله 


مجدد لآحاد ( ولذلك قال بعضهم ) أي من أهل البصبرة: ( إنا لا جيب الدعوة إلا لأي 
أتذكر بها طعام الجنة) وني القوت نعم الجنة ينقل بلا كلفة ولا مؤنة. ( أي هو طعام يحمل 
عنا كده ومؤنته وحسابه ) أما الكد فلأنه ينقل بلا مشقة» وأما المؤنة فهى على الداعىء وأما 
الحساب فقد تقدم أن ما أكل مع الإخوان على المائدة لا يحاسب عونل هذا القائل نظر 
الإعتبار وطريق اولي الابصار. 

( الثالث: أن لا يخرج ) الضيف ( إلا برضا صاحب المنزل وإذنه ) قالوا : إن الضيف في 
حكم المضيف ( ويراعي قلبه في قدر الإقامة) فإن وجده طيب النفس سمحا بالزاد واسع 
الملكان قليل الملل أطال في الإقامة ولا بأس» ( وإذا نزل ضيفاً فلا يزيد على ثلاثة أيام ) 
بلياليهاء (فرما يتبرم به) أي يتضجر ( ويحتاج إلى إحراجه ) أي إيقاعه في الحرج» وفي 
بعض النسخ إلى اخراجه بالخاء المعجمة» ولفظ القوت : وليس من السنة أن يقم للضيافة فوق ثلاثة 
ایام حتی حرجه ویتبرم به بأثر في ذلك اه. 

( قال رسول الله ن : « الضيافة ثلاثة أيام فما زاد فصدقة» ) يعني إذا نزل به ضيف 
فحقه أن يضيفه ثلاثة أيام بلياليها يتحفه في الأول ويقدم له في الآخرين ما حضر وجرت به عادته 
من غير كلفة ولا إضراريؤنة شرط أن يفضل عنهم وفيه عموم يشمل الغني والفقير والمسام والكافر 
والبر والفاجر » والجمع بينه وبين الخبر الذي تقدم : « لا يأكل طعامك إلا تقي » فالمراد غير الضيافة 
ما هو أعللى في اللإكرام من مؤاكلتك معه واتحافك إياه بالظرف واللطف» وإذا كان الكافر يرعى 
حق جواره فالمسام الفاسق أولى » وإذا م يجد فاضلاً عن مؤنة من يمونه فلا ضيافة عليه بل ليس له 
ذلا . وأما خير الأنصاري المشهور الذي أثنى الله ورسوله عليه وعلى امرأته بإيثارهما الضيف على 
أ دا وصبيانها حيث نومتهم أمهم بأمر حتى أكل الضيف فأجيب عا اقتضاه ظاهره من تقديها 
على ما يحتاجه الصبيان بأن الضيافة مقدمة لتأكدها » والإختلاف في وجوبها» وبأن الصبية م تشتد 
حاجتهم للأكل» وإنما خافا إن الطعام لو قدم للضيف وهم مستيقظون لم يصبروا على عدم الأكل 
منهء وان لم یکونوا جیاعا. 

والحديث رواه البخاري عن أي شريح الكعي» وأحجد وأبو داود عن ألي هريرة بلفظ : « فا 
كان وراء ذلك فهو صدقة » ولا يقال قضية جعله ما زاد على الثلاث صدقة إن ما قبلها واجب 
لأنا نقول إنغا سماه صدقة للتنفير عنه. إذ كثير من الناس سما الأغنياء يأنفون من أكل الصدقة. 


E CT 11۸ 


امقام إذ ذاك ويستحب أن يكون عنده فراش للضيف النازل. قال رسول الله لي : 
« فراش للرجل وفراش للمراة وفراش للضيف والرابع للشيطان ». 


ورواه بلفظ المصنف أحد وأبو يعلى عن أبي سعيد والبزار عن ابن عمر» والطبراني في الأوسط عن 
ابن عباس» وفيه رشدين بن كريب وهو ضعيف وقول العراقي أنه متفق عليه من حديث أي 
شریح کأنه یرید معناه لا لفظه . ورواه البزار أيضاً من حديث ا مسعود بزيادة وکل معروف 
صدقة ورجال إسناده ثقات. 

وروى الباوردي وابن قانع والطبراني في الكبير والضياء في المختارة من حديث الثلب بن ربيعة 
رضي الله عنه بلفظ : « الضيافة ثلاث ليال حق لازم فا في سوى ذلك فهو صدقة » قال المنذري : 
إسناده فيه نظر » وقال الميثمي : فيه من لم اعرفه» وقد اخذ بظاهره احمد فأوجبها» وله الجمهور 
على أنه كان ذلك في صدر الإسلام ثم نسخ أو أن الكلام في أهل الذمة المشروط عليهم ضيافة 
المارء أو في المضطرين أو مخصوص بالعال المبعوثين لقبض الزكاة من جهة الإمام. 

ورواه أبو بكر بن أي الدنيا في قرى الضيف عن أبي هريرة بلفظ المصنف بزيادة: « وعلى 
الضيف أن يتحول بعد ثلاثة أيام » وعند الطبراني في الكبير من حديث طارق بن أشي بلفظ : « فا 
کان فوق ذلك فهو معروف». 

( نعم لو ألح رب البيت عليه عن خلوص قلب ) وانشراح صدر وطيب نفس بقرائن دلت 
على ذلك ( فله المقام ) أي الإقامة ( إذ ذاك) بلا خطر فيه» ( ويستحب أن يكون عنده) 
أي المضيف ( فراش للضيف النازل ) عليه بما اعتاده أهل بلده من وطاء ووسادة وغطاء » فهذه الثلاثة 
لا بد من ذلك. لاسما في أيام الشتاء ‏ وأن يكون الموضع كنا يأوي إليه من البرد ولا يبيت الضيف 
يريه نجوم السماءء ولذا قال الشعراوي قدس سره في المواثيق والعهود : عهد إلينا مشايخنا أن لا 
نضيف أحدا في ليالي الشتاء » وذلك لما يحصل لرب المنزل من تبييته عنده في ليالي الشتاء من الحرج 
والمشقة من قبل الفرش والغطاء. فربما لا يكون عنده فراش زائد عن اهله وعياله» ورمما يؤثر 
بغراش عياله للضيف فيبردون وهذا حرج» وإنما قلنا بما اعتاده أهل بلده وبجسب الوقت فإن 
الفراش له لوازم تختلف باختلاف البلدان» فإذا كان الوقت بارداً أو كان البيت مشرفاً على 
المواضع الندية أو قريباً من الأشجار فلا يخلو عن البعوض والبرغوث» فلا بد من كلة وهي 
المعروفة بالناموسية فوق الفرش تقيه من تلك المؤذيات » وهذا في الثغور كدمياط ورشيد مشاهد 
لا يستطيع أحد أن ينام بلا كلة ففيها حاية عن أذى الناموس وما في معناه من الموام المؤذية 
وهكذا عامة بلاد مصر » ولكن في أوقات مخصوصة تكثر فيها تلك الموام . وفي البلاد الحجازية لا 
يحتاج الضيف إلى كبير مؤنة في الفراش لأن الغالب على تلك البلاد الحر» وكذلك سائر تهامة 
اليمن ما عدا نجودها فإنهم فيها يحتاجون إلى الكلة لدفع اذى البرغوث واستغنوا عنها بفلقتين من 
لملاءة يخيطان» فإذا أراد أحدهم أن ينام قلع ما عليه من ثيابه ودخل فيها ثم يربط على فمها بخيط 


AN ASD ESER SESS ERS کتاب آداب الأكل / اللاب الرابع‎ 


مجمع آداباً ومناهي طبية وشرعية متفرقة 
الأول : حكي عن ابراهي النخعي أنه قال : الأكل في السوق دناءةء وأسند إلى رسول 


يشده فيأمن من الأذى» وهذا أقرب إلى سيرة السلف من استعال الكلة فإنها تذ كره الكفن ومبيته 
في قبره فلا يغلب عليه سلطان النوم. 

( قال بل : « فراش للرجل وفراش للمرأة) كذا في النسخ والرواية لامرأته ( وفراش 
للضيف ) قال الطيبي : فراش مبتدأ خصصه محذوف يدل عليه قوله ( والرابع للشيطان» ) أي 
فراش واحد کاف للرجل› وفراش واحد كاف للمرأة» وفراش واحد كاف للضيف » والرابع 
زائد على الحاجة وسرف واتخاذه ماثل لعرض الدنيا وزخارفها فهو للمباهاة والاختيال والكبر» 
وذلك مذموم مضاف إلى الشيطان لأنه يرتضيه ويحث عليه» فكأنه له أو هو على ظاهره وأن 
الشيطان يبيت عليه ويقيل » وفيه جواز اتخاذ الإنسان من الفرش والآلات ما يحتاجه ويترفه به. 

قال القرطبي : وهذا الحديث إنما جاء مبيناً ما يجوز للإنسان أن يتوسع فيه ويترفه به من الفرش 
لا أن الأفضل أن یکون له فراش يختص به» ولإمرأته فراش فقد کان مھ لیس له إلا فراش 
واحد في بيت عائشة وكانا ينامان عليه ويجحلسان عليه نهار » وأما فراش الضيف فيتعين للمضيف 
إعداده لأنه من إكرامه والقيام بحقه لأنه لا يتأتى له شرعاً الاضطجاع ولا النوم معه» وأهله على 
فراش واحد . ومقصود الحديث أن الرجل إذا اراد أن يتوسع في الفرش فغايته ثلاث» والرابع لا 
يحتاجه فهو سرف وفقه الحديث ترك الإكثار من الآلات والأشياء المباحة والترفه بها » وأن يقتصر 
على حاجته ونسبة الرابع للشيطان ذم له ولا يدل على تحر إتخاذهء وإنغا هو من قبيل خبر أن 
الشيطان يستحل الطعام الذي لا يذ كر اسم الله عليه ولا يدل ذلك على تحريه فكذا الفراش اه. 

قيل : وي الحديث أنه لا يلزمه المبيت مع زوجته بفراش ورد بأن النوم معها وإن لم يجب لكن 
عام من أدلة أخرى أنه أولى حيث لا عذر لمواظبة النبي بم عليه » والحديث أخرجه أحد ومسام في 
اللباس» وأبو داود والنسائي عن جابر بن عبدالله رضي الله عنها . 
يجمع آداباً ومناهي طبية وشرعية: 

من أخبار وآثار جاءت ( متفرقة ) منثورة في الأطعمة والأكل من بين نقص وفضل هي 
طرائق السلف الصالح وصنائع العرب لم تكن ذكرت في تضاعيف الكلام السابق وقد نقلت من 
كلام القدماء . 


( الأول: حكي عن إبراهم ) بن يزيد ( النخعي ) رحه الله تعالى وهو من كبار التابعين 


AE EDN SAGA SOR 1۷۰‏ كتاب آداب الأكل / الباب الرابع 
الله ب وإسناده غريب . وقد نقل ضده عن ابن عمر رضى الله عنها أنه قال: كنا 


( أنه قال: الأكل في السوق دناءة) أي لؤم وخبث قاله السرقسطي .( وأسند هذا إلى رسول 
الله له » وإسناده غريب ) تبع المصنف في سياقه صاحب القوت ولفظه: وفي خبر سعيد بن 
لقمان عن عبد الرحن الأنصاري عن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله ميه يقول: « الأكل في 
السوق دناءة » ثم قال : هذا غريب مسنده» وليس بذلك الصحيح إنه من قول التابعين إبراهي النخعمي 
ومن دونه اه. 

قلت : روي من حديث أي هريرةء ومن حديث أي أمامةء والذي أشار إليه صاحب القوت» 
فقد أخرجه ابن عدي في الكامل فقال : حدثنا القاسم بن زكريا» حدثنا مد بن عبيد» حدثنا مد 
ابن الفرات » حدثني سعيد بن لقمان فساقه . قال ابن الجوزي بعد إيراده إياه من طريق ابن عدي : 
لا يصح محمد بن الفرات كذاب» وله طريق أخرى عند الخطيب في التاريخ قال : أنبأنا مد بن على 
ابن يعقوب» حدثنا أبو زرعة أحد بن الحسين» حدثنا أبو القاسم عبدالله بن مد بن خربان 
الصفار » حدثنا أبو بشر اليم بن سهل » حدثنا مالك بن سعيد » عن الأعمش » عن أي صالح » عن 
أي هريرة مرفوعاً مثله. قال ابن الجوزي: اليم ضعيف. 

وأما حديث أي أمامة فروي من طريقين. إحداه| : قال ابن عدي في الكامل سمعت عمران 
السجستاني يقول: حدثنا سويد بن سعيد » حدثنا بقية » عن جعفر بن الزبير » عن القاسم » عن أي 
أمامة رفعه «الأكل في السوق دناءة» قال ابن الجوزي: القاسم وجعفر مجروحان. 

والثانية قال العقيلي في الضعفاء : حدثنا أحمد بن داود» حدثنا مد بن سلمان الوفيء حدثنا 


بقية» عن عمر بن موسى الوجيهي » عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعاً مثله. قال ابن الجوزي : 
الو جیھی کذاب. قال العقيى : 5 يشت ف هذا اللاب شىء . 


قلت : بل ثبت فيه حديث أي هريرة وهو الذي أوردناه من طريق الخطيب وهو أمثلها » وغاية 
ما يقال فيه أنه ضعيف لضعف الميثم » فقد قال الدارقطني : الميثم بن سهل التستري ضعيف اه. 

وما رأيت أحداً وصفه بالكذب ففي ايراد ابن الجوزي إياه في الموضوعات مناقش فيه» وكذا 
قول المصنف تبعاً لصاحب القوت أنه من قول إبراهم النخعي ليس بصحيح» وإن كان سمع منهء 
فمن باب الرواية لا انه من أقواله » وقول صاحب القوت : وليس بذاك يشير إلى ان الراوي عن 
سعيد بن لقان وهو محمد بن الفرات كذاب كا تقدم» وهو قول أحد وأبي بكر بن ألي شيبة. 
وقال الدارقطن : ليس بالقوي » وقد يقال أنه روي عن أي داود صاحب السنن أنه سئل عنه فقال : 
روي عن محارب بن دثار أحاديث موضوعة» وهذا الحدیث لیس من روایته عن محارب فلا يدخل 
في خبر الموضوع » فقد يكون الراوي قد تكام في روايته عن أشخاص خاصة مع أنه له أحاديث عن 
غيره تكون صالحة ٤‏ وهذا دقيق جدا وتمييزه صعب » ولا ذكرناه اقتصر الحافظ العراقي في تخريج 


كتاب آداب الأكل / الباب الرابع Vega‏ 


نأكل على عهد رسول الله ّلل وحن نمشي ونشرب ونحن قيام . ورؤي بعض المشايخ من 
المتصوَّفة المعروفين يأكل في السوق فقيل له في ذلك فقال : ويحك أجوع في السوق وآكل 
في البيت » فقيل : تدخل المسجد ؟ قال :ااستحي ان ادخل بيته للا كل فيه . ووجه الجمع 
أن الأكل في السوق تواضع وترك تكلف من بعض الناس فهو حسن وخرق مروءة من 
بعضهم فهو مکروه وهو تلف بعادات البلاد وأحوال الأشخاص » فمن لا يليق ذلك 
هذا الكتاب على تضعيف هذا الحديث ولم يحكم بوضعه فقال : رواه الطبراني من حديث أي أمامة 
وهو ضعيف» وروراه ابن عدي في الكامل من حديثه وحديث أي هريرة اه. 

( وقد نقل ضده عن ابن عمر رضي الله عنهاقال: كنا نأكل على عهد رسول الله م 
ونحن نمشي ونشرب وخحن قيام) هكذا رواه صاحب القوت. قال العراقي : رواه الترمذي 
وصححه وابن ماجه وابن حبان اه. 

أي فدل ذلك على جوازالأكل في السوق» وهذا عندي فيه نظر إذ غايته أنه أخبر أنهم كانوا 
بأکلون وهم يشون ویشربون وهم قیام ولا ينر عليهم في فعلهم ذاك منکر . أي : فليس الأكل 
a E O O‏ 
يله » وليس في هذا ما يدل على جواز الأكل في السوق إلا من طريق العموم » وإلا فليس كل 
مشي مشباً إلى السوق إذ يحتمل أنه يأكل وهو يشي في بيته إلى المسجد أو غير ذلك» ويصدق على 
ما ٳذا کان يشي وهو في بيته خطوات من غير أن يخرج من بابه على أنه ليس كل طريق سوقاً إنغا 
السوق موضع البيع والشراء » والأخذ والعطاء والتجارات والأرباح» فلا يكون ضداً لحديث أي 
هريرة السابق فتأمل ذلك . وفي قوله: « ونشرب ونحن قيام » إشارة إلى جواز الشرب قياماً وسبق 
النهي عنه: « وإن الكباد منه» وسبق كذلك الجمع بينهما فراجعه. 

( ورؤي بعض المشايخ المنتصوفة المعروفين يأكل في السوق ) ولفظ القوت: ورؤي بعض 
الصوفية بيشي في السوق وهو يأكل وكان من يشار إليه ( فقيل له في ذلك . فقال: ويحك أجوع 
في السوق فآكل في البيت ) ولفظ القوت فقلت له : : يرحمك الله تأكل في السوق» فقال : عافاك 
الله فإذا جعت في السوق فآكل في البيت» ( فقيل: تدخل المسجد. فقال؛ : أستحي منه أن 
أدخل بيته للأكل) ولفظ القوت: قلت فلو دخلت بعض المساجد قال أستحي الخ» ثم قال 
صاحب القوت: هذا لأنه رأى الأكل من أبواب الدنيا فدخل في طريقها > کا قیل : الأسواق 
موائد الآباق أبقوا من الخدمة فجلسوا في الأسواق. 

وقال المصنف : ( ووجه الجمع ) بين الحديثين ( أن الأكل في السوق تواضع وترك تكلف 
من بعض الناس وهو حسن ) عنده حبوب لديه» ففي الخبر : « أنا وأمتي برآء من التكلف » فإذا 
كان بهذه النية فليس بدناءة والأعمال إغا تتميز بنياتها ( و ) هو بعينه ( خرق ) حجاب ( مروءة من 
بعض ) الناس ( فهو مكروه) عنده ( ويختلف ذلك بعادات البلاد ) ففي مدينة الروم العظمى 


CREA IS EEE ea SS 1۷۲ 


بسابق أعاله حمل ذلك على قلة المروءة وفرط الشره ويقدح ذلك في الشهادة» ومن يليق 
ذلك بجميع أحواله وأعاله في ترك التكلف كان ذلك منه تواضعاً. 


الثاني : قال علي رضي الله عنه : من ابتدأً غداءه با ملح أذهب الله عنه سبعين نوعاً من 


وصنعاء اليمن يفعلون ذلك من غير كراهة» وفي عامة البلاد يكرهونهء ( و) يختلف أيضاً 
باختلاف ( أحوال الأشخاص ) فمنهم من لا ينظر إليه في ذلك إذا فعل ومن هذا القسم 
املازمون للأسواق طول النهار برسم البيع والشراء » فربما يكون بين بيته والسوق مسافة بعيدة 
فيقتصر على الأكل في السوق ولا يأتي منزله إلا آخر النهار » فمثل هؤلاء يباح هم ذلك ضرورة. 
وأما من لم تكن له عادة في الخروج إلى السوق ولا في الجلوس بالحوانيت فلا أرى لمثله أن يختار 
لنفسه الأكل والشرب في السوق» ولو جاع أو عطش بل يصبر حتى يأتي منزله ولا ضرورة يضطر 
إليها . وإلى هذا التفصيل أشار المصنف بقوله : ( فمن لا يليق ذلك بسابق أعماله ) أي لم يكن ممن 
سبق له العمل بذلك ( حل ذلك على قلة المروءة) وسقوطها ودناءة الممة ( وفرط الشره) 
والحرص ( ويقدح ذلك في الشهادة) والتزكبة والعدالة» ( ومن يليق ذلك ججميع أفعاله في 
ترك التكلف كان ذلك منه تواضعا) وهضا للنفس ولا يسقط مقامه بذلك لصدقه في نيته 
وحسن إخلاصهء ثم إن هذا الذي ذكره المصنف من الأكل في السوق جوازاً ومنعا هو أدب شرعي 
لا مدخل للأطباء فيه» وقد يكون له مدخل ف النهى عن الأكل ماشياً وعن الشرب قائ أما 
الشرب قائ فقد تقدم أنه منهي شرعاً وطباً وأما الأكل ماشباً فيقولون: إن المعدة لا تتهيأ لتلقي 
الطعام في حالة المشي فينهون عنه في تلك الحالة. نعم يأمرون بال حر كة بعد استقرار الطعام في 
الجوف كا سيأتي. 

( الثاني : قال ) أمير الؤمنين ( علي بن أي طالب رضي الله عنه: من ابتدأ طعامه با لملح 
أذهب الله عنه سبعين نوعاً من البلاء ) . ولفظ القوت: وعن جويبر » عن الضحاك » عن النزال 
ابن سبرة» عن علي رضي الله عنه: من ابتدأً غذاءه بالملح الخ. 

قلت : أخرجه البيهقى في الشعب بلفظ القوت قال: أنبأنا أبو عبدالله الحافظ» حدثنا أبو 
ATE‏ الحسن بن على بن عفان » حدثنا زيد بن الحباب» حدثنا عيسى بن 
الأشعث» عن جويبر » عن الضحاك» عن النزال بن سبرة» عن علي قال: من ابتدأ غذاءه بالملح 
فذ كره. وروى ابن الجوزي ف الموضوعات من طريق عبد الله بن أحد بن عامر الطائي » عن أبيه» 
عن علي بن موس الرضاء عن آبائه » عن علي رضي الله عنه مرفوعاً « يا علي عليك بالملح فإنه شفاء 
من سبعين داء الجذام والبرص وال جنون » ثم قال : لا يصح والمتهم عبد الله بن أحد الطائي وأبوه» 
فإنها يرويان نسخة من أهل البيت كلها باطلة. 

قال الحافظ السيوطى في اللآلىء المصنوعة» قال أبو عبد الله بن منده في كتاب أخبار أصبهان» 
أخبرنا عبد الله بن إبراهي المقبري» حدثنا عمرو بن مسام بن الزبير » حدئنا إبراهي بن حبان بن 


کتاب آداب الكل / الباب الرابع 


إحدى وعشرين زبيبة حراء لم ير في جسده شيئا يكرهه واللحم ينبت اللحم» والثريد 


حنظلة بن عامر بن سويد» عن علقمة بن سعد بن معاذ» حدثني لي عن أبيه عن جده مرفوعاً 
« استغنموا طعامكم بالملح فوالذي نفسي بيده إنه ليرد ثلاثاً وسبعين نوعاً من البلاء » أو قال « من 
الداء » اه. 

(و) بالسند السابق في القوت إلى أمير المؤمنين قال: ( من أكل كل يوم سبع تمرات 
عجوة) ) منصوب على أنه صفة أو عطف بيان لتمرات ( قتلت كل دابة في بطنه) ولفظ 
القوت: ومن أكل يوماً والباقي سواء. قال الزخشري في الفائق : العجوة تمر بالمدينة من غرس 
رسول الله بيه وظاهر قول أمبر المؤمنين خصوصية عجوة المدينة» وقيل: أراد العموم. وقال 
السيد السمهودي في تاريخ المدنية لم يزل الناس على التبرك بالعجوة وهو النوع المعروف الذي يؤثره 
الخلف عن السلف بالمدينة ولا يرتابون في تسميته بالعجوة اه. 

وقد روي عن بريدة مرفوعاً « العجوة من فاكهة الجنة » ويروي عن ألي هريرة وألي سعيد 
وجابر وابن عباس رفعوه« العجوة من الجنة وفيها شفاء من السم .٠»‏ وروى أحد والشيخان وأبو 
داود من حديث عامر بن سعد بن أي وقاص عن أبيه رفعه « من تصبح كل يوم بسبع تمرات 
عجوة لر يضره في ذلك اليوم سم ولا سحر ». وقوله: « قتلت كل دابة في بطنه » أي لخاصية فيها 
كا أن من خواصها دفع السم والسحرء وهذه فائدة شرعية لا طبية فإن الحكاء م يذكروا في 
خواص التمور قتل الديدان من البطن ولا دفع السم والسحر» وقد وجدت لقول علي شاهدا من 
حديث ابن عباس في المرفوع. ولكن لا ينهض للعدد فيه. 

قال ابن عدي : حدثنا الحسين بن عمد بن عفر » أنبأنا شعيب بن سلمة» حدثنا عصمة بن عمد 
بن موسى بن عقبة عن كريب » عن ابن عباس رفعه « كلوا التمر على الريق فإنه يقتل الدود ». 

قال ابن الجوزي : لا يصح عصمة كذاب» وتخصيص العدد أيضاً لخاصية فيه ليست في غيره من 
الأعداد لكون السبعة جمعت معاني العدد كله وخواصه إذ العدد شفع ووتر والوتر أول وثان 
والشفع كذلك» فهذه أربع مراتب أول وثان ووتر أول وثان» ولا تجتمع هذه المراتب من أقل من 
سبعة وهي عدد كل جامع مراتب العدد الأربعة الشفع والوتر والأوائل والثوانيء والمراد بالوتر 
الأول الثلاثة وبالثاني الخمسة وبالشفع الأول الإثنين والثافي الأربعة وللأطباء اعتناء عظم بالسبعة 
سا في البحارين » وقال بقراط : كل شيء في هذا العام مقدر على سبعة أجزاء وشرط الإنتفاع بهذا 
وما اشبهه حسن الاعتقاد وتلقيه بالقبول. واللته اعام . 

( و) بالسند المحقدم إلى أمير المؤمنين في القوت قال: و( من أكل كل يوم إحدى وعشرين 
زبيبة حراء م ير في جسده شيئاً يكرهه ) أي من الآلام والأمراض» والزبيب نسبة إلى العنب 


. هكذا هو في الأصل ولعل الصواب مجرور أو منصوب على التمييز تأمل اه. - مصحح‎ )١( 


eceme naQnnnnnennnneunaennnenneneacnennnecncnanecenenanecenennens enna nnnnn 


نسبة التبن اليابس إلى الطري وهو أغذى من العنب» وقيدها بالحمراء لكونها أجود أنواعها . لاسما 
إذا كانت لحيمة مكثرة صادقة الحلاوة رقيقة القشر » والأولى أن يؤكل بعد نزع عجمه وهو مقو 
للمعدة والكمد خصوصاً اذا أكل ومضغ جيداً بعجمه جید لوجع الأمعاء ويخصب البدن ويسمن 
وله قوة ينفخ ويجلل تحليلاً معتدلاً. 


وروى آبو نعم في الطب النبوي عن علي رضي الله عنه مرفوعاً : « عليكم بالزبيب فإنه يكشف 
المرة ويذهب بالبلغم ويشد العصب ويذهب بالعياء ويحسن الخلق ويطيب النفس ويذهب باهم » 
وتخصيصه بهذا العدد لانه من ضرب سبعة في ثلاثة » ولا كان اضعف غذاء من التمر روعي فيها 
تضعيف العدد ثلاثاً. 


( و) بالسند المتقدم في القوت إلى أمير المؤمنين قال : ( واللحم ينبت اللحم ) أي أكله ينبت 
لحم الجسد ويسمن » والمراد به مطلق اللحم من الضأن الحولي والفحولي والأجدية والدجاج والقبج 
والطبهوج والدراج والأوز وفراخ الحام النواهض. ثم إن اللحوم أقوى أنواع الأغذية قريب 
الإستحالة إلى الدم» ولذلك صارت الحيوانات التي تغتذي منها أقوى وأشد صولة وقهرا لا 
يغالبه » و كذلك الأمم التي جرت عادتهم من الإستكثار غير أن هضمها يصعب إلا على من كانت 
القوة الماضمة منه قوية وهي من أغذية الأصحاء الأقوياء أصحاب الكد والتعب» ولا يحتمل 
إدمانها غيرهم لأنها يتولد منها دم منتن صحيح كثير » وذلك لأن اللحم متولد من الدم وهو دم» 
وإذا قدرت القوة الماضمة على استمرائه عاد اكثره دما Na SS,‏ 
عامة ما في اللحم يصير غذاء جخلاف الحبوب» ولذلك قيل : إن اللحم ينبت اللحم وإن اللحم أقل 


الطعام نجواً . وقد روي هذا مرفوعاً. 


قال الديلمي في مسند الفردوس: أخبرنا أي أخبرنا أبو إسحاق الرازيء حدثنا عمد بن أحد 
الحافظ ببخاریء حدثنا خلف الخیام» حدثنا أبو بكر محمد بن سعيد بن عامر» حدثنا رجاء بن 
مقاتل » حدثنا سلهان بن عمرو النخعي » عن جعفر بن مد عن أبيه عن علي رفعه « اللحم ينبت 
اللحم ومن ترك اللحم أربعين يوماً ساء خلقه » سلهان النخعي كذاب. 

( و) بالسند المتقدم في القوت إلى أمير المؤمنين قال: ( الثريد طعام العرب ) الثريد : فعيل 
بمعنى مفعول وقد تقدم أنه عبارة عن خبز يفت في مرقة » وقد يكون معه لحم وهو أسهل الأطعمة 
وأخفها وألذها وأسرعها تناولاً وألطفها كيموساً. وقد كانت العرب قاطبة من قدي الزمان إلى 
وقتناهذا لا يأكلون غالا إلامنه هو الأصل فيالأطعمة وما عداه تابع له» ومذ الأوصاف الجليلة 
کان الني به حبه ياء فقد روی أبو داود وا حا من حدیث ابن عباس : : « كان أحب الطعام 
إلبه الأريد من الخبز والثريد من الحيس » وأمر به ميل تنويها لشأنه فقال: , أثردوا ولو بالماء » 
رواه الطبراني في الأوسط عن أنس. 


کتاب آداب الكل / الباب الرابع VO e aa SS‏ 


طعام العرب» a‏ وترخي الاإليتين » ولحم البقر داء ولبنها شفاء 
وسمنها دواء» والشحم خرج مث مثله من الداء. ولن تستشفي النفساء بشيء أفضل من 


( و) بالسند المتقدم في القوت إلى أمير المؤمنين قال : ( البسقارجات ) بكسر الموحدة وسكون 
السين المهملة لفظه فارسية معناها مرقة اللحم والدجاج » والمراد منها ما يطبخ في أمراقهها من اللحم 
بان يقطع اللحم أقطاعا متوسطة او الدجاج على مفاصله ويقلى ويترك بعد غلیانه زمانا لينشف م 
يسلق بالبصل والجزر والكراث» ثم يخرج من مائه وقد زالت عنه اللزوجة فيغسل بالماء البارد ثم يغلى 
بالأبازير والبقول غلياناً جيداًء ثم يطرح اللحم أو الدجاج والتوابل ويكون وقودها على سكون 
ويحلى بالسكر ويصبغ بالزعفران ( تعظم البطن ) أي تورث فيه ضخامة إذا أدمن على أكلهاء 
( وترخي الإلتين ) مثنى الالية بفتح الهمزة أي تكثر لحمها لخاصية فيها . 

( و) بالسند المتقدم في القوت إلى أمير المؤمنين قال: ( لحم البقرداء ولبنها شفاء وسمنها 
دواء ) وهذا قد روي مرفوعاً من حديث مليكة بنت عمرو الجعفية : « ألبان البقر شفاء وسمنها 
دواء ولحومها داء » رواه الطبراني في الكبير» والبيهقي. وفي سند البيهقي ضعف. 

وعن ابن مسعود مرفوعاً « عليكم بألبان البقر فإنها ترم من أكل الشجر وهو شفاء من كل 
داء » رواه الحاک» وعنه أیضاً « عليكم بألبان البقر فإنها دواء وأسمانها فإنہا شفاء وإيا ولحومها فإن 
لحومها داء » رواه السني وأبو نعم كلاه) في الطب النبوي»› وفيها أيضاً من حديث صهيب 
مرفوعاً : « عليكم بألبان البقر فإنها شفاء وسمنها دواء ولحمها داء » وإنما قال لحم البقر داء لأنه من 
أغذية أصحاب الكد عسر الإنهضام يولد دما عكراً سودانياً ويولد أمراضاً سودانية كالبهق 
والسرطان والقوبا والجرب والجذام وداء النيل والدوال والوسواس وحى الربع وغلظ الطحالء وأما 
لبنه فانه شفاء الأمراض السودانية والغم والوسواس ويحفظ الصحة ويرطب البدن ويطلق البطن 
بإعتدال وشربه بالعسل ينقي القروح الباطنة وينفع من نحو سم ولدغ حية وعقرب وأما سمنه فإنها 
ترياق السموم المشروبة وهو اقوى من غيره من السمون. 

و) بالسند المتقدم في القوت إلى أمير المؤمنين قال: ( الشحم يخرج مثله من الداء ) أعم أن 
الشحم من الحيوان معروف والجمع الشحومة وهو جسم أبيض لين في الغاية مثل الإلية في ذوات 
الأربع حار رطب في الأول ينفع من خشونة الحلق ويرخي وغذاؤه يسير والدم المتولد منه رديء ٠‏ 
وإنغا يصلح منه قدر يسير بقدر ما يلذذ الطعام ويطيب ولا يصلح أن يغتذي به لرداءة غذائه» 
وكذلك الحكم في السمن والإلية. 

( و) بالسند المتقدم في في القوت إلى أمير المؤمنين قال : ( لن تستشفي النفساء بشيء أفضل من 
الرطب) . أما النفساء ء بضم ففتح ممدود هي المرأة التي نفست بالولد مبنياً للمفعول والجمع نفاس 
بالكسر ومثله ناقة عشراء وعشار . وأما الرطب بضم ففتح هو الجنى من نمار النخل وأوله بلح ثم 
بسر ثم رطب» وبين ذلك مراتب ذكرها صاحب القاموس وهو حار في الثانية رطب في الأولى 


E 
الرطب » والسمك يذيب الجسد » وقراءة القرآن والسواك يذهبان البلغم » ومن أراد البقاء‎ 


نافع للمعدة الباردة ويزيد في المني ويلين الطبع . وروي عن علي مرفوعاً : اطعموا نساء م الولد 
الرطب فإن م يكن رطب فتمر فليس من الشجر نمرة أكرم على الله من شجرة نزلت تحتها مرم 
بنت عمران ». اخرجه ابو يعلى وابن الي حاتم وابن السني وابو نعم معا في الطب النبوي » والعقيلي 
وابن عدي وابن مردویه وابن عساکر. 

وقال الخطيب في التاريخ : أخبرنا الحسين بن الحسن المخزومي » حدثنا عثمان بن أحد الدقاق» 
حدثنا ابو عبدالله مد بن خلف المروزي» حدثنا داود بن سلمان الجرجافي› حد ئا سلہان بن 
عمرو» عن سعيد بن طارق الأشجعي » عن سلمة بن قيس رفعه ١‏ اطعموا نساء ك في نفاسهن التمر 
فإنه من كان طعامها في نفاسها التمر خرج ولدها ذلك حلا فإنه كان طعام مرم حين ولدت 
0 ق 
وقال سلان النخعي وداود كذابان . قال الحافظ السيوطي : قد توبع داود . واخرجه ابو عبد الله بن 
منده في كتاب أخبار أصبهانء أخبرنا أبو أحد» حدثنا أبو صالح عبد الرحن بن أحد الأعرج 
حدثنا حامد بن المسود» حدثنا الحسن بن قتيبة» حدثنا سلهان بن عمرو النخعي به. واخرجه ابو 
نعم في الطب من طريق حامد بن المسور اه. 


وفي الدر المنثور له أخرج عبد بن حيد عن شقيق قال: « لو عام الله أن شيئاً للنساء خير من 
الرطب لآثر مرم به . وأخرج أيضاً عن عمرو بن ميمون قال: « ليس للنساء خير من الرطب 
والتمر ». وأخرج سعيد بن منصور» وعبد بن حيد » وابن المنذر» عن الربيع بن خيثم قال « ليس 
للنفساء عندي دواء مثل الرطب ولا للمريض مثل العسل ». 


( و )بالسند المتقدم في القوت إلى مر المؤمنين ( قال: السمك يذيب الجسد)› اعام أن 
السمك أنواعه كثيرة وطبائعه مختلفة بحسب اختلاف أجساده في العظم والصغر والتوسط والغذاء 
الذي يغتذي ب لواف الي جوا ف ناري ر الى و بحري وع فا نالفل 
والشيٰ والطبخ والتمقير والتمليح» وهو بأنواعه بارد رطب لا خير في تناوله يولد أمراضاً خبيثة 
عسر المضم بطيء الوقوف في المعدة يرخي الأعصاب يورث السدد سريع الاستحالة إلى الفساد» 
فهذا معنى قول أمير المؤمنين أنه يذيب الجسد. وقد روي هذا القول مرفوعاً من حديث أبي أمامة . 


قال الحا في تاريخ نيسابور : حدثنا أبو شافع معبد بن جعة وابن خاقان» حدثنا أبو يعقوب 
إسحاق بن إبراهي بن يونس » حدثنا العلاء بن مسلمة الرواس» حدثنا عبد الرحمن بن عفراء » عن 
برد بن سنان» عن القاسم» عن أي أمامة مرفوعاً «أكل السمك يذهب الجسد » قال أبو شافع : 
قلت لأني يعقوب ما معنى هذا الحديث؟ قال إذا أكله يجوب حتى لا يذكر الجشد. أورده ابن 
الجوزي في الموضوعات وقال: هذا حديث ليش بشيء لا في إسناده ولا في معناه» ولعله يذيب 


VV a Saa SORESA ee کتاب آداب الأكل / الباب الرابع‎ 


ولا بقاء فلیبا کر بالغداء وليكرر العشاء وليلس الحذاء » ولن يتداوى الناس بشيء مثل 
السمن وليقل غشيان النساء وليخف الرداء وهو الدين . 


الجسد . فاختلط على الراوي وفسره على الغلط. والقاسم مجروح» وعبد الرحمن ليس بشيء » والعلاء 
يروي الموضوعات عن الثقات . 

قلت : العلاء روى عنه الترمذي» وابن صاعد وهو بغدادي روى عن ضمرة وعلي بن 
عاصم والطبقة . قال الذهبي في الكاشف: اتهم وزاد في الديوان بالوضع . 

(و) بالسند المتقدم في القوت إلى أمير المؤمنين قال: ( قراءة القرآن والسواك يذهب 
البلغم ) أي كل منها . والقراءة أعم من أن تكون نظراً في المصحف أو على ظهر القلب سرا أو 
جهرا» والسواك التسوك وفي كل منها خاصية لإذهاب البلغم» وقد روي في السواك من حديث 
أنس مرفوعاً ما هو مصرح بأنه يذهب البلغم قال « عليكم بالسواك فنعم الشيء السواك يذهب 
الحفر وينزع البلغم ويجلو البصر ويشد اللثة ويذهب بالبخر ويصلح المعدة ويزيد في درجات الجنة 
ويحمده الملائكة ويرضي الرب ويسخط الشيطان » رواه عبد الجبار الخولافي في تاريخ داريا . وقد 
تقدم شُيء من ذلك في كتاب تلاوة القران وفي كتاب الطهارة. 

( و) بالسند المتقدم في القوت إلى أمير المؤمنين قال: ( من أراد البقاء ولا بقاء فليباكر 
الغداء ولبقل غشيان النساء وليخف الرداء وهو الدين ) هكذا هو في القوت وهو آخر كلام 
أمير المؤمنينء والغذاء ما يؤكل من الطعام في أوائل النهار » والمراد بالمباكرة الإسراع إليه في قبل 
النهار فإانه أوفق الأوقات لتناول الطعام وأحسنهاء والمراد بغشيان النساء مجامعتهن أو ليقلل في 
الجاع مها أمكن » فإن الافراط فيه يسقط الشهوة ويضر العصب والبصر جداء ويوقع في الرعشة 
والتشنج وضعف القلب ويحدث الخفقان وظلمة الحواس وينقص من جوهر الروح الحيوافي ويهيء 
الدق ويوجب السهر والجفاف ويسرع الشيب وينقص من شعر الحاجبين والرأس وأشفار العين 
ويكثر اللحية وشعر سائر البدن» وإن كان ولا بد فينبغي أن يكون بعد استقرار الغذاء في قعر 
الد ب نكرن رزه اقل غا ا1 كان طافا رنت اعدا ل الول ق طف رمف أن 
يقوم عليه إلا إذا قويت الشهوت وحصل الانتشار التام عن اجتاع المني في أوعيته وکثرته وشدة 
الشبق من غير ذکره ولا في فکره في مستحسن ولا نظر إليه » ولا يكون عن حكة کا يكون عند 
الجرب ولا عن كثرة رياح بلا شهوة» وعلى هذا فلا حد له معين» ويستشنى من النساء العجوز 
والصغيرة جدا والحائض والنفساء » فليحذر الانسان عن مجامعتهن فإنه مضر . قيل : وطء الحائض 
والنفساء يولد الجذام في الولد» وكذا عن جاع التي م تجامع مدة» والمريضة والقبيحة المنظر والبكر 
والعاقر ولا التي لا تشتهيها النفس» وكل هذه تضعف بالخاصية. 

وأما قوله : وليخف الرداء وهو الدين» فقد جاء هكذا مفسراً في كتاب النهاية لابن الأثيرء 
والتهذيب للازهري وقال ابن سيده في المحكم : وفي حديث علي رضي الله عنه: من سره النساء ولا 


NN Eres ae 1۷۸‏ / الباب الرابع 


الثالث: قال الحجاج لبعض الأطباء صف لي صفة آخذ بها ولا أعدوها. قال: لا 
تنكح من النساء إلا فتاة ولا تأكل من اللحم إلا فتياً ولا تأكل المطبوخ حت ينعم نضجه 
ولا تشربن دواء إلا من علة ولا تأكل من الفاكهة إلا تضيجها ولا تأكلن طعاماً إلا 
أجدت مضغه» و كل ما أحببت من الطعام ولا تشربن عليه فإذا شربت فلا تأكلن عليه 


نساء فليباكر الغذاء وليكر العشاء وليخفف الرداء وليحد الخراء وليقل غشيان النساء . قال : الرداء 
هنا الدين قال ثعلب : أراد لو زاد شىء في العافية لزاد هذا ولا يكون. وني التهذيب بعد ذكر 
الحديث قالوا : وما تخفيف الرداء في البقاء ؟ قال: قلة الدين . قال الأزهري : سماه رداء لأن الرداء 
يقع على المنكبين ومجتمع العنق والدين أمانة » والعرب تقول : هذا لك في عنقي ولازم رقبتي . زاد 
ابن الأثبر وهي أي الرقبة موضع الرداء» وذكر هذا القول غير واحد ونسبوه إلى فقبه العرب. 
ويقال: أكرى العشاء وغيره إذا أخره ومنه قوله : وليكر العشاء وهو مخالف لا اشتهر من أمثاهم 
خير الغذاء بواكره وخر العشاء سوابرهء وما تقدم من تفسير الرداء بالدين هو الذي جاء في قوله 
کا ذكرناه. وإلا فلو حمل على الحقيقة کان له وجه فإن تخفيف ما يرتدى به والتعوّد عليه ما 
أوصاه الحكاء كا ذكروه في تدبير الملبوس والله أعلم. 

وجاء : « خير الغذاء بواكره» في حديث أنس. رواه الديلمي من طريق عنبسة بن عبد الرحن 
عن ای کر یا ا ن عه رفا خو اداد وا کرو راه آرله وا قال این اکرزی نة 
يضع الحديث 


( الثالث) : في أخبار الامراء . ( قال الحجاج ) بن يوسف الثقفي ( لبعض الأطباء ) وهو 
يتاذوف الفيلسوف كا هو في القوت» وله ترجمة واسعة في وفيات الأعيان للصلاح الصفدي : 
( صف لي صفة آخذ بها) أي أعمل با ( ولا أعدوها) أي لا أتجاوزها. ( قال) له: ( لا 
تنكح) أي لا تجامع ( من النساء إلا فتاة) أي شابة فإن جاع العجوز الهرمة والصغيرة جداً 
مضر بالخاصية كا تقدم. ( ولا تأكل من اللحم إلا فتياً ) أي الحول من الضأن والفحولء 
فلحوم المرمى من الحيوانات صلبة بطيئة الانهضام قليلة الغذاء مسيخة الطعم تخالطها زهومة لعدم 
الدومة والرطوبة التي تظيبها ولحوم:الصغاز جدا كثيرة الفضول قليلة الغذاء بلغمية إلا انا تنحدر 
سريعاً إلى المعدةء ( ولا تأاكل المطبوخ ) من اللحم وغيره ( حت ينعم نضجه) ويخ استواؤه؛ 
( ولا تشر بن دواء إلا من علة) أي لا تستعملن دواء أكلا كان أو شرباً إلا من احتياج له في 
إزالة علة حادثة » ( ولا تأكل من الفاكهة إلا نضيجها ) وهو ما استوى على الشجرة وتم استواؤه 
فإن الفجة لا خير فيهاء ( ولا تأاکل طعاماً إلا أجدت مضغه ) بالأسنان» فإن الذي م يضغ 
E CS‏ > ومالت إلبه مما تستلذه 
( ولا تشرب عليه ) فإنه يفسده ويبطئه من الاإنہضام . ( فإذ! ) طلبت نفسك و( ژربت عليه 
فلا تأكل عليه بعده شيئاً ) لئلا يتخلل الماء بين طعامين نإنه مضر للمهدة» ( ولا تحبس البول 


كتاب آداب الأكل / الباب الرابع VO See‏ 


شيئ » ولا تحبس الغائط والبول» وإذا أكلت بالنهار فم وإذا أكلت بالليل فامش قبل 
أن تنام ولو مائة خطوة. وني معناه قول العرب : تغد تمد تعش تمش يعني تمدد كا قال 
الله تعالى : م ذهب إلى أهله بَتَمَطّى # [ القيامة : ۳۳ ] أي يتمطط . ويقال: إن حبس 
البول يفسد الجسد كا يفسد النهر ما حوله إذا سد مجراه. 


والغائط ) أي فإن ضررها شديد يورث أمراضاً عسرة البرء» ( وإذا أكلت بالنهار فم ) 
ليأخذ كل عضو نصيبه منه والنوم يعين على المضم » ( وإذا أكلت بالليل فامش قبل أن تنام ولو 
مائة خطوة ) فإن المشي من أعظم أسباب المضم » وإنما حسن النوم بالنهار عقب الطعام من غير 
مشي لأن النهار مظنة الحر كات فا يقع فيها منها كافية في المضم » والليل مظنة السكون والدعة 
والراحةء فلا بد فيه من حر كة. واستحسن بعض المتأخرين الاقتصار على أربعين خطوة. وتكون 
الحركة فيها متساوية إقبالاً وإدباراً والقول المذ كور هكذا نقله صاحب القوت» وقال وفيا قاله 
الفيلسوف حكمة قد ورد ببعضها آثار قد يروی في خبر مقطوع ذكره أبو الخطاب عن عبد الله بن 
بکر یرفعه « من استقل برأیه فلا یتداوی فرب دواء یورث داء ». وکانت الحکاء تقول: دافع 
بالدواء قوتك بالداء . وقال بعضهم : مثل شرب الدواء مثل الصابون للثوب ينقيه ولكن يخلقه . 
وقال بقراط الفيلسوف : الدواء من فوق والداء من تحت فمن کان داژه في بطنه فوق سرته سقي 
الدواء . ومن کان داؤه تحت سرته حقن » ومن لم یکن به داء من فوق ولا من تحت لم يسق الدواء 
فإن سقي عمل في الصحة داء إذ لم يجد داء يعمل فيه. وقال بعضهم : نهاني الأطباء عن الشرب في 
تضاعيف الطعام . 

( وفي معناه ) أي قول الفيلسوف الذي ذكره ( قول العرب: تغد ) و( تمد تعش ) و( تمش 
يعني تمده ) أبدلوا الألف من الدال الثانية كراهية التكرار » ثم حذفوها للتخفيف والازدواج 
وابقوا الفتحة لتدل عليهاء ( كا قال تعالى ) ( ثم ذهب إلى أهله يتمطى أي يتمطط) فابدل 
من الطاء الثانية ألفاً يعني يمد مطاه يرفع ظهره. وأما في حبس الغائط فقد قال بعض الفلاسفة : 
الطعام إذا خرج نجوه قبل ست ساعات فهو مكروه من المعدة» وإذا بقي فيها أكثر من أربع 
وعشرين ساعة فهو ضرر على المعدة. ( ويقال: إن حبس البول) في مثانته ( يفسد من الجسد 
کا يفسد النهر ما حوله إذا سذ مجراه) ففاض من جوانبه. 

( الرابع: في الخبر قطع العروق مسقمة ) أي يحمل على السقم » فإن العروق أنهار البدن فإذا 
قطعت بالكي أو غيره انقطعت المادة فيسقم البدن لذلك» ( وترك العشاء ) وهو ما يؤكل آخر 
النهار من الطعام ( مهرمة ) أي يحمل على المرم والضعف . قال العراقي : رواه ابن عدي في إلكامل 
من حديث عبد الله بن جراد بالشطر الأوّل. والترمذي من حديث أنس بالشطر الثاني و كلاه 
ضعيف. وروی ابن ماجه الشطر الثافي من حديث جابر اه. 


ND TSN GE ESS 1۸۰ 


الغذاء يذهب بشحم الكاذة يعني الاإلية- وقال بعض الحكاء لابنه : يا بني لا تخرج من 
منزلك حتى تأخذ حلمك أي تتغذى إذ به يبقى الحام ويزول الطيش وهو أيضاً أقل 
لشهوته لا يرى في السوق. وقال حكي لسمين : ارى عليك قطيفة من نسج اضراسك فمم 
هي ؟ قال : من أكل لباب البر وصغار المعز وأهن جام بنفسج وألبس الكتان. 


قلت : الشطر الأول رواه الديلمي بزيادة لفظ ١‏ قطع العرق مسقمة والحجامة خير منه » والشطر 
الثاني عند الترمذي «تعشوا ولو بكف من حشف فان ترك العشاء مهرمة » رواه من طريق عمد بن 
يعلى الكوفي عن عنبسة بن عبد الرحمن القرشي» عن عبد الملك بن علان» عن أنس. ثم قال: هذا 
حديث منكر لا نعرفه إلا من هذا الوجهء وعنبسة ضعيف وعبد الملك بن علان مجهول اه. 

قال العراقي في شرحه على السنن : مداره على عنبسة وهو متفق على ضعفه» وقال النسائي : هو 
متروك. وقال أبو حاتم : وضًاع» ومن ثم حكم ابن الجوزي والصغاني بوضعه . 

قال الحافظ السيوطى في اللآلىء المصنوعة : لحديث أنس طريق آخر رواه ابن النجار في تاريخه 
قال : قرأت على أبي بكر عمد بن حامد الضرير المقري باصبهان عن أي نصر أحد بن عمر 
الغازي» حدثنا أبو القاسم أحد بن علي النيسابوري» حدثنا أبو أحد عبدالله بن أحد الفرضي» 
حدثنا عبد الصمد بن على الطستي حدثنا يعقوب بن مجاهد ابو محمد الطائي » حدثني ابو عبد الله 
جعفر بن ممد بن الوليد الانغاطي» حدثني ابو شعيب صالح بن دينار السوسي» حدثنا يحي بن 
سعيد القطان » حدث ابو الميغ القرشي » عن موسى» عن عقبة عن انس رفعه «ترك العشاء مهرمة 
تعشوا ولو بکف من حشف » قال: وقد روي ایضا من حدیث جابر. 

قال ابن ماجه : حدئنا مد بن عبد الله الرقي» حدثنا إبراهي بن عبد السلام ابن عبد الله بن 
باياه الملخزومي » حدثنا عبد الله بن ميمون» عن عمد بن المنكدر عن جابر رفعه « لا تدعوا العشاء 
ولو بکف من تمر فان ترکه بہرم» اه. 

( والعرب تقول: ترك الغذاء يذهب بشحم الكاذة أي الإلية) نقله صاحب القوت. 
( و) ذكر الأصمعي ( أنه قال بعض الحكاء لابنه ) فيا أوصاه: ( يا بني لا تخرج من منزلك 
حتى تأخذ حلمك أي تتغذى ) نقله صاحب القوت ( إذ به يبقى الام ويزول الطيش) أي 
الحخفة فسماه حلأ لذلك مبالغة» ( وهو أيضاً أقل لشهوة ما يرى في السوق ) . ولفظ القوت. 
وكذلك يقال في تناول الشيء قبل الخروج إلى السوق وقبل لقاء الناس أنه أقل للشهوة في الأسواق 
واقطع للطمع بلقاء الناسء وأنشد هلال بن خيم: 

وإن قراب البطن يكفيك ملؤه ويكفيك سؤلان الأمور اجتنابها 

( وقال حكم لسمين) رآه: (أرى عليك قطيفة) أي كساء ( من نسيج أضراسك فا 
هي؟ قال: أكل لباب البر ) أي خالصه يعني الخبز المتخذ منه» ( وصغار المعز) يعني لحوم 
الحول منهء ( وادهن بجام بنفسج ) أي قارورة من دهنهء ( وألبس الكتان ) أي الصفيق منه 


ANN ER SERA ASAS SRS SS کتاب آداب الأکل / اللاب الرابع‎ 


الخامس: الحمية تضر بالصحيح كا يضر تركها بالمريض» هكذا قيل. وقال 
بعضهم : من احتمى فهو على يقين من المكروه وعلى شك من العوافي وهذا حسن في حال 
الصحة. ورأى رسول الله له صهيباً يأكل تمراً وإحدى عينيه رمداء » فقال: أتأكل 
التمر وأنت رمد؟ فقال: يا رسول الله إنغا آكل بالشق الآخر يعني جانب السليمة 
فضحك رسول الله ر . 


وكلاهما ينعان البدن نقله صاحب القوت. قال: وقيل لرجل رؤي سميناً ما أسمنك ؟ قال: أكل 
الحار وشرب القار والاتكاء على شالي والأكل من غير ماليء وقيل لآخر حسن الجسم : ما أحسن 
جسمك . فقال: قلة الفكر وطول الدعة والنوم على الكظة. 

( الخامسة: الحمية ) بكسر الحاء أي الاحتاء ما يؤذي البدن ( تضر بالصحيح) المزاج ( كا 
يضر تر كها بالمريض هكذا قيل ) ولفظ القوت وقال بعض أهل الطب : الحمية احدى العلتين ء 
ويقال: الحمية للصحيح ضارة كا أنها للعليل نافعة الدواء إذا م يجد ما يعمل فيه وجد الصحة 
فعمل فيها» وأنشد بعض العرب: 

ألا رب حزم كان للسقم علة وعلة به الداء حفظ التقلسل 


( وقال بعضهم ) هو لقان كا هو في القوت: ( من احتمى فهو على يقين من المكروه 
وعلى ) أي في ( شك) ما بأمل ( من العوافي ) جع العافية كذا في القوت» ( وهذا حسن في 
حال الصحة ) زاد صاحب القوت و كان يقال : ليس الطبيب من حى الملوك ومنعهم من الشهوات 
إنغا الطبيب من خلاهم وما يريدون ثم دبر سياستهم على ذلك حت تستقم أجسادهم. وقال مدني 
عندنا بالحجاز لبعض الاعراب : أخبرني ما تأكلون وما تدعون. فقال: نأكل ما دب ودرج إلا أم 
حبين» فقال المدني : ليهن أم حبين منكم العافية . ( و) في الخبر : ( رأى رسول الله مله صهيباً ) 
هو ابن سنان المعروف بالرومي رضي الله عنه من نجباء الصحابة ( واحدى عينيه رمدة وهو 
يأكل التمر فقال: تأكل التمر وأنت رمد؟ فقال يا رسول الله : إنما أمضغ بالشق الآخر يعني 
جانب) العين (السليمة فضحك رسول الله به منه) كذا هو في القوت. 

قال العراقي : رواه ابن ماجه من حدیث صهیب باسناد جید انتهی . 


قال ابن حجر المكي في شرح الشمائل» قال بعض الأطباء : أنفع ما يكون الحمية للناقه من 
الرض لأن التخلط يوجب انتكاسه وهو أصعب من ابتداء المرض. والحمية للصحيح مضرة 
كالتخليط للمريض والناقه. وقد تشتد الشهوة والميل إلى ضار فيتناول منه يسيرا فتقوى الطبيعة 
على هضمه فلا يضر بل ربا ينفع بل قد يكون أنفع من دواء يكرهه المريض» ولذا أقر ل 
صهيباً وهو أرمد على تناول التمرات اليسيرة» وخبره في ابن ماجه : قدمت على النبي به وبين يديه 
خبز وتر فقال: أدن وكل فأخذت ترا فأكلت فقال: أتأكل ترا وبك رمد ؟ فقلت : يا رسول 


SNES ese 1A۲‏ / الباب الرابع 


السادس: أنه يستحب أن يحمل طعام إلى أهل الميت» ولا جاء نعي جعفر بن أي 
طالب قال عليه السلام : « إن آل جعفر شغلوا بميتهم عن صنع طعامهم فاحلوا إليهم ما 
يأكلون » فذلك سنة» وإذا قدم ذلك إلى الجمع حل الأكل منه إلا ما هيأ للنوائح 
والمعينات عليه بالبكاء والجزع فلا ينبغي أن يؤكل معهم. 

السابع : لا ينبغي أن يحضر طعام ظالم فإن أكره فليقلل الأكل ولا يقصد الطعام 
الأطيب . رد بعض المز كين شهادة من حضر طعام سلطان فقال: كنت مكرهاء فقال : 
رأيتك تقصد الأطيب وتكبّر اللقمة وما كنت مكرهاً عليه ؟ وأجبر السلطان هذا المز كي 


الله أمضغ من الناحية الآخرى» فتبسم مه . ففيه إشارة إلى الحمية وعدم التخليط» وأن الرمد 
يضره التمر ما ل تصدق الشهوة اه. 
( السادس:) في حكم طعام المآ ( يستحب أن يحمل طعام ) مصنوع ( إلى أهل الميت ) لشغلهم 
عن أنفسهم وإصلاح طعامهم بميتهم» ( و) في الخبر : ( لما جاء نعي ) أي خبر موت ( جعفر بن 
أي طالب رضي اله عنه ) وذلك حين استشهد بغزوة مؤتة» وأخبر جبريل النبي له بذلك» 
وأن الله أبدل له جناحين من الجنة بدل اليدين فلقب لذلك بذي الجناحين وبالطيار . ( قال رسول 
الله ب « إن آل جعفر شغلوا بميتهم عن صنيع طعامه فاجلوا إليهم ما يأكلون» ) قال 
العراقي : رواه ابو داود» والترمذي» وابن ماجه من حدیث عبد الله بن جعفر نجوه بسند حسن » 
ولابن ماجه نحوه من حديث أسماء بنت عميس» ( فذلك سنة) في حل الطعام إلى أهل (الميت 
واذ قدم ذلك إلى الجمع حل الأكل منه إلا ما هيأ للنوائح والمعينات عليه بالبكاء والجزع 
فلا ينبغي أن يؤكل معهم ) وحاصل هذا أن الطعام الذي يصنع لهاتم على قسمين : قسم منه 
يصنعه هل اميت للنوائح والبواكي ومن يعينهم على الجزع فأكل هذا منهي عنه» وقسم يحمل إليهم 
لشغلهم عن أنفسهم وإصلاح طعامهم بميتهم فهذا لا بأس بجحمله إليهم ويجوز الأكل منه إن 
أطعموه غيرهم لأنه من البر والمعروف إذا لم يرد به النوائح ولا المجالسة على القبور للجزع والأسى 
كذا في القوت. 
( السابع : لا ينبغي أن يحضر طعام ظا ) وفاجر فانه إن أكل طعامها صار من أعوانها 
مشار كا فم في الطعمةء ( فإن أكره) أي أكرهه سلطان على طعام أو قدم إليه شبهة أجبره على 
أكلها » ( فليقلل الأكل ) أي ليقلل بعلالة منه ولينقر تنقيراً ولا يكبر اللقم ولا يستكثر في الطعمة 
ولیأکل ما یسد رمقه وما يخاف التلف لنفسه إن هو فارقهء ( ولا يقصد الطعام إلا طيب. رد 
بعض المز كين شهادة من حضر طعام سلطان) ولفظ القوت : : حدثني بعض الشهود أن مز كيا 
من أهل العلم بخراسان رد شهادة شاهد أكل من طعام سلطان أجبره» ( فقال : کنت مکرھاً ) 
ولفظ القوت: : أنه كان أجبرني على الأكل. ( قال) : قد علمت ذلك وم أرد شهادتك لأنك 
أكلت » ولكنى ( رأيتك تقصد الأطيب وتكبّر اللقمة وما كنت مكرهاً عليه ) ولفظ القوت : 


کتاب آداب الكل / الباب الرابع AE LR SA‏ 


على الأكل فقال: أما أنآكل وأخلي التز كية أو أز كي ولا آكل » فام يجدوا بداً من تز كيته 
فتر كوه. وحكي أن ذا النون المصري حبس ولم يأكل أياماً في السجن فكانت له أخت في 
الله فبعثت إليه طعاماً من مغز ها على يد السجان فامتنع فام يأكل » فعاتبته المرأة بعد ذلك 
فقال : کان حلالا ولكن جاءني على طبق ظالم وأشار به إلى يد السجّان وهذا غاية الورع . 


فهل كان أجبرك على هذا فلأجل هذا جرحتك عند الحا قال لنا الشيخ: ( وأجبر السلطان 
هذا المز كى على الأكل ) من ماله ( فقال ) اختاروا إحدى الخصلتين ( إما أن آكل ) كا أمرم 
( وأخلي التزكية) أي لا أزكي أحداً بعد ذلك ولا أجرح ولا أعدل شاهداً ( أو أزكي ولا 
آکل ) من طعامکم» فنظر السلطان وذووه ( فام یجدوا بداً من تز کیته ) لحسن نظره وقیامه بشأن 
الحكام وهم محتاجون إليه لأنه كان قليل النظير ( فتر كوه) وحده فام يأكلمن طعامهم شيا 
وأجبروا من كان معه. قال صاحب القوت: وكانوا قد جلوا من نيسابور إلى بخارى في قصة 
طويلة حذفت سببها» والمعنى هذا باختلاف الألفاظ التى سمعتها ولكن توخيت ما سمعت على 
ال کال ر کان و ب ارت ر ق ا9 کل م اوا تد قفو من بد را اهر 
من لقمة» وكان إذا نفر وتام في الحلال قيل له فأنت يا أبا نصر من أين تأكل ؟ فكان يقول: من 
حيث تأكلون» ولكن ليس من يأكل وهويبكيكمن يأكل وهو يضحك . وقد كان سري السقطي 
رحه الله تعالى يقول: لا يصبر على ترك الشبهات إلا من ترك الشهوات ففي تدبره ان من احب 
الشهوات ل يترك الشبهات كا كان الزهري إذا عوتب في صحبة بني مروان يقول: أصدقكم الحق 
اتسعنا في الشهوات فضاق علينا ما في أيدينا فانبسطنا إليهم. 


(و) من هذا الباب ما ( حكي أن ذا النون المصري) المكنى أبا الفيض من أهل الخبيرة 
ترجه أبو نعم في الحلية والقشيري في الرسالة . قال القشيري أسمه ثوبان بن إبراهم » وقيل الفيض 
ابن إبراهم » وأبوه كان نوبياً فائق هذا الشأن وواحد وقته علا وحالاً وورعاً وأدباًء وكان رجلا 
حيفاً تعلوه حرة ليس بأبيض اللحية توفي سنة ۲٤۵‏ . ( رجه الله تعالى حبس ) في كلام أنكره 
عليه العامة من العام الغامض » وكان الحابس له على ذلك متولي مصر إذ ذاك من طرف الخلفاءء 
وهذه القصة غير التي حصلت له ببغداد فإنهم سعوا به إلى المتوكل فاستحضره من مصر فلها دخل 
عليه وعظه فبكى المت وكل وردّه مكرماً » وكان المتوكل إذا ذكر بين يديه أهل الورع يبكي ويقول: 
إذا ذكر أهل الورع فحيهلا بذي النون كا في الرسالة» ( فام يأكل أياماً في السجن ) مدة مقامه 
فيه وكانت المائدة تختلف إليه من قبل السلطان فام يكن يطعم منها شيا » ( وكانت له أخت ) قد 
آخته ( في الله فبعثت إليه من غزها ) أي من أجرته ( طعاماً ) ودفعته إليه ( على يد السجّان) 
فحمله إليه وعرفه أنه من قبل تلك العجوز الصالحة ( فامتنع ولم يأكل ) منه أيضاً فعلت ذلك معه 
مدة مقامه في السجن وهو يرده ولا يأكل» ( فعاتبته المرأة بعد ذلك ) لا لقيته على رد الطعام 
وقالت: قد علمت أنه کان من مغزل. ( فقال ) : نعم ( کان حلالاً ولکن جاءني على طبق 


RARE SE es 1A4‏ ا آداب الأكل / الباب الرابع 


الثامن : حكي عن فتح الموصلي رحه الله أنه دخل على بشر الحافي زائراً فأخرج بشر 
دره)ً فدفعه لأحد الجلاء خادمه وقال : اشتر به طعاماً جيداً وأدماً طيباً . قال : فاشتري 
خبزاً نظيفاً وقلت : م يقل النبي لل لشيء الهم بارك لنا فيه وزدنا منه سوى اللبن 
فاشتريت اللبن واشريت تمراً جيداً فقدمت إليه فأكل وأخذ الباقي فقال بشر : أتدرون م 
قلت اشتر طعاماً طيباً ؟ لأن الطعام الطيب يستخرج خالص الشكر » أتدرون لِم م يقل 
لي كل؟ لأنه ليس للضيف أن يقول لصاحب الدار كُل. أتدرون م حمل ما بقي ؟ لأنه 
إذا صح التوكل لم يضر الحمل . وحكى أبو علي الروذباري رجه الله عز وجل أنه اتخذ 


ظامم ) فرددته لأجل الظرف ( أشار به إلى يد السجان ) شبهه بالطبق . (وهذا غاية الورع) وفي 
القوت : : هذا أغمض في الورع وما سمعت أدق منه . 


( الثامن: حكي عن فتح الموصلي رحه الله تعالى ) تقدمت ترجته في كتاب العام ( أنه 
دخل على بشر ) بن الحرث ( الحافي ) رجه اله تعالى ( زائراً فاخرج بشر درهً فدفعه لأحجد 
الجلآء خادمه) ترجه أبو نعم في الحلية وهو من كبار الصوفية ( وقال: اشتر به طعاماً جيدا 
وأداماً طيباً فاشتريت ) ببعض ذلك الدرهم ( خبزاً نظيفاً ) أي من لباب البر . ( وقلت ) في 
نضسې: ( يقل الني ڀل ملا يه لشيء الهم بارك لا قيةرزدن ديري الان با مرج 
قریا ( فاشتر يت اللن) إداماً للخبز ب ببعض الدرهم ٠‏ ( واشتريت بباقيه تمراً جيداً فقدمت 
إليه) أي إل فح الوصليء ( فاكل اة الباقي ) أي ما فضل من أكله وقام» ( فقال: 
تدرون م قلت اشتر طعاماً طيباً؟ لأن الطعام الطيب يستخرج خالص الشكر ) لله تعالء 
وقد تقدم من كلام أي سلمان الداراني ما يقرب من ذلك وكذا من كلام المأمون العباسي في 
شرب الماء بالثلج . (تدرون م م يقل لي) فتح ( كل لأنه) ضيف وارد » و( ليس للضيف أن 
يقول لصاحب الدار كُل) بل صاحب الدار هو الذي يقول له ذلك . ( تدرون م حمل ما بقي) 

من الطعام » ( لأنه إذا صح التو كل ) على الله ( م يضر الحمل ) ولو أن ظاهره مناقض لقام 
الت وكل» ولكن عند الكمل في هذا المقام يتساوى الأمران. 

وذ كر صاحب القوت في باب رياضة المريدين في الأكل ما نصه: كان بشر رجه الله تعالى قد 
أصبح ذات يوم صائاً فزاره فتح الموصلي : قال حسين المغازل : فدفع إل كفاً من دراهم فقال : 
اشتر لنا أطيب ما تحد من الحلاوة وأطيب ما تحد من الطيب. قال : : وما قال لي مثل ذلك قط 
فوضعت الطعام بين أيديهم فجعل يأكل معه وما رأيته أكل مع غبره . قال : : ودفع إبراهم بن أدهم 
إلى بعض إخوانه دراهم. فقال : خذ لنا هذه خبزاً وعسلاً وخبز حواري » فقلت يا أبا اسحاق 
بهذا كله. فقال: ويحك إذا وجدنا أكلنا أكل الرجالء وإذا عدمنا صبرنا صبر الرجال. 


( وحكى أبو علي ) محمد بن القاسم بن منصور بن شهيريار ( الروذباري ) الإمام الجليل شيخ 


کتاب آداب الأکل / الباب الرابع 1A۵‏ 


ضيافة فأوقد فيها ألف سراج فقال له رجل: قد آسرفت» فقال له: ادخل فكل ما 
وقدته لغير الله فأطفئه » فدخل الرجل فام يقدر على اطفاء واحد منها فانقطع » واشترى 
بو عل الروذباري أحالاأً من السكر وأمر الحلاويين حتى بنوا جداراً من السكر عليه 
شرف وحاريب على أعمدة منقوشة كلها من سكر» ثم دعا الصوفية حتى هدموها 
وانتهبوها. 

اتا : قال الشافعي رضي الله الاأكل على اربعة اغخاء. الاكل باصبع من 
المقت » وباصبعين من الكبر » وبثلاث اصابع من السنة » وبأربع وخْس من الشره. وأربعة 


٤ 


أ 
أ 


الصوفية في وقته اختلف في اسمه فقيل كا ذكرناه وهو الذي قدمه ابن الصلاح» وقال أبو عبد 
الرحمن السلمي أنه الأصح» وذكره كذلك القشيري في الرسالة وقيل: هو عمد بن أحمد بن 
القاسم » وهو الذي ذكره ابن السمعاني في الأنساب» وكذلك الخطيب ذكره في المحمدين من 
تاريخه » وقيل الحسين بن همام حكاه ابن السمعاني أيضاً . سكن بغداد ونشأ بها على طريقة حسنة» 
وصحب ابا القاسم الجنيد » وابا الحسين النوري ؛ وابا حمزة وطبقتهم » وصحب بالشام أبا عبد الله 
ابن الجلاء وغيره» وتفقه بابن سريج » وسمع الحديث من مسعود الرملي وغيره» وانتقل إلى مصر 
واستوطنها وصار شيخ الصوفية بها» واخذ عنه جاعة منهم ابن اخته امد بن عطاء الروذباري› 
ومد بن عبد اله بن شاذان الرازي» وأحمد بن على الوجيهى » ومعروف الزنجاني وآخرون. قال 
القشيري : هو أظرف المشايخ وأعلمهم بالطريقة مات سنة ۳۲۲. ( عن رجل أنه اتخذ ضيافة 
فأوقد فيها ألف سراج» فقال له رجل: أسرفت . فقال: ادخل فكل ما أوقدته لغير الله 
فاطفئه فدخل الرجل فام يقدر على إطفاء واحد منها فانقطع ) . وله من هذا النحو حكايات 
وطرف ونوادر أورد غالبها أبو نعي في الحلية ( واشترى أبو علي الروذباري ) رحه الله تعالى 
هذا الذي ذكرنا ترجته ( أحالاً من السكر وأمر الحلاويين ) الذي يطبخون السكر ويعالجون 
الحلوى (حتى بنوا جداراً من السكر عليه شرف وحاريب على أعمدة منقوشة كلها من 
السكر» ثم دعا الصوفية حتى هدموها وانتهبوها ) وهذا من الإنفاق في سبيل الله ما كان يحبه 
ويجونه وهم احوال تتلفة ونبات صاحة. 


( قال الشافعي رضي الله عنه: الأكل على أربعة انحاء ) أي أنواع. (الأكل باصبع) 
واحدة ( من المقت. و) الأكل ( بأصبعين من الكبرء و) الأكل ( بثلاثة أصابع هن السلّةء 
و) الأكل (بأربع وخْس من الشره). 

قلت بعض ذلك قد ورد مرفوعاً . قال العراقي : رواه مسام من حديث كعب بن مالك « کان 


ابي بيه يأكل بثلاث أصابع » وروى ابن الجوزي في العلل من حديث ابن عباس موقوفاً « كل 
بثلاث أصابع فإنه من السنة». اه. 


Ey 1۸1‏ / الباب الرابع 


أشياء تقوي البدن: أكل اللحم» وشم الطيب» وكثرة الغسل من غير جاع » ولبس 
الكتان. وأربعة توهن البدن: كثرة الجاع » وكثرة الهم» وكثرة شرب الماء على الريق» 


قلت : ورواه الطبراني في الكبير من حديث ابن عباس مرفوعاً يا ابن عباس لا تأكل 
بأصبعين فإنها أكلة الشيطان وكل بثلاث أصابع ». ورواه الحكي الترمذي في نوادر الأصول من 
حدیثه مرفوعاً « لا تأکلوا بہاتين وأشار بالابهام والمشيرة كلوا بثلاث فإنها سنة ولا تأكلوا بخمس 
فإنها أكلة الأعراب». 


وروى أبو أحد الفطري في جزئه» وابن النجار من حديث أبي هريرة رفعه «الأكل باصبع 
واحدة أكل الشيطان وبالاثنين أكل الجبابرة وبالثلاث أكل الأنبياء ». وروى الترمذي في الشمائل 
كان يأكل باصابعه اثلاث . قال الشارح: الإبهام والسبابة والوسطى يبدأ بالوسطى لکونہا اکر 
تلويثاً إذ هي أطول فيقبض فيها من الطعام أكثر من غيرها » ولأنها لطوها أول ما ينزل في الطعام 
ثم بالسبابة ثم بالابهام لخبر الطبراني في الأوسط : رأيت رسول الله به يأكل بأصابعه الثلاث 
بالابهام والتي تليها والوسطى» ثم رأيته يلعق أصابعه الثلاث قبل أن يسحها الوسطى ثم التي تليها م 
الإبهام . وفي الأحاديث ندب الأكل بالثلاث» ومحله أن كفت وإلاً فكا في المائم زاد بحسب 
الحاجة وإنما اقتصر مله على الثلائة لأنه الأنفع إذ الأكل باصبع أكل المتكبرين لا يستلذ به 
الآكل ولايستمريه لضعف ما يناله منه كل مرة فهو كمن أخذ حقه حبة حبة » وبا لخمس يوجب 
إزدحام الطعام على مجراه والمعدة فربا انسد مجراه فأوجب الموت فوراًء وما جاء في حديث مرسل 
أنه يه كان إذا أكل أكل بخمس هو مول على المائع » والله أعلم . 

(و) قالت الحكاء (أربع ) خصال ( تقوي البدن: أكل اللحم) أي الحولي من الضأن 
والعجول كا تقدم وتقوي البصر أيضاً بخاصية» ( وشم الطيب ) أي الروائح الطيبة من أي نوع 
كان» ( وكثرة الغسل من غير جاع ) أي المداومة عليه فإنه يعيد القوة إلى البدن» ( ولبس 
الكتان ) الصفيق فإنه ينعم البدن ويقويه. 

( وأربع توهن البدن) أي تضعفه ( كثرة الجاع ) مع وجود الداعية إليه بل هو مهلك» وقد 
أشار إليه القائل : 

ثلاث مهلكات للأنام وداعية الصحيح إلى السققام 
دوام ممدامةودوام وطء وإدخال الطعمام على الطعمام 

وتقدم أن الجاع ليست له مدة مقدرة. وإنما هو عند شدة الشبق وانتشار الذكر من غير سابق 
فكر أو نظر إلى صورة جيلة» وقد يعرض ذلك عند مطالعة كتب الباه والأخبار المحكية في 
المناكحين فهو شهوة عارضة لا اعتبار اء ( وكثرة اهم ) لأنه يريده ولا يستطيعه فإنه يضفي 
البدن ويسهر العين ويورث القلق بخاصية فيه والمم يختلف باختلاف الأشخاص والأمر المهم فيه 
فقد يكون الشيء الصعب في نفسه عند شخص سهلا يسيراً عند آخر » وقد يكون الأمر المهتم به ما 


AE eee SEARS RNASE E کتاب اداب الكل / اللاب الرابع‎ 


وكثرة أكل الحموضة. وأربعة تقوي البصر : الجلوس تجاه القبلة» والكحل عند النوم» 
والنظر إلى الخضرة» وتنظيف الملبس . وأربعة توهن البصر : النظر إلى القذر» والنظر إلى 
الملصلوب» والنظر إلى فرح المرأة» والقعود في استدبار القبلة. وأربعة تزيد في الجاع : 
يستطيعه من غير مشقة فلا يكترث له فهو أقل من الأوّل» ومن جلة المموم ثقل الدين حتى قيل 
لاهم إلا هم الدين » ولا وجع إلا وجع العين فتحمله أحد أسباب تضعف البدن» ( وكثرة شرب 
الماء على الريق ) أي عند قيامه من النوم قبل أن يتناول شيئاً من المأ كول. ومفهومه أن القليل منه 
في بعض الأحيان لا يضر . قالوا : إذا احتاج الإنسان إلى شرب ماء وقد دعته نفسه إليه لإطفاء 
ميب الكبدء فليشرب من كوز ضيق الرأس وليمصه مصاً نحو ثلاث مرات» فإنه لا يضره. 
ويضاده ما رواه ابن عدي في الكامل من حديث ألي هريرة رفعه « شرب الماء على الريق يعقد 
الشحم » قال : وفيه عاصم بن سلهان العبدي كان يضع وييكن الجمع بينها فتأمل » ( وكثرة أكل 
الحموضة ) وهي نوع من الطعم معروف واستشنى بعضهم منه الليمون» وقالوا : كل حامض داء إلا 
الليمون وسبب ذلك أن الحوامض بأنواعها تفسد الدم وقرّة البدن إنما هي من الدم. 

( وأربع تقوي البصر ) أي نور العين ( الجلوس على حيال القبلة ) أي تجاهها وليداوم على 
ذلك فقد ورد «أكرم المجالس ما استقبل به القبلة ». ( و) استعال (الكحل عند) إرادة 
( النوم ) أي بالليل» ويشترط أن يكون المكتحل به هو الائمد» ففي الخبر أن الي ب كان 
يكتحل به وهو أشرف الأكحال» وقد ذ كر الصاغاني في تر كيب غبق في تكملته على الصحاح أن 
زرقاء الهامة كانت تغتبق كل ليلة بالامد وذكر ها قصةء وإنما قيده عند النوم فإنه أنفع للعين 
مدرّها وسكونها عن الحركات. ( والنظر إلى الخضرة) من أي نوع كان فقد قيل :أربع يذهين 
عن القلب الحزن الماء والخضرة والوجه الحسن وفي النظر إلى الخضرة أخبار وردت غالبها لا يخلو 
من موضوع أو ضعف منكر » وقد ألف فيه الحافظ السيوطي رسالة جع فيهاءالأخبار الواردة فيه . 
( وتنظيف الملبس) فإنه يقل الهم ويقوي البصر ويفرح النفس والمراد من تنظيفه غسله من 
الأوساخ والنجاسات وما يتولد من الأعراق من إدمان اللبس. وهذا يختلف باختلاف البلدان 
والأشخاص » ففي البلاد الحارة لا يصبر الإنسان على ملبس سبعة أيام متوالية لكثرة الأعراق » وفي 
البلاد الباردة يصبر سبعة وعشرة فصاعداً . وبالنظر إلى الاشخاص فأصحاب الكد والأشغال 
الشاقة والساعون في المعاش تتقذر ملابسهم أكثر من أصحاب الدعة وملازمي البيوت. 


( وأربع توهن البصر ) أي تضعفه ( النظر إلى القذر ) أي الشيء المستقذر تنبو عنه» فإذا 
كرر النظر إليه فقد كلفها ما لا تستطيع فيضعف نورها لأنها بطبعها لا تميل إلا إلى مستحسن 
( والنظر إلى المصلوب ) على الخشبة والمراد تكرير النظر إليهء فأما إذا وقع فجأة عليه وعلى 
الذي قبله فليس داخلاً فيه» ( والنظر إلى فرج لمرأة) أو إلى داخله عند الجاع بالقصد 
والاختيار » فاما إذا وقع بصره عليه عند الجاع من غير قصد أو نظر في ظاهره فليس داخلا فيه ء 
بل قيل إنه يورث العمى اعاذنا الله من ذلك وقد جرب ذلك حت قيل : إن سيدنا عبدالله بن 


AES RRsat 1۸۸‏ الباب الرابع 
أكل العصافير » وأكل الاطريفل الأكبر » وأكل الفستق » وأكل الجرجير . والنوم على 


عباس إنما أصيب في بصره من أجل ذلك وكان إذا جامع لولا يكشف عليه ويراه ما تم حظه في 
الجاع › وعلى هذا القدم جاعة. لكن ينبغي الحذر من ذلك وعدم التقصد» وفي الخبر : إن عائشة 
رضي الله عنها قالت : ما رأيت منه ولا رأى مني تعني به النبي ل » فهذا هو السنة والأدب. 
( والقعود في استدبار القبلة) أي يوليها بظهره. 

( وأربع تزيد في النكاح ) أي قرة الجاع ( أكل العصافير ) جع عصفور وهو طائر معروف 
وأجوده الشتوي السمين حار يابس في الثانية يزيد في الباه وبيج الأنعاظ وخاصة خصيته ودماغه 
وخصوصاً إذا کان في وقت هيجانه » وخصوصاً إذا اتخذ منه عجة بصفرة البيض » وينبغي أن 
يعمل بدهن اللوز . ( وأكل الاطر يفل الأكبر ) هي بالكسر لفظة عجمية عربت يقع على الليلج 
الكافلي والبليلج والأملج» وثالثتها مقوية للأعضاء العصبية دابغة لآلات الغذاء من الفضلات 
جمعت وركبت لساواتها في المنفعة ومعونة بعضها بعضاً وجعلت متساوية الوزن لتشابه قواها 
ومنافعهاء وقد يضاف إليها المليلج الأصفر والأسود والمندى بمثل أوزانها لقربها منها في المزاج 
والمنفعة والتقوية والتنقية فيصير أكمل وأقوى فعلاًء وتلت بعد سحقها بالسمن أو دهن اللوز 
لكسر شدة يبوستها لأن اليبوسة ضارة للقوّة الماضمة إذا جاوزت بعد التقوية مكان الغذاء» 
ولذلك إدمان الاطر يفل يورث امزال والسمن أولى لأنه أقوى الأدهان الموافقة مزاج الإنسان إن 
استعمل في الوقت ‏ فأما إذا تأخر استعاله فدهن اللوز أولى لأن السمن تتغير رائحته سريعاًء وقد 
ينقع الأملج في اللبن ليزول تجفيفه ويسمى سمن أملج وذلك في غير الاطر يفلات أولى» وينبغي أن 
يجعل العسل ضعف الأدوية في الأطر يفلات حيث يراد تام فعلها وكاله » وقد يجعل ثلاثة أمثاله 
ليصير ألطف وأقل بشاعة وتدق الأجزاء دقاً جريشاً ناع)ً ويودع في ظرف صيني أو زجاج أو فضلة أو 
ذهب أو قلعي لا ظرف رصاص أسود» ولا يلأ الظرف منه بل يترك له منافس تخرج منها 
الأبخرة. ثم يخزن في الشعير ليرجع إلى الحالة الأولى » ووقت استعماله أن يكون بالليل عند النوم إلا 
إذا كانت مسهلة فإنها تستعمل في النهار وقيده بالأكبر لأنه أكبر وأصغر فالاصغر منسوب لرفع 
رياح البواسير ويقوي الحواس ويصفي الذهن ونع سرعة الشيب وأما الأكر فیزید عله بأنه 
يعن على الباه إعانة قوية ويسمن البدن» وتر كيبه غير الثلاثة المذ كورة من خسة عشر جزءاً ذكرها 
الأطباء في كتبهم وهو مشهور لا نطيل به هنا. 


وجاء خبر في الأطر يفل روى الديلمي من طريق أحد بن القاسم بن جعفر بن سلهان بن علي 
بن عبد الله بن عباس» حدثني آبي» عن جده سلهان» عن أبيه» عن جده ابن عباس قال: کنا عند 
النى ن وأكل مرا فسألنا عن الدواء فقال: هذا الاطريفل . قلنا : وما الاطريفل ؟ قال هليلج 
أسود وبليلج وأملج يغلى بسمن البقر ويعمل بعسل. 

( وأكل الفستق ) هو بالضم من تر كيب اللوز على حبة الخضراء يقوي فم ا لمعدة ويمنع الغثيان 


کتاب آداب الأكل / الباب الرابع 


أربعة أنخاء : فنوم على القفا . وهو نوم الأنبياء عليهم السلام يتفكرون في خلق السموات 
والأرض» ونوم على اليمين» وهو نوم العلاء والعباد » ونوم على الشمال وهو نوم الملوك 
ليهضم طعامهم» ونوم على الوجه وهو نوم الشياطين. وأربعة تزيد في العقل: ترك 
الفضول من الكلام والسواك وتجالسة الصالحين والعلاء . وأربعة هن من العباد لا يخطو 


ووجع الكبد ويقوي القلب ويفرحه ويزكي ويزيد في الباه وينفع من السعال البلغمي. ( وأكل 
الجرجير ) هو بالكسر نبت منه بري وبستاني حار في الثانية رطب في الأولى مهيج للباه» ولا 
ينبغي أن يؤكل وحده لاأنه يصدع لشدة إسخانه ويظام العين فيخلط بالخس واهندبا ليعتدل وفيه 
هضم الطعام وإدرار البول. 


( والنوم على أربعة انحاء فنوم على القفا ) أي على الظهر» ( وهو نوم الأنبياء عليهم 
السلام) فإنبم ( يتفكرون في خلق السموات والأرض) وما فيها من العجائب الدالة على عظم 
قدرته وباهر سلطانه. وهو أيضاً نوم المجاذيب وهو من عادة الضعفاء من المرضى لا يعرض 
لعضلاتهم من الضعف ولأعصابم فلا يحمل جنب جنباً بل يسرع إلى الاستلقاء على الظهر إذ الظهر 
أقوى من الجنب» وهذه الميئة من النوم مذمومة عند الأطباء . قالوا: النوم مستلقياً على الظهر يهيء 
الأمراض الردية مثل السكتة والسل والسعال وأوجاع العصب والظهر والنزلة والزكام والفالج» 
وذلك لأنه ييل بالفضول إلى خلف فيحبس من مجاريما التي هي قدام مثل المنخرين والحنك لكنه 
يقوي الباه . (ونوع على اليمين وهو نوم العلاء والعباد ) القائمين بالليل وهو أسرع إلى الانتباه 
لأن القلب يبقى معلقاً . ( ونوم على الشال وهر نوم الملوك ) أصحاب الدعة والراحة ونوم 
الحكاء ء كذلك ( ليهفم طعامهم ) › وقد ذکروا في تدبير النوم أن من استعان به على المضم 
فليبتدىء أولاً بالنوم على اليمين قليلاً لينحدر الغذاء إلى قعر المعدة لميلها إلى اليمين لسهولة جذب 
الكبد له فهناك المضم ثم عاد إلى اليسار طويلاً ليشتمل الكبد على المعدة فيسخنها فإذا تم المضم 
عاد إلى اليمين ليعين على الانحدار إلى جهة الكبد» ( ونوم على الوجه وهو نوم الشياطين ) 
والمنافقين والكفار . قالوا: إن النوم على البطن يعين على الهضم معونة جيدة كما يخفف من الحار 
الغريزي ويحصره فيكثر . 


( وأربع تزيد في العقل ) وتقويه ( ترك الفضول من الكلام) وهو ما لا يعنيه منه» وقد 
وردت فيه أخبار استوفاها أبو بكر بن ألي الدنيا في كتاب الصمت» وكان يقال بترك الفضول 
تكمل العقول» وباحتال المؤنات يجب السؤددء ولا يتجرأ على الكلام إلا فائق أو مائق 
( والسواك ) وقد ورد فيه من حديث ابن عباس وأيهريرة أنه يذهب بالبلغم ويزيد في العقل» 
( وتجالسة الصاخينء و ) مخالطة ( العلاء ) أرباب الدين . روى الطبراني في الكبير » والخرائطي في 
مكارم الأخلاق والعسكري في الأمثال من حديث أي حجيفة « جالسوا العلاء وسائلوا الكبراء 


Sem AR SRS 1۹۰‏ آداب الأكل / الباب الرابع 


خطوة إلا على وضوء وكثرة السجود ولزوم المساجد وكثرة قراءة القرآن . وقال أيضاً : 
عجبت لمن يدخل الحام على الريق ثم يؤخر الأكل بعد أن يخرج كيف لا يموت ؟ 
وعجبت لمن احتجم ثم يبادر الأكل كيف لا يوت؟ وقال: م أرَ شيئاً أنفع في الوباء من 
البنفسج يدهن به ويشرب. والله أعام بالصواب. 


وخالطوا الحكاء » وروى الديلمي من حديث أنس « جالس العلهاء تعرف في السماء ووقر كبير 
المسلمين تجاورني في الجنة». 

( وأربع هي من العبادة لا تخطو خطوة إلا على الوضوء) فقد ورد أنه سلاح المؤمن 
وتقدم في كتاب الطهارة» ( وكثرة السجود ) فقد ورد «أعني على نفسك بكثرة السجود » وتقدم 
في كتاب الصلاةء ( ولزوم المساجد ) اي معاهدتها في أوقات الصلوات والجلوس فيها انتظارا ها 
والدخول فيها أوائل الناس قبل الوقت والخروج منها في أواخرهم » ( وكثرة قراءة القرآن ) غيباً 
أو نظراً في المصحف» وقد ورد في كل ذلك ما تقدم ذكره. 

( وقال أيضاً عجبت لمن يدخل الام على الريق ثم يؤخر الأكل بعد أن بخرج كيف لا 
يموت ) لأن الحام يحلل فضول البدن ويفتح المسام» فإذا دخله خالي الجوف أورثه المزال فإذا 
خرج وأكل طعاماً حصل السدد في العروق فيكون سبباً ملاكه» كما أن دخوله على البطنة يولد 
القولنج » والمستحب أن يتناول شيئ قبل دخوله فإنه يسمن ولكن يخاف منه السدد فليحترز عنها 
بالسكنجبين الساذج أو البزوري ثم يتغذى بعده فبسمن باعتدال مع الأمن من السدد» ( وعجبت 
لمن احتجم ثم يبادر الأكل كيف لا يموت) قالوا غذاء المحتجم يجب أن يكون بعد مضي 
ساعة» وكذلك لا يبادر بالجاع بعدها وقبلهاء وكذا الغضب الشديد وال حر كة الكثيرةالمتعبة » ومن 
أكل البيض بعد الحجامة أصابته اللقوة. 

( وقال الشافعي رضي الله عنه: ) أر شيثاً أنفع في الوباء من البنفسج يدهن به ويشرب) 
هكذا أورده الايدي والبيهقي كلاه في ترجته» ونقله ابن السبكي ؤابن كثير كلاها في 
الطبقات» والحافظ ابن حجر في بذل الماعون. والبنفسج نبت معروف فإذا أطلق أريد به زهره 
فقط أجوده الأزرق اللازوردي المضاعف بارد رطب في الأول يولد دما معتدلاً ويسكن الصداع 
الدموي والصفراوي شا وضادا وشمه يجلب النوم » والادهان بدهنه ينفع من السهر ويرطب البدن 
ويعدل الأخلاط وهو طلاء جيد للجرب» وينبغي أن يكون المستعمل من زهره المقطوع العروق 
ليكون مضرته للمعدة أقل » وطريق تجفيف البنفسج أن يقطف زهره ويبسط في الظل حتى ينشف 
وإذا نشف يخلى ساعة في الشمس ويرفع. وهكذا تجفيف الورد وسائر الأزهار اللطيفة لثلا تزول 
ألوانها فتضعف أفعاطما وقد يخلط مع السكر المدقوق ويرفع ويسمى هذا خيرة» وأما شرابه المتخذ 
من جلاب السكر معتدل ني البرد مرطب ينفع من ذات الجنب والرئة وآلات الصدر ووجع الكلى 
والمثانة ويدر البول والصفراء ويلين الطبع برفق » وصفته أن يؤخذ لكل عشرة أرطال سكر محلول 


‘‘®OCCCCCOCOGOCOCOOOBGOGDOCGGCCOGGOCOCGCGGOGGGOGGCCBOBCGGSGBCGGGGNARSOAS eae eens 


من البنفسج العراقي الأزرق السام من العفونة سبع أواق ينقع في ماء شديد الحرارة ويترك حى يبرد 
ويوضع على النار في قدر برام ويغطى بغطاء خشب ويترك حت ينقص منه الربع › 
وينزل عن النار حتى يبرد وييرس مرساً خفيفاً ويصفى ويلقى على ذلك السكر المحلول ويؤخذ له 
قوام » واما دهنه فبارد رطب ينفع الجرب طلاء ويلين صلابة المفاصل والعصب وينفع من الصداع 
الحار اليابس وينوّم أصحاب السهر ولاستخراجه طرق كثيرة ليس هذا محل ذكرها. 
تنبیه: 

الوباء فساد يعرض لجوهر المواء وهو مضر بالحيوان والنبات بحدث للجدري والحصبة 
والطواعين والجمرة والأكلة وسائر القروح الخبيثة والحميات» وسبب ذلك إما أرضي أو سماوي 
كالماء الآسن والجيف الكثيرة كا في الملاحم إذا لم تدفن القتلى ولم تحرق والتربة الكثيرة النداء 
الكثيرة العفن » وقد يكون عن بخار رديء من نمار أو بقول عفنة» أو من بجحرء أو من خنادق» أو 
آجام . وإذا كثرت الشهب والنجوم في آخر الصيف وفي الخريف انذر بالوباء » وكذلك الجنوب 
والصبا في الكانونين» وإذا كثرت علامات المطر ولم بطر وتكرر ذلك فمزاج الشتاء فاسد» وإذا 
زات الحشرات والضفادع كثرت وصرفت الحيوانات الزكية الحس كاللقلق وغابت قبل أوان 
غيبتها عادة. وهربت الفأرة من حجرها سدرة ملقاة» فالوباء قريب والتدبير فيه تعديل المزاج 
بالأشربة الباردةء وهجر الجاع والحلاوات والفواكه المحلوّة والسريعة الفساد كالخوخ والمشمش 
والبطيخ الأصفر والقراصيا الحلوة والتوت الحلو والرطب» واجتناب الاغذية الردية وترك الحركة 
العنيفة والامتلاء ‏ ولا يصابر على جوع ولا عطش ويشرب الماء المبرد بثلج وجمد» وشرب الماء عبا 
خير من شربه قليلاً قليلاً فإنه ربا أضر لتثويره الحرارة وإن لم تكن شهوة الغذاء يتكلف الأكل 
قليلا لتتعلق الحرارة بمادة الحياةء ويقتصر على المجففات والحوامض كلها جيدة» ويطرح في الماء 
المشروب الطين الأرمني أو يسير خل ويقلل من الحمَام والأعراق» ومن أنفع الأدوية في أيامه هذا 
صبر سقوطري جزآن زعفران جزء مر صافي جزء يؤخذ منه نصف مثقال باء ورد . 


( خاتمة) : 


تشتمل على مهمات : منها ما فيه إيضاح لا أبهمه المصنف» ومنها ما فيه تفصيل لا أجله» ومنها 


الأولى : تدبير الأسباب الضرورية كالمأ كول» فينبغي أن يؤخذ من الغذاء الملائم قدر ما يسك 
القوة ويشد الشهوة ولا يدد المعدة ولا يثقل عليها ولا يسرع معه عطش ولا يتبعه جشاء فاسد ولا 
يحدث منه نفخ» بل تعقبه خفة وراحة ويدفع فضلاته في الوقت المعتاد » ويقتصر على الخبز النقي 
من الشوائب المؤذية كالشام وعلى لحوم الحولي من الضان والعجول والأجدية» ولا يؤكل بلا شهوة 
صادقة لأنه لا تشتمل عليه المعدة ولا تقبله القرّة الماضمة فيفسد ويفسد» ولا بدافع الشهوة 


‘nuennnauacudenoeunocnOnnnnenecnuncnncdnOnsnBGGOBBGOnennnecnennennnennnnsnnnncnnnnsnnsanaaununns 


المائجة لأن المعدة الخالية الطالبة للغذاء إذا لم يرد عليها شيء من الأغذية ينصب إليها مر أو 
صديدي يبطل الشهوة الصادقة ويرر الفم ويوجب التهوع » وإدخال طعام على طعام لم ينهضم 
رديء» وتكثر الألوان حير للطبيعة والغذاء اللذيذ أحمد ولا يكثر منه ولا يتحرك على الطعام إلا 
يسبرا قدر ما جدده. 


الثانية: في ترتيب الأطعمة . يقدم الألطف على الاغلظ فيقدم البقول المسلوقة على البيض وهو 
على لحم الطير وهو على لحم ذوات الأربع » ويقدم الفواكه الملينة على الطعام كالعنب والتين» 
وتؤخر القابضة بعد استقراره في المعدة كالتفاح والكمثري والسفرجل إلا لمن به زلق في المعدة» 
وأما البطيخ فلا يؤخذ مع غذاء آخر فيفسدهء وتقدم الفواكه على البقول» والبقول على الثرائد» 
والثرائد على اللحان» والحلوى يجب أن يكون آخر الأشياء لثقله وإبطاء هضمه وملازمة التفه 
فيسقط الشهوة. والحامض يجفف ويسرع المرم ويضر العصب» والجلو يرخي الشهوة وحمي 
الأبدان ويوافق الأعصاب» والمالح يجفف ويهزل» والمر يضاد المزاج والشهوة والطبيعة إذ هو أبعد 
الأشياء عن جوهر الغذاء ‏ فليدفع مضرة الحلو بالحامض والحامض بالحلو والدسم بالمالح أو الحريف 
وبالعكس» يعني إذا أكل حافظ الصحة في يوم أو يومين غذاء حلواً مثلا ء فينبغي أن يأكل في يوم 
آخر غا اخاشضا حتی يتدارك ماحصل من ذلك› ويجوز أن يكون عقيب الحلو حامضاً قليلاً› 
والثاني على هذا القياس. وملازمة الحمية تفكك القوة وتهزل البدن بل هي في الصحة كالتخليط في 
امرض» وليس المراد بهذا أن يجمع بين ألوان وأصناف كثيرة من الأغذية والأشربة في أكلة 
واحدة» بل المراد إما ما قلنا من تدارك الحلو بالحامض والتفه بالحريض والمالح وها به أو أن يجمع 
بين غذاءين مختلفين ولا يتجاوز ثلاثة لأن الأكثر منها حير للطبيعة وليترك الغذاء وفي النفس له 
بقية شهوة» فإن البقية من تقاضي الجوع فيبطل بعد ساعة ويبقى هو خفيف النفس نشيطاً حمود 
الهضم آمناً من قوله الفضول : وإن أكل شهوته ثقل عليه بعد ذلك وإن أفرط يوماً جاع في 
اليوم الثاني ء وأطال النوم في مكان معتدل لتبعث الحرارة وتدفع الفضلات الحاصلة في أوعية الغذاء 
ومراعاة العادات في الواجبات وغيرها واجبة» وأجود النوب للأكل أن يؤكل في يومين ثلاث 
مرات. أعني في يوم مرتين طرف النهار » وفي يوم مرة وسط النهار » وصاحب المعدة الحارة لا يأكل 
مرة واحدة ما يكفيه بل يتدرج قليلاً قليلاً والأغذية تختلف باختلاف الطبيعة. 


الثالثة: في ذ كر ما ينهى عن الجمع بين الأغذية. فاعام أنه قد نى المجربون عن الجمع بين 
الأغذية في نوبة واحدة» بل في يوم واحد يعسر أذيات كثير منها بالقياس. قالوا : لا يجمع بين 
السمك واللىن فيولدان امراضا مزمنة كالجذام والفالج » ولا لین مع حامض حت نہوا عن الجمع 
بين المضيرة والاجاجية» ولا السويق على الأرز باللين » ولا العنب على الرؤوس» ولا الرمان على 
ا لهريسة» والمنهي في هذه الثلاثة هذا الترتيب والتعقيب لا مطلق الجمع » فإنه يجوز أن يؤكل أولاً 


العنب ثم الرؤوس والرمان. ثم الهريسة والسويق » ثم الارز ولا الخل مع الارزء ولا الماست مع 
الفجل ولا مع لحوم الطير » ولا بين فرا EE‏ ولا يطبخ اللحم القديد 
بالخل والثوم » ولا يحمع بين الثوم والسمك الطري والتينء فإنه يخاف أن يورث البهق والبرص» ولا 
يجمع بين بيض الدجاج والجبن الطري » ولا بين الباقلا والصقراط » ولا بين الثوم والبصل » ولا بين 
البيض والسمك فإنها إذا اجتمعا في المعدة يولدان القولنج وريح البواسير ووجع الأضراس» ولا 
يؤكل العسل على البطيخ ولا بالعكس» ولا ينبغي أن يجعل الخل في الإناء المتخذ من النحاس 
والقلعی . 


الرابعة: في تدبير المشروب» فاعام انه إنما يستعمل من الماء المحمود ما كان خالص البرد عند 
العطش الصادق قدر الري بغير زيادة عليه بعد سروع الغذاء للهضم لا عقيب الطعام » فإنه يفحج 
بل يتربص المحرور بعده نصف ساعة وغيره لا أقل من ساعتين» فإن الصبر على العطش يوهن 
العطش ويكسرهء ثم أنه قد يذهب به وخصوصاً في المرطوبين» كا يذهب الصبر على السعلة 
بالسعلة » وعن الحكة بالحك واستعماله في خلال الطعام أردأً لانه يغرق بين الغذاء ويطفئه في المعدة 
فلا ينهضم جيداً وتحصل منه مفاسد على أن من الناس من ينتفع بذلك وهو حار المعدةء ولا سيا 
عند تناول غذاء يابس بالفعل. وينبغي أن يحذر من شرب الماء الصادق البرد دفعة مقدارأ كثيرا 
قبل الطعام وبعدهء لأنه يطفيء حرارة المعدة» وفي خلال الأكل وبعد أن يترك الأكل ساعة لا 
ينبغي أن يستوفي الري بل يتجرع جرعاً لأن الماء إذا كثر في هذا الوقت منع المعدة عن الاحتواء 
على الطعام وولد النفخ والقراقر وأساء المضم » وربا أورث انطلاق البطن » وقلة الشرب على المائدة 
والامتناع عنه مود إلا أن الحار المعدة إذا احتمل العطش عند ذلك بسط الطعام في معدته وفسد 
وهاج الجشاء الدخاني» ولذلك يكون الأصلح له أن يتحمل العطش تحملاً شديداً ولا يعطي نفسه 
ريا » لكن يسكن بأثره العطش بالتجرع قليلاً قليلاً ما دام يأكل . ومن الناس من تكون شهوته للغذاء 
ضعيفة » فإذا شرب الماء قويت وذلك لتعديله حرارة المعدة» والشرب على الريق أو عقب الحركة 
وبوا اجاج عل الفاكهةوخمتر ما اطخ ولي الام اوعقي رذيء جذا ماد كان الغررب 
أو شراباًء فإن م يكن فقليل من كوز ضيق الرأس امتصإاصاً إن کان کالاحتیاج إل 
الماء بسبب حرارة المريء والرئة ويبوستهاء 0 كان اشتعال في المعدة أو الكبد فير خص الري 
دفعة لئلا يؤدي إلى احتراق » فلا يجوز الشرب على الريق إلا للمحموم والمحرور والمخمور فقط › 
وكثيراً ما يكون عطش عن بلغم مالح أو لزج» وكلا روعي بالشرب ازداد فإن صبر عليه 
أنضجت الطبيعة المادة المعطشة» وإذابتها فسكن من ذاته ومن مثل هذا كشراً ما يسكن بالأشياء 
الحارة كالعسل وبذر الرازيانج وعصيره» وما دام الطعام في المعدة فلا يشرب غير الماء. 


الخامسة: تقدم للمصنف أن الحلوى بعد الطعام من الطيبات من الرزق فاحتاج الأمر إلى التكام 
على أنواعها و كيفياتها ‏ ليكون الآكل منها على بصيرة. فاعام أن جميع الحلاوات زائد في الدم والمني 


seeeucuunccuuennnnnnnnunaneenenBenQnnnnneQecenecennenenennoenennceeseneenenannssansssan, 


مسمن للبدن ويغذي غذاء كثيراً جداً . والشىء الحلو إذ كان من الأشياء الأصلية كالتمر والعسل 
كان أشد تشخيناً واحراقاً للدم » وأما الحلوى الدسم كالفالوذجات والأخبصة وما أشبهها فإنها أقل 
غائلة من تثوير الحرارة إلا أنها أثقل على المعدة لمكان الدسومة» وكل طعام حلو ودسم فهو يشيع 
سريعاً من قبل أنه ينبسط وينتفخ فيصير من اليسير منه مقدار كثير فيملاً البطن لذلكء وكل غذاء 
غليظ لزج إذا خلط حلاوة فهو سريع الإحداث للسدد في الكبد والطحال» وقد تتولد منه 
الحجارة في الكلى والمثانة خصوصاً ما اتخذ بالدقيق والنشا وتعقل البطن أيضاء وما اتخذ بالعسل 
فهو أقل ضرراً لمن كانت احشاؤه سليمة من السدد. وما عمل بالسكر الطبرزد واللوز والمقشر فهو 
أقل إسخاناً . فمن أنواع الحلاويات التي يؤتي بها بعد الطعام عادة الفالوذج أجوده السكري وهو 
كثير الغذاء بطيء النزول والمضم يضر أصحاب السدد في الطحال والكبد » والمتخذ بالسكر ودهن 
اللوز معتدل يصلح لمن نهك بدنه وإدمانه يورث السدد . وأما المشايخ والمبرودون فالعسلي أوفق هم . 

ومنها : القطائف وهو الكنافة بمصر والفداوش با مغرب غليظ وخم كثير الغذاء يصلح لمن أدمن 
الرياضة وهو بطيء الهضم » والإدمان عليه يحدث الحصى في المخانة. 

ومنها: الزلابية وهي أخف من القطائف وأنفع انهضاماً ينفع من السعال الرطب. والعسلية 
منها قوية الاسخان. والسكرية أسكن حرارة. 

ومنها: المهلبية وهي المتخذة من دقيق الأرز والسكر واللبن كثيرة الغذاء مقوية للبدن جداً 
زائدة في الدم والمني ملينة للصدر وتضر بالصفراويين » وينبغي أن يطال النوم بعدها ولا يؤكل على 
أطعمة غليظة حامضة. 

ومنها: التعاطف ويدخل تحته أنواع كاللوزينج والجوزية والخشخاشية والفستقية والسمسمية 
المعروفة بالطحينية » وصنعته أن يعقد السكر المحلول أو العسل على نار هادئة ويصير بحيث إذا 
أخذ منه وبرد تكسر وتقصف» نم یعجن منه بعد رفعه ما یراد عجنه فيه كاللوز وهي اللوزينج 
وهي صالحة للصدر والرئة وخشونة المثانة, أو الجوز فى فهي الجوزية وهي a‏ 
الفعل من اللوزية» والخشخاش وهي الخشخاشية جالبة للنوم جيدة للسعال وحرقة ة البول زا 
في الباءة أو التق فهي الفستقية توافق من كان في صدره أو رئته خلط ر 
ومن به سدد في هذه المواضع » آو السمسم فهي فهي الطحينية وهي أكثر غذاء وفيه وخامة 
وثقل نافع من السعال والرئةويرخي لعدة أو حب الصنوبر فهي الصنوبرية وهي كالتي قبلها في 
كثرة الغذاء ويولد دما مود . وکل هذه الانواع أسرع نزولا وأقل غذاء من سائر أنواع 
الحلاريات التي فيها دهن وخىز ودقيق» ویصلح لمن لا يحتاج ج إلى غذاء كثير. 

ومن أنواع الحلاريات الحيس وهي حلواء تنخ من السمن والكعك » والتمر كث الغذاء بطيء 
النزول لا ينبغي أن يؤكل على طعام غليظ ويعتنى بسرعة هضمه واخراجه من البطن بالنوم الطويل 
والمتخذ بالزبد ألبق وأعدل. 

منها : الخبيص وصنعته أن يؤخذ نصف رطل دهن لوز ويوضع على النار في طنجير وينثر عليه لب 
خبز وسميد مفتوت آو مفروك ويحرك على نار هادئة. ثم يطرح عليه رطل سكر نقي مدقوق 


seeeceoccnennceen 
SoeooeecuccenennenOnuccCocnccnuncananennabBunecennenecennenennanenecnncenennecsnnens 


منخول ويحرك وينزل رطباً ويفرق فيجعل فوقه السكر الطبرزد » ومنهم من يجعل بدل دهن اللوز 
ربع رطل شيرج طري: ومنهم من يجعل عوضهها لبناً حليباً. وبالجملة صنعته تختلف بحسب 
العادات فطبيعته أيضاً تختلف جحسبها وبجسب ما يختلط به من الأغذية والأبازير والفواكهء 
وبالجملة فهو أقل لزوجة من الفالوذج وأصلح للدماغ » لكنه يفسد سريعاً في المعدة ولا ينحدر . 

ومنها: العصيدة أما المتخذة بالتمر ودقيق الأرز فكثيرة الغذاء بطيئة النزول مولدة للحصى 
وأوجاع المفاصل إن أدمن» ولا ينبغي أن تؤكل على الأطعمة القابضة الحامضة كالحصرمية 
ونحوهاء ولا على الكثيرة الغذاء البطيئة النزول كالرؤس والشوى. وأما المتخذة من دقيق الحنطة 
والسكر فدون ذلك في الغلظ واللزوجة وأبعد من الرداءة. 

( تذییل): فيه تکمیلان: 

الأول: قال الحرث بن كلدة طبيب العرب : دافع بالدواء ما وجدت له مدفعاً لا تشربه إلا 
عن ضرورة فإنه لا يصلح شيا إلا أفسد مثله» ولا ينبغي أن تأكل إلا على نقاء تام أو جوع 
صادق وطعام موافق وتكف من الطعام وأنت تشتهيه» ولا تبادر إلى شرب الماء حتى تستوفي في 
غذاءك وتصبر بعده ساعة. ولا تأكلن في ظلمة» ولا تطعم ما لا تعرفه» ولا من طعام محترق ولا 
حار جدا ولا دسم جدا» وليكن طعامك خبز البر واللحم الرخص ٠»‏ ولا تجاوز في الطعام حد الشبع 
بل يكون دون الشبع . وقال أفلاطون: الإستقلال ما يضر خير من الاستكثار ما ينفع » وقال: 
خفف طعامك تأمن سقامك . وقال بختيشوع بن جبريل : أصل الأسقام إدخال الطعام على الطعام . 
ومن كلامه : كل قليلاً تعش طويلاً . وقال ثابت بن قرة: الأكل على الشبع داء والشرب على الجوع 
رداء. وقال معمر : انها عن الطعام الذي يفسد الذهن» وكان لا يتعرض للباذنجان والبصل 
والباقلا والعدس والكراث والكسفرة وكان يقول: الباذغجان يفسد في شهر ما يصلحه البلاذر في 
عام . وقال الحكم السوادي : الدواء الذي لا داء معه أنه تجلس على الطعام وأنت تشتهيه وتقوم عنه 
وانت تشتهيه» فقال له المامون: اصبت. 

الثاني : قال مد بن عبد الكرم السمرقندي في روح المجالس وروح المجالس في الباب العاشر 
منه في العنصرة نقلاً عن سلهان بن طراروييس البلالية من أهل الفتوة ما نصه: الفتى لا يكون 
نضاحاً ولا مساحاً ولا مخضراً ولا ملتقطاً ولامقصراً ولا دلاکاً ولا لحاظاً ولا نسافاً ولا مکو کاً 
ولا نفاضاً ولا محلقاً ولا محولا ولا مصاصاً ولا مرسالاً ولا نشالاً ولا لكاماً ولا لطاعاً ولا قطاعاً 
ولا بلاعاً ولا جراراً ولا جرافاً ولا نفاخاً ولا حاسیاً ولا مبادراً ولا مغربلاً ولا مطفلاً ولا 
مدفاناً ولا زقاقاً ولا مکرماً ولا موصلا ولا مکاریاً ولا فارشا ولا جا ولا رجساً ولا مجولقاً 
ولا مکروشاً ولا نهاشاً ولا مقشراً ولا مداداً ولا مسوغاً ولا دفاعاً ولا مثلثاً ولا منعلاً ولا شمساً 
ولا واغلاً ولا حرماً ولا مغالطاً ولا منکراً ولا متکئاً ولا محتبیاً ولا مکاساً ولا یتکام وصاحبه 


يتحد ت . 


تفسير هذه الكلات النضاح: الذي إذا غسل يديه في الطست وفرغ من غسلها نفض يديه 
ونصح على اصحابه. 

والمساح: الذي إذا مسح يده بالمنديل دلكها دلكأً شديداً يريد بذلك إزالة الوسخ من يديه . 

المخضر : الذي لا يدلك شفتيه من الغمر إلا بعد أن يجيد الدلك بالأشنان» فإذا نعل ذلك 
فقد خضرها. 

والمقصر : الذي يس المنديل مسا ويكتفي بذلك دون المسح» فكأغا أمره بمنزلة بين المنزلتين. 

والملتقط : الذي يلتقط فتات الخبز وغيره إذا رفعت المائدة. 

والدلاك : الذي لا ينقى يديه بالأشنان والماء ويحيد دلكها بالمنديل يريد إزالة الغمر حتى 
يوسخ المنديل. 

واللحاظ : الذي لا يلاحظ القدر هل أدركت ويلاحظ لقم أصحابه. 

والنساف : الذي يتناول حرف رغيف فيتحرى به مواضع الدسم والودك من الصحفة والقدر . 

والمكو كب: الذي يكتل اللقمة الكبيرة من الأرز أو من الثريد ثم يدفعها إلى حلقه ويبلعها . 

والنفاض : الذي ينفض يده في القصعة بعد أن يضع اللقمة في فيه. 

والمحلقم : الذي يتكام واللقمة قد بلغت حلقومه ولا يصبر إلى وقت الإمكان. 

والمحول: الذي إذا رأى كثرة النوى بين يديه يحتال حتى يخلطه بنوى أصحابه. 

والمصاص: الذي يص جوف قصبة العظم. 

والمرسال :الذي يرسل اللقمة في حلقه إرسالاً فتسمع لما همهمة وتقول إليك يا فؤادي . 

والنشال : الذي إذا طبخ القدر أو شوي اللحم تناول قطعة فأكلها قبل إدراكها واستأثر بها 
دون اصحابه. 

واللكام: الذي يدخل اللقمة في فيه قبل أن يزدرد الأخرى فهو يلكمها. 

والقطاع: الذي يعض اللقمة فيبقى منها قطعة في يده فيعيدها إلى القطاع . 

واللطاع: الذي يلطع أصابعه وما تبقى في آخر القدر والقصعة. 

والبلاع: الذي يبتلع من النهم اللقمة قبل أن يجيد مضغها. 

والجرار الذي يجر الطعام من بين يدي صاحبه إلى قدامه. 

والجراف: الذي يجعل أصابعه كالمجرفة تحمل عليها يئا كثيراً. 

والنفاخ: الذي ينفخ في الطعام الحار » ويكره ذلك لخص ال : أوطهما : أنه ل١‏ يفل ذلك إلا للنهمء 


والآخر رما أن النفخ أخرج من الفم بخاراً كرما أو بزاقاً » وأخرى أنه من السخف. وأهل الظرف 
یکرهونه. 

واخاسی: الذي عل قصعة المرق تحت لته فتحساه. 

والمبادر: الذي يوالي بين اللقم بالعجلة. 

والمغربل: الذي يأخذ سكرجة املح فيحركها تحريكاً يجمع الأبزار في رأسها لبأكله. 

والمطفل: الذي يأتي القوم إلى طعام لم يدع إليه ولا هو ممن إذا أتاهم سروا بطلعته وآنسوا 
بحدیثه . 

المرسال: الذي يشي مع أصحابه في شجر ملتف أو نخل فيصرف عن وجهه الأغصان ثم 
يرسلها على وجه من يشي خلفه. 

والمدفان: الذي يدفن اللحم في القصعة تحت الثريد ويجعله قدامه ويأكله. 

والزقاق: الذي في فيه لقمة لم يسغها فيشرب عليها الماء وهي في فيه فيخرج من فيه الفتات في 
کوز القوم فيتنغخص على مؤاكليه. 

والمكرم: الذي يصيح بالغناء بارك الله علبك وأحسنت والله وذلك يشغل اماع القوم عا 
ىوه من الماع . 

والموصل :الذي إذا تحدث وصل حديثاً بحديث وأدخل شيعا في شيء وقرمط وسلسل وطول 
وابرم. 

والمكاري: الغلام الأمرد الجميل الذي لا صاحب له فيحفظه فهو مطلق مخلى يطوف على 

والرفاش : الذي یرفش يته حتی تری عارضیه من قفاه کأن لرأسه جناحین وکان لحیته 
رفش أو مشط حائك وهو زي كل صفعان ناقص . 

والجبس: الثقيل البغيض الكز الأخلاق. 

والرجس: المنتن القذر ولا يكون على هذه الصفة إلا دباغ أو سماك أو رواس أو محناتي أو 
بيطار أو ماسبذي. 

والمجولق: الذي يأكل الكثير ولا يكاد يشم کأن بەلنه جوالق . 

والمكروش : الذي يضع العظام والمشاش فإذا مصه ثم استخرج الفتات من فيه فرمى به فقذر ٠‏ 
وقع عليه. 

والنهاش: الذي ينهش العظم نهشاً كا ينهش السبع. 


eee nea eons 


والمقشر : الذي إذا صادف أرزأً أو جوذاباً أو لبنا عليه سكر قشر ما عليه من السكر فاستأثر 
به دون اصحابه. 

والمداد : الذي يعض على العصب الذي م ينضج والقطعة من اللحم لم تنضج ويدها بفيه 
ويوترها بيده فربا قطعها بشدة يكون ها انتضاح على ثوب المؤاكل. 

والمسوغ: الذي يعض على اللقمة فلا يزال يتلمظ بها ولا يسيغها إلا بالماء. 

والدفاع : الذي يكون في القصعة عظم في الجانب الذي يليه فينحيه بلقمة من الثريد ويصير 
مكانه قطعة من لحم وهو يري أنه يسوي الثريد. 

والمثلث: الذي يثلث وسادة النوم ويتكىء عليها فربما خرقها. 

والمنعل: الذي يأخذ القطعة من الخبز فيلويا ويجعلها مثل الملعقة ليحمل اللبن والدبس وما 
أشبه ذلك. 

والشمسى : العيار المقامر الذي لا تراه الدهر إلا عرياناً في قطعة عباء أو تبان قد أحرقت 
الشمس جلده وصبرته کمیتاً فهباً . 

والواغل : في الشراب مثل المطفل في الطعام والمحدث أن يكون ساقي القوم فيشتغل بالحديث ولا 
کون یاقا کن ت ا 

والمغالط :الذي يطلب منه الماء فيدفع الكوز إلى غير من يطلبه أو يشربه هو بنفسه. 

والمكامن : الذي إذا ناولته الشيء لبأكله يد يده لأخذه وهو يقوللا أريده 'وماذا أعمل به وأنا 
شبعان . 

وقال يوسف بن الزنجي كان سلمان بن طرار قاضي الفتيان حسن السيرة مقبول الصورة عند 
القوم » و كان مكباباً صاحب أطراف و كان يقول : إيا؟ وفضول النظر فإنه يدعو إلى فضول القول 
والعمل» وكان ترك التزويج مخافة أن يجد لذة فيدعوه ذلك إلى الزنا. قال يوسف : وما كان أشد 
القوم ولا أسنهم» ولكن كان أشد القوم تمسكاً بما كان عليه الأوائل . قال: وما زلت أرى في 
الفتبان نقصاناً مذمات سلمان والته أعلم. 

وهذا آخر ما أردت من شرح كتاب آداب الأكل من الإحياءء والحمدالله الذي بنعمته تم 
الصالحات وتنزل البر كات مصلا مسلا على حبيبه مد وآله وصحبهماتكررت الأوقات وتداورت 
الساعات. كتبته وقد بلغت الروح التراقي والى الله أشكو ما ألاقي وهو مفرج الشدائد ومهون 
العظائم لا إله غيره ولا خير إلا خيره» وذلك عند أذان عصر يوم السبت لخمس بقين من جادي 
الثانية سنة ٠٠۹۸‏ . قاله بفمه وكتبه بقلمه العبد أبو الفيض محمد مرتضى الحسيني فرج الله كروبه 
وستر عيوبه بمنه وكرمه» وحسبنا الله ونعم الوكيلء ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيمء 
والحمد لله رب العالمين. 


انتهى الجزء الخامس ويليه الجزء السادس وأوله: 
کتاب اداب النكاح . 


فهرس الجزء الخامس من إلحاف السادة 


الموضوع الصفحة 
مقدمة الشارح لكتاب آداب تلاوة القرآن E‏ 
( كتاب آداب تلاوة القرآن وفيه أربعة أبواب) O‏ 
الباب الأول: في فضل القرآن وأهله وذم المقصرين في تلاوته ea‏ 
فضبلة القرآن e ASAS‏ 
في ذم تلاوة الغافلين Testa RnR i‏ 
الباب الثاني : في ظاهر آداب التلاوة ORES Rss‏ 
فصل الكلام في سجدات القرآن وما لكل منها من الأدعية AS‏ 
فصل في اعتبار سجدات القران OF eem‏ 
فصل في مسائل منثورة لأصحابنا تتعلق بالباب BO ER Aaa‏ 
فصل في اعتبار من يتوجه عليه حكم السجود EE Sa‏ 
الباب الثالث: في ذكر أعال الباطن في تلاوة القران N N Rs‏ 
الباب الرابع : في فهم القرآن وتفسيره بالرأي من غير نقل ENE‏ 
فصل في معرفة شروط المفسر E CE RT‏ 
دصل في بيان العلوم التي يحتاج المفسر إلى تفسبره OP AES‏ 
فصل في غرائب التفسير التي لا يحل الاعتاد عليها ولا تذكر إلا للتحذير منها ٠١١‏ 
خاتمة في بيان طبقات المفسرين من الصحابة والتابعين ومن بعدهم VA‏ 
( كتاب الأذكار والدعوات وفيه خسة أبواب) RE SES‏ 
الاب الأول: في فضيلة الذ كر وفائدته على الجملة والتفصيل من الآيات 

AVS AED Se ES والأخبار والآثار‎ 


اللوضوع الصفحة 
فضبلة مجالس الذكر Aa eS EAA‏ 
فضيلة التهليل O CD SS O E‏ 
فضيلة التحميد والتسبيح وبقية الأذكار Se‏ 
اللاب الثانى : في آداب الدعاء وفضله وفضل بعض الأدعية المأثورة وفضيلة 
الاستغفار والصلاة على رسول الله م a‏ 
فضبلة الدعاء TFs SR‏ 
آداب الدعاء E E EEE‏ 
فصل في أدعية الأنبياء المحكية في القرآن FOU E‏ 
فضيلة الصلاةعلى رسول الله مي وفضله ل O N.‏ 
فصل في بيان أن الصلاة على النبي ميل تتضمن ثواباً عظباً PVE sane‏ 
فضىلة الاستغفار PAF aies RAR ASAR‏ 
الباب الثالث: في أدعية مأثورة Teena‏ 
دعاء رسول الله ي بعد ر كعتي الفجر FAVRE‏ 
دعاء عائشة رضى الله عنها i a O‏ 
دعاء فاطمة رضي الله عنها O LS‏ 
دعاء أي بكر الصديق رضي الله عنه EY EARNS‏ 
دعاء بريدة الأسلمي رضي الله عنه e‏ 
دعاء قبيصة بن المخارق FOES‏ 
دعاء ألي الدرداء رضى الله عنه OV SS AERA‏ 
دعاء الخليل إبراهم عليه الصلاة والسلام CEASE MESES GOS‏ 
دعاء عيسى عليه السلام Ree COD OAS e‏ 
دعاء الخضر عليه السلام E‏ 
دعاء معروف الكرخي رضي الله عنه Ne ea eas‏ 
دعاء عتبة الغلام FIER Sean‏ 


دعاء على بن ألي طالب رضى الله عنه PES A SES‏ 
دعاء ابن المعتمر وهو سلمان التيمى وتسبيحاته رضى الله عنه FO‏ 
دعاء إبراهم بن أدهم رضي الله عنه FOV‏ 


الباب الرابع : في أدعية مأثورة عن النبي مث وعن أصحابه رضي الله عنهم 
محذوفة الأسانيد منتخبة من جلة ما جعه ابو طالب المكى وابن خزية وابن 


المنذر رجهم الله EEN ALE De AS‏ 
أنواع الاستعاذة المأثورة عن رسول الله مي a TT‏ 
اللاب الخامس: في الأدعية المأثورة عند حدوث كل حادث من الحوادث Ese‏ 
( كتاب ترتيب الأوراد وتفصيل إحياء الليل وفيه بابان) P40 sss.‏ 
الباب الأول: في فضيلة الأوراد وترتيبها وأحكامها e BE‏ 
بيان أعداد الأوراد وترتيبها OP MESSRS SEA‏ 
بيان أوراد الليل وهي خسة ONS EOS‏ 
بيان اختلاف الأوراد باختلاف الأحوال CA‏ 
الباب الثاني : في الأسباب الميسرة لقيام الليل وني الليالي التي يستحب إحياؤها 
N SE E OO‏ 
فضيلة قيام الليل OVA se REE ees she‏ 
بيان الأسباب التي بها يتيسر قيام الليل BAe e‏ 
بيان طرق القسمة لأجزاء الليل OO mse‏ 
بيان الليالي والأيام الفاضلة BENE RSS‏ 
( كتاب آداب الأكل وفيه أربعة أبواب) O e ens‏ 
الباب الأول: فما لا بد للمنفرد منه وهو ثلاثة أقسام WE Selene‏ 
القسم الأول : في الآداب التي تتقدم على الأكل ARAS‏ 
القسم الثاني : في اداب حالة الاكل ONO aE‏ 


القسم الثالث : ما يستحب بعد الطعام ONY eRe‏ 


الموضوع الصفحة 
الباب الثاني : فا يزيد بسبب الاجتاع والمشار كة في الأكل E‏ 
الباب الثالث: في آداب تقدي الطعام إلى الإخوان الزائرين See‏ 
الباب الرابع : في اداب الضيافة NSR e‏ 

114 


فصل يجمع آداباً ومناهي طبية وشرعية متفرقة RS‏